موضوع البحـــث : العدوان الإسرائيلي علي لبنان يوليو 6002م
بسم الله الرحمن الرحيم َوَل تَ ْح َسبَن ال ِذي َن قُتِلُوا فِي َسبِيلِ اللِه أَْمَواتًلا ۚ بَلِْ أَْحيَلاء ِعندَ َرِبِّه ْم يُ ْرَزقُو َن ( )921فَرِِحي َن بَِما آتَلا ُه ُم اللهُ ِمن فَ ْضلِِه َويَ ْستَْبِشُرو َن بِال ِذي َن لَ ْم يَلْلَحقُوا بِِهم ِمّ ْن خَْلفِ ِه ْم أَل خَ ْوف عَلَْي ِه ْم َوَل ُه ْم يَ ْحَزنُو َن (۞ )970 يَ ْستَْبِشُرو َن بِنِ ْعَمة ِمّ َن اللِه َوفَ ْضِ َوأَن اللهَ َل يُ ِضي ُع أَْجَر اْلُم ْؤِمنِي َن ()979 صدق الله العظيم
أسماء مجموعةالبحث رقم التسلسلي أسم الطالب مهــاب عاطف سعد سلامة 253 علي خالد محمود علي 263 محمد محمود محمد عبدالمجيد 262 مصطفي محمود حسن مصطفي 263 اب ارهيم سيد اب ارهيم محمد 263 محمد سعد عبدالغني علي 233 احمد غريب احمد محمد 236 محمد أمين محمد سعد الدين 392 محمد عاشور حداد عبدالعال 324 أمين عبده أمين عبده 331 أحمد جمبلاط محمد الهادي 99
فهرس الموضوعات الصفحة الموضوع م 9 مقدمة 9 4 أسباب العدوان الإسرائيلي علي لبنان 6 5 أهداف العدوان الإسرائيلي 3 2 الخطط الرئيسية للعدوان الإسرائيلي علي لبنان 4 99 الأسلحة المستخدمة في الحرب لكلا الطرفين 5 99 جرائم العدوان الإسرائيلي علي لبنان 2 96 نهاية الحرب ونتائج العدوان الإسرائيلي 7 8التحركات الدولية والردود الرسمية لبعض الدول العربية 94 والأجنبية
العدوان الإسرائيلي علي لبنان عام 6002م مقدمة ُنفذ العدوان الإس ارئيلي على لبنان في مرحلة مفصلية من تاريخ منطقة تعج بالص ارعات والمشاريع والاستحقاقات.وبصرف النظر عن الأهداف الحقيقية غير المعلنة للعدوان يبدو أن ت اربطا قويا بين العديد من الأسباب التي سّرعت تنفيذ iوع ّجلت في كشف المستور من أو ارق الأط ارف الفاعلة فيه.وعليه فإن البحث الموضوعي في الأسباب والنتائج يستلزم المزيد من التدقيق والتمحيص للوصول برؤية واضحة وحاسمة لما يمكن ان تكون عليه الأمور في المرحلة القادمة. فعملية خطف الجنديين الإس ارئيليين في 21تموز 1002ليست كافية بكل المقاييس القانونية الدولية والسياسية والأخلاقية لتبرير ما قامت به إس ارئيل من اعتداءات فاقت وسائلها ونتائجها ما يمكن اعتباره نتائج لحرب تقليدية في إطار الص ارع العربي -الإس ارئيلي؛ كما أن مسا ارت العدوان وما تخللته من مفاصل عسكرية وسياسية من الصعب إد ارجها ضمن حروب تقليدية إقليمية إذ تخطت أبعاده وأهدافه العناصر التي قام عليها العدوان نفسه.واذا كان العدوان نفسه كان بمثابة الواجهة لتنفيذ أهداف أمريكية -إس ارئيلية مشتركة،فإن إفلات الأمور من عقالها أثناء العدوان وبعده قد ارتَّد سلبا على القيادتين السياسية والعسكرية الإس ارئيلية،فبدلا من أن يدخل رئيس الوز ارء الإس ارئيلي ايهود اولمرت التاريخ الإس ارئيلي كمنتصر في حرب اتخذ ق اررها،سجل سابقة من بين رؤساء الوز ارء الإس ارئيليين الذين خسروا حربا أعد لها جيدا مع أط ارف فاعلين في تركيب وتنظيم النظام الدولي.وبمعنى آخر كان اولمرت نفسه سببا في إفشال مخطط أمريكي لإنجاز ما تبقى من ثغ ارت ممانعة في النظام العالمي القائم التي رتّبت أوضاعه واشنطن منذ انهيار الاتحاد السوفياتي أوائل العقد الأخير من القرن الماضي. واذا كان تقاطع المصالح الأمريكية -الإس ارئيلية الاست ارتيجية قد التقت على ترميم وترسيم وتكييف مشروع الشرق الأوسط الكبير -الجديد في النظام العالمي القائم،فإن الق ارءة الأولية لما بعد العدوان تثبت أن وقتا طويلا سوف يمر لإعادة ترتيبه من جديد وفقا للرؤية الأمريكية – الإس ارئيلية إذا تمكنتا من ذلك؛كما أن مفاهيم وعقائد واست ارتيجيات كثيرة سوف ُيعاد النظر فيها لاحقا نظ ار لعدم تمكن الطرفين من انجاز الحدود الدنيا من غايات العدوان الأساسية.فرغم الصفة الظاهرية التي برزت على أنها حربا إقليمية محدودة و\"بروفا\" لحروب قادمة،إلا 1
أنها من الناحية الفعلية والعملية تعتبر محاولة إحداث لنتائج حرب عالمية لم تقع،هدفها النهائي تثبيت دعائم وركائز النظام العالمي القائم. في المقلب اللبناني ثمة انتصار است ارتيجي سجلته المقاومة من الصعب القفز فوقه أو تحجيمه عبر مقاربته بما نجم عن العدوان من خسائر مادية.فنتائج الحروب لا تقاس عادة بما يلحق بأط ارف الص ارع من خسائر ومكتسبات مادية إن وجدت،بل تقاس بمعايير ما يلحق من أذى وعدم تحقق للغايات المعلنة وغير المعلنة للحرب،وفي هذا المجال تمكنت المقاومة من \"فرملة\" أو عرقلة مشاريع است ارتيجية أمريكية – إس ارئيلية على مستوى المنطقة بأسرها.وصحيح أيضا إن ما آلت إليه الأمور لاحقا لم يكن بمستوى الإنجاز المحقق،إلا انه يعتبر انعكاسا لواقع ظروف التفاوض التي جرت إبان العدوان وما أحاطه من ضغوط على لبنان من جهة ،وعدم تمكن المفاوض اللبناني من استثمار نتائج النصر مقارنة بما جرى سابقا كظروف ونتائج عدوان 2992على سبيل المثال. عربيا ثمة تفاوت وحتى تباين واضح في المواقف وصل إلى حد تشكيل محاور متواجهة بخلاف الحالات السابقة التي واجهت لبنان،مرد ذلك يعود إلى ظروف المنطقة والضغوط الأمريكية الهائلة على بعض المحاور العربية وعدم تمكنها من مواجهة هذه الضغوط،الأمر الذي أدى إلى إشعال سياسة المحاور العربية من جديد وافت ارقها حول المواضيع الاست ارتيجية المتعلقة بملفات الص ارع العربي -الإس ارئيلي،ما مهّد لاخت ارقات واسعة لآليات الحل المقترح والمتمثل بورقة قمة بيروت العربية. وفي مطلق الأحوال يمكن تسجيل العديد من الملاحظات أبرزها: -أتت العملية في خضم سجال لبناني حاد حول وضع المقاومة وسلاحها واست ارتيجية الدفاع اللبنانية المفترضة في مواجهة إس ارئيل ،ولا نخفي س ار إذا قلنا أن بعض الأط ارف اللبنانية ذهبت بعيدا في التحليل والتأويل واجت ارح الحلول،في وقت لا ازلت إس ارئيل تحتل أ ارض لبنانية وتمارس اعتداءات يومية وأعمال إرهابية أمنية وعسكرية ونفسية على الشعب اللبناني بكافة فئاته وتلاوينه السياسية دون تمِّيز بين مقاوم وغير مقاوم. -لا ازلت إس ارئيل تحتجز لبنانيين ورغم كل الجهود الدولية والإقليمية لم تفلح المفاوضات الدبلوماسية من إغلاق هذا الملف،إذ شاءت إس ارئيل اعتباره \"كمسمار جحا\" في ربط الن ازعات واستثماره سياسيا رغم إنسانية الملف التي تكفله المواثيق والأع ارف الدولية ذات الصلة بالأسرى والمعتقلين المدنيين وغيرهم من الفئات المصنفة في اتفاقيات جنيف الأربعة المعروفة. 2
-أتت العملية في خضم جدل وارتباك إس ارئيليين كبيرين حول كيفية التعامل مع الجندي الإس ارئيلي الأسير لدى الفصائل الفلسطينية،وسط خوف إس ارئيلي واضح في التعامل مع هذا الملف لكي لا يصبح سابقة يمكن اللجوء إليها لاحقا،سيما وان سابقة اختطاف المقاومة في لبنان قد كّرست معادلة واضحة مع إس ارئيل،أن تبادل الأسرى من الاستحالة إتمامها بدون وجود أسرى إس ارئيليين؛وبالتالي لا ازلت إس ارئيل تبحث عن حل في الكواليس لهذا الجندي الذي لحق به أسي ارن في يد المقاومة. -أتت العملية وسط تأزم إقليمي واضح المعالم من الصعب تخطيه دون فعل شيء أساسي في أو ارق الضغط المحتملة إن لم يكن تفجير ما تقوم به إس ارئيل للهروب إلى الخارج من مآزقها الداخلية.فالوضع في فلسطين حيث لغة الحديد والنار الإس ارئيليتين تمارس فعلها في الفلسطينيين أطفالا وشيوخا ونساء،ولغة القتل باتت أم ار مألوفا ومعتادا بل مقر ار من دوائر الق ارر الإس ارئيلي السياسي والعسكري،في الوقت الذي ليس لحكومة اولمرت أي أفق سياسي قابل للحياة مع الفلسطينيين أو غيرهم.وفي الجانب الآخر في الع ارق حيث الآلة العسكرية الأمريكية تفعل فعلها قتلا وتدمي ار؛وسط غطرسة أمريكية لا مثيل لها في إدارة الأزمات الإقليمية والدولية.باختصار واقع لا تحمد المنطقة عليها،مجموعة من القضايا غير القابلة للحل بهذا الأسلوب الأمريكي أو الإس ارئيلي،ي ارفقه احتقان كبير ينذر بانفلات الأمور من عقالها. لا شك بأن هذه العملية تركت آثا ار غير عادية على العديد من الملفات ولن تقتصر آثارها على ملف الأسرى بالتحديد فمشاكل المنطقة وقضاياها هي متشابكة ومت اربطة إلى حد التعقيد الذي يمكن استغلاله بشتى المواضيع والقضايا ،بدء بملف الأسرى اللبنانيين مرو ار بملف الأسرى الفلسطينيين والعرب في السجون الإس ارئيلية وصولا إلى قضايا ربما تتخطى اطر وملفات الص ارع العربي -الإس ارئيلي التقليدية المعروفة. ففي لبنان لا ازل ملف الأسرى مفتوحا على كافة الاحتمالات وان يبدو أن هذه المرة قد يحسم بنسبة عالية جدا بل من الممكن أن يكون قد انتهى عمليا وأصبح مسألة وقت ليس إلا.،كما أن في لبنان أرضا محتلة عمليا وأرضا محتلة واقعيا بفعل الألغام الإس ارئيلية التي ترفض إس ارئيل تسليم خ ارئطها الدقيقة،كما في لبنان مشكلة حقيقية لدى بعض اللبنانيين الذين لا ازلوا يركبون أرسهم عنادا ويحاولون إقناع أنفسهم بأن زمن المقاومة قد ولى وأنها أدت قسطها للعلا وعليها إما اختيار التقاعد أو إطلاق رصاصة الرحمة عليها. في الواقع ثمة افرقاء كثر في لبنان لا ازلوا يعتقدون أن فعل المقاومة هو فعل عابر وغير ذي أهمية بكونه مرتبط بحسابات إقليمية،فيما الوقائع أثبتت عكس ذلك،فالمقاومة لم تكن مرة عبء داخلي أو ورقة مساومة خارجية وهذا سر نجاحها.كما انه في لبنان لا ي ازل البعض ي ارهن على حسابات دولية أثبتت عقمها وعدم جدواها في التعاطي مع الملفات الحساسة ومنها الأسرى والأ ارضي المحتلة ،وبالتالي إن الاستم ارر في هذا الاعتقاد كمن يذر الرماد في العيون ويتعامي عن الحقائق ويغرس أرسه في الرمال خوفا من رؤية الحقيقة. 3
أسباب العدوان الإسرائيلي علي لبنان خريطة لبنان بدأت إس ارئيل عدوانها إثر عملية أسر جنديين من جيشها يوم 21يوليو ،1002عدواناً كانت ترى فيه حاجة لها منذ العام .1000واستغلت الولايات المتحدة واس ارئيل عملية أسر الجنديين على الخط الأزرق في جنوب لبنان من قبل المقاومة بغية تحرير أسرى لبنان بالمبادلة ،وأطلقتا عمليتهما المخططة. تمت عملية خطف الجنديين الإس ارئيليين في وضح النهار وأسفرت عن قتل 8جنود وجرح أحد وعشرين جنديا بغية تحرير أسرى لبنانيين محتجزين في السجون الإس ارئيلية حسب ما أوضح بيان الحزب بعد العملية وأشارت مصادر عسكرية إلى أن العملية تمت على مرحلتين الأولى شن قصف تكتيكي قوي على أحد المواقع الإس ارئيلية بصواريخ الكاتيوشا والآخر استهدف قرب موشاف (مزرعة جماعية) عند الحدود الإس ارئيلية .عقب العملية بدات القوات الإس ارئيلية البرية والجوية بقصف الجنوب اللبناني مستهدفة محطات الكهرباء وشبكة من الجسور والطرق. في نفس اليوم قام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بعقد مؤتمر صحفي أعلن فيه أن الجنديين الإس ارئيليين تم ترحيلهما إلى مكان بعيد وأن العملية عملية فردية يتحمل مسؤوليتها الحزب وحده ولاعلاقة للحكومة اللبنانية بها .في نفس المؤتمر دعا حسن نصر الله الحكومة الإس ارئيلية للتفاوض فتمام تبادل للأسرى و هددها بأن قوات حزب الله جاهزة للتصعيد إذا بادرت هي بالتصعيد. 4
يذكر في ذلك الوقت ان عدد الأسرى اللبنانين في السجون الاس ارئيلية كان يبلغ حوالي 250معتقلا .وتأتي أهمية العملية في توقيتها الذي يوافق فترة عملية أمطار الصيف التي شنت فيها القوات الإس ارئيلية عدوانا عسكريا على قطاع غزة إثر اختطاف عناصر مقاومة فلسطينية لجندي إس ارئيلي أسي ار وفي هذه العملية تم تدمير الكثير من البنية التحتية الفلسطينية في القطاع وقصف مباني السلطة الفلسطينية وو از ارتها على م أرى من العالم وسكوت الحكومات العربية .هذه العملية وتبعاتها تعيد أيضا قضية \"نزع سلاح حزب الله\" المطلب الأمريكي من الحكومة اللبنانية والذي كان يناقش في جلسات الحوار الوطني اللبناني لتحديد كيفية اتخاذ ق ارر الحرب والسلم في لبنان وقضية السيطرة على الحدود الجنوبية للبنان .من ناحية اقليمية يعتبر الكثيرون حزب الله مجرد أداة بيد السياسة الإي ارنية وحليفتها في المنطقة الحكومة السورية وأن معظم عملياتها تأتي بإيعاز خارجي إي ارني سوري خصوصا في وقت يضيق الخناق به على إي ارن وسوريا. أهداف الحرب أعلنت إس ارئيل مباشرة أن أهداف العملية هي: الأهداف المعلنة المباشرة : -1تدمير حزب الله ونزع سلاحه ،بما يسهل عملية انتقال لبنان كليا إلى القبضة الأمريكية .وتحرير يد إس ارئيل بعد تخليصها من تهديد صواريخ. -2تحرير الأسرى الجنود الإس ارئيليين ،بعد رفض أي عملية تبادل مع حزب الله. -3تطبيق ق ارر مجلس الأمن رقم 2559بما فيه من نشر الدولة سيطرتها على الجنوب ،ونشر الجيش على الحدود في صيغة تجعل منه حرساً للحدود مع إس ارئيل. الأهداف الغير مباشرة : -1استعادة قدرة الردع الإس ارئيلية بعدما تآكلت منذ العام .1000 -2توفير الظرف المناسب لأميركا للانطلاق إلى الشرق الأوسط الجديد عبر: 5
تطويع الإ اردة السورية للق ارر الأميركي عن طريق وضع لبنان برمته في موقع الرفض لها ،ثم \"المحاصرة لها\" بعد اجتثاث الفريق اللبناني الوحيد الذي يجاهر بتحالفه معها. -3قطع الأط ارف الإي ارنية الخارجية وابعاد السيف الذي قد تسله إي ارن على إس ارئيل انطلاقاً من لبنان، وفرض واقع يمكن من التمدد إلى الوضع الإي ارني لنقل رسالة واضحة للجميع \"انتهى عهد الممانعة للق ارر الأميركي في الشرق الأوسط\" وعليكم الانصياع ليس في الملف النووي فحسب بل في كل شأن أو أمر يعني إي ارن داخلياً أو خارجيا ،إذا كان من شأنه أن يؤثر على الق ارر الأميركي في أي وجه. وهنا نذكر أن إعادة صياغة الشرق الأوسط على أنقاض معاهدة سايكس بيكو تعني أمريكيا :الإمساك بالق ارر والسيطرة في دول الشرق الأوسط التي كانت خارج بيت الطاعة والتبعية الأميركية ،ثم إقامة الأنظمة السياسية الخاضعة من الع ارق إلى فلسطين إلى لبنان. تقسيم الدول الشرق أوسطية الكبرى إلى دول طائفية أو عرقية صغيرة لا تملك مقومات الدولة القادرة على حماية ذاتها أو الاستم ارر من غير دعم خارجي معين خاصة في المجال الأمني. أما عسكريا فيكون على الحكومات الجديدة أن لا تفكر في إنشاء جيوش القتال ،إذ إن أميركا واس ارئيل هما وحدهما اللتان لهما الحق في ذلك ،أما الآخرون فليس لهم أكثر من جيش/شرطة لقمع الشعب ومنع أي حركة رفض للسياسة الأمريكية في الداخل. الخطط الرئيسية للعدوان الإسرائيلي علي لبنان الخطة العسكرية الميدانية للعدوان على لبنان: ( )3الخطة الأولي :مرحلة القصف التدميري تدمير شبكة المواصلات اللبنانية من الجنوب واليه واقفال كل المنافذ التي تصل لبنان بالخارج (ب ار وبح ار وجوا) لهدف أساسي هو قطع أي نوع من الإمداد لحزب الله كهدف مباشر ،والتضييق على المواطنين لحملهم على الانتفاضة ضد المقاومة كهدف غير مباشر. اغتيال قادة حزب الله في منازلهم بتدميرها عليهم ،ثم الانقضاض على م اركز القيادة والاتصال لشل الحركة وتفكيك التنظيم عبر الفتك بقيادته وخلق الفوضى والتشتت في التنظيم. تدمير البنية اللوجستية للمقاومة وكل ما يعتقد بأنه مخزن أو مستودع أو قاعدة اتصال للمقاومة. 6
إحداث المجازر والتضييق على السكان لحملهم على التحلل من المقاومة أو الضغط عليها ،ما يؤدي إما إلى \"موتها\" عبر تجفيف المياه عن السمكة (المقاومة) أو خنق السمكة بضغط المحيط عليها. إنهاء المرحلة بوضع تكون فيه المقاومة مقطعة الأوصال ،مشلولة الفعالية ،متناثرة الأشلاء. مرحلة القضاء على المقاومة في لبنان تقوم القوات البرية بعملية اجتياح سريعة سهلة وغير مكلفة تكون غايتها \"تنظيف م اركز المقاومة\" وتجريد من تبقى من مقاتليها من سلاحه -إن أبقي عليهم أحياء -وسوقهم بعد ذلك إلى \"المحاكمة العادلة\" بالمنطق الأميركي، واستعادة تجربة \"معتقل أنصار\" في الحد الأدنى أو غوانتانامو على الأرجح لأن هذه المرحلة ضرورية ولازمة بكل تأكيد بمنطق ورؤية إس ارئيل وأميركا للتخلص من \"المقاومة الإسلامية\" وجوداً وفعالية ثم فك اًر ونمواً أو إعادة بناء، لأن لبنان من غير ذلك لا يمكن أن ينتقل كلياً إلى القبضة الأميركية الإس ارئيلية من غير الحاجة إلى قوات عسكرية دائمة فيه ،والاجتياح البري ضرورة حتمية في الخطة لأن إس ارئيل وأميركا تعلمان أن الطي ارن والمدفعية لا تمسك أرضا ولا تحقق نص اًر ناج از ،على أن يكون الاجتياح في الحد الأدنى إلى نهر الزه ارني مع احتمال تطويره إلى نهر الأولي أو أبعد وفقاً للنتائج المتحققة والثمن المدفوع. استكمال تدمير بنية حزب الله لاجتثاثه كلياً في الصيغة المدنية المؤسساتية ،على نمط \"اجتثاث البعث\" التابع لصدام حسين في الع ارق (طبعاً مع الفارق الجذري في الشبه بينهما أو حتى المقارنة) للقول للشعوب بعد ذلك :لا تفكروا في مقاومة مشروعنا ،فكما كانت حرب أكتوبر/تشرين 2991آخر الحروب النظامية مع إس ارئيل ،تكون حرب 1002ضد حزب الله آخر الحروب غير التقليدية التي تواجهها إس ارئيل وأميركا في الشرق الأوسط ،على أن يصار بعد ذلك إلى تعميم ثقافة منع تكوين المقاومة الشعبية ثم حظر تزويدها بالسلاح أو تدريبها في أي مكان آخر للتخلص نهائياً من هذا الخطر. المرحلة الأولى دمرت إس ارئيل كل ما تستطيع تدميره وفقاً لخطتها ،واستهدفت كل ما كان معداً من قبلها عبر ما يسمى \"بنك الأهداف\" وعددها 010هدفاً تقع في توصيف الأهداف المدنية ذات الصلة بالبنية التحتية اللبنانية ،إضافة إلى منازل عدد كبير من المسؤولين في المقاومة الإسلامية ومق ارت القيادة ،ووسائط الاتصال وهوائيات الإرسال. وكان نصيب الطرقات والجسور كبي اًر في عملية التدمير من الجنوب إلى الشمال ،وتسبب القصف التدميري بارتكاب المجازر بحق المدنيين بتحطيم البيوت على رؤوس ساكنيها وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، (أحصي عدد القتلى بعد 2أيام من العدوان فتبين أنه 100منهم 211طفلاً دون الثامنة من العمر ،ووصل العدد بعد شهر إلى 2212قتيلا). 7
ظهر أن المقاومة لم تكن غافلة عن النوايا الإس ارئيلية ،فاتخذت من التدابير ما جنب بنيتها وأسلحتها وقيادتها أي ضرر من \"الفتك الإس ارئيلي التدميري\" ،ما أحدث الصدمة لدى إس ارئيل إذ تبين لقيادتها أن أعمال القصف لم تحقق شيئا جوهرياً من أهداف الخطة ،حيث استمرت على جهوزيتها القتالية والقيادية والبنوية ،وتأكد ذلك عندما انتقلت المقاومة في اليوم التالي لاستعادة المبادرة بعد استيعاب العدوان ،وبدأت تطبيق سياسة \"الردع الدفاعي\" باستهداف العمق الإس ارئيلي بالصواريخ ،ما مكنها من أن تلحق بإس ارئيل خسائر مادية وبشرية لم تلحق بها منذ أن اغتصبت فلسطين عام ،2908خاصة بعدما وصل القصف إلى حيفا ،وامتلكت زمام المبادرة في الميدان. نتائج المرحلة الأولى فشل إس ارئيلي في تحقيق أهداف الخطة في المرحلة الأولى. ظهور قد ارت عسكرية هامة لدى المقاومة فاجأت إس ارئيل على أكثر من صعيد ميداني عملي أو استخبا ارتي أو أمني ،والأخطر الرد الصاروخي على العمق الإس ارئيلي وبشكل دقيق. أما على الصعيد العسكري الإست ارتيجي فإن فشل سلاح الجو في تحقيق الأهداف المحددة يمكن أن يؤشر إلى عدم جواز اعتماد نظرية \"الحسم الجوي للأهداف المركزية\" . المرحلة الثانية -رغم أن إس ارئيل تأكدت من أن المرحلة الأولى لم تحقق أهدافها خاصة مع ظهور فعالية القوة النارية والمستوى المعنوي للمقاومة ،فقد دفعت إلى المتابعة بعدما وجدت نفسها في مأزق شديد يفرض عليها الخيار بين: -التوقف عن القتال ما يعني انهيار المشروع وتكون الكارثة السياسية على أميركا وكل أتباعها. -المتابعة بالانتقال إلى المرحلة الثانية متجاوزة إخفاقها في المرحلة الأولى ،ما يستلزم إضافة هدف جديد إليها يتمثل في إعادة الاعتبار إلى جيشها بعد الإخفاقات الجوهرية والخسائر التي تكبدتها في المرحلة الأولى منذ أسر الجنود ،إلى تدمير الدبابات من نوع ميركافا (من أفضل المدرعات في العالم) ،إلى تدمير البارجة ساعر (ذات القد ارت المميزة عسكرياً في النار والم ارقبة والحماية) ،إلى الإخفاق الاستعلامي وما يلحق به .وقد ألزمت بالمتابعة بق ارر أميركي وضغط من بعض العسكريين في الداخل. أما التنفيذ الفعلي للمرحلة الثانية فقد كان محكوماً بحذر إس ارئيلي عسكري شديد ،إذ إنها تيقنت في المرحلة الأولى من مدى عجزها عن معرفة حقيقة وطبيعة الخصم ،لذلك كان لا بد لها من عملية كشف أو سبر الغور أو جس نبض المقاومة لمعرفة قد ارتها الحقيقية في الميدان وفي قتال المواجهة ،وللوقوف على حجم الثمن الذي عليها أن تدفعه في معرض تنفيذ المرحلة الثانية تلك. فقررت أن تكون المرحلة مسبوقة بعملية \"استطلاع بالقوة\" كما هو معتبر في العرف العسكري .وقد اختارت العمل في القطاع الأوسط من الجبهة لأنه المحور الأفضل لها عسكرياً وسياسيا (فالقطاع الشرقي يجعلها في تماس مع 8
سوريا ،وهي لا تريد ذلك في تلك المرحلة من م ارحل الحرب ،والقطاع الغربي يعطي م ازيا أكبر لعمل المقاومة) لذلك كان اختيار مكان الاجتياح البري هو العمل في القطاع الأوسط وكانت منطقة مارون ال ارس-عيترون -بنت جبيل هي المنطقة التي وقع عليها الاختيار لتنفيذ المهمة ،ودفعت بقوة مدرعة بحجم كتيبة لإج ارء عملية الاستطلاع والتوغل باتجاه بنت جبيل ،وكانت تتوخى من ذلك هدفاً مباش اًر هو كما ذكرنا ،وهدفا غير مباشر هو تقديم إنجاز عسكري سريع عبر احتلال هذه المدينة التي تعتبر العاصمة التاريخية لجبل عامل وذات قيمة عقائدية وفكرية في الجنوب وعند المسلمين الشيعة. نتائج المرحلة الثانية مواجهة عكسية ضارية أبداها رجال المقاومة أوقعت الخسائر الجسيمة في القوى المتسللة إلى الحد الذي فرض على القوة المتسللة أربعة أيام من القتال للتمكن من التقدم 2100م داخل الأرض اللبنانية وبجبهة كيلومتر واحد، وتكبدت 9قتلى و 10جريحا ودمر لها 5دبابات ميركافا ،مقابل 1شهداء للمقاومة .وكانت صفعة بالغة الخطورة وّجهت لإس ارئيل ما جعلها في حال الصدمة. اعتماد رجال المقاومة أسلوب قتال يعتمد على المواجهة المباشرة والتصدي للقوات المتسللة ،وهو يختلف عن كل التقنيات وأساليب قتال العصابات القائمة على مبدأ \"تجنب المواجهة المباشرة\" (الفر في التقدم ،والكر في السكون والت ارجع) .هذا الأسلوب حمل العدو على القول بأننا لا نحارب مليشيا بل لواء من القوات الخاصة-قوات النخبة من الجيش الإي ارني ،وذلك ليخفف من حجم الهزيمة التي لطخت وجهه في مارون ال ارس. عدم تأثير دخول العدو إلى مارون ال ارس على أداء المقاومة وتحركها وفعالية المواجهة والرد والقصف ،إذ ثبتت المقاومة على ما كانت عليه عسكريا ومعنوياً من غير أي تبدل. وبالخلاصة خرجت إس ارئيل من عملية جس النبض بمحصلة مفادها أن تنفيذ المرحلة الثانية كاملاً يعني أن عليها دفع ثمن ليس بالقليل ،ما أدى إلى رفع الأمر إلى السلطة السياسية لتتخذ الق ارر وتكون المسؤولة عنه ،إذ إن الجيش لم يكن بمقدوره تحمل المسؤولية في هذا الشأن. ( )3الخطة الثانية :حرب إعادة الاعتبار 9
بنتيجة معركة مارون ال ارس تغير الموقف تماماً وأصبحت الحرب أو الاستم ارر فيها حاجة إس ارئيلية خطيرة وجذرية تتمثل في إنقاذ صورة الجيش الإس ارئيلي .وانقلبت المعركة إلى معركة حياة أو موت كما يقول شمعون بيريز نائب رئيس الوز ارء الإس ارئيلي. وهنا تلاقت المصلحتان الإس ارئيلية والأمريكية واتخذ الق ارر بالمتابعة ،وأجهضت أمريكا كل الفرص لوقف إطلاق النار وشجعت إس ارئيل على المتابعة واعدة بالدعم العلني في كل شيء ..وكان الق ارر الصعب :المتابعة للتعويض. فتقرر استئناف العمل على المحور ذاته رغم الخسارة ،ما أدى إلى ملحمة بنت جبيل حيث كان للمقاومة تكتيك آخر انتهى اعتماده إلى خسائر بشرية ومادية فادحة في صفوف الإس ارئيليين ،ما حملهم على تغيير محور العمل وانتقلوا إلى عيتا الشعب ،ولم يكن حظهم هناك أفضل بل كانت الخسائر أشد وأدهى ،فغيروا محور العمل ثانية وانتقلوا إلى محور الطيبة مرو ار بالعديسة وكان الإخفاق حليفهم .هنا أروا الحاجة إلى عمل استع ارضي يخفي الإخفاقات الشديدة التي حدثت فاعتمدوا العمل خلف الخطوط بإن ازل في بعلبك بقصد خطف قيادي من حزب الله ،وأخفقت العملية أيضا عندما تبين أن من خطفتهم القوة الإس ارئيلية مواطنون لا علاقة لهم بالحزب ولا عهد لهم باستعمال سلاحه .وعندما تكررت عملية الإن ازل في صور كانت النتيجة واحدة :الإخفاق. لقد احتار الجيش الإس ارئيلي في اعتماد أي مدخل ميداني يحقق عبره الإنجاز العسكري الذي يمكنه أن يقول إنه انتصر في الحرب ولو جزئياً ،ولكن تبين له أن الأمر بات في حكم المستحيل بعد 28يوماً من بدء الحرب، خاصة بعدما بدأ يتلمس الإست ارتيجية العسكرية الفريدة من نوعها للمقاومة 11
أسلحة العدوان الإس ارئيلي الأسلحة المستخدمة في الحرب صواريخ: أسلحة المقاومة اللبنانية -2ساعر 5 -1باتريورت صواريخ: -2كاتيوشا -1كروز -الطائ ارت: -1فجر -2إف 25 -1رعد -1إف 22 -1أباتشى -ار بي جي 39 - سى 802 -القنابل: ستنجر JDAM العنقودية -كورنيت المضاد للمدرعات -الدبابات :ميركافا -الطائ ارت :المرصاد 2 جرائم العدوان الإسرائيلي على لبنان 6002 إستهداف المدنيين اللبنانيين : حدث أثناء الحرب نزوح أعداد كبيرة من اللبنانيين قدر عددهم بنصف مليون نازح لبناني من مناطق القتال فقد استقبلت مدينة صيدا أكثر من مئة ألف نازح لبنانى وتوجه قسم كبير إلى سوريا وبلاد أخرى وتم إجلاء نحو 1000من الرعايا الأجانب إلى سوريا وقبرص وقتل أثناء النزوح 28مدنيا لبنانيا في قصف إس ارئيلي على موكبهم شهد الهجوم الإس ارئيلي دعما كاملا من قبل الحكومة الأمريكية وحلفائها فقد ذكرت العديد من الصحف الأ مريكية في ذلك الوقت أن واشنطن تكثف جهودها لإرسال قنابل موجهة بالغة الدقة إلى إس ارئيل التي طلبت تسريع الصفقة بعدما بدأت هجومها على لبنان ورفضت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندولي از اريس الدعوات الدولية لوقف فوري لإطلاق النار في لبنان مما دفع إلى القول إن عملية إس ارئيل كانت 11
مدروسة ومبيتة وتنتظر الولادة ،وسارعت كونديلي از اريس إلى القول أن القتل في الشرق الأوسط هو مخاض الشرق الأوسط الجديد . حدث اثناء القصف الإس ارئيلي للبنان تدمير واسع النطاق للمنازل ومؤسسات الرعاية الصحية والمدارس والطرق والجسور ومستودعات الوقود وانقطاع خطوط إمدادات الغذاء. نهاية الحرب و نتائج العدوان الإسرائيلي 6002 أطلقت إس ارئيل في الثاني عشر من تموز 1002العنان لآلة حربها المدمرة على لبنان وظل ُينظر وباستغ ارب إلى الاستهداف المتعمد للبنية التحتية والسكان المدنيين وأسلوب الدمار الممنهج الذي اتبعته هذه القوات ،ولكن واقع الأمر أن ما قامت به إس ارئيل هو تجربة لاست ارتيجية عسكرية لعقيدة قتال وضعتها الولايات المتحدة عرفت باسم \"الرعب والصدمة\" تهدف إلى الاستغلال الأمثال لقد ارت الأسلحة المتطورة ،وكان من المفترض تجربة وتنفيذ هذه العقيدة في غزو الع ارق عام 1001بعد أن عرضها دونالد ارمسفيلد وزير الدفاع الأمريكي على الرئيس بوش والذي وافق عليها ،ولكنها لم تنفذ وبالتالي لم تدمر البنية التحتية للع ارق نسبة لنوايا أمريكا للبقاء فيه وحاجتها إلى هذه البنية للاستفادة منها في م ارحل العمليات اللاحقة ومنذ ذلك الوقت لم تتح أي فرصة لتطبيق هذه الاست ارتيجية والعقيدة حتى سمحت الفرصة لتطبقها إس ارئيل في لبنان . يتمثل مفهوم الرعب في كثافة وحجم القوة المستخدمة ،أما الصدمة فتتمثل في نتائج هذا الاستخدام ويتم هذا المفهوم باستخدام مزيج من الأسلحة فائقة الدقة من الجو مع ضربات جوية وبرية وبحرية متواصلة على الوحدات المتحركة أو أي أهداف مختارة وفرض الهيمنة والسيطرة السريعة بفضل الاستغلال الكامل لخصائص وقد ارت وتقنيات الأسلحة الحديثة وحركتها ودقتها العالية وكثافة التدمير حتى لا تترك للخصم أي فرصة أو مجال للقتال أو الصمود بل الوصول إلى انعدام الرغبة في مواصلة القتال والتفكير في الانصياع والاستسلام. ويعتمد تطوير عمليات عقيدة الرعب والصدمة ومنذ الم ارحل الأولى لها على معرفة وتحديد الأهداف المهمة عسكرية ومدنية وأسبقية تدميرها أو عزلها مع مواصلة الإزعاج بالقصف والاستطلاع لجمع المزيد من المعلومات المفصلة واستم ارر الوتيرة العالية للعمليات وتنوع المصادر المستخدمة في التدمير ولإيجاد حالة من الإحباط والفزع ودفع الخصم بالقوة للوصول إلى حالة من الضعف التام وعدم القدرة على التصدي والعجز عن الدفاع. 12
-ثمة فشل استخباري إس ارئيلي فاضح في تقدي ارته لقد ارت حزب الله وفي فشله في اخت ارق بنيتة التنظيمية وكشف أماكن تواجد قادته ومنصات صواريخه. بعض نتائج العدوان -ثمة مفاجأة في قدرة المقاومة على امتصاص الضربات الجوية ،وعلى إيصال صواريخها إلى العمق الإس ارئيلي حتى تل أبيب ،التي هدد سماحة السيد بقصفها إذا قصفت بيروت ،فكان أن وافق الصهاينة على وقف إطلاق النار ربما ليس خشية من قصف تل أبيب بل ربما خشية من تصعيد يصعب توقيفه وربما خشية أن يطال القصف ما بعد تل أبيب كمفاعل ديمونا. -ثمة مفاجأة في هشاشة دبابة المركافا -الدبابة الأولى تصفيحا في العالم -أمام مضادات الدروع التي تمتلكها المقاومة . -عجز إس ارئيل عن التقدم في الأرض اللبنانية في المعارك البرية ،برغم كل قوات النخبة التي تم زجها في المعركة ،وبرغم الكم الضخم لعدد القوات مقارنة بمقاتلي المقاومة. -ثمة صدمة هائلة لدى القيادات العسكرية والسياسية الإس ارئيلية لدرجة إقدام رئيس هيئة الأركان على إقالة قائد المنطقة الشمالية أوري آدم أثناء الحرب ،وهو ابن نائب رئيس هيئة أركان سابق قتل على أيدي المقاومين. -مدت الولايات المتحدة إس ارئيل بكل وسائل الدعم السياسي والعسكري وأقامت جس ار جويا للصواريخ الذكية والذخيرة علها تحقق لإس ارئيل انتصا ار في القضاء على حزب الله. التحركات وردود الأفعال الدولية صدور ق ارر مجلس الأمن: تعتبر هذه الخطة الأسوأ في تاريخ الحروب والأقل أخلاقية فيها ،إذ إن الحكومة الإس ارئيلية التي قبلت ق ارر مجلس الأمن وقف الأعمال العسكرية استمهلت أميريكا يومين أو ثلاثة لتتابع هذه الأعمال علها تستطيع أن تحقق شيئاً على الأرض .كانت تقول إنها ستصل إلى الليطاني مهما كان الثمن لأن في هذا الأمر إنقاذا للمسؤولين السياسيين والعسكريين الذين هزموا في الحرب. موقف الحكومة اللبنانية: 13
فؤاد السنيورة رئيس وز ارء لبنان دعا إلى وقف فوري لاطلاق النار ولم يتطرق السنيورة على الإطلاق لفكرة ان الهجوم الإس ارئيلي موجه إلى حزب الله فقط بل تحدث عن تعرض لبنان كدولة إلى عدوان غير مبرر واعرب عن إستعداد الحكومة \"لبسط سلطتها على جميع الا ارضي اللبنانية بدعم من الأمم المتحدة\" موقف الجامعة العربية في 25يوليو 1002عقد وز ارء الخارجية العرب اجتماعا طارئا بدعوة من امين عام جامعة الدول العربية ، عمرو موسى في القاهرة لمناقشة الهجوم الاس ارئيلي على لبنان وت أرس الجلسة حسين الشعالي ،وزير الدولة للشؤون الخارجية لدولة الإما ارت العربية المتحدة الذي صرح بعد الجلسة \"ان الأمم المتحدة هي المكان الذي يجب قصده من اجل وقف الهجوم\" واعتبر حسين الشعالي ق ارر الجامعة العربية هذه \"وقفة تاريخية رغم الاختلافات وذلك لحرص الجميع على ضرورة انجاح الاجتماع ووقف الهجوم على لبنان\" . كانت مواقف السعودية و الكويت منتقدة لحزب الله و موقف سوريا وصرح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قبل الاجتماع الذي الذي حضره 28وزير خارجية عربي \" :ان بعض الجهات تتصرف بطريقة \"غير مسؤولة وغير مناسبة وغير متوقعة\" وجاء هذا الموقف متناغما مع موقف الرئيس المصري محمد حسني مبارك والعاهل الاردني عبدالله الثاني بن الحسين . موقف الأمم المتحدة تتلخص مطالب الأمم المتحدة بتنفيذ ق ارر مجلس الأمن رقم 2559الصادر في سبتمبر عام 1000الداعية إلى \"حل ونزع سلاح كافة الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية\" وكذلك \"بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على كافة أ ارضي لبنان\" .واقترحت الأمم المتحدة نشر قوة دولية في جنوب لبنان وقد طلب الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان بوقف فوري لاطلاق النار في لبنان ودان عنان حزب الله \"لإشعاله فتيل العنف الدائر في لبنان\" ،وانتقد في الوقت ذاته اس ارئيل بسبب \"الاستخدام المفرط للقوة\" . 14
الردود الرسمية لبعض الدول العربية والأجنبية : سوريا :قال فاروق الشرع ،نائب الرئيس السوري \"إن الاحتلال هو مصدر وسبب رئيسي للتحريض ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني ،لذلك هناك مقاومة لبنانية وفلسطينية والقول الفصل هو للمقاومة في فلسطين وجنوب لبنان، وهم يقررون ماذا يفعلون ،ولماذا يفعلون\" لبنان :اعلنت على لسان رئيس الوز ارء ،فؤاد السنيورة ،قوله إن \"حكومته ليست مسؤولة ،ولم تقر عملية اختطاف الجنديين الإس ارئيليين\". الأردن :أدان الملك عبد الله التصعيد الاس ارئيلي على الجبهة اللبنانية ،داعيا اس ارئيل إلى وقف العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية اللبنانية وشدد على اهمية بلورة موقف عربي موحد يقوي الحكومة اللبنانية ويساعد الشعب اللبناني ودعا إلى وحدة الشعب اللبناني لتجاوز هذه الظروف الصعبة . المملكة العربية السعودية :ألقت السعودية باللوم على \"عناصر\" في داخل لبنان في العنف مع اس ارئيل ،وقال بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية إن السعودية \"تود أن تعلن بوضوح أنه لا بد من التفرقة بين المقاومة الشرعية وبين المغام ارت غير المحسوبة التي تقوم بها عناصر داخل الدولة ومن و ارءها ،دون رجوع إلى السلطة الشرعية في دولتها ،ودون تشاور أو تنسيق مع الدول العربية ،فتوجد بذلك وضعاً بالغ الخطورةُ ،ي ّعرض جميع الدول العربية ومنج ازتها للدمار ،دون أن يكون لهذه الدول أي أري أو قول \".ويعتبر هذا الموقف انتقاد صريح على غير العادة موجه إلى جماعة حزب الله وأنصارها الإي ارنيين المغرب :قال الناطق الرسمي باسم الحكومة ،ان هذه العمليات العسكرية \"تشكل رد فعل غير مبرر ولجوء مفرط ومبالغ فيه للقوة لا يمكن ابدا تبريره تحت اي ذريعة كانت \"،واصفا اياها بأنها \"تصعيد عسكري خطير سيعمق من ماساة والام المواطنين المدنيين\". الولايات المتحدة الأمريكية :أكد جورج بوش ،على حق إس ارئيل في الدفاع عن نفسها ،وانتقد حزب الله لتقويضه جهود السلام في منطقة الشرق الأوسط ،محملا سوريا مسؤولية تدهور الأوضاع بسبب إيوائها قيادات حماس وعلاقتها بحزب الله . 15
الاتحاد الأوروبي :دعا الاتحاد الأوروبي ،حزب الله إلى الإف ارج عن الجنديين الإس ارئيليين ،مناشدا جميع الأط ارف احت ارم الخط الحدودي الأزرق بين إس ارئيل ولبنان . فرنسا :وصف وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ،الهجمات الاس ارئيلية على لبنان ،والتي شملت قصف مطار بيروت بأنها \"عمل حربي غير متناسب\" .و حملت باريس حزب الله مسؤولية اندلاع الأعمال الحربية بين لبنان واس ارئيل ولكنها نددت بالرد \"غير المتناسب\" .وتساءل الرئيس الفرنسي جاك شي ارك عما إن كانت هنالك \"نية لتدمير لبنان\". روسيا :دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كل الأط ارف المعنية بالتصعيد ال ارهن إلى وقف فوري للعمليات العسكرية .ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية عن بوتين قوله إن الدول الصناعية الثماني قررت إد ارج الوضع في لبنان على قمتها غدا في روسيا. اليابان :قال رئيس الوز ارء الياباني جونيتشيرو كويزومي ،أتفهم غضب إس ارئيل إ ازء الهجوم على شعبها لكني مازلت أفضل أن تأخذ في الاعتبار بشكل كاف أهمية مستقبل السلام عند ردها\"، 16
ملراجللللع البحللللللث كتاب :العدوان الإس ارئيلي علي لبنان الخلفيات والابعاد الدكتور :خليل حسين مدير الد ارسات في مجلس النواب اللبناني -استاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية والدبلوماسية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية -استاذ محاضر في كلية القيادة والاركان/الجيش اللبناني دار المنهل اللبنتني -الطبعة الاولى ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتاب حرب الـ 22يوما الحرب الاس ارئيلية الاخيرة على لبنان (.)3226 تأليف جلبرت أشقر _ كاتب لبناني ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ كتاب دروس مستخلصة من حرب أكتوبر ( تموز )3226 عدنان أبو عامر الناشر مركز الزيتونة – الطبعة الأولي
Search
Read the Text Version
- 1 - 21
Pages: