حقيقة السلطة او معضلة العلاقة بين الطبائع و الشرائع - الفصل الثالث - ابو يعرب المرزوقي
بينا في الفصل الثاني شروط نسبة أي سلطة للإنسان، مختلفة عما فيه من سلطة تنسب إلى ما فيه من طبيعي، ليس له عليه سلطان مباشر: وظائف كيانه العضوي، ويمكن أن نعتبر ما يتعلق بكيان الجماعة متضمنا كذلك ما ليس للإنسان عليه سلطان، بمعنى أن للطبيعة سلطان على الإنسان في كيانه الفردي والجمعي. فيكون ما نعنيه بسلطان الإنسان في كيانه الفردي والجمعي، هو ما به يتميز الإنسان عن الحيوان عامة، من سلطان للوعي بأحكام الطبائع المؤثرة في الشرائع. والوعي بأحكام الطبائع ليس طبيعة، وإلا لعمّ كل البشر ولما أحتاج إلى الجهد الحضاري الذي يتمثل في العلم بقوانين الطبائع واستعمالها للسلطان عليها.
Like this book? You can publish your book online for free in a few
minutes!