Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الحوار في بيئة العمل - المادة العلمية 2020

الحوار في بيئة العمل - المادة العلمية 2020

Published by kacndtrainer, 2020-08-09 05:21:35

Description: الحوار في بيئة العمل - المادة العلمية 2020

Search

Read the Text Version

‫ج ‪ -‬تعلم من السلوكيات المزعجة‬ ‫في كل صراع نواجه ســلوكيات صعبة ربما لا تطاق‪ ،‬ولكنها تقدم لنا فرص ًا لتحســين مهاراتنا‬ ‫وتطوير قدرتنا على التعاطف‪ ،‬والصبر‪ ،‬والمثابرة‪.‬‬ ‫ح ‪ -‬حل المشكلات بإبداع‬ ‫حل المشــكلات بشــكل إبداعي يســاعد في حل الصراعات نهائي ًا‪ .‬أما تجاهل المشــكلات أو‬ ‫محاولة الهروب منها أو تأجيلها فإن ذلك سيسمح بعودة ظهورها من جديد وربما بصورة أكثر‬ ‫حدة‪ ..‬حل المشكلات يعني الالتزام بالقيام بفعل أو تصرف‪.‬‬ ‫خ ‪ -‬استكشف المقاومة‬ ‫كل مقاومة تعكس وجود حاجة لم يتم إشباعها‪ ،‬ويمكن اعتبارها طلب ًا لتواصل حقيقي صادق‪.‬‬ ‫واستكشاف المقاومة يساعدنا على تحرير صراعاتنا والتغلب على المأزق‪.‬‬ ‫‪51‬‬

‫الجبل‬ ‫ثالثاً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫الجليدي‬ ‫للصراع‬ ‫عنــد الصراعــات والخلافات في بيئة العمل عادة ما يظهر لنا فقط نقاط الخلاف التي‬ ‫قصة‬ ‫تمثل رأس الجبل الجليدي‪ ،‬بينما يختفي وراءها كثير من المؤثرات والأسباب التي قد‬ ‫لا تكون ظاهرة للعيان‪ ،‬وتسهم معرفتها في تقليص حجم الخلاف و حسن إدارته‪..‬‬ ‫بالاستعانة بالقصص الواقعية التالية وبالتعاون مع أفراد مجموعتك حاول اكتشاف الطبقات الخفية للجبل‬ ‫الجليدي للصراع في بيئة العمل في الشكل الذي سيمر بك لاحق ًا‪.‬‬ ‫القصة الأولى‪:‬‬ ‫في إحدى جلســات حل الصراعات التي تم عقدها بين مديرة ومرؤوســيها لاحظ فريق الاستشارات الإدارية‬ ‫وجود نموذج ثابت في الكلمات والعبارات التي كان ذلك الرجل يستخدمها في وصف المديرة؛ كانت المرأة‬ ‫حســبما وصفها «متســلطة»‪ ،‬و «قاســية»‪ ،‬و «ديكتاتورة مستبدة»‪ .‬وكان هو غير قادر على حل أي مشكلة‬ ‫لأنهــا‪« :‬لا تســمح لي»‪« ،‬وتشــترط الحصول على إذن منها»‪ ،‬وتعبيرات مما شــابه ذلــك‪ .‬قرأ الفريق على‬ ‫مسامعه تلك الكلمات مرة أخرى‪ ،‬وسأله ما إذا كانت تلك الصفات تذكره بأي شخص‪ .‬قال‪« :‬رباه‪ ،‬إنها تذكرني‬ ‫بأمــي!»‪ .‬عنــد هــذه اللحظة تبدد الصراع تمام ًا بكل معنى الكلمة‪ .‬وقد أتــاح هذا للمديرة أن تدرك أنها كانت‬ ‫دون علم منها تستجيب بنفس الطريقة التي كانت والدة هذا الموظف تستجيب بها من قبل‪ .‬استطاعا بعد‬ ‫ذلــك أن يتوصــا إلــى عدد من الاتفاقات الناجحة فيما يتعلق بمســألة عملهما مع ًا‪ .‬لقد توصلا إلى الحل ‪-‬‬ ‫وبدايــة عمليــة تحول حقيقية ‪ -‬فقط عن طريق الانتقال من اســتجاباتهما الانفعاليــة إلى تحليل أصول تلك‬ ‫الاستجابات‪.‬‬ ‫‪52‬‬

‫القصة الثانية‪:‬‬ ‫قامت مديرة إحدى الشركات بطلب تقييم حول مهاراتها القيادية حيث طلبت من أفراد فريق العمل بالشركة أن يقوموا بملء‬ ‫بطاقات بتعليقاتهم دون كتابة أســمائهم‪ .‬عندما قرأت تعليقاتهم‪ ،‬شــعرت بالهجوم عليها وعانت من إحباط شــديد‪ .‬قضى‬ ‫الفريق العلاجي للأزمة وقتا ضخم ًا في الإنصات إلى ألمها وغضبها‪ ،‬سألها ما إذا كانت تشعر بأنها في الوظيفة الملائمة‬ ‫لهــا‪ ،‬فانخرطــت فــي البــكاء‪ .‬قالت إنها كانت تعلم أنها في وظيفة لا تناســبها ولا يبدو أنها قادرة على أن تفعل أي شــيء‬ ‫لإرضاء مرؤوســيها أو رؤســائها‪ .‬كشــفت دموعها عن حزنها وخجلها الخفيين‪ .‬اعترفت لهم بأنها اختارت مســار ًا مهني ًا خاطئ ًا‪،‬‬ ‫وأنها بائسة جدا‪ ،‬بالإضافة إلى استيائها من اضطرارها للانتقال من مدينة كانت تحبها إلى أخرى تكرهها‪.‬‬ ‫وبمجرد أن كشــفت عن مشــاعرها الحقيقية‪ ،‬بدلًا من أن تتبنى موقف ًا دفاعي ًا وتشعر بالغضب تجاه موظفيها‪ ،‬أصبحت قادرة‬ ‫على أن تشكرهم وتقدر لهم صدقهم‪.‬‬ ‫القصة الثالثة‪:‬‬ ‫يتسم «عصام» بأسلوب فظ غليظ‪ ،‬طلب عصام من موظفي شركته أن يصبحوا أكثر مسؤولية ومبادرة ويتسموا بالإدارة الذاتية‬ ‫مقابل أن يتخلى هو عن سلوكياته المتحكمة المسيطرة الآمرة‪ .‬زاد إحباطه بسبب عدم استعداد الموظفين لقبول «المسؤولية»‬ ‫و»المبادرة»؛ ونتيجة لذلك كان يصيح في وجوه الناس قائلًا‪ « :‬تحملوا المسؤولية أو غادروا الشركة»‪.‬‬ ‫وبعد اجتماع ساخن‪ ،‬أخبره فريق التحسين ‪-‬الذي تم استدعاؤه لحل المشكلة‪-‬أنه يبعث برسائل مختلطة مشوشة‪ ،‬وأن الإنذارات‬ ‫الغاضبة لم تكن تحفز فريق العمل على القيام بما يريد‪ .‬أنصت إليهم بعناية واهتمام لكنه لم يرد‪ .‬وبعد أسبوع من ذلك‪ ،‬جاءت‬ ‫مكالمة هاتفية من أحد أعضاء فريق العمل ممن حضر الاجتماع يقول فيها إن (عصام) دعا إلى اجتماع خاص بغرض الاعتذار عن‬ ‫تهديداته وتقديره العميق لما كان الجميع يقومون به‪ ،‬وعن خوفه سابقا من التخلي عن سيطرته‪ ،‬كما أبدى رغبته في الانتقال‬ ‫إلى مهام أكثر تحدي ًا من مهمة السيطرة على الفريق‪.‬‬ ‫لقد كان عصام يرتدي قناع الغضب خوفا من فشله إن هو تخلى عن التحكم والسيطرة‪ .‬ولكن وعن طريق الانفتاح والكشف عن‬ ‫نقاط ضعفه وحساسيته‪ ،‬استطاع توصيل رغبته في التنازل عن السيطرة والإدارة إلى مرؤوسيه المباشرين‪ .‬وكان استعداده لنزع‬ ‫قناعه والكف عن لوم الآخرين هو ما مهد الساحة لما تلا ذلك من تطور ملحوظ في الممارسات القيادية لفريق العمل‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫القصة الرابعة‪:‬‬ ‫كانت «ســلوى» ‪-‬نائب الرئيس والمســؤولة عن البرامج بإحدى الشركات‪ -‬و «رياض» ‪-‬نائب الرئيس والمسؤول‬ ‫عن العمليات في نفس الشركة‪-‬متورطين في صراع مرير‪ .‬أثناء المقابلات‪ ،‬كانا يلقيان باللوم على بعضهما‪،‬‬ ‫وكذلك كان يفعل مرؤوسيهما أيض ًا‪ ،‬وكانت كل مجموعة تعتبر أن الأخرى هي المشكلة‪ .‬كانت الشركة بأكملها‬ ‫في حالة استقطاب‪.‬‬ ‫كانت «سلوى» تشعر أن رئيس الشركة لا يعطيها ما تستحقه من التقدير‪ ،‬حيث لم يكن لها صوت في القرارات‬ ‫التنفيذيــة‪ ،‬وكانــت تشــعر أنهــا مضطرة إلى تحمل مســؤولية إنجاح قــرارات «رياض» الخاطئــة‪ .‬وكان «رياض»‬ ‫يشعر بأنه يفقد استحسان وتأييد الرئيس له‪ ،‬وأنه لا يلقى الاحترام الكافي‪ ،‬وأن سلطته الوحيدة تتمثل في‬ ‫معارضة أو تخريب عمل سلوى‪ ،‬منافسته الرئيسية الوحيدة‪ .‬وكان كل منهما على قناعة بأنه محق فيما يفعل‪.‬‬ ‫بدأ الفريق العلاجي عملية التدخل بالسؤال عن الخلفيات الأسرية‪ .‬قالت سلوى إنها كانت الفتاة الصغرى في‬ ‫عائلة بها ثلاثة أشــقاء أكبر ســن ًا‪ ،‬وقال «رياض» إنه كان أكبر الأبناء في أســرة بها ثلاث شــقيقات أصغر‪ .‬أدركا‬ ‫أنهما كانا يعيدان تمثيل أدوار المنافسات الأخوية القديمة التي قاما بها في أسرتيهما‪ ،‬وتوقفا عن التعامل‬ ‫مع السلوكيات بشكل شخصي‪ ،‬واختفى الصراع تمام ًا‪ .‬وبسرعة فائقة توصلا إلى عدد من الاتفاقات بشأن‬ ‫كيفية دعم كل منهما للآخر‪ ،‬وذهب الجميع إلى رئيس الشركة لطلب العون‪.‬‬ ‫وافق الرئيس على ضم ســلوى إلى فريق اتخاذ القرارات التنفيذية‪ ،‬وقام بطمأنتهما مع ًا بشــأن الدور الحيوي‬ ‫الذي يلعبه كل منهما في الشركة‪ .‬وبدأ الاثنان في العمل معا كحلفاء‪.‬‬ ‫‪54‬‬

‫القصة الخامسة‪:‬‬ ‫بينمــا كان أحــد بيــوت الخبرة يحاول مســاعدة إحدى المجموعات على التوصل إلى قــرار بالإجماع على تصميم‬ ‫لجنــة تنســيق من الموظفين‪ .‬كان أحــد الأعضاء يرفض الاتفاق مع المجموعة تمامــ ًا‪ ،‬ويرفض الموافقة على‬ ‫التصميــم الموضــوع‪ .‬ولقد تســبب « ســلوكه المزعج « في نشــوب صــراع محتدم وتوجيه نقــد لاذع له‪ ،‬لكنه‬ ‫صمد وأصر على موقفه‪ ،‬وبدى أنه يستمتع بالصراع‪ ،‬وكان يبتسم وهو يدافع عن موقفه العجيب‪.‬‬ ‫اكتشف الفريق الاستشاري عن طريق توجيه بعض الأسئلة المفتوحة التي تتطلب إجابات وصفية مسهبة أن‬ ‫القضايا الحقيقية التي تشغله لم تكن تمت بصلة للجنة التنسيق‪ ،‬وإنما كانت تتعلق بمجموعة العمل الخاص‬ ‫به‪ ،‬التي لم يستطع الترقي فيها أو حل المشكلات‪ .‬أدرك الفريق الاستشاري أنه كان يحاول جذب الانتباه إلى‬ ‫تلك القضايا بطريق ملتوية غير مباشرة‪.‬‬ ‫تحــدث معــه الفريق الاستشــاري عن المشــكلة‪ ،‬وفــي اجتماع آخــر أعطاه الفرصــة لتناول القضايــا التي كانت‬ ‫تشغله‪ .‬وافق على التصميم‪ ،‬وقام بحل العديد من مشكلاته‪ ،‬وأصبح قائد لجنة التنسيق‪.‬‬ ‫‪55‬‬

‫أحــدث (آر‪.‬دي‪.‬بينــج) تحــولا ضخما في عــاج الأمراض العقلية فــي العائلات عن طريق‬ ‫إدراكه أن العديد من الناس الذين يســمون بالمجانين هم ببساطة أشخاص يستخدمون‬ ‫استراتيجيات تساعدهم على الحياة في نظام عائلي مصاب بالخلل‪ .‬نفس الأمر يمكن‬ ‫قوله عن الســلوكيات المجنونة أو المزعجة في المؤسســات والشــركات‪ ،‬هناك العديد‬ ‫مــن الموظفين تم تصنيفهم على أنهم «شــخصيات مزعجــة وصعبة المراس» والذين‬ ‫كانــوا ببســاطة – ولكــن بغير مهــارة – يحاولــون التكيف والعيش في بيئــة عمل مصابة‬ ‫بالخلل الوظيفي‪.‬‬ ‫إن البديل لتصنيف المشــكلة على أنها (شــخص مزعج) هو أن تراها على أنها (ســلوك‬ ‫مزعج)‪ ،‬وعن طريق تغيير الطريقة التي نصف بها المشكلة نكتشف كيفية حلها‪ ،‬لأن كل‬ ‫إنســان يســتطيع تغيير ســلوكه كما هو الحال عند اكتســابه لمهارات الحياة في سنوات‬ ‫عمره الأولى‪.‬‬ ‫‪56‬‬

‫تحمل مسؤولية الصراع‬ ‫يرأس «ستيف جولد سميث» برنامجا في جنوب كاليفورنيا يضع الشباب المهتمين بارتكاب الجرائم‬ ‫وجه ًا لوجه أمام ضحاياهم بغرض التوسط والصلح‪ .‬يتم تشجيع كلا الطرفين على التواصل بصدق‬ ‫حــول مــا حدث‪ ،‬حول أثر الجريمة على الضحية‪ ،‬وحول مســئولية الصبي الحدث الذي ارتكب الجريمة‬ ‫عــن تقديم التعويض والترضية للضحية‪ ،‬وحول مســؤولية الضحية عــن الصفح والعفو والصلح مع‬ ‫الجاني‪.‬‬ ‫هــذا البرنامــج يحقق نتائج باهرة فــي الحفاظ على المراهقين من دخول الســجن‪ ،‬وتعليمهم كيفية‬ ‫التواصــل بصــدق حول جرائمهم وتحمل مســئولية أفعالهــم‪ .‬ولقد انخفض معــدل انتكاس هؤلاء‬ ‫الشــباب إلى الجريمة أو إعادة القبض عليهم بشــكل كبير جد ًا مقارنة بمرتكبي الجرائم الآخرين من‬ ‫الشباب الذين لم يخضعوا للبرنامج‪ ،‬حيث بلغت نسبة نجاحهم في إعادة التأهيل قرابة ‪ ،90%‬في‬ ‫الأساس بسبب الصدق والمسؤولية اللذين تشجعهما عملية الوساطة‪.‬‬ ‫إنك بتحملك ‪ - % 100‬وليس ‪ % 50‬فحسب ‪ -‬من المسؤولية عن صراعاتك تغلق الباب أمام توجيه‬ ‫اللــوم للآخريــن‪ .‬إنــك بذلك تكتشــف الفرص الخفيــة للتعلم من أخطائــك‪ ،‬وتصبح أكثــر مهارة في‬ ‫التعامل مع الصراعات المستقبلية‪ ،‬وتحرر نفسك من المشاعر والسلوكيات التي أدت إلى المأزق‬ ‫أو الأزمة‪.‬‬ ‫‪57‬‬

‫رابعاً‬ ‫خطوات‬ ‫الوصول إلى‬ ‫ما تحت سطح‬ ‫الصراع‬ ‫‪ :1‬الفضول وتوجيه الأسئلة‬ ‫ربما تفضل أن تتجنب توجيه الأسئلة التي تبدو غبية أو سطحية أو تبدو إجابتها واضحة‪ ،‬ولكن‬ ‫تلــك هــي أفضــل الأســئلة‪ ،‬وطرحها يمكــن أن يغير مســار الصــراع جذري ًا‪ ،‬نوصيك بــأن تجعل‬ ‫أســئلتك تتدفق مع الأخذ بالاعتبار تجنب أســلوب الاســتجواب الذي يوحي بالتحقيق والهجوم‬ ‫والتطفل لأن ذلك من شأنه أن يأتي بنتائج عكسية‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫هناك نماذج لأسئلة يمكنك توجيهها للطرف الآخر لتعميق أسس الحوار وتحويل انتباه الطرف‬ ‫الآخر إلى الحلول‪.‬‬ ‫جديد‪ ،‬فما الذي ستفعله بشكل مختلف؟»‪« .‬لماذا؟»‪.‬‬ ‫• ما الذي فعلته أنا وأســه َم في وقوع هذا الخلاف من‬ ‫«هل أنت مســتعد للبدء من جديد الآن والقيام بالأمر‬ ‫وجهة نظرك ؟ »‬ ‫بشكل مختلف؟»‪.‬‬ ‫• « هل يمكنك أن تمنحني مثالًا محدد ًا ؟ »‬ ‫• « مــا الشــيء الأكثر أهمية بالنســبة لــك في حل هذه‬ ‫• « كيف كان شعورك عندما فعلت ذلك ؟ »‬ ‫• « هــل يمكنــك أن تخبرنــي بالمزيــد عمــا أزعجــك فيمــا‬ ‫المشكلة ؟»‪.‬‬ ‫• « مــا الــذي تقترح عل َّي القيام بــه لحل الجزء الخاص بي‬ ‫قمت به ؟ »‬ ‫• « مــا الــذي فعلتــه أنــت وتــرى أنــه أســهم فــي وقوع‬ ‫من هذه المشكلة ؟»‪.‬‬ ‫• « هــل يمكنــك التفكير فــي أية حلول يمكــن أن تلقى‬ ‫الخلاف بيننا ؟ »‬ ‫• « هل تود أن تعرف ما الذي جعلني هذا أشعر به ؟ »‬ ‫قبولًا لدى كل منا؟»‪.‬‬ ‫• « ما الذي تحتاج إليه للتخلص من هذا الصراع وتجاهله‪،‬‬ ‫• « ما الذي كنت تعنيه عندما قلت ـــ ؟ »‬ ‫مــع الشــعور بــأن نقاط الخــاف التــي يشــتمل عليها‬ ‫• « لماذا يمثل هذا مشكلة بالنسبة لك ؟ »‬ ‫وكأنها قد تم حلها حق ًا ؟»‪.‬‬ ‫• « ما أسوأ جزء فيما حدث لك ؟ »‬ ‫• « كيف تحب أن أتواصل معك في المستقبل إذا كانت‬ ‫• « لم لا تخبرني بمشاعرك وأنصت أنا إليها‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫هنــاك أية مشــكلات أخــرى؟»‪« .‬ما الــذي ينبغي عل َّي‬ ‫أخبرك أنا بمشاعري ؟ »‬ ‫قوله عندئذ؟»‪.‬‬ ‫• « آمل أن تســتطيع الاســتماع لما أقوله دون أن تشعر‬ ‫• « هل تهتم بمعرفة الطريقة التي أود منك استخدامها‬ ‫بالضيق أو الغضب أو الحيرة‪ .‬هل بمقدورك أن تخبرني‬ ‫إذا بــدأ حديثي فــي إزعاجك بأي صورة حتى أســتطيع‬ ‫في التواصل معي في المستقبل؟»‪.‬‬ ‫• « ما نوع العلاقة التي تحب أن تكون قائمة بيننا؟»‪.‬‬ ‫التواصل معك بشكل أفضل؟»‪.‬‬ ‫• « إذا كان من الممكن أن تعيد القيام بهذا الأمر كله من‬ ‫• « كيف تود أن ينتهي هذا الصراع؟»‪« .‬لماذا؟»‬ ‫‪59‬‬

‫‪ : 2‬التعاطف والتوحد‬ ‫وهــي إحــدى الطرق الأكثر فاعلية لســبر جبل الجليــد وبالتالي التوصل إلى حل الصــراع‪ ،‬فعن طريقها‬ ‫نصــل إلــى طبقات أعمــق من جبل الجليد‪ ،‬ونصنع (وعي ًا بالارتباط) ونكتشــف أننا جميع ًا نشــترك في‬ ‫مجموعة واحدة من الانفعالات والمشاعر والاهتمامات والمفاهيم‪ ،‬بالتعاطف نعرف بمقدورنا فهم‬ ‫أحدنــا الآخــر والتوحــد معه حتى عندما نختلف في اللغة والثقافة والشــخصية وكذلك فنحن بحاجة هنا‬ ‫للتخلي عن جميع أحكامنا المسبقة على الطرف الأخر‪.‬‬ ‫بينمــا كان أحــد مراكــز الاستشــارة الأمريكيــة يقدم المشــورة لإحدى شــركات تكنولوجيا‬ ‫المعلومات‪ ،‬لاحظ أن أفراد طاقم العمل بالشركة غارقون في عدد هائل من الصراعات‬ ‫مع بعض وحدات المشاريع حول ما يعتبرونه مطالب غير واقعية‪ ،‬في حين كانت وحدات‬ ‫المشــاريع تشكو من بيروقراطية شــركة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬والرفض غير المنطقي‬ ‫لطلبات المساعدة‪ ،‬وسوء مستوى الخدمة‪ ،‬وسوء التواصل‪.‬‬ ‫طلب المركز الاستشاري من كلتا المجموعتين المشاركة في جلسة تخطيط استراتيجي‬ ‫تم الاتفاق خلالها على أن يقوم بعض أفراد طاقم العمل بتبادل مواقع العمل مؤقت ًا‬ ‫لتحقيق فهم أفضل للظروف الموجودة في موقع عمل كل مجموعة‪ .‬تم تكليف موظف‬ ‫من كل وحدة مشاريع بالعمل في شركة تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬وكذلك تم توزيع بعض‬ ‫موظفي شــركة تكنولوجيا المعلومات على وحدة المشــاريع بواقع موظف لكل وحدة‪.‬‬ ‫وبعد عام واحد‪ ،‬انتهت الصراعات‪ ،‬وطلب كلا الجانبين أن يبقى الموظفون في دورهم‬ ‫حتى يتمكنوا من مواصلة عملية تنســيق تقديم الخدمات‪ .‬وبينما كان تعاطفهم يزداد‪،‬‬ ‫كانوا قادرين على وضع رؤية استراتيجية للشركة كان من شأنها تحسين خدمة العملاء‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫النظرة الثلاثية‬ ‫خامساً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫للصراع في‬ ‫بيئة العمل‬ ‫عند الصراعات أو الخلافات بشــكل عام فإننا نســتخدم عبارات تترجم نظرتنا إلى الصراع وتوجه الطرف‬ ‫الآخر للتفاعل معنا في ضوء هذه النظرة‪ ،‬تأمل العبارات التالية ثم صنفها في الجدول اللاحق‪:‬‬ ‫الصراع كرحلة‬ ‫الصراع كفرصة‬ ‫الصراع كحرب‬ ‫م‬ ‫ •إلى أين ترغب أن يؤدي بك‬ ‫ •ما الاحتمالات لحل هذه المشكلة‬ ‫ •من الصعب تبرير موقفك أو‬ ‫الاستعــارات اللفظية‬ ‫هذا ؟‬ ‫ •هذه المشكلة تطرح أمامنا تحديا‬ ‫الدفاع عنه‪.‬‬ ‫ •إن فكرتك تشير إلى حل ما‬ ‫حقيقيا‬ ‫ •لقد أجهضنا هذه الفكرة‬ ‫ •دعونا نفعل هذا معا‬ ‫ •لدينا الآن فرصة لجعل الأمور‬ ‫ •إننا نواجه معركة‬ ‫ •أظن أننا وصلنا إلى اتفاق‬ ‫أفضل‬ ‫ •لقد ألقى قنبلة في وجهي‬ ‫ •دعونا نبحث عن أرضية‬ ‫ •ما الاحتمالات المتاحة لحل هذه‬ ‫ •لقد انتصرت‬ ‫مشتركة‬ ‫المشكلة‬ ‫ •دعونا نتعاون معا على إيجاد حل‬ ‫تشير إلى التحول من الإحساس‬ ‫تشير إلى التحول من افتراض أن‬ ‫تقوم على افتراض ضمني أن‬ ‫الافتراض‬ ‫بأننا عالقون في الصراع إلى‬ ‫الخصوم أعداء إلى افتراض أنهم‬ ‫الطرف الآخر يريد النيل منا وأنه‬ ‫الضمني‬ ‫حلفاء يمكن أن يساعدونا في حل‬ ‫ليس هناك أقل من تحقيق النصر‬ ‫الرغبة في التعلم منه والتحرك‬ ‫مع ًا بدلًا من التحرك ضد بعضنا‬ ‫المشكلات‬ ‫الكامل لحل الصراع‬ ‫هذه النظرة تركز انتباهك على‬ ‫هذه النظرة تركز انتباهك عليك أنت‬ ‫هذه النظرة تجعل تركيزك منصبا‬ ‫مجال‬ ‫المستقبل‬ ‫على خصمك‬ ‫التركيز‬ ‫‪61‬‬

‫استراتيجيات‬ ‫سادساً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫إدارة الصراع‬ ‫في بيئة العمل‬ ‫الأساس في اختيار استراتيجية فعالة هو أن تحدد ما ترغب في توصيله‪ .‬وعليه فلا يوجد استراتيجية‬ ‫خاطئة دوم ًا أو ناجحة دوما‪ ،‬والشخص الماهر هو الذي يستطيع استخدام كل استراتيجية في وقتها‬ ‫المناسب حسب تحليله وأهدافه واهتماماته ومصالحه وتقديره للموقف‪.‬‬ ‫)الإذعان (التنازل‬ ‫التعاون (التضامن)‬ ‫مهتم‬ ‫مهتم بالنتائج (ربح)‬ ‫بالأشخاص (ربح)‬ ‫التسوية‬ ‫غير مهتم‬ ‫غير مهتم بالنتائج‬ ‫بالأشخاص‬ ‫(خسارة)‬ ‫(خسارة)‬ ‫العدوانية (التنافس)‬ ‫التجنب‬ ‫‪62‬‬

‫ولنعــ ِط مثــالا علــى هذه الاســتراتيجيات الخمــس‪ُ :‬طلب منك أن تبقى فــي العمل لوقت متأخــر لإنجاز أعمال‬ ‫طارئة‪ ..‬الخطوات التي يمكن ممارستها وفق الاستراتيجيات الخمس السابقة ستكون كالتالي‪:‬‬ ‫ةلاسرلا‬ ‫الاستراتيجية‬ ‫ستحاول التظاهر بعدم الفهم أو النسيان‪ ،‬ستخرج وتغلق جوالك على أمل‬ ‫التجنب‬ ‫تدبير عذر إلى يوم الغد‬ ‫الإذعان‬ ‫العدوانية‬ ‫ستستجيب للطلب رغم امتعاضك‬ ‫التسوية‬ ‫سترفض‬ ‫التعاون‬ ‫ستوافق بشروط‪ ،‬مثل أن تتأخر في القدوم إلى الدوام غدا‪ ،‬أو آخر مرة تلبي‬ ‫فيها الطلب‪....‬‬ ‫ستقترح طرقا أخرى لإنجاز المهمة تتضمن قيامك بجزء من العمل مثل أن‬ ‫تطلب بقاء أكثر من موظف لإنجاز العمل‪ ،‬أو إنجازه من البيت‪......‬‬ ‫‪63‬‬

‫في الجدول التالي أمثلة توضح الاستراتيجية المناسبة لإدارة الصراع‬ ‫حسب تغير الحالة الإدارية‪:‬‬ ‫الاستراتيجية‬ ‫المـــثــــــــــال‬ ‫م‬ ‫المقترحة‬ ‫تعتبر أن الأمر تافه‪ ،‬أو لا يستحق مواجهة الأفراد المتحمسين له‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫التجنب‬ ‫ترى أن القضايا التي يدور حولها الصراع قضايا أساسية وتعلم أنك محق بشأنها‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫العدوانية‬ ‫ترغب في تحقيق الالتزام وزيادة التحفيز والإنتاجية عن طريق اتخاذ القرارات بالإجماع‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫التعاون‬ ‫‪4‬‬ ‫التعاون‬ ‫أهدافك تتطلب جهد فريق عمل كامل‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫الإذعان‬ ‫ترغب في الحفاظ على الانسجام أو تجنب التمزق والتشتت‪.‬‬ ‫‪6‬‬ ‫العدوانية‬ ‫تحتاج إلى حماية نفسك من أناس يريدون استغلال السلوك التعاوني‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫التجنب‬ ‫تحتاج إلى الهدوء أو الحد من توترك واستعادة رباطة جأشك‪.‬‬ ‫‪8‬‬ ‫التسوية‬ ‫جهودك في كل من المنافسة أو التعاون أخفقت وتحتاج إلى دعم‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التعاون‬ ‫‪10‬‬ ‫التجنب‬ ‫تحتاج إلى حل طويل الأجل‪.‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الإذعان‬ ‫تحتاج إلى بعض الوقت لتجميع المعلومات ولا تستطيع اتخاذ قرار فوري مباشر‪.‬‬ ‫‪12‬‬ ‫التسوية‬ ‫تدرك أن الأمر أكثر أهمية بالنسبة للآخرين وترغب في إيجاد شعور بالمودة والارتياح‪.‬‬ ‫‪13‬‬ ‫الإذعان‬ ‫‪14‬‬ ‫العدوانية‬ ‫تحتاج إلى الوصول لاتفاق مؤقت بشأن بعض القضايا المعقدة‪.‬‬ ‫‪15‬‬ ‫العدوانية‬ ‫ترى فرصة لمساعدة أحد المرؤوسين على التعلم من الخطأ‪.‬‬ ‫‪16‬‬ ‫التجنب‬ ‫مضطر للتعامل مع حالة طارئة وعاجلة أو ترغب في اتخاذ إجراء سريع حاسم‪.‬‬ ‫عندما تكون هناك حاجة لتطبيق قرار مهم‪ ،‬مثل خفض النفقات أو وضع قوانين غير شعبية‬ ‫عندما يستطيع الآخرون حل الصراع بشكل أكثر فاعلية‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫إذا كان ما تفعله دائم ًا استجابة للصراع هو أن تتجنبه‪ ،‬فإنك عاجلًا او آجلًا لن تكون قادر ًا على‬ ‫المشــاركة بشــكل إيجابي بناء‪ ،‬ســينتهي بك الحال في نهاية الأمر إلى الشــعور باللامبالاة‬ ‫وعدم الاهتمام‪.‬‬ ‫وإذا كان كل مــا تفعلــه هــو الإذعــان‪ ،‬فإنك فــي نهاية الأمر ستشــعر بالفزع مــن أي صراع‪،‬‬ ‫وسينتهي بك الحال إلى الشعور بالغضب وأن الآخرين يستغلونك‪.‬‬ ‫وإذا كنت دائم العدوانية في صراعاتك‪ ،‬فإنك ستشــعر بالغضب تجاه أمور تافهة‪ ،‬وينتهي‬ ‫بك الحال إلى الشعور بالعداء والغيظ والحنق‪.‬‬ ‫وإذا كنــت تســتخدم التســوية طــوال الوقــت‪ ،‬فإنك لن تســتمر فــي أي صراع لفتــرة كافية‬ ‫لإحداث تحول أو تقدم حقيقي‪ ،‬وسينتهي بك الحال إلى الشعور بعدم الرضا‪ ،‬وربما بالذل‬ ‫أيض ًا‪.‬‬ ‫من وجهة نظرك ما هي الاستراتيجية التي تحقق أفضلسؤال‬ ‫النتائج بشكل عام ؟‬ ‫كانــت إحدى شــركات الاتصالات الأمريكية الكبيرة تحاول بناء هيكل شــامل جديــد‪ ،‬ولكن عملية التغيير‬ ‫أسفرت عما أسماه المديرون «إذعان ًا معلن ًا وتحدي ًا سري ًا خفي ًا»‪ .‬وعند محاولة معرفة مصادر المقاومة‬ ‫الخفيــة‪ُ ،‬وجــد أن الصراعــات والخلافات التــي أثارتها عملية التغيير كان يتم تجنبهــا وتجاهلها من جانب‬ ‫قادة الشركة الذين كانوا يأملون أن تختفي المشكلات ببساطة عن طريقة تجنبهم لها‪.‬‬ ‫وبدلًا من أن يحدث ما كانوا يأملون فيه‪ ،‬زادت المشــكلات ســوء ًا واضطراب ًا تحت مظهر خارجي زائف‬ ‫مــن القبــول والإذعــان‪ ،‬ووراء الأبــواب المغلقة كانت مقاومــة التغيير تنمو وتزداد‪ .‬قــام فريق الأزمة‬ ‫بإجراء مقابلات مع الموظفين وفتح حوارات حول العقبات الحقيقية‪ ،‬وإخراج الصراعات الخفية إلى حيز‬ ‫الرؤية‪ .‬وعندما فعل ذلك‪ ،‬استطاع أن يرى الارتياح والطاقة المتجددة يظهران على السطح‪ .‬كانت هذه‬ ‫الطاقــة تتجســد فــي رغبة حقيقية للمشــاركة والتعاون في الجهد المبذول من أجــل التغيير الذي كان‬ ‫الموظفون مســتبعدين من المشــاركة فيه‪ .‬كان فتح باب المشاركة في العملية من أجل إتاحة التعبير‬ ‫عن آرائهم بشــأن كيفية ســير العملية بشــكل أفضل هو الأمر الذي حول المقاومة والتحدي إلى جهد‬ ‫متعــاون لحل المشــكلات‪ .‬كان التحول الذي تحقق بعــد ذلك كاملًا تمام ًا إلى حد أن المجلس التنفيذي‬ ‫‪ -‬الذي كان يشــتمل على تنفيذيين كانوا شــديدي المقاومة للتغيير ‪ -‬تطوع بجعل العلاوات الســنوية‬ ‫لأعضاء المجلس متوقفة على نجاح عملية التغيير‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫استراتيجية التفاوض‬ ‫سابعاً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫التعاوني لحل الصراع‬ ‫تجتمع مجموعة من الموظفين أثناء فترات الراحة في (استراحة الموظفين)‪ ،‬بعضهم يرغب في إيقاف مكيف الهواء‪ ،‬في‬ ‫حيــن يرغــب آخــرون في تشــغيله‪ ،‬وبافتراض أن مكيف الهواء ليس له إلا حالتان إما التشــغيل وإمــا الإيقاف‪ ،‬فهناك ثلاث‬ ‫طرق رئيسة لحل هذا الصراع‪.‬‬ ‫حاول التوصل إلى السيناريو المتوقع في كل طريقة من هذه الطرق الثلاث‪.‬‬ ‫‪ - 1‬التنافس أو السلطة‬ ‫إذا قمت بحل هذا النزاع باســتخدام الســلطة‪ ،‬ســواء كانت في شكل قوة جسدية أو‬ ‫إكــراه أو مــال أو منصــب أو موقــع أو قــدرة تنظيميــة أو ارتباطات سياســية‪ ،‬فإن كل‬ ‫طرف ســوف يتم تحريضه على الآخر‪ ،‬مما ســيصنع حتم ًا فائزين وخاســرين‪ ،‬ويقسم‬ ‫المجموعة على نفســها‪ .‬الحزب الأكثر ســلطة وقوة ســيكون قادر ًا على تشــغيل أو‬ ‫إيقــاف مكيــف الهــواء في أي وقت يشــاء‪ ،‬بغض النظــر عما يريده الحــزب الضعيف‬ ‫الذي لا يملك من الأمر شــيئ ًا‪ ،‬وهو ما يشــجع على ســوء اســتخدام الســلطة‪ .‬يمكن‬ ‫اســتغلال الســلطة المتنامية في كســب المميزات أو حماية الامتيــازات‪ ،‬مما يؤدي‬ ‫إلى الفساد‪ ،‬وعدم الاستقرار‪ ،‬واستخدام الحزب الضعيف لأشكال السلطة السلبية‬ ‫بغرض تحقيق مصالحه‪.‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪ - 2‬الحقوق أو التسوية‬ ‫إذا تم حل هذا النزاع على أساس الحقوق‪ ،‬كما هي الحال في الدعاوي القضائية‪ ،‬او‬ ‫عملية التصويت‪ ،‬أو المفاوضات العادلة‪ ،‬فقد يتم التوصل إلى حل وســط بنا ًء عليه‬ ‫يتم تشغيل مكيف الهواء من الساعة العاشرة حتى الثانية عشرة ـ مثلًا ـ ويتم إيقافه‬ ‫من الثانية عشرة حتى الواحدة‪ .‬وفي تلك المباريات التي تقوم على أساس الحقوق‬ ‫يظل هناك فائزون وخاســرون‪ .‬كما ينخفض حجم الفســاد وســوء اســتغلال السلطة‬ ‫ولكنهمــا يظلان متواجدين‪ ،‬وتظل المجموعة منقســمة ومتخاصمة‪ ،‬ولا يتم تحقيق‬ ‫مصالح أي حزب بشكل كامل يرضى عنه‪ ،‬أو يتم حل الأسباب الكامنة وراء الصراع‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المصالح أو التفاوض التعاوني‬ ‫إذا تم حل نفس هذا النزاع على أســاس المصالح‪ ،‬فإننا ســنعرف أســباب الرغبة في‬ ‫تشــغيل أو إيقــاف مكيــف الهــواء‪ .‬إذا كان هــؤلاء الــذي يرغبون في إيقافــه يرغبون‬ ‫في ذلك لأنهم لا يســتطيعون الســمع جيد ًا بســبب الضوضاء التي يصدرها‪ ،‬يمكن‬ ‫اســتخدام مكبــر الصــوت أو التحــدث بصوت أعلــى‪ .‬وإذا كانوا يريــدون إغلاقه لأنهم‬ ‫يحتاجون إلى الهواء النقي‪ ،‬يمكننا أن نفتح نافذة ما أو نأخذ فترة استراحة‪ .‬وإذا كانوا‬ ‫يشــعرون بالبــرودة‪ ،‬يمكننــا جلب ســخان توجيهــي‪ .‬وإذا كانوا يشــعرون بمتاعب في‬ ‫التنفس لأن الهواء فاســد‪ ،‬يمكننا إحضار مروحة‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬يســتطيع كل شخص‬ ‫أن يشــعر وكأنه فائز‪ ،‬وليس هناك فســاد أو ســوء اســتغلال للســلطة‪ ،‬والمجموعة‬ ‫متوحــدة‪ .‬باختصــار‪ ،‬ليــس هناك ســبب جوهــري يجعل البعــض يضطر إلــى الإصابة‬ ‫بالزكام حتى لا يشعر البعض بحرارة الجو‪.‬‬ ‫‪67‬‬

‫التفاوض حول الخلافات‬ ‫التفاوض هو عملية يحصل من خلالها كل طرف على بعض مما يريده مقابل وضع حد للصراع دون‬ ‫حل نهائي‪.‬‬ ‫عادة عندما نتفاوض لكسب (الكم) من شيء ما مثل‪ :‬المال أو الوقت أو المساحة‪ ،‬فإننا نتفاوض‬ ‫أيضــا بشــكل غير مباشــر علــى (الكيف) في صورة شــيء خفي غيــر مرئي وقد لا يتــم ذكره على‬ ‫الإطــاق‪ ،‬فبينما نتفاوض مثلا على مســاحة المكتب الذي ســيخصص لنا فقــد نكون في الواقع‬ ‫نتفــاوض علــى مكانتنا في المؤسســة‪ .‬ولعلنا حين نتفاوض على الراتب نتفاوض في الأســاس‬ ‫علــى التقديــر والاحتــرام‪ .‬وبهذه الطريقة يصبــح الكيف أكثر أهمية من الكم بكثيــر‪ ،‬ويمكن أن ندفع‬ ‫ثمنا كبيرا من الثقة والاحترام في مقابل الحصول على نصر صغير يتمثل في قدر بسيط أو زيادة‬ ‫طفيفة فيما نطالب به‪.‬‬ ‫للاستزادة عن موضوع التفاوض راجع كتاب‪ Getting to Yes ( :‬لروجر فيشر & ويليام يوري )‬ ‫‪68‬‬

‫الوحدة الرابعة‬ ‫تطبيقات الحوار‬ ‫في بيئة العمل‬ ‫‪69‬‬

‫خطوات الحوار الفعال‬ ‫أولاً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫في بيئة العمل‬ ‫أولًا‪ :‬اختيار الوقت الملائم لطلب الحوار‪ ،‬أو طلب التأجيل إذا لم يناسبك‬ ‫مــن الأمثلــة علــى الأوقات غير المناســبة للحــوار‪ :‬الدقائق الأولــى أو الأخيرة لوقــت العمل‪ ،‬عبر‬ ‫الاتصــال الهاتفــي خارج أوقات العمل إلا للضرورة‪ ،‬في الممــرات‪ ،‬عند حاجة الطرف الآخر لتناول‬ ‫الطعــام أو الذهــاب لــدورة الميــاه‪ ،‬عندمــا يكون الطــرف الآخر منفعــا أو حزينا أو مســرورا جدا أو‬ ‫خائفا‪.......‬‬ ‫من وجهة نظرك ماهي نتائج عقد الحوارات في أوقات غير مناسبة؟‬ ‫ج‪ /‬في الغالب فإن الحوار في تلك الأوقات لا يحقق أهدافه‪.‬‬ ‫قامــت إحدى الشــركات المتخصصة في مجال مســتحضرات التجميل بعمــل إعلانات لها في التوقيتات‬ ‫الحرجة مثل ما بين الشــوطين في المباريات‪ ،‬أو قبل إذاعة بعض المسلســات الشــهيرة ولاحظت بعد‬ ‫فترة أنه لم يحدث‪ ،‬أي تغير بالزيادة في مبيعاتها‪..‬‬ ‫سؤال لماذا؟‬ ‫‪70‬‬

‫الشــكل الســابق يمثــل مخططا تقليديا لســاحة حوار‬ ‫ثاني ًا‪ :‬تهيئة الساحة للحوار‬ ‫بيــن رئيــس ومرؤوســيه أو عملائــه أو زواره‪ ،‬إلا أنــه‬ ‫يتضمن مجموعة من عوائق الاتصال الفعال‪ ،‬وهي‬ ‫كالتالي‪:‬‬ ‫أولًا ‪ :‬بعــض المحادثــات لا يجــب أن يتم عقدها أصلًا‬ ‫‪1‬‬ ‫فــي مكتب المدير لأن الاســتدعاء إلــى مكتب المدير‬ ‫بالنســبة للعديد من الموظفين يعد نذير شــؤم يأتي‬ ‫مقعد مقد‬ ‫بعده نوع من العقاب أو التوبيخ‪.‬‬ ‫ثانيــ ًا ‪ :‬فــي العديــد من المكاتــب‪ ،‬تكون لــدى المدير‬ ‫‪2‬‬ ‫شاشــة توقف مشتتة تحملها شاشة جهاز الكمبيوتر‪،‬‬ ‫وهاتــف لم يتم إغلاقه‪ ،‬وأكوام مــن الأعمال الورقية‬ ‫التي تسترعي الانتباه وتطالب بالاهتمام‪.‬‬ ‫ثالث ًا ‪ :‬ترتيب وضع المقاعد يشير إلى صاحب السلطة‬ ‫‪3‬‬ ‫هاتف‬ ‫ومن لا سلطة لهم‪ .‬هذا الترتيب يوحي بأن المستمع‬ ‫كمبيوتر‬ ‫أعمال ورقية‬ ‫الجالــس وراء مكتبــه هــو صاحــب الســلطة والقاضي‬ ‫مقعد‬ ‫وصانــع القــرار‪ ،‬بــدلًا مــن أن يوحــي بأنــه المــدرب‬ ‫والوسيط والمسهل‪.‬‬ ‫رابعــ ًا ‪ :‬المكتــب يفصــل الناس عن بعضهــم البعض‪،‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ويخفــي الكثيــر مــن لغــة أجســادهم‪ ،‬التــي كثيــر ًا مــا‬ ‫توصــل المزيــد عمــا يشــعرون بــه أكثــر ممــا توصلــه‬ ‫الكلمات التي يستخدمونها في حديثهم‪.‬‬ ‫‪71‬‬

‫*هنــاك أوضــاع أكثــر فاعلية فــي إنجاح الحــوار‪ ،‬مثل‬ ‫الشكل التالي‪:‬‬ ‫مقعد‬ ‫مقعد‬ ‫هل تفضل أماكن أخرى غير مكتب الرئيس ؟‬ ‫مقعد‬ ‫يستحســن فــي بعــض الحــوارات أن تجــرى‬ ‫هاتف‬ ‫خــارج مكتب الرئيــس أو المدير – مثل حديقة‬ ‫أعمال ورقية‬ ‫المبنى أو أثناء المشي في أروقة المبنى‬ ‫أو في مقهى – وذلك تحرزا من تأثير المكان‬ ‫‪72‬‬ ‫على المزاج العام للمتحاورين أو تأثيره على‬ ‫سير الحوار‪.‬‬ ‫كمبيوتر‬

‫ثالثا‪ :‬أنصت بقلبك‪ ،‬وانظر إلى ما تحت سطح الحوار الذي يدور بينكما‬ ‫هناك اختلاف أساسي بين السمع الذي هو نشاط فسيولوجي والإنصات الذي هو نشاط نفسي‪ ،‬بين‬ ‫مجــرد الإنصــات والإنصــات المتعاطف المتفهم‪ ،‬بيــن الإنصات إلى ما نريد أن نســمعه والإنصات إلى‬ ‫ما هو مهم بالنســبة للمتحدث بين الإنصات بدافع الدور الذي تلعبه – مدير‪ ،‬موظف‪ ،‬مراجع ‪-‬والإنصات‬ ‫كإنســان‪ ،‬بيــن الإنصات بعطــف والإنصات بتعاطــف‪ ،‬إننا نعرف متــى ينصت الشــخص للحقائق ومتى‬ ‫ينصت للمشاعر‪ ،‬متى ينصت بتعاون ومتى ينصت بخصومة‪.‬‬ ‫خطوات الإنصات الف َّعال‬ ‫ماذا لو لم تفعل؟‬ ‫سلوكيات غير دالة‬ ‫الخطوة‬ ‫م‬ ‫تعــذر الوصــول إلــى‬ ‫إظهــار عــدم الاقتناع بمــا يقوله الآخر‬ ‫تخل عن أفكارك وأحكامك وتوقعاتك وحاول‬ ‫‪1‬‬ ‫نقاط التقاء واستمرار‬ ‫– التقــاط الجمــل التــي تحتــاج إلى رد‬ ‫أن تفهم ما يقوله الشخص الآخر‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫التبايــن فــي وجهات‬ ‫النظــر أو الوصــول‬ ‫وتجاهل غيرها‬ ‫ابحث عن المعنى الذي يقصده الشخص‬ ‫‪3‬‬ ‫شــكليا إلــى توافــق‬ ‫الآخر‪ ،‬خاصة إذا كان يختلف معك في الرأي‪.‬‬ ‫هش قابل للانتكاسة‬ ‫محاصــرة الطــرف الآخــر بالأدلــة‬ ‫مــع أقــرب خــاف‪،‬‬ ‫والبراهيــن التــي تؤيــد رأيــك – عــدم‬ ‫استجب باحترام وبدون اللجوء إلى الدفاع‬ ‫وتضاؤل الفرص ببناء‬ ‫مع الإقرار بمخاوف ومشاغل الشخص الآخر‬ ‫قاعــدة صلبــة ينطلق‬ ‫سؤاله عن مقاصده وما يريد إيصاله‬ ‫منهــا الحــوار لتحقيــق‬ ‫ومعالجتها أولًا‪.‬‬ ‫التشــنج – الســخرية بما يعرضه الطرف‬ ‫أهداف الطرفين‬ ‫الآخــر – المبالغــة في عــرض البراهين‬ ‫المؤيــدة لرأيــك واســتهلاك جل وقت‬ ‫الحــوار في ذلــك – الجنوح عن مفاهيم‬ ‫الحوار إلى ممارسات الجدل والمناظرة‬ ‫‪73‬‬

‫رابعا‪ :‬ابعث رسائلك وفق الأسس الخمسة للرسالة الجيدة‬ ‫‪ 1‬الصحة‬ ‫‪ 2‬الوضوح‬ ‫‪ 3‬الاكتمال‬ ‫‪ 4‬التهذيب‬ ‫‪ 5‬الإيجاز‬ ‫‪74‬‬

‫خامسا‪ :‬اذكر بوضوح ‪-‬وبدون غضب‪ -‬اهتماماتك وخططك واحتياجاتك‬ ‫قصة‬ ‫ومصالحك الشخصية‪.‬‬ ‫عزيــزي القــارئ‪ :‬تأمل القصتين الواقعيتين التاليتين ليظهر لك مدى أهمية التعبير المتزن‬ ‫عن المشاعر والاهتمامات‪:‬‬ ‫القصة الأولى‪:‬‬ ‫« إنني في غاية الغضب! لماذا لا يستطيع أن يفهم ما أحاول إخباره به !»‪.‬‬ ‫ُســمعت هذه العبارة من مشــرف يحاول أن يفهم لماذا لم يقم أحد المديرين الذين يعملون تحت‬ ‫رئاسته بإعادة تنظيم القسم بالطريقة التي اقترحها عليه‪ .‬ولقد اكتشفنا أن هذا المشرف لم يقم‬ ‫فعلي ًا بإخبار المدير بما كان يريده لأنه كان معجب ًا به‪ ،‬وافترض أنه يدرك ويفهم ما كان مطلوب ًا‪ ،‬ولم‬ ‫يشــأ أن يزعجه بالأوامر المباشــرة‪ ،‬أو يبدو في صورة المشــرف المتسلط المزعج‪ .‬وبدلًا من ذلك‬ ‫كان تواصلــه ســيئ ًا‪ ،‬وانتابــه الغضب عندمــا لم ُيفهم مقصده‪ ،‬وكاد أن يفصــل هذا المدير‪ ،‬وكلف‬ ‫الشركة وقت ًا كثير ًا ومالًا طائلًا من أجل علاج المشكلة التي حدثت‪.‬‬ ‫القصة الثانية‪:‬‬ ‫« أشعرته أنني لا أتقبل تعليقاته أو سخريته من أصولي الأفريقية‪ ،‬لكنني لم أستطع أن أقول‬ ‫هــذا مباشــرة لأننــي لم أرغــب في أن أكون وقحــة»‪ .‬أخبرتنا بهذا امرأة ‪ -‬قامت بملء اســتمارة‬ ‫دعوى أمام القضاء ضد رئيسها في العمل تتهمه فيها بالعنصرية ‪ -‬أثناء جلسة وساطة عندما‬ ‫كانــت تشــرح ســبب عدم قدرتهــا على أن تقول «لا» لرئيســها أو تطلب منــه التوقف عن هذا‪.‬‬ ‫وعندمــا تحدثنــا إلى الرئيس نفســه‪ ،‬قال إنه ظن أنهــا كانت تتقبل تعليقاته ودعاباته الســاخرة‪،‬‬ ‫وأضــاف قائــ ًا‪ « :‬لــو أنهــا فقــط أخبرتني بصراحــة‪ ،‬لكنت توقفت علــى الفــور»‪ .‬والثمن الذي‬ ‫دفعاه ودفعته الشركة معهما بسبب عدم قدرة المرأة على التواصل الجيد‪ ،‬وفشل الرجل في‬ ‫فهم إشــارات الرفض كان يزيد بكثير على مليون دولار‪ ،‬ناهيك عن حســاب الخســائر المعنوية‬ ‫وحياتهما المهنية التي تأثرت‪.‬‬ ‫‪75‬‬

‫أين كان خلل الاتصال في هاتين القصتين؟سؤال‬ ‫ج‪ /‬عــدم الإفصــاح عن المشــاعر أو الاهتمامات‪ ،‬واعتقــاد أن الطرف الآخر على‬ ‫دراية بوجهة نظري أو طريقة تفكيري أو نظرتي للأمر‪.‬‬ ‫ما هو حجم الأثر الذي تسبب به هذا الخلل على أطراف‬ ‫الحوار والمؤسسة؟سؤال‬ ‫سادسا‪ :‬انتق كلماتك‪ ،‬وراقب نبرة صوتك‪ ،‬واهتم بلغة الجسد‪.‬‬ ‫الكلمات‬ ‫‪%7‬‬ ‫نبرة الصوت‬ ‫‪%55‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫ثلاثي التأثير في الآخرين‬ ‫لغة الجسد‬ ‫‪76‬‬

‫سابعا‪ :‬ركز على نقاط الاتفاق بينكما واجعل من ذلك أرضية صلبة لاستكمال‬ ‫الحوار‪ ،‬واستثمر الاختلاف في التعلم والتحسين واكتشاف الجديد‪.‬‬ ‫ثامنا‪ :‬استخدم استراتيجيات التفاوض التعاوني لحل نقاط الخلاف المحتدمة‬ ‫تاسعا‪ :‬ابحث عن الاكتمال‪ ،‬ولخص ما قاله الشخص الآخر‪ ،‬واطلب منه تقييما‬ ‫حول ما فهمه منك‪.‬‬ ‫عاشرا‪ :‬صافح وابتسم وودع‪.‬‬ ‫يمكنك تصنيف الخطوات السابقة حسب تقنية الشطائر إلى ثلاث مراحل‪( :‬البداية – الصلب‬ ‫– الختام) أو (خطوات أولية – خطوات رئيسية – خطوات ختامية)‪..‬‬ ‫الختام‬ ‫الصلب‬ ‫البداية‬ ‫‪10 + 9‬‬ ‫‪8–3‬‬ ‫‪2+1‬‬ ‫‪77‬‬

‫الحوار في اجتماعات‬ ‫ثانياً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫العمل‬ ‫هناك ثلاثة مفاهيم أساســية يجب على المدير اتباعها لدفع أفراد فريقه للمشــاركة ومن‬ ‫ثم خلق اتصال فعال بينه وبينهم خلال الاجتماعات ســواء تلك الاجتماعات المخطط لها‬ ‫أو التلقائية‪:‬‬ ‫الإتاحة‬ ‫من الضروري إعطاء الأفراد الشعور بالمشاركة‪ ،‬من المهام الأساسية لدى المدير في خلق الاتصال‬ ‫الفعال أن يسأل أعضاء فريقه من وقت لآخر عما إذا كان لديهم مشكلة ما؛ مما ينمي الشعور بالثقة‬ ‫ومــن ثم المصارحة والحديث عن مشــاكلهم‪ ،‬حتى يصبــح تحديدها وحلها في متناول الجميع قبل أن‬ ‫يستفحل أمرها وتصبح في مرحلة التفاقم‪.‬‬ ‫الحماية‬ ‫الأمن والطمأنينة من الحاجات الضرورية لتجســيد كينونة الإنســان في بيئته الاجتماعية؛ لذلك على‬ ‫المديــر أن يراعي هذا الشــعور لدى الأفراد‪ ،‬وذلك بعدم تســفيه آراء أعضــاء الفريق‪ ،‬وأيض ًا عدم الأخذ‬ ‫بمنهج اللامبالاة في التعامل‪ ،‬مما يزعزع الشعور بالأمن والطمأنينة لدى أفراد الفريق‪ .‬وهذا لا يعني‬ ‫القبــول المطلــق لــكل آراء وأفكار الفريق‪ ،‬بل يعني الاعتراف‪ .‬بها ومناقشــتها محييــ ًا فيهم روح الثقة‬ ‫والصراحة والاتصال المفتوح متحليا بروح الحوار لا بروح الترفع‪ ،‬ومن البديهي جدا إذا حاول‬ ‫أحد أعضاء الفريق أن يدلي برأيه في مشكلة ما‪ ،‬ثم عوقب لا لشيء إلا لكونه ع َّبر عن رأيه في مسألة‬ ‫ما؟ سوف يفكر مليا أكثر من مرة قبل أن يعطي رأيه‪ ،‬حتى ولو كان بـناء ًا في أي مشكلة أخرى‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫الفعالية‬ ‫مشاركة الأفراد في نقاش مشكلة ما‪ ،‬يعطيهم الشعور بالوجود والمصير المشترك ومن ثم الفعالية‬ ‫في محيط العمل‪ .‬من الأفضل أن تناقش المسائل بدلا من حسمها دون نقاش‪ ،‬وعندما يحاول أحد‬ ‫أعضاء الفريق أن يشارك برأيه في حل مشكلة ولكن لا يجيد التجاوب المطلوب‪ ،‬فإن ذلك حتما سوف‬ ‫يقود بقية أعضاء الفريق إلى الشــعور بأنهم إن قاموا بنفس الفعل فســوف يتلقون نفس المصير‪،‬‬ ‫مما يؤدي إلى التقاعس وتردي روح المبادرة لديهم في التعاطي مع أي مشكلة في المستقبل‪.‬‬ ‫إذا شــغلت الاجتماعــات ‪ % 25‬من وقــت المديرين‬ ‫إذا ترتــب على مشــكلة مــا عقد كثير مــن الاجتماعات‪،‬‬ ‫فهذا دليل على الضعف الإداري في مؤسساتهم‪.‬‬ ‫عند ذلك تصبح الاجتماعات أهم من المشكلة نفسها‪.‬‬ ‫«ستيفن هاوكينغ»‬ ‫«آرثر بلوخ – كاتب أمريكي»‬ ‫‪79‬‬

‫إدارة الحوار في‬ ‫ثالثاً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫الاجتماعات‬ ‫غالبا ما يتعامل مدير الاجتماع مع نمط أو أكثر من الأنماط التالية‪ ،‬وإليك بعض الاقتراحات‬ ‫للتعامل مع هذه الأنماط‪:‬‬ ‫‪ - 1‬محب الظهور‬ ‫يتميــز الفــرد الذي يحــب الظهور بأنه يعرف كثيــر ًا عن موضوع الاجتمــاع وهو يحب أن‬ ‫يظهــر ذلــك أمــام جميــع الحاضرين‪ ،‬ويبرز نفســه على أنــه خبير في هــذا الموضوع‪،‬‬ ‫ويحــاول أن يتحــدث كثيــر ًا‪ ،‬وهو بذلك يمنع غيره من التحــدث‪ .‬ولكي تتعامل مع محب‬ ‫الظهور اتبع ما يلي‪:‬‬ ‫ •اسأل الشخص محب الظهور سؤالًا صعب ًا لكي توقفه عن الحديث‪.‬‬ ‫ •قاطعــه‪ ،‬ولخــص ما يقوله‪ ،‬وأســأل أحــد الحاضرين ســؤالًا آخر لكــي تغير مجرى‬ ‫الحديث‪.‬‬ ‫ •قاطعــه ونبهه إلى أنه اســتنفذ وقت ًا كثير ًا في الــكلام وأن هناك الكثيرين الذي‬ ‫سوف يتحدثون أيض ًا‪.‬‬ ‫ •كلفــه بمشــروع معين بأن يجمــع معلومات أو ينفذ توصيــات اجتماع ما‪ ،‬واجعله‬ ‫يعرض ذلك على المجموعة للمناقشة‪.‬‬ ‫ •كلفــه برئاســة لجنــة فرعيــة مــن نفــس المجموعــة‪ ،‬واجعــل المجموعــة تناقش‬ ‫توصياتها‪.‬‬ ‫‪80‬‬

‫‪ - 2‬الصامت‬ ‫يفتقــر الشــخص الصامت أو قليــل الكلام إلى مهارات الاتصال الشــفوي‪ ،‬وعندمــا يتكلم يكون‬ ‫صوتــه منخفض ًا وغير واضح‪ ،‬وهو بذلك لا يســتطيع عرض أفــكاره‪ ،‬وإقناع الآخرين بها‪ ،‬حتى ولو‬ ‫كانت تلك الأفكار جيدة‪ .‬وللتعامل مع شخص من هذا النوع اتباع ما يلي‪:‬‬ ‫ •ســاعد هــذا الشــخص على عرض أفــكاره وذلك بأن تكرر مــا قاله فمثلًا (وبمعنــى أخر فإنك‬ ‫تقصد كذا‪ )......‬أو (تقترح كذا ‪.)........‬‬ ‫ •أعد تكرار كل فكرة يطرحها أو تعليق يعلقه لكي يتمكن كل الأفراد من سماعه‪.‬‬ ‫ •أسأل الفرد بأن يعيد تكرار ما قاله بصوت عالي وفي مواجهة الجميع‪ ،‬على أن لا يكون ذلك‬ ‫سبب ًا في شعوره بالإحراج‪.‬‬ ‫‪ - 3‬المعارض‬ ‫الشــخص المعتــرض دائم ًا هو شــخص يحاول إثارة المتاعب‪ ،‬وذلــك أن يعترض ويبدو غير موافق‬ ‫بصفة عامة‪ ،‬ومن الأســباب التي تجعل الشــخص يتخذ هذا الموقف‪ :‬شعوره بالإحباط الناتج عن‬ ‫عدم كونه رئيس ًا للاجتماع‪ ،‬أو شعوره بالكراهية لبعض الأعضاء‪ .‬ولكي تحد من مثل هذا التصرف‬ ‫وتأثيره على إحباط الآخرين يجب أن تتصرف مع هذا الشخص وبسرعة أحد التصرفات التالية‪:‬‬ ‫ •اجعلــه يجلــس في مواجهتــك‪ ،‬فهذا يجعلك أكثر قدرة على الســيطرة على إثارته للمشــاكل‬ ‫وحدوث أي خلاف أو شجار بينه وبين أحد الأعضاء الآخرين‪.‬‬ ‫ •تحــدث معــه علــى انفــراد‪ ،‬وأبلغــه بملاحظاتــك عن ســلوكه غير المرغــوب فيه‪ ،‬وأســأله عن‬ ‫المشكلات التي تواجهه لكي تساهم في حلها معه‪.‬‬ ‫ •أسند إليه بعض المهام الخاصة والمسؤوليات التي قد تجعله يشعر أنه شخص مهم‪ ،‬وهذا‬ ‫الأمــر يجعلــه يعود للجماعة ويتفاعل معها‪ ،‬وخطورة هذا الأمر أنه قد يســيء اســتغلال هذا‬ ‫الموقف‪ ،‬ويكون أكثر قوة في المعارضة وإثارة المشاكل‪.‬‬ ‫ •بصفة خاصة أسأله أن يترك الاجتماع‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫‪ - 4‬كثير الشكوى‬ ‫هناك بعض الأفراد كثيري الشكوى ودائم ًا ما يوجهون اللوم إلى المجموعة على أشياء أو ظواهر ليست‬ ‫في مقدورهم أو تحت ســيطرتهم كأســلوب الإدارة‪ ،‬وسياســات الشــركة‪ ،‬والظروف الاقتصادية وغيرها‪،‬‬ ‫ودائم ًا ما يقولون ( وما الفائدة من ذلك) وهم بذلك يحبطون المجموعة كلها‪ .‬يمكنك اتباع النصائح التالية‬ ‫في التعامل معهم‪:‬‬ ‫ •الفــت نظــره إلــى أن هذه الأشــياء ليســت من اختصــاص الاجتمــاع‪ ،‬وإن هذه المجموعــة تعمل تحت‬ ‫الظروف المتاحة ولها هدف تسعى إلى تحقيقه بأقصى جهد تستطيعه‪.‬‬ ‫ •اسأل الفرد مباشرة عن حل للمشكلة التي يثيرها‪ ،‬وبالطبع لن يجد الحل‪ ،‬وفي هذه الحالة ألفت نظره‬ ‫إلــى أنــه لا يجب أن تستســلم المجموعة لعدم وجود حل‪ ،‬وأنه ينبغــي أن تعمل تحت الظروف الحالية‬ ‫وبهذا تجعل المجموعة تعود إلى الموضوع الأصلي الذي من أجله عقد الاجتماع‪.‬‬ ‫ •قاطع المشتكي ووجه المجموعة مرة ثانية إلى الموضوع الأصلي‪.‬‬ ‫‪ - 5‬الثرثار‬ ‫الشخص الثرثار هو الذي يتحدث كثير ًا وفي موضوعات ليس لها علاقة بموضوع الاجتماع‪ ،‬ويدرك الأعضاء‬ ‫بسرعة هذا النوع من الأشخاص‪ ،‬وعلى رئيس الاجتماع اتباع ما يلي للتعامل مع هذا الشخص‪:‬‬ ‫ •عندمــا يتوقف ليلتقط أنفاســه‪ ،‬ســارع بأن تشــكره‪ ،‬وأعــد صياغة أحد الجمل التي قالهــا وأجعلها ذات‬ ‫صلة بالموضوع‪ ،‬وارجع بالأعضاء إلى الموضوع الأصلي من خلال بعض الأسئلة‪.‬‬ ‫ •قاطعه ووجه سؤالًا لشخص غيره‪.‬‬ ‫ •تحدث عن مساهمته ووجه كلامك إلى الأعضاء وأسألهم إن كان أحد ًا منهم يود التعقيب على كلامه‪.‬‬ ‫ •ارجع إلى أجندة الموضوع‪ ،‬وإذا كان الموضوع مكتوب ًا على الســبورة أو لوحة‪ ،‬اســأل الشــخص الثرثار‬ ‫عن النقطة التي يتحدث فيها والتي من المفترض أن يكون لها علاقة بالموضوع الذي من أجله عقد‬ ‫الاجتماع‪ ،‬فهذا الموقف يجعله محرج ًا‪ ،‬ويكف عن ثرثرته‪.‬‬ ‫‪82‬‬

‫‪ - 6‬النزاعات الشخصية‬ ‫قد يكون بالاجتماع بعض الأفراد الذين بينهم صراعات أو خلافات شخصية‪ ،‬وبالتالي فإن كل فرد سيحاول‬ ‫هدم أفكار وآراء الطرف الثاني‪ ،‬وقد تبدو هذه الخلافات على السطح أثناء الاجتماع وتحدث بينهما مشادة‪،‬‬ ‫وللتعامل مع هذا الموقف اتبع ما يلي‪:‬‬ ‫ •وجه ســؤالًا إلى أحد أطراف النزاع‪ ،‬فهذا يقطع نزاعهم‪ ،‬ويجعل هذا الطرف ينتبه إليك‪ ،‬وبالتالي فإن‬ ‫الطرف الثاني سوف يحاول أن يندمج مع المجموعة‪.‬‬ ‫ •لخــص تعليقــات كل طــرف‪ ،‬وأعرضها علــى المجموعة حتى ينتبــه كل فرد إلى ما تقــول وانتقل إلى‬ ‫الموضوع الثاني للاجتماع‪.‬‬ ‫ •اجعل الشخصين المتنازعين يجلسان في مكانين متفرقين بحيث لا يرى كل منهما الآخر‪.‬‬ ‫ •قاطع المشادات بينهم‪ ،‬ووجه السؤال إلى طرف ثالث لجذب انتباههما إليه‪.‬‬ ‫ •اجتمع بهما بصفة شــخصية‪ ،‬ووضح لهما كيف أن الشــجار الذي بينهما يمكن أن يفســد جو الاجتماع‬ ‫ويؤثر على كفاءته‪ ،‬وحاول أن تساهم في حل المشكلة وفض النزاع بينهما‪.‬‬ ‫‪83‬‬

‫الحوار مع المستفيدين‬ ‫ثالثاً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫في بيئة العمل‬ ‫عزيزي القارئ‪ :‬بعد مشاهدتك لمقطع الفيديو الملحق بالعرض‪ ،‬يمكننا أن‬ ‫فيديو‬ ‫نخلص منه إلى أن أهم الخطوات للتعامل مع شكاوى المستفيدين هي‪:‬‬ ‫الخطوة الأولى‪ :‬بين اهتمامك بالأمر‪.‬‬ ‫الخطوة الثانية‪ :‬استمع لتفهم وتعي المشكلة‪.‬‬ ‫الخطوة الثالثة‪ :‬ب ّين التوقعات المحتملة‪.‬‬ ‫الخطوة الرابعة‪ :‬كرر الأمور ذات الأهمية الخاصة‪.‬‬ ‫الخطوة الخامسة‪ :‬أسرع بالحل والبدائل‪.‬‬ ‫الخطوة السادسة‪ :‬تأكد دائما من تحقق عنصر الرضا‪.‬‬ ‫‪84‬‬

‫تطبيق مهارة الحوار في‬ ‫رابعاً‬ ‫المادة العلمية‬ ‫بيئة العمل‬ ‫يعمل أحد المصانع بنظام الورديات‪ ،‬حيث توجد به ورديتا عمل (صباحية ومســائية)‪ ،‬يدير الوردية الأولى شــاب‬ ‫ذكــي ومؤهــل‪ ،‬أمــا الوردية الثانية فيديرها موظف تجاوز الخمســين عاما‪ ،‬قضى عمــره في المصنع فأصبح ذا‬ ‫خبرة كبيرة في الآلات وطريقة عملها‪.‬‬ ‫ذات يوم خطرت ببال الموظف الشــاب فكرة جديدة لتطوير عمل الآلات وزيادة إنتاجيتها‪ ،‬لكن تنفيذها يشــمل‬ ‫بعض المخاطر على سلامة الآلات‪ ،‬فعرض الفكرة على المدير وناقشه بها فوافق المدير‪.‬‬ ‫أســرع الموظــف بتنفيــذ الفكرة وبالفعل زادت ســرعة الإنتاج‪ ،‬وعند اقتــراب موعد انتهاء الوردية اضطر الشــاب‬ ‫للخــروج مــن العمل مبكرا‪ ،‬فكتــب التعديلات التي أحدثها في ورقة ووضعها علــى طاولة زميله صاحب الخبرة‪،‬‬ ‫وانصرف‪.‬‬ ‫عندمــا حضــر الموظف الآخــر تفاجأ بطريقة عمل الآلات ففزع من التغييرات وخشــي على الآلات فأغلقها في‬ ‫الحال دون أن يتنبه للورقة التي على مكتبه‪ ،‬مما أدى إلى خسارة كبيرة بسبب توقف الإنتاج‪.‬‬ ‫*نموذج مقترح لإدارة حوار لحل المشكلة الواردة في النشاط‪:‬‬ ‫عزيزي المدرب‪ :‬ســأضع بين يديك ســيناريو لحوار أراه مناســبا لحل المشــكلة‪ ،‬لك الحرية في اســتبداله بما تراه أنسب‪،‬‬ ‫وقبل ان تبدأ في الحوار المعروض علينا أن نتوقع أن كلا الموظفين (الشاب والكبير في السن) يتوقعون لوم المدير‬ ‫لهم أو حتى معاقبتهم على ما قاموا به‪ ،‬لذلك فهم مستعدون للدفاع عن أنفسهم في حالة توجيه أي لوم أو عتب‪،‬‬ ‫فما قاموا به لم يكن إلا لمصلحة المصنع (من وجهة نظرهم)‪.‬‬ ‫‪85‬‬

‫ولنعرض لحوار المدير مع كل منهما على حده‪:‬‬ ‫يطلب المدير الموظف الشاب (اسمه محمد) في البداية للاجتماع به‪ .‬فيدخل الموظف الى مكتب المدير بثقة‪ ،‬ولكنه مستعد للدفاع عن نفسه‬ ‫في حال توجيه أي اتهام له‪ ،‬يرحب به المدير بابتسامة‪ ،‬ويبدأ بمحاورته‪:‬‬ ‫المدير‪ :‬مرحبا محمد‪ .‬تفضل بالجلوس‪ ،‬كيف حالك؟ أتمنى أن جميع أمورك على ما يرام‪.‬‬ ‫يجلس محمد (الموظف الشاب) ويكتف يده‪ ،‬وينظر الى المدير مستعدا للدفاع عن نفسه‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬محمد‪ ،‬أنت من الموظفين الذين يفخر المصنع بوجودهم فيه‪ ،‬وكفاءتك في العمل ممتازة وحماسك جيد‪ ،‬وهذا كله أثر على تطور سير‬ ‫المصنع خصوصا فكرة تعديل تشغيل الأجهزة لمضاعفة الإنتاج التي طرحتها البارحة‪.‬‬ ‫بالطبع سيؤثر هذا الكلام إيجابا على نفسية محمد‪ ،‬فتهدأ نفسه ويبدأ تركيزه في الدفاع عن نفسه يقل‪ ،‬ويزداد تفكيره في كيفية توضيح أفكاره‬ ‫بخصوص تطوير العمل‪.‬‬ ‫محمد(الشاب)‪ :‬نعم نعم‪ ،‬هذه الفكرة ستضاعف الإنتاج ‪ 60%‬وسنغطي أسواق (تحمس الشاب لفكرته كثيرا وبدأ يسترسل في شرحها والدعاية‬ ‫لها)‪.‬‬ ‫بعد أن أنهى محمد شرحه فاتحه المدير في المشكلة التي حدثت‪:‬‬ ‫المدير‪ :‬أنت على علم بالطبع بما حدث البارحة من إيقاف بالمصنع‪ .‬مما أدى الى خسارة في الإنتاج‪ ،‬ولكننا إن شاء الله سنعوضها بفكرتك‪ ،‬غير‬ ‫أني أود أن أستمع لرأيك في سبب حدوث هذه المشكلة؟‬ ‫يفكر محمد للحظات ‪ ..‬لم يتوقع أن يوجه إليه هذا السؤال‪ ،‬كل الذي كان يفكر به كيف سيدافع عن موقفه‪.‬‬ ‫محمد (الشاب)‪ :‬الفكرة ممتازة ‪ ..‬لكني أعتقد أننا يجب أن نخطط لطريقة تنفيذها أكثر‪ .‬فعندما نفذتها تركت ورقة للموظف الآخر‪ ،‬ليكون لديه علم‬ ‫لما أجريته من تعديلات‪ ،‬لأنني كنت مضطرا للخروج مبكرا من العمل‪ ،‬ولكنه للأسف لم يرها‪ ،‬بل رأى الآلات تعمل بشكل مغاير عما تعود عليه‪،‬‬ ‫فذهل‪ ،‬واعتقد أن خللا ما أصابها‪ ،‬فأطفأها‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬إذا المشكلة ليست بسبب الفكرة وإنما بسبب أمر آخر‪ ،‬ما هو برأيك؟‬ ‫الموظف‪ :‬نعم‪ ..‬المشكلة كانت في طريقة التعامل بيننا كموظفين‪ ،‬فكان علي أن أتأكد من أن الورقة ستصل إلى الموظف الآخر‪ ،‬فالأمر ليس‬ ‫بسيطا‪ .‬وكان على الموظف الآخر أيضا استشارتك قبل إطفاء الأجهزة‪ ،‬وعدم الانفعال‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬إذن ماذا تقترح لحل المشكلة؟‬ ‫‪86‬‬

‫الموظف يرد وقد نسى الدفاع عن نفسه‪ ،‬وخوفه من الاتهام‪ :‬من الأفضل أن نحسن وسيلة الاتصال بين الموظفين‪ ،‬حتى يسهل علينا التشاور‬ ‫في شؤون المصنع‪ ،‬وأيضا علينا اتباع نظام محدد في تطبيق الأفكار‪ ،‬وذلك بإخبار الجميع عنها‪ ،‬وأن وأن وأن (ويستمر محمد في سرد الحلول)‪.‬‬ ‫وانتهى الحوار بينهما بوعد من المدير بجمع الموظف الشاب مع الموظف الآخر لتطبيق هذه الحلول‪ ،‬فخرج الموظف الشاب بحماسه المعهود‪،‬‬ ‫وهو يفكر بوسائل جديدة من الممكن أن تزيد إنتاجية المصنع وتطور عمله‪.‬‬ ‫بعد ذلك يدعو المدير الموظف الكبير في السن (العم أبو علي) فيدخل الموظف أبو علي على المدير متوترا‪ ،‬يفكر بما يمكن أن يقوله له المدير‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬أهلا بالعم أبو علي‪ ،‬تفضل بالجلوس‪ ،‬كيف حالك؟ هل أطلب لك شيئا تشربه؟‬ ‫العم أبو علي‪ :‬لا‪ ،‬شكرا‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬لا يمكن‪ ،‬يجب أن تشرب شيئا‪ ،‬ويطلب له فنجان قهوة يشربها العم أبو علي‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬عم أبو علي‪ ..‬أنت من الموظفين الذين قضوا عمرا طويلا في المصنع‪ ،‬وأنت أحد الذين بنوه‪ ،‬فتعرف كل صغيرة وكبيرة به‪ ،‬وربما تكون‬ ‫أكثر مني معرفة بآلاته وطريقة عملها‪ ،‬ولولا خبرتك ما كنا وصلنا لمستوانا الحالي‪.‬‬ ‫العم أبو علي يبتسم ويسعد بهذا الإطراء ويعلق‪ :‬هذا واجبي‪ ،‬والمصنع هذا جزء من حياتي‪ ،‬ونجاحه هو نجاحي‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬حسنا عم أبو علي‪ ،‬من خلال خبرتك ومعرفتك‪ ،‬لماذا حدثت المشكلة البارحة في المصنع؟ هل بإمكانك أن توضح لي المشكلة؟‬ ‫عم أبو علي يفكر في السؤال ‪-‬فلم يتوقع أن يسأله المدير هذا السؤال‪ -‬ثم يجيب‪ :‬الأسباب كثيرة‪ ،‬أولها‪ :‬أنني لم أكن أعلم عن الفكرة مسبقا‬ ‫ولم أعلم بالورقة التي تركها لي (محمد) على مكتبي إلا اليوم‪ ،‬فلقد انشغلت البارحة بالعمل‪ ،‬وعندما رأيت الآلات أثناء جولتي التفقدية فوجئت‬ ‫بها‪ ،‬وظننت أن خللا ما قد أصابها‪ ،‬فأطفأتها حتى لا تتفاقم المشكلة‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬إذن ما هي الحلول التي تطرحها لحل هذه المشكلة حتى نتفاداها مستقبلا؟‬ ‫العم أبو علي‪ :‬علينا أن نتبع نظاما واضحا في إجراء التغييرات‪ ،‬أي أن أي تغيير يعتمد يجب أن نعلم به قبل تنفيذه‪ ،‬وعلينا أيضا أن نوثق الروابط‬ ‫بيني وبين الموظف محمد‪ ،‬وأن تكون وسيلة الاتصال بيننا للتشاور في أمور المصنع أكثر سهولة (ويستمر العم أبو علي في اقتراح الحلول)‪.‬‬ ‫المدير‪ :‬أشكرك عم أبو علي‪ ،‬فما ذكرته أنت قريب مما ذكره الموظف محمد‪ ،‬وسأجمعكم ببعضكم قريبا إن شاء الله للاتفاق على حلول مفيدة‬ ‫لتطوير سير المصنع‪.‬‬ ‫انتهى حوار المدير مع العم أبو علي‪ ،‬وخرج الأخير راضيا بما دار بينه وبين مديره‪ ،‬وعازما على بذل قصارى جهده لتحسين أداء المصنع وتعويض‬ ‫الخسارة‪.‬‬ ‫‪87‬‬

‫‪ -‬ابن كثير‪ ،‬أبي الفداء إسماعيل‪1997 .‬م‪ .‬البداية والنهاية‪ .‬ط‪ .2‬دار المعرفة‪ :‬بيروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬ ‫المراجع‬ ‫ ‪ -‬أبوالنصر‪ ،‬مدحت محمد‪2010 .‬م‪ .‬إعادة هندسة الذات‪ .‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪.‬‬ ‫‪ -‬أبوسمرة‪ ،‬محمد عبد‪2008 .‬م‪ .‬الاتصال الإداري والإعلامي‪ .‬ط‪ .1‬دار أسامة‪ :‬ع ّمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬ ‫ ‪ -‬الألباني‪ ،‬محمد ناصر الدين‪1991 .‬م‪ .‬سلسلة الأحاديث الصحيحة‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة المعارف‪.‬‬ ‫‪ -‬البخاري‪ ،‬محمد بن إسماعيل بن إبراهيم‪2014 .‬م‪ .‬صحيح البخاري‪ .‬ط‪ .7‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪ -‬تشــيكيتس‪ ،‬داربــي‪2009 .‬م‪ .‬النــزاع الإيجابــي‪ :‬تحويل النــزاع إلى إبــداع‪ .‬ط‪( .1‬ترجمة‪ :‬معتز‬ ‫الجزائري)‪ .‬مكتبة العبيكان‪ :‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪ -‬درة‪ ،‬عبدالباري إبراهيم‪2010 .‬م‪ .‬إدارة الاجتماعات‪:‬الجوانب السلوكية‪ .‬ط‪ .1‬دار وائل‪ :‬ع ّمان‪،‬‬ ‫الأردن‪.‬‬ ‫ ‪ -‬رضــا‪ ،‬هاشــم حمدي‪2009 .‬م‪ .‬تنميــة مهارات الاتصال والقيــادة الإداريــة‪ .‬دار الراية‪ :‬ع ّمان‪،‬‬ ‫الأردن‪.‬‬ ‫ ‪ -‬السكارنة‪ ،‬بلال خلف‪2015 .‬م‪ .‬مهارات الاتصال‪ .‬ط‪ ،1‬دار المسيرة‪ :‬ع ّمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬ ‫ ‪ -‬الطبراني‪ ،‬سليمان بن أحمد بن أيوب‪2012 .‬م‪ .‬المعجم الكبير‪ .‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫‪ -‬عبودي‪ ،‬زيد منير‪2008 .‬م‪ .‬فن الإدارة بالاتصال‪ .‬دار دجلة‪ :‬ع ّمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬ ‫‪88‬‬

‫ ‪ -‬العــاق‪ ،‬بشــير‪2009 .‬م‪ .‬الاتصــال فــي المنظمــات العامــة بيــن النظريــة والممارســة‪ .‬دار‬ ‫اليازوري‪ :‬ع ّمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬ ‫ ‪ -‬كلــوك‪ ،‬كينيث‪ .‬و ســميث‪ ،‬جوان جولد‪2005 .‬م‪ .‬تســوية الصراعات فــي العمل‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة‬ ‫جرير‪ :‬المملكة العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪ -‬فيشر‪ ،‬روجر؛ و يوري‪ ،‬و يوري ‪ ،‬ويليام‪2016 .‬م‪ .‬الوصول إلى نعم‪ .‬ط‪ .1‬مكتبة جرير‪ :‬المملكة‬ ‫العربية السعودية‪.‬‬ ‫‪ -‬ماهر‪ ،‬أحمد‪2008 .‬م‪ .‬مهارات إدارة الاجتماعات‪ .‬الدار الجامعية‪:‬الإسكندرية‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫‪ -‬النيسابوري‪ ،‬مسلم بن الحجاج‪2013 .‬م‪ .‬صحيح مسلم‪ .‬ط‪ .6‬دار الكتب العلمية‪.‬‬ ‫ ‪ -‬هيز‪ ،‬جون‪2011 .‬م‪ .‬مهارات التواصل بين الأفراد في العمل‪ .‬ط‪( .1‬ترجمة‪ :‬مروان الزعبي)‪.‬‬ ‫دار المسيرة‪ :‬ع ّمان‪ ،‬الأردن‪.‬‬ ‫‪Andrews, A.H., and Baird, Jr., J.E. (1999) Communication for Business and -‬‬ ‫‪.Professions. Dubuque, IA: Brown and Benchmark.p.234‬‬ ‫‪Young, M., andJ.E.Post, “Managing to Communicate, Communicate-‬‬ ‫‪to manage: How Leading Companies Communicate with Employees,‬‬ ‫‪.Organizational Dynamics”22, 1(1993) p.56‬‬ ‫‪89‬‬

90

‫الإشراف والإعداد‬ ‫الإشراف العام‬ ‫أ‪.‬إسماعيل بن منسي ال ُعمري‬ ‫المادة العلمية‬ ‫د‪ .‬عبدالله بن سعيد التركي‬ ‫التحكيم العلمي‬ ‫أ‪ .‬فاطمة بنت مصلح القحطاني‬ ‫أ‪ .‬بدر بن محمد عيد الحسين‬ ‫التدقيق اللغوي‬ ‫د‪ .‬علي بن معيوف المعيوف‬ ‫أ‪ .‬آلاء بنت صالح الغامدي‬ ‫‪91‬‬

‫‪www.academy.kacnd.org‬‬ ‫المادة العلمية‬ ‫الحقائب التدريبية‬ ‫‪ 1441‬هـ ‪ 2020 -‬م‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook