Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore قالب استرتيجية القرآن

قالب استرتيجية القرآن

Published by فريق مكتب أبي يعرب المرزوقي, 2017-02-14 04:48:40

Description: قالب استرتيجية القرآن

Search

Read the Text Version

‫استراتيجية التوحيد القرآنية‬ ‫ومنطق السياسة المحمدية‬



‫‪2017-01-13 /1438 -05-16‬‬ ‫الأسماء والبيان‬



‫المقدمة‪1 :‬‬‫معنى الوحدانية ‪1‬‬‫التوحيد بالسلب ‪2‬‬‫سر الوحدانية ‪2‬‬‫وحدة المتعدد وتجزئة المتوحد ‪3‬‬‫الفاعلية الموجبة والفاعلية السالبة للواحم ‪4‬‬‫سلطة العلم الزائف بالغيب ‪5‬‬‫الجهد والاجتهاد ‪5‬‬‫اللواحم او مسافة الحرية الإنسانية وقيم الاعمال ‪6‬‬‫سلطان فعل الرمز وسلطان رمز الفعل ‪6‬‬‫خاتمة الفصل الأول ‪7‬‬



‫فالقرآن لا يوحد الله لأن الله هو الواحد‬ ‫بدافع لا أستطيع له تفسيرا سأمر إلى شرح‬ ‫الوحيد‬ ‫مفهوم \"استراتيجية التوحيد القرآنية ومنطق‬ ‫‪ 5‬السياسة المحمدية\" عنوانا للتفسير مرجئا‬‫الله لا يحتاج إلى التوحيد بل من يحتاج‬‫‪ 30‬إليه هو الكائنات المكلفة التي تكليفها الأول‬ ‫المدرسة النقدية‪.‬‬‫يتمثل في أن تتحرر من عدل الله بغيره فتتصوره‬ ‫سأعود للكلام على المرحلتين الأخريين أي‬ ‫مجزأ ومتعددا‪.‬‬ ‫ابن خلدون والرسول الخاتم‪ .‬فالرسالة وجهها‬ ‫النقدي لتحريف المعادلة الوجودية فيها شديد‬‫فالمكلفون يترددون بين تعدد الآلهة أو‬‫التعدد في الإله الواحد وقل أن تجد من يقول‬ ‫‪ 10‬الوضوح لأي متدبر‪.‬‬‫‪ 35‬بالوحدانية المتحررة من الشرك (التعدد)‬ ‫لكني شعرت بضرورة شرح هذا العنوان لأن‬ ‫والتجزئية (الأقانيم)‪.‬‬ ‫فيه ما افترضه تحديدا لحقيقة القرآن الكريم‬ ‫كما في تعريفه لنفسه في سور عديدة يحدد فيها‬‫وحتى من يتصور الوحدة بالسلب أي بنفي‬‫الشريك والأجزاء فهو لا يدرك مفهوم‬ ‫ذاته للوصل النازل‪.‬‬‫الوحدانية التي هي من الغيب الذي لا يدرك‬ ‫‪ 15‬فهل يقبل القرآن الفهم ببنية متناسقة‬ ‫‪ 40‬لأن كل ما ندركه متعدد ومجزأ‪.‬‬ ‫تصاغ في مفهوم استراتيجية التوحيد للمجلات‬ ‫الخمسة التي حددناها‪ :‬الفرد والأسرة‬‫ومع ذلك فلا يمكن للإنسان مهما كفر‬‫والحد أن ينظر أو أن يعمل أي شيء من دون‬ ‫والجماعة والبشرية والكون؟‬‫أن يكون الأساس وحدانية جامعة لذاته ولما‬ ‫هذا هو السؤال الذي أريد الجواب عنه‬ ‫يفكر فيه أو يعمل فيه‪.‬‬ ‫‪ 20‬بصورة تقرب مما حاولت البرهان عليه في‬ ‫محاولة التفسير التي توقعتها بعدد أحزاب‬‫‪ 45‬وهو يعلم أن هذه الوحدانية ليست قائمة في‬‫ذاته ولا في موضوع نظره أو عمله بل هي ما لا‬ ‫القرآن ولم أتجاوز عشرها‪.‬‬‫يمكن بدونه أن يحصل نظر او عمل أو ذات أو‬ ‫ولا بد أن أبدأ فأميز القصد بالتوحيد هنا‬ ‫موضوع أو وعي‪.‬‬ ‫‪ 25‬لمقابلته بالمعنى المتداول في علم الكلام‪:‬‬‫فما هو هذا الامر الذي لا شيء يمكن من‬ ‫توحيد الله‪.‬‬‫‪ 50‬دونه مفهوما ممسكا بكيان الذات ونظرها‬‫وعملها وموضوع نظرها وعملها أساس لتواصل‬ ‫إدراكها للوجود ووعيها به؟‬‫من المعلوم الأجوبة هي بعدة عناصر‬ ‫المعادلة الوجودية‪:‬‬

‫فاحتراز ليس كمثله شيء يعني أن‬ ‫وحدانية الله مباشرة أو بصورة غير مباشرة‬‫الوحدانية الإلهية من الغيب الذي لا يعلم ومن‬ ‫الطبيعة أو التاريخ أو الإنسان أو وحدانية ذلك‬‫ثم فالكلام عليها بالفضائل التي للإنسان منها‬ ‫كله‪.‬‬ ‫‪ 30‬قبس ليس تشبيها أو شركا‬ ‫‪ 5‬وقد بينا أن الإلحاد المطلق مستحيل لأن‬‫وأساس ذلك يعلله القرآن نفسه بالنفخ في‬ ‫الملحدين يضعون ما ينسب إلى الله عند‬‫آدم من روح الله فيكون المكلف متصفا بشيء‬ ‫المؤمنين في مجرى الطبيعة أو التاريخ أو في‬‫من الروح الإلهي أي الإرادة والعلم والقدرة‬ ‫الخيال في الصدفة المطلقة‪.‬‬ ‫والحياة والوجود‪.‬‬ ‫والتوحيد بالسلب هو في الحقيقة ليست‬‫‪ 35‬وهذه الصفات كلها نسبية وهي بمجرد‬ ‫‪ 10‬توحيدا بل بيان استحالة الإلحاد‪.‬‬‫إدراك نسبيتها وعي بما يتعالى عليها وهي نفس‬‫الصفات لكنها مطلقة ولا متناهية وهي صفات‬ ‫فالله ليس حالا في الطبيعة ولا في التاريخ‬ ‫ولا في الإنسان ولا في الصدفة‪.‬‬ ‫ذاتية للذات الإلهية‪.‬‬ ‫والتوحيد بالسلب هو ما لا يمكن للفلسفة‬‫ولأنها مطلقة ولا متناهية فيه لا تتنافى‬ ‫ولعلم الكلام التقليديين أن يتجاوزاه ولهذه‬‫‪ 40‬والوحدانية التي هي الذات نفسها والتي لنا‬ ‫‪ 15‬العلة كان موقف المدرسة النقدية منهما موقف‬‫منها أمثلة في كل ما نعتبره واحدا في أي شيء‬ ‫الرفض الثابت‬ ‫له هوية واحدة‪.‬‬ ‫والموقف الذي يعسر أن يجد العقل أفضل‬‫فعندما نأخذ أي ثمرة ونعتبرها ثمرة‬ ‫منه هو موقف القرآن‪:‬‬‫واحدة رغم اختلاف الحجم والمكان والزمان‬‫‪ 45‬وندرك أن لها لونا وطعما مع أنها كائن واحد‬ ‫‪ ‬فهو موجب بما يشبه قيس الله على‬ ‫‪20‬‬ ‫فذلك من سر الوحدانية‪.‬‬ ‫أفضل صفات تنسب إلى الإنسان مع‬ ‫احتراز ليس كمثله شيء‬‫فيكون التعدد فيها من آثار مداركنا التي‬‫هي مداخل مختلفة يتجلى من خلالها الواحد‬ ‫ولا يمكن ذم هذا الموقف بمقولة ابن رشد‬‫بتعدد ظهوره إلى المدرك وما نعتبره واحدا فيها‬ ‫واليمين الهيجلي‪ :‬اعتبار القائلين بذلك يقيسون‬ ‫‪ 50‬لا يدرك بالحس‪.‬‬ ‫‪ 25‬الله على الإنسان مع إطلاق صفاته لاستكمال‬‫ولا نستطيع ان ننسبه إلى الثمرة بل إلى‬ ‫ذاتها توهما‪.‬‬‫أمر روحي هو الذي يجعل نفس الشجرة مثلا‬‫يمكن أن نركب عليها عدة أنواع فتغذيها وتنتج‬ ‫تلك الثمرات المختلفة‬

‫والسؤال‪ :‬هو كيف أجعل من مسألة اعترف‬ ‫فالشجرة فيها برنامج يؤهلها لتنتج تلك‬‫أنها من الغيب أساس التفسير استراتيجية‬ ‫الثمرة وفي التراكيب عليها برامج تنتج تلك‬‫التوحيد نظريا وأساس تطبقيه عمليا سياسة‬ ‫الثمرات المختلفة‪:‬‬ ‫‪ 30‬الرسول؟‬ ‫‪ ‬عدة أنواع من البرتقال من نفس‬ ‫ذلك مطلوبي اليوم‬ ‫‪ 5‬الشجرة‪.‬‬‫من يذكر \"لطيفة\" ابن خلدون في فصل‬ ‫ونفس هذا السر التوحيدي نجده في كل‬‫الكلام يدرك الامر جيدا‪ :‬فهو يعتبر أدلة وجود‬ ‫الموجودات‪.‬‬‫الله المبنية على العلية متضمنة لوجهين من‬ ‫فهل الواحد المطلق الذي يمسك بالوجود‬ ‫‪ 35‬الغيب الذي لا حسم فيه‪.‬‬ ‫كله يرد إلى روح محايثة أم مفارقة؟‬‫فقطع التسلسل في العلية تحكمي قبوله‬ ‫‪ 10‬وحدة وجود أم وحدة شهود؟‬ ‫يحسم القطع دون بيان طبيعته‪.‬‬ ‫ما يعنيني ليس عرض المدارس السابقة بل‬‫فلا شيء يدل على المطابقة بين العلة الأولى‬ ‫محاولة فهم دور المعادلة الوجودية فيها جميعا‬ ‫والله فنؤله الطبيعة كالملحد‪.‬‬ ‫لنتأكد أن كل خلافاتها لفظية وأن قصاراها‬ ‫‪ 15‬محاولات متماثلة كلها تبحث عن حل لمشكل‬‫‪ 40‬والوجه الثاني في عدم جدوى الاستدلال‬ ‫وحدة المتعدد أو تجزئة المتوحد بوضعهما‬‫بالعلية هو أن علية العلية ليست محددة‬ ‫محايثتين أو مفارقتين والقرآن نفسه يعتبر‬‫الطبيعة‪ :‬كيف تفعل العلة ذلك هو السر الثاني‬ ‫حسم ذلك من الغيب مثل مسألة الروح‪.‬‬ ‫المجهول وهو من الغيب‪.‬‬ ‫فالله الواحد أقرب إلينا من حبل الوريد ما‬‫تسلسل العلية أو قطعها التحكمي وعدم‬ ‫‪ 20‬قد يعني قولا بالمحايثة وهو متعال على كل شيء‬‫‪ 45‬فهم علية العلة ذانك هما ما يحول دون القبول‬ ‫ما يعني قولا بالمفارقة ولا يمكن الحسم عقلا‬‫بالكلام في غيب الخلق كيف يكون وجعله من‬ ‫ولا نقلا‪.‬‬ ‫الإيمان وليس من العلم‪.‬‬ ‫لذلك فكل تخريف المتكلمين على مكان الله‬‫بهذا المعنى استعمل أمرا أسلم أنه من‬ ‫سلبا أو إيجابا (مسألة الجهة) ولا على زمانه‬‫الغيب ولكن بمنطق إيماني لاستعمال علمي في‬ ‫‪( 25‬التغير) كل ذلك من التخريف الذي لا حسم‬‫‪ 50‬عالم الشهادة وليس في عالم الغيب عملا‬ ‫فيه فهو غيب‪.‬‬ ‫بفصلت ‪.53‬‬‫سلمت علميا للنظر أو إيمانيا للعمل‬‫(المسلمات ضرورية للعلم وللإيمان) أن ما‬‫يقوله القرآن عن نفسه قابل للامتحان كما أمر‬ ‫‪ 55‬في فصلت ‪ :53‬التفسير امتحان‬

‫فلا يمكن ليوسف أن يكون نبيا وأن ينصح‬ ‫القرآن يقول إني خطاب الرسالة التي تقول‬‫فرعون بما لم يقدم عليه حتى هو‪ :‬نصحه‬ ‫حقيقة المعادلة الوجودية‪:‬‬‫‪ 30‬بخزن صابة السنوات السمان ليستغلها في‬ ‫‪ ‬الدليل يريكم الله إياه في آيات‬ ‫العجاف فجعل شعبه أقنانا‪.‬‬ ‫الآفاق والانفس‪:‬‬‫اللواحم‪:‬‬ ‫‪  5‬التفسير لامتحان لهذه القضية‬ ‫وامتحان هذه القضية يعني أمرين‪:‬‬‫‪ ‬المال‬ ‫أولا هل ما تقوله في أحكام الطبيعة والتاريخ‬‫‪ ‬والجنس‬ ‫(الآفاق)والأنفس هو عينه الاستراتيجية التي‬‫‪ ‬والعلم‬ ‫‪35‬‬ ‫يحتاجها العلم والعمل؟‬ ‫‪ 10‬لهذه الغاية كتبت التفسير لأثبت أن العلم‬‫‪ ‬والحكم‬ ‫والعمل بحاجة إلى الاستراتيجية التي حددها‬ ‫القرآن وأن العمل بها يحقق التوحيد وتحريفها‬‫‪ ‬والدين‪.‬‬ ‫يمزق كل وحدة‪.‬‬‫وهذه اللواحم تعمل في مستويين‪:‬‬ ‫والقرآن يوحد الفرد (نظرية النفس)‬ ‫‪ 15‬والزوجية (نظرية الأسرة) والجماعة (نظرية‬‫‪ ‬مستوى الأحلام والرؤى‬ ‫الامة) والبشرية (نظرية الاخوة) والعالم‬‫‪ ‬ومستوى التاريخ والأفعال‪ :‬وهي‬ ‫‪40‬‬ ‫(نظرية الكون)‪ :‬بالخلق والأمر‬ ‫امتحان الأنبياء‬ ‫‪ 20‬وقد سميت أدوات التوحيد التي يستعملها‬‫لكن اللواحم تصبح التنافس على حيازتها‬ ‫القرآن باللواحم واعتبرتها مضمون السورة‬‫عللا للصراع عليها رغم أن وظيفتها هي‬ ‫التي ذكر الله في مفتتحها مخاطبا الرسول‬‫تأسيس التعاون بتوحيد الفرد والأسرة‬ ‫الخاتم بالغفلة من دونها‪.‬‬ ‫‪ 45‬والجماعة والبشرية والعالم‪.‬‬ ‫وسورة يوسف في القرآن تعرض الفاعلية‬ ‫‪ 25‬الموجبة للواحم بوصفها تجاوزا للفاعلية‬‫وهنا تأتي حاجة الخلق للأمر‪:‬‬ ‫السالبة أما صورته في التوراة فهي عكسها‬‫فاللواحم تخضع لقوانين الطبائع (غرائز‬ ‫تماما وذلك دليل تحريفها‪.‬‬‫الجنس والمال والعلم والسلطة والدين) وهي‬ ‫بحاجة لتعديل بقوانين الشرائع‪.‬‬‫‪ 50‬وهذا التعديل‪:‬‬‫‪ ‬إما ذاتي محايث في الطبيعة وتلك‬ ‫هي القوانين الرياضية‬

‫السياسية وتجعل حاكم الأرض بديلا من الله‪:‬‬ ‫‪ ‬أو مفارق في التاريخ وتلك هي القيم‬ ‫فهامان يسند طغيان فرعون‬ ‫الخلقية‪ :‬الآيات التي ترينا حقيقة‬‫‪ ‬وهكذا يتضح أن القرآن‬ ‫‪30‬‬ ‫القرآن‪.‬‬‫استراتيجية سياسية (تربية وحكم)‬‫تمكن الإنسان من فهم العلاقة بين‬ ‫‪ 5‬بعلم هذه الاستراتيجية يمكن للمكلفين‬‫الخلق والامر ومعنى استعماره في‬ ‫العمل بها في التربية والحكم لوضع نظام هو‬ ‫تنظيم الفرد والأسرة والجماعة والبشرية‬ ‫الأرض واستخلافه فيها‪.‬‬ ‫والكون‪:‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪ ‬السياسة الشرعية‬‫ومعلوم أن مطابقة الخلق للأمر من أعسر‬‫الأمور وأن الامتحان لا يتعلق بنتيجة الجهد بل‬ ‫‪ 10‬ولا بد من التمييز بين القوانين الطبيعية‬‫بالجهد نفسه اجتهادا وجهادا والصدق فيه‪:‬‬ ‫والقيم الخلقية حتى توجد فسحة الفعل الحر‬ ‫أو الاختيار الذي بمقتضاه يكون المكلف مسؤولا‬ ‫العفو والاجتباء‪.‬‬ ‫عن أفعاله‪.‬‬‫‪ 40‬الإسلام حررنا من الخطيئة الموروثة في‬‫الأديان المحرفة وما يترتب عليها من تحريف‬ ‫لذلك سمينا هذه الأفعال الاختيارية التي‬‫يجعل المؤمن بحاجة لوسيط (الشعب المختار أو‬ ‫‪ 15‬يتميز بيها المكلف والمسؤول عن أفعاله بالوصل‬ ‫بين القطبين الله والإنسان بتوسط علمه‬ ‫عيسى)‪:‬‬ ‫بالطبيعة والتاريخ‬ ‫‪ ‬البشر سواسية‬ ‫والقرآن قال لنا‪ :‬إذا أردتم أن تعلموا أن ما‬‫‪ 45‬فلكل أمة رسول بلسانها والرسول الخاتم‬ ‫أذكركم به هو الحق فانظروا فيما أريكم من‬‫للبشر جميعا والرسالة واحدة الجوهر وتعدد‬ ‫‪ 20‬آيات الآفاق والأنفس (القوانين الرياضية‬‫صورها علتها التنافس في الخيرات حتى يكون‬ ‫والقيم الخلقية)‪.‬‬ ‫الوصول للحق ثمرة جهد‪.‬‬ ‫ذلك ما أهمله كل من قلب دلالة فصلت ‪53‬‬‫كلف الرسول الخاتم بتحقيق عينة‪ :‬الأمة‬ ‫فحرف الإسلام بأن أعاد سلطة كنسية بعلم‬ ‫‪ 50‬الإسلامية‪.‬‬ ‫زائف للغيب ألغت العلاقة المباشرة بين المؤمن‬‫لكن العينة لا يمكن أن تحيط بالمثال الأعلى‬ ‫‪ 25‬وربه وأسست الطغيان‪.‬‬‫بل لابد من الجهد شهادة على العالمين إلى يوم‬ ‫فسلطة العلم الزائف بالغيب تلغي الحرية‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫الروحية للمؤمن فتؤسس إلغاء الحرية‬

‫فبفضل قدرة الرمز المالي على تحصيل أي‬ ‫ومن الأدلة على أننا في طريق الصواب هو‬‫شيء يمكن أن يكون بديلا من الدين السوي‬ ‫أن اللواحم جامعة مانعة‪ :‬لا توجد لواحم اخرى‬‫‪ 30‬وهو مدلول عبادة العجل الذهبي وقد سميت‬ ‫‪ 5‬غير الجنس والمال والعلم والحكم والدين أي‬ ‫ذلك برمز الفعل‪:‬‬ ‫مضمون سورة يوسف‬ ‫‪ ‬العملة‪.‬‬ ‫ومن الأدلة كذلك أن اللواحم في آن موحدة‬ ‫ومفرقة وأن المسافة بين دورها التوحيدي‬‫فيكون الاقتصاد اللاحم والمفرق في آن‪ :‬وهو‬ ‫ودورها التفريقي هي مسافة الحرية الإنسانية‬‫مجال الصراع الغالب في التاريخ الإنساني لكنه‬‫‪ 35‬في الحقيقة مجال الادوات واعتباره مجال‬ ‫‪ 10‬وقيم الأعمال‪.‬‬ ‫الغايات تحريف‬ ‫وهي التي تبين لنا الفرق بين الخلق والامر‬ ‫حتى في التشريع الوضعي‪ :‬فالجنس بما هو من‬‫وحينها يصبح الجنس تابعا للمال ‪-‬ولذلك‬ ‫الطبيعة لا يعترف بضوابط التعاقد بل هو‬‫فالمرأة كانت أول بضاعة للتبادل ولم تتحرر من‬‫هذه الوصمة إلى الآن بل الأمر تفاقم في‬ ‫غريزة بمعزل عن القيم‪.‬‬ ‫‪ 40‬المجتمعات الحديثة‬ ‫‪ 15‬ومثله المال والعلم والحكم والدين‪ :‬كلها‬ ‫نوازع ذات أصول طبيعية في الذات الإنسانية‬‫والعلم صار أداة ومثله الدين ومن ثم فجل‬ ‫لكنها تتضمن مفاضلة بين التسيب والانضباط‪:‬‬‫التحريفات أساسها عبادة العجل‪ .‬وجل حلول‬‫القرآن تتعلق بسياسة المال وأحكامه لأن‬ ‫فسحة التشريع‪.‬‬ ‫سلطانه يفقدنا الحريتين‬ ‫وما يترتب على التنافس عليها هي تسابق‬ ‫‪ 20‬في الخير والشر يفهمنا كل التاريخ الإنساني‪:‬‬‫‪ 45‬يليه سلطان الكلمة أو فعل الرمز‪ :‬ذلك أن‬ ‫الجنس والمال والعلم والحكم والدين لواحم‬‫السلطان في الجماعة ينقسم إلى سلطان رمز‬‫الفعل(المال)وسلطان فعل الرمز(الكلمة)‪:‬‬ ‫وعلل صراع في آن‪.‬‬ ‫وهما سلاحان مادي وروحي‬ ‫والغرب أنها بلغة اقتصادية متعاوضة‪ :‬كل‬ ‫‪ 25‬منها فيه من بقيتها ومن ثم فيمكن لأي منها أن‬‫تحريف وظيفة الكلمة وتحريف وظيفة‬ ‫يكون بديلا من اي منها‪ .‬وهنا تأتي نظرية‬‫‪ 50‬العملة (سلطان فعل الرمز وسلطان رمز‬‫الفعل) اجتمعت في عبادة العجل أي في عقيدة‬ ‫فاعلية الرمز‪.‬‬ ‫السيطرة بالمال على السؤال‪.‬‬‫لم يعد الإنسان يسأل عما وراء الطبيعة‬‫والتاريخ بل أصبح يخضع للقوى المباشرة‬‫‪ 55‬المتحكمة فيهما بقوة العملة والكلمة بحربين‬ ‫مادية ورمزية‪:‬‬

‫وهي ليست الاعجاز العلمي‪ ،‬فليس فيه‬ ‫‪ ‬العولمة‬‫تحديد للقوانين العلمية بل لطبيعتها الرياضية‬ ‫وبذلك يتبين لكل ذي عقل ان القرآن تتبين‬ ‫وللقيم الخلقية‪.‬‬ ‫حقيقته لمن ينظر فيما يرينا الله من آيات‬ ‫‪ 5‬الأفاق والأنفس او في قوانين الطبيعة والتاريخ‬‫ثم هو يعين الطريقة الوحيدة التي تمكن‬‫‪ 30‬الإنسان من الوصول إليها باعتبارها شروط‬ ‫وما راءهما‪.‬‬‫استعماره في الأرض واستخلافه فيها النظر في‬ ‫ذلك هو ما قصدناه بالكلام على المعادلة‬ ‫الآيات‪ :‬فصلت ‪53‬‬ ‫الوجودية التي لا تخلو منها تجربة حضارية‬ ‫سلبا أو إيجابا بفضل التفطن إليها كان‬ ‫‪ 10‬المدرسة النقدية ريادية‬ ‫لكن الأدلة ستتواتر عندما نثبت أن توحيد‬ ‫الفرد والزوج والجماعة والبشرية والعالم نظام‬ ‫جامع مانع هو مجال الاستراتيجية القرآنية‬ ‫بمقتضى المعادلة‪.‬‬ ‫‪ 15‬فتكون فصول المحاولة الموالية متعلقة بهذه‬ ‫التوحيدات بمفهومها الفلسفي وحضورها في‬ ‫القرآن وذلك هو الفقه الأسمى جمعا للحكمتين‬ ‫النظرية والعملية‪.‬‬ ‫فندرك عندئذ لماذا سميت هده المحاولة في‬ ‫‪ 20‬التفسير تفسيرا فلسفيا رغم كونه تفسيرا لنص‬ ‫ديني‪.‬‬ ‫فهو لا يعتمد خرق العادة‪ :‬معجزته النظام‬ ‫الوجودي‪.‬‬ ‫ومعجزته الوجودية مصحوبة بالمعجزة‬ ‫‪ 25‬المعرفية‪:‬‬





02 01 0102


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook