استراتيجية التوحيد القرآنية ومنطق السياسة المحمدية
2017-01-13 /1438 -05-16 الأسماء والبيان
المقدمة1 :معنى الوحدانية 1التوحيد بالسلب 2سر الوحدانية 2وحدة المتعدد وتجزئة المتوحد 3الفاعلية الموجبة والفاعلية السالبة للواحم 4سلطة العلم الزائف بالغيب 5الجهد والاجتهاد 5اللواحم او مسافة الحرية الإنسانية وقيم الاعمال 6سلطان فعل الرمز وسلطان رمز الفعل 6خاتمة الفصل الأول 7
فالقرآن لا يوحد الله لأن الله هو الواحد بدافع لا أستطيع له تفسيرا سأمر إلى شرح الوحيد مفهوم \"استراتيجية التوحيد القرآنية ومنطق 5السياسة المحمدية\" عنوانا للتفسير مرجئاالله لا يحتاج إلى التوحيد بل من يحتاج 30إليه هو الكائنات المكلفة التي تكليفها الأول المدرسة النقدية.يتمثل في أن تتحرر من عدل الله بغيره فتتصوره سأعود للكلام على المرحلتين الأخريين أي مجزأ ومتعددا. ابن خلدون والرسول الخاتم .فالرسالة وجهها النقدي لتحريف المعادلة الوجودية فيها شديدفالمكلفون يترددون بين تعدد الآلهة أوالتعدد في الإله الواحد وقل أن تجد من يقول 10الوضوح لأي متدبر. 35بالوحدانية المتحررة من الشرك (التعدد) لكني شعرت بضرورة شرح هذا العنوان لأن والتجزئية (الأقانيم). فيه ما افترضه تحديدا لحقيقة القرآن الكريم كما في تعريفه لنفسه في سور عديدة يحدد فيهاوحتى من يتصور الوحدة بالسلب أي بنفيالشريك والأجزاء فهو لا يدرك مفهوم ذاته للوصل النازل.الوحدانية التي هي من الغيب الذي لا يدرك 15فهل يقبل القرآن الفهم ببنية متناسقة 40لأن كل ما ندركه متعدد ومجزأ. تصاغ في مفهوم استراتيجية التوحيد للمجلات الخمسة التي حددناها :الفرد والأسرةومع ذلك فلا يمكن للإنسان مهما كفروالحد أن ينظر أو أن يعمل أي شيء من دون والجماعة والبشرية والكون؟أن يكون الأساس وحدانية جامعة لذاته ولما هذا هو السؤال الذي أريد الجواب عنه يفكر فيه أو يعمل فيه. 20بصورة تقرب مما حاولت البرهان عليه في محاولة التفسير التي توقعتها بعدد أحزاب 45وهو يعلم أن هذه الوحدانية ليست قائمة فيذاته ولا في موضوع نظره أو عمله بل هي ما لا القرآن ولم أتجاوز عشرها.يمكن بدونه أن يحصل نظر او عمل أو ذات أو ولا بد أن أبدأ فأميز القصد بالتوحيد هنا موضوع أو وعي. 25لمقابلته بالمعنى المتداول في علم الكلام:فما هو هذا الامر الذي لا شيء يمكن من توحيد الله. 50دونه مفهوما ممسكا بكيان الذات ونظرهاوعملها وموضوع نظرها وعملها أساس لتواصل إدراكها للوجود ووعيها به؟من المعلوم الأجوبة هي بعدة عناصر المعادلة الوجودية:
فاحتراز ليس كمثله شيء يعني أن وحدانية الله مباشرة أو بصورة غير مباشرةالوحدانية الإلهية من الغيب الذي لا يعلم ومن الطبيعة أو التاريخ أو الإنسان أو وحدانية ذلكثم فالكلام عليها بالفضائل التي للإنسان منها كله. 30قبس ليس تشبيها أو شركا 5وقد بينا أن الإلحاد المطلق مستحيل لأنوأساس ذلك يعلله القرآن نفسه بالنفخ في الملحدين يضعون ما ينسب إلى الله عندآدم من روح الله فيكون المكلف متصفا بشيء المؤمنين في مجرى الطبيعة أو التاريخ أو فيمن الروح الإلهي أي الإرادة والعلم والقدرة الخيال في الصدفة المطلقة. والحياة والوجود. والتوحيد بالسلب هو في الحقيقة ليست 35وهذه الصفات كلها نسبية وهي بمجرد 10توحيدا بل بيان استحالة الإلحاد.إدراك نسبيتها وعي بما يتعالى عليها وهي نفسالصفات لكنها مطلقة ولا متناهية وهي صفات فالله ليس حالا في الطبيعة ولا في التاريخ ولا في الإنسان ولا في الصدفة. ذاتية للذات الإلهية. والتوحيد بالسلب هو ما لا يمكن للفلسفةولأنها مطلقة ولا متناهية فيه لا تتنافى ولعلم الكلام التقليديين أن يتجاوزاه ولهذه 40والوحدانية التي هي الذات نفسها والتي لنا 15العلة كان موقف المدرسة النقدية منهما موقفمنها أمثلة في كل ما نعتبره واحدا في أي شيء الرفض الثابت له هوية واحدة. والموقف الذي يعسر أن يجد العقل أفضلفعندما نأخذ أي ثمرة ونعتبرها ثمرة منه هو موقف القرآن:واحدة رغم اختلاف الحجم والمكان والزمان 45وندرك أن لها لونا وطعما مع أنها كائن واحد فهو موجب بما يشبه قيس الله على 20 فذلك من سر الوحدانية. أفضل صفات تنسب إلى الإنسان مع احتراز ليس كمثله شيءفيكون التعدد فيها من آثار مداركنا التيهي مداخل مختلفة يتجلى من خلالها الواحد ولا يمكن ذم هذا الموقف بمقولة ابن رشدبتعدد ظهوره إلى المدرك وما نعتبره واحدا فيها واليمين الهيجلي :اعتبار القائلين بذلك يقيسون 50لا يدرك بالحس. 25الله على الإنسان مع إطلاق صفاته لاستكمالولا نستطيع ان ننسبه إلى الثمرة بل إلى ذاتها توهما.أمر روحي هو الذي يجعل نفس الشجرة مثلايمكن أن نركب عليها عدة أنواع فتغذيها وتنتج تلك الثمرات المختلفة
والسؤال :هو كيف أجعل من مسألة اعترف فالشجرة فيها برنامج يؤهلها لتنتج تلكأنها من الغيب أساس التفسير استراتيجية الثمرة وفي التراكيب عليها برامج تنتج تلكالتوحيد نظريا وأساس تطبقيه عمليا سياسة الثمرات المختلفة: 30الرسول؟ عدة أنواع من البرتقال من نفس ذلك مطلوبي اليوم 5الشجرة.من يذكر \"لطيفة\" ابن خلدون في فصل ونفس هذا السر التوحيدي نجده في كلالكلام يدرك الامر جيدا :فهو يعتبر أدلة وجود الموجودات.الله المبنية على العلية متضمنة لوجهين من فهل الواحد المطلق الذي يمسك بالوجود 35الغيب الذي لا حسم فيه. كله يرد إلى روح محايثة أم مفارقة؟فقطع التسلسل في العلية تحكمي قبوله 10وحدة وجود أم وحدة شهود؟ يحسم القطع دون بيان طبيعته. ما يعنيني ليس عرض المدارس السابقة بلفلا شيء يدل على المطابقة بين العلة الأولى محاولة فهم دور المعادلة الوجودية فيها جميعا والله فنؤله الطبيعة كالملحد. لنتأكد أن كل خلافاتها لفظية وأن قصاراها 15محاولات متماثلة كلها تبحث عن حل لمشكل 40والوجه الثاني في عدم جدوى الاستدلال وحدة المتعدد أو تجزئة المتوحد بوضعهمابالعلية هو أن علية العلية ليست محددة محايثتين أو مفارقتين والقرآن نفسه يعتبرالطبيعة :كيف تفعل العلة ذلك هو السر الثاني حسم ذلك من الغيب مثل مسألة الروح. المجهول وهو من الغيب. فالله الواحد أقرب إلينا من حبل الوريد ماتسلسل العلية أو قطعها التحكمي وعدم 20قد يعني قولا بالمحايثة وهو متعال على كل شيء 45فهم علية العلة ذانك هما ما يحول دون القبول ما يعني قولا بالمفارقة ولا يمكن الحسم عقلابالكلام في غيب الخلق كيف يكون وجعله من ولا نقلا. الإيمان وليس من العلم. لذلك فكل تخريف المتكلمين على مكان اللهبهذا المعنى استعمل أمرا أسلم أنه من سلبا أو إيجابا (مسألة الجهة) ولا على زمانهالغيب ولكن بمنطق إيماني لاستعمال علمي في ( 25التغير) كل ذلك من التخريف الذي لا حسم 50عالم الشهادة وليس في عالم الغيب عملا فيه فهو غيب. بفصلت .53سلمت علميا للنظر أو إيمانيا للعمل(المسلمات ضرورية للعلم وللإيمان) أن مايقوله القرآن عن نفسه قابل للامتحان كما أمر 55في فصلت :53التفسير امتحان
فلا يمكن ليوسف أن يكون نبيا وأن ينصح القرآن يقول إني خطاب الرسالة التي تقولفرعون بما لم يقدم عليه حتى هو :نصحه حقيقة المعادلة الوجودية: 30بخزن صابة السنوات السمان ليستغلها في الدليل يريكم الله إياه في آيات العجاف فجعل شعبه أقنانا. الآفاق والانفس:اللواحم: 5التفسير لامتحان لهذه القضية وامتحان هذه القضية يعني أمرين: المال أولا هل ما تقوله في أحكام الطبيعة والتاريخ والجنس (الآفاق)والأنفس هو عينه الاستراتيجية التي والعلم 35 يحتاجها العلم والعمل؟ 10لهذه الغاية كتبت التفسير لأثبت أن العلم والحكم والعمل بحاجة إلى الاستراتيجية التي حددها القرآن وأن العمل بها يحقق التوحيد وتحريفها والدين. يمزق كل وحدة.وهذه اللواحم تعمل في مستويين: والقرآن يوحد الفرد (نظرية النفس) 15والزوجية (نظرية الأسرة) والجماعة (نظرية مستوى الأحلام والرؤى الامة) والبشرية (نظرية الاخوة) والعالم ومستوى التاريخ والأفعال :وهي 40 (نظرية الكون) :بالخلق والأمر امتحان الأنبياء 20وقد سميت أدوات التوحيد التي يستعملهالكن اللواحم تصبح التنافس على حيازتها القرآن باللواحم واعتبرتها مضمون السورةعللا للصراع عليها رغم أن وظيفتها هي التي ذكر الله في مفتتحها مخاطبا الرسولتأسيس التعاون بتوحيد الفرد والأسرة الخاتم بالغفلة من دونها. 45والجماعة والبشرية والعالم. وسورة يوسف في القرآن تعرض الفاعلية 25الموجبة للواحم بوصفها تجاوزا للفاعليةوهنا تأتي حاجة الخلق للأمر: السالبة أما صورته في التوراة فهي عكسهافاللواحم تخضع لقوانين الطبائع (غرائز تماما وذلك دليل تحريفها.الجنس والمال والعلم والسلطة والدين) وهي بحاجة لتعديل بقوانين الشرائع. 50وهذا التعديل: إما ذاتي محايث في الطبيعة وتلك هي القوانين الرياضية
السياسية وتجعل حاكم الأرض بديلا من الله: أو مفارق في التاريخ وتلك هي القيم فهامان يسند طغيان فرعون الخلقية :الآيات التي ترينا حقيقة وهكذا يتضح أن القرآن 30 القرآن.استراتيجية سياسية (تربية وحكم)تمكن الإنسان من فهم العلاقة بين 5بعلم هذه الاستراتيجية يمكن للمكلفينالخلق والامر ومعنى استعماره في العمل بها في التربية والحكم لوضع نظام هو تنظيم الفرد والأسرة والجماعة والبشرية الأرض واستخلافه فيها. والكون: 35 السياسة الشرعيةومعلوم أن مطابقة الخلق للأمر من أعسرالأمور وأن الامتحان لا يتعلق بنتيجة الجهد بل 10ولا بد من التمييز بين القوانين الطبيعيةبالجهد نفسه اجتهادا وجهادا والصدق فيه: والقيم الخلقية حتى توجد فسحة الفعل الحر أو الاختيار الذي بمقتضاه يكون المكلف مسؤولا العفو والاجتباء. عن أفعاله. 40الإسلام حررنا من الخطيئة الموروثة فيالأديان المحرفة وما يترتب عليها من تحريف لذلك سمينا هذه الأفعال الاختيارية التييجعل المؤمن بحاجة لوسيط (الشعب المختار أو 15يتميز بيها المكلف والمسؤول عن أفعاله بالوصل بين القطبين الله والإنسان بتوسط علمه عيسى): بالطبيعة والتاريخ البشر سواسية والقرآن قال لنا :إذا أردتم أن تعلموا أن ما 45فلكل أمة رسول بلسانها والرسول الخاتم أذكركم به هو الحق فانظروا فيما أريكم منللبشر جميعا والرسالة واحدة الجوهر وتعدد 20آيات الآفاق والأنفس (القوانين الرياضيةصورها علتها التنافس في الخيرات حتى يكون والقيم الخلقية). الوصول للحق ثمرة جهد. ذلك ما أهمله كل من قلب دلالة فصلت 53كلف الرسول الخاتم بتحقيق عينة :الأمة فحرف الإسلام بأن أعاد سلطة كنسية بعلم 50الإسلامية. زائف للغيب ألغت العلاقة المباشرة بين المؤمنلكن العينة لا يمكن أن تحيط بالمثال الأعلى 25وربه وأسست الطغيان.بل لابد من الجهد شهادة على العالمين إلى يوم فسلطة العلم الزائف بالغيب تلغي الحرية الدين. الروحية للمؤمن فتؤسس إلغاء الحرية
فبفضل قدرة الرمز المالي على تحصيل أي ومن الأدلة على أننا في طريق الصواب هوشيء يمكن أن يكون بديلا من الدين السوي أن اللواحم جامعة مانعة :لا توجد لواحم اخرى 30وهو مدلول عبادة العجل الذهبي وقد سميت 5غير الجنس والمال والعلم والحكم والدين أي ذلك برمز الفعل: مضمون سورة يوسف العملة. ومن الأدلة كذلك أن اللواحم في آن موحدة ومفرقة وأن المسافة بين دورها التوحيديفيكون الاقتصاد اللاحم والمفرق في آن :وهو ودورها التفريقي هي مسافة الحرية الإنسانيةمجال الصراع الغالب في التاريخ الإنساني لكنه 35في الحقيقة مجال الادوات واعتباره مجال 10وقيم الأعمال. الغايات تحريف وهي التي تبين لنا الفرق بين الخلق والامر حتى في التشريع الوضعي :فالجنس بما هو منوحينها يصبح الجنس تابعا للمال -ولذلك الطبيعة لا يعترف بضوابط التعاقد بل هوفالمرأة كانت أول بضاعة للتبادل ولم تتحرر منهذه الوصمة إلى الآن بل الأمر تفاقم في غريزة بمعزل عن القيم. 40المجتمعات الحديثة 15ومثله المال والعلم والحكم والدين :كلها نوازع ذات أصول طبيعية في الذات الإنسانيةوالعلم صار أداة ومثله الدين ومن ثم فجل لكنها تتضمن مفاضلة بين التسيب والانضباط:التحريفات أساسها عبادة العجل .وجل حلولالقرآن تتعلق بسياسة المال وأحكامه لأن فسحة التشريع. سلطانه يفقدنا الحريتين وما يترتب على التنافس عليها هي تسابق 20في الخير والشر يفهمنا كل التاريخ الإنساني: 45يليه سلطان الكلمة أو فعل الرمز :ذلك أن الجنس والمال والعلم والحكم والدين لواحمالسلطان في الجماعة ينقسم إلى سلطان رمزالفعل(المال)وسلطان فعل الرمز(الكلمة): وعلل صراع في آن. وهما سلاحان مادي وروحي والغرب أنها بلغة اقتصادية متعاوضة :كل 25منها فيه من بقيتها ومن ثم فيمكن لأي منها أنتحريف وظيفة الكلمة وتحريف وظيفة يكون بديلا من اي منها .وهنا تأتي نظرية 50العملة (سلطان فعل الرمز وسلطان رمزالفعل) اجتمعت في عبادة العجل أي في عقيدة فاعلية الرمز. السيطرة بالمال على السؤال.لم يعد الإنسان يسأل عما وراء الطبيعةوالتاريخ بل أصبح يخضع للقوى المباشرة 55المتحكمة فيهما بقوة العملة والكلمة بحربين مادية ورمزية:
وهي ليست الاعجاز العلمي ،فليس فيه العولمةتحديد للقوانين العلمية بل لطبيعتها الرياضية وبذلك يتبين لكل ذي عقل ان القرآن تتبين وللقيم الخلقية. حقيقته لمن ينظر فيما يرينا الله من آيات 5الأفاق والأنفس او في قوانين الطبيعة والتاريخثم هو يعين الطريقة الوحيدة التي تمكن 30الإنسان من الوصول إليها باعتبارها شروط وما راءهما.استعماره في الأرض واستخلافه فيها النظر في ذلك هو ما قصدناه بالكلام على المعادلة الآيات :فصلت 53 الوجودية التي لا تخلو منها تجربة حضارية سلبا أو إيجابا بفضل التفطن إليها كان 10المدرسة النقدية ريادية لكن الأدلة ستتواتر عندما نثبت أن توحيد الفرد والزوج والجماعة والبشرية والعالم نظام جامع مانع هو مجال الاستراتيجية القرآنية بمقتضى المعادلة. 15فتكون فصول المحاولة الموالية متعلقة بهذه التوحيدات بمفهومها الفلسفي وحضورها في القرآن وذلك هو الفقه الأسمى جمعا للحكمتين النظرية والعملية. فندرك عندئذ لماذا سميت هده المحاولة في 20التفسير تفسيرا فلسفيا رغم كونه تفسيرا لنص ديني. فهو لا يعتمد خرق العادة :معجزته النظام الوجودي. ومعجزته الوجودية مصحوبة بالمعجزة 25المعرفية:
02 01 0102
Search
Read the Text Version
- 1 - 16
Pages: