انفجار البركان في عالم الكاتب مجلة العدد الثاني عشر محرم 1442هــ أغسطس 2020م ضيف العدد /وضاح بن هادي : َم ْت َجر الكتب : لكــل مرحلة ُك َّتــابها و ُكتبها ثلاثية المكان والزبون والبائع التي أحدثت الفـــرق والتأثير ال ُملتـقيــــات الثـقـــــافيـــــة انفجـــار البــركان في الحضارة العربية الإسلامية في عــالــم الكـــاتب
مجلة العدد الثاني عشــر 2
رئيس التحرير: 3 العنود الدكان مشرف المبادرة: هالة البكري فريق الإعداد: أحمد العسيلان آسية المطوع خولة القريشي زهرة الصالح طيف الجعيد فاطمة أبو سعدة ميثم السلطان هند الصبار فريق التدقيق والمراجعة: عهود هلابي ناديه موسى فريق العلاقات العامة: أشرف نور ريم الموسى نجلاء الشهراني نورة السبيعي فريق التصميم: حبيبة جمال العدد الثاني عشــر
الفهـ العدد الثاني عشــر 4
ــــرس -6كلمة التحرير -8ضيف العدد الأستاذ وضاح بن هادي - 12نافذة جمال و وعي -13صناع الفشل -14لقي ٌط ينتقي منفاه -16ال ُملتقيات الثقافية في الحضارة العربية الإسلامية -18النهــــاية المـــأســــاويـــة لبطــــل الــــروايـــة -19سحر استثنائي 2 -22مراجعة كتاب | الخيميائي « للكــاتب :باولو كـــويلو « -23مراجعة كتاب | اختراع العزلة « للكاتب :پول أوستر «؟ -24الغــوغـــائيــــة وتأثيــــــرها على الإبــــــداع َ -26م ْت َجر الكتب -27ثلاثية المكان والزبون والبائع -29مراجعة كتاب | َمن الذي ح ّرك ِقطعة الجبن الخاصة بي؟ »A Tale of Two Cities« -32 -33انفجار البركان في عالم الكاتب -36مكتبة جامعة مانشستر ببريطانيا :أيقونة رائدة تاريخ ًيا في عالم المكتبات -37الخاسر ...الفائز العدد الثاني عشــر 5
كـلــمـة التحريــر العدد الثاني عشــر 6
لا نـزال علـى العهـد نمضـي ،وإن طـال الغيـاب بنـا .نعـود لمنبرنـا ونلتقـي بكـم فـي عددنـا الثانـي عشـر بمشـاركات أصدقائنـا الكُ ّتـاب الذيـن نُ ِكـ ُّن لهـم وافـر الحـ ِّب والامتنـان؛ لمـا تبعثـه أقلامهـم مـن جمـا ٍل وإبـدا ٍع فـي سـبيل إثـراء موروثنـا الثقافـي العربـي .نقـ ّدم لكم هـذا العـدد الـذي كان يوافـق موعـد نشـره بدايـة السـنة الميلاديـة المميـزة 2020م ،ولكـن لظــر ٍف طــارئ خــارج عــن إرادة إدارة المجلــة تأ ّجــل موعــد نشــره .وفــي هــذا الصــدد نقــ ّد ُم الشـكر أجزلـه لفريـق عمـل المجلـة ،فلـولا تضافـر جهودهـم وتعاونهـم لمـا واصلنـا هـذا التقـدم والنجـاح. يأتـي هـذا العـدد فـي الوقـت الـذي بدأنـا نسـتحضر فيـه معانـي العزلـة والوقـت وقيمـة وجودنــا الإنســاني ،ووســط نــداء المهتمــن معرف ًّيــا بضــرورة مــلء مخزوننــا الثقافــي والعلمـي ،واسـتثمار الكتابـة والنشـر كأننـا سـنمضي سـري ًعا تاركـن خلفنـا موروثنـا! وهـذا -بـا شـ ّك -هـو الواقـع الـذي تناسـيناه فـي ازدحامنـا المسـتمر .يمكـن اعتبـار هـذا العـام ،وظهـور وبـاء كورونـا فيـه ،وقفـ ًة للعالـم بـأ ّن هـذا الجيـل يكتـ ُب موروثـه فـي ظـل العولمـة الجديـدة .وتأتـي مجلتنـا -تزامنًـا مـع هـذا -محملـ ًة ببعـض فيـض ثقافتنـا وأدبنـا العظيـم ،والـذي نطمـح أن نكـون بـه نبـراس ضيـا ٍء نقـود بـه جيـاً مـن الكُ ّتـاب والقـرّاء ونبنـي ثقافتنـا القرائيـة للمسـاهم فـي صناعـة المحتـوى العربـي. العدد الثاني عشــر 7
ضيف العدد أ :وضاح بن هادي مهتم بفن صناعة القراءة تحدَّثـ َت ذات مـرة عـن فكـرة التعـود علـى القـراءة منـذ مرحلـة الحمـل ،هـل مـن الممكـن أن تحدثنـا عـن هـذه الفكـرة؟ الدراسـات والتجـارب تثبـت أن الجنـن يتفاعـل -إيجابًـا أو ســل ًبا -مــع مشــاعر وأصــوات الأم وأصــوات أخــرى فـي المجـالات القرائيـة ،مـن أدبيـة وتاريخية وفلسـفية... مـن حـن بلوغـه الأسـبوع الــ 23فـي الحمل ،ومـن ذلك إلـخ. تفاعلـه مـع مـا يُحكـى عليـه مـن قصـص وأحاديـث كيـف تـوازن بـن حياتـك العمليـة والعائليـة وقراءاتـك وحكايـات ،ومـا يسـمعه مـن مقطوعـات وتـاوات ممـا الخاصـة؟ ومـا الصعوبـات التـي تواجهـك عـادة بشـأن وقـت القـراءة؟ يحـدث لديـه أثـرًا مفيـ ًدا علـى المـدى البعيـد. يقـول بعـض الخبـراء إن الطفـل يحصـل علـى كميـة حياتـي كحيـاة أي شـخص آخـر ،فأنـا لله الحمـد مـع معينــة مــن المعلومــات الحســية فــي الرحــم ،والتــي التنظيــم ووضــوح الأهــداف وترتيــب الأولويــات .أجــد يســتجيب لهــا أو يتفاعــل معهــا إذا ســمعها مــرة وق ًتـا لعملـي الشـخصي ،ووق ًتـا لقراءاتـي وخلوتـي فـي أخــرى وهــو طفــ ٌل حديــث الــولادة .مــن هنــا جــاءت مكتبتــي – والتـي تمتـد غال ًبـا لأربـع سـاعات يوميـة- فكــرة أن تُخ ِّصــص الأم (الحامــل) جــز ًءا مــن يومهــا ووق ًتــا لشــرب القهــوة اليوميــة مــع والــ َد ّي ومــع زوجتـي ،فـوق هـذا أجـد وق ًتـا كاف ًيـا لملاعبـة صغـاري للحديــث وحكايــة القصــص بصــو ٍت عــا ٍل لجنينهــا، ومحاورتهــم وقــراءة القصــص معهــم .وهــذا ليــس وكأنّهــا تخاطــب طفــ ًا بــن يديهــا ،وســتلمس هــذا ضربًـا مـن المثاليـة أو الخيـال ،وإنمـا هنـاك كثـر مثلـي علــى مســتوى ذكاء ولغــة طفلهــا. مـن خـال تجربتـك القرائيـة ،حدثنـا عـن أبـرز الك ّتـاب يمارسـون مـا أمـارس وربمـا أكثـر .والمهـم فـي كل هـذا – الذيـن سـاهموا فـي تشـكيل وعيـك ،وفـي أي المجـالات بعـد توفيـق الله عـز وجـل – أن تكـون أهداف الشـخص وأولوياتــه واضحــة وماثلــة أمامــه .وأن يكــون حاز ًمــا كانـت تلـك المسـاهمة؟ أسـتطيع أن أقـول أنّهـم كُثُـر ،ربمـا بعـدد الكتـب التـي مـع نفسـه فـي عـدم تبديـد هـذا الوقـت فـي جوانـب قرأتهـا ،ولا أبالـغ إذا قلـت أنّهـا بـالآلاف ،ولـكل مرحلـة ثانويـة لا تصـب فـي تحقيـق أهدافـه سـواء العلميـة أو العمليــة أو الحياتيــة. كُتَّابهـا وكُتبهـا التـي أحدثـت الفـرق والتأثيـر. قراءاتــي منــذ بداياتــي كانــت منظمــة وموجهــة لله منــذ متــى بــدأت رحلتــك مــع القــراءة؟ وكيــف تميــز الحمـد .فـي البدايـة كانـت العلاقـة مـع كتـب التأهيـل بــن القــراءة الجيــدة مــن ضدهــا؟ العلمــي الشــرعي ،ثــم بعــد المرحلــة الثانويــة بــدأت رحلتــي بــدأت منــذ وقــت لا أقــول أنــه مبكــرٌ – كمــا العلاقــة مــع الكتــب الفكريــة ،ثــم بعــد التفــرغ أدعــو إليــه – ولا أقــول أنــه متأخــر ،فالبدايــات الأولــى لمشــروع (نقــش المعرفــة) بــدأ التوســع كثيــرًا وكثيــرًا كانـت فـي أواخـر المرحلـة المتوسـطة حينمـا أهدانـي العدد الثاني عشــر 8
كتبــي الحاليــة تزيــد عــن العشــرة آلاف كتــاب .ولــم أعــد حال ًيــا أجــد لهــا مكانًــا يضمهــا كلهــا ،وكل كتـاب فـي مكتبتـي لـه قصـة ،ولـه رحلتـه الخاصـة معلمــي كتابًــا فــي مختصــر ســيرة النبــي -صلــى فــي الشــراء وربمــا الســفر لأجــل شــرائه .وأحســب أن مكتبتــي فيهــا كل مــا يُلبــي احتياجاتــي المعرفيــة، الله عليــه وســلم -لأجــد نفســي بعدهــا فــي تع ّلــ ٍق واحتياجـات أسـرتي فـي مختلـف مراحلهـم العمريـة للكتــب وبحــ ٍث عنهــا وزيــارة دائمــة للمكتبــات ســواء وهــم كحالهــم الآن أطفــالاً أو حتــى إذا كبــروا ومعــارض الكتــب التــي كانــت تقــام فــي مدينتنــا بعـد ذلـك ،كـون فيـه التنـوع ،والجمـع مـا بـن كتـب (جــدة) ،بــل حتــى أنــي كنــت أجمــع مــن مصروفــي التــراث الشــرعي والأدبــي والفكــري والتاريخــي وبــن اليومــي ِلــا أخطــط لشــرائه مــن كتــب ،وهــذا كلــه الكتـب والإصـدارات المعاصـرة .إضافـة لمـا تحويـه مـن كتـب مصـ ّورات قديمـة ،ودوريـات مـن المجـات الثقافيـة كان فــي المرحلــة الثانويــة مــن الدراســة. التـي لـم تعـد تصـدر منـذ فتـرة ،وموسـوعات علميـة أمـا بالنسـبة للشـق الثانـي مـن السـؤال :فالتمييـز متخصصــة بعضهــا لا يُبــاع فــي المكتبــات وإنمــا بـن الكتـب جيدهـا ورديئهـا لـم يـأ ِت فـي يـ ٍوم وليلـة أو فـي أول مراحلـي فـي القـراءة وعلاقتـي مـع الكتـاب، وصلتنــي كإهــداءات مــن جهــات وأحبــاب. لا شـك أن البدايـات كانـت تتطلـب منـي استشـارات مـا رأيـك فيمـن يضـع أطـرًا للثقافـة بحيـث أنـك لابـد متواصلــة لأصحــاب الاختصــاص ســواء فــي معرفــة أن تقـرأ لك ّتـاب معينـن ونوعيـة كتـ ٍب محـددة حاصلة الك ّتــاب أو الكتــب أو الطبعــات .ومــع الزمــن تتكــون علـى جوائـز كثيـرة وتطلـع علـى جميـع كلاسـيكيات لـدى الشـخص الخبـرة الكافيـة والملكـة فـي معرفـة الأدب وإلا فـا يمكـن أن تكـون قارئًـا جيـ ًدا؟ مؤلــف الكتــاب مــن أســلوبه ،ومعرفــة أفضــل لا أرى صحـة -ولا جـدوى -لمثـل هـذا التأطيـر الثقافـي المحققـن ،وأفضـل دور النشـر التـي تعتنـي بطبعاتهـا اليــوم؛ كــون فضــاء المعرفــة أصبــح واســ ًعا جــ ًدا، ومـا تُصـدره .والوصـول لهـذه المرحلـة لا شـك أنـه كان ولــم يعــد حكــرًا علــى مدرســة أو كاتــب أو جائــزة ممزو ًجــا بالكثيــر مــن التعثــرات وكثيــر مــن الأخطــاء بعينهـا .إضافـة إلـى الاختـاف وتنـوع اهتمامـات قـارئ وكثيـر مـن النـدم علـى شـراء كتـب لـم تكن تسـتحق عــن قــارئ ،مــا لــم يكــن الشــخص مهت ًمــا بالشــأن الشـراء فضـاً عـن قراءتهـا ،لكـن هـذا طبيعـي فـي الثقافـي أو تلـك المدرسـة الفكريـة أو الأدبيـة أو حتـى فتـرة تكويـن الخبـرة ،ولولاهـا لمـا عـرف الشـخص جيـد الحقبـة التاريخيـة؛ فهـذا يُلزمـه بالمـرور علـى الكتـب التأسيســية لتلــك المدرســة أو الحقبــة حتــى يكــون متتب ًعــا للتحــولات التــي حدثــت خــال مراحلهــا الكتـب مـن رديئهـا. التطويريــة ،وصــولاً إلــى إنتاجهــا الجديــد. كيــف يصنّــف الأســتاذ وضــاح بــن هــادي مكتبتــه الشــخصية مــن حيــث النوعيــة والجــودة والثقــل الأدبــي؟ العدد الثاني عشــر 9
من سمات الفوضى القرائية: صادفنــا خــال جولتنــا فــي حســابك المبــدع ،فكــرة (كناشــتي) ،ونــود تعريــف قرائنــا بهــذه الفكــرة. مفكـرة (كنّاشـتي) جـاءت بعـد سـماع طويـل لمعانـاة شــكوى كثيــر مــن القــراء مــن عــدم معرفــة ســبب كثيــر مــن القــراء مــع المعلومــات والأفــكار التــي تمــر اختيـاره للكتـاب الـذي بـن يديـه ،ولا مـاذا يريـد مـن بهـم وتـرد عليهـم أثنـاء قراءاتهـم فـي الكتـب؛ فكانت وراء قراءتـه لهـذا الكتـاب ،ولا مـا الـذي خـرج بـه مـن هــذه المفكــرة أشــبه بالمنظــم لتلــك القــراءات .وقــد بعــد قراءتــه للكتــاب! شــكوى الكثيــر مــن ال ُقــراء وضعــ ُت خانــات محــددة يُركــز عليهــا القــارئ ،وهــي مـن عـدم إنجازهـم لقـراءة الكتـب التـي نـووا وعزمـوا تُعتبـر زبـدة مـا يحصلـه ويخـرج بـه بعـد قراءتـه لـكل علـى قراءتهـا ،ولـو جئـت تسـأله بعـد سـت أو سـبع كتـاب .ففـي البدايـة يجـد القـارئ خانـات مخصصـة سـنوات مـن تكوينـه علاقتـه مـع القـراءة :كـم عـدد للبيانــات الأوليــة للكتــاب ،مثــل اســم الكتــاب الكتـب التـي أنجـزت قراءتهـا مـن الجلـدة إلـى الجلـدة؟ والمؤلـف والـدار الناشـرة والطبعـة ،ثـم خانـات لتقييـم ربمـا وجـدت أنهـا لا تتجـاوز عـدد أصابـع اليديـن .لمـاذا الكتــاب ،بنــا ًء علــى لغــة الكاتــب ومســتوى الكتــاب هـذا؟ لا شـك أنـه بسـبب الفوضـى القرائيـة ،وعـدم ووضـوح وترتيـب أفـكار الكتـاب .بعدهـا وضعـت خانـة وضـوح الأهـداف القرائيـة التـي ينشـدها .وربمـا بسـبب يكتـب فيهـا القـارئ -فـي سـطر أو سـطرين -انطباعه اختيــار الكتــاب غيــر المناســب لهــذا المجــال أو لهــذه العـام عـن الكتـاب ،ثـم يكتـب أهـم الأفـكار الرئيسـة التــي ناقشــها الكتــاب ،متبو ًعــا بأهــ ّم التســاؤلات المرحلـة المعرفيـة التـي وصـل إليهـا. والاســتفهامات التــي وردت أثنــاء قــراءة الكتــاب ،ثــم يكتـب المفـردات اللغويـة الجديـدة التـي مـرت عليـه في وإحـدى النتائـج التـي تُخ ّلفهـا هـذه القـراءة الكتـاب ،ثـم أهـم العبـارات الملهمـة التـي اقتبسـها الفوضويـة هـي عـدم شـعور القـارئ بالثمرة مـن الكتـاب ،ثـم يكتـب فـي خانـ ٍة خاصـة رؤوس أقـام للفوائـد التـي فـي الكتـاب مـع تحديـد رقـم الصفحـة مـن وراء مـا يقـرأ ،وربمـا الانقطـاع عـن القـراءة كل ًيـا بعـد حـن ،لعـدم لـكل فائـدة فـي حـال أراد أن يعـود إليهـا بعـد ذلـك، شــعوره بثمــرة القــراءة التــي كان يرجوهــا .وحقيقــة ثـم بعـد هـذا وضعـت لـه خانـة فارغـة يرسـم فيهـا الإشــكالية ليســت فــي القــراءة نفســها وإنمــا فــي عــدم الســير بطريقــة صحيحــة وأهــداف واضحــة خارطـة ذهنيـة ملخصـة لأفـكار الكتـاب كامـاً. وهــو يســير بهــذه الطريقــة مــع مفكــرة (كُنَّاشــتي) ينشــدها مــن وراء مــا يقــرأ. علــى مــدار 50كتابًــا يســتطيع تلخيصهــا بهــذه معــارض الكتــب الدوليــة محافــل ثقافيــة ،فأيــن تــرى مســتقبل تلــك المعــارض مــع ظهــور المتاجــر الطريقــة فــي مفكــرة واحــدة. الإلكترونيــة وتســابق الكُ ّتــاب علــى نشــر أعمالهــم حســب دراســتك الخاصــة ٪80 :مــن القــراء يعانــون فــي الأوســاط العنكبوتيــة بــدلاً مــن انتظــار طوابيــر «الفوضـى القرائيـة» ،كيـف اسـتنبطت ذلـك؟ وكيـف يعـرف القـارئ المبتـدئ بأنـه واقـع فـي تلـك الفوضـى؟ المهتمــن فــي تلــك المعــارض؟ إذا عرفنـا أولاً مـا الفوضـى القرائيـة سـنعرف بعدهـا حينمــا تُلامــس واقــع مــا فــي الكتــب فــي دولنــا بأنفسـنا حجـم المشـكلة التـي نلمسـها ونراهـا فـي العربيـة؛ فإننـا بـا شـك سـنبصر حجـم الإقبـال مـن حيـاة كثيـر مـن القـراء اليـوم ،خاصـة المبتدئـن فيهم؛ الشــباب بــل وحتــى الأســرة علــى الكتــاب الورقــي. فالفوضـى القرائيـة هـي القـراءات التـي لا تسـير ضمن وهـذا الإقبـال بصـوره المختلفـة ،بـد ًءا مـن الوقـوف فـي أهـداف ولا رؤيـة ولا جدولـة قرائيـة ممنهجـة لتحقيـق طوابيـر الانتظـار علـى بوابـات المعـارض ثثـم التجـول تلـك الأهـداف المعرفيـة؛ . العدد الثاني عشــر 10
ســاعات وســاعات بــن ردهــات المعــرض ،ثــم صــرف الخلاصـة :المكتبـة ليسـت بحجمهـا ،إنمـا فـي نوعيـة مئــات الريــالات مقابــل شــراء الكتــب ،ثــم الخــروج محتوياتهـا .وهـذا يتطلـب مـن القـارئ وقفـة حازمـة بعربـات الكتـب مـن بوابـات المعـرض ...إلـخ؛ ألا يدلنـا صادقـة مـع نفسـه لتنظيـف مكتبتـه –مـا بـن حـن كل هــذا علــى أن الكتــاب الورقــي لا يــزال حاضــرًا ،ولا وآخـر– مـن الأعشـاب الضـارة ،وإلا تحولـت تلـك المكتبـة يـزال ح ًّيـا ،ليـس هـذا علـى مسـتوى عشـاق القـراءة إلـى نـوع مـن الجحيـم الدنيـوي! والكتـب فحسـب ،بـل حتـى الداخلـن حديثًـا لعالـم -القــراءة الرقميــة مــن صفحــات التدويــن والتغريــد القــراءة مــن الجنســن؟ وإن كانــت ثمــة دعــوة ،فهــي والموســوعات الرقميــة وغيرهــا ،هــل مــن الممكــن لــوزارات الثقافــة والجهــات الثقافيــة –فــي دولنــا أن تقــوم مقــام القــراءة المركــزة للكتــب؟ وهــل العربيــة– المعنيــة بشــأن هــذه المعــارض ،بــأن تقــوم النشـر الإلكترونـي سـاهم فـي نهضـة القـراءة فـي بالمزيـد مـن الجهـود فـي تطويـر هـذه المعـارض ،والمزيـد مجتمعنــا العربــي؟ مـن الفعاليـات الثقافيـة الملامسـة لاهتمامـات القـراء لا شــك أن القــراءة فــي منصــات التواصــل وروّاد المعـارض ،وتقـديم المزيـد مـن التسـهيلات والتعـدد الحديثــة والموســوعات الرقميــة والمدونــات فـي دور النشـر المحليـة والدوليـة؛ لأجـل تقـديم الأسـعار المغريــة والخصومــات المح ّفــزة للشــباب لشــراء الكتــب المتخصصــة هـي إحـدى الوسـائل الجديـدة لتلقـي المعـارف والعلـوم؛ بأســعار تتناســب مــع دخلهــم وإمكاناتهــم. «شــيخوخة المكتبــة!» اقتبــاس ســمعناه فــي قنــاة إلا أنهـا اليوتيــوب الخاصــة بــك ،حدثنــا عنهــا هنــا. لا تقـوم مقـام القـراءة الموجهـة والممنهجـة هــذا المصطلــح (شــيخوخة المكتبــة) التقطتــه مــن والمخطـط لهـا، كتيــب لطيــف للكاتــب الســوري خليــل صويلــح بعنـوان ضـد المكتبـة .والمـراد منـه هـي دعـوة لتشـذيب والتــي تكــون مــن خــال تحديــد الكتــاب المطلــوب، والعكـوف بـن يديـه ،بحضـرة القلـم والكنّـاش لتدوين رفــوف مكتباتنــا مــن الكتــب التــي يمكــن الاســتغناء الفوائــد والاقتباســات والاســتفهامات والتصويبــات... عنهـا ،والتـي لـم نعـد بحاجـة إليهـا ،والكتـب التـي إلـخ .فغالـب قـراءات منصـات التواصـل هـي قـراءات تســللت إلــى مكتباتنــا عنــوةً ،وربمــا بعــض كتــب غيـر منظمـة ،وغيـر مخطـط لهـا ،ولهـذا ربمـا تعطيك الإهــداءات التــي أتتنــا مــ ِن قبــل كتــاب هــواة أتــوا عاجــ ًا، فخــايطفحــقةي،قأوتهخــباــلرًاا معلومــة عارضــة ،أو فكــرة الكتابـة دون عـ ّدة لحراثـة الكلمـات وشـحذها بحجـر تُســمن أو نحــو ذلــك ،لكنهــا هــي صـوان البلاغـة .وهـي دعـوة للتفتيـش فـي مكتباتنـا ،ولا تغنــي مــن جــوع علــى مســتوى بنائــك المعرفــي الـذي يقـوم علـى أسـس معرفيـة منتظمـة وممنهجـة والإبقـاء علـى الكتـب التـي تسـتحق أن تتمـدد علـى ومخطـط لهـا ،بـل وواضحـة الأهـداف والغايـات .أمـا أرففهـا ،تلـك الكتـب التـي هـي بمثابـة الأسـمدة التـي بالنسـبة للنشـر الإلكترونـي؛ وهـل سـاهم فـي نشـر تقـوم علـى تحسـن نوعيـة التربـة ،ومشـتل القـراءة، ثقافـة القـراءة فـي مجتمعاتنـا العربيـة ،أقـول ومـن خــال مشــاهدة ومعايشــة يوميــة بــل ومــن خــال فـي نزهـات بـا ضفـاف . أرقــام وإحصــاءات مراكــز دراســات متخصصــة أن أتروواضحـنعـاإلمــىن اجلانعـطبـأب!سـرّتنا كتـب تسـتحق أن الإجابـة هـي نعـم وبقـوة .ولا أدَ َّل علـى ذلـك مـن الكـم كتميمـة لحراسـة الكبيــر والمتزايــد مــن مجموعــات القــراءة ،وأنديــة القــراءة ،والمنصــات والحســابات وقنــوات اليوتيــوب الشــبابية المتخصصــة فــي القــراءة ،ومراجعــات الكتــب ،وتوصيــات الكتــب ،ومنهجيــات القــراءة، وجــدولات القــراءة الجماعيــة ،ودورات القــراءة ...إلــخ. العدد الثاني عشــر 11
نافذة جمال و وعي كتاب (عل ّيون) للكاتب صالح الخزيم كالنافـذة التـي مـن خلالهـا نـرى جماليـات الإسـام ،ومعـه نتعـرف عـن قـرب علـى تاريـخ حضارتنـا العربيـة قبـل وبعـد الإسـام ،تلـك الحضـارة التـي كانـت منـارة للعلـم والتقـدم. بطريقـة سـرده الرائعـة يزودنـا بمعلومـات كنـا نجهلهـا عـن ديننـا الإسـامي ،حيـث ناقـش العديـد مـن القضايـا التاريـخ التـي تخصـه. كم شعرت عندما قرأت هذا الكتاب بالفخر ،وخطر ببالي :ماذا لو كنت غير مسلمة؟ الحمدلله الذي جعلنا بالفطرة مولودين على ديننا الإسلامي العظيم. كمـا علمـت وازددت يقينـا بعـد الانتهـاء مـن هـذا الكتـاب أن سـر تقـدم أجدادنـا هـو تمسـكهم بتعاليـم هـذا الديـن الـذي ارتقـوا بـه ووصلـوا للعـا ،لذلـك فتحـوا بلدانًـا عديـدة ناشـرين فيهـا تعالميـه وأخلاقياتـه . كتـاب كهـذا يوضـح أهميـة هويتنـا وأهميـة كوننـا متحدثـن بلغـة القـرآن فـي حـن تخ ّلـوا الأغلبيـة فـي هـذا الزمـن عـن هـذه اللغـة الشـريفة.كما يبرهـن الكاتـب أن ديننـا ليـس مجـرد ديانـة نتديـن بهـا بـل هـو أسـلوب ومنهـج لحياتنـا ،زاخـر بالكثيـر مـن الفضائـل والقيـم. العدد الثاني عشــر 12
ُص ّناالعفـشـل لا تــردد عبــارة اليــأس والهزيمــة (قــد فــات الآوان) ولا يكــون ســبب تفشــي مرضــه مــن خــال أصدقائــه تتنــازل عــن رغبتــك فــي تحقيــق طموحــك وأحلامــك والمحيطـن بـه أو حتـى مـن بعـض أفـراد أسـرته ،لذلـك حتــى لــو واجهتــك بعــض المتاعــب والعثــرات ،ثابــر لا يضــع أيــة ُحــ ُدود فــي نقــده للآخريــن ،بــل وبعــض وحـاول مـرارًا وتكـرارًا حتـى تصـل إلـى أهدافـك ،وضـع الأحيـان يتجـرد مـن كل القيـم الأخلاقيـة فـي سـبيل مــن العزيمــة والإرادة عنوانًــا لــك؛ لتذليــل المصاعــب الانتقــام مــن كل ناجــح ،لذلــك ينبغــي الحــذر منــه ومــن شــرور تشــاؤمه . وتحقيــق المطالــب. فمثــل مــا يوجــد فــي الحيــاة صنــاع للنجــاح ،يوجــد رسـالتي :إن الناجحـن سـيبقون دائمـا صنا ًعـا للنجـاح صنــاع للفشــل ،وهــم الذيــن يبثــون فشــلهم فــي محلقــن فــي ســماء الإبــداع ،لــن يلتفتــوا إلــى مــا كل مــن حولهــم ،ولا يســمحون لــك حتــى بالتقــدم يعيـق تقدمهـم ،مؤمنـن بـأن النجـاح لـن يتحقـق إلا نحــو النجــاح ولــو لخطــوة ،وظيفتهــم فــي الحيــاة بإيمـان داخلـي وشـعور ذاتـي مبنـي علـى خارطـة عمـل نشـر التشـاؤم بـكل الوسـائل الممكنـة ،لا يعيـرون أي يلازمهـا إصـرار وعزيمـة وإرادة لتحقيـق ذلـك النجـاح . اهتمــام لــك ولمشــاعرك ،يحاولــون بشــتى الطرائــق وهنــا أختــم :لا تلتفتــوا لمــن يحــاول أن يقلــل مــن همتكـم وعزيمتكـم ،فالشـجرة لا يضرهـا قـوة الريـاح، هــدم مســتقبلك وكســر طموحــك . تبقـى غصونهـا ثابتـة ،إن لـكل مجتهـد نصيـب ،فلـن والتساؤل : مــا هــي الدوافــع التــي تدفعهــم إلــى فعــل ذلــك ؟ تجنـوا الثمـر إلا بالجـد والعمـل . هـل هـو بدافـع الغيـرة والحسـد ! أم هـو مـرض نفسـي مـازم ! أ .منصور بن عبدالله أخضير باعتقــادي الشــخصي أنــه مــرض نفســي يــازم @mansoor_a_k الشـخص الـذي لديـه عقـدة نقـص ويسـعى لإثبـات نفسـه ولكنـه لـم يوجـه التوجيـه الإيجابـي؛ نتيجـة نشـأته فـي بيئـة سـاهمت بنقـل عـدوى مرضـه ،وقـد العدد الثاني عشــر 13
لقيط ينتقيمنفاه يُـمارسه اصـطفا ُف هـوا ِء قـريتِه ** فـيك ُبرُ بـانتحا ِل مما ِت أج ِن َحتِه هـنـا أبــدٌ يُـقـلِّ ُم عـطـر وحـدتِه ** يـخا ُل الـرم َل مـشغو ًل بـرفرفتِه لـقي ُط تـظاهرات الأر ِض يـعرفه ** تـج ُّع ُد وجـهها فـي سفر أق ِنعته مـشى ُعـكَازُ صرختِه انعكاس ف ٍم ** أق َّل الغي َم منصوبًا بصومعته وحـيـدٌ جـلـد ُه الأعـمـى يـؤرق ُه ** يـرى وجـ ًعا فـيستثنى بـأخيلته تُـقلِّ ُد ُه الـعصافير الـتي سـئمت ** شـهي ًقا عـائ ًما يـعدو إلى رئته إذا يـحتا ُج يـفتنُ فـقر ُه صـورًا ** يـخو ُف معجبا ِت الغيث من صفته يــوز ُع وجـهـه اسـتـفتاء كـارثـة ** تـعـيق الـيـت َم أن يـخلو بـذاكرته تُـجـي ُد ضـلوعه اسـتنزافها صـخ ًبا ** ويـصلبها يـزي ُن زيْـف مـعركته يـقو ُل أنـا جـذورٌ سـوفت غـدها ** أطـال الصيف أدمعها بأشرعته إذا شــذَّت هـويـتك اقـتـلع فـمـها ** وغـازلها فـلا تـأوي لـحنجرته مـلـيئٌ بـانـحلال الـبـحر شـ َّجـر ُه ** وأثْـثَ ُه اعـتباطاً قـ َّل فـي لـغته عيو ُب الياسمين بيا ُض شهوتِه ** أناقة عنص ِر الأحلا ِم في جهته العدد الثاني عشــر 14
تــاب ُة حظــه الملعــون تحــرج من ** تو َّهم بانقراض نقيض مفردتِه هنــا نفض ْت منـاجله الهـوى سع ًفا ** أساطيرًا تُل ِّوح من مخ ِّيلت ِـه هـــدو ُء الــراحلــينَ زُقــا ُق فــرحته ** هنــاك يلون المنفى بنافذته شــروحا ُت استيــاءك لن تُنفرَ ُه ** تحــرك ظله المعروض في شفته فخن شبهاً كن الإتيان للمعنى ** .بقل ٍب مرج ٍف يقسو على صفته لقي ٌط والــرصي ُف أ ٌخ ينفذُ ما ** .حكت أحضانه السمــرا لفـاتنته إذا قــدرٌ شجـــا ٌع ظلمـ ُه وطــنٌ **.فكــنْ زنًا بشقِّ رماد أنسجته خل ُي مواج ِع الأجسادِ إذ ركضت ** تشكل ُه اختناقاً من صدى صمته أريـــ ُد أمـوم َة الــدنيا أشتتها ** وأرسـ َم أمــيَّ استئنـــا َف أوردته إلـــى أمشـــاطها ش ْعراً أعيدوني ** إلى غض ٍب أمرّ ُن جهد أذرعته أعيـــدوني جـــدالاً في شــوارعنا او اختاروا عبـوراً فوق مقصلته مهدي حسين السنونة 15 @mahdisanunah العدد الثاني عشــر
ال ُملتقيات الثقافية في الحضارة العربية الإسلامية تُ َعـد الثقافـة لأي شـعب مـن الشـعوب هـي المقيـاس الكتب المختلفة لتودع في تلك الخزائن . الوراقون هـذا الشـعب عـن اذلاحك،ضوـاهرـيذاالالـبذليـ يدميعــزن-كسًّمــوااهو.نوك ًعمــاا- أن صناعـة الكتـاب العكالعـنـدايلىـ اعدللوممرـاــقناـاءـلمعنـلـممنـاسءغـ اـيالــعذريدـايلن َنورللاهقهـــــممنو،رياكقعـتموـمـنـاـمدكواخننصهكنثـصيـــاـورًاكن والمدونــات الأخــرى مــن أبــرز علامــات تلــك المفاضلــة؛ فالمؤشـر الحضـاري إذا مـا جـرت المقارنـة بـن مختلـف الحضـارات يظهـر أن الثقافـة هـي المقيـاس الأبـرز فـي ينســخون مؤلفاتهــم وينســخون مؤلفــات غيرهــم تلـك المقارنـات ،تعلـو الثقافـة المكتوبـة أولاً ثـم تليهـا لتضـاف إلـى مكتبـات العلمـاء الخاصـة .ومـن الذيـن كان لهـم مسـاعدون مـن الوراقـن ال ُنسـاخ؛ الطبيـب ابلهثـقاذهفـاـلةح الضـاشرــة أفوهتيلـة ثكانت ًينــا،طلبمـعقنأـوـلاًى أمـن انلاألبمخعــزـاودناالملثعرقاففيـــية يُكدانعـلـىهعوبرـادق وراق ُحنـن بـن إسـحاق ،وكان لـه المترجـم بشـ ّقيه الفلكلـوري والعلمـي المـدوّن. ـاري بـن عيسـى ،والمـؤرخ الجهيش الوهـاب وقـد كانـت دكاكـن الوراقـن صر ًحـا للثقافـة والحـوار ينُدسعـــىخأهحممـللد اكلتــشـابفيعسي.ــواكعادنونهـفؤـلـاءيااللوحراقصـــوونلبجعالنـــبى العلمــي فــي الحضــارة العربيــة الإســامية .لقــد ُفتحــت هــذه الدكاكــن فــي الأصــل لأعمــال تجاريــة المراجـع للعلمـاء ،كمـا كانـوا يقومـون بنسـخ وترويـج بحتـة ،ثـم قصدهـا المثقفـون والأدبـاء ،واتخـذوا منهـا المؤلفــات بــن النــاس بعــد تصحيحهــا وضبطهــا يتصــل بمؤلــف اوليذكتكـــاـربو،نكبإمــساــنكااندـمـم َوـاـينْقنــقرألوــنواالحكتتــــىب مكانًــا لاجتماعاتهــم وأبحاثهــم ،وأصبحــت حوانيــت علــى المؤلفــن، بيــع الكتــب مكانًــا للاجتماعــات الثقافيــة بصفــة وبعضهـم كان ينظـم مـزادات علنيـة للكتـب ويثمنـون شــبه يوميــة. الكتــب ويعقــدون الصفقــات ،كمــا كانــوا يحتكــرون الوراقة بعــض الكتــب ويقومــون بنســخها بأثمــان مرتفعــة، وُععـكُمرُتـــ ُفللبالافلــحوردظايـق«ـالكثـا َوونرّاغايلقرن» بهأـسـناــ،هوخاقوــبسيدــيمعقلامــلَـاـنْلو ِريل َقــك،تنْوـليببكياــلـمنعياصلافــحهوـرـقم.ف كمـا كانـوا يشـرفون علـى تصديـر الكتـب وإرسـالها عبــر الأمصــار. مـن أقـوال بعـض المؤرخين مثـل ابـن النـديم ،واليعقوبي ،الملتقى الثقافي للأدباء والعلماء وياقـوت الحمـوي أن للوراقـة معنـى أوسـع ،فهـي تعنـي كانــت دكاكــن الوراقــن مــكان اجتمــاع للعلمــاء، حيــث يتوافــد النــاس علــى الســوق ،ويجتمعــون أيهـ ًضيــاال َمســـنْو يق اجللتـــدياتلبـكاتـعـفبيوهيـباياعلهكـتـاـ،بف.ســوق الوراقــن للبيـع والشـراء ،فـكان العلمـاء ينتهـزون فرصـة هـذا إذن الوراقــة كانــت تشــمل :النســخ ومــا يتبعــه مــن التجمـع ليقومـوا بنشـاط واسـع مـن الناحيـة الأدبية، تزويــق وتذهيــب ،وبيــع الــورق وســائر أدوات الكتابــة فينشــدون الأشــعار ،ويعقــدون الخطــب وموادهـا ،ثـم تجليـد الكتـب وبيعهـا .ومهنـة الوراقـة اشـتهر بهـا الكثيـرون ،وبعضهـم أصـاب شـهرة ومالاً، يفباصبييـــًتعــناا،اللونأكـوتــديسمبــ،عوصيُاهَعحـمــاّد أطبولاكسًعتـــــعااالعبلورـ«ـاالقىـفالهنركتشســـــبهرتوة»ا،لموكأابصننعوفدرـاـهاقًـــتا.م فأصبحــت حوانيــت الوراقــن بمثابــة منتــدى وكان مــن بــن ال ُنســاخ الوراقــن طائفــة اشــتهرت بالسـرعة ،كمـا كان كثيـر مـن ال ُنسـاخ يسـتخدمون فكـري يقصـده العلمـاء للمناظـرة والنقـاش في فـي خزائـن الكتـب الخاصـة والعامـة ،وينـدر أن تخلـو الشــؤون المختلفــة ،فقــد كانــت الوراقــة مهنــة خزائـن الكتـب الكبيـرة مـن ناسـخ أو أكثـر ينسـخون ســامية ويحترفهــا أدبــاء وعلمــاء وفلاســفة ومحدثــون العدد الثاني عشــر 16
وكثيـر مـن المقابـات والمناقشـات جـرت بـن العلمـاء الطولونيــن والإخشــيديين. فـي حوانيـت الوراقـن ،فقـد ذكـر التوحيـدي فـي كتابه أمـا سـوق باعـة الكتـب فـي مصـر فنقتبـس الحديـث «المقابسـات» أكثـر مـن مائـة حديـث ومناقشـة وحـوار عنـه مـن كلام المقريـزي فـي كتابـه «الخطـط» ،حيـث جــرى بــن مختلــف علمــاء عصــره مــن متكلمــن يحــدد مــكان هــذا الســوق فيمــا بــن حــي الصاغــة ونحــاة وأدبــاء ومناطقــة وفلاســفة ورياضيــن فضــاً والمدرســة الصالحيــة ،ويبــدو أن المقريــزي وصــف هــذا عــن علمــاء طبيعيــن وفقهــاء ومحدثــن ،وذلــك فــي الســوق ســنة 700هــ تقري ًبــا ،وكان ســوق الكتــب سـوق الوراقـن فـي بغـداد ،وذكـر اليعقوبـي أنـه كان قبــل ذلــك تجــاه الجانــب الشــرقي مــن جامــع عمــرو فــي عصــره أكثــر مــن مائــة وراق (بائــع للكتــب) فــي بـن العـاص -رضـي الله عنـه -جنـوب القاهـرة (مصـر بغــداد وحدهــا ،وأن محلاتهــم كانــت مراكــز للنســخ القديمــة) ،ومــا بــرح هــذا الســوق أن أصبــح مجم ًعــا وللخطاطــن والمنتديــات الأدبيــة .وفــي قرطبــة نالــت لأهـل العلـم والمعرفـة يتـرددون عليـه ،وينقـل المقريـزي حوانيــت الوراقــن شــهرة واســعة ،فقــد كانــت بــاد مــا أنشــده أحــد الشــعراء عــن هــذا الســوق ،حيــث الأندلـس أكثـر اهتما ًمـا واعتنـا ًء بخزائـن الكتـب .كمـا يقــول: بُنيـت سـوق للكتـب فـي فسـطاط مصـر فـي عهـد ومنهــا مجــال ُس قـد ُتتس ْب مجــالســ ُة الســو ِق مـذمـــوم ٌة ووهســــوا ُتقياـلـــسـ َكـلآالـ ِحــو ُة أسهوـ ُقـ ِاللالكأتد ْْبب فــلا تقـــربنَّ غيـــر ســو ِق الجيـادِ فهــاتيـــ َك آلــ ُة أهـــ ِل الــــوغى والواقــع أن أغلــب الوراقــن كانــوا أدبــاء ذوي ثقافــة ،الأمراء والأعيان والعلماء بجانب العامة. يسـعون لِ َلـذَّة عقليـة مـن وراء هـذه ال ِحرفـة التـي كانت وتجـدر الإشـارة أخيـرًا إلـى أنَّ حالـة الوراقـن لـم تكـن تتيــح لهــم القــراءة والاطــاع ،وتجــذب لدكاكينهــم طيبــة فــي كل الأوقــات ،بــل كان بعضهــم يشــتكي العلمــاء والأدبــاء ،فكانــت دكاكــن الوراقــن بمثابــة حالــه وقلــة مالــه؛ فقــد ُســئل أحــد الوراقــن عــن المنتـدى الفكـري لطـاب العلـم والعلمـاء يتناقشـون حالـه ،فقـال« :عيشـي أضيـق مـن محبـرة ،وجسـمي أدق مــن مســطرة ،وجاهــي أرق مــن الزجــاج ،ووجهــي ويتذاكــرون ويتبادلــون المعرفــة. وقـد أفاضــت كتــب التــراث فــي ذكـر أخبــار ال ُنســاخ عنــد النــاس أشــد ســوادًا مــن الحبــر ،وحظــي أحقــر والوراقــن ،وتناولــت إنتاجهــم ونوادرهــم ،وســرعتهم مــن شــق القلــم!» وخفـة أيديهـم ،وحسـن نسـخهم وجمال خطهـم ،ولا إسراء المنسي غـرو فـي ذلـك ،فقـد كان النسـخ الوسـيلة الوحيـدة باحثة دكتوراه – كلية الآداب المتداولــة فــي تلــك العصــور قبــل اختــراع الطباعــة والتصويــر ،ولــولا هــؤلاء ال ُنســاخ ولــولا أنهــا كانــت جامعة عين شمس حرفــة مجزيــة لمــا وجدنــا اليــوم هــذا الكــم مــن المخطوطــات الإســامية التــي تمــأ مكتبــات العالــم. فقـد كانـت الوراقـة مـن أشـرف المهـن يعمـل فيهـا العدد الثاني عشــر 17
النهاية المــأســاوية لبطل الرواية كان ينفــث دخــان ســيجارته العشــرين ،شــعره كان منطل ًقــا إلــى كل الاتجاهــات حــول رأســه ،ونظارتــه كانــت مســتقرة علــى طــرف أنفــه ،وعلــى مكتبــه الخشـبي وبجـوار حاسـبه المحمـول تناثـرت أوراق مجعـدة البطــل النائــم فــي غرفتــه فــي الطابــق الثانــي ،ثــم وعلـى الأرض أكـوام مـن الأوراق الممزقـة ،عندمـا دخلـت ضحـك بصـو ٍت عـال وقـال :وهـل تعلمـن أننـي ألقيـت زوجتـه إلـى المكتـب لـم تتفاجـأ لمظهـره فقـد اعتـادت بهــذا البطــل مــن فــوق جســر إلــى أعمــاق البحــر؟ علـى رؤيتـه هكـذا أثنـاء دخولـه فـي نوبـات الكتابـة. ولكـن تخيلـي مـا حـدث؟ لقـد أنقـذه صيـاد! وجعلتـه كانــت تحمــل صينيــة عليهــا كــوب شــاي يتصاعــد يتسـبب فـي حـادث سـيارة فظيـع ،ولا أدري كيـف نجـا منـه البخـار ،وعلبـة بسـكويت مـدورة ،وضعتهـا علـى منهـا دون أي خـدش بينمـا تحولـت السـيارة إلـى كومـة المكتــب أمامــه وتــرددت قليــاً قبــل أن تســأله إن كان مـن الحديـد! والآن ،مـاذا سـتفعلين لـو كنـت مكانـي؟ قــد أنهــى روايتــه التــي كان قــد بــدأ كتابتهــا منــذ كيـف سـتقتلين هـذا البطـل المـراوغ؟ أجابـت الزوجـة: ثلاثـة أشـهر ،نظـر إليهـا وكأنـه لـم يلحـظ دخولهـا هـل يجـب أن تقتلـه؟ فقـال :بالطبـع ،مـن المفتـرض أن تكـون النهايـة مأسـاوية .فقالـت الزوجـة وهـي تخـرج ثـم قـال :كلا ...صمـت قليـاً ثـم تابـع: مـن الغرفـة :أحيانًـا تكـون الحيـاة أكثـر مأسـاوية مـن المـوت. بعــد ســاعة ،عــادت الزوجــة لتأخــذ كــوب الشــاي :لقــد كان مــن المفتــرض أن يمــوت وعلبــة البســكويت الفارغــة فلاحظــت أن زوجهــا البطــل وينتهــي كل شــيء فــي ممنسخـتفلــٍق عض:لـهىــاللأرأينكهـيـة،ـ فتا اقلترروباـيــتةم؟نوـمهــونسدـأولنتأهنبينصـظوــرت الفصــل العاشــر ولكنــي وصلــت إليهـا قـال :نعـم ،لقـد اسـتمعت إلـى نصيحتـك ولـم إلـى الفصـل العشـرين وكتبـت مئة أقتلـه .فجلسـت إلـى جانبـه وسـألت :إذًا مـاذا فعلـت؟ صفحـة إضافيـة ولـم يمـت البطـل. أجابهــا قائــ ًا :أرســلته إلــى مستشــفى الأمــراض نظــرت إليــه الزوجــة بقلــق بينمــا راح يتابــع حديثــه العقليــة. وخـال ربـع سـاعة كانـت هنـاك سـيارة إسـعاف تقـف وهــو يــدور حولهــا بعصبيــة :لقــد ظننــت أننــي علـى بـاب منزلهـم ،ورجـان ضخمـان يجـران الكاتـب أنهيـت كل شـيء عندمـا أرسـلت إليـه قاتـاً مأجـورًا يصــرخ :أنــا لســت مجنونًــا. لويُيدحـخــاـوالهأنفييهفـلــاـ بيتنممــــان ليطعنـه ،لقـد رتبـت كل شـيء لكـي تكـون هـذه هـي قبضتهــم ،وقبــل أن يدخلــوه النهايـة المأسـاوية المثاليـة ،ولكـن تخيلـي -يـا عزيزتي- إلـى السـيارة تقدمـت زوجتـه نحـوه وأمسـكت بيـده أنـه اسـتطاع أن يهـرب مـن القاتـل المأجـور ،وأبلـغ عنـه اليمنـى وضغطـت عليهـا بقـوة ثـم اقتربـت مـن أذنـه الشــرطة ،والتــي قبضــت عليــه فــي اليــوم التالــي. وهمسـت قائلـة :عزيـزي ،أنـت مـن اتصـل بهـم. أشــعل ســيجارة جديــدة وأخــذ منهــا نف ًســا طويــاً ثــم تابــع قائــاً :لقــد حاولــت إحــراق منزلــه ،ولكــن بعـد أن اشـتعلت النيـران فـي المطبـخ لاحـظ الجيـران لينة عبد الحميد الدخــان المنبعــث مــن النافــذة فأبلغــوا عــن الحريــق @Lina_400 فوصلــت ســيارة الإطفــاء قبــل أن تصــل النيــران إلــى العدد الثاني عشــر 18
سحر استثنائي الجــزء الثـــاني «لا أعـرف لـ َم أميـل دائ ًمـا إلـى اعتبـار أن الحيـاة هـي التـي تهـرب منـا ،وأن الأدب هـو الأقـدر علـى البقـاء بيننـا، وعلـى أن يقـ ّدم لنـا حيـاة أخـرى أجمـل بكثيـر ،الأدب أصبـح الفضـاء الـذي نهـرب إليـه ،لننسـى ،ونحـاول عبـره أن نتخيـل الأشـياء التـي تهمنـا ،والتـي تجعلنـا أكثـر إنسـانية فـي بيئـات تتهـاوى وتتفتـت وتنهـار ».هـذه العبـارة الرابـط بـن مقالتـي «سـحر اسـتثنائي الجـزء الأول» الـذي تنـاول سـحر الأسـلوب ،وهـذا الجـزء الثانـي والـذي سـنعرض فيـه سـحر الشـخصيات. سحر الشخصيات الشــخصية الروائيــة هــي بمثابــة فـي البـدء نعـرض مقولـة «جابرييـل غارسـيا ماركيـز» الصــور الجديــدة للنفــس البشــرية، عــن الشــخصية الروائيــة الناجحــة؛ حيــث يقــول: إننـا نفهـم دواخـل النفـس البشـرية، «الشـخصية الروائيـة هـي التـي تعيـش لكـي تبحـث ومــا يختلجهــا مــن شــعور ودوافــع عــن مؤلــف ،ويبقــى الروائيــون فــي انتظارهــا طيلــة حياتهــم ».وعــن هــذا علــق «مهنــد ســعد» فــي وردود الفعــل مــن خــال الأدب المدونــة الشــهيرة ‘‘انكتــاب‘‘« :فــي نظــر ماركيــز، مـن خـال مـا تصفـه وتحكيـه الشـخصيات الروائيـة، فــإن الشــخصية الملهمــة هــي شــخصية لا يحــاول بــل إن منــا مــن يبحــث عــن «الخطــوة التاليــة» بــن الكاتـب اسـتجلابها مـن مخزونـه الإبداعـي وإنمـا هـي الكتـب! مـا أكثـر مـا تدهشـنا حبكـة الشـخصيات! شــخصية تبحــث عــن المؤلــف حتــى تجــده ،الروائــي الــذي لا يملــك قــدرة الممثــل علــى التقمــص يفشــل ومــا أكثــر مــا نتوقــف عــن القــراءة فـي تقـديم شـخصية ناضجـة ،الروائـي الـذي لا يتلبـس لننظــر بذهــول نحــو واقعنــا، حالـة الشـخصية ،ويجعلهـا فـي مقـام الكائـن الحـي، ولا يقـرأ شـخصيته بشـكل عميـق يقدمهـا بشـكل مرتبــك». العدد الثاني عشــر 19
تلـك النظـرة المشـدوهة لمـا حـول الكتـاب مـن طاولـة ،بكامـل الإتقـان ،لقـد كونـت الشـخصية نفسـها فـي أو نافــذة ،أو بــاب ،أو حتــى التحديــق فــي أشــخاص ذهنـي ،ولا تناقـض فـي ردود أفعالهـا أو نوعيـة أفكارهـا، يشــاطروننا مقاعــد المكتبــة ،لا تــدري مــا ســر تلــك لقــد شــعرت معهــا بكمــال الحنــان وتلــك عبقريــة النظــرة ،أكانــت تبحــث بجنــون عــن الشــخصية الكاتــب. الروائيـة ،أم تفتـش بذعـر عمـا إذا كان أحدهـم يطالعنا؟ «زوربــا» بطــل روايــة (زوربــا اليونانــي) لِنيكــوس يعـرف حيواتنـا الخاصـة والأشـخاص المحيطـن بنـا ،وهـا كازنتزاكــي ،زوربــا الرجــل العجــوز الأمــ ّي القــروي هـو الآن أمامنـا متلب ًسـا شـخصية روائيـة بـن دفتـي البسـيط الـذي يعمـل لأجـل تحصيـل لقمة يومـه ،ومع هـذا يفـوق فـي شـعوره بالراحـة والسـعادة أصحـاب كت ـاب! إننــا بتلــك النظــرة الشــاردة نحــاول الإمســاك بعنــق الطبقـة البرجوازيـة والتـي كان منهـا «المعلـم» بطـل الشــخصية المتخيلــة ،أو الفــرار مــن الشــخصية القصــة الثانــي ،الشــاب المتعلــم صاحــب المصنــع ،أو الحقيقيـة الشـبح ،وفـي كل الحـالات نحـن نهـرب مـن مـا يسـميه زوربـا بــ»دودة الكتـب»؛ لكثـرة مـا يقـرأ. فــي الظاهــر قــد تعتقــدون بــأن «المعلــم» هــو مــن انكشــافنا أمــام أنفســنا. وهـا هـي مجموعـة مـن الشـخصيات التي اسـتطاعت يمسـك بزمـام التأثيـر فـي الروايـة؛ إلا أن الحقيقـة هـي العيــش فــي الذهــن أطــول مــن عمرهــن الروائــي العكـس ،فـ»زوربـا» كان بطـل القصـة الحقيقـي ،لقـد كان ببسـاطة تفكيـره يعيـد تكنيـك التفكيـر فينـا، الفعلــي: السـيدة «سـن» بطلـة روايـة (أربـع وعشـرون سـاعة فـي الواقـع نحـن نبحـث عـن الكمـال فـي كل تفاصيل مـن حيـاة امـرأة) للكاتـب سـتيفان زفايـغ ،بالمناسـبة حياتنـا ،ولا نرضـى بالدخـل القليـل ،وفـي سـبيل ذلـك قــد يكــون الروائــي مغمــورًا للحــد الــذي لا يعرفــه نســتيقظ كل يــوم مهمومــن بتحصيــل مــال أكبــر أغلـب القـراء العـرب ،إلا أن هـذا لـم يقلـل مـن إعجابـي ممـا نحـوز ،إننـا حقيقـة نركـض فـي الدنيـا لأجـل المـال بصنعــه ،بــل لا أعتقــد أن ثَــ َّم رجــل بإمكانــه فهــم بينمـا لـم نلتفـت يو ًمـا لاحتياجـات النفـس الأخـرى. مـا يـدور فـي خلـد المـرأة كمـا فهمهـا هـذا الروائـي حت ًمــا ســيفيد البشــر الامتــزاج بالطبيعــة ،والنــوم القديـر .يقـول الروائـي علـى لسـان السـيدة سـن« :لا تحــت ومــض النجــوم ،والســباحة فــي البحــر ..ألــم يمكـن أن أصـف لـك مرارتـي ويأسـي ،لكنـك تسـتطيع نفكـر يو ًمـا فـي نزهـة طبيعيـة؟ أن نسـبح فـي البحـر أن تتخيـل مـا شـعرت بـه؛ أ ّل تكـون فـي نظـر إنسـان مثــ ًا ،أو ندفــن أجــزاء مــن جســدنا فــي الرمــل ،هــل منحتــه كل حياتــك ،أكثــر مــن ذبابــة ته ّشــها يــدٌ طبخنـا مـن الثمـار التـي زرعنـا؟ أم أننـا لا نـزرع أصـ ًا كســلى بضجــر ».صحيــح أن الــدور الــذي أدتــه هــذه وإنمـا نسـتورد كل شـيء؟! هـل جلسـنا سـاعة لأجـل البطلـة هـو دور الأنثـى التـي تتبـع عاطفتهـا وحسـب ،الــروح نتأمــل فيهــا الغيــوم ،النجــوم ،أمــواج البحــر، دور المـرأة الضعيفـة التـي سـرعان مـا يبتزهـا الرجـل ،الغــروب ،الأشــجار؟ هــل نقــوم بالرياضــة بشــكل أذكـر أن صديقتـي بعدمـا أثنيـ ُت علـى الروايـة قرأتْهـا يومـي؟ هـل حركنـا هـذه الأجسـاد وأعطيناهـا حقهـا ثــم قالــت« :لا أفهــم كيــف تعجبــ ِك شــخصية فـي الحركـة ،فـي الرقـص ،فـي الضحـك عال ًيـا؟ هـل كالســيدة ســن؟ إنهــا لا تمثــل النســاء ،فلــ َم دو ًمــا كنــا نفتــش عــن حاجــات أنفســنا الداخليــة بعيــ ًدا يختـار الك ّتـاب الضعـف فـي صـف المـرأة والغلبـة فـي عـن الركـض خلـف حاجتنـا الظاهريـة؟ «زوربـا» يقـود صـف الرجـل!» إلا أننـي لـم أقرأهـا بهـذه الصـورة ،مـا الحملــة! يهمنـي دو ًمـا «منطقيـة التعبيـر» ،المـرأة هنـا لا تمثـل ورغـم أننـي ودّعتـه مـع آخـر صفحـة مـن الكتـاب إلا كامــل النســاء وإنمــا مثلــت الجــزء العاطفــي منهــن أننــي حملتــه معــي ،فــي صــدري ثــورة علــى الماديــات العدد الثاني عشــر 20
فـي حياتـي ،لا زالـت هنـاك فرصـة لتحسـن العيـش والصــور الضخمــة المؤطــرة علــى البنايــات وســالم وليـس دائ ًمـا المعيشـة! الـرزق موفـور فـي البـاد ،فتـش الدوائــر الحكوميــة. فقــط عمــا يجلــب الراحــة والســكينة فــي حياتــك ،لقــد كانــت تلــك أغــرب شــخصية متكاملــة رغــم وفـر كل أسـبوع سـاع ًة أو نصـف السـاعة علـى الأقـل أنهــا لــم تحضــر أبــ ًدا! لكــن لوقــع الشــعور الــذي للهـدوء ،فتـش عـن مكامـن الصفـاء فـي الحيـاة تـروق ينتــاب بطــل الروايــة وينتابنــا نحــ ّس بعظمــة هــذه روحـك وتسـعد ،ولا تنـ َس اقتنـاء «زوربـا اليونانـي» الـذي الشــخصية؛ وبهــذا يفــوز «الأخ الكبيــر» بكونهــا أكثــر الشــخصيات الروائيــة تأثيــرًا ،فكــم ورّث هــذا سـيقود حملتـك ،وستدهشـك صحبتـه. «بــوارو الشــهير» بطــل روايــات أجاثــا كريســتي ،الأخ الكبيــر مــن إخــوان جــاؤوا بعــد عــام 1984بمثــل المحقــق الشــهير .عندمــا نقــول بــأن الروائــي أتقــن سياســته القامعــة ،ووحشــية ســيادته! رســم الشــخصية فــي الروايــة ،فتلــك حســن ٌة مــن أخيـرًا وقبـل الختـام ،أود الإشـارة إلـى أنـي لـم أتطـرق نصيـب الروائـي ،أمـا إذا كان الروائـي قـد أتقـن رسـم عنـوةً لتأثيـر الكتـب عامـة ،وذلـك لأن مجمـل مقالتـي الشـخصية مـن خـال روايـات عـدة بأجـواء مختلفـة ،تشـير لذلـك بشـكل ضمنـ ّي ،فنحـن عندمـا نتحـدث وأماكـن روائيـة عـدة ،فتلـك حسـنات كبيـرة تُضـاف عـن تأثيـر العبـارات ،والشـخصيات ،والأبيـات الشـعرية، لنصيــب أجاثــا كريســتي .أجاثــا مجنونــة فــي صنــع فإننـا بذلـك -ك ّلـه -نشـير إلـى الكتـب .الكتـاب عالـ ٌم التفاصيـل ،التفاصيـل الصغيـرة مثـل مرور نحلـة ،وردة بأكملـه نعيـش فيـه ،وتَق ُصـر عيوننـا عـن أن نحيـط مطـرزة علـى ظهـر منديـل ،كسـر فـي قفـل النافـذة ،بتأثيـره علـى حياتنـا؛ ولـذا فقـد جئـت بالتفرقـة ،ومـن وتفاصيـل (دراميـة) أخـرى تشـ ّد انتباهـك ،وتخلـق جـ ًّوا جـاء علـى المفـرّق كلـه فقـد أتـى بالمجمـل. درام ًّيـا ملغـزًا ،تسـ ّير أجاثـا الأحـداث بواسـطة فصـول قصيـرة وكثيـرة جـ ًدا ،وحيـث تصـل الأحـداث لعقدتهـا يظهـر بـوارو فـي اللحظـة التـي تشـعر لوهلـة بأنهـا اللحظـة الخطـأ بينمـا تكـون أنسـب اللحظـات ،فيح ّل كل شـيء ويزيـل السـتائر عـن الحقائـق ونطمئـن فـي النهايــة ،حيــث يشــع العــدل حتــى آخــر نقطــة فــي نفوسـنا ،ونمـن للسـبب الـذي أوجـد بـوارو قري ًبـا مـن مسـرح الجريمـة. آسية المطوع «الأخ الكبيــر» الشــخصية الموجــودة بلقبهــا فــي @Asyeh_M روايــة 1984لـ/جــورج أورويــل ،الشــخصية الحاكمــة بــل القامعــة لشــعبها ،التــي قامــت بإلغــاء التاريــخ ومحيــه مــن ذاكــرة الشــعب ،والقبــض علــى عنــق الحاضـر وتحريكـه حيـث يشـاء ،وتوجيهـه نحـو الطاعـة المطلقـة للحاكـم الظالـم تحـت شـعار «الأخ الكبيـر يراقبــك» ،ولعبقريــة الكاتــب ،فقــد أبقــى هــذه الشــخصية بــا ظهــور حقيقــي فــي واقــع الروايــة ليكســبها هيبــة الحضــور مــن خــال الشــعارات العدد الثاني عشــر 21
فقـد ُسـلب مرتـنَ ،عمـل فـي متجـ ٍر للبلـورَ ،شـ ِهد حروبًــا بــن القبائــل وأخيــرًا التقــى الخيميائــي ،ذاكمــراجعـة كتـــاب الرجــل الــذي حثّــه علــى الســعي وراء كنــزه .وفــي الوقـت نفسـه يلتقـي بفاطمـة ،ح ّبـه الكبيـر .فهـل يبقــى إلــى جانــب حبيبتــه أم يعيــش أســطورتهالخيميـائي الشــخصية ســاع ًيا وراء كنــزه وتــاركًا فاطمــة فــي الواحــة؟ أخيــرًا يجــد ســانتياغو كنــزه المدفــون بعــد للكاتب :باولو كويلو ليــا ٍل مترعــة بالصعوبــات أُ ّســها الم ُكابــدة وأصلهــا الكفــاح ،مجتــازًا الحــدود ،ومــدركًا أن الطريــق الــذي يقـص لنـا باولـو كويلـو حكايـة الراعـي الأندلسـي يقطعــه لا يقــ ّل أهميــ ًة عــن المــكان الــذي ســيصل الحالــم «ســانتياغو» الــذي تخلــى عــن حياتــه البسـيطة لكي يتجـول حـول العالم فأصبـح راع ًيا. إليــه. كان يسـتيقظ ُمبكـرًا كل يـوم يرعـى أغنامـه ويقـرأ الكتــب ،إلا أنَّ ُهنــاك حلــ ٌم راوده مرتــن متتاليتــن، إنـه عـن كنـ ٍز مدفـون قـرب أهرامـات ِمصـر .بـدأت لمى ضيف الله الحربي رحلــة ســانتياغو فــي البحــث عــن كنــزه عندمــا @Motivation_lama قابلـه الشـيخ الملـك ملكـي صـادق الـذي قـال لـه: «إذا رغبـت فـي شـي ٍء مـا ح ًقـا فـإن الكـون بأسـره يطاوعــك لتحقيــق رغبتــك ».فانطلــق ســانتياغو العدد الثاني عشــر 22
مــراجعـة كتـــاب اختراع العزلة مـن هـذا الخـوف ُخلقـت رغبتـه الملحـة للكتابـة عـن للكاتب :پول أوستر والـده ،الخـوف مـن أن يتلاشـى بـا أثـر؛ فربمـا أدرك بموتـه المفاجـئ أنـه كان عليـه أن يتسـلق ذلـك الحائـط ،إ ْن لـم بعـد ثلاثـة أسـابيع مـن مـوت والـده المفاجـئ ،وفـي محاولــة ربمــا لا تقبــل هــذه الحقيقــة المؤســفة، يُفتـح لـه البـاب. يســتهل بــول أوســتر كتابــه باقتبــا ٍس للفيلســوف الكتـاب عميـق جـ ًدا بالرغـم مـن بسـاطته الشـديدة، اليونانــي هيراقليطــس ،يقــول فيــه« :خــال بحثــك ُمعبـر جـ ًدا بالرغـم مـن أنـه نابـع مـن رتابـة الحـزن ،هـو عــن الحقيقــة كــن علــى أهبــة الاســتعداد لغيــر نـص سـردي أشـبه بالمذكـرات ،فـا نسـتطيع القـول المتوقــع؛ فــدرب الحقيقــة شــاق ،و ُملغــزة هــي حــن أنهــا روايــة ولا أنهــا ســيرة ذاتيــة بشــكلها المعتــاد، العثـور عليهـا ».وهنـا تكمـن الحكايـة( :بورتريـه لرجل ربمـا هـو ليـس أكثـر مـن (فضفضـة) تخـرج مـن قلـب غيــر مرئــي) هكــذا ســ ّمى القســم المتعلــق بوالــده فــي الكتــاب .نعــم (غيــر مرئــي) ،وهــو وصــ ٌف ربمــا ال ُيتـم. يكـون وقعـه قاسـ ًيا عندمـا تسـمعه أول مـرة لكنـك أمـا القسـم الآخـر مـن الكتـاب ،والـذي سـ ّماه أوسـتر سـتفهمه بعدئـذ؛ فأوسـتر هنـا يحـاول رسـم ملامح «كتـاب الذاكـرة» ،فهـو مذكـرات شـخصية متفرقـة والـده الـذي كان غيـر مرئ ًّيـا طـوال حياتـه مـن خـال تحـدث فيهـا عـن نفسـه وحياتـه ،عـن علاقتـه بابنـه، ممتلكاتـه الشـخصية التـي يأمـل أن تكشـف لـه سـر تلـك العزلـة ،أن تخبـره أي رجـل كان هـو والـده ،فهـو وعـن الكتابـة أي ًضـا. منــذ طفولتــه لــم يعرفــه ســوى كشــخص غريــب أثـار هـذا الكتـاب غضـب عائلـة أوسـتر؛ حيـث اعتبرته الأطــوار يميــل للعزلــة ،وكمــا يقــول« :لا شــيء أكثــر «فضيحـة» بسـبب الأسـرار العائليـة التـي كشـفها، فقامـت -العائلـة -بنفـ ِي حقيقـة مـا ذُكـر فـي الكتاب رهبـة مـن مواجهـة أغـراض رجـل ميـت». وادّعـت أن «بـول» كتـب هـذه الأحـداث مـن خيالـه ،ويردّ الغريــب هــو كيــف أن شــخ ًصا معــزولاً لهــذا الحــد هـو قائـاً بـأن هـذا الكتـاب هـو جوهـرة أعمالـه ،وقـد يتـرك هـذا الفـراغ فـي قلـب ابنـه حـن يمـوت ،هـل كان انعطافــة مهمــة فــي مســيرة النجاحــات التــي هـي مكانـة الأب الفطريـة التـي لا تحكمهـا الأفعـال؟ أم هــو الفضــول لاكتشــاف هــذا الأب بعــد أن ُهــدم حققهـا. الجــدار الــذي بنــاه حــول نفســه طــوال حياتــه؟ أم أنَّ عهود هلابي الفـراغ نـاتج ٌعـن الاثنـن م ًعـا؟ @_ohoud31 «رحــل أبــي ،وإذا لــم أتصــرف بســرعة ،فستتلاشــى حياتــه بأكملهــا معــه». العدد الثاني عشــر 23
الغوغائية وتــأثيــــرها على الإبداع مــن يرفعــه ويدفعــه ويُحاذيــه ويُوازنــهُ ،هنــا فــي مــن الأجــدى قبــل الإســهاب فــي المقــال أن نُعــرّف هـذا الم ُفتـرق نحـو تخليـد إبداعـه تردعــه مثـل هـذه الغوغائيـة بصفتهـا المُصصـة ،ونُشـير إلـى المفهـوم الغوغائيــة فــي تحجيــم آمالــه وتصييرهــا حر ًجــا فــي نفســه ،حتــى وإن نجــا مــن عرقلــة العقبــات وخ ّلــد الأدق لهـا والمتعلـق ب ُعقـدة الموضـوع :تُعـد الغوغائيـة شـي ًئا مـن إبداعـه سيشـعر بال ُغربـة فـي ظـل هـؤلاء فِكـرًا ينتـج عنـه سـلوكيات من ّوطـة بوجهـات نظـر المهيمنــن بســطوة آرائهــم ،ولا يُعــد ذلــك انهزا ًمــا أو غيــر عقلانيــة تُعمــم بطريقــة اســتبدادية ،يُغالــي ُجبنًـا بقـدر كونـه خيبـة مـن التخ ّلـف الجمعـي الـذي مــعتنقيها فـي الاسـتمرار بفـرض الآراء حتـى توافقـه يُثبــط التميــز ويُص ّيــر مــن الفخوريــن ِق ّلــة. الكثـرة ويُعمـم رأيـه بصـرف النظـر عـن صـواب الـرأي مــن عدمــه. بالطبــع نحــن بصــدد ســلوكيات كثيــرة نابعــة مــن نشــهد مثــل هــذه الغوغائيــة بكثــرة تجــاه الكُ ّتــاب المبتدئــن ،مــن زُمــرة تتفــاوت فــي الفكــر والثقافــة والشــخصيات ،ليــس كل غوغائــي ُمتخلــف ،رجعــي فِكـر معـن وقناعـات ومذاهـب فكريـة معينـة ،وليـس وجاهــل ،وهنــا مربــط الفــرس وكل ال ُعقــدة .بعــض هـذا محـور حديثنـا ،فالغوغائيـة حالهـا حـال معظـم سـلوكيات المثقفـن ال ِكبـار الأدبـاء (والبعـض فـي عـن الكثـرة يُشـكلون بذاتهـم قُـدوة) تـؤول بـي غوغائيتهـم السـلوكيات ،ولكـن بصفتهـا فِكـرًا مؤثـرًا سـل ًبا علـى غيــر المبــررة كثيــرًا إلــى صدمــة! مناطــق كثيــرة فــي الحيــاة والإنســان صاحــب الفكــر فــا أدري مــا الــذي قــد يُشــكل ضــررًا مــن وجهــة الم ُضـاد عنهـا ومحطـات الإبـداع؛ وجـب التحـدث عنهـا نظرهــم الم ُتفــق عليهــا فــي أن ين ُســب شــخص مــا بهـذا الحصـر ،لكونهـا ُتـدث تحجي ًمـا خطيـرًا لمعامـل لنفسـه لقـب (الكتابـة والأدب) أو أن يكـون ُمبد ًعـا فـي الفكــر والطمـوح والموهبــة بشــكل عــام ،فضــ ًا عــن شـي ٍء مـا؟ لـ َم يتحـاذق البعـض علـى فكـرة أن يكـون فرضهـا لقولبـة الاعتبـارات فـي نمطيـة معينـة تُرضـي لشــخ ٍص مــا كتــاب أو جائــزة أو إشــادة؟ مــا الضيــر معتنقــي هــذا الفكــر ممــا يفــرض الإحراجــات علــى فــي أن يكــون للمــرء بصمــة وإن كانــت فــي أذهانهــم البقيـة ويشـ ّن عقبـة أمـام التقـدم لل ِحـراك الإبداعـي. مــن المهــم أن نذكــر أن المبــدع والموهــوب والم ُمتلــئ بالطموحــات ،لا يســير وحيــ ًدا نحــو موهبتــه ،هنــاك العدد الثاني عشــر 24
الفلسـفة ويُسـ ِقطهم مـن المصداقيـة والعدالـة ومـن أضحوكــة؟ أتنــاول هــذه الجزئيــة بصــرف النظــر عــن بقيــة الأعــن التــي تتحــرى فيهــم ِحــراكًا إنسـان ًيا مهذبًـا. الضـرر ،بصفتهـا الجزئيـة الأشـد إيلا ًمـا فـي الأوسـاط إننــي أتحــدث عــن هــذا بصفــة الــذي يُواكــب هــذا الافتراضيــة التــي تكثُــر فيهــا ممارســات الغوغائيــة التعقيـد ،ليـس بصفـة أخـرى مترفـة ،وأتطـرق لهـذا بصفــة عامــة وبصفــة خاصــة تجــاه الموهــوب المبــدع مــن واقــع الحــدث وفــي خضــم ُمجرياتــه ،وأرى كيــف والكاتـب البسـيط الم ُتأنـي فـي مسـيرة الأدب ،ولكــي يجــري طــ ّي طمــوح شــخ ٍص مــا ،وموهبتــه التــي يتـم الحـد مـن اسـتبداد مثـل هـذا السـلوك الجمعـي يراهـا كل عالمـه ُمقابـل تطويـع وجهـة نظـر ُمتعاليـة، المشـن ،علينـا أن نبـدأ مـن الأنسـاق الكبـرى باعتبارهـا وحققــت خلودهــا وتعميمهــا بمــا يخــدم الأنســاق واجهـة لـأدب والفكـر والتوجهـات والتأثيـر الـذي نمـا إياهـا ،ويكـ ّون فِكـرًا متقول ًبـا فـي عبـاءة لا غبـار عليها مــن خلالــه الغوغائــي العــاد ّي وشــكّل مــن ع ّينتــه تُناهــض أحقيــة الإنســان فــي كونــه يُبــدع ويحقــق نســ ًقا جماهيريًّــا لا يُســتهان بــه .لا يمكــن بالطبــع طمو ًحـا ويحظـى بجائـزة بصـرف النظـر عـن ماهيـة أن يتحــرر المــرء مــن قناعاتــه ،ومــن ال ِخــاف الــذي قــد الاســتحقاق واختــاف درجاتــه ،ولكـــي يحظــى هــذا يســكن فِكــره ،ولا أحــد منــا ُمنــزّه عــن الخــوض فــي الاسـتبداد بالإنصـاف مـن جهتـي أشـير مـرةً أخـرى إلى أن الغايـة مـن سـرد المشـكلة هـي «المبـدع الإنسـان» فكــرة ُمخالفــة للبقيــة ،لكــن فــي النهايــة، الـذي يملـك أحقيـة الإنجـاز وتـرك الأثـر وتخليـد الموهبـة مــا يتوجــب علــى الإنســان الســو ّي فعلــه ،أيًــا كان صداهــا فــي انطبــاع الغيــر ،وليســت غايتــي الغوغائيـة ك ِفكـر ،فـك ٌل ولـه دروبـه التـي ينحـاز لهـا. أمــا أن يكــون الانحيــاز ُمقابــل ســلب إنســان آخــر هــو أن يتقولــب فــي قالــب محمــود وذوقــ ّي فرصــة وهد ًفــا ،ف ُهنــا ســتتفانى رِكاب القلــم ُمقابــل حتـى وإن ك ّلفـه الأمـر ابتـاع وجهـة نظـره الإنصــاف. فـي حـن كانـت تتعـدى كونهـا وجهـة نظـر وتتحـول للقيـود التـي تطـوق الآخـر الـذي لا ذنـب لـه ولا وُجهـة أروى الزهراني تتوقــف ُحريــة الآراء ،إذا تخطــت كونهــا آراء ،وباتــت ُحك ًمــا قســريًا علــى فئــة أخــرى لهــا رأي ُمضــاد أو لا تملــك تــرف الهيمنــة والاندمــاج فــي ذات النســق! ُهنـاك بعـض الأسـباب التـي يمكـن أن نُدرِجهـا نتا ًجـا للســلوك الغوغائــي ،وهــي أســباب ذاتيــة وأســباب مجتمعيــة؛ فمــا تورّثــه المكانــة المجتمعيــة لــدى البعــض ،تُنمــي فيــه شــعورًا ذات ًّيــا بالتميــز ،وتتبــدل مسـتوى المعاييـر لديـه ،وهـذا لا يعنـي بأنهـا معاييـر صحيحـة لا تحتمـل الخطـأ ،فيصبـح كل مـا دون هـذه المعاييــر محــط انتقــاد واســتخفاف و ُعرضــة للتــداول فـي المنصـات .يُخيـل فـي عقليـات البعـض أنـه يتوجب شـخصنة الإبـداع وحصـر الاسـتحقاق في قالـب معين وف ًقــا لآراء ُمعممــة ،وهــذا مــا يعيــب معتنقــي هــذه العدد الثاني عشــر 25
َمتْ َجـر الكتـب الورقيـة هـو رمـز للحداثـة والعصريـة ،طموحـات ثقافيـة وفكريـة أن تصبـح مسـتقبلاًمراكـزَ مـكان عظيـم يلتقـي فيـه البائعـون بكتبهـم ،والقـرَّاء للثقافــة؛ إنهــا َم َتاجــرُ جديــدة ،تتســم باللمســات بالبائعــن .حــن تســير فــي ممــرات أي َمتْ َجــر للكتــب ،الشــخصية لأصحابهــا ،وبنشــاطها الواضــح علــى فــإن العناصــر العاطفيــة والوجدانيــة تتســاوى مــع مواقــع التواصــل الاجتماعــي ،وبامتلاكهــا لصفحــات العناصــر الإدراكيــة والمعرفيــة ،وتتداخــل الســعادة إلكترونيــة متميــزة ،أماكــن توفــر لزبائنهــا خدمــة الفكريـة والعقليـة مـع المتعـة الحسـية .لكـن الخدمات طباعـة الكتـب التـي يبحثـون عنهـا ،كمـا يتوفـر فـي لــم تعــد هــي الأســاس اليــوم؛ فالطــراز والتصميــم بعضهـا أقسـام لتقـديم القهـوة والكعـك ،وتـدار فـي أكثـر أهميـة مـن المحتـوى ،بعـد أن بـات تـداول الصـور أخــرى ورش لتعليــم الكتابــة .وتتفــوق بعــض َم َتاجــر وانتشــارها أمــرًا عالم ًّيــا ،فجاذبيــة المظهــر عامــل الكتــب مــن الناحيــة الجماليــة؛ حيــث أنهــا أفضــل أقـوى مـن اللغـة التـي تدفعـك للقـراءة .مـن الملامـح وأجمــل بأرضياتهــا الخشــبية ،ومقاعدهــا الأنيقــة الأساســية لل َمتْ َجــر القــديم فــي القــرن الواحــد ومناضدهـا المرتبـة ،والمعروضـات الممتـازة مـن الكتـب والعشـرين ،الفجـوة الواضحـة بـن «مجتمـع ال ُقـرَّاء» التــي تحتــل الرفــوف المحاذيــة للجــدران ،والمقاهــي الــذي يتيــح للمــكان اســتمرار نشــاطه ،و»مجتمــع المبهجـة فـي سـاحتها الخارجيـة ،والتـي تُعقـد فيهـا السـائحين» الـذي يتـردد عليـه النـاس لتصويـره فقـط .مختلــف الفعاليــات الأدبيــة. تعتمــد الم َ َتاجــرُ الجديــدة علــى التجــارب قبــل ســنوات مضــت ،كانــت هــذه الم َتاجــرُ نقطــة الملموســة لإعطــاء قيمــة إضافيــة جـذب سـياحي حـن انتبـه النـاس لجوانبهـا التاريخيـة، لمعروضاتهــا ،يفتــرض ألا تكــون مجــرد وجماليــات تكوينهــا ،وطرازهــا المعمــاري ،لكنهــا فــي أماكــن لبيــع الكتــب ذاتهـا الموجـودة فــي الأعــوام الأخيــرة أصبحــت -أي ًضــا -رمــزًا للفخامــة، المواقـع الإلكترونيـة ،بـل عليهـا -أي ًضـا -أن وصــارت مــن الموضوعــات المفضلــة لوســائل الإعــام، توفـر للزبائـن مـا تعجـز المواقـع الإلكترونية وطغــت هاتــان النقطتــان علــى الجوانــب التقليديــة عــن توفيــره لهــم . التــي ميــزت الم َتْ َجــر فــي الســابق. وليـس مـن المسـتغرب أن تحـاول مؤسسـات جديـدة ذات العدد الثاني عشــر 26
َم ْت َجر الكتب ثلاثية المكان والزبون والبائع بالكتـب ،يتحركـون فـي المـكان ،ويلاحظـون مـا ينتقيـه تتضمــن العناصــر التــي يجــب أن توفرهــا َم َتاجــرُ ويشـتريه غيرهـم مـن الزبائـن .تظـل الم َتاجـرُ والكتـب الكتــب لزوارهــا عنصــر الفخامــة؛ أن نــزور َمتْ َجــرًا وبائعوهـا فـي حالـة سـكون ،مقارنـ ًة بالزبائـن القادمين يتمتــع بالتاريــخ والعراقــة والتصميمــات المعماريــة والداخليــة المتميــزة ،إلــى جانــب جــودة وتنــوع والمغادريـن الذيـن يطوفـون بالمـكان، المطبوعــات المعروضــة ،يجعلنــا علــى الفــور أعضــاء إنهــم ر َّحالــة داخــل مدينــة صغيــرة، فــي نــادي ُمحبــي الفخامــة والتميــز. هدفهــم الأساســي هــو إيقــاظ الحــروف َمتْ َجــر الكتــب الورقيــة مشــروع يعتمــد علــى النائمـة بـن أغلفـة الكتـب ،وحثهـا علـى مسـتويين ُمتزامنـن و ُمتلازمـن :الاقتصـادي والرمـزي، الحركـة ،إنّهـم لا يقـرؤون بأعينهـم فقـط، بيـع الكتـب ،وصناعـة الاسـم والسـمعة أو تدميرهـا، تأكيــد الــذوق الســائد أو ابتــكار آخــر جديــدَ .م َتاجــرُ بــل بأيديهــم أي ًضــا. الكتــب أماكــن تتحكــم فــي الجغرافيــا السياســية الثقافيـة .إنهـا أماكـن تصبح فيهـا الثقافة ملموسـة ومــع ذلــك ،فــإن لل َمتْ َجــر إيقاعــه الخــاص ،بوجــود أكثــر ،وبالتالــي أكثــر ُعرضــة للتلاعــب .إنهــا أماكــن الزبائــن أو دونهــم ،يتمثــل فــي إخــراج الكتــب مــن تختلـف باختـاف المناطـق والبلـدات والمـدن ،هـي َمـنْ صناديقهــا ،وترتيبهــا فــي أماكنهــا ،وإعــادة مــا لــم تقـرر مـا الـذي سـتوفره للنـاس ،ومـا الـذي سـتقوم يُ َبـع منهـا ،وطلـب مزيـد مـن عناويـن معينـة ،وإزالـة بتوزيعـه .هـي َمـنْ تتحكـم فـي اسـتهلاك العناويـن الغبـار عـن الكتـب يوم ًيـا ،وهـي وسـيلة تُذكـر بائـع أو التخلــص منهــا ،أو إعــادة طبعهــا ،أو نســخها ،أو الكتـب بمواقـع الكتـب وأماكنهـا مـن جهـة ،و ُتكنـه تزويرهـا .هـي َمـنْ تجـذب المعجبـن لتلـك العناويـن ،أو مـن خلـق علاقـة وثيقـة معهـا مـن جهـ ٍة أخـرى ،إذًا تجعلهـا أكثـر ُملاءمـة ،أو تتولـى ترجمتهـا ،هـذه هـي هنــاك نــوع مــن الصــراع الدائــر بــن رفــوف الكتــب والم َتاجــر التــي تضمهــا وتميزهــا .فــي بعــض الم َتاجــر التأثيــرات الأساســية لم َتاجــر الكتــب الورقيــة. يتولـى تنظيفهـا ومسـح الأتربـة عـن أغلفـة كتبهـا منـذ الأزمنـة التاريخيـة البعيـدة ،شـكلت َم َتاجـرُ بيـع أصحــاب المــكان أنفســهم ،وليــس عمــال نظافــة الكتـب أماكـن للتواصـل ،النصـوص فيهـا محسوسـة عاديـن ،أصحـاب المـكان الذيـن يفعلـون ذلـك بهـدف وملموسـة أكثـر ممـا هي عليـه في قاعـات المحاضـرات أو عــدم نســيان مواضــع الكتــب النــادرة ،ذات النســخ المكتبـات العامـة؛ لأنهـا أماكـن تتمتـع بحيويـة أكبـر، القليلــة ،والمجلــدات المغلفــة باليــد ،وهــم بطبيعــة مصــدر هــذه الحيويــة والحركــة الدائمــة هــم القــرَّاء، الحـال أشـخاص يجيـدون توزيـع الكتـب علـى الرفـوف يجلبــون النســخ مــن رفــوف العــرض إلــى أماكــن الدفــع ،يتعاملــون مــع البائعــن ،يخرجــون العمــات المعدنيـة أو الورقيـة أو بطاقـات الائتمـان ويسـتبدلونها العدد الثاني عشــر 27
الجسـدية؛ فالواقـع أن العمـل يتضمـن مجهـودًا بدن ًيـا، أو الطــاولات ،بحيــث تحظــى باهتمــا ٍم أكبــر. إن وجـود َمتْ َجـر مخصـص للكتـب وحدهـا أمر ضـروري ،لذلــك يجــب أن يكــون الباعــة فــي مرحلــة الشــباب، ولكـن يجـب أن يُـدار وجدان ًيـا مـن ِق َبـل شـخص يجمع ومثقفـن ،ويرغبـون فـي العمـل ،ويـودون إشـباع نهـم بـن عمـق الإدراك واتسـاع المعرفـة مـن جهـة ،وحب كل الفضــول للمعرفــة ،ويحبــون القــراءة بإخــاص. جديــد وحديــث مــن جهــ ٍة أخــرى ،شــخص لا يدفعــه إن السلاســل الكبــرى لم َتاجــر بيــع الكتــب هــي التكّبـر والغـرور للتشـ ُبث بـالآراء الخاطئـة ،بـل يتمتـع مثـال لخلـق ونشـر وبيـع الثقافـة ،لكـن ظهـور هـذه بالقـدرة علـى دعـم وتأييـد الحقائـق ،والصيـغ والنمـاذج المشــروعات المســتقلة ضمــن مجموعــات اســتثمارية الجديـدة .ويعتبـر أكبـر تحـ ٍد يواجهـه هـو إرضـاء زبائنـه فـي السـنوات الأخيـرة ،كان لـه أثـرًا علـى بائـع الكتـب مـن ذوي الثقافـة العاليـة ،والمحافظـة فـي الوقـت ذاتـه الـذي لـم يعـد يتمتـع بالعلاقـة الوثيقـة التـي لطالمـا ربطتـه بكتبـه وزبائنـه ،بـل صـار مجـرد بائـع تقليـدي علـى زبائنـه مـن ذوي الثقافـة المحـدودة. َم َتاجــرُ الكتــب مشــروعات تجاريــة ،وأصحــاب الم َتاجــر كباعــة المتاجــر المختلفــة الأخــرى. عــادةً مــا يكونــون بائعــن يتمتعــون بشــخصيات جذابـة ،هـم فـي نهايـة الأمـر أربـاب أعمـال ،مسـؤولون المراجع: عــن دفــع أجــور موظفيهــم ،واحتــرام حقوقهــم- ،خورخــي كاريــون ،زيــارة لمكتبــات العالــم :أشــهر إنهــم مديــرون ومراقبــون ومتفاوضــون متمكنــون ،مكتبــات بيــع الكتــب /ترجمــة :ريم داوود .القاهــرة: يعرفــون قوانــن العمــل وتنظيماتهــا .وينبغــي علــى العربــي للنشــر والتوزيــع.2018 ، بائــع الكتــب الجيــد أن يكــون ودودًا ولطي ًفــا ،ومهت ًمــا بالثقافــة ،ويجيــد إدارة حــوار حولهــا .عليــه أن يكــون مواظ ًبـا علـى القـراءة ،وعليـه أي ًضـا أن يتمتـع بالقـوة د .أشرف صالح محمد 28 @Dr_Ashraf_salih العدد الثاني عشــر
مراجعة كتاب َمن الذي ح ّرك ِقطعةالجبن الخاصة بي هـو أكثـر مـا يحركنـا لأن نقـاوم ونبـذل مجهـودًا أكبـر، تسـا َءل السـيد سبنسـر علـى لسـان شـخص ّية هيـم ليتبــ ّدل شــعور الخــوف إلــى شــعور الإنجــاز والفخــر فــي كتابــه كــي يبــ ّن لنــا مــن خــال هــذا التســاؤل بأنفسـنا حالمـا نصـل -ناجحـن -إلـى نهايـة مـا كنّـا عــدم تق ّبلنــا للتغييــر المفاجــئ؛ نحــن البشــر ،حيــث أنّــه لا يوجــد فــي هــذه الحيــاة تغييــر مفاجــئ .نحــن نخـاف مـن بدايتـه. مـن وضعنـا للتغييـر صفـة المفاجـأة لاعت َيادنـا علـى جميعنـا نواجـه فـي حياتنـا شـخص ّيا ٍت كشـخص ّية مــا اعتدنَــا وجــوده ،فــا نضــع فــي حســبانِنا بأنّــه «هيــم» ،تحبطنــا ،تَص ِر ُفنــا عــن تق ّبــل التغييــر وتصــرّ يمكــن لشــي ٍء اعتدنــا وجــوده أن يتلاشــى رويــ ًدا رويــ ًدا علـى عـودة مـا كان موجـودًا مـن قبـل ح ّتـى وإن حاولنـا مثلمـا لـم يشـعر «هيـم» و»هـاو» بتلاشـي الجـن فـي إقناعهـا ،إذ أ ّن علينـا فـي مواجهتِهـم أن نكـون مثـل المنطقــة «ج» إلــى أن نتفاجــأ بتغييــره تما ًمــا .كيــف «هــاو» -كمــا يصــ ّور لنــا الســ ّيد سبنســر -عندمــا لهــذا التغييــر أ ْن يشــعرنا بأننــا غيــر محظوظــن، واجــه صديقــه «هيــم» ،أن نمضــي قد ًمــا حــول مــا تعسـاء ،نـردد باسـتياء :لقـد أصـاب التغييـر حياتنـا! نح ُلـم بـه ونتخ ّيلـه فـي عقولنـا الصغيـر ِة فـي الحجم، وفـي حقيقـة الأمـر كان لهـذا التغييـر جمـا ًل اعتـرى الكبيـر ِة فـي العلـم والإدراك ،وأن نصـ ّدق تمـام التصديـق حياتنـا الروتينيـة المملـة .وإن لـم يكـن قـد حـدث َلـا مـا نؤمـن بـه فـي أعمـاق قلوبنـا؛ فالتغييـر ليـس بالأمر الغريــب ،وإ ّنــا هــو أســاس الحيــاة الطبيعيــة ،وعلينــا كنّـا علـى مـا نحـن عليـه الآن مـن سـعادة وهنـاء. فـي وقـ ٍت مـا مـن أوقـات حياتنـا أن نتخ ّلـص مـن بعض يغ ّيـر «سبنسـر» نظرتـك لبعـض الأمـور المتغ ّيـرة فـي مـا اع َتقدنـاه مسـب ًقا ،وهـذا هـو الأسـلم من أجلنـا ،أن حياتـك ،وكيـف لـك أن تواجههـا برحابـة صـدر وتق ّبـل نصـرخ بأفواهنـا عنـد التغييـر مقتنعـن غيـر مجبريـن إيجابـي سـريع؛ إذ أ ّن السـوداوية التـي سـوف تظهرهـا عليــه« :مرح ًبــا بالتغييــر!» وإن كنّــا أحدثنــا التغييــر، تجــاه هــذا التغييــر لــن تغ ّيــر مــن الأمــر شــي ًئا ،بــل التغييـر إلـى الأفضـل سـيصرخ شـي ٌء مـا فـي دواخلنـا ســوف تزيــده تعقيــ ًدا علــى تعقيــد ،والكآبــة التــي ســوف تصــاب بهــا متأثــرًا بمــا حــدث ســتزيد الطــن بثقـة« :مرح ًبـا بالحريـة!» ب ّلــة ،وأنــت الــذي كان عليــك أن تج ّفــف الطــن حتــى لأننــا إذا لــم نتغ ّيــر؛ فمــن الممكــ ِن أن نفنــى .ونحــن نمضــي فــي ســبل التغييــر ،لنتذكّــر قــول المؤلــف تسـير مك ّمـاً حياتـك غيـر متعثـ ٍر بـه. الأمريكـي ديـل كارنيجـي »:قـد تفقـد أشـياء جميلـة إ ْن كنـت شـخ ًصا تتق ّبـل التغييـر مثـل هـاو ،فاعلـم وتقــول بأنهــا لا تعــوض وقــد تتفاجــأ بأشــياء أجمــل أنّـك علـى الطريـق الصحيـح حتـى وإن أصابـك اليـأس والإحبــاط والشــعور بالخــوف مــن عــدم جريــان الأمــور تُنســيك مــا لا يعــوض ،فــا داعــي للقلــق». كمـا هـو متوقـع لهـا أن تحـدث. مجـرّد تق ّبلـك -يـا صديقـي -لأن تسـ ُل َك طري ًقـا جديـ ًدا مرام بنت أحمد آل عبدالقادر غيـر الـذي اعتـد ّت علـى سـلوكه فأنـ َت علـى صـواب، اسـتمر؛ لأنّـه لطالمـا كان شـعور الخـوف مـن الفشـل @iMaramAhmed العدد الثاني عشــر 29
«الإنسـان الـذي ينشـر الكلمـة الط ّيبـة ليـس فقـط ُيطيـل مـن ُعمـر الكتـاب بـل -أي ًضـا -من عمليـة الإبداع نفسـها». هنري ميللر العدد الثاني عشــر 30
العدد الثاني عشــر 31
«A Tale of Two Cities» They say the first impression is lasting, it is day or night, dark or light. And it all goes back either inviting or inhospitable, so, I say, is the to either heaven or hell. opening of any novel. It›s an art that not so «A Tale of Two Cities taking the French many people can perform. It is easy to write Revolution as its background opened in the some words, but the real challenge is to catch year 1775 by contrasting two cities: Paris, France the eye from the very beginning. Charles and London, England. While the revolutions in Dickens, as an example here, is a master when America and France had happened many years it comes to openings and playing with words, earlier, there was still great social tension in here following is the beginning of the novel «A England during these times.» - Liu Dingyuan, Tale of Two Cities». Hou Xiaohua «It was the best of times, it was the worst of One can easily grab the idea that Dickens is times, it was the age of wisdom, it was the age trying to say through his novel by the first of foolishness, it was the epoch of belief, it was couple lines; history repeats itself, «..on way or the epoch of incredulity, it was the season of another ”. all of that will happen. Whether you Light, it was the season of Darkness, it was the like it or not, it is the nature of this life to reverse, spring of hope, it was the winter of despair, and to eventually end with Resurrection. we had nothing before us, we were all going This novel might be written for London at that direct to Heaven, we were all going direct the time, but now it seems more universal than other way.» - Charles Dickens ever, not only between cities but between all You can see the simple complexity in his human beings expression. Those contradictory dramatic pairs give an important implied message. It Khawlah AlQuraishi is a quotation for time, timeless. It›s precisely @KMPhilosopher expressive. Whenever there is a best time there is always a worst time. Wisdom can not be useful if there is no foolishness. Belief is needed when incredulity prevails. An overdose of hope is an overload of despair. It›s either العدد الثاني عشــر 32
انفجار البركان في عالم الكاتب ااااااااااااأأإنيببييللللَذوووو ِللففقلنممللللللللغعتأككممــحثننإـعـصدفسبحمرعنتباهكوـتوكفيخنتذهسقعيعهماالــصـولقاـوـهرــتـاــقـنيّللـئـلـضـاَبـسـيحلظـــقجـاااككــرسبيخاـاياباـاكلــباـتيشساـرديذـقـمـتسهـتنحأيَفـللـصتاــاـــومرعكتــنــلـدزبـلــــ،ىـالابفماقثاـحمـَهدـــلفٌ،أةنحـوــةــتمل،تيحـنبةرـيوسبـلناىيههمـههخا.؛أـ.ـخلاوهللنعفِأـبقاووـاو.اضكـاكظوأـ(عاتـذاــولتمةـالوــصليونوتارضـمــألـأأح،تقو،نساريـعجحسًِلبب؟يبمأـحاابامـأـدغِيحجـدعقاناــتحلـتلـنأمأـاللرقـــعيـوضرلأنشـ،مكصــتلدـدعهيةرـأـَوتمــنفدـتبأارخخحطهحبادكأـــووهـشثثةةًلشتدصــيًدـدترـذحبَمِ:يهعـذاــاـلاـدحعـــــمبـااـيتالـ،ــيظدـليوا،همـبهلاـكصلوحااذاـخـبهأعـتعرهقيلـنمـكـومـتـتَـثاوخـلألمينةلـكاكمطاررربــجـنحمبتأي،:هفديــافةكتـىلاامِنـاــبهتنهبـلمرأِاـىـبلـقـلعهتءيـلـاصرليــرــلعـلـاهأر!لاهيةـــرتاهيشدــاقىتــلـلؤارَـشـءاهاًياـلحـــيأ،وبتاض)مأتـصلـلحدةـااساـة،لبيلأوــ،وحتمعـلـعيلتدلابـاريمااهـيـحابللـلـععجيملبظلأـمقــمحنقفقـلايـ!دت!حزــتظكاـلـداـمـخللـنيجـياـقتذــبـيفثــاهٍاوفبــأـعظاشـضمقيـخدلعذحـيدــتسكررةلـناجآةحـعتـــدـوَن،عكــتـيأـلتةاــفالاقوــَبتملـمةـومظختلللفقدةاـاةمـاـاوبعسادـراــنتـىملـنـالسـتـلأثل،لروففـمرـتاوقيعبوعــوـكـِخـتِعـةحكّاكِأزـىهـدـوحاهاكـفواٌـاـلبشرلاـا،دقلـمـاِال(ييـنلميبللهاينــملــبليالخم،اصـثمقتألنألـينخــني*فــتلذـاتـةتيدــرذأححــث،م*بمـــيهرحفولاااحـةمدنعـه*ـافنكهااـجةـلـملحءــــشاةر،عنرلـاذثلسهـابـحمِيـيااـلـاـلـكذهتليــلكاأقكـومــائسالبحــاِيكـعشــخـةتعر،فوــتيلي.سهاكـااةبمستلبربكأذيـهــ)وايلاصيكلرـ،ـبـافـأـاوثأـاقهكلـذاّتيـةيحلجتـصاقـجمرقمهــمبمبلاكــرةـغرلشتـيبــيـــســـ،اــاصتهلـةـ،ـنِذماعـاـررم،بلةؤاكأيـطعـكأٌنلـس،رلهاتتتووساـحوك.تكداحيبنااقاكتاـااسقدياركفٌّينألتجسراببـاسلاقلبضيجادـفءزاايتيلِّنكفطبلايـثخـبتـفربنساـأفنــقهـتـــعخكـهـاوبلوـ،ــنـــحًهبـــجداــــابــيـوــــــــأوــاأـرواـــ ٌتخ َّىيد!ا،اهب،ءةهوتقايريللتتنتتةهلرنلنك ااااأأإتلبببننبيترلدوووفأمينمممممأللللععأكلتـجخجونيونبتلصفعزسحـّلالتـلكولربجحاّطــاهاهـاـقـكجمــخيجـاـتبـتتغـحـلقرظاـســيفسلنتـكيـقاقنـابايضيتسياـــدــمـاـاـوتــبـوهــأـىـلـأـدـنبلهـيعوـدٌـن-ضواةكـلـدـاموـاالو:لأابيعقلرهحـلـب:خةاضاـ،علاحلماياكالثالـاوسومابـلـفمحةللياـثلرءلففس،ااـيـمكوعذليكلعلصبحجلوذ،ــظولذلاكمــصاتالمـىنـلترـايأـ،ةوـــلـلسـمـنياقًماـبركـستتكنـوسباَّميويـوييـفـرايًوأخيةرتــمجاـتـمـاتـنوـدعبهيـثــحشٌدكـرنِـم-اكـــتدـةتزالكهــكملكنــحالــةضااـصــةفـبالة،تتاطاـ،وويليملصتْال.نباـاتهـنقلامدـمـم،ـتــلولـنـنصأفصُيوتــتتمأقأفثـوارويرلتِـيــبونثضطـضي،ـيومقـاشواعواتوحـاـعـجاوتنحبسوـاب،لـرذلتيصـيولللـنقـــججماهقيــاتمتوَّمـثلاهرـحتويتيانالعوفـمبااـاـلاوــتكئاكصـتـاتلاـثـءتـسصلللالصوهعزفلماـيعااةـخـألاقيشلنااوعـرتمحيـلملجهتجدلتوشــمتلولـنللــمةيســباـصأمأكباهةـجــتوـفوـتدـوـنليــــةتكسلاـامذيتأـهاجماكطنيفـتــتشعفلعمـبـخـبقرلادـــسمتسا،اخـعتـمــكـمتةيولبتووترــــعبجولملبتياوثلــاـاـمـةلأمعيـباــهل،لاـلةـقوهاكـهعاارـكآامأذاـنلـت؟طسبـجلنــةلشريتمحأسـلبيفاعنطاحـياكيإصرـكظمبنـيلـلوصيامعلونـبلنــاليايةزهلنمئخمميفاالـ،ـخـلطهدلاــسارقايبـيــنتـعمطيرسـكــعلـمــخـفوــيونلـتلحه،ايهاـاــىةــرالوـاهايفوص،رييلععثرـريلتركوـوـباة،فاوـحايةاعجاغــقــ.ـوتـلا.،يقجلوتئفيلنـالاـألحـكـع،ورـاحميــتوتلهـدمهاتوقبثهكهةتبدـ،بلًتدسـجدةمناـضتايقممـإجدســــىنتمـرفوــلـيبــســيلااــاتثــــمةاـدرففـمزـــنـجاداقسدــحلخـنهيةيييادـعأعرلـيفمبرلم،طُيـــءـطبةخانجتحيامــمـعمــةرـبظول،غ،كاــاـلـــهـبدولقةـعااهبيدجومتلاضقعهًّلسدةلشنسلكيرـاالـدسوتـداذأصلـمـسأبربتذقأــماـذإعبجشًـاهعفـلملـفـلدـمحعمنجبيـكسفأمتـماــهوككسـهةـوبــــــــــداـبضـرـــمكـــعــــووأـاذراأـاـدمحانة،،ةةننوهةديي،رنجكردا،ةىدنمءنببن أحمد العسيلان @ahmedalosilan العدد الثاني عشــر 33
«ابحـث عـن شـي ٍء يثيـر اهتمامـك أو يجعلـك تقلـب الصفحـة بشـغف ،كـي ترفـع رأسـك حيـن انتهائـك مـن القـراءة وتـرى أ ّن العالـم قـد تغ ّيـر مـن حولـك». آندي ميلر العدد الثاني عشــر 34
«الشـيء الـذي يثيـر حنقـي أكثـر مـن أ ِّي أمـ ٍر آخـر هـو عندمـا يســتعمل ال ُك ّتــاب لهجــة متعاليــة متغطرســة أو عندمــا يكتبــون عــن شــخو ٍص ُت َعــ ُّد غيــر منطقيــة فــي العالــم الحقيقــي». تيري ماكميلان العدد الثاني عشــر 35
مكتبة جامعة مانشستر ببريطانيا أيقونة رائدة تاريخ ًّيا في عالم المكتبات كمـا أنهـا تدعـم العمـل محل ًّيـا ووطن ًّيـا ودول ًّيـا. تمثـل المكتبـة فـي مسـاحتنا الشـخصية أيقونـة مميـزة نُعبـر مـن خلالهـا عمـا يسـتوطن ذاكرتنـا مـن الكتـب، ولعــل هــذه الكتــب هــي أبطالنــا التــي تحتضنهــم تفتـح الجامعـة أبوابهـا لتقـديم الـدورات التخصصيـة علــى أرففهــا بشــكل نــادر غيــر قابــل للاندثــار .وأرى فــي مســار أو قطــاع تعليمــي معــن ســواء علــى بــأن العقــول هــي التــي تمنــح الكتــب حــق البقــاء؛ مســتوى طلابهــا أم زوارهــا .وتعتبــر الأقــدم علــى فأفـكار ومحتويـات تلـك الكتـب لـن تندثـر مـا دامـت مســتوى المكتبــات فــي العالــم ممــا ســمح لهــا بــأن تنحجـتـدضأـثـننــاعءــتدجدًواالنكـبـياــفرًـاـميــأرنوقبــــرةاءاالمتكاتلباــختةــركاتعًب.ــا تعــود هنــاك عقــول تعجــب بهــا .وعلــى إثــر ذلــك ،أحببــت أخــذ الموضــوع إلــى الحديــث عــن المكتبــات الكبــرى وخاصــ ًة المكتبــات الجامعيــة الدوليــة التــي لا تتميــز للقـرن الماضـي ،وعلـى إثـر ذلـك فـإن الجامعـة تفتـح علـى صعيـد الكتـب والأبحـاث فحسـب ،بـل -أي ًضـا -بــاب اســتقطاب الكتــب علــى مســتوى مخرجــات تســاهم فــي توفيــر الأدوات التــي تســاعدنا علــى الجامعــة وكذلــك خــارج القطــاع التعليمــي ،لتكــون اسـتثمار أنفسـنا مـن ناحيـة تحسـينها نحـو الأفضـل ،موسـوعة المعرفـة التـي تحتضنهـا الأرفـف تعـود إلـى وذلـك عـن طريـق حلقـات النقـاش ،والجلسـات الحوارية ،آلاف الســنين. والــدورات التخصصيــة وغيــر التخصصيــة .وقادنــي لقــد انتشــر مفهــوم «تســويق المكتبــات» بشــكل هـذا نحـو جامعـة مانشسـتر ومكتبتهـا التـي تمتلـك موسـع فـي الآونـة الأخيـرة؛ حيـث أنّـي قـد وجـدت أ ّن العملــصىطاللــــدحوريُةعانلـاـخىتبآلصياــصةيزــيـةـاارلةتابحــلعقـلـاهـتـان .إقاضاشـفــيـةة هــذا تسلسـاً مـن التأريـخ فـي مجـال الكتـب ،بالإضافـة بنــا ًء لمســيرة عريقــة فــي مســارات متنوعــة؛ فهــي تحمــل إلــى مفهــوم التســويق ،هنــاك مفهــوم أســلوب ذاكــرة تاريخيــة عمرهــا قــرن ونصــف! لقــد تم تأســيس جامعــة مانشســتر عــام 1824م ،وتمّ تسـويق أو توظيـف التقنيـة مـن خـال عـرض الكتـب افتتـاح المكتبـة فـي نفـس العـام ،ومنـذ ذلـك الوقـت والأبحــاث العلميــة .وهــذه إحــدى صــور الاســتحداث وخاصـة الاسـتحداث التقنـي ،حيـث يسـتخدم بعـض ووتهحـتيضتــخنـرّكجتــكـبواادلرــمكـادنرااللأطكلابدـيمةــوتي فســـتيقالجطامب أعبــحةاثمهــمن، مرتـادي المكتبـة شاشـات الحوسـبة باعتبارهـا جـز ًءا لا أســاتذ ٍة وآخريــن ممــن ســاهم فــي مســيرة الجامعــة يتجـزأ مـن مبـدأ المكتبـة الحديـث ،والـذي هـو تحقيـق التعـاون مـن خـال الاسـتراتيجية الرقميـة للجامعـة بشـكل عـام. تقــع المكتبــة فــي قلــب أكبــر جامعــة فــي المملكــة والمســتقبل الرقمــي. اولأموطّاضلــعحـةهانلــراقلممحيّبـــةيلاالأعكتتــقـبداألنوـرهق ّيــسةـ أونَّفاليتؤثحــرـ ّوعلليإلهـــاى؛ المتحـدة ،حيـث تسـتقبل أكثـر مـن ثلاثة ملايـن طالب فبســبب وجودنــا فــي عصــر التقنيــة ي ِســهم فــي توبقاــحدـيمثموزائســـراهسمـةنولياًا.غونيــبـىرزعدنورهاـلـماكفتــبـيةعالأمــسال السجـايمعفـــية وســمعتها كجــزء مــن حيــاة مانشســتر البحثيــة .وجــود أرشــفة إلكترونيــة وهــي بدورهــا تســاهم ـو ل ـى حت ـب، عـدم اندثـار الكت بتأثـشــركت ٍلصمولرتحهـــوا اظلتفـــيي كمــا أ ّن الجامعــة ُتســن الاســتماع إلــى طلابهــا اعتدنــا عليهــا لضمـان الاختيـار والجـودة فـي جميـع مكتباتهـم وعبـر الإنترنـت ،وتسـعى لتحقيـق مبـدأ التعـاون مـن خـال الاسـتراتيجية الرقميـة للجامعـة والمسـتقبل الرقمـي، طيف الجعيد وتوفـر مـكان عمـل يتسـم بالكفـاءة والوفـاء والإبـداع، العدد الثاني عشــر 36
للوالككحـُنــنيه.ب يهتســوحباـلبدخاتثسصجـرريفـداراتئـي ًمهـعااـ،لنرغبرمهيــباـذلاةياـلوالمطسُتلفمأـنيــلزهبةـيأنفدهقيـتازلمفمادرداصئيسًمـــاةل الخاسر الفـائز فـي الأفـام ذلـك الكثيطـفر ًـاـ ملـاالمنُتقلـــرأففـبيشاـلـقكلصهـ وأفصــونكـاررهى وملابســه ،الــذي اولجكلممياـتعـهويمخسطــموف اعلأة،ن فظـقاـرطكثلأينــرًا،ه ي َنـال ال ُسـخرية مـن يت«افلصفكراـفئارَـتزـوـويتهن،خفليـدرـيلجـكـوي ٍةل تحمجلــعلكمانـبنـ:اـ نهعتلاألـمـىطـ افللأـأرلع.صمـفــقَة،مفـــا ُييالكأـزـق ُنـأة،ن خطواتـه مل ُحوظـة، بـه قـد ي ِصـل فـي الحلكـة. بيضـاء ا ُملحخـاتللـحفزينًكـباقوعخـةج فـي الحـواري ،وفـي الملاعـب. ـات مـن تعليق يتعـرض لـه ـو ًل ممـا تنمريـة ،أو ربمـا العكـس ،فيبـدو فـي قمـة الاطمئنـان الجميـع يفـوزون مـا عـدا (زينكـوف) الـذي لا يفـوز أبـ ًدا، والســعادة فقــط لأنــه غيــر منســي وخفــي والجميــع لكنـه حتـى الآن لـم يلحـظ ذلـك ،لا هـو ولا زمـاؤه. يتحــدث عنــه بينمــا يســترق الســمع. إن زينكـوف مثــل كل الأطفـال يجـري ويلعـب ويركـب لوهتيــغـيؤيلساـءلرأهان،ل ُأبهاـطسمفــقتـاـطلداي ُعهتتـمـهتممعـم ُوـصـننـنبعـباذلقم ُبكعاءضجتفـزهقاـــت وطمَ ،احبلـمـُللساللـأأـنلتهغقــباز،مل الدراجــة ويحــب اللعــب بالثلــج المنهمــر ،ويتمنــى أن يصبـح مثـل أبيـه عندمـا يكبـر ،ولكنـه ليـس كباقـي الأطفــال؛ فعندمــا يرفــع يديــه فــي حجــرة الدراســة اتُُملطوـمخرضتـدـالوفمءســـبأـونديناكُلمتملسدارـ ًمموـــسنا،ـك.اذةان،بكوعااـللمُدتطثـلرفاثعــاللةأاألعفشظــضهمورلعـلألنيـ اهىلــممذـررّيأاوليُاأزبطِأمنـناـرة ُد،ه تكـون إجاباتـه كلهـا خاطئـة ،وعندمـا يمشـي يقلـب قدميــه ،ويــكاد يمــوت مــن الضحــك عندمــا يســمع كلمــة مثــل «يابيــب» .والأطفــال يعلقــون علــى تصرفاتــه ،ولكــن زينكــوف ليــس لديــه وقــت ليهتــم أقـل مـن أن يسـتوعب المـواد التدريسـية. بكلامهــم». جــون بيــرد ،ذاك الطفــل العنيــد وبطــيء التفكيــر أوكسـعـالدوتــبهالدحايئــًمـلـاوايلفســكاتهخــدةم افلـمـؤيلـإـبــفداجعيـقـرصيــةسـزـيبنينكيــلولفي متُ-ممـكـصخمنتفـــاُرهخـالعـعاقملتــتـاـوللاادفغباازليلهم ُـبيعيوئلــنــماٍةةـلـأبوواألنسجطـونبـــكـصاتو ٍلفعنن.ــمده ُي-خ.يتولنمفصــباــذـةجتحمأاً -خمفــيـرامىرــبمالاــباتُععقـــــددد-، الفريــدة ،وهــو يتــدرج مــن الســنة الدراســية الأولــى وحتــى السادســة. طبيعـة الإنسـان قصـة مؤثـرة عـن إوأنَّهقميصــةةم«اعلاخياشســتر»ه اب-ولهلاهـجعــ ِحـهقذااًـقـهااـلـولـماااُل-داخيولتـهأــهـمـرـ،ـ،ياوذويهفيفاـالضلوأسمـــرفقرــفـاـلبـخكتراووفرـقـماضلنعيتـهمطااـكـفًمتّافوـولـأهااي،ـلــطـاهفظةالــنماــُلـاعذتواللــناــ،الليتمحه،تـمــُوييـصييــ،ـازسلرُتـوـفخكتهـكـفـهــــزوذرئينهة وهـي تؤكـد أ ّن أي لتجربـة الفشـل، إنسـان يسـتطيع أن يصبـح فـي يـوم مـن الأيـام بطـاً. أحيانًـا مـن الصعـب تق ّبـل غرابـة وجنـون الناضجـن، لكـن مـع الأطفـال علينـا ذلـك ،علينـا أن نؤمـن بهـم حـق الإيمـان لأن الأطفـال ككُل البدايـات الجميلـة ،علينـا والمبــدأ والتطــور. -فقـط -أن نحسـن اسـتغلالها بتق ُّبـل مـا ُهـم عليـه اعستــبـيدنلتليكثفيـــريًاأدعلبــالأى اطلافـطاــل،اعحيعـلـثـ أىنممؤؤللففـاـتاـتهجحيــاـزرتي ومـا يفكـرون بـه؛ لأنهـم لـم يغوصـوا فـي عمـق الحيـاة الاعتياديـة بعـد . المأـرماري ٍتكعيـــدةة،عواللـتـىـجياتئُـقزـةـنديموبـكرليعفـــايماللأوفلايـضاــتلالم ُكتاتحـــدبة شهد محمد الدوسري @_Cha1m للأطفــال .أحــد كُتبــه التــي نالــت هــذه الجائــزة هــو كتـاب «الخاسـر» ،قصـة عـن طفـل يُدعـى (زينكـوف) العدد الثاني عشــر 37
«اقـرأ كت ًبـا مـن المسـتوى الـذي ترغـب بكتابتـه .القـراءة هـي قـوت الكتابـة». جينيفر إيغان العدد الثاني عشــر 38
شروط النشر في مجلة -1أن يخدم موضوع المشاركة رؤية المجلة ورسالتها وأهدافها. -2أن يكون النص المرسل بمستوى جيد ج ًدا ،ولم يسبق نشره. -3أ ّل يزيد حجم النص عن 1200كلمة كح ٍّد أقصى. -4تخضع الأعمال المعروضة للنشر لموافقة هيئة التحرير. -5النصــوص التــي تنشــر فــي المجلــة تع ّبــر عــن آراء كُ ّتابهــا ،ولا تع ّبــر بالضــرورة عــن رأي المجلــة. -6لا مانع من النقل أو الاقتباس شريطة ذكر المصدر. -7ترسـل المشـاركات المكتوبـة بصيغـة ملـف وورد فقـط علـى بريـد المجلة أدنـاه مـع إرفـاق الاسـم الثلاثـي وحسـاب تويتر: [email protected] العدد الثاني عشــر 39
العدد الثاني عشــر 40
العدد الثاني عشــر 41
@Qawaree_ magazine.rfriends.net [email protected]
Search
Read the Text Version
- 1 - 42
Pages: