فنحن نحتاج أن نتخذ قرار قاطع بالمسإلٌة فى الحٌاة ،قرار قاطع للعمل وترك الشكوى ،قرار قاطع للشجاعة وترك التردد ،قرار قاطع للئٌجابٌة وترك السلبٌة والعشوابٌة ،قرار قاطع للرجوع إلى الخالق بدلا من التفكٌر التبرٌرى ،وهنا ٌقول مارك توين :القرارات الجٌدة تؤتى من الخبرة والخبرة تؤتى من إتخاذ القرات السٌبة. ما هى التوصيات التى تساعدنا بإذن الله فى إتخاذ قرارات واضحة وفعالة؟ -1تحديد الحالة :بمعنى المشكلة التى نرٌد أن نتخذ فٌها قرار معٌن بعد ذلك علٌك أن تعى وتدرك بتوسٌع خٌاراتك فى الحٌاة فؽالبا ٌوجد أكثر من قرار لحل مشكلة أو لتؽٌٌر وضع معٌن ،فهناك أشخاص ٌعتقدون أنهم لا ٌمتلكوا إلا خٌار واحد فقط رؼم أن هناك مبات الخٌارات والقرارات فإذا كنت تعتقد ذلك ستحصل على ذلك. -2التفكير فى الحالة :بمعنى المشكلة من جمٌع أبعادها ثم جمع العلومات وإستشارة من لدٌه معرفة ،فالقرار المنطقى هو الذى ٌكون مبنى على المعلومات والبدابل ولٌس التجارب الشخصٌة أو المشاعر. -3وضع الحلول :بمعنى تحدٌد الإحتمالات بعد جمع المعلومات أو الحلول المتاحة لنا لكى نعالج مشكلة لدنٌا ،وفى وضع الإحتمالات لا نضع قٌود نجمع فقط ،وبعد ذلك تقٌم هذه الحلول . -3إختيار أفضل الحلول :بمعنى التفكٌر فى الحلول المتاحة بالنسبة لك والتى ٌمكنك إستخدامها فى حل هذه المشكلة فلكى نتخذ القرار الصحٌح لابد من وجود بدابل وخٌارات وجمع الحلول التى نختار منها وبعد ذلك تقٌٌم البدابل المختلفة عن طرٌق معرفة فوابد كل بدٌل وإحتمال حدوثه ثم إختٌار البدٌل المناسب. -5تنفيذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب :بمعنى ٌنقل الفرد الحل الذى تم إختٌاره إلى أرض الواقع وٌتبع النتابج ثم تقٌٌم النتابج ثم التعدٌل من فترة إلى أخرى ،والتقٌم ٌجعلنا نؽٌر القرار إذ تطلب الأمر المهم وضع القرار موضع التنفٌذ لنتحقق من نتابجه. - 51 -
أخٌرا مارس إتخاذ القرارات الإٌجابٌة بشكل ٌومى لتحقق نتابج فى حٌاتك فتحقٌق النتابج ٌكون بسبب قرارات صاببة والقرارات الصاببة نتٌجة للقرارات الخاطبة فى الماضى فمارس إتخاذ القرار. - 52 -
المحطة التاسعة العادات « نحن ما نكرر فعله لذا فالتفوق ليس فعلب بل عادة » أرسطو - 53 -
تعد نوعٌة عادات الفرد الٌومٌة مقٌاس هام لانفسنا نحو ممارسة الإٌجابٌة بتلقابٌة وعفوٌة دون مقاومة أو معاناةٌ ،شٌر وليم جميس :بؤن حٌاتنا كلها عبارة عن كتلة من العادات التى من خلبلها نصل إلى الإنجازات الكبٌرة والشخصٌة المتوازنة والعلبقات الطٌبة والرضى عن الذات فعندما تكون العادات متوافقة مع معتقداتنا نشعر بالإنسجام ،العادة ببساطة :هى سلوك ٌتم تكراره بطرٌقة أتوماتٌكٌة وتلقابٌة فى أحوال معٌنة وبؤقل قدر من التفكٌر والجهد ومن هنا ٌتحول السلوك مع التكرار إلى عادة والعادات مع الإستمرارٌة تحدد مستوى صحتنا الجسدٌة أو النفسٌة أو الإجتماعٌة أو الدٌنٌة ،فعندما تكون معظم عاداتنا الٌومٌة سلبٌة من هنا نحصد نتابج وخٌمة ونشعر بعدم الرضا عن الذات والحٌاة وعندما تكون عاداتنا إٌجابٌة نحصد نتابج مرضٌة. هنا يثار تساإل ما الفرق بين تكوين العادات السلبية وتكوين العادات الإيجابية؟ العادة السلبية :لا تحتاج إلى إرادة لكى نفعلها فنحن نمارسها بتلقابٌة بل نحتاج إلى إرادة لكى نقاومها ونتوقؾ عنها ،ومثال على ذلك :الذى ٌرٌد أن ٌتوقؾ عن التدخٌن سوؾ ٌجد أنه ٌدخن دون إحتٌاج إلى إرادة ولكن حتى ٌتوقؾ وٌبتعد عن هذه العادة ٌحتاج إلى إرادة وعزٌمة قوٌة ،لذلك العادة السلبٌة سهلة التكوٌن بٌنما صعبة فى التخلص منها ،بينما العادة الإيجابية :تحتاج إلى إرادة لكى نفعلها ونستمر علٌها ولكن عندما نرٌد التوقؾ عنها لا نحتاج إلى إرادة فقط عندما نتوقؾ عن الممارسة ستتلبشى ،مثال على ذلك :الذى ٌرٌد الإلتزام على الصلبة ٌحتاج إلى إرادة قوٌة لكى ٌصلى وٌلتزم بشكل ٌومى على الصلبة ولكن إذا أراد التوقؾ عن الصلبة لا ٌحتاج إلى إرادة فقط سٌتوقؾ عن الصلبة. لذلك جودة صحتنا مرتبطة بنوعٌة العادات من طعام ونظام ؼذابى وحركة وتعامل جٌد مع الجسد ،وجودة علبقتنا مع الله مرتبطة بالإلتزام على العبادات القلبٌة والسلوكٌة ،وجودة صحتنا النفسٌة مرتبطة نوعٌة بالعادات العقلٌة والإنفعالٌة والسلوكٌة التى نمارسها بشكل ٌومى ،وجودة علبقاتنا الإجتماعٌة مرتبطة بالعادات - 54 -
التى نسلكها ونستمر علٌها فى التعامل مع الآخرٌن ،وهكذا نوعٌة عاداتنا تجعلنا سعداء أو تعساءٌ ،قول نابليون هيل :ضع ٌدك على عجلة قٌادة حٌاتك ولا تنظر للخلؾ علٌك بالوعى والإدراك إلى جمٌع روتٌن ٌومك لكى تدرك عواقب عاداتك، لذلك نحتاج إلى الوعى للعادات المتكررة. عندما تكون عادات إٌجابٌة روحانٌة كصلبة والإستؽفار والصٌام والعطاء والمساعدة لمن حولك وقرآءة القرآن ستقودك هذه العادات إلى علبقة روحانٌة أفضل ،وعندما تكون عادات إٌجابٌة صحٌة كالرٌاضة والتنفس الصحٌحة والؽذاء الصحى وشرب المٌاه بكثرة ستقودك هذه العادات إلى حالة جسدٌة صحٌة أفضل، وعندما تكون عادات إٌجابٌة إجتماعٌة كالإبتسامة والمسامحة والمصافحة والكرم والمساندة ستقودك هذه العادات إلى علبقات إجتماعٌة أفضل ،وعندما تكون عادات إٌجابٌة كالقراءة ومتابعة العلماء ومشاهدة الأفلبم الوثابقٌة والتعلم الذاتى المستمر ستقودك هذه العادات إلى مستوى من الوعى والثقافة والعلم. ما هى التوصيات العلمية التى تساعدنا بإذن الله على تكوين عادات إيجابية فى جميع أبعاد حياتنا لنمارس الحياة الإيجابية بسجية؟ -1المراقبة والإنتباه :بمعنى مراقبة عاداتك بشكل واعى تؤملى مع تحدٌد العادات السلبٌة التى تمارسها ثم ضع بدٌل عادات إٌجابٌة ،راجع ٌومك وأكتب ما تمارسه من عادات وتعرؾ علٌها ،مثال ذلك :إستبدال التدخٌن بالسواك ،إستبدال المشروبات الؽازٌة بالأعشاب ،إستبدال كثرة الكلبم بالإستؽفار والذكر ،إستبدال التصفح على السوشال مٌدٌا بالقراءة ،إستبدال الطعام ؼٌر الصحى بطعام صحى ،إستبدال الكلمة السلبٌة بؽٌرها إٌجابٌة ،عاداتنا تقودنا إلى نتابج إما سلبٌة أو إٌجابٌة. -2القرار :إتخاذ القرار الصادق نحو إستبدال العادات التى تم تحدٌدها ولكى ٌكون القرار قوى أكتب لنفسك أسباب قوٌة على تؽٌٌر عادات ،مثل :سؤكون أقرب إلى الله عندما أكتسب عادات الصلبة والإستؽفار والدعاء ،سؤكون أكثر صحة عندما - 55 -
أكتسب عادات الطعام الصحى والتنفس الصحٌح وشرب الأعشاب والمشى المستمر ،سؤكون أفضل فى عملى أو دراستى عندما أكتسب عادات إنهاء المهام فى الموعد المناسب ،تطوٌر مهاراتى ومتابعة مجالى وهكذا. -3أخبر من حولك :بمعنى عرؾ من حولك من أقارب وأصدقاء بعاداتك الإٌجابٌة الجدٌدة حتى تساعد نفسك على الإلتزام ،بجانب لا ٌقاومك الأخرٌن فى الرجوع إلى عاداتنا القدٌمة. -4الممارسة :إبدأ بالممارسة الٌومٌة بالتدرٌج بمعنى لا تبدأ فى تحدٌد عادات كثٌرة من البداٌة حتى لا تصاب بالإحباط بل ؼٌر عاداتك بالتدرٌج ،ومن خلبل الممارسة الٌومٌة تترسخ هذه العادة وتصبح جزء من روتٌنك ومن خلبلها تقودك للؤفضل. -5شجع نفسك :بمعنى أعطى لنفسك مكافبة أو هدٌة كل فترة حتى تصل بالعادة الجدٌدة إلى مرحلة السجٌة والتلقابٌة ولكن هنا ستكون تلقابٌة مع عادات إٌجابٌة تقود لحٌاة أفضل. - 56 -
المحطة العاشرة مقومات الإيجابية « أصعب معركة فى الحياة عندما يدفعك الناس إلى أن تكون شخصاً أخر» وليم شكسبير - 51 -
شخصٌة الفرد هى نقطة البداٌة نحو الإستجابة للئٌجابٌات أو السلبٌات نقصد بالشخصٌة مجموعة سمات وصفات الإنسان العقلٌة والوجدانٌة والإجتماعٌة والخلقٌة والجسمٌة التى تمٌز شخص عن أخر وخلؾ هذه الصفات قٌم ومعتقدات وتصورات ذهنٌة وأفكار ودوافع ومشاعر فهى نظام متكامل ٌنتج عنه سلوكٌات وأفعال ولكن المتؤمل فى واقع حٌاة الناس ٌجد أن لكل واحد منهم شخصٌة مختلفة عن ؼٌره ولكل منهم أسلوبه فى التعامل مع الأشٌاء ،وعندما نؽٌر ما بداخلنا ٌنعكس على خارجنا لذلك شخصٌة الفرد هى نقطة بداٌة التؽٌٌر ،نحو التدرٌب على المقومات التى تحمى الفرد خلبل رحلة حٌاته من الكثٌر من السلبٌات بسبب عدم الوعى ببعض الأشٌاء أو بسبب القصور فى إستخدام هذه المقومات. المقوم الأول :تحمل المخاطر أمام الآخرين بمعنى الجهر بما تإمن به ،بمعنى القدرة على التعبٌر عما بداخلنا من أفكار وقناعات وما نإمن به من أراء بكل وضوح وأمانة وإٌجابٌة ،بجانب تحمل المسبولٌة والمخاطر من نقد الأخرٌن أو رفض الأخرٌن أو أقناع الأخرٌن بما نإمن به ،وتحمل عواقب ذلك. المقوم الثانى :المطالبة بما نريد من الآخرين ,نحن نمٌل إلى الإعتقاد بؤن الأخرٌن ٌجب أن ٌقرأوا أفكارنا ولكن هذه الطرٌقة تدفعنا نحو السلبٌة من خلبل إحباط أنفسنا ،لذلك من مقومات الإٌجابٌة أن نبلػ الأخرٌن بما نرٌد وماذا نرٌد بالتحدٌد ونعلن عن ذلك ،دون إنتظار المبادرة من الأخرٌن لكى ٌفهموا ما نرٌد ،أو نعتمد على الفهم التلقابى منهم. المقوم الثالث :وضع حدود فى التعامل مع الأخرين ,أحٌانا نصادؾ مواقؾ فى تفاعل مع أشخاص عدابٌٌن أو إنتهازٌن ،وهنا نحتاج إلى وضع حدود فى التعامل حتى لا ننخرط مهم فى السلبٌة ،بجانب أننا نعرفهم كٌؾ نرٌد أن ٌعاملونا ومن هنا نفتح مسار لإكتساب الإحترام وحفظ مسافة بٌننا وبٌن الآخرٌن ،حٌنما لا نضع حدود نسمح للؤخرٌن بؤن ٌزعجوننا فى كل وقت وٌستهلكو طاقتنا دون فابدة. - 58 -
المقوم الرابع :القدرة على قول (لا) ،بمعنى أن تقول لا للآخرٌن أمام المهام التى لا ترٌدها والمفروضة علٌك من زملببك أو الأفراد الأعلى منزلة منك فبدون هذه القدرة تتهالك علٌك المهام التى لست مسبولا عنها ،وبالتالى تحرم نفسك من الوقت الذى تحتاجه لأداء المهام الأكثر فعالٌة فى حٌاتك الشخصً ،تفتقد أؼلب الناس الشجاعة لقول كلمة(لا) تعلم قول لا أمام محاولات الآخرٌن للتحاٌل من أجل الحصول إلى مصالحهم ،ما الذى ٌحدث إن لم تكن قادر على قول لا ،ستجد من ٌستؽلك من خلبل أسلوب الإستعطاؾ أو من خلبل أسلوب المدح ،تدرب على قول لا بشكل حازم وهادى ولا ٌجب أن تضٌؾ أنا أسؾ إذ لم ٌتطلب الموقؾ هذا ،قل لا واتبعها بتفسٌر صرٌح دون الحاجة إلى الشعور بالذنب ،قل لا وبعدها من الممكن أن تعطى خٌارا بدٌلب مناسبا ،تؽلم أن تقول لا دون الشعور بالذنب أن تفكر فى الموضوع ولٌس فى الشخص الذى ٌطلب منك هذا الأمر ،لا ترضى الناس على حساب نفسك بقول نعم فى كل شا لا فى الوقت الؽٌر مناسب لا عندما تلبحظ إستؽلبل الآخرٌن لك لا فى الأشٌاء الخطؤ هذا هو مبدأ مهم لكى تكون شخصٌة حاسمة تدرب على ذلك. المقوم الخامس :كيفية إعطاء تقييم إيجابى للآخرينٌ ،ستجٌب الناس فى الؽالب إلى الطرٌقة التى ٌقال بها النقد فقد ٌكون النقد عقٌم وسلبى وقد ٌكون معٌن ومدعم ٌقوم أؼلب الناس بتصٌد أخطاء من حولهم وحٌن ٌعبرون عن ذلك ٌكون عن طرٌق إصدار الأحكام السرٌعة وبالمقابل إن الفرد الذى سٌستقبل هذا النقد قد ٌقوم بردات فعل سلبٌة وؼضب أو ٌدافع عن نفسه بعنؾ ،ولكن ما هو التقٌٌم البناء لأى موقؾ أو حدث أن ٌكون بكلمات محددة ولٌس بكلمات ؼامضة وأن ٌكون التقٌٌم نحو السلوكٌات ولٌس الشخصٌات وٌكون قابم على رصد الأحداث ولٌس إصدار الأحكام على الآخرٌن وأن ٌركز هذا التقٌٌم على تحسٌن أداء الآخرٌن ولٌس التقلٌل من شؤنهم وٌسمح للمتلقى بحل مشكلته من هنا ٌكون إٌجابى فعال فى إعطاء تقٌٌمات نافعة للآخرٌن تدل على حسم شخصٌتك. - 59 -
المقوم السادس :فن الإنصات للآخرين ،لا ٌمتلك أؼلب الناس قدرة الإنصات الفعالة بل هو حدث نادر بٌن البشر نحن لا نستطٌع الإنصات لكل كلمة ٌنطقها الشخص الآخر إذا كنا مشؽولٌن بمظهرنا أو نرٌد إبهار الآخر أو نحاول نحدد ما الذى سنقوله عندما ٌتوقؾ الشخص الآخر عن الكلبم أو الإنشؽال إذا ما كان ٌقال صحٌحا أو خطؤ ،الإنصات للآخر هو فعل أولى للحب ٌعطى فٌه الإنسان نفسه لكلبم الفرد الآخر بإنفتاح إلى حاجات وأفكار ومشاعر الآخرٌن فدرب نفسك على الإنصات لا تفكر أثناء التواصل مع شخص عندما تفعل ذلك ٌتم تحرٌؾ المعلومات وإساءة تفسٌرها وهذا ٌإدى إلى سوء الفهم والإحباط والفشل فى التواصل ،نمى عادات الإستماع الجٌد ولا تقاطع من ٌتكلم حتى تكون أكثر حسماٌ ،قول إبن خلدون :قمة الأدب أن تنصت إلى شخص ٌحدثك فى أمر أنت تعرفه جٌدا. المقوم السابع :التواصل بالعينين أثناء الكلبم مع الآخرين ،بمعنى التفاعل بٌن الناس ٌكون عملٌة ذات إتجاهٌن والكلمات وحدها مهما كانت دقٌقة لا تعطٌنا المعنى كاملب أن ندرك المعانى المقصودة ولهذا السبب نحتاج الإتصال بالعٌنٌن أثناء الكلبم، ٌشٌر عالم النفس ألبرت مهربيان إلى قابمة بالنسبة لثلبث عوامل فى التواصل مع الآخر وهى ()1عوامل كلبمٌة %3من التواصل قابم على المعنى الحرفى للكلمات التى تقال)2( ،عوامل صوتٌة %30من التواصل مع الآخرٌن قابمة على الطرٌقة التى قٌلت بها بمعنى نبرة الصوت وقوة الصوت وحدته)3( ،عوامل جسدٌة وحركٌة %55من التواصل لٌست لها علبقة بالكلمات ولكن قابمة على التفاعلبت الشخصٌة وحركات الجسد التى تعطى المعنى والقوة للكلبم والنقاش علٌنا أن نضع فى الإعتبار العوامل التى بإمكانها أن تعٌننا فى إبراز شخصٌتنا بشكل أكثر إٌجابٌة، مثل المظهر والتواصل بالعٌنٌن ،علٌنا بالتدرٌب على هذه الخطوات العملٌة حتى تصبح سجٌة لدٌنا ونصبح أكثر حسما ،عندما نتدرب على هذه المقومات نحمى أنفسنا بجانب لا تتحطم شخصٌتنا بسبب الأخرٌن. - 67 -
المحطة الحادية عشر المبادرة « من أكبر أسرار النجاح أن تخوض الحياة بلب كلل » ألبيرت شفايتزر - 61 -
تعد المبادرة سمة لدى الأفراد الإٌجابٌن فهى سمة وعادة وخلق مهم فقد ٌكون المبادر ؼٌر ذكى وقد ٌكون ؼٌر موهوب ولكنه صاحب إرادة ومثابرة وإجتهاد وتركٌز على الفرص المتاحة ٌتبع فلسفة التطبٌق والتنفٌذ ولٌس التنظٌر ،ومن هنا نحتاج إلى الخروج من دابرة الأمان والراحة إلى دابرة النمو والتطور الإٌجابى، ونقصد بدابرة الأمان أن ٌتحرك الفرد وفق ما إعتاد علٌه من روتٌن ٌومى ونشاطات معٌنة وعلبقات معٌنة ،التمسك بهذه الدابرة تجعلنا نخشى البحث عن فرص جدٌدة وتعلم خبرات جدٌدة ،وهنا مبدأ هام للتوضٌح الإنسان ٌتمسك بهذه الدابرة لأن العقل قابم على آلٌة تجنب الألم رؼم أن القلٌل من التوتر والألم والإنزعاج فى تعلم شا جدٌد أو الحصول على فرصة جدٌدة أو تحقٌق هدؾ جدٌد ٌشكل النمو والتطور الإٌجابى ،لذلك المبادر ٌجتهد وٌبحث عن فرص جدٌدة لا ٌمٌل إلى الراحة والأمان التى أعتاد علٌها ،قد تكون ؼٌر سعٌد فى عملك ولكنك تخشى المبادرة بسبب أراء الآخرٌن قد تكون ؼٌر سعٌد فى علبقاتك ولكنك تخشى التعرؾ على أشخاص جدٌدة ،قد ٌكون لدٌك أهداؾ ترٌد تحقٌقها ولكنك تخشى تؽٌٌر بٌبتك وعاداتك التى إعتادت علٌها التدرٌب على المبادرة تساعدنا على تجاوز كل ذلك، ٌقول على بن أبى طالب :للكرام فضٌلة وهى المبادرة إلى فعل المعروؾ وإسداء الصنابع. للتبسٌط تعرؾ على قصة حقٌقٌة وهى قصة نيلز بور أؼبى طالب فى الفٌزٌاء حدثت هذه القصة فى جامعة بالدنمارك فى إمتحان الفٌزٌاء وضمن أسبلة هذا الإمتحان سإال كالتالى :كٌؾ تحدد إرتفاع ناطحة سحاب بإستخدام البارومٌتر؟ مع العلم أن البارومٌتر هو جهاز لقٌاس الضؽط الجوى ،فالإجابة الصحٌحة لهذا السإال بدٌهٌة وهى قٌاس الضؽط الجوى على مستوى الأرض وقٌاس الضؽط الجوى على مستوى ناطحة السحاب ثم الفرق بٌنهم ،ولكن إجابة هذا الطالب كانت مستفزة الأستاذ الفٌزٌاء لدرجة أنه أعطاه صفر دون إكمال باقى الأجوبة ثم أوصى الأستاذ برسوبه لعدم قدرته المطلقة على النجاح ،يا ترى ماهى إجابة الطالب؟ وهى أن ٌربط البارومٌتر بخٌط طوٌل ثم ٌدلى من أعلى ناطحة سحاب حتى ٌلمس الأرض - 62 -
ثم نقٌس طول الخٌط وعلى هذه الإجابة ذهب الطالب ٌتظلم لإدارة الجامعة مإكدا أن إجابته صحٌحة مابة بالمابة وحسب قوانٌن الجامعة عٌن خبٌر لإعادة التصحٌح ثم تحدٌد لجنة للطالب لإختباره شفوى وفى وقت الإمتحان طرح الخبٌر نفس السإال على الطالب ،كٌؾ نحدد إرتفاع ناطحة سحاب بإستخدام البارومٌتر؟ قال الطالب لدى إجابات كثٌرة ،ثم رد الخبٌر أجب بما لدٌك فؤجاب الطالب وقالٌ :مكن إلقاء البارومٌتر من أعلى الناطحة ثم نقٌس الوقت الذى إستؽرقه حتى ٌصل إلى الأرض، أما إذا كانت الشمس مشرقة ٌمكن قٌاس طول ظل البارومٌتر وطول ظل ناطحة السحاب ثم نتعرؾ على طول الناطحة من قانون التناسب بٌن الطولٌن والظلٌن ،أما إذا أردت تعقٌد الأمور نحسب الضؽط الجوى على الأرض ثم نحسبه على مستوى الناطحة ثم الفرق بٌنهم بإستخدام البارومٌتر ،قال له الخبٌر إحتفظ بهذه الإجابة أٌها الطالب وأضمن لك النجاح .عزٌزى القارئ إسم هذا الطالب هو نٌلز بور ،الرجل الوحٌد الدنماركى الذى حصل على جابزة نوبل فى الفٌزٌاء فبالأمل إستمر نٌلز بور حتى صار فٌزٌابى عالمى من خلبل المبادرة بتفكٌر خارج الصندوق وتحدى الصعوبات والمعٌقات ،علٌنا بالمبادرة فمعظم التحدٌات إما أن تعٌٌنا وإما أن تحٌٌنا. ماهى التوصيات العملية التى تساعدنا على إكتساب سمة وعادة وخلق المبادرة؟ ٌشٌر نابليون هيل إلى ثلبثة عشر خطوة عملية وفعالة لإكتساب المبادرة: -1الشخض المبادر :لدٌه ؼرض محدد فى الحٌاة ٌعرؾ ماذا ٌرٌد ٌمتلك خطة واضحة لما ٌرٌد ٌسعى فى التطبٌق والتنفٌذ لٌحقق ما ٌرٌد ٌنطلق من نطاق قوته وشؽفه ومٌوله. -2الشخص المبادر :لدٌه إرادة قوٌة على الإستمرارٌة والمواصلة فى التنفٌذ بؽض النظر عن كم العقبات والتحدٌات التى تواجهه فهو لا ٌٌؤس أو ٌستسلم ٌصنع الفرص كلما أؼلق الباب أمامه ٌبحث عن طرٌق آخر فهو قادر على تحوٌل فكرته إلى واقع ملموس. - 63 -
-3الشخص المبادر :لدٌه عادة التحالؾ العقلى مع الأشخاص الذٌن ٌساعدونه للوصول إلى هدفه الربٌسى ٌبحث عن الأشخاص المفٌدٌن وٌحدث معهم مشاركة لكى ٌصل إلى ما ٌرٌد. -4الشخص المبادرٌ :ستجٌب للؤحداث بطرٌقة إٌجابٌة لا ٌتبع عادة ردات الفعل السلبٌة إتجاه المواقؾ والأحداث سلوكه العقلى ٌكون إٌجابى فى معظم الأوقات وعندما ٌتواصل مع الآخرٌن أٌضا. -5الشخص المبادرٌ :قوم بإتخاذ القرارات الصاببة عندما ٌكون لدٌه الحقابق الصحٌحة التى ٌبنى علٌها قراراته فهو لدٌه المرونة فى تؽٌٌر هذه القرارات إذا تطلب الأمر لذلك. -6الشخص المبادرٌ :تقبل المسإلٌة الكاملة لكل شا ٌتولاه ولا ٌتخلى عن المسإلٌة عندما تسٌر الأمور بشكل خاطاٌ ،ستمر وٌؽٌر خططه وعاداته وأسالٌبه. -1الشخص المبادر :لدٌه عادة التركٌز بشكل كامل على شا واحد فقط إذا أراد أن ٌنجز شا ٌركز على هذا الشا بكل طاقاته وقدراته وإمكانٌاته. -8الشخص المبادرٌ :علم ما هى الحوافز التى تلهم جمٌع الطاقات البشرٌة ولا ٌطلب من أى شخص أن ٌفعل شا من أجله بدون إعطاء ذلك الشخص حافز مناسب لما فعل. -9الشخص المبادر :لدٌه حس قوى لمراقبة الأشٌاء ذات التفاصٌل الصؽٌرة المفٌدة القادرة على تحوٌل الأعمال الصؽٌرة إلى أعمال عظٌمة. -17الشخص المبادر :لا ٌعبر عن أرابه فى المواقؾ والموضوعات إلا إذا أعد للموضوع جٌدا كى ٌبدى رأٌه فٌه . -11الشخص المبادر :عندما تطرح علٌه سإال معٌن ٌعطٌك إجابة مباشرة. -12الشخص المبادر :لا ٌإجل أى عمل إلى الؽد فهو ٌعلم أن التؤجٌل من أهم إسباب الفشل. - 64 -
-13الشخص المبادرٌ :تبع عادة الإستماع والإنصات أكثر مما ٌتحدث وحٌن ٌكون لدٌه شا ٌفٌد به الآخرٌن دون تردد أو منفعة. - 65 -
المحطة الثانية عشر الشجاعة « الشجاعة أهم الصفات الإنسانية لأنها الصفة التى تضمن باقى الصفات» أرسطو - 66 -
تعد الشجاعة ومتعة مواجهة المخاطر علبمة من علبمات الإٌجابٌة ببساطة لا ٌمكن أن تكون صادق إن لم تكن شجاعا ،لا ٌمكن أن تكون واثق إن لم تكن شجاعا ،لا ٌمكن أن تتحرى الواقع وتعٌشه إن لم تكن شجاعا ،لذلك عزٌزى القارئ الشجاعة تؤتى أولا وكل ش ٍا آخر ٌؤتى بعدها ،فهى ضبط النفس والثبات عند كل خطر أو أثناء مواجهة محنة ،الشجاعة فضٌلة وصفة ووسط بٌن طرفٌن بٌن الشخص الجبان والشخص المتهور ،الشجاع هو الذى ٌقدم عن على الفعل من أجل ما هو نبٌل قلب الشخص الشجاع مستعد دابما على أن ٌخاطر ،مستعد دابما على أن ٌؽامر فالنجاح ٌتطلب شجاعة كلبم الناس ٌتطلب شجاعة ،الحكمة تتطلب شجاعة ،فاسؤل نفسك هل لدٌك سمة الشجاعة؟ هل تواجه المخاطر والمجهول بشجاعة؟ هل تمتلك الجراءة فى التفكٌر والتنفٌذ بشجاعة؟ هل تتقبل الإخفاق وتحاول بشجاعة؟ ما هى خصابص الشخص الجبان الخابف :هو ضعٌؾ القدرة على مواجهة الأحداث هو تابع بطرٌقة مطلقة للآخرٌن فكرٌا وعاطفٌا ،لدٌه شعور بالعجز والدونٌة والخوؾ ،ضعٌؾ الإرادة ٌمارس الكذب بكثرة ،الجبان لا ٌجد إلا خٌمة الكذب لكى ٌختبؤ تحتها كى ٌخفى ذاته داخلها ،الآن نتعلم قاعدة أساسٌة. ٌشٌر علماء النفس :بؤن جمٌع أنواع المخاوؾ هى مكتسبة وٌولد الطفل بنوعٌن فقط من أنواع الخوؾ وهما :الخوؾ من الأصوات العالٌة ،والخوؾ من السقوط من أعلى ،ومن هنا نتعلم أن جمٌع المخاوؾ هى مكتسبة قد تكون بسبب خبرة مخٌفة حدثت فى الطفولة أو قد ٌكون إنطلق لك عن طرٌق العابلة ،أو قد ٌكون بسبب تربٌة خاطبة وعنؾ أسرى ،أو ٌكون بسبب تكوٌن مفاهٌم خاطبة ولكن ٌوجد خوؾ طبٌعى وإٌجابى لدى جمٌع الناس مثل :الخوؾ من الله ،أو الخوؾ الذى ٌدفع الإنسان نحو التفوق. وهنا ننظر إلى شجاعة إبراهام لينكولن فى مواجهة الفشل بشجاعة وقوة ،لقد أخفق فى الأعمال الحرة عندما كان عمره 21سنة ،ثم خسر فى الإنتخابات عندما كان عمره 32سنة ،وأخفق مرة أخرى فى الأعمال الحرة عندما كان عمره 34سنة - 61 -
،وتوفٌت خطٌبته عندما كان عمره 35سنة ،وأصٌب بالإنهٌار عصبى عندما كان عمره 36سنة ،ثم أخفق فى الإنتخابات مرة أخرى عندما كان عمره 30سنة ،وخسر مرة أخرى إنتخابات الكونجرس فى 43سنة ،وبالرؼم من كل ذلك ومع الإستمرار بشجاعة على المحاولات المستمرة أصبح ربٌسا للولاٌات المتحدة الأمرٌكٌة، الشجاعة تدفعنا إلى الأمام ،لا ٌمكن أن نكون صادقٌن بدون شجاعة ،لا ٌمكن أن نكون واثقٌن بدون شجاعة ،لا ٌمكن أن نتحرى الواقع ونعٌشه بدون شجاعة ،لا ٌمكن أن نحقق أهدافنا بدون شجاعة ،لذا الشجاعة تؤتى أولا وكل شا آخر ٌؤتى بعدها. فوابد إكتساب الشجاعة: إدراك العلبقات بٌن الأشٌاء والمواقؾ. الرإٌة الحادة نحو المستقبل. التعبٌر عن الأفكار بسهولة . الإعتراؾ بالأخطاء وإكتساب الإقدام والمواجهة. الفوز بكثٌر من النجاحات. ما التوصيات العلمية التى تساعدنا بإذن الله على إكتساب فضيلة الشجاعة؟ -1الإعتراف بالمخاوف وتقبلها :بمعنى لا ٌنبؽى أن نخجل من مخاوفنا بل على العكس عندما نكون واضحٌن مع أنفسنا بشؤن المخاوؾ ٌسهل علٌنا تخطٌها ،فقد ٌكون الخوؾ من آراء الناس وقد ٌكون من مواجهة مواقؾ معٌنة ،وقد ٌكون خوؾ من المجهول ،وقد ٌكون خوؾ من الفشل فتوقؾ عن إخفاء ما أنت خابؾ منه وإعترؾ بمخاوفك وتقبلها حتى تستطٌع إكتساب الشجاعة ،حدد ما تخاؾ منه إعترؾ بما تخاؾ منه ،تقبل ما تخاؾ منه. -2أخرج مخاوفك إلى الضوءٌ :قول عالم النفس كارل يونج :أن ما تقاومه سوؾ ٌستمر ،الأشٌاء التى نفشل فى إمتلبكها والإعتراؾ بها أمام أنفسنا نجدها فى نهاٌة - 68 -
المطاؾ فتوقؾ عن مقاومة مشاعر الخوؾ وإسمح له أن ٌتواجد لأن المقاومة تجعله ٌزداد. -3مواجهة المخاوف :عندما تفعل ما ٌخٌفك من هنا تزٌل الخوؾ إقنع نفسك فى الداخل أن تعب المواجهة أفضل بكثٌر من الإستمرار والعٌش فى الخوؾ فإذا أردت الشجاعة علٌك بالتدرٌب على المواجهة مع تضخٌم مشاعر الشجاعة عرض نفسك بالتدرٌج نحو مخاوفك. -4كسر الخوف عن طريق الخيال أولاً :تدرٌب العقل عن طرٌق الخٌال والتدرٌب الذهنى فهناك قاعدة نفسٌة تقول بؤن الجهاز العصبى لا ٌفرق بٌن الحقٌقة والخٌال، بمعنى ٌتفاعل مع الخٌال كما ٌتفاعل مع الواقع تخٌل الموقؾ الذى ٌخٌفك ودرب نفسك علٌه ذهنٌا ومن هنا أنت تكسر حدة الخوؾ. -5تعلم الشجاعة من خلبل البيبة السليمة :بمعنى مصاحبة الشخصٌات الشجاعة حتى تصبح مقدما تواجه الخطر فهى كتدرٌب العضلبت مع الوقت والتدرٌب تجد الشجاعة جزء من شخصٌتك مثل جمٌع المهارات. - 69 -
المحطة الثالثةعشر التسامح « الغفران شيمة الشجعان » أنديرا غاندى - 17 -
ٌعد التسامح مع الذات والآخرٌن مإشر للئٌجابٌة وصفاء الباطن وتؤكٌد على تجاوز الأنا السلبٌة لدى الفرد ،التسامح فضٌلة وسمة ومهارة لها إعتماد قرآنى وتؤٌٌد علمى وأهمٌة كبٌرة للحالة النفسٌة للفرد ،ببساطة التسامح هو التجاوز والتؽافل عن أخطاء وإساءة الآخرٌن ،وٌنظر الفلبسفة إلى التسامح على أنه إحترام تبادلى بٌن الأفراد والأراء وإظهار اللطؾ والأدب فٌما ٌعبر عنه الناس لفظٌا أو سلوكٌا ،لذلك جزء كبٌر من العٌش بإٌجابٌة ٌتطلب التسامح نحو الذات والآخرٌن حتى نتخطى مشاعر الإنتقام والكراهٌة والعدوان والإنتصار وكل ذلك سلبى وٌستهلك طاقتنا الذهنٌة والعاطفٌة والجسدٌة فى الإنشؽال بالعدوات. المتسامح لدٌه قدرة على التحكم فى إنفعالاته. المتسامح لدٌه إهتمام مستمر فى علبقاته مع الآخرٌن. المتسامح لدٌه تهاون وحلم ورفق. المتسامح ٌمتلك سلبم داخلى وطمؤنٌنة ونوم عمٌق. وٌشٌر علماء النفس على أن التسامح ٌحمى الفرد من الإصابة بالإكتباب بجانب زٌادة التفاإل وتقبل الذات وإنخفاض العدوانٌة وإرتباط التسامح إرتباط إٌجابى بالرضا عن الحٌاة وشعور ذاتى بحسن الحال ،أشار إلى التسامح الفلبسفة وكافة الدٌانات وعلماء النفس وأصبح الٌوم من أول العلبجات النفسٌة التى تساعد على منع حدوث مشاكل مستقبلٌة بجانب أنه له دور هام فى العلبقات الأسرٌة وهو من أعمق الصفات التى نحتاج إلى التدرٌب علٌها وإلا سنجد أنفسنا لدٌنا طاقة مدمرة إتجاه مبات الأشخاص. ما هى أنواع التسامح؟ ٌصنؾ العلماء التسامح إلى عدة أنواع وهى: -1تسامح سطحى :وهذا التسامح ٌكون على المستوى السلوكى فقط بمعنى عندما ٌتصرؾ معك شخص بسوء أنت تسامحه على المستوى السلوكى بٌنما فى الداخل تستمر بعض الإنفعالات والأفكار. - 11 -
-2تسامح أحادى :وهذا التسامح ٌكون من خلبل طرؾ واحد فقط بٌنما الشخص الأخر لا ٌسامح ،بمعنى شخص تجاوز أفكار ومشاعر الإنتقام والعدوان بجانب مشاعر العفو بٌنما الشخص الأخر كما هو. -3تسامح مع الذات :وهو المٌل إلى الإعتراؾ بالأخطاء أمام النفس ثم تعزٌز المشاعر الإٌجابٌة والتقبل ،ومسامحة النفس عندما تتصرؾ بطرٌقة ؼٌر لابقة مع الإعتراؾ بؤن كل إنسان ٌخطا وٌصٌب. -4تسامح حقيقى :وهذا التسامح ٌحدث معه تؽٌٌر فى الإدراك والأفكار وتؽٌٌر فى الوجدان وتؽٌٌر فى السلوك وهنا ٌنصرؾ الذهن عن رد الإساءة ثم ٌتنازل وهذا من أهم أنواع التسامح ونرٌد أن ننمى بداخل أنفسنا مع مشاعر التعاطؾ والرحمة والحنان لمن ٌسا إلٌنا ،التسامح دون مبالؽة هو الطرٌق إلى الشعور بالسلبم والسعادة وسبٌلنا إلى الطمؤنٌنة. ما هى التوصيات التى تساعدنا بإذن الله على التدريب على سمة التسامح؟ -1قبول الإنفعالات الشديدة مثل الحزن والغضب :ببساطة عندما تقع فى أى موقؾ فٌه تصادم مع الآخرٌن تقبل جمٌع الإنفعالات ولا تجعلها تقودك نحو العدوان أو الإنتقام إتجاه الأخر تسمى هذه المشاعر الؽٌر مكتملة بمعنى ٌكون الفرد فى حالة طوارئ من أفكار ومشاعر وإنتقام وعدوان ومن هنا نحتاج إلى التركٌز على الشهٌق والزفٌر بعمق وهدوء مع تقبل المشاعر دون مقاومتها. -2تغيير إدراكك إتجاه المواقف المسيبة بالنسبة لك :بمعنى تؽٌٌر إدراكك من سلبى إلى إٌجابى بمعنى التركٌز على رسابل الآخرٌن أثناء الؽضب ولا تركز على سلوكٌات وردود أفعال سلبٌة ،ركز على ما خلؾ السلوك ٌوجد رسالة تعرؾ علٌها وتتصادم مع من حولك تعاطؾ مع ؼضب الآخرٌن فهو ناتج عن صرخة داخلٌة من الألم والخوؾ. - 12 -
-3بناء قصة جديدة عن الذات والأخرين :لكى نعٌش بسلبم ومحبة مع الآخرٌن وبلب طاقة إنتقام وعدوان لأنك تإذى نفسك من خلبل حالة الؽلٌان الداخلٌة قبل أن تإذى الآخرٌن ،على سبيل المثال :أنت تسٌر فى الشارع وفجؤة وجدت شخص أصابك بضربة قوٌة من خلفك هنا أنت تمتلا بمشاعر الإنتقام والعدوان وعندما تنظر خلفك تجد أن من ضربك بقوة هو رجل أعمى ضرٌر وهنا تتحول طاقة الإنتقام إلى طاقة إحسان نحو هذا الرجل ،يقول زيج زيجلبر :أى رد فعل كرٌه هو صرخة إستؽاثة داخلٌة. -4أقوى إستراتيجية علمية تساعدك على التسامح :هذه الإستراتٌجٌة قابمة على التفكٌر فى الشخص أو التفكٌر فى التجربة المإلمة ثم تخٌل نفسك وأنت جالس على كرسى مع الإسترخاء التام عن طرٌق تنفسات عمٌقة وأمامك الشخص الذى بٌنك وبٌنه نزاع ثم عبر عن مشاعرك وإنفعالاتك المكبوتة إتجاه هذا الشخص تكلم وعبر كما تشاء وقم بتفرٌػ ما بداخلك من شحنات سلبٌة ثم فى النهاٌة بلػ هذا الشخص أنك مسامح فى الله وتخلص من الطاقة الداخلٌة المدمرة بسبب عدم التسامح من هنا ٌكون التسامح على مستوى الأفكار والإنفعالات. -5التعلم من التجربة :بمعنى الإستفادة منها حتى لا نقع فى نفس الأخطاء مع نفس الأشخاص بنفس الطرٌقة ،لذلك التعلم من التجربة ٌجعل مشاعرنا تهدأ فى الداخل وهذا ٌساعدنا على القبول والراحة والسلبم ،مع سرعة الإستجابة للتؽافل والتسامح والؽفران. أخٌرا ٌبدأ التسامح مع النفس على جمٌع المواقؾ التى تصرفت فٌها بطرٌقة ؼٌر مرضٌة لأنك ستتعلم بإستمرار ثم سامح أهلك وأسرتك مهما كانت أفعالهم معك ثم سامح أصدقابك سامح الجمٌع أخى القارئ وإنطلق فى الحٌاة من خلبل قوة داخلٌة وشفافٌة تدرب على هذه السمة والمهارة والفضٌلة. - 13 -
المحطة الرابعة عشر الطموح « الطموح هو إجابات اليوم عن إسبلة الغد » إدغار كايس - 14 -
ٌعد طموح الفرد علبمة نحو الإٌجابٌة وعلبمة نحو علو الهمة والإرادة والرؼبة فى تحقٌق الإنجازات ،فالطموح هو الرإٌة النبٌلة التى ٌسعى الفرد لتحقٌقها فى المستقبل ومن هنا ٌؤخذ الإنسان قوة وحماسة ورؼبة لكى ٌصل إلى ؼاٌته ،فالطموح ٌعمل على تجدٌد طاقة الفرد وٌجعله ٌنظر إلى عوامل الفلبح والنجاح لذلك ؼرس الطموح بداخل أنفسنا وبداخل أبنابنا ومن حولنا ٌجعل الفرد فى تطور ونمو مستمر، فإطمح إلى أمر ما وواصل السعى إلى أن تصل ،إسؤل نفسك؟ إلى متى السكون والضعؾ والضٌاع؟ إلى متى الإستسلبم والمعاناة والإخفاق؟ ٌقول ليس بروان: إنطلق بإتجاه القمر وحتى إن فشلت فإنك ستستقر بٌن النجوم. فى ٌوم من الأٌام قام أستاذ جامعى بإلقاء محاضرة ،ولكن أراد أن ٌعلمهم شا بطرٌقة عملٌة ،فؤحضر هذا الأستاذ الجامعى وعاء فارغ ووضعه على الطاولة ثم أحضر عدد من الصخور الكبٌرة وقام بوضعها فى هذا الوعاء واحدة تلو الأخرى، حتى إمتلبء الوعاء ،فسؤل الأستاذ الجامعى الطلبب هل إمتلا هذا الوعاء؟ قال بعض الطلبب نعم ،فقال هل أنتم متؤكدٌن؟ ثم قام بسحب كٌس ملا بالحصى الصؽٌر وقام بتفرٌؽه فى نفس الوعاء ،حتى امتلؤت الفراؼات الموجودة بٌن الصخور الكبٌرة ،ثم سؤل مرة أخرى هل إمتلبء هذا الوعاء؟ فؤجاب أحدهم ربما لا، ثم أخرج كٌس من الرمل ثم صب الرمل حتى إمتلؤت جمٌع الفراؼات الموجودة، وبعد ذلك أحضر أناء به ماء وصب الماء فى الوعاء أٌضا حتى إمتلبء ،قال الأستاذ :الجامعى للطلبب ما هى الفكرة من هذه التجربة؟ ثم أجاب وقال ولو لم نضع الصخور الكبٌرة فى الوعاء من البداٌة ما كان بإمكاننا وضعها أبدا، والضخور الكبٌرة فى حٌاتنا هى أهدافنا طوحاتنا أحلبمنا ،لذلك ؼرس الطموح ٌزٌد الإٌجابٌة لدنٌا وٌجعلنا نتحرك نحو أهدافنا وإنجازاتناٌ ،قول جورج برنارد شو: الطموح هو أن تعٌش بضع سنوات من حٌاتك بشكل ٌستهزئ به أؼلب الناس كى تعٌش بقٌة حٌاتك بشكل لا ٌستطٌعه أكثر الناس. - 15 -
ما هى خصابص الشخص الطموح؟ لا ٌقنع بالقلٌل ولا بمستواه الراهن. ٌ عمل على النهوض ولا ٌرى أن وضعه الحاضر هو أفضل ما ٌمكن. لا ٌإمن بالحظ ولا ٌعتقد بؤن مستقبله محدود . لا ٌترك الأمور للظروؾ ولا ٌخشى المؽامرة أو المنافسة. لا ٌجزع إذا لم تظهر نتابج جهوده سرٌعا. ٌ تحمل الصعاب فى سبٌل الوصول إلى ؼاٌته. ٌ إمن بؤن الجهد والمثابرة كفٌلبن لتخطى الصعاب. فالطموح سمة أساسٌة للشخصٌة القوٌة الإٌجابٌة التى تحب أن تترك أثر ،فمن لا طموح له لا ٌستطٌع تحقٌق ذاته ،من لا طموح له لا ٌحقق معنى لحٌاته ،من لا طموح له لا ٌستطٌع بناء مستقبل باهر ،من لا طموح له كٌؾ ٌنمو ،كٌؾ ٌتقدم، كٌؾ ٌتفوق ،إنجازات الفرد سواء كانت كبٌرة أم صؽٌرة لن تتجاوز طموحه فى النهاٌة ،ببساطة لن ٌتمكن الفرد من تحقٌق أشٌاء كبٌرة إذا كان تفكٌره ؼٌر طموح. أنظر إلى طموح صٌدلى كان ٌحاول أن ٌركب دواء لمعالجة سوء الهضم وإذا به ٌكتشؾ شرابا لذٌذا لا ٌتشابه مع أى شراب موجود فى العالم ،ثم ترك عمله وقرر بإنشاء شركة من خلبلها ٌنشر هذا المشروب لٌعالج الناس من سوء الهضم وإسم هذه الشركة بٌبسى كولا وإستطاع أن ٌصل إلى 195دولة فى مختلؾ أنحاء الأرض فكرة بسٌطة مع طموح وإرادة ،وتقدم ببراءة إختراع لٌسجل إختراعه كماركة مسجلة ،وكانت دعاٌته لبٌع البٌبسى تقول منعش ،مقوى ،مهضم ،ثم إستطاع التعببة فى زجاجات وزادت مبٌعات الشركة 133333جالون من الشراب ،واجهه الكثٌر من الصعوبات بعد الحرب العالمٌة وإرتفاع الأسعار وتفلٌس الشركة إلا أنه بدأ من جدٌد وبإرادة قوٌة فى خلبل 3سنوات عادت الشركة بشكل جدٌد ،هذا الشاب الطموح صاحب إكتشاؾ مشروب الكولا هو براد هام. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على تنمية الطموح؟ - 16 -
-1إجلس مع ذاتك وسمى هذه الجلسة بالتفكير الطموح :بمعنى مجرد تفكٌر لا تحلل ولا تفكر فى العواقب ،إطلق العنان لتفكٌرك وخٌالك وما تتمنى الحصول علٌه فى حٌاتك ثم تعرؾ ؼى هذه الجلسة على أحلبمك الكبٌرة حتى ولو كانت مجرد صور ،تعرؾ ؼلى ؼاٌتك ورإٌتك ورسالتك التى ترٌد أن تصل إلٌها قبل مماتك ثم أكتب هذه الأحلبم والؽاٌات حتى ولو كانت بالنسبة لك وللمجتمع وللبٌبة ساذجة أكتب وتعرؾ علٌها دون تقٌٌم أو تحلٌل أوحكم. -2لا تدع أراء الآخرين تهدمك من الداخلى :بمعنى كل فرد ٌعطى رأى مبنى على تصوراته وقدراته ولٌس قدراتك أنت ،إجعل أفكارك وتركٌزك دابما على هذه الأهداؾ والأحلبم بإٌجابٌة فالذى ألهمك هذه الأحلبم قادر على تجلٌها كحقٌقة وواقع. -3كن واثق بالله ثم فى قدراتك على تحقيق طموحك :بمعنى إمتلك همة عالٌة وكن على قناعة أن معظم الإنجازات الكبٌرة هى من صناعة الأمٌون ،فواصل العمل حتى تصل إلى طموحك مثل :برٌطانى ٌقول لا تتوقف عندما تتعب بل توقف عندما تنتهى. -4لا تنتظر الفرصة المثالية لكى تبدأ :بمعنى لٌس هناك فرصة مثالٌة على الإطلبق لأن كل شا ٌعتمد على الظروؾ فعندما تؤتى الظروؾ المناسبة سؤبدأ ستجد أنها لن تؤتى أبدا ولكن عندما تبدأ الآن تكون على إستعداد لإقتناص الفرص. -5كن شجاعاً فى مواجهة تحدياتك :بمعنى فى مواجهة أراء وفلسفة المجتمع ولا تجعلها معٌقة لك كن شجاعا ولا تتوقؾ عن العمل والسعى والإجتهاد ولا تلتفت لمن ٌستهزأ بؤهدافك أو ٌنقدك. -6لترسيخ الطموح فى داخلك تحتاج إلى قوة المعرفة :بمعنى تحتاج إلى أن تكون مطلع وتقرأ بإستمرار ،تحتاج إلى أن تستشٌر من حولك وتجمع الكثٌر من المعلومات والمعرفة الخاصة بطموحاتك ،قوة العلم والمعرفة خطوة مهمة لؽرس - 11 -
الطموح وعدم الٌؤس والإستسلبم ،أخٌرا عندما تحقق طموحك ستسعد وستخدم من حولك. -1إجعل طموحاتك مكتوبة :بمعنى كتابة الأهداؾ تجعلها واضحة فى ذهنك، ومعرفة الطرق والخطوات والوسابل التى ستحتاجها فى الطرٌق ،عدم كتابتها تجعل محاولة سعٌك لها مإقتة. - 18 -
المحطة الخامسة عشر إستخدام القدرات « إن البقاء لا يخضع لعنصر القوة وإنما يخضع لعنصر القدرة » الشعراوى - 19 -
ٌعد إستخدام القدرات الشخصٌة بؤقصى حد علبمة واضحة للئٌجابٌة لأن الشا الذى لا نستخدمه سنفقده ،ببساطة العقل الذى لا ٌفكر لا ٌخطط لا ٌتؤمل لا ٌقرأ لا ٌبحث عن بدابل ٌتدهور حتى لو كان من أذكى العقول وهكذا القدرات الجسدٌة الؽٌر مستخدمة ستفقدها وتتلبشى بعد فترة وهكذا الإٌمان الؽٌر مستخدم ٌتناقص الطموح الؽٌر مستخدم ٌتدهور. وهنا تخٌل معى أن أمامك كؤس من الشاى مر ثم أضؾ إلٌه السكر ولكن دون تحرٌك أو تقلٌب السكر ،ثم جرب وتذوق الشاى هل ستجد طعم السكر فى الشاى؟ بالتؤكٌد لا ،ثم فكر وأمعن النظر فى كؤس الشاى لمدة دقٌقة هل سٌتؽٌر شا؟ بالطبع لا ،حاول أن تقوم وتدور حول كؤس الشاى هل سٌتؽٌر شا؟ بالتؤكٌد لا ،جرب محاولة أخٌرة وتمنى فى نفسك بؤن ٌصبح كؤس الشاى حلو ،ثم تذوق الشاى هل سٌتؽٌر شا؟ بالطبع لا ،هكذا الحٌاة مثل :كؤس الشاى بٌنما قدراتك ومهاراتك وملكاتك التى وهبها الله لك هى السكر ،لن تتذوق طعم النجاح والإنجاز دون إستؽلبل قدراتك ،لذلك علٌك أن تعمل لكى تصل ،علٌك أن تستخدم قدراتك لكى تحقق ،علٌك أن تنمى مهاراتك لكى ترتقى. فعلٌنا بالتعامل مع هذه الحقٌقة بذكاء ونستخدم قدراتنا وعقولنا بدلا من الخمول الذهنى والإستسلبم للمتاح بدلا من أن نستعٌر عقول ؼٌرنا فى كل شا فى الحٌاة، ٌشٌر العلماء بؤن الإنسان ٌستخدم أقل من %5من قدراته العقلٌة رؼم أنه ٌمتلك 233بلٌون خلٌة عقلٌة لا ٌستخدم منهم إلا القلٌل ،الإنسان هو الكابن الوحٌد الذى ٌستطٌع أن ٌفكر فى تفكٌره ،قصة جمٌلة للمحاضر جيم رون وهى قصة الموهبة، فى ٌوم من الأٌام كان هناك ملك جمع ثلبثة من الخدم وقال لهم ،إنى أمتلك بعض المواهب وسؤعطٌكم هذه المواهب وفى ذلك العصر كانت الموهبة توزن بالذهب ثم قال لهم الملك وبعد عودتى من رحلتى سنجتمع ونرى ماذا فعلتم بهذه المواهب؟ فؤشار الملك إلى الخادم الأول وقال له :أما أنت فلك خمس مواهب ،ثم أشار إلى الخادم الثانى وقال له :أما أنت فلك موهبتان ،ثم أشار الى الخادم الثالث وقال له :أما أنت فلك موهبة واحدة ،ثم قال لهم :سنجتمع بعد رحلتى مرة أخرى ونرى ماذا - 87 -
فعلتم؟ وبعد فترة عاد الملك وجمع الثلبث خدام وقال لهم :كٌؾ صار الأمر معكم ثم أشار إلى الخادم الأول وقال له :أعطٌتك خمس مواهب ماذا فعلت؟ قال له :بذلت جهدى ووضعتهم فى الفعل والعمل فى البداٌة كانت مواهب ضعٌفة ولكن بعد فترة أصبحت قوٌة ومن خمس مواهب أصبحوا عشرة مواهب لقد ضاعفت مواهبى أٌها الملك ،قال الملك :رابع ،ثم أشار إلى الخادم الثانى وقال له :أعطٌتك موهبتٌن ماذا فعلت؟ قال الخادم :بذلت جهدى ووضعتهم فى الفعل حتى نمت مواهبى بدلا من موهبتٌن أصبحوا أربعة مواهب ،فقال الملك :ممتاز ،ثم أشار الملك إلى الخادم الثالث وقال له :أعطٌتك موهبة واحدة ماذا فعلت؟ قال الخادم أخذت الموهبة وؼلفتها بطرٌقة جٌدة ثم حفرت ووضعتها فى الأرض ودفنتها حتى لا ٌسرقها أحد ،قال الملك :خذوا منه هذه الموهبة وأعطوها لمن ٌمتلك عشرة مواهب. الشاهد من القصة :قد تقول أنها قصة ؼٌر منطقٌة ولكن نتعلم بؤن الشا الذى لا نستخدمه سنفقده هذا ٌحدث مع جمٌع القدرات الجسدٌة والعقلٌة. لذلك نحتاج بإستخدام قدراتنا وما وهبنا الله بؤقصى حد من خلبل إستؽلبل العقل فى التفكٌر والتخطٌط والتؤمل والإبداع والإبتكار وإستخدام القدرات الجسدٌة فى السعى والعمل والجهد وممارسة الرٌاضة والحركة التى تساعدنا على الحفاظ على هذه القدرات والمهارات ونستخدم حواسنا فى التعلم الذاتى وإكتساب مهارات جدٌدة تساعدنا على الإرتقاء والتعمٌر ،وٌقول نابليون :كنت أدٌر الجٌوش بثلبث كلمات، من قال لى لا أستطٌع قولت له حاول ،ومن قال لى لا أعرؾ قولت له تعلم ،ومن قال لى مستحٌل قولت له جرب ،من هنا نستخدم قدراتنا دون أعذار. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على إستغلبل القدرات؟ -1القراءة :تساعدك على تؽٌٌر تفكٌرك وفهمك وحكمك على الأشٌاءٌ ،شٌر بعض الباحثٌن على أن القراءة تجعل المخ ٌنشط وتندفع الآؾ من خلبٌا الدماغ للعمل فبعض الخلبٌا ٌنشط وٌعزز وبعضها خلبٌا جدٌدة ،لذلك القراءة تعطٌنا كم هابل من المعلومات والتصورات والحقابق والتعلم من خبرات الآخرٌن ،فإبدأ بالقراءة ٌومٌا - 81 -
لمدة ( )23دقٌقة فى المجالات التى تتوافق مع مٌولك أو الجانب الدٌنى لترتقى أخلبقٌا ودٌنٌا أو فى التنمٌة الذاتٌة لتصبح شخصٌة نامٌة ناضجة. -2إستخدام مهارات العقل والجسد والحواس :بمعنى بناء عالم إفتراضى ٌؽذى عقلك من الداخل بطرٌقة صحٌحة من جمٌع المعلومات والصور والكلمات والأفكار التى تصل إلى عقلك عن طرٌق الحواس لأنها تإثر على نوعٌة عقلٌتك ودوافعك، بجانب وضع برنامج عملى لكل المهارات العقلٌة والجسدٌة والإجتماعٌة مع تقوٌتها ودفع النفس بحماس نحو الإستمرارٌة لتحافظ علٌها وتستفاد منها وتبدع ،بجانب جعل الحواس فى حالة ٌقظة دابما ،لا تفسد أذنٌك بتعوٌدها على سمع الأشٌاء بصوت عالى جدا ،لا تفسد عٌنك ببعض العادات الخطؤ إنتبه جدا لهذه الامور. -3قم بتنشيط خيالك :عزز الإبداع فقد ذكرنا سابقا أن الجهاز العصبى ٌتفاعل مع الخٌال كؤنه واقع حقٌقى لذلك نحتاج لتدرٌب خٌالنا ،تخٌل أنك تعٌش فى أماكن ؼرٌبة قد تكون تحت الماء كٌؾ ستكون الحٌاة ،أو فوق السحاب كٌؾ ستكون الحٌاة ،أو فى كوكب أخر كٌؾ ستكون الحٌاة ،مرن خٌالك وستجد أفكار وتصورات إبداعٌة خلبقة. -4التفكر :دعا القرآن والعلم إلى ذلك ،تفكر فى الأشٌاء والمواقؾ والكون والخلق،إستخدام التفكٌر العمٌق فى المواقؾ والتحدٌات وما ٌحدث حولك ،واتخذ قرار بإستخدام قدراتك العقلٌة فكل إنسان مكلؾ بعقله ولٌس بعقول الآخرٌن. -5تنميه ما تمتلك من نقاط قوة :عندما تستخدم نقاط القوة فى شخصٌتك وتنمٌها وتثقلها من خلبل التدرٌب المستمر مع معرفة المهارات المعٌنة والمساعدة لهذه القدرات التى تجعلها ظاهرة تفٌد بها نفسك وتساعد من خلبل الأخرٌن. - 82 -
المحطة السادسة عشر الإستقلبلية « إتباع التقاليد لا يعنى أن الأموات أحياء ,بل أن الأحياء أموات » ابن خلدون - 83 -
ٌحتاج الفرد فى ذلك العصر إلى قدر ممتاز من الإستقلبلٌة والتفرد لٌكون هو المسٌطر على حٌاته ٌفضل الإعتماد على ذاته فى التفكٌر والتصرؾ ،ببساطة ٌستمع إلى أراء الآخرٌن لكنه ٌختار وٌتخذ القرار وٌتحمل مسبولٌة جودة حٌاته دون تقلٌد الآخرٌن فما ٌناسب الناس قد لا ٌناسبنا ،المتفرد ٌعتمد على الله ثم على قدراته وإمكانٌاته لٌدٌر حٌاته بدون إتكالٌة أو إتباعٌة من الآخرٌن فإذا لم ٌجد من ٌسانده وٌساعده ٌتحرك بما هو متاح ،لدٌه حرٌة إبداء الرأى بقوة ولكن بما ٌتناسب مع الموقؾ ٌسعى لتحقٌق أهدافه وطموحاته لا تعطله كلمات الآخرٌن ،المتفرد ٌمنح ذاته فرصة لٌتدرب على التدبٌر الذاتى للؤمور سواء على مستوى إدراكه أو المحٌط المادى والإجتماعى والنفسى والسلوكٌ ،قول المنفلوطى :الناس ٌعٌشون فى نفوس الناس أكثر مما ٌعٌشون فى نفوس أنفسهم ،أى أنهم لا ٌتحركون ولا ٌسكنون إلا لأن الناس هكذا. تشٌر نتابج بعض الدراسات النفسٌة كلما كان الفرد أكثر إستقلبلٌة كان أكثر سعادة بمعنى عندما نتولى زمام أمور حٌاتنا نشعر بالراحة والحرٌة والسعادة ،نعٌش وفق خٌاراتنا التى ننسجم معها ولٌس كما ٌرٌد الآخرون أو البٌبة المحٌطة التى تفرض علٌنا حٌاة بنمط معٌن مكبلٌن بالسٌر فى الحٌاة بالآخرٌن. من معٌقات الإعتمادٌة أن ٌفقد الفرد القدرة على التفكٌر والتحلٌل والمناقشة ،لأننا نعتقد بؤن الجماعة دابما على صواب رؼم أن الحقٌقة قد تكون عكس ذلك فٌكون الإنسان كناقة عمٌاء فنكرر ما ٌقوم به المجتمع ،فى الزواج والعمل والأهداؾ ٌقول إبن حزم :لا فرق بٌن مقلد وبهٌمة تقاد ،فلقد ثار النبى صلى الله وعلٌه وسلم على قٌم ومعتقدات وسلوكٌات مجتمعه حتى أحدث تؽٌٌر فكرى وثقافى وحضارى ،ومن المعٌقات أٌضا صعوبة التجدٌد والإبداع لأن الخروج من المؤلوؾ والتقلٌدى والمعتاد أو إن ٌسلك الفرد طرٌق جدٌد ٌعود علٌه بالإستهزاء والنقد ،.وهنا ٌكون مصٌر الفرد كمصٌر الجماعة والمجتمع. - 84 -
عزٌزى القارئ عكس الإستقلبلٌة الإعتمادٌة والإتكالٌة بمعنى ٌتخذ الفرد قراراته من خلبل أشخاص آخرٌن وقد تكون ؼٌر مناسبة له إطلبقا لا ٌمتلك جرابة فى التعبٌر عن أفكاره ومشاعره تابع للآخرٌن ٌسٌر فى الحٌاة وفق ثقافة القطٌع ،بٌنما الإستقلبلى والمتفرد ٌتمتع بدرجة عالٌة من المسبولٌة والحرٌة والإختٌارات والقرارات وهو المسٌطر على حٌاته ،لدٌه علبقات قوٌة وممتازة ولكنه ٌعمل إذا وجد الدعم من الآخرٌن أو لا. لذلك لكى نكون إٌجابٌٌن نحتاج إلى تحرٌر عقولنا من التابعٌة والأنا الجماعٌة وثقافة القطٌع فى خٌاراتنا وقرارتنا وقناعاتنا وسلوكٌاتنا وعاداتنا ،إتباع الآخرٌن أو الإعتماد على أرابهم ٌفقدك طرٌقك المناسب لكٌ ،فقدك رإٌتك وما ترٌد تحقٌقه ٌفقدك ملكاتك التى وهبها الله لك ،لانك ستتحرك وفق قٌود ما إعتاد علٌه المجتمع وما ٌحمله من قناعات ومفاهٌم وثقافة ،ومن هنا قد تدخل فى الخرافات والسلبٌة والبرمجة الدٌنٌة وال،علبمٌة والتعلٌمٌة التى تقود إلى إستهلبك نفسك بعٌد عن جوهرك بعٌد عن أن تكون أنت بسجٌة وقرار وإختٌار ،قال تعالى \" وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون\"، وقال صلى الله وعلٌه وسلم \" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا ,وإن ظلموا ظلمنا ,ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساإوا فلب تظلموا \" ومن هنا أهمٌة الإستقلبلٌة تجعلنا أكثر إٌجابٌة وطبٌعٌة بعٌدا عن سلبٌة من حولنا بل نراقب ونقٌم ونتحقق وننتبه فىما هو صواب وخطؤ فٌما ٌناسبنا أو لا ٌناسبنا ،بجانب إدارة أمور حٌانتا بالشكل الذى ٌجعلنا أكثر سعادة وإستمتاع وأقرب إلى الله ،بل تجعلنا الإستقلبلٌة مستمرٌن فى طرٌقنا بؽض النظر عن آراء المجتمع. - 85 -
أنواع الإستقلبل: -1الإستقلبل العقلى :هنا ٌبتعد الفرد عن إستحواذ أراء وقرارات وخٌارات وتوجهات الآخرٌن فى حٌاته ،إلا عندما ٌفكر وٌتحقق منها وٌدرك إذا كانت مناسبة أو لا. -2الإستقلبل العاطفى :هنا ٌبتعد الفرد عن الدعم العاطفى بل ٌحفز ذاته من الداخل لأنه ٌعى أن الناس لا تهتم به طوال الوقت ،بجانب أن المإمن القوى لا ٌستمر فى العمل من خلبل مدح الآخرٌن. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على إكتساب الإستقلبلية؟ -1التدريب على ممارسة إتخاذ القرار :بشكل ٌومى فى أمور حٌاتك البسٌطة قد تسؤل الآخرٌن أو تستشٌر من حولك ولكن تتخذ أنت القرار من أشٌاء بسٌطة وبالتدرٌج إلى أشٌاء كبٌرة لا تقبل من أحد أن ٌقرر لك أو ٌختار لك. -2إفعل شا لنفسك وبنفسك كل أسبوع :بمعنى أن تختار شا كنت ترٌده بشدة ولكنك تخشى أن تفعله بنفسك ،على سبٌل المثال :إذا كنت ترٌد ممارسة الرٌاضة ولكن لم تجد أحد ٌذهب معك ،إذا كنت ترٌد تعلم مادة معٌنة ولكن تخشى الذهاب بمفردك ،إذا كنت ترٌد مواجهة موقؾ معٌن فى حٌاتك ولكن تخشى الذهاب وحدك إفعل ذلك فورا. -3تعلم أن تكون متفرد فى آرابك :بمعنى عندما تكون فى جماعة أو مع أصدقابك عبر عن أفكارك وآرابك حتى وإن كانت مختلفة مع الآخرٌن ،لا تكون تابعا وتسٌر دون تفكٌر مع القطٌع وإبتعد عن التوجٌهات السابدة فى الجماعة. -4جرب الإستقلبل فى بعض الأمور بعيداً عن الآخرين :على سبٌل المثال :إذا كنت تخرج دابما مع جماعة جرب فى بعض الأحٌان واذهب وحدك ،إذا كنت تفكر دابما وأنت مع الآخرٌن جرب وفكر وحدك فى أمور حٌاتك. - 86 -
-5جلست تفكر وفحص التغييرات التى تريد أن تغيرها فى حياتك :فى هذه الجلسة كن صادقا ومتصالح مع نفسك واكتب قابمة فٌها بعض التؽٌٌرات التى ترٌد أن تحدثها ثم إسعى لذلك ثم كافا نفسك عندما تحقق كل تؽٌٌر ،وأخٌرا تذكر بؤن الإعتماد على الذات فى بعض الأحٌان هو الطرٌقة الوحٌدة للحرٌة فى الحٌاة ،أدر أمورك دون إتكالٌة. - 81 -
المحطة السابعة عشر المرونة « الذكاء هو القدرة على التكيف مع التغير » ستيفن هوكينج - 88 -
المرونة الشخصٌة تجعل إٌجابٌتك متسعة فهى سمة وعادة ومهارة تساعد على التفاعل الإٌجابى المستمر ،الشخص المرن لدٌه بدابل فى التفكٌر وقدرة على حل المشكلبت ومرونة فى التعامل مع الأزمات والشدابد مع تحقٌق الأهداؾ والؽاٌات مع علبقته مع الناس والمحٌط ،الفرد المرن ٌتكٌؾ ٌكافحٌ،درك الأمر بشكل ؼٌر مشوه لا ٌستسلم أبدا مهما كانت العقبات لدٌه حلول بدٌلة ٌتعامل مع الضؽوط على أنها تحدٌات لدٌه قدرة على الصمود والوقوؾ من جدٌد بعد السقوطٌ ،كرر المحاولة دون كلل أو ملل حتى ٌحقق ما ٌرٌد الفرد المرن أكثر الناس نضجا بمعنى ٌلتزم بالأهداؾ والرإٌة وحالة التوازن ولكنه مرن فى الأسلوب والتفكٌر والأسالٌب التى ٌسلكها. عزٌزى القارئ المرونة قوة وعكسها الجمود وهنا ٌكون الفرد متحجر نمطى ،فتقول الحكمة \" لا تكن صلباً فتنكسر \" بل إفتح لنفسك عدة أبواب بل إوجد لنفسك بدابل بإستمرار بل تكٌؾ مع الأحداث والمواقؾ وإجعلها تحدٌات لتنمو وتزدهر. نحن نحتاج إلى هذه الصفة أو العادة أو المهارة فى جمٌع أركان الحٌاة ،ففى الضؽوط والأزمات نحتاج إلى المرونة ،فى العلبقات مع الآخرٌن نحتاج إلى المرونة فى تحقٌق الرإى والأهداؾ نحتاج إلٌها ،فلب ٌصح لفرد أن ٌكون معلم مع الجمٌع بدونها. ماهى العادات التى يتبعها الشخص المرن؟ ٌ -تقبل النقد بصدر رحب وٌتعلم من الأخطاء وٌسلك طرق بدٌلة لتخطى تحدٌات حٌاته. ٌ -كون علبقات طٌبة لدٌه القدرة على التعامل الإجتماعى والعقلى والنفسى مع المحٌطٌن به. -لا ٌجلس وٌنتظر الأمور الإٌجابٌة أن تحدث ولكنه ٌسعى لإٌجاد فرص وتحدٌات وجعل حٌاته وحٌاة الآخرٌن أفضل. - 89 -
-عندما ٌتعرض إلى صدمات ٌتكٌؾ ٌستطٌع إعادة حالة التوازن الداخلىٌ ،قول دينيس واتلى :إن العلماء لا ٌعرفون على وجه التحدٌد ما الذى حدث للدٌناصور ولكنهم متفقون ؼلى أنه ؼٌر مرن لم ٌستطع التؤقلم مع تؽٌرات البٌبة وهكذا عكس ماٌقولون عن الخرتٌت فهو موجود منذ سبع ملبٌٌن سنة بسبب قدرته الممتازة على المرونة والتؤقلم والتعامل مع التؽٌرات. الجمٌع ٌعرؾ وكالة ناسا الفضابٌة ذلك الصرح الشامخ ،عندما صعد العلماء لأول مرة إلى الفضاء أرادوا أن ٌدونوا أو ٌكتبوا ملبحظاتهم ،ولكن كانت هناك مشكلة وهى أنه فى الفضاء الخارجى وبسبب إنعدام الجاذبٌة تماما ٌستحٌل الكتابة ،لأن الحبر الموجود بالقلم ٌصعد لأعلى فمهما حاولوا الكتابة لا ٌستطٌعون مما دعاهم هنا لدراسة هذا الموضوع وظلوا طوال عشر سنوات ٌبحثون وٌدرسون وكٌؾ ٌكتبون فى الفضاء الخارجى ،حتى وفقهم الله لإختراع القلم الذى ٌمكنهم الكتابة به فى الفضاء ،وبعد وقت وجهد ومال وأبحاث ودراسات تتخطى الملبٌٌن حقووا ما ٌرٌدون ،ولكن عزٌزى القارئ بٌنما الروس واجهوا هذه المشكلة بعد خروجهم للفضاء الخارجى ماذا فعلوا؟ ببساطة جدا إستطاعوا أن ٌدونوا الملبحظات بالقلم الرصاص ،نعم بالقلم الرصاص هذه المرونة ألا تركز تفكٌرك أمام مشكلة لتبحث لها عن حل واحد فهناك العدٌد من الحلول ولكن عندما تكون مرن أولا فمن الواضح أن وكالة ناسا والروس وصلوا لنفس الهدؾ ولكن علٌنا أن ندقق إلى الفترة الزمنٌة والتكلفة المادٌة والجهد. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله على جعل المرونة سمة شخصية؟ -1التدريب على المرونة فى التفكير :لا تكن متحجر التفكٌر تنظر إلى الأمور بطرٌقة أحادٌة بل قم بإعداد قابمة لأهدافك وحدد الهدؾ الأول حسب الأولوٌة ثم قم بتدوٌن ثلبث خطط من الممكن أن تساعدك على تحقٌق ذلك الهدؾ فمن هنا أنت تمتلك بدابل للوصول وتصبح مرن فى التفكٌر ٌصبح لدٌك أفكار كثٌرة تساعدك على الوصول. - 97 -
-2التدريب على المرونة فى التصرف :إعلم أنه لٌس أسلوب واحد ٌناسب جمٌع الناس ولٌس أسلوب واحد ٌناسب جمٌع المواقؾ بل تعلم أن تستخدم لأكثر من طرٌقة للوصول وإذا فشلت فى طرٌقة إستخدم طرٌقة أخرى لا تٌؤس أو تفقد الحماس أمام الأزمات أو التحدٌات فعندما تتصرؾ بطرٌقة مرنة تتفادى العقبات فالمرونة هى جهاز مناعى للشخصٌة. تشٌر الرابطة النفسية الأمريكية عشر طرق فعالة فى تنمٌة المرونة لدى الأفراد. -3إقامة علبقات جيدة مع الأخرين :بمعنى السعى نحو إقامة علبقات إٌجابٌة مع أعضاء أسرتك وزملبء العمل والدراسة والجٌران ،وتقبل المساعدة والدعم من الأخرٌن ،وساعد أنت أٌضا الآخرٌت وقت إحتٌاجاتهم مع المشاركة فى الأعمال التطوعٌة والخٌرٌة ،فهى مصدا مهم للراحة النفسٌة. -4تقبل التغيير لأنه جزء من الحياة :تقبل الظروؾ والأوضاع التى لا ٌمكن تؽٌٌرها وتعاٌش معها ،ثم التركٌز على الأمور والظروؾ التى لك التؤثٌر فٌها وتؽٌٌرها ،مثل :تنمٌة شخصٌتك وعلبقتك بالله ،تؽٌٌر قناعاتك عاداتك أعمالك، السعى بطرٌقة مختلفة. -5التوقف عن رإية الأزمات على أنها يستحيل التغلب عليها :لا ٌوجد حٌاة بل ضؽوط ومسبولٌات ،ولكن تستطٌع تؽٌٌر الطرٌقة التى تدرك وتفسر وتستجٌب بها للمواقؾ والتحدٌات التى تواجهك ،ثم محاولة تجاوزها مع التطلع نحو مستقبل أفضل. -6معرفة أهدافك والسعى نحو تحقيقها :ضع أهداؾ واقعٌة لنفسك ،وتكون مبنٌة على قراءة دقٌقة لقدراتك وإمكانٌاتك ،وللواقع المحٌط بك ،مع الإلتزام فى المهام والعمل علٌها حتى تحقٌقها تدرٌجٌا. - 91 -
-1إتخاذ قرارات حاسمة :بمعنى التعامل مع المواقؾ العصٌبة بؤقصى ما تملك من طاقة ،مع إتخاذ قرار حاسم ٌدفعك نحو المواجهة والتصدى والنشاط الإٌجابى والعمل ،بدلا من الإستسلبم للمشكلبت والضؽوط. -8ملبحظة الفرص التى تدفعك نحو إكتشاف ذاتك :بمعنى عندما تمر بظروؾ ضاعطة أو مواقؾ صعبة ،لاحظ قد تكتشؾ نقاط قوة فى شخصٌتك.،مثل الثقة أو الإستقلبلٌة أو الإلتجاء إلى القوة الإٌمانٌة. -9النظرة الإيجابية إتجاه الذات :بمعنى الثقة فى قدراتك على حل المشكلبت، وتخطً التحدٌات والأزمات ،من هنا تضع نفسك على بداٌة المرونة الشخصٌة عندما تإمن فى قدراتك على تحطً الضؽوط. -17وضع الأمور فى حجمها الطبيعى :بمعنى عندما تواجه مواقؾ مإلمة حاول أن تقٌم الموقؾ فى سٌاق واسع وأنظر إلى المدى البعٌد الذى ٌمكن أن ٌحتوى مثل هذا الموقؾ وتجنب التفكٌر التضخٌمى. -11عدم فقدان الأمل :بمعنى النظرة الإٌجابٌة والموضوعٌة ،وتوقع الأشٌاء الجٌدة التى ستحدث لك فى حٌاتك ،بجانب تخٌل ما ترٌد تحقٌقه ،بدلا من الحذر والخوؾ والتشاإم. -12إعتنى بنفسك بشكل مستمر :بمعنى الإهتمام بالذات وتقدٌرحاجاتك ومشاعرك ،بجانب الإندماج فى الأنشطة والخبرات التى تستمتع بها وتزٌد من راحتك ،وإسترخابك لأن إهتمامك بنفسك ٌساعدك فى الإستعداد لأى حدث طارئ. - 92 -
المحطة الثامنة عشر الحكمة « إن الحكمة هى النظر فى الأشياء بحسب ما تقتضيه طبيعية البرهان » ابن رشد - 93 -
تعد الحكمة من أعلى مراتب الإٌجابٌة وهى لا تختص بالنبوة بل هى أعم فقال ابن عباس رضى الله عنه\" :ضمنى رسول الله صلى الله وعليه وسلم إلى صدره وقال: \" اللهم علمه الحكمة \" ،وتنمٌة الحكمة كؤى مهارة مثل :الذكاء وبعض المهارات الإجتماعٌة قابلة للنمو والتدرٌب وهى لٌست سمة موروثة بالفطرة ولكن بإمكان الفرد أن ٌكتسبها بالخبرة ،هذه السمة لها إعتماد دٌنى وقرآنى قال تعالى \"ومن يإتى الحكمة فقد أوتى خيراً كثيراً\" ،عندما ٌكتسب الفرد الحكمة تعود علٌه بالخٌر فى الدنٌا والآخرة. وهى أٌضا لها إعتماد علمى وفلسفى ببساطة إختلؾ علٌها الجمٌع فى التعرٌؾ ولكن إتفق علٌها الجمٌع فى الأهمٌة ،فهى تساعد على تشرٌؾ الإنسان ورفع مكانته بٌن من حوله تجعل الفرد على صواب فى أقواله وأفعاله ،تساعد على علو شؤن صاحبها وإكمال عقله ،تعمل على إتصاؾ صاحبها بالهٌبة والوقار تجعل الفرد نافع وإٌجابى فى أى مكان ٌذهب إلٌه فهى أفضل شا ٌمنحه الخالق للعبد بعد الإٌمان ومكارم الأخلبق ،فهى من صفات الأنبٌاء والعلماء والصالحٌن. ما هو تعريف الحكمة؟ ٌعرفها ابن القيم :بؤنها فعل ما ٌنبؽى على الوجه الذى ٌنبؽى فى الوقت الذى ٌنبؽى، وٌعرفها القدماء :بؤنها وضع الشا فى موضعه ،وقٌل بؤن الحكمة فى اللغة :هى العلم والعملٌ ،عرفها بعض علماء النفس :بؤنها قدرة الفرد على فهم الطبٌعة البشرٌة والخبرة فى الحٌاة والإستبصار بالوسابل والؽاٌات التى تإدى إلى النجاح، وٌعرفها ابن سينا :الحكمة صناعة نظر ٌستفٌد بها الإنسان تحصٌل ما علٌه الوجود كله فى نفسه ،ببساطة الحكمة تعٌن صاحبها على إدراك الؽاٌات والأسباب فٌحسن بذلك تقدٌر الأمور وفق بصٌرة مستنٌرة تجعله ٌتجه نحو الأعمال الصالحة والصاببة ،وعندما تعلو الحكمة بداخل الإنسان ٌتؽٌر إتجاهه نحو المسار الأفضل وٌصبح أكثر إستبصار بنفسه والأخرٌن والحٌاة. - 94 -
ما هى فوابد تنمية الحكمة؟ -تجعل الفرد قوٌا فى علبقته الروحانٌة مع خالقه. -تجعل الفرد ٌمٌل إلى الخٌر والحق. -تجعل الفرد نجما إجتماعٌا فالناس تثق وتنجذب إلى أصحاب العقول الراجحة. -تجعل الفرد صاحب بصٌرة ثاقبة ٌركز على الؽاٌات. الآن تعالى معى عزيزى القارئ لنتعرف على بعض سلوكيات من يمتلك الحكمة: الحكٌم قادر على إدراك المعانى والأسبلة العمٌقة فى الحٌاةٌ ،فكر وٌتمهل قبل أن ٌتكلمٌ ،نصت كثٌر وٌتكلم قلٌلٌ،حاول فهم الآخرٌن لا ٌصدر أحكام ٌحاول البحث عن سبب ٌفسر به تصرفات الآخرٌنٌ ،تقبل البشر كما هم لا ٌحاول تؽٌٌر أحد ،لا ٌتسرع فى التصرؾ ٌعلم أن التسرع ٌإدى إلى الندم فى النهاٌة ،لا ٌقارن نفسه بؤحد ٌتصرؾ حسب مبادبه متواضع ،فضولى ،منفتح الأفق ٌقرأ على قدر ما ٌستطٌع، ٌجرب أشٌاء جدٌدة حتى ٌكتسب الخبرة. اسؤل نفسك عندما تحكم على شخص بؤنه حكٌم لماذا تعتقد أنه حكٌم؟ هل لأنه مثقؾ أم لأنه حلل لؽز الحٌاة أم لأنه رجل صالح أم لأنه صاحب خبرة فى الحٌاة؟ ٌقول جيم رون :البحث عن الحكمة هو أحد الخطط للوصول إلى السعادة ،لذلك أن جزء كبٌر من الحكمة ٌكتسب وٌستطٌع الفرد منا أن ٌتمثلها فى سلوكه وفى ردود أفعاله فالحكمة لٌست مرتبطة بعمر معٌن. ما هى التوصيات العملية التى تساعدنا بإذن الله فى تنمية الحكمة؟ -1ممارسة التفكير التؤملى :تشٌر بعض الدراسات النفسٌة بؤن التفكٌر التؤملى الحكمة ووظٌفة التفكٌر التؤملى تحوٌل موقؾ ملٌا بالؽموض والشك والإلتباس إلى موقؾ واضح مستقر ،إذا علٌنا بممارسة التفكٌر التؤملى فى أحوالنا وأمورنا وسلوكٌاتنا ورإٌتنا ومراقبة أنفسنا مع التمعن بعمق فى الأمور كل هذا بهدؾ - 95 -
تحسٌن حٌاتنا ،ببساطة لا تعود نفسك على التفكٌر السطحى مارس التفكٌر العمٌق فى شإون الكون والخلق ،ومن هنا ٌصبح العقل أكثر قدرة على تحلٌل الأحداث وفهمها بصورة واضحة. -2خالط وجالس أصحاب الحكمة :بمعنى تابع الأماكن التى ٌترددون علٌها مع الإنصات الجٌد لهم ولكن تحلى بالصبر على تؤملبتهم فمنهم تستمد بذور الحكمة. -3سر على خطى الأنبياء :بمعنى معرفة سٌر الأنبٌاء وجمع التفاصٌل الدقٌقة ثم التدبر والتمعن والتفكر فى جمٌع الأقوال والأفعال ،ومحاولة إكتساب كل ذلك بجانب الإقتداء بهم وهذا ٌلخص لنا الكثٌر من محاولات التجرٌب الخطؤ. -4تدرب على تحمل الغموض :بمعنى لا تلجؤ لأسهل التفسٌرات المتاحة لموقؾ معٌن لمجرد أنك لٌس لدٌك قدرة على تحمل الؽموض فالحكٌم شؽوؾ بالمعرفة منفتح على الآراء المتنوعة لا ٌدع الأحداث الؽامضة تمر علٌه دون أن ٌعمل فٌها تفكٌره. -5العلم والمعرفة والثقافة :بمعنى التعلم المستمر وإكتساب المعرفة ٌؽذى ٌنابٌع الحكمة لدٌنا بجانب الثقافة والإطلبع على أفكار الأخرٌن ،وهضم ما نتعلمه حتى لا ٌكون العلم مجرد معرفة عقلٌة ساكنة. -6تنمية الذات من مإشرات نضج الشخص الحكيم :بمعنى الذى ٌنمو وٌتطور بطبع تزداد لدٌه الحكمة بٌنما الذى ٌتوقؾ عن تنمٌة ذاته تتلبشى منه معرفة وحكمته بالتدرٌج ،هكذا حال العلماء والأبطال وأصحاب المواهب ،والإهتمام بتنمٌة شخصٌة الفرد فى جمٌع الأبعاد الحٌاتٌة ٌنمٌها ،وإكتساب الحكمة لا علبقة له بالعمر ولكن بمحاولات الفرد نحو تطوٌر نفسه من خلبل الوعى والمعرفة والمفاهٌم والتصورات والتوازن فى الحٌاة والتعلم من الحٌاة ،من هنا تزداد حكمتك. - 96 -
المحطة التاسعة عشر الصبر « إن صبرت جرى عليك القلم وأنت مؤجو وإن جزعت جرى عليك القلم وأنت مؤزور » على بن أبى طالب - 91 -
ٌعد الصبر سمة عظٌمة من سمات الإٌجابٌن تعٌن أصحابها على التحمل والتكٌؾ والإستمرارٌة أمام التحدٌات وأمام الأشٌاء التى تقع خارج إرادته ،الصبر لٌس فطرى بل هو من المهارات والسلوكٌات التى كلما تعمدت فعلها وعملت علٌها حققت قدرا أكبر منه ،فى عام 1003أصٌبت هلين كلير بعد عامان بمرض الحمه الشوكٌة وفقدت أعظم الحواس وهى السمع والبصر فؤصبحت عمٌاء وصماء وبكماء ،وفى سن العشرٌن من عمرها تربت فى دار أٌتام ثم تعلمت لؽة براٌل بالإنجلٌزٌة والألمانٌة والفرنسٌة والٌونانٌة واللبتٌنٌة ،ثم أكملت دراساتها حتى نالت الدكتوراه فى العلوم والفلسفة وكتبت ثمانٌة عشر كتاب ترجم إلى خمسون لؽة، بجانب أنها لقبت برمز الإرادة الإنسانٌة كل ذك بسبب فضٌلة الصبر. الصبر من أهم الصفات التى ٌمتلكها الإنسان لأنه أكثر الأسلحة فاعلٌة فى مواجهة المواقؾ والأحداث الؽٌر متوقعة وبدونه لا تحقق الإنجازات ،تؤمل معى كم مرة تستسلم أمام تؽٌٌر شا فى شخصٌتك أو حٌاتك بسبب عدم الصبر ،تامل معى كم مرة تؽضب وتنفجر فى خلبفات مع الآخرٌن بسبب عدم الصبر ،تؤمل معى كم مرة تخلٌت عن تحقٌق أهداؾ لك بسبب عدم الصبر ،لذلك نحتاج جمٌعا إلى تقوٌة عضلة الصبر فى أنفسنا للعمل والتحدى والتؽٌٌر والتعمٌر. من هنا راجع سٌر الأنبٌاء والعظماء والناجحٌن وستجد أن جمٌعهم ٌمتلكون صفة الصبر الإٌجابى على العمل والحٌاة وعلى رسالتهم والناس ،لقب عمر المختار بشٌخ الشهداء وأسد الصحراء وهو معلم القرآن الذى تحول إلى قابد ضدد الإحتلبل الإٌطالى بقوة وصبر وثبات لمدة عشرون عاما ،لقب توماس إديسون برجل الألفٌة بسبب ممارسة الصبر على تجاربة فى الكهرباء حتى واصل وأضاء العالم ،أتقن إسحاق نيوتن الصبر فى التعامل مع نظرٌاته حتى ؼٌر مجرى العالم الرٌاضى، فالصبر خلق وسلوك مكتسب وٌنشا من خلبل قدرة الفرد على التحمل والتكٌؾ فى ظل ظروؾ صعبة وقاسٌة ،من هنا نعى أن مقامات الدٌن كلها إرتبطت بفضٌلة الصبر ،لذلك الصابرٌن محبوبٌن من الله الصابرٌن ٌصلون إلى أهدافهم الصابرٌن ٌتحملون الأزمات والصعاب دون إنفجار أو تهور أو سخط. - 98 -
هنا الصبر السلبى :بمعنى السكون والخمول والكسل وترك العمل ،وهناك الصبر الإيجابى :بمعنى السعى المستمر مع القدرة على التحمل وعدم الإستعجال مع المدح وحسن الظن بالله ،وٌنصح علماء النفس بؤن الإنسان ٌستطٌع أن ٌساعد نفسه على تحمل الوقت والهموم والمصاعب وكل ما لا تطٌقه النفس البشرٌة وتضعؾ أمامه وهذا ٌعمل على تقوٌة الإنسان وجعله أكثر قدرة وعزٌمة وتحمل وتكٌؾ. وهنا نتذكر صاحب النموذج العظٌم فى الصبر ،وعدم الٌؤس من رحمة الله تعالى، تلك الفضٌلة التى تظهر ساعة المحن ،نبى الله أيوب ٌضرب به المثل فى الصبر عند تعرضه لبلبء شدٌد ،وأعطانا درسا عظٌما فى الصبر والأحتساب والرضا بقضاء الله تعالى ،حتى ٌصفه الله عزه وجل \" إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب\". يشير بيرسال إلى أربعة أنماط من الناس فى ممارسة الصبر: -1النمط الغضوب :فى هذا النمط تسٌطر أفكار ومشاعر الؽضب والسخط والعجلة والعداوة والحسد والحقد وهذا نمط سلبى. -2النمط اليبوس :فى هذا النمط تسٌطر أفكار ومشاعر الذنب والعجز والأنهزامٌة والدونٌة والٌؤس وهذا نمط سلبى إٌضا. -3النمط الودود :فى هذا النمط تسٌطر أفكار التسامح والرضا والثقة والتفاإل والمودة وهذا نمط إٌجابى. -4النمط الصبور :فى هذا النمط تسٌطر أفكار التحمل والصبر والشجاعة والعفة والحكمة وهذا نمط صبور على تحدٌات الحٌاة وإٌجابى ،من هنا تدرٌب النفس على التحكم وتحوٌل الأفكار والمشاعر من نمط الؽضوب إلى الصبور ومن نمط الٌبوس إلى الودود فى هذا التدرٌب تطعٌمات نفسٌة. - 99 -
وفى عام 1039ولد لويس برايل وكان طفلب ذا عٌنٌن جمٌلتٌنٌ ،حسده كل من رآه وكان شدٌد الذكاء ،بجانب أنه ٌساعد والده فى عمله الذى هو عبارة عن تصنٌع سرج الخٌل واللجام ،وذات مرة وهو ٌساعد والده أخذ إبرة كبٌرة ومطرقة وقطعة من الجلد وعندما كان ٌطرق على الإبرة أفلتت من ٌده وللؤسؾ جرحت عٌنه جرحا عمٌقا ،وأصٌب بإلتهاب العصب البصرى ،ثم فقد البصر بعٌنه الٌسرى وبعد فترة أصٌبت عٌنه الأخرى بالإلتهاب وفقده عٌنه الأخرى ،شعر بالحزن والألم والوحدة الشدٌد على فقدان البصر ،ثم أرسله والده لتعلم البٌانو وأصبح شؽوؾ بالعزؾ علٌه وماهرا فى ذلك بجانب إكتساب شهرة واسعة فى المعهد القومى للمكفوفٌن فى بارٌس ،ومن هنا لاحظ لوٌس أن طرٌقة التدرٌس فى المعهد هى بلمس حروؾ كبٌرة من المعدن كانت تقطع وتلصق على الورق ،وكان الأطفال ٌتعلمون بهذه الطرٌقة من خلبل التعرؾ على أشكال الأحرؾ باللمس ،وفى إعتقاد لوٌس هذه الطرٌقة ؼٌر عملٌة لأن طول الأحروؾ كان حوالى 3بوصات ،بدأ ٌفكر مع نفسه لابد أن هناك طرٌقة أفضل من ذلك ،وحٌن بلػ سن العشرٌن تم تعٌٌنه مدرسا فى المعهد وفى 1029نجح فى تكوٌن حروؾ الكتابة بإستخدام ست نقاط فقط وبدأ فى تجربتها وإستخدامها فى المعهد ،وفى عام 1039نشر طرٌقته حتى ٌطلع العالم على إكتشافه ،ولكنه واجه مقاومة كبٌرة من الجمٌع ،ولكن مع قوة الصبر ألؾ أول كتاب له ٌحتوى على قصابد الشاعر الإنجلٌزى الأعمى جون ميلتون ،حتى ٌتمكن من إستخدام إبرة كبٌرة متشابهة لتلك التى إصابته بالعمى ،وكلما حاول تقدٌم طرٌقة حدٌثة كان ٌواجه رفض ،وفى ٌوم من الأٌام كانت إحدى تلمٌذاته تقوم بالعزؾ فى أحد المسارح الكبٌرة فى بارٌس ،وهنا صفق لها الحاضرون بإعجاب شدٌد معبرٌن عن تقدٌرهم لهذه الأداء ،إقتربت التلمٌذة من الجمهور وقالت لست أنا الذى ٌستحق هذا التقدٌر ولكن معلمى الذى علمنى طرٌقة إكتشافه الخارقة وهو الآن ٌرقد مرٌض ،ومن هنا بدأت المجلبت والجراٌد حملة قومٌة إتجاه لويس برايل وتإٌد وتدعم طرٌقته العظٌمة ،ومن هنا إعترفت الحكومة الفرنسٌة بؤكتشافه ،وتوفى عام - 177 -
Search
Read the Text Version
- 1
- 2
- 3
- 4
- 5
- 6
- 7
- 8
- 9
- 10
- 11
- 12
- 13
- 14
- 15
- 16
- 17
- 18
- 19
- 20
- 21
- 22
- 23
- 24
- 25
- 26
- 27
- 28
- 29
- 30
- 31
- 32
- 33
- 34
- 35
- 36
- 37
- 38
- 39
- 40
- 41
- 42
- 43
- 44
- 45
- 46
- 47
- 48
- 49
- 50
- 51
- 52
- 53
- 54
- 55
- 56
- 57
- 58
- 59
- 60
- 61
- 62
- 63
- 64
- 65
- 66
- 67
- 68
- 69
- 70
- 71
- 72
- 73
- 74
- 75
- 76
- 77
- 78
- 79
- 80
- 81
- 82
- 83
- 84
- 85
- 86
- 87
- 88
- 89
- 90
- 91
- 92
- 93
- 94
- 95
- 96
- 97
- 98
- 99
- 100
- 101
- 102
- 103
- 104
- 105
- 106
- 107
- 108
- 109
- 110
- 111
- 112
- 113
- 114
- 115
- 116
- 117
- 118
- 119
- 120
- 121
- 122
- 123
- 124
- 125