مجلة بعنوان محو الامية إعداد فرقة كشافة ومرشدات مدرسة ابوبنا الثانوية المختلطة مديرة المدرسة :ميرفت السبايلة
الأميّة تنبع أهميّة العلم من مقولة (إ ّن العلم نور) ،فهو يُو ّسع آفاق ومدارك صاحبه ،ويزيد من ثقافته ،ويُط ّور معلوماته ،ويمنحه قوة المعرفة، فالعلم لا يقتصر على نوع واحد من العلوم ،إنّما هو ُمختلف أشكال المعارف والمعلومات ،غير أ ّن العديد من ال ُمجتمعات في الوقت الحاضر تُعاني من الجهل أو ما بالأميّة. يُع َرف
تعريف الأمية ع َّرفت الأمم ال ُمتّحدة الأميّة بأنّها حالة ال ّشخص الذي لا يُجيد القراءة والكتابة، ثم أصدرت عام 1791تعريفاً آخر جاء فيه ( :يعتبر غير أم ّي كل شخص اكتسب المعلومات والقدرات الضروريّة ل ُممارسة جميع ال ّنشاطات التي تكون فيها معرفة حروف ال ّلغة ضروريّةً لكي يلعب دوره بفعال ّية في جماعته ،ويُح ّقق في تع ّلُم القراءة والكتابة والحساب نتائ َج تُم ّكنه من الارتقاء بنفسه وبالجماعة التي ينتمي إليها ،كما تسمح له بال ُمشاركة ال ّناشطة في حياة بلده).
والأميّة ظاهرةٌ ُمجتمع ّيةٌ ذات تأثيرات سلبيّة تنتشر في العديد من البلدان عبر العالم ،وتختلف مقاييسها من مجتمع لآخر تبعاً لتف ّوقه التكنولوج ّي ولاختلاف ال ّزمن أيضاً ،فقديماً وفي ال ُمجتمعات البدائ ّية البسيطة كانت الأم ّية تتعلّق بالقراءة والكتابة مثل غالبية ال ّدول ال ّنامية ودول العالم الثالث ،أ ّما في الوقت الحاضر وفي ال ُمجتمعات المتق ّدمة فإ ّن مقاييس الأم ّية تع ّددت وأصبحت هناك ع ّدة مهارات َيعتبر فقدانها أم ّيةً ،وأه ّمها القدرة على الوصول إلى البيانات واستخدامها بواسطة مصادر المعرفة ال ُمختلفة أو ما المعلومات ّية بالثّقافة يُس ّمى
موقف الإسلام من الأمية ح ّث الإسلام على العلم ،حيث كانت آية (اقرأ) هي أ ّول آية نزلت على ال ّرسول محمد عليه ال ّصلاة وال ّسلام ،كما أقسم الله َوا ْل َق َلم َو َما ع ّز وج ّل في كتابه بالقلم( :ن إلا لبيان يَ ْس ُط ُرو َن) ،فما كان القسم ع َظمه وأهم ّيته في أ ّمة كان تع ُلّم الكتابة فيها أمراً نادراً .كما ح ّث ال ّرسول عليه ال ّصلاة وال ّسلام على الكتابة في الأحاديث الشريفة فقال( :ق ّي ُدوا العل َم بالكتاب) ،بهدف الحفاظ عليه وعدم نسيانه
أسباب الأميّة تصل نسبة البالغين الذين يُعانون من الأميّة اليوم %19من ُس ّكان العالم، وتُش ّكل النّساء ثلثي هذه ال ّنسبة ،ويوجد 111مليون شا ّب أم ّي في العالم منهم % 7.09نساء .كما يبلغ عدد الأطفال الذين هم خارج مقاعد ال ّدراسة ويُش ّكلون مصدر قلق على المستقبل 7906مليون طفل .ويوجد لهذه الآفة الاجتماع ّية عدة أسباب منها: -1تد ّني ال ُمستوى التعليم ّي للأبوين -1وجود إعاقات تعليم ّية مثل ُعسر القراءة ،وصعوبة وبطء التع ّلم.
-3افتقار ال ّدول للقوانين والتّشريعات التي تُلزم الالتحاق بالمدارس لغير ال ُمتعلّمين -6تأثُّر بعض ال ُمجتمعات بالعادات والتّقاليد التي تمنع ُمشاركة المرأة في الحياة العامة ،ومن ضمنها ُممارسة حقّها في التّعليم. -5عدم العدالة في توزيع الخدمات العا ّمة في مناطق ال ّدولة ال ُمختلفة -7أثر كفاءة ال ُمعلمين الذين يتو ّلون تدريس ال ّصفوف الأولى على تحصيل هؤلاء ال ّطلبة. -9عدم العناية بتأهيل ُمد ّرسين كبار الس ّن. ُم8ت-خته ّص ُّرصبي انل ل ّطتلعاليمب من ال ّصفوف الدراسيّة
آثار الأمية نظراً للجهود المبذولة ل ُمكافحة الأميّة والاهتمام الفائق الذي تناله هذه ال ّظاهرة كان لزاماً توضيح آثار هذه الظاهرة ومخاطرها على المجتمع: -1الوالدان ال ّلذان يُعانيان من الأميّة لا يُق ّدران أهميّة حصول أبنائهم على قدر وافر من التّعليم ،م ّما يُؤ ّدي إلى احتماليّة تركهم لل ّدراسة في مراحل عمر ّية ُمب ّكرة ،أو ُمعاناتهم لمشاك َل عديدة في دراستهم أو سلوكياتهم لعدم وجود الاهتمام الكافي من ق َبل الوالدين.
-1يُعاني الأشخاص الأم ّيون من ضعف الثّقة بأنفسهم ،هذا بالإضافة إلى عدم الإيمان بإمكانياتهم وقدراتهم ،م ّما يُقلّل من تمتُّعهم بالاستقلال ّية ومن فرص الحصول على حقوقهم الشخصيّة التي تنص عليها قوانين ال ّدولة ،م ّما يُؤ ّدي إلى ازدياد احتماليّة تع ّرضهم للخداع بسبب عدم وعيهم واطلاعهم. -3التّأثير على دخل الفرد ،حيث يحصل الأفراد ذوي التّعليم ال ُمتد ّني على فرص عمل أق ّل وأدنى جودة من ذوي التّعليم الج ّيد ،م ّما يجعلهم أكثر عرضةً للفقر.
وسائل للح ّد من الأميّة تُك ّرس الحكومات وال ُمن ّظمات جهوداً وأموا َل طائلةً ل ُمكافحة الأميّة والتغلُّب عليها بعدةّ وسائل منها: -1إعداد برامج ُمتخ ّصصة يت ّم من خلالها تدريب ال ُمع ّلمين لاكتساب المهارات المهنيّة والتربو ّية اللازمة. -1القضاء على العادات والتّقاليد التي تحول دون الحصول على فرص التّعليم ال ُمتاحة. -3يُعتبر الإعلام وسيلةَ توعية ُمه ّمة لاطلاع ال ُمجتمع على أهم ّية التّعليم وال ُمم ّيزات والفرص ال ُمترتّبة عليه. -6إعادة صياغة مناهج لتعليم الكبار تتناسب مع اهتماماتهم. -5توفير حوافز لل ُمتعلّم. -7العمل على استحداث أنواع أخرى من التّعليم غير النظام ّي.
تُعتبر ال ّدول التي تهتم بالتّعليم ونبذ الجهل والقضاء عليه من أه ّم ال ّدول وأكثرها تطوراً، فالتّقدم يُقاس بالعلم والعمل ،فهما أساس التّطور الإنسان ّي ،وال ّدول التي استطاعت القضاء على الأم ّية في ُمختلف شرائحها هي دو ٌل ناجحة، وترتقي لتكون في طليعة الأمم.
Search
Read the Text Version
- 1 - 11
Pages: