Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الحاج والمعتمر-علمية-سيتمبر-2020

الحاج والمعتمر-علمية-سيتمبر-2020

Published by kacndtrainer, 2020-11-05 09:34:27

Description: الحاج والمعتمر-علمية-سيتمبر-2020

Search

Read the Text Version

‫لما جاء بعدها وهي تلاوة القرآن الكريم‪ ،‬تنتهي بسجدة‪،‬‬ ‫فقال رسول الله قل يا أبا الوليد‪ ،‬أسمع‪ ،‬فقال له‬ ‫ثم قال لعتبة‪ :‬قد سمعت يا أبا الوليد فأنت وذلك‪( ،‬أي‬ ‫عتبة ما قال‪ ،‬حتى إذا فرغ قال له‪ :‬أوقد فرغت يا أبا الوليد؟‬ ‫وما تختار) ففي تصرفه عليه الصلاة والسلام أدب عال‬ ‫وذوق جم وحسن استماع‪ ،‬يستدعي حسن إصغاء من‬ ‫قال نعم‪.‬‬ ‫عتبة‪ ،‬وهذا كله يجعل عتبة مستعد ًا للتلقي‪ ،‬لذلك لا غرابة‬ ‫أن قـال له قومه بعد إذ عـاد إليهم‪ :‬سحرك يا أبـا الوليد‬ ‫قال فاسمع مني‪ ،‬قال‪ :‬افعل‪ ،‬فأخذ رسول الله يتلو‬ ‫عليه من سورة فصلت حتى إذا انتهى إلى الآية موضع‬ ‫بلسانه‪.‬‬ ‫السجدة فيها‪ ،‬سجد‪ ،‬ثم قال لعتبة‪ :‬قد سمعت يا أبا الوليد‪،‬‬ ‫فأنت وذلك‪ ،‬فقام عتبة إلى أصحابه فقال بعضهم‪ :‬نحلف‬ ‫وروى أبو أمامة أن غلام ًا شاب ًا أتى النبي فقال له يا‬ ‫بالله لقد جاءكم أبو الوليد بوجه غير الوجه الذي ذهب به‪،‬‬ ‫نبي الله أتأذن لي في الزنا؟ فصاح الناس به‪ ،‬فقال النبي‬ ‫وطلب عتبة إليهم أن ي َدعوا الرسول وشأنه‪ ،‬فأبوا‬ ‫قربوه‪ ،‬ادن‪ ،‬فدنا حتى جلس بين يديه‪ ،‬فقال النبي‬ ‫‪ :‬أتحبه لأمك؟ قال‪ :‬لا! جعلني الله فداك‪ ،‬قال كذلك‬ ‫وقالوا له‪ :‬سحرك يا أبا الوليد بلسانه‪.‬‬ ‫الناس لا يحبونه لأمهاتهم‪ .‬أتحبه لابنتك؟ قال‪ :‬لا! جعلني‬ ‫الله فـداك‪ ،‬قـال‪ :‬كذلك الناس لا يحبونه لبناتهم‪ ،‬أتحبه‬ ‫وفي هذه القصة أكثر من درس‪ ،‬فيما يتصل بموضوع‬ ‫لأختك؟ قال‪ :‬لا! جعلني الله فداك‪ ،‬قال‪ :‬كذلك الناس لا‬ ‫هذا البحث يحسن الوقوف عندها‪ ،‬فالرسول الكريم أحسن‬ ‫يحبونه لأخواتهم‪ ،‬فوضع رسول الله يده على صدره‬ ‫الاستماع والإنـصـات لعتبة‪ ،‬وقـال لـه‪ :‬قل يا أبـا الوليد‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬اللهم طهر قلبه‪ ،‬واغفر ذنبه‪ ،‬وحصن فرجه‪ ،‬فلم‬ ‫أسمع‪ ،‬فلما قال عتبة ما عنده أعطاه الرسول الفرصة‬ ‫لإضافة شيء قد يود أن يقوله‪ ،‬ربما نسيه أو غفل عنه‪،‬‬ ‫يكن شيء أبغض إليه من الزنا(‪.((2‬‬ ‫وسأله أوقد فرغت يا أبا الوليد؟ ومعنى ذلك أنه أحسن‬ ‫الاستماع تمام ًا‪ ،‬وأعطى محدثه الفرصة ليقول من جديد‬ ‫وجاء يهودي إلى النبي يختبر صدقه في الدعوة وقد‬ ‫دون أن يعاجله‪ ،‬فلما سأله ليتأكد من فراغه مما لديه‪ ،‬بدأ‬ ‫ابتاع منه تمر ًا إلى أجل‪ ،‬فطالبه قبل حلول الأجل مغلظ ًا‬ ‫التلاوة وهذه قمة الأدب‪ ،‬وقمة الذوق‪ ،‬مما يجعل الطرف‬ ‫لـه فـي الـقـول وسـط الـقـوم‪ ،‬فكان قـولـه‪ :‬إنكم يـا بني‬ ‫الآخر تنفتح نفسه للسماع‪ ،‬فكانت تلك المقدمة محددة‬ ‫عبدالمطلب قوم مطل‪ ،‬فه َّم به عمر رضي الله عنه فمنعه‬ ‫‪ .24‬رواه أحمد‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫الرسول وقال له يا عمر‪ :‬أنا وهو كنا أحوج منك إلى‬ ‫غير هذا‪ ،‬أن تأمرني بحسن الأداء‪ ،‬وتأمره بحسن الاقتضاء‪،‬‬ ‫ثم أمر بإعطائه حقه وزيادة عشرين صاع ًا في مقابل ترويع‬ ‫عمر له‪ ،‬فلم يسع اليهودي إلا إعلان إسلامه(‪.((2‬‬ ‫وأتى رجل أنكر ولده إلى رسول الله فقال يا رسول‬ ‫الله! إن امرأتي ولدت غلام ًا أسود‪ ،‬فقال رسول الله‬ ‫‪ :‬هل لك في إبل؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬ما لونها؟ قال‪ :‬حمر‪،‬‬ ‫قال‪ :‬فيها من أورق؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أين ذلك؟ قال‪ :‬لعل‬ ‫عرق ًا نزعه‪ ،‬فقال رسول الله ‪ :‬وهذا الغلام لعل عرق ًا‬ ‫نزعه(‪.((2‬‬ ‫أكثر من أن‬ ‫والمواقف والقصص في حـوار النبي‬ ‫نسردها ونذكرها في هذا البحث اليسير‪.‬‬ ‫وقـد رأينا رسـول الله وهـو الأسـوة الحسنة أرق ما‬ ‫يكون أسلوب ًا في حواره‪ ،‬وأفسح ما يكون صدر ًا لمخالفيه‪،‬‬ ‫وضرب أروع الأمثلة في حسن الاستماع‪.‬‬ ‫‪ .25‬ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد‪.‬‬ ‫‪ .26‬متفق عليه‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫ثالثا‪ :‬أخلاق الحوار‬ ‫المسلم الـصـادق طالب حـق‪ ،‬باحث عن الحقيقة‪ ،‬ينشد‬ ‫أ ‪ -‬أصول وقواعد الحوار‬ ‫الصواب ويتجنب الخطأ‪.‬‬ ‫إذا كان لا بد من التفريق بين (أصول الحوار) و(آداب الحوار)‬ ‫يقول الغزالي‪\" :‬التعاون على طلب الحق في الدين له‬ ‫فإن الأصول هي عبارة عن القواعد الرئيسية الثابتة التي‬ ‫شـروط وعلامات منها‪ :‬أن يكون في طلب الحق كناشد‬ ‫تضبط مسار الـحـوار‪ ،‬أمـا الآداب فهي طريقة الـحـوار‪،‬‬ ‫ضالة‪ ،‬لا يفرق بين أن تظهر الضالة على يده أو على يد‬ ‫والقواعد السلوكية التي ينبغي مراعاتها قبل الحوار‪ ،‬أو‬ ‫معاونه‪ ،‬ويرى رفيقه معين ًا لا خصم ًا‪ ،‬ويشكره إذا عرفه‬ ‫في أثنائه‪ ،‬أو بعده‪ ،‬والتي تساعد في نجاح الحوار‪ ،‬مع‬ ‫أن هناك تداخلًا بين ًا‪ ،‬وتقارب ًا بين الأصول والآداب‪ ،‬فقد‬ ‫الخطأ وأظهر له الحق\"‪.‬‬ ‫يكون في الأصول ما هو أدب يساعد في إنجاح الحوار(‪،((2‬‬ ‫ولذلك فإني أشير إلى بعض الأصـول المهمة‪ ،‬وأترك‬ ‫والمقصود في ذلك أن يكون الحوار بريئ ًا من التعصب‪،‬‬ ‫خالص ًا لطلب الحق‪ ،‬خالي ًا من العنف والانفعال‪ ،‬بعيد ًا عما‬ ‫بقيتها إلى موضعها عند ذكر آداب الحوار‪.‬‬ ‫يفسد القلوب ويهيج النفوس(‪.((2‬‬ ‫الأصل الأول‪ :‬أن يراد بالحوار وجه الله تعالى‪ ،‬أي إظهار‬ ‫الحق والوصول إليه‪ ،‬وهذه الرغبة يجب أن تكون موجودة‬ ‫الأصــل الثاني‪ :‬الـعـلـم‪ ،‬لا بـد للمحاور أن يـكـون عالم ًا‬ ‫بالمسألة التي يريد أن يحاور فيها‪ ،‬فلا يجوز للإنسان‬ ‫عند الطرفين لا أن تكون الغاية مجرد الغلبة والظهور‪.‬‬ ‫أن يدخل ساحة الحوار قبل أن يستكمل أدواتـه العلمية‬ ‫والعقلية‪ ،‬وقد ذم الله عز وجل الذين يجادلون في الله‬ ‫إن اتباع الحق والسعي للوصول إليه والحرص على الالتزام‬ ‫بغير علم‪ ،‬فقال تعالى‪َ (( :‬و ِم َن ال َّنا ِس َمن ُي َجا ِد ُل ِفي ال َّل ِه‬ ‫به هو الذي يقود إلى طريق مستقيم لا اعوجاج فيه ولا‬ ‫ِب َغ ْي ِر ِع ْل ٍم َو َل ُه ًدى َو َل ِك َتا ٍب ُّم ِني ٍر))(‪ ،((2‬وقال تعالى‪َ (( :‬و َلا‬ ‫التواء‪ ،‬ويحول دون الانسياق وراء الهوى‪ ،‬سواء كان هوى‬ ‫َت ْق ُف َما َل ْي َس َل َك ِب ِه ِع ْل ٌم ِإ َّن ال َّس ْم َع َوا ْل َب َص َر َوا ْل ُف َؤا َد ُك ُّل‬ ‫النفس أو هوى الجمهور‪ ،‬أو الاتباع‪ .‬والعاقل فضلًا عن‬ ‫ُأول ِئ َك َكا َن َع ْن ُه َم ْس ُؤولًا))(‪.((3‬‬ ‫‪ .27‬الحوار آدابه وضوابطه‪ ،‬يحيى زمزمي‪ ،‬ص‪.56 :‬‬ ‫‪ .28‬أصول الحوار وآدابه في الإسلام‪ ،‬صالح بن حميد‪ ،‬ص‪.20 :‬‬ ‫‪ .29‬سورة الحج‪ ،‬الآية ‪.8‬‬ ‫‪ .30‬سورة الإسراء‪ ،‬الآية ‪.36‬‬ ‫‪53‬‬

‫الأصل الثالث‪ :‬تحديد موضوع الحوار ونقطة الاختلاف‪،‬‬ ‫فلا تناقش في موضوع لا تعرفه جيد ًا‪ ،‬ولا تدافع عن‬ ‫فقد يختلف المتحاوران في مسائل عديدة‪ ،‬وليس على‬ ‫فكرة إذا لـم تكن على اقتناع تـام بها‪ ،‬فإنك إن فعلت‬ ‫مسألة واحدة‪ ،‬ثم يحدث الحوار في مسألة أخرى‪ ،‬بدون أن‬ ‫عرضت نفسك للإحراج‪ ،‬وأسأت إلى الفكرة التي تحملها‬ ‫يتفق على المسألة الأولى‪ ،‬فيتشعب الحوار ويطول في‬ ‫وتدافع عنها‪ ،‬لأن الناس يميلون إلى تجسيد الفكرة في‬ ‫أمور فرعية بعيدة عن موضوع المحاورة‪ ،‬ولهذا يكون الحوار‬ ‫عائم ًا لا زمام له‪ ،‬سائب ًا لا ينتهي إلى نتيجة‪ ،‬واستمراره‬ ‫شخص حاملها‪.‬‬ ‫بهذه الطريقة يعتبر تبديد ًا للجهد وإضاعة للوقت(‪.((3‬‬ ‫والـقـرآن الكريم يرسم طريق الدعوة على أسـاس العلم‬ ‫اليقيني‪ ،‬والحجة الدامغة‪ ،‬والبصيرة النافذة‪ ،‬لأن الظن لا‬ ‫قال الربيع بن سليمان رحمه الله‪” :‬كان الشافعي إذا ناظره‬ ‫يفيد علم ًا‪ ،‬ولا يغني من الحق شيئ ًا‪ ،‬والبصيرة التي أشار‬ ‫إنسان في مسألة فغدا إلى غيرها‪ ،‬يقول‪ :‬نفرغ من هذه‬ ‫إليها القرآن الكريم هي التي تعصم الداعية عن القول‬ ‫بغير علم‪ ،‬وتوقفه عن محاجة غيره بدون دراسة للموضوع‪،‬‬ ‫المسألة ثم نصير إلى ما تريد“(‪.((3‬‬ ‫وصدق الله العظيم إذ يقول‪ُ (( :‬ق ْل َه ِذ ِه َس ِبي ِلي َأ ْد ُعو ِإ َلى‬ ‫ال ّل ِه َع َلى َب ِصي َر ٍة َأ َن ْا َو َم ِن ا َّت َب َع ِني َو ُس ْب َحا َن ال ّل ِه َو َما َأ َن ْا ِم َن‬ ‫الأصل الرابع‪ :‬قطعية النتائج ونسبيتها‪ ،‬من المهم أن نعرف‬ ‫في هذا الأصل إدراك أن الرأي الفكري نسبي الدلالة على‬ ‫ا ْل ُم ْش ِر ِكي َن))(‪.((3‬‬ ‫الصواب أو الخطأ‪ ،‬والذين لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء‬ ‫عليهم السلام فيما يبلغون عن ربهم سبحانه وتعالى‪ ،‬وما‬ ‫فـمـوضـوع الـحـوار والـعـلـم بتفاصيله‪ ،‬والتسلح بالحجج‬ ‫عدا ذلك فيندرج تحت المقولة المشهورة‪( :‬رأيي صواب‬ ‫والبراهين المؤيدة له سلاح فعال في يد المحاور الناجح‪،‬‬ ‫يمكنه من الوقوف على أرض ثابتة‪ ،‬وليس رمال متحركة(‪.((3‬‬ ‫يحتمل الخطأ‪ ،‬ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)‪.‬‬ ‫ويجب على من رزق العلم أن لا يستعمله إلا فيما ينفع‪،‬‬ ‫وبـنـا ًء عليه فليس شـرط الـتـحـاور الناجح أن ينتهي أحد‬ ‫كما قال محمد بن الحسين‪\" :‬اعلموا رحمكم الله أن من‬ ‫الطرفين إلى قول الآخر‪ ،‬فإن تحقق هذا واتفقا على رأي‬ ‫صفة العالم العاقل الـذي فقهه الله في الدين ونفعه‬ ‫فنعم المقصود‪ ،‬وهو منتهى الغاية‪ ،‬وإن لم يكن فالحوار‬ ‫بالعلم‪ ،‬أن لا يجادل ولا يباري ولا يغالب بالعلم إلا من‬ ‫يعد ناجحا(‪.((3‬‬ ‫يستحق أن يغلبه بالعلم الشافي(‪.((3‬‬ ‫‪ .31‬سورة يوسف‪ ،‬الآية ‪.108‬‬ ‫‪ .32‬في أصول الحوار‪ ،‬الندوة العالمية للشباب الإسلامي‪ ،‬ص‪.42 :‬‬ ‫‪ .33‬أخلاق العلماء‪ ،‬الآجري‪ ،‬ص‪.56 :‬‬ ‫‪ .34‬الحوار أصوله المنهجية‪ ،‬وآدابه السلوكية‪ ،‬أحمد الصويان‪ ،‬ص‪54.64 :‬‬ ‫‪ .35‬تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم‪ ،‬ابن جماعة‪ ،‬ص‪.40 :‬‬ ‫‪ .36‬أصول الحوار وآدابه في الإسلام‪ ،‬صالح بن حميد‪ ،‬ص‪.23 :‬‬

‫حاور شخص ًا أو حادثه‪ ،‬أعرض ونأى بجانبه‪ ،‬فلا يلتفت إلى‬ ‫ب ‪ -‬آداب الحوار‬ ‫خصمه إشارة إلى السخرية وعدم الاكتراث به‪ ،‬وربما ظهر‬ ‫على قسمات وجهه أو حركات حاجبيه ما يدل على السخرية‬ ‫آداب الحوار كثيرة وعديدة ومتشعبة‪ ،‬ولكن نذكر أهمها‪:‬‬ ‫والاستكبار‪ ،‬وربما يزم شفتيه‪ ،‬أو يلوي عنقه‪ ،‬أو يشير‬ ‫بطرف عينيه إشارات تعبر عن السخرية والازدراء‪ ،‬فهذا كله‬ ‫الأدب الأول‪ :‬المحاورة بالحسنى‪ ،‬إن من أهم ما يتوجه إليه‬ ‫من الكبر‪ ،‬فمن التواضع أن تقبل الحق عن جاد ولو كان‬ ‫المحاور في حواره التزام الحسنى في القول‪ ،‬والمجادلة‪،‬‬ ‫أعدى أعدائك‪ ،‬ومن التواضع ترك استخدام الألفاظ الدالة‬ ‫ففي محكم التنزيل يقول تعالى‪َ (( :‬و ُقل ِّل ِع َبا ِدي َي ُقو ُلو ْا‬ ‫على التعالي والكبر كأن يقول‪ :‬نرى كذا‪ ،‬وعندي كذا‪ ،‬وأنا‪،‬‬ ‫ا َّل ِتي ِه َي َأ ْحـ َسـ ُن))(‪ ،((3‬ويقول تعالى‪َ (( :‬و َجا ِد ْل ُهم ِبا َّل ِتي‬ ‫ِه َي َأ ْح َس ُن))(‪ ،((3‬وقوله تعالى‪َ (( :‬و ُقو ُلو ْا ِلل َّنا ِس ُح ْسن ًا))(‪.((3‬‬ ‫وقلت‪ ،‬ونحو هذه الألفاظ‪.‬‬ ‫ويلحق بهذا الأدب‪ :‬تجنب أسلوب التحدي والتعسف في‬ ‫الأدب الثالث‪ :‬حسن الاستماع‪ ،‬إن كثير ًا من الناس يخفقون‬ ‫الحديث‪ ،‬وتعمد إيقاع الخصم في الإحراج‪ ،‬ولو كانت الحجة‬ ‫في ترك أثر طيب في نفوس من يقابلونهم لأول مرة‪،‬‬ ‫بينة والدليل دامغ ًا‪ ،‬فإن كسب القلوب مقدم على كسب‬ ‫لأنهم لا يصغون إليهم باهتمام‪ ،‬إنهم يحصرون همهم‬ ‫فيما سيقولونه لمستمعهم‪ ،‬فـإن تكلم المستمع لم‬ ‫المواقف(‪.((4‬‬ ‫يلقوا له بالًا‪ ،‬علم ًا بأن أكثر الناس يفضلون المستمع الجيد‬ ‫يقول إسحاق نيوتن‪\" :‬كل فعل له رد فعل يساويه في‬ ‫على المتكلم الجيد(‪.((4‬‬ ‫القوة ويعارضه في الاتجاه\" فلذلك كل إنسان تحاوره يوم‬ ‫ترفع صوتك يرفع صوته‪ ،‬ويوم تحترمه يحترمك‪ ،‬ويوم‬ ‫وبـراعـة الاستماع تكون بــالأذن‪ ،‬وطـرف العين‪ ،‬وحضور‬ ‫القلب‪ ،‬وإشـراقـة الوجه‪ ،‬وعـدم الانشغال بتحضير الـرد‪،‬‬ ‫تكنيه يكنيك‪.‬‬ ‫متحفز ًا متوثب ًا‪ ،‬منتظر ًا إتمام حديث صاحب(‪.((4‬‬ ‫الأدب الثاني‪ :‬التواضع بالقول والفعل‪ ،‬فيجب تجنب‬ ‫ما يدل على العجب والغرور والكبرياء‪ ،‬فبعض الناس إذا‬ ‫‪ .37‬سورة الإسراء‪ ،‬الآية ‪.53‬‬ ‫‪ .38‬سورة لنحل‪ ،‬الآية ‪.125‬‬ ‫‪ .39‬سورة البقرة‪ ،‬الآية ‪.83‬‬ ‫‪ .40‬أصول الحوار وآدابه في الإسلام‪ ،‬صالح بن حميد‪ ،‬ص‪.26 :‬‬ ‫‪ .41‬في أصول الحوار‪ ،‬الندوة العالمية للشباب الإسلامي‪ ،‬ص‪.49 :‬‬ ‫‪ .42‬كيف تحاور‪ ،‬طارق الحبيب‪ ،‬ص‪.18 :‬‬ ‫‪55‬‬

‫ومن أعلى مراتب الصبر مقابلة الإساءة بالإحسان‪ ،‬فإن‬ ‫الأدب الرابع‪ :‬العدل والإنـصـاف‪ ،‬يجب على المحاور أن‬ ‫ذلك له أثر عظيم على المحاور‪ ،‬وكثير من الذين اهتدوا‬ ‫يكون منصف ًا‪ ،‬وأن يبدي إعجابه بالأفكار الصحيحة والأدلة‬ ‫لم يهتدوا لعلم المحاور واستخدامه أساليب الجدل‪ ،‬وإنما‬ ‫الجيدة والمعلومات الجديدة التي يوردها محاوره‪ ،‬وهذا‬ ‫لأدبه وحسن خلقه واحتماله للأذى‪ ،‬ومقابلته بالإحسان(‪.((4‬‬ ‫الإنصاف له أثر عظيم في قبول الحق‪ ،‬كما تضفي على‬ ‫المحاور روح الموضوعية‪.‬‬ ‫وإن التعصب وعدم قبول الحق من الصفات الذميمة في‬ ‫كتاب الله‪ ،‬فإن الله أمرنا بالإنصاف حتى مع الأعداء فقال‬ ‫تعالى‪َ (( :‬يـا َأ ُّي َها ا َّل ِذي َن آ َم ُنو ْا ُكو ُنو ْا َق َّوا ِمي َن ِل ّل ِه ُش َه َداء‬ ‫ِبا ْل ِق ْس ِط َولَا َي ْج ِر َم َّن ُك ْم َش َنآ ُن َق ْو ٍم َع َلى َألَّا َت ْع ِد ُلو ْا ا ْع ِد ُلو ْا ُه َو‬ ‫َأ ْق َر ُب ِلل َّت ْق َوى َوا َّت ُقو ْا ال ّل َه ِإ َّن ال ّل َه َخ ِبي ٌر ِب َما َت ْع َم ُلو َن))(‪.((4(((4‬‬ ‫الأدب الخامس‪ :‬الحلم والصبر‪ ،‬فالمحاور يجب أن يكون‬ ‫حليم ًا صبور ًا‪ ،‬فلا يغضب لأتفه سبب‪ ،‬فإن ذلك يؤدي‬ ‫إلى النفرة منه‪ ،‬والابتعاد عنه‪ ،‬والغضب لا يوصل إلى‬ ‫إقناع الخصم وهدايته‪ ،‬وإنما يكون ذلك بالحلم والصبر‪،‬‬ ‫والحلم من صفات المؤمنين كما قال تعالى‪َ (( :‬وا ْل َكا ِظ ِمي َن‬ ‫ا ْل َغ ْي َظ َوا ْل َعا ِفي َن َع ِن ال َّنا ِس َوال ّل ُه ُي ِح ُّب ا ْل ُم ْح ِس ِني َن))(‪.((4‬‬ ‫‪ :‬أوصني! قال‪ :‬لا تغضب‪،‬‬ ‫وعندما قال رجل للنبي‬ ‫وكررها مرار ًا(‪.((4‬‬ ‫‪ .43‬سورة المائدة‪ ،‬الآية ‪.8‬‬ ‫‪ .44‬المدخل إلى الثقافة الإسلامية‪ ،‬أعضاء هيئة التدريس قسم الدراسات الإسلامية‪ ،‬جامعة الملك سعود‪ ،‬ص‪.53 :‬‬ ‫‪ .45‬سورة آل عمران‪ ،‬الآية ‪.134‬‬ ‫‪ .46‬رواه البخاري‪.‬‬ ‫‪ .47‬مدخل إلى الثقافة الإسلامية‪ ،‬ص‪.52 :‬‬ ‫‪56‬‬

‫رابعا‪ :‬خطوات الحوار الإيجابي مع ضيوف الرحمن‬ ‫هناك عدة عوامل تساهم في إجراء حوار مع ضيوف الرحمن وهي كالتالي‪:‬‬ ‫ •قيام وزارة الشؤون البلدية والقروية بتوزيع المياه‬ ‫أولًا‪ :‬المقابلة‪ ،‬وتكون بـ‬ ‫الصالحة للشرب‪ ،‬وتردفها الجمعيات الخيرية الخاصة‬ ‫أ ‪ -‬حسن الاستقبال‬ ‫التي تقدم الماء والغذاء لضيوف الرحمن‪.‬‬ ‫ •تجهيز صالات الاستقبال في المطارات‬ ‫ب ‪ -‬الابتسامة ‪:‬‬ ‫ •تـعـامـل رجـــال الـجـمـارك بلطف مـع ضـيـوف الرحمن‬ ‫ •ابتسم عند لقاء ضيوف الرحمن‬ ‫وتسهيل أمورهم‪.‬‬ ‫ •توزيع المراكز الإرشادية التابعة لوزارة الحج في كل مكان‬ ‫ •الابتسامة جواز سفر للقلوب ومفتاح لرتاج النفوس‬ ‫إلى جانب مراكز وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف‬ ‫وهي فوق كل ذلك صدقة‪.‬‬ ‫والدعوة والإرشاد‪.‬‬ ‫ •الابتسامة ظاهرة معدية ودين سريع الانقضاء وأنت‬ ‫ •توزيع الكثير من الإصدارات الفقهية الإسلامية التي‬ ‫عندما تبتسم فإنك تقول لضيوف الرحمن مرحب ًا واعلم‬ ‫تساعد الحاج والمعتمر على فهم ومعرفة الأعمال‬ ‫أنك إذا كنت لطيف ًا بشوش ًا عند الحديث سيكون الناس‬ ‫كذلك معك عند الاستماع‪ ،‬فكم بسمة فتحت قلب ًا‬ ‫والأقوال المطلوبة لمن أراد الحج أو العمرة‪.‬‬ ‫ •انتشار مراكز إجابة السائل وتلقي أسئلة الزوار والرد‬ ‫عجزت عن فتحه صرخات الشعر والخطب‬ ‫عليها من الكتاب والسنة‪.‬‬ ‫يقول أبو الـدرداء رضي الله عنه ‪ \" :‬ما حدثنا رسول الله‬ ‫ •انتشار مراكز وزارة الصحة الميدانية في أماكن وجود‬ ‫صلى الله عليه وسلم حديث ًا إلا وهو يبتسم \" رواه مسلم‬ ‫ضيوف الرحمن ليلًا ونهار ًا‪.‬‬ ‫ج ‪ -‬العين ‪:‬‬ ‫ •تواجد فـرق الكشافة التابعة لــوزارة التربية والتعليم‬ ‫ودورهـا في الإشـراف على تنظيم حركة سير الحجاج‬ ‫إذا أردت إيصال مرادك بعينيك فاحرص على الأمور الآتية‪:‬‬ ‫وتقديم المساعدة لمن يلزمها‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫وإذا كـان \"الاتـصـال هـو روح الإدارة\" كما تـقـول خبيرة‬ ‫ •أن تكون عيناك مرتاحتين أثناء الكلام مما ُيشعر الآخر‬ ‫الاتصال (ديانا بووهر) في كتابها (مهارات الاتصال بثقة)‬ ‫بالاطمئنان إليك والثقة في سلامة موقفك وصحة‬ ‫فإن الألفة هي جوهر الاتصال الناجح‪ ،‬فهي القدرة على‬ ‫سبر أعماق الفرد‪ ،‬وجعله يشعر بأنك ُتح ِسـن فهمه وتجعله‬ ‫أفكارك‪.‬‬ ‫ •تحدث إليه ورأسـك مرتفع إلـى الأعلى‪ ،‬لأن طأطأة‬ ‫يشعر بوجود رابط مشترك بينكما‪.‬‬ ‫الرأس أثناء الحديث وفقدان التواصل البصري‪ ،‬أولى‬ ‫الألفة‪ :‬جاءت في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم إذ‬ ‫مراتب الانفصال عن الجمهور‪.‬‬ ‫قال (( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر‬ ‫ •لا تطل التحديق بشكل محرج فيمن تتحدث معه‪.‬‬ ‫منها اختلف ))‪ .‬فهي الوصول إلى خلق جو من التفاهم‬ ‫ •احذر من كثرة الرمش بعينيك أثناء الحديث‪ ،‬لأن هذا‬ ‫والتوافق مع الآخرين بالتركيز على فهم الآخرين والتعامل‬ ‫معهم بطريقتهم ورؤيتهم للأشياء من وجهة نظرهم بدون‬ ‫يشعر بالقلق والاضطراب‪.‬‬ ‫الحكم عليهم أو محاولة تغيير أفكارهم واحترام مشاعرهم ‪.‬‬ ‫ثاني ًا ‪ :‬تحقيق الألفة والانسجام‬ ‫‪ -‬أهمية الألفة‬ ‫الألفة هي جوهر الاتصال الناجح‪ ،‬وهي انسجام وتبادل‬ ‫لا معنى للحب والحياة والتعامل وتحقيق المراد بلا ألفة‪....‬‬ ‫المشاعر على أساس من الاحترام‪ ،‬وتقارب الأفكار‪ .‬وقد‬ ‫تحدث الألفة بين الأفــراد بطريقة تلقائية‪ ،‬فنحن نتوجه‬ ‫كيف تحقق الألفة و التواصل مع الآخـريـن؟ أي ما هي‬ ‫تلقائي ًا لنحب أشخاص ًا يشبهوننا‪ ،‬ونشعر بالراحة تجاههم‪،‬‬ ‫المهارات السلوكية التي تستخدمها لبناء الألفة ؟‬ ‫ولـذلـك نتواصل معهم بشكل أفضل والـشـيء نفسه‬ ‫الألفة هي بمثابة جسر الوصول إلي الآخر فمتى ما كان‬ ‫يحدث من جانبهم‪.‬‬ ‫الجسر سليم ًا سهل الوصول‪.‬‬ ‫إن تعلم وإتقان مهارة الألفة يوفر لنا فرص اختيار أفضل‬ ‫ولتحقيق الألفة ‪....‬لابد من شرطين‪:‬‬ ‫للسلوك المناسب بدلًا من ترك الأمور للتلقائية أو اعتماد ًا‬ ‫على مـهـارات اللاشعور التي قد يتاح لها أولا يتاح لها‬ ‫ •أن تكون قوي الملاحظة وأن ترهف حواسك ‪.‬‬ ‫الظهور‪ .‬وتعد الألفة والانسجام مع الآخرين إحدى عناصر‬ ‫ •أن تكتسب مهارة المرونة والتكيف‪.‬‬ ‫النجاح الأساسية في كافة أوجه الحياة‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫‪ - 2‬المجاراة‪:‬‬ ‫كيفية تحقيق الألفة مع الآخرين؟ ‪:‬‬ ‫عملية المجاراة هي أن تقلد الطرف الآخـر فيما يفعله‬ ‫لفترة زمنية معينة حتى يحدث التوافق؛ فمثلًا‪ :‬لكي نجعل‬ ‫هـنـاك ثــاث طــرق أسـاسـيـة لبناء الألـفـة والـتـوافـق مع‬ ‫الطرف الآخر يتقبلنا ويطمئن إلينا ويحبنا ويميل إلينا؛ يجب‬ ‫الآخرين‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫أن نحاول مجاراته فيما يفعله؛ فنجاريه في أسلوب الكلام‪،‬‬ ‫وطريقة الأكل‪ ،‬وكيفية الجلوس‪ ،‬ونغمة الصوت‪ ،‬وما إلى‬ ‫‪ - 1‬التطابق‪:‬‬ ‫ذلك إلى أن يحدث التوافق‪ .‬والمجاراة في حد ذاتها فن‬ ‫بمعنى القيام بكل ما يأتي به الطرف الآخـر من سلوك‬ ‫يتطلب مهارة وأدا ًء وإتقان ًا‪ ،‬وعلى رأس كل ذلك يتطلب‬ ‫تعبيري خارجي‪ ،‬وهو يتحقق في خمسة مستويات‪ ،‬وهي‬ ‫صبر ًا وجهد ًا؛ فقد يكون من تريد قيادته صعب المجاراة‪،‬‬ ‫وقد تكون حالته النفسية أو المكان أو الجو العام لتنفيذ‬ ‫الآتية‪:‬‬ ‫عملية المجاراة غير مساعدة‪.‬‬ ‫ •مستوى التعبيرات‪ :‬وهـي الإيـمـاءات الجسدية من‬ ‫طريقة الجلوس‪ ،‬حركة اليدين‪ ،‬نظرات العيون‪ ،‬ميلان‬ ‫‪ - 3‬القيادة‪:‬‬ ‫تتحقق عملية القيادة بعد أن تكون قد تحققت من إتمام‬ ‫الجسم…‪ .‬الخ‪.‬‬ ‫المجاراة – ولو بنسبة معينة – فعندها تبدأ بعملية القيادة؛‬ ‫لترى مدى تجاوب الطرف الآخر معك‪ .‬فمثلًا‪ :‬إذا كنت تجاري‬ ‫ •المستوى السمعي‪ :‬شدة الصوت‪ ،‬درجته‪ ،‬نغمته‪،‬‬ ‫شخص ًا ما في طريقة جلوسه وتنفسه وإيماءات جسده‬ ‫سرعته… الخ‪.‬‬ ‫ونبرات صوته‪ ،‬والكلمات والعبارات التي يستخدمها في‬ ‫حديثه وما إلى ذلك – فقم بعد فتره زمنية بالقيادة لتجعله‬ ‫ •المستوى اللغوي‪ :‬نوعية الكلمات المستخدمة‪ ،‬هل‬ ‫يتبعك‪ ،‬وذلك بتغيير طريقة جلوسك ولاحظ هل سيغير‬ ‫هي بصرية أم سمعية أم حسية؟ ونوعية التعبيرات‪.‬‬ ‫من جلسته ولو تغيير ًا يسير ًا‪ ،‬ثم قم بتغيير نبرة صوتك‬ ‫وكلماتك وعباراتك وطريقة تنفسك‪ ،‬وفي كل مرة قم بأخذ‬ ‫ •مستوى المعتقدات والقيم‪ :‬قم بعمل تطابق لمستوى‬ ‫القيادة‪ ،‬وتأكد من نجاحها‪ ،‬فإن تحققت‪ ،‬فقم بتعميقها‬ ‫المعتقدات‪ ،‬والقيم للطرف الآخر‪ ،‬ولكن دون أن يكون‬ ‫أكثر‪ ،‬أما إن لم تتحقق‪ ،‬فعد إلى مجاراته من جديد‪ ،‬وهكذا‪.‬‬ ‫في ذلك ما يمس قيمك أو معتقداتك الدينية‪.‬‬ ‫ •مستوى البرامج العالية‪ :‬تفضيل الإجمال أو التفصيل؛‬ ‫فإن تحدث بالإجمال عن موضوع ما‪ ،‬فتحدث بالإجمال‬ ‫مثله‪ ،‬وإن تحدث بالتفصيل فتحدث بالتفصيل‪.‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪ -‬إبداء تفهمك لمشاعر الطرف الأخر‪.‬‬ ‫‪ - 4‬التفاعل‬ ‫‪ -‬ذكر الايجابيات ونقاط الاتفاق‪.‬‬ ‫وهـي مرحلة التحدث والاسـتـمـاع وفيها ُتستخدم دورة‬ ‫الخطوة الثالثة‪ .‬وضح‪:‬‬ ‫الحوار ‪:‬‬ ‫‪ -‬التأكيد على تقبل آراء الآخر‪.‬‬ ‫دورة الحوار ‪:‬‬ ‫‪ -‬شرح وجهة النظر في نقاط الاختلاف‪.‬‬ ‫‪ -‬اذكر ما ستفعله بناء على نتيجة ما اتفقتما عليه‪.‬‬ ‫الخطوة الأولى‪ .‬أنصت‪:‬‬ ‫الخطوة الرابعة‪ .‬اسأل‪:‬‬ ‫‪ -‬إبداء التقبل‪.‬‬ ‫‪ -‬تفهم حاجه الطرف الأخر للحوار‪.‬‬ ‫‪ -‬اطلب توضيح ما لم تفهمه من حديث الطرف الآخر‪.‬‬ ‫‪ -‬اطلب معرفه الجزء الناقص من الحديث‪.‬‬ ‫‪ -‬ممارسة مهارات الإنصات‪.‬‬ ‫‪ -‬اسأل عما يريده الطرف الآخر‪.‬‬ ‫‪ -‬تحديد الهدف من الحوار‪.‬‬ ‫الخطوة الثانية‪ .‬ا َّتفق‪:‬‬ ‫‪ -‬إبداء المشاعر الإيجابية‪.‬‬ ‫خامسا ‪ -‬الإنصات‬ ‫يحتاج الإنسان سواء في حياته الشخصية أم الوظيفية إلى أن يتعلم مهارة الإنصات للآخرين‪ .‬ولقد أوضحت الدراسات‬ ‫أننا نقضي ‪ 80%‬من ساعات العمل في عملية الاتصالات (حديث أو إنصات) منها ما لا يقل عن ‪ 45%‬يقضيه المرء في‬ ‫عملية الإنصات وحدها‪.‬‬ ‫يـقـول الشيخ عبد الرحمن السعدي ‪-‬رحـمـه الـلـه‪\" -‬هـذا‬ ‫أ ‪ -‬مهارة الإنصات في القرآن الكريم‬ ‫الأمر عام في كل من سمع كتاب الله يتلى‪ ،‬فإنه مأمور‬ ‫بالاستماع له والإنصات‪ .‬والفرق بين الاستماع والإنصات‪،‬‬ ‫قال الله تعالى ( َو ِإ َذا ُق ِر َئ ال ُق ْر َءا ُن َفا ْس َت ِم ُعوا َل ُه َو َأن ِص ُتوا‬ ‫أن الإنصات في الظاهر بترك التحدث أو الاشتغال بما‬ ‫َل َع َّل ُك ْم ُت ْر َح ُمو َن ) \"سورة الأعراف\"‬ ‫‪.‬‬ ‫يشغل عن استماعه‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫ج ‪ -‬حسن الإنصات‬ ‫وأما الاستماع له‪ ،‬فهو أن يلقي سمعه‪ ،‬ويحضر قلبه‪،‬‬ ‫ويتدبر ما يستمع \"‬ ‫يقول أحد الحكماء‪ :‬إننا يجب أن نتعلم آداب الإنصات كما‬ ‫نتعلم حسن الكلام‪ ،‬ومن حسن الإنصات إمهال المتكلم‬ ‫ب ‪ -‬أسباب الإنصات‬ ‫حتى ينتهي من حديثه والإقبال بالوجه والنظر إلى المتكلم‬ ‫إن الإنصات هو عملية اتصال في المرتبة الأولى ونحن‬ ‫والوعي لما يقول‪.‬‬ ‫نستخدم الإنصات لأسباب عديدة منها‪:‬‬ ‫وحتى يحسن الإنسان الإنصات لابد أيضا من أن يصمت‬ ‫ •نقل المعلومات‬ ‫في أحيان كثيرة بما يعطى لنفسه الفرصة في فهم كلام‬ ‫ •التعارف‬ ‫المتحدث والتفكير في موضوع الحوار‪ ،‬ولقد مدح بعض‬ ‫ •تبادل المشاعر‬ ‫الحكماء الصمت بسبع عبارات هي‪:‬‬ ‫ •الفهم والاستيعاب‬ ‫ •بكلمات أخــرى يمكن أن نحدد الأسـبـاب التي تـؤدي‬ ‫ •أنه عبادة من غير غذاء‪.‬‬ ‫بالناس إلى الإنصات في الآتي‪:‬‬ ‫ •زينة من غير حلي‪.‬‬ ‫ •أن تحب المتحدث أو تكون معجبا به‪.‬‬ ‫ •أن تعتقد أن المتحدث لديه ما يستحق الاستماع‪.‬‬ ‫ •هيبة من غير سلطان‪.‬‬ ‫ •أن يكون هناك احتمال الثواب أو العقاب في الإنصات‬ ‫ •حصن من غير حارس‪.‬‬ ‫ •استغناء عن الاعتذار لأي شخص‪.‬‬ ‫أو عدمه‬ ‫ •حينما تعتقد أن هناك احتمالا بأن يطلب منك التعليق‬ ‫ •راحة الكرم الكابتين‪.‬‬ ‫ •ستر لعيوب المتكلم‪.‬‬ ‫على النقطة التي تم الحديث عنها‪.‬‬ ‫ •أن تعتقد إذا أنـصـ َّت جـيـد ًا للمتكلم فإنك تستطيع‬ ‫د ‪ -‬الإنصات والزمن‬ ‫مناقشته فيما بعد‪.‬‬ ‫ومع كل هذه الأهمية والفوائد للإنصات‪ ،‬إلا أن معظم‬ ‫الأفراد لا يجيدون الإنصات الفعال حيث أثبتت الدراسات‬ ‫‪61‬‬

‫أن تسمعه فقط وتهمل ما سواه‪.‬‬ ‫أنـه بعد الإنصات المستمر لمدة عشر دقائق لا يتجاوز‬ ‫ •أن يكون لديك ما تود قوله ويلح عليك وتتحين الفرصة‬ ‫الشخص مـا سمعه وفهمه وقيمه عـن نصف مـا قيل‬ ‫لمقاطعة محدثك حتى تدلي بما لديك‪.‬‬ ‫تقريب ًا‪.‬‬ ‫ •أن تكون مشغول الباب تماما مما لا يفسح مجالا‬ ‫وخلال ‪ 48‬ساعة يفقد ‪ 50%‬منها لتنتهي الرسالة عملي ًا‬ ‫للسماع من الآخرين‪.‬‬ ‫إلى ‪ 25%‬من أصلها بمعنى آخر أننا نحتجز في ذاكرتنا ما‬ ‫ •ألا تكون متفقا في الرأي مع محدثك أو مقتنعا سلفا‬ ‫لا يزيد عن ربع ما نسمعه وننصت إليه‪.‬‬ ‫أنك وإياه متناقضان في المبدأ‪.‬‬ ‫ •أن تـرى محدثك كشخص لا ينتمي إليك ولا تنتمي‬ ‫هـ‪ -‬عقبات الإنصات الجيد‬ ‫إليه‪ ،‬لكل منكما أفكار متعارضة‪.‬‬ ‫ومـن العقبات التي قد تصادف طريقك إلـى الإنصات‬ ‫ •أن تكون منصرف الذهن عن محدثك أو محملق ًا فيه‬ ‫الجيد‪:‬‬ ‫دون متابعة أو تركيز‪.‬‬ ‫ •شعورك الملح بأنه يجب عليك الإجابة عن شيء ما أو‬ ‫تقريره‪.‬‬ ‫و ‪ -‬ما الذي تفعله لتستطيع الإنصات بشكل‬ ‫فعال وجيد؟‬ ‫ •الحكم على الكلام الصادر من المتكلم كما يفعل بعض‬ ‫المتعمقين في اللغة حيث إنهم يخرجون عن موضوع‬ ‫ • أن تنصت للأفكار وليس للجمل والعبارات فربما تكون‬ ‫الحديث تمام ًا بسبب خطأ قد يقع من المتكلم في‬ ‫الجمل غير موضحة للمعنى ‪.‬‬ ‫الإعراب مثلًا‪.‬‬ ‫ • أن تعرف المحتوى الحقيقي والمراد من وراء كلام‬ ‫ •أن تسمع وأنت في عجلة من أمرك من أجل أن تكرم‬ ‫المتحدث أكثر من التعرف على الظاهر منه‪.‬‬ ‫صديقا لك أو تحابيه ولو عرفت أن الوقت الذي تضيعه‬ ‫بدون فهم هو نفسه لو حاولت أن تفهم لما تعجلت‪.‬‬ ‫ • فكر للأمام للاستعداد للنقطة التالية لتربط بينها وبين‬ ‫ •أن تسمع ما تريد سماعه فقط فتختار مما قال ما تحب‬ ‫النقطة الأولـى وهكذا حتى تكون موضوعا متكاملًا‬ ‫ولكن احذر اعتقاد أو افتراض النقطة التالية‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫‪ ...‬؟ \"‬ ‫ • لا تندفع بتحضير الرد على الحديث‪.‬‬ ‫ • ضع في عقلك دائم ًا أن الحديث مستمر حتى ميعاد‬ ‫ •الابتعاد عن المقاطعة‪.‬‬ ‫الانتهاء فلا تكن متلهفا على فترات في وسط الحديث‬ ‫ •ضبط الانفعالات العاطفية تجاه الكلمات المثيرة‪.‬‬ ‫يتوقف فيها ولا تنتظر وقت الانتهاء وتظل تنظر في‬ ‫ •متابعة المتحدث بالعينين‪.‬‬ ‫الساعة كل دقيقة‪.‬‬ ‫ •لا تظهر الأستاذية على الآخرين‪.‬‬ ‫ •تلخيص ما قاله المتحدث بهدف التحقق من الفهم ‪.‬‬ ‫‪ -‬أن يكون ذهنك حاضرا عند سياق الأمثلة حتى تربط بينها‬ ‫ •إشعار المتحدث أنك تصغي إليه‪.‬‬ ‫وبين المراد توضيحه بها‪.‬‬ ‫ •لا تنشغل في التفكير بالرد أثناء الحديث‪.‬‬ ‫ •الابتعاد عن الهموم التي تشعر بها‪.‬‬ ‫ز ‪ -‬خصائص المنصت الجيد‬ ‫ح ‪ -‬آليات توديع ضيوف الرحمن‬ ‫ •مقاومة أسباب التشتت‪.‬‬ ‫ •تدوين النقاط الهامة‪.‬‬ ‫ •اسـتـعـداد المنافذ البرية والبحرية والـجـويـة لتوديع‬ ‫ضيوف الرحمن‬ ‫ •التركيز على المحتوى‪ ،‬لا على الأداء‪.‬‬ ‫ •الابتعاد عن التسرع في المناقشة أو الحكم إلا بعد‬ ‫ •دور رجال الجوازات في تيسير وتسهيل سفر ضيوف‬ ‫الرحمن حيث أنهم آخر من يودعهم‪.‬‬ ‫الفهم‪.‬‬ ‫ •الاستماع للأفكار والموضوعات الرئيسية‪.‬‬ ‫ •تقديم هدية تذكارية مثل ماء زمزم وتمر العجوة والورد‬ ‫والمرش‪.‬‬ ‫ •محاولة تقديم الملاحظات المهمة‪.‬‬ ‫ •طرح أسئلة لاختبار فهم المتحدث \" ماذا يعني ذلك‬ ‫‪63‬‬

‫سادسا‪ :‬أخطاء في الحوار‬ ‫عليها) وهذا الحكم يكون صـادر ًا عن خبرة سابقة وطويلة‬ ‫أ‪ -‬التركيز على جزء من الصورة أو الموقف أو‬ ‫أو معلومات متوفرة لدى الإنسان سابق ًا أو هكذا يصور‬ ‫الزمن‪:‬‬ ‫العقل لصاحبه وهنا يقع الخطأ‪ ،‬فغالب ًا ما تكون الأحكام‬ ‫السريعة والمتعجلة مصدر ًا للأخطاء والزلل ويـدل على‬ ‫وهو من الأخطاء الرئيسة في التفكير المتعلقة بالإدراك‬ ‫ذلك كثرة الخسائر التجارية وإهمال للكثير من الأفكار الجيدة‬ ‫والفهم‪ ،‬أي إنه قصور أو لا كفاءة في الإدراك‪ ،‬وأحيان ًا‬ ‫بناء على حكم سريع‪.‬‬ ‫يقع عن عمد وقصد مبيت‪.‬‬ ‫ج‪ -‬خالف حكمه‪ .‬اكتشف خطأه‪:‬‬ ‫و يقع هذا الخطأ حينما ينظر الإنسان إلى جزء من الموقف‬ ‫أو الصورة أو مرحلة زمنية فقط‪ ،‬ويبني حجته على أساس‬ ‫يسعى العديد مـن الـنـاس إلـى مخالفة بعضهم لأجل‬ ‫ذلـك الجزء الصغير‪ ،‬وهـو طريق سهل في التفكير لمن‬ ‫المخالفة فقط‪ ،‬فما يقوله فلان يجب أن يخالفه بأي طريقه‪،‬‬ ‫يصر على وجهة نظر خاصة ويتبناها‪ ،‬لأنه يستطيع أن يركز‬ ‫لذلك هو يتخذ موقف الرفض والمخالفة أولًا ثم يسعى‬ ‫بعناية على جزء يمكنه من بناء حجة منطقية‪ ،‬لكي يستخدم‬ ‫لاكتشاف الأخطاء في أقوال أو مواقف من خالفه‪ ،‬وهنا‬ ‫تلك الحجة في إقناع الآخرين بموقفه ورأيه‪.‬‬ ‫يكمن الخطأ في التفكير‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الحكم العجول (السريع)‪:‬‬ ‫إن الآراء والمواقف البشرية لابد من أن يعتريها الخطأ‬ ‫والخلل‪ ،‬والناس لابد من اختلافهم‪ ،‬لا يوجد إنسان نسخة‬ ‫يتميز العقل البشري بسرعة إصـــداره للأحكام على ما‬ ‫مطابقة لإنسان واحـد‪ ،‬لكن أن يسعى إنسان ما لتتبع‬ ‫يـراه ويسمعه لأن قـدرة الإنسان على التفكير أكبر بكثير‬ ‫إنسان آخر ليخالفه فقط ويسعى لتبرير تلك المخالفة بتتبع‬ ‫من قدرة حاستي السمع والبصر لديه‪ ،‬فخلال استقباله‬ ‫أخطاءه فسيجدها حتم ًا‪ ،‬ولكن الصواب في التفكير هو أن‬ ‫لتلك المعلومات البصرية أو السمعية ينشغل العقل‬ ‫تحلل الموقف أو الرأي وتفحص الحجج ‪.‬الخ من الخطوات‬ ‫بالتفكير فيها وتصنيفها واستيعابها وترتيبها وتخزينها في‬ ‫الذاكرة وتتضمن هذه العمليات أخطر شيء وهو(الحكم‬ ‫ثم تتخذ الموقف‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫والتفكير الإيجابي المنتج فالتكبر والعناد يوقف التطور‬ ‫د‪ -‬الغرور والعجرفة (الخطأ المؤكد)‪:‬‬ ‫والنمو ويشجع الجمود والتخلف ويمنع إنتاج أفكار جديدة‬ ‫تحتاج الأفـكـار الجديدة للرعاية والاهتمام والنقد حتى‬ ‫أو بدائل أخرى‪.‬‬ ‫تتكشف ويفهمها الجميع وخاصة معرفة سبب رفضها‬ ‫حينما ترفض‪ ،‬أو السعي لتطويرها وعدم قبولها بشكلها‬ ‫والسبب في الوقوع في هذا الخطأ الخطير هو التربية‬ ‫الأولــي حينما تخضع للتطوير والتحسين‪ ،‬ولكن التكبر‬ ‫والتنشئة على هـذا الأسـلـوب مـن الآبــاء والأجــــداد‪ ،‬أو‬ ‫والعناد والإجابة الفورية عن أي فكرة بـ(نعم) أو(لا) مباشرة‬ ‫ً‪ ،‬خطأ مؤكد ونتائجه مدمرة مستقبلي ًا لأنها تقتل الإبداع‬ ‫الدوافع الشخصية السلبية نحو الأشخاص‬ ‫أو الأفكار‪.‬‬ ‫سابعا ‪ -‬الحقائق والآراء‬ ‫فالتعامل مع الأخبار يكون بالتحقق من صدقها ودقتها‬ ‫خلال حواراتنا نتحدث ونسمع كلام ًا تمتزج فيه الحقائق‬ ‫وموثوقيتها ومناسبتها للموضوع‪ ،‬والآراء لا تثريب عليها‬ ‫والآراء حتى إننا أصبحنا لا نميز بين ما هو رأي لنا نعبر عنه‬ ‫ما دامـت رأي يذكر بنا ُه صاح ُبه على دليل ارتضاه يمكن‬ ‫ونسعى لإثباته وندافع عنه‪ ،‬وبين ما هو حقائق نذكرها‬ ‫للاستدلال أو الاستشهاد أو لسرد الحوادث والوقائع‪،‬‬ ‫الموافقة عليه أو رفضه بعد بحثه والحوار حوله‪.‬‬ ‫وخــال ذلـك يختلط الأمــر على المستمع فيكذب الـرأي‬ ‫ويضيق أفقه أمام الحقيقة ويسعى لردها وتفنيدها‪ ،‬مع‬ ‫ويحتاج المحاور لمهارة التفريق بين الحقائق والآراء حتى‬ ‫يكون حواره منتج ًا وإيجابي ًا‪ ،‬وحتى لا يكون عبثي ًا وسلبي ًا‬ ‫أن الأمر أيسر من ذلك‪.‬‬ ‫مقارنة بين الحقيقة والرأي‬ ‫الرأي‬ ‫الحقيقة‬ ‫رؤيــة وفهــم لمــا حصــل ســابق ًا أو توقــع لمــا يمكــن أن يحــدث فــي‬ ‫حدثت أو وجدت في الماضي‬ ‫ا لمســتقبل‬ ‫عدد قليل جد ًا لا يوافق عليها‬ ‫تشتمل على معلومات رقمية أو أمثلة‬ ‫عدد قليل يوافق عليها تمام ًا‬ ‫تقوم على خبرة العديد من الأفراد‬ ‫تتضمن عموميات إنشائية‬ ‫تقوم على تخمينات أو ظنون ومشاعر أفراد‬ ‫‪65‬‬

‫الآراء‬ ‫الأمثلة‬ ‫النسب المئوية مفيدة‪ ،‬أكثر من التقديرات‬ ‫الحقائق‬ ‫الفتيات أفضل من الفتيان في القراءة‬ ‫بايع الشعب الملك عبدالله عام ‪1426‬هـ‬ ‫الرياضيات أصعب من التاريخ‬ ‫الزاوية الحادة أصغر من الزاوية المنفرجة‬ ‫الكلاب أكثر ألفة من القطط‬ ‫جميع الحشرات مؤذية‬ ‫الحشرات دائم ًا بست أرجل‬ ‫الشمس أكبر من القمر‬ ‫الجبر مادة أسهل من الهندسة‬ ‫هناك أسماء في اللغة أكثر من الأفعال‬ ‫أعمار النساء أطول من أعمار الرجال‬ ‫كأنه رأي له !!‬ ‫التحقق من الطرفين‬ ‫لأن الناس خلال النقاش يتلهفون لإثبات وجهة نظرهم‪،‬‬ ‫في الجدال والاختلاف وربما الحوار ينشغل كل طرف برأيه‬ ‫وفي أوقات أخرى قد يتعرض المرء لهجوم حاد من الطرف‬ ‫وكيف يسنده بالمبررات الكافية ولا يتيح لنفسه الفرصة‬ ‫الآخر بحيث لا يكون لديه الرغبة ولا الوقت للتحقق من رأي‬ ‫للتعرف على الرأي الآخر وأدلته إلا في حدود البحث عن‬ ‫الفجوات للرد والنقد‪ ،‬كل ذلك بعلة أنه على حق‪ ،‬ولا حاجة‬ ‫الطرف الآخر‪.‬‬ ‫للانشغال بدراسة الآراء الأخرى لأنها خاطئة‪.‬‬ ‫تحتاج هذه العملية‪\" :‬التحقق من الطرفين \"‪ ،‬إلى أن يتحقق‬ ‫الشخص من وجهة النظر الأخرى‪ ،‬فالمتحاورون عليهم أن‬ ‫لذلك ينتهي النقاش في أحوال كثيرة بلا نتيجة ذات قيمة‪،‬‬ ‫يتعرفوا إلى رأي الطرف الآخـر بدرجة جيدة‪ ،‬لا للرد عليه‬ ‫بسبب تجاهل الصواب الموجود في الآراء الأخرى إذ يقل‬ ‫وإثبات وجهة نظرهم فقط بل لمعرفة ما يمكنهم قبوله‪،‬‬ ‫أن يخلو رأي من وجهة نظر تستحق أن تعتبر ويؤخذ بها‪،‬‬ ‫وقليل من الناس يتحقق من الــرأي الآخـر في المسألة‬ ‫أو الاستفادة منه وتطويره‪ ،‬أو رفضه على بينة ودراية‪.‬‬ ‫بدرجة يستطيع معها أن يشرح ذلك الرأي ويوضحه ويبرره‬ ‫‪66‬‬

‫ثامنا ‪ -‬كيف تنتقد الآخرين وتكسب محبتهم واحترامهم‬ ‫وقضية الانتقاد كغيرها سـاح ذو ح َّدين‪ ،‬قد تصلح بها‬ ‫إن الإنسان قد خلق اجتماعيا بطبعه‪ ،‬فهو كائن اجتماعي‪،‬‬ ‫اعوجاج الناس وتحقق صلاح نفسك ومجتمعك من خلالها‪،‬‬ ‫لا يستطيع أن يقيم لنفسه وزنا‪ ،‬أو أن يؤدي رسالته في‬ ‫وقد تقطع بها أواصر المحبة وتنزع الثقة‪ ،‬وتثير المشاحنات‬ ‫الحياة دون اتصاله ببني البشر‪ ،‬ولن يتمكن من تحقيق‬ ‫والخصومات‪ ،‬وقـد يمتد أثرها لتحدث أزمـة حقيقة في‬ ‫رسالته وهدفه ومـراده‪ ،‬إلا إذا تحلى بالأخلاق والصفات‬ ‫الحميدة‪ ،‬من صبر وحلم وأناة‪ ،‬فلا يطلق لأفكاره ومشاعره‬ ‫العلاقات بين الأفراد والجماعات‪.‬‬ ‫العنان في الخوض في أحاديث قد تهدم أواصـر الألفة‬ ‫لـذا فإنه يجدر بنا أن نسعى لأن نكون دائما في قمة‬ ‫والاحترام بينه وبين مجتمعه‪.‬‬ ‫التهذيب والرقة واللطف‪.‬‬ ‫إن للكلمات الرقيقة وللإطراء والثناء أثرا كبيرا في تحقيق‬ ‫وهـنـا سـنـذكـر لـكـم (‪10‬قـــواعـــد) يمكنكم اتـبـاعـهـا للنقد‬ ‫الجو الـذي يتسم بالمحبة والــود‪ .‬وهنا نتطرق لموضوع‬ ‫الموضوعي‪ ،‬ومن خلالها ستنتقد الآخرين‪ ،‬وستستولي‬ ‫مهم يكثر في أي مجتمع أو تجمع ‪ ،‬ألا وهو النقد‪.‬‬ ‫على محبتهم واحترامهم أيضا‪.‬‬ ‫إن تلك القضية لن تكون هادفة ومحمودة العواقب إلا إذا‬ ‫القاعدة الأولى ‪ -‬تعمدني بنصحك في انفراد‪:‬‬ ‫تحقق بها العدل والصدق والسرية والروية وفهم الآخرين‪،‬‬ ‫وحسن النية والـظـن بهم‪ ،‬والبعد عـن التعالي وإظهار‬ ‫يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه‪:‬‬ ‫التفوق عليهم‪.‬‬ ‫تعمدني بنصحك في انفـــراد‬ ‫نحن بلا شك ننشد نقدا موضوعيا بعيدا عن إلحاق الأذى‬ ‫وجنبني النصيـحة في جمــاعة‬ ‫‬ ‫والتجريح بالطرف الآخــر‪ ,‬ليسهم فـي تصحيح الأخـطـاء‬ ‫والوصول إلى المهمات المطلوبة دون قلق أو غضب أو‬ ‫فإن النصـح بين الناس ـنوع‬ ‫كراهية‪.‬‬ ‫من التقريع لا أرضى استماعه‬ ‫‬ ‫وإن خالفتني وعصيت قولي‬ ‫فلا تجزع إذا لم ُتعـــط طــاعة‬ ‫‬ ‫‪67‬‬

‫ما تكره\" هناك أجابه أسيد قائلا‪ \":‬أنصفت\" وألقى حربته‬ ‫القاعدة الثانية ‪ -‬تجنب إظهار الأستاذية‬ ‫إلى الأرض وجلس يصغي‪ .‬ولم يكد مصعب يقرأ القرآن‬ ‫بالمعرفة والتفوق‪.‬‬ ‫ويفسر الـدعـوة حتى أخـذت أسـاريـر أسيد تبرق وتشرق‪.‬‬ ‫وتتغير مع مواقع الكلم وتكتسي بجماله‪ ،‬ولم يكد مصعب‬ ‫قــال صـلـى الـلـه عليه وســلــم_ ‪\" :‬إن مــن أحـبـكـم إلـي‬ ‫يفرغ من حديثه حتى هتف أسيد قائلا‪ \" :‬ما أحسن هذا‬ ‫وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا‪ ,‬وإن‬ ‫القول وأصدقه‪ ،‬كيف يصنع من يدخل في هذا الدين؟؟ \"‪.‬‬ ‫أبغضكم إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون‬ ‫والمتشدقون والمتفيهقون\" قيل وما المتفيهقون؟ قال‬ ‫رابعا ‪ -‬انتقد السلوك وليس الشخص‪.‬‬ ‫المتكبرون‪.‬‬ ‫روي عـن الـمـزنـي قــال‪ :‬سمعني الشافعي يـومـا وأنـا‬ ‫أقول‪\" :‬فلان كذاب\" فقال لي‪ \":‬يا إبراهيم اكس ألفاظك‬ ‫ثالثا ‪ -‬كن متعاطفا مع الشخص الذي توجه إليه‬ ‫النقد‬ ‫أحسنها‪ ،‬لا تقل كذاب ولكن قل حديثه ليس بشيء\"‪.‬‬ ‫وخير مثال على ذلك قول الله تعالى‪ \":‬اذهبا إلى فرعون‬ ‫أفلا شققت عن قلبه ؟!‬ ‫إنه طغى * فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى\"‬ ‫والمعنى الابتعاد عن الحكم باستعجال والشك وسوء‬ ‫كن كابن عمير‪ ،‬كن كمصعب ابـن عمير‪ ,‬أول سفير في‬ ‫الظن‪.‬‬ ‫الاسلام‪ ,‬حينما قدم إلى المدينة داعيا إلى الله عز وجل‬ ‫وتمكن من امتصاص غضب وثورة أسيد بن حضير رضي‬ ‫عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال بعثنا رسول الله _‬ ‫الله عنه حينما قال يخاطبه هو وأسعد بن زرارة‪ \" :‬ما جاء‬ ‫صلى الله عليه وسلم_ في سرية فأدركت رجلا فقال‪\" :‬لا‬ ‫بكما إلى حينا‪ ,‬تسفهان ضعفاءنا؟ اعتزلا‪ ,‬إذا كنتما لا تريدان‬ ‫إله إلا الله فطعنته‪ ,‬فوقع في نفسي من ذلك فذكرته‬ ‫الخروج من الحياة\" وفي مثل هدوء البحر وقوته‪ ,‬وفي‬ ‫للنبي فقال _صلى الله عليه وسلم_ \" أقـال لا إله إلا‬ ‫مثل تهلل ضوء الفجر ووداعته انفرجت أسارير مصعب‬ ‫الله وقتلته! \" قلت‪ \" :‬يا رسول الله إنما قالها خوفا من‬ ‫الخير وتحرك بالحديث الطيب لسانه فقال‪ \":‬أولا تجلس‬ ‫السلاح\" فقال‪ \" :‬أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها‬ ‫فتستمع؟ فإن رضيت أمرنا قبلته‪ ،‬وإن كرهته كففنا عنك‬ ‫أم لا! \" فما زال يكرره حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ‪.‬‬ ‫‪68‬‬

‫الشخص تغييره‪.‬‬ ‫خامسا ‪ -‬عليك توجيه النقد والسلوك الخطأ‬ ‫الذي مازال حيا في الذاكرة‪.‬‬ ‫فإن النقد الـذي نوجهه من أجل النقد وإظهار النقائص‬ ‫فحسب‪ ،‬هو نقد هدام‪ ،‬لا يفسح المجال لمناقشته مع‬ ‫فكلما كان أمر النقد والمكاشفة حيا في الذاكرة لم يخالطه‬ ‫الطرف الآخر‪ ،‬وبذلك فهو يدفع إلى تأزيم الموقف وتعكير‬ ‫الكبت والإحباط والشعور بالغيظ والتشفي من الطرف‬ ‫الجو ويدفع لليأس والإحباط بدل من الحث والتشجيع على‬ ‫الآخر‪ ،‬كان له أثرا فاعلا وجليا‪ ...‬ذلك إن إبراز تراكمات وأخطاء‬ ‫الماضي وإظهارها يتسبب في انفجار الوضع واستفحال‬ ‫التغيير الإيجابي‪.‬‬ ‫الأمر‪.‬‬ ‫ثامنا ‪ -‬فن الاعتذار‬ ‫سادسا ‪ -‬كن واضحا ومحددا‪:‬‬ ‫الاعتذا ُر ُخل ٌق نبيل‪ ،‬وبرها ُن صد ٍق للقلوب الح َّية‪ ،‬وسج َّية‬ ‫مـحـمـود ٌة لا يتم َّتع بها إلا َمـن كـان ذا فـطـر ٍة سـو َّيـة لم‬ ‫اجمع الحقائق الوثيقة الصلة بالمشكلة‪ ،‬ح ِّللها‪ ،‬ثم اختر‬ ‫الأسلوب المناسب لبدء نقدك‪.‬‬ ‫ُتف ِس ْدها ال َّتقاليد البال َية‪،‬‬ ‫تأكد من أن الشخص المنتقد يفهم ما تقول ويتقبل النقد‬ ‫أ‪ -‬الاعتذار في اللغة‬ ‫الموجه إليه‪.‬‬ ‫اعتذ َر إلى صديقه ‪ /‬اعتذر لصديقه تأ َّسف له‪ ،‬وطلب منه‬ ‫سئل لولايد جورج السياسي البريطاني عن سبب نجاحه‬ ‫ال َّصف َح وال َّسما َح و َر ْفـ َع ال َّلوم‪ - :‬اعتذر إلى أ ِّمه ‪ - ،‬ق َّدم‬ ‫وصموده فقال‪ \":‬إنني ألائم بين ما أضعه في الصنارة‬ ‫إليه اعتذا ًرا رسم ًّيا ‪َ {،‬ه َذا َي ْو ُم لَا َي ْن ِط ُقو َن ‪َ .‬ولَا ُي ْؤ َذ ُن َل ُه ْم‬ ‫وبين نوع السمك \" ‪ \" ...‬إن أفضل طريقة للوصول للآخرين‬ ‫هي أن تستخدم اللغة التي يجيدون فهمها وأن تتعرف‬ ‫َف َي ْع َت ِذ ُرو َن} ‪.‬‬ ‫اعتذر عن فلا ٍن‪ :‬طلب قبو َل عذره‪.‬‬ ‫عليهم وعلى طبيعتهم وعلى خصائصهم وأحوالهم\"‪.‬‬ ‫اعتذر عن فعله ‪ /‬اعتذر من فعله‪ :‬ع َّبر عن أسفه‪ ،‬تأ َّسف‬ ‫سابعا ‪ -‬ركز على السلوك الذي يستطيع‬ ‫عنه‪ ،‬وأبدى ُع ْذ َره‬ ‫‪69‬‬

‫ •الجهل بفضيلة الاعتذار‪ ،‬وأنها من مكارم الأخلاق‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬ما هو الاعتذار‬ ‫ •وجود صفة اللامبالاة لدى الشخص المخطئ‪.‬‬ ‫ •الظن بأن الاعتذار أمر غير ضروري‪.‬‬ ‫الاعتذار هو إبداء التأثر لحصول تقصير أو خطأ أو تأخر أو‬ ‫سوء فهم مقصود أو غير مقصود‪.‬‬ ‫ •التأثر بـعـادات الآخـريـن والبيئة المحيطة في إهمال‬ ‫الاعتذار‪.‬‬ ‫والاعتذار هو التزام ‪ ...‬لأنه يحثنا على العمل على تحسين‬ ‫العلاقة وعلى تطوير ذاتنا‪.‬‬ ‫ •خـــوف الـشـخـص الـمـخـطـئ مــن الــحــرج‪ ،‬أو التأنيب‬ ‫والسخرية أو ربما معاقبة الآخرين‪.‬‬ ‫وهو أيضا فن له قواعده‪ ،‬نستطيع أن نتعلمها‪ ،‬وهو ليس‬ ‫مجرد لطافة‪ ،‬بل هو أسلوب تصرف‪.‬‬ ‫ •كثرة الأخطاء وتكرارها تو ّلد التعود عليها‪ ،‬وعدم الاعتذار‬ ‫منها‪.‬‬ ‫باختصار إنه مهارة من مهارات الاتصال الاجتماعية مكونة‬ ‫من ثلاث نقاط أساسيه هي‪:‬‬ ‫ •عدم إحساسه بحال الطرف الآخر الذي أخطأ في حقه‬ ‫ولم يعتذر له‪.‬‬ ‫ •أولًا‪ :‬أن تشعر بالندم عما صدر منك‪.‬‬ ‫ •ثاني ًا‪ :‬أن تتحمل المسؤولية‪.‬‬ ‫د ‪ -‬الاعتذار فن له أصول وقواعد أهمها‬ ‫ •ثالث ًا‪ :‬أن تكون لديك الرغبة في إصلاح الوضع‪.‬‬ ‫ •عنصر التوقيت وحسن اختياره هـو أول خطوة في‬ ‫فكر الاعتذار‪ .‬فمن الضروري اختيار الوقت المناسب‬ ‫ج ‪ -‬أسباب عدم الاعتذار‬ ‫للاعتذار لمن أخطأنا في حقه‪ ،‬والتفكير في الطريقة‬ ‫التي تناسب الاعتذار بما يتماشى مع شخصية الطرف‬ ‫ •التنشئة الاجتماعية ورفــض فكرة الاعـتـذار عموم ًا‪،‬‬ ‫فالطفل ينشأ ولم يتعود على الاعتذار كفضيلة فهو‬ ‫الذي وقع الخطأ في حقه‪.‬‬ ‫ •فكر مليا في أمر الاعتذار‪ ،‬حاول أن تحدد أسلوبه قبل‬ ‫لا يرى تطبيق عملي لهذه الفضيلة فيمن حوله‪.‬‬ ‫ •النظر إلى الاعتذار على أنه ضعف‪ ،‬أو أنه سلوك لا‬ ‫ينتج عنه سوى إهدار الكرامة والتقليل منها‪.‬‬ ‫‪70‬‬

‫ •لا تبرر ما فعلته‪ :‬إذا بدأت بتبرير ما فعلته وأسرفت‬ ‫عرضه‪ .‬فالتفكير العميق يفسح المجال لتقديم عرض‬ ‫في سرد الأسباب فإن هذا يعطي الإحساس أنك لا‬ ‫عقلاني ومقبول‪.‬‬ ‫تعتذر بل تحاول إقناع من أمامك أنك ضحية مثله‪.‬‬ ‫ •حدد موضوع الخلاف بعناية لا سيما وإن جاء الاعتذار‬ ‫بعد مدة من الزمن‪ ،‬حاول ألا تتهرب منه بالتناسي‪.‬‬ ‫ •اختر كلمات اعتذارك بدقه‪ :‬تأكد أن من أمامك يريد أن‬ ‫يعرف تماما عن ماذا تعتذر وأهمية ذلك بالنسبة لك‪.‬‬ ‫ •اعتمد التعابير الملطفة والإشارات العفوية التي تنم‬ ‫مثال‪ :‬عندما رأيتك هنا تذكرت أنني يجب أن أعتذر لك‬ ‫جميعها عن مشاعرك الصادقة في اعتذارك‪ :‬كأن تنظر‬ ‫عما بدر مني‪.‬‬ ‫إليه‪ /‬لا تكرر لازمة من حديثك‪...‬‬ ‫ • لقد جئت الآن خصيصا لأعتذر لك عما بدر مني‪( .‬كما‬ ‫ •يجب عدم الاعتذار للشخص الذي أخطأنا في حقه أمام‬ ‫ترى الفرق كبير وواضح)‪:‬‬ ‫الغير حتى لا نجرح مشاعره‪.‬‬ ‫ •في الجملة الأولى أنك غير مهتم بالاعتذار ولكن عندما‬ ‫ •تفضيل عدم الاستعانة بشخص ثالث لتسوية الخلاف‪.‬‬ ‫أوجدتك الظروف معه تذكرت أن تعتذر‪.‬‬ ‫ينصح بأن يظل قاصر ًا على الطرفين المتخاصمين‪.‬‬ ‫ •في الجملة الثانية تظهر أنك مهتم جدا بالاعتذار‪ ،‬وأنك‬ ‫أخيرا‪ ،‬فعدم الاعتذار ممكن أن يكون مردوده عكسيا على‬ ‫ذهبت إلية بغرض الاعتذار وليس لأي سبب آخر‪ .‬طبعا‬ ‫المخطئ بأن تكثر أخطاؤه بسبب عدم المبالاة‪.‬‬ ‫ذلك يحدث إذا ما كان الشخص مهما وتريد أن َتبقى‬ ‫على علاقة مستمرة به أو تريد أن تعيد بناءها كما كانت‬ ‫ه ‪ -‬شروط الاعتذار الصحيح‬ ‫وبنفس القوة‪.‬‬ ‫ •اجعله حقيقيا‪ :‬أي شخص يمكن أن يكتشف الاعتذار‬ ‫الزائف وقد يتسبب ذلك في إسـاءة أكبر من إصلاح‬ ‫ • تعهد بالتغيير‪ :‬إذا لم تتأكد من أنك ستغير من عاداتك‬ ‫الخطأ‪ .‬إن الاعتذار الحقيقي يهدف إلى تحمل مسؤولية‬ ‫فلا داعي للاعتذار لأن أخطاءك ستتكرر ومع تكرارها لن‬ ‫يقبل اعتذارك مرة أخرى وستفقد الكثير من مكانتك‬ ‫الخطأ وإزالته‪.‬‬ ‫عند الطرف الآخر وستخسر كثيرا من المتعاملين معك‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫ • استعد لموقف محرج عند الاعـتـذار‪ :‬كثيرا ما ينتهي‬ ‫الاعتذار بقبوله أو تبادل الاعتذار أو الشكر عليه ولكنك‬ ‫قد تجد بعض الأشخاص قد يقابلون اعتذارك ببرود‬ ‫أو لا مبالاة أو بعدوانية‪ .‬فهذا خارج عن سيطرتك‪ .‬لقد‬ ‫قمت بالجزء الذي يخصك وفعلته‪ .‬قد يشعر الطرف‬ ‫الآخر بذلك في لحظتها أو بعد أسبوع أو شهر أو لا‬ ‫يشعر نهائيا‪ .‬لقد قمت بما عليك وأرحـت ضميرك‪.‬‬ ‫الباقي على الطرف الآخر أن يقوم بدوره فلا تشغل‬ ‫نفسك بـه بـعـد أن قـدمـت اعــتــذارك وتخلصت من‬ ‫شعورك بالذنب‪.‬‬ ‫و ‪ -‬فوائد الاعتذار‬ ‫ •يساعد على التغلب على احتقارنا لذاتنا وتأنيب ضميرنا‪.‬‬ ‫ •يعيد الاحترام للذين أسأنا إليهم ويجردهم من الشعور‬ ‫بالغضب‪.‬‬ ‫ •يفتح باب التواصل الذي أوصدناه‪.‬‬ ‫ •هو شفاء الجراح والقلوب المحطمة‪.‬‬ ‫ •الاعتراف بالخطأ والاعتذار قد يكون سببا في نجاحك‬ ‫بأن تكبر في أعين الناس ويزيد حبهم لك بصدقك‬ ‫‪72‬‬

‫الخاتمة‬ ‫تنبه لسلوكك واعلم أنه لا يم ِّثلك وحدك وأن ما تقوم به‬ ‫في عملك أو ح ّيك أو مسجدك أو في لقاءاتك الاجتماعية‬ ‫ينعكس على سمعة مؤسستك‬ ‫وتذكر أن الناجحين يتطورون بشكل ملحوظ في أفكارهم‬ ‫وتعاملاتهم وسلوكياتهم وكافة أمورهم فهم يغذون‬ ‫نقصهم باستشارة العقلاء وجهلهم بالتعلم المستمر‬ ‫وفتورهم بمخالطة الصالحين العظماء‪ ،‬يقول إبراهيم‬ ‫الحربي عن الإمام أحمد رحمه الله‪( :‬لقد صحبته عشرين‬ ‫سنة صيفا وشتاء حرا وبردا ليلا ونهارا فما لقيته في يوم‬ ‫إلا وهو زائد عليه بالأمس)‬ ‫‪73‬‬

‫ •كيف تنتقد الآخرين ‪ ،‬أكرم عثمان‬ ‫المراجع‬ ‫ •تسوية الصراعات في العمل‪ ،‬كينيث كلوك‬ ‫ •مهارات الاتصال والتفاعل‪ ،‬د أماني عبدالفتاح‬ ‫ •كيف تصبح متواصلًا جيد ًا‪ ،‬نيدو كوبين‬ ‫ •التواصل بوضوح وشفافية‪ ،‬كريس كول‬ ‫ •المحادثات الصعبة ‪ ،‬دوجلاس ستون‬ ‫ •فن بدء الحوارات ‪ ،‬ديبرا فاين‬ ‫ •الانطباعات الأولى‪ ،‬د آن ديماري‬ ‫ •التواصل للفوز ‪ ،‬ريتشارد دينى‬ ‫ •فن ومهارة التعامل مع الناس‪ ،‬براندون توروبوف‬ ‫ •الذكاء الاجتماعي‪ ،‬كارل ألبريخت‬ ‫ •قوة الإقناع‪ ،‬د على الحمادي‬ ‫ •الكتاب السريع للذكاء العاطفي‪ ،‬ترافيس برادبيرى‬ ‫ •الذكاء التواصلي‪ ،‬ميسون النحلاوي‬ ‫ •أنت وأنا‪ ،‬د محمد بلال الجيوسي‬ ‫ •كيف تـؤثـر على الآخـريـن وتكتسب الأصــدقــاء‪ ,‬ديل‬ ‫ •المتحدث البارع‪ ،‬ياسر الحزيمي‬ ‫ •تواقيع‪ ،‬ياسر الحزيمي‬ ‫كارنيجي‬ ‫ •المحادثات الواثقة‪ ،‬مايك بيكتل‬ ‫ •مهارات الاتصال الفعال‪ ،‬د مدحت أبو النصر‬ ‫ •سحر الاتصال ‪ ،‬محمد أحمد العطار‬ ‫ •الجديد في فن إدارة الناس‪ ،‬فيل هانساكر‬ ‫ •هل أعرتني انتباهك‪ ،‬جوزيف كارديللو‬ ‫ •مهارات الاتصال والتأثير‪ ،‬د محمد حسن عاشور‬ ‫ •استمع لي‪ ،‬استمع إليك ‪ ،‬آني كوتزمان‬ ‫ •كون أصدقاء‪ ،‬أندرو ماثيوز‬ ‫ •حوارات عصيبة‪ ،‬آن ديكسون‬ ‫ •كيف تكون محاور ًا ناجح ًا ‪ ،‬د فهد المغلوث‬ ‫ •دليل تنمية مهارات الذكاء العاطفي‪ ،‬تشيرايل بجاي‬ ‫ •المزعجون من الناس‪ ،‬جوزيف دان‬ ‫ •كيف تتحدث إلى أي شخص‪ ،‬ليل لوندز‬ ‫ •فقر المشاعر‪ ،‬محمد إبراهيم الحمد‬ ‫ •كيف تجذب الناس كالمغناطيس‪ ،‬ليل لاندوس‬ ‫ •التعامل مع ذوي الطباع الصعبة‪ ،‬د ريك برنكمان‬ ‫ •أسرار قوانين الجاذبية‪ ،‬تالين ميدانير‬ ‫ •أثر الجاذبية الشخصية‪ ،‬أندرو لاى‬ ‫‪74‬‬

www.academy.kacnd.org ‫المادة العلمية‬ ‫م‬2019 - ‫هـ‬1440


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook