Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Tarbiyah_Guide_2

Tarbiyah_Guide_2

Published by Eyad Bader, 2014-12-04 17:49:49

Description: Tarbiyah_Guide_2

Search

Read the Text Version

‫‪-‬‬‫مذكرة في التربية‬ ‫‪1‬‬

‫المحتويات‬‫‪ .1‬الأولاد ٌتعلمون حسبما ٌعاملون ‪3............................................‬‬‫‪ .2‬خمسٌن فكرة لزرع ال قثة فً طفلك‪4...........................................‬‬ ‫‪ .3‬أسالٌب التربٌة‪6..............................................................‬‬‫‪ .4‬عقاب الأبناء ‪ ..‬مهارة وفن‪14.................................................‬‬‫‪ .5‬التربٌة بالمكافئة ‪27............................................................‬‬‫‪ .6‬التربٌة بالقصة‪32..............................................................‬‬ ‫الأولاد ٌتعلمون حسبما ٌعاملون‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بإنصاف فإنه ٌتعلم العدل‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بتشجٌع فإنه ٌتعلم الثقة‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بتأٌٌد إفنه ٌتعلم عدم الركون للغٌر‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بتسامح فإنه ٌتعلم العفو‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بأمان فإنه ٌتعلم الصدق‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بصداقة فإنه ٌتعلم حب الآخرٌن‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بالمدح فإنه ٌتعلم التقدٌر‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بسخرٌة فإنه ٌتعلم الانطواء‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بعداوة فإنه ٌتعلم الكراهٌة والحقد‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بالقسوة فإنه ٌتعلم العناد‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بانتقاد فإنه ٌتعلم التندٌد‬ ‫‪ -‬إذا عومل الولد بتأنٌب فإنه ٌتعلم الشعور بالذنب‬ ‫‪2‬‬







‫أولاًال‪ :‬التربٌة بالملاحظة‪:‬‬ ‫تعد هذه التربٌة أساساً ج َّسده النبً _صلى الله علٌه وسلم _ فً ملبحظته لأفراد المجتمع تلك‬ ‫الملبحظة التً ٌعقبها التوجٌه الرشٌد‪ ،‬والمقصود بالتربٌة بالملبحظة ملبحقة الو لد وملبزمته فً‬‫التكوٌن العقٌدي والأخلبقً‪ ،‬ومراقبته وملبحظته فً الإعداد النفسً والاجتماعً‪ ،‬والسإال المستمر‬ ‫عن وضعه وحاله فً تربٌته الجسمٌة وتحصٌله العلمً‪ ،‬وهذا ٌعنً أن الملبحظة لا بد أن تكون‬ ‫شاملة لجمٌع جوانب الشخصٌة‪.‬‬‫وٌجب الحذر من أن تتحول الملبحظة إلى تج سس‪ ،‬فمن الخطؤ أن نفتش ؼرفة الولد الممٌز ونحاسبه‬ ‫على هفوة نجدها؛ لأنه لن ٌثق بعد ذلك بالمربً‪ ،‬وسٌشعر أنه شخص ؼٌر موثوق به‪ ،‬وقد ٌلجؤ إلى‬‫إخفاء كثٌر من الأشٌاء عند أصدقابه أو معارفه‪ ،‬ولم ٌكن هذا هدي النبً _صلى الله علٌه وسلم_ فً‬ ‫تربٌته لأبنابه وأصحابه‪.‬‬ ‫كما ٌنبؽً الحذر من التضٌٌق على الولد ومرافقته فً كل مكان وزمان؛ لأن الطفل وبخاصة الممٌز‬ ‫والمراهق ٌحب أن تثق به وتعتمد علٌه‪ ،‬وٌحب أن ٌكون رقٌباً على نفسه‪ ،‬ومسإولاً عن تصرفاته‪،‬‬‫بعٌداً عن رقابة المربً‪ ،‬فتتاح له تلك الفرصة باعتدال ‪.‬‬ ‫وعند التربٌة بالملبحظة ٌجد المرب ي الأخطاء والتقصٌر‪ ،‬وعندها لا بد من المداراة التً تحقق‬ ‫المطلوب دون إثارة أو إساءة إلى الطفل‪ ،‬والمداراة هً الرفق فً التعلٌم وفً الأمر والنهً‪ ،‬بل إن‬ ‫التجاهل أحٌاناً ٌعد الأسلوب الأمثل فً مواجهة تصرفات الطفل التً ٌستفز بها المربً‪ ،‬وبخاصة‬ ‫عندما ٌكون عمر الطفل بٌن السنة والنصؾ والسنة الثالثة‪ ،‬حٌث ٌمٌل الطفل إلى جذب الانتباه‬ ‫واستفزاز الوالدٌن والإخوة‪ ،‬فلب بد عندها من التجاهل؛ لأن إثارة الضجة قد تإدي إلى تشبثه بذلك‬ ‫الخطؤ‪ ،‬كما أنه لا بد من التسامح أحٌاناً؛ لأن المحاسبة الشدٌدة لها أضرارها التربوٌة والنفسٌة‪.‬‬ ‫ثانٌااًل‪ :‬التربٌة بالعادة‪:‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬أصول التربٌة بالعادة‪:‬‬ ‫‪6‬‬

‫الأصل فً التربٌة بالعادة حدٌث النبً _صلى الله علٌه وسلم _ فً شؤن الصلبة؛ لأن التكرار الذي‬ ‫ٌدوم ثلبث سنوات كفٌل بؽرس العبادة حتى تصبح عادة راسخة فً النفس‪ ،‬وكذلك إرشاد ابن‬ ‫مسعود – رضً الله عنه – حٌث قال ‪\" :‬وعودوهم الخٌر‪ ،‬فإن الخٌر عادة \"‪ ،‬وبهذا تكون التربٌة‬‫بالعادة لٌست خاصة بالشعابر التعبدٌة وحدها‪ ،‬بل تشمل الآداب وأنماط السلوك ‪.‬‬ ‫المبحث الثانً‪ :‬كٌفٌة التربٌة بالعادة‪:‬‬‫ولكً نع ِّود الطفل على العبادات والعادات الحسنة ٌجب أن نبذل الجهود المختلفة لٌ مت تكرار الأعمال‬‫والمواظبة علٌها بالترؼٌب والترهٌب والقدوة والمتابعة وؼٌرها من الوسابل التربوٌة ‪.‬‬ ‫ٌبدأ تكوٌن العادات فً سن مبكرة جداً‪ ،‬فالطفل فً شهره السادس ٌبتهج بتكرار الأعمال التً تسعد‬‫من حوله‪ ،‬وهذا التكرار ٌكون العادة‪ ،‬وٌظل هذا التكوٌن حتى السابعة‪ ،‬وعل ى الأم أن تبتعد عن‬ ‫الدلال منذ ولادة الطفل‪ ،‬ففً الٌوم الأول ٌحس الطفل بؤنه محمول فٌسكت‪ ،‬فإذا حمل دابماً صارت‬ ‫عادته‪ ،‬وكذلك إذا كانت الأم تسارع إلى حمله كلما بكى‪ ،‬ولتحذر الأم كذلك من إٌقاظ الرضٌع‬ ‫لٌرضع؛ لأنها بذلك تنؽص علٌه نومه وتعوده على طلب الطعام فً اللٌل والاستٌقاظ له وإن لم ٌكن‬‫الجوع شدٌداً‪ ،‬وقد تستمر هذه العادة حتى سن متؤخرة‪ ،‬فٌصعب علٌه تركها‪ ،‬وٌخطا بعض المربٌن‬ ‫إذ تعجبهم بعض الكلمات المحرمة على لسان الطفل فٌضحكون منها‪ ،‬وقد تكون كلمة نابٌة‪ ،‬وقد‬ ‫ٌفرحون بسلوك ؼٌر حمٌد لكونه ٌحصل من الطفل الصؽٌر‪ ،‬وهذا الإعج اب ٌكون العادة من حٌث‬ ‫لا ٌشعرون‪.‬‬‫وترجع أهمٌة التربٌة بالعادة إلى أن حسن الخلق بمعناه الواسع ٌتحقق من وجهٌن‪ ،‬الأول ‪ :‬الطبع‬ ‫والفطرة‪ ،‬والثانً ‪ :‬التعود والمجاهدة‪ ،‬ولما كان الإنسان مجبول ًا على الدٌن والخلق الفاضل كان‬ ‫تعوٌده علٌه ٌرسخه وٌزٌده‪.‬‬‫ولكً نع ِّود الطفل على العبادات والعادات الحسنة ٌجب أن نبذل الجهود المختلفة لٌتم تكرار الأعمال‬ ‫والمواظبة علٌها بالترؼٌب والترهٌب والقدوة والمتابعة وؼٌرها من الوسابل التربوٌة‪.‬‬ ‫ثالثالاً‪ :‬التربٌة بالإشارة‪:‬‬‫تستخدم التربٌة بالإشارة فً بعض المواقؾ كؤن ٌخطا الطفل خطؤ أمام بعض ا لضٌوؾ أو فً‬ ‫َم ْج َمع كبٌر‪ ،‬أو أن ٌكون أول مرة ٌصدر منه ذلك‪ ،‬فعندها تصبح نظرة الؽضب كافٌة أو الإشارة‬ ‫خفٌة بالٌد؛ لأن إٌقاع العقوبة قد ٌجعل الطفل معانداً؛ لأن الناس ٌنظرون إلٌه‪ ،‬ولأن بعض الأطفال‬ ‫ٌخجل من الناس فتكفٌه الإشارة‪ ،‬وٌستخدم كذلك مع الطفل الأدٌب المره ؾ الحس‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫وٌدخل ضمنه التعرٌض بالكلبم‪ ،‬فٌقال‪ :‬إن طفلبً صنع كذا وكذا وعمله عمل ذمٌم‪ ،‬ولو كرر ذلك‬ ‫لعاقبته‪ ،‬وهذا الأسلوب ٌحفظ كرامة الطفل وٌإدب بقٌة أهل البٌت ممن ٌفعل الفعل نفسه دون علم‬ ‫المربً‪.‬‬ ‫رابعالاً‪ :‬التربٌة بالموعظة وهدي السلف فٌها‪:‬‬ ‫تعتمد الموعظة على ج انبٌن‪ ،‬الأول‪ :‬بٌان الحق وتعرٌة المنكر‪ ،‬والثانً ‪ :‬إثارة الوجدان‪ ،‬فٌتؤثر‬ ‫الطفل بتصحٌح الخطؤ وبٌان الحق وتقل أخطاإه‪ ،‬وأما إثارة الوجدان فتعمل عملها؛ لأن النفس فٌها‬‫استعداد للتؤثر بما ٌُلقى إلٌها‪ ،‬والموعظة تدفع الطفل إلى العمل المرؼب فٌه ‪.‬‬ ‫ومن أنواع الموعظة‪:‬‬ ‫‪ -1‬الموعظة بالقصة‪ :‬وكلما كان القاص ذا أسلوب متمٌز جذاب استطاع شد انتباه الطفل والتؤثٌر‬ ‫فٌه‪ ،‬وهو أكثر الأسالٌب نجاحاً‪.‬‬ ‫‪ -2‬الموعظة بالحوا ر‪ :‬تشد الانتباه وتدفع الملل إذا كان العرض حٌوٌاً‪ ،‬وتتٌح للمربً أن ٌعرؾ‬ ‫الشبهات التً تقع فً نفس الطفل فٌعالجها بالحكمة‪.‬‬ ‫‪ -3‬الموعظة بضرب‪ :‬المثل الذي ٌقرب المعنى وٌعٌن على الفهم‪.‬‬ ‫‪ -4‬الموعظة بالحدث‪ :‬فكلما حدث شًء معٌن وجب على المربً أن ٌستؽله تربوٌاً‪ ،‬كالتعلٌق على‬ ‫مشاهد الدمار الناتج عن الحروب والمجاعات لٌذكر الطفل بنعم الله‪ ،‬وٌإثر هذا فً النفس؛ لأنه فً‬ ‫لحظة انفعال و ِر ّقة فٌك‬‫‪.‬‬ ‫ون لهذا التوجٌه أثره البعٌد‬ ‫وهدي السلؾ فً الموعظة ‪ :‬الإخلبص والمتابعة‪ ،‬فإن لم ٌكن المربً عاملبً بموعظته أو ؼٌر‬ ‫مخلص فٌها فلن تفتح له القلوب‪ ،‬ومن هدٌهم مخاطبة الطفل على قدر عقله والتلطؾ فً مخاطبته‬ ‫لٌكون أدعى للقبول والرسوخ فً نفسه‪ ،‬كما أنه ٌحسن اختٌار الوق ت المناسب فٌراعً حالة الطفل‬ ‫النفسٌة ووقت انشراح صدره وانفراده عن الناس‪ ،‬وله أن ٌستؽل وقت مرض الطفل؛ لأنه فً تلك‬ ‫الحال ٌجمع بٌن رقة القلب وصفاء الفطرة‪ ،‬وأما وعظه وقت لعبه أو أمام الأباعد فلب ٌحقق الفابدة‪.‬‬ ‫وٌجب أن ٌَ ْح َذر المربً من كثرة الوعظ فٌتخ َّول بالموعظة وٌراعً الطفل حتى لا ٌم ّل‪ ،‬ولأن تؤثٌر‬ ‫الموعظة مإقت فٌحسن تكرارها مع تباعد الأوقات‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫خامساًال‪ :‬التربٌة بالترغٌب والترهٌب وضوابطها‪:‬‬ ‫الترهٌب والترؼٌب من العوامل الأساسٌة لتنمٌة السلوك وتهذٌب الأخلبق وتعزٌز القٌم الاجتماعٌة‪.‬‬ ‫المبحث الأول‪ :‬الترغٌب‪:‬‬ ‫وٌمثل دوراً مهماً وضرورٌاً فً المرحلة الأولى من حٌاة الطفل؛ لأن الأعمال التً ٌقوم بها لأول‬ ‫مرة شاقة تحتاج إلى حافز ٌدفعه إلى القٌام بها حتى تصبح سهلة‪ ،‬كما أن الترؼٌب ٌعلمه عادات‬‫وسلوكٌات تستمر معه وٌصعب علٌه تركها ‪.‬‬ ‫والترغٌب نوعان ‪ :‬معنوي ومادي‪ ،‬ولك ٍّل درجاته فا بتسامة الرضا والقبول‪ ،‬والتقبٌل والضم‪،‬‬‫والثناء‪ ،‬وكافة الأعمال التً ُتبهج الطفل هً ترؼٌ ٌب فً العمل ‪.‬‬ ‫وٌرى بعض التربوٌٌن أن تقدٌم الإثابة المعنوٌة على المادٌة أولى؛ حتى نرتقً بالطفل عن حب‬ ‫المادة‪ ،‬وبعضهم ٌرى أن تكون الإثابة من جنس العمل‪ ،‬فإن كان العمل مادٌاً نكافبه مادٌاً والعكس‪.‬‬ ‫وهناك ضوابط خاصة تكفل للمربً نجاحه‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫• أن ٌكون الترؼٌب خطوة أولى ٌتدرج الطفل بعدها إلى الترؼٌب فٌما عند الله من ثواب دنٌوي‬ ‫وأخروي‪ ،‬فمثل ًب ٌرؼب الطفل فً حسن الخلق بالمكافؤة ثم ٌقال له ‪ :‬أحسن خلقك لأجل أن ٌحبك‬‫والدك وأمك‪ ،‬ثم ٌقال لٌحبك الله وٌرضى عنك‪ ،‬وهذا التدرج ٌناسب عقلٌة الطفل ‪.‬‬ ‫• ألا تتحول المكافؤة إلى شرط للعمل‪ ،‬وٌتحقق ذلك بؤلا ٌثاب الطفل على عمل واجب كؤكله وطعامه‬ ‫أو ترتٌبه ؼرفته‪ ،‬بل تقتصر المكافؤة على السلوك الجدٌد الصحٌح‪ ،‬وأن تكون المكافؤة دون وعد‬ ‫كثر أصبح شرطاً للقٌام بالعمل‬‫‪.‬‬ ‫مسبق؛ لأن الوعد المسبق إذا‬ ‫• أن تكون بعد العمل مباشرة‪ ،‬فً مرحلة الطفولة المبكرة‪ ،‬وإنجاز الوعد حتى لا ٌتعلم الكذب‬ ‫وإخلبؾ الوعد‪ ،‬وفً المرحلة المتؤخرة ٌحسن أن نإخر المكافؤة بعد وعده لٌتعلم العمل للآخرة‪،‬‬‫ولأنه ٌنسى تعب العمل فٌفرح بالمكافؤة ‪.‬‬ ‫المبحث الثانً‪ :‬الترهٌب‪:‬‬ ‫أثبتت الدراسات الحدٌثة حاجة المربً إلى الترهٌب‪ ،‬وأن الطفل الذي ٌتسامح معه والداه ٌستمر فً‬ ‫إزعاجهما‪ ،‬والعقاب ٌصحح السلوك والأخلبق‪ ،‬والترهٌب له درجات تبدأ بتقطٌب الوجه ونظرة‬‫الؽضب والعتاب وتمتد إلى المقاطعة والهجر والحبس والحرمان من الجماعة أو ا لحرمان المادي‬ ‫والضرب وهو آخر درجاتها‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫وٌجدر بالمربً أن ٌتجنب ضرب الطفل قدر الإمكان‪ ،‬وإن كان لا بد منه ففً السن التً ٌمٌز فٌها‬ ‫وٌعرؾ مؽزى العقاب وسببه‪.‬‬ ‫وللترهٌب ضوابط‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫• أن الخطؤ إذا حدث أول مرة فلب ٌعاقب الطفل‪ ،‬بل ٌعلم وٌوجه‪.‬‬‫• ٌجب إٌقاع العقو ةب بعد الخطؤ مباشرة مع بٌان سببها وإفهام الطفل خطؤ سلوكه؛ لأنه ربما ٌنسى ما‬ ‫فعل إذا تؤخرت العقوبة‪.‬‬‫• إذا كان خطؤ الطفل ظاهراً أمام إخوانه وأهل البٌت فتكون معاقبته أمامهم؛ لأن ذلك سٌحقق وظٌفة‬ ‫تربوٌة للؤسرة كلها‪.‬‬ ‫• إذا كانت العقوبة هً الضرب فٌنبؽً أن ٌسبقها التحذٌر والوعٌد‪ ،‬وأن ٌتجنب الضرب على‬ ‫الرأس أو الصدر أو الوجه أو البطن‪ ،‬وأن تكون العصا ؼٌر ؼلٌظة‪ ،‬ومعتدلة الرطوبة‪ ،‬وأن ٌكون‬‫الضرب من واحدة إلى ثلبث إذا كان دون البلوغ‪ ،‬وٌفرقها فلب تكون فً محل واحد‪ ،‬وإن ذكر الطفل‬ ‫ربه واستؽاث به فٌجب إٌقاؾ الضرب؛ لأنه بذلك يؼرس فً نفس الطفل تعظٌم الله‪.‬‬ ‫• وٌجب أن ٌتولى المربً الضرب بنفسه حتى لا ٌحقد بعضهم على بعض‪.‬‬ ‫• ألا ٌعاقبه حال الؽضب؛ لأنه قد ٌزٌد فً العقاب‪.‬‬ ‫• أن ٌترك معاقبته إذا أصابه ألم بسبب الخطؤ وٌكفً بٌان ذلك‪.‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬ضوابط التربٌة بالترغٌب والترهٌب‪:‬‬ ‫وهذه الضوابط _بإذن الله _ تحمً الطفل من الأمراض النفسٌة‪ ،‬والانحرافات الأخلبقٌة‪،‬‬ ‫والاختلبلات الاجتماعٌة‪ ،‬وأهم هذه الضوابط‪:‬‬ ‫‪ -1‬الاعتدال فً الترغٌب والترهٌب‪:‬‬ ‫لعل أكثر ما تعانٌه الأجٌال كثرة الترهٌب والتركٌز على العقاب البدنً‪ ،‬وهذا ٌجعل الطفل قاسٌاً فً‬ ‫‪10‬‬

‫حٌاته فٌما بعد أو ذلٌل ًب ٌنقاد لكل أحد‪ ،‬ولذا ٌنبؽً أن ٌتدرج فً العقوبة؛ لأن أمد التربٌة طوٌل وسلم‬ ‫العقاب قد ٌنتهً بسرعة إذا بدأ المربً بآخره وهو الضرب‪ ،‬وٌنبؽً للمربً أن ٌتٌح للشفعاء فرصة‬ ‫الشفاعة والتوسط للعفو عن الطفل‪ ،‬وٌسمح له بالتوبة وٌقبل منه‪ ،‬كما أن الإكثار من الترهٌب قد‬ ‫ٌكون سبباً فً تهوٌن الأخطاء والاعتٌاد على الضرب‪ ،‬ولذا ٌنبؽً الحذر من تكرار عقاب واحد‬ ‫بشكل مستمر‪ ،‬وكذلك إذا كان أقل من اللبزم‪،‬‬ ‫وعلى المربً ألا ٌكثر من التهدٌد دون العقاب؛ لأن ذلك سٌإدي إلى استهتاره بالتهدٌد‪ ،‬فإذا أحس‬ ‫ذ العقوبة ولو مرة واحدة لٌكون مهٌباً‬‫‪.‬‬ ‫المربً بذلك فعلٌه أن ٌنؾ‬‫والخروج عن الاعتدال فً الإثابة ٌع ِّود على الطمع وٌإدي إلى عدم قناعة الطفل إلا بمقدار أكثر من‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫كما ٌجب على المربً أن ٌبتعد عن السب والشتم والتوبٌخ أثناء معاقبته للطفل؛ لأن ذلك ٌفسده‬ ‫وٌشعره بالذلة والمهانة‪ ،‬وقد يولد الكراهٌة‪ ،‬كما أن على المربً أن ٌبٌن للطفل أن العقاب لمصلحته‬ ‫لا حقداً علٌه‪.‬‬ ‫ولٌحذر المربً من أن ٌترتب على الترهٌب والترؼٌب الخوؾ من المخلوقٌن خوفاً ٌطؽى على‬ ‫الخوؾ من الخالق _سبحانه_‪ ،‬فٌخ ّوؾ الطفل من الله قبل كل شًء‪ ،‬ومن عقابه فً الدنٌا والآخرة‪،‬‬ ‫ولٌحذر أن ٌؽرس فً نفسه مراعاة نظر الخلق والخوؾ منهم دون مراقبة الخالق والخوؾ من‬ ‫ؼضبه‪ ،‬ولٌحذر كذلك من تخوٌؾ الطفل بالشرطً أو الطبٌب أو الظلبم أو ؼٌرها؛ لأنه ٌحتاج إلى‬‫هإلاء‪ ،‬ولأن خوفه منهم ٌجعله جباناً ‪.‬‬‫وبعض المربٌن ٌكثر من تخوٌؾ الطفل بؤن الله سٌعذبه وٌدخله النار‪ ،‬ولا ٌذكر أن الله ٌرزق وٌشفً‬ ‫وٌدخل الجنة فٌكون التخوٌؾ أكثر مما ٌجعل الطفل لا ٌبالً بذكره النار؛ لكثرة تردٌد الأهل‬ ‫\"ستدخل النار\" أو \"سٌعذبك الله؛ لأنك فعلت كذا\"‪ ،‬ولذا ٌحسن أن نوازن بٌن ذكر الجنة والنار‪ ،‬ولا‬ ‫نحكم على أحد بجنة أو نار‪ ،‬بل نقول‪ :‬إن الذي لا ٌصلً لا ٌدخل الجنة وٌعذب بالنار‪.‬‬ ‫‪ -2‬مراعاة الفروق الفردٌة‪:‬‬‫تتجلى حكمة المربً فً اختٌاره للؤسلوب التربوي المناسب من أوجه عدة‪ ،‬منها ‪:‬‬ ‫• أن ٌتناسب الترهٌب والترؼٌب مع عمر الطفل‪ ،‬ففً السنة الأولى والثانٌة ٌكون تقطٌب الوجه‬‫كافٌاً عادة أو حرمانه من شًء ٌحبه‪ ،‬و فً السنة الثالثة حرمانه من ألعابه التً ٌحبها أو من الخروج‬ ‫إلى الملعب‪.‬‬ ‫• أن ٌتناسب مع الخطؤ‪ ،‬فإذا أفسد لعبته أو أهملها ٌُحرم منها‪ ،‬وإذا عبث فً المنزل عبثاً ٌصلُح‬ ‫بالترتٌب ُكلِّؾ بذلك‪ ،‬وٌختلؾ عن العبث الذي لا مجال لإصلبحه‪.‬‬ ‫• أن ٌتناسب مع شخصٌة الطفل‪ ،‬فمن ا لأطفال من ٌكون حساساً لٌناً ذا حٌاء ٌكفٌه العتاب‪ ،‬ومنهم‬ ‫‪11‬‬









‫وٌإكد العامل الاجتماعً أحمد سلٌمان أن هناك تؤثٌرا آخر للعقاب البدنً على الطفل ٌتمثل فً‬‫تكوٌن مٌول واتجاهات سلبٌة نحو الشخص المعاقب مثل كراهٌة الأب والأم أو المعلم وتظل هذه‬‫الكراهٌة سببا ٌعوق تقدمه دابما فً الحٌاة العملٌة وتحول دون أن ٌكون عضوا مإثرا فً مجتمعه‪،‬‬‫كما وأكد على ظاهرة وراثة العنؾ من الآباء الى الأبناء وأشار الى دراسة علمٌة تبٌن أن ‪ ٪96‬من‬ ‫الآباء الذٌن ٌضربون أبناءهم قد تعرضوا للضرب فً صؽرهم ‪.‬‬ ‫العقاب بعٌدا عن الضرب‬‫ٌإكد الأستاذ سامً محاجنة أن الفابدة من العقاب تنتهً فور انتهاء استعماله بمعنى أن ال اؾبدة منه‬ ‫جارٌة ما دام استعماله وفً اللحظة التً ٌتوقؾ بها استعمال العقاب تتوقؾ أٌضا الفابدة منه ‪.‬‬ ‫كذلك فابدة أخرى للعقاب هً مفعولٌته السرٌعة أي أننا نصل الى النتابج بسرعة لكن من الناحٌة‬ ‫الأخرى بواسطة العقاب ونتٌجة مفعولٌته السرٌعة هذه لا تتاح أمام الفرد ( الطفل المعاقب فً هذه‬ ‫الحالة) أن ٌتعلم ما هو العمل الصحٌح بدل ذلك الذي عوقب من أجله ‪.‬‬ ‫خلاصة القول‪ :‬إن الفابدة من العقاب محدودة جدا هذا إذا أخذنا بعٌن الاعتبار هذٌن الأمرٌن ‪.‬‬‫معنى ذلك‪ ،‬أنه من الواجب نهج سبل أخرى تتٌح لنا بنفس الوقت أن تكون مفعولٌة الوسٌلة دائمة‬ ‫قدر الإمكان وكذلك ٌستطٌع الفرد (الطفل المعاقب ) أن ٌتعلم ما هو السلوك الصحٌح‪ ،‬هذه السبل‬ ‫أصعب ما تتطلب هً صبر طوٌل والا ننتظر النتابج الفورٌة مثلما ننتظر ذلك عندما نستعمل‬ ‫العقاب ‪.‬‬‫فً هذه السبل أول ًا نحتاج الى وضع قوانٌن وحدود واضحة وثابتة لا نسمح للطفل بتعدٌها حتى لو‬ ‫كلؾ ذلك احتجاج كبٌر من قبل الطفل‪،‬كل ذلك بدون حاجة للعقاب ‪ .‬خلبل ذلك قد تتاح فرص وقد‬‫ٌسلك الطفل سلوكٌات مرؼوبة بطرٌق الصدفة فمن واجب الوالدٌن أن ٌنتبها لذلك وأن ٌشجعا الطفل‬ ‫على ذلك ‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫أخٌرا ‪ :‬اذا أردنا أن نعلم الطفل الأمر الصحٌح فٌجب أن ننتبه أنن ا نملك فرصة من الزمن طوٌلة‬‫نسبٌا ( الطفولة كلها) وأننا خلبل كل هذه الفترة ٌجب أن ننتبه أن النتابج الفورٌة قد تإدي الى أمور‬ ‫سلبٌة ‪.‬‬‫فن العقاب‪ ...‬الوسائل التربوٌة البدٌلة عن العقاب الجسدي‬‫ٌقول الأستاذ محمد قطب‪ :‬التربٌة بالعقوبة أمر طبٌعً بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة‪ ،‬فلب ٌنبؽً‬‫أن نستنكر من باب التظاهر بالعطؾ على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم‪ ،‬فالتجربة العلمٌة ذاتها‬‫تقول‪ ( :‬إن الأجٌال التً نشؤت فً ظل تحرٌم العقوبة ونبذ استخدامها أجٌال مابعة لا تصلح لجدٌات‬‫للبمعة )‪.‬‬ ‫الحٌاة ومهامها والتجربة أولى بالاتباع من النظرٌات ا‬‫والعطؾ الحقٌقً على الطفولة هو الذي ٌرعى صالحها فً مستقبلها لا الذي ٌدمر كٌانها وٌفسد‬ ‫مستقبلها‪.‬‬‫لنفرض أن طفلب رمى ورقة على الأرض‪ .‬لا نقول إن هذا الطفل لم ٌخطا ولم ٌحرم لا بل ننظر‬ ‫إلٌه ونوجهه قابلٌن‪ :‬المسلم ٌا بنً نظٌؾ‪ ،‬أو هكذا تفعل المسلمة النظٌ ةؾ‪ ..‬فٌخجل الصؽٌر‪.‬‬‫‪ :‬بارك الله فٌك ‪ ..‬أنت مسلم نظٌؾ ‪.‬‬ ‫وإ ْن رفع الورقة عن الأرض ٌشجع وٌقال له‬‫ٌحتاج المربون وسابل بدٌلة عن الضرب كعقاب عند ارتكاب الأخطاء ولتقوٌم سلوكهم فما هً‬ ‫أسالٌب العقاب التً ٌستخدمونها بعٌدا عن الضرب ‪.‬‬ ‫أسالٌب العقاب التً ٌستخدمونها بعٌدا عن الضرب‬ ‫‪ .1‬النظرة الحادة والهمهمة ‪( :‬فً السنة الأولى أو الثانٌة من عمرة)‬‫ٌعتقد أبو فراس أن نظراته الحادة كفٌلة أن تردع أطفاله عن الخطؤ وفً بعض الأحٌان ٌضطر‬‫للهمهمة والزمجرة كإشارة منه الى زٌادة ؼضبه وٌإكد أبو فراس أن على الآباء والأمهات مراعاة‬‫أخطاء أبنابهم وأن ٌكون العقاب بحجم الخطؤ فلب ٌعقل أن ٌكون عقاب الابن الذي تكاسل عن ؼسل‬ ‫ٌدٌه بعد الطعام مثل عقاب من سب جٌرانه وشتمهم‪ ،‬فعلى الآباء أن ٌتدرجوا فً ردود فعلهم وفق‬ ‫مستوى أخطاء أبنابهم ‪.‬‬ ‫‪ .2‬الحرمان من الأشٌاء المحببة إلٌه ‪( :‬فً السنة الثالثة)‬ ‫‪17‬‬

‫ٌلجؤ الكثٌر من الآباء والأمهات الى عقوبتهم بحرمانهم من الأشٌاء المحببة الٌهم فٌقول الأستاذ خالد‬ ‫حجاجرة إن ابنته فً الصؾ الثالث تشعر بضٌق شدٌد عند حرمانها من الذهاب الى بٌت جدها‬‫وعلٌه اؼتنم هذه الوسٌلة كثٌرا لتؤدٌبها‪ ،‬وتإكد المعلمة سامٌة مراد ‪-‬مركزة فرع الطفولة المبكرة فً‬ ‫مدرسة خدٌجة بنت خوٌلد‪ -‬أن حرمان الطفل من شًء ٌحبه أو لعبة ٌلعبها أو سلوك مشابه ٌردعه‬ ‫عن التصرؾ الخاطىء الذي قام به الابن حسب تفسٌر الأهل فرؼبة الأهل أن ٌتعلم ابنهم أن هذا‬ ‫التصرؾ خاطىء أو مضر لمن حوله ‪.‬‬ ‫لكن الحرمان ٌجب أن ٌكون لفترة محدودة فقط لساعة أو لٌوم والعقاب ٌجب أن ٌتم بعد تكرار‬ ‫الخطؤ عدة مرات والتوجٌه له عدة مرات أٌضا ‪ ،‬فالحرمان الطوٌل ٌجلب الضرر النفسً للطفل ‪.‬‬ ‫مثال على الحرمان ‪ :‬الحرمان من مصروؾ أو نزهة‪ ،‬أو أي شًء ٌحبه الطفل كالدراجة‪ ،‬أو‬ ‫الأتاري ‪ ،‬أو التلٌفزٌون‪.‬‬ ‫‪ .3‬أن ٌترك ٌتحمل نتائئ عمله بعد تنبٌهه مسبقااًل‬ ‫مثل ‪ :‬مشكلة التؤخر فً الاستٌقاظ من النوم‪ٌ ،‬نبه مسبقاً ثم ٌترك ٌتحمل العقوبة فً المدر‬ ‫‪ .4‬الحبس المؤقت والإهمال‪( :‬من سنتٌن حتى ‪ 12‬سنة)‬‫ٌعتقد الأخصابً النفسً أٌمن محمد عال أن هذا النوع من العقاب مفٌد جدا رؼم أن الكثٌرٌن لا‬ ‫ٌستعملونه وٌمكن تنفٌذه من جٌل سنتٌن فحٌنما ٌخطىء الطفل نفعل الآتً ‪:‬‬ ‫‪ .1‬تطلب من الطفل أن ٌنتقل إلى زاوٌة العقاب حٌث ٌجلس على كرسً محدد فً جانب‬ ‫الؽرفة أو أن ٌقؾ فً ركن من الؽرفة‪.‬‬ ‫‪ٌ .2‬تم إهماله لفترة محدودة من الوقت وتوضع ساعة منبهة مضبوطة على مدة انتهاء العقوبة‬ ‫وهً من خمس دقابق إلى عشر دقابق كافً ة إن شاء الله ‪ٌ ،‬طلب من الطفل التنفٌذ فوراً‬ ‫بهدوء وحزم‪ ،‬وإذا رفض ٌؤخذ بٌده إلى هناك مع بٌان السبب لهذه العقوبة باختصار‪ ،‬ولا‬ ‫ٌتحدث مع الطفل أثناءها أو ٌنظر إلٌه ‪ .‬وتؤخذ أشكال الإهمال صورا أقسى حٌنما ٌدخل‬‫الأب أو الأم فٌسلمون ولا ٌخصون ذلك الابن بتحٌة خاصة أو لا ٌسؤلون عن برامجه فً‬ ‫ذلك الٌوم أو مدح ؼٌره من أبناء جٌله أمامه على أن لا ٌكون ذلك إلا للعقاب عند الأخطاء‬ ‫الكبٌرة وٌنصح عدم الإكثار من هذا الأسلوب إلا للحاجة الملحة ‪.‬‬ ‫‪ .3‬وإذا انتهت العقوبة اطلب من طفلك المعاقب أن ٌشرح لك أسباب العقوبة حتى تتؤكد من‬ ‫فهمه ل بسب العقوبة‪.‬‬ ‫‪ .4‬إذا كرر الهرب من مكان العقوبة ٌتحمل عندها الحجز فً ؼرفة تؽلق علٌه مع مراعاة أن‬ ‫الحجز فً ؼرفة لا ٌستخدم إلا بقدر الضرورة الملحة ولمدة محدودة‪ ،‬والأصل الحجز فً‬ ‫زاوٌة أو على كرسً فً ؼرفة مفتوحة‪.‬‬ ‫‪ .5‬مدح غيره أمبمو‪:‬‬ ‫‪18‬‬

‫بشرط أن ٌكون للعقاب فقط ‪ ،‬ولٌس ؾي كل الأحوال‪ ،‬كما ٌنبؽً عدم الإكثار من هذا الأسلوب فً‬ ‫العقاب لما فً تكراره من أثر سٌا على نفس الطفل‪.‬‬ ‫‪.5‬لهجر والخصام ‪:‬‬ ‫على ألا ٌزٌد على ثلبثة أٌام ‪ ،‬وأن ٌرجع عنه مباشرة عندما ٌعترؾ الطفل بخطبه‪.‬‬ ‫‪ .6‬التهدٌد‪:‬‬ ‫بعد أن تستنفد كل الوسابل التربوٌة الأخرى تضطر تخوٌؾ أبنائك وتهدٌدهم بالضرب وإذا أصر‬ ‫البعض على الخطؤ الشدٌد ولم ٌؤبهوا بتهدٌد ك تضطر أخٌرا لتنفٌذ تهدٌداتك بالضرب ؼٌر المإذي‬ ‫ولا المبرح ‪.‬‬ ‫‪ .7‬شد الأذن‪:‬‬ ‫وقد فعله النبى (صلى الله علٌه وسلم ) ) كما أخرجه ابن السنً ‪ ،‬فعن عبد الله بن بسر المازنى‬‫الصحابى (رضى الله عنه ) قال ‪« :‬بعثتنى أمى إلى رسول الله (صلى الله علٌه وسلم ) بقطؾ من‬ ‫عنب‪ ،‬فؤكلت منه قبل أن أبلؽه إٌاه‪ ،‬فلما جبت أخذ بؤذنى وقال‪ٌ« :‬ا ؼدر»‪.‬‬ ‫‪ .8‬آخر العلاج الضرب ‪( :‬لا ٌضرب الطفل قبل سن العاشرة)‬ ‫الضرب آخر الوسابل ولٌس أولها وللضرب شروط وآداب ولا ٌكون إلا فً الأمور الكبٌرة كترك‬ ‫الصلبة ولكن ٌجب إن ٌسبقه الخطوات التؤدٌبٌة السابقة وفً مشاركة د‪ .‬أحمد قعدان المحاضر فً‬ ‫أكادٌمٌة القاسمً ما ٌؽنٌنا فً هذا الجانب ‪:‬‬ ‫‪ ‬قال رسول الله صلى الله علٌه وسلم ‪ \":‬مروا أولادكم بالصلبة وهم أبناء سبع ‪ ،‬واضربوهم‬ ‫علٌها وهم أبناء عشر\"‪ (.‬رواه أبو داود وحسنه)‪.‬‬‫‪ ‬عن انس ‪ -‬رضً الله عنه‪ -‬قال ‪:‬قال رسول الله صلى الله علٌه وسلم ‪\" :‬مروهم بالصلبة‬ ‫لسبع سنٌن‪ ،‬واضربوهم علٌها لثلبث عشرة\"‪ (.‬رواه الدار قطني) ‪.‬‬‫‪ ‬أقصى الضرب للتؤدٌب ثلبثة وللقصاص عشرة ‪:‬عن أبً هرٌرة ‪ -‬رضً الله عنه‪ -‬قال ‪:‬‬ ‫كان رسول الله صلى الله علٌه وسلم ٌقو ل‪ \":‬لا ٌجلد فوق عشر جلدات إلا فً حد من‬ ‫حدود\"‪ (.‬أخرجه البخاري)‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ ‬كان عمر بن عبد العزٌز ‪ -‬رحمه الله تعالى‪ٌ -‬كتب إلى الأمصار ‪ :‬لا ٌقرن المعلم فوق‬ ‫ثلبث‪ ،‬فإنها مخافة للؽلبم‪.‬‬ ‫‪ ‬عن الضحاك قال ‪ :‬ما ضرب المعلم ؼلبما فوق ثلبث فهو قصاص ‪.‬‬ ‫وهناك شروط للضرب لابد أن تراعى‬ ‫‪ -‬الضرب للتؤدٌب كالملح للطعام (أى القلٌل ٌكفى والكثٌر ٌفسد)‪.‬‬ ‫‪ -‬لا تضرب بعد وعدك بعدم الضرب لبلب ٌفقد الثقة فٌك‪.‬‬ ‫‪ -‬مراعاة حالة الطفل المخطا وسبب الخطؤ‪.‬‬ ‫‪ -‬لا ٌضرب الطفل على أمر صعب التحقٌق‪.‬‬ ‫‪ٌ -‬عطى الفرصة إذا كان الخطؤ للمرة الأولى‪.‬‬ ‫‪ -‬لا ٌضرب أمام من ٌحب‪.‬‬ ‫‪ -‬الامتناع عن الضرب فو ًرا إن أصر الطفل على خطبه ولم ٌنفع الضرب‪.‬‬ ‫‪ -‬عدم الضرب أثناء الؽضب الشدٌد وعدم الانفعال أثناء الضرب‪.‬‬ ‫‪ -‬نسٌان الذنب بعد الضرب وعدم تذكٌر الطفل به‪.‬‬ ‫‪ -‬لا تؤمر الطفل بعدم البكاء أثناء الضرب‪.‬‬‫‪ -‬لا ترؼم الطفل على الاعتذار بعد الضرب وقبل أن ٌهدأ ؛ لأن ذلك فٌه إذلال ومهانة‪ ،‬وأشعره أنك‬ ‫عاقبته لمصلحته‪ ،‬وابتسم فً وجهه‪ ،‬وحاول أن تنسٌه الضرب‪.‬‬ ‫مواصفات أداة الضرب‬ ‫‪ ‬أن تكون معتدلة الحجم‬ ‫‪ ‬أن تكون معتدلة الرطوبة فلب تكون رطبة تشق الجلد لثقله‪ ،‬ولا شدٌدة الٌبوسة فلب تإلم‬ ‫لخفتها ‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫طرٌقة الضرب‬ ‫‪ ‬أن ٌكون مفرقا لا مجموعا فً محل واحد‪.‬‬ ‫‪ ‬أن ٌكون بٌن الضربتٌن زمن ٌخؾ به الألم الأول‪.‬‬ ‫‪ ‬ألا ٌرفع الضارب ذراعه لٌنقل السوط لأعضده حتى ٌرى بٌاض إبطه فلب ٌرفعه لبلب ٌعظم‬ ‫ألمه ‪.‬‬‫‪ ‬وقد كان ابن عمر ‪ -‬رضً الله عنهما‪ٌ -‬قول للضارب‪ :‬لا ترفع إبطك إي لا تضرب بكل قوة‬ ‫ٌدك ‪.‬‬ ‫مكان الضرب‬ ‫‪ ‬أن لا ٌضرب الوجه او الفرج‪ -‬والرأس عند الحنفٌة‪.‬‬ ‫‪-‬عن علً ‪ -‬رضً الله عنه‪ -‬انه أتً برجل سكران أو فً حد فقال‪ :‬اضرب وأعط كل‬ ‫عضو حقه واتق الوجه والمذاكٌر‪.‬‬ ‫‪-‬عن النبً صلى الله علٌه وسلم انه قال‪ \":‬اذا ضرب احدكم فلٌتق الوجه\"( رواه ابو داود)‪.‬‬ ‫‪ ‬عند بعض السلؾ فإن أفضل مكان للضرب الٌدٌن والرجلٌن ‪.‬‬ ‫لا ضرب مع الغضب‬‫‪ ‬قال أبو بكر الصدٌق ‪ -‬رضً الله عنه‪\": -‬لا ٌقضٌن بٌن اثنٌن وهو ؼضبان )( رواه‬ ‫الجماعة) ‪.‬‬ ‫‪ ‬إذا ذكر الطفل اسم الله تعالى ‪ٌ:‬جب وقؾ الضرب إذا ذكر الطفل الله تعالى ‪ :‬عن أبً سعٌد‬‫الخدري ‪ -‬رضً الله عنه‪ -‬قال ‪ :‬قال رسول الله صلى الله علٌه وسلم ‪ \":‬إذا ضرب أحدكم‬ ‫خادمه فذكر الله فارفعوا أٌدٌكم\" (رواه الترمذي) ‪)..‬وفً هذا تعظٌم لله فً نفس الطفل) ‪.‬‬ ‫تحذٌر‬ ‫‪21‬‬

‫إن الإفراط فً العقوبة الجسمٌة له مضار جسٌمة منها‪:‬‬ ‫‪ o‬أن ٌؤلفها الولد‪.‬‬ ‫‪ o‬أن ٌصبح بلٌدا‪.‬‬ ‫‪ o‬أن ٌلجؤ لتحقٌق ذاته بؤسالٌب منحرفة‪.‬‬‫‪ o‬وعندما ٌكبر إما أن ٌكون فاشلب ذلٌلب ٌخاؾ من ظله أو جبارا قاسٌا ٌقهر من دونه‪،‬‬ ‫وكلبهما خسارة ما بعدها خسارة‪.‬‬ ‫الثواب والعقاب مطلوبان‬‫ان تربٌة الاطفال بالثواب والعقاب مطلوبة لكنها مإطرة بشروط‪ ،‬ومقننة بقوانٌن ‪ ،‬فالعقاب الذي‬‫ولا ٌهدر الكرامة ‪.‬‬ ‫ٌطلب تطبٌقه فً تربٌة الابناء هو الذي لا ٌإلم نفسٌا‬ ‫ونإكد ان العقاب ٌجب ان ٌكون بحكمة ‪.‬‬ ‫التأدٌب ‪:‬‬ ‫الا ترى الى ما روي عن النبً صلى الله علٌه وسلم أنه قال \"‪ :‬مروا صبٌانكم بالصلبة اذا بلؽوا‬ ‫سبعا‪ ،‬واضربوهم علٌها اذا بلؽوا عشرا\"‪ .‬وٌكون ذلك بطرٌق التؤدٌب والتهذٌب لا بطرٌق العقاب‪..‬‬‫لا شك ان الطفل كؤي كابن حً ٌجهل أكثر مما ٌعلم‪ ،‬فإذا علم فعل الصواب وسار سٌرا محمودا ‪.‬‬ ‫لذلك تكون مرحلة تعلمه من الصؽر اولى الخطوات فً تقوٌمه‪ ،‬وقد ورد ان النبً صلى الله علٌه‬ ‫وسلم كان ٌصحح البنى الفكرٌة للطفل مستعملب شتى الوسابل والاسالٌب التً تمتاز بالرفق واللٌن‬ ‫ومنها ما ذكره ابو هرٌرة ‪ -‬رضً الله عنه‪ -‬قال ‪ \":‬اخذ الحسن بن علً تمرة من تمر الصدقة‬ ‫فجعلها فً فٌه ‪ ،‬فقال الرسول صلى الله علٌه وسلم ‪ \":‬كخ كخ‪ ،‬ارم بها اما علمت ا ّنا لا نؤكل‬ ‫الصدقات ‪\".‬‬‫ماذا ٌقول الأهل فً هذا الموضوع‬ ‫أم سلٌمان‪ -‬ربة بٌت‬ ‫‪22‬‬

‫تحدثنا بصراحة أن جٌل الٌوم لا ٌنفع معه ؼٌر أسلوب الضرب لأن ما ٌفعلونه ٌخرج الأهل عن‬ ‫شعورهم من شدة عنادهم فٌتجه الأهل للضرب لأنه أسهل الأسالٌب للوصول الى ؼاٌتهم‬ ‫ولضؽوطات الحٌاة الكثٌرة ‪.‬‬ ‫أما آمال محمد‬‫ربة بٌت وأم لأربعة أبناء فً مختلؾ الأجٌال فتقول‪ :‬لم أجد أصعب من تربٌة الأبناء فإنها مساولٌة‬ ‫كبٌرة بحاجة الى اهتمام ورعاٌة من الوالدٌن وبالنسبة لتعاملنا فإننا نحاول أن نربً أبناءنا بلب‬ ‫ضرب ونقٌم علبقتنا على التفاهم والحوار ولكن أفقد صوابً فً فترة الامتحانات وٌكون البٌت فً‬‫حالة استنفار وتتحول حالتً النفسٌة الى عصبٌة للؽاٌة مع أننً أحاول ضبط أع صابً ولا أخفً‬ ‫علٌكم أننً لا أضربهم الا إذا قصروا فً دروسهم ‪.‬‬ ‫رانٌة محمد ‪-‬مربٌة وأم لثلاثة أبناء‪-‬‬ ‫إذا علمت الأم أبناءها المحافظة على مبادبهم وقٌمهم وحبهم بالحوار فإنها حتما لا تحتاج الى‬‫الضرب فؤنا وزوجً لا نلجؤ لضرب أولادنا كما ٌفعل بعض الأهالً‪ ،‬وأشد عقاب تنبعه هو توبٌخهم‬ ‫بالكلبم والحرمان من شًء ٌحبونه ‪.‬‬ ‫أم أحمد ممرضة‪ :‬تقول ‪:‬‬ ‫بعد تجربتً مع ابنً البكر استنتجت أن الضرب أسلوب ؼٌر ناجح للتربٌة وأحاول تجنب ضرب‬ ‫أولادي قدر الإمكان واستعمال أسلوب الاقناع والتفاهم‪ .‬فضربً لابنتً أفقدها شخصٌتها وكان ذلك‬‫نتٌجة ضؽط اجتماعً وخاصة من مربٌة صفها فً المرحلة الأولى فدابما تضجر من قوة شخصٌتها‬ ‫عندها اضطر لمعاقبتها بالضرب المبرح حتى أفقدتها شخصٌتها وأصبحت تخاؾ من كل شًء وأنا‬ ‫أندم أشد الندم على ما ارتكبته بحق ابنتً التً لم تتجاوز العشر سنوات ‪.‬‬ ‫وللأطفال رأي‪...‬‬ ‫*هدٌل قاسم ثانً اب دتائً‪:‬‬ ‫ٌتعامل والداي معً حسب الموقؾ فإذا تٌقنا أننً أخطات ٌنبهاننً وإذا أعدت الكرة فإنهما‬ ‫ٌضرباننً‪ ،‬أما أمً فتثور عندما ٌنخفض مستواي الدراسً وتنخفض درجاتً لذا أشعر أن بابا‬ ‫أقرب الً فإنه دابما ٌمازحنً وٌشتري لً كل ما أطلبه‪ ،‬وفً المستقبل سوؾ أعاقب أبنابً كما‬ ‫ٌعاقبنً والداي لأننا فعلب مشاؼبون وعنٌدون ‪.‬‬ ‫*وجدان ابو عٌاش ثالث ابتدائً‪:‬‬ ‫‪23‬‬

‫أنا أحب بابا وماما كثٌرا لأنهما ٌلبٌان لً كل حاجاتً‪ ،‬مع أننً أؼضب كثٌرا عندما ٌحرماننً من‬ ‫المصروؾ أو من شراء لعبة وعدت بها‪ ،‬وأؼضب أكثر عندما تضربنً أمً مع أنها تنبهنً دابما‬ ‫قبل الضرب أما عندما تواجهنً مشكلة فإننً الجؤ الى أبً لأنه سٌحل لً المشكلة بهدوء ودون‬ ‫ضرب أو صراخ‪ .‬وأنا شخصٌا لا أإٌد العقاب بتاتا بل على الأهل التصرؾ بهدوء وتفاهم وهكذا‬ ‫سؤتعامل مع أبنابً فً المستقبل ‪.‬‬ ‫*نور ناظم‪-‬ثانً ابتدائً‪:-‬‬ ‫بابا وماما أؼلى ما فً الكون لأنهما دابما ٌشترٌان لً أشٌاء جمٌلة أحب بابا كثٌرا وكذلك أحب‬‫ماما أٌضا لأنها ترعانً وتخاؾ علً وعندما أطلب شٌبا تناقشنً فً شرابه وإذا كنت حقا بحاجة له‬ ‫‪،‬وتناقشنً أٌضا إذا أخطؤت مع أحد إخوتً أما إذا تكرر الخطؤ فإنها تهددنً فقط ‪.‬‬ ‫*ٌحٌى سلٌمان ‪-‬خامس ابتدائً‪:-‬‬ ‫ٌؽضبني من بابا وماما أنهما ٌتؤثران جدا عندما أحصل على درجة منخفضة فً الامتحان لأنهما‬‫تعودا على درجات عالٌة‪ ،‬عندها تقوم أمً بضربً وفً فترة الامتحانات تحرمنً من الخروج الى‬‫بٌت عمً لألعب مع أبنابه الذٌن أحبهم ومع هذا أحب بابا وماما كثٌرا لأنهما ٌحضران لً كل شًء‬ ‫أطلبه وٌعاملبننً بحنان ولطؾ وٌساعداننً فً دروسً ‪.‬‬ ‫*روان احمد ‪-‬رابع ابتدائً‪:-‬‬ ‫بابا وماما أحلى الناس لأننً أشعر بحبهما لً وٌشترٌان لً الألعاب والحلوٌات ولكنهما ٌعاقباننً‬ ‫عندما أضرب أخً الأصؽر والوحٌد وهذا ٌإلمنً كثٌرا لأننً لا أحبذ الضرب للصؽار ‪.‬‬ ‫*أحمد راسم ‪ -‬أول اعدادي‪:-‬‬‫لم استوعب لماذا تعود أمً من العمل ؼاضبة وتملؤ البٌت صراخا إذا لعبنا داخل البٌت وعندما‬ ‫ٌعود أبً ٌطلب عدم الإزعاج لأنه متعب فؤنا لا أشعر بهما مثل خلٌل ابن عمً الذي أراه دابما‬ ‫ٌركب على ظهر أبٌه وٌداعبه وأمه تتكلم بهدوء دون صراخ أو ضرب ‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫الترثية ثبلمكبفئة‬ ‫‪25‬‬

‫التربٌة بالمكافئة‬‫لقد اهتم الإسلبم بقضٌة المكافبة على العمل الصالح والعمل المثمر وفً ذلك ٌقول الله تعالى ‪َ \":‬من‬ ‫َجاء بِا ْل َح َس َن ِة َفلَ ُه َع ْش ُر أَ ْم َثالِ َها\" فهذه مكافبة على عمل واحد إٌجابً ٌكافا بعشر أمثاله‪ ،‬وهذا تعزٌز‬ ‫ودعم معنوي‪ ،‬ودافع مستمر فً عمل الصالحات ؛ بل إن الأمر ٌتجاوز المكافبة على العمل إلى‬ ‫المكافبة على النٌة الصالحة ففً حدٌث ابن عباس عن رسول الله صلى الله علٌه وآله وسلم فٌما‬‫ٌروي عن ربه تبارك وتعالى قال‪\" :‬إن الله كتب الحسنات والسٌبات‪ ،‬ثم بٌن ذلك‪ ،‬فمن هم بحسنة فلم‬ ‫ٌعملها‪ ،‬كتبها الله عنده حسنة كاملة‪ .‬وإن هم بها‪ ،‬فعملها‪ ،‬كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى‬‫سبعمابة ضعؾ إلى أضعاؾ كثٌرة‪ .‬وإن هم بسٌبة فلم ٌعملها‪ ،‬كتبها الله عنده حسنة كاملة ‪ .‬وإن هم‬‫بها فعملها‪ ،‬كتبها الله سٌبة واحدة [‪ \"]1‬وحدٌث عمر بن الخطاب رضً الله عنه الآخر المشهور ‪\":‬‬ ‫إنما الأعمال بالنٌات‪ \"..‬فالنتابج والمكافبات التً ٌنالها الإنسان عند إنجازه أمراً ما تحفزه على عمل‬‫أشٌاء أخرى إٌجابٌة‪ ،‬فالتعزٌز الإٌجابً ٌقوي السلوك وٌزٌد من احتمالٌة تكرار السلوك الإي جابً‬ ‫مرة أخرى‪.‬‬‫‪ :‬التعزٌز الإٌجابً‪ ،‬والتعزٌز السلبً ‪:‬‬ ‫وهناك نوعان من التعزٌز فً التربٌة‬ ‫التعزٌز الإٌجابً‪:‬‬‫فً التعزٌز الإٌجابً تشكل المكافبة حافز فعال إذ ُتعطى مباشرة بعد السلوك المرؼوب فٌه كً ٌزٌد‬‫من احتمالٌة حدوث ذلك السلوك مرة أخرى‪ .‬فتعزٌز السلوك الإٌجابً ٌحفز الابن فً مواصلة الأداء‬ ‫الإٌجابً‪ .‬مثال ذلك ‪ :‬قد ٌُعطى الطفل مكافبة من الوقت لٌعمل على الحاسوب بعد إتمام جزء من‬‫‪26‬‬









‫التربٌة بالقصة‬ ‫قصص مناسبة للأطفال‬ ‫من خلبل النظر إلى الواقع المإلم ٌتبٌن لنا مدى أهمٌة التربٌة كعامل أساس ًٍّ فً تنشبة جٌل ٌعمل‬ ‫لخدمة الأمة‪ ،‬وٌدفعها نحو العزة والرفعة‪ ،‬وٌسمو بها نحو القمة‪ ،‬وعندما نتؤمل الواقع جٌداً‪ ،‬وننظر‬ ‫بشفافٌة أكثر؛ ٌتضح لنا أن البذور إذا ُعنً بها خرج الزرع طٌبا‪ ،‬فكذلك الطفولة إذا ُعنً بها خرج‬ ‫لنا جٌلبً صالحاً‪.‬‬‫وهنا وعند تأمل القرآن الكرٌم والسنة المطهرة ٌتبادر لنا سؤال مهم وهو ‪:‬‬‫هل من الممكن أن ٌتربى هإلاء الأطفال من خلبل القرآن والسنة وهل ٌمكن استثمار قصص القرآن‬ ‫أو السنة فً هذا المشروع الضخم؟؟؟‬ ‫للإجابة على هذا السؤال نقول‪:‬‬ ‫بعد الحمد لله والصلبة والسلبم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‬‫فلبشك أن القرآن الكرٌم والسنة المطهرة كفٌلبن بؤن ٌكونا أداة عظٌمة فً تربٌة الجٌل وإرشاده نحو‬ ‫كل جلٌل وهذا من المسلمات عند كل مسلم حٌث ٌقول الله تبارك وتعالى ‪َ (:‬ذلِ َك ا ْل ِك َتا ُب لا َر ٌْ َب فٌِ ِه‬ ‫ُهد ًى لِ ْل ُم َّت ِقٌ َن) (البقرة‪. )2:‬‬ ‫‪31‬‬









‫َف َع ْل ُت‬ ‫ُك ْن ُت‬ ‫َفإِ ْن‬ ‫ِم ْن ُه َش ٌْ ًبا اللَّ ُه َّم‬ ‫َفا ْس َتا َق ُه َف َل ْم ٌَ ْت ُر ْك‬ ‫َفؤَ َخ َذهُ ُكلَّ ُه‬ ‫ِب َك‬ ‫ل َعا َّناأَ ْسَم َتا ْه َن ِزْح ُئُن‬ ‫َوِب ْجً ِه َفقَُكْل َف ُات ْفإِ ُِّنر ًْج‬ ‫ََلذالِ ََتك ْسا َْتبتِْه َؽِزا َء ُئ‬ ‫ٌَ ْم ُشو َن ‪.‬‬ ‫ال َّص ْخ َرةُ َف َخ َر ُجوا‬ ‫َفا ْن َف َر َج ْت‬ ‫ِفٌ ِه‬ ‫الفوائد من هذه القصة‪:‬‬‫قال الله تعالى ‪ٌَ ( :‬ا أَ ٌُّ َها الَّ ِذيَن آ َم ُنوا ا َّتقُوا ال َّلهَ َوا ْب َت ُؽوا إِ َل ٌْ ِه ا ْل َو ِسٌ َل َة َو َجا ِه ُدوا ِفً َس ِبٌلِ ِه َل َعلَّ ُك ْم ُت ْفلِ ُحو َن ) ‪،‬‬ ‫قال قتادة ‪ :‬تقربوا إلٌه بطاعته ‪ ،‬والعمل بما ٌرضٌه ‪.‬‬‫‪ -1‬الأعمال الصالحة وقت الرخاء ٌستفٌد منها الإنسان وقت الشدة ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله علً ه‬ ‫وسلم ( أحفظ الله ٌحفظك ‪ ،‬أحفظ الله تجده تجاهك ‪ ،‬تعرؾ إلى الله فً الرخاء ‪ٌ ،‬عرفك فً الشدة) ‪.‬‬‫‪ٌ -2‬جب على المسلم أن ٌلجؤ إلى الله وحده دابماً بالدعاء وخاصة حٌن نزول الشدابد ‪ ،‬ومن الشرك‬‫َفإِن‬ ‫َول َا‬ ‫لاَ ٌَن َف ُع َك‬ ‫ال ّل ِه‬ ‫الأكبر دعاء الأموات الؽاببٌن ‪ ،‬قال الله تعالى ‪َ ( :‬ولاَ َت ْد ُع‬ ‫ٌَ ُض ُّر َك‬ ‫َما‬ ‫ُدو ِن‬ ‫ِمن‬ ‫َف َع ْل َت َفإِ َّن َك إِ ًذا ِّم َن ال َّظالِ ِمٌ َن) ‪ -‬الظالمٌن ‪ :‬المشركٌن ‪.‬‬‫‪ -3‬مشروعٌة التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة ‪ ،‬وهً نافعة ومفٌدة ‪ ،‬ولا سٌما عند الشدة ‪ ،‬وعدم‬ ‫مشروعٌة التوسل بالذوات والجاه ‪.‬‬ ‫‪ -4‬حب الله مقدم على حب ما تهوى النفوس من الشهوات ‪.‬‬ ‫‪ -5‬من ترك الزنى والفجور خوفاً من المولى نجاه الله من البلوى ‪.‬‬ ‫‪ -6‬من حفظ حقوق العمال حفظه الله وقت الشدة ‪ ،‬ونجاه من المحنة ‪.‬‬ ‫‪ -7‬الدعاء إلى الله مع التوسل بالعمل الصالح ٌفتت الصخور ‪.‬‬ ‫‪ -8‬بر الوالدٌن وإكرامهما على الزوجة والأولاد ‪.‬‬‫‪ -9‬حق الأجٌر ٌحفظ له ‪ ،‬ولا ٌجوز تؤخٌره ‪ ،‬قال رسول الله صلى الله علٌه وسلم ( أعطوا الأجٌر‬ ‫حقه قبل أن ٌجؾ عرقه) ‪.‬‬ ‫‪ -10‬استحباب تنمٌة مال الأجٌر الذي ترك حقه ‪ ،‬وهو عمل جلٌل ‪ ،‬وهو من حق الأجٌر ‪.‬‬‫‪ -11‬شرع من قبلنا هو شرع لنا إذا أخبر به الله تعالى أو رسوله صلى الله علٌه وسلم على طرٌق‬ ‫‪36‬‬









‫لما نهى عمر رضً الله عنه فً خلبفته عن خلط اللبن بالماء وخرج ذات لٌلة فً حواشً المدٌنة‬ ‫وأسند ظهره إلى جدار لٌرتاح فإذا بامرأة تقول لابنتها إلا تمذقٌن اللبن بالماء فقالت الجارٌة كٌؾ‬‫أمذق وقد نهى أمٌر المإمنٌن عن المذق فقالت الأم فما ٌدري أمٌر المإمنٌن ‪ ,‬فقالت الجارٌة إن كان‬ ‫عمر لا ٌعلمه فإله عمر ٌعلم ما كنت لأفعله وقد نهى عنه‪.‬‬ ‫فوقعت مقالتها من عمر فما أصبح دعا عاصماً ابنه فوصفها له ومكانها وقال اذهب ٌا بنً فتزوجها‬‫فتزوجها عاصم بن عمر فولدت له بنتاً فتزوجها عبد العزٌز بن مروان بن الحكم فؤتت بعم ر بن عبد‬ ‫العزٌز‪.‬‬ ‫ومن فوائد تلك القصة ‪:‬‬‫‪ -1‬أن ما أثبته القرآن والسنة من الكتب السابقة نثبته أما خلبفه فلب نصدقه ولا نكذبه إذا لم عرض‬ ‫النصوص ‪.‬‬ ‫‪ -2‬اجتهاد السلؾ فً تربٌة أبنابهم ‪.‬‬ ‫‪ -3‬استشعار مراقبة الله فً السر والعلن ‪.‬‬ ‫‪ -4‬عدم التحرج من تقدٌم النصٌحة للوالدين ‪.‬‬ ‫‪ -5‬اختٌار الزوج والزوجة الصالحة للبنت والابن ‪.‬‬ ‫قصة صاحبة الوشاح‬ ‫\" وٌوم الوشاح من تعاجٌب ربنا \"‬ ‫كٌف نربً الأطفال على تجنب الظلم ؟‬‫روى البخاري ‪ -‬رحمه الله تعالى‪ -‬عن عابشة ‪ -‬رضً الله عنها‪ -‬قالت‪ :‬أسلمت امرأة سوداء لبعض‬ ‫العرب‪ ،‬وكان لها حفش فً المسجد ‪ -‬الحفش‪ :‬هو البٌت الصؽٌر الضٌق(‪ -.)1‬قالت‪ :‬فكانت تؤتٌنا‬ ‫فتحدث عندنا‪ ،‬فإذا فرؼت من حدٌثها قالت‪:‬‬‫ألا إ َّنه من بلدة الكفر نجانً‬ ‫وٌوم الوشاح من تعاجٌب ربنا‬ ‫فلما أكثرت قالت لها عابشة‪ :‬وما ٌوم الوشاح؟! قالت‪ :‬خرجت جوٌرٌة لبعض أهلً وعلٌها وشاح‬ ‫من أدم‪ ،‬فسقط منها‪ ،‬فانحطت علٌه الحد ٌَّا وهً تحسبه لحماً‪ ،‬فؤخذته‪ .‬فاتهمونً به‪ - ،‬أي بسرقة‬ ‫الوشاح‪ -‬فعذبونً حتى بلػ من أمري أنهم طلبوا فً قلتً‪ ،‬وبٌنما هم حولً وأنا فً كربً إذ أقبلت‬‫الحد ٌَّا حتى وازت (‪ )2‬برإوسنا‪ ،‬ثم ألقته فؤخذوه‪ ،‬فقلت لهم‪ :‬هذا الذي اتهمتمونً به وأنا منه برٌبة ]‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫ما ٌؤخذ من القصة‪:‬‬ ‫َو ِفً الحدٌث من الفوابد ‪:‬‬ ‫‪ .1‬استجابة دعوة المظلوم ولو كان كافراً؛ لأن المرأة ما أسلمت إلا بعد قدومها إلى المدٌنة‪.‬‬ ‫‪ .2‬الخروج من البلد الذي ٌحصل للمرء فٌه المحنة ؛ فلعله ٌتحول إلى ما هو خٌر منه؛ كما وقع‬‫لهذه المرأة وكما أخبر الله‪(( :‬ومن ٌهاجر فً سبٌل الله ٌجد فً الأرض مراؼماً كثٌراً وسعة))(‪)4‬‬ ‫إرؼاماً لأنوؾ الذٌن اضطهدوه‪ ،‬وسعة له فً الرزق‪.‬‬‫‪41‬‬

‫‪ .3‬الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلبم‪.‬‬ ‫إباحة المبٌت والقٌلولة فً المسجد لمن لا مسكن له من المسلمٌن رجلبً كان أو امرأة بشرط أمن‬ ‫الفتنة‪ ،‬وإباحة الاستظلبل فً المسجد بخٌمة ونحوها‪.‬‬ ‫قصة أبً هرٌرة مع الشٌطان‬ ‫كٌؾ نعلم أولادنا التوقً من الشٌطان والتعود على الأذكار ؟‬ ‫قال البخاري رحمه الله ( باب الوكالة )‪:‬‬‫َإاإٌٌََََََََُِِفلققففف ََّْلَّْوَونننااؤؤحعََََاعَََلَتَفُُُخكخههصلَََِّْْاساللللَّرَّلنََُّّعْلَّْْنُِْتمٌٌَرفصَقََإنَِِمٌََأىَبَْدسَىِّعِدنكْقبًِسٌََُُّنتتٌََْْتًاحَعُاارآعًِّلًنًِلَََّْبلكَّخلَََوهَُُكأَسسهتصتٍَُُِلًِمتُبَِبِبِإُِدَمهكَدمالٌٌََبِمَْفََْقلَََلَحَعففارَفنَقاَََلهْإتُُِىٌههاَُْْشهَالٌََِّانكجرْأٌٍََآتَرََِّهَلََققَرٌَعٌقُوجََرةًْااٌَْللَطِوٌََةَلَِصلْاَنَُوَََلسلهرَُُْهمودَُفراٌَفَتةًٌَََُنتوسأأَإَُِْوَعحعلََّّنَُْهِنَمََِلمِحََتَلَمَممحضرَاُاثَاااحكََّتَفكًََّّاتًٌََُُذوإلِسإًٌِجََفاََّّللَنَّجُناىهوِهىوَلااَعَُِِْهُمأَّهَلعلَونتوَََهبََّءٌُُُللتٌَْلبواهاَُقنَْقٌَََقخعَِبْاٌَْداأَدهَلَِتتلٌَلاَْزُهَّصَلَْهَلْذمعِحاَعاِهلبَِّسْاًَََنُكثَلَكٌروَّاََطََلْإُِذَُهلٌفمذحِآْولََََُبربِعذَآعََراَاَخِقخصًٌٌََََِمَوعَمَلَِةَّالَّكككامَْلَُأٌَةَْرْْكٌَنَلَناَاٌَلَىحَفوماْلووُُنْاَؤاٌثََلتَُتابكاَّلَلَلاَوَلَسهسَُجخَفََّالَخبٌٌَِتَِْ‪:‬همَّرُاٌَسذةطَعُلُعأَعُِبتلَْإَِاَِِعثنٌحلََاطُْلوهوَوالَحعََشةإُُِِلَادَّدمكُأهََأَلَََِْىملُدٌرلَبَّولٌََقهِنَِفََُِّهَِففهعَقسقُراَِفدؤْلَااٌََُمعرإوِةًٌَََْلَرنَََُّولََُصخرلحداُرٍُتذتْااذَْقَفََُِسرَصفَُِْقتشلفكََلمأَََّثَْشداَُّواُنَههَُُلسمٌرَُتتاظقَُُكْتلبَْلًلوَُوَّهَلفكأَِِحَهِهمٍَفَقَُّءٌنواَْافُْلاُاِلمَاثْتلتَُلهًُْقت ََّْثاَخفََلَزٌََُُعحهلاَلتََّرٌَقُرَّلَاللِْعٌَْألْالسُِهَعثَُّلفًَاٌَُلسٍَلَىُآماَةلَُُُْارََتعٌاتخروأَْاللٌَََََّْفٌَلفةَُورْْلسَقصٌَْاَققلاَََِفُُّلٌَّعسدَعاَاوجََّْخنٌَنْأرلَاُعَاْتوتٌَلََِلىبَّبلنَُُلهَُّكرََُلَُقمَّاءِعنك ِهرْالََِْكوَرفالَوََسٌَإكَِّكللؤُوََهفُبِلَدَِّلِهًُإَِلَْسشَقٌقاهِحََلَلاراْلَُُثثىإكََِْْشٌِّبصًََُهاَََّْعَمرٌذىَلالوبََشَلارَاِْرٌَفَََُْلتَراِةسلكطَحَِؤأََّحَلملرِاهاُُعَََّهاسنوُحَقًْوُِبٌُناْستونٌََِوْةلجَصلَحُدَُّوَابًًِلاَةفلََْالقَُتلوَنقِلْحْلَقلَحَّلاااجَّلتاَّهَِطلاإٌََِاسشًاَّةلُلََََللَُّتَصلِعهِلَىتدإَِّزللََّاَقمٌَلهِااىِاٌََََُتمَلشفََددهصاىِبََّنَقلًَِلةَّدلَِْباصعإٌِاِْحلَََِّصنََِلؾصَىرْدَُفَّللذَّلوِبًعلًَّاةهاَُلىُاًِسِْلٌَِظلحعىَََّلاكوأَوَُُههرلَُعًََكفاَّصَلَالَزََِلللهعَوُّْعٌََّلَشلََِِّخٌََكشِهَفُعْمراٌِهلََّااْاٌىَلؤمَْلْلٌَْاِْعةٌََّلَُكنسََلَطهِاََخللوَِْهكحٌلاعُْواتَّااَلَذفَلرِلههٌََُُْاُتٌَّّنزلًََُلَكوْمََقففسِهُ‪.‬هِلهََِسَاعوَََََاَسعِربررْملللََََّفللََّمْأٌََاََّلقَضحوْسٌَقلَُمَِهُِِّمٌححاالَّْلأآََُِههِفٍَْْسٌََّنَأمممتَونلَُُّتتََُُُةمهمتٌَمظُُهها‬ ‫وفً رواٌة انه كان على تمر الصدقة أبو هرٌرة فوجد أثر كؾ كؤنه أخذ منه وقوله من الطعام‬ ‫المراد منه البر ونحوه مما ٌزكى به‪.‬‬ ‫قوله‪ ( :‬لأرفعنك ) أي لأذهبن بك أشكوك لرسول الله صلى الله علٌه وسلم لٌقطع ٌدك لأنك سارق‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬أنً محتاج ولً عٌال ) ٌعنً فقٌر فً نفسً ولً عٌال أظهر حاجة أخرى ثم قال مإكداً‬‫حاجته ولً حاجة شدٌدة ٌعنً زابدة صعبة كدٌن أو جوع مهلك ونحو ذلك هذا تؤكٌد بعد تؤكٌد ‪.‬‬ ‫وقوله‪( :‬لا ٌزال علٌك من الله حافظ ) ٌعنً لا ٌزال من عند الله أو أمر الله حافظ من قدرته سبحانه‬ ‫أو من الملببكة لا ٌقربك شٌطان لا إنسً ولا جنً لا ٌقربك شٌطان فً أمر دٌنً ولا دنٌوي ودلٌله‬ ‫‪42‬‬

‫صلى الله علٌه وسلم عندما قال له صدقك أي فً تعلٌمه لك وهو كذوب أي فً سابر أقواله لأن هذ ه‬ ‫عادة الشٌطان‪.‬‬‫وهكذا وجدنا أٌها الأخوة والأخوات حلقة من حلقات الصراع بٌن المسلم والشٌطان وقد حصل لعدد‬ ‫من الصحابة مواقؾ مثل موقؾ أبً هرٌرة رضً الله عنه وهذه الوقابع والقصص لها مدلولات‬ ‫كثٌرة منها‪:‬‬ ‫‪ -1‬أن الشٌطان قد ٌعلم ما ٌنتفع به المإمن‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن الحكمة قد ٌعلمها الفاجر لكنه لا ٌنتفع بها لأنه لا ٌعمل بها لكن تإخذ عنه‪.‬‬ ‫‪ -3‬أن الشخص قد ٌعلم شٌبا ولا ٌنتفع به (ٌعلم بالشًء ولا ٌعمل به )‬ ‫‪ -4‬أن الشٌطان قد ٌَصدق وقد ٌصدق ببعض ما ٌصدق به المإمن ومع ذلك لا ٌكون مإمنا‪.‬‬ ‫‪ -5‬أن الكذاب قد ٌصدق لقول الرسول صلى الله علٌه وسلم (صدقك وهو كذوب )‬‫‪ -6‬أن عادة الشٌطان الكذب الؽالب على الشٌطان الكذب وأنه نادرا ما ٌصدق وكذوب صٌؽه مبالؽه‬ ‫(إِ َّن ُه ٌَ َرا ُك ْم ُه َو‬‫أن‬ ‫الشٌاطٌن ٌمكنهم‬ ‫ٌقول فً كتابه‬ ‫الله‬ ‫لان‬ ‫ٌتصور فً صورة ٌمكن للئنسً أن ٌراه‬ ‫‪ -7‬للشٌطان قد‬ ‫من شاكلته من‬ ‫هم‬ ‫ومن‬ ‫لا َت َر ْو َن ُه ْم ‪( )..‬لأعراؾ‪ )27:‬فالشٌطان‬ ‫َو َقبٌِلُ ُه ِم ْن َح ٌْ ُث‬‫ٌرونكم وانتم لا ترونهم فقال الله من حٌث لا ترونهم فكٌؾ رآهم أبو هرٌرة والصحابة؟؟ لما تصور‬‫بصورة أخرى ؼٌر الصورة التً خلق علٌها فٌمكننا رإٌته فإذا كان بشكله الحقٌقً لا ٌمكن أن نراه‬ ‫‪ -8‬والشخص الذي ٌقام بحؾظ الأشٌاء ٌسمى وكٌلب ٌوكل بحفظ الصدقة وعلٌه الاهتمام بها‬ ‫وصٌانتها‪.‬‬ ‫‪ -9‬أن الجن ٌؤكلون من طعام الإنس وقول الله تعالى ( َو َشا ِر ْك ُه ْم ِفً ا ْلأَ ْم َوا ِل َوا ْلأَ ْولا ِد ‪)..‬‬‫(الاسراء‪ )64:‬فٌدخل الطعام فً الأموال فإذا أردت أن لا ٌشارككم الشٌطان فً الطعام فسم بالله عند‬ ‫الطعام وؼط الإناء و قل بسم الله لان الشٌطان ٌؤكل من الإناء المفتوح وٌشرب من الإناء المفتوح‬ ‫فالفابدة من تؽطٌته والتسمٌة هو منع الشٌطان منه وقال الرسول صلى الله علٌه وسلم (ولو أن‬‫تعرض علٌه عودا وتسم بالله) فلو وضعت عودا بدلا من الؽطاء وقلت بسم الله لا ٌستطٌع الشٌطان‬‫أن ٌؤكل أو ٌشرب منه وكذلك أٌضا ٌفٌد فً منع نزول الداء من السماء فإن فً السنة لٌلة ٌنزل بها‬ ‫الداء كما أخبر بها النبً صلى الله علٌه وسلم فهذا شً ؼٌبً فإذا ؼطٌت الإناء لم ٌنزل الداء إذا‬ ‫الفابدة من تؽطٌة الإناء‪:‬‬ ‫• منع نزول الداء‬ ‫• منع الشٌطان أن ٌشركك فً مطعومك ومشروبك‬‫‪ -10‬فاسم الله أٌضا ٌمنع الشٌطان من النظر إلٌك فإذا أراد الإنسان أن ٌخلع ثٌابه أو أن ٌؤتً الرجل‬ ‫أهله فما هو الحل أفنبقى نحن نهباً لأعٌن الجن ٌرون عوراتنا؟؟ لا لأن النبً صلى الله علٌه وسلم‬‫أخبر بؤن الرجل إذا أراد أن ٌخلع ثٌابه فسم الله فان الشٌطان لا ٌستطٌع أن ٌنظر إلى عورته‪.‬وكذلك‬ ‫ا ْلأَ ْم َوا ِل‬ ‫ورد فً تفسٌر قوله ( َو َشا ِر ْك ُه ْم ِفً‬ ‫منعت‬ ‫زوجته فإذا قلت بسم الله قبل الجماع‬ ‫الشٌطان من مشاركه فً الأولاد فانه‬ ‫بسم الله تمنع‬ ‫أن الشٌطان ٌشارك الإنسان فً وطا‬ ‫َوا ْلأَ ْولا ِد ‪)..‬‬ ‫الشٌطان من المشاركة ‪.‬‬‫‪ -11‬أن الجن ٌسرقون و ٌتكلمون بكلبم الأنس كلبم تسمعه وباللؽة التً علٌها الرجل حدثوا أن أبا‬‫علقم النحوي وكان رجلب متقعرا فً الكلبم أنه كان مرة ٌمشً فً الطرٌق فؤصابه شً فسقط فتجمع‬‫علٌه أهل السوق واحد ٌعصر إبهامه وواحد ٌقرأ فً أذنه وواحد ٌإذن فً الأذن الأخرى فقال ‪ :‬ما‬ ‫لكم تكؤكؤتم علً كتكؤكإكم على ذو جنة افرنقعوا عنً فقالوا‪ :‬شٌطانه ٌتكلم بالفارسٌة أو الهندٌة‬ ‫‪43‬‬

‫فقوله تكؤكؤتم علً كتكؤكإكم أي تجمعتم علً كتجمعكم على ذو جنة أي كمن دخل علٌه جنً و‬ ‫افرنقعو‬ ‫ا عنً أي انفضوا من حولً ‪;.‬‬‫‪ -12‬أن الجن ٌسرقون وٌخدعون كما فً قوله لا أعود فعاد‬‫‪ -13‬فضل آٌة الكرسً ومن الرواٌات الأخرى ٌإخذ فضل آخر سورة البقرة‬ ‫‪ -14‬أن السارق لا ٌقطع فً المجاعة‬ ‫‪ -15‬قبول العذر والستر على من ٌظن به الصدق‬‫‪ -16‬إطلبع النبً صلى الله علٌه وسلم على المؽٌبات‬‫‪ -17‬جواز جمع زكاة الفطر قبل لٌلة الفطر لتفرٌقها بعد ذلك‬ ‫‪ -18‬أن زكاة الفطر تخرج طعاما‬‫‪ٌ -19‬قٌن الصحابة بكلبم النبً صلى الله علٌه وسلم وتصدٌقهم به‬ ‫‪ -20‬قراءة آٌة الكرسً قبل النوم‬‫‪ -21‬أن التشرٌع على كلبم الشٌطان أتى من الرسول صلى الله علٌه وسلم عندما قال ‪:‬صدقك ولٌس‬ ‫التشرٌع من كلبم الشٌطان ‪.‬‬‫‪ -22‬أن آٌة الكرسي تمنع شٌاطٌن الجن والإنس سواء أكان فً الأمور الدٌنٌة أو الدنٌوٌة (لا ٌقربنك‬ ‫شٌطان حتى تصبح ) والشٌطان هنا نكرة‬‫‪ -23‬كرامة الله لأبً هرٌرة عندما استطاع أن ٌلقً القبض على الشٌطان أي لم ٌستطع الشٌطان أن‬‫ٌفلت منه ففٌه إن المإمن قوي الإٌمان ٌستطٌع أن ٌمسك الشًطان ولا ٌمكنه من الهروب وذكر ابن‬‫القٌم فً فوابد الذكر انه ربما من كثرة ذكر المإمن لله عز وجل ربما أن ٌقرب منه الشٌطان لٌمسه‬‫بسوء فٌصرع الشٌطان فتجتمع علٌه الشٌاطٌن فٌقولون ما به فٌقولون صرعه الإنسً‪.‬‬‫‪ -24‬أن ذكر الله تعالى هو الذي ٌحمً المإمن من الشٌطان وعلى رأس الذكر القرآن وأفضل آٌة فً‬ ‫القران هً آٌة الكرسً‬‫‪ -25‬أن الإنسان إذا كان صاحب حاجة ٌجب أن ٌبٌن حاجته حتى ٌعرؾ عذره ولا ٌرتاب فً أمره‬‫‪ -26‬رفع الشؤن المهم إلى العلماء (وكانوا أبو هرٌرة رضً الله عنه لأرفعنك إلى رسول الله علٌه‬ ‫وسلم‬‫‪ -27‬حرص أبً هرٌرة على العلم (وكانوا احرص شً إلى العلم) فؤطلق سراحه لأجل الفابدة فهم‬ ‫ٌحرصون على العلم‬‫‪ٌ -28‬مكن أن ٌثور اعتراض وهو كٌؾ استطاع أبو هرٌرة أن ٌمسك الشٌطان لان الرسول صلى‬‫الله علٌه وسلم امتنع عن إمساكه لدعوة سلمان ( َقا َل َر ِّب ا ْؼفِ ْر لًِ َو َه ْب لًِ ُم ْلكاً لا ٌَ ْن َب ِؽً ِلأَ َح ٍد ِم ْن‬‫َت ْج ِري ِبؤَ ْم ِر ِه ُر َخا ًء َح ٌْ ُث أَ َصا َب ) ( ّص‪َ ( )36:‬وال َّش ٌَا ِطٌ َن ُك َّل‬ ‫ال ِّرٌ َح‬ ‫َب ْع ِدي ‪ّ ( )..‬ص‪َ ( )35:‬ف َس َّخ ْر َنا لَ ُه‬‫أبو هرٌرة بالشٌطان الذي رآه وأراد حمله للنبً علٌه السلبم‬ ‫امسك‬ ‫َب َّنا ٍء َو َؼ َّوا ٍص) ( ّص‪ )37:‬فكٌؾ‬ ‫؟؟‬‫أجاب الحافظ بن حجر على هذا الإشكال بؤن النبً صلى الله علٌه وسلم هم أن ٌمسك بالشٌطان‬‫الأكبر رأس الشٌاطٌن فعند ذلك ٌكون فٌه مضاهاه لما حدث لسلٌمان أما الشٌطان الذي فً حدٌث‬‫الباب إما أن ٌكون الشٌطان الذي مع الصحابً (لكل إنسان شٌطان ) أو أن ٌكون شٌطان من‬‫الشٌاطٌن ولٌس رأس الشٌاطًن‪.‬فإن قال قابل ما هً المٌزة التً موجودة فً آٌة الكرسً حتى تمنع‬ ‫الشٌاطٌن من إٌذابنا ؟؟‬‫آٌة الكرسً هً أعظم آٌة فً القرآن كما قال رسول الله صلى الله علٌه وسلم لذلك الصحابً وأن‬‫هذه الآٌة إذا قرأها المإمن فً دبر كل صلبة لم ٌمنعه من الدخول إلى الجنة إلا أن ٌموت كما قال‬‫الرسول صلى الله علٌه وسلم فً الصحٌح الذي رواه النسابً رحمه الله وؼٌره فآٌة الكرسً تقرأ‬‫‪44‬‬

‫قبل النوم وفً أدبار الصلوات من أسباب فضلها ‪:‬‬‫• اشتمالها على الاسم الأعظم (الله لا اله إلا هو الحً القٌوم ) فً البقرة وال عمران وطه وعلت فً‬ ‫وجوه الحً القٌوم على بعض الأقوال على احتمال أنها الاسم الأعظم‬ ‫• هذه الآٌة هً عشر جمل مستقلة(ال َّلهُ لا إِ َل َه إِ َّلا ُه َو) متفرد الألوهٌة ( ا ْل َح ًُّ ا ْل َق ٌُّو ُم) الحً فً نفسه‬ ‫لا ٌموت أبدا القٌوم ‪ :‬القٌم لؽٌره ومن آٌاته أن تقوم السماء بؤمره كل الموجودات لا قوام لها بدون‬‫الله عز وجل ولا ؼنى لها من الله وكل الموجودات مفتقرة إلى الله (لا َتؤْ ُخ ُذهُ ِس َن ٌة َولا َن ْوم) لا ٌعترٌه‬ ‫سبحانه لا ؼفلة ولا ذهون ولا نعاس ولا استٌقاظ من النوم ولا فقدان الوعً ( َل ُه َما ِفً ال َّس َما َوا ِت‬‫َو َما ِفً ا ْل َأ ْرض) الجمٌع عبٌده وتحت قهره وفً ملكه ( َم ْن َذا الَّ ِذي ٌَ ْش َف ُع ِع ْن َدهُ إِ َّلا بِإِ ْذ ِن ِه) لا ٌتجافى‬‫احد أن ٌشفع احد لأحد عند الله إلا إذا أذن الله لذلك فالنبً صلى الله علٌه وسلم لكً ٌشفع لابد له من‬‫أن ٌستؤذن وإذا أراد أن ٌستؤذن ٌوم القٌامة ٌؤتً تحت العرش فٌخر ساجدا ما شاء الله له أن ٌسجد‬‫فٌعلمه من المحامد ما ٌفتح علٌه من الثناء بعد ذلك ٌقول الله ٌا محمد ارفع رأسك وسل تعطى واشفع‬ ‫َخ ْل َف ُه ْم) احاطته سبحانه وتعالى‬ ‫أبتجشطلفمعٌعهعفااللسلٌهمد(خاَللوقو ِقسوا َعمتلُكا ْ(رٌ َِسوُّشٌلف ُهاعاٌُل ِححَّسٌت َماُطى َووٌا َإن ِتذبِ َنوَشالْلًْهأَ ٍء(ْر ٌَِم ْعْ ََلنض ُم) ِع َمْلوا ِاملَبِه ٌْكإَِرنَّلاأَس ٌْبِ ِدًَمٌا ِهم ْموَشاَو َءضَماع)‬ ‫لا ٌطلع على علم الله احد إلا أحد‬‫قدمً الرب سبحانه وتعالى والعرش‬‫لا ٌقدر قدره إلا الله والكرسً عظٌم جدا فً ؼاٌة الاتساع فالسماوات والأرض لٌست إلا كحلقة فً‬‫صحراء فهذا هو الكرسً فكٌؾ العرش وما الكرسً فً العرش إلا كحلقة فً صحراء والله أكبر‬‫من الكرسً ومن السماوات والأرض فاستوى على العرش استواء ٌلٌق بعظمته وجلبله ( َولا ٌَ ُإو ُدهُ‬‫ِح ْف ُظ ُه َما ) لا ٌثقله ولا ٌشق علٌه حفظ السماوات والأرض وما فٌها من الجن والإنس والملببكة وهو‬ ‫ٌسٌر على الله سبحانه وتعالى ( َو ُه َو ا ْل َعلِ ًُّ ا ْل َع ِظٌ ُم) (البقرة‪ )255:‬كقوله تعالى وهو الكبٌر المتعال‬ ‫وتبٌن آٌة الكرسً عظم الله تعالى ‪.‬‬ ‫ما هً الوسائل التً نحذر بها من الشٌطان ؟؟‬ ‫‪ -‬الحذر والحٌطة واخذ التؤهب‬ ‫‪ -‬الاعتصام والالتزام بالكتاب والسنة‬ ‫‪ -‬الالتجاء والاحتماء بالله تعالى ( َوقُ ْل َر ِّب أَ ُعو ُذ بِ َك ِم ْن َه َم َزا ِت ال َّش ٌَا ِطٌ ِن َوأَ ُعو ُذ بِ َك َر ِّب أَ ْن‬ ‫ٌَ ْح ُض ُرو ِن) (المإمنون)‬ ‫‪ -‬الإستعاذه بالله‬ ‫‪ -‬الاشتؽال بذكر الله تعالى‬ ‫‪ -‬أن ٌلتزم الإنسان بالصحبة الصالحة‬ ‫‪ -‬مخالفة الشٌطان فً كل الأمور‬ ‫‪ -‬الاستؽفار‬ ‫__________________‬‫(‪ )1‬انظر فتح الباري (‪ )186/7‬ط‪ :‬دار الرٌان للتراث‪ .‬والنهاٌة فً ؼرٌب الحدٌث والأثر لابن‬ ‫الأثٌر (‪ )407/1‬ط‪ :‬دار الفكر‪.‬‬ ‫(‪ )2‬وازت‪ :‬أي قابلت‪.‬‬ ‫‪45‬‬

‫(‪ )3‬أخرجه البخاري ‪ -‬الفتح ‪ -‬رقم (‪.)3835‬‬ ‫(‪ )4‬النساء‪.100 :‬‬‫اللهم اغفر لكاتب ومرسل وقارئ الكتاب ولوالديهم والمسلمين‬ ‫‪46‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook