Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مجموعة ريم في غابات دبين

مجموعة ريم في غابات دبين

Published by نوال الزعبي, 2021-03-26 19:39:53

Description: مجموعة ريم في غابات دبين

Search

Read the Text Version

‫ريم في غابات دبين‬ ‫تأليف‪ :‬الدكتور أحمد شريف الزعبي‬

‫ريم في غابات دبين‬ ‫تأليف الدكتور أحمد شريف الزعبي‬

‫لينا وجائزة المطالعة‬ ‫أَعلَنت ُمديرةُ ال َمدر َس ِة في ال َّطابو ِر ال ّصباحي عن ِإ ْجراء ُمسابق ٍة في ال ُم َطالعة‪،‬‬ ‫ومن تَفو ُز بالم ّركز الأو ِل يكو ُن لها َجائزةً َكبي َرة‪ ،‬ل ْم تَتش ّج ُع ال ّطالبا ُت في ال ِبداية‪،‬‬ ‫فَأو َعزت ال ُمديرةُ لل ُمعلما ِت أن يقُم َن بتشجيع ال ّطا ِلبات على تِل َك ال ُمسابقة ِلما َلها ِم ْن‬ ‫َفوائد‪.‬‬ ‫كانت ال ّطا ِلبةُ لينا من أوائل ال ّطا ِلبات الّلواتي َسج ْل َن بتِل َك ال ُمسابقة‪ ،‬وأ َخذَت تأ ُخذ‬ ‫ال ُكتب وتُطا ِلعها‪ ،‬و َن ّظمت وقتَها جيداً‪ ،‬ف ِقس ٌم ِلمسا َعدة أ ِّمها في أعما ِل البيت‪ ،‬وقِ ْس ٌم‬ ‫ووال ِقصاسرُم اتلأتُ ْك َبس ُرج للل ُمماطاتُلعطاةل‪،‬عُهوقدعلسىاأ َعودَرهاا ٍقفيخاذلصكة‪،‬والكادَنهات ِباتلوُمع ِلّضميةحِاالل ُمأفش َكِار َِفرة‬ ‫لدرا َستِها‪،‬‬ ‫على‬ ‫ال ّص ْعبة ‪،‬‬ ‫ال ُمسابَق ِة ق ْد ز ّود ِت ال ّطالبا ُت بها‪.‬‬ ‫َو َجدت لينا را َحةً كبيرةً في ال ُمطالعة‪ ،‬كما وجدت َفوائد كثيرة‪ ،‬وأ َخذَت تُناقِ ُش‬ ‫والداها في تلك الأفكار التي َقرأتْها‪ ,‬فزادَ من سروهما في فَه ِم ابنتِ ِهما ِلتل َك ال ُكتب‪،‬‬ ‫فصارا يُعطيا ِنها مزيداً من الكتب ال َجديدة و ُمناقَش ِتها بها‪ ,‬فزادَت ثقَاف ِتها‪ ,‬كما ازدادت‬ ‫ثِقَتها ِبنف ِسها‪.‬‬

‫وفي ِنهاي ِة ال ُمدّة تقدَّمت َمع من تقدّم ِمن ال ّطا ِلبات لإمتحا ِن الم َسابقة‪ ،‬فأده َشت‬ ‫لج َنة المسابقة الَّتي ر ّش َحتْها بالإ ْجماع ِلتنا َل ال َمر ِك ُز الأول‪ ،‬و ِلتفو َز بالجائزة الّتي كان‬ ‫ِمقدا ُرها ثلاثون ديناراً‪ .‬فا ْستملَت الجائزة وتو ّجهت بها إلى مدي َرة المدرسة فنا َولتها‬ ‫إيّاها قائلةً لها‪:‬‬ ‫أُقدم ل ِك َجزي َل ال ّش ْكر والتقدير‪ ,‬ويكفيني أنّي فُز ُت بالمر ِكز الأَول‪ ،‬وقد استفدت من‬ ‫ال ُمسابقة بما لا يُقدّر ب َمال‪ ،‬أ َّما قيمةُ الجائزة فإنني أق ِدّمها ِلصندو ِق ال ّطالبة الفقيرة‪.‬‬ ‫أخذ ِت ال ُمديرة قي َمة الجائزة وقبّلت لينا و َس ِط تَصفيق ال ّطالبات وال ُمع ٍلّمات‪.‬‬

‫الوفاء‬ ‫قا َم ال ّطبي ُب زيد ب ِرح َل ِة صي ٍد علّه ي ْصطاد أ ّرنبًا أو حمامةً ب ّرية‪.‬ق َطع‬ ‫ال َمسافا ِت ال ّطويلة دون أ ْن يعثُر على مايريد‪,‬فق ّرر العودَة إلى م ْنز ِله‪(.‬الطبي ُب زيد ذا‬ ‫خل ِق عا ٍل‪,‬يس ُكن ال ّري َف‪ُ ,‬هروبًا من حيا ِة المدينة‪,‬وهو ُمتزو ٌج من سا َرة‪,‬ال ُمع ّلمةُ‬ ‫النّشي َطة والّتي اكتَ َسبت َمحبّة ال ُمعلمات وال ّطالبات)‪.‬‬ ‫وبينما هو سائ ٌر س ِم َع أني َن َجرو‪,‬فذ َه َب نا ِحية ال ّصوت‪,‬فإذا هو َي ِجد أحدَ ال ِجراء‬ ‫قَد أ ْشر َف على ال َموت جو ًعا و َعطشا‪,‬لا َط َف الجرو و َسقاه وأَط َعمه‪,‬و َحم َله معَه إلى‬ ‫بيته‪,‬قائلاً في ن ْفسه ‪ :‬إذا بقي هذا ال َجرو ُهنا فإنّه سين َف ُق لا َمحالَة‪,‬سآ ُخذُه َمعي وأقتنيهُ‬ ‫َمع َجروي كيمو‪.‬‬ ‫و َك ْم كانت ف ّرحةُ زوجتِه سارة بال َجرو الجديد‪,‬وأ ْطلقت عليه ا ْسم كوكو‪.‬أَ ْصبح لديهما‬ ‫جروين َجميلين‪ ,‬حا َول الجيرا ُن كثي ًرا أن يأخذوا أ َحد ُهما إلاّ أنّهما كانا يرفُضان ذلك‪.‬‬ ‫كان كيمو ُمطيعًا أكث َر من كوكو وأن َشط‪,‬فكوكو كثي ُر الأك ِل كثي ُر النّوم‪,‬ولم‬ ‫يكت ِف بذلك‪,‬بل أخذ يأ ُكل ِصغار ال ِ ّصيصان‪,‬وكان كيمو ي ْنهاه عن ذلك‪,‬ويقو ُل له‪:‬إ ّن‬ ‫الطبي َب زيدٌ لايبخ ُل علينا بال ّطعا ِم ال َّشهي‪.‬إلاّ أن كوكو لم ي ُكن ي ْستم ُع ِلما يقولُه‬ ‫كيمو‪,‬حتّى يئ َس كيمو منه‪,‬وق ّرر أن يت ُرك البيت‪,‬فغادَ َره قبل أن يتناول َطعام الإ ْفطار‪.‬‬

‫إفتقدَ ُكلاً ِمن زي ٍد وسا َرة الكل َب كيمو‪َ ,‬بحثا ع ْنه ف َلم يجداه‪,‬فقا َل زيدٌ لسارة‪:‬نكتفي‬ ‫بكوكو‪,‬ول َع ّل كيمو هو الّذي كان يأ ُك ُل ال ّصيصان‪.‬إلاّ أ ّن تناقُص الصيصان أ َخذَ‬ ‫بالإزدياد‪,‬حتّى ق ّر َر زيدٌ أن ي ْختبئ في أح ِد الأ ْمك َنة ويرا ِقب َحضيرةَ الدّجاج‪.‬و َبعد‬ ‫إ ْطفاء أنوا ِر البي ِت بقليل تسلّل كوكو إلى ال َحضيرة وأ َخذ صوصين والتَه ُمهما بِشراهة‪,‬‬ ‫وزيدٌ يُراقبه‪,‬وأ ْشعل زيدٌ الضوء فا ْنك َشف كوكو أما َمه بوضوح‪,‬ف َهر َب ِمن المكان‬ ‫بس ّرعة ‪,‬جاءت سارة و َعرفت بأمر كوكو‪,‬وقالت‪:‬إتّ ِق َش ّرمن أ ْحسن َت إليه‪.‬‬ ‫وفي اليو ِم التَّالي َبح َث ال ّطبي ُب زيد عن كلبه كيمو‪,‬ف َوجدَه في أح ِد ال ُكهوف وقد‬ ‫تغيّ َر حالُه‪,‬تَم ّرغ كيمو على أقدام زيد معتذ ًرا وملا ِطفا‪,‬وعادَ معَهُ إلى البيت‪ ,‬وكانت‬ ‫فر َحةُ زوجته سارة َكبيرة بعود ِة كيمو‪,‬والّتي قدّ َمت لَهُ وجبةً َشهيّة‪ .‬وصار كيمو أكثَر‬ ‫ِحر ًصا على بيت أ ْصحا ِبه وعلى َحضيرةِ الدّجاجِ تحديدًا‪.‬‬

‫ريم في غابات دبين‬ ‫د‪ .‬أحمد شريف الزعبي‬ ‫ذهبت ريم هي ورفيقاتها الى متنزه دبين في جرش ‪ ,‬كن مسرورات برحلتهن مع‬ ‫معلمتهن ( َس َمر)‪ ,‬لعبن العاباً مختلفة ‪ ,‬بعضها كانت فردية ‪ ,‬وبعضها كانت تشترك به عدة فتيات‬ ‫اقتربت ريم من محمية الغزلان ‪ ,‬رأت من خلف السياج غزالاً صغيراً ‪ ,‬قالت له ‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -‬صباح الخير يا غزال ‪.‬‬ ‫‪ -‬رد قائلاً ‪ :‬صباح الخير ‪.‬‬ ‫لم يعجب ريم رد الغزال الصغير ‪ ,‬قالت له ‪:‬‬ ‫‪ -‬نحن نعرف أن الغزلان تكون مرحة ونشيطة ‪ ,‬بل تقفز فرحاً ‪.‬‬ ‫قال الغزال الصغير ‪:‬‬ ‫‪ -‬أ ّما أنا فحزين ‪.‬‬ ‫أثارها جوابه ‪ ,‬فقالت له ‪:‬‬ ‫‪ -‬وهل الغزلان تحزن ؟‬ ‫قال ‪ :‬هل تظنون أنكم وحدكم تفرحون وتحزنون ؟‬ ‫قالت له ‪ :‬لكن ما الذي يجعلك حزيناً ؟‬ ‫أخذ زفرةً طويلة وقال ‪ :‬أُ ّمي ‪.‬‬ ‫قالت له ريم ‪ :‬ما بال أ ّمك؟‬ ‫قال الغزال الصغير ‪ :‬لقد فقدتُها في هذا المكان ‪.‬‬ ‫قالت ريم ‪ :‬وكيف فقدتها ؟‬ ‫قاال الغازال الصاغير ‪ :‬كنات ألعاب ماع رفااقي ‪ ,‬فسامعت اساتغاثة أ ّماي ‪ ,‬فااذا أحادهم‬ ‫(وبغفلة منها) قد ألقى عليها شباكه ‪ ,‬فلم تستطيع الافلات ‪ ,‬وقام بقص الساياج ‪ ,‬وحملهاا‬ ‫على ظهره وهرب ‪.‬‬

‫قالت ريم والدهشة بادية على محيّاها ‪ :‬وأنت ماذا فعلت ؟‬ ‫قال الغزال الصغير ‪ :‬لحقت به وأنا أصرخ وأولول ‪ ,‬ولكن رفاقي نادوا علي قائلين ‪ :‬إن‬ ‫لم ترجع فسيأخذك ويذبحك ‪ ,‬فتمالكت أعصابي ‪ ,‬وتوقفت وأنا أبكي من شدة حزني على‬ ‫أ ّمي ‪.‬‬ ‫قالت ريم ‪ :‬والحارس ‪ ,‬ماذا فعل ‪.‬؟‬ ‫قال الغزال الصغير ‪ :‬لقد كان بعيداً وجاء على صراخي ‪ ,‬وأخبرنااه بماا حصال ‪ ,‬ولاول‬ ‫قليلاً ‪ .‬ثم قام بإصلاح السياج ‪.‬‬ ‫وفي هذه الاثناء تجمعت البنات والمعلمة حول ريم ‪ ,‬وعرفن بقصة أم الغزال الصغير ‪.‬‬ ‫وبعضهن شاركن الغزال في البكاء على أ ّمه ‪.‬‬ ‫همست دانا في أذن ريم قائلة ‪ :‬قولي له ما علامة أ ّمك ؟‬ ‫قالت ريم ‪ :‬ما علامة أ ّمك ‪.‬‬ ‫قال الغزال ‪ :‬هنالك جز ٌء صغي ٌر مان قرنهاا انكسار ‪ ,‬أثنااء عراكهاا ماع إحادلا الغازالات‬ ‫اللواتي يحسدن أ ّمي على جمالها ‪.‬‬ ‫أخذت دانا رفيقتها ريم الى ناحية ٍ أخرلا ‪ ,‬وقالت لها ‪ :‬إ ّن أ ّمه عندنا ‪.‬‬ ‫دهشت ريم وقالت ‪ :‬وكيف وصلت إليكم ؟‬

‫قالت دانا ‪ :‬لقد أحضرها أحدهم الى أبي كهدية ‪ ,‬وقد أعطاه أبي مكافاأة كبيارة علاى هاذه‬ ‫الهدية النادرة ‪.‬‬ ‫أرادت ريم أن تقول للغزال الصغير عن أ ّمه ‪ ,‬ولكن دانا قالت له ‪ :‬أصبري يا ريم حتى‬ ‫نعمل خطة نرجع الغزالة الى إبنها ‪.‬‬ ‫سكتت ريم ‪ ,‬وقامت بوداع الغزال الصغير ‪ .‬الذي كانت تنزل من عينيه الدموع‪.‬‬ ‫عادت البنات من رحلتهن ‪ ,‬واختلت دانا بريم ‪ ,‬وقالت لها ‪:‬‬ ‫‪ -‬سنخبر معلمتناا سامر بقصاة الغزالاة ‪ ,‬وفاي المسااء تحضارون كلكام الاى بيتناا الكبيار ‪,‬‬ ‫وتخبرون أبي بقصة الغزالة وابنها ‪ ,‬وأنا سأتدخل في الوقت المناسب ‪.‬‬ ‫تم تنفيذ الخطة ‪ ,‬وذهبن الى البيت الكبير المزين بالقرميد والانوار السااطعة ‪.‬‬ ‫إستقبل أهل البيت المعلمة والبنات استقبالاً حسناً ‪ ,‬وقالت المعلمة ‪ :‬نريد أن تستمعوا من‬ ‫ريم عن الغزال الصغير ‪ .‬وقفت ريم وأخذت تروي قصة الغزال الصغير وأ ّمه الأسيرة‬ ‫‪ ,‬بأسلوب مؤثر ‪ ,‬وفي نهاية حاديثها بكات ريام وبكات البناات ومعلماتهن ‪ ,‬وهناا تادخلت‬ ‫دانا ‪ ,‬وقالت لأبيها ‪ :‬نرجوك با أبي أن ترجع الغزالة الى إبنها الغزال الحزين ‪.‬‬ ‫وتدخلت أم دانا قائلة ‪ :‬إنك إن أرجعتها فتكسب حسنات كثيرة ‪ ,‬وترد لهفاة الغزالاة علاى‬ ‫ابنها ‪.‬‬ ‫قال والد دانا ‪ :‬ولكنّي صرت أحبها ‪.‬‬ ‫قالت ريم ‪ :‬ولكن يا ع ّماه حب الغزال لا ّمه ‪ ,‬وحب الغزالة لابنها أكبر من حبك لها ‪.‬‬ ‫إبتسم والد دانا ‪ ,‬وقال ‪ :‬لا عليكم ‪ ,‬غداً صباحاً سأحملها الى المحمية ‪ ,‬وتعود الى إبنها ‪.‬‬ ‫فرحت البنات لهذا الخبر السعيد ‪ ,‬وقالت ريم ‪ :‬لنا شرط واحد ياع ّماه ‪.‬‬ ‫قال والد دانا ‪ :‬وما هو يا ريم ؟‬ ‫قالت ريم ‪ :‬أن نكون معك‪.‬‬ ‫ضحك الجميع ‪ ,‬وقال والد دانا ‪ :‬وأنا موافق‪.‬‬

‫رحمة والدجاجة الفضية‬ ‫د‪ .‬أحمد شريف الزعبي‬ ‫َك ََان لأَه ِل َرحمة َحظيرة ٌكبيرةٌ ِمن ال ّطيو ِر ال ّدا ِجنة‪ ,‬ففي ال َحظيار ِة الّا ّدجا ُج واَ َوز و‬ ‫الب ُط‪ ,‬وكان بيت ُه ُم بِجانِ ِب إحدلا بِ َرك ال َماء‪ ,‬فيج ُد ال َبط وَو ُز مكاناً ُمناسباً لل ّسباَ َحة و العاوم فيهاا‪,‬‬ ‫وكانوا يذهبون إلى ال ّشا ِطئ الآخ ِر ِمن الب ّر َكة‪ ,‬بينَما ين ُظ ُر الّدجا ُج إلي تِل َك ا ْل َح َر َكات ال َجميلة الّتي‬ ‫َكانت تَحلو لل َبط واَوز‪.‬‬ ‫كانت رحمة تُ ِحب َد َجاجةً من ال ّدجا َجات‪ ,‬لونُها فِ ّضي ويُطلقو َن َعليها‪ :‬ال ّدجا َجاة الفضايّة‪,‬‬ ‫وكانت تِل َك ال ّدجاجه تَتبا َهى َعلى باقي ال ّدجاجِ ِبلونِها و ُحب رحمة لها‪.‬كانت تَربِط َدجاجه رحماة‬ ‫َصداقةٌ َمع إحادلا الب ّطاات‪ ,‬وكانَات الب ّطاة تُحادثُها عان َمهاراتِهاا فاي ال ّساباحه و ال ّطياران‪ ,‬وحتاى‬ ‫ِمشيتُها‪.‬‬ ‫قالت ال ّدجا َجة ال ِفضيّة لل َبطة ‪ :‬أُريد ِك أَن تُعلميني َمهارا ِت ال ّطيران ‪.‬‬ ‫قالات لَهاا الب ّطاة ‪ :‬إنّ ُكام (أي الادجاج) َغيار ُمهيئاو َن لل َطياران ‪ ,‬فَهكاذا َخلق ُكام َ تَعاالى ‪ ,‬فَل ُكام‬ ‫ال ُّسهو َل الف َسيحة ‪ ,‬وتنا ُمون تَ ْحت ِحرا َسة النّاس و ِكلابُهم ‪ ,‬ولا تَتَعبوا ِب َجمعِ أَرزاقكم ‪.‬‬

‫َوتحت إل َحاحِ َدجاجة رحمة الفضيّة وافق ْت الب ّطة على تَعليمها َمها َرة ال ّطيران ‪ ,‬وفي‬ ‫َصبيحة أَح ِد الأيام ال ّربيعية َحملت البطة َصديقتها ال ّدجاجة الفضيّة وطاا َر ْت بهاا للعلاى ‪َ ,‬خافَات‬ ‫ال ّدجاجة ‪ ,‬ولكن ّها تّش ّج َعت فلم يعُد باَمكان التّرا ُجع ‪ ,‬وبعاد قليا ٍل قالات الب ّطاة للد َجاجاة الفضايّة ‪:‬‬ ‫هل أن ِت َجاهزة يا َصديقتي ؟‬ ‫قالت الدجاجة ِبت َردد ‪ :‬آه ‪َ ...‬نعم ‪ ...‬نَعم ‪َ ...‬نعم ‪...‬‬ ‫وب َح َرك ٍة َسريع ٍة من الب ّطة و َج َدت ال ّدجا َجة الفضيّة نف َسها بي َن ال ّسما ِء والأَرض ‪َ ,‬حاولات‬ ‫اَرتفاع ‪ ,‬فَلم تَق ْدر ‪َ ,‬حاولت اللّحا َق بالب ّطة َفف ِشلت ‪َ ,‬فلم تَج ُد بُداًّ من ال ُهباو ِط إلاى الأرض‬ ‫‪ ,‬جاءتها البطة ‪ ,‬وقالت لها ‪ :‬ماا بِاك ياا عزيزتاي ‪ ,‬أَلام تساتوعبي ُدرو َس ال ّطياران الّتاي‬ ‫علمت ِك إيّاها ؟‬ ‫أ َجابت ال ّدجا َجة الفضيّة ‪ :‬لم أست ِطع يا َصديقتي ‪َ ...‬ل ْم أ ْست ِطع ‪...‬‬ ‫قالت الب ّطة ‪ :‬إذاً ِلنعا ِو َد ال ّطيران َم ّرةً أُخرلا ‪.‬‬

‫وتَكاا ّررت ال ُمحاولااة َماا ّرا ٍت عدياادة ‪ ,‬ولكاا ْن دو َن فا ِئاادة ‪ ,‬فَفااي ُكاال َماا ّرة تَسااقُط‬ ‫ال ّد َجاجااة الف ّضااية إلااى الأ ّرض ‪ ,‬فَح َملتهااا البَطااةُ وعااا َد ْت بهااا إلااى ال َحظياا َرة ‪ ,‬و َد َخلاات‬ ‫ال ّدجا ُجة ال ِفضيّة إلى َم ّرق ِدها َمنهوكة ال ِقولا ‪.‬‬ ‫َع ِلم ْت رحمة ِبما َجارلا لل ّدجاجاة الفضايّة ‪ ,‬فا َذه َبت إليهاا َوساأَلتها َعا ْن حالتِهاا‬ ‫ِبحضو ِر البَطة الّتي َش َرحت ِلرحمة ال ِق ّصة ُمنا ُذ بِادايتِها ‪َ ,‬قالات لَهاا َرحماة ‪ :‬أَناتُم َجماعاة‬ ‫الا ّدجاج ِما َن الطياور‪ ,‬و َل ِكانّكم لا تطيارون َكماا تَطيا ُر الطياور الأُخارلا َكاالبط وا ْل َحماام‬ ‫والع َصافير ‪.‬‬ ‫قالت ال ّدجاجة الفضيّة ‪ :‬آ ِسف يا سيدتي ‪ ,‬ولكنّي أُحب ال ّطيران ‪.‬‬ ‫قال ْت لها رحمة ‪ :‬لي َس ُكل ما نُحبه َن ِص ُل إليه ‪.‬‬ ‫قالت ال ّدجاجة الفضيّة ‪ :‬لق ْد َحاول ُت َعلى الأقل ‪.‬‬ ‫و ُهنا َخ َط َر ِلرحمة ِف ْكرة‪ ,‬وهي أن تَ ْصعد ال ّدجا َجة الفضيّة إلى التلّة ال ّصغي ِرة‬ ‫ال ُمجااااااااااورة لل َحظيااااااااارة ‪ ,‬و ِمااااااااا ْن ُهنااااااااااك تَطيااااااااا ُر إلاااااااااى و َساااااااااط ِال ْحظيااااااااا َرة ‪.‬‬ ‫تَاار ّددت الدجاجااة الفضاايّة ‪ ,‬ول ِكاان تَشااجي ُع البَ ّطااة َلهااا َجعلتْهااا تُوافِااق ‪ ,‬ول ِكاان‬ ‫ا ْشت َرطت عليها رحمة أ ْن لا تقو َم بذلك العَم ِل إلاّ بع َد ِشفائِها ت َماماً ‪.‬‬

‫وبع َد أ ْن تعافَت ال ّدجا ُجة الفضيّة ‪,‬قَال ْت ِلرحمة ‪ :‬أنا َجا ِه َزة لذلك ال َعمال ‪َ ,‬صاعدت‬ ‫ال ّدجاجة ِق ّمة التّلة تَ ْحت إشرا ِف َرح َمة والب ّطة ‪ ,‬و ِمن ُهناك قَفا َزت إلاى و َسا ِط ال َحظيارة ‪,‬‬ ‫ذُ ِعا َر الا ّدجاج وأَخاذ الا ّدي ُك َيصاي ُص ويُ َصا ِف ُق بِجناحياه‪َ ,‬فقا ْد َظناوا أَن صاقراً َه َجا َم علاي ِهم‬ ‫و َصاارت َحالاةً مان ال َفو َضاى ‪ ,‬ول ِكا ْن ِعنا َدما َعلماوا أ ّن ذلا َك ال ّطاا ِئ ُر َماا هاو إلاّ َرفيقاتُهم‬ ‫ال ّدجاجة الفضيّة ‪ ,‬لاَ ُموها َجميعُهم ‪ ,‬ول ِكان رحماة قالا ْت لَ ُهام ‪ :‬ماا رأيُكام أَن ت ّجرباوا أَناتُم‬ ‫تل َك العَ َمليّة ‪.‬‬ ‫وافَا َق الا ّدجا ُج ‪ ,‬وأَ َخا َذ ُكال واحا َدةٍ تُ ّجا ّر ُب َح ّظهاا ‪َ ,‬حتّاى الا ّدي ُك الّاذي كاان‬ ‫ُمعا ِر َضاً ِلتل َك ال ِف ْك َر‪,‬ة قاَ َم بِها ‪ُ .‬س ّر ال ّد َجا ُج بذلك ‪ ,‬و َصار ْت لَ ُه ْم ِريا َضةً يو ِمياة ‪َ ,‬خا ّصاةً‬ ‫في وق ِت ال ّصباح ‪.‬‬

‫دانا ونمر السيرك‬ ‫د‪ .‬أحمد شريف الزعبي‬ ‫َذ َه َبا ْت أُ ْسا َرةُ داناا إلاى ال ّساي ّْرك فاي ا ْل َفتا َر ِة ال َم َساائية ‪ ,‬و َذلا َك َب ْعاد أ ْن أَنهاى والا َد ُهم‬ ‫َع َم َله‪َ ,‬وب ْع َد أن تناولوا َط َعا َم الغَداء ‪ ,‬وأَ ْكم َل ُك ُّل وا ِح ٍد ِم َن الأبنَا ِء والبنا ِت وا ِجبَاتِهم الم ْد َرسيّة ‪.‬‬ ‫قَ َطا َع الوا ِلا ُد التّاذا ِك َر ‪َ ,‬و َجلَا َس ُكا ّل وا ِحا ٍد ِما ْنهم علاى َم ْق َعا ِده ال ُم َخ ّصاص َلاه ‪ .‬وبَادأَت‬ ‫ال َحي َوانااا ِت ُعرو ِضااها ‪ ,‬فَهااذا أساا ٌد يقفاا ُز ِماان فااو ِق النّ ْماار ‪ ,‬وذلااك النّ ْماا ُر يااد ُخ ُل دائاا َرةً ُملت ِه َبااة ‪,‬‬ ‫وال ِق َردة ُتُ َق ّد ُم ُعرو ِضها بإتقان ‪ ,‬والبَهلوا ُن يأتي ِبألعا ٍب َجدي َدة ‪ ,‬والكا ِلا ُب تاأتي بِ َحركاا ٍت َجميلاة ‪,‬‬ ‫ثُم َعادوا إلى البي ِت َفرحي َن َم ْسرورين ‪.‬‬ ‫َعلَى الَ َع َشاء ‪ ,‬قاَلت دانا ‪ :‬أبي‪ ,‬أَرجو أَ ْن أَزو َر ال ّسيرك َم ّرةً أُخرلا ‪.‬‬ ‫قا َل َلها أَبوها ‪َ :‬ول ِكن ِلماَذا يا دانا ‪ ,‬أل ْم تَ ْكتَ ِف بِتل َك ال ّزيارةِ ِمث َل بقيّ ِة العائِلة ‪.‬‬

‫َقالَ ْت دانا ‪َ :‬ل َق ْد إ ْستَ ْمتَ ْع ُت يا أباي ‪ ,‬ولكنّاي أُريا ُد ِزياا َرةَ ُمادير ال َسايرك ‪َ .‬ضاح ِك ْت َسا ْلمى و َقا َلا ْت ‪:‬‬ ‫أَتُريدي َن أَ ْن تُقدمي َع ّرضاً َكعُرو ِض ال ِق َر َدة ‪.‬‬ ‫َض ِح َك ال َجميع ُ ‪ ,‬ولَ ِك ْن دانا قَالت ‪ :‬أُري ُد أَن أَ ْسألُهُ ع ِن النّ ْمر يا أَبي ‪.‬‬ ‫قَال ْت زينة ‪ :‬أَتريدي َن أَ ْن تُ ْحضريه َلنَا َك ْي َيأ ُكلُنا ؟‬ ‫َغ ِض َب ْت دانا وقَال ْت ‪ِ :‬إن لَ ْم تَكفوا َع ِن ال ُّس ْخريّة منّي ‪َ ,‬فإنّي َسأ َنا ُم بِلا َط َعام ‪.‬‬ ‫قَا َل أَ ْح َمد ‪َ :‬و َه ْل نَد َف ُع َل ِك نُقوداً َحتّى تَأْ ُكلي ؟‬ ‫تَ َد ّخ َل الأ ُب ‪َ :‬وقا َل ‪ُ :‬كفّوا ِم ْن ُس ْخرياتِ ُكم ‪َ ,‬و ِلن ْستَ ِم ُع إلى فِ ْك َر ِة دانا ‪.‬‬ ‫َقال ْت دانا ‪َ :‬ح ِف َظ َك َ بِ ِح ْف ِظه يا وا ِلادي ‪ ,‬ألّاذي أُريا ُد أَ ْن أَقولُاه ‪ :‬هاو أَنهام َكيا َف أَ ْحضاروا الأَ َساد‬ ‫والنّ ْم ِر ‪َ ,‬و َصاروا ألي َفين ‪َ ,‬فال ُم َعلّمة َقالَ ْت لنَا ‪ِ :‬إن ُهما َحيوانا ِن ُمفتر ِسان ‪.‬‬ ‫قال ْت أُ ّمها ‪ :‬هذا سؤا ٌل َوجيهٌ يا دانا ‪ ,‬إذاً تَذهبي َن أن ِت وأَبو ِك غداً إلى ُمادي ِر ال ّساي ْرك وتَساأليه هاذا‬ ‫ال ُسؤال ‪.‬‬ ‫وفي ا ْليو ِم التّالي وبَ ْعد َاَ ْسترا َحة التي تَأتي بَ ْع َد ا ْلغَداء ‪َ ,‬ذ ّكرت دانا وا ِلا َدها ب ِا ْلو ْعاد ‪,‬‬ ‫َولَ ْم يُما ِن ُع وال َدها ‪َ ,‬و َذ َهبا إلى ُمدي ِر ال ّسي ْرك ‪ ,‬الّذي ا ْستَقبل ُهما ا ْس ِت ْقباَلاً َحسناً ‪َ .‬وقاَ َل وا ِل ُد دانا ‪َ :‬هذه‬ ‫ا ْبنتي تُري ُد أ ْن تَ ْسأ َل كي َف َر ٍّو ْضتُم الأ َس ِد والنّ ْم ِر ؟‬ ‫قا َل ُمدي ُر ال ّسي ّْرك ‪ :‬أَ ّما الأَ َس ُد فَه َو نَا ِئ ْم ‪َ ,‬ولا أَح ٌد َي ْستطي ُع إيقَا ِظه ‪ ,‬أَ ّما النّ ْم ُر َفإنّهُ ُم ْستي ِقظ ‪ ,‬فَتَعَا ِلي‬ ‫أُع ِّرف ِك َعليه ‪َ ,‬ذهبوا إلَى َقفَ ِص النّ ْم ِر فَ َو َجدوهُ َي ُجو ُل في قَفَ ِصه‪َ ,‬ط َر َح ْت دانا َعلي ِه ال ّسلام ‪,‬‬ ‫َوقَا َل ْت‪ :‬أٌري ُد أ ْن أَ ْسأْل َك أَيّها النّ ْمر ‪ ,‬كي َف ِجئْ َت إلى ُهنا َوتَ َر ْك َت ُسهول ا ْل ُحريّة و َغا َبا ِتها ؟‬ ‫َز َف َر النّ ْم ُر َز ْف َرةً َطويلة ‪َ ,‬وقَال ‪ِ :‬ل َذل َك قِ ّصةً َطوي َلة يا دانا ‪.‬‬ ‫َقالَت دانا ‪ :‬أر ُجوك أَ ْخبرني بِها ‪.‬‬

‫َقا َل النّ ْما ُر ‪ُ :‬ك ْنا ُت َصاغيراً ‪َ ,‬وأر َضا ُع ِما ْن َحليا ُب أُ ّماي ‪َ ,‬ف َغا َفلَ َهاا الصايّاد َحتّاى ا ْبتَ َعا َد ْت َو َجاا َء إلاي‬ ‫َو َح َملني ‪َ ,‬وأَنا أ ْستغي ٌث بأٌ ّمي ‪َ ,‬ولَ ِكنّهم َك ّمموا َفمي ‪ ,‬فَلَا ْم أ ُعا ْد أتَا َنفّس إلاّ ب ُصاعو َبة ‪ ,‬وا ْعتَناوا باي‬ ‫َكثيراً ‪ ,‬فَكانوا ُك ّل يَ ْو ٍم َيعر ُضونني َع َلى ال ّطبيا ِب البي َطاري ‪ ,‬ويُقادموا لاي أَ ْف َضا َل أناواعِ ا ْل َحلياب ‪,‬‬ ‫و ِعن َدما َكبُار ُت قلايلاً أَخاذوا يُقادموا لاي َل ْحا َم ال ِخارا ِف ال ّشاهي ‪ ,‬و َكاانوا َحريصاي َن َع َلاى َن َظاافتي ‪,‬‬ ‫ويُلاعبونني َكثيراً ‪َ .‬حتّى أ ِل ْف ُت ال َب َشر ‪,‬ول ّما ِص ّر ُت قا ِدراً َعلَى ال ّص ْي ِد أَ َخذوا ِبتْجاويعي َحتّاى أَقاو ُم‬ ‫ِب َح ِر َك ٍة ُم َعيّنة و َب ْع َدها يُق ِدموا ِل َي ال ّط َعام ‪ .‬وبِالتدريج أَ ِل ْفا ُت هاذا ا ْل َع َمال ‪ .‬و ِصار ُت أقاو ُم ِبال َحركاا ِت‬ ‫التي يُريدونَها ِمنّي َم ْهما َكا َن ْت ‪ ,‬لأَح ُص َل ب ْعدها َعلى َو ْجبتي أل ُمف َضلة ِم ْن َل ْحم ال ِخرا ِف الّلذيذ ‪.‬‬ ‫قال ْت دانا ‪ :‬ما هو أ ْغ َر ُب مو ِق ٍف َم َر ّر َت ِبه ‪.‬‬ ‫تَ َنفّ َس النّم ُر ثانيةً وقا ْل ‪ :‬لقد َم َر ّر ُت ِبموا ِق َف َغريبَة ‪َ ,‬وهي أ ّن ال ُم َه ِّر َج أَ ْخطأ بِالف ِقرات ‪ ,‬فأَ ْعطاني‬ ‫َفل ْقرةِ الأسد ‪ ,‬وكان ْت فَ ْق َرةً َص ْعبةً َعل ْي َولاَ أُتقنُها جيداً ‪َ ,‬ف َجلَدني بال ّسو ِط و فَتأل ْم ُت َكثيراً ‪ ,‬و َل ِكنّي‬ ‫تَ َح ّمل ُت أَلَ َم ال َض ّربة ‪ ,‬وبَ ْع َد قلي ِل َض َربني بِال ّسو ِط َض ّرب ٍة أق َولا ِم َن الأولاى ‪َ ,‬ف َماا َكاا َن ِمنّاي ِإلاّ أن‬ ‫أطلق ُت َصوتاً َعالياً ‪ .‬أ ّر َع َب َم ْن في القا َعة َجميعُهم‪ ,‬و ُكن ُت أُري ُد أَ ْن أ ْنقَ ُض عليه ‪َ ,‬لولاَ أَ ْن تَدار َك‬ ‫الأ ْم َر و َه َر َب وأَ ْغل َق على ن ْف ِسه ألباَب ‪.‬‬ ‫قَال ْت دانا ‪َ :‬و َما ال َموقِ ُف الآ َخر ؟‬

‫َض ِح َك النّمر و َقال ‪َ :‬وأ ّما ال َموقِ ُف الثّاني فَهو َمع َشيخِ ال ِق َر َدة الّذي َكا َن َي ْهزأُ بي ِب َكل َما ٍت َجا ِرحة‪,‬‬ ‫فَت ْض َح ُك بَقيّةُ ال َحيوانات ‪َ ,‬وخا َصة َزوجتُه القر َدة ‪َ ,‬حذ ّرتُه ِمراراً ‪ ,‬ولكنّهُ كا َن يزي ُد ِمن ا ْست ْهزا ِئه‬ ‫بي ‪.‬‬ ‫وماَذا َفعَ ْل َت به قالَ ْت دانا ؟‬ ‫َقا َل الن ّمر‪َ :‬ص َر ْخ ُت عليه َص ْوتاً وا ْن َق َض ْض ُت عليه‪َ ,‬ف َه َر َب َم ْذعو َراً وتَ َسالّ َق ال َحاا ِج ُز الّاذي َيف ِصالُنا‬ ‫َع ْن ال ُجمهور‪َ ,‬ولاَ َي ْع َلا ٌم أَنّاي أَ ْم َها ُر مناهُ فاي التّ َسالُق‪ ,‬و ِب َح َر َكا ٍة َساري َع ٍة َفاإذا ُهاو َعلَاى الأ ّْرض ‪َ ,‬و‬ ‫َو َض ْع ُت يَدي َعليه‪َ ,‬و َفتَ ْح ُت فَمي أُري ُد أ ْن أ ُدق ُعنُقَه ‪ ,‬ولكنّي تَ َوقفت ‪.‬‬ ‫َقال ْت دانا ‪َ :‬و ِلماذا ‪َ ,‬و َكيف ؟‬ ‫قال النّ ْم ُر َوهو يَ ْضحك ‪ :‬أَ َخ َذ َير ُجوني َوي ْستغيث ‪َ ,‬ويُقب ُل يَد ّي‪ ,‬فَ َعف ْو ُت َع ْنه ‪َ ,‬خا ّصةً أ ّن َز ْو َجتُاه‬ ‫ال ِق ّر َدة َكانَ ْت تَ ْبكي ِب ُحرقَة ‪ ,‬وأَ َخ َذ َع َلى نَ ْف ِسه َعهداً أ ْن لاَ يَ ْم َز ُح َمعي ِإ ْطلاقاً ‪.‬‬ ‫قَال ْت دانا ‪َ :‬و َه ْل َعا َد ليق ّد َم ُعرو َضه ؟‬ ‫قال النّ ْمر ‪َ :‬ل َق ْد َبقي أُسبوعاً لاَ يأ ُك ُل ولاَ َي ْشرب ‪َ ,‬ي ْجل ُس في َط ِر ِف قَ ِف ِص ِه َخائفاً ُم ّرتَ ِعباً ‪.‬‬ ‫َحتّى َصا َر أُ ْضحو َكة َحيوانا ِت ال ّسيرك ‪.‬‬ ‫َشا َك َر ْت داناا النّ ْمار ‪ ,‬و َطلَبَا ْت ِما ْن ُمادير ال ّساي ّرك أ ْن يُقَا ّد ُم لَاهُ َو ْج َباةً إ َضاا ِفيّة َعلاى ِح َساا ِب‬ ‫َوا ِل ِدها الّذي َوافَ َق َعلى َد ْفعِ ثَ َم ِن ال َو ْجبِهة‪ ,‬ثُ ّم َعا َد ْت ِم َع أَبيها إلى الب ْي ِت َم ْسرو ِرة ‪.‬‬

‫في الصباح انطلق الموكب في فرح وسرور ‪ ,‬وقاام والاد داناا بتساليم الغزالاة للحاارس ‪,‬‬ ‫وذهبات ريام الاى الغازال الصاغير وأخبرتاه باالخبر الساعيد ‪ ,‬وحاولات أن تحملاه ولكنّاه‬ ‫انطلق مسرعا ً الى حيث أ ّمه ‪ ,‬التي احتضنته وهي تبكي من الفرحة ‪ ,‬والغزال الصغير‬ ‫لا يقول غير ‪ :‬أ ّمي أ ّمي ‪ ,‬ريم ‪ ,‬ريم ‪.‬‬ ‫وقام الحارس والغزلان جميعاً بعمل احتفال كبير فرحااً بعاودة الغزالاة الاى ابنهاا الغازال‬ ‫الصغير ‪.‬‬

‫شريف والديك الفصيح‬ ‫د‪ .‬أحمد شريف الزعبي‬ ‫َكان ُهناك ُمزا ِرعاً َم ْشاهوراً بِ ُحبّاه لأَر ِضاه ‪ ,‬إ ْسا ُمه َشاريف ‪ ,‬كاا َن َي ْملا ُك َعادداً ِما ْن‬ ‫ال ّدجاج ‪َ ,‬يبي ُع بَ ْع َض بي ِضه ‪ ,‬ويو ّز ُع البَاقي َعلى أ ْصدقا ِئه وفُقرا ِء بَل َد ِتاه ‪ ,‬وكاا َن َساعيداً ِب َد َجاجا ِتاه‬ ‫ودي ِكه ‪ ,‬وكان يَ ُرش لَ ُه ّن ال َعل َف بي ِده ‪ ,‬ويتفق َد ُه ّن َصباحاً و َمساءا ‪.‬‬ ‫وفي َصباحِ أَ َح ِد الأ ْيام نَ َه َض ال ُمزا ِر ُع شريف َك َعادتِاه ‪ ,‬و َذ َهاب إلاى َحضاي َرةِ الا ّدجاج‬ ‫لي ُر ّش ل ُه ّن العَل َف ‪ ,‬وي َض ُع الما َء ‪,‬ف َو َج َد أ ّن الا ّدجا َج لاي َس َكعاد ِتاه فاي اساتِقبا ِله حاين يَح ُضار ‪ ,‬لقا ْد‬ ‫كان ال ّصم َت ُمخيماً على ال َمكان ‪ ,‬فقال ‪ :‬ما َبا ُل دجاجاتي ال َجميلات ؟‬ ‫تق ّدم ال ّدي ًك وقال با ْن ِكسار ‪ :‬لق ْد ح َض َر الثّعل ُب ليلاً وا ْستطا َع أ ْن يأ ُخذ ال ّدجاجة ال َح ْمراء ‪.‬‬ ‫غ ِض َب شريف وقال ‪ِ :‬لم َلَ ْم توقظني أيُّها الغبي ؟‬ ‫قال الديّك ‪ :‬لَ َق ْد َذ َه َب َصوتي وأَنا أَصي ُص وأٌنادي عليك ‪ِ ,‬ب َشهادة ال ّدجاحات ‪.‬‬

‫قال شريف ‪ :‬لا ‪ ,‬لا ل ْم أَسمعُك ‪ .‬ول ْو أَني َس ِمعتُك ل ٌكن ُت قد َح َضر ُت وقتلتُه ‪.‬‬ ‫وتابَ َع شريف قو َله ‪َ :‬و ِل َم َل ْم تمنعُه ؟‬ ‫قال الديّك با ْنكسار ‪ :‬لق ْد حاول ُت ولكنّه كا َد أ ْن يقتُلني أُن ُظر يا َسيدي إلى ُج ّرحي َفما َزا َل يؤ ِل ُمني‪.‬‬ ‫تق ّد َم ِت ال ّدجاجا ُت ِم ْن شريف ‪ ,‬و َش َك َو َن َلهُ ُم ّر ال ّشك َولا ‪ِ ,‬ما َن ال ُجاروحِ الّتاي ٌكان يعاانين ِم ْنهاا ‪,‬‬ ‫ف َقام شريف بإسعا ِف الجميع ‪ ,‬وذلك بو ْضعِ اليود على ِتل َك ال ُجروح ‪.‬‬ ‫وبينَما هو ُم ْنه ِم ٌك في َع َم ِله فإذا بال ّدجا َج ِة ال َح ْمرا ِء المفقاو َدة تَعاو ُد إلاى ال َحظيا َرة وهاي‬ ‫ُم ْنه َكاة القُاولا ‪ ,‬وتُعااني ِمان ُجاروحٍ عدياد ٍة ورضاو ٍض َكثيارة ‪ ,‬فا ْساتقب َلها الا ّدجا ُج بعا ِصاف ٍة ِمان‬ ‫التّصفيق بالأَ ْجن َح ِة وال ّصياح ‪ ,‬ف َرحاً بعود ِتها ‪ ,‬وف ِر َح شاري ٌف أيضااً بف َر ِحهاا ‪ ,‬وقَاام بو ْضاع الياود‬ ‫على ُجرو ِحها وسأَلها َعما حد َث لها ‪ ,‬فقالات ‪ :‬لقًا ْد ا ْساتطا َع الماا ِك ُر أن ي ْح ُملناي باي َن أنياباه ‪ ,‬وأناا‬ ‫أُقاو ُم بِكل ق ّوة ‪ ,‬فم ّر م ْن أما ِم كل ِب خالك تحسين ‪ ,‬فما َكا َن منّي إلاّ أن أ ْطلقا ُت ِل َصاوتي ال َعناان ‪,‬‬ ‫ِم ّما أيق َظ الكلب و ِعن َدما رألا الكل ُب الثّعل ُب َر َك َض ورا َءه بِ ُس ّر َعة ‪ ,‬ول ْم يست ِطع الماا َك ُر أن يها ُر َب‬ ‫وهو ي ْحملني ‪ ,‬فتَ َركني و َه َرب ‪ ,‬وهو يقاول ‪َ :‬نجاو ِت منّاي الآن أيتُهاا ال َخبيثاة‪ ,‬ولكنّا ِك لا ْن تَنجاي َن‬ ‫منّي في الم ّرةِ القا ِد َمة ‪ ,‬وبقي ُت في دا ِر خال َك تحسين حتّى ا ْستجمع ُت قِواي و ِجئ ُت ألى ُهنا ‪.‬‬ ‫ق ّد َم شاريف ِللا ّدجاجِ مزياداً مان ال ّطعاام ‪ ,‬و َج َلا َس يُف ّكا ُر باأ ْم ِر الثّ ْعلاب والا ّدجاجات ‪,‬‬ ‫فت َق ّدم ِم ْنه ال ّديك ‪ ,‬وقال ‪ :‬أت ْسم ُص أن ت ْسم َع لي يا سيدي ؟‬ ‫قال شريف بيأْس ‪َ :‬ماذا ِعند َك أيُّها الفَصيص ؟هل لدي َك كل ٌب يحميك ؟ أم ِسلا ٌح تُدافِ ُع به ع ْن ن ْف ِسك‬ ‫‪ ,‬أُغ ِرب عن وجهي ‪.‬‬ ‫قال ال ِّديك ‪ :‬يا سيدي إن ا ْستما ُعك لي لا يُكلفُك َشيئاً ‪.‬‬ ‫قال شريف وهو يتأفّف ‪ :‬قُ ْل ماذا ِعندك أيّها ال ِّديك ال َفصيص ‪.‬‬ ‫قال ال ِّديك ‪ :‬نَفت ُص في الحظيرة فُتحتين ‪ِ ,‬إحدا ُهما تُؤ ّدي إلى ُغ ّرفت َك والثّانيةُ تؤ ّدي ِلل َخلا ِء وتكاو ُن‬ ‫َصغي َرة‪.‬‬ ‫قال شريف ‪ :‬و َما الغَ َر ُض من ذلك ؟‬ ‫قال ال ِّديك ‪ِ :‬عند َما يد ُخ ُل الثّعل ُب يذهب ال ّدجا ُج َيقا ِظك ‪ ,‬وأنا أكو ُن ُمختبئاً ِعن َد الفُتح ِة الّتي يد ُخل‬ ‫م ْنها الثّعلب ‪ ,‬فأَ ْخ ُرج م ْنهاا بِ ُسارع ٍة وأُغلقُهاا تمامااً حتّاى لا يساتطي ُع الهار َب م ْنهاا وأذها ُب لأوقِا َظ‬

‫كل ُب الجيران ‪ ,‬فإنّه إن أفل َت م ْن َك فإنّه لا ي ْفل ُت من ذل َك الكل ُب ال ّش ِرس ‪ .‬وافق شريف علاى خطاة‬ ‫الااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااديك‪,‬‬ ‫جا َء الثّعل ُب بعا َد ُمنت ِصا ِف اللّيال ‪ ,‬و َد َخا َل مان الفُت َحاة وهاو َيتها ّدد ويتو ّعاد الا ّدجاج ‪,‬‬ ‫الّذي َها َر َب باتجاا ِه ًغر َفاة شاريف ‪ ,‬وأَ َخا َذ بال ّصاياح ‪ ,‬أَ ّماا الا ِّدي ُك فإناهُ َخا َر َج ب ُسارع ٍة َيقاا ِظ ك ْلا ِب‬ ‫الجيران وأَ ْغل َق خلفَهُ الفُتحة ‪.‬‬ ‫إ ْستيقظ شريف قَ ْب َل أن يُ ْم ِساك الثّعلا ُب بالا ّدجاج ‪ ,‬وأ ْشاع َل المصاابيص الكهربائياة ‪ ,‬فاذُ ِعر‬ ‫الثّعل ُب وأَ َخ َذ يدو ُر في أرجاء الغُرفة حتى يَ ِج َد َمنفذاً فل ْم ي ِجد ‪ ,‬وأَم َس َكهُ شاري ٌف مان ذي ِلاه و َشا ّوحهُ‬ ‫با ْلهواء ِع ّدةِ م ّرات حتى يستطي ُع ال ّسي َط َرةِ عليه ‪ ,‬ثُ ّم و َض َع ال َجنزي ُر الحديدي في َرقَب ِتاه ‪ ,‬و َربَ َطاهُ‬ ‫بجانِ ِب ال ّسور ‪ ,‬و َعاد ال ّدجا ُج إلى ال َحظي َرة ‪َ ,‬ك َما َجاء ال ّديك و َمعَه كلا ُب الجياران الّاذي َحاا َو َل أن‬ ‫يفت َك بالثّعلب لولا تَ َد ُخ َل شريف ‪ ,‬وفاي ال ّصاباح أَ َخا َذ الا ّدجا ُج باال ُهز ِء مان الثّعلاب ‪ ,‬وهاو يُز ْم ِجار‬

‫َغ َضباً ويُه ّدد ويتو ّعد ‪ ,‬وفي ال ّساعة التّا ِسعَة و َض َعهُ شاريف فاي سايّا َر ِة البلدياة وقَاا َم هاو ورئاي ُس‬ ‫البلدية بِت ْسلي ِمه إلى ُمدير َم ْحمي ِة الشو َمري قُ ّر َب الأزرق الّذي َش َكر ُهما َكثيرا ‪.‬‬

‫مريم والدب الأبيض‬ ‫د‪ .‬أحمد شريف الزعبي‬ ‫نَ ّظ َمت ُمعلّ َم ِة الأ ْن ِش َط ِة ال َمد َرسيّ ِة في إ ْحدلا ال َمادا ِر ِس ِر ْحلاةً إلاى َحدي َقا ِة ال َحيواناا ِت‬ ‫فاي العا ِصا َم ِة ع ّماان ‪,‬وفاي ياو ِم ال ّر ْحلاة َح َضا َر الباا ُص و َساائِقه‪,‬وقا َم ِت ال ُمعل َماة ت ّرتيا ِب البناا ِت‬ ‫ال ُمشا ِركات َكما هو ت ّرتيب ُه ّن في ال ّطابو ِر ال ّصباحي ‪ .‬كانَت البنَا ُت يُ ِط ْع َن ُمعلّ َمات ُه ّن وي ْحت ِر ْمنهاا ‪,‬‬ ‫َصع ْد َن إلى البا ِص ونَ َز ْل َن بِنَ ْف ِس النّ َظا ِم والت ّرتيب ‪.‬‬ ‫إ ْساتقبل ُه ّن ُمادي ُر ال َحديقاة بالت ّرحااب ‪ ,‬وقا َمات ال ُمعل َما ِة بِادفعِ ال ّرساوم ‪ ,‬و َدخ ْلان إلاى‬ ‫الحيوانات ‪ ,‬فهذا الأس ُد قاط ُب الجباين لا يبت ِسام ‪ .‬وهاذا النّما ُر يجاو ُل فاي قف ِصاه ‪ ,‬والقا ّر ُد يُلا ِعا ُب‬ ‫أبنا ِئه ال ّصغار ‪ ,‬والأُم تَ ْضحك من تص ّرفات ِهم ‪ ,‬وبَعا ُض النّاا ِس يُعطاو َن ال ِقار َدة ال َما ْوز ‪ ,‬فمعارو ٌف‬ ‫أ ّن ال ِقردة تُحب ال َمو َز كثيراً ‪ .‬وكان ا ْلحا ِر ُس ي ْشر ُح ِللطاّ ِلبا ِت عن ُك ّل نوعٍ من ال َحيوانات ساوا ًء‬ ‫ال ُمفت ِرس ِة أَكلة اللّحوم أو ال َحيوانات آكلةُ النّباتاات ‪ ,‬وشاا َه ْدن ال ّزرافا ِة التاي تنفَار ُد عان ال َحيواناا ِت‬ ‫ِبطو ِل ُعنُقها فتطا ُل الأشجا ُر وتَق ِض ُم و َر ِقها ‪.‬‬ ‫ولك ّن الّذي ا ْستدعى ان ِتباه م ّريم هو ال ّدب الأبيض الّذي كان ُمهتَاجاً ‪ ,‬ولاَ أَح ٌد يعا ِر ُف ِلمااذا هاو‬ ‫ُمهتااج إلاّ ا ْلحاا ِرس ‪ ,‬وعنا َدما َساألتهُ ماريم عان ِسا ّر هيجانِاه ‪ ,‬قاال ‪ :‬إناه يريا ُد ال ّسامك ‪ ,‬فال ّسام ُك‬ ‫وجبتَهُ ال ُمف ّضلة ‪ ,‬بِاَ َضافة َ ّرتفاعِ َحرا َرة ا ْلجو ‪.‬‬ ‫َسألت مريم ال ّدب ما ا ْس ُمك ؟‬ ‫قال ال ّد ّب الأبيض ‪ :‬إن ُهم ينادونني بالد ْبدو ِب ال َكبير ‪.‬‬ ‫قالت مريم ‪ :‬و َكيف ِجئْ َت إلى ُهنا ؟‬ ‫َض ِحك ال ّد ّب الأ ْبيض ‪ ,‬وقال َخ َدعوني ‪.‬‬ ‫كي ْف ؟ قال ْت م ّريم ‪.‬‬ ‫قا َل ال ّدب‪ :‬قالوا لي ‪َ :‬سيُشابعونني َسامكاً ‪ ,‬وأناا أُ ُحا ّب ال ّسامك ال ّطاا ِزج ‪ ,‬و ُكنا ُت أنتظا ُر َطاويلاً فاي‬ ‫ال ُمحي ِط ال ُمت َجمد ال ّشمالي حتى يذو َب الثّلج ‪ ,‬لآ ُك َل في ال ّصي ِف أ ْشهى َو َجباتي ‪.‬‬ ‫قال ْت َم ّريم ‪ :‬والآن ماذا تأْ ُكل ؟‬ ‫َض ِح َك ال ّدب وقال ‪ :‬إنّهم يق ّدموا لي َل ْح َم البَق ِر القاسي ‪.‬‬

‫قال ْت َم ّريم ‪ :‬أَع ُدك أني َسأُح ِض ُر ل َك و ْج َبة َس َم ٍك َشهيّة ‪.‬‬ ‫َف ِر َح ال ّدب ‪ ,‬وقال ‪َ :‬متى ؟‬ ‫قال ْت َم ّريم ‪:‬في أق َر ِب وق ٍت بإذ ِن َ ‪.‬‬ ‫وتا َب َعت م ّريم قائِلة ‪ :‬لق ْد َم ّرت ِب َك أحدا ٍث َكثيرة ‪َ ,‬فما هي أ ْجملُها و َما هي أَغربُها أيّها ال ّدب ؟‬ ‫قا َل ال ّدب الأبيض ‪ :‬أَج َملُها أنّي ُكن ُت أَق ُف َعلى َجانِ َب النّهر ‪ ,‬فَت ْقف ُز الأسما ُك حتّى ت ِص ُل إلى َفمي‬ ‫‪ ,‬و َما كا َن َعل ّي إلاّ أ ْن ألت ِق ُمها ب َفمي وآ ُكلُها ‪ ,‬و ِعن َدما ت َج ّمد النّهر ُجعا ُت كثياراً ‪َ ,‬حتّاى اضا َط ّرني‬ ‫الجاو ُع أن أد ُخال إلاى إحادلا القُارلا ‪ ,‬فا َد ّب الاذ ْع ُر بأه ِلهاا وأغلقاوا َمحلاّتهام و َهرباوا ‪ ,‬وأخباروا‬ ‫ُح ّراس الغابَة الذين جاؤوا واقتَادوني ‪ ,‬وأنا أ ْصا ُر ُخ جوعااً حتاى فَ ِهام علا ّي أحا ِدهم ‪ ,‬وقادم ّوا لاي‬ ‫َسك َت قليلاً وأ َخ َذ ي ْستذك ُر الأحداث ‪ ,‬وقال ‪ :‬أ ّما أغار ُب ِق ّصا ٍة فقاد حادثت َما َع‬ ‫و ْجبة َشهيّة‪.‬‬ ‫أ َح ِد الوعول ‪.‬‬ ‫قال ْت مريم ‪ :‬ماذا َجرلا بين َك وبي َنه ؟‬ ‫قال ال ّدب الأبيض ‪ :‬لَ ْم ا َر في حياتي أ ْغبى م ْن ذلك ال َوعل وأن ِت تعارفين أنّناا َجما َعا ِة ال ّدبباة مان‬ ‫أ ْغباى الحيواناا ٍت إن َلا ْم ن ُكان أَغباهاا ‪ .‬فال َب َشا ُر إذا أرادوا أن يصافوا إنسااناً غيا َر َمحباو ٍب عنادهم‬ ‫يقولو َن ع ْنهُ ال ّدب ‪َ ,‬كاان كبيا ُر القطياعِ يَقاو ُد َخ ْما َس إناا ٍث ُها ّن َزوجاتُاه ‪ ,‬وت ِب ْعاتُهم علّناي أ ْصاطا ُد‬ ‫إ ْحدا ُهن ‪ ,‬فَما كان ِم ْناه إلاّ أن تَصا ّدلا لاي بِقرو ِناه ألكبيارة ال ُمتَشا ِعبة ‪ِ ,‬خفا ُت ِمناهُ وتَرا َجعا ُت إلاى‬ ‫الوراء‪,‬ولَ ِحا َق هاو إناثَاه‪ ,‬ل ِكنّاه َعاا َد لاي ثانياةً يُريا ُد أ ْن يعُ ّضاني ‪ ,‬فَماا كاا َن ِمنّاي إلاّ أ ْن َو َضا ْع ُت‬ ‫َم َخا ِلبي في َرقَب ِته و َض ْغط ُت ِبق ّوتي فَإذا ِبه يَ ْسقُ ُط َعلى الأ ّرض ‪.‬‬ ‫قال ْت مريم ‪ :‬و َماذا َجرلا ؟‬ ‫َض ِح َك ال ّدب و َقال ‪ :‬لَق ْد كا َن لي َو ْجبَةً َشهيّةً ب ْع َد جوعي ِع ّدة أيام ‪.‬‬ ‫َس ِمعَ ْت َمريم َصاوت ُمعلّ َم ِتهاا تُناادي َعليهاا ‪َ ,‬و ّد َعتاهُ قا ِئلاة ‪َ :‬سأُحضا ُر َلا َك َوج َباةَ َسا َم ٍك َشاهيَة فاي‬ ‫الأسبوعِ ألقا ِدم ‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook