إدارة الآداب والشؤون التربوية النسائية 1441هـ 1
﷽ الحمد لله ر ّ ِب العالمٌن حمداً كثٌراً طٌباً مباركاً فٌه كما ٌحب ربنا وٌرضى ،أت َّم سبحانه لنا الدٌن وجعل أمتنا أمة الإسلام خٌر أمة ،فله الحمد تبارك وتعالى أولاً وآخرا وله الشكر ظاهراً وباطناً على نعمه العظٌمة وم َننه التً لاتعد ولأتحصى ،ثم أ َّما بعدُ: إن اللٌالً والأٌام ،والشهور والأعوام ،تمضً سرٌعا ،وتنقضً سرٌعا ،هً محط الآجال؛ ،ومقادٌر الأعمال فاضل الله بٌنها فجعل منها :مواسم للخٌرات ،وأزمنة للطاعات ،تزداد فٌها الحسنات ،وتكفر فٌها السٌئات ،ومن تلك الأزمنة العظٌمة القدر الكثٌرة الأجر ٌوم عرفة. يوم عرفة : هو الٌوم التاسع من ذي الح ّجة ٌ ،وم أكمل الله فٌه الملة ،وأتم به النعمة ،قال عمر بن الخطاب –رضً الله عنه : -إن رجلا من الٌهود قال ٌ :ا أمٌر المإمنٌن آٌة فً كتابكم تقرإونها ،لو علٌنا معشر الٌهود نزلت لاتخذنا ذلك الٌوم عٌدا .قال :أي آٌة؟ قال ( :ا ْل ٌَ ْو َم أَ ْك َم ْل ُت لَ ُك ْم ِدٌنَ ُك ْم َوأَتْ َم ْم ُت َع َل ٌْ ُك ْم ِن ْع َمتًِ َو َر ِضٌ ُت لَ ُك ْم ا ْل ِإ ْس َلا َم ِدٌنًا) ،قال عمر – رضً الله عنه : -قد عرفنا ذلك الٌوم الذي نزلت فٌه على النبً صلى الله علٌه وسلم وهو قائم بعرفة ٌوم الجمعة . وهو من أفض ِل أٌا ِم اللهٌ ،قول فٌه\" :ما من ٌوم أكثر من أن ٌعتق عبٌداً من النار من ٌوم عرفة ،وإنّه لٌدنو وٌباهً بهم ملائكتَه\" ،وهو أحد الأٌام المعلومات التً أثنى الله علٌها فً كتابه قال الله -عز وجل- ِ ( :لٌَ ْش َهدُوا َمنَافِ َع لَ ُه ْم َوٌَ ْذ ُك ُروا ا ْس َم اّ َّل ِل فًِ أٌََّام َم ْعلُو َمات). يوم عرفة للحاج: أٌها المسلم ،إ َّن الوقو َف بهذا المشع ِر ركن أساس ًّ من أركان الحج ،النبً هلا ىلص ٌقول\" :الح ّج عرفة\"، ٌبتدئ هذا الوقوف من هذا الٌوم إلى طلوع الفجر من لٌلة جمعٌ ،قول\" :الح ّج عرفة ،من أتى جمعاً قبل أن ٌطل َع الفجر فقد أدرك\" .أٌّها المسلم ،بعد أدائك لصلاة الظهر والعصر جمعاً وقصراً ِقف بهذا المشع ِر العظٌم ،واجعَل غاٌةَ ه ّمك ذك َر الله ودعاءه والالتجاء إلٌه والتضرع بٌن ٌدٌه ،وأكثر من \"لا إله إلا الله وحده لا شرٌك له ،له الملك وله الحمد ،وهو على كل شًء قدٌر\" .تض ّرع بٌن ٌدي الله فً هذا الٌوم العظٌم ،فً عشٌة هذا الٌوم ٌنزل الله إلى سمائه الدنٌا فٌباهً بؤه ِل الأرض أه َل السماءٌ ،قول :انظروا إلى عبادي أتونً شعثاً غبرا ،وأش ِهدكم أنً قد غفر ُت لهم .فً هذا الٌوم العظٌم ،وق َف نبٌكم فً هذا المكان ،أتى إلى ُعرنة فخطب بها أولاً خطبةً عظٌمة وجٌزة ،ح َّرم بها الدما َء والأموال والأعراض ،وألغى مآثر الجاهلٌة ومعاملاتها المخالفة للشرع ،ثم صلَّى الظهر والعصر جمعاً وقصراً بؤذان وإقامتٌن ،ثم ( ذهب إلى عرفة ) ووقف على راحلته مستقب َل القبلة ٌدعو الله وٌرجوه وٌتو َّسل إلٌه حتى غربت الشمس. ِقف بعرفة إلى غروب الشمس ،ولا تنص ِرف منها إلا بعد الغروب ،اتباعاً لسنة نبٌك ،فإنّه وقف بها إلى غروب الشمس ،وقا َل\" :خال َف هدٌُنا هد َي المشركٌن\" ،وقال\" :وقف ُت ها هنا وعرفة كلّها موقف\" 2
يوم عرفة لغير لحااج: اتّفق الفقهاء جمٌعاً على استحباب صٌام ٌوم عرفة ( لغٌر الحاج ) ،ولم ٌقل أحد منهم ب ِخلاف ذلك، وصٌامه أفضل من صٌام غٌره من الأٌّام باستثناء صٌام فرٌضة رمضان ،ولصٌامه فضل عظٌم ٌترتّب علٌه؛ فهو ٌُو ِجب مغفرة الله -تعالى -للعبد ذنوب سنة قبله وسنة بعده ،قال رسول الله -صلى الله علٌه وسلمِ ( :-ص ٌَا ُم ٌَو ِم َع َر َف َة ،أَ ْحتَ ِس ُب علَى الل ِه أَ ْن ٌُ َك ِفّ َر ال َّس َن َة الَّتً َق ْبلَهَُ ،وال َّس َنةَ الَّتً َب ْعدَهُ) ،كما ٌُست َح ّب فً هذا الٌوم الإكثار من الأعمال الصالحة ،كالحرص على أداء النوافل ،والإكثار من ِذكر الله -تعالى،- ومن الصدقة فً سبٌل الله -تعالى ،-وقد بٌّن النب ًّ -صلّى الله علٌه وسلّم -فضل العمل الصالح فً هذه الأٌّام؛ فقال( :ما ِمن أٌَّام الع َم ُل ال َّصال ُح فٌه َّن أحب إلى اّ َّل ِل ِمن هذ ِه الأٌَّا ِم العَشر فقالواٌ :ا رسو َل اّ َّل ِل ولا ال ِجهادُ فً سبٌ ِل اّ َّل ِل؟ فقا َل رسو ُل اّ َّل ِل صلَّى اّ َّللُ علٌ ِه وسلَّ َم :ولا ال ِجهادُ فً سبٌ ِل اّ َّل ِل إلَّا رجل خر َج بنف ِس ِه وما ِل ِه فلم ٌر ِج ْع من ذ ِل َك بشًء). فضائل وخصائص يوم عرفة: ٌُ عَدّ من أٌّام شهر ذي الح ّجة الذي هو من الأشهر الحرم ،كما أ َّن شهر ذي الح ّجة من أشهر الح ّج، وٌوم عرفة من الأٌّام التً أثنى الله -تعالى -علٌها فً القرآن الكرٌم واصفاً إٌّاها بالأٌّام المعلومات؛ فقد قالِ ( :ل ٌَ ْش َهدُوا َم َنافِ َع َل ُه ْم َوٌَ ْذ ُك ُروا ا ْس َم اّ َّل ِل فًِ أٌََّام َم ْعلُو َمات). َ ٌُ عدّ من الأٌّام العَشر التً أقسم الله -تعالى -بها فً سورة الفجر؛ قال -تعالىَ ( :-ولٌََال َع ْشر)،وهذا دلٌل على شرفها وعظمها. ٌُ عَدّ من الأٌّام التً لها فضل ومٌّزة على باقً أٌام السنّة ،وفٌه أت ّم الله نعمته على الأ ّمة الإسلامٌّة، وأكمل لهم دٌنهم ،قال -تعالى( :-ا ْلٌَ ْو َم أَ ْك َم ْل ُت لَ ُك ْم ِدٌ َن ُك ْم َوأَتْ َم ْم ُت َعلَ ٌْ ُك ْم ِن ْع َمتًِ َو َر ِضٌ ُت َل ُك ْم ا ْل ِإ ْس َلا َم ِدٌنًا). ٌُ باهً فٌه الله -تعالى -ملائكته بال ُح ّجاج؛ قال الرسول -صلّى الله علٌه وسلّمَّ ( :-ن الل َه ٌُبا ِهً بِؤه ِل َع َر َفات أه َل ال َّسما ِء ،فٌقو ُل ل ُه ْم :ان ُظروا إلى ِعبا ِدي َجا ُءو ِنً ُش ْعثًا ُغ ْب ًرا). َ ٌُ عدّ ٌوماً للتكبٌر ،وهو ُركن ال َح ّج؛ قال -علٌه الصلاة والسلام( :-الحج عرفةَ). ٌُ عَدّ من أٌّام العٌد بالنسبة إلى ُح ّجاج البٌت الحرام؛ قال -علٌه الصلاة والسلامٌ( :-و ُم عرف َة وٌو ُم النَّح ِر وأٌَّا ُم التَّشرٌ ِق عٌدَنا أَه َل الإسلا ِم َ ،وه ًَ أٌَّا ُم أَكل وشرب). عظم الدعاء ٌوم عرفة قال النبً صلى الله علٌه وسلم( :خٌر الدعاء دعاء ٌوم عرفة ). 3
Search
Read the Text Version
- 1 - 4
Pages:
