التواصل والتبادل - الفصل الثالث - أبو يعرب المرزوقي
فلنتكلم الآن في التواصل والتبادل ببعدي كل منهما في مستواهما الأول وفي مستواهما الثاني إلى التنوع والتعقيد بمستوييهما الداخلي والخارجي: النبض. فللوجود ككل دنيويه وآخريه في الثقافة الواحدة وفي الثقافات المتساوقة والمتوالية نبض لا يتوقف إذا أمسكنا بمنطقه أمكننا الكلام على نسيج القرآن. فما سميته تجوزا حيل العقل لفهم القرآن أو النظريات التي اضطررت لوضعها هي من جنس الهندام لدى البناء حول ما ينوي بنائه يرمي بها بعد الإنجاز. فلا شيء من الحيل أو النظريات بمطلوب لذاته بل هو استراتيجية الولوج إلى ما في القرآن من تحليل لشروط التواصل والتبادل في وظيفتي الإنسان الحرتين. ومعنى ذلك أن الإنسان من دون هذه الاستراتيجية يتواصل ويتبادل ولكن بمقتضى الخضوع لمجرى الطبيعة والتاريخ دون أن يكون له فيهما دور يعبر عن حرية.
Like this book? You can publish your book online for free in a few
minutes!