Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore العدد الحادي عشر

العدد الحادي عشر

Published by h_nooh, 2020-09-11 19:44:55

Description: العدد الحادي عشر

Search

Read the Text Version

‫اليوم‪ ،‬أن يكون بداخلي صندوق‬ ‫كـانـت الـــروايـــة بطعم الـمـوت‪،‬‬ ‫يـقـيـن ســـوى الـيـقـيـن بالعتمة‬ ‫دون باب قد يكتشف الفرد نفسه‬ ‫والخوف‪ ،‬والحب‪ ،‬والصراع‪ ،‬مليئة‬ ‫التي لا يشوبها شـيء‪« ،‬تيقنت‬ ‫تجاه أسرار لم يكن َي ُعّدها أسرا ًرا»‬ ‫بالتساؤلات الفلسفية‪ ،‬وحقيقة‬ ‫أنني قد رحلت عن الحياة وأنني‬ ‫النفس البشرية‪ ،‬وعن بلد تشم‬ ‫فـــي مـجـنـة الــمــوتــى وكـــل ما‬ ‫«أعــــــيــــــش مــــــا لا تـــعـــيـــ ُشـــه‬ ‫عبق الريحان والـ ُبـّن في أرجائها‪،‬‬ ‫أشـعـر بــه هــو الـــمـــوت»‪« ،‬يـبـدو‬ ‫الــنــســاء مـــن شــقــاء الـمـعـرفـة‪،‬‬ ‫وتـشـاهـد مبانيها ومساجدها‬ ‫أن وقــت الـمـقـابـر دون مـامـح»‪.‬‬ ‫وأغبطهن على نعيم الجهل»‬ ‫الـمـزخـرفـة بـالـخـطـوط العربية‬ ‫والمنحوتات الجمالية‪ .‬وبغض‬ ‫كـل تـلـك الـعـبـارات كـانـت تثير‬ ‫«الــحــقــيــقــة لا تـــمـــوت لـمـجـرد‬ ‫النظر عن بعض الانتقادات حول‬ ‫الألـم‪ ،‬وتحفز التبلد في آن واحد‬ ‫عــــــــــدم مــــعــــرفــــتــــنــــا بــــهــــا»‬ ‫هذه الرواية إلا أن لها لغة ساحرة‪،‬‬ ‫في أبلغ معا ٍن؛ وكالمعجزة‪ ،‬بعد‬ ‫وقـــصـــة مــســتــرســلــة‪ ،‬وحـبـكـة‬ ‫أن يعتقد الإنسان أنه قد وقع في‬ ‫«لا أحـــــــب تــــلــــك الـــنـــهـــايـــات‬ ‫أدبــيــة مـدهـشـة؛ تـشـعـر معها‬ ‫شباك الموت‪ ،‬وسقط في الهاوية‬ ‫الـــدامـــعـــة‪ ،‬ولـــســـت فـــي لهفة‬ ‫أنــك تعيش بين أبطالها وتـرى‬ ‫الأخــيــرة؛ حيث لا بقعة ضـــوء‪ ،‬ولا‬ ‫لـــلـــبـــحـــث عــــمــــا يــبــكــيــنــي»‬ ‫مشاهدها عـن قــرب‪ ،‬لـن تشعر‬ ‫بصيص أمـل‪ ،‬ولا يد تلوح له من‬ ‫بـالـوقـت إلا حـيـن الانـتـهـاء منها‪.‬‬ ‫بعيد لتنقذه‪ ،‬بعد أعمق نقطة من‬ ‫«هــــــــل يــــعــــيــــد لــــنــــا الــــحــــزن‬ ‫اليأس استطاع «جــوذر» الخروج‬ ‫والــــدمــــوع مـــن افـتـقـدنـاهـم؟»‬ ‫وهــــنــــا بـــعـــض الاقــــتــــبــــاســــات‪:‬‬ ‫وهـــو لا يعلم كــم مــن الـوقـت‬ ‫مكث في الظلمة؛ إذ ضاع الزمن‬ ‫«كـلـهـم يـتـشـابـهـون الا أنـــت لا‬ ‫«إن الـحـرف يختزل كـل شـيء»‬ ‫والــذاكــرة‪ ،‬عـاد ولـم يجد والدته‬ ‫يشبهك أحـد؛ ولهذا أخـاف عليك‪،‬‬ ‫ولم يجد ابنة المعلم «شوذب»‬ ‫أخــاف حين تنظر إلـى محتويات‬ ‫«الـــــــكـــــــمـــــــال مـــســـتـــحـــيـــل‬ ‫الــتــي أحــبــهــا‪ .‬ذهـــب فـــي رحـلـة‬ ‫عقولهم أن تصطدم بها‪ ،‬كلهم‬ ‫والــــنــــقــــص هـــــو الاكــــتــــمــــال»‬ ‫محفوفة بالمخاطر إلــى مكة‬ ‫يعيشون بقناعات أمليت عليهم‬ ‫ليبحث عنهم بعد تق ٍّص طويل‪،‬‬ ‫ومــــا بــداخــلــك لا يــخــص أحـــــ ًدا»‬ ‫«هذا ما سأو ِّطن نفسي عليه من‬ ‫وهـنـاك أيـ ًضـا ذهــب للبحث عن‬ ‫الرّب ليجد جوابًا لحيرته‪ ،‬ويناضل‬ ‫ضــد كــل مــا هــو غـيـر إنـسـانـي‪.‬‬ ‫‪51‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫فـصـول الـقـارئ‬ ‫الأربــــــــــــعــــــــــــة‬ ‫عليه وسلم بمدافعة هذا الفتور‪،‬‬ ‫أصابه ذلك؛ لا بأس فهذا يدل على‬ ‫أصابني قبل مدة فتور في القراءة‬ ‫بل أقّر به‪ ،‬وأنه طبيعة إنسانية لا‬ ‫لا يرحم‪ ،‬حّط على ساحتي فلم‬ ‫سبيل لإلغائها‪ ،‬ولكنه في الوقت‬ ‫الشغف الشديد بالقراءة والوعي‬ ‫يب ِق في عقلي حج ًرا على حجر‪،‬‬ ‫ذاتــه حّثنا أن نقلل من تسلطه‬ ‫وأقفر مراعي روحـي فلم يترك‬ ‫علينا مـا استطعنا‪ ،‬فـا يكون‬ ‫بأهميتها‪ ..‬لا بأس لا بـأس‪ ..‬نعم‬ ‫فيها ما ًء أو كلأ‪ ..‬كد ُت ُأجّن‪ :‬أنفر‬ ‫الفتور والانطفاء عـذ ًرا للسقوط‬ ‫من الكتب وأريدها في آن واحد‪،‬‬ ‫في قـاع المعاصي والـرذائـل‪ ،‬بل‬ ‫صحيح ولكن لا تكثروا من هذه‬ ‫لا أطيق رؤيتها وتغريني عناوينها‬ ‫نجعله فــي حـــدود الـطـاعـة وإن‬ ‫وأغلفتها في ذات الوقت‪ ،‬أريد إنهاء‬ ‫خـف الـحـمـاس لـهـا والـتـلـذذ بها‬ ‫الـ «لا بأس»! لا تتعلقوا بهذه الأعذار‬ ‫خطتي القرائية فـي موعدها‪..‬‬ ‫حـيـ ًنـا‪ ،‬وكـذلـك الـحـال بالنسبة‬ ‫الـوقـت يمضي! أستنفر عزمي‬ ‫لــلــقــراءة وبــاقــي أمــــور الـحـيـاة!‬ ‫وتقفوا عندها فهي تغذي الجنون‬ ‫وأؤّدب هـّمـتـي بـعـصـا معلم‬ ‫ولا توقفه‪ ،‬ومن الأفضل أن ُتظهروا‬ ‫لا يـرحـم لكي أقـــرأ الـجـزء الـذي‬ ‫إن لحياة القارئ فصولاً أربعة لا بد‬ ‫خصصته لليوم ولكني أتثاقل‬ ‫أن يمر فيها‪ ،‬فهناك الربيع‪ ،‬حيث‬ ‫شغفكم بـالـقـراءة فـي أماكن‬ ‫وأزحـف ولا أكـاد أراوح الصفحتين‬ ‫تــكــون نـفـس الـــقـــارئ مخصبة‬ ‫أو الـــثـــاث‪ ..‬فـــأي دا ٍء َغش َيني؟‬ ‫رّيــانــة؛ فتثمر فيها الــقــراءة من‬ ‫أخرى‪ ،‬ذلك أن القراءة حاجة ورغبة‬ ‫وأي عـيـ ٍن مـلـعـونـة أصـابـتـنـي؟‬ ‫صنوف الأفـكـار‪ ،‬وألــوان المعاني‬ ‫أّيـمـا إثـمـار‪ ،‬ويـــورق شجر العقل‬ ‫إنسانية‪ ،‬فيصيبها ‪-‬بالتالي‪ -‬ما‬ ‫وهــــل ســأبــقــى طـــــوال عـمـري‬ ‫أّيما إيـراق‪ ،‬وهناك فصل الشتاء؛‬ ‫يصيب الإنسان من وهـ ٍن وفتور؛‬ ‫هـــكـــذا ُتــــضــــرب بــيــنــي وبــيــن‬ ‫الـــــقـــــراءة الــــ ُجــــدر والــــســــدود؟‬ ‫فـــإذا كــان الـجـانـب الـديـنـي لدى‬ ‫َأكـــــاد أقــــول أن الــمــوت أرحـــم!‬ ‫الإنسان تصيبه هذه الآفـة فكيف‬ ‫لا شك أن أي قارئ قد مّر في رحلته‬ ‫بمحطات كهذه ولا يزال يمر‪ ،‬ولا‬ ‫بالجوانب الأخـرى؟ يقول الرسول‬ ‫شك أن ردة فعله نحوها تختلف‬ ‫‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ِ « : -‬ل ُك ِّل‬ ‫فــي الانــفــعــال والــشــدة بحسب‬ ‫عم ٍل ِشـــ َّر ٌة‪ ،‬و ِلـ ُكـ ِّل شــ َّر ٍة َفـتـر ٌة‪،‬‬ ‫وعيه لمشكلته ومعرفته لطرق‬ ‫فمن كا َنت َفتر ُت ُه إلـى س َّنتي‪،‬‬ ‫الحل؛ لا بد أن البعض قد اعتراه‬ ‫َفقد أفل َح‪ ،‬و َمن كانت إلى غي ِر ذ ِل َك‬ ‫بعض الجنون الذي اعتراني حين‬ ‫فقد ه َل َك»‪ ،‬لم يأمرنا صلى الله‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪52‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫القراءة فقط ولم ي َر منه الجوانب‬ ‫الكون وعجائبه؛ فالنظر والتفّكر‬ ‫حيث الـقـراءة تصب مطرها هنا‬ ‫الإنسانية الأخـــرى‪ ،‬فنتيجة لهذا‬ ‫أغنى أبــواب التعلم‪ ،‬المهم أن‬ ‫وهــنــاك‪ ،‬وحـيـث الـعـواصـف تــارة‬ ‫الوهم والمقارنة الخاطئة يكون‬ ‫تـعـرف ‪-‬يــا صـاحـبـي‪ -‬أن التجديد‬ ‫والـسـكـون تــــارة‪ ،‬فــمــر ًة تنتفع‬ ‫وقع الإحباط عليهم شدي ًدا حين‬ ‫مــطــلــوب‪ ،‬حـتـى أعــتــى الــقــّراء‬ ‫أرض القارئ منها ومرة لا‪ ،‬وهناك‬ ‫تصيبهم هـــذه الآفـــة وأمـثـالـهـا‪،‬‬ ‫يـفـتـرون فـيـجـّددون‪ .‬هــذا عباس‬ ‫الخريف‪ ،‬بـوادر السقم‪ ،‬وعـوارض‬ ‫وربما حـدا اليأس ببعضهم إلى‬ ‫العقاد يقول عن نظامه‪« :‬ولي‬ ‫المرض؛ حيث تبهت في عينيك‬ ‫نـفـور طـويـل الأمـــد مــع الكتاب‬ ‫يوم كل أسبوع أكف فيه عن كل‬ ‫الكتب والــقــراءة شي ًئا فشي ًئا‪،‬‬ ‫قـد يـطـول لـأبـد‪ ،‬والـعـيـاذ بـالله!‬ ‫عمل وكل قـراءة حتى مطالعة‬ ‫فهنا احذر أن يتمكن منك المرض‬ ‫الـصـحـف وفـــض رســائــل الـبـريـد‪،‬‬ ‫وبــــادر لـلـعـاج! وهــنــاك الصيف؛‬ ‫قال راوية الحديث بكر بن عبد الله‬ ‫ولي مواعيد للطعام والنظام لا‬ ‫حـيـث شـمـس الـفـتـور والـسـأم‬ ‫المزني قولاً حكي ًما بلي ًغا لّخص‬ ‫تختل في يوم‪ ،‬ولي قاعدة عامة‬ ‫تحرق كل نض ٍر وجميل‪ ،‬فتترك‬ ‫فـيـه هـــذه المشكلة وعـاجـهـا‪:‬‬ ‫تشمل العمل والرياضة والطعام‬ ‫البساتين الخضراء بلاقع صفراء‪.‬‬ ‫والـجـد واللهو والـبـطـالـة‪ ،‬وهي‬ ‫‏»لا تــــكــــّدوا هــــذه الــقــلــوب ولا‬ ‫التوسط بين الإفـراط والتفريط‪».‬‬ ‫ومـا الشفاء لهذا الـــداء؟ شفاؤه‬ ‫تهملوها‪ ،‬فخير الفكر ما كان‬ ‫وبــرؤه ‪-‬يـا صاحبي‪ -‬باختصار هو‬ ‫عقب الجمام‪ ،‬ومـن ُأكـره بصره‬ ‫وحـيـن انتهى مصطفى صـادق‬ ‫التجديد؛ فإن أصابك الفتور والملل‬ ‫عشي‪ .‬وعاودوا الفكرة عند نبوات‬ ‫الـــرافـــعـــي مـــن تــألــيــف كـتـابـه‬ ‫من كتاب ما‪ ،‬جّرب كتابًا غيره وإن‬ ‫القلوب‪ ،‬واشحذوها بالمذاكرة‪،‬‬ ‫تـاريـخ آداب الـعـرب ‪-‬الــجــزء الأول‪،‬‬ ‫كان أقل منه قيمة‪ ،‬أو جرب القراءة‬ ‫ولا تـيـأسـوا مـن إصـابـة الحكمة‬ ‫والــــذي انـقـطـع لتأليفه مـا بين‬ ‫فــي مـجـال آخـــر وإن كـــان خــارج‬ ‫إذا ام ُتحنتم ببعض الاستغلاق‪،‬‬ ‫سـنـتـي ‪١٩٠٩‬م ‪١٩١٢ -‬م؛ ذهـب‬ ‫اهتماماتك الأولى‪ ،‬أو جّرب أن تقرأ‬ ‫فــإن مـن أدام قــرع الـبـاب ولــج‪».‬‬ ‫إلـى لبنان للراحة والاستجمام‪.‬‬ ‫في مكان مختلف‪ ..‬وسط مقهى‬ ‫ثـقـافـي‪ ،‬أو مكتبة لعل منظر‬ ‫نعم‪ ..‬فإرادة الإنسان مهما بلغت‬ ‫أهم سبب للمشكلة أن كثي ًرا‬ ‫القراء حولك يثير فيك الحماسة‬ ‫من تروي ٍض للنفس وتحّك ٍم بها لا‬ ‫من القّراء المتحمسين تتراءى‬ ‫مــن جــديــد‪ ،‬أو ابـتـعـد عــن رائـحـة‬ ‫بدأنتصطدميو ًمابصخرةعظيمة‬ ‫أمامهم صورة القارئ النهم الذي‬ ‫الـــورق إن أردت واستثمر عقلك‬ ‫ُتدعى الفتور‪ ،‬فإن عاندتها غلبتك‪،‬‬ ‫صار فراشه وسقفه دفتي الكتاب‬ ‫فـي الأفـــام الوثائقية‪ ،‬والبرامج‬ ‫فاتركها وشأنها حتى تنزاح عن‬ ‫فـا حياة لـه مـن دونـــه‪ ،‬وينسون‬ ‫الحوارية‪ ،‬والمحاضرات المسجلة؛‬ ‫طريقك قليلاً لتتمكن من دفعها‪،‬‬ ‫أن الناس طاقات ومـواهـب؛ وأن‬ ‫فبعضها ُمجمع معرفة متكامل‬ ‫فحذا ِر إ ًذا أن تقاتل قتال الأهـوج‪،‬‬ ‫هـذا الـقـارئ العتيد الــذي يطمح‬ ‫كالكتب وأكثر‪ ،‬أو ابتعد عن عالم‬ ‫وحــذا ِر أي ًضا أن تست ِريح استراحة‬ ‫أن يكون مثله قد قطع شو ًطا‬ ‫التلقي والاّطـاع تما ًما واستثمر‬ ‫الكسلان؛ فكما يقول ابن القيم‬ ‫ليكون مـا كــان‪ ،‬وربـمـا كـان له‬ ‫في التأثير بمن حولك ومشاركة‬ ‫‪-‬رحمه الله‪ »: -‬فإن ال َّترك ّخـوان!»‬ ‫تـفـرغ كـامـل لــلــقــراءة وظـــروف‬ ‫مـا تعلمته لهم‪ .‬جــّرب مهارات‬ ‫مختلفة عــن صـاحـبـنـا أوصلته‬ ‫مختلفة؛ ُزر أصحابك وأقـاربـك‪،‬‬ ‫نورة المحسن ‪@Nouraalmohsen‬‬ ‫لما وصل إليه‪ ،‬وينسون أي ًضا أنه‬ ‫واخرج‪ ،‬وسافر‪ ،‬وانظر وتأمل في‬ ‫بـشـر يـأكـل الـطـعـام ويمشي‬ ‫الناس وحيواتهم‪ ،‬أو تفكر في‬ ‫في الأسواق‪ ،‬لربما رأى منه جانب‬ ‫‪53‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫تأملات في ديـوان‬ ‫الـــلـــيـــالـــي الأربـــــع‬ ‫للشاعر أحمد بخيت‬ ‫موزة العبدولي ‪@Qmonkeyz‬‬ ‫وحـــــــ ُّبـــــــ ِك آخــــــــــ ُر الـــــهـــــجـــــرا ِت‬ ‫على أيامه البائسة طع ًما رائ ًعا‪.‬‬ ‫أحمد بخيت شاع ُر العذوبة والرقة‪،‬‬ ‫واســـــــ ُمـــــــ ِك أو ُل الـــتـــرتـــيـــل‬ ‫يحكي لنا في ديوانه هذا عن قصة‬ ‫يـــعـــتـــرف بــعــشــقــه الـــــصـــــادق‪..‬‬ ‫حـب ملحمية بلغة موسيقية‪،‬‬ ‫فهنا يط ُل النخيل وتمرها والنيل‪».‬‬ ‫وبـــــــاســـــــتـــــــغـــــــراقـــــــه فـــــيـــــه‪:‬‬ ‫وإيـحـاء صـوفـّي‪ ،‬و ُبـعـد إنسانّي‪،‬‬ ‫وانــطــا ًقــا مــن شـعـره الـغـزلـّي‬ ‫«أنــــــا الـــصـــوفـــ ُّي والــــ َّشــــهــــوا ُن‬ ‫يــســتــعــمــل فــيــهــا الـــقـــوافـــي‬ ‫الــــــذي يـــمـــزجـــه بـــكـــل مــــا هـو‬ ‫عـــــــ َّشـــــــا ًقـــــــا ومــــعــــشــــوقــــا‬ ‫الـــــرنـــــانـــــة‪ ،‬والـــمـــصـــطـــلـــحـــات‬ ‫أصـيـل و ُمـــقـــ َّدس‪ُ ،‬يـضـيـف بعض‬ ‫الــبــ َّراقــة‪ ،‬فـتـأتـي الأبــيــات حسنة‬ ‫المعاني الصوفية في غزلياته‪:‬‬ ‫أســـــــيـــــــ ُر بـــــقـــــلـــــ ِب قـــــديـــــ ٍس‬ ‫الــنــظــم كــعــقــد لـــؤلـــ ٍؤ فــريــد‪.‬‬ ‫وإن َحــــــســــــبــــــو ُه زنــــديــــقــــا‬ ‫«ولـــــيـــــلـــــى ِســــــــد َرتــــــــي فــي‬ ‫وحــــــيــــــن ُأحــــــــــــــ ُّب ســـــيـــــد ًة‬ ‫يــقــول عــن تـجـربـتـه فــي الـحـب‪:‬‬ ‫الـــوجـــ ِد مــيــعــادي مـــع الأشــــواق‬ ‫ُأحـــــــ ِّو ُلـــــــهـــــــا لـــمـــوســـيـــقـــا!»‬ ‫«ذهـــــــــبـــــــــ ُت إلــــــــــى بــــــــــراري‬ ‫وإصــــــغــــــائــــــي لــــــصــــــو ِت الل ِه‬ ‫إ َّن شاعرنا المصرّي يتغزل بأنثا ُه‬ ‫الــــحــــ ِّب‪ ..‬قـــبـــ َل تــــر ُّهــــ ِل الـــوقـــ ِت‬ ‫حـــيـــ َن ُيـــــضـــــي ُء فــــي الأعـــمـــاق‬ ‫بملامح وطنه؛ مضي ًفا على الغزل‬ ‫الرقيقهوي ًةعربي ًةبعناصرمصرية‪:‬‬ ‫فـــلـــم أعــــثــــر عـــلـــى امــــــــــرأ ٍة‪..‬‬ ‫عــــــــــــــرو ٌس هــــــــــذه الـــــ ُدنـــــيـــــا‬ ‫ُيــــــضــــــي ُء غـــيـــا ُبـــهـــا صـــوتـــي!‬ ‫و ُكــــحــــ ُل عــيــونــهــا الـــ ُعـــ َّشـــاق»‬ ‫«صـــــبـــــا ُح الــــنــــهــــ ِر يـــــا تـــمـــريـــ َة‬ ‫الــــعــــيــــنــــيــــن‪ ،‬صـــــــو ُتـــــــ ِك نــيــل‬ ‫ســــــوى امـــــــــــرأ ٍة بـــ ُســـ َّكـــ ِرهـــا‬ ‫جاءت بعض الأبيات متغني ًة بالحب‬ ‫أحــــــ ِّلــــــي قــــــهــــــو َة الــــــمــــــو ِت»‬ ‫الخالد‪ ،‬وأحيان أخرى كانت تبكيه‪،‬‬ ‫بـــــــــــــا ٌد رحــــــــبــــــــ ٌة شــــوقــــي‬ ‫فهنا مث ًلا يتساءل شاعرنا بوجع‬ ‫وأحــــــزانــــــي ُســــــمــــــو ُق نـخـيـل‬ ‫فهذه المرأة العذبة التي منحته‬ ‫عـّمـا آل إلـيـه الـحـب مــن هــاك‪:‬‬ ‫الحب‪،‬غيرتنظرتهللحياة‪،‬وأضافت‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪54‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫ويــــغــــتــــفــــران بــــاســــم الـــحـــ ِّب‬ ‫«لـــــمـــــاذا مــــن يـــقـــيـــن الــحــب‬ ‫ُكــــــــــ َّل إســــــــــــاءة الــــعــــالــــم»‬ ‫نـــقـــ ِطـــ ُف ‪-‬وحـــــدنـــــا‪ -‬الـــ َّشـــكـــا؟!‬ ‫فـيـرى الـشـاعـر أن الـ ُغـفـران هو‬ ‫ومـــــــن بــــســــتــــانــــه الـــمـــمـــتـــ ِّد‬ ‫البداية الجديدة‪ ،‬فهو هنا يعزم أن‬ ‫نــــحــــصــــ ُد وحــــدنــــا الـــشـــوكـــا!‬ ‫يغفر للفراق ما أحدث ُه من ضياع‪:‬‬ ‫ونـــــبـــــحـــــ ُث فــــيــــه عــــــن ركــــــ ٍن‬ ‫«ســــأغــــ ِفــــ ُر لــــلــــفــــرا ِق جــمــيــ َع‬ ‫ُيــســمــى حـــائـــ َط الــمــبــكــى؟!»‬ ‫مـــــــا صــــــنــــــ َع الـــــــــفـــــــــرا ُق بــنــا‬ ‫وفي دموع الفراق وصداها يقول‪:‬‬ ‫َأ ِعــــــــــــ ِّدي ِحــــضــــ َنــــ ِك الــــحــــ َّنــــا َن‬ ‫يــــــا لــــيــــلــــى الــــــغــــــريــــــ ُب دنــــا‬ ‫«أهــــــــــذي آخــــــــ ُر الـــــدمـــــعـــــا ِت؟‬ ‫لا‪ ،‬بـــــــل تــــــلــــــ َك أ َّو ُلــــــــهــــــــا!‬ ‫ولــــــــــــــد ُت ُهــــــنــــــا فـــــيـــــا الل ُه‬ ‫َهــــبــــنــــي أن أمــــــــــو َت ُهــــنــــا»‬ ‫وأول رحـــــــلـــــــ ِة الــــــشــــــو ِق‬ ‫الـــــتـــــي مـــــا زلـــــــــ َت تــجــهــ ُلــهــا‬ ‫وختا ًما‪ ..‬نؤك ُد أن لشاعرنا لمسة‬ ‫فــريــدة‪ ،‬فــأشــعــار ُه ألــحــا ٌن تـولـ ُد‬ ‫فــــأضــــ َعــــ ُف دمــــعــــ ٍة فــــي عــيــ ِن‬ ‫مـن وتــر الألـــم‪ ،‬فـتـمـز ُج الـعـذوبـ ُة‬ ‫مـــــن فــــــارقــــــ ُت َأ ْقـــــتـــــ ُلـــــ َهـــــا!»‬ ‫بــالــمــأســاة؛ لـيـتـجـلـى أمـامـنـا‬ ‫نـ ٌص شـعـر ٌي بـديـ ُع الصنعة‪ ،‬رائـع‬ ‫وعـلـى الـرغـم مـن هــذه النكبة‬ ‫الـخـيـال‪ ،‬وقصة حـب بين السحر‬ ‫التي أصابت ال ُمحب‪ ،‬فهناك وع ٌد‬ ‫والحقيقة‪ ،‬بين الأحــام والـواقـع‪،‬‬ ‫بالفجر الجديد‪ ،‬وباللقاء الأعظم‪:‬‬ ‫ديـوان الليالي الأربـع يستحق من‬ ‫ال ُقراء التفاتة تأملية واستغرا ًقا‬ ‫«سيو َل ُد مر ًة أخرى بفج ٍر أزر ٍق آدم‬ ‫فــي أعــمــاق نـصـوصـه الجميلة‪.‬‬ ‫يــــــــــرى حــــــــــــــــــــوا َء ُه الأولــــــــــى‬ ‫ويـــــحـــــ ِضـــــ ُن ُحــــــ َّبــــــ ُه الــــخــــا َتــــم‬ ‫‪55‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

TheGreatGatsby:TheStoryofAcceptance By: Khawlah AlQuraishi @KloudyMind Well, it happened so fast, and Let me tell you more about life for it and end up broken. when it happens so fast; you the setting; the time is much Classism, on the other hand, is know that your heart is the like our world today, everybody so obvious here; it's simply an mind of your body. The false is silly and empty. Liberty of ideology that assumes that you thought of love is exactly the women to wear short dresses, are a criminal just because you soul of The Great Gatsby, a novel to have short haircuts, to smoke, are poor. And like any love story, written by F. Scott Fitzgerald. and to do all that in public, has it takes two parties to make it It is a romantic tragedy which just been unveiled. Wildness is work. However, the girl's family focuses only on one main everywhere. The only thing that in this story never accept him. character, the victim of love; matters is partying. Darkness So, after years and years, he Gatsby. It is held as one of the of poverty covered people with comes back as the wealthiest first pieces of American fiction pale looks and trivial ambitions. man in the city, to impress and of its time. The novel also Our guy here, the hero Gatsby, steal the breath of his dream reflects the atmosphere of The is one big example. girl. Jazz Age and the psychology of the people during that time. He is a victim of classism He wastes his whole life and a narrow-minded heart. I collecting money, and what mean, it is a heart after all, and for? To up level his status, to be when it leads you…you pay your within a higher class of society, ‫العدد الحادي عشر‬ 56 2019 | ‫فبراير‬

those who always get what they something doesn't give you Great, having GREAT money want, because they have more the right to have it, no matter but still not that great to buy money. But money without how much you try…if it's not his dream, to be with the love status doesn't always work the meant to be, it will never of his life. It hurts to believe in same way. You can guess, he happen. But the human nature something, to lie to yourself comes back only to an already somehow cannot accept that; that this is the only truth, while married girl who won't take a we cannot fathom that we are deep inside, you know you are second look before leaving him. not superior over each other or not honest. Hope is another Again, he finds himself broken- even over our own fate, though trap that took Gatsby by storm. hearted for the second time, we still try to prove this to the the only difference is that this whole world and eventually, it Be honest with yourself, listen time he is broken with a lot of is death waiting for us at the to yourself, do it for yourself, money. end of the road. and never hope unless you are sure it depends on you and only The story shows you how doing The novel might seem a little bit yourself. things just to paint yourself a dark, calm and often eventless perfect picture in the eyes of but it is deep in its ideas. You others, will come to waste. It can see the souls of humans represents all of us. If not all, trying to control time, desiring then most of us… the past to come back and living in dreams and fantasies What is it that urges you to of one's own imagination, live everyday…? Is it money? which can be a nice trap that Is it work? Is it your image takes away your whole life. in people's eyes? Is there any legacy you would leave to the «The Great Gatsby» is all about world by doing what you do? reality and the acceptance of The idea here is that wanting fate. The irony of the name, 57 ‫العدد الحادي عشر‬ 2019 | ‫فبراير‬

‫يقرأ هذه القصة‪ ،‬أولًا‪ :‬سيجد بأن‬ ‫الشخص الشهرة والـمـال‪ ،‬وهذا‬ ‫فـــــنـــــان‬ ‫فنان الجوع هو صـورة تجسد ما‬ ‫مـا وجـدتـه مـن بحثي عـن فنان‬ ‫الجــــــوع‬ ‫آلت إليه البشرية في وقتنا الحالي‪،‬‬ ‫الجوع قبل قراءتي لقصة كافكا‪.‬‬ ‫إذ أصبح الإنسان سلعة استعراض‬ ‫مرام الأحمري ‪@m_f3k‬‬ ‫بيد أصـحـاب الأجـــور وأنظمتهم‪،‬‬ ‫أما بالنسبة لطريقة سرد القصة‪،‬‬ ‫وفوق ذلك قد ُيغيب عقل الإنسان‬ ‫كــان ســـر ًدا خفي ًفا؛ يسخر فيه‬ ‫«فرانز كافكا» كاتب تشيكي‪،‬‬ ‫عن رؤية الصواب فيمسي راض ًيا‬ ‫كـافـكـا بـخـفـاء وســــط عــبــارات‬ ‫كتب بالألمانية‪ ،‬ويعد مـن رواد‬ ‫متفاخ ًرا بعيش الـذل الـذي أجبر‬ ‫استعراضية من التصرفات التي‬ ‫الأدب الألماني‪ ،‬عرف أدبه بالواقعية‬ ‫عليه‪ .‬يقول كافكا واص ًفا شعور‬ ‫أصبح البشر يمارسونها؛ فتراه‬ ‫والعجائبية؛إذأنأغلبأبطالقصصه‬ ‫فـنـان الــجــوع‪« :‬لــم يتمكن أحد‬ ‫يصف فنان الـجـوع الأكـثـر شهرة‬ ‫وروايــاتــه يـبـدون غريبي الأطـــوار‬ ‫بـنـا ًء على تجربته الـخـاصـة من‬ ‫فـي زمــانــه‪ ،‬يـمـارس فنه بداخل‬ ‫وفي أوضاع عجيبة وغير مألوفة‪.‬‬ ‫معرفة إن كان بالإمكان الامتناع‬ ‫قفص الاسـتـعـراض المجهز من‬ ‫الدائم عن الطعام دون أن يصاب‬ ‫قبل صاحب العرض‪ ،‬وكان شديد‬ ‫عانى في أواخـر حياته من مرض‬ ‫بـأذى‪ ،‬لم يكن يعرف هذا سوى‬ ‫الولاء لمهنته التي أساسها البقاء‬ ‫الــســل الــــذي أدى لــوفــاتــه‪ ،‬وقـد‬ ‫فــنــان الــجــوع نـفـسـه‪ ،‬كـــان هو‬ ‫والمحافظة على الجوع‪ ،‬وكيف أنه‬ ‫نـشـر عــــد ًدا قـلـيـاً مــن أعـمـالـه‪،‬‬ ‫الشاهد الوحيد الراضي بجوعه‪».‬‬ ‫يسعد بتلك الوجوه المتجمهرة‬ ‫وأحـــرق أغلبها‪ ،‬وأوصـــى صديقه‬ ‫حوله المدهوشة من قدرته على‬ ‫بأن يحرق بقية أعماله بعد وفاته؛‬ ‫أخـيـ ًرا‪ :‬قصة فنان الجوع تعد من‬ ‫التحمل‪ ،‬ويـصـف الجمهور بأنه‬ ‫إذ أنـهـا لـم تكتمل‪ ،‬ولكنه لم‬ ‫روائع ما قد كتبه كافكا‪ ،‬تشعر‬ ‫يـمـارس الـشـك دائــ ًمــا فـي فنان‬ ‫يفعل وبـدأ بنشر أعمال كافكا‪.‬‬ ‫الـقـارئ بقيمة الإنـسـان بأسلوب‬ ‫الـجـوع‪ ،‬ويـحـاول زعزعته‪ ،‬ثم مع‬ ‫هــــادئ‪ ،‬وســـرد مـتـنـاسـق‪ ،‬تدخل‬ ‫مرور الوقت لم يعد يأبه بوجوده‪،‬‬ ‫من القصص التي نشرها كافكا‬ ‫القارئ داخل أحاديث وأسـرار فنان‬ ‫إذ أصـبـح الـنـظـر إلـيـه مـع تـوالـي‬ ‫بنفسه فــي ذات الـسـنـة التي‬ ‫الجوع وأهدافه الخفية التي جعلته‬ ‫السنين شي ًئا اعـتـيـاديًـا‪ ،‬وليس‬ ‫تــوفــي فـيـهـا هــي قـصـة «فـنـان‬ ‫يلجأ إلى هذا الفن فيقول‪« :‬ربما‬ ‫له قيمة تذكر؛ إذ تم استبداله‬ ‫الجوع»‪ ،‬وهي قصة قصيرة خرجت‬ ‫يكون سخطه على نفسه هو‬ ‫بالحيوانات المفترسة للحوم‪.‬‬ ‫مــن صـاحـبـهـا الــمــقــاوم لمحن‬ ‫السبب‪ ».‬وتصف مشاهد حياته‬ ‫الحياة‪ ،‬وتعتبر من أهم ما كتب‬ ‫الـتـي كـانـت فــي بـدايـتـهـا تشع‬ ‫وصــف كافكا حــال فـنـان الجوع‬ ‫فـرانـز كافكا فـي أواخـــر حياته‪،‬‬ ‫بالنجومية؛ إذ كان أشد ما يبهر‬ ‫بعد أن بدأت نجوميته بالانخفاض‪:‬‬ ‫ويقال بأنه كتبها بسبب نوبات‬ ‫«لم يكن يسعده كثي ًرا أن يأتي‬ ‫الجوع التي كان يمر بها بسبب‬ ‫الجمهور عندما يقتربون من‬ ‫رب أسرة مع أطفاله ويشير لهم‬ ‫مرضه؛ الـذي كان يسبب له آلا ًما‬ ‫قفصه هــو أن يتحسسوا‬ ‫بإصبعه نحو فنان الجوع‪ ،‬يشرح‬ ‫حــادة فـي البلعوم أثـنـاء الأكــل‪.‬‬ ‫جـلـده الــاصــق بعظمه‪،‬‬ ‫لـهـم بـاسـتـفـاضـة مــــاذا يفعل‪،‬‬ ‫وكأنه شـيء مميز‪.‬‬ ‫ويحكي لهم ذكرياته عندما كان‬ ‫«فنان الجوع» ظاهرة انتشرت في‬ ‫يتردد على عروض مشابهة كانت‬ ‫أوروبا وأمريكا خلال القرن الثامن‬ ‫أكثر إثـــارة‪ ،‬ولا يمكن مقارنتها‬ ‫عشر والتاسع عشر‪ ،‬وبدايات القرن‬ ‫بهذا العرض؛ لكن بريق عيونهم‬ ‫العشرين؛ إذ تقوم على أساس‬ ‫الفضولية التي لم تفهم ما هو‬ ‫مـــدى تـحـمـل الـشـخـص للجوع‬ ‫الـجـوع ‪-‬فــا الـمـدرسـة ولا الحياة‬ ‫بملء إرادتـــه لمدة أربعين يو ًما‬ ‫أعــدتــهــم لــشــيء كـــهـــذا‪ -‬كــان‬ ‫متتالية‪ ،‬وكانت ظاهرة يتهافت‬ ‫يوحي بشيء من أزمنة جديدة‬ ‫له‪8‬ا ا‪5‬لجموع‪ ،‬اوليعددك الحاسديبعشمرن خلالها‬ ‫مـقـبـلـة‪ ،‬أكـثـر إنـسـانـيـة»‪.‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬ ‫دعـونـا ننظر للقيمة‬ ‫التي كانت تتجلى‬ ‫للقارئ عندما‬

‫ستكونين قد عش ِت في القرون‬ ‫ورد عبد الرحمن ‪@wardabdulrahma‬‬ ‫كــــيــــف‬ ‫الوسطى أو حضر ِت سوق عكاظ‬ ‫نـــعـــلـــم‬ ‫فـي الجاهلية‪ .‬إن الــقــراءة هي‬ ‫أ طفا لنا‬ ‫الشيء الوحيد الذي يمنحك حري ًة‬ ‫القراءة؟‬ ‫لا يستطيع أحـد آخـر أن يمنحك‬ ‫إياها‪ ،‬كما أنها أي ًضا الشيء الوحيد‬ ‫السؤال‪ ،‬أما الآن فأصبحت ‪-‬إضاف ًة‬ ‫في طفولتي كنت أحب أن أقلد‬ ‫الــذي لا يمكن أن ُيسلب منك‪.‬‬ ‫لأسئلتي المعتادة عن الكون من‬ ‫أمـــي فـــي كـــل شــــيء؛ كونها‬ ‫حولي والتي دأبـت أمي بالإجابة‬ ‫مثلي الأعلى‪ ،‬ثم اعتقا ًدا مني‬ ‫قد تبدو لك عزيزي القارئ ما ُكتب‬ ‫عنها بقولها‪ :‬اقـرئـي لتعلمي‪-‬‬ ‫بأنني بهذه الطريقة أحـوز على‬ ‫أعلاه كلمات يستحيل أن يفهمها‬ ‫أســأل عن معاني المصطلحات‬ ‫رضا الجميع‪ ،‬فأمي لا تخطئ وكل‬ ‫طـفـل‪ ،‬لكن وبعكس مـا تظن‬ ‫التي تمر علي وماهيتها‪ .‬لكن‬ ‫شيء تصنعه يبدو جميلاً‪ ،‬وربما‬ ‫وأظّن‪ ،‬فإن الأطفال يأخذون منا ما‬ ‫أكــثــر ســــؤال اسـتـوقـفـنـي في‬ ‫لكوني أول طفل فـي العائلة‪،‬‬ ‫نريد أن نصنعه فيهم بالمحاكاة‬ ‫طفولتي ‪-‬والـــذي أتـذكـر إجابته‬ ‫كنت أجلس بجوارها لساعا ٍت‬ ‫وبـقـدر مـا نعاملهم يكونون‪.‬‬ ‫بـوضـوح‪ -‬حينما قلت لها يو ًما‪:‬‬ ‫أقـلـد طريقة مسكها للكتب‪،‬‬ ‫و ُأهم ِهم كأني أقرأ وإن كن ُت لا‬ ‫أنت لا تحتاج أن تكون على درجة‬ ‫‪ -‬أمـــــــــي لـــــــمـــــــاذا نـــــقـــــرأ؟‬ ‫أفهم شي ًئا مما ُكتب أمامي‪.‬‬ ‫عالية من العلم ولا ذا منصب عا ٍل‬ ‫أو مكان ٍة تربوية فذة كي تخلق‬ ‫أجابتني حينها إجابة قد تكون‬ ‫وبعد فترة علمتني أمي الأحرف‬ ‫جيلاً يقرأ‪ ،‬أبدأ بأطفالك‪ ،‬فإن الأمر‬ ‫تقليدية الآن‪ ،‬لـكـن فــي بـدايـة‬ ‫الـهـجـائـيـة‪ ،‬وبـمـجـهـود شخصي‬ ‫في منتهى السهولة؛ افعل ما‬ ‫تسعينات القرن المنصرم‪ ،‬فذت‬ ‫منها استطعت أن أجيد القراءة‬ ‫تـريـد لأطفالك أن يكونوا عليه‬ ‫بين فكر آنـــذاك‪ ،‬قالت لـي‪ :‬نقرأ‬ ‫والكتابة وأنا لم أتجاوز السادسة‬ ‫فأنت مثلهم الأعلى‪ ،‬إضافة لبعض‬ ‫لنسافر؛ لأن القراءة نافذتك للحياة‪،‬‬ ‫من العمر‪ ،‬فالمنطقة التي كنت‬ ‫الـجـهـود الأسـبـوعـيـة البسيطة‬ ‫قد تكونين في سريرك لكنك في‬ ‫أقطن فيها آنـذاك لم يكن فيها‬ ‫والتي لن تأخذ من وقتك‪ ،‬فمثلاً‬ ‫نفس الوقت تطوفين في متحف‬ ‫حضانة للأطفال‪ ،‬وبالرغم من ذلك‬ ‫ناقشهم فيما يقرؤون‪ ،‬ضع جوائز‬ ‫في باريس أو تتنزهين في حدائق‬ ‫عقدت أمي على تعليمي القراءة‪.‬‬ ‫رمزية لمن ينهي كتابه‪ ،‬خصص‬ ‫اليابان أو تشعرين ببرد موسكو‬ ‫سـاعـة يومية ثابتة تشاركهم‬ ‫أو بخريف لندن‪ ،‬تعايشين الحياة‬ ‫ومـا أن تعلمت الـقـراءة ‪ -‬لسوء‬ ‫فيها الــقــراءة‪ ،‬فحين أتـذكـر الآن‬ ‫في أحياء مصر أو بين بيوت الدار‬ ‫حظ أمـي وحسن حظي! ‪ -‬حتى‬ ‫طفولتي أتذكر ما كانت أمي‬ ‫البيضاء‪ .‬وقمة المتعة لو كان‬ ‫تـضـاعـفـت أسـئـلـتـي‪ ،‬قــد كنت‬ ‫تـفـعـلـه ‪-‬وهــــو مــا دونــتــه آنــ ًفــا‪-‬‬ ‫سفرك زمانّ ًيا لا مكانّ ًيا‪ ،‬وقتها‬ ‫فــي الـسـابـق فضولية وكثيرة‬ ‫بـالـرغـم مــن كـونـهـا ربـــة منزل‬ ‫وليست ذات تعليم عـا ٍل‪ ،‬وتأكد‬ ‫أن الأمــر سيثمر نهاية المطاف‪،‬‬ ‫حتى تصل لمكافأتهم بالكتب‪.‬‬ ‫وقفة أخيرة‪ :‬شك ًرا لمن علمتني‬ ‫تـــــذوق الــــقــــراءة‪ ،‬شـــكـــ ًرا أمـــي‪.‬‬ ‫‪59‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫القـــراءة‪ ،‬مـــن أي‬ ‫أبوابهـــا أدخـــل؟‬ ‫‪ @ahmedn419‬أحمد نصيب علي‬ ‫والتخلص من التشـــاؤم وتعلمه‬ ‫وتبنـــي تصوراتـــه الصحيحـــة عن‬ ‫ما رأيكم في حديقة لها عشـــرات‬ ‫الإنصـــاف مـــع المخالفيـــن‪ ،‬فتريه‬ ‫الحيـــاة‪ ،‬ولا تصطدم مع منهج الله‬ ‫الأبواب‪ ،‬كلمـــا دخل صاحبهـــا بابًا‬ ‫الميـــزات كمـــا تريـــه العيـــوب‪،‬‬ ‫وجـــد أنوا ًعا من الـــورود والرياحين‬ ‫وتجعلـــه يعطـــي كل ذي حـــق‬ ‫‪-‬عـــز وجّل‪.-‬‬ ‫والفواكـــه والثمـــار غيـــر التـــي‬ ‫حقه‪ ،‬ويألـــف التباين بيـــن الناس‪،‬‬ ‫يجدهـــا في غيرهـــا مـــن الأبواب‪،‬‬ ‫وقد كشـــف مصطفى حمام (‪)2‬‬ ‫باب السعادة!‬ ‫فيقع في حيرة مـــن أمره لا يعرف‬ ‫القـــراءة مـــن أعظـــم ســـبل‬ ‫مـــن أي أبوابهـــا يدخـــل؟ هكـــذا‬ ‫عـــن هـــذا التبايـــن بقوله‪:‬‬ ‫الســـعادة‪ ،‬فهـــي تفتـــح للقـــارئ‬ ‫القراءة بســـتان كبيـــر من العلم‬ ‫وسائل للاســـتمتاع بأوقات الفراغ‪،‬‬ ‫والمعرفـــة والتجـــارب والنجـــاح‬ ‫نحـــن كالـــروض نضـــرة وذبـــولا‬ ‫وتيّســـر ســـبل الرضـــا‪ ،‬وتقبـــل‬ ‫نحـــن كالنجـــم مطلعـــا وأفـــولا‬ ‫الحلـــول الوســـطى والتعايـــش‬ ‫و ا لسعا د ة ‪.‬‬ ‫مـــع الواقـــع‪ ،‬فمـــن قرأ في ســـير‬ ‫نحـــن كالريـــح ثـــورة وســـكونا‬ ‫الذيـــن استســـلموا لأمـــر الله‬ ‫يجب أن نعلم أن القراءة ســـاح ذو‬ ‫نحن كالمزن ممســـكا وهطولا‬ ‫فر َضـــوا بقضائه وقـــدره‪ ،‬وتعّلموا‬ ‫حدين؛ فليـــس كل قـــراءة نافعة‪،‬‬ ‫كيف يســـتفيدون مما بأيديهم‪،‬‬ ‫نعـــم هـــي نافعـــة إذا وجهت نحو‬ ‫نحـــن كالظـــن صادقـــا وكذوبـــا‬ ‫وشـــكروا الخالـــق‪ ،‬ولـــم يفكروا‬ ‫ما ينفـــع‪ ،‬ووليـــت شـــطر الإيمان‬ ‫نحـــن كالحـــظ منصفـــا وخـــذولا‬ ‫فيمـــا افتقـــدوه مـــن النعـــم‪،‬‬ ‫وما يعـــززه نحـــو القرآن والســـنة‬ ‫أصبحـــوا مـــن الســـعداء؛ فصحبة‬ ‫وكتـــب الطبيعة والكـــون وتاريخ‬ ‫والقـــراءة تكشـــف عـــن الفـــرص‬ ‫الكتب تكســـب أن ًســـا وســـعادة‬ ‫الأمـــم‪ ،‬وقد تكـــون ســـا ًحا قات ًلا‬ ‫كما تكشـــف لنا عن المشكلات‪،‬‬ ‫يبعـــث على اليـــأس ويدفـــع إلى‬ ‫وتجعلنـــا نعيش بعقليـــة الحل لا‬ ‫كبيـــرة ولله در القائـــل‪)1( .‬‬ ‫الشـــك إذا وجهـــت نحـــو كتـــب‬ ‫بعقليـــة المشـــكلة‪ ،‬فنبحث عن‬ ‫الإلحـــاد وأصحاب الصـــراط المعوّج‬ ‫المتـــاح مـــن الحلول مهمـــا كان‬ ‫مـــا تطعمت لـــذة العيـــش حتى‬ ‫ممـــن رفضـــوا المنهـــج الربانـــي‬ ‫صـــرت للبيـــت والكتاب جليســـا‬ ‫وأبـــوا إلا الاعتـــراض علـــى الخالـــق‬ ‫حجمه ‪.‬‬ ‫والتشـــكيك في منهجه‪ ،‬ونشـــر‬ ‫ليـــس شـــيء أعـــز عنـــدي مـــن‬ ‫الشـــبهات حولـــه‪ ،‬وإشـــاعة روح‬ ‫باب التأليف النافع‬ ‫العلم فلم أبتغي ســـواه أنيسا‬ ‫العدميـــة فـــي الحيـــاة‪ ،‬فيصبـــح‬ ‫لـــن تجـــد كات ًبـــا عظي ًمـــا تـــرك‬ ‫الجهل خير منها ‪،‬فـــإذا بالغنا في‬ ‫مؤلفـــات عظيمـــة إلا وهـــو فـــي‬ ‫إنمـــا الذل فـــي مخالطـــة الناس‬ ‫الثنـــاء ورفعنـــا القـــراءة للســـماء‬ ‫أصله قـــارئ نهم‪ ،‬عاشـــق للكتب‬ ‫فدعهـــم وعـــش عزيزا رئيســـا‬ ‫فقصدنـــا القـــراءة النافعـــة التـــي‬ ‫والقـــراءة‪ ،‬وإن أردت الدليـــل فاقـــرأ‬ ‫تعين علـــى تحقيق أهـــداف المرء‬ ‫ســـيرة الجاحـــظ أو ابـــن تيميـــة أو‬ ‫باب سعة الأفق‬ ‫الرافعـــي أو العقـــاد أو الطنطاوي‬ ‫فالقـــراءة تفتـــح لصاحبهـــا أبـــواب‬ ‫أو الألباني‪ ..‬كل هـــؤلاء‪ ،‬وغيرهم‬ ‫التفاؤل ورؤيـــة الفـــرص المتاحة‪،‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪60‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫القصـــص والأشـــعار والحكـــم‬ ‫الســـبع» لكوفـــي يعـــرف طر ًقـــا‬ ‫الكثيـــر‪ ،‬كانت صلتهـــم بالقراءة‬ ‫والنصوص التـــي تجعل جمهورك‬ ‫ناجحـــة فـــي الإدارة‪ ،‬ومـــن يقـــرأ‬ ‫وثيقـــة‪ ،‬وعلاقتهـــم بالمكتبـــة‬ ‫يقبلون على حديثـــك‪ ،‬ولا يملون‬ ‫كتاب وزيـــر المعارف الســـعودية‬ ‫متينـــة‪ ،‬فالجاحـــظ مـــا وقـــع في‬ ‫مـــن كلامـــك‪ .‬والقـــراءة المركزة‬ ‫الأســـبق في حديثه عن مســـيرته‪،‬‬ ‫يـــده كتـــاب إلا وقرأه‪ ،‬وابـــن تيمية‬ ‫المنظمـــة (‪ )4‬ســـبب قـــوي فـــي‬ ‫يعرف ســـبب نجاحـــه‪ ،‬ومـــن يقرأ‬ ‫مـــع الكتب حتـــى في الســـجن‪،‬‬ ‫توجيه حيـــاة الأفراد الممتازين إلى‬ ‫«قصـــة حياتـــي» للأشـــقر يعـــرف‬ ‫والرافعـــي ثقـــف نفســـه أولاً فـــي‬ ‫نواح معينـــة وتحفيزهم لتحقيق‬ ‫الســـر في تميـــز مؤلفاتـــه خاصة‬ ‫مكتبـــة أبيـــه‪ ،‬والعقاد يقـــرأ في‬ ‫غايـــات جليلـــة ســـامية‪ ،‬وذلـــك‬ ‫فـــي العقيـــدة‪ ،‬ولـــن يســـتغني‬ ‫كل المجـــالات‪ ،‬والطنطـــاوي‬ ‫عندمـــا تقترن بالتفكيـــر العميق‬ ‫قـــارئ يســـعى للتميز عـــن قراءة‬ ‫وظيفتـــه اليوميـــة مـــن صغـــره‬ ‫واليقظـــة المســـتمرة والرغبـــة‬ ‫«قصـــة جوجـــل» أو قصـــة جوبـــز‬ ‫لكهولتـــه القـــراءة‪ ،‬والألبانـــي‬ ‫القويـــة وتحديـــد الهـــدف وحشـــد‬ ‫«أبـــل»‪ ،‬وقصـــة بيـــل جيتـــس‬ ‫صديـــق المكتبـــة الظاهريـــة‪،‬‬ ‫الجهـــود‪ ،‬فهـــذا «لـــورد كلفـــن»‬ ‫وهكـــذا فالقـــراءة مـــن أعظـــم‬ ‫يشـــتري كتابًا عـــن الحـــرارة‪ ،‬ثم‬ ‫«مايكروســـوفت»‪.‬‬ ‫المؤثـــرات فـــي التأليـــف‪ ،‬فهـــي‬ ‫ينغمـــس فـــي قراءتـــه؛ فأوحـــى‬ ‫تمدك بالأفـــكار العظيمة‪ ،‬وتقوي‬ ‫إليـــه بالعديـــد مـــن الاختراعـــات‪،‬‬ ‫فاتنـــي أن أرى الديـــار بطرفـــي‬ ‫أسلوبك وتجود عبارتك‪ ،‬وتعرفك‬ ‫وقرأ «بـــت» كتاب «ثـــروة الأمم»‬ ‫فلعلـــي أن أرى الديـــار بســـمعي‬ ‫ســـبل التصنيـــف‪ ،‬ومقاصـــد‬ ‫لمؤلفه «آدم ســـميث» فاستطاع‬ ‫التأليف‪ ،‬وتمـــدك بالنصوص التي‬ ‫أن يرســـم للأمـــة الإنكليزيـــة‬ ‫باب النجاح‬ ‫تؤيـــد أفـــكارك‪ ،‬وتنصـــر مبادئك‪.‬‬ ‫سياســـتها الاقتصاديـــة الرشـــيدة‬ ‫مـــن عظمـــة القـــراءة أنهـــا تمدك‬ ‫في وقته‪ ،‬وقرأ «فـــورد» مقالاً في‬ ‫بمـــا ينفعـــك مهمـــا اختلـــف‬ ‫بـــاب الاســـتفادة مـــن التجـــارب‬ ‫مجلة عن العربـــات التي لا تجرها‬ ‫مجـــال عملـــك‪ ،‬ونـــدر تخصصك‪،‬‬ ‫ا لنا فعـــة‬ ‫الخيـــل؛ فأوحى إليه هـــذا المقال‬ ‫فإن كنـــت تاجـــ ًرا منحتك ســـبل‬ ‫التفكير في صنع الســـيارة‪ ،‬ودأب‬ ‫التســـويق والاســـتثمار‪ ،‬وإن كنت‬ ‫فمـــن يقـــرأ فـــي كتـــب التاريـــخ‬ ‫على تحقيق هـــذا الحلم الجميل‬ ‫عال ًمـــا زودتـــك بســـبل تســـهيل‬ ‫والســـير يجدهـــا مليئـــة بالأحداث‬ ‫العلـــم للعامـــة والخاصـــة‪ ،‬وإن‬ ‫الممتعـــة والتجـــارب النافعـــة‪،‬‬ ‫حتـــى كان لـــه مـــا أراد‪.‬‬ ‫كنـــت مرب ًيـــا أخبرتـــك بوســـائل‬ ‫التـــي تعينـــه علـــى عـــدم تكرار‬ ‫التربيـــة الحديثـــة‪ ،‬وإن كنـــت‬ ‫أخطاء الســـابقين‪ ،‬وتمده ببعض‬ ‫باب المتعة‬ ‫معل ًمـــا رغبتـــك فـــي التعليـــم‪،‬‬ ‫طرق النجـــاح والإصلاح‪ ،‬فمـــن يقرأ‬ ‫فالقـــراءة تمدك بالحكمـــة التي‬ ‫وأخبرتـــك بطرائـــق التدريـــس‪،‬‬ ‫«ذكريـــات الطنطـــاوي» يتعـــرف‬ ‫تختصـــر المعانـــي الكبيـــرة في‬ ‫وســـبل توصيـــل العلـــم لطلابك‪،‬‬ ‫على ســـبل الإصـــاح فـــي التربية‬ ‫كلمـــات يســـيرة‪ ،‬و تجعلـــك‬ ‫وطـــرق دفـــع الملـــل عنهـــم‪ ،‬وإن‬ ‫والتعليـــم‪ ،‬ومـــن يقـــرأ «العادات‬ ‫كنـــت خطي ًبـــا أعطتك عشـــرات‬ ‫‪61‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫وتهذبك‪ ،‬وتشـــجعك‪ ،‬فكما يقال‪:‬‬ ‫القـــراءة تجعلـــك مع القـــادة في‬ ‫تعيـــش فـــي عوالـــم أخـــرى‬ ‫«وراء كل رجـــل عظيـــم امـــرأة»‪،‬‬ ‫حروبهم دون خـــوض معاركهم‪،‬‬ ‫ممتعـــة‪ ،‬ومـــن ذلـــك‪ :‬الروايـــات‬ ‫فوراء كل عظيم قـــراء ٌة عظيمة؛‬ ‫ومـــع الساســـة دون حضـــور‬ ‫النافعـــة التي تنقلـــك لعالم آخر‬ ‫فالقـــراءة هي التي تطلـــع المرء‬ ‫حيلهـــم‪ ،‬ومـــع العلمـــاء والأدبـــاء‬ ‫غير عالمـــك‪ ،‬لتعيش مع أحداثها‪،‬‬ ‫علـــى ســـير العظمـــاء ليقتـــدي‬ ‫دون أن تغشـــى مجالســـهم‪،‬‬ ‫وتألـــف أشـــخاصها‪ ،‬ممـــا يربـــي‬ ‫بهـــم ويســـير علـــى نهجهـــم‪،‬‬ ‫فـــإذا ألفت كتـــب التاريخ والســـير‬ ‫عندك التخيل‪ ،‬والقـــدرة على إلف‬ ‫والقـــراءة هي التي تشـــحذ همة‬ ‫عشـــت مـــع المصطفـــى فـــي‬ ‫العزلـــة والتأمـــل‪ ،‬والمتعة لا تقف‬ ‫القـــارئ ليبلغ ما بلغـــه العظماء‬ ‫ســـيرته‪ ،‬ومع الصديق في نصرته‪،‬‬ ‫عنـــد الرواية‪ ،‬بـــل تتعـــدى لكتب‬ ‫من بنـــاء الأمجـــاد والســـعي في‬ ‫ومـــع الفاروق فـــي خلافتـــه‪ ،‬ومع‬ ‫الأدب بأنواعـــه نثـــ ًرا ونظ ًمـــا‪ ،‬فمن‬ ‫خدمـــة الأوطـــان‪ ،‬ونشـــر المبادئ‬ ‫ابـــن حنبل فـــي محنتـــه‪ ،‬ومع ابن‬ ‫الـــذي لـــم يتلـــذذ بـــدرر الرافعي‬ ‫الســـامية‪ ،‬ومـــن أكثـــر النـــاس‬ ‫تيمية فـــي دعوته‪ ،‬ومـــع البخاري‬ ‫فـــي وحـــي القلم؟ ومـــن ذا الذي‬ ‫حاجة لهـــذه القـــراءة هـــم أولئك‬ ‫فـــي صحيحـــه‪ ،‬ومـــع ابـــن حجـــر‬ ‫لـــم يطـــرب للمنفلوطـــي فـــي‬ ‫النفـــر الذين يعيشـــون في بيئات‬ ‫فـــي تعليمـــه ومـــع الطنطـــاوي‬ ‫نظراتـــه وعبراته؟ ومـــن الذي لم‬ ‫فقيـــرة؛ لأن البيئـــات الفقيـــرة قد‬ ‫في كتاباتـــه‪ ،‬ومـــع الرافعي في‬ ‫يســـتعذب أســـلوب الطنطـــاوي‬ ‫تغـــرس فـــي نفوســـهم اليـــأس‬ ‫معاركـــه الأدبية ومـــع الزيات في‬ ‫وأحمد أمين في مجلة الرســـالة؟‬ ‫والقنـــوط وضيـــق الأفـــق‪ ،‬فالفقير‬ ‫رســـالته‪ ،‬ومـــع الطناحـــي فـــي‬ ‫ومـــن الـــذي لم يشـــتاق لأشـــعار‬ ‫ينظر لنفســـه مـــن أفـــق ظروفه‪،‬‬ ‫اهتمامـــه بالتـــراث العربـــي‪ ،‬وما‬ ‫المتنبـــي وأبـــي تمام وشـــوقي‬ ‫فلذلـــك الفقـــراء بحاجـــة للنظـــر‬ ‫وحافـــظ إبراهيـــم؟ وقـــد صـــدق‬ ‫لعوالـــم أخـــرى عبـــر القـــراءة‪،‬‬ ‫أجمـــل قـــول شـــوقي‪)5( :‬‬ ‫لتريهم جوانب مـــن الأمل ولتأخذ‬ ‫عتـــاب بـــن ورقـــا حين قـــال‪)4( :‬‬ ‫بأيديهـــم للمعالـــي والنظـــر‬ ‫أنـــا مـــن بـــدل بالكتـــب الصحابـــا‬ ‫للحيـــاة بمنظـــور آخـــر غيـــر الذي‬ ‫لـــم أجـــد لـــي وفيـــا إلا الكتابـــا‬ ‫لـــو علـــم الجاهلـــون مـــا الأدب‬ ‫لأيقنـــوا أنـــه هـــو الطـــرب ‪.‬‬ ‫أ لفو ه ‪.‬‬ ‫صاحـــب إن عبتـــه أو لـــم تعـــب‬ ‫ليـــس بالواجـــد للصاحـــب عابـــا‪،‬‬ ‫لـــو يعلـــم العاشـــقون مـــا لـــذة‬ ‫أبوا ٌب شتى‬ ‫كلما أخلقته جددني وكســـاني‬ ‫العلـــم ولم يعرفـــوه ما نصبوا‬ ‫مـــن حلـــي الفضـــل ثيابـــا صحبة‬ ‫مـــن كان يلهـــوا وكان ذا أنـــس‬ ‫بعـــد مـــرورك بالأبـــواب الثمانية‪ ،‬لا‬ ‫لم أشـــك منهـــا ريبـــة وودادا لم‬ ‫فالعلـــم لهـــوي وأنســـي الكتب‬ ‫بأس أن تعيد النظـــر فيها؛ لتنظر‬ ‫فيمـــا حصدته منها فـــي قراءتك‪،‬‬ ‫يكلفنـــي عتابـــا‪.‬‬ ‫إن عجبـــوا من مقالتـــي فهم ما‬ ‫ومـــا الـــذي غرســـته فيـــك أثنـــاء‬ ‫عجبوا مـــن مقالتـــي العجب باب‬ ‫باب تربية النفس وتطويرها‬ ‫مطا لعتك ؟‬ ‫القـــراءة كالأم العظيمـــة؛ تربيك‬ ‫الصحبـــة الصالحة‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪62‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫تواجد كل من أ‪ .‬فيصل المرغلاني‬ ‫مشا ر كة‬ ‫الـمـشـرف الـعـام على الأنشطة‬ ‫مــشــروع‬ ‫الثقافية بسوق عكاظ وأ‪ .‬عبد‬ ‫أصــدقــاء‬ ‫الله الكناني المشرف العام على‬ ‫الـــقـــراءة‬ ‫وكالة الـوزارة للشؤون الثقافية‬ ‫في سوق‬ ‫عــــكــــاظ‬ ‫في ركن المشروع‬ ‫ا لتا ر يخي‬ ‫طيف الجعيد ‪@AljeaidTaf‬‬ ‫تواجد العديد من سفراء القنصليات العربية‬ ‫تواجد وزيرة الثقافة المصرية في ركن مشروع‬ ‫والأجنبية في ركن المشروع‬ ‫أصدقاء القراءة‬ ‫سيا ٍق يظهر كل التفاصيل المهمة‬ ‫وفي صحوة مطلع كل عام‪ ،‬تفتح‬ ‫عـنـدمـا يـنـاشـد تــاريــخ الأدب عن‬ ‫حتى تـنـال استحسانه ورضـــاه‪.‬‬ ‫أبواب السوق وتعنى جي ًدا بعرض‬ ‫مـحـافـلـه‪ ،‬هـنـا وبـــا شــك يـأتـي‬ ‫اهتمامات الكوادر الناشئة وذات‬ ‫سوق عكاظ التاريخي حافلاً بتلك‬ ‫مـفـهـوم الاســتــحــداث الثقافي‬ ‫الخبرة في الفن التراثي والنمط‬ ‫المفاخر التاريخية ســواء على‬ ‫الأدبـي‪ ،‬كما لا ننسى أن الأولوية‬ ‫الصعيد التراثي أو الأدبي‪ ،‬ومن هنا‬ ‫ولأن صناعة السياق واستحسان‬ ‫كذلك تعطى إلى الزائر وذلك عن‬ ‫كان سبب تسمية السوق بسوق‬ ‫رضـا المهتم والـزائـر هــا ٌّم على‬ ‫طريق تعريفه بالسوق‪ .‬كما ُتظ َهر‬ ‫عـكـاظ نسبة إلـــى الـعـديـد من‬ ‫صعيد واحـد؛ كان لابد من وجود‬ ‫المفاخرات في الأشـعـار وغيرها‬ ‫مفهوم الاستحداث تماش ًيا مع‬ ‫لـه مـجـالات اهتمام الـسـوق في‬ ‫ذات الطابع الأدبي التي تحدث بها‪.‬‬ ‫‪63‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫خاطئ عـن الـسـوق‪ ،‬وفـي نفس‬ ‫إطار واحد هو الصعيد التوعوي‪.‬‬ ‫متطلبات الجمهور‪ .‬والاستحداث‬ ‫الوقت يجيب عن سؤال مهم لكل‬ ‫يـعـنـى بـمـاهـيـة الـتـجـدد بحيث‬ ‫واحـــد مـنـا‪ :‬مـا هـو ســوق عكاظ‬ ‫مكتبة شـبـه الـجـزيـرة العربية‬ ‫يكون مقاربًا لرؤية وتوجه السوق‪.‬‬ ‫التاريخي؟ بطريقة متميزة وفق‬ ‫مراجع موثوق بها واستدلال صريح‬ ‫توقفت برهة لـدى جناح مكتبة‬ ‫كما أن الثقافة لها أولوية الوعي‬ ‫بعي ًدا عن اللفظ غير المفهوم‪.‬‬ ‫شبكة الجزيرة العربية المتواجد‬ ‫والنشر بمفهومها الغائب عن‬ ‫هناك‪ .‬هي مكتبة حافلة بمسيرة‬ ‫البعض‪ ،‬ومن ضمنها تندرج ريادة‬ ‫«مشروع أصدقاء القراءة» إحدى‬ ‫متميزة من الكتب التي تعكس‬ ‫المبادرات التي تساهم في تعزيز‬ ‫الـمـبـادرات الـتـي تـعـزز الجوانب‬ ‫ماهية العديد من الموضوعات‬ ‫الـوعـي الـثـقـافـي بشكل عـام‪.‬‬ ‫الـمـعـرفـيـة فـــي ســــوق عـكـاظ‬ ‫(التاريخية‪-‬الأدبية‪-‬الثقافية)؛ حيث‬ ‫ُعـــرضـــت الــكــتــب عــلــى منصة‬ ‫الــخــيــمــة الـــخـــضـــراء الـثـقـافـيـة‬ ‫على مـّر ‪ 7‬أعــوام قـام مشروع‬ ‫واحـــدة وفــق تلك الـمـوضـوعـات‪.‬‬ ‫أصـدقـاء الــقــراءة بتمثيل الرؤية‬ ‫كان لابّد من وجود كتاب يتحدث‬ ‫تـحـرص الهيئة الـعـامـة للثقافة‬ ‫والقيمالتيشيدمسيرتهوف ًقالها‬ ‫عن سـوق عكاظ يعكس أطلاله‬ ‫على تواجد المبادرات الشبابية‬ ‫تمثيلاً ناج ًحا‪ ،‬مما أدى إلى تواجده‬ ‫وإرثه الباقي حتى وقتنا الحاضر‪،‬‬ ‫فــــي مـــحـــضـــن واحـــــــد يـخـتـص‬ ‫كـصـرح يعكس هــذا المفهوم‬ ‫وفعلاً وجد ُت كتاب (سوق عكاظ‬ ‫بالتعريف بـهـا‪ .‬ومــن هنا أبـدى‬ ‫بالمحافل الـتـي تـعـزز ماهيته‪.‬‬ ‫تاريخه ونشاطاته وموقعه) من‬ ‫ركــن مــشــروع أصــدقــاء الــقــراءة‬ ‫تأليف د‪ .‬نـاصـر الـرشـيـد‪ ،‬والــذي‬ ‫تواجده ومشاركته هذا العام في‬ ‫وإثــــر هــــذا الـمـفـهـوم الـــريـــادي‬ ‫يخاطب الـقـارئ في سيرة ذاتية‬ ‫الفترة ما بين ‪ 13‬شـوال إلـى ‪29‬‬ ‫المتميز حقق المشروع مركزية‬ ‫تتحدث عن السوق بجميع جوانبه‪،‬‬ ‫شوال بالخيمة الخضراء الثقافية‪.‬‬ ‫الاهـتـمـام بـتـواجـده هـــذا الـعـام‬ ‫وتـظـهـر أهـمـيـة الـكـتـاب بـــدوره‬ ‫فــي ســـوق عــكــاظ‪ ،‬وانـضـمـامـه‬ ‫الــتــوعــوي قـبـل أن يــكــون ن ًصا‬ ‫لقد تضمنت الخيمة الخضراء‬ ‫مـــع ‪ 9‬مـــبـــادرات أخــــرى أدرجـــت‬ ‫يـسـرد الـعـديـد مـن المعلومات‬ ‫الــثــقــافــيــة عـــر ًضـــا لأجـــنـــدة من‬ ‫تحت مسمى (الـمـبـادرات التي‬ ‫التاريخية‪ .‬إن الكتاب يصحح بع ًضا‬ ‫أركــان متعددة وفـق اهتمامات‬ ‫تعزز الجوانب المعرفية بسوق‬ ‫من المفاهيم المتداولة بشكل‬ ‫الــزائــر عـلـى الصعيد التنموي‬ ‫عـــكـــاظ)‪ ،‬وهــــذا مــا عـكـس دور‬ ‫والثقافي‪ ،‬والتي يعكسها في‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪64‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫واهتما ًما مـن مـشـروع أصدقاء‬ ‫جـودة المخرج المطلوبة والتي‬ ‫الــقــراءة بمفهوم إحـيـاء التاريخ‬ ‫امتثلها المشروع‪ ،‬مما ساهم‬ ‫الأدبـي وكذلك الثقافي‪ ،‬طرحت‬ ‫أيـــ ًضـــا فـــي تـــواجـــد شـخـصـيـات‬ ‫مسابقة مـقـال (ســـوق عـكـاظ)‪،‬‬ ‫بـــــارزة فـــي الــمــســار الـثـقـافـي‪.‬‬ ‫والتي أشرفت عليها مجلة قوارئ‬ ‫الإلكترونية كـإحـدى المبادرات‬ ‫تـشـّرف ركــن الـمـشـروع وفـريـق‬ ‫التابعة للمشروع‪ .‬وقـد هدفت‬ ‫العمل المتواجد حينها بـزيـارة‬ ‫المسابقة إلــى تنمية مواهب‬ ‫العديد من الشخصيات المتميزة‪،‬‬ ‫الــنــشء الإبــداعــيــة والـكـتـابـيـة‪.‬‬ ‫والتي أثنت –بدورها‪ -‬على الجهود‬ ‫الــمــبــذولــة مـــن قــبــل مــشــروع‬ ‫وعــــودة إلـــى مـفـهـوم مواكبة‬ ‫أصـــدقـــاء الــــقــــراءة والـــمـــبـــادرات‬ ‫الاسـتـحـداث والـتـجـدد فــإن سوق‬ ‫الـتـابـعـة لـلـمـشـروع فـــي نشر‬ ‫عكاظ التاريخي قـد واكــب هذا‬ ‫الثقافة القرائية والمساهمة في‬ ‫الـمـفـهـوم بـمـا يعطي الـسـوق‬ ‫رفــع مستوى الـوعـي الثقافي‪.‬‬ ‫طابعه الأدبي والتاريخي والثقافي‬ ‫على ح ٍد سواء في سبيل تعزيز‬ ‫مسابقة مقال أصـدقـاء الـقـراءة‬ ‫الاهتمام به‪ ،‬وسيظل سوق عكاظ‬ ‫محض ًنا متمي ًزا لــأدب بشكل‬ ‫يــأتــي الاهــتــمــام بــتــاريــخ الأدب‬ ‫خاص وللإرث الثقافي بشكل عام‪،‬‬ ‫أســا ًســا مـطـلـوبًـا يعطي الأدب‬ ‫ويساهم في إحياء النشاط الأدبي‬ ‫بـشـكـل خـــاص مـوقـعـه ودرجـــة‬ ‫والثقافي للجمهور المهتم به‪.‬‬ ‫الاهـتـمـام الـتـي يـجـب أن تولى‬ ‫له‪ .‬إن المسيرة الأدبية التاريخية‬ ‫تـحـفـل بـالـكـثـيـر مــن الإنـــجـــازات‬ ‫الغائبة عن ذهن الكثير‪ ،‬وأعطى‬ ‫ســـوق عــكــاظ لـتـلـك الإنـــجـــازات‬ ‫الأولـــويـــة بــالــصــورة الصحيحة‪.‬‬ ‫‪65‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫المشاريع والأعـمـال هـو أحـد الأسـس‬ ‫هل تقرأ الأرقام؟ لا؟ إذا اقرأ!‬ ‫المهمة في قانون المال الذي نجهله ‪.‬‬ ‫‏‪‎‬خولة القريشي ‪@KloudyMind‬‬ ‫وفــي لـوحـة فنية نسجت مـن بعض‬ ‫الكلمات البسيطة‪ ،‬يعرض لنا كتاب‬ ‫آفـة‪ ،‬بل قد يكون الجهل به أشـد آف ًة‬ ‫فـي عالم يرتجف خـو ًفـا مـن سطوة‬ ‫«الأب الغني والأب الفقير» أبسط قواعد‬ ‫لملازمته حياة كل إنسان‪ ،‬وبكتابتي‬ ‫الـمـال‪ ،‬فـي عالم يموت تحت براثن‬ ‫الحياة‪ ،‬ألا وهي أن الخوف والجهل هما‬ ‫هــذا الـمـقـال أنــا أعـتـرف بأنني كنت‬ ‫الجشع‪ ،‬يتولد الضياع ويقود الجهل‬ ‫ألد أعدائك‪ ،‬فنحن نخاف من المستقبل‬ ‫ضحية للمال فترة من الزمن‪ ،‬وبمجرد‬ ‫عقول الضائعين‪ ،‬لطالما آمنت أن المال‬ ‫لأنـنـا نجهله‪ ،‬نـخـاف مــن الــمــال لأننا‬ ‫حصولي على مال وفير أفكر بالكثير‬ ‫غير مهم‪ ،‬وأن الروح هي المحرك الأكبر‬ ‫نجهل التعامل معه‪ ،‬ولكم أن تحزروا‬ ‫من الحاجيات الشخصية والكماليات‬ ‫لكل تصرفات الإنـسـان‪ ،‬حتى وقعت‬ ‫الحل‪ ..‬المعرفة والشجاعة في خوض‬ ‫غير الضرورية إلا للتباهي‪ ،‬وأبدأ بإعداد‬ ‫يــدي على كـتـاب «الأب الغني والأب‬ ‫المخاطرة‪« .‬إن العديد من المشاكل‬ ‫الـقـوائـم للتخلص مـن ذلــك الـمـال‪،‬‬ ‫الفقير»‪ ،‬وتلاشت هـذه الفكرة بكل‬ ‫المالية الكبيرة إنما تنبع من مبدأ‬ ‫وكـــأن وجـــود الـمـال فـي محفظتي‬ ‫بساطة وكأنها لم تكن يو ًما اعتقا ًدا‬ ‫اتـبـاع القطيع والمزاحمة فـي نفس‬ ‫ما يقوم به الآخـرون‪ .‬وإننا لنحتاج بين‬ ‫أشـبـه مـا يـكـون بـوحـ ٍش مخيف‪ ،‬أو‬ ‫راس ًخا آمنت به‪ ،‬أو أقنعت‬ ‫الحين والحين لأن ننظر‬ ‫أنـي تاجر مخدرات يبحث عن وسيلة‬ ‫نـفـسـي بــأنــه حقيقي‪.‬‬ ‫فـي الــمــرآة وأن نكون‬ ‫لغسيل أمـوالـه؛ إلا أن طريقتي غبية‬ ‫أمــــنــــاء مــــع حـكـمـتـنـا‬ ‫وساذجة فهي مجرد استهلاك محض!‬ ‫إنـه كتاب يصف شعو ًرا‬ ‫الـــداخـــلـــيـــة بـــــــدلًا مـن‬ ‫تجاهله الـكـثـيـرون‪ ،‬بل‬ ‫الاستسلام لمخاوفنا»‬ ‫مـنـذ نـعـومـة أظــفــارنــا نـشـأنـا على‬ ‫حتى كذبوا على ذواتهم‬ ‫وكـمـا يصيغها روبــرت‬ ‫أننا ‪-‬بنو البشر‪ -‬متميزين عن باقي‬ ‫بمجرد نفيهم حقيقة‬ ‫«لا تعمل لأجــل الـمـال‪،‬‬ ‫الكائنات الحية‪ ،‬والعقل هو سلاحنا‪،‬‬ ‫وجوده‪ .‬لنفّصل الموضوع‬ ‫ولـــكـــن اجـــعـــل الــمــال‬ ‫وهــذا بحد ذاتــه مسؤولية عظيمة‪،‬‬ ‫إلى أجزائه الصغيرة حتى‬ ‫يعمل من أجلك» بكل‬ ‫لكننا لا نطبق ذلك من منظور مالي‪،‬‬ ‫يـسـهـل عـلـى الجميع‬ ‫بساطة وبـكـل وضــوح‪،‬‬ ‫فبحصولك على المال لابـد أن تفكر‬ ‫فـهـمـه‪ .‬الـمـسـألـة هي‬ ‫لكن أعتقد أنــه لا يـزال‬ ‫بعقلانية لا بـعـاطـفـة‪ ،‬إن الاسـتـهـاك‬ ‫أننا نزعم أننا إنسانيون‬ ‫وضــو ًحــا غـامـ ًضـا‪ .‬وهنا‬ ‫هـو حيلة للتغابي عـن ضياع الهدف‬ ‫بــشــكــل أفـــضـــل حـيـن‬ ‫يأتي مفهوم الاستثمار‪ ،‬أن تشتري‬ ‫والجهل بالذات‪ .‬أن ُتعمل عقلك؛ يعني‬ ‫نتجاهل أهمية المال وثقافته‪ ،‬بينما‬ ‫بالمال شي ًئا يدّر مالًا أكثر (أصول) إما‬ ‫أن تـعـرف ذاتـــك‪ ،‬وتـحـول مـن وجــودك‬ ‫نحن في الحقيقة نسمح للمال بأن‬ ‫أن تكون أسه ًما أو عقارات أو سندات‬ ‫إلـى قـوة إنـتـاج لا قـوة اسـتـهـاك‪ .‬بناء‬ ‫يسيطر على مشاعرنا ويقود تصرفاتنا‬ ‫أو عوائد ملكية فكرية أو أي شيء‬ ‫ويظهر أبشع طبائعنا البشرية في‬ ‫يولد دخ ًلا وله قيمة سوقية معتبرة‪.‬‬ ‫الاســتــهــاك وإثـــقـــال هـــذا الـكـوكـب‬ ‫بـكـمـيـات كـبـيـرة مـــن الـمـخـلـفـات‬ ‫«تقدر الثروة بمقدار المال الذي يولده‬ ‫عديمة القيمة التي اقتنيناها لسد‬ ‫مالك» حسبما يقول الكاتب‪ .‬فالفهم‬ ‫فـــراغ احــتــوى قـلـوبـنـا‪ ،‬ولـسـد فجوة‬ ‫فــوق كـل الأمـــور‪ ،‬والمعرفة بـالـذات‪،‬‬ ‫الجهل بالمال وطـرق التعامل معه‪.‬‬ ‫والـمـعـرفـة المتعلقة بـالـمـال هي‬ ‫سيارتك لتحقيق أكبر إنجازات حياتك‪،‬‬ ‫الحقيقة هي أن إعمار الأرض ليس في‬ ‫وتـذكـر دائـ ًمـا أنــه‪« :‬فــي المحاسبة‪،‬‬ ‫الاستهلاك بل في الاستثمار‪ ،‬قد يسميه‬ ‫ليس المهم الأرقــــام‪ ،‬بـل مـا تخبرك‬ ‫البعض الـذكـاء الـمـالـي‪ ،‬وأنــه شيء‬ ‫بـه الأرقــــام‪ .‬فـالأمـر أشبه بالكلمات‪،‬‬ ‫فـطـري‪ ،‬ربما يصح هـذا الـقـول‪ ،‬لكنه‬ ‫إذ لـيـسـت الـكـلـمـات هــي الـشـيء‬ ‫علم كغيره من العلوم‪ ،‬والجهل به‬ ‫المهم‪ ،‬بل ما تخبرك به الكلمات»‪.‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪66‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫‪67‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫شروطالنشرفيمجلةقوارئ‬ ‫أن يــــخــــدم مـــــوضـــــوع الـــمـــشـــاركـــة‬ ‫رؤيــــة الـمـجـلـة ورســالــتــهــا وأهــدافــهــا‪.‬‬ ‫أن يــكــون الــنــص الــمــرســل بمستوى‬ ‫جـــيـــد جـــــــــ ًدا‪ ،‬ولــــــم يـــســـبـــق نـــشـــره‪.‬‬ ‫أّلايزيدحجمالنصعن‪1200‬كلمةكحدأقصى‪.‬‬ ‫تــــخــــضــــع الأعــــــــمــــــــال الــــمــــعــــروضــــة‬ ‫لــلــنــشــر لــمــوافــقــة هــيــئــة الــتــحــريــر‪.‬‬ ‫النصوص التي ُتنشر في المجلة تعّبر عن‬ ‫آراء ُكّتابها‪،‬ولا ُتعّبربالضرورةعنرأيالمجلة‪.‬‬ ‫لا مــــانــــع مــــن الـــنـــقـــل أو الاقـــتـــبـــاس‬ ‫شــــــريــــــطــــــة ذكــــــــــــر الــــــمــــــصــــــدر‪.‬‬ ‫ُتـــرســـل الـــمـــشـــاركـــات بـصـيـغـة ملف‬ ‫وورد فـــقـــط عـــلـــى بــــريــــد الــمــجــلــة‬ ‫‪[email protected]‬‬ ‫مع إرفـاق الاسـم الثلاثي‪ ،‬وحساب تويتر‪.‬‬ ‫العدد الحادي عشر‬ ‫‪68‬‬ ‫فبراير | ‪2019‬‬

‫لأ ّن صـوتـك له‬ ‫تاثي ٌر في تطوير‬ ‫المجلة‪ ،‬شاركنا‬ ‫تقييمك للعدد‬ ‫_‪@Qawaree‬‬ ‫‪magazine.r friends.net‬‬ ‫‪Qawaree@r friends.net‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook