Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore اجعل الإيجابية سجية

اجعل الإيجابية سجية

Published by Eida na, 2023-06-22 09:02:13

Description: اجعل الإيجابية سجية

Search

Read the Text Version

‫فنحن نحتاج أن نتخذ قرار قاطع بالمسإلٌة فى الحٌاة‪ ،‬قرار قاطع للعمل وترك‬ ‫الشكوى‪ ،‬قرار قاطع للشجاعة وترك التردد‪ ،‬قرار قاطع للئٌجابٌة وترك السلبٌة‬ ‫والعشوابٌة‪ ،‬قرار قاطع للرجوع إلى الخالق بدلا من التفكٌر التبرٌرى‪ ،‬وهنا ٌقول‬ ‫مارك توين‪ :‬القرارات الجٌدة تؤتى من الخبرة والخبرة تؤتى من إتخاذ القرات السٌبة‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات التى تساعدنا بإذن الله فى إتخاذ قرارات واضحة وفعالة؟‬ ‫‪ -1‬تحديد الحالة‪ :‬بمعنى المشكلة التى نرٌد أن نتخذ فٌها قرار معٌن بعد ذلك علٌك‬ ‫أن تعى وتدرك بتوسٌع خٌاراتك فى الحٌاة فؽالبا ٌوجد أكثر من قرار لحل مشكلة أو‬ ‫لتؽٌٌر وضع معٌن‪ ،‬فهناك أشخاص ٌعتقدون أنهم لا ٌمتلكوا إلا خٌار واحد فقط رؼم‬ ‫أن هناك مبات الخٌارات والقرارات فإذا كنت تعتقد ذلك ستحصل على ذلك‪.‬‬ ‫‪ -2‬التفكير فى الحالة‪ :‬بمعنى المشكلة من جمٌع أبعادها ثم جمع العلومات وإستشارة‬ ‫من لدٌه معرفة‪ ،‬فالقرار المنطقى هو الذى ٌكون مبنى على المعلومات والبدابل‬ ‫ولٌس التجارب الشخصٌة أو المشاعر‪.‬‬ ‫‪ -3‬وضع الحلول‪ :‬بمعنى تحدٌد الإحتمالات بعد جمع المعلومات أو الحلول المتاحة‬ ‫لنا لكى نعالج مشكلة لدنٌا‪ ،‬وفى وضع الإحتمالات لا نضع قٌود نجمع فقط‪ ،‬وبعد‬ ‫ذلك تقٌم هذه الحلول ‪.‬‬ ‫‪ -3‬إختيار أفضل الحلول‪ :‬بمعنى التفكٌر فى الحلول المتاحة بالنسبة لك والتى ٌمكنك‬ ‫إستخدامها فى حل هذه المشكلة فلكى نتخذ القرار الصحٌح لابد من وجود بدابل‬ ‫وخٌارات وجمع الحلول التى نختار منها وبعد ذلك تقٌٌم البدابل المختلفة عن طرٌق‬ ‫معرفة فوابد كل بدٌل وإحتمال حدوثه ثم إختٌار البدٌل المناسب‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنفيذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب‪ :‬بمعنى ٌنقل الفرد الحل الذى تم‬ ‫إختٌاره إلى أرض الواقع وٌتبع النتابج ثم تقٌٌم النتابج ثم التعدٌل من فترة إلى‬ ‫أخرى‪ ،‬والتقٌم ٌجعلنا نؽٌر القرار إذ تطلب الأمر المهم وضع القرار موضع التنفٌذ‬ ‫لنتحقق من نتابجه‪.‬‬ ‫‪- 51 -‬‬

‫أخٌرا مارس إتخاذ القرارات الإٌجابٌة بشكل ٌومى لتحقق نتابج فى حٌاتك فتحقٌق‬ ‫النتابج ٌكون بسبب قرارات صاببة والقرارات الصاببة نتٌجة للقرارات الخاطبة فى‬ ‫الماضى فمارس إتخاذ القرار‪.‬‬ ‫‪- 52 -‬‬

‫المحطة التاسعة‬ ‫العادات‬ ‫« نحن ما نكرر فعله لذا فالتفوق ليس فعلب بل عادة »‬ ‫أرسطو‬ ‫‪- 53 -‬‬

‫تعد نوعٌة عادات الفرد الٌومٌة مقٌاس هام لانفسنا نحو ممارسة الإٌجابٌة بتلقابٌة‬ ‫وعفوٌة دون مقاومة أو معاناة‪ٌ ،‬شٌر وليم جميس‪ :‬بؤن حٌاتنا كلها عبارة عن كتلة‬ ‫من العادات التى من خلبلها نصل إلى الإنجازات الكبٌرة والشخصٌة المتوازنة‬ ‫والعلبقات الطٌبة والرضى عن الذات فعندما تكون العادات متوافقة مع معتقداتنا‬ ‫نشعر بالإنسجام‪ ،‬العادة ببساطة‪ :‬هى سلوك ٌتم تكراره بطرٌقة أتوماتٌكٌة وتلقابٌة‬ ‫فى أحوال معٌنة وبؤقل قدر من التفكٌر والجهد ومن هنا ٌتحول السلوك مع التكرار‬ ‫إلى عادة والعادات مع الإستمرارٌة تحدد مستوى صحتنا الجسدٌة أو النفسٌة أو‬ ‫الإجتماعٌة أو الدٌنٌة‪ ،‬فعندما تكون معظم عاداتنا الٌومٌة سلبٌة من هنا نحصد نتابج‬ ‫وخٌمة ونشعر بعدم الرضا عن الذات والحٌاة وعندما تكون عاداتنا إٌجابٌة نحصد‬ ‫نتابج مرضٌة‪.‬‬ ‫هنا يثار تساإل ما الفرق بين تكوين العادات السلبية وتكوين العادات الإيجابية؟‬ ‫العادة السلبية‪ :‬لا تحتاج إلى إرادة لكى نفعلها فنحن نمارسها بتلقابٌة بل نحتاج إلى‬ ‫إرادة لكى نقاومها ونتوقؾ عنها‪ ،‬ومثال على ذلك‪ :‬الذى ٌرٌد أن ٌتوقؾ عن التدخٌن‬ ‫سوؾ ٌجد أنه ٌدخن دون إحتٌاج إلى إرادة ولكن حتى ٌتوقؾ وٌبتعد عن هذه العادة‬ ‫ٌحتاج إلى إرادة وعزٌمة قوٌة‪ ،‬لذلك العادة السلبٌة سهلة التكوٌن بٌنما صعبة فى‬ ‫التخلص منها‪ ،‬بينما العادة الإيجابية‪ :‬تحتاج إلى إرادة لكى نفعلها ونستمر علٌها‬ ‫ولكن عندما نرٌد التوقؾ عنها لا نحتاج إلى إرادة فقط عندما نتوقؾ عن الممارسة‬ ‫ستتلبشى‪ ،‬مثال على ذلك‪ :‬الذى ٌرٌد الإلتزام على الصلبة ٌحتاج إلى إرادة قوٌة‬ ‫لكى ٌصلى وٌلتزم بشكل ٌومى على الصلبة ولكن إذا أراد التوقؾ عن الصلبة لا‬ ‫ٌحتاج إلى إرادة فقط سٌتوقؾ عن الصلبة‪.‬‬ ‫لذلك جودة صحتنا مرتبطة بنوعٌة العادات من طعام ونظام ؼذابى وحركة وتعامل‬ ‫جٌد مع الجسد‪ ،‬وجودة علبقتنا مع الله مرتبطة بالإلتزام على العبادات القلبٌة‬ ‫والسلوكٌة‪ ،‬وجودة صحتنا النفسٌة مرتبطة نوعٌة بالعادات العقلٌة والإنفعالٌة‬ ‫والسلوكٌة التى نمارسها بشكل ٌومى‪ ،‬وجودة علبقاتنا الإجتماعٌة مرتبطة بالعادات‬ ‫‪- 54 -‬‬

‫التى نسلكها ونستمر علٌها فى التعامل مع الآخرٌن‪ ،‬وهكذا نوعٌة عاداتنا تجعلنا‬ ‫سعداء أو تعساء‪ٌ ،‬قول نابليون هيل‪ :‬ضع ٌدك على عجلة قٌادة حٌاتك ولا تنظر‬ ‫للخلؾ علٌك بالوعى والإدراك إلى جمٌع روتٌن ٌومك لكى تدرك عواقب عاداتك‪،‬‬ ‫لذلك نحتاج إلى الوعى للعادات المتكررة‪.‬‬ ‫عندما تكون عادات إٌجابٌة روحانٌة كصلبة والإستؽفار والصٌام والعطاء‬ ‫والمساعدة لمن حولك وقرآءة القرآن ستقودك هذه العادات إلى علبقة روحانٌة‬ ‫أفضل‪ ،‬وعندما تكون عادات إٌجابٌة صحٌة كالرٌاضة والتنفس الصحٌحة والؽذاء‬ ‫الصحى وشرب المٌاه بكثرة ستقودك هذه العادات إلى حالة جسدٌة صحٌة أفضل‪،‬‬ ‫وعندما تكون عادات إٌجابٌة إجتماعٌة كالإبتسامة والمسامحة والمصافحة والكرم‬ ‫والمساندة ستقودك هذه العادات إلى علبقات إجتماعٌة أفضل‪ ،‬وعندما تكون عادات‬ ‫إٌجابٌة كالقراءة ومتابعة العلماء ومشاهدة الأفلبم الوثابقٌة والتعلم الذاتى المستمر‬ ‫ستقودك هذه العادات إلى مستوى من الوعى والثقافة والعلم‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات العلمية التى تساعدنا بإذن الله على تكوين عادات إيجابية فى‬ ‫جميع أبعاد حياتنا لنمارس الحياة الإيجابية بسجية؟‬ ‫‪ -1‬المراقبة والإنتباه‪ :‬بمعنى مراقبة عاداتك بشكل واعى تؤملى مع تحدٌد العادات‬ ‫السلبٌة التى تمارسها ثم ضع بدٌل عادات إٌجابٌة‪ ،‬راجع ٌومك وأكتب ما‬ ‫تمارسه من عادات وتعرؾ علٌها‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬إستبدال التدخٌن بالسواك‪ ،‬إستبدال‬ ‫المشروبات الؽازٌة بالأعشاب‪ ،‬إستبدال كثرة الكلبم بالإستؽفار والذكر‪ ،‬إستبدال‬ ‫التصفح على السوشال مٌدٌا بالقراءة‪ ،‬إستبدال الطعام ؼٌر الصحى بطعام‬ ‫صحى‪ ،‬إستبدال الكلمة السلبٌة بؽٌرها إٌجابٌة‪ ،‬عاداتنا تقودنا إلى نتابج إما سلبٌة‬ ‫أو إٌجابٌة‪.‬‬ ‫‪ -2‬القرار‪ :‬إتخاذ القرار الصادق نحو إستبدال العادات التى تم تحدٌدها ولكى ٌكون‬ ‫القرار قوى أكتب لنفسك أسباب قوٌة على تؽٌٌر عادات‪ ،‬مثل‪ :‬سؤكون أقرب إلى‬ ‫الله عندما أكتسب عادات الصلبة والإستؽفار والدعاء‪ ،‬سؤكون أكثر صحة عندما‬ ‫‪- 55 -‬‬

‫أكتسب عادات الطعام الصحى والتنفس الصحٌح وشرب الأعشاب والمشى‬ ‫المستمر‪ ،‬سؤكون أفضل فى عملى أو دراستى عندما أكتسب عادات إنهاء المهام‬ ‫فى الموعد المناسب‪ ،‬تطوٌر مهاراتى ومتابعة مجالى وهكذا‪.‬‬ ‫‪ -3‬أخبر من حولك‪ :‬بمعنى عرؾ من حولك من أقارب وأصدقاء بعاداتك الإٌجابٌة‬ ‫الجدٌدة حتى تساعد نفسك على الإلتزام‪ ،‬بجانب لا ٌقاومك الأخرٌن فى الرجوع‬ ‫إلى عاداتنا القدٌمة‪.‬‬ ‫‪ -4‬الممارسة‪ :‬إبدأ بالممارسة الٌومٌة بالتدرٌج بمعنى لا تبدأ فى تحدٌد عادات كثٌرة‬ ‫من البداٌة حتى لا تصاب بالإحباط بل ؼٌر عاداتك بالتدرٌج‪ ،‬ومن خلبل‬ ‫الممارسة الٌومٌة تترسخ هذه العادة وتصبح جزء من روتٌنك ومن خلبلها‬ ‫تقودك للؤفضل‪.‬‬ ‫‪-5‬شجع نفسك‪ :‬بمعنى أعطى لنفسك مكافبة أو هدٌة كل فترة حتى تصل بالعادة‬ ‫الجدٌدة إلى مرحلة السجٌة والتلقابٌة ولكن هنا ستكون تلقابٌة مع عادات إٌجابٌة تقود‬ ‫لحٌاة أفضل‪.‬‬ ‫‪- 56 -‬‬

‫المحطة العاشرة‬ ‫مقومات الإيجابية‬ ‫« أصعب معركة فى الحياة عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً‬ ‫أخر»‬ ‫وليم شكسبير‬ ‫‪- 51 -‬‬

‫شخصٌة الفرد هى نقطة البداٌة نحو الإستجابة للئٌجابٌات أو السلبٌات نقصد‬ ‫بالشخصٌة مجموعة سمات وصفات الإنسان العقلٌة والوجدانٌة والإجتماعٌة‬ ‫والخلقٌة والجسمٌة التى تمٌز شخص عن أخر وخلؾ هذه الصفات قٌم ومعتقدات‬ ‫وتصورات ذهنٌة وأفكار ودوافع ومشاعر فهى نظام متكامل ٌنتج عنه سلوكٌات‬ ‫وأفعال ولكن المتؤمل فى واقع حٌاة الناس ٌجد أن لكل واحد منهم شخصٌة مختلفة‬ ‫عن ؼٌره ولكل منهم أسلوبه فى التعامل مع الأشٌاء‪ ،‬وعندما نؽٌر ما بداخلنا ٌنعكس‬ ‫على خارجنا لذلك شخصٌة الفرد هى نقطة بداٌة التؽٌٌر‪ ،‬نحو التدرٌب على‬ ‫المقومات التى تحمى الفرد خلبل رحلة حٌاته من الكثٌر من السلبٌات بسبب عدم‬ ‫الوعى ببعض الأشٌاء أو بسبب القصور فى إستخدام هذه المقومات‪.‬‬ ‫المقوم الأول‪ :‬تحمل المخاطر أمام الآخرين بمعنى الجهر بما تإمن به‪ ،‬بمعنى‬ ‫القدرة على التعبٌر عما بداخلنا من أفكار وقناعات وما نإمن به من أراء بكل‬ ‫وضوح وأمانة وإٌجابٌة‪ ،‬بجانب تحمل المسبولٌة والمخاطر من نقد الأخرٌن أو‬ ‫رفض الأخرٌن أو أقناع الأخرٌن بما نإمن به‪ ،‬وتحمل عواقب ذلك‪.‬‬ ‫المقوم الثانى‪ :‬المطالبة بما نريد من الآخرين ‪ ,‬نحن نمٌل إلى الإعتقاد بؤن الأخرٌن‬ ‫ٌجب أن ٌقرأوا أفكارنا ولكن هذه الطرٌقة تدفعنا نحو السلبٌة من خلبل إحباط‬ ‫أنفسنا‪ ،‬لذلك من مقومات الإٌجابٌة أن نبلػ الأخرٌن بما نرٌد وماذا نرٌد بالتحدٌد‬ ‫ونعلن عن ذلك ‪ ،‬دون إنتظار المبادرة من الأخرٌن لكى ٌفهموا ما نرٌد‪ ،‬أو نعتمد‬ ‫على الفهم التلقابى منهم‪.‬‬ ‫المقوم الثالث‪ :‬وضع حدود فى التعامل مع الأخرين‪ ,‬أحٌانا نصادؾ مواقؾ فى‬ ‫تفاعل مع أشخاص عدابٌٌن أو إنتهازٌن‪ ،‬وهنا نحتاج إلى وضع حدود فى التعامل‬ ‫حتى لا ننخرط مهم فى السلبٌة‪ ،‬بجانب أننا نعرفهم كٌؾ نرٌد أن ٌعاملونا ومن هنا‬ ‫نفتح مسار لإكتساب الإحترام وحفظ مسافة بٌننا وبٌن الآخرٌن‪ ،‬حٌنما لا نضع حدود‬ ‫نسمح للؤخرٌن بؤن ٌزعجوننا فى كل وقت وٌستهلكو طاقتنا دون فابدة‪.‬‬ ‫‪- 58 -‬‬

‫المقوم الرابع‪ :‬القدرة على قول (لا)‪ ،‬بمعنى أن تقول لا للآخرٌن أمام المهام التى لا‬ ‫ترٌدها والمفروضة علٌك من زملببك أو الأفراد الأعلى منزلة منك فبدون هذه‬ ‫القدرة تتهالك علٌك المهام التى لست مسبولا عنها‪ ،‬وبالتالى تحرم نفسك من الوقت‬ ‫الذى تحتاجه لأداء المهام الأكثر فعالٌة فى حٌاتك الشخصً‪ ،‬تفتقد أؼلب الناس‬ ‫الشجاعة لقول كلمة(لا) تعلم قول لا أمام محاولات الآخرٌن للتحاٌل من أجل‬ ‫الحصول إلى مصالحهم‪ ،‬ما الذى ٌحدث إن لم تكن قادر على قول لا‪ ،‬ستجد من‬ ‫ٌستؽلك من خلبل أسلوب الإستعطاؾ أو من خلبل أسلوب المدح‪ ،‬تدرب على قول‬ ‫لا بشكل حازم وهادى ولا ٌجب أن تضٌؾ أنا أسؾ إذ لم ٌتطلب الموقؾ هذا‪ ،‬قل لا‬ ‫واتبعها بتفسٌر صرٌح دون الحاجة إلى الشعور بالذنب‪ ،‬قل لا وبعدها من الممكن‬ ‫أن تعطى خٌارا بدٌلب مناسبا‪ ،‬تؽلم أن تقول لا دون الشعور بالذنب أن تفكر فى‬ ‫الموضوع ولٌس فى الشخص الذى ٌطلب منك هذا الأمر‪ ،‬لا ترضى الناس على‬ ‫حساب نفسك بقول نعم فى كل شا لا فى الوقت الؽٌر مناسب لا عندما تلبحظ‬ ‫إستؽلبل الآخرٌن لك لا فى الأشٌاء الخطؤ هذا هو مبدأ مهم لكى تكون شخصٌة‬ ‫حاسمة تدرب على ذلك‪.‬‬ ‫المقوم الخامس‪ :‬كيفية إعطاء تقييم إيجابى للآخرين‪ٌ ،‬ستجٌب الناس فى الؽالب‬ ‫إلى الطرٌقة التى ٌقال بها النقد فقد ٌكون النقد عقٌم وسلبى وقد ٌكون معٌن ومدعم‬ ‫ٌقوم أؼلب الناس بتصٌد أخطاء من حولهم وحٌن ٌعبرون عن ذلك ٌكون عن طرٌق‬ ‫إصدار الأحكام السرٌعة وبالمقابل إن الفرد الذى سٌستقبل هذا النقد قد ٌقوم بردات‬ ‫فعل سلبٌة وؼضب أو ٌدافع عن نفسه بعنؾ‪ ،‬ولكن ما هو التقٌٌم البناء لأى موقؾ‬ ‫أو حدث أن ٌكون بكلمات محددة ولٌس بكلمات ؼامضة وأن ٌكون التقٌٌم نحو‬ ‫السلوكٌات ولٌس الشخصٌات وٌكون قابم على رصد الأحداث ولٌس إصدار الأحكام‬ ‫على الآخرٌن وأن ٌركز هذا التقٌٌم على تحسٌن أداء الآخرٌن ولٌس التقلٌل من‬ ‫شؤنهم وٌسمح للمتلقى بحل مشكلته من هنا ٌكون إٌجابى فعال فى إعطاء تقٌٌمات‬ ‫نافعة للآخرٌن تدل على حسم شخصٌتك‪.‬‬ ‫‪- 59 -‬‬

‫المقوم السادس‪ :‬فن الإنصات للآخرين‪ ،‬لا ٌمتلك أؼلب الناس قدرة الإنصات‬ ‫الفعالة بل هو حدث نادر بٌن البشر نحن لا نستطٌع الإنصات لكل كلمة ٌنطقها‬ ‫الشخص الآخر إذا كنا مشؽولٌن بمظهرنا أو نرٌد إبهار الآخر أو نحاول نحدد ما‬ ‫الذى سنقوله عندما ٌتوقؾ الشخص الآخر عن الكلبم أو الإنشؽال إذا ما كان ٌقال‬ ‫صحٌحا أو خطؤ‪ ،‬الإنصات للآخر هو فعل أولى للحب ٌعطى فٌه الإنسان نفسه‬ ‫لكلبم الفرد الآخر بإنفتاح إلى حاجات وأفكار ومشاعر الآخرٌن فدرب نفسك على‬ ‫الإنصات لا تفكر أثناء التواصل مع شخص عندما تفعل ذلك ٌتم تحرٌؾ المعلومات‬ ‫وإساءة تفسٌرها وهذا ٌإدى إلى سوء الفهم والإحباط والفشل فى التواصل ‪،‬نمى‬ ‫عادات الإستماع الجٌد ولا تقاطع من ٌتكلم حتى تكون أكثر حسما‪ٌ ،‬قول إبن‬ ‫خلدون‪ :‬قمة الأدب أن تنصت إلى شخص ٌحدثك فى أمر أنت تعرفه جٌدا‪.‬‬ ‫المقوم السابع‪ :‬التواصل بالعينين أثناء الكلبم مع الآخرين‪ ،‬بمعنى التفاعل بٌن‬ ‫الناس ٌكون عملٌة ذات إتجاهٌن والكلمات وحدها مهما كانت دقٌقة لا تعطٌنا المعنى‬ ‫كاملب أن ندرك المعانى المقصودة ولهذا السبب نحتاج الإتصال بالعٌنٌن أثناء الكلبم‪،‬‬ ‫ٌشٌر عالم النفس ألبرت مهربيان إلى قابمة بالنسبة لثلبث عوامل فى التواصل مع‬ ‫الآخر وهى (‪)1‬عوامل كلبمٌة ‪%3‬من التواصل قابم على المعنى الحرفى للكلمات‬ ‫التى تقال‪)2( ،‬عوامل صوتٌة ‪ %30‬من التواصل مع الآخرٌن قابمة على الطرٌقة‬ ‫التى قٌلت بها بمعنى نبرة الصوت وقوة الصوت وحدته‪)3( ،‬عوامل جسدٌة وحركٌة‬ ‫‪ %55‬من التواصل لٌست لها علبقة بالكلمات ولكن قابمة على التفاعلبت الشخصٌة‬ ‫وحركات الجسد التى تعطى المعنى والقوة للكلبم والنقاش علٌنا أن نضع فى‬ ‫الإعتبار العوامل التى بإمكانها أن تعٌننا فى إبراز شخصٌتنا بشكل أكثر إٌجابٌة‪،‬‬ ‫مثل المظهر والتواصل بالعٌنٌن‪ ،‬علٌنا بالتدرٌب على هذه الخطوات العملٌة حتى‬ ‫تصبح سجٌة لدٌنا ونصبح أكثر حسما‪ ،‬عندما نتدرب على هذه المقومات نحمى‬ ‫أنفسنا بجانب لا تتحطم شخصٌتنا بسبب الأخرٌن‪.‬‬ ‫‪- 67 -‬‬

‫المحطة الحادية عشر‬ ‫المبادرة‬ ‫« من أكبر أسرار النجاح أن تخوض الحياة بلب كلل »‬ ‫ألبيرت شفايتزر‬ ‫‪- 61 -‬‬

‫تعد المبادرة سمة لدى الأفراد الإٌجابٌن فهى سمة وعادة وخلق مهم فقد ٌكون‬ ‫المبادر ؼٌر ذكى وقد ٌكون ؼٌر موهوب ولكنه صاحب إرادة ومثابرة وإجتهاد‬ ‫وتركٌز على الفرص المتاحة ٌتبع فلسفة التطبٌق والتنفٌذ ولٌس التنظٌر‪ ،‬ومن هنا‬ ‫نحتاج إلى الخروج من دابرة الأمان والراحة إلى دابرة النمو والتطور الإٌجابى‪،‬‬ ‫ونقصد بدابرة الأمان أن ٌتحرك الفرد وفق ما إعتاد علٌه من روتٌن ٌومى‬ ‫ونشاطات معٌنة وعلبقات معٌنة‪ ،‬التمسك بهذه الدابرة تجعلنا نخشى البحث عن‬ ‫فرص جدٌدة وتعلم خبرات جدٌدة‪ ،‬وهنا مبدأ هام للتوضٌح الإنسان ٌتمسك بهذه‬ ‫الدابرة لأن العقل قابم على آلٌة تجنب الألم رؼم أن القلٌل من التوتر والألم‬ ‫والإنزعاج فى تعلم شا جدٌد أو الحصول على فرصة جدٌدة أو تحقٌق هدؾ جدٌد‬ ‫ٌشكل النمو والتطور الإٌجابى‪ ،‬لذلك المبادر ٌجتهد وٌبحث عن فرص جدٌدة لا ٌمٌل‬ ‫إلى الراحة والأمان التى أعتاد علٌها‪ ،‬قد تكون ؼٌر سعٌد فى عملك ولكنك تخشى‬ ‫المبادرة بسبب أراء الآخرٌن قد تكون ؼٌر سعٌد فى علبقاتك ولكنك تخشى التعرؾ‬ ‫على أشخاص جدٌدة‪ ،‬قد ٌكون لدٌك أهداؾ ترٌد تحقٌقها ولكنك تخشى تؽٌٌر بٌبتك‬ ‫وعاداتك التى إعتادت علٌها التدرٌب على المبادرة تساعدنا على تجاوز كل ذلك‪،‬‬ ‫ٌقول على بن أبى طالب‪ :‬للكرام فضٌلة وهى المبادرة إلى فعل المعروؾ وإسداء‬ ‫الصنابع‪.‬‬ ‫للتبسٌط تعرؾ على قصة حقٌقٌة وهى قصة نيلز بور أؼبى طالب فى الفٌزٌاء‬ ‫حدثت هذه القصة فى جامعة بالدنمارك فى إمتحان الفٌزٌاء وضمن أسبلة هذا‬ ‫الإمتحان سإال كالتالى‪ :‬كٌؾ تحدد إرتفاع ناطحة سحاب بإستخدام البارومٌتر؟ مع‬ ‫العلم أن البارومٌتر هو جهاز لقٌاس الضؽط الجوى‪ ،‬فالإجابة الصحٌحة لهذا السإال‬ ‫بدٌهٌة وهى قٌاس الضؽط الجوى على مستوى الأرض وقٌاس الضؽط الجوى على‬ ‫مستوى ناطحة السحاب ثم الفرق بٌنهم‪ ،‬ولكن إجابة هذا الطالب كانت مستفزة‬ ‫الأستاذ الفٌزٌاء لدرجة أنه أعطاه صفر دون إكمال باقى الأجوبة ثم أوصى الأستاذ‬ ‫برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح‪ ،‬يا ترى ماهى إجابة الطالب؟ وهى أن‬ ‫ٌربط البارومٌتر بخٌط طوٌل ثم ٌدلى من أعلى ناطحة سحاب حتى ٌلمس الأرض‬ ‫‪- 62 -‬‬

‫ثم نقٌس طول الخٌط وعلى هذه الإجابة ذهب الطالب ٌتظلم لإدارة الجامعة مإكدا‬ ‫أن إجابته صحٌحة مابة بالمابة وحسب قوانٌن الجامعة عٌن خبٌر لإعادة التصحٌح‬ ‫ثم تحدٌد لجنة للطالب لإختباره شفوى وفى وقت الإمتحان طرح الخبٌر نفس السإال‬ ‫على الطالب‪ ،‬كٌؾ نحدد إرتفاع ناطحة سحاب بإستخدام البارومٌتر؟ قال الطالب‬ ‫لدى إجابات كثٌرة‪ ،‬ثم رد الخبٌر أجب بما لدٌك فؤجاب الطالب وقال‪ٌ :‬مكن إلقاء‬ ‫البارومٌتر من أعلى الناطحة ثم نقٌس الوقت الذى إستؽرقه حتى ٌصل إلى الأرض‪،‬‬ ‫أما إذا كانت الشمس مشرقة ٌمكن قٌاس طول ظل البارومٌتر وطول ظل ناطحة‬ ‫السحاب ثم نتعرؾ على طول الناطحة من قانون التناسب بٌن الطولٌن والظلٌن‪ ،‬أما‬ ‫إذا أردت تعقٌد الأمور نحسب الضؽط الجوى على الأرض ثم نحسبه على مستوى‬ ‫الناطحة ثم الفرق بٌنهم بإستخدام البارومٌتر‪ ،‬قال له الخبٌر إحتفظ بهذه الإجابة أٌها‬ ‫الطالب وأضمن لك النجاح‪ .‬عزٌزى القارئ إسم هذا الطالب هو نٌلز بور‪ ،‬الرجل‬ ‫الوحٌد الدنماركى الذى حصل على جابزة نوبل فى الفٌزٌاء فبالأمل إستمر نٌلز بور‬ ‫حتى صار فٌزٌابى عالمى من خلبل المبادرة بتفكٌر خارج الصندوق وتحدى‬ ‫الصعوبات والمعٌقات‪ ،‬علٌنا بالمبادرة فمعظم التحدٌات إما أن تعٌٌنا وإما أن تحٌٌنا‪.‬‬ ‫ماهى التوصيات العملية التى تساعدنا على إكتساب سمة وعادة وخلق المبادرة؟‬ ‫ٌشٌر نابليون هيل إلى ثلبثة عشر خطوة عملية وفعالة لإكتساب المبادرة‪:‬‬ ‫‪ -1‬الشخض المبادر‪ :‬لدٌه ؼرض محدد فى الحٌاة ٌعرؾ ماذا ٌرٌد ٌمتلك خطة‬ ‫واضحة لما ٌرٌد ٌسعى فى التطبٌق والتنفٌذ لٌحقق ما ٌرٌد ٌنطلق من نطاق قوته‬ ‫وشؽفه ومٌوله‪.‬‬ ‫‪ -2‬الشخص المبادر‪ :‬لدٌه إرادة قوٌة على الإستمرارٌة والمواصلة فى التنفٌذ بؽض‬ ‫النظر عن كم العقبات والتحدٌات التى تواجهه فهو لا ٌٌؤس أو ٌستسلم ٌصنع الفرص‬ ‫كلما أؼلق الباب أمامه ٌبحث عن طرٌق آخر فهو قادر على تحوٌل فكرته إلى واقع‬ ‫ملموس‪.‬‬ ‫‪- 63 -‬‬

‫‪ -3‬الشخص المبادر‪ :‬لدٌه عادة التحالؾ العقلى مع الأشخاص الذٌن ٌساعدونه‬ ‫للوصول إلى هدفه الربٌسى ٌبحث عن الأشخاص المفٌدٌن وٌحدث معهم مشاركة‬ ‫لكى ٌصل إلى ما ٌرٌد‪.‬‬ ‫‪ -4‬الشخص المبادر‪ٌ :‬ستجٌب للؤحداث بطرٌقة إٌجابٌة لا ٌتبع عادة ردات الفعل‬ ‫السلبٌة إتجاه المواقؾ والأحداث سلوكه العقلى ٌكون إٌجابى فى معظم الأوقات‬ ‫وعندما ٌتواصل مع الآخرٌن أٌضا‪.‬‬ ‫‪ -5‬الشخص المبادر‪ٌ :‬قوم بإتخاذ القرارات الصاببة عندما ٌكون لدٌه الحقابق‬ ‫الصحٌحة التى ٌبنى علٌها قراراته فهو لدٌه المرونة فى تؽٌٌر هذه القرارات إذا‬ ‫تطلب الأمر لذلك‪.‬‬ ‫‪ -6‬الشخص المبادر‪ٌ :‬تقبل المسإلٌة الكاملة لكل شا ٌتولاه ولا ٌتخلى عن المسإلٌة‬ ‫عندما تسٌر الأمور بشكل خاطا‪ٌ ،‬ستمر وٌؽٌر خططه وعاداته وأسالٌبه‪.‬‬ ‫‪ -1‬الشخص المبادر‪ :‬لدٌه عادة التركٌز بشكل كامل على شا واحد فقط إذا أراد أن‬ ‫ٌنجز شا ٌركز على هذا الشا بكل طاقاته وقدراته وإمكانٌاته‪.‬‬ ‫‪ -8‬الشخص المبادر‪ٌ :‬علم ما هى الحوافز التى تلهم جمٌع الطاقات البشرٌة ولا‬ ‫ٌطلب من أى شخص أن ٌفعل شا من أجله بدون إعطاء ذلك الشخص حافز مناسب‬ ‫لما فعل‪.‬‬ ‫‪ -9‬الشخص المبادر‪ :‬لدٌه حس قوى لمراقبة الأشٌاء ذات التفاصٌل الصؽٌرة المفٌدة‬ ‫القادرة على تحوٌل الأعمال الصؽٌرة إلى أعمال عظٌمة‪.‬‬ ‫‪ -17‬الشخص المبادر‪ :‬لا ٌعبر عن أرابه فى المواقؾ والموضوعات إلا إذا أعد‬ ‫للموضوع جٌدا كى ٌبدى رأٌه فٌه ‪.‬‬ ‫‪ -11‬الشخص المبادر‪ :‬عندما تطرح علٌه سإال معٌن ٌعطٌك إجابة مباشرة‪.‬‬ ‫‪ -12‬الشخص المبادر‪ :‬لا ٌإجل أى عمل إلى الؽد فهو ٌعلم أن التؤجٌل من أهم‬ ‫إسباب الفشل‪.‬‬ ‫‪- 64 -‬‬

‫‪ -13‬الشخص المبادر‪ٌ :‬تبع عادة الإستماع والإنصات أكثر مما ٌتحدث وحٌن ٌكون‬ ‫لدٌه شا ٌفٌد به الآخرٌن دون تردد أو منفعة‪.‬‬ ‫‪- 65 -‬‬

‫المحطة الثانية عشر‬ ‫الشجاعة‬ ‫« الشجاعة أهم الصفات الإنسانية لأنها الصفة التى تضمن باقى‬ ‫الصفات»‬ ‫أرسطو‬ ‫‪- 66 -‬‬

‫تعد الشجاعة ومتعة مواجهة المخاطر علبمة من علبمات الإٌجابٌة ببساطة لا ٌمكن‬ ‫أن تكون صادق إن لم تكن شجاعا‪ ،‬لا ٌمكن أن تكون واثق إن لم تكن شجاعا‪ ،‬لا‬ ‫ٌمكن أن تتحرى الواقع وتعٌشه إن لم تكن شجاعا‪ ،‬لذلك عزٌزى القارئ الشجاعة‬ ‫تؤتى أولا وكل ش ٍا آخر ٌؤتى بعدها‪ ،‬فهى ضبط النفس والثبات عند كل خطر أو‬ ‫أثناء مواجهة محنة‪ ،‬الشجاعة فضٌلة وصفة ووسط بٌن طرفٌن بٌن الشخص الجبان‬ ‫والشخص المتهور‪ ،‬الشجاع هو الذى ٌقدم عن على الفعل من أجل ما هو نبٌل قلب‬ ‫الشخص الشجاع مستعد دابما على أن ٌخاطر‪ ،‬مستعد دابما على أن ٌؽامر فالنجاح‬ ‫ٌتطلب شجاعة كلبم الناس ٌتطلب شجاعة‪ ،‬الحكمة تتطلب شجاعة‪ ،‬فاسؤل نفسك هل‬ ‫لدٌك سمة الشجاعة؟ هل تواجه المخاطر والمجهول بشجاعة؟ هل تمتلك الجراءة فى‬ ‫التفكٌر والتنفٌذ بشجاعة؟ هل تتقبل الإخفاق وتحاول بشجاعة؟‬ ‫ما هى خصابص الشخص الجبان الخابف‪ :‬هو ضعٌؾ القدرة على مواجهة‬ ‫الأحداث هو تابع بطرٌقة مطلقة للآخرٌن فكرٌا وعاطفٌا‪ ،‬لدٌه شعور بالعجز‬ ‫والدونٌة والخوؾ‪ ،‬ضعٌؾ الإرادة ٌمارس الكذب بكثرة‪ ،‬الجبان لا ٌجد إلا خٌمة‬ ‫الكذب لكى ٌختبؤ تحتها كى ٌخفى ذاته داخلها‪ ،‬الآن نتعلم قاعدة أساسٌة‪.‬‬ ‫ٌشٌر علماء النفس‪ :‬بؤن جمٌع أنواع المخاوؾ هى مكتسبة وٌولد الطفل بنوعٌن فقط‬ ‫من أنواع الخوؾ وهما‪ :‬الخوؾ من الأصوات العالٌة‪ ،‬والخوؾ من السقوط من‬ ‫أعلى‪ ،‬ومن هنا نتعلم أن جمٌع المخاوؾ هى مكتسبة قد تكون بسبب خبرة مخٌفة‬ ‫حدثت فى الطفولة أو قد ٌكون إنطلق لك عن طرٌق العابلة‪ ،‬أو قد ٌكون بسبب تربٌة‬ ‫خاطبة وعنؾ أسرى‪ ،‬أو ٌكون بسبب تكوٌن مفاهٌم خاطبة ولكن ٌوجد خوؾ‬ ‫طبٌعى وإٌجابى لدى جمٌع الناس مثل‪ :‬الخوؾ من الله‪ ،‬أو الخوؾ الذى ٌدفع‬ ‫الإنسان نحو التفوق‪.‬‬ ‫وهنا ننظر إلى شجاعة إبراهام لينكولن فى مواجهة الفشل بشجاعة وقوة‪ ،‬لقد أخفق‬ ‫فى الأعمال الحرة عندما كان عمره ‪21‬سنة‪ ،‬ثم خسر فى الإنتخابات عندما كان‬ ‫عمره ‪32‬سنة‪ ،‬وأخفق مرة أخرى فى الأعمال الحرة عندما كان عمره ‪34‬سنة‬ ‫‪- 61 -‬‬

‫‪،‬وتوفٌت خطٌبته عندما كان عمره ‪35‬سنة‪ ،‬وأصٌب بالإنهٌار عصبى عندما كان‬ ‫عمره ‪36‬سنة‪ ،‬ثم أخفق فى الإنتخابات مرة أخرى عندما كان عمره ‪30‬سنة‪ ،‬وخسر‬ ‫مرة أخرى إنتخابات الكونجرس فى ‪43‬سنة‪ ،‬وبالرؼم من كل ذلك ومع الإستمرار‬ ‫بشجاعة على المحاولات المستمرة أصبح ربٌسا للولاٌات المتحدة الأمرٌكٌة‪،‬‬ ‫الشجاعة تدفعنا إلى الأمام‪ ،‬لا ٌمكن أن نكون صادقٌن بدون شجاعة‪ ،‬لا ٌمكن أن‬ ‫نكون واثقٌن بدون شجاعة‪ ،‬لا ٌمكن أن نتحرى الواقع ونعٌشه بدون شجاعة‪ ،‬لا‬ ‫ٌمكن أن نحقق أهدافنا بدون شجاعة‪ ،‬لذا الشجاعة تؤتى أولا وكل شا آخر ٌؤتى‬ ‫بعدها‪.‬‬ ‫فوابد إكتساب الشجاعة‪:‬‬ ‫‪ ‬إدراك العلبقات بٌن الأشٌاء والمواقؾ‪.‬‬ ‫‪ ‬الرإٌة الحادة نحو المستقبل‪.‬‬ ‫‪ ‬التعبٌر عن الأفكار بسهولة ‪.‬‬ ‫‪ ‬الإعتراؾ بالأخطاء وإكتساب الإقدام والمواجهة‪.‬‬ ‫‪ ‬الفوز بكثٌر من النجاحات‪.‬‬ ‫ما التوصيات العلمية التى تساعدنا بإذن الله على إكتساب فضيلة الشجاعة؟‬ ‫‪ -1‬الإعتراف بالمخاوف وتقبلها‪ :‬بمعنى لا ٌنبؽى أن نخجل من مخاوفنا بل على‬ ‫العكس عندما نكون واضحٌن مع أنفسنا بشؤن المخاوؾ ٌسهل علٌنا تخطٌها‪ ،‬فقد‬ ‫ٌكون الخوؾ من آراء الناس وقد ٌكون من مواجهة مواقؾ معٌنة‪ ،‬وقد ٌكون خوؾ‬ ‫من المجهول‪ ،‬وقد ٌكون خوؾ من الفشل فتوقؾ عن إخفاء ما أنت خابؾ منه‬ ‫وإعترؾ بمخاوفك وتقبلها حتى تستطٌع إكتساب الشجاعة‪ ،‬حدد ما تخاؾ منه‬ ‫إعترؾ بما تخاؾ منه‪ ،‬تقبل ما تخاؾ منه‪.‬‬ ‫‪ -2‬أخرج مخاوفك إلى الضوء‪ٌ :‬قول عالم النفس كارل يونج‪ :‬أن ما تقاومه سوؾ‬ ‫ٌستمر‪ ،‬الأشٌاء التى نفشل فى إمتلبكها والإعتراؾ بها أمام أنفسنا نجدها فى نهاٌة‬ ‫‪- 68 -‬‬

‫المطاؾ فتوقؾ عن مقاومة مشاعر الخوؾ وإسمح له أن ٌتواجد لأن المقاومة تجعله‬ ‫ٌزداد‪.‬‬ ‫‪ -3‬مواجهة المخاوف‪ :‬عندما تفعل ما ٌخٌفك من هنا تزٌل الخوؾ إقنع نفسك فى‬ ‫الداخل أن تعب المواجهة أفضل بكثٌر من الإستمرار والعٌش فى الخوؾ فإذا أردت‬ ‫الشجاعة علٌك بالتدرٌب على المواجهة مع تضخٌم مشاعر الشجاعة عرض نفسك‬ ‫بالتدرٌج نحو مخاوفك‪.‬‬ ‫‪ -4‬كسر الخوف عن طريق الخيال أولاً‪ :‬تدرٌب العقل عن طرٌق الخٌال والتدرٌب‬ ‫الذهنى فهناك قاعدة نفسٌة تقول بؤن الجهاز العصبى لا ٌفرق بٌن الحقٌقة والخٌال‪،‬‬ ‫بمعنى ٌتفاعل مع الخٌال كما ٌتفاعل مع الواقع تخٌل الموقؾ الذى ٌخٌفك ودرب‬ ‫نفسك علٌه ذهنٌا ومن هنا أنت تكسر حدة الخوؾ‪.‬‬ ‫‪ -5‬تعلم الشجاعة من خلبل البيبة السليمة‪ :‬بمعنى مصاحبة الشخصٌات الشجاعة‬ ‫حتى تصبح مقدما تواجه الخطر فهى كتدرٌب العضلبت مع الوقت والتدرٌب تجد‬ ‫الشجاعة جزء من شخصٌتك مثل جمٌع المهارات‪.‬‬ ‫‪- 69 -‬‬

‫المحطة الثالثةعشر‬ ‫التسامح‬ ‫« الغفران شيمة الشجعان »‬ ‫أنديرا غاندى‬ ‫‪- 17 -‬‬

‫ٌعد التسامح مع الذات والآخرٌن مإشر للئٌجابٌة وصفاء الباطن وتؤكٌد على تجاوز‬ ‫الأنا السلبٌة لدى الفرد‪ ،‬التسامح فضٌلة وسمة ومهارة لها إعتماد قرآنى وتؤٌٌد علمى‬ ‫وأهمٌة كبٌرة للحالة النفسٌة للفرد‪ ،‬ببساطة التسامح هو التجاوز والتؽافل عن أخطاء‬ ‫وإساءة الآخرٌن‪ ،‬وٌنظر الفلبسفة إلى التسامح على أنه إحترام تبادلى بٌن الأفراد‬ ‫والأراء وإظهار اللطؾ والأدب فٌما ٌعبر عنه الناس لفظٌا أو سلوكٌا‪ ،‬لذلك جزء‬ ‫كبٌر من العٌش بإٌجابٌة ٌتطلب التسامح نحو الذات والآخرٌن حتى نتخطى مشاعر‬ ‫الإنتقام والكراهٌة والعدوان والإنتصار وكل ذلك سلبى وٌستهلك طاقتنا الذهنٌة‬ ‫والعاطفٌة والجسدٌة فى الإنشؽال بالعدوات‪.‬‬ ‫‪ ‬المتسامح لدٌه قدرة على التحكم فى إنفعالاته‪.‬‬ ‫‪ ‬المتسامح لدٌه إهتمام مستمر فى علبقاته مع الآخرٌن‪.‬‬ ‫‪ ‬المتسامح لدٌه تهاون وحلم ورفق‪.‬‬ ‫‪ ‬المتسامح ٌمتلك سلبم داخلى وطمؤنٌنة ونوم عمٌق‪.‬‬ ‫وٌشٌر علماء النفس على أن التسامح ٌحمى الفرد من الإصابة بالإكتباب بجانب‬ ‫زٌادة التفاإل وتقبل الذات وإنخفاض العدوانٌة وإرتباط التسامح إرتباط إٌجابى‬ ‫بالرضا عن الحٌاة وشعور ذاتى بحسن الحال‪ ،‬أشار إلى التسامح الفلبسفة وكافة‬ ‫الدٌانات وعلماء النفس وأصبح الٌوم من أول العلبجات النفسٌة التى تساعد على منع‬ ‫حدوث مشاكل مستقبلٌة بجانب أنه له دور هام فى العلبقات الأسرٌة وهو من أعمق‬ ‫الصفات التى نحتاج إلى التدرٌب علٌها وإلا سنجد أنفسنا لدٌنا طاقة مدمرة إتجاه‬ ‫مبات الأشخاص‪.‬‬ ‫ما هى أنواع التسامح؟‬ ‫ٌصنؾ العلماء التسامح إلى عدة أنواع وهى‪:‬‬ ‫‪ -1‬تسامح سطحى‪ :‬وهذا التسامح ٌكون على المستوى السلوكى فقط بمعنى عندما‬ ‫ٌتصرؾ معك شخص بسوء أنت تسامحه على المستوى السلوكى بٌنما فى الداخل‬ ‫تستمر بعض الإنفعالات والأفكار‪.‬‬ ‫‪- 11 -‬‬

‫‪ -2‬تسامح أحادى‪ :‬وهذا التسامح ٌكون من خلبل طرؾ واحد فقط بٌنما الشخص‬ ‫الأخر لا ٌسامح‪ ،‬بمعنى شخص تجاوز أفكار ومشاعر الإنتقام والعدوان بجانب‬ ‫مشاعر العفو بٌنما الشخص الأخر كما هو‪.‬‬ ‫‪ -3‬تسامح مع الذات‪ :‬وهو المٌل إلى الإعتراؾ بالأخطاء أمام النفس ثم تعزٌز‬ ‫المشاعر الإٌجابٌة والتقبل‪ ،‬ومسامحة النفس عندما تتصرؾ بطرٌقة ؼٌر لابقة مع‬ ‫الإعتراؾ بؤن كل إنسان ٌخطا وٌصٌب‪.‬‬ ‫‪ -4‬تسامح حقيقى‪ :‬وهذا التسامح ٌحدث معه تؽٌٌر فى الإدراك والأفكار وتؽٌٌر فى‬ ‫الوجدان وتؽٌٌر فى السلوك وهنا ٌنصرؾ الذهن عن رد الإساءة ثم ٌتنازل وهذا من‬ ‫أهم أنواع التسامح ونرٌد أن ننمى بداخل أنفسنا مع مشاعر التعاطؾ والرحمة‬ ‫والحنان لمن ٌسا إلٌنا‪ ،‬التسامح دون مبالؽة هو الطرٌق إلى الشعور بالسلبم‬ ‫والسعادة وسبٌلنا إلى الطمؤنٌنة‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات التى تساعدنا بإذن الله على التدريب على سمة التسامح؟‬ ‫‪ -1‬قبول الإنفعالات الشديدة مثل الحزن والغضب‪ :‬ببساطة عندما تقع فى أى موقؾ‬ ‫فٌه تصادم مع الآخرٌن تقبل جمٌع الإنفعالات ولا تجعلها تقودك نحو العدوان أو‬ ‫الإنتقام إتجاه الأخر تسمى هذه المشاعر الؽٌر مكتملة بمعنى ٌكون الفرد فى حالة‬ ‫طوارئ من أفكار ومشاعر وإنتقام وعدوان ومن هنا نحتاج إلى التركٌز على‬ ‫الشهٌق والزفٌر بعمق وهدوء مع تقبل المشاعر دون مقاومتها‪.‬‬ ‫‪ -2‬تغيير إدراكك إتجاه المواقف المسيبة بالنسبة لك‪ :‬بمعنى تؽٌٌر إدراكك من‬ ‫سلبى إلى إٌجابى بمعنى التركٌز على رسابل الآخرٌن أثناء الؽضب ولا تركز على‬ ‫سلوكٌات وردود أفعال سلبٌة‪ ،‬ركز على ما خلؾ السلوك ٌوجد رسالة تعرؾ علٌها‬ ‫وتتصادم مع من حولك تعاطؾ مع ؼضب الآخرٌن فهو ناتج عن صرخة داخلٌة‬ ‫من الألم والخوؾ‪.‬‬ ‫‪- 12 -‬‬

‫‪ -3‬بناء قصة جديدة عن الذات والأخرين‪ :‬لكى نعٌش بسلبم ومحبة مع الآخرٌن‬ ‫وبلب طاقة إنتقام وعدوان لأنك تإذى نفسك من خلبل حالة الؽلٌان الداخلٌة قبل أن‬ ‫تإذى الآخرٌن‪ ،‬على سبيل المثال‪ :‬أنت تسٌر فى الشارع وفجؤة وجدت شخص‬ ‫أصابك بضربة قوٌة من خلفك هنا أنت تمتلا بمشاعر الإنتقام والعدوان وعندما‬ ‫تنظر خلفك تجد أن من ضربك بقوة هو رجل أعمى ضرٌر وهنا تتحول طاقة‬ ‫الإنتقام إلى طاقة إحسان نحو هذا الرجل‪ ،‬يقول زيج زيجلبر‪ :‬أى رد فعل كرٌه هو‬ ‫صرخة إستؽاثة داخلٌة‪.‬‬ ‫‪ -4‬أقوى إستراتيجية علمية تساعدك على التسامح‪ :‬هذه الإستراتٌجٌة قابمة على‬ ‫التفكٌر فى الشخص أو التفكٌر فى التجربة المإلمة ثم تخٌل نفسك وأنت جالس على‬ ‫كرسى مع الإسترخاء التام عن طرٌق تنفسات عمٌقة وأمامك الشخص الذى بٌنك‬ ‫وبٌنه نزاع ثم عبر عن مشاعرك وإنفعالاتك المكبوتة إتجاه هذا الشخص تكلم وعبر‬ ‫كما تشاء وقم بتفرٌػ ما بداخلك من شحنات سلبٌة ثم فى النهاٌة بلػ هذا الشخص أنك‬ ‫مسامح فى الله وتخلص من الطاقة الداخلٌة المدمرة بسبب عدم التسامح من هنا‬ ‫ٌكون التسامح على مستوى الأفكار والإنفعالات‪.‬‬ ‫‪ -5‬التعلم من التجربة‪ :‬بمعنى الإستفادة منها حتى لا نقع فى نفس الأخطاء مع نفس‬ ‫الأشخاص بنفس الطرٌقة‪ ،‬لذلك التعلم من التجربة ٌجعل مشاعرنا تهدأ فى الداخل‬ ‫وهذا ٌساعدنا على القبول والراحة والسلبم‪ ،‬مع سرعة الإستجابة للتؽافل والتسامح‬ ‫والؽفران‪.‬‬ ‫أخٌرا ٌبدأ التسامح مع النفس على جمٌع المواقؾ التى تصرفت فٌها بطرٌقة ؼٌر‬ ‫مرضٌة لأنك ستتعلم بإستمرار ثم سامح أهلك وأسرتك مهما كانت أفعالهم معك ثم‬ ‫سامح أصدقابك سامح الجمٌع أخى القارئ وإنطلق فى الحٌاة من خلبل قوة داخلٌة‬ ‫وشفافٌة تدرب على هذه السمة والمهارة والفضٌلة‪.‬‬ ‫‪- 13 -‬‬

‫المحطة الرابعة عشر‬ ‫الطموح‬ ‫« الطموح هو إجابات اليوم عن إسبلة الغد »‬ ‫إدغار كايس‬ ‫‪- 14 -‬‬

‫ٌعد طموح الفرد علبمة نحو الإٌجابٌة وعلبمة نحو علو الهمة والإرادة والرؼبة فى‬ ‫تحقٌق الإنجازات‪ ،‬فالطموح هو الرإٌة النبٌلة التى ٌسعى الفرد لتحقٌقها فى‬ ‫المستقبل ومن هنا ٌؤخذ الإنسان قوة وحماسة ورؼبة لكى ٌصل إلى ؼاٌته‪ ،‬فالطموح‬ ‫ٌعمل على تجدٌد طاقة الفرد وٌجعله ٌنظر إلى عوامل الفلبح والنجاح لذلك ؼرس‬ ‫الطموح بداخل أنفسنا وبداخل أبنابنا ومن حولنا ٌجعل الفرد فى تطور ونمو مستمر‪،‬‬ ‫فإطمح إلى أمر ما وواصل السعى إلى أن تصل‪ ،‬إسؤل نفسك؟ إلى متى السكون‬ ‫والضعؾ والضٌاع؟ إلى متى الإستسلبم والمعاناة والإخفاق؟ ٌقول ليس بروان‪:‬‬ ‫إنطلق بإتجاه القمر وحتى إن فشلت فإنك ستستقر بٌن النجوم‪.‬‬ ‫فى ٌوم من الأٌام قام أستاذ جامعى بإلقاء محاضرة‪ ،‬ولكن أراد أن ٌعلمهم شا‬ ‫بطرٌقة عملٌة‪ ،‬فؤحضر هذا الأستاذ الجامعى وعاء فارغ ووضعه على الطاولة ثم‬ ‫أحضر عدد من الصخور الكبٌرة وقام بوضعها فى هذا الوعاء واحدة تلو الأخرى‪،‬‬ ‫حتى إمتلبء الوعاء‪ ،‬فسؤل الأستاذ الجامعى الطلبب هل إمتلا هذا الوعاء؟ قال‬ ‫بعض الطلبب نعم‪ ،‬فقال هل أنتم متؤكدٌن؟ ثم قام بسحب كٌس ملا بالحصى‬ ‫الصؽٌر وقام بتفرٌؽه فى نفس الوعاء‪ ،‬حتى امتلؤت الفراؼات الموجودة بٌن‬ ‫الصخور الكبٌرة‪ ،‬ثم سؤل مرة أخرى هل إمتلبء هذا الوعاء؟ فؤجاب أحدهم ربما لا‪،‬‬ ‫ثم أخرج كٌس من الرمل ثم صب الرمل حتى إمتلؤت جمٌع الفراؼات الموجودة‪،‬‬ ‫وبعد ذلك أحضر أناء به ماء وصب الماء فى الوعاء أٌضا حتى إمتلبء‪ ،‬قال‬ ‫الأستاذ‪ :‬الجامعى للطلبب ما هى الفكرة من هذه التجربة؟ ثم أجاب وقال ولو لم‬ ‫نضع الصخور الكبٌرة فى الوعاء من البداٌة ما كان بإمكاننا وضعها أبدا‪،‬‬ ‫والضخور الكبٌرة فى حٌاتنا هى أهدافنا طوحاتنا أحلبمنا‪ ،‬لذلك ؼرس الطموح ٌزٌد‬ ‫الإٌجابٌة لدنٌا وٌجعلنا نتحرك نحو أهدافنا وإنجازاتنا‪ٌ ،‬قول جورج برنارد شو‪:‬‬ ‫الطموح هو أن تعٌش بضع سنوات من حٌاتك بشكل ٌستهزئ به أؼلب الناس كى‬ ‫تعٌش بقٌة حٌاتك بشكل لا ٌستطٌعه أكثر الناس‪.‬‬ ‫‪- 15 -‬‬

‫ما هى خصابص الشخص الطموح؟‬ ‫‪ ‬لا ٌقنع بالقلٌل ولا بمستواه الراهن‪.‬‬ ‫‪ٌ ‬عمل على النهوض ولا ٌرى أن وضعه الحاضر هو أفضل ما ٌمكن‪.‬‬ ‫‪ ‬لا ٌإمن بالحظ ولا ٌعتقد بؤن مستقبله محدود ‪.‬‬ ‫‪ ‬لا ٌترك الأمور للظروؾ ولا ٌخشى المؽامرة أو المنافسة‪.‬‬ ‫‪ ‬لا ٌجزع إذا لم تظهر نتابج جهوده سرٌعا‪.‬‬ ‫‪ٌ ‬تحمل الصعاب فى سبٌل الوصول إلى ؼاٌته‪.‬‬ ‫‪ٌ ‬إمن بؤن الجهد والمثابرة كفٌلبن لتخطى الصعاب‪.‬‬ ‫فالطموح سمة أساسٌة للشخصٌة القوٌة الإٌجابٌة التى تحب أن تترك أثر‪ ،‬فمن لا‬ ‫طموح له لا ٌستطٌع تحقٌق ذاته‪ ،‬من لا طموح له لا ٌحقق معنى لحٌاته‪ ،‬من لا‬ ‫طموح له لا ٌستطٌع بناء مستقبل باهر‪ ،‬من لا طموح له كٌؾ ٌنمو‪ ،‬كٌؾ ٌتقدم‪،‬‬ ‫كٌؾ ٌتفوق‪ ،‬إنجازات الفرد سواء كانت كبٌرة أم صؽٌرة لن تتجاوز طموحه فى‬ ‫النهاٌة‪ ،‬ببساطة لن ٌتمكن الفرد من تحقٌق أشٌاء كبٌرة إذا كان تفكٌره ؼٌر طموح‪.‬‬ ‫أنظر إلى طموح صٌدلى كان ٌحاول أن ٌركب دواء لمعالجة سوء الهضم وإذا به‬ ‫ٌكتشؾ شرابا لذٌذا لا ٌتشابه مع أى شراب موجود فى العالم‪ ،‬ثم ترك عمله وقرر‬ ‫بإنشاء شركة من خلبلها ٌنشر هذا المشروب لٌعالج الناس من سوء الهضم وإسم‬ ‫هذه الشركة بٌبسى كولا وإستطاع أن ٌصل إلى ‪ 195‬دولة فى مختلؾ أنحاء‬ ‫الأرض فكرة بسٌطة مع طموح وإرادة‪ ،‬وتقدم ببراءة إختراع لٌسجل إختراعه‬ ‫كماركة مسجلة‪ ،‬وكانت دعاٌته لبٌع البٌبسى تقول منعش‪ ،‬مقوى‪ ،‬مهضم‪ ،‬ثم إستطاع‬ ‫التعببة فى زجاجات وزادت مبٌعات الشركة ‪133333‬جالون من الشراب‪ ،‬واجهه‬ ‫الكثٌر من الصعوبات بعد الحرب العالمٌة وإرتفاع الأسعار وتفلٌس الشركة إلا أنه‬ ‫بدأ من جدٌد وبإرادة قوٌة فى خلبل ‪ 3‬سنوات عادت الشركة بشكل جدٌد‪ ،‬هذا‬ ‫الشاب الطموح صاحب إكتشاؾ مشروب الكولا هو براد هام‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على تنمية الطموح؟‬ ‫‪- 16 -‬‬

‫‪ -1‬إجلس مع ذاتك وسمى هذه الجلسة بالتفكير الطموح‪ :‬بمعنى مجرد تفكٌر لا‬ ‫تحلل ولا تفكر فى العواقب‪ ،‬إطلق العنان لتفكٌرك وخٌالك وما تتمنى الحصول علٌه‬ ‫فى حٌاتك ثم تعرؾ ؼى هذه الجلسة على أحلبمك الكبٌرة حتى ولو كانت مجرد‬ ‫صور‪ ،‬تعرؾ ؼلى ؼاٌتك ورإٌتك ورسالتك التى ترٌد أن تصل إلٌها قبل مماتك ثم‬ ‫أكتب هذه الأحلبم والؽاٌات حتى ولو كانت بالنسبة لك وللمجتمع وللبٌبة ساذجة‬ ‫أكتب وتعرؾ علٌها دون تقٌٌم أو تحلٌل أوحكم‪.‬‬ ‫‪ -2‬لا تدع أراء الآخرين تهدمك من الداخلى‪ :‬بمعنى كل فرد ٌعطى رأى مبنى على‬ ‫تصوراته وقدراته ولٌس قدراتك أنت‪ ،‬إجعل أفكارك وتركٌزك دابما على هذه‬ ‫الأهداؾ والأحلبم بإٌجابٌة فالذى ألهمك هذه الأحلبم قادر على تجلٌها كحقٌقة‬ ‫وواقع‪.‬‬ ‫‪ -3‬كن واثق بالله ثم فى قدراتك على تحقيق طموحك‪ :‬بمعنى إمتلك همة عالٌة وكن‬ ‫على قناعة أن معظم الإنجازات الكبٌرة هى من صناعة الأمٌون‪ ،‬فواصل العمل‬ ‫حتى تصل إلى طموحك مثل‪ :‬برٌطانى ٌقول لا تتوقف عندما تتعب بل توقف عندما‬ ‫تنتهى‪.‬‬ ‫‪ -4‬لا تنتظر الفرصة المثالية لكى تبدأ‪ :‬بمعنى لٌس هناك فرصة مثالٌة على‬ ‫الإطلبق لأن كل شا ٌعتمد على الظروؾ فعندما تؤتى الظروؾ المناسبة سؤبدأ‬ ‫ستجد أنها لن تؤتى أبدا ولكن عندما تبدأ الآن تكون على إستعداد لإقتناص الفرص‪.‬‬ ‫‪ -5‬كن شجاعاً فى مواجهة تحدياتك‪ :‬بمعنى فى مواجهة أراء وفلسفة المجتمع ولا‬ ‫تجعلها معٌقة لك كن شجاعا ولا تتوقؾ عن العمل والسعى والإجتهاد ولا تلتفت لمن‬ ‫ٌستهزأ بؤهدافك أو ٌنقدك‪.‬‬ ‫‪ -6‬لترسيخ الطموح فى داخلك تحتاج إلى قوة المعرفة‪ :‬بمعنى تحتاج إلى أن تكون‬ ‫مطلع وتقرأ بإستمرار‪ ،‬تحتاج إلى أن تستشٌر من حولك وتجمع الكثٌر من‬ ‫المعلومات والمعرفة الخاصة بطموحاتك‪ ،‬قوة العلم والمعرفة خطوة مهمة لؽرس‬ ‫‪- 11 -‬‬

‫الطموح وعدم الٌؤس والإستسلبم ‪ ،‬أخٌرا عندما تحقق طموحك ستسعد وستخدم من‬ ‫حولك‪.‬‬ ‫‪ -1‬إجعل طموحاتك مكتوبة‪ :‬بمعنى كتابة الأهداؾ تجعلها واضحة فى ذهنك‪،‬‬ ‫ومعرفة الطرق والخطوات والوسابل التى ستحتاجها فى الطرٌق‪ ،‬عدم كتابتها تجعل‬ ‫محاولة سعٌك لها مإقتة‪.‬‬ ‫‪- 18 -‬‬

‫المحطة الخامسة عشر‬ ‫إستخدام القدرات‬ ‫« إن البقاء لا يخضع لعنصر القوة وإنما يخضع لعنصر القدرة »‬ ‫الشعراوى‬ ‫‪- 19 -‬‬

‫ٌعد إستخدام القدرات الشخصٌة بؤقصى حد علبمة واضحة للئٌجابٌة لأن الشا الذى‬ ‫لا نستخدمه سنفقده‪ ،‬ببساطة العقل الذى لا ٌفكر لا ٌخطط لا ٌتؤمل لا ٌقرأ لا ٌبحث‬ ‫عن بدابل ٌتدهور حتى لو كان من أذكى العقول وهكذا القدرات الجسدٌة الؽٌر‬ ‫مستخدمة ستفقدها وتتلبشى بعد فترة وهكذا الإٌمان الؽٌر مستخدم ٌتناقص الطموح‬ ‫الؽٌر مستخدم ٌتدهور‪.‬‬ ‫وهنا تخٌل معى أن أمامك كؤس من الشاى مر ثم أضؾ إلٌه السكر ولكن دون‬ ‫تحرٌك أو تقلٌب السكر‪ ،‬ثم جرب وتذوق الشاى هل ستجد طعم السكر فى الشاى؟‬ ‫بالتؤكٌد لا‪ ،‬ثم فكر وأمعن النظر فى كؤس الشاى لمدة دقٌقة هل سٌتؽٌر شا؟ بالطبع‬ ‫لا‪ ،‬حاول أن تقوم وتدور حول كؤس الشاى هل سٌتؽٌر شا؟ بالتؤكٌد لا‪ ،‬جرب‬ ‫محاولة أخٌرة وتمنى فى نفسك بؤن ٌصبح كؤس الشاى حلو‪ ،‬ثم تذوق الشاى هل‬ ‫سٌتؽٌر شا؟ بالطبع لا‪ ،‬هكذا الحٌاة مثل‪ :‬كؤس الشاى بٌنما قدراتك ومهاراتك‬ ‫وملكاتك التى وهبها الله لك هى السكر‪ ،‬لن تتذوق طعم النجاح والإنجاز دون‬ ‫إستؽلبل قدراتك‪ ،‬لذلك علٌك أن تعمل لكى تصل‪ ،‬علٌك أن تستخدم قدراتك لكى‬ ‫تحقق‪ ،‬علٌك أن تنمى مهاراتك لكى ترتقى‪.‬‬ ‫فعلٌنا بالتعامل مع هذه الحقٌقة بذكاء ونستخدم قدراتنا وعقولنا بدلا من الخمول‬ ‫الذهنى والإستسلبم للمتاح بدلا من أن نستعٌر عقول ؼٌرنا فى كل شا فى الحٌاة‪،‬‬ ‫ٌشٌر العلماء بؤن الإنسان ٌستخدم أقل من ‪ %5‬من قدراته العقلٌة رؼم أنه ٌمتلك‬ ‫‪233‬بلٌون خلٌة عقلٌة لا ٌستخدم منهم إلا القلٌل‪ ،‬الإنسان هو الكابن الوحٌد الذى‬ ‫ٌستطٌع أن ٌفكر فى تفكٌره‪ ،‬قصة جمٌلة للمحاضر جيم رون وهى قصة الموهبة‪،‬‬ ‫فى ٌوم من الأٌام كان هناك ملك جمع ثلبثة من الخدم وقال لهم‪ ،‬إنى أمتلك بعض‬ ‫المواهب وسؤعطٌكم هذه المواهب وفى ذلك العصر كانت الموهبة توزن بالذهب ثم‬ ‫قال لهم الملك وبعد عودتى من رحلتى سنجتمع ونرى ماذا فعلتم بهذه المواهب؟‬ ‫فؤشار الملك إلى الخادم الأول وقال له‪ :‬أما أنت فلك خمس مواهب‪ ،‬ثم أشار إلى‬ ‫الخادم الثانى وقال له‪ :‬أما أنت فلك موهبتان‪ ،‬ثم أشار الى الخادم الثالث وقال له‪ :‬أما‬ ‫أنت فلك موهبة واحدة‪ ،‬ثم قال لهم‪ :‬سنجتمع بعد رحلتى مرة أخرى ونرى ماذا‬ ‫‪- 87 -‬‬

‫فعلتم؟ وبعد فترة عاد الملك وجمع الثلبث خدام وقال لهم‪ :‬كٌؾ صار الأمر معكم ثم‬ ‫أشار إلى الخادم الأول وقال له‪ :‬أعطٌتك خمس مواهب ماذا فعلت؟ قال له‪ :‬بذلت‬ ‫جهدى ووضعتهم فى الفعل والعمل فى البداٌة كانت مواهب ضعٌفة ولكن بعد فترة‬ ‫أصبحت قوٌة ومن خمس مواهب أصبحوا عشرة مواهب لقد ضاعفت مواهبى أٌها‬ ‫الملك‪ ،‬قال الملك‪ :‬رابع‪ ،‬ثم أشار إلى الخادم الثانى وقال له‪ :‬أعطٌتك موهبتٌن ماذا‬ ‫فعلت؟ قال الخادم‪ :‬بذلت جهدى ووضعتهم فى الفعل حتى نمت مواهبى بدلا من‬ ‫موهبتٌن أصبحوا أربعة مواهب‪ ،‬فقال الملك‪ :‬ممتاز‪ ،‬ثم أشار الملك إلى الخادم‬ ‫الثالث وقال له‪ :‬أعطٌتك موهبة واحدة ماذا فعلت؟ قال الخادم أخذت الموهبة وؼلفتها‬ ‫بطرٌقة جٌدة ثم حفرت ووضعتها فى الأرض ودفنتها حتى لا ٌسرقها أحد‪ ،‬قال‬ ‫الملك‪ :‬خذوا منه هذه الموهبة وأعطوها لمن ٌمتلك عشرة مواهب‪.‬‬ ‫الشاهد من القصة‪ :‬قد تقول أنها قصة ؼٌر منطقٌة ولكن نتعلم بؤن الشا الذى لا‬ ‫نستخدمه سنفقده هذا ٌحدث مع جمٌع القدرات الجسدٌة والعقلٌة‪.‬‬ ‫لذلك نحتاج بإستخدام قدراتنا وما وهبنا الله بؤقصى حد من خلبل إستؽلبل العقل فى‬ ‫التفكٌر والتخطٌط والتؤمل والإبداع والإبتكار وإستخدام القدرات الجسدٌة فى السعى‬ ‫والعمل والجهد وممارسة الرٌاضة والحركة التى تساعدنا على الحفاظ على هذه‬ ‫القدرات والمهارات ونستخدم حواسنا فى التعلم الذاتى وإكتساب مهارات جدٌدة‬ ‫تساعدنا على الإرتقاء والتعمٌر ‪ ،‬وٌقول نابليون‪ :‬كنت أدٌر الجٌوش بثلبث كلمات‪،‬‬ ‫من قال لى لا أستطٌع قولت له حاول‪ ،‬ومن قال لى لا أعرؾ قولت له تعلم‪ ،‬ومن‬ ‫قال لى مستحٌل قولت له جرب‪ ،‬من هنا نستخدم قدراتنا دون أعذار‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على إستغلبل القدرات؟‬ ‫‪ -1‬القراءة‪ :‬تساعدك على تؽٌٌر تفكٌرك وفهمك وحكمك على الأشٌاء‪ٌ ،‬شٌر بعض‬ ‫الباحثٌن على أن القراءة تجعل المخ ٌنشط وتندفع الآؾ من خلبٌا الدماغ للعمل‬ ‫فبعض الخلبٌا ٌنشط وٌعزز وبعضها خلبٌا جدٌدة‪ ،‬لذلك القراءة تعطٌنا كم هابل من‬ ‫المعلومات والتصورات والحقابق والتعلم من خبرات الآخرٌن‪ ،‬فإبدأ بالقراءة ٌومٌا‬ ‫‪- 81 -‬‬

‫لمدة (‪ )23‬دقٌقة فى المجالات التى تتوافق مع مٌولك أو الجانب الدٌنى لترتقى‬ ‫أخلبقٌا ودٌنٌا أو فى التنمٌة الذاتٌة لتصبح شخصٌة نامٌة ناضجة‪.‬‬ ‫‪ -2‬إستخدام مهارات العقل والجسد والحواس‪ :‬بمعنى بناء عالم إفتراضى ٌؽذى‬ ‫عقلك من الداخل بطرٌقة صحٌحة من جمٌع المعلومات والصور والكلمات والأفكار‬ ‫التى تصل إلى عقلك عن طرٌق الحواس لأنها تإثر على نوعٌة عقلٌتك ودوافعك‪،‬‬ ‫بجانب وضع برنامج عملى لكل المهارات العقلٌة والجسدٌة والإجتماعٌة مع تقوٌتها‬ ‫ودفع النفس بحماس نحو الإستمرارٌة لتحافظ علٌها وتستفاد منها وتبدع‪ ،‬بجانب‬ ‫جعل الحواس فى حالة ٌقظة دابما‪ ،‬لا تفسد أذنٌك بتعوٌدها على سمع الأشٌاء‬ ‫بصوت عالى جدا‪ ،‬لا تفسد عٌنك ببعض العادات الخطؤ إنتبه جدا لهذه الامور‪.‬‬ ‫‪ -3‬قم بتنشيط خيالك‪ :‬عزز الإبداع فقد ذكرنا سابقا أن الجهاز العصبى ٌتفاعل مع‬ ‫الخٌال كؤنه واقع حقٌقى لذلك نحتاج لتدرٌب خٌالنا‪ ،‬تخٌل أنك تعٌش فى أماكن‬ ‫ؼرٌبة قد تكون تحت الماء كٌؾ ستكون الحٌاة‪ ،‬أو فوق السحاب كٌؾ ستكون‬ ‫الحٌاة‪ ،‬أو فى كوكب أخر كٌؾ ستكون الحٌاة‪ ،‬مرن خٌالك وستجد أفكار وتصورات‬ ‫إبداعٌة خلبقة‪.‬‬ ‫‪ -4‬التفكر‪ :‬دعا القرآن والعلم إلى ذلك‪ ،‬تفكر فى الأشٌاء والمواقؾ والكون‬ ‫والخلق‪،‬إستخدام التفكٌر العمٌق فى المواقؾ والتحدٌات وما ٌحدث حولك‪ ،‬واتخذ‬ ‫قرار بإستخدام قدراتك العقلٌة فكل إنسان مكلؾ بعقله ولٌس بعقول الآخرٌن‪.‬‬ ‫‪ -5‬تنميه ما تمتلك من نقاط قوة‪ :‬عندما تستخدم نقاط القوة فى شخصٌتك وتنمٌها‬ ‫وتثقلها من خلبل التدرٌب المستمر مع معرفة المهارات المعٌنة والمساعدة لهذه‬ ‫القدرات التى تجعلها ظاهرة تفٌد بها نفسك وتساعد من خلبل الأخرٌن‪.‬‬ ‫‪- 82 -‬‬

‫المحطة السادسة عشر‬ ‫الإستقلبلية‬ ‫« إتباع التقاليد لا يعنى أن الأموات أحياء‪ ,‬بل أن الأحياء أموات »‬ ‫ابن خلدون‬ ‫‪- 83 -‬‬

‫ٌحتاج الفرد فى ذلك العصر إلى قدر ممتاز من الإستقلبلٌة والتفرد لٌكون هو‬ ‫المسٌطر على حٌاته ٌفضل الإعتماد على ذاته فى التفكٌر والتصرؾ‪ ،‬ببساطة‬ ‫ٌستمع إلى أراء الآخرٌن لكنه ٌختار وٌتخذ القرار وٌتحمل مسبولٌة جودة حٌاته دون‬ ‫تقلٌد الآخرٌن فما ٌناسب الناس قد لا ٌناسبنا‪ ،‬المتفرد ٌعتمد على الله ثم على قدراته‬ ‫وإمكانٌاته لٌدٌر حٌاته بدون إتكالٌة أو إتباعٌة من الآخرٌن فإذا لم ٌجد من ٌسانده‬ ‫وٌساعده ٌتحرك بما هو متاح‪ ،‬لدٌه حرٌة إبداء الرأى بقوة ولكن بما ٌتناسب مع‬ ‫الموقؾ ٌسعى لتحقٌق أهدافه وطموحاته لا تعطله كلمات الآخرٌن‪ ،‬المتفرد ٌمنح‬ ‫ذاته فرصة لٌتدرب على التدبٌر الذاتى للؤمور سواء على مستوى إدراكه أو المحٌط‬ ‫المادى والإجتماعى والنفسى والسلوك‪ٌ ،‬قول المنفلوطى‪ :‬الناس ٌعٌشون فى نفوس‬ ‫الناس أكثر مما ٌعٌشون فى نفوس أنفسهم‪ ،‬أى أنهم لا ٌتحركون ولا ٌسكنون إلا لأن‬ ‫الناس هكذا‪.‬‬ ‫تشٌر نتابج بعض الدراسات النفسٌة كلما كان الفرد أكثر إستقلبلٌة كان أكثر سعادة‬ ‫بمعنى عندما نتولى زمام أمور حٌاتنا نشعر بالراحة والحرٌة والسعادة‪ ،‬نعٌش وفق‬ ‫خٌاراتنا التى ننسجم معها ولٌس كما ٌرٌد الآخرون أو البٌبة المحٌطة التى تفرض‬ ‫علٌنا حٌاة بنمط معٌن مكبلٌن بالسٌر فى الحٌاة بالآخرٌن‪.‬‬ ‫من معٌقات الإعتمادٌة أن ٌفقد الفرد القدرة على التفكٌر والتحلٌل والمناقشة‪ ،‬لأننا‬ ‫نعتقد بؤن الجماعة دابما على صواب رؼم أن الحقٌقة قد تكون عكس ذلك فٌكون‬ ‫الإنسان كناقة عمٌاء فنكرر ما ٌقوم به المجتمع‪ ،‬فى الزواج والعمل والأهداؾ ٌقول‬ ‫إبن حزم‪ :‬لا فرق بٌن مقلد وبهٌمة تقاد‪ ،‬فلقد ثار النبى صلى الله وعلٌه وسلم على‬ ‫قٌم ومعتقدات وسلوكٌات مجتمعه حتى أحدث تؽٌٌر فكرى وثقافى وحضارى‪ ،‬ومن‬ ‫المعٌقات أٌضا صعوبة التجدٌد والإبداع لأن الخروج من المؤلوؾ والتقلٌدى‬ ‫والمعتاد أو إن ٌسلك الفرد طرٌق جدٌد ٌعود علٌه بالإستهزاء والنقد‪ ،.‬وهنا ٌكون‬ ‫مصٌر الفرد كمصٌر الجماعة والمجتمع‪.‬‬ ‫‪- 84 -‬‬

‫عزٌزى القارئ عكس الإستقلبلٌة الإعتمادٌة والإتكالٌة بمعنى ٌتخذ الفرد قراراته‬ ‫من خلبل أشخاص آخرٌن وقد تكون ؼٌر مناسبة له إطلبقا لا ٌمتلك جرابة فى‬ ‫التعبٌر عن أفكاره ومشاعره تابع للآخرٌن ٌسٌر فى الحٌاة وفق ثقافة القطٌع‪ ،‬بٌنما‬ ‫الإستقلبلى والمتفرد ٌتمتع بدرجة عالٌة من المسبولٌة والحرٌة والإختٌارات‬ ‫والقرارات وهو المسٌطر على حٌاته‪ ،‬لدٌه علبقات قوٌة وممتازة ولكنه ٌعمل إذا‬ ‫وجد الدعم من الآخرٌن أو لا‪.‬‬ ‫لذلك لكى نكون إٌجابٌٌن نحتاج إلى تحرٌر عقولنا من التابعٌة والأنا الجماعٌة وثقافة‬ ‫القطٌع فى خٌاراتنا وقرارتنا وقناعاتنا وسلوكٌاتنا وعاداتنا‪ ،‬إتباع الآخرٌن أو‬ ‫الإعتماد على أرابهم ٌفقدك طرٌقك المناسب لك‪ٌ ،‬فقدك رإٌتك وما ترٌد تحقٌقه‬ ‫ٌفقدك ملكاتك التى وهبها الله لك‪ ،‬لانك ستتحرك وفق قٌود ما إعتاد علٌه المجتمع‬ ‫وما ٌحمله من قناعات ومفاهٌم وثقافة‪ ،‬ومن هنا قد تدخل فى الخرافات والسلبٌة‬ ‫والبرمجة الدٌنٌة وال‪،‬علبمٌة والتعلٌمٌة التى تقود إلى إستهلبك نفسك بعٌد عن‬ ‫جوهرك بعٌد عن أن تكون أنت بسجٌة وقرار وإختٌار‪ ،‬قال تعالى \" وإن تطع أكثر‬ ‫من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون\"‪،‬‬ ‫وقال صلى الله وعلٌه وسلم \" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا‪ ,‬وإن‬ ‫ظلموا ظلمنا‪ ,‬ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساإوا فلب‬ ‫تظلموا \" ومن هنا أهمٌة الإستقلبلٌة تجعلنا أكثر إٌجابٌة وطبٌعٌة بعٌدا عن سلبٌة‬ ‫من حولنا بل نراقب ونقٌم ونتحقق وننتبه فىما هو صواب وخطؤ فٌما ٌناسبنا أو لا‬ ‫ٌناسبنا‪ ،‬بجانب إدارة أمور حٌانتا بالشكل الذى ٌجعلنا أكثر سعادة وإستمتاع وأقرب‬ ‫إلى الله‪ ،‬بل تجعلنا الإستقلبلٌة مستمرٌن فى طرٌقنا بؽض النظر عن آراء المجتمع‪.‬‬ ‫‪- 85 -‬‬

‫أنواع الإستقلبل‪:‬‬ ‫‪ -1‬الإستقلبل العقلى‪ :‬هنا ٌبتعد الفرد عن إستحواذ أراء وقرارات وخٌارات‬ ‫وتوجهات الآخرٌن فى حٌاته‪ ،‬إلا عندما ٌفكر وٌتحقق منها وٌدرك إذا كانت مناسبة‬ ‫أو لا‪.‬‬ ‫‪ -2‬الإستقلبل العاطفى‪ :‬هنا ٌبتعد الفرد عن الدعم العاطفى بل ٌحفز ذاته من الداخل‬ ‫لأنه ٌعى أن الناس لا تهتم به طوال الوقت‪ ،‬بجانب أن المإمن القوى لا ٌستمر فى‬ ‫العمل من خلبل مدح الآخرٌن‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على إكتساب الإستقلبلية؟‬ ‫‪ -1‬التدريب على ممارسة إتخاذ القرار‪ :‬بشكل ٌومى فى أمور حٌاتك البسٌطة قد‬ ‫تسؤل الآخرٌن أو تستشٌر من حولك ولكن تتخذ أنت القرار من أشٌاء بسٌطة‬ ‫وبالتدرٌج إلى أشٌاء كبٌرة لا تقبل من أحد أن ٌقرر لك أو ٌختار لك‪.‬‬ ‫‪ -2‬إفعل شا لنفسك وبنفسك كل أسبوع‪ :‬بمعنى أن تختار شا كنت ترٌده بشدة‬ ‫ولكنك تخشى أن تفعله بنفسك‪ ،‬على سبٌل المثال‪ :‬إذا كنت ترٌد ممارسة الرٌاضة‬ ‫ولكن لم تجد أحد ٌذهب معك‪ ،‬إذا كنت ترٌد تعلم مادة معٌنة ولكن تخشى الذهاب‬ ‫بمفردك‪ ،‬إذا كنت ترٌد مواجهة موقؾ معٌن فى حٌاتك ولكن تخشى الذهاب وحدك‬ ‫إفعل ذلك فورا‪.‬‬ ‫‪ -3‬تعلم أن تكون متفرد فى آرابك‪ :‬بمعنى عندما تكون فى جماعة أو مع أصدقابك‬ ‫عبر عن أفكارك وآرابك حتى وإن كانت مختلفة مع الآخرٌن‪ ،‬لا تكون تابعا وتسٌر‬ ‫دون تفكٌر مع القطٌع وإبتعد عن التوجٌهات السابدة فى الجماعة‪.‬‬ ‫‪ -4‬جرب الإستقلبل فى بعض الأمور بعيداً عن الآخرين‪ :‬على سبٌل المثال‪ :‬إذا‬ ‫كنت تخرج دابما مع جماعة جرب فى بعض الأحٌان واذهب وحدك‪ ،‬إذا كنت تفكر‬ ‫دابما وأنت مع الآخرٌن جرب وفكر وحدك فى أمور حٌاتك‪.‬‬ ‫‪- 86 -‬‬

‫‪ -5‬جلست تفكر وفحص التغييرات التى تريد أن تغيرها فى حياتك‪ :‬فى هذه الجلسة‬ ‫كن صادقا ومتصالح مع نفسك واكتب قابمة فٌها بعض التؽٌٌرات التى ترٌد أن‬ ‫تحدثها ثم إسعى لذلك ثم كافا نفسك عندما تحقق كل تؽٌٌر‪ ،‬وأخٌرا تذكر بؤن‬ ‫الإعتماد على الذات فى بعض الأحٌان هو الطرٌقة الوحٌدة للحرٌة فى الحٌاة‪ ،‬أدر‬ ‫أمورك دون إتكالٌة‪.‬‬ ‫‪- 81 -‬‬

‫المحطة السابعة عشر‬ ‫المرونة‬ ‫« الذكاء هو القدرة على التكيف مع التغير »‬ ‫ستيفن هوكينج‬ ‫‪- 88 -‬‬

‫المرونة الشخصٌة تجعل إٌجابٌتك متسعة فهى سمة وعادة ومهارة تساعد على‬ ‫التفاعل الإٌجابى المستمر‪ ،‬الشخص المرن لدٌه بدابل فى التفكٌر وقدرة على حل‬ ‫المشكلبت ومرونة فى التعامل مع الأزمات والشدابد مع تحقٌق الأهداؾ والؽاٌات‬ ‫مع علبقته مع الناس والمحٌط‪ ،‬الفرد المرن ٌتكٌؾ ٌكافح‪ٌ،‬درك الأمر بشكل ؼٌر‬ ‫مشوه لا ٌستسلم أبدا مهما كانت العقبات لدٌه حلول بدٌلة ٌتعامل مع الضؽوط على‬ ‫أنها تحدٌات لدٌه قدرة على الصمود والوقوؾ من جدٌد بعد السقوط‪ٌ ،‬كرر المحاولة‬ ‫دون كلل أو ملل حتى ٌحقق ما ٌرٌد الفرد المرن أكثر الناس نضجا بمعنى ٌلتزم‬ ‫بالأهداؾ والرإٌة وحالة التوازن ولكنه مرن فى الأسلوب والتفكٌر والأسالٌب التى‬ ‫ٌسلكها‪.‬‬ ‫عزٌزى القارئ المرونة قوة وعكسها الجمود وهنا ٌكون الفرد متحجر نمطى‪ ،‬فتقول‬ ‫الحكمة \" لا تكن صلباً فتنكسر \" بل إفتح لنفسك عدة أبواب بل إوجد لنفسك بدابل‬ ‫بإستمرار بل تكٌؾ مع الأحداث والمواقؾ وإجعلها تحدٌات لتنمو وتزدهر‪.‬‬ ‫نحن نحتاج إلى هذه الصفة أو العادة أو المهارة فى جمٌع أركان الحٌاة‪ ،‬ففى‬ ‫الضؽوط والأزمات نحتاج إلى المرونة‪ ،‬فى العلبقات مع الآخرٌن نحتاج إلى‬ ‫المرونة فى تحقٌق الرإى والأهداؾ نحتاج إلٌها‪ ،‬فلب ٌصح لفرد أن ٌكون معلم مع‬ ‫الجمٌع بدونها‪.‬‬ ‫ماهى العادات التى يتبعها الشخص المرن؟‬ ‫‪ٌ -‬تقبل النقد بصدر رحب وٌتعلم من الأخطاء وٌسلك طرق بدٌلة لتخطى تحدٌات‬ ‫حٌاته‪.‬‬ ‫‪ٌ -‬كون علبقات طٌبة لدٌه القدرة على التعامل الإجتماعى والعقلى والنفسى مع‬ ‫المحٌطٌن به‪.‬‬ ‫‪ -‬لا ٌجلس وٌنتظر الأمور الإٌجابٌة أن تحدث ولكنه ٌسعى لإٌجاد فرص وتحدٌات‬ ‫وجعل حٌاته وحٌاة الآخرٌن أفضل‪.‬‬ ‫‪- 89 -‬‬

‫‪ -‬عندما ٌتعرض إلى صدمات ٌتكٌؾ ٌستطٌع إعادة حالة التوازن الداخلى‪ٌ ،‬قول‬ ‫دينيس واتلى‪ :‬إن العلماء لا ٌعرفون على وجه التحدٌد ما الذى حدث للدٌناصور‬ ‫ولكنهم متفقون ؼلى أنه ؼٌر مرن لم ٌستطع التؤقلم مع تؽٌرات البٌبة وهكذا عكس‬ ‫ماٌقولون عن الخرتٌت فهو موجود منذ سبع ملبٌٌن سنة بسبب قدرته الممتازة على‬ ‫المرونة والتؤقلم والتعامل مع التؽٌرات‪.‬‬ ‫الجمٌع ٌعرؾ وكالة ناسا الفضابٌة ذلك الصرح الشامخ‪ ،‬عندما صعد العلماء لأول‬ ‫مرة إلى الفضاء أرادوا أن ٌدونوا أو ٌكتبوا ملبحظاتهم‪ ،‬ولكن كانت هناك مشكلة‬ ‫وهى أنه فى الفضاء الخارجى وبسبب إنعدام الجاذبٌة تماما ٌستحٌل الكتابة‪ ،‬لأن‬ ‫الحبر الموجود بالقلم ٌصعد لأعلى فمهما حاولوا الكتابة لا ٌستطٌعون مما دعاهم هنا‬ ‫لدراسة هذا الموضوع وظلوا طوال عشر سنوات ٌبحثون وٌدرسون وكٌؾ ٌكتبون‬ ‫فى الفضاء الخارجى‪ ،‬حتى وفقهم الله لإختراع القلم الذى ٌمكنهم الكتابة به فى‬ ‫الفضاء‪ ،‬وبعد وقت وجهد ومال وأبحاث ودراسات تتخطى الملبٌٌن حقووا ما‬ ‫ٌرٌدون‪ ،‬ولكن عزٌزى القارئ بٌنما الروس واجهوا هذه المشكلة بعد خروجهم‬ ‫للفضاء الخارجى ماذا فعلوا؟ ببساطة جدا إستطاعوا أن ٌدونوا الملبحظات بالقلم‬ ‫الرصاص‪ ،‬نعم بالقلم الرصاص هذه المرونة ألا تركز تفكٌرك أمام مشكلة لتبحث‬ ‫لها عن حل واحد فهناك العدٌد من الحلول ولكن عندما تكون مرن أولا فمن الواضح‬ ‫أن وكالة ناسا والروس وصلوا لنفس الهدؾ ولكن علٌنا أن ندقق إلى الفترة الزمنٌة‬ ‫والتكلفة المادٌة والجهد‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على جعل المرونة سمة شخصية؟‬ ‫‪ -1‬التدريب على المرونة فى التفكير‪ :‬لا تكن متحجر التفكٌر تنظر إلى الأمور‬ ‫بطرٌقة أحادٌة بل قم بإعداد قابمة لأهدافك وحدد الهدؾ الأول حسب الأولوٌة ثم قم‬ ‫بتدوٌن ثلبث خطط من الممكن أن تساعدك على تحقٌق ذلك الهدؾ فمن هنا أنت‬ ‫تمتلك بدابل للوصول وتصبح مرن فى التفكٌر ٌصبح لدٌك أفكار كثٌرة تساعدك‬ ‫على الوصول‪.‬‬ ‫‪- 97 -‬‬

‫‪ -2‬التدريب على المرونة فى التصرف‪ :‬إعلم أنه لٌس أسلوب واحد ٌناسب جمٌع‬ ‫الناس ولٌس أسلوب واحد ٌناسب جمٌع المواقؾ بل تعلم أن تستخدم لأكثر من‬ ‫طرٌقة للوصول وإذا فشلت فى طرٌقة إستخدم طرٌقة أخرى لا تٌؤس أو تفقد‬ ‫الحماس أمام الأزمات أو التحدٌات فعندما تتصرؾ بطرٌقة مرنة تتفادى العقبات‬ ‫فالمرونة هى جهاز مناعى للشخصٌة‪.‬‬ ‫تشٌر الرابطة النفسية الأمريكية عشر طرق فعالة فى تنمٌة المرونة لدى الأفراد‪.‬‬ ‫‪ -3‬إقامة علبقات جيدة مع الأخرين‪ :‬بمعنى السعى نحو إقامة علبقات إٌجابٌة مع‬ ‫أعضاء أسرتك وزملبء العمل والدراسة والجٌران‪ ،‬وتقبل المساعدة والدعم من‬ ‫الأخرٌن ‪ ،‬وساعد أنت أٌضا الآخرٌت وقت إحتٌاجاتهم مع المشاركة فى الأعمال‬ ‫التطوعٌة والخٌرٌة‪ ،‬فهى مصدا مهم للراحة النفسٌة‪.‬‬ ‫‪ -4‬تقبل التغيير لأنه جزء من الحياة‪ :‬تقبل الظروؾ والأوضاع التى لا ٌمكن‬ ‫تؽٌٌرها وتعاٌش معها‪ ،‬ثم التركٌز على الأمور والظروؾ التى لك التؤثٌر فٌها‬ ‫وتؽٌٌرها‪ ،‬مثل‪ :‬تنمٌة شخصٌتك وعلبقتك بالله‪ ،‬تؽٌٌر قناعاتك عاداتك أعمالك‪،‬‬ ‫السعى بطرٌقة مختلفة‪.‬‬ ‫‪ -5‬التوقف عن رإية الأزمات على أنها يستحيل التغلب عليها‪ :‬لا ٌوجد حٌاة بل‬ ‫ضؽوط ومسبولٌات‪ ،‬ولكن تستطٌع تؽٌٌر الطرٌقة التى تدرك وتفسر وتستجٌب بها‬ ‫للمواقؾ والتحدٌات التى تواجهك‪ ،‬ثم محاولة تجاوزها مع التطلع نحو مستقبل‬ ‫أفضل‪.‬‬ ‫‪ -6‬معرفة أهدافك والسعى نحو تحقيقها‪ :‬ضع أهداؾ واقعٌة لنفسك‪ ،‬وتكون مبنٌة‬ ‫على قراءة دقٌقة لقدراتك وإمكانٌاتك‪ ،‬وللواقع المحٌط بك‪ ،‬مع الإلتزام فى المهام‬ ‫والعمل علٌها حتى تحقٌقها تدرٌجٌا‪.‬‬ ‫‪- 91 -‬‬

‫‪ -1‬إتخاذ قرارات حاسمة‪ :‬بمعنى التعامل مع المواقؾ العصٌبة بؤقصى ما تملك من‬ ‫طاقة‪ ،‬مع إتخاذ قرار حاسم ٌدفعك نحو المواجهة والتصدى والنشاط الإٌجابى‬ ‫والعمل‪ ،‬بدلا من الإستسلبم للمشكلبت والضؽوط‪.‬‬ ‫‪ -8‬ملبحظة الفرص التى تدفعك نحو إكتشاف ذاتك‪ :‬بمعنى عندما تمر بظروؾ‬ ‫ضاعطة أو مواقؾ صعبة‪ ،‬لاحظ قد تكتشؾ نقاط قوة فى شخصٌتك‪.،‬مثل الثقة أو‬ ‫الإستقلبلٌة أو الإلتجاء إلى القوة الإٌمانٌة‪.‬‬ ‫‪ -9‬النظرة الإيجابية إتجاه الذات‪ :‬بمعنى الثقة فى قدراتك على حل المشكلبت‪،‬‬ ‫وتخطً التحدٌات والأزمات‪ ،‬من هنا تضع نفسك على بداٌة المرونة الشخصٌة‬ ‫عندما تإمن فى قدراتك على تحطً الضؽوط‪.‬‬ ‫‪ -17‬وضع الأمور فى حجمها الطبيعى‪ :‬بمعنى عندما تواجه مواقؾ مإلمة حاول‬ ‫أن تقٌم الموقؾ فى سٌاق واسع وأنظر إلى المدى البعٌد الذى ٌمكن أن ٌحتوى مثل‬ ‫هذا الموقؾ وتجنب التفكٌر التضخٌمى‪.‬‬ ‫‪ -11‬عدم فقدان الأمل‪ :‬بمعنى النظرة الإٌجابٌة والموضوعٌة‪ ،‬وتوقع الأشٌاء الجٌدة‬ ‫التى ستحدث لك فى حٌاتك‪ ،‬بجانب تخٌل ما ترٌد تحقٌقه‪ ،‬بدلا من الحذر والخوؾ‬ ‫والتشاإم‪.‬‬ ‫‪ -12‬إعتنى بنفسك بشكل مستمر‪ :‬بمعنى الإهتمام بالذات وتقدٌرحاجاتك‬ ‫ومشاعرك‪ ،‬بجانب الإندماج فى الأنشطة والخبرات التى تستمتع بها وتزٌد من‬ ‫راحتك‪ ،‬وإسترخابك لأن إهتمامك بنفسك ٌساعدك فى الإستعداد لأى حدث طارئ‪.‬‬ ‫‪- 92 -‬‬

‫المحطة الثامنة عشر‬ ‫الحكمة‬ ‫« إن الحكمة هى النظر فى الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعية البرهان »‬ ‫ابن رشد‬ ‫‪- 93 -‬‬

‫تعد الحكمة من أعلى مراتب الإٌجابٌة وهى لا تختص بالنبوة بل هى أعم فقال ابن‬ ‫عباس رضى الله عنه‪\" :‬ضمنى رسول الله صلى الله وعليه وسلم إلى صدره وقال‪:‬‬ ‫\" اللهم علمه الحكمة \"‪ ،‬وتنمٌة الحكمة كؤى مهارة مثل‪ :‬الذكاء وبعض المهارات‬ ‫الإجتماعٌة قابلة للنمو والتدرٌب وهى لٌست سمة موروثة بالفطرة ولكن بإمكان‬ ‫الفرد أن ٌكتسبها بالخبرة‪ ،‬هذه السمة لها إعتماد دٌنى وقرآنى قال تعالى \"ومن‬ ‫يإتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً\"‪ ،‬عندما ٌكتسب الفرد الحكمة تعود علٌه بالخٌر‬ ‫فى الدنٌا والآخرة‪.‬‬ ‫وهى أٌضا لها إعتماد علمى وفلسفى ببساطة إختلؾ علٌها الجمٌع فى التعرٌؾ ولكن‬ ‫إتفق علٌها الجمٌع فى الأهمٌة‪ ،‬فهى تساعد على تشرٌؾ الإنسان ورفع مكانته بٌن‬ ‫من حوله تجعل الفرد على صواب فى أقواله وأفعاله‪ ،‬تساعد على علو شؤن صاحبها‬ ‫وإكمال عقله‪ ،‬تعمل على إتصاؾ صاحبها بالهٌبة والوقار تجعل الفرد نافع وإٌجابى‬ ‫فى أى مكان ٌذهب إلٌه فهى أفضل شا ٌمنحه الخالق للعبد بعد الإٌمان ومكارم‬ ‫الأخلبق‪ ،‬فهى من صفات الأنبٌاء والعلماء والصالحٌن‪.‬‬ ‫ما هو تعريف الحكمة؟‬ ‫ٌعرفها ابن القيم‪ :‬بؤنها فعل ما ٌنبؽى على الوجه الذى ٌنبؽى فى الوقت الذى ٌنبؽى‪،‬‬ ‫وٌعرفها القدماء‪ :‬بؤنها وضع الشا فى موضعه‪ ،‬وقٌل بؤن الحكمة فى اللغة‪ :‬هى‬ ‫العلم والعمل‪ٌ ،‬عرفها بعض علماء النفس‪ :‬بؤنها قدرة الفرد على فهم الطبٌعة‬ ‫البشرٌة والخبرة فى الحٌاة والإستبصار بالوسابل والؽاٌات التى تإدى إلى النجاح‪،‬‬ ‫وٌعرفها ابن سينا‪ :‬الحكمة صناعة نظر ٌستفٌد بها الإنسان تحصٌل ما علٌه الوجود‬ ‫كله فى نفسه‪ ،‬ببساطة الحكمة تعٌن صاحبها على إدراك الؽاٌات والأسباب فٌحسن‬ ‫بذلك تقدٌر الأمور وفق بصٌرة مستنٌرة تجعله ٌتجه نحو الأعمال الصالحة‬ ‫والصاببة‪ ،‬وعندما تعلو الحكمة بداخل الإنسان ٌتؽٌر إتجاهه نحو المسار الأفضل‬ ‫وٌصبح أكثر إستبصار بنفسه والأخرٌن والحٌاة‪.‬‬ ‫‪- 94 -‬‬

‫ما هى فوابد تنمية الحكمة؟‬ ‫‪ -‬تجعل الفرد قوٌا فى علبقته الروحانٌة مع خالقه‪.‬‬ ‫‪ -‬تجعل الفرد ٌمٌل إلى الخٌر والحق‪.‬‬ ‫‪ -‬تجعل الفرد نجما إجتماعٌا فالناس تثق وتنجذب إلى أصحاب العقول الراجحة‪.‬‬ ‫‪ -‬تجعل الفرد صاحب بصٌرة ثاقبة ٌركز على الؽاٌات‪.‬‬ ‫الآن تعالى معى عزيزى القارئ لنتعرف على بعض سلوكيات من يمتلك الحكمة‪:‬‬ ‫الحكٌم قادر على إدراك المعانى والأسبلة العمٌقة فى الحٌاة‪ٌ ،‬فكر وٌتمهل قبل أن‬ ‫ٌتكلم‪ٌ ،‬نصت كثٌر وٌتكلم قلٌل‪ٌ،‬حاول فهم الآخرٌن لا ٌصدر أحكام ٌحاول البحث‬ ‫عن سبب ٌفسر به تصرفات الآخرٌن‪ٌ ،‬تقبل البشر كما هم لا ٌحاول تؽٌٌر أحد‪ ،‬لا‬ ‫ٌتسرع فى التصرؾ ٌعلم أن التسرع ٌإدى إلى الندم فى النهاٌة‪ ،‬لا ٌقارن نفسه بؤحد‬ ‫ٌتصرؾ حسب مبادبه متواضع‪ ،‬فضولى‪ ،‬منفتح الأفق ٌقرأ على قدر ما ٌستطٌع‪،‬‬ ‫ٌجرب أشٌاء جدٌدة حتى ٌكتسب الخبرة‪.‬‬ ‫اسؤل نفسك عندما تحكم على شخص بؤنه حكٌم لماذا تعتقد أنه حكٌم؟ هل لأنه مثقؾ‬ ‫أم لأنه حلل لؽز الحٌاة أم لأنه رجل صالح أم لأنه صاحب خبرة فى الحٌاة؟‬ ‫ٌقول جيم رون‪ :‬البحث عن الحكمة هو أحد الخطط للوصول إلى السعادة‪ ،‬لذلك أن‬ ‫جزء كبٌر من الحكمة ٌكتسب وٌستطٌع الفرد منا أن ٌتمثلها فى سلوكه وفى ردود‬ ‫أفعاله فالحكمة لٌست مرتبطة بعمر معٌن‪.‬‬ ‫ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله فى تنمية الحكمة؟‬ ‫‪ -1‬ممارسة التفكير التؤملى‪ :‬تشٌر بعض الدراسات النفسٌة بؤن التفكٌر التؤملى‬ ‫الحكمة ووظٌفة التفكٌر التؤملى تحوٌل موقؾ ملٌا بالؽموض والشك والإلتباس إلى‬ ‫موقؾ واضح مستقر‪ ،‬إذا علٌنا بممارسة التفكٌر التؤملى فى أحوالنا وأمورنا‬ ‫وسلوكٌاتنا ورإٌتنا ومراقبة أنفسنا مع التمعن بعمق فى الأمور كل هذا بهدؾ‬ ‫‪- 95 -‬‬

‫تحسٌن حٌاتنا‪ ،‬ببساطة لا تعود نفسك على التفكٌر السطحى مارس التفكٌر العمٌق‬ ‫فى شإون الكون والخلق‪ ،‬ومن هنا ٌصبح العقل أكثر قدرة على تحلٌل الأحداث‬ ‫وفهمها بصورة واضحة‪.‬‬ ‫‪ -2‬خالط وجالس أصحاب الحكمة‪ :‬بمعنى تابع الأماكن التى ٌترددون علٌها مع‬ ‫الإنصات الجٌد لهم ولكن تحلى بالصبر على تؤملبتهم فمنهم تستمد بذور الحكمة‪.‬‬ ‫‪ -3‬سر على خطى الأنبياء‪ :‬بمعنى معرفة سٌر الأنبٌاء وجمع التفاصٌل الدقٌقة ثم‬ ‫التدبر والتمعن والتفكر فى جمٌع الأقوال والأفعال‪ ،‬ومحاولة إكتساب كل ذلك بجانب‬ ‫الإقتداء بهم وهذا ٌلخص لنا الكثٌر من محاولات التجرٌب الخطؤ‪.‬‬ ‫‪ -4‬تدرب على تحمل الغموض‪ :‬بمعنى لا تلجؤ لأسهل التفسٌرات المتاحة لموقؾ‬ ‫معٌن لمجرد أنك لٌس لدٌك قدرة على تحمل الؽموض فالحكٌم شؽوؾ بالمعرفة‬ ‫منفتح على الآراء المتنوعة لا ٌدع الأحداث الؽامضة تمر علٌه دون أن ٌعمل فٌها‬ ‫تفكٌره‪.‬‬ ‫‪ -5‬العلم والمعرفة والثقافة‪ :‬بمعنى التعلم المستمر وإكتساب المعرفة ٌؽذى ٌنابٌع‬ ‫الحكمة لدٌنا بجانب الثقافة والإطلبع على أفكار الأخرٌن‪ ،‬وهضم ما نتعلمه حتى لا‬ ‫ٌكون العلم مجرد معرفة عقلٌة ساكنة‪.‬‬ ‫‪ -6‬تنمية الذات من مإشرات نضج الشخص الحكيم‪ :‬بمعنى الذى ٌنمو وٌتطور‬ ‫بطبع تزداد لدٌه الحكمة بٌنما الذى ٌتوقؾ عن تنمٌة ذاته تتلبشى منه معرفة‬ ‫وحكمته بالتدرٌج‪ ،‬هكذا حال العلماء والأبطال وأصحاب المواهب‪ ،‬والإهتمام بتنمٌة‬ ‫شخصٌة الفرد فى جمٌع الأبعاد الحٌاتٌة ٌنمٌها‪ ،‬وإكتساب الحكمة لا علبقة له بالعمر‬ ‫ولكن بمحاولات الفرد نحو تطوٌر نفسه من خلبل الوعى والمعرفة والمفاهٌم‬ ‫والتصورات والتوازن فى الحٌاة والتعلم من الحٌاة‪ ،‬من هنا تزداد حكمتك‪.‬‬ ‫‪- 96 -‬‬

‫المحطة التاسعة عشر‬ ‫الصبر‬ ‫« إن صبرت جرى عليك القلم وأنت مؤجو وإن جزعت جرى عليك القلم‬ ‫وأنت مؤزور »‬ ‫على بن أبى طالب‬ ‫‪- 91 -‬‬

‫ٌعد الصبر سمة عظٌمة من سمات الإٌجابٌن تعٌن أصحابها على التحمل والتكٌؾ‬ ‫والإستمرارٌة أمام التحدٌات وأمام الأشٌاء التى تقع خارج إرادته‪ ،‬الصبر لٌس‬ ‫فطرى بل هو من المهارات والسلوكٌات التى كلما تعمدت فعلها وعملت علٌها‬ ‫حققت قدرا أكبر منه‪ ،‬فى عام ‪ 1003‬أصٌبت هلين كلير بعد عامان بمرض الحمه‬ ‫الشوكٌة وفقدت أعظم الحواس وهى السمع والبصر فؤصبحت عمٌاء وصماء‬ ‫وبكماء‪ ،‬وفى سن العشرٌن من عمرها تربت فى دار أٌتام ثم تعلمت لؽة براٌل‬ ‫بالإنجلٌزٌة والألمانٌة والفرنسٌة والٌونانٌة واللبتٌنٌة‪ ،‬ثم أكملت دراساتها حتى نالت‬ ‫الدكتوراه فى العلوم والفلسفة وكتبت ثمانٌة عشر كتاب ترجم إلى خمسون لؽة‪،‬‬ ‫بجانب أنها لقبت برمز الإرادة الإنسانٌة كل ذك بسبب فضٌلة الصبر‪.‬‬ ‫الصبر من أهم الصفات التى ٌمتلكها الإنسان لأنه أكثر الأسلحة فاعلٌة فى مواجهة‬ ‫المواقؾ والأحداث الؽٌر متوقعة وبدونه لا تحقق الإنجازات‪ ،‬تؤمل معى كم مرة‬ ‫تستسلم أمام تؽٌٌر شا فى شخصٌتك أو حٌاتك بسبب عدم الصبر‪ ،‬تامل معى كم‬ ‫مرة تؽضب وتنفجر فى خلبفات مع الآخرٌن بسبب عدم الصبر‪ ،‬تؤمل معى كم مرة‬ ‫تخلٌت عن تحقٌق أهداؾ لك بسبب عدم الصبر‪ ،‬لذلك نحتاج جمٌعا إلى تقوٌة‬ ‫عضلة الصبر فى أنفسنا للعمل والتحدى والتؽٌٌر والتعمٌر‪.‬‬ ‫من هنا راجع سٌر الأنبٌاء والعظماء والناجحٌن وستجد أن جمٌعهم ٌمتلكون صفة‬ ‫الصبر الإٌجابى على العمل والحٌاة وعلى رسالتهم والناس‪ ،‬لقب عمر المختار بشٌخ‬ ‫الشهداء وأسد الصحراء وهو معلم القرآن الذى تحول إلى قابد ضدد الإحتلبل‬ ‫الإٌطالى بقوة وصبر وثبات لمدة عشرون عاما‪ ،‬لقب توماس إديسون برجل الألفٌة‬ ‫بسبب ممارسة الصبر على تجاربة فى الكهرباء حتى واصل وأضاء العالم‪ ،‬أتقن‬ ‫إسحاق نيوتن الصبر فى التعامل مع نظرٌاته حتى ؼٌر مجرى العالم الرٌاضى‪،‬‬ ‫فالصبر خلق وسلوك مكتسب وٌنشا من خلبل قدرة الفرد على التحمل والتكٌؾ فى‬ ‫ظل ظروؾ صعبة وقاسٌة‪ ،‬من هنا نعى أن مقامات الدٌن كلها إرتبطت بفضٌلة‬ ‫الصبر‪ ،‬لذلك الصابرٌن محبوبٌن من الله الصابرٌن ٌصلون إلى أهدافهم الصابرٌن‬ ‫ٌتحملون الأزمات والصعاب دون إنفجار أو تهور أو سخط‪.‬‬ ‫‪- 98 -‬‬

‫هنا الصبر السلبى‪ :‬بمعنى السكون والخمول والكسل وترك العمل‪ ،‬وهناك الصبر‬ ‫الإيجابى‪ :‬بمعنى السعى المستمر مع القدرة على التحمل وعدم الإستعجال مع المدح‬ ‫وحسن الظن بالله‪ ،‬وٌنصح علماء النفس بؤن الإنسان ٌستطٌع أن ٌساعد نفسه على‬ ‫تحمل الوقت والهموم والمصاعب وكل ما لا تطٌقه النفس البشرٌة وتضعؾ أمامه‬ ‫وهذا ٌعمل على تقوٌة الإنسان وجعله أكثر قدرة وعزٌمة وتحمل وتكٌؾ‪.‬‬ ‫وهنا نتذكر صاحب النموذج العظٌم فى الصبر‪ ،‬وعدم الٌؤس من رحمة الله تعالى‪،‬‬ ‫تلك الفضٌلة التى تظهر ساعة المحن‪ ،‬نبى الله أيوب ٌضرب به المثل فى الصبر‬ ‫عند تعرضه لبلبء شدٌد‪ ،‬وأعطانا درسا عظٌما فى الصبر والأحتساب والرضا‬ ‫بقضاء الله تعالى‪ ،‬حتى ٌصفه الله عزه وجل \" إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه‬ ‫أواب\"‪.‬‬ ‫يشير بيرسال إلى أربعة أنماط من الناس فى ممارسة الصبر‪:‬‬ ‫‪ -1‬النمط الغضوب‪ :‬فى هذا النمط تسٌطر أفكار ومشاعر الؽضب والسخط والعجلة‬ ‫والعداوة والحسد والحقد وهذا نمط سلبى‪.‬‬ ‫‪ -2‬النمط اليبوس‪ :‬فى هذا النمط تسٌطر أفكار ومشاعر الذنب والعجز والأنهزامٌة‬ ‫والدونٌة والٌؤس وهذا نمط سلبى إٌضا‪.‬‬ ‫‪ -3‬النمط الودود‪ :‬فى هذا النمط تسٌطر أفكار التسامح والرضا والثقة والتفاإل‬ ‫والمودة وهذا نمط إٌجابى‪.‬‬ ‫‪ -4‬النمط الصبور‪ :‬فى هذا النمط تسٌطر أفكار التحمل والصبر والشجاعة والعفة‬ ‫والحكمة وهذا نمط صبور على تحدٌات الحٌاة وإٌجابى‪ ،‬من هنا تدرٌب النفس على‬ ‫التحكم وتحوٌل الأفكار والمشاعر من نمط الؽضوب إلى الصبور ومن نمط الٌبوس‬ ‫إلى الودود فى هذا التدرٌب تطعٌمات نفسٌة‪.‬‬ ‫‪- 99 -‬‬

‫وفى عام ‪ 1039‬ولد لويس برايل وكان طفلب ذا عٌنٌن جمٌلتٌن‪ٌ ،‬حسده كل من رآه‬ ‫وكان شدٌد الذكاء‪ ،‬بجانب أنه ٌساعد والده فى عمله الذى هو عبارة عن تصنٌع‬ ‫سرج الخٌل واللجام‪ ،‬وذات مرة وهو ٌساعد والده أخذ إبرة كبٌرة ومطرقة وقطعة‬ ‫من الجلد وعندما كان ٌطرق على الإبرة أفلتت من ٌده وللؤسؾ جرحت عٌنه جرحا‬ ‫عمٌقا‪ ،‬وأصٌب بإلتهاب العصب البصرى‪ ،‬ثم فقد البصر بعٌنه الٌسرى وبعد فترة‬ ‫أصٌبت عٌنه الأخرى بالإلتهاب وفقده عٌنه الأخرى‪ ،‬شعر بالحزن والألم والوحدة‬ ‫الشدٌد على فقدان البصر‪ ،‬ثم أرسله والده لتعلم البٌانو وأصبح شؽوؾ بالعزؾ علٌه‬ ‫وماهرا فى ذلك بجانب إكتساب شهرة واسعة فى المعهد القومى للمكفوفٌن فى‬ ‫بارٌس‪ ،‬ومن هنا لاحظ لوٌس أن طرٌقة التدرٌس فى المعهد هى بلمس حروؾ‬ ‫كبٌرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق‪ ،‬وكان الأطفال ٌتعلمون بهذه‬ ‫الطرٌقة من خلبل التعرؾ على أشكال الأحرؾ باللمس‪ ،‬وفى إعتقاد لوٌس هذه‬ ‫الطرٌقة ؼٌر عملٌة لأن طول الأحروؾ كان حوالى ‪ 3‬بوصات‪ ،‬بدأ ٌفكر مع نفسه‬ ‫لابد أن هناك طرٌقة أفضل من ذلك‪ ،‬وحٌن بلػ سن العشرٌن تم تعٌٌنه مدرسا فى‬ ‫المعهد وفى ‪ 1029‬نجح فى تكوٌن حروؾ الكتابة بإستخدام ست نقاط فقط وبدأ فى‬ ‫تجربتها وإستخدامها فى المعهد‪ ،‬وفى عام ‪ 1039‬نشر طرٌقته حتى ٌطلع العالم‬ ‫على إكتشافه‪ ،‬ولكنه واجه مقاومة كبٌرة من الجمٌع‪ ،‬ولكن مع قوة الصبر ألؾ أول‬ ‫كتاب له ٌحتوى على قصابد الشاعر الإنجلٌزى الأعمى جون ميلتون‪ ،‬حتى ٌتمكن‬ ‫من إستخدام إبرة كبٌرة متشابهة لتلك التى إصابته بالعمى‪ ،‬وكلما حاول تقدٌم طرٌقة‬ ‫حدٌثة كان ٌواجه رفض‪ ،‬وفى ٌوم من الأٌام كانت إحدى تلمٌذاته تقوم بالعزؾ فى‬ ‫أحد المسارح الكبٌرة فى بارٌس‪ ،‬وهنا صفق لها الحاضرون بإعجاب شدٌد معبرٌن‬ ‫عن تقدٌرهم لهذه الأداء‪ ،‬إقتربت التلمٌذة من الجمهور وقالت لست أنا الذى ٌستحق‬ ‫هذا التقدٌر ولكن معلمى الذى علمنى طرٌقة إكتشافه الخارقة وهو الآن ٌرقد‬ ‫مرٌض‪ ،‬ومن هنا بدأت المجلبت والجراٌد حملة قومٌة إتجاه لويس برايل وتإٌد‬ ‫وتدعم طرٌقته العظٌمة‪ ،‬ومن هنا إعترفت الحكومة الفرنسٌة بؤكتشافه‪ ،‬وتوفى عام‬ ‫‪- 177 -‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook