وفجأة غربت الشمس تأليف الطالبة لين محمد الكرنز الصف الأول ثانوي من مدرسة نور الحسين الثانوية الشاملة للبنات محافظة اربد الكتاب والغلاف من تصميم لين الكرنز
في قرية بعيدة قرب غابة كثيفة، وعلى رأس التلة شجرة كبيرة ،وعلى جذعها تستند ميرا ،وحولها أبناء القرية، تارة يلعبون ،وتارة يقرأون وسط طبيعة خلابة ،ومشهد يطل على غابة ففراشات تطير ،والهواء نقي عليل ،والشجرة الكبيرة ذات الظلال الوفيرة تحميهم من
أشعة الشمس الحارقة في وقت الظهيرة. كانت تلك الشجرة أعظم صديق، وونيس لأبناء القرية ،وأفضل مكان يقضون فيه أوقاتهم ،وفي ذات يوم عندما عادوا من المدرسة ،وكعادتهم كانوا متوجهين للتل ،وفجأة غربت الشمس، وهم في وضح النهار ،وذهب الإشراق، وتبدل بالعتمة عندما رأوا مجموعة حطابين حاملين معهم آلات قطع الأشجار تبدو كالوحوش التي تريد أن تفتك بأنيابها بتلك الأشجار المسكينة ،هرع الأصدقاء إلى أهلهم ليخبروهم بما يجري ،وقالوا : نعلم يا أطفال ،ولكن لديهم تصريح يسمح لهم بقطع الأشجارلذا ليس باليد حيلة،
وقررالأصدقاء أن يتكلموا معهم إلاا أنهم لم يكترثوا ،ودفعوهم بقوة حتى أن ميرا سقطت أر ًضا فارتطم رأسها بجذع الشجرة ،وأغمي عليها. قطعوا الأشجار جميعها ،وشجرة التل كذلك لم يتبق هناك أي شجرة أرض قاحلة ،وكأنها صحراء جرداء منسية، وبعد مدة أتى فصل الشتاء حام ًلا معه بر ًدا شدي ًدا ،وريا ًحا ذات سرعة عالية، وعواصف قاسية لم يسبق لها مثيل ،وح ال فصل الصيف ،ولكنه أشد حرارة من ذي قبل ،فالهواء خانق مغبر جاف أين ذلك الهواء العليل ؟ أين تلك الأشجار لتظلل
علينا ؟ هذا لم يحدث بالسابق أحقًا هو ذات المكان الذي كنت أقضي فيه أجمل أوقاتي؟ أحقًا هو ذات المكان الذي كلما رأيته من النافذة أشعر براحة كبيرة، وسعادة غامرة تملأ قلبي؟ نعم للأسف هي ذاتها ،وهل للأشجار كل هذا التأثير؟ ظهر معلم القرية أمامي ،وأجابني :نعم فالأشجار تقلل من حدة الرياح في الشتاء، وتلتصق بها حبات الغبار فتكففها عنا، وتنتج الأكسجين ،وتقلل الإحتباس الحراري الذي يرفع درجات الحرارة في الصيف ،صوت من بعيد ينادي ميرا ميرا ،وفجأة استيقظت ميرا كان مجرد حلم بل كان أبشع كابوس .
وبعد أن عرفت ميرا فوائد الأشجار أصرت على موقفها ،واتفقت مع أبناء القرية على أن يتناقشوا مع الحطابين ليصلوا لحل يرضي جميع الأطراف فقالت ميرا :ما رأيكم بأن نمنعهم عن قطع أشجارالتل أما الباقي فيقطعوه لا بأس فقالت زهرة :ماذا تقولين أجننتي ؟ وأصبحت تدور حولها تتفقد حالها من هول الصدمة ،وتقول :أحدث شيء برأسك من الضربة ؟ وهزت رقية ميرا، وقالت لها :استيقظي إن كنت نائمة وقال أمير :إذا كنت تمزحين فأرجوكي كفي فهذا ليس وقتًا للمزاح ،قالت ميرا :على
رسلكم يا أصدقاء لم أكمل كلامي بعد فعندما حلمت أصبحت أدري فوائد الأشجار العظيمة ،ولكن لنفكر بمنطقية ذلك الكرسي الذي نجلس عليه من الخشب ،والعربة التي يستعملها والدك يا زهرة من الخشب والصندوق الذي في إسطبلكم يا أمير من الخشب الأشجار مفيدة ،والخشب مفيد لذا ليس من حقنا أن نمنعهم ،ولنسمح لهم بقطع أشجار الغابة على ألاا يقطعوا أشجار التل ،وليس هذا وحسب بل ،ويزرعوا بدل كل شجرة تم قطعها شجرتان برأيكم أهذا حل مقنع ؟ قالوا :نعم ،ولكن كيف سنقنعهم ؟ قالت ميرا :أخي اليوم قادم من السفر ،وهو
ذكي في التعامل مقنع في الحوار، وبالتأكيد سيساعدنا ،وبالفعل حدث كل ما خطط له ،وفرح الأصدقاء ،وأعدت ميرا كوب ليموناضة منعش ،وبعض الكعك احتفالًا بنصرهم ،وفر ًحا بانقاذ صديقتهم وإبقائها قائمة شامخة ،وبحفاظهم على البيئة ،وأخي ًرا قالت ميرا :الحمدالله الذي لم يحصل كما في الحلم لا مطر ينهمر، ولا ورود تزهر ،وكأنها أرض حدث فيها زلزال مدمر.
النهاية
Search
Read the Text Version
- 1 - 17
Pages: