بحث تطور الكهرباء
ـ نبذة عن الكهرباء : تُعرف الكهرباء على أنّها شكل من أشكال الطاقة الناتجة عن وجود جسيمات أولية تحمل شحنات كهربائية مختلفة؛ مثل الإلكترونات والبروتونات ،حيث تنشأ الكهرباء نتيجة تراكم الشحنات ،أو من خلال حركة الإلكترونات وتدفّقها في جسم موصل، وهو ما يُعرف عادة باسم التيار ،ويُعرف عادة أن الإلكترونات هي الجسيمات ذات الشحنة السالبة ،أما البروتونات فهي الجسيمات ذات الشحنة الموجبة. تنشأ الكهرباء من خلال تحفيز الإلكترونات المحيطة بالنواة للتحرر من مداراتها بعيداً عن الذ ّرة ،وتختلف ذرات المواد بقدرتها على التم ّسك بالإلكترونات المحيطة بها ،فإن كانت قدرة النواة على التمسك بالإلكترونات الخارجية ضعيفة فإن ذلك يزيد من سهولة تحرر الإلكترونات بعيداً عنها ،وهو يعني أ ّن المادة تعتبر موصلاً جيداً للكهرباء ،وذلك ينطبق على المواد المعدنية بشكل عام؛ كالنحاس ،والألمنيوم ،والذهب ،والفضة ،أ ّما المواد الأخرى فيصعب تحرير الإلكترونات من ذ ّراتها لأ ّن النواة فيها تُمسك بقوة على الإلكترونات فيها ،وبذلك تكون هذه المواد موصلات سيئة للكهرباء؛ كالخشب ،والزجاج. اكتُشفت الكهرباء في أواخر القرن التاسع عشر ،وأصبحت جزءاً أساسياً من الحياة ،لما لها من استخدامات متعددة في جميع نواحيها ،وتطبيقاتها ،وهي على الرغم من ذلك تعتبر مصدراً ثانوياً للطاقة؛ فهي لا تُستخرج من الأرض كالفحم مثلاً ،بل يتم الحصول عليها بواسطة المصادر الأولية للطاقة؛ مثل الفحم ،والغاز الطبيعي ،وضوء الشمس ،وطاقة الرياح ،وغيرها.
تاريخ الكهرباء ومراحل تطورها على مر السنين : تُشير بعض الكتابات القديمة إلى أ ّن الكهرباء قد ُعرفت لأول مرة من قبل الغربيين في القرن السادس قبل الميلاد من خلال ملاحظة أ ّن مادة العنبر تُشحن بالفرك ،وبقي استخدام الكهرباء على بساطته تلك حتى وصف العالم الإنجليزي وليام جيلبرت كهربة العديد من المواد في عام 1600م كما صاغ مصطلح (الكهرباء) من الكلمة اليونانية التي تعني العنبر ،وبذلك أصبح الأب الروحي لعلوم الكهرباء الحديثة. وفي العام 1660م اخترع أوتو فون جيريك آلة جديدة لإنتاج الكهرباء الساكنة باستخدام كرة كبريتية يتم تدويرها وفركها. ثم توالت الاكتشافات في الكهرباء بين العلماء ،فعُرفت القوى الكهربائية المتبادلة من تنافر وتجاذب خلال الفراغ ،كما تم التمييز بين الموصلات وغير الموصلات بواسطة العالم ستيفن جراي و ُصنّفت الكهرباء لموجبة وسالبة.
وفي عام 1745م تم اختراع قارورة ليدن من قبل بيتر فان موشنبروك، والتي تُخ ّزن الكهرباء الساكنة ليت ّم بعد ذلك تفريغها دفعة واحدة. وفي عام 1747م ت ّم تفريغ الكهرباء الساكنة منها خلال دائرة كهربائية، ليبدأ مفهوم التيار الكهربائي والدائرة الكهربائية الدخول بمجالات جديدة من التجارب والاكتشافات بعد ذلك؛ حيث وضع العالم كولوم العلاقة الرياضية التي تعبّر عن القوى المتبادلة بين الأجسام المشحونة، وكان ذلك بدايةً للحقبة الجديدة التي اهتمت بالدراسة الكمية للكهرباء .
فتح اختراع البطارية بعد ذلك مجالات جديدة لاستكشاف التيار الكهربائي؛ حيث لاحظ العالم جلفاني في عام 1786م تأثير التفريغ الكهربائي للكهرباء الساكنة على قدم ضفدع استُخدم لإجراء التجارب من خلال ملاحظة اهتزازها، مما دعا العلماء للاستمرار بالتجريب والبحث حتى بنى العالم أليساندرو فولتا العمود الفلطائي، الذي يُعتبر نوعاً أولياً من البطاريات ،كما أدى التيار المستمر الناتج عن البطاريات إلى فتح الطريق أمام اكتشاف قانون أوم والذي يربط التيار بالجهد الكهربائي ،والمقاومة الكهربائية، وقانون جول للتسخين الكهربائي ،حيث يعتبر قانون أوم وقانون كيرشوف الذي تم اكتشافه لاحقاً ا لأساس للحسابات المتعلقة بالدارات الكهربائية.
ـ بدأ عصر الكهرومغناطيسية عام 1819م باكتشاف المجال المغناطيسي المحيط بسلك معدن ّي يسري فيه تيار كهربائي ـ ثم وضع العالم أندري ماري أمبير العديد من القوانين المتعلقة بالكهرومغناطيسية في صيغ رياضية ـ ثم اخترع العالم فارادي النموذج المبدئي للمحرك الكهربائي ـ ثم تبعه اختراع المولد الكهربائي لتشغيل المحرك ـ ثم بعد عام واحد تم تصميم نموذج لمولد كهربائي يعمل يدوياً ـ ثم توالت التطورات في ذلك المجال حتى الوصول لبناء أول محطة طاقة كهربائية بعد خمسين عاماً من ذلك الوقت وظهرت الإنارة الكهربائية.
في عام 1873م فتح العالم كلارك ماسكويل مساراً جديداً للتطور في مجال الكهرومغناطيسية من خلال وضع معادلات تصف المجال المغناطيسي ،وتنبأ بوجود موجات كهرومغناطيسية تسير بسرعة الضوء. وأُ ّكد هذا التنبؤ تجريبياً فيما بعد من قبل العالم هاينريش هيرتز ،واستُخدمت هذه الأمواج لاختراع الراديو من قبل العالم ماكروني في عام 1895م. وتبعه اختراع الأنبوب الفراغي الذي استُخدم ككاشف لموجات الراديو من قبل العالم جون أمبروز فلمنج. وتوالت الاكتشافات ليبدأ مجال الإلكترونيات ،ثم أصبح الفهم النظري أكثر اكتمالاً للظواهر الكهربائية باكتشاف الإلكترون في نهايات القرن التاسع عشر من قبل العالم طومسون. وفي مطلع القرن العشرين وصل العالم رذرفورد لتكوين الذرة وتوزيع الشحنات فيها. وفي عام 1913م استطاع العالم روبرت مليكان قياس شحنة الإلكترون الواحد .
تع ّد الكهرباء حالياً الشكل المف ّضل للاستخدام مقارنة بأشكال الطاقة الأخرى ،وذلك نظراً لكفاءتها العالية ،وسهولة الوصول إليها والتعامل معها ،وقد كان الفحم قديماً هو المصدر الرئيسي لتوليد الطاقة الكهربائية لأعوام عديدة ،ولكن التطور المستمر واكتشاف مصادر جديدة للطاقة جعل الطاقة الكهرومائية ،والغاز الطبيعي ،والطاقة النووية ،من المصادر التي تُستخدم أيضاً لتوليدها بشكل كبير، وقد أدى ازدياد استخدام الكهرباء في شتى مجالات الحياة ،إلى زيادة استهلاك هذه المصادر لتوليدها. استُخدمت الكهرباء وما زالت تُستخدم في العديد من الأجهزة ،وقد أضاءت الكهرباء مناطق مختلفة من العالم ،وأصبحت ضرورة قصوى لتق ّدم المجتمعات وازدهار اقتصادها؛ فوجود الكهرباء س ّهل سبل الحياة وجعلها أكثر أمناً وسلامة ،حيث يمكن من خلالها مثلاً الحفاظ على المنازل باردة ،أو دافئة خلال الصيف أو الشتاء ،كما يمكن من خلالها الحفاظ على الطعام وحفظه من الفساد ،والحصول على مياه نقية وآمنة للشرب.
لم يكن اكتشاف الكهرباء منجزًا لشخص واحد فقط ..بل كانت هناك العديد من العقول العظيمة التي ساهمت في أن نستمتع اليوم بكل ما توفره لنا الكهرباء من رفاهية .
مشروع مادة فيزياء 3 عمل الطالبات : مريم فايز فاطمة أحمد أثير علي سمها علي عائشة هاشم سارة أحمد
Search
Read the Text Version
- 1 - 10
Pages: