638 ال�سنة الثالثة ع�شرة� / 18شوال المكرم 1438 /هـ 2017 /7 / 13م ن�شرة أ��سبوعية ثقافية ت�صدرها وحدة الن�شرات التابعة ل�شعبة الدرا�سات والن�شرات /ق�سم ال�ش�ؤون الفكرية والثقافية في العتبة العبا�سية المقد�سة
براعم2 تعديل �شخ�ص ّية الطفل�إعداد /وحدة الن�شرات يق�صد بال�شخ�صية م�ا يم�ت�از ب�ه ال�ف�رد م�ن �صفات و�سمات أ�و خ�صال ،وه�ي تعبر ع�ن �سلوكه وت�صرفه* ا إلف�راط في التوجيه :وهي زي�ادة مراقبة الطفل، في الفكر والقول والعمل ..هذه ال�شخ�صية موجودةوتوجيهه �أو �إعطا ؤ�ه الأوامر في كل كبيرة و�صغيرة.. في الطفل -حاله حال الكبار -لكن تحتاج إ�لى تعديل،وع�دم ترك حرية الت�صرف أ�و المبادرة له ،وقد يلج أ� فالطفل يت أ�ثر بخ�صائ�ص ال�وراث�ة م�ن أ�ب�وي�ه ،فهوالطفل �إلى المماطلة أ�و التردد وعدم المبالاة ..أ�و على يرث منهما الكثير من ال�صفات الوراثية الم�شتركة، وه��ذا ي� ؤ�ك�د ع�ل�ى دور ال��وراث��ة ال�وا��ض�ح في تكوين العك�س ،فقد يلج أ� �إلى التمرد والع�صيان والعناد. �شخ�صية ال�ط�ف�ل ،ف�ع�ل�ى الأب��وي��ن ال�ع�م�ل ب�ك�ل جد* الاهتمام الزائد بالج�سم ووظائفه و�أمرا�ضه :قد ل�صقل �شخ�صية ابنهما ،ولا يتوقعان �أن ي أ�خذ الابنيبالغ الأه�ل في ا ألعرا�ض المر�ضية الطفيفة للطفل، كل ال�صفات الحميدة منهما ،و إ�نم�ا تتكون �شخ�صية الطفل بالتعليم والتربية ..فهو يت أ�ثر بنوع المعاملة في�شعر دائماً �أنه مري�ض. التي يتلقاها من �أبويه ،وقد ح�صر بع�ض التربويين* الإفراط في العقاب :وهو معاقبة الطفل ب�شدة على ع��دة م�واق�ف لم�ع�ام�ل�ة الأب��وي��ن ل�ط�ف�ل�ه�م�ا عليهماكل خط�أ كبير �أو �صغير ،بحيث لا تتنا�سب العقوبة مع اجتنابها ،والتي قد ت�ؤدي �إلى انحراف أ�و تغيير �سلبي درجة الخط أ�. في �شخ�صية الطفل منها:* تح�م�ي�ل ال�ط�ف�ل م���س� ؤ�ول�ي�ات ف��وق ط�اق�ت�ه :وه�و * الدلال الزائد :وهو تلبية رغبات الطفل والإفراطال�ق�ي�ام ببع�ض ا ألع�م�ال ،كالك�سب لم�ساعدة الأه�ل.. بالخدمات ،مما ُي�شعر الطفل بالملل وال�ضجر و�ضعفمم�ا يحرمه م�ن فر�ص التعليم ،وق�د ي�شعر الطفل الم�ب�ادرة ..وق�د يجعل الطفل منطوياً وان�زوائ�ي�اً� ،أوبالكراهية للآخرين ،خ�صو�صاً للكبار الذين حرموه ُيد ّمر و ُيك�ّسر في حال عدم تلبية تلك الرغبات. من اهتماماته وطفولته. * طلب الكمال :وهو مطالبة الطفل ب إ�نجازات على* ا إلهمال :أ�ي عدم توفير الوقت للاعتناء بالطفل، درج�ة من الم�ه�ارة وا إلت�ق�ان ،تكون أ�على من م�ستواهوم�شاركته في اهتمامه و أ�لعابه بما يتنا�سب وتطوره وق�درات�ه العقلية ،وق�د ي�شعر ب�ا إلح�ب�اط عندما لا العقلي والنف�سي. ي�ستطيع القيام بهذه ا ألعمال.* الطرد والحرمان :ربما يحرم الطفل من الحناننتيجة لانف�صال الوالدين ،وقد يطرد من �أحدهما أ�وكليهما ..في�شعر بالمرارة والوحدة وال�شعور بالنق�ص.. وقد ي�صب كراهيته على المجتمع عندما يكبر.
ال�شباب 3ال�شيخ علي ال�سعيدي هل أ�فت�ش حاجيات ولدي؟!-م�ن�ذ ال�صغر -لكيلا يعي�ش ا ألب ت� أ�ن�ي�ب ال�ضمير ق�د ت�سمع م�ن م���ص�ادر الاع�ل�ام ،أ�و بع�ض ا أل��س�ات�ذةوال�شعور بالإثم ،نتيجة تق�صيرات الابن ..كما عليه أ�ن والم�رب�ني والخ�ط�ب�اء ..أ�ح�ادي�ث ع�ن ان�ح�راف بع�ضيغيرّ من أ��سلوبه معه -فهو لم يعد �صغيراً بل �شاباً- ال���ش�ب�اب ،وع�ن دور ال�وال�دي�ن وم���س��ؤول�ي�ت�ه�م بهذاف�إذا أ�خط�أ فلا يحاول �ضربه كما ي�ضرب ال�صغير ،بل الان�ح�راف ،و�أنهم لا ي�س�ألون �أبناءهم أ�ي�ن يذهبون،عليه أ�ن يعلمه �أنه قد أ�خط�أ ،ويعلمه ما هو الخط أ�.. و َم��ن ي���ص�ادق�ون؟ ولا ي�ح�اول�ون أ�ن ي�ف�ت���ش�وا عنويعلمه أ�ن يعتذر عن خطئه� ،أو يطلب المغفرة من ربه حاجياتهم الخا�صة ،ليعرف �أحدهم ما إ�ذا كان ابنه لا ( إ�ذا ارتكب ذنباً �أو مع�صية تجاه خالقه). ي�سير وفق الخطة المعدة لتربيته.وقبل كل هذا ،لا بد من توافر الجو الأ�سري ال�سليم، بالمقابل قد ن�سمع بحلولا من قبل الوالدين ..منهاال�ذي يترعرع فيه ال�شاب ،مع توفر الثقة بالنف�س ما ظهر نفعه ،ومنها ما غار نجعه ..الى هنا ب إ�مكانناو��ش�ع�وره ب� أ�ن�ه �إن���س�ان ل�ه ر أ�ي ،ث�م ي� أ�ت�ي دور الأدبوالتوجيه ،ف��إذا لم يجد المراهق فارقاً بين مجال�سة التوقف قليل ًا لنقول:�أبيه و�أخيه ا ألك�رب وبين �صديقه ..تجده �سرعان ما �إ ّن هذه الحلول قد لا تنهي الم�شكلة ،طالما لم يهتم ا ألبيتعلم ا ألخ�الق من البيت� ،أكثر مما يقلد غيره من بابنه منذ ال�صغر ،فهو لا ي�ستطيع �أن يع ّدل �سلوكال�شباب ب�أعمالهم ..ف�الم�راه�ق ال�ذي ي�راف�ق �صديقاً ابنه (المراهق) بين ليلة و�ضحاها (�إلا ما رحم ربي)..-يوماً م�ا -قد ي�صبح عنده أ�ف�ضل من �أخيه و�أبيه! وال���س� ؤ�ال ه�ن�ا :أ�ي�ن ك�ان الأب؟ ه�ل ك�ان ��ض�ائ�ع�اً هوألن هذا ال�صديق تحدث معه بهدوء وراعى م�شاعره ا آلخر!؟ هل كان مق�صراً وغير مهتم بتربية أ�ولاده؟ واحترم �شخ�صيته.. �أم �أنه ت�أثر الآن بكلام ا أل�ستاذ أ�و الخطيب!..؟�إذن قبل أ�ن تفت�ش في خ�صو�صيات وحاجيات ابنك، وفي معر�ض الج�واب نقول :على الأب أ�ن يعرف من البداية ان�ه م�س ؤ�ول ع�ن أ�ب�ن�ائ�ه ،ولي�س �صحيحاً أ�ن فت�ش في �شخ�ص ّيته وفي قلبه وعقله.. يتقاع�س عن م�س ؤ�وليته وواجبه ،ثم ينتبه من غفلته. كما على ا آلباء تع ّلم كيفية تربية ا ألبناء تربية �سليمة
ا أل�سرة والمجتمع 4�صادقة علي ح�سن أ�خي �َ . .س َندي ال�ع�الق�ة الأخ�وي�ة لي�ست ع�الق�ة ع�ادي�ةُ ،ت�ف�ه�م أ�و ُت�ع�رف العلاقة المقد�سة..بمجرد �أن أ�ن�ادي ذلك ال�شخ�ص ال�ذي جمعني به رحم �أو وقد جاء عن ا إلمام ال�صادق في �سبب ت�سمية ا إلخوان�صلب واح�د ،أ�و َه� ٌّم واح�د ،بكلمة (�أخ�ي) .فا ألخوة رابطة بهذا الا��س�م « :إ�نم�ا �س ّموا �إخ�وان�اً لنزاهتهم عن تجمع بين الأخ و�أخيه أ�و ا ألخ و�أخ�ت�ه ،وه�ي عميقة ج�داً ..الخيانة» (البحار :ج �/71ص.)180فالأ�صل فيها -كعلاقة إ�ن�سانية -هو �صفاء ال�روح ،و�سمو إ�ذن ال�سر في ا��س�م الأخ ومعنى ا ألخ��وة ،هوالنف�س ،و��س�الم�ة ال�ق�ل�ب ،و�صحة ال�ع�ق�ي�دة ..ف��إذا نظرنا ال�ن�زاه�ة ع�ن الخ�ي�ان�ة ..لا ال�ت�وج�ع �أو ل ألخوة من هذا الجانب� ،سنتو�صل إ�لى لغز جمال ا ألخوة ،الت أ�وه ،كما جاء في بع�ض القوامي�س، وه�و ل�ي���س ك�ع�الق�ة ف�ق�ط ،ب�ل ك�رب�اط �أوج��ده الله بيننا �أو كما هو م�شهور بيننا ،لأن ا أل�صل في ذات الأخ�وة الرحمة لا ا أللم.. بال�شفقة والرحمة ..التي لفتت �أنظارنا إ�ليها ه�ذه الآي�ة و�إن أ�ردن�ا �أن نقف على جماليات الكريمة ،بقول الله تعالىَ ﴿ :و َو َه ْب َنا َل ُه ِمن َّر ْح َم ِت َنا �أَ َخا ُه ا ألخ���وة ب���ش�ك�ل أ�ك�ب�ر ،م�ا علينا َها ُرو َن َن ِب ّياً﴾ (مريم ،)53 :حيث ت�شير �إلى الأخوة بين نبي إ�لا أ�ن ن�ب�ح�ث في م���ض�ام�ي�ن�ه�ا.. و��س�ن�درك ك�ي�ف أ�ن الأخ����وة لا الله مو�سى و�أخيه هارون. ولكن ،قد يقف البع�ض على �أبعاد ق�صة �إخوة يو�سف، ومحاولتهم قتله ،وطريقتهم في التخل�ص منه ،ف�إنه قد ت�ق�ا��س ب�الم�ادي�ات ،ف�ق�د ُيفتدى يجد �صورة من ا ألخوة -م�شوهة المعنى -مجروحة المواقف ،الأخ بالنف�س� ،إن كان م�ؤمناً مع العلم أ� ّن (الأخ�وة) هنا ،تمثل أ�بناء نبي! في�س�أل :هل �صالحاً.. ا ألمر له علاقة بكونهم إ�خوة من �أب فقط!..؟ ف�ن�ق�ول :ح�ت�م�اً (لا) ،ف��أم�ر ال�ت�ج�اذب وال�ت�ن�اف�ر والم�ح�ب�ة والكراهية بين ا إلخ�وة ،لي�س مرهوناً بكونهم �إخ�و ًة من �أ ٍم �أو �أ ٍب أ�و الاثنين معاً ..والدليل قتل اب�ن آ�دم لأخيه ،بعد أ�ن طوعت له نف�سه ذلك ،فجريمة القتل هنا تمت رغم أ�ن العلاقة ا ألخوية بالدم �أقوى ..فالأخوة رباط من رحمة.. وهبه الله تعالى لنا ،ومتى م�ا ا�ستوعبنا تلك الرحمة.. �سيكون ب إ�مكاننا أ�ن نقف على �سر جمالها ..وخ�ري مثال ع�ل�ى ذل��ك ،ا ألخ��� ّوة ال�ت�ي ت�رب�ط ��س�ي�دن�ا العبا�س و إ�خوته ،م�ع �أخ�ي�ه�م الإم���ام الح�سين و�أخ�ت�ه�م الح���وراء زينب� ،أخ��وة تحققت ف�ي�ه�ا ك�ل الم���ض�ام�ني -رغ��م �أن�ه�م م�ن �أم�ه�ا ٍت ط��اه��را ٍت مخ�ت�ل�ف�ات -ب�ك�ل م�ا تح�وي�ه من جمال ،وكمالات أ�ودعها الله تعالى في تلك
ال�صحة والحياة 5أ��سباب الفزع أ�ثناء النومب أ�نه يمر بكابو�س ي�سبب له الخوف ،ولا و�سيلة للهرب من ال ّنعم التي �أغدقها الله تعالى على الإن�سان هيمنه إ�لا بالا�ستيقاظ م�ن ال� ّن�وم .وه�ذا الكابو�س قد نعمة ال� ّن�وم ،وال� ّن�وم ه�و الخ�ل�ود للراحة والانف�صال يكون حالة نادرة في تلك الليلة.. الم� ؤ�ق�ت ع�ن ع��الم الح��ي��اة ..ف�الإن���س�ان ع�ن�دم�ا ينامومن ا أل�سباب التي ت ؤ�دي للفزع أ�ثناء ال ّنوم هو تناول تنف�صل ح�وا��س�ه ن�ه�ائ�ي�اً ع�م�ا ح�ول�ه ،وت�ب�ق�ى حا�سةال� ّط�ع�ام الم�ل�يء ب�ال� ّده�ون قبلال�� ّن��وم ،ف�ه�ذه ت���ش�ك�ل ت�خ�ي�الت ال�سمع �شبه م�ستيقظة عندمزعجة ي�شاهدها النائم كحلمم��زع��ج ،ف�ل�ا ن���س�م�ع إ�لا ��ص�وت كثير من النا�س ،والخلود الى�صراخه ك��أن�ه يت�شاجر م�ع �أح�د ال ّنوم عبارة عن رحلة يذهبفي الليل ..ولكن عندما ي�ستيقظ-فزعاً -يدرك ب�أنه كان نائماً ولا ب�ه�ا ا إلن���س�ان ل�ع�الم ا ألح�ل�ام أ�حد حوله. وي�ب�ح�ر ف�ي�ه�ا ك�م�ا ي���ش�اء..وي�ع�تب�ر ال�ق�ل�ق والخ����وف م�نم�شاكل الحياة ..من �أهم ا أل�شياء ولكن ق�د تنقطع -الأحل�ام-ال�ت�ي ت�راف�ق�ه في ال�ل�ي�ل -أ�ث�ن�اءن��وم��ه -ف��ت�� أ�ت��ي ه��ذه الم���ش�اك�ل فج أ�ة وي�ستيقظ من نومه!!وت��زوره؛ ألن�ه�ا ع�ال�ق�ة في ذهنه م�ا ال�سبب؟ ه�ل �شاهد حلماًويت�رج�م�ه�ا ال�ع�ق�ل في الم��ن��ام، مزعجاً� ،أو كابو�ساً مقلقاً؟!في�ستيقظ فزعاً خائفاً من تلك ما الذي يح�صل ،ولم�اذا الفزع الم�شاكل. أ�ث�ن�اء ال�� ّن��وم ،ولم��اذا البع�ضوق�د يتعر�ض ال�ن�ائ�م �أح�ي�ان�اً في غ�رف�ة ن�وم�ه ل�سماع يعتبر ال� ّن�وم خ�وف�اً ،والبع�ض�إزع�اج�ات و�ضو�ضاء تج�ربه على الا�ستيقاظ فزعاً.. ي�ح�ب ال� ّن�وم وي�ع�ت�ربه مل�اذاًمثل ،ا أل�صوات العالية ك�صوت منبه ال�سيارة ،أ�و وقوع�شي ٍء على الأر�ض ..فحا�سة ال�سمع -أ�ثناء ال ّنوم� -شبه له ،ما هي أ��سباب الفزع �أثناءم�ستيقظة تلتقط الأ��ص�وات المحيطة ،و�أحياناً تغط ال ّنوم؟ب�سبات عميق .و�أحياناً تغيير مكان ال ّنوم ال�ذي تنامفيه دائماً ،لمكان آ�خر غير م�ألوف قد ي�صيبك بالفزع ل�ل إ�ج�اب�ة ع�ن ه��ذه ا أل��س�ئ�ل�ة من ال ّنوم ،ويعتبرها البع�ض م�شكلة نف�سية.. وغي�ره�ا ،ينبغي ت�و��ض�ي�ح ب�ع���ض الأم���ور ..ف�ن�ق�ول: ي�راف�ق ال�ف�زع م�ن ال� ّن�وم ح�ال�ة م�ن ال��ّ�ص�راخ وال� ّذع�ر وت�رك الفرا�ش! وت�صبح عينا الإن�سان غير قادرتين على ا إلغما�ض م�رة أ�خ�رى ،وينتابه �صداع م��ؤلم في الر أ��س ،وتع ّرق �شديد في الج�سم ،وعط�ش؛ وك�أنه لم ي�شرب الماء منذ فترة .ويرجع ذلك عادة -أ�و ما يتبادر لذهن ا إلن�سان -الى ا ّن من ي�ستيقظ من نومه فزعاً مذعوراً خائفاً هو نتيجة م�شاهدته لحلما مزعجاً.. وهذه حقيقة يتفق عليها الكثير ،حيث يدرك النائم
واحة المعرفة 6 �إعداد /علي الأ�سدي هناك ع�دة ط�رق للتخ ّل�ص من التفكير ال�سلبي الذيم�شجعة للت�ّشا�ؤم * .م ّيز بين الحقيقة والخ�ي�ال ،ولا ق�د ي�صيب ال���ش�خ���ص ،م�ن�ه�ا * :و أ�ه�م�ه�ا ،ه�ي تنميةُتوهم نف�َسك بنتائج �صحيحة في حين �أ ّن�ه�ا لم تكت ِمل ال ّثقة بال ّنف�س ون� ْزع ال َزعزعة التي قد ت�صيب النف�س،بعد� * .سي ِطر على غ�ض ِبك ولا تنف ِعل ،حتى لا تت ّخذ وي ّتم ذلك عن طريق ت�أ ُمل ال ّذات وتقدير المُوا ِهب التيق�رارات ُمت�س ّرعة تت�س ّبب لك بال ّندم وتقييد أ�فكا ِرك. أ�ع�ط�اه�ا الله �سبحانه وت�ع�الى لكل ِم� ّن�ا ،ف� ُك�ل �شخ�ص* اعت ِمد على �إراد ِت��ك ال�ق�وي�ة ،فالفرق ب�ني الإن�سان يتم ّتع بمميزات تمُ ّيزه عن غيره ،ويك ُمن ال�ّسر هنا فيال ّناجح والإن�سان الفا�ِشل يتم ّثل في الفرق بالإرادة ،ف َمن الترّ كيز على ال ّ�صفات ال�ّشخ�صية ا إليجاب ّية ،وال ّنظرَملك ا إلرادة القو ّية وال ُطموح العالي َملك القوة ،وم ْنفق َدها ا�ست�سلم وقال (لا أ��ستطيع) * .اعت ِن بحديق ِتك، ب�صورة ج�دي�دة لل ّ�صفات ال�ّسلبية ومحُ �اول�ة الق�ضاء عليها * .مخُ �ال� َط�ة أ���ش�خ�ا��ص �إي�ج�اب�ي�ني وخ�ل�ق بيئةف ُيمكننا هنا ت�شبيه العقل بالحديقة التي يتو ّجب علينا �إيجابية ُت�ساعدك على أ� ْن تبد أ� في تفكيرك ا إليجابي.الاهتمام بها و ِزراع ُتها ب أ�جمل الأ�شجار وال ُزهور ،ولك ّن * ال�ت�وا ُزن ال ّنف�سي والعا ِطفي أ�م�ر ��ض�روري ،ويمُ ِكنذل�ك لا يكفي ف ِلك ْي تنمو تلك ال ّنباتات الجميلة لا ُب� ّد ال ُح���ص�ول ع�ل�ي�ه ع�ن ط�ري�ق الا��ست�رخ�اء وال�� ّراح��ة.من إ�زالة ُكل ال ُع�شب ال ّ�ضار من حو ِلها ،حتى تتم ّكن من * را ِق�ب �أف�ك�ارك ،ف�أنت بذلك ُتراقب أ��سلوب حيا ِتك،ال ّنمو نمواً �صحيحاً * .ك ْن ُم�ستع ّداً للح ِّظ ال�سيء في ح�ا ِول �أ ْن ُتق ِ�صي كل ِفكر �سلبي ،وات� ُرك مج�ال ًا وا�ِسعاًأ�ي وقت * .اق�ِض على الفيرو�سات التي ُتها ِجم عقلك، ألف�ك�ا ِرك الإي�ج�اب� ّي�ة * .لا يمُ �ك�ن لل�شخ�ص أ� ْن ُيف ّكر بال�شيء ونقي�ضه في الوقت نف�سه ،فلا يمُ كن ال ّتفكيرفكلمات مثل( :لا �أ�ستطيع ،لي�س ا آلن ،لقد فات الأوان، بال ّراحة وال�ّشقاء ،ولا بال ّنجاح والف�شل ،ر ّكز �أفكارك فيُم�ستحيل )..كلمات من �ش�أ ِنها أ� ْن ُت�ض ّيع عليك ال ُفر�ص، ال ّناحية ا إليجابية وبكل الموا�ضيع * .ال ّتفكير الإيجابي�إ ْن لم ُت�سا ِرع بالق�ضاء عليها والتخ ُل�ص منها * .بحر يمُ كن أ� ْن ُيدر�س ،فمن المُمكن �أ ْن تح ُ�صل على مهاراتالأح�الم وا��ِس�ع ،فلا تب َخل على نف�ِسك وا�س َبح في بحر ال� ّت�ف�ك�ري ا إلي�ج�اب�ي م�ن خل�ال دورة ت� ّدري�ب� ّي�ة تك�سبا ألحل�ام ،واجعل ُطمو َحك على ق�در أ�ح�ال ِم�ك ،وافتح من ِخلالها مزيداً من ال ِعلم وال ّثقافة في هذا المجال.الم�ج�ال ل ُحلمك لكي ُي�ج� ِدد َحما�َسك و ُي�شع ُله للعمل. * إ� ّي�اك والان�ط�واء ال� ّذا ِت�ي وال� ُع�زل�ة فهي ُت�ّشكل بيئة* اجعل من الما�ضي در�ساً تتع ّلم من ُه ،ولا ت ِقف طويل ًا لل ُبكاء على ا ألطلال.
حكاية الخمي�س 7 ما حجبه الله تعالى كان أ�عظم إ�عداد /علي عبد الجواد يحكى أ�ن رج�ا ًل م�س ّناً (م��ؤم�ن�اً) خ�رج م�ع ابنه في �سفر �إلى مدينة تبعد عنهما قرابة يومين ،وكان معهما (حمار) يحمل �أمتعتهما ،وكان الرجل دائماً ما يردد قول( :الخير فيما وقع، وما حجبه الله تعالى عنا كان أ�عظم). و�أث�ن�اء �سيرهماُ ،ك�سرت �ساق الح�م�ار في منت�صف الطريق، فقال الرجل( :الخير فيما وقع ،وما حجبه الله تعالى عنا كان أ�عظم) ،ف�أخذ كل منهما متاعه على ظهره ،وتابعا طريقهما من دون الحمار. وبعد مدة ُك�سرت قدم الرجل ،فعالجها بربطها بما تي�ّسر من العيدان ،ولكنه لم يعد ق�ادراً على حمل �شيء ،و�أ�صبح يجر رجله ج�راً ..فداعبه ابنه ق�ائ�ا ًل ل�ه :فما تقول الآن! فقال ال�رج�ل( :الخي�ر فيما وق�ع ،وم�ا حجبه الله ت�ع�الى عنا كان �أعظم) ،فا�ضط ّر الابن الى حمل متاعه ومتاع أ�بيه على ظهره، وانطلقا يكملان م�سيرهما. وفي الطريق لدغت �أفعى الابن ،فوقع على ا ألر�ض وهو يت أ�لم، فقام ا ألب بعلاجه با ألع�شاب (التي كانت له معرفة بها) ،ولكنه ما زال ير ّدد( :الخير فيما وقع ،وما حجبه الله تعالى عنا كان �أعظم). هنا غ�ضب الابن وقال ألبيه :ما الخير الذي نتوخاه من ك ّل ما وقع لنا؟! ث ّم أ�هناك ما هو أ�عظم مما �أ�صابنا؟! فر ّد عليه ا ألب بك ّل هدوء ،ا�صبر يا ولدي ،فالله تعالى �أعلم بحالنا ،وما ي�صيبنا �إلا وفيه الخير وال�صلاح. وعندما ا�ستعاد الابن عافيته �أكملا �سيرهما ..وما �إن و�صلا إ�لى المدينة ،حتى تفاج�آ ب�أنها قد أ�زيلت ك ّل معالمها -ب�سبب زلزال قد �ضربها في الليلة الما�ضية -ف�أ�صبحت مح ّطمة من غير أ�ن يخرج منها أ�ي إ�ن�سان. حينها نظر الرجل لابنه وقال له :انظر يا بني ،لو لم ُي�صبنا ما �أ�صابنا في رحلتنا ل�ضرب الزلزال المدينة ونحن فيها ،ولأ�صابنا ما هو أ�عظم ،وكنا من الهالكين. العبرة: ليكن هذا هو منهاج حياتنا اليومي ،لكي ت�ستريح قلوبنا من الوجل والقلق والتوتر ،ولنح�سن الظن بالله العظيم دائماً ،ون�س ّلم جميع �أمورنا �إليه ،ونتو ّكل عليه في كل م�سائلنا ..ولنكن على يقين كامل ب�أن الله تعالى هو �أحكم الحاكمين وهو أ�رحم الراحمين.
لزوم ا إلح�سا�س بالغيرة وم�ضات..إ� ّن على المرء أ�ن يعي�ش �شيئاً من الغيرة والحمية على (مكت�سباته) في عالم القرب من الحق المتعال ..وعليه ف�إذار�أى إ�قبال ًا في نف�سه على ما يوجب له الهبوط من عالمه العلوي� ،أح� ّس بما ي�شبه الغيرة المـنقدحة في نف�س المر�أةتجاه �ضرتها ..فهو لا ير�ضى من نف�سه التنقل بين من م َثلَهما كمثل ال�ضرتين ،ف إ�ن الالتفات �إلى �إحداهما لمنموجبات �سخط ا ألخ�رى كما هو وا�ضح ..فلو عا�ش العبد هذه الحقيقة بو�ضوح ،و�آث�ر عالم الهدى على عالمالهوى ،لانتابه �شعو ٌر (بالكراهة) ال�شديدة تجاه النف�س وما ت�شتهيها ،عند (الا�ستر�سال) في ال�شهوات ،كالكراهيةالـمنقدحة في نف�س المر أ�ة عند الاهتمام ب�ض ّرتها ..وهذا من �أف�ضل الروادع التي توجب ا�ستقامة العبد في الحياة .الشيخ حبيب الكاظمي استحيوا من الله كلمات م�ضيئة ورد عن الإمام زين العابدين� أ ّنه قال:«ا�ستحيوا من الله في �سرائركم ،كما ت�ستحيون من النا�س في علانيتكم»( .تحف العقول :ص)394 كلمة و معنى﴿ َو َأ ْن َت ِح ٌّل بِ َه َذا ا ْل َب َل ِد﴾ (البلد� :)2 :أي ،و أ�نت يا محمد مقيم به وهو محلك،وهذا تنبيه على �شرف البلد ب�شرف من ح ّل به من الر�سول الداعي إ�لى توحيدهو�إخلا�ص عبادته ،وبيان �أن تعظيمه له وق�سمه به ألجله ،ولكونه حال ًا فيه كما �سميت المدينة طيبة لأنها طابت به حي ًا وميت ًا..(تف�سير الأمثل :ج�/20ص)244 تنبيه :تحتوي الن�شرة على أ��سماء الله تعالى والمع�صومين ،فالرجاء عدم �إلقائها على ا ألر�ض .كما ننوه ب�أنه لا يجوز �شرع ًا لم�س تلكالكلمات المقد�سة �إلا بعد الو�ضوء والكون على الطهارة .كما نرجو من ا إلخوة الم ؤ�منين المحافظة على الن�شرة وعدم ا�ستخدامها لحجز مكان ل�لاصة الجماعة �أو الزيارة؛ ف إ�نها تتعر�ض ل إلهانة ب�سبب �سحقها با ألقدام لعدم الانتباه لها. رقم ا إليداع في دار الكتب والوثائق ببغداد ) 1319 ( :ل�سنة 2009م . ــ زورونا على موقع �شبكة الكفيل العالمية www.alkafeel.net :ــ را�سلونا على البريد الإلكتروني [email protected] : التحرير :ال�شيخ علي ال�سعيدي /علي عبد الجواد ــ التدقيق اللغوي :عمار ال�لاسمي ــ الت�صميم وا إلخراج :حيدر خير الدين -علاء الا�سدي
Search
Read the Text Version
- 1 - 8
Pages: