Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore المادة العلمية آصرة

المادة العلمية آصرة

Published by raghadalsunbul, 2020-11-20 06:28:56

Description: المادة العلمية آصرة

Search

Read the Text Version

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬ ‫برنامج اسرة غيث الأول \"آصرة\" لعام ‪1442‬هـ‬ ‫( َوإِ َذا َسأَ َل َك ِع َبا ِدي َعنِي فَإِنِي َق ِري ٌب أُ ِجي ُب َد ْع َوةَ ال َّدا ِعي إِ َذا َد َعانِي َف ْل َي ْستَ ِجيبُوا ِلي َو ْليُ ْؤ ِمنُوا بِي لَ َع َّل ُه ْم يَ ْر ُش ُدو َن)‬ ‫[البقرة‪]186:‬‬ ‫الله وحده يعلم أنك لا تدعي الحزن ولا تميل إلى الكآبة ‪ ،‬وحده يفهم أن داخلك ُمتعب وقلبك يملئه‬ ‫الضجيج والألم ‪ ،‬الله وحده يستمع حينما لا يُنصت الجميع ‪ ،‬وحده يبقى عندما يقرر ال ٌكل أن يرحل ‪،‬‬ ‫بابه دائ ًما مفتوح وإن أُغلقت كل الأبواب بوجهك ‪ ،‬الله وحده يكترث ‪ ،‬الله وحده سينقذك ‪.‬‬ ‫هذه الدنيا طبعت على كدر‪ ،‬ولا يقضي الإنسان من خطر‪ ،‬ومن أمراض ومصائب‪ ،‬وأحداث‬ ‫وأحزان‪ ،‬وهموم وغموم‪ ،‬وظلم وفتن‪ ،‬وبغي وعدوان؛ ولكن الله ‪-‬من رحمته ولطفه‪ -‬جعل للناس‬ ‫وفتح لهم باباً للرحمة يتن ّفَ ُسون فيه‪ ،‬ألا وهو الدعاء‪.‬‬ ‫المحور الأول‬ ‫‪-1‬رهف ‪ -2‬رنده ‪ -3‬شادن ‪ -4‬مريم‬ ‫يَ ْ َسرأَ َل ُش َُدكو َِعن َب)ا‪ِ،‬د[ي‪َ ]6‬ع ِن‪-3‬يو َفقإِد ِن قيا َقل ِراليسٌبعأدُ ِجيي ف ُبي َد ْسعبَوةَبالن َّدازوعِلِإ َذاهذ َده َعاالآِنيةفَ ْلإيَن ْسهتَا ِجنيبُزلوات ِل ريداً‬ ‫( َوإِ َذا‬ ‫قال ‪-‬تعالى‪:-‬‬ ‫َل َعلَّ ُه ْم‬ ‫َو ْليُ ْؤ ِمنُوا ِبي‬ ‫على تساؤل بعض الصحابة عن الله ‪-‬تعالى‪-‬؛ فقالوا للنبي ‪-‬عليه الصلاة والسلام‪\" :-‬يا رسول‬ ‫الله‪ ،‬أقريب ربنا فنناجيه‪ ،‬أم بعيد فنناديه؟\"‪ ،‬فب َّينت الآية الكريمة أن الله ‪-‬تعالى‪ -‬قريب‪ ،‬ورقيب‪،‬‬ ‫وشهيد‪ ،‬يعلم ما يُسر الداعي في َصدره‪ ،‬وما يُعلن‪ ،‬فيُجيبه‪ ،‬ويُعطيه‬ ‫‪-2‬الدعاء مخ العبادة وخلاصتها‪ ،‬يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم ‪\" :‬الدعاء مخ العبادة \"‬ ‫‪-4‬فهو يرد القدر تقول عائشة ‪-‬رضي الله عنها‪ -‬قال رسول الله ‪-‬صلى الله عليه وسلم\" ‪-:‬لا ي ُر ُّد‬ ‫القضا َء إلا الدعا ُء‪ ،‬ولا يزيد في العُ ُم ِر إلا البِ ُّر\"‪-1 ،‬وفي الحديث‪ ،‬عنه ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬قال ‪:‬‬ ‫\"لا يغني حذ ٌر عن ق َد ٍر‪ ،‬والدعاء ينفع مما وقع ومما لم يقع‪ ،‬وإن البلاء لَينزل فيتلقاه الدعاء‬ ‫فيتعالجان إلى يوم القيامة ‪\".‬‬ ‫‪-2‬وهو طريق الأنبياء والمرسلين والتابعين لهم‪ ،‬قال ‪-‬تعالى‪ -‬عن أنبيائه( ‪ِ :‬إ ّنَ ُه ْم َكانُوا يُ َسا ِر ُعو َن فِي‬ ‫ا ْل َخ ْي َرا ِت َو َي ْد ُعونَنَا َر َغباً َو َر َهباً َو َكانُوا َل َنا َخا ِش ِعي َن[ )الأنبياء‪]90:‬‬ ‫‪-4‬وهو طريق النجاة والخلوص من المضايق‪ ،‬يقول الله ‪-‬ج َّل وعلا( ‪َ -:‬ولَ َق ْد أَ ْر َس ْل َنا ِإلَى أُ َم ٍم ِم ْن قَ ْب ِل َك‬ ‫فَأَ َخ ْذ َنا ُه ْم ِبا ْل َبأْ َسا ِء َوال َّض َّرا ِء لَعَ َّل ُه ْم َيتَ َض َّر ُعو َن[ )الأنعام‪-2 ،]42:‬فيبتلي الله عباده ببعض ما يبتليهم به‬ ‫لينيبوا إليه‪ ،‬ويرجعوا إليه‪ ،‬وقد أخبر ‪-‬جل وعلا‪ -‬عن الكفار أنهم في شدائدهم يخلصون لله دعائهم ‪,‬‬ ‫اأَ ْلَّنفُ ُْله ْم ِكأُ َِوحي َج ََطر ْي ِب َِنه ْم ِب ِهَد ْم َع ِْبو ِاريَّلَّلحٍ َا‬ ‫قال ‪-‬جل وعلا‪ُ ( -:‬ه َو ا َّل ِذي يُ َس ِي ُر ُك ْم ِفي ا ْلبَ ِر َوا ْلبَ ْح ِر‬ ‫َطيِبَ ٍة‬ ‫َحتَّى ِإذَا ُك ْنتُ ْم فِي‬ ‫َو َف ِر ُحوا ِب َها َجا َءتْ َها ِري ٌح َعا ِص ٌف َو َجا َء ُه ْم ا ْل َم ْو ُج ِم ْن‬ ‫ُك ِل َم َكا ٍن َو َظنُّوا‬ ‫ُم ْخ ِل ِصي َن لَهُ ال ِدي َن لَئِ ْن أَ ْن َج ْيتَ َنا ِم ْن َه ِذ ِه لَنَ ُكونَ َّن ِم ْن ال َّشا ِك ِري َن * فَلَ َّما أَ ْن َجا ُه ْم إِذَا ُه ْم َي ْبغُو َن ِفي الأَ ْر ِض‬ ‫ِب َغ ْي ِر ا ْل َح ِق[ )يونس‪]23-22:‬‬

‫‪-1‬والدعاء خي ٌر كلُّه‪ ،‬في العاجل والآجل‪ ،‬يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم\" ‪-:‬ما ِمن عبد يدعو الله بدعوة‬ ‫ليس فيها مأث ٌم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله إحدى ثلاث‪ :‬إما أن يستجيب له دعوته‪ ،‬أو يصرف‬ ‫عنه من ال َّش ِر مثلها‪ ،‬أو ي َّدخر له من الأجر مثلها‪\".‬‬ ‫‪َ -3‬و َعن أَ ِبي َذ ٍر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم‪ِ :‬في َما َر َوى َع ِن الل ِه‬ ‫تَ َبا َر َك َوتَ َعا َلى‪ ،‬أَ َّنهُ قَا َل‪َ « :‬يا ِع َبا ِدي‪ِ ،‬إ ِني َح َّر ْم ُت ال ُّظ ْل َم َعلَى َن ْف ِسي‪َ ،‬و َجعَ ْلتُهُ َب ْي َن ُك ْم‬ ‫ُم َح َّر ًما‪َ ،‬فلاَ تَ َظا َل ُموا‪َ ،‬يا ِع َبا ِدي‪ُ ،‬ك ُّل ُك ْم َضا ٌّل إِلاَّ َم ْن َه َد ْيتُهُ‪َ ،‬فا ْستَ ْه ُدو ِني أَ ْه ِد ُك ْم‪َ ،‬يا‬ ‫ِع َبا ِدي‪ُ ،‬ك ُلّ ُك ْم َجا ِئ ٌع إِلاَّ َم ْن أَ ْط َع ْمتُهُ‪ ،‬فَا ْستَ ْط ِع ُمو ِني أُ ْط ِع ْم ُك ْم‪َ ،‬يا ِع َبا ِدي‪ُ ،‬كلُّ ُك ْم َعا ٍر إِلاَّ‬ ‫َم ْن َك َس ْوتُهُ‪ ،‬فَا ْستَ ْك ُسو ِني أَ ْك ُس ُك ْم‪َ ،‬يا ِع َبا ِدي‪ِ ،‬إ َّن ُك ْم تُ ْخ ِطئُو َن ِبال ّلَ ْي ِل َوال َّن َها ِر‪َ ،‬وأَ َنا أَ ْغ ِف ُر‬ ‫ال ُّذنُو َب َج ِمي ًعا‪ ،‬فَا ْستَ ْغ ِف ُرو ِني أَ ْغ ِف ْر َل ُك ْم‪َ ،‬يا ِع َبا ِدي‪ِ ،‬إ َّن ُك ْم َل ْن تَ ْبلُغُوا َض ِري َفتَ ُض ُّرو ِني‪،‬‬ ‫َو َل ْن تَ ْبلُغُوا َن ْف ِعي َفتَ ْنفَعُو ِني‪َ ،‬يا ِع َبا ِدي‪ ،‬لَ ْو أَ َّن أَ َّولَ ُك ْم َوآ ِخ َر ُك ْم‪َ ،‬و ِإ ْن َس ُك ْم َو ِج َّن ُك ْم‪َ ،‬كانُوا‬ ‫َع َلى أَ ْت َقى قَ ْل ِب َر ُج ٍل َوا ِح ٍد ِم ْن ُك ْم‪َ ،‬ما َزا َد َذ ِل َك فِي ُم ْل ِكي َش ْيئًا‪َ ،‬يا ِع َبا ِدي‪َ ،‬ل ْو أَ َّن أَ َّو َل ُك ْم‬ ‫َوآ ِخ َر ُك ْم‪َ ،‬و ِإ ْن َس ُك ْم َو ِج َّن ُك ْم‪َ ،‬كا ُنوا َعلَى أَ ْف َج ِر قَ ْل ِب َر ُج ٍل َوا ِح ٍد‪َ ،‬ما َنقَ َص ذَ ِل َك ِم ْن ُم ْل ِكي‬ ‫َش ْيئًا‪َ ،‬يا ِع َبا ِدي‪ ،‬لَ ْو أَ َّن أَ َّو َل ُك ْم َوآ ِخ َر ُك ْم‪َ ،‬وإِ ْن َس ُك ْم َو ِج َّن ُك ْم‪ ،‬قَا ُموا ِفي َص ِعي ٍد َوا ِح ٍد‬ ‫فَ َسأَلُو ِني‪َ ،‬فأَ ْع َط ْي ُت ُك َّل إِ ْن َسا ٍن َم ْسأَلَتَهُ‪َ ،‬ما َن َق َص َذ ِل َك ِم َّما ِع ْن ِدي‪ ،‬إِلاَّ َك َما َي ْنقُ ُص‬ ‫»ا ْل ِم ْخ َي ُط ِإ َذا أُ ْد ِخ َل ا ْل َب ْح َر‬ ‫‪-4‬قال النبي ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪( :-‬إ َّن ر ّبَكم َحي ٌّي كري ٌم يستَحي ِمن عب ِد ِه إذا رف َع ي َدي ِه إلي ِه‬ ‫بدع َوةٍ أن ي ُر َّد ُهما ِصف ًرا لي َس فيهما شي ٌء)‪ -1.‬وقوله ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ِ ( :-‬إ َذا َما َت الإ ْن َسا ُن‬ ‫ا ْنقَ َط َع ع ْنه َع َملُهُ إِلَّا ِمن ثَ َلاثَ ٍة‪ :‬إِلَّا ِمن َص َد َق ٍة َجا ِريَ ٍة‪ ،‬أَ ْو ِع ْل ٍم يُ ْنتَفَ ُع بِ ِه‪ ،‬أَ ْو َو َل ٍد َصا ِلحٍ َي ْد ُعو له)؛‬ ‫‪-4‬فقد بين الحديث أن الدعاء َن ْفعه عظيم يشمل الأحياء‪ ،‬والأموات‪ ،‬وأنه نَهج الأنبياء‪،‬‬ ‫والأصفياء ‪.‬‬ ‫‪-2‬والدعاء رب ٌح بلا ثمن‪ ،‬وغنيمة بلا عناء‪ ،‬وتجارة يملكها الغني والفقير؛ فالدعاء ممكن من كل غني‬ ‫أو فقير يدعو الله ويرجوه ويتضرع إليه فكم فُ ِّر َج به من َك ْر ٍب! وكم نُ ِّجي به ِّمن بلاء‪ ،‬و ُكشف به من‬ ‫ضرر! وكم استُو ِّج َب به ِّمن الرحمة والعفو من الله‪ ،‬والنعم الظاهرة والباطنة‪!..‬‬ ‫المحور الثاني‬ ‫‪ -5‬ثبات ‪ -6‬حصه ‪ -7‬سماء‬ ‫‪-6‬أن تُقبل على الله وأن تحضر قلبك في الدعاء ‪ ،‬وأن تستقبل القبلة ‪ ،‬وأن ترفع يديك تلح بالدعاء‬ ‫وتكرر ‪ -7،‬تبدأ بحمد الله والصلاة على النبي محم ٍد ﷺ ثم تدعو ‪،‬واستحباب أن تكون على طهارةٍ‬ ‫فهو أكمل ‪ -5،‬ختيار أحسن الألفاظ وأنبلها وأجمعها للمعاني وأبينها‪ ،‬ولا أحسن مما ورد في الكتاب‬ ‫والسنة الصحيحة‪ -6،‬فإن الأدعية القرآنية والأدعية النبوية أولى ما يدعى به بعد تفهمها وتدبرها‪º‬‬ ‫لأنها أكثر بركة‪ ،‬ولأنها جامعة للخير كله‪ ،‬في أشرف الألفاظ وأفضل العبارات وألطفها ‪،‬وهذه هي‬ ‫آداب الدعاء ‪،‬‬



‫طريقي إلي َك طريــ ُق الوضـــــوح ِ‬ ‫ولي َس التع ٌّر ُج والالتــــــــــــــوا ْء د‬ ‫عوتـُ َك أنت القري ُب إلـــــــــــــ َّي‬ ‫أ أحتا ُج يا خالقـــي ُوسطــــــــا ْء؟‬ ‫أ أطم ُع في حاجــــة ٍ من ســــوا َك‬ ‫وبي َن يدي َك يفي ُض العطــــــــــــا ْء‬ ‫المحور الثالث‬ ‫‪ -8‬هاجر ‪ -9‬شهد النقيب ‪ -10‬نور امجد ‪ -11‬نور رائد ‪ -12‬الزهراء‬ ‫‪ -9‬أخبرنا نبينا ‪-‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬أن أكل الحرام ولبس الحرام والتطلب للمكاسب الخبيثة أنه من‬ ‫أسباب منع الدعاء‪ ،‬يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم\" ‪-:‬إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا‪ ،‬وإن الله أمر المؤمنين‬ ‫بما أمر به المرسلين‪ ،‬قال ‪-‬تعالى( ‪َ -:‬يا أَ ّيُ َها ال ُّر ُس ُل ُكلُوا ِّم ْن ال َّط ّيِ َبا ِّت َوا ْع َملُوا َصا ِّلحاً ّإِنِّي ِبّ َما تَ ْع َملُو َن‬ ‫َع ِّلي ٌم)‪ ،‬وقال( ‪:‬يَا أَيُّ َها ا َلّ ِّذي َن آ َمنُوا ُكلُوا ِّم ْن َطيِّبَا ِّت َما َر َز ْقنَا ُك ْم\")‪ -10،‬ثم ذكر النبي ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪\" -‬الرجل يطيل السفر‪ ،‬أشعث أغبر‪ ،‬يمد يديه إلى السماء‪ :‬يا رب! يا رب! ومطعمه حرام‪،‬‬ ‫وملبسه حرام‪ ،‬وغذي بالحرام‪ ،‬فأنى يستجاب له؟‪!\".‬‬ ‫‪ -12‬فاحذر المكاسب الخبيثة مهما زينت لك‪ ،‬ومهما عظمت في نفسك ‪.‬‬ ‫‪ -8‬ومن أسباب منع استجابة الدعاء أيضاً الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم‪ ،‬فإن النبي ‪-‬صلى الله عليه‬ ‫وسلم‪ -‬يقول\" ‪:‬يُستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم\"‪ ،‬فإياك أن تدعو بإثم‪ ،‬بكلام سيء‪،‬‬ ‫ودعاء بالعدوان وقطيعة رحم وظلم‪!.‬‬ ‫‪ -11‬ومن موانعه الاستعجال في الطلب‪ ،‬اد ُع الله ووكل الإجابة إلى ربك‪ ،‬فالله أعلم بحالك وحال ما‬ ‫يصلحك‪ ،‬فهو أرحم بك من رحمة أمك بك‪ -12،‬فإذا دعوت الله فانتظر الإجابة‪ ،‬واعلم أن الدعاء‬ ‫بحد ذاته عبادة‪ ،‬فإن ُوفقت في دعاء الله فاحمد الله على هذه النعمة‪ -9،‬قال أمير المؤمنين عمر ‪-‬‬ ‫رضي الله عنه‪ :-‬إني لا أحمل هم الإجابة؛ ولكن أحمل هم الدعاء‪ ،‬فإذا ُو ِّف ْق ُت للدعاء توفقت بالإجابة‬ ‫‪.‬إن شاء الله ‪.‬‬

‫‪ -8‬لا تستعجل‪ ،‬دعوت يوماً أو شهرا أو سنة فانتظر الإجابة‪ ،‬ثم أنت في دعائك لربك أنت في عبادة‬ ‫وطاعة لله‪ ،‬يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم\" ‪-:‬يُستجاب لأحدكم ما لم يع ِّجل‪ ،‬يقول‪ :‬دعوت فلم يُست َجب‬ ‫لي؛ فيتحسر ويدع الدعاء‪!\".‬‬ ‫‪ -10‬ادع الله دائماً وأبدأ‪ ،‬واعلم أن الدعاء عبادة‪ ،‬وإن فتح عليك باب الدعاء والتضرع بين يدي الله‬ ‫‪.‬والإلحاح على الله فأنت في خير‪ ،‬وأنت في نعمة‪ ،‬المهم أن تكثر من الدعاء ‪.‬‬ ‫‪ -11‬ومن أسباب قبول الدعاء اعترافك بذنبك وخطئك‪ ،‬يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم\" ‪-:‬أذنب عبدٌ‬ ‫فقال‪ :‬اللهم إني ظلمت نفسي‪ ،‬واعترفت بذنبي‪ ،‬فاغفر لي‪ .‬قال الله‪ :‬علم عبدي أن له رباً يغفر‬ ‫ويعاقب؛ غفر ُت لعبدي‪\".‬‬ ‫‪ -12‬فاعترف بذنبك وإساءتك وتقصيرك‪ ،‬واسأل الله التوفيق والسداد‪ ،‬ادع الله أن يصلحك ‪ ،‬وادع الله‬ ‫أن يختم لك بخاتمة خير‪ ،‬وادع الله أن يكفيك شر الأشرار وكيد الفجار ‪.‬‬ ‫‪ -8‬واسأل ربك ما أحببت من خيري الدنيا والآخرة‪ ،‬فالله أكرم الأكرمين‪ ،‬وأرحم الراحمين‪ ،‬واجعل‬ ‫ه َّم دعائك أن تسأله الثبات على دينه‪ ،‬وأن تسأله أن يختم لك بخير‪ ،‬وأن تسأله الجنة وما قرب إليها‬ ‫من قول وعمل‪ ،‬يقول ‪-‬صلى الله عليه وسلم\" ‪-:‬لا يسأل بوجه الله إلا الجنَّة\"‪ ،‬فالجنة أغلى السلع‪،‬‬ ‫فاسأل الله بقولك‪ :‬اللهم إني أسألك بوجهك الكريم الجنة‪.‬‬ ‫‪ -9‬اسأل الله الجنة وما قرب إليها من الأقوال والأعمال‪ ،‬واستعذ به من النار وما قرب إليها من‬ ‫الأقوال والأعمال‪ ،‬وأكثر من الدعاء؛ فإن الله ‪-‬جل وعلا‪ -‬يسمع دعاءك‪ ،‬ويرى مكانك‪ ،‬ويعلم سرك‬ ‫‪ -11‬وعلانيتك‪ ،‬يقول الله في الحديث القدسي\" ‪:‬يا ابن آدم‪ ،‬إنك ما دعوتني ورجوتني غفر ُت لك ما‬ ‫كان منك ولا أبالي‪ ،‬يا ابن آدم‪ ،‬لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرت غفرت لك‪ ،‬يا ابن آدم‪ ،‬لو‬ ‫أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة‪\".‬‬ ‫‪ -10‬فنسأل الله العون والتوفيق والتأييد‪ ،‬والثبات على الحق‪ ،‬والاستقامة عليه‪.‬‬ ‫المحور الرابع‬ ‫‪ -6‬حصه ‪ -13‬مشاعل ‪ -14‬شهد عبدالكريم ‪ -15‬امل‬

‫( َوذَا ال ُّنو ِن إِذ َّذ َه َب ُمغَا ِضبًا َف َظ َّن أَن َلّن نَّ ْق ِد َر َع َل ْي ِه فَنَا َد ٰى ِفي ال ُّظلُ َما ِت أَن َّلا ِإٰ َلهَ إِ َّلا أَن َت ُس ْب َحا َن َك ِإ ِني‬ ‫ُكن ُت ِم َن ال َّظا ِل ِمي َن)‬ ‫‪ -15‬يونُ ُس عليه السلام عندما التقمه الحوت لم ييأس ولم يقنط ‪ ،‬لم يلجأ لنفسه واتكل عليها بل لجأ‬ ‫لربه في ظلمات جوف الحوت قائ ًلا\"لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين\" أقبل على ربه‬ ‫َلهُ‬ ‫ِم َن‬ ‫َو َن َّج ْينَاهُ‬ ‫‪َ (:‬فا ْستَ َج ْب َنا‬ ‫الاستجابة‬ ‫بفاء‬ ‫الجواب‬ ‫فأتاه‬ ‫‪،‬‬ ‫بخطيئته‬ ‫بتوحيده واللجو ِء إليه ثم الاعتراف‬ ‫ا ْل َغ ِم ۚ َو َك ٰذَ ِل َك نُن ِجي ا ْل ُم ْؤ ِم ِني َن)‬ ‫‪ -13‬وأيوب عليه السلام عندما صبر على مرضه بضعةَ عش َر سنة ونادى ُمستغيثًا بربه ‪َ ۞(:‬وأَ ّيُو َب‬ ‫َلهُ‬ ‫فَا ْستَ َج ْب َنا‬ ‫‪(:‬‬ ‫ِأَمنِني َم ُض ٍَّسرنِ ۖ َي َوآاتلَ ْي َنا ُّضهُ ُّرأَ ْهَوَلأَهُن َ َوت ِمأثَْ َلْرُه َمح ُم َّماعَل ُهَّرْما ِحَرِم ْيح ََمنةً) ِمفْأنتا ِهعناِدل َناج َووا ِذ ْكب َرب ٰفىاءِل ْلاعَلاابِ ِدسيت َنجا)ب‬ ‫ِإ ْذ َنا َد ٰى َر َبّهُ‬ ‫فَ َك َش ْف َنا َما ِب ِه‬ ‫‪ -14‬وزكريا عليه السلام إذ نادى ربه ليحقق مأمله ويرزقه بولد يكون خليفة له ‪َ (:‬و َز َك ِريَّا ِإ ْذ نَا َد ٰى‬ ‫َربَّهُ َر ِب َلا تَذَ ْرنِي فَ ْر ًدا َوأَن َت َخ ْي ُر ا ْل َوا ِرثِي َن) أتاه الجوا ُب بفاء الاستجابة ‪َ (:‬فا ْستَ َج ْبنَا لَهُ َو َو َه ْب َنا َلهُ‬ ‫يَ ْحيَ ٰى َوأَ ْص َل ْحنَا لَهُ َز ْو َجهُ ۚ ِإ َنّ ُه ْم َكانُوا يُ َسا ِر ُعو َن ِفي ا ْل َخ ْي َرا ِت َويَ ْد ُعونَنَا َر َغ ًبا َو َر َهبًا ۖ َو َكانُوا َلنَا َخا ِش ِعي َن)‬ ‫‪ -6‬ولا ننسى حادثة الإفك لأم المؤمنين عائشةَ رضي الله عنها حين اُفتُر َي عليها ورسول الله لا‬ ‫يكلمها ولا يقعد معها ووقعت مظلومةً حائرة وقد كانت تقول كما روى البخاري‪\" :‬ما كنت أظن أن‬ ‫الله منزل في شأني وحيًا يُتلى\" أنزل الله فيها آيات براءتها ‪-‬رضي الله عنها ‪ -‬من فوق سبع سماوات‬ ‫ولا زالت تُقرأ إلى يومنا هذا ‪(:‬إِ َّن ا ّلَ ِذي َن َجا ُءوا بِال ِإ ْف ِك ُع ْص َبةٌ ِم ْن ُك ْم ل َا تَ ْح َسبُوهُ َش ًّرا َل ُك ْم بَ ْل ُه َو َخ ْي ٌر‬ ‫َلّ ُك ْم ِل ُك ِل ا ْم ِر ٍئ ِم ْن ُهم َما ا ْكتَ َس َب ِم َن ال ِإثْ ِم َوا ّلَ ِذي تَ َو َّلى ِك ْب َرهُ ِم ْن ُه ْم َلهُ َع َذا ٌب َع ِظي ٌم)‬ ‫‪ -14‬فالله سبحانه هو الملجأ لكل مرض وهم وغم وظلم يصيبك ‪ ،‬وهو ال ُمستجيب لأملك وحلمك‬ ‫الكامن في جوفك ‪ -13،‬قم لدعائك وادعه سبحانه حتى لا يبقى في خاطرك شيء ‪ ،‬ليكن دعائك‬ ‫آصرةً بينك وبين ربك ليكن حبلك الوطيد القوي السميك ‪.‬‬ ‫إلهي وقفت دموعي تسيل‬ ‫وقلبي ببابك با ٍك ذليل‬ ‫فذنبي كبير و َزادي قليل‬ ‫فمن َعلي بعفو جميل‬ ‫أتيت ا ُج ُر خطايا السنين‬ ‫أتيت إلى أرحم الراحمين‬ ‫أتيت ا ُج ُر خطايا السنين‬ ‫أتيت إلى أرحم الراحمين‬ ‫و ُكلي اعتقادا و ُكلي يقين‬ ‫بأن لديك شفاء العليل‬ ‫سألتك مغفرة للذنوب‬ ‫و ِستراً لما َمسنا من عيوب‬ ‫سألتك مغفرة للذنوب‬ ‫و ِستراً لما َمسنا من عيوب‬

‫فأنت إلهي طبيب القلوب‬ ‫و نور هداك يضيء السبيل‬ ‫و نور هداك يضيء السبيل‬ ‫‪\" -15‬وإذا سأل َت الله فاسأله وأنت موقن بأنه ُمطلع عليك‪ ،‬ناظر إليك‪ ،‬سامع لدعائك‪ ،‬قريب منك‪،‬‬ ‫قادر على إجابتك‪ ،‬لا يتعاظمه شيء‪.‬‬ ‫واعلم أن الله تعالى إذا نظر إليك وعلم أنك قد جعلته ُمعتمدك وملجأك‪ ،‬وأفردته بحوائجك دون خلقه‪،‬‬ ‫أعطاك أفضل ما سألته‪ ،‬وأكرمك بأفضل مما أردته\"‬ ‫سبحانك اللهم وبحمدك أشه ُد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook