Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore 31 فائدة في تدبر وتلاوة القرآن

31 فائدة في تدبر وتلاوة القرآن

Published by بوميره النقبي, 2019-04-30 14:29:46

Description: 31 فائدة في تدبر وتلاوة القرآن

Search

Read the Text Version

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫‪ 31‬فائدة‬ ‫في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬

‫حقوق الطبع والنشر لكل مسلم‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫الحمد لله‪ ،‬والصــاة والســام على رسول الله‪،‬‬ ‫أمــا بعد‪:‬‬ ‫فــهذه فــوائد وخلاصـات مــجموعة في‪ :‬تد ُّبـر‬ ‫وتــاوة القــرآن‪ ،‬أســأل الله أن ينفــع بهــا‪ ،‬وأن‬ ‫يجـزي خيـ ًرا ك َّل َمـن شـار َك وأعـا َن في إعـدا ِد‬ ‫هـذه المـادة و َن ْشـ ِرها‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫القــرآ ُن كلا ُم الله‪ ،‬و َوح ُيــه‪ ،‬ورســال ُته إلــى‬ ‫‪1‬‬ ‫َخ ْلقــه‪ ،‬و َح ْبــ ُل الله المتيــن‪.‬‬ ‫وهــو هــ ًدى‪ ،‬ورحمــ ٌة‪ ،‬ونــو ٌر‪ ،‬وبــا ٌغ‪،‬‬ ‫وبصائــ ُر‪ ،‬و ُفرقــا ٌن‪ ،‬وموعظــ ٌة‪ ،‬وهــو ال ِّذ ْكــر‬ ‫الحكيــم‪ ،‬قــال الله تعالــى‪( :‬ﮂﮃ‬ ‫ﮄﮅﮆﮇﮈﮉﮊﮋ‬ ‫ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ) [يونــس‪،]57:‬‬ ‫وقــال‪( :‬ﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‬ ‫ﯞ) [الجاثيــة‪ ،]20:‬وقــال‪( :‬ﯧﯨ‬ ‫ﯩﯪ)[النســاء‪ ،]174:‬وقــال‪( :‬ﯔﯕ‬ ‫ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ)‬ ‫[الفرقــان‪ ،]1:‬وقــال‪( :‬ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ‬ ‫ﮢ ﮣ ﮤ) [آل عمــران‪.]58:‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫القــرآن الكريــم لا تنقضــي عجائ ُبــه‪ ،‬ولا‬ ‫‪2‬‬ ‫َي ْشـ َب ُع منـه العلمـاء‪َ ،‬مـن قـرأه ع َّلمـه الله ِعلـ َم‬ ‫‪3‬‬ ‫الأ َّوليـن والآ ِخريـن‪ ،‬و َمـن قـال بـه صـد َق‪،‬‬ ‫و َمـن َع ِمـ َل بـه ُأ ِجـ َر‪ ،‬و َمـن حكـ َم بـه عـد َل‪،‬‬ ‫و َمـن اسـتم َع إليـه انتف َع‪ ،‬و َمـن دعا إليـه ُه ِد َي‬ ‫إلـى صـراط مسـتقيم‪ ،‬و َمـن ا َّتب َعـه فـا يضـ ُّل‬ ‫ولا َي ْشــ َقى‪( :‬ﯧﯨﯩﯪﯫ‬ ‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱ)[طــه‪ ،]123:‬قـال‬ ‫ابــ ُن ع َّبــاس ‪« :L‬لا َي ِضــ ُّل فِــي ال ُّد ْن َيــا‪،‬‬ ‫َولا َي ْشـ َقى فِـي ا ْل ِخـ َر ِة»(‪.)1‬‬ ‫قــراءة القــرآن‪ ،‬وتع ُّل ُمــه وتعلي ُمــه‪ ،‬و ِحف ُظــه‬ ‫وتحفي ُظـه‪ ،‬و ُمدا َرسـ ُته؛ هـو مـن أشـرف مـا‬ ‫((( تفسير الطبري (‪ ،)191/16‬وابن كثير (‪.)322/5‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫ُتصـ َرف فيـه الأوقـات‪ ،‬و ُتبـ َذل فيـه الأمـوال‪،‬‬ ‫وأصحا ُبــه هــم كالتــاج علــى الــ ُّرؤوس‬ ‫وكالشــم ِس لل ُّدنيــا‪ ،‬وأهــ ُل القــرآن تع ُّل ًمــا‬ ‫وتعلي ًمــا هــم خيــ ُر النــاس‪ ،‬والمشــ َت ِغلون‬ ‫بالقـرآن حف ًظـا ودراسـ ًة و َف ْه ًمـا وتد ُّبـ ًرا هـم‬ ‫أهــ ُل الله وخا َّصتــه‪.‬‬ ‫كمـا في الحديـث‪َ « :‬خ ْي ُر ُكـ ْم َمـ ْن َت َع َّلـ َم ال ُق ْرآ َن‬ ‫َو َع َّل َمــ ُه»(‪ ،)1‬وقــال رســو ُل الله ‪:H‬‬ ‫«إِ َّن لله َأ ْهلِيـ َن مِـ َن النَّـا ِس»‪َ ،‬قا ُلـوا‪َ :‬يـا َر ُسـو َل الله‪،‬‬ ‫َمـ ْن ُهـ ْم؟ َقـا َل‪ُ « :‬هـ ْم َأ ْهـ ُل ا ْل ُقـ ْرآ ِن‪َ ،‬أ ْهـ ُل الله‬ ‫َو َخا َّص ُتـ ُه»(‪.)2‬‬ ‫((( رواه البخاري (‪.)5027‬‬ ‫((( رواه ابن ماجه (‪ ،)215‬وهو في صحيح الجامع (‪.)2165‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫كفـى أهـ َل القـرآن فخـ ًرا وشـر ًفا أ َّن ال َّسـكين َة‬ ‫‪4‬‬ ‫تتنــ َّز ُل عليهــم في مجال ِســهم ال َعطِــرة‪،‬‬ ‫وتغشــاهم ال َّرحمــة‪ ،‬وتح ُّفهــم الملائكــة‪،‬‬ ‫ويذك ُرهـم الله في َمـن عنـ َده‪ ،‬فـأ ُّي فضـ ٍل أكبـر‬ ‫مــن هــذا؟‬ ‫ففـي الحديـث‪َ « :‬مـا ا ْج َت َمـ َع َقـ ْو ٌم فِـي َب ْيـ ٍت‬ ‫مِـ ْن ُب ُيو ِت الله‪َ ،‬ي ْت ُلو َن كِ َتا َب الله‪َ ،‬و َي َت َدا َر ُسـو َن ُه‬ ‫َب ْينَ ُهـ ْم؛ إِ َّل َن َز َل ْت َع َل ْي ِه ُم ال َّسـكِينَ ُة‪َ ،‬و َغ ِشـ َي ْت ُه ُم‬ ‫ال َّر ْح َمـ ُة‪َ ،‬و َح َّف ْت ُهـ ُم ال َملائِ َكـ ُة‪َ ،‬و َذ َك َر ُهـ ُم الل ُه‬ ‫فِي َمـ ْن ِعنْـ َد ُه»(‪.)1‬‬ ‫‪ 5‬كفـى أهـ َل القـرآن فخـ ًرا أ َّن الله تعالـى يرفـ ُع‬ ‫ِذك َرهـم‪ ،‬و ُيعلـي شـأنهم؛ كمـا في الحديـث‪:‬‬ ‫((( رواه مسلم (‪.)2699‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫«إِ َّن الله َي ْر َفـ ُع بِ َهـ َذا ا ْلكِ َتـا ِب َأ ْق َوا ًمـا‪َ ،‬و َي َضـ ُع‬ ‫بِـ ِه آ َخ ِريـ َن»(‪.)1‬‬ ‫َه ْجر القرآن الكريم أنواع‪:‬‬ ‫‪6‬‬ ‫أحدهـا‪َ :‬ه ْجـ ُر الإيمـا ِن بـه وتصدي ِقـه‪ .‬كمـا‬ ‫هـو حـال ال ُمشـ ِركين والمنافِقيـن‪.‬‬ ‫الثــاني‪َ :‬ه ْجــ ُر تلا َوتِــه و َســما ِعه والإصغــا ِء‬ ‫إليــه‪ ،‬وإيثــا ُر كلام الب َشــر عليــه ‪-‬مــن ِشــ ْع ٍر‬ ‫وغنــا ٍء و َل ْهــ ٍو و َث ْر َثــر ٍة‪.-‬‬ ‫الثالــث‪َ :‬ه ْجــ ُر العمــ ِل بــه‪ ،‬والوقــو ِف عنــد‬ ‫حلالِـه وحرامِـه‪ ،‬وامتثـا ِل أوامـ ِره واجتنـا ِب‬ ‫نواهيـه‪ ،‬وإن قـرأه وآمـ َن بـه‪.‬‬ ‫الرابــع‪َ :‬ه ْجــ ُر تحكي ِمــه والتحا ُكــ ِم إليــه‬ ‫في أصــول ال ِّديــن وفرو ِعــه‪ ،‬واعتقــا ُد أ َّنــه‬ ‫((( رواه مسلم (‪.)817‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫لا يفيـد اليقيـن‪ ،‬وأ َّن أ ِد َّلتـه لفظ َّيـة لا يحصـل‬ ‫ال ِع ْلـ ُم بهـا‪.‬‬ ‫الخامــس‪َ :‬ه ْجــ ُر تد ُّبــ ِره وتف ُّه ِمــه ومعرفــ ِة‬ ‫تفســي ِره و ُمــرا ِد الله مــن كلامِــه‪.‬‬ ‫السـادس‪َ :‬ه ْجـ ُر الاستِشـفا ِء والتـداوي بـه في‬ ‫جميــع أمــراض ال َق ْلــب وأدوائِهــا‪ ،‬فيط ُلــب‬ ‫ِشــفا َء دائِــه مــن غيــره ويه ُجــر التــداوي‬ ‫بــه‪ ،‬ويلجــأ إلــى ال َّســ َحرة والمشــعوذين‬ ‫ونحوهــم‪.‬‬ ‫وك ُّل هـذا داخـ ٌل في قوله تعالى‪( :‬ﯘﯙ‬ ‫ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ)‬ ‫[الفرقـان‪ ،]30:‬وإن كان بعـ ُض ال َه ْجـر أهـو َن مـن‬ ‫بعـض(‪.)1‬‬ ‫((( ينظر‪ :‬الفوائد لابن الق ِّيم (ص ‪.)82‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫لا يخـ ُرج المسـل ُم مـن َه ْجـر القـرآن الكريـم‬ ‫‪7‬‬ ‫إ َّل‪ :‬بــأن يكــون لــه ِور ٌد مــن تلاوتــه‪ُ ،‬يقبــل‬ ‫علـى القـرآن الكريـم‪ ،‬ويتد َّبـر معانيـه ويتف َّهم‬ ‫أحكامــه‪ ،‬و َي ْع َمــل بمــا فيــه‪ ،‬ويتحاكــ ُم إليــه‬ ‫في ك ِّل صغيــ ٍر وكبيــ ٍر‪ ،‬و َي ْس َت ْشــ ِفي بــه مِــن‬ ‫أمراضــه ال َق ْلب َّيــة‪ ،‬و َي ْســ َت ْرقي مــن أمراضــه‬ ‫البدن َّيــة‪ .‬والمو َّفــق َمــن و َّفقــه الله تعالــى‬ ‫وأعا َنــه وســ َّد َده‪.‬‬ ‫تـاو ُة كتـاب الله هـي ال ِّتجارة الرابحـة التي لا‬ ‫‪8‬‬ ‫تك َسـد ولا تف َسـد؛ فهـي مـن أ َجـ ِّل ال ِّتجارات‬ ‫وأعلاهــا وأف َض ِلهــا؛ وهــي الموصلــة إلــى‬ ‫رضــا الله تعالــى‪ ،‬والفــو ِز بجزيــل ثوابــه‪،‬‬ ‫والنجــا ِة مــن َســ َخطِه وعقابــه؛ كمــا قــال‬ ‫‪10‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫تعالــى‪( :‬ﯪﯫﯬﯭﯮﯯ‬ ‫ﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬ ‫ﯶﯷﯸﯹﯺﯻ‬ ‫ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂ‬ ‫ﰃ) [فاطــر‪.]30-29 :‬‬ ‫مــن فضائــل تــاوة القــرآن‪ :‬أ َّنــه بــه تك ُثــر‬ ‫‪9‬‬ ‫الحسـنات؛ فـإ َّن لقـارئ القـرآن بـك ِّل َحـ ْرف‬ ‫يقــرؤه َح َســنة؛ كمــا في الحديــث‪َ « :‬مــ ْن‬ ‫َقــ َر َأ َح ْر ًفــا مِــ ْن كِ َتــا ِب الله؛ َف َلــ ُه بِــ ِه َح َســنَ ٌة‪،‬‬ ‫َوا ْل َح َســنَ ُة بِ َع ْشــ ِر َأ ْم َثالِ َهــا‪ .‬لا َأ ُقــو ُل (الــم)‬ ‫َحــ ْر ٌف‪َ ،‬و َلكِــ ْن َألِــ ٌف َحــ ْر ٌف‪َ ،‬ولا ٌم َحــ ْر ٌف‪،‬‬ ‫َومِيــ ٌم َحــ ْر ٌف»(‪.)1‬‬ ‫((( رواه الترمـذي (‪ ،)2910‬وهـو فـي صحيـح الترغيـب والترهيـب‬ ‫(‪.)1416‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫مـن فضائـل تـاوة القـرآن‪ :‬أ َّن القـرآن يشـ َف ُع‬ ‫‪10‬‬ ‫لقارئــه يــو َم القيامــة؛ كمــا في الحديــث‪:‬‬ ‫«ا ْقــ َر ُءوا ا ْل ُقــ ْرآ َن؛ َفإِ َّنــ ُه َي ْأتِــي َيــ ْو َم ا ْل ِق َيا َمــ ِة‬ ‫َشــ ِفي ًعا ِلَ ْص َحابِــ ِه‪.‬‬ ‫ا ْقـ َر ُءوا ال َّز ْه َرا َو ْيـ ِن ا ْل َب َق َر َة َو ُسـو َر َة آ ِل ِع ْم َرا َن؛‬ ‫َفإِ َّن ُه َمـا َت ْأتِ َيـا ِن َيـ ْو َم ا ْل ِق َيا َمـ ِة َك َأ َّن ُه َمـا َغ َما َم َتـا ِن‬ ‫َأ ْو َك َأ َّن ُه َمــا َغ َيا َي َتــا ِن‪َ ،‬أ ْو َك َأ َّن ُه َمــا فِ ْر َقــا ِن مِــ ْن‬ ‫َط ْيـ ٍر َصـ َوا َّف‪ُ ،‬ت َحا َّجـا ِن َعـ ْن َأ ْص َحابِ ِه َمـا»(‪.)1‬‬ ‫[( َغ َيا َي َتـان)‪ :‬يـأتي ثوابهمـا كأ َّنـه سـحابتان ُتظِـ َّان صاح َبهمـا عـن‬ ‫حـ ِّر الموقـف يـو َم القيامـة‪.‬‬ ‫(فِ ْر َقــا ِن مِــ ْن َط ْيــ ٍر َصــ َوا َّف)‪ :‬طائفتــان مــن طيــر واقفــة علــى‬ ‫ال َّصــ ّف‪ ،‬أو باســطة أجنحتهــا متصــ ًا بع ُضهــا ببعــض‪.‬‬ ‫( ُت َحا َّجا ِن)‪ُ :‬تدافِعان أو ُتجا ِدلان]‪.‬‬ ‫وفي الحديــث‪« :‬ال ِّص َيــا ُم َوا ْل ُقــ ْرآ ُن َي ْشــ َف َعا ِن‬ ‫لِ ْل َع ْبـ ِد َيـ ْو َم ا ْل ِق َيا َمـ ِة‪َ ،‬ي ُقـو ُل ال ِّص َيـا ُم‪َ :‬أ ْي َر ِّب‪،‬‬ ‫((( رواه مسلم (‪.)804‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫َمنَ ْع ُتـ ُه ال َّط َعـا َم َوال َّشـ َه َوا ِت بِالنَّ َهـا ِر‪َ ،‬ف َشـ ِّف ْعنِي‬ ‫فِيــ ِه‪َ .‬و َي ُقــو ُل ا ْل ُقــ ْرآ ُن‪َ :‬منَ ْع ُتــ ُه النَّــ ْو َم بِال َّل ْيــ ِل؛‬ ‫َف َشـ ِّف ْعنِي فِيـ ِه»‪َ ،‬قـا َل‪َ « :‬ف ُي َشـ َّف َعا ِن»(‪.)1‬‬ ‫مـن فضائـل تـاوة القـرآن‪ :‬أ َّن قـارئ القـرآن‬ ‫‪11‬‬ ‫الما ِهــر فيــه مــع الملائكــة الكِــرام البــ َررة؛‬ ‫كمــا في الحديــث‪« :‬الما ِهــ ُر بِا ْل ُقــ ْرآ ِن َمــ َع‬ ‫ال َّسـ َف َر ِة ا ْلكِـ َرا ِم ا ْل َبـ َر َر ِة‪َ ،‬وا َّلـ ِذي َي ْقـ َر ُأ ا ْل ُقـ ْرآ َن‬ ‫َو َي َت َت ْع َتـ ُع فِيـ ِه َو ُهـ َو َع َل ْيـ ِه َشـا ٌّق َلـ ُه َأ ْجـ َران»(‪.)2‬‬ ‫[(ال َّسـ َفرة)‪ :‬جمـع (سـافِر)‪ ،‬كــ (كاتِـب) و(ك َتــ َبة)‪ ،‬وهـم ال ُّر ُسـل‬ ‫مـن الملائكـة‪ ،‬وقيـل‪ :‬هـم الك َتــ َبة‪.‬‬ ‫(ال َب َرة)‪ :‬ال ُمطيعون‪.‬‬ ‫( َي َت َت ْع َتـ ُع فيـه)‪ :‬يـر َّدد في تلاوتـه وتشـ ُّق عليـه القراءة‪ .‬فلـه أجران‪:‬‬ ‫أجـر للقـراءة‪ ،‬وأجـ ٌر للمشـ َّقة فيها]‪.‬‬ ‫((( رواه الإمــام أحمــد (‪ ،)6589‬وص َّححــه الألبانــي فــي صحيــح‬ ‫الجامــع (‪.)3882‬‬ ‫((( رواه البخاري (‪ ،)4937‬ومسلم (‪.)798‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫‪12‬‬ ‫مــن فضائــل تــاوة القــرآن و ِحفظــه‪ :‬أ َّن‬ ‫حافـ َظ القـرآن ال ُمت ِقـ َن ُير َفـ ُع بـه درجـا ٍت في‬ ‫الجنـة؛ كمـا في الحديـث‪ُ « :‬ي َقـا ُل لِ َصا ِحـ ِب‬ ‫ا ْل ُقــ ْرآ ِن‪ :‬ا ْقــ َر ْأ َوا ْر َتــ ِق َو َر ِّتــ ْل‪َ ،‬ك َمــا ُكنْــ َت‬ ‫ُت َر ِّتـ ُل فِـي ال ُّد ْن َيـا؛ َفـإِ َّن َمنْ ِز َل َتـ َك ِعنْـ َد آ ِخـ ِر آ َيـ ٍة‬ ‫َت ْق َرؤ َهــا»(‪.)1‬‬ ‫تـاو ُة القـرآن وتع ُّل ُمـه خيـ ٌر مـن ُكنـو ِز الدنيا؛‬ ‫‪13‬‬ ‫ف َعــ ْن ُع ْق َبــ َة ْبــ ِن َعامِــ ٍر ‪َ I‬قــا َل‪َ :‬خــ َر َج‬ ‫َر ُســو ُل الله ‪َ H‬و َن ْحــ ُن فِــي ال ُّص َّفــ ِة‪،‬‬ ‫َف َقـا َل‪َ « :‬أ ُّي ُكـ ْم ُي ِحـ ُّب َأ ْن َي ْغـ ُد َو ُك َّل َيـ ْو ٍم إِ َلـى‬ ‫ُبَك ْْطو َمَحاـ َاو ْيَنـ‪ِ ،‬نَأ‪ْ،‬وفِإـِ َلـيى َغاْيْلـ َِعر ِقإِيْثــ ِ ٍقم‪َ ،‬وَف ََيألتِـَق َ ْيطـمِِعنْـ َ ُره بِِحنَـا ٍَقم َت ْي؟ـ» ِن‪،‬‬ ‫((( رواه أبـو داود (‪ ،)1464‬والترمـذي (‪ ،)2914‬وهـو فـي صحيـح‬ ‫الجامع (‪.)8122‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫َف ُق ْلنَــا‪َ :‬يــا َر ُســو َل الله‪ُ ،‬ن ِحــ ُّب َذلِــ َك‪َ .‬قــا َل‪:‬‬ ‫« َأ َفـ َا َي ْغـ ُدو َأ َح ُد ُكـ ْم إِ َلـى ال َم ْسـ ِج ِد‪َ ،‬ف َي ْع َلـ َم‬ ‫َأ ْو َي ْقـ َر َأ آ َي َت ْيـ ِن مِـ ْن كِ َتـا ِب الله ‪D‬؛ َخ ْيـ ٌر َلـ ُه‬ ‫مِــ ْن َنا َق َت ْيــ ِن‪َ ،‬و َثــ َا ٌث َخ ْيــ ٌر َلــ ُه مِــ ْن َثــ َا ٍث‪،‬‬ ‫َو َأ ْر َبـ ٌع َخ ْيـ ٌر َلـ ُه مِـ ْن َأ ْر َبـ ٍع‪َ ،‬ومِـ ْن َأ ْع َدا ِد ِهـ َّن‬ ‫مِـ ْن ا ْ ِلبِـ ِل»(‪.)1‬‬ ‫[( ُب ْط َحا َن) و(ا ْل َع ِقيق)‪ :‬موضعان ب ُقرب المدينة‪.‬‬ ‫( َك ْو َما َو ْي ِن)‪ :‬عظيمة ال َّسنام]‪.‬‬ ‫المؤمـ ُن قـار ُئ القرآن العا ِم ُل به‪َ ،‬ح َسـ ُن الظا ِهر‬ ‫‪14‬‬ ‫والباطِــن؛ كمــا قــال رســو ُل الله ‪:H‬‬ ‫« َم َثـ ُل ا َّلـ ِذي َي ْقـ َر ُأ ا ْل ُقـ ْرآ َن َكا ْلُ ْت ُر َّجـ ِة؛ َط ْع ُم َهـا‬ ‫َط ِّيـ ٌب‪َ ،‬و ِري ُح َهـا َط ِّيـ ٌب‪.‬‬ ‫((( رواه مسلم (‪.)803‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫َوا َّلــ ِذي َل َي ْقــ َر ُأ ا ْل ُقــ ْرآ َن َكال َّت ْمــ َر ِة؛ َط ْع ُم َهــا‬ ‫َط ِّيــ ٌب‪َ ،‬و َل ِريــ َح َل َهــا‪.‬‬ ‫َو َم َثــ ُل ا ْل َفا ِجــ ِر ا َّلــ ِذي َي ْقــ َر ُأ ا ْل ُقــ ْرآ َن َك َم َثــ ِل‬ ‫ال َّر ْي َحا َنــ ِة؛ ِري ُح َهــا َط ِّيــ ٌب‪َ ،‬و َط ْع ُم َهــا ُمــ ٌّر‪.‬‬ ‫َو َم َثـ ُل ا ْل َفا ِجـ ِر ا َّلـ ِذي َل َي ْقـ َر ُأ ا ْل ُقـ ْرآ َن َك َم َثـ ِل‬ ‫ا ْل َحنْ َظ َلـ ِة؛ َط ْع ُم َهـا ُمـ ٌّر‪َ ،‬و َل ِريـ َح َل َهـا»(‪.)1‬‬ ‫[(ا ْلُ ْت ُر َّجــة)‪ :‬نــوع مــن الفاكهــة‪ ،‬مــن أحســن ال ِّثمــار طع ًمــا‬ ‫ورائحــ ًة ومنظــ ًرا و َم ْل َم ًســا]‪.‬‬ ‫تـاو ُة القـرآن والعمـ ُل بـه؛ مـن أكبـر ال ِّن َعـم‬ ‫‪15‬‬ ‫التــي ينبغــي أن يتنافــ َس فيهــا المســلمون؛‬ ‫ففــي الحديــث‪« :‬لا َح َســ َد إِ َّل فِــي ا ْثنَ َت ْيــ ِن‪:‬‬ ‫َر ُجـ ٌل َع َّل َمـ ُه الله ا ْل ُقـ ْرآ َن‪َ ،‬ف ُه َو َي ْت ُلو ُه آ َنـا َء ال َّل ْي ِل‬ ‫َوآ َنـا َء النَّ َهـا ِر‪َ ،‬ف َسـ ِم َع ُه َجـا ٌر َلـ ُه َف َقـا َل‪َ :‬ل ْي َتنِـي‬ ‫((( رواه البخاري (‪ ،)5020‬ومسلم (‪.)797‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫ُأوتِيـ ُت مِ ْثـ َل َمـا ُأوتِـ َي ُفـ َا ٌن‪َ ،‬ف َع ِم ْلـ ُت مِ ْثـ َل‬ ‫َمـا َي ْع َمـ ُل‪َ .‬و َر ُجـ ٌل آ َتـا ُه الل ُه َمـا ًل‪َ ،‬ف ُهـ َو ُي ْهلِ ُكـ ُه‬ ‫فِـي ا ْل َحـ ِّق‪َ ،‬ف َقـا َل َر ُجـ ٌل‪َ :‬ل ْي َتنِـي ُأوتِيـ ُت مِ ْثـ َل‬ ‫ُفـ َا ٌن‪َ ،‬ف َع ِم ْلـ ُت مِ ْثـ َل َمـا َي ْع َمـ ُل»(‪.)1‬‬ ‫َمـا ُأوتِـ َي‬ ‫بالح َسـد هنـا‪ :‬ال ِغ ْبطـة‪ ،‬بـأن يتمنَّـى‬ ‫والمـراد‬ ‫مثــل النِّ ْعمــة التــي علــى غيــره‪ ،‬مــن غيــر‬ ‫زوالهــا عــن صا ِحبِهــا‪ ،‬وهــذا ُمســتح ٌّب في‬ ‫الطاعـات‪ .‬فالمعنـى‪ :‬لا ِغ ْب َطـة مسـتح َّبة إ َّل‬ ‫في ها َتيــن ال َخصل َتيــن ومــا في معناهمــا(‪.)2‬‬ ‫‪َ 16‬مـن َح ِفـ َظ القـرآن و َع ِمـ َل بـه؛ وقـاه الله مـن‬ ‫العــذاب‪ ،‬ورفــع درجاتِــه في الجنــة؛ كمــا في‬ ‫((( رواه البخــاري (‪ )5026‬مــن حديــث أبــي هريــرة‪ ،‬و(‪)7529‬‬ ‫ومســلم (‪- )815‬مختصــ ًرا‪ -‬مــن حديــث ابــن عمــر‪.‬‬ ‫((( ينظر‪ :‬شرح النووي على صحيح مسلم (‪.)97/6‬‬ ‫‪17‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫الحديـث‪َ « :‬لـ ْو َأ َّن ا ْل ُقـ ْرآ َن ُج ِعـ َل فِـي إِ َهـا ٍب‪،‬‬ ‫ُثـ َّم ُأ ْل ِقـ َي فِـي النَّـا ِر؛ َمـا ا ْح َتـ َر َق»(‪.)1‬‬ ‫والمعنـى‪ :‬لـو كان القـرآن في إهـا ٍب ‪-‬يعنـي‪:‬‬ ‫في ِج ْلــ ٍد‪ ،-‬في َق ْلــب رجــل‪ُ ،‬يرجــى ل َمــن‬ ‫القـرآ ُن محفـو ٌظ في َق ْلبـه أن لا تم َّسـه النـار‪،‬‬ ‫ف َمــن حمــ َل القــرآن وقــرأه لــم تم َّســه النــا ُر‬ ‫يــوم القيامــة(‪.)2‬‬ ‫مـــن آداب تـــاوة القـــرآن‪ :‬أن يقـــرأ القـــرآ َن‬ ‫‪17‬‬ ‫علـــى طهـــار ٍة‪ُ ،‬مســـ َتقبِ َل ال ِق ْبلـــة‪ ،‬في مـــكا ٍن‬ ‫ط ِّيـــ ٍب نظيـــ ٍف‪ ،‬وأن يتســـ َّو َك قبـــل قراءتـــه‪،‬‬ ‫ويســـتعي َذ بـــالله مـــن الشـــيطان الرجيـــم‪،‬‬ ‫ويســـتفتِ َح بال َب ْســـ َم َلة‪.‬‬ ‫((( رواه الإمـام أحمـد (‪ ،)17365‬وح َّسـنه الألبانـي فـي الصحيحـة‬ ‫(‪.)3562‬‬ ‫((( ينظر‪ :‬شرح ال ُّس َّنة للبغوي (‪.)437/4‬‬ ‫‪18‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫و ُي َر ِّتــل القــرآن‪ ،‬فيقــرأه ُمتر ِّســ ًا ُم َت َم ِّهــ ًا؛‬ ‫ليكـو َن أعـو َن علـى التد ُّبـر وال َف ْهـم‪ ،‬و ُيراعـي‬ ‫أحــكا َم التجويــد‪ ،‬والوقــف والابتــداء‪ ،‬مــع‬ ‫تحســين ال َّصــوت بالقــرآن‪ ،‬ويتو َّســط بيــن‬ ‫ال َج ْهــر والإســرار في ال ِّتــاوة‪.‬‬ ‫و َي ْسـ َت ْح ِضر معـاني الآيـات‪ ،‬ويخ َشـع عن َدها‪،‬‬ ‫ويليــن ِج ْلــ ُده لســما ِعها‪ ،‬وتد َمــع عينُــه مــن‬ ‫أث ِرهـا‪.‬‬ ‫وي ِقـف عنـد الآيـات متد ِّبـ ًرا؛ فـإذا مـ َّر بآيـ ٍة‬ ‫فيهـا تسـبي ٌح سـ َّبح‪ ،‬وإذا مـ َّر بآي ِة رحمـ ٍة وق َف‬ ‫عندهـا وسـأل الله مـن فضلـه‪ ،‬وإذا مـ َّر بتعـ ُّو ٍذ‬ ‫أو آيـ ِة عـذا ٍب تعـ َّوذ‪ ،‬يسـأل الله تعالـى الجنَّـة‬ ‫في آيــات النَّعيــم‪ ،‬ويســتعي ُذ بــه مــن النــار في‬ ‫آيـات العـذاب والجحيـم‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫ويقــرأ مــن المص َحــف تــار ًة ومــن ِحفظــه‬ ‫تــار ًة جم ًعــا بيــن الفضيل َتيــن‪.‬‬ ‫تد ُّبــر القــرآن هــو‪ :‬معرفــ ُة معــاني ألفاظِــه‪،‬‬ ‫‪18‬‬ ‫وتأ ُّمـ ُل معـاني آياتِـه والمـرا ِد منهـا‪ ،‬والتف ُّكـ ُر‬ ‫فيمـا تـ ُد ُّل عليـه‪ ،‬وانتفـا ُع ال َق ْلـب بموا ِعظِـه‬ ‫وأخبــا ِره‪ ،‬والخضــو ُع لأوامــ ِره وزوا ِجــ ِره‪.‬‬ ‫صفـة التد ُّبـر‪ :‬أن ي ْشـ َغل القـار ُئ َق ْل َبـه بالتف ُّكر‬ ‫‪19‬‬ ‫في معنــى مــا يل ِفــظ بــه‪ ،‬فيعــ ِرف معنــى ك ِّل‬ ‫آيــة‪ ،‬ويتأ َّمــل الأوامــر والنواهــي‪ ،‬ويع َت ِقــد‬ ‫َقبـول ذلـك‪ ،‬فـإن كان م َّمـا ق َّصـر فيـه فيمـا‬ ‫مضـى اسـتغف َر وتـا َب‪ ،‬وإذا مـ َّر بآيـ ِة رحمـ ٍة‬ ‫استبشـ َر وسـأ َل‪ ،‬أو عذا ٍب أشـف َق وتعـ َّو َذ‪ ،‬أو‬ ‫‪20‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫تنزيـ ٍه نـ َّز َه وع َّظـ َم‪ ،‬أو ُدعـا ٍء ومسـأل ٍة تضـ َّر َع‬ ‫وطلــ َب(‪.)1‬‬ ‫قـال ا ْبـ ُن َم ْسـ ُعو ٍد ‪َ « :I‬كا َن ال َّر ُجـ ُل مِنَّـا‬ ‫إِ َذا َت َع َّلـ َم َع ْشـ َر آ َيـا ٍت؛ َلـ ْم ُي َجا ِو ْز ُهـ َّن َح َّتـى‬ ‫يعـ ِر َف َم َعانِ َي ُهـ َّن َوا ْل َع َمـ َل بِ ِهـ َّن»(‪.)2‬‬ ‫وقــال ســعي ُد بــ ُن ُج َبيــر ‪َ « :V‬مــن قــرأ‬ ‫القـرآن ثـم لـم ُي َف ِّسـره؛ كان كالأَ ْع َج ِمـ ّي أو‬ ‫كالأَ ْعرابــ ّي»(‪.)3‬‬ ‫تد ُّبــر القــرآن هــو المقصــو ُد الأع َظــم مــن‬ ‫‪20‬‬ ‫إنزالـــه‪ ،‬والمطلـــو ُب الأهـــ ُّم مـــن تلاوتـــه‪،‬‬ ‫لا مجـــ َّرد تلاوتـــه بـــا َف ْهـــم ولا تد ُّبـــر‪.‬‬ ‫((( ينظر‪ :‬الإتقان في علوم القرآن للسيوطي (‪.)369/1‬‬ ‫((( تفسير الطبري (‪.)74/1‬‬ ‫((( تفسير الطبري (‪.)80/1‬‬ ‫‪21‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫وبـــه َت ْن َشـــرِح ال ُّصـــدور وتســـ َتنير القلـــوب‪.‬‬ ‫قـــال الله تعالـــى‪( :‬ﭲﭳﭴﭵ‬ ‫ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ) [ص‪،]29:‬‬ ‫وقـــال‪( :‬ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ‬ ‫ﮗ)[محمـد‪ ،]24:‬وقـال‪( :‬ﮣﮤﮥ)‬ ‫[المؤمنـــون‪ ،]68:‬وقـــال‪( :‬ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ‬ ‫ﮉ ﮊ) [الزخـــرف‪.]3:‬‬ ‫و َّبــ َخ الله تعالــى علــى َتــ ْر ِك تد ُّبــر القــرآن؛‬ ‫‪21‬‬ ‫فقـال سـبحانه‪( :‬ﮑﮒﮓﮔﮕ‬ ‫ﮖ ﮗ) [محمــد‪.]24:‬‬ ‫قـال الع َّلمـة محمـد الأمين الشـنقيطي ‪:V‬‬ ‫«ومعلــو ٌم أ َّن ك َّل َمــن لــم يشــ َت ِغل بتد ُّبــر‬ ‫آيـات هـذا القـرآن العظيـم ‪-‬أي‪ :‬تص ُّفحهـا‬ ‫‪22‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫وتف ُّهمهـا‪ ،‬وإدراك معانيهـا‪ ،‬والعمـل بهـا‪-‬؛‬ ‫فإ َّنـه ُمعـ ِر ٌض عنها‪ ،‬غيـ ُر متد ِّب ٍر لها؛ فيسـ َت ِح ُّق‬ ‫الإنـكار والتوبيـخ المذكـور في الآيـات‪ ،‬إن‬ ‫كان الله أعطـاه َف ْه ًمـا َي ْقـ ِد ُر بـه علـى التد ُّبـر‪.‬‬ ‫وهـذه الآيـات المذكـورة تـ ُد ُّل علـى أ َّن تد ُّبـ َر‬ ‫القـرآن وتف ُّه َمـه وتع ُّل َمـه والعمـ َل بـه أمـ ٌر لا‬ ‫ُبـ َّد منـه للمسـلمين»(‪.)1‬‬ ‫َتـ ْر ُك تد ُّبـرِ القـرآن وتف ُّه ِمـه ومعرفـ ِة ُمـراد الله‬ ‫‪22‬‬ ‫منــه؛ نــو ٌع مــن أنــواع َه ْجــر القــرآن‪ ،‬وهــو‬ ‫داخـ ٌل في قولـه تعالـى‪( :‬ﯘﯙﯚﯛ‬ ‫ﯜﯝﯞﯟﯠ) [الفرقــان‪.]30:‬‬ ‫((( أضواء البيان (‪.)257/7‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫تد ُّبر القرآن مـــن النصيحة لكتاب الله تعالى؛‬ ‫‪23‬‬ ‫ففي الحديـــث‪« :‬ال ِّدي ُن النَّ ِصي َحـــ ُة»‪ ،‬قالوا‪:‬‬ ‫لِ َمـــ ْن؟ َقـــا َل ‪« :H‬لله‪َ ،‬ولِكِ َتابِـــ ِه‪،‬‬ ‫َولِ َر ُسولِ ِه‪َ ،‬و ِلَئِ َّم ِة ال ُم ْسلِ ِمي َن‪َ ،‬و َعا َّمتِ ِه ْم»(‪.)1‬‬ ‫ومــن النصيحــة لكتــاب الله تعالــى‪:‬‬ ‫ِشــ َّد ُة ُح ِّبــه‪ ،‬وتعظيــ ُم َقــ ْد ِره ‪-‬فهــو كلا ُم‬ ‫الخالــق ســبحانه‪ ،-‬وتلاو ُتــه حــ َّق تلاوتــه‪،‬‬ ‫و ِشــ َّد ُة ال َّرغبــة في َف ْه ِمــه‪ ،‬و ِشــ َّد ُة العنايــة‬ ‫بتد ُّبـره‪ ،‬والوقـو ُف عنـد تلاوتـه لطلـب معاني‬ ‫مـا أحـ َّب مـولاه أن يفه َمـه عنـه‪ ،‬والاعتبـا ُر‬ ‫بموا ِعظِـه‪ ،‬والوقـو ُف مـع أحكامـه‪ ،‬والعمـ ُل‬ ‫بأوامــ ِره والانتهــاء عــن زوا ِجــ ِره(‪.)2‬‬ ‫((( رواه مسلم (‪.)55‬‬ ‫((( ينظـر‪ :‬شـرح النـووي علـى صحيـح مسـلم (‪ ،)38/2‬وجامـع‬ ‫العلـوم والح َكـم لابـن رجـب (‪.)221/1‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫قـراء ُة قليـ ٍل مـن القـرآن بالتد ُّبـر؛ أفضـ ُل مـن‬ ‫‪24‬‬ ‫قـراءة كثيـرٍ مـن القـرآن بـا تد ُّبـر‪.‬‬ ‫قـال رجـ ٌل لابـن ع َّبـاس ‪ :L‬إ ِّنـي سـريع‬ ‫القـراءة‪ ،‬وإ ِّنـي أقـرأ القـرآن في ثـاث! فقـال‪:‬‬ ‫«لأن أقـرأ البقـرة في ليلـة‪َ ،‬ف َأ َّد َّب َر َهـا و ُأ َر ِّت َل َهـا؛‬ ‫أحـ ُّب إلـ َّي مـن أن أقـرأ كمـا تقـول»(‪.)1‬‬ ‫قــال ابــ ُن الق ِّيــم ‪« :V‬قــراء ُة آيــ ٍة بتف ُّكــر‬ ‫وتف ُّهــم؛ خيــ ٌر مــن قِــراءة َخ ْتمــ ٍة بِغيــر تد ُّبــر‬ ‫وتف ُّهــم‪ ،‬وأنفــ ُع لل َق ْلــب‪ ،‬وأ ْد َعــى إلــى‬ ‫ُح ُصــول الإيمــان و َذ ْوق حــاوة ال ُقــرآن‪،‬‬ ‫وهـذه كانـت عـادة ال َّسـ َلف؛ ُيـ َر ِّدد أح ُدهـم‬ ‫الآيــة إلــى ال َّصبــاح»(‪.)2‬‬ ‫((( فضائل القرآن لأبي ُع َبيد (ص ‪.)157‬‬ ‫((( مفتاح دار السعادة (‪.)535/1‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫وقـال‪« :‬قـراء ُة ُسـور ٍة بتد ُّبـ ٍر ومعرفـ ٍة وت ُّفهـ ٍم‪،‬‬ ‫و َج ْمـ ُع ال َق ْلـب عليهـا؛ أحـ ُّب إلـى الله تعالـى‬ ‫مــن قــراءة َخ ْت َمــ ٍة َســ ْر ًدا‪ ،‬وإن ك ُثــر ثــواب‬ ‫هذه القراءة‪.‬‬ ‫وكذلـك صـا ُة ركع َتيـن ُيقبِـل العبـ ُد فيهمـا‬ ‫علــى الله تعالــى ب َق ْلبــه وجوارحــه‪ ،‬و ُي َفــ ِّرغ‬ ‫َق ْل َبــه ك َّلــه لله فيهمــا؛ َأ َحــ ُّب إلــى الله تعالــى‬ ‫مـن مئ َتـي ركعـة خاليـ ٍة مـن ذلـك‪ ،‬وإن ك ُثـر‬ ‫ثوابهمــا َعــ َد ًدا»(‪.)1‬‬ ‫وقــال شــي ُخ الإســام ابــن تيم َّيــة ‪:V‬‬ ‫«القـراءة القليلـة بتف ُّكـر؛ أفضـ ُل مـن الكثيـرة‬ ‫بـا تف ُّكـر‪ ،‬وهـو المنصـو ُص عـن الصحابـة‬ ‫صري ًحــا»(‪.)2‬‬ ‫((( المنار المنيف في الصحيح والضعيف (ص ‪.)29‬‬ ‫((( مجموع الفتاوى (‪.)334/5‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫ولــذا قــال ابــن مســعود ‪« :I‬اقــرأوا‬ ‫القـرآن‪ ،‬و َح ِّر ُكـوا بِـ ِه ال ُق ُلـوب‪ ،‬ولا َي ُكـ ْن َهـ ُّم‬ ‫َأ َح ِد ُكــ ْم آ ِخــ َر ال ُّســو َر ِة»(‪.)1‬‬ ‫قــال الإمــا ُم ابــ ُن الق ِّيــم ‪« :V‬لا شــي َء‬ ‫‪25‬‬ ‫أنفــ ُع لل َق ْلــب مــن ِقــراءة ال ُقــرآن بالتد ُّبــر‬ ‫والتف ُّكــر؛ فإ َّنــه جامــ ٌع لجميــع منــا ِزل‬ ‫الســائرين وأحــوال العامليــن ومقامــات‬ ‫العارفيــن‪ ،‬وهــو الــذي ُيــو ِر ُث المح َّبــة‪،‬‬ ‫وال َّشــوق‪ ،‬والخــوف‪ ،‬وال َّرجــاء‪ ،‬والإنابــة‪،‬‬ ‫والتـو ُّكل‪ ،‬وال ِّرضـا‪ ،‬والتفويـض‪ ،‬وال ُّشـ ْكر‪،‬‬ ‫وال َّصــر‪ ،‬وســائِر الأحــوال التــي بهــا حيــا ُة‬ ‫ال َق ْلـب وكما ُلـه‪ ،‬وكذلـك َي ْز ُجـر عـن جميـع‬ ‫((( ُش َعب الإيمان للبيهقي (‪.)407/3‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫ال ِّصفــات والأفعــال المذمومــة والتــي بهــا‬ ‫ف َســاد ال َق ْلــب وهلا ُكــه‪.‬‬ ‫فلـو َعلِـ َم النَّـا ُس مـا في قـراءة ال ُقـرآن بالتد ُّبر؛‬ ‫لاشـ َت َغ ُلوا بهـا عـن ك ِّل ما سـواها‪.‬‬ ‫فـإِذا قـرأه بتف ُّكـر ح َّتـى مـ َّر بآيـ ٍة هـو ُمحتـا ٌج‬ ‫إليهـا في ِشـفاء َق ْلبـه؛ ك َّررهـا ولـو مائـ َة مـ َّرة‪،‬‬ ‫ولــو ليلــة! فقــراء ُة آيــ ٍة بتف ُّكــر وتف ُّهــم خيــ ٌر‬ ‫مـن قِـراءة ختمـ ٍة بِغيـر تد ُّبـر وتف ُّهـم»(‪.)1‬‬ ‫ف َت َد َّبرِ ال ُقرآ َن إن ُرم َت ال ُه َدى‬ ‫فال ِع ْلــ ُم تح َت َت َد ُّبرِ ال ُقــــرآ ِن‬ ‫‪ 26‬مــن الأســباب المعينــة علــى تد ُّبــر القــرآن‪:‬‬ ‫ا ْستِشــعا ُر َع َظ َمــة القــرآن‪ ،‬وأ َّنــه كلا ُم الله‬ ‫تعالــى‪ ،‬ورســائ ُله إلــى َخ ْلقــه‪.‬‬ ‫((( مفتاح دار السعادة (‪.)535/1‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫و ُر ِو َي عـن الحسـن بن علـ ٍّي ‪ L‬أ َّنه قال‪:‬‬ ‫«إ َّن َمـن كان قبلكـم رأو القـرآن رسـائ َل مـن‬ ‫ر ِّبهـم؛ فكانـوا يتد َّبرونهـا بالليـل‪ ،‬ويتف َّقدونها‬ ‫في النهار»(‪.)1‬‬ ‫وقــال عبــد الله بــن مســعود ‪« :I‬إذا‬ ‫َســ ِمع َت الله تعالــى يقــول‪( :‬ﭮﭯ‬ ‫ﭰ)؛ ف َأ ْر ِع َهــا ســم َعك؛ فإ َّنــه خيــ ٌر يأ ُمــر‬ ‫بــه‪ ،‬أو شــ ٌّر ينهــى عنــه»(‪.)2‬‬ ‫مــن الأســباب المعينــة علــى تد ُّبــر القــرآن‪:‬‬ ‫‪27‬‬ ‫التم ُّهــل والتر ُّســل في القــراءة‪.‬‬ ‫فهو أ ْد َعى لل َف ْهم والتد ُّبر‪ ،‬قال تعالى‪( :‬ﭜ‬ ‫ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ) [الإسراء‪،]106:‬‬ ‫((( التبيان في آداب حملة القرآن للنووي (ص ‪.)54‬‬ ‫((( تفسير ابن أبي حاتم (‪.)718/3‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫أي‪ :‬على َم ْه ٍل و ُت َؤ َدة؛ ليتد َّبروه ويتف َّكروا في‬ ‫معانيه‪ ،‬ويستخرجوا علومه(‪.)1‬‬ ‫وقــــال ُح َذيفـــــة ‪َ « :I‬صـــــ َّل ْي ُت َمــــ َع‬ ‫َفا ْف َت َتــ َح ا ْل َب َقــ َر َة‪َ ،‬ف ُق ْلــ ُت‪:‬‬ ‫َايلْرنَّبَِكـــ ُِّعي ِعنْـ َد ا ْل ِما َئـ ِة‪،H‬‬ ‫ُثـ َّم َم َضى‪َ ،‬ف ُق ْلـ ُت‪ُ :‬ي َص ِّلي‬ ‫بِ َهـا فِـي َر ْك َعـ ٍة‪َ ،‬ف َم َضـى‪َ ،‬ف ُق ْلـ ُت‪َ :‬ي ْر َكـ ُع بِ َهـا‪،‬‬ ‫ُثــ َّم ا ْف َت َتــ َح النِّ َســا َء‪َ ،‬ف َق َر َأ َهــا‪ُ ،‬ثــ َّم ا ْف َت َتــ َح آ َل‬ ‫ِع ْمـ َرا َن‪َ ،‬ف َق َر َأ َهـا‪َ .‬ي ْقـ َر ُأ ُم َت َر ِّسـ ًا‪ ،‬إِ َذا َمـ َّر بِآ َيـ ٍة‬ ‫فِي َهــا َت ْســبِي ٌح َســ َّب َح‪َ ،‬وإِ َذا َمــ َّر بِ ُســ َؤا ٍل َســ َأ َل‪،‬‬ ‫َوإِ َذا َمــ َّر بِ َت َعــ ُّو ٍذ َت َعــ َّو َذ»(‪.)2‬‬ ‫وقـال رجـ ٌل لابـن ع َّبـاس ‪ :L‬إ ِّنـي لأقـرأ‬ ‫القـرآن في ليلـ ٍة مـ َّر ًة أو م َّرتيـن! فقـال‪« :‬لأن‬ ‫((( ينظـر‪ :‬تفسـير الطبري (‪ ،)575/17‬وتفسـير ابن كثيـر (‪،)85/3‬‬ ‫وتفسير السـعدي (ص ‪.)468‬‬ ‫((( رواه مسلم (‪.)772‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫أقـرأ إ َّل سـور ًة واحـد ًة؛ أحـ ُّب إلـ َّي مـن أن‬ ‫أصنـ َع ذلـك‪ ،‬فـإن كنـ َت لا ُبـ َّد فاعـ ًا؛ فاقـرأ‬ ‫قـراء ًة ُت ْسـ ِم ُع ُأ ُذ َنيـك و ُتو ِعيـه َق ْل َبـك»(‪.)1‬‬ ‫مــن أع َظــم الأســباب المعينــة علــى تد ُّبــر‬ ‫‪28‬‬ ‫القــرآن‪ :‬النظــر في كتــب تفســير القــرآن‪،‬‬ ‫والتد ُّرج فيها‪ ،‬واسـتِصحا ُب تفسـي ٍر مختص ٍر‬ ‫علــى هامــش المص َحــف عنــد ال ِّتــاوة‪.‬‬ ‫مــن الأســباب المعينــة علــى تد ُّبــر القــرآن‪:‬‬ ‫‪29‬‬ ‫َج ْمــ ُع ال َق ْلــب عنــد تلاوتــه‪.‬‬ ‫قــال الإمــا ُم ابــ ُن الق ِّيــم ‪« :V‬إذا أرد َت‬ ‫الانتِفــاع بالقــرآن؛ فا ْج َمــع َق ْل َبــك عنــد‬ ‫تلاوتـه وسـماعه‪ ،‬قـال تعالـى‪( :‬ﭡﭢﭣ‬ ‫((( ُس َنن سعيد بن منصور (‪- 161‬التفسير)‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫ﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬ‬ ‫ﭭ) [ق‪.]37:‬‬ ‫وذلــك أ َّن تمــام التأثيــر َلـــ َّما كان موقو ًفــا‬ ‫علـى ُمؤ ِّثـر ُم ْق َتـ ٍض‪ ،‬ومحـ ٍّل قابـل‪ ،‬وشـر ٍط‬ ‫لحصــول الأثــر‪ ،‬وانتفــا ِء المانــع؛ تض َّمنــت‬ ‫الآيــ ُة ذلــك ك َّلــه‪:‬‬ ‫فقولـه‪( :‬ﭡﭢﭣﭤ) هـو المؤ ِّثـر‪،‬‬ ‫(ﭥﭦﭧﭨ)‪ :‬هـو المحـ ُّل القابـل‪( ،‬ﭩ‬ ‫ﭪﭫ) أي‪ :‬و َّجــه ســم َعه وأص َغــى‪،‬‬ ‫وهـذا شـر ُط التأ ُّثر بالـكلام‪( ،‬ﭬﭭ)‬ ‫أي‪ :‬شــاه ُد ال َق ْلــب ليــس بغافــل ولا ســا ٍه‪،‬‬ ‫وهـو إشـارة إلـى المانع مـن حصـول التأثير‪،‬‬ ‫وهـو سـهو ال َق ْلـب»(‪.)1‬‬ ‫((( الفوائد لابن الق ِّيم (ص ‪ ،)3‬باختصار‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫مــن الأســباب المعينــة علــى تد ُّبــر القــرآن‬ ‫‪30‬‬ ‫أي ًضــا‪ :‬تــدا ُرس القــرآن في حلقــات ال ِع ْلــم‪،‬‬ ‫و َتــكرار الآيـة أكثـر مـن مـ َّرة‪.‬‬ ‫والتفاعــل مــع الآيــات؛ فيســ ِّبح إذا مــ َّر‬ ‫بتسـبيح‪ ،‬ويسـأل في آيـات الرحمة‪ ،‬ويسـتعيذ‬ ‫في آيــات العــذاب‪.‬‬ ‫وقـراءة القـرآن في قيـام الليـل؛ فهـذا أ ْج َمـ ُع‬ ‫للخاطِــر‪ ،‬وأشــ ُّد مواطــأة بيــن ال َق ْلــب‬ ‫وال ِّلســان‪.‬‬ ‫مـن موانـع تد ُّبر القـرآن‪ :‬معصيـة الله ‪-‬خا َّص ًة‬ ‫‪31‬‬ ‫الكِ ْبــر وا ِّتبــاع الهــ َوى والتل ُّبــس بالبِــ َدع‪،-‬‬ ‫وان ِشــغال ال َق ْلــب وغف َلتــه‪ ،‬وعــدم َف ْهــم‬ ‫المعـاني‪ ،‬والإسـراع المبا َلـغ فيـه في القـراءة‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪ 31‬فائدة في تد ُّبر وتلاوة القرآن‬ ‫ُطو َبـى لِــ َم ْن َح ِفـ َظ ا ْلكِ َتـا َب بِ َصـ ْد ِر ِه‬ ‫َفــ َبــ َدا َو ِضـيـ ًئـا َكـالـنُّـ ُجـو ِم َتـأ َّلـ َقـا‬ ‫اللهُ َأ ْك َبـــ ُر‪َ ،‬يـــا َل َهـــا ِمـــ ْن نِ ْع َمـــ ٍة‬ ‫َلـ َّما ُيـ َقـا ُل «ا ْقــــ َر ْأ»‪َ ،‬فـ َر َّتـ َل َوا ْر َتـ َقـا‬ ‫َو َتــ َمــ َّثــ َل ا ْلــــ ُقــــ ْرآ َن فِـــي َأ ْخـــا ِقـــ ِه‬ ‫َوفِـــ َعـــالِـــ ِه‪ ،‬فــبِــ ِه ا ْلــــ ُفــــ َؤا ُد َتـ َعـ َّلـ َقـا‬ ‫َو َتــا ُه فِــي ُج ْنــ ِح ال ُّد َجــى ُم َتد ِّبــ ًرا‬ ‫َوالـ َّد ْمـ ُع ِمـ ْن َب ْي ِن ا ْل ُج ُفو ِن َت َر ْق َر َقا‬ ‫َهــ ِذي ِص َفــا ُت ا ْل َحافِظِيــ َن كِ َتا َبــ ُه‬ ‫َحـ ًّقـا‪َ ،‬فـ ُكـ ْن بِـ ِصـ َفـاتِـ ِهـ ْم ُم َت َخ ِّل َقا‬ ‫نسأل الله تعالى أن يجعلنا من أه ِل القرآن‪،‬‬ ‫العالمين به‪ ،‬العامِلين بأحكامه‪ ،‬المتد ِّبرين‬ ‫لآياتِه‪ ،‬الواقفين عند حدوده‪ ،‬آمين‬ ‫والحمد لله ر ِّب العالمين‬ ‫‪34‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook