جبهات الانقاذ العربية في طبعتها جربت في مصر فكان السيسي وجربت في تونس فكان السبسي. ويبدو أن الطبعتين أثبتتا نجاحا منقطع النظير بدليل طبعة ثانية. لن أسأل عما ينقذونه ولا مم ينقذونه فالنجاح الباهر في مصر وفي تونس كاف وزيادة. ما أريد بيانه هو طبيعة المنقذين ولصالح من يتحركون وما أفقهم؟ عادة الطبعة الثانية تتضمن تصحيحا للطبعة الأولى ومن ثم فالبرنامج واحد والسعي هو لإصلاح أخطاء الطبعة الأولى ومراجعة سياسة التسويق بوجوه جديدة. وسياسات التسويق الحديثة-ذلك أن معركتهم تجري باسم الحداثة-تقتضي توظيف المرأة الفاسدة والمال الفاسد والمخابرات التابعة لمواصلة مهمة التحضير. بهذا التعريف يمكن القول إن جبهات الإنقاذ تمثل الطبعة الثانية من مواصلة سياسة التحضير المستبد ولذلك فأصحابها في تونس يدعون بورقيبية محدثة. والمعلوم أن دعوى الإنقاذ الأولى أو انقلاب ابن علي كانت محاولة لإنقاذ إفلاس البورقيبية الأولى وعجزها في مهمة التحضير الاستعمارية: ثورة الشباب.
Like this book? You can publish your book online for free in a few
minutes!