نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية انه\" :اول عمل اقوم به ....لح�سم ال�شكوك التي تلاحقني واعادة نظر نقديه لفل�سفه هيغل القانونيه\" .ومن وقتها ف إ�ن رد الفعل �ضد الت�أثير الهيغلي �سيلعب دور ًُا حا�سم ًا في تطور تفكيره ،تطور وجد ت أ�ثيره في كتابه \" :الاقت�صاد ال�سيا�سي والفل�سفه\"( )1844الذي تناول فيه العلاقة بين الاقت�صاد ال�سيا�سي والدولة والقانون والاخلاق والحياة البورجوازية. وفي عام ُ 1845ارغم على مغادرة باري�س ،بناء على طلب الحكومة البرو�سية ،فا�ستقر في بروك�سل وا�س�س ،مع انكلز ،عام ، 1846لجان الترا�سل ال�شيوعي التي هي فرع من\"رابطه العادلون\"وهي جمعيه �سريه م�ؤلفة من العمال الالمان ومقرها لندن .ثم كانت قطيعته مع\"بردون\"التي تج�سدت في كتابه\"ب ؤ��س الفل�سفه\"( )1847رد ًا على كتاب الفيل�سوف الفرن�سي \"،فل�سفه الب ؤ��س\"وت�أكيد ًا لاتجاهه الجديد في الحياة. وفي العام 1847تحولت\"رابطه العادلون\"الى\"رابطه ال�شيوعيين \"وكتب مارك�س وانكلز بيان هذه الرابطه الذي ُعرف فيما بعد با�سم \"البيان ال�شيوعي\" و�صدر في � 24شباط 1848والذي ا�صبح راية الاحزاب الثورية ال�شيوعية في كل العالم. وفي العام 1849ا�ستقر مارك�س نهائي ًا في انكلترا يحوط به العوز المادي الذي تلافاه بف�ضل م�ساعده والدته و�صديقه انكلز ،الا ان ذلك لم يمنعه مطلق ًُا من نتاجات علمية هائله على ر�أ�سها كتابه ال�شهير \"ر�أ�س المال\" الذي �صدر الجزء الاول منه عام .1867وبعد وفاته في 14اذار 1883في لندن ،ن�شر انكلز الجزء الثاني والثالث من ر أ��س المال (. )1 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :بريمو ،الاتجاهات الكبرى لفل�سفة القانون والدولة ،المرجع ال�سالف الذكر، �ص .219-217 51
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ثانيا – المنهج المارك�سي )أ ( مارك�س �ضد هيغل �إن المنهج المارك�سي في �إدراك الظواهر الب�شرية يتميز ب�إنه منهج �سو�سيولوجي ،رغم أ�ن الإ�ستاذ لفيفر يقول :إ�ن \"مارك�س لي�س �سو�سيولوجيا بيد أ�ن هناك �سو�سيولوجية في المارك�سية\"( .)1على كل حال ،ف إ�ن مارك�س بدرا�سته فل�سفة القانون لهيغل ،إ�كت�شف ما في \"المثالية الهيغلية\"( )2من عيب ا�سا�س وفي كل �آيديولوجية ،وهو القطيعة التي تقيمها الفل�سفات بين \"الخا�ص\" و \"العام\" اي بين الحياة الخا�صة والحياة العامة. وهذا ا إلنف�صام بين العام والخا�ص عند ا إلن�سان ،أ�راد هيغل حله عن طريق إ�خ�ضاع الم�صالح الخا�صة إ�لى الم�صالح العامة بوا�سطة الدولة .إ�لا أ�ن هذا الت�صور للعلاقات الب�شرية لي�س �إلا تعمية تقود �إلى الإنف�صام الم أ��ساوي بين الإن�سان الملمو�س العامل، ال�صانع الحقيقي للت�أريخ ،الذي يعي�ش حياة خا�صة تهيمن عليها الم�شاكل المادية وبين\"المواطن\"في دولة ي�ؤلهها هيغل والتي فيها يتحقق إ��ستلاب حقوق الإن�سان ال�سيا�سية الأ�سا�سية (. )3 ـالـبـ�ـشـ.ـر7ـيـ،1ـ.ـبـاpـل,ـن ـ�6سـ6بـ ـة9ل1ه.يFغ.ل.U،مPح ,كوisمrبتpaطو,ر اxلrفaكرmالاeن�dساeنiيo\"l.gفiتcطoوsر:اeلrعقbلvاeلfان�eسLا.نيH ــــــــ ـــــــــــــ )(1 اتل�nجصoودiريtدaاللاnلنمéتiقlجاتلمAع\"�إياللقىوذل�يش�أ�كسوال�رصتمرىخبتلحهيفعنق\"لوي�هفسقمادأ�منياليل�تتسبيننوطظهير\"ةم. والروح الجن�س ( )2ان تطور مجتمعهم ومهاي أ�ة الان�سانية هي التي تمكن الافراد من على م�صيره ،على ا(ل3ظ)روويفكوالمنااديلإةن�لساحيناتفهيم وحافلقةا\"لال�نستملواذجب يبوحيعليقرا.وتف.هل.هااإ�نغلعالخطرالوىا�د�إصقناةيهاو:م\"عنن�إلتاتنىعجامعنيإل�ما�لشساهتت،لطواو�آه�إيوبنديي�أعوهتفلوبوكارهجرهيهذااالمتما�تتإلستتزخكقدلرووبةانهجع\"م.بفناي إ��شنا�رإلسةنان�مسياتنهنقوابلللاذهي�إينطا�لطسلهبااققفا أ�علمنهن\"خل(�اضقنررظورمرا:وزتامنو�أذو�رضمعال�ؤه��شوسا�وطسابيق،تتةنوولظمعرييمعلهدة ال�سيادة ،من�شورات العدالة ،بغداد� ،2003 ،،ص 144هام�ش .) 2 52
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ومثل محاوله هيغل التي تكر�س ،في الحقيقة ،الف�صل بين الفرد الخا�ص والمواطن، كمثل الليبرالية حين عالجت العلاقات بين الحياة الخا�صة والحياةالعامة عن طريق\"الحقوق الطبيعية المو�ضوعية\" ،التي أ�دت إ�لى وجود عالم منف�صم عن المجتمع\" .فدين الحقوق الطبيعية هو التعبير عن ف�صل الان�سان عن جوهره الجماعي وعن ذاته وعن ا ألفراد ا آلخرين (. )1 (ب) عيب المنهج الفل�سفي �إن المنهج المارك�سي يعيب على المذاهب الفل�سفية ب أ�نها ت�ستند على منهج معيب: إ�نها تنطلق من منهج إ��ستنباطي بدلا من �أن يكون �إ�ستقرائيا �أ�سا�سه ملاحظة الطبيعة الان�سانية والعلاقات الإجتماعية .فالمنهج ال�سو�سيولوجي المارك�سي ،ينطلق من ملاحظة الوقائع ليقر ان الان�سان كائن إ�جتماعي لايمكن إ�دراكه خارج العلاقة الثلاثية :الطبيعة ،الان�سان ،المجتمع .والعلاقة بين الان�سان والطبيعة وثيقة و منف�صلة في ذات الوقت :فالإن�سان يطمن جزءا من حاجاته بوا�سطة الطبيعة ،والطبيعة تكت�سب �صفتها الإن�سانية بتدخل ا إلن�سان� .إلا �أن ال�صلة بين الإن�سان والطبيعة تتم عن طريق العمل .وهذا العمل ينجب علاقة جديدة بين ا ألفراد .فبالعمل يختلف الان�سان عن الحيوان وب إ�نتاجه ا أل�شياء يحتل الإن�سان مكانا إ��ستثنائيا في الإبداع وبالعمل ُيخلق ت�أريخ ا إلن�سان .وهكذا ين�ش�أ وعي إ�ن�ساني يخ�ضع لظروف العمل وطرق ا ألنتاج\" .فلي�س وعي الب�شر هو الذي يحدد وجودهم ،يقول مارك�س ،بل ...وجودهم هو الذي يحدد وعيهم\" .بنا ًء عليه ف إ�ن كل تحليل �سو�سيولوجي يجب أ�ن ين�صب على ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1بريمو :المرجع ال�سالف الذكر �،ص . 220 53
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية درا�سة طرق الإنتاج وهي البناء التحتي للمجتمع ،ولي�س على\"المعتقدات\" ،الأخلاق، الم ؤ��س�سات ،المفاهيم القانونية ،التي تكون كلها البناء الفوقي للمجتمع. �إلا �إنه لي�س بكاف للمنهج المارك�سي �أن ي ؤ�كد ب أ�نه منهج\"مادي\"لإدراك تطور ت أ�ريخ الإن�سان ،بل يتوجب �أن ي�ستعين بالمنهج الديالكتيكي أ�ي�ضا .فقد �أو�ضح هيغل ب أ�ن المنطق التقليدي لا ي�ستطيع �إدراك تطور العالم ،ولذلك ف�إن هيغل لج أ� إ�لى منطق الحركة :الديالكتيك. وبموجب هذا المنطق الديالكتيكي ف إ�ن العنا�صر المتناق�ضة في كل حقيقة وال�صراع بينها ي ؤ�دي �إلى حقيقة جديدة .وقد طبق مارك�س هذا المنطق الديالكتيكي على الحقائق �أو المعطيات المادية (.)1 �إلا �أن المارك�سية لي�ست منهجا فح�سب ،بل هي مفهوم ور�ؤية �شاملة للعالم وا إلن�سان، وبهذا المعنى ف�إنها \"فل�سفة\" اعتمدت عددا من المعطيات أ�و الم�سلمات يتوجب الوقوف عندها ا آلن . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :بريمو ،المرجع ال�سالف الذكر� ،ص . 221 – 219 54
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ثالثا – الفل�سفة المارك�سية ( أ� ) معنى المارك�سية من الخط أ� الإعتقاد �أن المارك�سية هي مذهب إ�قت�صادي فح�سب ،إ�نها فل�سفة أ�و، كما يقول ا أللمان � ،weltanschauungأي مفهوما كاملا للعالم وا إلن�سان .وربما �أن العادة في �إعتبار المارك�سية مذهبا �إقت�صاديا فقط ،يرجع �إلى الدور المهم الذي تعطيه المارك�سية للعوامل ا إلقت�صادية في مفهومها للعالم. وهذا المفهوم للعالم فر�ضته مرحلة أ�و هو التعبير عنها .فالمارك�سية ظهرت ت أ�ريخيا في مرحلة ظهور ال�صناعات الكبرى الحديثة حيث برز �صراع الإن�سان مع\"الطبيعة\". كما �أن حقيقة إ�جتماعية جديدة ،وهي البروليتاريا ،الطبقة العاملة ،التي تتلخ�ص فيها تناق�ضات المجتمع الجديد ،أ�ثرت أ�ي�ضا في �صياغة المذهب المارك�سي .وهكذا ف�إن المارك�سية ظهرت مع المجتمع\"الحديث\"حيث ال�صناعات الكبرى والبروليتاريا ال�صناعية ،فكانت إ�دراكا لعالم يعبر عن هذا المجتمع ،بتناق�ضاته وبم�شاكله، ومحاولة لحل عقلاني لهذه الم�شاكل. والمارك�سية هي المادية الديالكتيكية( ،)1ألنها توحد المادية الفل�سفية ونظرية التناق�ضات (الديالكتيكية) عند الفيل�سوف ا أللماني \"هيغل –1779(\"Hegel .)1831وعليه ف إ�ن ما يميز المارك�سية هي �إنها \"مادية\" .ولا يراد بالمادية فل�سفة لاخلاق م�صلحية أ�و إ��شباع لم�صالح مادية .فالمق�صود بالمادية هو �أن المادة هي الحقيقة ا أل�سا�سية و إ�ن ا إلدراك والفكر ينحدران من الظواهر المادية ونتيجة لها. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (1) CF.H.Lefebvre: le marxisme ,\"Que sais – je\"no , 300,P.U.F.1958 p. 21-22 55
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية فالعالم المادي الذي ندركه بالحوا�س هو الحقيقة الوحيدة .إ�لا �أن هذه \"المادية\" هي لي�ست ،مع هذا ،المادية التي عرفتها الفل�سفة ا إلنكليزية – الفرن�سية ،مادية هوبز والمو�سوعيين الفرن�سيين :فهذه المادية هي مادية \"ميكانيكية\" مح�ضة لا ترى في الإن�سان �إلا آ�لة .لذلك فهي مادية �ضيقة و�سطحية غير قادرة على إ�دراك م�سيرة العالم وبالتالي لا ت�ستطيع الو�صول إ�لى تحديد ا أل�سباب المتحكمة في ت�أريخ المجتمعات� .أما\"المادية\"التي تق�صدها المارك�سية فهي المادية\"الديالكتيكية\" ،حيث يدر�س المنهج الديالكتيكي الأ�شياء بعتبارها حقائق في حركة وفي �صيرورة دائمة. فهذا المنهج يختلف إ�ذن عن المنهج التقليدي في المعرفة الذي يدر�س ا أل�شياء ب�إعتبارها مادة ثابتة أ�بديا . والمنهج الديالكتيكي يت�ضمن فكرتي الحركة والتناق�ض الممكن تجاوزه .فهو ينطلق من\"ا ألطروحة \"la thèseأ�و الت�أكيد ،ثم\"الأطروحة الم�ضادة \"�أو النفي لي�صل �إلى التركيبة \"la synthèseوالتي وفقا لها يتطور الواقع بف�ضل التناق�ضات التي يفرزها .فالعالم لا يتطور بتغير معطية ثابتة ،بل هناك ولادة جديدة .فوجود المعطية ي ؤ�دي إ�لى ت�أكيد نقي�ضها ومن ال�صراع بينهما لا يتحطم المتناق�ضان ،بل ينجم عن ذلك تركيبة جديدة (. )1 . ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1وقد طبق هيغل المنهج الديالكتيكي على \"الفكرة\" المطلقة التي تكون ا أل�شياء الحقيقة �إنعكا�سا لها .إ�لا �أن مارك�س يرى أ�ن\"الفكرة\"لي�ست إ�لا �إنعكا�سا لل�شيء المادي وبالتالي ف�إن الديالكتيك �سيكون علم القوانين العامة لحركة العالم الخارجي .وبهذا المعنى قيل �أن مارك�س أ�وقف الديالكتيكية الهيغلية على �أقدامها بعد �أن كانت ت�سير على ر�أ�سها . (انظر� :شفاليه ،الم�ؤلفات ال�سيا�سية الكبرى� ،ص ) 265- 264 فبعك�س هيغل ،الذي يجعل التقدم الديالكتيكي �صفة لعالم \"ا ألفكار\" ،ف�إن مارك�س يجعل منه �صفة للمادة. لذلك ف�إن كل الظواهر ،وخا�صة الظواهر الإن�سانية وا إلجتماعية تتطور وفق المنطق الديالكتيكي 56
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية (ب ) المادية الت�أريخية وحيث �أن ت أ�ريخ الب�شرية هو تاريخ الحياة الإجتماعية عبر الع�صور ،ف�إن النتيجة المنطقية للمادية الديالكتيكية ،على ال�صعيد الإجتماعي والإن�ساني� ،ستكون \"المادية الت أ�ريخية\" .فم�سيرة الت أ�ريخ الب�شري تجد محركها في الأو�ضاع المادية أ�و في عالم المادة .ويترتب على ذلك بالن�سبة �إلى مارك�س ،أ�ن العلاقات القانونية وال�سيا�سية والمعتقدات الآيديولوجية والفل�سفية وال�صيغ الفنية تجد �أ�سا�سها و إ�دراكها في العلاقات المادية للحياة� ،أي في الظروف الحياتية المادية . وفي هذه العلاقات المادية تحتل العلاقات الإقت�صادية دورا مهما و�أ�سا�سيا .فمن بين كل الظروف المادية ف إ�ن العامل الحا�سم هو\"تكنيك الإنتاج\"والعلاقات التي يولدها بين الأفراد .وعليه ف أ�ن تكنيك إ�نتاج معين ي�ؤدي إ�لى نوع معين من المجتمعات \".فالطاحونة اليدوية أ�عطتنا مجتمع ال�سيد ا إلقطاعي ،والطاحونة البخارية أ�عطتنا مجتمع الر�أ�سمالية ال�صناعية\" .وباناءا عليه ف إ�ن علاقات ا إلنتاج هي الأ�سا�س الحقيقي في المجتمع ،إ�نها \"البناء التحتي\" للمجتمع وعليه يقوم \"بناء فوقي\" قانوني� ،سيا�سي ،فكري أ�و \"�آيديولوجي\" .لذلك ف إ�ن طريقة إ�نتاج الحياة المادية تحدد ب�صورة عامة الم�سيرة الإجتماعية ،ال�سيا�سية والفكرية للحياة .فطريقة معينة ل إلنتاج (الطاحونة اليدوية ) تحدد بال�ضرورة بنا ًء إ�جتماعيا معينا ،وبالتالي وجود تنظيم �سيا�سي ،قاتوني ووعي معين .وهذه المادية التاريخية �أي م�سيرة العلاقات الب�شرية تحكمها �إذن ،العلاقات المادية، ا إلقت�صادية .ف�إذا تغيرت طريقة الإنتاج التي تنجب تمييزا �إجتماعيا معينا، ف�إن التمييز الطبقي يتغير هو ا آلخر بال�ضرورة .وهذا التغير الطبقي يحكمه 57
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية المنطق أ�و المنهج الديالكتيكي ،الذي يقوم على التناق�ضات ،التي تت�ضمنها كل حقيقة �إجتماعية ،والتي يعبر عنها في ال�صراع الطبقي (.)1 (ج ) ال�صراع الطبقي فال�صراع الطبقي وجد دائما ،لأن تكنيك الإنتاج ي�ضع وجها لوجه ،في أ�ي مجتمع، طبقة مهيمنة وطبقة م�ستغلة .وكل الت�أريخ أ�ي ت�أريخ المجتمعات الب�شرية ،كان ت�أريخ والطبقات الم�س َتغلة ،بين الطبقات المحكومة الم�ست ِغله ال�صراع الطبقي بين الطبقات الديالكتيكي ،ف إ�ن\"ا ألطروحة\"هي هيمنة للمنهج والطبقات الحاكمة .ووفقا الطبقة المالكة و\"الأطروحة الم�ضادة\"هي مقاومة الم�ست�ضعفين و\"التركيبة\"هي إ�قامة مجتمع جديد .وعليه ف�إن التطور الت�أريخي يحكمه ،بهذا المعنى ،ال�صراع الطبقي ،بحيث �أن كل طبقة تحل محل الطبقة ا ألخرى وفي كل مرحلة هناك ولادة لمرحلة إ�جتماعية جديدة .وهكذا ف�إن ال�صراع الطبقي هو عن�صر �أ�سا�س في ت أ�ريخ الب�شرية .فمنذ زوال الملكية الم�شاعة للأر�ض في الجماعات البدائية ،ظهر �إ�ستغلال الإن�سان ل إلن�سان ،ب إ�عتباره ثمرة إلنق�سام المجتمع �إلى طبقات تبعا للنظام الجديد للملكية .والت أ�ريخ اللاحق على هذا الإنق�سام ،يقدم لنا �صورة قاتمة للقمع وال�صراع الذي يتبعه بين الطبقات الم�س َتغلة والطبقات الم�ست ِغلة ،بين الطبقات المحكومة عا ،1883ف إ�ن الطبقة الم�س َتغلة والمقهورة وهالي\"طابلقباروتلايتلاحراياك\"موةا.ل وطابليقوةما،لتييقوت�لستإ�نغلكلهاز وتقهرها هي :البورجوازية .ومن مميزات مرحلة البرجوازية� ،إنها ب�سطت التعار�ض الطبقي ،فالمجتمع ب أ�كمله ينق�سم ،أ�كثر ف�أكثر� ،إلى مع�سكرين كبيرين ومت�ضادين� ،إلى طبقتين كبيرتين متعار�ضتين: البورجوازية والبروليتاريا (. )2 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر� :شفاليه ،الم�ؤلفات ال�سيا�سية الكبرى� ،ص .266 ( )2والبورجوازية تعني ،في التعبير المارك�سي ،المرادف للقاب�ض على ر أ��س المال ،الر أ��سمالي ،ال�صناعي الكبير ،الذي بف�ضل تملكه لر�أ�س مال كبير ي�ستخدم عدد ًا مهما من الإجراء . 58
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية وهذه \"البورجوازية\" أ�ي الطبقة الر�أ�سمالية ،نجمت ديالكتيكيا ،عن تف�سخ المجتمع الإقطاعي ،رهين تناق�ضاته .فبعد ا إلكت�شافات الكبرى وظهور الأ�سواق الجديدة وزيادة الب�ضائع وو�سائل التبادل ،حدث تناق�ض متنام بين تو�سع الحاجات والطريقة البالية ل إلنتاج .لذا فقد حل محل الم�شغل التعاوني ،الم�صنع الذي أ�دى إ�لى تق�سيم العمل وظهور طبقة متو�سطة �صناعية� .إلا �أن الم�صنع �أ�صبح بدوره غير كاف �أمام التو�سع الم�ستمر للأ�سواق والحاجات ،لذا حلت ال�صناعات الكبرى والع�صرية، بنت الماكنة البخارية ،محل الم�صنع وحلت البورجوازية الع�صرية محل الطبقة المتو�سطةال�صناعية (. )1 (د) الثورة و الدولة وبذات المنطق الديالكتيكي ،حيث ادانت قوى الانتاج المجتمع الاقطاعي بالزوال لم�صلحة المجتمع البورجوازي الذي نمى بين دفتيه ،تق�ضي ال�ضرورة الديالكتيكيه بزوال البورجوازيه لم�صلحة البرولتياريا(. )2 واذا كان كل التاريخ هو ت�أريخ الا�ستغلال ،القهر وال�صراع الطبقي ،ف�أن هذا ال�صراع قد و�صل الى مرحله لا يمكن للطبقه الم�ستغله والمقهوره (البروليتاريا) ان تتحرر من الطبقه التي ت�ستغلها وتقهرها (البورجوازيه) دون ان تحرر ،في ذات ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر� :شفاليه ،الم ؤ�لفات ال�سيا�سية الكبرى� ،ص .268-267 ( )2والبروليتاريا هي طبقه العمال التي \"لاتعي�ش الا اذ وجدت عمل ًا \"والتي لاتجد العمل\" الا اذا كان عملها يزيد من ر�أ�س المال\" .وهذا النمو لر أ��س المال هو نمو غير م�ستحق �،سرقة حقيقيه ،يقوم بها الر أ��سمالي من الاجير ا�ستناد ًا الى \"قانون اقت�صادي �ضروري\" هو \"فائ�ض القيمه\" الذي ي�ستقطعه ،وفق ًا لمارك�س ،الر�أ�سمالي من العامل الذي ي�ستغله .وه�ؤلاء العمال \"المرغمين على ان يبيعوا انف�سهم\" لي�سوا الاب�ضاعه تخ�ضع لمتغيرات المناف�سه وتقلبات ال�سوق. 59
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية الوقت والى الابد ،كل المجتمع من الا�ستغلال والقهر وال�صراعات الطبقيه . بنا ًء عليه ف أ�ن هذه الثوره �ست�ؤدي الى الق�ضاء على كل تمييز اجتماعي ومجىء المجتمع اللاطبقي في النهايه .فتكوين طبقه البروليتاريا كطبقه حاكمه م�سلحه بال�سلطه ال�سيا�سيه ،لي�ست �إلا المرحله الاولى من الثورة .فالبروليتاريا تحتاج لل�سلطه ال�سيا�سيه لكي تنتزع �شيئ ًا ف�شيئ ًا من البورجوازيه كل ر�أ�س المال ولتركز بين ايدي الدوله (�أي البروليتاريا منظمه كطبقه حاكمه ) كل و�سائل الانتاج .الاان ا�ستبداد البروليتاريا (دكتاتوريه البروليتاريا ،كما �سيقول مارك�س في عام ،)1852لي�ست الا�ضرورة مرحلية .فكما ان البورجوازيه (اطروحه) انجبت ديالكتيكي ًا نقي�ضها (الاطروحه الم�ضادة) البروليتاريا ،فلذات ال�سبب ف�أن البروليتاريا ،بعد ان ا�صبحت طبقه قاهره ومهيمنه� ،ستنجب ديالكتيكي ًا (التركيبه) :المجتمع اللاطبقي. والمجتمع بدون طبقات هو مجتمع بدون تناق�ضات اجتماعية ،بدون �سلطه �سيا�سيه ،بدون دولة ،لان الدولة لي�ست إ�لا ترجمة لتناق�ض الطبقات .وعليه ف�إن الانتقال من المجتمع الر�أ�سمالي الى\"المجتمع الا�شتراكي\"(ال�شيوعي )� ،سيمر بمراحل بعد الثورة. والمرحلة الاولى هي مرحلة\"دكتاتورية البروليتاريا\"التي هي مرحلة انتقال بين المجتمع الر�أ�سمالي والمجتمع الا�شتراكي . وال�سلطة في هذه المرحلة تعود ح�صر ًا الى البروليتاريا حيث تمار�سها لوحدها. وبعد مرحلة دكتاتورية البروليتاريا تاتي\"المرحلة الدنيا للا�شتراكية (ال�شيوعية)\" التي هي الم�ؤدى ال�ضروري لدكتاتورية البروليتاريا .وفي هذه المرحلة لم يعد هناك ا�ستغلال للان�سان من الان�سان ،ب�سبب الغاء الملكية الخا�صة لو�سائل الانتاج .إ�لا ان الهدف البعيد للا�شتراكية ،المتمثل في مبد أ�ها الا�سا�س وهو الم�ساواة لم يتحقق بعد في هذه المرحلة ،لان هذا المجتمع مازال يحمل\"�آثار المجتمع القديم الذي منه ولد\". لذلك يتوجب الأخذ بنظر الاعتبار بع�ض بقايا الر أ��سمالية بحيث �سيكون توزيع الانتاج وفق ًأ� لعمل وقابلية كل فرد ،الأمر الذي ي ؤ�دي الى عدم الم�ساواة في الأجور، 60
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية وبحدود معينه الى عدم الم�ساواة في ظروف المعي�شه .لكن لا ا�ستغلال بعد اليوم ،لالغاء الطبقات .اما الدولة ،وهي بعد الآن ،دوله البروليتاريا ،دولة الاكثرية ال�ساحقة، ف أ�نها �ستبقى في هذة المرحلة لان �ضرورات تنظيم الانتاج وعدم الم�ساواة في الاجور تلزم ببقاء نوع من الارغام ،والدولة هي لي�ست ،في الفل�سفة المارك�سية� ،إلا اداة ارغام .اما المرحلة الثالثة فهي ما ا�صطلح على ت�سميتها\"المرحلة العليا للا�شتراكية (ال�شيوعيه)\" .وفي هذه المرحلة ي�صل الانتاج الى درجه هائلة من التطور ي�صاحبه تطور في عقلية الافراد بحيث ان م�س�ألة التوزيع لاتطرح بعد الان وبالتالي لم تعد هناك حاجة ألي نوع من الارغام في هذا ال�صدد .وعندها �سيحل مبد أ�\"لكل ح�سب حاجاته\"محل مبد أ�\"لكل ح�سب كفاءته\" .وفي مثل هذه الظروف ونتيجة لها ف إ�ن الدولة لم يعد لها موجب للبقاء .انها في الحقيقة ،بد�أت تتوارى في المرحلة الدنيا للا�شتراكية نتيجة للتغير الم�ستمر في عقليات وعادات الافراد في مجتمع خال من ال�صراع الطبقي ومن الا�ستغلال وت�سوده،او يتجه الى ،وفرة الانتاج .فالدولة بد أ�ت بالذبول ،وذبول الدولة هذا ي�ؤدي الى الغائها (. )1 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :فدل ،القانون الد�ستوري ،باري�س�،1949،ص.209-208 في الحقيقة ان هذه المرحلة\"النهائية\"تبقى غام�ضه ومحل ت�سا ؤ�ل لقلة ما كتب عنها المارك�سيون .كما انها تفتر�ضتغير ًاكامل ًافيطبيعهالان�سان.ويمكنانن�س�أل:هلتكونهذهالمرحلةهيالمرحلة\"النهائية\"بحيث ت�ضع حد ًا للتطور الديالكتيكي للعالم والان�سانية ؟ وفي مجتمع خال من ال�صراعات او التناق�ضات التي هي محرك التطور الب�شري ،وفق المنظور المارك�سي ،ماهي عندها التحولات الممكنه بالن�سبة للان�سان ؟ ا�سئلة طرحت وتطرح ويبقى الجواب محل ت�سا�ؤل. 61
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية الف�صل الثاني الدولة والقانون في المذهب المارك�سي اول ًا -المفهوم المارك�سي للدولة (�أ) أ��صل الدولة ان الفكرة التي �سادت عند العديد من الم ؤ�رخين وعلماء الاجتماع ،منذ الازمنة القديمة الى وقتنا الحا�ضر ،هي ان ا�صل الدولة يعود الى نزاع بين فئات اجتماعية بدائية ،ففي ا أل�صل كانت الفئات الاجتماعية تعي�ش بدون ان يوجد فيها اي تمييز ،فالفرد م�ستغرق بكامله من قبل الفئه .وفي مرحلة من مراحل الت�أريخ فر�ضت فئة نف�سها على اخرى باعتبارها\"طبقة مهيمنه\" .وهذه الطبقه الم�ستولية المهيمنه والفئة الخا�ضعة ا�ستقرتا على اقليم معين حدوده تعين مدى امتداد\"�سيادة\"الاقلية الحاكمة ،فكانت الدولة (.)1 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1ويرى ان�صار نظرية النزاع ان حق الملكية هو نتيجة إل�ستيلاء فئة ،فكان هذا\"الحق\"ل�صالحها وت�أكيدا لهيمنتها و أ�عطى ،من ناحية أ�خرى ،العمل الذي �أجبر عليه الأفراد المغلوبين ،معناه الإقت�صادي ب�إعتباره عاملا في ا إلعتماد المتبادل ا إلجتماعي .وعلى أ�ي حال ف إ�ن تحليل وتقدير الظروف التي تم فيها التمييز بين الغالب والمغلوب ،ونقول بين الحكام والمحكومين ،هما محل �إختلاف بين المفكرين .ويقول ا أل�ستاذ بردو أ�ن من أ�وائل الكتاب الذين منهجوا فكرة أ��صل الدولة ب�إعتبارها نزاع بين الفئات هو\"الفيل�سوف و الم�ؤرخ العربي الكبير ،في القرن الرابع ع�شر ،إ�بن خلدون ،مف�سرا في مقدمته أ�ن تكوين الإمبراطوريات كان عن طريق الإ�ستيلاء على �شعوب خانعة في �أمن المدن ،من قبل فئات رحل غازية\". (بردو ،المطول في علم ال�سيا�سة ،ط ،2باري�س ،ج� ،2ص ،11هام�ش ) 8 62
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ومن التف�سيرات التي �أعطيت لهذا التمييز بين الإقوياء وال�ضعفاء ،الذي يبرر �أ�صل الدولة ،ب�إعتباره نزاعا ،التف�سير المارك�سي الذي يرى في الدولة نتيجة ل�صراع طبقي .فالدولة �ستكون الم�ؤدي الطبيعي لم�سيرة إ�نطلقت من ال�صراع الطبقي .فقد هيمنت في البداية طبقة بف�ضل و�ضعها ا إلقت�صادي ،ولكي ت�ضمن �إ�ستمرار �سيطرتها على الطبقة الأخرى ،فقد �أ�صبحت قوة قهر ،وذلك عن طريق جهاز الدولة الذي ت�سيطر عليه وبهذا المعنى ومن هذا المنطلق أ��صبحت الدولة �أداة قهر. إ�لا �أن الدولة لي�س هذا فقط بالن�سبة إ�لى مارك�س .فالدولة �أو ال�سلطة بحاجة �إلى تنظيم وتحديد وظائف لها .وكل مجتمع لا يمكن �أن ي�ستمر �إلا بف�ضل نوع من الإنتقاء الطبيعي ،بمعنى �أن أ�فرادا كفوئين يقومون ب إ�دارة المجتمع� ،أي ب أ�داء وظائف معينة لإدارة المجتمع .ولا �إعترا�ض على �أن هذا التدرج الذي تفر�ضه ال�ضرورة العملية لتنظيم الفئة يقوم على الكفاءة و إ�ن هناك دائما كفاءات �صاعدة تريدها وربما تفر�ضها �ضروريات حياة المجتمع .إ�لا �أن الذي يحدث والذي حدث في مرحلة معينة من الت�أريخ هو أ�ن هذه الوظائف \"الإدارية\" إ�نف�صلت عن المعطيات �أو ال�ضرورات التي بررت وجودها وتثبتت ب�شكل منعزل خارج وفوق المجتمع ،وبالتالي أ��صبحت وظائف �سيا�سية (.)1 كما �إن تق�سيم العمل وظهور الملكية الخا�صة والف�صل بين العمل اليدوي والفكري أ�دى �إلى ولادة الطبقات ا إلجتماعية ،و�إن\"الوظائف الموجهة\"�أ�صبحت إ�حتكارا لل�شرائح المهيمنة .لذلك ف إ�ن \"الدولة البورجوازية\" حملت دائما هذه ال�صفة رغم ما �إدعته ب�أنها المعبر عن المجتمع ب�أ�سره و إ�ن\"حكامها\"ي�ضعون أ�نف�سهم فوق القوى الإقت�صادية لكبح جماحها ،فبقيت في واقعها دولة التناق�ضات الطبقية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :بردو ،المطول ،ج� ،2ص . 20 63
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية (ب ) واقع الدولة ولهذا ف إ�ن الفكرة الأ�سا�سية للمارك�سية حول\"واقع الدولة\"هي �إنها النتاج والتعبير عن تناق�ض الطبقات .فالدولة تظهر في الزمن والحالة التي لا يمكن مو�ضوعيا التوفيق بين الطبقات� .إن \"الدولة ،يقول �إنكلز ،لا تمثل مطلقا قوة مفرو�ضة من الخارج على المجتمع وهي لي�ست \"حقيقة الفكرة الأخلاقية\" و\"�صورة حقيقة العقل\" كما يدعي هيغل .فالدولة هي نتاج المجتمع في مرحلة معينة من تطوره� .إنها الإعتراف ب�أن هذا المجتمع قد تورط في تناق�ض مع ذاته لا حل له ،و إ�نه �شطر بتناق�ض لا رجاء في ر أ�ب �صد�أه وغير قادر على التخل�ص منه .ولكي لا تفتر�س هذه التناق�ضات ،هذه الطبقات التي لها م�صالح متناق�ضة بع�ضها البع�ض ا آلخر ،ولا تفتر�س المجتمع في �صراع عقيم ،لذلك ف�إن قوة �أ�صبحت �ضرورية لت�ضع نف�سها ظاهريا فوق المجتمع لتهد أ� النزاع وتبقيه في حدود\"النظام\"( .و) هذه القوة التي تنبع من المجتمع لكن ت�ضع نف�سها فوقه ...هي الدولة\"(.)1 ومن قول �إنكلز هذا ،يظهر �أن الدولة يمكن أ�ن تكون ،في الحقيقة ،عامل توازن وربما حكما بين القوى المت�صارعة في المجتمع .لكن الطبقة المهيمنة وحدها لها م�صلحة في هذا الإعتدال ،بمعنى �أن أ��صحاب الإمتيازات فقط لهم م�صلحة في �إبقاء النظام الإجتماعي .وحتى في هذا الو�ضع الذي نحوا إلعتدال ف�إن الدولة تبقى �أداة هيمنة بيد الطبقة البورجوازية. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )1(F.Engels: Lo' rigine de la famille , de la propriété et de lE' tat paris, coste .1931, p 177-178 .citè par lènine ;L΄tat et la Révol - tion , éd.sociales,paris,1947, p.12. 64
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية « ...فكما أ�ن الدولة ،يقول �إنكلز ،ولدت من �ضرورة لجم التناق�ضات بين الطبقات، كما إ�نها ...ولدت من النزاع بين الطبقات ،فهي ب�صورة عامة ،دولة الطبقة الأكثر قوة ،الطبقة الأكثر هيمنة �إقت�صاديا ،التي بم�ساعدة الدولة ،ت�صبح أ�ي�ضا الطبقة المهيمنة �سيا�سيا ،وبالتالي تكت�سب و�سائل جديدة لقمع و إ��ستغلال الطبقة الم�ضطهدة\"(. )1 وعليه ف إ�ن واقع الدولة في المجتمع البورجوازي هو ظاهرة هيمنة .فالدولة في المنظور المارك�سي ،لي�ست تجريدا تعرف ب�سيادتها و�شخ�صيتها المعنوية ،كما يرى القانونيون� ،إنما هي �إنعكا�س م ؤ��س�سي لو�ضع إ�جتماعي ت أ�ريخي �صنعته �إنق�سام الطبقات و�صراعها \" .إ�نها الجهاز الذي بوا�سطته تمار�س طبقة �إرغامها على طبقة �أخرى ،و هذا في جوهره ،ظاهرة قوة\". بنا ًء عليه ف�إن المارك�سيون يرون أ�ن كل النظريات التي تعتبر الدولة المنظم للخير العام ،المدافع عن الم�صلحة العامة ،هي في الواقع و�سائل ت�ستخدمها الطبقة المهيمنة لتغطية هيمنتها و إ�قناع الطبقة الم�ستغلة بقبولها .فالدولة ،في الحقيقة ،ظاهرة قوة، إ�نها مجموعة و�سائل إ�رغام في خدمة الطبقة المهيمنة. الدولة ،يقول لنين ،هي \"ماكنة �صنعت لإبقاء هيمنة طبقة على �أخرى\" .وهذه الحقيقة ،وهذا الواقع ،للدولة ي�صح بالن�سبة للدولة الديموقراطية الليبرالية ،كما ي�صح كذلك بالن�سبة للدول التي �سبقتها ،وكل ما في ا ألمر أ�ن القوة هي أ�كثر ت�سترا، أ�كثر نفاقا في ديمقراطيات اليوم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انكلز :أ��صل العائلة� ،ص ،222ذكره ،لينين ،الدولة والثورة� ،ص ،17ومع هذا ف�إن لنين ي�سلم ب أ�ن الدولة في بع�ض الظروف التاريخية يمكن �أن تلعب دور الحكم .وهذا يحدث حين تكون هناك طبقة في طريقها إ�لى الزوال ،ومع هذا تحتفظ ببع�ض القوة ،و�إن هناك طبقة �صاعدة لي�س لها القوة الكافية لإق�صاء الطبقة المناف�سة .فالدولة في هذه الفترة ،يمكن أ�ن تحقق التوازن بينهما ،وهكذا كان الحال في الملكيات المطلقة في القرن ال�سابع ع�شر والثامن ع�شر ،وكذلك بالن�سبة للبونابارتيه الفرن�سية في ظل الإمبراطورية ا ألولى والثانية، وبالن�سبة لب�سمارك في المانيا ولكرين�سكي في رو�سيا عام . 1917 (انظر :لينين ،الدولة والثورة� ،ص ). 17 65
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية « أ�ن تقرر ،يقول لنين ،مرة واحدة كل عدة �سنوات ،من هو الع�ضو في الطبقة المهيمنة الذي �سيقمع� ،سي�سحق ال�شعب في البرلمان ،ذلك هو الم�ضمون الحقيقي للبرلمانية البورجوازية\". فالديموقراطية الليبرالية هي\"تعمية\" .فالبورجوازية �ضمنت أ�ولا الهيمنة داخل البرلمانات بف�ضل �سيطرتها على ا إلنتخابات عن طريق :تملك ال�صحافة ،و�سائل الدعاية ،المال .وقد �ضمنت ،ثانيا ،ال�سيطرة على الجهاز البيروقراطي وهو �أ�سا�س عمل كل حكومة. و�أخيرا ،ف إ�ن البورجوازية �سعت �إلى تفتيت تنظيم الطبقة العاملة الذي يمكن أ�ن يكون م�صدر تهديد لهيمنتها وذلك بوا�سطة ا ألحزاب ا إل�شتراكية ا إل�صلاحية التي يمكن �أن تكون خ�صما للبروليتاريا( .)1في الحقيقة أ�ن الدولة في المنظور المارك�سي، لي�ست إ�لا بنا ًء فوقي ًا يخفي واقعا �إجتماعيا يتحكم فيه بناء تحتي معين للمجتمع. فالدولة القديمة كانت �أداة �إ�ستغلال للعبيد� ،أما الدولة الع�صرية ف�إنها �أداة إ��ستغلال للبروليتاريا من قبل الر أ��سماليين. لكن ،في �إطار هذا الت�صور ،ما حكم العلاقة بين الدولة والقانون ،أ�و بعبارة أ�خرى، ما هو المفهوم المارك�سي للقانون ؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )1( CF.M,Duverger,Institutions politiques et droit constitutionnel , Paris .P.U.F.1968,p.337. 66
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ثانيا – المفهوم المارك�سي للقانون ( أ� ) ظاهرة القانون القانون لي�س له ت�أريخ خا�ص به ،يقول مارك�س ( .)1إ�ن القانون لا يتطور وفقا لمنطق خا�ص به ،كما يقول الفقهاء البورجوازيين .فالقانون لي�س بظاهرة م�ستقلة جديرة بدرا�سة متخ�ص�صة� :إنه ظاهرة تحكمها ظروف .فتطور القانون ،كتطور الدولة ،يحكمه تطور طرق الإنتاج ،ولذلك فهو لي�س �إلا �إنعكا�سا للبناء التحتي للمجتمع بمعنى إ�نه التعبير عن العلاقات ا إلجتماعية للإنتاج. �إن \"العلاقات القانونية ،يقول مارك�س ... ،لايمكن أ�ن تدرك في ذاتها ولا بما يدعى التطور العام للنف�س الب�شرية .إ�نها تجد جذورها ...في ظروف الوجود المادي\"( .)2وتطور المجتمعات الب�شرية إ�لى مجتمعات متنوعة وكذلك الإنف�صام بين الفرد والمجتمع إ�رتبطت كلها بظهور حق الملكية الخا�صة .ويرى إ�نكلز (في كتابه \" أ��صل العائلة\") �إن المجتمعات البدائية التي تقوم على الم�ساواة في ظروف العي�ش �ضمنت ب�شكل تلقائي تطابق الم�صلحة الفردية والم�صلحة ا إلجتماعية. إ�لا أ�ن ظهور الملكية الفردية ،نتيجة لتغير طرق الإنتاج �أدت إ�لى التملك و�إلى ا إل�ستلاب وتق�سيم العمل والمجتمع المتعدد غير المندمج. و�إنق�سام الطبقات ظهر في ذات الوقت الذي ظهرت فيه الملكية الخا�صة والتمييز بين القانون الخا�ص والقانون العام� ،أي قانون الدولة (. )3 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1كارل مارك�س :ا آليديولوجية الألمانية ،ذكره بريمو ،المرجع ال�سالف الذكر� ،ص . 224 ( )2كارل مارك�س :ا�سهام في الدرا�سة النقدية للإقت�صاد ال�سيا�سي ،ذكره بريمو :المرجع ال�سالف الذكر� ،ص .225 – 224 ( )3انظر :بريمو ،المرجع ال�سالف الذكر� ،ص .225 67
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ولما كانت الدولة ،في النظرية المارك�سية لي�ست �إلا أ�داة قمع وو�سيلة إل�ستغلال العمال من قبل الر�أ�سماليين ،ف إ�ن القواعد القانونية �ستكون التعبير عن آ�يديولوجية وم�صالح الطبقة المهيمنة ولي�س التعبير عن الم�صلحة أ�و ا إلرادة العامة لكل أ�ع�ضاء الفئة الإجتماعية (. )1 ولما كانت القاعدة القانونية لايمكن ف�صلها عن الدولة ف�سيكون لها ،كالدولة، �صفة الإرغام .و�صفة الإرغام هذه لا تتطابق ،بالن�سبة لمارك�س ،مع العنف \"عدا حالات الأزمة ا إلجتماعية\"� ،إنها تنجم عن مجموع جهاز الدولة وعن ظاهرة القهر الملازمة لطبيعة الدولة البورجوازية (.)2 (ب ) طبيعة القانون والقانون بطبيعته لا يمكن �أن يعلو على الدولة والمجتمع ،في المذهب المارك�سي، بعك�س ماهو �سائد في ا ألنظمة الليبرالية (البورجوازية ) حيث يعتقد �أن القانون \" \"le Droitهو مجموعة قواعد ت�سود وتعلو على \"ال�سلطة\" :ولعلنا نجد في نظرية\"الحقوق الفردية\"خير مثال على ذلك .وقد تتعدد الأ�ساليب لو�ضع هذا المبد أ� مو�ضع التنفيذ إ�لا �إنه يبقى واحدا في جوهره :القانون فوق المجتمع وال�سلطة. �أما في المفهوم المارك�سي ،ف�إن القانون �سيكون ملازما ،للمجتمع بمعنى للت�أريخ لأنه محكوم بالبنية ا إلقت�صادية ا إلجتماعية . فالمباديء والاجراءات لا ت�ستطيع أ�ن تحقق في المجتمع الر�أ�سمالي أ�و مجتمع الطبقات غير قانون يكون و�سيله لهيمنة الطبقة الأكثر قوة .والحقيقة هي أ�ن القانون في حمايته للإن�سان ،يعتمد على الو�سط ،ا إلقت�صادي – الإجتماعي الذي ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :بردو ،المطول ،ج � ،2ص .21 ( )2انظر :بريمو ،المرجع ال�سالف الذكر� ،ص 225 68
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية هو فيه .ففي مجتمع\"�شيوعي\"يعك�س القانون ب�صدق في مبادئه و إ�جراءاته العداله والم�ساواة ،التي هي\"روح مثل هذا المجتمع\" ،والتي هي بعيدة كل البعد عن العدالة المثالية التي تعلو على الوقائع الإقت�صادية (.)1 ويترتب على ذلك ان المارك�سية لا تعطي أ�ية علوية للقانون ،و إل�ستبعادها لمثل هذا القانون الذي لا يكترث بالمتغيرات ،ف�إنها ترف�ض فكرة القانون الطبيعي ،أ�و أ�ي مجموعة من القواعد تعلو على الحكام والمحكومين .بنا ًء عليه ف�إن القانون ،في الت�صور المارك�سي ،ملازم للمجتمع وناجم عنه .فجوهر أ�و طبيعة القانون تتوقف �إذن على طبيعة الو�سط ا إلقت�صادي وا إلجتماعي وبالتالي فهو ملازم للفئة ا إلجتماعية التي يخدمها .ففي مجتمع طبقي ،كالمجتمع الر أ��سمالي ،يكون القانون �أداة هيمنة للطبقة الأكثر قوة ،فلا وجود �إذن لقانون خالد (.)2 ثالثا – الدولة والقانون بعد الثورة الإ�شتراكية الدولة والقانون و�سيلتان بيد الطبقة المهيمنة لقمع الطبقة الم�س َتغلة ،بمعنى إ�نهما نتاج للتناق�ض المطلق بين الطبقات .وتحرر الطبقة الم�س َتغلة لا يمكن أ�ن يتم دون ثورة من نتائجها و�ضع حد لجهاز القمع المتمثل بالدولة والقانون .لذلك ف إ�ن هذه الثورة �ستفتح �صفحة جديدة في �سجل تاريخ الدولة والقانون والمجتمع الإن�ساني �أي�ضا .فوجود ال�سلطة (الدولة) وبالتالي ظاهرة ا ألمر والطاعة يرتبط إ�رتباطا وثيقا بوجود المجتمعات\"البورجوازية\"(الر أ��سمالية) التي تقوم �أ�سا�سا على ال�صراع الطبقي .وما تريده المارك�سية هو زوال كل �إرغام وكل �إ�ستلاب – وخا�صة الإ�ستلاب ال�سيا�سي – وذلك ب�إقامة مجتمع يدير فيه ا ألفراد �ش ؤ�ونهم ب أ�نف�سهم بدون و�سيط. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :فدل ،القانون الد�ستوري ،المرجع ال�سالف الذكر� ،ص. 237 ، ( )2انظر :بردو ،المطول ،ج � ،4ص . 314- 313 69
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية وهذا يعني ت�صفية علاقات الأمر والطاعة �أي نهاية ال�سلطة وتبعا لذلك القانون� .إلا �أن ذلك لا يتحقق �إلا عن طريق الثورة البروليتارية التي تفر�ضها م�سيرة الت�أريخ. وهذا يتطلب في البدء إ�قامة دكتاتورية البروليتاريا وهي مرحلة �إنتقال �سيا�سي تكون الدولة فيها\"الدكتاتورية الثورية للبروليتاريا\". و\"دكتاتورية البروليتاريا\"ت�سير نحو إ�نهاء التناق�ض الطبقي و�إقامة المجتمع اللاطبقي المن�سجم حيث ينتفي فيه التمييز بين الحكام والمحكومين وينتفي في ذات الوقت �سبب وجود الدولة والقانون .غير أ�ن هذه\"الدولة\"و إ�ن بقيت ،ب�شكل �أو ب�آخر، في مرحلة الديموقراطية الثورية �أو\"مرحلة دكتاتورية البروليتاريا\" ،ف إ�نها لم تعد دولة القمع بالمعنى الدقيق ،بل هي\"دولة �إنتقالية\"مقرر لها\"الذبول\" .ولكل ذلك ف�إن الدولة لم تعد م�صدر القواعد المنظمة لعلاقات ا ألفراد� ،أي القواعد القانونية. وعليه ف إ�ن الإنتقال من المجتمع الر أ��سمالي إ�لى\"المجتمع ا إل�شتراكي\"�سيمر بمراحل بعد الثورة الإ�شتراكية . والرحلة ا ألولى هي مرحلة\"دكتاتورية البروليتاريا\"التي هي مرحلة �إنتقال بين المجتمع الر�أ�سمالي والمجتمع ا إل�شتراكي .وبعد مرحلة دكتاتورية البروليتاريا ت�أتي\"المرحلة الدنيا للإ�شتراكية\"التي هي الم�ؤدى ال�ضروري للدكتاتورية البروليتاريا. وفي هذه المرحلة لم يعد هناك إ��ستغلال ل إلن�سان من الإن�سان ،إللغاء الملكية الخا�صة لو�سائل ا إلنتاج� .إلا �أن الهدف البعيد للإ�شتراكية في مبد�أها ا أل�سا�س وهو الم�ساواة، لم يتحقق بعد في هذه المرحلة ،ألن هذا المجتمع مازال يحمل\"�آثار المجتمع القديم الذي منه ولد\". �أما المرحلة الثالثة فهي ما ا�صطلح على ت�سميتها \"المرحلة العليا ل إل�شتراكية (ال�شيوعية)\" ،وفي هذه المرحلة ي�صل الإنتاج إ�لى درجة هائلة من التطور وي�صاحبه تطور في عقلية ا ألفراد .وفي مثل هذه الظروف ونتيجة لها ،ف إ�ن الدولة (والقانون ) لم يعد لها موجب للبقاء :إ�نها، في الحقيقة ،بد�أت تتوارى في المرحلة الدنيا ل إل�شتراكية نتيجة للتغير الم�ستمر في 70
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية عقليات وعادات الأفراد في مجتمع خال من ال�صراع الطبقي ومن الإ�ستغلال، وت�سوده ،أ�و يتجه ،إ�لى وفرة الإنتاج .فالدولة بد�أت بالذبول ،وذبول الدولة هذا ي�ؤدي �إلى ذبول القانون. ومما تقدم ف إ�ن\"م�صير\"الدولة والقانون بعد الثورة الإ�شتراكية ،يوجب الوقوف أ�ولا عند دكتاتورية البروليتاريا ،ومن بعدها عند ذبول الدولة والقانون في المجتمع الإ�شتراكي ،و أ�خيرا إ�لغاء الدولة والقانون في المجتمع ال�شيوعي . ( أ� ) دكتاتورية البروليتاريا �إن وجود ال�سلطة أ�و الدولة يرتبط إ�رتباطا وثيقا بوجود المجتمعات\"البورجوازية\" الر�أ�سمالية) التي تقوم �أ�سا�سا على ال�صراع الطبقي .ففي مجتمع متجان�س خال من ال�صراع الطبقي ومن �صراع الم�صالح يجد ا إلن�سان كامل ذاته والفرد كامل وحدته .لذلك ف إ�ن\"الطبقة الكادحة ،يقول مارك�س� ،ستحل خلال م�سيرة تطورها محل المجتمع المدني القديم ،إ�تحادا �سي�ستبعد الطبقات و�صراعاتها ولن يكون هناك �سلطة �سيا�سية بالمعنى الدقيق ،لأن ال�سلطة ال�سيا�سية هي بالتحديد الح�صيلة الر�سمية للتناق�ض في المجتمع المدني (.)1 بنا ًء عليه ف إ�ن المارك�سية تبغى التحرر الكامل للفرد من كل �إ�ستلاب و�إ�ستغلال وبالتالي إ�قامة مجتمع يدير فيه ا ألفراد �ش ؤ�ونهم ب أ�نف�سهم بدون و�سيط ،وهذا يعني نهاية ال�سلطة �أي دولة .إ�لا أ�ن ذلك لا يتحقق �إلا عن طريق الثورة البروليتارية التي تفر�ضهام�سيرةالتاريخ.لكنبخلاف\"الثورات\"البورجوازيةالتيهيلي�ست إ�لاتبادل ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1مارك�س :ب ؤ��س الفل�سفة ،ذكره ،بردو ،المطول ،ج � ،7ص . 226 71
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية �أدوار �ضمن إ�طار تبقى فيه التناق�ضات ا إلجتماعية ،ف�إن الثورة البروليتارية �ست�ؤدي �إلى ت�صفية هذه التناق�ضات .وهذا يتطلب في البدء �إقامة دكتاتورية البروليتاريا وهي مرحلة �إنتقال �سيا�سي تكون الدولة فيها\"الدكتاتورية الثورية للبروليتاريا\". وفي هذه المرحلة تكون البروليتاريا هي الطبقة ال�سائدة أ�ي القاب�ضة على ال�سلطة لت�صفية الطبقة البورجوازية. وعليه ف إ�ن دكتاتورية البروليتاريا في هذا الت�صور لي�ست هدفا في ذاته .فالبروليتاريا ظهرت على الم�سرح ال�سيا�سي و�أعلنت دكتاتوريتها لي�س ألجل �أن ت�ستمر في �سيا�سة الم�ضطهدين والم�ست ِغلين التي دامت لقرون ،بل لتحقيق تحرر جماهير ال�شعب وبالتالي �إعداد الطريق إ�لى مجتمع الم�ستقبل حيث ت�سود الحرية الحقيقة ،الم�ساواة والأخوة. �إلا أ�ن\"دكتاتورية البروليتاريا ،يقول لنين ... ،لايمكن �أن تقت�صر على مجرد تو�سيع الديموقراطية .ففي نف�س الوقت التي تكون فيه تو�سيعا كبيرا للديموقراطية التي �أ�صبحت للمرة الأولى ديموقراطية للفقراء وديمقراطية لل�شعب ولي�س ديموقراطية للأغنياء ،تجري �سل�سلة من التقييدات لحرية الم�ضط ِهدين ،الم�ستغلين الر�أ�سماليين\"(. )1 إ�لا �أن هذه المرحلة التي ت�أخذ البروليتاريا فيها ت�صريف الأمور الأجتماعية وت�سيير جهاز الدولة والقانون ل�صالح الأغلبية �ضد ا ألقلية البورجوازية ،لي�ست �إلا مرحلة �إنتقالية. ويقول مارك�س و�إنكلز� :إنه\"من اللحظة التي تقمع ...أ�غلبية ال�شعب م�ضطهديها، فلا داعي مطلقا ل�شكل معين للقمع .وبهذا المعنى ف إ�ن الدولة تبد أ� بالزوال .فبدلا من م ؤ��س�سة خا�صة ألقلية ذات �إمتياز ،ف إ�ن ا ألغلبية نف�سها يمكن أ�ن تقوم مبا�شرة بهذا العمل .وكلما كانت وظائف ...الدولة تمار�س من قبل مجموع ال�شعب ،ف إ�ن ال�سلطة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1لنين :الدولة والثورة� ،ص .82 72
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ت�صبح أ�قل �ضرورة (. )1 (ب) ذبول الدولة والقانون في المجتمع ا إل�شتراكي في البداية يجب أ�ن ن�شير �إلى �أن تحقيق المجتمع ا إل�شتراكي لايتم بمجرد تملك المجتمع لو�سائل ا إلنتاج .فبعد ع�شرين قرنا من العادات\"ال�سيئة\" ،لا يمكن تخلي�ص الان�سانية منها بمجرد ثورة ولو كانت �شاملة .فت�أميم ،إ�ن �صح التعبير ،و�سائل الإنتاج أ�ي عودتها �إلى الجماهير ال�شعبية يجب �أن ي�صاحبه �إلغاء متدرج للدولة والقانون .وفي (مثل ) هذا المجتمع الجديد المنبثق عن الثورة الا�شتراكية ،ت�صبح الدولة والقانون بدون مبرر. يقول�إنكلز\"في�أولعملت�ؤكدالدولةبهحقيقة إ�نهاممثلةللمجتمعب أ�كمله،بالإ�ستيلاء على و�سائل ا إلنتاج ب إ��سم المجتمع هو في ذات الوقت �آخر عمل للدولة ...وتدخل �سلطة الدولة في العلاقات الاجتماعية ي�صبح لا قيمة له في قطاع بعد الآخر ،ويت�ضائل بعد ذلك ذاتيا ،فبدل حكومة الا�شخا�ص تحل �إدارة الا�شياء ،...فالدولة لم تلغ ،إ�نها بد�أت تنحل( .)2وعليه ف إ�ن الدولة البورجوازية لا تلغي مبا�شرة بعد الثورة ا إل�شتراكية كما يريد الفو�ضويون (باكونين ) ،بل يجب أ�ن تحطم بعد الثورة و�أن ت�ستبدل بدولة أ�خرى من نوع جديد� .إلا أ�ن هذه الدولة\"الجديدة\"وقانونها �سيكتب لها الذبول في المجتمع الجديد .وعليه ف�إن\"ال�سير\" إ�لى �أمام\"لتحقيق المجتمع الإ�شتراكي ،مجتمع الديموقراطية الكاملة ،مجتمع تطابق الحكام والمحكومين ،لا تحققه غير الثورة ا إل�شتراكيةلأنهات�سيرنحو إ�نهاءالتناق�ضالطبقيو إ�قامةالمجتمعاللاطبقيالمن�سجم حيث ينتفي فيه التمييز بين الحكام والمحكومين وينتفي في ذات الوقت �سبب وجود ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1ذكره ،بريمو :المرجع ال�سالف الذكر� ،ص .229 ( )2انكلز� :ضد دهرنك ،ذكره ،بريمو :المرجع ال�سالف الذكر� ،ص . 228 73
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية الدولة وقانونها .غير �إن هذه \"الدولة\" و إ�ن بقيت ب�شكل أ�و ب�آخر ،في هذه المرحلة التاريخيةمنالبناءا إل�شتراكي،فهيلمتعدم�صدرالقواعدالمنظمةلعلاقاتا ألفراد (القانون) .ففي المجتمع اللاطبقي يبد أ� ا ألفراد بالإعتياد على مراعاة القواعد المنظمة لحياتهم الجماعية دون حاجة إ�لى �أوامر ،إ�ذ لا �إ�ستغلال في مثل هذا المجتمع وبالتالي لا قمع الذي يتطلب وجود الدولة والقانون .بنا ًء عليه ف إ�ن الدولة بعد الثورة ت�صبح حقيقة دولة ال�شعب ،وكونها دولة ال�شعب ،دولة الديمقراطية، ف�إن ذلك لي�س بف�ضل تنظيمها القانوني ،بل لأنها تقوم على �أر�ضية إ�جتماعية و إ�قت�صادية خالية من التناق�ضات .وبدل قواعد ال�سلوك (القانونية) المفرو�ضة على الأفراد يحل �شعور داخلي وا�ضح با إلن�سجام ا إلجتماعي ،حيث ت�شد الأفراد نف�س الم�صالح وبالتالي ف إ�ن م�ساواتهم في ا إل�سهام في\"ال�سلطة\" إ�ن �صح التعبير ،هي نتيجة لم�ساواتهم الحقيقة. لذا ف إ�ن \"ا ألوامر\" لن تكون قرارات تحكمية للبع�ض بقدر ماهي التعبير عن �إرادة الكل .فالأمر والطاعة �سيكونان وجهان لموقف واحد( .)1فالفرد و\"ال�سلطة\"لم يعودا في تناق�ض وك�أنهما عدوان ،فهما �شيء واحد في وجهين :الفردي وا إلجتماعي. وطالما لم يعد هناك تناق�ض بين الان�سان – الفرد والان�سان – ا إلجتماعي ،ف�إن تنظيم\"ال�سلطة\"يمكن أ�ن يدرك ب�شكل �آخر �أو لم يعد ،في الحقيقة م�شكلة �أ�سا�سية. (ج ) إ�لغاء الدولة والقانون في المجتمع ال�شيوعي وعندما يتخل�ص الافراد من عبودية الر أ��سمالية و�أهوال ووح�شية الإ�ستغلال الر�أ�سمالي ،ف�إنهم �سيعتادون بالتدريج على ملاحظة القواعد الأولية للحياة في المجتمع ،قواعد عرفت منذ قرون وتكررت عبر الآف ال�سنين و إ�تبعت دون عنف ولا ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ()1انظر :بردو ،المطول ،ج � ،7ص .245 74
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية إ�رغام ولا خ�ضوع \"وبدون هذا الجهاز الخا�ص ل إلرغام الذي �إ�سمه :الدولة\" كما يقول لينين (. )1 وعليه ف�إن\"ال�شيوعية وحدها ،يقول لنين ،هي التي تجعل الدولة تماما بدون فائدة، إ�ذ لا يوجد بعد ا آلن أ�ي �شخ�ص ...بمعنى أ�ي طبقة يمكن قمعها أ�و �صراع �ضد جزء معين من ال�شعب . (لكن) نحن ل�سنا بطوبائيين ،لذلك ف�إننا لايمكن أ�ن ننكر أ�ن تجاوزات فردية يمكن أ�ن تحدث �أو لا يمكن تجنبها .كما إ�ننا لا ننكر �إنه من ال�ضروري قمع هذه التجاوزات ...ولكن ألجل ذلك ل�سنا بحاجة �إلى ماكنة خا�صة� ،إلى جهاز خا�ص للقمع ،فال�شعب الم�سلح يتكلف بنف�سه بمثل هذا العمل بذات الب�ساطة وال�سهولة التي يقوم بها أ�ي جمهور متح�ضر ،حتى في المجتمع الحالي ،حين يف�صل بين أ��شخا�ص يتخا�صمون �أو لا ي�سمح ب�إهانة إ�مر�أة ...ونحن نعرف ال�سبب ا إلجتماعي العميق لمثل هذه التجاوزات التي تكون خرقا لقواعد الحياة في المجتمع� ،إنه إ��ستغلال الجماهير ،وحاجاتها وب�ؤ�سها .و إ�ذا �إ�ستبعد هذا ال�سبب الرئي�س ،ف�إن التجاوزات تبد أ� با ألفول\"(.)2 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1لينين :الدولة والثورة� ،ص .82 ( )2لنين :الدولة والثورة� ،ص .83 75
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية الف�صل الثالث ت�أملات نقدية قد ُيعتقد حين نقف عند تقدير المارك�سية من القانون� ،إنه موقف ب�سيط ،لا إ�غناء فيه ولا أ�بعاد .فالدولة ،بالن�سبة للمارك�سية ،هي ظاهرة قوة :حكام يقب�ضون على ال�سلطة للحفاظ على امتيازاتهم و�سيطرتهم الطبقية .والحكام يلج أ�ن إ�لى القوة (ا إلرغام ) لتنفيذ مايريدون من م�صالح و إ�متيازات والحفاظ عليها .وخير و�سيلة لتحقيق ذلك هو القانون .بناء عليه ف�إن القانون �سيقفد �سبب وجوده ،بل طبيعته، ك أ�داة قمع ،في مجتمع خال من الطبقات .وحين ت�ضع الثورة الإ�شتراكية حدا لل�صراع الطبقي وتقيم المجتمع اللاطبقي ،فلا حاجة عندها �إلى القانون ولا �إلى الدولة .فبدلا من\"الإدارة\"(حكم )الا�شخا�ص �ستكون هناك ادارة ا أل�شياء :ولكل وفق حاجته ومن كل وفق طاقته .فموقف المارك�سية من القانون� ،إذن ،هو موقف �سلبي ،موقف نفي للقانون :نحن ل�سنا بحاجة �إلى قانون ،فر�ضه ال�صراع الطبقي. وعندما يتحقق المجتمع اللاطبقي مجتمع تطابق الحكام والمحكومين ،فعند ذاك: لا �سلطة ،ومن ثم لا قانون . هذا الطرح ،ولا نقول هذا التب�سيط ل ألمور ،وجد �صداه ،بل ت�أييده ،عند العديد من القانونيين الفلا�سفة. فهذا الأ�ستاذ فردمان يقول ...\":كل فكرة للقانون إ�رتبطت بالدولة وتمثل بهذه ال�صفة إ�جراء بف�ضله يحتفظ اولئك الذين لهم و�سائل الإنتاج ب�سيطرتهم على ا أل�شخا�ص الذين إ�نتزعوها منهم ومع إ�نتقال ملكية و�سائل ا إلنتاج �إلى المجتمع ،ف إ�ن الفرد �سيتحرر ،والدولة كالقانون اللتان يبرر هما فقط �ضرورة ا إلرغام ،ي�ضمران 76
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ويختفيان\"( .)1وهذا التوجه لاي�ؤيده ا أل�ستاذ بريمو ،بل ي�ضعه في �صيغة\"معادلة منطقية\" ،فهو يقول :إ�ن\"المذهب المارك�سي للدولة والقانون ...الذي يدعي إ�نه يقوم على الوقائع الإجتماعية المح�ضة يرجع في الواقع ،فيما يتعلق بالقانون والدولة إ�لى مجرد ...معادلة منطقية . القانون والدولة هما نتاج إ�نق�سام المجتمع �إلى طبقات ،لنلغي هذا ا إلنق�سام (وعندها) ف إ�ننا �سنعجل غير مجدية ظاهرة الدولة والقانون)2( . �صحيح أ�ن مارك�س وانكلز لم يكن لهما الوقت الكافي إلقامة نظرية قانونية إ��شتراكية. �إلا أ�ن موقف المارك�سية من القانون ،رغم �إقت�ضابه الغني� ،إن �صح التعبير ،يثير العديد من الم�سائل والمواقف تتعلق ب�صميم فكرة الدولة والقانون :من حيث الطبيعة ومن حيث الوجود .ثم �أن موقفها من هاتين\"الظاهرتين\" ،تثير م�س�ألة في غاية ا ألهمية ،وت�ستدعي الكثير الكثير من الت�أمل والتفكير فيما يتعلق بالإن�سان و�صيرورته وم�صيره .وكل هذا ي�س�ستحق موقف وتحليل مو�ضوعي وعميق لم�س�ألة ثلاثية العلاقة بين ال�سلطة والقانون وا إلن�سان التي �أثارتها المارك�سية. أ�ولا – في الدولة تقييم فكرة الدولة في المذهب المارك�سي يتطلب في بادىء ا ألمر الوقوف عند\"حقيقة\" ثابتة وهي التمييز بين الحكام والمحكومين ،ثم الوقوف ،بعد ذلك ،عند محاولة التطابق بين الحكام والمحكومين. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1فردمان :النظرية العامة للقانون ،ط ،4باري�س� ،1965 ،ص.330 – 329 ( )2بريمو :المرجع ال�سالف الذكر� ،ص . 239 77
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية ( أ� ) التمييز بين الحكام والمحكومين ن�ستطيع القول ،بعد العميد دكي ،ب أ�ننا نقر في كل فئة إ�جتماعية� ،صغيرة �أو كبيرة، بدائية أ�و متطورة ،وجود أ�فراد قل عددهم �أو زاد ،يفر�ضون �إرادتهم ،وبا إلرغام عند ا إلقت�ضاء ،على الآخرين من أ�ع�ضاء الفئة ا إلجتماعية .وهذا يعني أ�ن ه ؤ�لاء الأفراد يوجهون اوامر إ�لى باقي اع�ضاء الفئة الإحتماعية وي�ستطيعون تنفيذها با إلرغام المادي� ،أي بالق�سر �إذا إ�قت�ضى الأمر .وه�ؤلاء ا ألفراد الذين يوجهون اوامر إ�لى ا آلخرين وبالتالي يفر�ضون إ�رادتهم هم الحكام ،أ�ما ا آلخرون من �أع�ضاء الفئة ا إلجتماعية الذين يخ�ضعون ألوامر الحكام فهم المحكومون .وعليه ف إ�ننا نقر في كل فئة �إجتماعية وجود تمييز بين الحكام والمحكومون وهو من الظوهر الأ�سا�سية في كل المجتمعات عبر الزمان والمكان. كما يمكن أ�ن نقر أ�ي�ضا �أن من أ�هم ا أل�سباب التي تمكن عددا من ا ألفراد ،قل أ�و كثر �أن ي�صبحوا حكاما هي القوة ا إلقت�صادية .والعلاقة الأكيدة بين تملك القوة ا إلقت�صاديةوتملكال�سلطة،امرلاينكرهالتاريخمطلقابحيث أ�نتملكو�سائلالإنتاج من أ�فراد أ�و طبقة تمكنهم من ال�سيطرة على ال�سلطة أ�ي�ضا( .)1ومهما قيل ويقال ف�إن التمييز بين الحكام والمحكومين يبقى واقعة �أ�سا�سية ودائمة وبدونها لا يمكن �إدراك الجوانب المختلفة والمعقدة للحياة ال�سيا�سية .لكن هل هذا التمييز هو مجرد علاقة مادية بين الحكام والمحكومين� ،أي مجرد علاقة خالية من\"التوا�صل\"بين الأقوياء وال�ضعفاء ؟�إن ملاحظة الوقائع تنبئ �أن ا إلن�سان بحاجة دائما ألن يبرر خ�ضوعه و إ�ن من ي أ�مر يبرر �أوامره .فحتى في المجتمعات البدائية التي يخيل لأول مرة أ�ن مثل هذا التبرير مفقود فيها ،ف إ�ن \"ا�سباب\"التمييز تحوي في الحقيقة بذرة مثل ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1حول ا�سباب التمييز بين الحكام والمحكومين ،انظر :منذر ال�شاوي ،القانون الد�ستوري ،ج ( 1نظرية الدولة) ،ط � ،1981 2ص .62 – 55 78
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية هذا التبرير والتوا�صل بين الحكام والمحكومين .فا إلن�سان بحاجة دائما �إلى �أن يبرر خ�ضوعه و�سلطته .وعليه ف�إن العلاقة بين الحكام والمحكومين لي�ست ،بهذا المعنى، علاقة قوة وذلك لوجود �ضرورة تبرير \"�إمتيازات\" الحكام والتزامات المحكومين بالطاعة لأوامرهم(.)1 لذلك ،ف إ�ن النقد المارك�سي للدولة (التي هي في الواقع تمييز بين حكام ومحكومين) يقوم في الحقيقه على الطريقه التي ت�ستعمل بها ال�سلطة� .إلا ان ال�سلطة او الدولة لا يمكن ان تكون دائم ًا كذلك . ان المفهوم المارك�سي للدولة يبالغ حين يجعل كل الحياة ال�سيا�سية �صراع ًا من اجل ال�سلطة \".إ�لا ان ا�ستمرار هذا ال�صراع ،يقول الا�ستاذ بردو ،يجب ان لاين�سينا ب أ�ن الن�شاط ال�سيا�سي يت�ضمن اي�ض ًا ممار�سة ال�سلطة .واذا ر ُجعت الى مجرد ن�ضال من اجل الابقاء على القمع ،عندها يجب الت�سليم بان هذا القمع حلو المذاق ،لأن تدخل الدولة يطالب به الملايين من المحكوميين لتح�سين او�ضاعهم\"(.)2 في الحقيقه ان المفهوم مارك�س وانكلز للدولة يقوم على ادانة لل�سلطة ال�سيا�سية. فالهدف من نقد هيغل (في \"ا�صل العائلة\") كان بالا�سا�س ال�سلطة لا الدولة بحد ذاتها ،ومع هذا قيل بعدم وجود نظرية مارك�سية للدولة (. )3 فقد ت أ�ثر مارك�س وانكلز بما يعانيه المجتمع ال�صناعي من لا ان�سانيه في الزمن الذي عا�شا فيه ،ومن عدم اكتراث الحكام من فر�ض القاب�ضين على القوة الاقت�صادية قانونهم على ال�ضعفاء .فالثورة �ضد هذة ال�سلطه كانت الو�سيلة الوحيده الممكنة عند الم�ضطهدين وكانت ادانتها الفكرية الحكم الوحيد الذي ي�ستطيع تقديمه المنظرون، على حد تعبير الا�ستاذ بردو. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :بردو ،المطول ،ج � ،5ص .23 ( )2بردو:المطول ،ج� ،2ص. 22 ( )3انظر :بردو ،المطول ،ج�،2ص. 25 79
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية «وفي هذا ال�صدد ،ومهما ظهر ذلك انفراقي ًا،ف إ�ن مارك�س لايختلف عن ان�صار الليبراليه الفردية الذين تكون ال�سلطة بالن�سبة لهم �شر اي�ض ًا ( ...و) وفي هذا المناخ العدائي لل�سلطه ال�سيا�سيه ،ف إ�نه من المنا�سب ...ان ن�ضع موقف مارك�س .فما يبحث عنه هو تحرير الفرد .إ�لا ان الليبرالية الفردية ترى هذا التحرير في ت�صفية هيمنه الدولة الذي يتعار�ض مع الم�سيرة التلقائية للقوى الاجتماعية ،بينما يدركه التركيبه في لكاللتغاااءلالحا�لسلتيطنةفا إ�لنذ ايله�سديكفونهوجالزماءج ًتلملعو ا�ضلعحرغ\"ي(ر)1الم.ت�ساوي مارك�س كنتيجه الاجتماعية وفي فموقف مارك�س والليبراليون من ال�سلطة هو موقف يمليه ،في الحقيقه ،مبد�أ �سا ٍم وهو تحقيق الديموقراطيه.فالديموقراطية لا تتحقق إ�لا اذا حكم ال�شعب نف�سه بنف�سة ،بمعنى �إلا اذا تحقق تطابق الحكام والمحكومين .فالفكره الا�سا�سيه في الديموقراطية ،بل روح الديموقراطية ،هو ان يكون الفرد حاكم ومحكوم في ذات الوقت .فجوهر م�س أ�لة الديموقراطية هي ال�سلطه وا�سا�س الديموقراطيه هو الحريه ،فكل مايعيقها هو �شر ،لأنه لايحقق الديموقراطية بكل ابعادها. واذا كانت الديموقراطيه هي\"حكومه ال�شعب بوا�سطه ال�شعب\" ،ف�إن الديموقراطيه الليبرالية يمكن ان ت�سعى ،كالديموقراطية المارك�سيه ،الى تحقيق تطابق الحكام والمحكومين ،ومحور ذلك هو ال�سلطة والموقف منها. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1بردو :المطول ،ج � ،2ص .26 80
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية )ب ( التطابق بين الحكام والمحكومين يرى مارك�س :ان\"التحرر الان�ساني لايمكن ان يتحقق الاحين ي�ستغرق الفرد الحقيقي المواطن المجرد ،الاعندما ي�صبح الان�سان الفرد في حياته الواقعيه ،في عمله وفي علاقاته الفرديه ،كائن ًا ان�ساني ًا نوعي ًا ،وهكذا �سيعترف بقواه الذاتية كقوى اجتماعية ينظمها هو نف�سه ...الا عندما لايف�صل بالتالي عن ذاته القوه الاجتماعيه التي ت�أخذ �شكل ال�سلطة ال�سيا�سية\"(. )1 وتحرر الان�سان الكامل معناه تحرره ،...بالاخ�ص ،من الخ�ضوع للأوامر ،وهذا الخ�ضوع لايمكن أ�ن ينتهي �إلا ب�إنتهاء التمزق في الان�سان نتيجة للتناق�ض بين م�صلحته الفردية وم�صلحته الإجتماعية. والمجتمع اللاطبقي ي�ستبعد كل �صراع بين الإتجاهات المختلقة بحيث بلغي كل مكنة تعار�ض بين مايريده كل واحد وما هو ملائم بالن�سبة للكل .وهذا يعني أ�ن كل ا ألفراد �سي�شتركون في �إرادة واحدة التي تتج�سد فيها وحدة كينونتهم وهذه\"الوحدة\"هي التي يحققها المجتمع اللاطبقي .ففي مثل هذا المجتمع لا وجود بعد ا آلن للرعاية بالمعنى الدقيق� ،إذ لا �شيء عند ا إلن�سان بعد الآن يجيز القول ب أ�نه لم يرد القاعدة المرعية .وفي مثل هذا المجتمع لا يوجد بعد الآن �إلا محكومين هم في ذات الوقت حكام .فالأوامر ت�صدر في الحقيقة عن الكل إ�لى الكل بحيث أ�ن كل فرد في هذا المجتمع ،حاكم ومحكوم وبالتالي ينتفي وجود الخ�ضوع. فالمجتمع الذي ي�سوده ا إلن�سجام نتيجة إلنتفاء ال�صراع الطبقي ي ؤ�دي ،في الحقيقة، إ�لى الوحدة ال�سيا�سية ،لأن �إرادة الجماهير الحاكمة تتطابق مع �إراة الجماهير المحكومة. )1( Marx LaQuestion Juive. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ذكره ،بردو ،المطول ،ج�، 5ص ،48هام�ش .51 81
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية وعليه ف إ�ن ظاهرة الخ�ضوع تنتفي في العلاقة ال�سيا�سية وبالتالي لم تعد �سببا للتناق�ض بين الحرية الفردية وال�ضبط الإجتماعي .ففي مجتمع لا �صراع فيه ،فلا تناق�ض فيه ،و إ�ذا إ�نتفى التناق�ض فلا خ�ضوع ولا �أمر في مثل هذا المجتمع وبالتالي فلا تمييز بين حكام ومحكومين بل تطابق بينهم(.)1 بنا ًءعليهف�إنهلايمكنالو�صول إ�لىتطابقالحكاموالمحكومينفيالمجتمعالبورجوازي، في الديموقراطية البورجوازية القائمة على الطبقات و�صراعاتها .ف�إمكانية وم�سيرة وحدة الحكام والمحكومين لا تجد منفذا لها في دولة الطبقات والتناحر الطبقي. فتطابق الحكام والمحكومين يفتر�ض� ،إذن في هذا الت�صور� ،إنتفاء ال�صراع الطبقي، �أي ما دامت هناك دولة (بورجوازية) ف إ�ن م�س�ألة تحقيق تطابق الحكام والمحكومين تكون م�س�ألة م�ستحيلة �أو غير قابلة ا إلدراك في المنظور المارك�سي. والديمقراطية الليبرالية تعجز عن تحقيق تطابق الحكام والمحكومين لتجعل من الفرد حاكما ومحكوما في ذات الوقت ،ألنها ولدت في الإن�سان �إزدواجية بين \"الكائن المثالي\" الذي ي�سهم في الحياة ال�سيا�سية وبين \"الكائن الحقيقي\" الذي بقي في حياته اليومية .و إ�ذا كان ا إلن�سان ،بنا ًء عليه ،منق�سما على ذاته ،في الديموقراطية الليبرالية ،ف إ�ن أ�ي محاولة لتحقيق تطابق الحكام والمحكومين ت�صبح عبثا أ�و �صعبة التحقيق .وعليه ف�إن منطق تطابق الحكام والمحكومين الذي تن�شده المارك�سية يتطلب الغاء ال�سلطة او الدولة .فنهاية الدولة فقط هو الذي ي�ضع حدا لعلاقات الخ�ضوع لل�سلطة مهما كان في هذه العلاقات من بدع النظريات الديموقراطية البورجوازية، فلا وجود فيها للحرية .وعليه ف إ�ن نهاية الدولة تمثل بالن�سبة للمارك�سية مجيء مجتمع جديد تماما .وكما يقول إ�نكلز إ�نها\" :طفرة النوع ا إلن�ساني من نظام ال�ضرورة �إلى الحرية � .إنه العبور من عالم إ�لى �آخر\"(. )2 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :بردو ،المطول ،ج � ،5ص .49 -48 ( )1انظر :بردو ،المطول ،ج � ،3ص .24 82
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية لكن فكرة ،ونقول حقيقة ،التمييز بين الحكام والمحكومين يمكن أ�ن تكون الحجة الحا�سمة �ضد \"ذبول\" والغاء الدولة كما ي�صوره �أو يريده المذهب المارك�سي. فحتى بعد �إ�ستيلاء الدولة على كافة و�سائل ا إلنتاج ،حتى بعد �أن تحل\"�إدارة ا أل�شياء\"محل\"حكومة ا أل�شخا�ص\" ،فالدولة� ،أو بتعبير أ�دق ،التمييز بين الحكام والمحكومين باقية في جوهرها . ف أ�دارة الا�شياء وادارة �سير الإنتاج تفتر�ض وجود جماعة تفر�ض إ�رادتها ك\"�إداري\". لكن هذه ا إلرادة لا توجه إ�لى �أ�شياء بل إ�لى �أ�شخا�ص� .إذن هي إ�رادة ت�صدر من أ��شخا�ص لتفر�ض على ا�شخا�ص :هذا هو التمييز ال�سيا�سي بين الحكام والمحكومين وتلك هي الدولة .وعليه ف�سلطان الدولة يزداد كلما زادت \"الا�شياء\" التي تديرها. في الواقع إ�ن كل نظام �إقت�صادي و إ�جتماعي ي�ستوجب وجود �سلطة �سيا�سية تحميه وت�سنده :أ�ي وجود دولة .وا إلقت�صاد الموجه �أو المخطط يفتر�ض دائم ًا �سلطة مخططة أ�و موجهة� ،سلطة تفر�ض �إرادتها على ا آلخرين :فهي \"تحكم\" .فحقيقة ال�سلطة موجودة ،أ�زلية ب�صرف النظر عن الميدان الذي تدخل فيه� :إقت�صاديا كان �أم لا. ومن الجائز أ�ن لا نكون بحاجة إ�لى جهاز خا�ص لقمع\"التجاوزات الفردية\"التي يتكلم عنها لنين� ،إذ يكفي أ�ن يقوم ال�شعب الم�سلح بهذه المهمة .لكن هذا\"ال�شعب الم�سلح\"عند قيامه بعملية القمع نحو الآخرين ،الا يفر�ض �إرادته عليهم ؟ لا يهم عدد هذا ال�شعب – �أكان الأغلبية ناق�صا واحدا �أم لا – ولا يهم �إنه يقمع �أعمالا هي مخالفة ل�سير الحياة في المجتمع ،لكن يكفي �أن يتدخل فار�ضا �إرادته ليكون هناك – مرة �أخرى – تمييز بين �أ�شخا�ص يملكون قوة يفر�ضون بها �إرادتهم على الباقين مهما كان عددهم .بكلمة :هناك تمييز بين حكام ومحكومين �أي دولة .وحتى أ�ذا زالت هذه التجاوزات بزوال الا�سباب التي �أوجدتها حين ينتهي عهد �إ�ستغلال الان�سان ليحل محله �إ�ستغلال �أو إ�دارة ا أل�شياء ،فلابد عندها من إ�داريين يفر�ضون �إرادتهم على الآخرين� ،إرادة لا توجه إ�لى الأ�شياء ،بل �إلى الأ�شخا�ص .ومرة �أخرى ن�صطدم بالحقيقة الأزلية :التمييز بين أ�فراد يفر�ضون �إرادتهم على آ�خرين مهما 83
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية كان �سبب هذا الفر�ض ومهما كانت علته .هناك دائما �أبدا دولة مهما كان تطور الان�سان ومهما حطمنا من �أ�س�س إ�جتماعية و أ�قمنا أ�خرى جديدة بدلها . ثانيا – في القانون )أ ( أ��سا�س القانون �سبق أ�ن ر أ�ينا �إن مارك�س حين در�س \"فل�سفة القانون\" لهيغل �أدرك الإنف�صام بين الان�سان الملمو�س العامل وبين المواطن ،هذا ا إلنف�صام الذي �أراد حله �أو تجاوزه هيغل عن طريق الدولة التي أ�عطاها �صفة الت أ�ليه وبالتالي جعل منها م�صدر القانون المقترن بالجزاء الذي توقعه الدولة . و�إذا كان للمارك�سية موقف �سلبي ًا �أو راف�ضا من الدولة ب إ�عتبارها و�سيلة لهيمنة الطبقة الم�ست ِغلة ،فمن باب أ�ولى أ�ن يكون موقف المارك�سية كذلك من القانون. فموقف مارك�س من مفهوم هيغل ،من القانون ،حدد إ�ذن ب�شكل أ�و ب�آخر موقف المارك�سية منه. ولكي ندرك هذا الواقع أ�و هذه\"الحقيقة\" ،علينا أ�ن نعر�ض ب�إخت�صار موقف هيغل من القانون لنبين على الأقل �صحة أ�و خط أ� موقف المارك�سية منه . يرى الفيل�سوف الالماني هيغل أ�ن الفردية لا تزدهر إ�لا في الدولة في ذات الوقت الذي تموع وت�ستغرق فيها .فالمجتمع بدون الدولة �سوف لايكون �إلا �ساحة ل�صراع الم�صالح الفردية والخا�صة ،وحرب الكل �ضد الكل .لذلك ف إ�ن الدولة ب�إرادتها الم�ست ِغرقة والخلاقة ترفع هذا المجتمع إ�لى م�ستوى عالم منظم .وهكذا ف إ�ن ا ألفراد �سيجدون في الدولة وبوا�سطة الدولة الإعتراف بحقوقهم .فالدولة هي الكيان الذي فيه تمتزج ا إلرادات الفردية لتكون بمزيد نف�سها .فالفرد �سوف لا يكون حرا �إلا في الدولة، 84
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية وبالتالي ف�إنه من العبث طرح م�س أ�لة تعار�ض القانون والدولة ،لأن القانون هو أ��صلا من عمل الدولة التي تعلن عن ما هو في م�صلحتها وفائدتها . وترجمة هذه الأفكار \"الفل�سفية\" على ال�صعيد القانوني ،ت�ؤدي ،وقد أ�دت لدى العديد من الفقهاء الالمان ،إ�لى القول ب أ�ن الدولة هي أ�على �شخ�صية قانونية ،وتتمتع ب�أكبر قوة ،وهي �سلطة ا ألمر. �أما القانون ف�سوف لايكون غير مجموعة القواعد المرغمة التي تطبق في الدولة ،لأن لا قواعد قانونية غير تلك التي تمنحها الدولة هذه ال�صفة .فالدولة هي الأ�سا�س الوحيد للقانون� ،أما الأفراد فلا حقوق لهم إ�لا بمقت�ضى النظام القانوني الذي تقيمه الدولة ،ولا ت�صبح م�صالحهم حقوقا ما لم تكن محمية من قبل الدولة .ومن هنا جاء تعريف أ�هرنك ال�شهير ب�أن \"الحقوق هي الم�صالح المحمية قانونا\"(.)1 وعليه ف إ�ن هيغل لا يجد تناق�ضا بين القانون والقوة ،فالقانون هو ماتريده الدولة �أو قوة الدولة ،هو مايريده الاقوياء المهيمنين على الدولة وعلى الطبقات ال�شعبية فيها، فلا خلا�ص �إذن من هذا التناق�ض وبناء المجتمع المن�سجم �إلا ب إ�لغاء القانون ،وهذا ما يفتكره مارك�س والمارك�سيون . إ�لا �إن في هذه النظرة خط أ� �أو عدم دقة مرده الأ�سا�س الذي يقوم عليه القانون عند هيغل ومن تبعه من الفقهاء الالمان ،وما بناه عليه مارك�س في نظرته إ�لى القانون. وقد ت�صدينا في �أكثر من منا�سبة ،إ�لى الربط (الذي تقيمه عادة الو�ضعية القانونية) بين القانون والجزاء ،وقلنا أ�ن لا علاقة بينهما ،بمعنى أ�ن و�ضعية القاعدة القانونية لا تتوقف على الجزاء ،أ�ي أ�ن الجزاء لي�س ركنا في القاعدة القانونية. هذا يعني ان الجزاء لي�س بمعيار للقانون أ�و للقاعدة القانونية .وعليه ف إ�ن الجزاء الذي ي�صاحب ( أ�و قد لا ي�صاحب) في الغالب القاعدة القانونية لا ي�ؤثر على ال�صفة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1انظر :روبيه ،النظريةالعامة للقانون� ،ص 52 85
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية الآمرة للقاعدة القانونية ،أ�ي لا ي ؤ�ثر على الأمر المطلق الذي يت�ضمنه حكم القاعدة القانونية فالقاعدة القانونية تكون كاملة و�آمرة من دون جزاء .فالقانون الخالي من الجزاء يبقى مع هذا قانونا وبهذه ال�صفة يجب �أن يحترم . وعليه ف�إن إ�عتقاد مارك�س ،والمارك�سية من بعده ،ب�أن كل قانون هو �أداة إ�رغام أ�و قمع ،جاء نتيجة لت�أثره بفكرة القانون التي طرحها هيغل ،والتي كانت ا أل�سا�س\"الفل�سفي\"للو�ضعية القانونية وهي �أن :القانون تقيمه الدولة ويجب أ�ن يقترن بالإرغام .لذلك ف�إن نقد مارك�س للقانون هو ،في الحقيقة ،نقد لمفهوم هيغل للقانون الذي يتعر�ض ألكثر من ملاحظة. ولذلك فلي�س من المقبول منهجيا أ�ن نبني نظرية إ�نطلاقا من حالة خا�صة ومن ت�صور محدود فر�ضته ظروف تاريخية معينة �أدت �أو كانت �سببا إ�لى فكر �أو �أفكار معينة .فالموقف \"المعادي\" �إن �صح التعبير ،من هيغل\"وفل�سفته القانونية\"لايمكن �أن يحدد موقفا علميا من القانون وطبيعته. فطبيعة القانون تحدد في �صحتها .فالقاعدة توجد وتكون قانونية لمجرد إ�نها �صحيحة .و�صحة القاعدة القانونية تعني �إقامتها ب�شكل �صحيح من قبل الجهة �أو الهيئة المخت�صة في الدولة وذلك ب�صرف النظر عن طاعتها أ�و عدم طاعتها �أو طاعتها لحد ما .فطاعة القاعدة القانونية بت أ�ثير الجزاء أ�و الإرغام ،بمعنى نجاعة القاعدة القانونية ،لا ت�أثير له على �صحة القاعدة القانونية وبالتالي على وجودها. وبنا ًء عليه يتهي أ� لنا� ،إن مارك�س و(المارك�سية) يخلط بين \"�صحة\" و\"نجاعة\" القانون ،معتبرا �أن النجاعة (المقترنة بالإرغام ومن ثم بالتطبيق ) هي �أ�سا�س القانون ،وهذا ما لا يمكن الت�سليم به واقعا وفكرا .فالقاعدة القانونية تكون �صحيحة وملزمة لمجرد �إنها تت�ضمن أ�مرا ولكن لي�س بال�ضرورة أ�ن تقترن بالجزاء أ�و ا إلرغام. بتعبير �آخر �إن ال�صحة و�إن ت�ضمنت أ�مرا ،إ�لا �أنها لا ت�شترط النجاعة (الطاعة عن طريق الجزاء أ�و الإرغام) لكي تكون قاعدة قانونية .ورغم �أن مارك�س لم يكن بعيدا� ،إلى حد ما ،عن أ�جواء القانون ،فهو يبقى فيل�سوفا وبالتالي بعيدا عن القانون 86
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية و\"فل�سفته\"التي تقول بديمومة القانون. )ب ( ديمومة القانون �إن ظاهرة القانون إ�رتبطت ،في المذهب المارك�سي ،بظاهرة الدولة ،بحيث يمكن القول إ�ن �أيا منهما معلق على الآخر �أو م�صير أ�حدهما مرتبط بم�صير ا آلخر، والدولة بعد هذا ظاهرة قوة بالن�سبة للمارك�سية فهي :حكام يقب�ضون على ال�سلطة للحفاظ على �إمتيازاتهم و�سيطرتهم الطبقية .والحكام يلج�أون إ�لى القوة وا إلرغام لتنفيذ مايريدون من م�صالح و إ�متيازات ،وخير و�سيلة لتحقيق ذلك هو القانون. بنا ًء عليه ف�إن القانون �سيفقد �سبب وجوده بل طبيعته في مجتمع خال من الطبقات، في مجتمع لا طبقي ،فبدلا من حكم (�إدارة ) الأ�شخا�ص �ستكون هناك �إدارة الأ�شياء. �إلا أ�ن القانون و إ�ن ت�ضمن \"�أمرا\" فلا يعني هذا �إنه يت�ضمن �إرغام ًا ،فهذا\"الأمر\"ذو بعد تنظيمي تفر�ضه الحياة الإجتماعية حتى ولو كانت خالية من الطبقات. فا إلن�سان مهما بلغ من �سمو ومهما تحرر من �إ�ستلابات المجتمع الطبقي فهو بحاجة إ�لى العديد من القواعد لتنظيم الحياة الجماعية مهما اختلفت الت�سميات التي تطلق على هذه\"القواعد\" .فالقانون� ،إن �صح التعبير� ،سيوجد �إذن ولو بت�سمية أ�خرى حتى في المجتمع اللاطبقي .لكن لن�سلم بطروحات المارك�سية ب�إعتبار القانون مجرد\"بناء فوقي\"لواقع في جوهره إ�قت�صادي وبالتالي ف إ�ن القانون هو نتاج �صراع طبقي .ولن�سلم أ�ي�ضا ب أ�ن القانون �سيختفي ب�إنتهاء ال�صراع الطبقي وتحقيق مجتمع الوفرة ،ومع كل هذا ف�إن حياة جماعية جديدة �ستن�ش�أ ،وعندها لا يمكن أ�ن ننكر منطقا ومنهجا إ�ن هذه الحياة الجماعية تحتاج �إلى قواعد معينة ،قد لا تكون ،ولا تكون ،القواعد القانونية التي عرفها المجتمع البورجوازي :مجتمع الطبقات وال�صراع الطبقي .وهذا ما دعى مارك�س لأن يقول أ�ن هذه القواعد\"الجديدة\"�ستكون لها �صفة \"فنية\"ولي�س قانونية ،ألنه في المجتمع ال�شيوعي لا حاجة إ�لى إ�رغام لفر�ض 87
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية إ�حترام مثل هذه القواعد .فكل فرد �سيكيف �سلوكه تلقائيا ،ألن إ�نهاء ال�صراع بين الطبقات �أدى إ�لى وحدة الم�صالح وبالتالي �إلى وحدة ا ألهداف التي �أنجبت هذه \"القواعد الفنية\" التي يقبلها الكل. �إلا أ�ن م�س أ�لة خرق هذه القواعد الجديدة ،في المجتمع الجديد ،تبقى ممكنة ومطروحة .وقد يجاب ب أ�ن هذا الخرق �سيكون �إ�ستثنائيا ونادرالحدوث في مجتمع من�سجم وخالي من ا إل�ستغلال ،كما أ�ن الدفاع الذاتي للهيئة الإجتماعية يتكلف بو�ضع حد لمثل هذا الخرق .لكن ال�س ؤ�ال الذي يفر�ض نف�سه عندها هو :هل تكفي\"فنية\"هذه القواعد (بالمعنى المارك�سي ) وندرة خرقها من أ�ن تغير الظاهرة القانونية ؟ الجواب بالنفي يفر�ض نف�سه ،لأن \"فنية\" القواعد الجديدة وماهية الدفاع الذاتي للهيئة الاجتماعية ،لي�ست ببعيدة عن \"طبيعة\" القانون و�ضرورة وجوده ،مهما �إختلفت الت�سميات ومهما كان تبرير ت�صرفات ا ألفراد الجماعية. فديمومة القانون تفر�ضها \"طبيعة الأ�شياء\" ،وتلازم المجتمع و\"القانون\" مهما كانت ت�سميته ومهما كانت طبيعة المجتمع الجديد. لكن من الحق القول �أن المارك�سية في موقفها ،ولا نريد �أن نقول في عدائها ،للدولة وللقانون كانت تريد إ�يجاد إ�ن�سان جديد ،يجد �إن�سانيته في ذاته وفي ذات ا آلخرين. وربما يكون الوقوف عند هذه الم�س أ�لة أ�هم محطة في تقدير المارك�سية ثالثا – في الإن�سان (�أ ) مفهوم الإن�سان يمكن القول أ�ن ل إلن�سان و�صيرورته مفهومان� ،أي مفهومان لإدراك الطبيعة الب�شرية .والمفهوم الأول هوالمفهوم الميتافيزيقي للإن�سان الذي يعتبره ذو طبيعة 88
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية �سامية لايمكن الم�سا�س بها والذي تبنته الفل�سفة الليبرالية .وقد ترتب على ذلك �أن للإن�سان حقوقا طبيعية ملازمة ل�شخ�صه لايمكن أ�ن تم�سها أ�يه �إرادة ب�شرية. فللإن�سان حقوق لايمكن التنازل عنها وهي مقد�سة ومن ثم ف�إن أ�ي �إرادة – حتى إ�ذا كانت ا إلرادة العامة ،إ�رادة الجماهير� ،أو �إرادة ال�سلطة – لايمكن أ�ن تم�س هذه الحقوق ألنها إ�ن فعلت ذلك ف�إنها تم�س الطبيعة \"المقد�سة\" ل إلن�سان .ومن هذا المنطلق تبد أ� فل�سفة حقوق الإن�سان. وفي مقابل هذه الفل�سفة الميتافيزيقية تقف الفل�سفة المارك�سية التي لا تعتبر الطبيعة الب�شرية معطية �ستاتيكية .فا إلن�سان فعل وحركة وهو ينجب ذاته ب�إ�ستمرار كلما وعي الظروف المو�ضوعية المادية التي هو جزء منها .فبين طبيعة الإن�سان و إ�رادة ا إلن�سان ،تعطي الفل�سفة الليبرالية الأولوية لل�صفة الدائمة العليا للطبيعة الب�شرية. أ�ما الفل�سفة المارك�سية فت�ؤمن ب إ�ن�سان الغد� ،إن�سان الم�ستقبل بعد تحرره بفعل إ�رادته من كل إ��ستلاب .وعلى هذين المفهومين يترتب عدد من النتائج تتعلق بحرية الإن�سان وعلاقته بال�سلطة .لذلك ف إ�ن حل م�شكلة ثنائية الإن�سان ،رعية – مواطن ،لا يتم إ�لا بف�ضل فكرة تطايق الحكام والمحكومين التي تتطلب �إيجاد \"�إن�سان جديد\" ذي طبيعة خا�صة �إن �صح التعبير .فالتناق�ض بين المواطن -الرعية لايتم تجاوزه ،في الحقيقة، إ�لا بف�ضل تغيير طبيعة الإن�سان .لذلك ف إ�ن المارك�سية لا ت�ستطيع حل م�شكلة العلاقة بين ا إلن�سان وال�سلطة بتغيير ال�سلطة و إ�نما بتغيير الإن�سان ،كما يقول ا أل�ستاذ بردو. فلم يعد الان�سان ،في هذا الت�صور ،ي�شعر بال�سلطة ،بالمعنى ال�سيكولوجي ولا يتح�س�س بالتالي ال�شعور بالخ�ضوع .،فحين تجعل المارك�سية الفرد إ�جتماعيا بكامله ف�إنها تنت�شله من حالة خ�ضوع الرعية لكنها تنتزع منه ،في ذات الوقت ،كل \" إ��ستقلال ذاتي\" .وعليه يمكن القول �أن المارك�سية تخلق نموذجا إلن�سان غير قادر ب�سلوكه النف�سي وبعلاقاته ا إلجتماعية �أن تكون له �إرادة خا�صة متميزة عن الإرادة التي �إكت�سبها ب�صفته حاكما. 89
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية (ب) الرهان على ا إلن�سان وهذاالم�سعى الذ يتطلب تغيير طبيعة ا إلن�سان لم يغب عن بال رو�سو الذي أ�ح�س ب�ضرورته\" .فمن يريد �أن ي�ؤ�س�س �شعبا ،يقول رو�سو ،عليه أ�ن يدرك ب أ�نه في حالة من يغير طبيعة الإن�سان (و) يحول كل فرد الذي هو بذاته كل كامل ومنعزل ،إ�لى جزء من كل أ�كبر والذي منه ي�ستمد هذا الفرد ب�شكل أ�و ب�آخر حياته وكينونته\"(.)1 �إلا �أن رو�سو و إ�ن قال بتغيير الطبيعة الب�شرية ،ف إ�نه لم يعتبر ذلك حتميا و�إكتفى بطرح الخيار\":يجب الخيار بين �صنع إ�ن�سان �أو �صنع مواطن ،لأنه لايمكن �أن ت�صنع في ذات الوقت هذا وذاك\" .وي�ضيف قوله حول هذا الخيار أ�ن\"�سبب الب�ؤ�س الإن�ساني هو التناق�ض الموجود ...بين الإن�سان والمواطن( .ف�أما) أ�ن نعطيه كله �إلى الدولة �أو ندعه كله �إلى ذاته\"(. )2 وقد اختارت المارك�سيه ال�سير في هذا الطريق وتبنت منطق العلاقه الميكانيكيه بين \"الو�سيله\" و\"الغايه\" ،بعيدا عن القوانين ال�سيكولوجيه التي تحكم الطبيعه الب�شريه .فدكتاتوريه البروليتاريا و�سيله لبلوغ غايه هي الديموقراطيه الكامله .وتقويه الدوله هي و�سيله لبلوغ غايه هي ذبول الدوله .وتدرج الاو�ضاع الاجتماعيه والمعا�شيه هي و�سيله لبلوغ غايه هي مجتمع الم�ساواة واللاطبقيه .و\"منطق\"هذه العلاقات بين الغايه والو�سيله يمكن الت�سليم به من الناحيه النظريه .فهذه لي�ست اول مرة يعتقد النا�س فيها ،يقول العميد فدل ،انه بالت�صفيه الج�سديه يمكن الو�صول الى الاخوة وبالاوتوقراطيه ن�صل الى الحريه وبالحرب ن�صل الى ال�سلام لكن الان�سان ،من الناحيه الواقعيه ،لي�س اداة �سلبيه خاليه من الذاكره و العادات .ففي العنف وفي الحرب وفي الدكتاتوريه ،تنمو غرائز العدوان والهيمنه .ولنفر�ض انه جاء اليوم ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1رو�سو :العقد الاجتماعي ،الكتاب الثاني ،الباب ال�سابع. ( )2انظر :بردو ،المطول ،ج � ،5ص .50-49 90
نظرية القانون في المذاهب ال�شمولية الذي تتحقق فيه بالطرق التي ا�شرنا اليها ،الظروف \"المو�ضوعيه\" للمجتمع المن�سجم ،فعندها �سيكون من �شبه الاكيد ان الظروف\"الذاتيه\"اي ال�شعور بالحريه والم�ساواه والاخوه تكون قد اختفت تماما. في الحقيقة أ�ن الم�شكلة الأ�سا�س هي م�شكلة الان�سان وم�شكلة الرهان على الان�سان . فهو ذات إ�جتماعية كجزء من كل ،وهو كيان قائم بذاته له م�صالحه وله طموحاته وفيه نزعات الخير وال�شر .فكيف يتعامل ا إلن�سان ،إ�ذن مع الغير ،وكيف يتعامل �أي�ضا مع الذات ؟ كيف يفكر من أ�جل الغير وكيف يفكر من أ�جل الذات ؟ تناق�ض مع الذات وتناق�ض مع الغير و�إن�سجام مع الذات وان�سجام مع الغير ،تلك هي م�شكلة الان�سان وتلك هي م�شكلة الرهان على الان�سان. رهان على حا�ضره ورهان على م�ستقبله .فهل نبقى في الحا�ضر ونن�سى الم�ستقبل �أم نبقى في الم�ستقبل ونن�سى الحا�ضر ؟ الان�سان اليوم والان�سان في الغد� :س ؤ�ال ي�ستحق ان يطرح ألن في طرحه مواجهة لم�شكلة الإن�سان في حا�ضره وفي �صيرورته . «فا إلن�سان لي�س عليه أ�ن ي�صارع فقط �ضد المجتمع الذي يعي�ش فيه ،لكن �أي�ضا �ضد �سلوكه بقدر ما �سي�صبح ويميل إ�لى �أن ي�صبح غير ما هو عليه .إ�ن ديالكتيكية ت أ�ريخ الإن�سان لا تتوقف مع الدولة ا إل�شتراكية ،فهذه لي�ست �إلا مرحلة من تاريخ المجتمعات\"(.)1 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( )1بريمو :الاتجاهات الكبرى لفل�سفة القانون والدولة ،المرجع ال�سالف الذكر� ،ص . 242 91
92
فهر�س توطئة 5............................................................................ الق�سم ا ألول القانون في المذهب القومي الا�شتراكي الف�صل الأول -معطيات المذهب القومي الا�شتراكي 12.................... أ�ول ًا -ال�شعب جماعة قومية 12..................................................... ( أ�) مفهوم ال�شعب 12........................................................... (ب) فكرة الجماعة القومية 14................................................ ثانياً -القيادة 15.................................................................. ( أ�) فكرة القيادة 15............................................................ (ب) مفهوم القائد 16.......................................................... الف�صل الثاني � -أ�سا�س القانون في المذهب القومي الا�شتراكي 19......... أ�ول ًا -المفهوم القومي -الا�شتراكي للقانون 19................................... ( أ�) ا�ستبعاد المفاهيم التقليدية للقانون 19..................................... (ب) القانون تعبير عن النظام الحياتي لل�شعب 21............................. (ج) م�صدر القانون :من المدر�سة الت أ�ريخية ا أللمانية �إلى المذهب القومي -الا�شتراكي 22............................................ (د) القائد و�صياغة القانون الو�ضعي 28........................................ ثانياً -نتائج المفهوم القومي -الا�شتراكي للقانون 29............................ (�أ) عمومية وت�شريع القانون الو�ضعي 29....................................... 93
(ب) الجمود الد�ستوري 31..................................................... (ج) أ��سا�س القانون الدولي 33.................................................. (د) دولة الم�شروعية ودولة القانون 35.......................................... الف�صل الثالث -ت أ�ملات نقدية 39............................................ �أول ًا -الفردية والقانون 39........................................................ ثانياً � -سلطوية الفهرر 43........................................................ ثالثاً -الأ�ساطير النازية 47....................................................... الق�سم الثاني المارك�سية والقانون الف�صل ا ألول -فكرة المارك�سية 50............................................ �أول ًا -مارك�س والمارك�سية 50....................................................... ثانياً -المنهج المارك�سي 52......................................................... ( أ�) مارك�س �ضد هيغل 52....................................................... (ب) عيوب المنهج الفل�سف�سي 53............................................... ثالثاً -الفل�سفة المارك�سية 55........................................................ (�أ) معنى المارك�سية 55......................................................... (ب) المادية الت أ�ريخية 57....................................................... (ج) ال�صراع الطبقي 58........................................................ (د) الثورة والدولة 59.......................................................... الف�صل الثاني -الدولة والقانون في المذهب المارك�سي 62.................. أ�ول ًا -المفهوم المارك�سي للدولة 62................................................. 94
( أ�) �أ�صل الدولة 62............................................................. (ب) واقع الدولة 64............................................................ ثانياً -المفهوم المارك�سي للقانون 67............................................... ( أ�) ظاهرة القانون 67.......................................................... (ب) طبيعة القانون 68......................................................... ثالثاً -الدولة والقانون بعد الثورة الا�شتراكية 69............................... ( أ�) دكتاتورية البروليتاريا 71................................................... (ب) ذبول الدولة والقانون في المجتمع الا�شتراكي 73........................... (ج) إ�لغاء الدولة والقانون في المجتمع ال�شيوعي 74............................. الف�صل الثالث -ت�أملات نقدية 76............................................ �أول ًا -في الدولة 77................................................................... ( أ�) التمييز بين الحكام والمحكومين 78......................................... (ب) التطابق بين الحكام والمحكومين 81....................................... ثانياً -في القانون 84.............................................................. (�أ) أ��سا�س القانون 84.......................................................... (ب) ديمومة القانون 87....................................................... ثالثاً -في الإن�سان 88.............................................................. (�أ) مفهوم الإن�سان 88.......................................................... (ب) الرهان على الإن�سان 90................................................... 95
96
97
98
Search