Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الدين النصيحة

الدين النصيحة

Published by fatimaid00359, 2021-01-05 10:01:11

Description: الدين النصيحة

Search

Read the Text Version

‫بسم الله الرحمن الرحيم‪.‬‬ ‫إن الحمد لله ‚نحمده‚و نستعينه‚إن الحمد لله نحمده ونستعينه‬ ‫ونستغفره‪ ,‬ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا‬ ‫من يهده الله فلا مضل له‪ ,‬ومن يضلل فلا هادي له‪ ,‬وأشهد‬ ‫ألا إله إلا الله وحده لا شريك له‪ ,‬وأشهد أن محمدا عبده‬ ‫ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ,‬أما‬ ‫بعد‪:‬‬ ‫هذا المقال ارتأيت إلى كتابته من باب النصيحة و التذكير في‬ ‫أمور يعرفها أغلب الناس و يجهلها بعض الناس وأغلبنا غفلنا‬ ‫عنها فاليوم نرى أمورا تطغى علينا و على مجتمعنا والظاهر‬ ‫أن هذه الأمور أغلب الناس تبنوها وأصبحوا يرون فيها أمرا‬ ‫عاديا فمثلا أستطيع أن أذكر هنا بعض هذه الأمورالتي‬ ‫نعيشها في حياتنا أغلبنا إلا من رحم رب ‚فأصبحنا مستهلكين‬ ‫من الدرجة الأولى لا نتوقف من إقتناء الأشياء يوميا فنجد‬ ‫أنفسنا بأشياء تملأ بيوتنا وبعد فترة نقوم بالتخلص منها‬ ‫ونعاود إقتناء أشياءا أخرى و هكذا من غير أن‬ ‫نتوقف )بالنسبة للذي يملك المال) إلا من رحم ربي أما الذي‬ ‫لا يملك المال فيكتفي بالنظرأو التمني إلا من رحم ربي‪.‬‬ ‫إختراعات المسلم أو الإختراعات عموما يجب أن تخدم‬ ‫المجتمع و تلبي حاجياته الأساسية المعيشية و تكون وسيلة‬ ‫لعيشة كريمة وليس للترف و التلذذ و التفاخر و التغيير‬ ‫المستمر من غير داع فلا تكون عبأ على الفرد و المجتمع‬

‫بحيث تثقل كاهله باسم المودا فالمسلم لايجب عليه أن يتبع‬ ‫هذه الموجة التي لا تتوقف‚ في كل موسم يغير لباسه و أثاثه‬ ‫وسيارته ‪..‬إلخ ‚ وهناك من يشتري بيتا وعوضا عن ترميمه‬ ‫فإنه يقوم بهدمه و إعادة بنائه من جديد و خصوصا إذا لم‬ ‫يكن هناك داع إلى ذلك‪.‬‬ ‫كثرة الإشهارالذي أصبح يغزوا كل الأماكن داخل البيوت و‬ ‫خارجها هدفه الوحيد هو الربح و لا يهتم بالنوعية و الفائدة‬ ‫التي تعودعلى الشخص و لا يراعي الشريعة الإسلامية و لا‬ ‫خصوصية العائلة و المجتمع الجزائري ‪.‬‬ ‫اليوتيوب و مواقع التواصل الإجتماعي أصبحوا وسيلة للربح‬ ‫و التسابق بنشرالأخبار‚وبنشر أسرار الأفراد و العائلات و‬ ‫نشر الحياة الخاصة للعائلات المسلمة والأسرار الزوجية ‚‬ ‫وبنشر أفكار ومواد و التسويق لها يوميا و التركيز في كل‬ ‫شيئ و في كل أمر ‚أشياءا تلهينا عن الأمور المهمة و‬ ‫الأساسية في حياتنا‚ كما أصبحت هذه الوسائل مكانا للكذب و‬ ‫السب و التنمروالنميمة والشحناء إلخ‪‚ ...‬و بدواعي جلب‬ ‫المشاهد تقوم بعض النساء أو الرجال أو الفتيات أوالفتيان‬ ‫بافتعال المشاكل والأكاذيب و القصص وأصبح إلزاميا البحث‬ ‫عن محتوى جديد يوميا فيعيش الشخص في توتر دائم من‬ ‫أجل تحضير موضوع جديد‪.‬‬ ‫أغلب الأحيان يقوم أصحاب هذه المواقع بسرد حياتهم‬ ‫اليومية و حياة عائلاتهم )الأكل‚ الشرب ‚ اللبس‚ تغيير‬ ‫الأثاث تغيير أنواع أصبغة الجدران ‪..‬إلخ أشياء لا تنتهي‬ ‫و لا نرى لها نهاية في الأفق‪ (.....‬وسرد الأمور اليومية التي‬

‫ليس لها من داعي و التي تنافي الشريعة و عاداتنا الإسلامية‬ ‫و أخلاقنا فأصبحنا نشاهد هذه الأمور و نعتبرها أشياءا‬ ‫عادية )نسأل الله العافية( ليس فيها حرج ‚والشخص الذي لا‬ ‫يفعل هذه الأمور يصبح ملزما تحت الضغط لجلب أكبر عدد‬ ‫من المشاهدة أن يركب الموجة كالآخرين ‪.‬‬ ‫مع الوقت أصبح أصحاب اليوتيوب وكل البرامج الأخرى‪....‬‬ ‫يفرضون قوانينهم المتجددة دائما في كيفية التعامل و استعمال‬ ‫هذه الوسائل وفق رؤيتهم الخاصة و أصحاب المواقع عليهم‬ ‫التأقلم الدائم المستمر ‚ فيلجؤون إلى المواقع الأجنبية لأخذ‬ ‫المواضيع والأفكار والأخبار‚ فيأخذون بأسلوب حياتهم و‬ ‫طريقة عيشهم ويقتدون بهم فتجد أنهم يقدمون نفس المحتوى‬ ‫مع بعض الروتوشات مع تغيير بسيط أحيانا‚ وأحيانا أخرى‬ ‫يعرفوننا بأسلوب حياتهم وميزاتهم و عيوبهم و أوطانهم ‪.‬‬ ‫فبعد أن كانت العائلة المسلمة تتسم بالعفة و الحياء و الستر‬ ‫أصبحت على النقيض تماما فالفرد )المرأة أو الرجل( نسى‬ ‫دوره الأساسي بأن الله سبحانه وتعالى خلقه لعبادته ‪ ،‬وسخر‬ ‫له الكون‪ ،‬وأرسل الرسل مبشرين ومنذرين‪ ،‬وحثُّوا الناس‬ ‫على ذلك و هذا الدور يشمل أمور الحياة كلها وفق قوانين و‬ ‫ضعها الله تعالى وينبغي للإنسان أن يستعين بالوسائل المباحة‬ ‫لتحقيق الغرض المنشود‪ .‬وما يقع للإنسان في هذه الحياة من‬ ‫خير فإنه ناتج عن تحقيق هذا المعنى‪ ،‬وما يقع للإنسان من‬ ‫شر فإنه بسبب تقصيره في عبودية الله سبحانه وتعالى‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook