ريم في غابات دبين تأليف :الدكتور أحمد شريف الزعبي
ريم في غابات دبين تأليف الدكتور أحمد شريف الزعبي
لينا وجائزة المطالعة أَعلَنت ُمديرةُ ال َمدر َس ِة في ال َّطابو ِر ال ّصباحي عن ِإ ْجراء ُمسابق ٍة في ال ُم َطالعة، ومن تَفو ُز بالم ّركز الأو ِل يكو ُن لها َجائزةً َكبي َرة ،ل ْم تَتش ّج ُع ال ّطالبا ُت في ال ِبداية، فَأو َعزت ال ُمديرةُ لل ُمعلما ِت أن يقُم َن بتشجيع ال ّطا ِلبات على تِل َك ال ُمسابقة ِلما َلها ِم ْن َفوائد. كانت ال ّطا ِلبةُ لينا من أوائل ال ّطا ِلبات الّلواتي َسج ْل َن بتِل َك ال ُمسابقة ،وأ َخذَت تأ ُخذ ال ُكتب وتُطا ِلعها ،و َن ّظمت وقتَها جيداً ،ف ِقس ٌم ِلمسا َعدة أ ِّمها في أعما ِل البيت ،وقِ ْس ٌم ووال ِقصاسرُم اتلأتُ ْك َبس ُرج للل ُمماطاتُلعطاةل،عُهوقدعلسىاأ َعودَرهاا ٍقفيخاذلصكة،والكادَنهات ِباتلوُمع ِلّضميةحِاالل ُمأفش َكِار َِفرة لدرا َستِها، على ال ّص ْعبة ، ال ُمسابَق ِة ق ْد ز ّود ِت ال ّطالبا ُت بها. َو َجدت لينا را َحةً كبيرةً في ال ُمطالعة ،كما وجدت َفوائد كثيرة ،وأ َخذَت تُناقِ ُش والداها في تلك الأفكار التي َقرأتْها ,فزادَ من سروهما في فَه ِم ابنتِ ِهما ِلتل َك ال ُكتب، فصارا يُعطيا ِنها مزيداً من الكتب ال َجديدة و ُمناقَش ِتها بها ,فزادَت ثقَاف ِتها ,كما ازدادت ثِقَتها ِبنف ِسها.
وفي ِنهاي ِة ال ُمدّة تقدَّمت َمع من تقدّم ِمن ال ّطا ِلبات لإمتحا ِن الم َسابقة ،فأده َشت لج َنة المسابقة الَّتي ر ّش َحتْها بالإ ْجماع ِلتنا َل ال َمر ِك ُز الأول ،و ِلتفو َز بالجائزة الّتي كان ِمقدا ُرها ثلاثون ديناراً .فا ْستملَت الجائزة وتو ّجهت بها إلى مدي َرة المدرسة فنا َولتها إيّاها قائلةً لها: أُقدم ل ِك َجزي َل ال ّش ْكر والتقدير ,ويكفيني أنّي فُز ُت بالمر ِكز الأَول ،وقد استفدت من ال ُمسابقة بما لا يُقدّر ب َمال ،أ َّما قيمةُ الجائزة فإنني أق ِدّمها ِلصندو ِق ال ّطالبة الفقيرة. أخذ ِت ال ُمديرة قي َمة الجائزة وقبّلت لينا و َس ِط تَصفيق ال ّطالبات وال ُمع ٍلّمات.
الوفاء قا َم ال ّطبي ُب زيد ب ِرح َل ِة صي ٍد علّه ي ْصطاد أ ّرنبًا أو حمامةً ب ّرية.ق َطع ال َمسافا ِت ال ّطويلة دون أ ْن يعثُر على مايريد,فق ّرر العودَة إلى م ْنز ِله(.الطبي ُب زيد ذا خل ِق عا ٍل,يس ُكن ال ّري َفُ ,هروبًا من حيا ِة المدينة,وهو ُمتزو ٌج من سا َرة,ال ُمع ّلمةُ النّشي َطة والّتي اكتَ َسبت َمحبّة ال ُمعلمات وال ّطالبات). وبينما هو سائ ٌر س ِم َع أني َن َجرو,فذ َه َب نا ِحية ال ّصوت,فإذا هو َي ِجد أحدَ ال ِجراء قَد أ ْشر َف على ال َموت جو ًعا و َعطشا,لا َط َف الجرو و َسقاه وأَط َعمه,و َحم َله معَه إلى بيته,قائلاً في ن ْفسه :إذا بقي هذا ال َجرو ُهنا فإنّه سين َف ُق لا َمحالَة,سآ ُخذُه َمعي وأقتنيهُ َمع َجروي كيمو. و َك ْم كانت ف ّرحةُ زوجتِه سارة بال َجرو الجديد,وأ ْطلقت عليه ا ْسم كوكو.أَ ْصبح لديهما جروين َجميلين ,حا َول الجيرا ُن كثي ًرا أن يأخذوا أ َحد ُهما إلاّ أنّهما كانا يرفُضان ذلك. كان كيمو ُمطيعًا أكث َر من كوكو وأن َشط,فكوكو كثي ُر الأك ِل كثي ُر النّوم,ولم يكت ِف بذلك,بل أخذ يأ ُكل ِصغار ال ِ ّصيصان,وكان كيمو ي ْنهاه عن ذلك,ويقو ُل له:إ ّن الطبي َب زيدٌ لايبخ ُل علينا بال ّطعا ِم ال َّشهي.إلاّ أن كوكو لم ي ُكن ي ْستم ُع ِلما يقولُه كيمو,حتّى يئ َس كيمو منه,وق ّرر أن يت ُرك البيت,فغادَ َره قبل أن يتناول َطعام الإ ْفطار.
إفتقدَ ُكلاً ِمن زي ٍد وسا َرة الكل َب كيموَ ,بحثا ع ْنه ف َلم يجداه,فقا َل زيدٌ لسارة:نكتفي بكوكو,ول َع ّل كيمو هو الّذي كان يأ ُك ُل ال ّصيصان.إلاّ أ ّن تناقُص الصيصان أ َخذَ بالإزدياد,حتّى ق ّر َر زيدٌ أن ي ْختبئ في أح ِد الأ ْمك َنة ويرا ِقب َحضيرةَ الدّجاج.و َبعد إ ْطفاء أنوا ِر البي ِت بقليل تسلّل كوكو إلى ال َحضيرة وأ َخذ صوصين والتَه ُمهما بِشراهة, وزيدٌ يُراقبه,وأ ْشعل زيدٌ الضوء فا ْنك َشف كوكو أما َمه بوضوح,ف َهر َب ِمن المكان بس ّرعة ,جاءت سارة و َعرفت بأمر كوكو,وقالت:إتّ ِق َش ّرمن أ ْحسن َت إليه. وفي اليو ِم التَّالي َبح َث ال ّطبي ُب زيد عن كلبه كيمو,ف َوجدَه في أح ِد ال ُكهوف وقد تغيّ َر حالُه,تَم ّرغ كيمو على أقدام زيد معتذ ًرا وملا ِطفا,وعادَ معَهُ إلى البيت ,وكانت فر َحةُ زوجته سارة َكبيرة بعود ِة كيمو,والّتي قدّ َمت لَهُ وجبةً َشهيّة .وصار كيمو أكثَر ِحر ًصا على بيت أ ْصحا ِبه وعلى َحضيرةِ الدّجاجِ تحديدًا.
ريم في غابات دبين د .أحمد شريف الزعبي ذهبت ريم هي ورفيقاتها الى متنزه دبين في جرش ,كن مسرورات برحلتهن مع معلمتهن ( َس َمر) ,لعبن العاباً مختلفة ,بعضها كانت فردية ,وبعضها كانت تشترك به عدة فتيات اقتربت ريم من محمية الغزلان ,رأت من خلف السياج غزالاً صغيراً ,قالت له : . -صباح الخير يا غزال . -رد قائلاً :صباح الخير . لم يعجب ريم رد الغزال الصغير ,قالت له : -نحن نعرف أن الغزلان تكون مرحة ونشيطة ,بل تقفز فرحاً . قال الغزال الصغير : -أ ّما أنا فحزين . أثارها جوابه ,فقالت له : -وهل الغزلان تحزن ؟ قال :هل تظنون أنكم وحدكم تفرحون وتحزنون ؟ قالت له :لكن ما الذي يجعلك حزيناً ؟ أخذ زفرةً طويلة وقال :أُ ّمي . قالت له ريم :ما بال أ ّمك؟ قال الغزال الصغير :لقد فقدتُها في هذا المكان . قالت ريم :وكيف فقدتها ؟ قاال الغازال الصاغير :كنات ألعاب ماع رفااقي ,فسامعت اساتغاثة أ ّماي ,فااذا أحادهم (وبغفلة منها) قد ألقى عليها شباكه ,فلم تستطيع الافلات ,وقام بقص الساياج ,وحملهاا على ظهره وهرب .
قالت ريم والدهشة بادية على محيّاها :وأنت ماذا فعلت ؟ قال الغزال الصغير :لحقت به وأنا أصرخ وأولول ,ولكن رفاقي نادوا علي قائلين :إن لم ترجع فسيأخذك ويذبحك ,فتمالكت أعصابي ,وتوقفت وأنا أبكي من شدة حزني على أ ّمي . قالت ريم :والحارس ,ماذا فعل .؟ قال الغزال الصغير :لقد كان بعيداً وجاء على صراخي ,وأخبرنااه بماا حصال ,ولاول قليلاً .ثم قام بإصلاح السياج . وفي هذه الاثناء تجمعت البنات والمعلمة حول ريم ,وعرفن بقصة أم الغزال الصغير . وبعضهن شاركن الغزال في البكاء على أ ّمه . همست دانا في أذن ريم قائلة :قولي له ما علامة أ ّمك ؟ قالت ريم :ما علامة أ ّمك . قال الغزال :هنالك جز ٌء صغي ٌر مان قرنهاا انكسار ,أثنااء عراكهاا ماع إحادلا الغازالات اللواتي يحسدن أ ّمي على جمالها . أخذت دانا رفيقتها ريم الى ناحية ٍ أخرلا ,وقالت لها :إ ّن أ ّمه عندنا . دهشت ريم وقالت :وكيف وصلت إليكم ؟
قالت دانا :لقد أحضرها أحدهم الى أبي كهدية ,وقد أعطاه أبي مكافاأة كبيارة علاى هاذه الهدية النادرة . أرادت ريم أن تقول للغزال الصغير عن أ ّمه ,ولكن دانا قالت له :أصبري يا ريم حتى نعمل خطة نرجع الغزالة الى إبنها . سكتت ريم ,وقامت بوداع الغزال الصغير .الذي كانت تنزل من عينيه الدموع. عادت البنات من رحلتهن ,واختلت دانا بريم ,وقالت لها : -سنخبر معلمتناا سامر بقصاة الغزالاة ,وفاي المسااء تحضارون كلكام الاى بيتناا الكبيار , وتخبرون أبي بقصة الغزالة وابنها ,وأنا سأتدخل في الوقت المناسب . تم تنفيذ الخطة ,وذهبن الى البيت الكبير المزين بالقرميد والانوار السااطعة . إستقبل أهل البيت المعلمة والبنات استقبالاً حسناً ,وقالت المعلمة :نريد أن تستمعوا من ريم عن الغزال الصغير .وقفت ريم وأخذت تروي قصة الغزال الصغير وأ ّمه الأسيرة ,بأسلوب مؤثر ,وفي نهاية حاديثها بكات ريام وبكات البناات ومعلماتهن ,وهناا تادخلت دانا ,وقالت لأبيها :نرجوك با أبي أن ترجع الغزالة الى إبنها الغزال الحزين . وتدخلت أم دانا قائلة :إنك إن أرجعتها فتكسب حسنات كثيرة ,وترد لهفاة الغزالاة علاى ابنها . قال والد دانا :ولكنّي صرت أحبها . قالت ريم :ولكن يا ع ّماه حب الغزال لا ّمه ,وحب الغزالة لابنها أكبر من حبك لها . إبتسم والد دانا ,وقال :لا عليكم ,غداً صباحاً سأحملها الى المحمية ,وتعود الى إبنها . فرحت البنات لهذا الخبر السعيد ,وقالت ريم :لنا شرط واحد ياع ّماه . قال والد دانا :وما هو يا ريم ؟ قالت ريم :أن نكون معك. ضحك الجميع ,وقال والد دانا :وأنا موافق.
رحمة والدجاجة الفضية د .أحمد شريف الزعبي َك ََان لأَه ِل َرحمة َحظيرة ٌكبيرةٌ ِمن ال ّطيو ِر ال ّدا ِجنة ,ففي ال َحظيار ِة الّا ّدجا ُج واَ َوز و الب ُط ,وكان بيت ُه ُم بِجانِ ِب إحدلا بِ َرك ال َماء ,فيج ُد ال َبط وَو ُز مكاناً ُمناسباً لل ّسباَ َحة و العاوم فيهاا, وكانوا يذهبون إلى ال ّشا ِطئ الآخ ِر ِمن الب ّر َكة ,بينَما ين ُظ ُر الّدجا ُج إلي تِل َك ا ْل َح َر َكات ال َجميلة الّتي َكانت تَحلو لل َبط واَوز. كانت رحمة تُ ِحب َد َجاجةً من ال ّدجا َجات ,لونُها فِ ّضي ويُطلقو َن َعليها :ال ّدجا َجاة الفضايّة, وكانت تِل َك ال ّدجاجه تَتبا َهى َعلى باقي ال ّدجاجِ ِبلونِها و ُحب رحمة لها.كانت تَربِط َدجاجه رحماة َصداقةٌ َمع إحادلا الب ّطاات ,وكانَات الب ّطاة تُحادثُها عان َمهاراتِهاا فاي ال ّساباحه و ال ّطياران ,وحتاى ِمشيتُها. قالت ال ّدجا َجة ال ِفضيّة لل َبطة :أُريد ِك أَن تُعلميني َمهارا ِت ال ّطيران . قالات لَهاا الب ّطاة :إنّ ُكام (أي الادجاج) َغيار ُمهيئاو َن لل َطياران ,فَهكاذا َخلق ُكام َ تَعاالى ,فَل ُكام ال ُّسهو َل الف َسيحة ,وتنا ُمون تَ ْحت ِحرا َسة النّاس و ِكلابُهم ,ولا تَتَعبوا ِب َجمعِ أَرزاقكم .
َوتحت إل َحاحِ َدجاجة رحمة الفضيّة وافق ْت الب ّطة على تَعليمها َمها َرة ال ّطيران ,وفي َصبيحة أَح ِد الأيام ال ّربيعية َحملت البطة َصديقتها ال ّدجاجة الفضيّة وطاا َر ْت بهاا للعلاى َ ,خافَات ال ّدجاجة ,ولكن ّها تّش ّج َعت فلم يعُد باَمكان التّرا ُجع ,وبعاد قليا ٍل قالات الب ّطاة للد َجاجاة الفضايّة : هل أن ِت َجاهزة يا َصديقتي ؟ قالت الدجاجة ِبت َردد :آه َ ...نعم ...نَعم َ ...نعم ... وب َح َرك ٍة َسريع ٍة من الب ّطة و َج َدت ال ّدجا َجة الفضيّة نف َسها بي َن ال ّسما ِء والأَرض َ ,حاولات اَرتفاع ,فَلم تَق ْدر َ ,حاولت اللّحا َق بالب ّطة َفف ِشلت َ ,فلم تَج ُد بُداًّ من ال ُهباو ِط إلاى الأرض ,جاءتها البطة ,وقالت لها :ماا بِاك ياا عزيزتاي ,أَلام تساتوعبي ُدرو َس ال ّطياران الّتاي علمت ِك إيّاها ؟ أ َجابت ال ّدجا َجة الفضيّة :لم أست ِطع يا َصديقتي َ ...ل ْم أ ْست ِطع ... قالت الب ّطة :إذاً ِلنعا ِو َد ال ّطيران َم ّرةً أُخرلا .
وتَكاا ّررت ال ُمحاولااة َماا ّرا ٍت عدياادة ,ولكاا ْن دو َن فا ِئاادة ,فَفااي ُكاال َماا ّرة تَسااقُط ال ّد َجاجااة الف ّضااية إلااى الأ ّرض ,فَح َملتهااا البَطااةُ وعااا َد ْت بهااا إلااى ال َحظياا َرة ,و َد َخلاات ال ّدجا ُجة ال ِفضيّة إلى َم ّرق ِدها َمنهوكة ال ِقولا . َع ِلم ْت رحمة ِبما َجارلا لل ّدجاجاة الفضايّة ,فا َذه َبت إليهاا َوساأَلتها َعا ْن حالتِهاا ِبحضو ِر البَطة الّتي َش َرحت ِلرحمة ال ِق ّصة ُمنا ُذ بِادايتِها َ ,قالات لَهاا َرحماة :أَناتُم َجماعاة الا ّدجاج ِما َن الطياور ,و َل ِكانّكم لا تطيارون َكماا تَطيا ُر الطياور الأُخارلا َكاالبط وا ْل َحماام والع َصافير . قالت ال ّدجاجة الفضيّة :آ ِسف يا سيدتي ,ولكنّي أُحب ال ّطيران . قال ْت لها رحمة :لي َس ُكل ما نُحبه َن ِص ُل إليه . قالت ال ّدجاجة الفضيّة :لق ْد َحاول ُت َعلى الأقل . و ُهنا َخ َط َر ِلرحمة ِف ْكرة ,وهي أن تَ ْصعد ال ّدجا َجة الفضيّة إلى التلّة ال ّصغي ِرة ال ُمجااااااااااورة لل َحظيااااااااارة ,و ِمااااااااا ْن ُهنااااااااااك تَطيااااااااا ُر إلاااااااااى و َساااااااااط ِال ْحظيااااااااا َرة . تَاار ّددت الدجاجااة الفضاايّة ,ول ِكاان تَشااجي ُع البَ ّطااة َلهااا َجعلتْهااا تُوافِااق ,ول ِكاان ا ْشت َرطت عليها رحمة أ ْن لا تقو َم بذلك العَم ِل إلاّ بع َد ِشفائِها ت َماماً .
وبع َد أ ْن تعافَت ال ّدجا ُجة الفضيّة ,قَال ْت ِلرحمة :أنا َجا ِه َزة لذلك ال َعمال َ ,صاعدت ال ّدجاجة ِق ّمة التّلة تَ ْحت إشرا ِف َرح َمة والب ّطة ,و ِمن ُهناك قَفا َزت إلاى و َسا ِط ال َحظيارة , ذُ ِعا َر الا ّدجاج وأَخاذ الا ّدي ُك َيصاي ُص ويُ َصا ِف ُق بِجناحياهَ ,فقا ْد َظناوا أَن صاقراً َه َجا َم علاي ِهم و َصاارت َحالاةً مان ال َفو َضاى ,ول ِكا ْن ِعنا َدما َعلماوا أ ّن ذلا َك ال ّطاا ِئ ُر َماا هاو إلاّ َرفيقاتُهم ال ّدجاجة الفضيّة ,لاَ ُموها َجميعُهم ,ول ِكان رحماة قالا ْت لَ ُهام :ماا رأيُكام أَن ت ّجرباوا أَناتُم تل َك العَ َمليّة . وافَا َق الا ّدجا ُج ,وأَ َخا َذ ُكال واحا َدةٍ تُ ّجا ّر ُب َح ّظهاا َ ,حتّاى الا ّدي ُك الّاذي كاان ُمعا ِر َضاً ِلتل َك ال ِف ْك َر,ة قاَ َم بِها ُ .س ّر ال ّد َجا ُج بذلك ,و َصار ْت لَ ُه ْم ِريا َضةً يو ِمياة َ ,خا ّصاةً في وق ِت ال ّصباح .
دانا ونمر السيرك د .أحمد شريف الزعبي َذ َه َبا ْت أُ ْسا َرةُ داناا إلاى ال ّساي ّْرك فاي ا ْل َفتا َر ِة ال َم َساائية ,و َذلا َك َب ْعاد أ ْن أَنهاى والا َد ُهم َع َم َلهَ ,وب ْع َد أن تناولوا َط َعا َم الغَداء ,وأَ ْكم َل ُك ُّل وا ِح ٍد ِم َن الأبنَا ِء والبنا ِت وا ِجبَاتِهم الم ْد َرسيّة . قَ َطا َع الوا ِلا ُد التّاذا ِك َر َ ,و َجلَا َس ُكا ّل وا ِحا ٍد ِما ْنهم علاى َم ْق َعا ِده ال ُم َخ ّصاص َلاه .وبَادأَت ال َحي َوانااا ِت ُعرو ِضااها ,فَهااذا أساا ٌد يقفاا ُز ِماان فااو ِق النّ ْماار ,وذلااك النّ ْماا ُر يااد ُخ ُل دائاا َرةً ُملت ِه َبااة , وال ِق َردة ُتُ َق ّد ُم ُعرو ِضها بإتقان ,والبَهلوا ُن يأتي ِبألعا ٍب َجدي َدة ,والكا ِلا ُب تاأتي بِ َحركاا ٍت َجميلاة , ثُم َعادوا إلى البي ِت َفرحي َن َم ْسرورين . َعلَى الَ َع َشاء ,قاَلت دانا :أبي ,أَرجو أَ ْن أَزو َر ال ّسيرك َم ّرةً أُخرلا . قا َل َلها أَبوها َ :ول ِكن ِلماَذا يا دانا ,أل ْم تَ ْكتَ ِف بِتل َك ال ّزيارةِ ِمث َل بقيّ ِة العائِلة .
َقالَ ْت دانا َ :ل َق ْد إ ْستَ ْمتَ ْع ُت يا أباي ,ولكنّاي أُريا ُد ِزياا َرةَ ُمادير ال َسايرك َ .ضاح ِك ْت َسا ْلمى و َقا َلا ْت : أَتُريدي َن أَ ْن تُقدمي َع ّرضاً َكعُرو ِض ال ِق َر َدة . َض ِح َك ال َجميع ُ ,ولَ ِك ْن دانا قَالت :أُري ُد أَن أَ ْسألُهُ ع ِن النّ ْمر يا أَبي . قَال ْت زينة :أَتريدي َن أَ ْن تُ ْحضريه َلنَا َك ْي َيأ ُكلُنا ؟ َغ ِض َب ْت دانا وقَال ْت ِ :إن لَ ْم تَكفوا َع ِن ال ُّس ْخريّة منّي َ ,فإنّي َسأ َنا ُم بِلا َط َعام . قَا َل أَ ْح َمد َ :و َه ْل نَد َف ُع َل ِك نُقوداً َحتّى تَأْ ُكلي ؟ تَ َد ّخ َل الأ ُب َ :وقا َل ُ :كفّوا ِم ْن ُس ْخرياتِ ُكم َ ,و ِلن ْستَ ِم ُع إلى فِ ْك َر ِة دانا . َقال ْت دانا َ :ح ِف َظ َك َ بِ ِح ْف ِظه يا وا ِلادي ,ألّاذي أُريا ُد أَ ْن أَقولُاه :هاو أَنهام َكيا َف أَ ْحضاروا الأَ َساد والنّ ْم ِر َ ,و َصاروا ألي َفين َ ,فال ُم َعلّمة َقالَ ْت لنَا ِ :إن ُهما َحيوانا ِن ُمفتر ِسان . قال ْت أُ ّمها :هذا سؤا ٌل َوجيهٌ يا دانا ,إذاً تَذهبي َن أن ِت وأَبو ِك غداً إلى ُمادي ِر ال ّساي ْرك وتَساأليه هاذا ال ُسؤال . وفي ا ْليو ِم التّالي وبَ ْعد َاَ ْسترا َحة التي تَأتي بَ ْع َد ا ْلغَداء َ ,ذ ّكرت دانا وا ِلا َدها ب ِا ْلو ْعاد , َولَ ْم يُما ِن ُع وال َدها َ ,و َذ َهبا إلى ُمدي ِر ال ّسي ْرك ,الّذي ا ْستَقبل ُهما ا ْس ِت ْقباَلاً َحسناً َ .وقاَ َل وا ِل ُد دانا َ :هذه ا ْبنتي تُري ُد أ ْن تَ ْسأ َل كي َف َر ٍّو ْضتُم الأ َس ِد والنّ ْم ِر ؟ قا َل ُمدي ُر ال ّسي ّْرك :أَ ّما الأَ َس ُد فَه َو نَا ِئ ْم َ ,ولا أَح ٌد َي ْستطي ُع إيقَا ِظه ,أَ ّما النّ ْم ُر َفإنّهُ ُم ْستي ِقظ ,فَتَعَا ِلي أُع ِّرف ِك َعليه َ ,ذهبوا إلَى َقفَ ِص النّ ْم ِر فَ َو َجدوهُ َي ُجو ُل في قَفَ ِصهَ ,ط َر َح ْت دانا َعلي ِه ال ّسلام , َوقَا َل ْت :أٌري ُد أ ْن أَ ْسأْل َك أَيّها النّ ْمر ,كي َف ِجئْ َت إلى ُهنا َوتَ َر ْك َت ُسهول ا ْل ُحريّة و َغا َبا ِتها ؟ َز َف َر النّ ْم ُر َز ْف َرةً َطويلة َ ,وقَال ِ :ل َذل َك قِ ّصةً َطوي َلة يا دانا . َقالَت دانا :أر ُجوك أَ ْخبرني بِها .
َقا َل النّ ْما ُر ُ :ك ْنا ُت َصاغيراً َ ,وأر َضا ُع ِما ْن َحليا ُب أُ ّماي َ ,ف َغا َفلَ َهاا الصايّاد َحتّاى ا ْبتَ َعا َد ْت َو َجاا َء إلاي َو َح َملني َ ,وأَنا أ ْستغي ٌث بأٌ ّمي َ ,ولَ ِكنّهم َك ّمموا َفمي ,فَلَا ْم أ ُعا ْد أتَا َنفّس إلاّ ب ُصاعو َبة ,وا ْعتَناوا باي َكثيراً ,فَكانوا ُك ّل يَ ْو ٍم َيعر ُضونني َع َلى ال ّطبيا ِب البي َطاري ,ويُقادموا لاي أَ ْف َضا َل أناواعِ ا ْل َحلياب , و ِعن َدما َكبُار ُت قلايلاً أَخاذوا يُقادموا لاي َل ْحا َم ال ِخارا ِف ال ّشاهي ,و َكاانوا َحريصاي َن َع َلاى َن َظاافتي , ويُلاعبونني َكثيراً َ .حتّى أ ِل ْف ُت ال َب َشر ,ول ّما ِص ّر ُت قا ِدراً َعلَى ال ّص ْي ِد أَ َخذوا ِبتْجاويعي َحتّاى أَقاو ُم ِب َح ِر َك ٍة ُم َعيّنة و َب ْع َدها يُق ِدموا ِل َي ال ّط َعام .وبِالتدريج أَ ِل ْفا ُت هاذا ا ْل َع َمال .و ِصار ُت أقاو ُم ِبال َحركاا ِت التي يُريدونَها ِمنّي َم ْهما َكا َن ْت ,لأَح ُص َل ب ْعدها َعلى َو ْجبتي أل ُمف َضلة ِم ْن َل ْحم ال ِخرا ِف الّلذيذ . قال ْت دانا :ما هو أ ْغ َر ُب مو ِق ٍف َم َر ّر َت ِبه . تَ َنفّ َس النّم ُر ثانيةً وقا ْل :لقد َم َر ّر ُت ِبموا ِق َف َغريبَة َ ,وهي أ ّن ال ُم َه ِّر َج أَ ْخطأ بِالف ِقرات ,فأَ ْعطاني َفل ْقرةِ الأسد ,وكان ْت فَ ْق َرةً َص ْعبةً َعل ْي َولاَ أُتقنُها جيداً َ ,ف َجلَدني بال ّسو ِط و فَتأل ْم ُت َكثيراً ,و َل ِكنّي تَ َح ّمل ُت أَلَ َم ال َض ّربة ,وبَ ْع َد قلي ِل َض َربني بِال ّسو ِط َض ّرب ٍة أق َولا ِم َن الأولاى َ ,ف َماا َكاا َن ِمنّاي ِإلاّ أن أطلق ُت َصوتاً َعالياً .أ ّر َع َب َم ْن في القا َعة َجميعُهم ,و ُكن ُت أُري ُد أَ ْن أ ْنقَ ُض عليه َ ,لولاَ أَ ْن تَدار َك الأ ْم َر و َه َر َب وأَ ْغل َق على ن ْف ِسه ألباَب . قَال ْت دانا َ :و َما ال َموقِ ُف الآ َخر ؟
َض ِح َك النّمر و َقال َ :وأ ّما ال َموقِ ُف الثّاني فَهو َمع َشيخِ ال ِق َر َدة الّذي َكا َن َي ْهزأُ بي ِب َكل َما ٍت َجا ِرحة, فَت ْض َح ُك بَقيّةُ ال َحيوانات َ ,وخا َصة َزوجتُه القر َدة َ ,حذ ّرتُه ِمراراً ,ولكنّهُ كا َن يزي ُد ِمن ا ْست ْهزا ِئه بي . وماَذا َفعَ ْل َت به قالَ ْت دانا ؟ َقا َل الن ّمرَ :ص َر ْخ ُت عليه َص ْوتاً وا ْن َق َض ْض ُت عليهَ ,ف َه َر َب َم ْذعو َراً وتَ َسالّ َق ال َحاا ِج ُز الّاذي َيف ِصالُنا َع ْن ال ُجمهورَ ,ولاَ َي ْع َلا ٌم أَنّاي أَ ْم َها ُر مناهُ فاي التّ َسالُق ,و ِب َح َر َكا ٍة َساري َع ٍة َفاإذا ُهاو َعلَاى الأ ّْرض َ ,و َو َض ْع ُت يَدي َعليهَ ,و َفتَ ْح ُت فَمي أُري ُد أ ْن أ ُدق ُعنُقَه ,ولكنّي تَ َوقفت . َقال ْت دانا َ :و ِلماذا َ ,و َكيف ؟ قال النّ ْم ُر َوهو يَ ْضحك :أَ َخ َذ َير ُجوني َوي ْستغيث َ ,ويُقب ُل يَد ّي ,فَ َعف ْو ُت َع ْنه َ ,خا ّصةً أ ّن َز ْو َجتُاه ال ِق ّر َدة َكانَ ْت تَ ْبكي ِب ُحرقَة ,وأَ َخ َذ َع َلى نَ ْف ِسه َعهداً أ ْن لاَ يَ ْم َز ُح َمعي ِإ ْطلاقاً . قَال ْت دانا َ :و َه ْل َعا َد ليق ّد َم ُعرو َضه ؟ قال النّ ْمر َ :ل َق ْد َبقي أُسبوعاً لاَ يأ ُك ُل ولاَ َي ْشرب َ ,ي ْجل ُس في َط ِر ِف قَ ِف ِص ِه َخائفاً ُم ّرتَ ِعباً . َحتّى َصا َر أُ ْضحو َكة َحيوانا ِت ال ّسيرك . َشا َك َر ْت داناا النّ ْمار ,و َطلَبَا ْت ِما ْن ُمادير ال ّساي ّرك أ ْن يُقَا ّد ُم لَاهُ َو ْج َباةً إ َضاا ِفيّة َعلاى ِح َساا ِب َوا ِل ِدها الّذي َوافَ َق َعلى َد ْفعِ ثَ َم ِن ال َو ْجبِهة ,ثُ ّم َعا َد ْت ِم َع أَبيها إلى الب ْي ِت َم ْسرو ِرة .
في الصباح انطلق الموكب في فرح وسرور ,وقاام والاد داناا بتساليم الغزالاة للحاارس , وذهبات ريام الاى الغازال الصاغير وأخبرتاه باالخبر الساعيد ,وحاولات أن تحملاه ولكنّاه انطلق مسرعا ً الى حيث أ ّمه ,التي احتضنته وهي تبكي من الفرحة ,والغزال الصغير لا يقول غير :أ ّمي أ ّمي ,ريم ,ريم . وقام الحارس والغزلان جميعاً بعمل احتفال كبير فرحااً بعاودة الغزالاة الاى ابنهاا الغازال الصغير .
شريف والديك الفصيح د .أحمد شريف الزعبي َكان ُهناك ُمزا ِرعاً َم ْشاهوراً بِ ُحبّاه لأَر ِضاه ,إ ْسا ُمه َشاريف ,كاا َن َي ْملا ُك َعادداً ِما ْن ال ّدجاج َ ,يبي ُع بَ ْع َض بي ِضه ,ويو ّز ُع البَاقي َعلى أ ْصدقا ِئه وفُقرا ِء بَل َد ِتاه ,وكاا َن َساعيداً ِب َد َجاجا ِتاه ودي ِكه ,وكان يَ ُرش لَ ُه ّن ال َعل َف بي ِده ,ويتفق َد ُه ّن َصباحاً و َمساءا . وفي َصباحِ أَ َح ِد الأ ْيام نَ َه َض ال ُمزا ِر ُع شريف َك َعادتِاه ,و َذ َهاب إلاى َحضاي َرةِ الا ّدجاج لي ُر ّش ل ُه ّن العَل َف ,وي َض ُع الما َء ,ف َو َج َد أ ّن الا ّدجا َج لاي َس َكعاد ِتاه فاي اساتِقبا ِله حاين يَح ُضار ,لقا ْد كان ال ّصم َت ُمخيماً على ال َمكان ,فقال :ما َبا ُل دجاجاتي ال َجميلات ؟ تق ّدم ال ّدي ًك وقال با ْن ِكسار :لق ْد ح َض َر الثّعل ُب ليلاً وا ْستطا َع أ ْن يأ ُخذ ال ّدجاجة ال َح ْمراء . غ ِض َب شريف وقال ِ :لم َلَ ْم توقظني أيُّها الغبي ؟ قال الديّك :لَ َق ْد َذ َه َب َصوتي وأَنا أَصي ُص وأٌنادي عليك ِ ,ب َشهادة ال ّدجاحات .
قال شريف :لا ,لا ل ْم أَسمعُك .ول ْو أَني َس ِمعتُك ل ٌكن ُت قد َح َضر ُت وقتلتُه . وتابَ َع شريف قو َله َ :و ِل َم َل ْم تمنعُه ؟ قال الديّك با ْنكسار :لق ْد حاول ُت ولكنّه كا َد أ ْن يقتُلني أُن ُظر يا َسيدي إلى ُج ّرحي َفما َزا َل يؤ ِل ُمني. تق ّد َم ِت ال ّدجاجا ُت ِم ْن شريف ,و َش َك َو َن َلهُ ُم ّر ال ّشك َولا ِ ,ما َن ال ُجاروحِ الّتاي ٌكان يعاانين ِم ْنهاا , ف َقام شريف بإسعا ِف الجميع ,وذلك بو ْضعِ اليود على ِتل َك ال ُجروح . وبينَما هو ُم ْنه ِم ٌك في َع َم ِله فإذا بال ّدجا َج ِة ال َح ْمرا ِء المفقاو َدة تَعاو ُد إلاى ال َحظيا َرة وهاي ُم ْنه َكاة القُاولا ,وتُعااني ِمان ُجاروحٍ عدياد ٍة ورضاو ٍض َكثيارة ,فا ْساتقب َلها الا ّدجا ُج بعا ِصاف ٍة ِمان التّصفيق بالأَ ْجن َح ِة وال ّصياح ,ف َرحاً بعود ِتها ,وف ِر َح شاري ٌف أيضااً بف َر ِحهاا ,وقَاام بو ْضاع الياود على ُجرو ِحها وسأَلها َعما حد َث لها ,فقالات :لقًا ْد ا ْساتطا َع الماا ِك ُر أن ي ْح ُملناي باي َن أنياباه ,وأناا أُقاو ُم بِكل ق ّوة ,فم ّر م ْن أما ِم كل ِب خالك تحسين ,فما َكا َن منّي إلاّ أن أ ْطلقا ُت ِل َصاوتي ال َعناان , ِم ّما أيق َظ الكلب و ِعن َدما رألا الكل ُب الثّعل ُب َر َك َض ورا َءه بِ ُس ّر َعة ,ول ْم يست ِطع الماا َك ُر أن يها ُر َب وهو ي ْحملني ,فتَ َركني و َه َرب ,وهو يقاول َ :نجاو ِت منّاي الآن أيتُهاا ال َخبيثاة ,ولكنّا ِك لا ْن تَنجاي َن منّي في الم ّرةِ القا ِد َمة ,وبقي ُت في دا ِر خال َك تحسين حتّى ا ْستجمع ُت قِواي و ِجئ ُت ألى ُهنا . ق ّد َم شاريف ِللا ّدجاجِ مزياداً مان ال ّطعاام ,و َج َلا َس يُف ّكا ُر باأ ْم ِر الثّ ْعلاب والا ّدجاجات , فت َق ّدم ِم ْنه ال ّديك ,وقال :أت ْسم ُص أن ت ْسم َع لي يا سيدي ؟ قال شريف بيأْس َ :ماذا ِعند َك أيُّها الفَصيص ؟هل لدي َك كل ٌب يحميك ؟ أم ِسلا ٌح تُدافِ ُع به ع ْن ن ْف ِسك ,أُغ ِرب عن وجهي . قال ال ِّديك :يا سيدي إن ا ْستما ُعك لي لا يُكلفُك َشيئاً . قال شريف وهو يتأفّف :قُ ْل ماذا ِعندك أيّها ال ِّديك ال َفصيص . قال ال ِّديك :نَفت ُص في الحظيرة فُتحتين ِ ,إحدا ُهما تُؤ ّدي إلى ُغ ّرفت َك والثّانيةُ تؤ ّدي ِلل َخلا ِء وتكاو ُن َصغي َرة. قال شريف :و َما الغَ َر ُض من ذلك ؟ قال ال ِّديك ِ :عند َما يد ُخ ُل الثّعل ُب يذهب ال ّدجا ُج َيقا ِظك ,وأنا أكو ُن ُمختبئاً ِعن َد الفُتح ِة الّتي يد ُخل م ْنها الثّعلب ,فأَ ْخ ُرج م ْنهاا بِ ُسارع ٍة وأُغلقُهاا تمامااً حتّاى لا يساتطي ُع الهار َب م ْنهاا وأذها ُب لأوقِا َظ
كل ُب الجيران ,فإنّه إن أفل َت م ْن َك فإنّه لا ي ْفل ُت من ذل َك الكل ُب ال ّش ِرس .وافق شريف علاى خطاة الااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااديك, جا َء الثّعل ُب بعا َد ُمنت ِصا ِف اللّيال ,و َد َخا َل مان الفُت َحاة وهاو َيتها ّدد ويتو ّعاد الا ّدجاج , الّذي َها َر َب باتجاا ِه ًغر َفاة شاريف ,وأَ َخا َذ بال ّصاياح ,أَ ّماا الا ِّدي ُك فإناهُ َخا َر َج ب ُسارع ٍة َيقاا ِظ ك ْلا ِب الجيران وأَ ْغل َق خلفَهُ الفُتحة . إ ْستيقظ شريف قَ ْب َل أن يُ ْم ِساك الثّعلا ُب بالا ّدجاج ,وأ ْشاع َل المصاابيص الكهربائياة ,فاذُ ِعر الثّعل ُب وأَ َخ َذ يدو ُر في أرجاء الغُرفة حتى يَ ِج َد َمنفذاً فل ْم ي ِجد ,وأَم َس َكهُ شاري ٌف مان ذي ِلاه و َشا ّوحهُ با ْلهواء ِع ّدةِ م ّرات حتى يستطي ُع ال ّسي َط َرةِ عليه ,ثُ ّم و َض َع ال َجنزي ُر الحديدي في َرقَب ِتاه ,و َربَ َطاهُ بجانِ ِب ال ّسور ,و َعاد ال ّدجا ُج إلى ال َحظي َرة َ ,ك َما َجاء ال ّديك و َمعَه كلا ُب الجياران الّاذي َحاا َو َل أن يفت َك بالثّعلب لولا تَ َد ُخ َل شريف ,وفاي ال ّصاباح أَ َخا َذ الا ّدجا ُج باال ُهز ِء مان الثّعلاب ,وهاو يُز ْم ِجار
َغ َضباً ويُه ّدد ويتو ّعد ,وفي ال ّساعة التّا ِسعَة و َض َعهُ شاريف فاي سايّا َر ِة البلدياة وقَاا َم هاو ورئاي ُس البلدية بِت ْسلي ِمه إلى ُمدير َم ْحمي ِة الشو َمري قُ ّر َب الأزرق الّذي َش َكر ُهما َكثيرا .
مريم والدب الأبيض د .أحمد شريف الزعبي نَ ّظ َمت ُمعلّ َم ِة الأ ْن ِش َط ِة ال َمد َرسيّ ِة في إ ْحدلا ال َمادا ِر ِس ِر ْحلاةً إلاى َحدي َقا ِة ال َحيواناا ِت فاي العا ِصا َم ِة ع ّماان ,وفاي ياو ِم ال ّر ْحلاة َح َضا َر الباا ُص و َساائِقه,وقا َم ِت ال ُمعل َماة ت ّرتيا ِب البناا ِت ال ُمشا ِركات َكما هو ت ّرتيب ُه ّن في ال ّطابو ِر ال ّصباحي .كانَت البنَا ُت يُ ِط ْع َن ُمعلّ َمات ُه ّن وي ْحت ِر ْمنهاا , َصع ْد َن إلى البا ِص ونَ َز ْل َن بِنَ ْف ِس النّ َظا ِم والت ّرتيب . إ ْساتقبل ُه ّن ُمادي ُر ال َحديقاة بالت ّرحااب ,وقا َمات ال ُمعل َما ِة بِادفعِ ال ّرساوم ,و َدخ ْلان إلاى الحيوانات ,فهذا الأس ُد قاط ُب الجباين لا يبت ِسام .وهاذا النّما ُر يجاو ُل فاي قف ِصاه ,والقا ّر ُد يُلا ِعا ُب أبنا ِئه ال ّصغار ,والأُم تَ ْضحك من تص ّرفات ِهم ,وبَعا ُض النّاا ِس يُعطاو َن ال ِقار َدة ال َما ْوز ,فمعارو ٌف أ ّن ال ِقردة تُحب ال َمو َز كثيراً .وكان ا ْلحا ِر ُس ي ْشر ُح ِللطاّ ِلبا ِت عن ُك ّل نوعٍ من ال َحيوانات ساوا ًء ال ُمفت ِرس ِة أَكلة اللّحوم أو ال َحيوانات آكلةُ النّباتاات ,وشاا َه ْدن ال ّزرافا ِة التاي تنفَار ُد عان ال َحيواناا ِت ِبطو ِل ُعنُقها فتطا ُل الأشجا ُر وتَق ِض ُم و َر ِقها . ولك ّن الّذي ا ْستدعى ان ِتباه م ّريم هو ال ّدب الأبيض الّذي كان ُمهتَاجاً ,ولاَ أَح ٌد يعا ِر ُف ِلمااذا هاو ُمهتااج إلاّ ا ْلحاا ِرس ,وعنا َدما َساألتهُ ماريم عان ِسا ّر هيجانِاه ,قاال :إناه يريا ُد ال ّسامك ,فال ّسام ُك وجبتَهُ ال ُمف ّضلة ,بِاَ َضافة َ ّرتفاعِ َحرا َرة ا ْلجو . َسألت مريم ال ّدب ما ا ْس ُمك ؟ قال ال ّد ّب الأبيض :إن ُهم ينادونني بالد ْبدو ِب ال َكبير . قالت مريم :و َكيف ِجئْ َت إلى ُهنا ؟ َض ِحك ال ّد ّب الأ ْبيض ,وقال َخ َدعوني . كي ْف ؟ قال ْت م ّريم . قا َل ال ّدب :قالوا لي َ :سيُشابعونني َسامكاً ,وأناا أُ ُحا ّب ال ّسامك ال ّطاا ِزج ,و ُكنا ُت أنتظا ُر َطاويلاً فاي ال ُمحي ِط ال ُمت َجمد ال ّشمالي حتى يذو َب الثّلج ,لآ ُك َل في ال ّصي ِف أ ْشهى َو َجباتي . قال ْت َم ّريم :والآن ماذا تأْ ُكل ؟ َض ِح َك ال ّدب وقال :إنّهم يق ّدموا لي َل ْح َم البَق ِر القاسي .
قال ْت َم ّريم :أَع ُدك أني َسأُح ِض ُر ل َك و ْج َبة َس َم ٍك َشهيّة . َف ِر َح ال ّدب ,وقال َ :متى ؟ قال ْت َم ّريم :في أق َر ِب وق ٍت بإذ ِن َ . وتا َب َعت م ّريم قائِلة :لق ْد َم ّرت ِب َك أحدا ٍث َكثيرة َ ,فما هي أ ْجملُها و َما هي أَغربُها أيّها ال ّدب ؟ قا َل ال ّدب الأبيض :أَج َملُها أنّي ُكن ُت أَق ُف َعلى َجانِ َب النّهر ,فَت ْقف ُز الأسما ُك حتّى ت ِص ُل إلى َفمي ,و َما كا َن َعل ّي إلاّ أ ْن ألت ِق ُمها ب َفمي وآ ُكلُها ,و ِعن َدما ت َج ّمد النّهر ُجعا ُت كثياراً َ ,حتّاى اضا َط ّرني الجاو ُع أن أد ُخال إلاى إحادلا القُارلا ,فا َد ّب الاذ ْع ُر بأه ِلهاا وأغلقاوا َمحلاّتهام و َهرباوا ,وأخباروا ُح ّراس الغابَة الذين جاؤوا واقتَادوني ,وأنا أ ْصا ُر ُخ جوعااً حتاى فَ ِهام علا ّي أحا ِدهم ,وقادم ّوا لاي َسك َت قليلاً وأ َخ َذ ي ْستذك ُر الأحداث ,وقال :أ ّما أغار ُب ِق ّصا ٍة فقاد حادثت َما َع و ْجبة َشهيّة. أ َح ِد الوعول . قال ْت مريم :ماذا َجرلا بين َك وبي َنه ؟ قال ال ّدب الأبيض :لَ ْم ا َر في حياتي أ ْغبى م ْن ذلك ال َوعل وأن ِت تعارفين أنّناا َجما َعا ِة ال ّدبباة مان أ ْغباى الحيواناا ٍت إن َلا ْم ن ُكان أَغباهاا .فال َب َشا ُر إذا أرادوا أن يصافوا إنسااناً غيا َر َمحباو ٍب عنادهم يقولو َن ع ْنهُ ال ّدب َ ,كاان كبيا ُر القطياعِ يَقاو ُد َخ ْما َس إناا ٍث ُها ّن َزوجاتُاه ,وت ِب ْعاتُهم علّناي أ ْصاطا ُد إ ْحدا ُهن ,فَما كان ِم ْناه إلاّ أن تَصا ّدلا لاي بِقرو ِناه ألكبيارة ال ُمتَشا ِعبة ِ ,خفا ُت ِمناهُ وتَرا َجعا ُت إلاى الوراء,ولَ ِحا َق هاو إناثَاه ,ل ِكنّاه َعاا َد لاي ثانياةً يُريا ُد أ ْن يعُ ّضاني ,فَماا كاا َن ِمنّاي إلاّ أ ْن َو َضا ْع ُت َم َخا ِلبي في َرقَب ِته و َض ْغط ُت ِبق ّوتي فَإذا ِبه يَ ْسقُ ُط َعلى الأ ّرض . قال ْت مريم :و َماذا َجرلا ؟ َض ِح َك ال ّدب و َقال :لَق ْد كا َن لي َو ْجبَةً َشهيّةً ب ْع َد جوعي ِع ّدة أيام . َس ِمعَ ْت َمريم َصاوت ُمعلّ َم ِتهاا تُناادي َعليهاا َ ,و ّد َعتاهُ قا ِئلاة َ :سأُحضا ُر َلا َك َوج َباةَ َسا َم ٍك َشاهيَة فاي الأسبوعِ ألقا ِدم .
Search
Read the Text Version
- 1 - 25
Pages: