اﻟﺳﯾد ﻣﺣﻣد اﻟﺻدر ﺑﺣث اﺳﺗدﻻﻟﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺑﻠﺔ -ﻣوﺳوﻋﺔ ﻣﺎ وراء اﻟﻔﻘﮫ ﯾﻌﺗﺑر وﺟوب اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة ﻣﻊ اﻹﻣﻛﺎن ،ﻣن ﺿرورﯾﺎت اﻟدﯾن ،ﺣﺗﻰ ﺳﻣﻲ اﻟﻣﺳﻠﻣون :أھل اﻟﻘﺑﻠﺔ .وﻛﺎﻧت اﻟﻘﺑﻠﺔ إﺣدى اﻷﻣور اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وھﻲ اﻹﯾﻣﺎن ﺑﺎﻟﻠہ ورﺳوﻟﮫ وﺑﺎﻟﻘرآن واﻟﺻﻼة واﻟزﻛﺎة واﻟﺣﺞ واﻟﺻوم واﻟﻘﺑﻠﺔ ...وﻧﺣوھﺎ. ﻓﻣﺎ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ. ﻟﯾﺳت اﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﺑل ھﻲ :ﺟﮭﺔ اﻟﻛﻌﺑﺔ ،ﻣﺄﺧوذاً ﻣن اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ،ﯾﻘﺎل ،وﻗف ﻗﺑﺎﻟﺗﮫ وﻗﺑﻠﺗﮫ ،ﯾﻌﻧﻲ أﻣﺎﻣﮫ وﺑﺎﺗﺟﺎھﮫ .ﻓﺎﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﻣن ھذه اﻟزاوﯾﺔ ﻓﻘط ،وھو اﻻﺗﺟﺎه إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة وﺑﻌض اﻷﻣور اﻷﺧرى. ﻋﻠﻰ أﻧﮭم ﺗوﺳﻌوا ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ،ﻓﻘﺎﻟوا :إﻧﮭﺎ اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻟﻣن ﻛﺎن داﺧل اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام ،واﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام ﻟﻣن ﻛﺎن داﺧل ﻣﻛﺔ أو داﺧل اﻟﺣرم اﻟﻣﻛﻲ ،واﻟﺣرم اﻟﻣﻛﻲ ﻟﻣن ﻛﺎن ﺧﺎرﺟﮫ ،وھو ﻛل اﻷرض. وﻗﺎﻟوا :إن اﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ ﺟﮭﺔ اﻟﻛﻌﺑﺔ وإن ﻟم ﯾﺳﺗﻘﺑﻠﮭﺎ اﻟﻣﺻﻠﻲ ﺗﻣﺎﻣﺎً ...وھذا ﺻﺣﯾﺢ ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ. وﻣﻊ ھذه اﻟﺗوﺳﻌﺎت ،ﯾﺑﺗﻌد ﻣﻌﻧﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻋن اﻟﻛﻌﺑﺔ أﻛﺛر ،وإن ﻛﺎﻧت ھﻲ أﺧص ﻣﺻﺎدﯾﻘﮫ. وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ﻓﺎﻻﺣﺗﻣﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ: اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻷول :إن اﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ .وھذا ﺿروري ﻓﻲ اﻟدﯾن ،ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ اﺳﺗدﻻل ،وإن ﻛﺎﻧت اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﻧﺎطﻘﺔ ﺑﮫ .وأﻣﺎ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻛرﯾم ﻓﮭو ﻏﯾر واﺿﺢ ﺑﮫ .وﻟﻛن ﯾﻣﻛن أن ﯾﺳﺗﺷﻌر ﻣن ﺑﻌض آﯾﺎﺗﮫ .ﻛﻘول ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﺟﻌل ﷲ اﻟﺑﯾت اﻟﺣرام ﻗﯾﺎﻣﺎً ﻟﻠﻧﺎس( )ﺳورة اﻟﻣﺎﺋدة .(97 /ﻋﻠﻰ أن ﻧﻔﮭم ﻣن اﻟﻘﯾﺎم :اﻟﻘﯾﺎم ﻟﻠﺻﻼة أو ﻣﺎ ﯾﻌﻣﮫ وﻧﻔﮭم ﻣن اﻟﺑﯾت اﻟﺣرام اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻛﻣﺎ ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ .ﻛﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :وﻣﺎ ﻛﺎن ﺻﻼﺗﮭم ﻋﻧد اﻟﺑﯾت إﻻ ﻣﻛﺎء وﺗﺻدﯾﺔ( )ﺳورة اﻷﻧﻔﺎل .(35 /ﻋﻠﻰ أن ﻧﻔﮭم ﻋﻠﻰ أن ھؤﻻء اﻟﻣﻧﺎﻓﻘﯾن اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮭم ﻓﻲ اﻵﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﯾﺗﺑﻌون اﻟﺳﯾرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻌﺗﺎدة ﺑﺎﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺑﯾت وھو اﻟﻛﻌﺑﺔ ،ﻓﻲ اﻟﺻﻼة. اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام. وﺑﮫ ﻧطق اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻛرﯾم .ﻗﺎل ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓول وﺟﮭك ﺷطر اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام( )ﺳورة اﻟﺑﻘرة .(144 /وﯾﻘول ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ) :وﻣن ﺣﯾث ﺧرﺟت ﻓولّ ﺷطر اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام(
)ﺳورة اﻟﺑﻘرة).150-149 / وﺑﮫ ﻧطﻘت ﺑﻌض اﻟﺳﻧﺔ ﻛرواﯾﺔ ﺑﺷر ﺑن ﺟﻌﻔر اﻟﺟﻌﻔﻲ ،ﻋن ﺟﻌﻔر ﺑن ﻣﺣﻣد ـ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻗﺎل :ﺳﻣﻌﺗﮫ ﯾﻘول :اﻟﺑﯾت ﻗﺑﻠﺔ ﻷھل اﻟﻣﺳﺟد واﻟﻣﺳﺟد ﻗﺑﻠﺔ ﻷھل اﻟﺣرم واﻟﺣرم ﻗﺑﻠﺔ ﻟﻠﻧﺎس ﺟﻣﯾﻌﺎً)).1 وﻣﺛﻠﮭﺎ ﺑﻌض اﻷﺧﺑﺎر اﻷﺧرى ،وﻛﻠﮭﺎ ﻏﯾر ﻧﻘﯾﺔ ﺳﻧداً ،ﻋﻠﻰ أﻧﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻔﮭم ﻣن اﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام ﻓﻲ اﻵﯾﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ،اﻟﻛﻌﺑﺔ .وﻟﻛﻧﮫ ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن ُﺑﻌد. ﻓﻘد ﯾﻘﺎل :إن اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻗﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﺿرورة واﻟﻣﺳﺟد اﻟﺣرام ﻗﺑﻠﺔ ﺑﻧص اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم. وأﻣﺎ اﻟﺣرم ﻓﺎﻟدﻟﯾل ﻛوﻧﮫ ﻗﺑﻠﺔ ﺿﻌﯾف. اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟﺛﺎﻟث :أن اﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﺑﮭﺎ اﻟﻛﻌﺑﺔ. روى ﻣﺣﻣد ﺑن اﻟﺣﺳﯾن ﺑﺳﻧده ﻋن زرارة ﻋن أﺑﻲ ﺟﻌﻔر ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ أﻧﮫ ﻗﺎل: ﻻ ﺻﻼة إﻻﱠ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ .ﻗﺎل :ﻗﻠت :وأﯾن ﺣد اﻟﻘﺑﻠﺔ .ﻗﺎل :ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﻗﺑﻠﺔ ﻛﻠﮫ)).2 وﺣﺳﻧﺔ أﺑﻲ ھﺎﺷم اﻟﺟﻌﻔري ،ﻗﺎل :ﺳﺄﻟت اﻟرﺿﺎ ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻋن اﻟﻣﺻﻠوب )إﻟﻰ أن ﻗﺎل( :وإن ﻛﺎن ﻗﻔﺎه إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻘم ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻛﺑﮫ اﻷﯾﺳر .ﻓﺈن ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﻗﺑﻠﺔ. وإن ﻛﺎن ﻣﻧﻛﺑﮫ اﻷﯾﻣن إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻘم ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻛﺑﮫ اﻷﯾﻣن)).3 إﻻﱠ أن ﻓﻲ ھذه اﻷﺧﯾرة ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎش ،ﻷﻧﮫ ﯾﻘول) :وإن ﻛﺎن ﻗﻔﺎه إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ( )وإن ﻛﺎن ﻣﻧﻛﺑﮫ اﻷﯾﻣن إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ( إذن ﻓﮭو ﯾﺳﻠّم ﺑﺎﻟﻘﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﯾراھﺎ اﻟﻣﺗﺷرﻋﺔ ،ﻓﯾﺑﻘﻰ ﻗوﻟﮫ )ﻓﺈن ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﻗﺑﻠﺔ( ﻣﺣﻣوﻻً ﺣﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﺿرورة. وأﻣﺎ اﻟرواﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﻓﻼ ﯾﺑﻌد أن ﺗﻛون ﺗﺎﻣﺔ ﺳﻧداً ودﻻﻟﺔ .وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺗﮭﺎ إﻟﻰ اﻷدﻟﺔ اﻷﺧرى. اﻻﺣﺗﻣﺎل اﻟراﺑﻊ :إن ﻛل اﻟﺟﮭﺎت ﻗِﺑﻠﺔ .آﺧذاً ﺑﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺄﯾﻧﻣﺎ ﺗوﻟوا ﻓﺛم وﺟﮫ ﷲ( .وھذا ﺻﺣﯾﺢ. أﻻﱠ أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣؤﻛد ﻓﻘﮭ ّﯾﺎً ،إﻧﮫ ﻟﯾس ﻣﻊ اﻟﻌﻠم واﻻﺧﺗﯾﺎر .وإﻧﻣﺎ ھﻲ ﻗﺑﻠﺔ اﻟﻣﺗﺣﯾر اﻟذي ﻻ ﺳﺑﯾل ﻟﮫ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺑﻠﺔ .ودﻟّت ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻌض اﻷﺧﺑﺎر اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ. ﻣﻧﮭﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ زرارة وﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺳﻠم ﻋن أﺑﻲ ﺟﻌﻔر ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ أﻧﮫ ﻗﺎل: ﯾﺟزي اﻟﻣﺗﺣﯾر أﺑداً أﯾﻧﻣﺎ ﺗو ّﺟﮫ .إذا ﻟم ﯾﻌﻠم أﯾن وﺟﮫ اﻟﻘﺑﻠﺔ)).4 وﻗوﻟﮫ )أﯾﻧﻣﺎ( ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻔﺎﻋل ﻟﯾﺟزي .وﻛل اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺟواب اﻟﺷرط ﻣﺗﻘدم ﻟﻘوﻟﮫ إذ ﻟم ﯾﻌﻠم. وﺻﺣﯾﺣﺔ زرارة ﻗﺎل :ﺳﺄﻟت أﺑﺎ ﺟﻌﻔر ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻋن ﻗﺑﻠﺔ اﻟﻣﺗﺣﯾر ،ﻗﺎل: ﯾﺻﻠﻲ ﺣﯾث ﯾﺷﺎء)).5
وﺗﻣﺣﯾص اﻟﻣﮭم ﻣن ھذه اﻻﺣﺗﻣﺎﻻت ﯾﺗم ﺧﻼل اﻟﻌﻧﺎوﯾن اﻵﺗﯾﺔ: اﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﺣ ّﯾز: ﻓﺎﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ ﺣ ّﯾز اﻟﻛﻌﺑﺔ ،وﻟﯾس ﺑﻧﺎؤھﺎ اﻟﻘﺎﺋم ،ﻓﻠو اﻧﮭدم اﻟﺑﻧﺎء ،ﻻ ﺳﻣﺢ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻟم ﺗﻧﻌدم اﻟﻘﺑﻠﺔ .وھذا واﺿﺢ ﺑﺿرورة اﻟﻔﻘﮫ. ارﺗﻔﺎع اﻟﻘﺑﻠﺔ: ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ طول وﻋرض وﻋﻣق .أﻣﺎ طوﻟﮭﺎ وﻋرﺿﮭﺎ اﻟﻣوازﯾﯾن ﻟﻸرض ،ﻓﻼ ﯾﺟوز اﻟزﯾﺎدة ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻣن ﻛل ﺟﮭﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﻼة ﻗرﯾﺑﺎً ﻣن اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎً. وأﻣﺎ ﻋﻣﻘﮭﺎ أو ارﺗﻔﺎﻋﮭﺎ ،ﻓﻼ ﺣ ّد ﻟﮫ .وﻣن ھﻧﺎ ﻧﻘﻠوا اﻹﺟﻣﺎع واﻟﺗﺳﺎﻟم ﻋﻠﻰ أن اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻗﺑﻠﺔ ﻣن ﺗﺧوم اﻷرض إﻟﻰ ﻋﻧﺎن اﻟﺳﻣﺎء. وﻻ ﺑ ّد أن ﯾﻘﺻد ﻣن ﺗﺧوم اﻷرض :اﻟطﺑﻘﺔ اﻷرﺿﯾﺔ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺳﻛﻧﻰ ﻣن وﺟﮫ اﻷرض ...إﻟﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ ھذه اﻟطﺑﻘﺔ .أﻣﺎ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺣﺎرة اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،ﻓﻼ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﺳﻛﻧﺎھﺎ، وﻣن ﺛم ﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﺟﻌل اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﯾﮭﺎ .وﻟﻛن ﻻ ﯾﺑﻌد ﺻﺣﺔ اﻟﺻﻼة ھﻧﺎك ﻣﻊ إﻣﻛﺎن اﻟﻧزول إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺟﮭﺎز ﻣﺛﻼً .وﻋﻧدﺋذ ﺗﻛون اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻗد وﺻﻠت إﻟﻰ ھﻧﺎك. وﻻ ﺑ ّد أن ﯾﻘﺻد ﻋﻧﺎن اﻟﺳﻣﺎء ﻣﻘدار اﻟﺟو اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﺣول اﻷرض .ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺻﻌد إﻟﯾﮫ اﻟﺑﯾوت واﻟطﺎﺋرات أﯾﺿﺎً ،وﻛذﻟك اﻟﺻﻼة ﻓوق اﻟﺟﺑﺎل اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ أو ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطﯾد أو ﻏﯾرھﺎ. وأﻣﺎ إذا ﺧرﺟﻧﺎ ﻣن اﻟﺟو ،ﻛﺎﻟﺻﻼة ﻓﻲ اﻟﻘﻣر اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ اﻟداﺋر ﺣول اﻷرض ،ﻓﻣن اﻟﺻﻌب أن ﻧﻘول ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟﻛﻌﺑﺔ إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺣد ،ﻷن اﻟﻌرف ﻻ ﯾﮭﺿﻣﮫ وﻻ ﯾﻔﮭﻣﮫ. ﺑل ﻻﺑ ّد ﻟﮫ ﻣن اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ ﺑﻧﺎء اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻣﻊ اﻹﻣﻛﺎن. واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ھذا اﻟذي ﻗﻠﻧﺎه ،ھو اﻹﺟﻣﺎع واﻟﺗﺳﺎﻟم ﺑﯾن اﻟﻔﻘﮭﺎء واﻟﻣﺗﺷرﻋﺔ أﯾﺿﺎً وﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﯾرة اﻟﻘطﻌﯾﺔ ﻣن زﻣﺎن اﻷﺋﻣﺔ ﺑدون ﻧﻛﯾر. وأﻣﺎ إذا ﺗﺟﺎوزﻧﺎ ذﻟك ،ﻟم ﻧﺟد ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﻌﻔﻧﺎ ﻓﻘد وردت رواﯾﺗﺎن ﺿﻌﯾﻔﺗﺎن ﺧﺎﺻﺗﺎن ﺑﺟﺎﻧب اﻻرﺗﻔﺎع دون اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻻﻧﺧﻔﺎض )أﻋﻧﻲ ﺗﺧوم اﻷرض( ...اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل ﻛﻼ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن ﺑﻼ دﻟﯾل. إﺣداھﻣﺎ ﻣﺎ ﻋن ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺳﻧﺎن ﻋن أﺑﻲ ﻋﺑد ﷲ ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻗﺎل :ﺳﺄﻟﮫ رﺟل ﻗﺎل :ﺻﻠﯾت ﻓوق أﺑﻲ ﻗﺑﯾس اﻟﻌﺻر ﻓﮭل ﯾﺟزي ذﻟك واﻟﻛﻌﺑﺔ ﺗﺣﺗﻲ .ﻗﺎل :ﻧﻌم إﻧﮭﺎ ﻗﺑﻠﺔ ﻣن ﻣوﺿﻌﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء)).6 ﻧﻌم ،ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر اﻟﺟﮭﺔ دون ﺷﺧص اﻟﻛﻌﺑﺔ ،وﺳﻧذﻛر ﻣﺧﺗﺻراً ﻟﮭﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﻌد ...ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر أﻧﮫ ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗو ّﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ ﻋرﺿﺎً ﻛذﻟك ﯾﻣﻛن اﻟﺗو ّﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ طوﻻً ،إﻻﱠ أن ھذا ﻻ ﯾﺧﻠو ﻣن ﻧﻘﺎش. وأﻣﺎ ﺳﯾدﻧﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ﻓﮭو ﯾرى أن اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﯾﺗم ﺑﺧط ﻣﺎﺋل وأوﺿﺢ ﻣﺎ ﯾرد ﻋﻠﯾﮫ ﻣن
اﻹﺷﻛﺎﻻت ﺑﻌد ﻛوﻧﮫ ﺧﻼف اﻹﺟﻣﺎع واﻟﺳﯾرة :إن اﻟﺧط اﻟﻣﺎﺋل ﻗد ﻻ ُﯾﺳﻌف ﻓﻲ ﺻدق اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﻛﺎن ﻗرﯾﺑﺎً ﻣن اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎً وﻋﺎﻟﯾﺎً ﺟداً ،ﺑﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﺧط اﻟﻣﺎﺋل اﻟوھﻣﻲ ﺷدﯾد اﻻﻧﺣدار .ﻓﻌﻧدﺋذ ﻻ ﺗﻛون اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ ﺻﺎدﻗﺔ ﻗطﻌﺎً .ﺣﺗﻰ ﻟو ﻗﻠﻧﺎ ﺑﺻدق اﻟﺗو ّﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻻرﺗﻔﺎع ﻣﻊ اﻟﻌﻠم ﺑﺻﺣﺔ اﻟﺻﻼة ﻗطﻌﺎً. وأﻣﺎ ﻟو اﻋﺗﺑرﻧﺎ ارﺗﻔﺎع اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ،ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻣﺗﺣﻘﻘﺔ ،ﯾﻌﻧﻲ ﻟﻠﺟزء اﻟﻣﻌﻧوي اﻟﻣرﺗﻔﻊ ﻣن اﻟﻛﻌﺑﺔ. اﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﺟﮭﺔ:وھذا اﻟﺣﻛم ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ ،أﻋﻧﻲ ﻋدم وﺟوب ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺷﺧص اﻟﻘﺑﻠﺔ، ﺑل ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻓﯾﮭﺎ ...ھذا اﻟﺣﻛم ﯾﻛﺎد أن ﯾﻛون ﻣن اﻟﻘطﻌﯾﺎت ﻓﻘﮭﯾﺎً وﻣﺗﺷرﻋﯾﺎً ،وإن ﺧﺎﻟف ﻓﯾﮫ ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮭﺎء وﻟو ﻣن ﺑﺎب اﻻﺣﺗﯾﺎط. وﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗدﻻل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺑوﺟوه: اﻟوﺟﮫ اﻷول :اﻟﺳﯾرة اﻟﻘطﻌﯾﺔ اﻟﺧﺎﻟﯾﺔ ﻋن اﻟﻧﻛﯾر ،ﺑل ﻣﺎ ﯾﺳﻧدھﺎ ﻣوﺟود ،ﻛﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟوﺟوه اﻵﺗﯾﺔ ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟوﺟﮫ اﻷﺧﯾر ﻣﻧﮭﺎ. وﺗﺗﻠﺧص اﻟﺳﯾرة ﺑﻌدم اﻟﺗدﻗﯾق ﺑﺎﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺣت ﺣﻛم اﻹﺳﻼم ﻓﻲ ﻋﺻر اﻷﺋﻣﺔ اﻟﻣﻌﺻوﻣﯾن ـ ﻋﻠﯾﮭم اﻟ ﱠﺳﻼم ـ. وﻟم ﻧﺟد ﻣﻧﮭم ـ ﻋﻠﯾﮭم اﻟ ﱠﺳﻼم ـ أﻣراً ﺑﺎﻟﺗدﻗﯾق ،ﻛﻣﺎ ﻟم ﻧﺟد أﻣراً ﺑﺎﻟﻧﮭﻲ ﻋن اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ،وﻻ ﻓﻲ دﻟﯾل ﺿﻌﯾف واﺣد .ﺑل وﺟدﻧﺎ أدﻟﺔ ﺗدﻋم اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﻛﻣﺎ ﺳوف ﯾﺄﺗﻲ ﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻟﺧﺎﻣس ﻣن ﺟﻌل اﻟﺷﻣس ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﺟب اﻷﯾﻣن واﻟﺟدي ﺑﯾن اﻟﻣﻧﻛﺑﯾن وﻏﯾرھﺎ. وﻗد ﻛﺎن اﻷﺋﻣﺔ ـ ﻋﻠﯾﮭم اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﯾﻧﺎﻗﺷون أﺻﺣﺎﺑﮭم ﻓﻲ ﺷﻛل ﺻﻼﺗﮭم ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳرﻋﺔ وﻗﻠﺔ اﻟﺧﺷوع وﻧﺣوھﺎ .وﯾوﺟﮭوﻧﮭم ﻧﺣو ﺻﻼة ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ .وﻟﻛﻧﮭم ﻟم ﯾﻧﺎﻗﺷوا وﻻ ﻣرة واﺣدة ﻋن ﺷﻛل اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ .إذ ﻟو ﻛﺎﻧوا ﻗد ﻧﺎﻗﺷوا ﻟوردﻧﺎ ﻣن ذﻟك ،وﻟو ﺧﺑر ﺿﻌﯾف ﻟم ﯾرد. اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﻔﮭم اﻟﻌرﻓﻲ اﻟواﺿﺢ ﻓﻲ ﺻدق اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺷﻲء ﻣن ُﺑﻌد ،وإن ﻟم ﯾﺣﺻل اﻟﺗو ّﺟﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻧﺣوه ،ﻓﻠو أﺧرﺟﻧﺎ ﺧطﺄ ﻣﺳﺗﻘﯾﻣﺎً ﻣن اﻟﻔرد إﻟﻰ اﻟﺷﻲء اﻵﺧر ﻟم ﯾﻠﺗﺻق ﺑﮫ ،وﻟﻛﻧﮫ ﯾﺻدق ﻋرﻓﺎً اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﯾﮫ. ﻓﺎﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘطب اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ ﻋرﻓﺎً ﻟﯾس إﻻﱠ اﻟو ّﺟﮫ إﻟﻰ ﺟﮭﺔ اﻟﺷﻣﺎل ،واﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ ﻗﺑرص ﻣن اﻟﻌراق ﻟﯾس إﻻﱠ اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻐرب وھﻛذا. وھذا ﯾﻌﻧﻲ ،إن اﻟﺗو ّﺟﮫ ﺻﺎدق ﺣﺗﻰ ﻟو ﻛﺎن اﻟﺧط اﻟﻣرھوم اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﮫ ﺑﻌﯾداً ﻋن اﻟﺷﻲء اﻵﺧر.
ﻧﻌم ،ﻟﻠﻌرف أن ﯾدﻗق أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ،ﻓﯾﺧﺗﺎر ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﺷﻣﺎل وﺳطﮭﺎ اﻟﺗﻘرﯾﺑﻲ، ﻓﯾﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﻣﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘطب ﺑدﻗﺔ .ﻓﮭذه اﻟدﻗﺔ ھﻲ أﻗﺻﻰ ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻌﮫ اﻟﻌرف وھو أﻣر ﻓﻲ أي ﺗو ّﺟﮫ ﺑﻌﯾد. وﻛﻠﻣﺎ ﻗ ّﻠت اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﻗلّ اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ اﻟﻌرﻓﻲ. اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻟث :إن اﺗﺳﺎع اﻟداﺋرة اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ذﻟك. ﻓﻠو ﺟﻌﻠﻧﺎ اﻟﺷﻲء ـ ﻛﺎﻟﻛﻌﺑﺔ ـ ﻓﻲ ﻣرﻛز داﺋرة ﻛﺑﯾرة ،ﺗﺷﻣل اﻷرض ﻛﻠﮭﺎ ،ﻛﺎن اﻟوﺟﮫ إﻟﻰ ﻣرﻛزھﺎ أوﺳﻊ ﻛﻠﻣﺎ اﺑﺗﻌدﻧﺎ ،ﯾﻛﻔﻲ أن ﻧﻔﮭم ھﻧدﺳﯾﺎً ﺑوﺿوح أن اﻟدرﺟﺔ اﻟﮭﻧدﺳﯾﺔ ﺗﺗﺳﻊ ﺑﺳﻌﺔ ﻣﺣﯾط اﻟداﺋرة ،أو ﺑطول ﻗطرھﺎ ـ وھﻣﺎ ﺗﻌﺑﯾران ﻋن ﺷﻲء ﻣﺗﺷﺎﺑﮫ ﺑﮭذا اﻟﺻدد ـ. ﻓﻠو ﻛﺎن ﻗطر اﻟداﺋرة ﻣﺗراً ﻛﺎﻧت اﻟدرﺟﺔ ﺳﻧﺗﻣﺗراً ﻣﺛﻼً .وأﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﻗطرھﺎ ﻛﯾﻠو ﻣﺗراً ﻟﻛﺎﻧت اﻟدرﺟﺔ ﻣﺗراً ﻛﺎﻣﻼً .ﻓﻛﯾف ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟداﺋرة أوﺳﻊ ﻣن ذﻟك ﺑﻛﺛﯾر. ﻓﻠو ﻛﺎن ﻣﺻﻠﯾﯾن ﻣﺗﺑﺎﻋدﯾن ﻣﺋﺔ ﻛﯾﻠو ﻣﺗر ﻣﺛﻼً ،ﻟﺷﻛل ﺗوﺟﮭﮭﻣﺎ ﻧﺣو اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻣﺛﻠﺛﺎً ﺣﺎد اﻟزاوﯾﺔ ،ﻟو ﻛﺎن ﺗوﺟﮭﮭﻣﺎ دﻗﯾﻘﺎً ﻧﺳﺑﯾﺎً. وﻗد ﯾﺳﺗﺷﻛل :أن ھذا اﻻﺳﺗدﻻل ﯾﻧﺗﺞ ﺿد اﻟﻣطﻠوب ،ﻷﻧﮫ ﯾﻧﺗﺞ وﺟوب اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل إﻟﻰ ﻣرﻛز اﻟداﺋرة ،وﻟﯾس اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ. وﺟواب ذﻟك :أن ھذا اﻹﺷﻛﺎل ﺑﺎﻟدﻗﺔ وإن ﻛﺎن ﺻﺣﯾﺣﺎً إﻻﱠ أﻧﻧﺎ ﯾﻣﻛن أن ﻧﻔﮭم ﻣن اﻷدﻟﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ أن اﻟﻣرﻛز واﺳﻊ إﻟﻰ ﺣد اﻟﻛﻔﺎﯾﺔ .وﻟﯾس اﻟﻣرﻛز ﻛﻧﻘطﺔ ھﻧدﺳﯾﺔ ﺻﻐﯾرة .وﻣﻊ اﺗﺳﺎع اﻟﻣرﻛز ﯾﺗﺳﻊ اﻟﺗو ّﺟﮫ ﺑطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﺎل. ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺎل أﯾﺿﺎً :إن اﺗﺳﺎع اﻟدرﺟﺔ ﺑﺎﻟﺑﻌد ﯾﻌطﻲ ﻓﻛرة ﻋن اﺗﺳﺎع ﺟﮭﺔ اﻟﺗو ّﺟﮫ ﺑﺎﻟﻔﮭم اﻟﻌرﻓﻲ. ﻏﯾر أن ھذا اﻟﺟواب ﯾرﺟﻊ ﺑﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ﺿم اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﻛرة اﻷﺳﺑق ﻣﻧﮫ ،ﺗرﺟﻊ ﺑﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﺣﺎﺟﺔ اﻟوﺟﮫ اﻟﺧﺎﻣس اﻵﺗﻲ .ﻓﻼ ﯾﻛون وﺟﮭﺎً ﻣﺳﺗﻘﻼً. اﻟوﺟﮫ اﻟراﺑﻊ :اﻟرواﯾﺎت اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﻛﻠﮫ ﻗﺑﻠﺔ ،وﻗد ﺳﻣﻌﻧﺎ ﻧﻣوذﺟﺎً ﻣﻧﮫ .إﻻﱠ أﻧﮫ ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﻣﯾﺗﮭﺎ ﺳﻧداً ودﻻﻟﺔ وھو ﻏﯾر ﺑﻌﯾد. وھﻲ ﺗﻌﯾن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ وﺟﮫ واﺳﻊ ﺟداً ،ﻗﻠﻣﺎ ﯾﻔﺗﻲ ﺑﮫ اﻟﻔﻘﮭﺎء ،ﻓﺗﻛون اﻟﻣﻘﺎدﯾر اﻟﻛﺑﯾرة ﻣن اﻻﻧﺣراف ﻋن اﻟﻘﺑﻠﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾﻛون ﻣﺣﻼً ﻷﻏراض اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻋن ھذا اﻟدﻟﯾل، ﻓﻼ ﯾﻛون ﺣﺟﺔ ،ﺑﮭذا اﻟﻣﻘدار. وﻟو ﺗﻣت أﻣﻛن اﻟﻔﮭم اﻟﻣوﺳﻊ ﻣﻧﮭﺎ .ﻓﻣن ﻛﺎﻧت ﻗﺑﻠﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﺟﻧوب اﻟﺗﻘرﯾﺑﻲ ﻛﻔﻰ ﺗو ّﺟﮭﮫ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب .وﻣن ﻛﺎﻧت ﻗﺑﻠﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﺷرق ﻛﻔﻰ ﺗوﺟﮭﮫ إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل واﻟﺟﻧوب وھﻛذا.
اﻟوﺟﮫ اﻟﺧﺎﻣس :اﻟﺗﻣﺳك ﺑﺎﻷدﻟﺔ اﻵﺗﯾﺔ اﻟﻣروﯾﺔ ﻋن اﻟﻣﻌﺻوﻣﯾن ﺳﻼم ﷲ ﻋﻠﯾﮭم، ﻓﻲ ﺗﻌﯾﯾن ﺳﻣت اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻟﻠﺟﺎھل ﺑﮭﺎ ﻛﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺟدي أو ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻣس أو ﻧﺣو ذﻟك .ﻣﻣﺎ ﯾﻌطﻲ دﻻﻟﺔ واﺿﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﺑﺎﻟﻣﻘدار اﻟﻌرﻓﻲ ﻓﻲ اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ. ﻏﯾر أن ﺑﻌض أﺳﺎﻧﯾد ﺗﻠك اﻷدﻟﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻛﻣﺎ ﺳﯾﺄﺗﻲ. وﺑﻌد أن ﻋرﻓﻧﺎ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﻣن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ ﻻ إﻟﻰ ﺷﺧص اﻟﻛﻌﺑﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب ﻛﻠﮫ ﻗﺑﻠﺔ ،ﻓﻣﺎذا ﯾﺑﻘﻰ ﻓﻲ اﻟﯾد ﻣن ذﻟك .أو ﻗلّ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻧﺗﯾﺟﺔ ھذه اﻷدﻟﺔ اﻟﺧﻣﺳﺔ. وﯾﻧﺑﻐﻲ اﻻﻟﺗﻔﺎت أوﻻً أﻧﻧﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﺣﺳب ﺣﺳﺎب اﻻﺗﺟﺎه اﻟدﻗﯾق ﻧﺳﺑﯾﺎً ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ ،ﺛم ﻧﻧظر أن اﻟوﺟوه اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛم ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻣن اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﻓﯾﮭﺎ. واﻟوﺟوه اﻟﺗﻲ ﻗﯾﻠت ﻓﻲ ذﻟك ﻣﺗﻌددة. اﻟوﺟﮫ اﻷول :وھو اﻟﻣﺷﮭور ﻋﻠﻰ أﻟ ِﺳﻧﺔ اﻟﻔﻘﮭﺎء ،وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﺗﺄﺧرﯾن ﻣﻧﮭم .إن اﻟﻔرد ﯾﺳﺗطﯾﻊ أن ﯾﺗﯾﺎﻣن أو ﯾﺗﯾﺎﺳر ﺑﻣﻘدار ﺷﺑر ﻋن اﻟﻘﺑﻠﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺣل ﺳﺟوده. وھذا ﻻ ﺷك داﺧل ﺗﺣت اﻷدﻟﺔ اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ وﻣﺷﻣول ﻟﺣﺟﯾﺔ اﺳﺗﻘﺑﺎل اﻟﻘﺑﻠﺔ ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺑﻘﻰ اﻟﺳؤال ﻋﻣﺎ ھو اﻷﻛﺛر ﻣﻧﮫ. اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﮫ ﻻ ﯾﺿر اﻻﻧﺣراف ﺑﻣﻘدار ﺛﻼﺛﯾن درﺟﺔ. ﻗﺎل ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣﺳك ،وﻗد ذﻛر ﺑﻌض ﻣﺷﺎﯾﺧﻧﺎ ...أن ﻗوس اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﻣن داﺋرة اﻷﻓق ﻧﺳﺑﺗﮫ إﻟﯾﮭﺎ ﻧﺳﺑﺔ ﻗوس اﻟﺟﺑﮭﺔ إﻟﻰ ﻣﺟﻣوع داﺋرة اﻟرأس .وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻐﺎﻟب أن ﻗوس اﻟﺟﺑﮭﺔ ﺧﻣس ﻣن داﺋرة اﻟرأس ﺗﻘرﯾﺑﺎً ،ﻓﻘوس اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﻣن داﺋرة اﻷﻓق ﺧﻣس ﺗﻘرﯾﺑﺎً اﻟذي ﯾﺑﻠﻎ اﺛﻧﯾن وﺳﺑﻌﯾن درﺟﺔ .وﻋﻠﯾﮫ ﻓﻼ ﯾﺿر اﻻﻧﺣراف ﺛﻼﺛﯾن درﺟﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎً. وﻋﻠّق ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣﺳك :ﻣﺎ ذﻛره ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺷﮭد ﺑﮫ ﻋرف وﻻ ﻟﻐﺔ ،وﻻ ﺗﺳﺎﻋده ﻛﻠﻣﺎﺗﮭم .ﻓﺎﺳﺗظﮭﺎره ﻣن اﻷدﻟﺔ ﻏﯾر ظﺎھر اﻟوﺟﮫ. أﻗول وھذه ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻟﻸﺻل اﻟﻣوﺿوﻋﻲ ،وھو أن ﻧﺳﺑﺔ داﺋرة اﻷﻓق ﻛﻧﺳﺑﺔ داﺋرة اﻟرأس .وھﻧﺎك أﻣور أﺧرى ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺔ .ﻓﻠو ﺣﺻﻠﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻣس داﺋرة اﻷﻓق ) (72درﺟﺔ ،ﻓﻛﯾف ﺣﺻﻠﻧﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺛﻼﺛﯾن درﺟﺔ ،وھﻲ ﻟﯾﺳت ﺧﻣس ذﻟك اﻟرﻗم وﻻ ﻧﺻﻔﮫ ،وﻟﯾس ﻟﮫ إﻟﯾﮫ ﻧﺳﺑﺔ ذات ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﺣددة ﻓﻘﮭ ّﯾﺎً. وﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻟو أراد إﻣﻛﺎن اﻻﻧﺣراف ﻋن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻣن ﻛﻼ اﻟﺟﮭﺗﯾن ﺛﻼﺛﯾن درﺟﺔ ،ﻓﯾﻛون ﻣﺟﻣوع اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺳﺗﯾن درﺟﺔ ،ﻓﮭذا ﻛﺛﯾر ﺟداً وﻣﺧﺎﻟف ﻟﻼﺣﺗﯾﺎط ﺟداً .ﻧﻌم ﻟو ﻛﺎن ﻣراده ھو أن ﻣﺟﻣوع اﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﻣن ﻛﻼ اﻟﺟﮭﺗﯾن ﺛﻼﺛﯾن ﻟﻛﺎن ﻗرﯾﺑﺎً ﻣن اﻟﻔﮭم اﻟﻌرﻓﻲ ،وﻣن اﻟﻣﻣﻛن اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﯾﮫ .إﻻﱠ أن ظﺎھر ﻛﻼﻣﮫ ھو اﻷول.
اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻟث :ﻣﺎ ﻧﻘل ﻋن اﻟﻣﻘداد اﻟﺳﯾوري ﻗده .أﻧﮫ ﻗﺎل أن اﻟﻘﺑﻠﺔ :أﻧﮭﺎ ﺧط ﻣﺳﺗﻘﯾم ﯾﺧرج ﻣن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب اﻻﻋﺗداﻟﯾﯾن وﯾﻣر ﺑﺳطﺢ اﻟﻛﻌﺑﺔ .ﻓﺎﻟﻣﺻﻠﻲ ﯾﻔرض ﻣن ﻧظره ﺧطﺎً ﯾﺧرج إﻟﻰ ذﻟك اﻟﺧط .ﻓﺈن وﻗﻊ ﻋﻠﻰ زاوﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓذﻟك ھو اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل. وأن ﻛﺎن ﻋﻠﻰ زاوﯾﺔ ﺣﺎدة أو ﻣﻧﻔرﺟﺔ ﻓﮭو إﻟﻰ ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب. وھذا اﻟﻛﻼم ﻗﺎﺋم ﻋﻠﻰ اﻓﺗراض أن ﻧﻘطﺔ اﻟﻣﺷرق واﻟﻣﻐرب اﻻﻋﺗداﻟﯾﯾن ﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﺗﻣﺎﻣﺎً ودﻗﯾﻘﺔ .وھذا ﻗد ﯾﻛون ﻟﮫ ﻧوع ﻣن اﻟﺻﺣﺔ ﻷﻧﮫ ھو اﻟوﺳط ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻣدارﯾن .إﻻﱠ أﻧﮫ ﻋﻧدﺋذ ﯾﻣر اﻟﺧط اﻟﻣﻔﺗوح ﺑﺧط اﻻﺳﺗواء ﻻ ﺑﺳطﺢ اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ ،ﻷن وﺳط اﻟﻣدارﯾن ھو ﺧط اﻻﺳﺗواء ﻧﻔﺳﮫ. وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ،ﻓﺎﻻﻓﺗراض اﻵﺧر ،وھو ﺗﻌﺎﻣد ﺧط اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺧط اﻷول ﺑزاوﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ .إﻧﻣﺎ ﯾﺻﺢ ﻓﯾﻣن ﻛﺎﻧت ﻗﺑﻠﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﺷﻣﺎل أو اﻟﺟﻧوب ﺗﻣﺎﻣﺎً .وﻻ ﯾﺻﺢ ﻓﻲ ﻏﯾر ﺑﻼد ﷲ ﻋﻠﻰ اﻹطﻼق ﻛﻣﺎ ھو واﺿﺢ. اﻟوﺟﮫ اﻟراﺑﻊ :إن اﻟﻣﻔﺗرض أن اﻟﻣﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﻣرﻛز داﺋرة ،وھو ﻣﺗﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻛﻌﺑﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً .وﻛﻠﻣﺎ اﺗﺳﻌت اﻟدرﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻌد ﻛﺎن ذﻟك اﺳﺗﻘﺑﺎﻻً ﻣﻌﺗﺑراً ﻣﺷروﻋﺎً. ﻗﺎل ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣﺳك ﻓﻲ ﺷرﺣﮫ ،واﻟظﺎھر أﻧﮫ ﻣﺧﺗﺎره :وﻣﻌﯾﺎر اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﻣذﻛور أن ﯾﻧظر اﻟﻣﺻﻠﻲ إﻟﻰ ﻗوس ﻣن داﺋرة اﻷﻓق ﯾﻛون ﺑﺣﺳب ﻧظره ـ ﺑﻌد اﻟﺗﺄﻣل واﻟﺗدﻗﯾق ـ ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻟﺟﻣﯾﻊ أﺟزاﺋﮫ .ﺛم ﯾﻔرض ﺧطﯾن ﯾﺧرﺟﺎن ﻣن ﺟﺎﻧﺑﯾﮫ إﻟﻰ طرﻓﻲ اﻟﻘوس .ﻓﻛل ﻣﺎ ﯾﻛون ﻓﻲ ھذا اﻻﻧﻔراج ﻓﮭو ﻣﺳﺗﻘﺑل ـ ﺑﺎﻟﻔﺗﺢ ـ وﻟﻣﺎ ﻛﺎن ھذا اﻻﻧﻔراج ﯾﺿﯾق ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺻﻠﻲ وﯾﺗﺳﻊ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻘوس ﻓﻛﻠﻣﺎ ﯾﻛون اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ـ ﺑﺎﻟﻔﺗﺢ ـ ﻣن ﺟﺎﻧب اﻟﻣﺻﻠﻲ أﻗرب ﺗﻛون اﻟﻣﺣﺎذات أﺿﯾق ،وﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎن أﺑﻌد ﻛﺎﻧت اﻟﻣﺣﺎذات أوﺳﻊ. وھذا اﻟوﺟﮫ وإن ﻛﺎن ﯾﻧﺗﺞ اﺗﺳﺎع اﻟﺟﮭﺔ ﺑﺎﺗﺳﺎع اﻟداﺋرة ...إﻻﱠ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻧﺗﺞ اﺗﺳﺎع ﺟﮭﺔ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل .ﻓﻠو ﻓرﺿﻧﺎ أن اﻟﻣﺻﻠﻲ اﻧﺣرف ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ وﻟو ﻗﻠﯾﻼً ﻋن ﺟﮭﺔ )اﻟﺗﺄﻣل واﻟﺗدﻗﯾق( ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾره .ﻟﺿﺎع ھذا اﻟوﺟﮫ ﻛﻠﮫ ،وأﺻﺑﺣت ﺟﮭﺔ ﻣﺣﺎذاﺗﮫ ﺷﯾﺋﺎً آﺧر ﻏﯾر اﻟﻛﻌﺑﺔ .ﻣﻊ أﻧﮫ ﻻ ﺗﺄﻣل ﻓﻲ ﺻﺣﺔ ﺻﻼﺗﮫ ﻋﻧدﺋذ. اﻟوﺟﮫ اﻟﺧﺎﻣس :إﻧﮫ ﻻ ﺗﺣدﯾد ﻟﺟﮭﺔ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﺿﺑط ،ﺑل ھو ﻣوﻛول إﻟﻰ اﻟﻌرف وﺳﯾرة اﻟﻣﺗﺷرﻋﺔ ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺑق ..ﻛذﻟك ﻻ ﺗﺣدﯾد ﻟﻣﻘدار اﻻﻧﺣراف .ﺑل إن ﻣﻘدار اﻻﻧﺣراف ﻋن اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟدﻗﯾﻘﺔ ﻟو ﺻ ّﺢ اﻟﺗﻌﺑﯾر ،إﻧﻣﺎ ھو ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾواﻓق ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌرف واﻟﻣﺗﺷرﻋﺔ .وھو أﻣر ﺗﻘرﯾﺑﻲ وﻟﯾس دﻗﯾﻘﺎً طﺑﻌﺎً. واﻟﻣﮭم أن ﯾواﻓق اﻟﻌرف واﻟﻣﺗﺷرﻋﺔ ،أن ھذا اﻟﻔرد ﻣﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ إﺟﻣﺎﻻً .وھذا
ﯾﻛﻔﻲ .وھذا ﻻ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺳؤال أﺣد ،ﺑل ﯾﻛﻔﻲ أن ﯾﺟده اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ وﺟداﻧﮫ ﺑﺻﻔﺗﮫ أﺣد أﻓراد اﻟﻌرف وأﺣد أﻓراد اﻟﻣﺗﺷرﻋﺔ. وﻟﻌل اﻟﺗﺣدﯾد ﺑﺎﻻﻧﺣراف ﺑﻣﻘدار ﺷﺑر ﻣن ﻛﻼ اﻟﺟﺎﻧﺑﯾن .ﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﻋن ذﻟك .وإن ﻛﺎن اﺣﺗﻣﺎل إﻣﻛﺎن اﻟزﯾﺎدة ﻗﺎﺋم ﻓﻌﻼً ،إﻻﱠ أﻧﮭﺎ ﻛﻠﻣﺎ زادت ﻛﺎﻧت أﻛﺑر ﻓﻲ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻻﺣﺗﯾﺎط .ﻣﻊ اﻟﺗﻌﻣد طﺑﻌﺎً ﻻ ﻣﻊ اﻟﺟﮭل واﻟﻧﺳﯾﺎن .ﻓﺈن ذﻟك ﻟﮫ ﺣﻛﻣﮫ .وھذا اﻟوﺟﮫ اﻟﺧﺎﻣس ھو اﻟﺻﺣﯾﺢ. وھذا اﻟوﺟﮫ ﯾﻧﺗﺞ أﯾﺿﺎً اﺗﺳﺎع ﺟﮭﺔ اﻟﻣﺣﺎذات ﺑﺎﻟﺑﻌد ،ﻟﻛن ﺑﻣﻘدار ﻣﺎ ﯾواﻓق اﻟﻌرف واﻟﻣﺗﺷرﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺻدق اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل. ﻛﻣﺎ أن ھذا اﻟوﺟﮫ ﺻﺎدق ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﻧﺎطق اﻟﻌﺎﻟم ،ﻛﻣﺎ ھو واﺿﺢ ﻟﻣن ﯾﻔﻛر .ﻻ ﯾﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣﻧﮫ إﻻﱠ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً أو ﻋرﻓﺎً ﻣن اﻟﺟﺎﻧب اﻵﺧر ﻟﻠﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻧﺗﺣدث ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻧوان ﻣﺳﺗﻘل. اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ:ﻗﺎﻟوا :إن اﻟﻣﺻﻠﻲ ﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎً .ﻓﺈن ﻛﺎن ﯾﻌﻠم أن أﺣد اﻟﺧطﯾن أو اﻟﺧطوط أﻗﺻر، وﺟب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺗو ّﺟﮫ ﺑﮫ واﻟﺻﻼة ﻋﻠﻰ طﺑﻘﮫ. وأﻣﺎ إذا ﻋﻠم أﻧﮫ ﺑﺎﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﺑﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﺧطوط ﻣن ﺣوﻟﮫ واﻟﺗﻲ ﺗﺻل إﻟﻰ اﻟﻛﻌﺑﺔ ﺑطول واﺣد ،ﻛﺎن ﻣﺧﯾراً ﻓﻲ أن ﯾﺻﻠﻲ إﻟﻰ أي ﺟﮭﺔ ﺷﺎء ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻛون ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻟﻠﻘﺑﻠﺔ. وھذا اﻟﻛﻼم ﻛﻠﮫ ﺻﺣﯾﺢ ﺗﻣﺎﻣﺎً ،ﻣﻊ ﻣراﻋﺎت اﻟﻔﮭم اﻟﻌرﻓﻲ .ﯾﻌﻧﻲ ـ ﻣﺛﻼً ـ ،ﻟو ﻛﺎن اﻟﻣﺻﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ ﺑﺎﻟﻔﮭم اﻟﻌرﻓﻲ ،وﻛﺎﻧت اﻟﺧطوط ﻛﻠﮭﺎ ﺑطول واﺣد ﺑﺎﻟﻔﮭم اﻟﻌرﻓﻲ ﻻ ﺑﻘﯾﺎس اﻷﻣﺗﺎر .أﻣﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ أي ﺟﮭﺔ ﺷﺎء. اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ: وﻧﻌﻧﻲ ﺑﮫ اﻟﺻﻼة داﺧل اﻟﻛﻌﺑﺔ أو ﻓوق ﺳطﺣﮭﺎ .واﻟﻔﻛرة ﻧظرﯾﺎً ﻓﯾﮭﻣﺎ واﺣدة .وھﻲ أن ﯾﺿﻊ اﻟﻣﺻﻠﻲ ﻗﺳﻣﺎً ﻣن ﺣ ّﯾز اﻟﻛﻌﺑﺔ أﻣﺎﻣﮫ وﯾﺻﻠﻲ .أﻣﺎ إذا ﺧﺎﻟف ذﻟك ﺑﻣﻌﻧﻰ أﻧﮫ ﺳﺟد ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺣ ّﯾز اﻟﻛﻌﺑﺔ ،ﻓﺳوف ﯾﺳﺗﻘﺑل اﻟﻔﺿﺎء اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﻟن ﯾﻛون ﻣﺳﺗﻘﺑﻼً ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ ،أو ﻷي ﺟزء ﻣن أﺟزاﺋﮭﺎ. وﻛﻼ ھذﯾن ﻣﺷﺗرﻛﺎن أﯾﺿﺎً ﻓﻲ ﻓﻛرة أﺧرى ،وھﻲ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﻘﺳم ﻣن ﺣ ّﯾز اﻟﻛﻌﺑﺔ، وﻻ ﺿرورة إﻟﻰ اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ .وﻟو اﻟﺗﻔﺗﻧﺎ ﻓﺈن اﻟﻣﺻﻠﯾن ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻛﺄﻓراد ﯾﺳﺗﺣﯾل أن ﯾﺗوﺟﮭوا إﻟﻰ ﻛل اﻟﻛﻌﺑﺔ ﺑل إﻟﻰ ﺟزء ﻣن ﺣ ّﯾزھﺎ طﺑﻌﺎً .ﻓﻛﻔﺎﯾﺔ ذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﻛون ﻣﺳﻠﻣﺎً ﻓﻘﯾﮭﺎً ،ﻣﻊ اﻟﺗﺳﻠﯾم واﻟﯾﻘﯾن ﺑﺻﺣﺔ اﻟﺻﻼة ﻓﻲ اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ. وﻟﻛن ﯾﺑﻘﻰ ھﻧﺎك ﻓرﻗﺎن ﺑﯾن اﻟﺻﻼة ﻓﻲ اﻟداﺧل واﻟﺻﻼة ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ: اﻟﻔرق اﻷول :إن اﻟﺻﻼة ﻓﻲ اﻟداﺧل ﯾﻛون ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ ﻣﺗوﺟﮭﺔ إﻟﻰ ﺟدار ﻣن ﺟدران
اﻟﻛﻌﺑﺔ ،وھﻲ ﺗﻣﺛل ﺑﻌض ﺣ ّﯾزھﺎ طﺑﻌﺎً .ﻓﻲ ﺣﯾن أن ﺳطﺣﮭﺎ ﺑﻼ ﺟدران ﻓﻘد ﯾﻔﻛر اﻟﻣﺻﻠﻲ أن ﯾﺳﺟد ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺳطﺢ ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗﻘﺑل اﻟﻔﺿﺎء ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ،ﻓﺗﻔﺳد اﻟﺻﻼة. وﻟﻛن ھذا اﻻﺣﺗﻣﺎل ﻏﯾر وارد ﻓﻲ داﺧل اﻟﻛﻌﺑﺔ إﻻﱠ ﻣن ﺟﮭﺔ اﻟﺑﺎب. اﻟﻔرق اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺳﻠم ﻓﻘﮭ ّﯾﺎً أن اﻟﻣﺻﻠﻲ ﯾﺻﻠﻲ ﻗﺎﺋﻣﺎً ﻓﻲ داﺧل اﻟﻛﻌﺑﺔ .وأﻣﺎ ﻣن ﯾﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ ،ﻓﺎﻟﺻﺣﯾﺢ أﻧﮫ ﯾﺻﻠﻲ ﻗﺎﺋﻣﺎً ﻛذﻟك .وﻟﻛن ھﻧﺎك ﻗول ﺑﺄﻧﮫ ﯾﺻﻠﻲ ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺎً ووﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء ،ﺑﺎﻹﯾﻣﺎء ﻟﻠرﻛوع واﻟﺳﺟود. وﻗد وردت ﻓﻲ ذﻟك رواﯾﺔ ﻋن ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﺑن ﺻﺎﻟﺢ ﻣن اﻟرﺿﺎ ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻓﻲ اﻟذي ﺗدرﻛﮫ اﻟﺻﻼة ،وھو ﻓوق اﻟﻛﻌﺑﺔ .ﻗﺎل :إن ﻗﺎم ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻗﺑﻠﺔ .وﻟﻛن ﯾﺳﺗﻠﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎه وﯾﻔﺗﺢ ﻋﯾﻧﯾﮫ إﻟﻰ اﻟﺳﻣﺎء وﯾﻌﻘد ﺑﻘﻠﺑﮫ اﻟﻘﺑﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء اﻟﺑﯾت اﻟﻣﻌﻣور .وﯾﻘرأ .ﻓﺈذا أراد أن ﯾرﻛﻊ ﻏﻣض ﻋﯾﻧﯾﮫ ،وإذا أراد أن ﯾرﻓﻊ رأﺳﮫ ﻣن اﻟرﻛوع ﻓﺗﺢ ﻋﯾﻧﯾﮫ ،واﻟﺳﺟود ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ذﻟك)).7 وﻟو ﻛﺎﻧت ﻣﻌﺗﺑرة ﺳﻧداً ﻟوﺟب اﻷﺧذ ﺑﮭﺎ ،ﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﻓﻲ ﻣﺿﻣوﻧﮭﺎ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻛون أﺧص ﻣن أدﻟﺔ اﻷﺟزاء واﻟﺷراﺋط .وأﻣﺎ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺑﯾت اﻟﻣﻌﻣور ،ﻓﻧوﻛل ﻋﻠﻣﮫ إﻟﻰ أھﻠﮫ .وﻟﻛﻧﮭﺎ ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺑرة ﺳﻧداً. وﻗوﻟﮫ :إن ﻗﺎم ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ﻗﺑﻠﺔ ،ﻣﺑﻧﻲ ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﯾﺳﺟد ﻣواﺟﮭﺎً ﻟﻠﻔﺿﺎء أو ﻋدم اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺟزء ﻣن ﺣ ّﯾز اﻟﻛﻌﺑﺔ) .(8ﻏﯾر أﻧﻧﺎ ﻗﻠﻧﺎ أن اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺟزء ﻣن اﻟﺣ ّﯾز ﻗطﻌﻲ وﺷﺎﻣل ﻟﻛل اﻟﻣﺻﻠﯾن. ﻋﻼﻣﺎت اﻟﻘﺑﻠﺔ: واﻟﻣﮭم ﻓﯾﮭﺎ ﻓﻘﮭﯾﺎً ﺗﺣﺻﯾل اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﺑﺎﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻠﻘﺑﻠﺔ .وإﻻﱠ ﻓﺈن اﻷدﻟﺔ اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺷرﯾﻔﺔ ﻏﯾر ﻣﻌﺗﺑرة .إﻻﱠ أن اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﺣﺟﺔ ﻣﻌﺗﺑرة. واﻟﻌﻼﻣﺎت ﻋدﯾدة: اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻷوﻟﻰ :اﻟﺟدي. اﻟﺟدي ھو اﻟﻧﺟم اﻟﺛﺎﺑت ﻓوق اﻟﻘطب اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ اﻟﺟﻐراﻓﻲ .وﻗد وردت ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻛﻌﻼﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻋدة رواﯾﺎت. ﻣﻧﮭﺎ :ﻣﺎ ﻋن إﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن أﺑﻲ زﯾﺎد ﻋن ﺟﻌﻔر ﺑن ﻣﺣﻣد ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻋن آﺑﺎﺋﮫ ـ ﻋﻠﯾﮭم اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺳول ﷲ ـ ﺻ ﱠﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وآﻟﮫ ـ :وﺑﺎﻟﻧﺟم ھو ﯾﮭﺗدون. ﻗﺎل :اﻟﺟدي .ﻷﻧﮫ ﻧﺟم ﻻ ﯾزول وﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧﺎء اﻟﻘﺑﻠﺔ ،وﺑﮫ ﯾﮭﺗدي أھل اﻟﺑر واﻟﺑﺣر)).9 وﻋن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺳﻠم ﻋن أﺣدھﻣﺎ ـ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ :ﻗﺎل ﺳﺄﻟﺗﮫ ﻋن اﻟﻘﺑﻠﺔ ،ﻓﻘﺎل: ﺿﻊ اﻟﺟدي ﻓﻲ ﻗﻔﺎك وﺻﻠﮫ)).10
وروى ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻲ ﺑن اﻟﺣﺳﯾن ﻗﺎل :ﻗﺎل رﺟل ﻟﻠﺻﺎدق ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ :أﻧﻲ أﻛون ﻓﻲ اﻟﺳﻔر وﻻ أھﺗدي إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻠﯾل .ﻓﻘﺎل :أﺗﻌرف اﻟﻛوﻛب اﻟذي ﯾﻘﺎل ﻟﮫ ﺟدي .ﻗﻠت :ﻧﻌم .ﻗﺎل :أﺟﻌﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﯾﻣﯾﻧك .وإذا ﻛﻧت ﻓﻲ طرﯾق اﻟﺣﺞ ،ﻓﺎﺟﻌﻠﮫ ﺑﯾن ﻛﺗﻔﯾك)).11 وﻟو ﺗﻣت ھذه اﻷﺧﺑﺎر ﺳﻧداً ﻷﻋطﺗﻧﺎ ﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﮭم: أوﻻً :إﻧﮫ ﻻ ﺧﺻوﺻﯾﺔ ﻟﻠﺟدي ،وإﻧﻣﺎ ﯾﺳﺗﻌﻣل )ﻷﻧﮫ ﻧﺟم ﻻ ﯾزول( إذن ،ﻓﻛل ﺷﻲء ﺛﺎﺑت ﻣن ﻧﺟم أو ﻏﯾره ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻓﻲ اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ. ﺛﺎﻧﯾﺎً :إن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟدي ـ أو ﻏﯾره ـ ﻟﯾس ﻋﻠﻰ ﺷﻛل واﺣد .ﺑل ﺑﺎﻟﻣﻘدار اﻟذي ﺗﻌﻠم ﺑوﺟود اﻟﻘﺑﻠﺔ إﺟﻣﺎﻻً .ﻓﯾﻛون اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﺗﺣدﯾداً أﻛﺛر ﻧﺳﺑﯾﺎً ،ﻓﻣرة ﻓﻲ اﻟﻘﻔﺎ وﻣرة ﯾﻣﯾﻧﺎً وھﻛذا. ﺛﺎﻟﺛﺎً :إن اﻟﻌﻼﻣﺔ وﻛذﻟك ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﻏﯾرھﺎ ﺗدل ـ ﻛﻣﺎ ﻗﻠﻧﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق ـ ﻋﻠﻰ اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻟﺟﮭﺔ وﺟواز ﺗرك اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ. راﺑﻌﺎً :إﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻣورد اﻟذي ﻻ ﻧﻌﻠم ﺟﮭﺔ اﻟﻘﺑﻠﺔ أﺻﻼً ﻻ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل ھذه اﻟﻌﻼﻣﺎت .ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن اﻟﻔرد ﻻ ﯾﻌﻠم أﻧﮫ ﻓﻲ أي ﻣﻧطﻘﺔ ﻣن ﻣﻧﺎطق اﻷرض ھو اﻵن. وإن ﻛﺎن ھذا اﻟﻔرض ﺑﻌﯾداً ﺟداً. وﻗد ﯾﺧطر ﻓﻲ اﻟﺑﺎل :إن اﻟﺟدي ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺷﻣﺎل ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﺷرق واﻟﻐرب ﯾﻌﯾﻧﺎن ﺟﮭﺗﯾﮭﻣﺎ .ﻓﻘد ﯾﻣﻛن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟﮭﺎت ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺑﻠﺔ. وﺟواﺑﮫ :إن ھذا ﻣﺗوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻹﺟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻠﻘﺑﻠﺔ ،وإﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﺟﮭﺔ اﻟﺟﻧوب ﻣﺛﻼً .ﻓﻠو ﻛﺎﻧت اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺿﺎﺋﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔرد ﺗﻣﺎﻣﺎً ...ﻟم ﺗﻔد ﺣﺗﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺟﮭﺎت. وﻟﻛن ﺣﯾث أن ھذه اﻷﺧﺑﺎر ﻏﯾر ﺗﺎﻣﺔ ﺳﻧداً ،ﻓﺎﻟﻣﮭم ھو ﺗﺣﺻﯾل اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﺑﺎﻟﺗو ّﺟﮫ اﻟﻌرﻓﻲ واﻟﻣﺗﺷرﻋﻲ ﻟﻠﻘﺑﻠﺔ .وإن ﻛﺎن ﯾﻣﻛن أن ﯾﻘﺎل :إﻧﮭﺎ أﻋﻧﻲ اﻷﺧﺑﺎر أﻗرب إﻟﻰ اﻻﻋﺗﺑﺎر ﻷﻧﮭﺎ ﻣﺗﻌددة أوﻻً ،وﻣﻌﻣول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻣﺷﮭور ﺛﺎﻧﯾﺎً. إﻻﱠ ،أن ھذا ﻟﯾس ﻟﮫ أﺛر ﻋﻣﻠﻲ ،ﻷن اﺳﺗﻌﻣﺎل ھذه اﻟﻌﻼﻣﺎت ﺳﺗﻛون ﺣﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻟﻼطﻣﺋﻧﺎن ،وﻟو ﺑدون ھذه اﻷﺧﺑﺎر .واﻓﺗراض ﺣﺟﯾﺗﮭﺎ ﺑﻣﺎ دون اﻻطﻣﺋﻧﺎن ﻟﯾس ﻋﻣﻠﯾﺎً ،ﻷن ھذه اﻟﻌﻼﻣﺎت ﻣﻧﺗﺟﺔ ﻟﻼطﻣﺋﻧﺎن ﻻ ﻣﺣﺎﻟﺔ. وھﻧﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﻠﺗﻔت إﻟﻰ أن اﻟﻌﻠم ﺑﺟﮭﺔ اﻟﻘﺑﻠﺔ إﺟﻣﺎﻻً ﺿروري ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ھذه اﻟﻌﻼﻣﺎت .ﻓﺎﻟﻔرد ﻗد ﯾﻌﻠم أن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب أو ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل أو ﻓﻲ اﻟﺷرق أو ﻓﻲ اﻟﻐرب .وﻻ ﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ أوﺿﺢ ﻣن ھذا اﻟﻌﻠم ،ﻛﺎﻟﻌﻠم ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﻐرﺑﻲ ﻣﺛﻼً.
وإن ﻛﺎن ﻟو ﻋﻠم اﻟﻔرد ذﻟك ،ﻟﻛﺎﻧت اﻟدﻗﺔ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﻘﺑﺎل أﻛﺛر ،ﻣﻊ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮫ ﻟﻠﻌﻼﻣﺔ. ﻓﮭﻧﺎ ـ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل أرﺑﻊ ﺻورـ: اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ :أن ﯾﻌﻠم أن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب إﺟﻣﺎﻻً .ﻓﯾﺿﻊ اﻟﺟدي وراء ظﮭره أو ﺑﯾن ﻛﺗﻔﯾﮫ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﺧﺑر. اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أن ﯾﻌﻠم أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل إﺟﻣﺎﻻً ،ﻓﯾﺿﻊ ھذا اﻟﻧﺟم أﻣﺎﻣﮫ. اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :أن ﯾﻌﻠم أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرق ﻓﯾﺟﻌﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﯾﺳﺎره. اﻟﺻورة اﻟراﺑﻌﺔ :أن ﯾﻌﻠم أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐرب ،ﻓﯾﺟﻌﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﯾﻣﯾﻧﮫ. وأﻣﺎ اﻟﺗدﻗﯾق أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ،ﻓﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ: أوﻻً :إن ھذه اﻷﺧﺑﺎر ﻛﺎﻟﺻرﯾﺣﺔ ﺑﻌدم اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﯾﮫ .إذ ﻟو ﻛﺎن اﻟﺗدﻗﯾق ﻻزﻣﺎً ﻟﻘﯾل ﺑوﺟوب ﺟﻌل اﻟﺟدي ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﯾﻣﻧﻰ ﻣن ظﮭره ﻣﺛﻼً .وھﻛذا. ﺛﺎﻧﯾﺎً :إﻧﮫ ﻻ دﻟﯾل أﺳﺎﺳﺎً ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎ ﻋﻠﻰ وﺟوب اﻟﺗو ّﺟﮫ أﻛﺛر ﻣن ھذا اﻟﻣﻘدار. ﺛﺎﻟﺛﺎً :أن ھذا اﻟذي ﯾﺳﺗﻌﻣل ھذه اﻟﻌﻼﻣﺎت ،ﻟﮫ درﺟﺔ ﻣن اﻟﺟﮭل ﺑﺎﻟﻘﺑﻠﺔ ،ﻓﺈذا اﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﺑﻘﻲ ﺟﺎھﻼً ﺑﺎﻟﺗدﻗﯾق طﺑﻌﺎً .ﻓﯾﻛون ﻣﻌذوراً .وﺳﯾﺄﺗﻲ أن ﻗﺑﻠﺔ اﻟﺟﺎھل ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺷرق واﻟﻐرب .ﻓﺗﺻﺢ ﺻﻼﺗﮫ ﻋﻠﻰ أب ﺣﺎل. اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷرق واﻟﻐرب أو أﺣدھﻣﺎ ،ﻧﮭﺎراً .ﻛﻣﺎ ﻛﺎن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺟدي ﻟﯾﻼً. وﻣﻊ رؤﯾﺔ اﻟﺷﻣس ﻻ ﯾﺣﺗﺎج اﻻﻟﺗﻔﺎت إﻟﻰ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺷرق واﻟﻐرب إﻟﻰ ﺗﻔﻛﯾر زاﺋد .إﻻﱠ إذا ﻛﺎﻧت ﻓﻲ وﺳط اﻟﻧﮭﺎر ،ﻓﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣن اﻻﻧﺗظﺎر ﻟﯾﻌرف أﻧﮭﺎ ﺗﺗﺟﮫ إﻟﻰ أي ﺟﮭﺔ ﻟﺗﻛون ھﻲ ﺟﮭﺔ اﻟﻐرب. وﻣﻊ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺷرق أو اﻟﻐرب .ﯾﻣﻛن ﻓرض ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﺑﻠﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺻور اﻷرﺑﻌﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ. اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ :أن ﯾﻌﻠم أن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب إﺟﻣﺎﻻً .ﻓﯾﺿﻊ اﻟﺷرق ﻋﻠﻰ ﯾﺳﺎره أو اﻟﻐرب ﻋﻠﻰ ﯾﻣﯾﻧﮫ. اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أن ﯾﻌﻠم أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل إﺟﻣﺎﻻً ،ﻓﯾﺿﻊ اﻟﺷرق ﻋﻠﻰ ﯾﻣﯾﻧﮫ أو اﻟﻐرب ﻋﻠﻰ ﯾﺳﺎره. اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :أن ﯾﻌﻠم أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرق ﻓﯾﺗو ّﺟﮫ إﻟﯾﮫ ،أو ﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر ﯾﺟﻌل اﻟﻐرب ﺧﻠﻔﮫ. اﻟﺻورة اﻟراﺑﻌﺔ :أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻐرب إﺟﻣﺎﻻً ،ﻓﯾﺗو ّﺟﮫ إﻟﯾﮫ وﯾﺟﻌل اﻟﺷرق ﺧﻠﻔﮫ.
اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﻣس ،وھﻲ ﻓﻲ وﺳط اﻟﺳﻣﺎء .واﻟﻣﮭم أن ﺗﻛون ﻋﻧد اﻟزوال ،وﻻ ﯾﮭم أن ﯾﻛون ﻗﺑل ذﻟك أو ﺑﻌده ﺑرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺔ أو ﻧﺣوھﺎ .ﻓﺈﻧﮫ ﻣﻣﺎ ﻻ ﯾﺿر ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ﻋرﻓﺎً. وھذه اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻧﻘطﺔ ﻗوة وﻧﻘطﺔ ﺿﻌف ﻋن ﺳواﺑﻘﮭﺎ. ﻧﻘطﺔ اﻟﻘوة :إﻧﮭﺎ أدق ﺗﻌﯾﯾﻧﺎً ،ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى ،إذ ﻟم ﯾﺻدف ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻌﻼﻣﺎت أﻧﮭﺎ ﻋﯾﻧت اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺛل اﻟﺟﻧوﺑﻲ اﻟﻐرﺑﻲ ﻣﺛﻼً .وﻟﻛن ھذه اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ ذﻟك ،ﻛﻣﺎ ﺳﻧرى. وﻧﻘطﺔ اﻟﺿﻌف :إﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺷﻣل ﻛل اﻟﻌﺎﻟم ،وﻻ ﺗﺷﻣل ﻛل اﻟﺟﮭﺎت .ﺑل ﺗﺧﺗص ﺑﻣﺎ إذا ﻋﻠم اﻟﻔرد أن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل أو ﻋﻠم أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب .وأﻣﺎ ﻟو اﺣﺗﻣل وﺟودھﺎ ﻓﻲ اﻟﺷرق أو ﻓﻲ اﻟﻐرب ﻓﻼ ﺗﺻﻠﺢ دﻻﻟﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك. وﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ﻓﮭذه اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻟﮭﺎ ﺳت ﺻور: اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ :إذا ﻋﻠم اﻟﻔرد ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل اﻟﺷرﻗﻲ ﻣن ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ واﺳﻊ ،ﻛﺎﻟﻌراق ﻣﺛﻼً ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﺷﻣس ﻓوق ﺣﺎﺟﺑﮫ اﻷﯾﻣن. اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إذا ﻋﻠم أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل اﻟﻐرﺑﻲ ﻣن ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ،ﻛﻘﺑرص ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﺷﻣس ﻓوق ﺣﺎﺟﺑﮫ اﻷﯾﺳر. اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :إذا ﻋﻠم أﻧﮫ ﻓﻲ ﺷﻣﺎل ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً ،أﻋﻧﻲ ﺑﺎﻟﻔﮭم اﻟﻌرﻓﻲ، ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﺷﻣس ﻓوق أﻧﻔﮫ ﺑﯾن ﺣﺎﺟﺑﯾﮫ. ﻓﮭذه ﺛﻼث ﺻور ﻣذﻛورة ﻓﻲ ﻛﻠﻣﺎت ﺑﻌض اﻟﻔﻘﮭﺎء .واﻟﺻور اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷﺧرى ﻋﻛﺳﮭﺎ: اﻟﺻورة اﻟراﺑﻌﺔ :ﻣﺎ إذا ﻋﻠم اﻟﻔرد ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﻐرﺑﻲ ﻣن ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ﻛﺎﻟﺳودان ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﺷﻣس ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﯾﺳرى ﻣن ظﮭره. اﻟﺻورة اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ :إذ ﻋﻠم أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﺷرﻗﻲ ﻛﺣﺿرﻣوت ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﺷﻣس ﻣن اﻟﺟﮭﺔ اﻟﯾﻣﻧﻰ ﻣن ظﮭره. اﻟﺻورة اﻟﺳﺎدﺳﺔ :إذا ﻋﻠم أﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل ﺗﻣﺎﻣﺎً ،وأﻧﮫ ﻓﻲ ﺟﻧوب ﻣﻛﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻛﺻﻧﻌﺎء ،ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺟﻌل اﻟﺷﻣس وﺳط ظﮭره. إﻻﱠ أن ھذا ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﺣل وﺟود اﻟﺷﻣس ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺳﻧﺔ .ﻓﺈن ﻛﺎﻧت ﺻﺎﻋدة إﻟﻰ ﻣدار اﻟﺳرطﺎن ،ﻛﺎﻧت اﻟﺻور اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷﺧﯾرة ﻻﻏﯾﺔ وﻻ ﻣﻌﻧﻰ ﻟﮭﺎ .ﻷن اﻟﺷﻣس ﻋﻧدﺋذ ﺗﻛون ﻗرب ﻣﻛﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎً ،ﻓﻼﺑ ّد ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن اﺳﺗﻘﺑﺎﻟﮭﺎ أﻋﻧﻲ اﻟﺷﻣس ﺑﺎﻟوﺟﮫ ﺑﺄﺣد اﻟﺻور اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻷوﻟﻰ. وإن ﻛﺎﻧت اﻟﺷﻣس ﻧﺎزﻟﺔ إﻟﻰ ﻣدار اﻟﺟدي ،ﻛﺎﻧت اﻟﺻور ﻛﻠﮭﺎ ﺻﺎدﻗﺔ .إﻻﱠ اﻟﻠذﯾن ھم ﻋﻠﻰ ﺟﻧوب ھذا اﻟﻣدار ،ﻓﺗﻛون اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ﻓﻘط ﺻﺣﯾﺣﺔ ﻋﻠﯾﮭم. ﻧﻌم ،ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺑﯾن اﻟﻣدارﯾن ،ﻓﻲ اﻷﯾﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣد ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺷﻣس ،ﻓﻲ أي
ﯾوم ﻣن أﯾﺎم اﻟﺳﻧﺔ ،ﻓﻣن اﻟﺻﻌب ﺗطﺑﯾق ھذه اﻟﻌﻼﻣﺔ ﺑﺻورھﺎ اﻟﺳﺗﺔ .وﻟﻛن ﯾﮭون اﻟﺧطب أﻧﮫ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ،ﺑﻌد ﺧروج ھذا اﻟﯾوم ﺑﺣواﻟﻲ أﺳﺑوع ،ﺛم اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻧﺗﯾﺟﺔ ذﻟك. وﻟﻛن ﯾﻧﺗﺞ ﻣن ذﻟك أن اﻟﻔرد ﻟو ﻋﻠم ﻧﻔﺳﮫ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺎطق ،وﺷك ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣد اﻟﺷﻣس ،ﻟم ﺗﻛن ھذه اﻟﺣﺟﺔ ﻋﻼﻣﺔ ﻓﯾﮫ ،ﻷن ﯾﻛون ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﺷﺑﮭﺔ اﻟﻣﺻداﻗﯾﺔ ﻟﮭذا اﻟﺷرط. اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟراﺑﻌﺔ :ﻟﻠﻘﺑﻠﺔ: اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ وﺟود اﻟﺷﻣس ﻓوق ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻧﻌدم اﻟظل ﻓﯾﮭﺎ .ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻘﻊ ﺟﻧوب ﻣدار اﻟﺳرطﺎن ﺑﻌدة ﻛﯾﻠو ﻣﺗرات ،ﻓﺗﻣر اﻟﺷﻣس ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ طرﯾﻘﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣدار وﻋﻧد ﻧزوﻟﮭﺎ ﻋﻧﮫ .ﻓﯾﻧﻌدم اﻟظل ﻓﯾﮭﺎ ﻣرﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ،ﻟﻛن اﻟﻣرﺗﯾن ﻣﺗﻘﺎرﺑﺗﺎن ﻧﺳﺑﯾﺎً. ﻓﺈذا ﻋﻠم اﻟﻣﻛﻠف ﻣن ﺑﻌض اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﻣوﺛوﻗﺔ ذﻟك اﻟﯾوم اﻟﻣﻌﯾن ،أﯾﺎً ﻣن اﻟﯾوﻣﯾن ﻛﺎن ،أﻣﻛن ﻟﮫ أن ﯾﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ ﻗرص اﻟﺷﻣس ﻧﻔﺳﮫ وﯾﺻﻠﻲ ﻓﺈﻧﮫ ﻣﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ. وھﻧﺎ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﻼﺣظ أن ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻋﻧد ﻧﺻف اﻟﻧﮭﺎر .وأﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎطق اﻷﺧرى ﻓﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وإن ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ أوﻗﺎت اﻟﺻﻼة ﺑﺎﻟﺗﻌﯾﯾن ،وﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺷﻣس ﻋﻧدھم ﻓﻲ اﻷﻓق أو ﺗﺣت ﺑﻘﻠﯾل ﺷرﻗﺎً أو ﻏرﺑﺎً .ﻧﻌم ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ﯾﺳودھﺎ اﻟﻠﯾل ﻻ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾق ھذه اﻟﻌﻼﻣﺔ. وﯾﻣﻛن أن ﻧﻠﺗﻔت أﻧﺎ إذا أردﻧﺎ اﻟدﻗﺔ ﻟزﻣﻧﺎ أن ﻧﺗوﺧﻰ اﻟزوال ﻣن ﯾوم اﻟﺗﻌﺎﻣد .وأﻣﺎ إذا أردﻧﺎ اﻟﺗو ّﺟﮫ اﻟﻌرﻓﻲ أﻣﻛﻧت ﻧﻔس اﻟﻌﻼﻣﺔ ﻗﺑل ذﻟك ﺑﯾوم أو ﯾوﻣﯾن وﻛذﻟك ﺑﻌده. ﻓﮭذه اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻷرﺑﻌﺔ ،ﺗﺳﺗﻐل ﻓﯾﮭﺎ اﻟظواھر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗدﻻل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ. وإذا ﻣﺷﯾﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻏرارھﺎ أﻣﻛن اﺳﺗﻐﻼل ﺑﻌض اﻟظواھر اﻷﺧرى ﻛﺎﻟﻔﺟر اﻟذي ﻻ ﯾﻛون إﻻﱠ ﻓﻲ اﻟﺷرق وھﻼل أول اﻟﺷﮭر وﻛذﻟك ﻧﺟﻣﺔ اﻟﻐرب اﻟﻠذﯾن ﻻ ﯾﻛوﻧﺎن إﻻﱠ ﻓﻲ اﻟﻐرب وﻧﺟم ﺳﮭﯾل واﻟﻌﯾوق واﻟﺛر ّﯾﺎ وﻏﯾرھﺎ إن ﻋرﻓﻧﺎھﺎ. وھﻧﺎك ﻋﻼﻣﺎت ﻟﯾﺳت ﻣن اﻟظواھر اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ اﻗﺗﻧﺎع اﻟﻧﺎس ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﻌﯾن ﺑﺎﻟﻘﺑﻠﺔ ﻛﺗوﺟﯾﮫ اﻟﻘﺑور أو اﻟﻣﺳﺎﺟد أو ﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣﺻﻠﯾن وﻧﺣوھﺎ. وھﻧﺎك دﻻﻻت ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺣﺟﯾﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ ،ﻛﺄﺧﺑﺎر ذي اﻟﯾد واﻟﺑﯾﻧﺔ واﻟواﺣد اﻟﺛﻘﺔ. وﻛل ذﻟك ﻣوﻛول ﺑﺣﺛﮫ إﻟﻰ اﻟﻔﻘﮫ ﻧﻔﺳﮫ. ﯾﺑﻘﻰ ھﻧﺎك دﻻﻟﺗﺎن ﺗﻌﯾﻧﺎن اﻟﺟﮭﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻌﯾﻧﺎ اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ .وﻟﻛن اﻟﺟﮭﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎ ،ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل. أﺣدھﻣﺎ :اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺑوﺻﻠﺔ اﻻﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ واﻟﺗو ّﺟﮫ ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﻣؤﺷر اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ أو اﻟﺟﻧوﺑﻲ ،ﺣﺳب اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ ﺑوﺟود اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺷﻣﺎﻻً أو ﺟﻧوﺑﺎً. وﻛذﻟك ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻛﺎﻧت ﺷرﻗﺎً أو ﻏرﺑﺎً .ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻣﻛن أن ﯾﺗﺟﮫ ﺑﺧط ﻣﺗﻌﺎﻣد ﻣﻊ ﻣؤﺷر
اﻟﺑوﺻﻠﺔ ﺑزاوﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺗﻘرﯾﺑﺎً. ﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ :اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺧرﯾطﺔ ﻓﻲ اﻷطﻠس اﻻﻋﺗﯾﺎدي .ﻓﺈن ﺻدﻗﮭﺎ ﻣطﻣﺄن ﺑﮫ .ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ اﻷﻣر أﻧﮫ ﯾﺣﺗﺎج اﻟﻔرد إﻟﻰ ﺑوﺻﻠﺔ ﻟﻛﻲ ﯾﻌﯾن ﺑﮭﺎ اﻟﺟﻧوب اﻟﺻﺣﯾﺢ ،ﻓﯾﺟﻌل ﺟﻧوب اﻟﺧرﯾطﺔ إﻟﻰ ﺟﻧوب اﻟﺑﻠد .ﺛم ﯾﻣد ﺧﯾطﺎً وھﻣﯾﺎً أو ﺣﻘﯾﻘﯾﺎً أو ﻣﺳطرة أو ﻧﺣوھﺎ ﻣن اﻟﺑﻠد ﺑﺎﺗﺟﺎه ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻛرﻣﺔ .ﻓﻠذﻟك ﯾﻛون اﻟﻘﺑﻠﺔ. واﻹﺷﻛﺎل ﻓﯾﮫ أﻧﮫ ﻟﯾس دﻗﯾﻘﺎً ﺑل ﺗﻘرﯾﺑﯾﺎً ،ﻷن ﺧطوط اﻟطول اﻟﻣﻧﺣﻧﯾﺔ ﻻ ﺗﺷﻛل زاوﯾﺔ ﻣﺷﺎﺑﮭﺔ ﻟﻠﺧطوط اﻟﻌﻣودﯾﺔ .إﻻﱠ أن ھذا اﻟﺗﻘرﯾب وﻋدم اﻟدﻗﺔ ﻣﺳﻣوح ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎ. اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﺿﺎء: اﻟﻔﺿﺎء ﻣﺗدرج ﻓﻲ اﻟﺑﻌد ﻋن اﻷرض. أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟو اﻟﻘرﯾب ﻣن اﻷرض ،ﻓﯾﻛون اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﻌﻧوان وﺟودھﺎ اﻟﻣﻌﻧوي أو اﻟوھﻣﻲ اﻟﻣﻣﺗد إﻟﻰ ﻋﻧﺎن اﻟﺳﻣﺎء وﻗد ﻗﻠﻧﺎ ﺑﺻﺣﺔ ذﻟك ﻓﯾﻣﺎ ﺳﺑق. وأﻣﺎ ﺧﺎرج اﻟﺟو ﺑﻘﻠﯾل ،ﻛﺎﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟداﺋرة ﺣول اﻷرض ،ﻓﺈن أﻣﻛن ﺗﻌﯾﯾن اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺑﺎﻟﺷﻛل اﻻﻋﺗﯾﺎدي ﻓﯾﺗﻌﯾن وﺟوﺑﮫ .وأﻣﺎ اﻟﺳؤال ﻋن ﺣرﻛﺔ اﻷﻗﻣﺎر اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻓﻛﯾف اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ،ﻓﮭذا ﺗﺎﺑﻊ ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺻﻼة ﻓﻲ أي واﺳطﺔ ﻧﻘل ﻛﺎﻟﺳﻔﯾﻧﺔ واﻟﺳﯾﺎرة واﻟطﺎﺋرة وﻏﯾرھﺎ .وھو أﻣر ﻣﺑﺣوث ﻓﻲ اﻟﻔﻘﮫ وﻟﯾس ھﻧﺎ ﻣﺣﻠﮫ .ﻏﯾر أﻧﮭم ﻗﺎﻟوا :أﻧﮫ ﯾدور إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻣﮭﻣﺎ دارت راﺣﻠﺗﮫ أو واﺳطﺔ ﻧﻘﻠﮫ. ﻓﺈن ﻟم ﯾﻣﻛن اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻛﻌﺑﺔ ،وﻛذﻟك ﻓﻲ أي ﻣﻧطﻘﺔ ﺑﻌﯾدة ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﯾﮭﺎ ذﻟك. ﻓﺎﻟﻘﺑﻠﺔ ھﻲ اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ .ﻟوﺟود اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﺑوﺟودھﺎ اﻟﻣﺎدي أو اﻣﺗدادھﺎ اﻟﻣﻌﻧوي .واﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻷرض ﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺑﻼ إﺷﻛﺎل .وﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ اﺗﺳﺎع اﻟﺟﮭﺔ ﻣﻊ ھذا اﻟﻣﻘدار ﻣن اﻟﺑﻌد)).12 وﻛذﻟك ﻟو ﻛﺎن اﻟﻔرد ﯾﺑﻌد ﺑﺣﯾث ﯾرى اﻷرض ﻧﺟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻣﺎء ،ﻛﻣﺎ ﻟو ﻛﺎن ﯾﺻﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﻣر أو أﺣد اﻟﻛواﻛب اﻟﺷﻣﺳﯾﺔ .ﻓﺈﻧﮫ ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻷرض ﺑﻼ إﺷﻛﺎل. وإﻧﻣﺎ اﻹﺷﻛﺎل ﻓﯾﻣﺎ إذا ﻏﺎﺑت اﻷرض .ﻛﻣﺎ ﯾﻐﯾب اﻟﻘﻣر أﺣﯾﺎﻧﺎً ھﻧﺎ ،أو ﻛﺎن اﻟﻔرد ﻓﻲ ُﺑﻌد ﺳﺣﯾق ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾرى اﻷرض أﺻﻼً. ﻓﻌﻧدﺋذ ﯾﻛون ﻣﺷﻣوﻻً ﻟﻘوﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ) :ﻓﺄﯾﻧﻣﺎ ﺗ ّو ّﻟوا ﻓﺛم وﺟﮫ ﷲ( .وأﯾﻧﻣﺎ ﺗو ّﺟﮫ ﻛﺎن ذﻟك ﻣﺟزﯾﺎً. ﻧﻌم ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻷﺧﯾرة ،وھو ﻣﺎ إذا ﻟم ﯾﻛن ﯾرى اﻷرض وﻟﻛﻧﮫ ﻛﺎن ﯾرى اﻟﺷﻣس. ﻓﺎﻷﺣوط اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﺷﻣس .ﻷﻧﮫ ـ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ـ :إن اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﯾﮭﺎ ﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻷرض واﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﯾﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻛﻌﺑﺔ .وﺑﺗﻌﺑﯾر آﺧر :ﯾﺗﻌرف اﻟﻔرد ﻋﻠﻰ ﻣﺣل وﺟود
اﻟﻛﻌﺑﺔ ،ﺑﺗﻌ ّرﻓﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺣل وﺟود اﻟﺷﻣس .وھذا ﻏﺎﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﺳﺗطﯾﻌﮫ ھﻧﺎك .وﯾﺻدق اﻟﺗو ّﺟﮫ ﺑﻼ إﺷﻛﺎل ﻣﻊ اﺗﺳﺎع اﻟﺟﮭﺔ. وﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ ﻣﺟرة أﺧرى أﻣﻛن اﻟﻘول ﺑﺄن اﻷﺣوط أن ﯾﺗو ّﺟﮫ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﮫ إﻟﻰ ﻣﺟرﺗﻧﺎ ﺑﺻﻔﺗﮭﺎ ﺗﺣﺗوي ﻋﻠﻰ اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ .ﻓﯾﻛون اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﯾﮭﺎ ﺗو ّﺟﮭﺎ إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺎﻻﺗﺳﺎع. ﻧﻌم ،ﻟو ﺗﻌذر ﻛل ذﻟك ،ﻛﺎن ﻣﺷﻣوﻻً ﻟﻶﯾﺔ اﻟﻛرﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﻣﻌﻧﺎھﺎ ،واﻟﺗﻲ ﻓﮭﻣوا ﻣﻧﺎ إﻣﻛﺎن اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ أي ﺟﮭﺔ ﻣﻊ ﺗﻌ ّذر اﻟﻘﺑﻠﺔ. ﻗﺑﻠﺔ اﻟﻣﺗﺣﯾر: إذا ﻟم ﯾﻌرف اﻟﻔرد اﻟﻘﺑﻠﺔ وﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ ظن ﺑﺟﮭﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ،وﻟو ﺟﮭﺔ واﺳﻌﺔ .ﻓﮭﻧﺎ وﺟﮭﺎن ﻟﺗﻛﻠﯾﻔﮫ. اﻟوﺟﮫ اﻷول :وھو اﻟﻣﺷﮭور أﻧﮫ ﯾﺻﻠﻲ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﺟﮭﺎت ،ﯾﻛرر ﺻﻼﺗﮫ أرﺑﻊ ﻣرات، ﻣﻊ ﺳﻌﺔ اﻟوﻗت ﻓﺈن ﻟم ﯾﺳﻊ اﻛﺗﻔﻰ ﺑﺻﻼة واﺣدة ﺣﯾث ﺷﺎء. وﺟواﺑﮫ ﻣن ﻋدة ﺟﮭﺎت: اﻟﺟﮭﺔ اﻷوﻟﻰ :إن اﻟﻘﺎﻋدة اﻷوﻟﯾﺔ ﺗﻘﺗض اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺛﻼث ﺻﻠوات ،ﻻ أرﺑﻊ ،ﻟﺗﺳﺎﻟﻣﮭم ﺑﺄن ﺻﻼة اﻟﺟﺎھل ﻣﺟزﯾﺔ إذا ﻛﺎﻧت ﺑﯾن اﻟﯾﺳﺎر واﻟﯾﻣﯾن ﻋن اﻟﻘﺑﻠﺔ اﻟواﻗﻌﯾﺔ .ﺑل ذھب ﺑﻌﺿﮭم أﻧﮭﺎ ﻣﺟزﯾﺔ ﻣﺎ ﻟم ﯾﺳﺗدﯾر. وﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮫ إذا ﺻﻠّﻰ إﻟﻰ ﺛﻼث ﺟﮭﺎت .ﻓﻘد ﺻ ّﻠﻰ ﺑﻌﺿﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ أو ﻣﺎ ﻻ ﯾﺑﺗﻌد ﻋﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﯾﻣﯾن أو اﻟﺷﻣﺎل ﻗطﻌﺎً .إذ ﻣن اﻟﯾﻣﯾن إﻟﻰ اﻟﺷﻣﺎل 180درﺟﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗﻛون اﻟﺻﻼة إﻟﻰ ﺛﻼث ﺟﮭﺎت ،ﺗﻘﻊ واﺣدة ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ُﺑﻌد 120درﺟﺔ ،أو أﻗل: ﺑل ﺑﺎﻟﺗﺄﻛﯾد أﻗل ﻷن ﻏﺎﯾﺔ اﻟ ُﺑﻌد اﻟﻣﺗﺻور ،ھو أن ﺗﻘﻊ اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣﺎ ﺑﯾن ﺟﮭﺗﯾن ﻣن ﺻﻼﺗﮫ .وﻣﻌﻧﺎه أن إﺣداھﺎ ﺗﺑﺗﻌد ﻋن اﻟﻘﺑﻠﺔ 60درﺟﺔ ﻓﻘط .ﻓﻠﻣﺎذا ـ ﺑﻌد ﻛل ذﻟك ـ ﯾﺟب أن ﯾﺻﻠﻲ إﻟﻰ أرﺑﻊ ﺟﮭﺎت .ﻣﺎ ﻟم ﯾدل دﻟﯾل ﺗﻌﺑدي ﻋﻠﻰ ذﻟك .وھو ﻏﯾر ﻣﺗوﻓر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻧﺳﻣﻊ .ﺑل اﻟدﻟﯾل ﺑﺧﻼﻓﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﻧرى. اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :إن اﻹﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻏﯾر ﻣﺗوﻓر ،وإﻧﻣﺎ ھﻲ ﻣﺟرد ﺷﮭرة .وﻟو ﻛﺎن ﻣﺗﺣﻘﻘﺎً ﻓﮭو ﻟﯾس إﺟﻣﺎﻋﺎً ﺗﻌﺑدﯾﺎً ﻛﺎﺷﻔﺎً ﻋن رأي اﻟﻣﻌﺻوم ـ ﻋﻠﯾﮫ اﻟ ﱠﺳﻼم ـ ﻷن اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻔﻘﮭﺎء ﻛﻠﯾﺎً ﻋﻠﻰ اﻟرواﯾﺎت .وﻻ أﻗل ﻣن اﺣﺗﻣﺎﻟﮫ .ﻓﯾﺳﻘط اﻹﺟﻣﺎل ﻋن اﻟﺣﺟﯾﺔ. اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ :إن اﻟرواﯾﺎت اﻟواردة ﻓﻲ ذﻟك ﻏﯾر ﺗﺎﻣﺔ ﺳﻧداً .ﻣﻧﮭﺎ :ﻣرﺳﻠﺔ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﻠﻰ ﺑن اﻟﺣﺳﯾن ﻗﺎل :روى ﻓﯾﻣن ﻻ ﯾﮭﺗدي إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﺎزة أﻧﮫ ﯾﺻﻠﻰ أرﺑﻌﺔ ﺟواﻧب) .(13وﻋن ﻣﺣﻣد ﺑن ﯾﻌﻘوب :وروى أﯾﺿﺎً أﻧﮫ ﯾﺻﻠﻲ إﻟﻰ أرﺑﻊ
ﺟﮭﺎت)).14 ﻓﮭذه رواﯾﺎت ﻣراﺳﯾل وﺑﺈزاﺋﮭﺎ اﻟرواﯾﺎت اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺳﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ. اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ :أﻧﮫ ﯾﺻﻠﻲ ﺣﯾث ﯾﺷﺎء .ورد ﻓﻲ ذﻟك ﺧﺑران ﺻﺣﯾﺣﺎن أﺣدھﻣﺎ ﻋن ﻣﺣﻣد ﺑن ﻣﺳﻠم ﻋن أﺑﻲ ﺟﻌﻔر أﻧﮫ ﻗﺎل :ﯾﺟزي اﻟﻣﺗﺣﯾر أﺑداً أﯾﻧﻣﺎ ﺗو ّﺟﮫ إذا ﻟم ﯾﻌﻠم أﯾن وﺟﮫ اﻟﻘﺑﻠﺔ)).15 ﺛﺎﻧﯾﮭﻣﺎ ﻋن زرارة ﻗﺎل :ﺳﺄﻟت أﺑﺎ ﺟﻌﻔر ﻋن ﻗﺑﻠﺔ اﻟﻣﺗﺣﯾر .ﻓﻘﺎل :ﯾﺻﻠﻲ ﺣﯾث ﺷﺎء)).16 وﻗوﻟﮫ :ﺣﯾث ﺷﺎء ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻲ اﻻﺗﺟﺎه ﻻ ﻣﺟرد اﻟﻣﻛﺎن ﻛﻣﺎ ھو واﺿﺢ ،ﻷﻧﮫ ھو اﻟوﺟﮫ اﻟﻌرﻓﻲ ﻓﻲ ﺗطﺑﯾق اﻟﺟواب ﻋﻠﻰ اﻟﺳؤال اﻟذي ﻛﺎن ﻋن اﺗﺟﺎه اﻟﻣﺻﻠﻲ إﻟﻰ اﻟﻘﺑﻠﺔ. وﻋﻠﯾﮫ ﻓﺎﻟﺻﺣﯾﺢ ھو ھذا اﻟوﺟﮫ اﻟﺛﺎﻧﻲ .وإن ﻛﺎن اﻟوﺟﮫ اﻷول أوﻓق ﺑﺎﻻﺣﺗﯾﺎط، وﻟﻛﻧﮫ ـ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ـ اﺣﺗﯾﺎط اﺳﺗﺣﺑﺎﺑﻲ. ھذا وﻟﻛن ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺻدق ﻋﻠﯾﮫ أﻧﮫ ﻣﺗﺣﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺑﻠﺔ ﺣﻘﯾﻘﺔ ،وﻟﯾس ﻟﮫ ظن أو طرﯾق إﻟﻰ ﺗﺣﺻﯾل اﻟظن ﺑﺄي ﺟﮭﺔ ﻛﺎﻧت ،وإﻻﱠ ﻟزم اﻟﻌﻣل ﺑﺎﻟظن. اﻟﮭواﻣش ــــــــــــــــ )(1اﻟوﺳﺎﺋل ج .3أﺑواب اﻟﻘﺑﻠﺔ .ﺑﺎب .3 :ﺣدﯾث.2 : )(2اﻟﻣﺻدر :ﺑﺎب .2 :ﺣدﯾث .9 :وأﻧظر :ﺑﺎب .9 :ﺣدﯾث.2 : )(3اﻟﻣﺻدر :أﺑواب ﺻﻼة اﻟﺟﻧﺎزة .ﺑﺎب .35 :ﺣدﯾث.1 : )(4اﻟﻣﺻدر :أﺑواب اﻟﻘﺑﻠﺔ .ﺑﺎب .8 :ﺣدﯾث.2 : )(5اﻟﻣﺻدر :ﺣدﯾث.3 : )(6اﻟوﺳﺎﺋل ج .2أﺑواب اﻟﻘﺑﻠﺔ .ﺑﺎب .18 :ﺣدﯾث.1 : )(7اﻟوﺳﺎﺋل ج .2أﺑواب اﻟﻘﺑﻠﺔ .ﺑﺎب .19 :ﺣدﯾث.3 : )(8ﻗد ﯾﺳﺗﺛﻧﻲ ﻣن ذﻟك ﺟﺎﻧب اﻟﺷﺎذروان ﻣن اﻟﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﺷرﻓﺔ .ﻓﺈﻧﮫ ﻻ ﯾﺑﻌد أن ﯾﻛون ﻗﺑﻠﺔ أﯾﺿﺎً ﻓﺗﺻﺢ ﺻﻼﺗﮫ .ﻧﻌم ﻻ ﯾﺑﻌد اﻻﺣﺗﯾﺎط اﻻﺳﺗﺣﺑﺎﺑﻲ ﺑﺗرﻛﮫ. )(9اﻟﻣﺻدر :ﺑﺎب .5 :ﺣدﯾث.3 : )(10اﻟﻣﺻدر :ﺣدﯾث.1 : )(11اﻟﻣﺻدر :ﺣدﯾث.2 : )(12وﻗد ﯾﻘﺎل :إﻧﮫ ﯾﻣﻛن اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻟوﺟود اﻟوھﻣﻲ ﻟﻠﻛﻌﺑﺔ اﻟﻣﻣﺗد ﻓﻲ اﻟﻔﺿﺎء. وﯾﻛون ذﻟك ﻣﺟزﯾﺎً .إﻻﱠ أﻧﮫ ﻟﯾس ﺑﺻﺣﯾﺢ .أوﻻً :ﻷن اﻟﺟﻌل اﻟﺷرﻋﻲ ﻟﮭذا اﻻﻣﺗداد، ﻟم ﯾﺛﺑت أﻧﮫ ﺑﮭذا اﻟﻣﻘدار ﻏﯾر اﻟﻌرﻓﻲ .ﺛﺎﻧﯾﺎً :أن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣن ھﻧﺎك ﺑﻐض
اﻟﻧظر ﻋن اﻟﺗو ّﺟﮫ إﻟﻰ اﻷرض ،ﻓﻲ ﻋداد اﻟﻣﺳﺗﺣﯾل. )(13اﻟوﺳﺎﺋل ج .3أﺑواب اﻟﻘﺑﻠﺔ .ﺑﺎب .8:ﺣدﯾث.1 : )(14اﻟﻣﺻدر :ﺣدﯾث.4 : )(15اﻟﻣﺻدر :ﺣدﯾث.2 : )(16اﻟﻣﺻدر :ﺣدﯾث.3 : ------------------------------------------ اﻟﻣﺻدر :ﻣوﺳوﻋﺔ ﻣﺎ وراء اﻟﻔﻘﮫ ﻟﻠﺳﯾد اﻟﺷﮭﯾد ﻣﺣﻣد اﻟﺻدر
Search
Read the Text Version
- 1 - 17
Pages: