ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻭ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﺔ ﻋﻤﻞ اﻟﻄﺎﻟﺒﺔ :داﻧﺎ اﻟﻤﺤﻤﺪي ﺑﺈﺷﺮاف اﻟﻤﻌﻠﻤﺔ :ﻣﻬﺎ ﻋﺒﻴﺪاﻟﻠﻪ
ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻟﻐﺔ ﻭ ﺍﺻﻄﻼﺣًﺎ : اﻹﺳﺘﻌﺎرة ﻟﻐ ًﺔ :ﻫﻲ رﻓ ُﻊ اﻟﺸﻲء وﺗﺤﻮﻳﻠﻪ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﻟﻰ آﺧﺮ ،ﻛﺄن ُﻳﻘﺎل :اﺳﺘﻌﺮ ُت ﻣﻦ ﻓﻼن ﺷﻴﺌ ًﺎ ،أي ﺣﻮﻟ ُﺘﻪ ﻣﻦ ﻳﺪه إﻟﻰ ﻳﺪي، ا ّﻣﺎ اﺻﻄﻼﺣ ًﺎ :ﻓﻬﻲ ﻣﻦ ﻋﻠﻮم اﻟﺒﻼﻏﺔ اﻟ ُﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻠﻢ اﻟﺒﻴﺎن أﺣﺪ ﻓﺮوع ﻋﻠﻢ اﻟﺒﻼﻏﺔ ،واﻟﺘﻲ ﻋ ّﺮﻓﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ اﻷدﺑﺎء واﻟﺒﻠﻐﺎء ،ﻛﺎﻟﺠﺎﺣﻆ واﻟﺠﺮﺟﺎﻧﻲ، وﻛ ّﻞ أﻗﻮاﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﻣﺎ ﻳﺘﻌ ّﻠﻖ ﻓﻴﻬﺎ ﺗﺘﻠ ّﺨﺺ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ اﺳﺘﻌﻤﺎل ﻛﻠﻤﺔ أو ﻣﻌﻨﻰ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﺎ ُو ِﺿﻌﺖ ﺑﻪ أو ﺟﺎءت ﻟﻪ ﻟﻮﺟﻮد ﺷﺒﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻜﻤﺘﻴﻦ؛ وذﻟﻚ ﺑﻬﺪف اﻟﺘﻮﺳﻊ ﻓﻲ اﻟﻔﻜﺮة ،أو أ ّﻧﻬﺎ ﺗﺸﺒﻴﻪ ُﺣ ِﺬف أﺣ ُﺪ أرﻛﺎﻧﻬﺎ. ﻛﻘﻮل اﻟﺸﺎﻋﺮ\" :وإذا اﻟﻤﻨ ّﻴﺔ أﻧﺸﺒﺖ أﻇﻔﺎرﻫﺎ\" إذ إ ّن ﻛﻠﻤﺔ اﻟﻤﻨ ّﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻌﻨﻲ اﻟﻤﻮت ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ أﻇﺎﻓﺮ ﻟﻜﻨﻪ ﺷﺒﻬﻬﺎ ﺑﺎﻟﻮﺣﺶ اﻟﺬي ﻳﻤﻠﻚ أﻇﺎﻓﺮ، وﻗﺪ ُﺣ ِﺬف ﻫﻨﺎ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ وﻫﻮ اﻟﻮﺣﺶ ،و ُﻃ ّﺒﻖ ﻓ ّﻦ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﺑﺎﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﻟﻐﻴﺮ ﻣﺎ ﻧﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ ﻋﺎد ًة. 1
ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ : اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻧﻮع ﻣﻦ اﻟ َﻤﺠﺎز اﻟﻠﻐﻮ ّي ﻓﻲ ﻋﻠﻢ اﻟﺒﻼﻏﺔ ،وﻫﻮ ﻳﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ واﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻤﺠﺎزي اﻵﺧﺮ اﻟﻤﺨﺘﻠﻒ واﻟﺬي ﺗﻮ ّد إﻳﺼﺎﻟﻪ اﻟﺠﻤﻠﺔ ،وﻳﺘﻜ ّﻮن ﻣﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ : اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر ﻣﻨﻪ :اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﺻﻠﻲ اﻟﺬي ُوﺿ َﻌﺖ ﻟﻪ اﻟﻌﺒﺎرة أو ًﻻ ،وﻫﻮ \"اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ\". اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر ﻟﻪ :اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﻔﺮﻋﻲ اﻟﺬي ﻟﻢ ُﺗﻮ َﺿﻊ ﻟﻪ اﻟﻌﺒﺎرة أو ًﻻ وﻫﻮ \"اﻟﻤﺸ ﱠﺒﻪ\". اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر :أي اﻟﻠﻔﻆ اﻟ َﻤﻨﻘﻮل ﺑﻴﻦ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ واﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ ،أو ﻫﻮ وﺟﻪ اﻟ ﱠﺸ َﺒﻪ أو اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ. اﻟﻘﺮﻳﻨﺔ :ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻤﻨﻊ ﻣﻦ 2 إرادة اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘ ّﻲ ﻓﺘﻐﻴﺮه، وﻫﻲ إﻣﺎ ﻟﻔﻈﻴﺔ وإﻣﺎ ﺣﺎﻟﻴﺔ ﺗﺒﻴﻦ اﻟﺤﺎل.
وإذا اﻟ َﻤ ِﻨ ّﻴﺔ أﻧﺸ َﺒﺖ أﻇﻔﺎ َرﻫﺎ أﺑﺼﺮ ُت ﻛ ﱠﻞ ﺗﻤﻴﻤﺔ ﻻ ﺗﻨﻔ ُﻊ ﺷ ّﺒﻪ اﻟﺸﺎﻋﺮ اﻟ َﻤ ِﻨ ّﻴﺔ ﺑﺤﻴﻮان ُﻣﻔﺘ ِﺮس ﻟﻪ أﻇﺎﻓﺮ ،وﻗﺪ ﺣﺬف اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ ﻫﻨﺎ ،واﻟﻘﺮﻳﻨﺔ ﺗﻤﺜﻠﺖ ﻓﻲ إﺛﺒﺎت اﻷﻇﺎﻓﺮ ﻟﻠ َﻤ ِﻨ ّﻴﺔ. وﻣﻦ أﺷﻬﺮ ﻣﺎ ُذﻛﺮ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻣﻦ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ : ) َواﺷ َﺘ َﻌ َﻞ اﻟ ﱠﺮأ ُس َﺷﻴ ًﺒﺎ( ﻓﺎﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر ﻣﻨﻪ \"اﻟﻤﺸﺒﻪ ﺑﻪ\" ﻫﻮ اﻟﻨﺎر ،واﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر ﻟﻪ \"اﻟﻤﺸﺒﻪ\" ﻫﻮ اﻟ ﱠﺸﻴﺐ ،واﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر \"وﺟﻪ اﻟﺸﺒﻪ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ\" ﻫﻮ ﻓﻌﻞ اﻻﺷﺘﻌﺎل. 3
ﺃﺻﻞ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ : ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﺮب ﺗﺴﺘﻌﻴﺮ اﻟﻜﻠﻤﺔ ﻓﺘﻀﻌﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻜﺎن ﻛﻠﻤﺔ أﺧﺮى ﺗﺸﺒﻬﻬﺎ ،ﻛﺄن ﺗﻜﻮن ﺟﺰء ًا ﻣﻨﻬﺎ ،أو ﺳﺒﺒ ًﺎ ﻟﻬﺎ ،ﻛﻘﻮل اﻟﻌﺮب: أﺻﺎ َﺑﻨﺎ رﺑﻴ ٌﻊ ﺑﺎﻛ ٌﺮ؛ إذا أﻣﻄﺮت ﺑﺎﻛﺮ ًا ﻓﻲ ﻓﺼﻞ اﻟﺮﺑﻴﻊ ،وﻟﻜ ﱢﻞ اﺳﺘﻌﺎرة ﻣﻌﻨﻰ ﺣﻘﻴﻘ ّﻲ ،وﺑﻴﺎن ﻣﺸﺘﺮك ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺘﻌﺎر ،واﻟﻤﺴﺘﻌﺎر ﻟﻪ ﻻ ُﻳﻔ َﻬﻢ إﻻ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎرة. 4
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ : اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ذﻛﺮ أﺣﺪ أﻃﺮاﻓﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎ ُذﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ أو ُﺻ ﱢﺮح ﻓﻴﻬﺎ اﺳﺘﻌﺎرة ﺑﻠﻔﻆ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ ﺗﺼﺮﻳﺤ ّﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ُﺣ ِﺬف ﻓﻴﻬﺎ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ اﺳﺘﻌﺎرة و ُر ِﻣﺰ ﻟﻪ ﺑﺸﻲء ﻣﻦ ﻟﻮازﻣﻪ ﻣﻜﻨ ّﻴﺔ 5
اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ اﻟﻠﻔﻆ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻠﻔﻆ اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر اﺳﻤ ًﺎ اﺳﺘﻌﺎرة ﺟﺎﻣﺪ ًا ﻏﻴﺮ ُﻣﺸﺘ ّﻖ أﺻﻠ ّﻴﺔ ﻫﻲ أن ﻳﻜﻮن اﻟﻠﻔﻆ اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر اﺳﺘﻌﺎرة اﺳﻤ ًﺎ ﻣﺸﺘ ّﻘ ًﺎ ،أو ﻓﻌ ًﻼ ﺗﺒﻌ ّﻴﺔ 6
اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻃﺮﻓﻴﻬﺎ ﻫﻲ ﻣﺎ ُذ ِﻛﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﻼﺋﻢ وﻳﻨﺎﺳﺐ اﺳﺘﻌﺎرة اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ ﺑﻌﺪ ﺣﺬﻓﻪ ﻣﺮﺷﺤﺔ ﻫﻲ ﻣﺎ ُذﻛﺮ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻼﺋﻢ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ اﺳﺘﻌﺎرة أي )اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر ﻟﻪ( ﻣﺠﺮدة ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺧﻠﺖ ﻣﻦ ﻣﻼﺋﻤﺎت اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ اﺳﺘﻌﺎرة واﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ ،أو ﻫﻲ أﻳﻀ ًﺎ ﻣﺎ ُذ ِﻛﺮ ﻣﻄﻠﻘﺔ ﻣﻌﻬﺎ ﻣﻼﺋﻤﺎت اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ واﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ 7 ﻣﻌ ًﺎ
اﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟ ُﻤﻔ َﺮدة اﻟ ُﻤﺮ ﱠﻛﺒﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر ﻓﻴﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻟﻔﻈ ًﺎ ﻣﻔﺮد ًا ،ﻛﺎﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺘﺼﺮﻳﺤ ّﻴﺔ اﻟ ُﻤﻔ َﺮدة واﻟﻤﻜﻨ ّﻴﺔ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﻳﻜﻮن اﻟ ُﻤﺴﺘﻌﺎر ﻓﻴﻬﺎ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﺗﺮﻛﻴﺒ ًﺎ وﻟﻴﺲ ﻟﻔﻈ ًﺎ واﺣﺪ ًا ،و ُﺗﺴ ﱠﻤﻰ اﻟ ُﻤﺮ ﱠﻛﺒﺔ ﺑﺎﻻﺳﺘﻌﺎرة اﻟﺘﻤﺜﻴﻠ ّﻴﺔ ،وﻫﻲ ﺗﺮﻛﻴﺐ 8 اﺳ ُﺘﻌ ِﻤﻞ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﻟﻮﺟﻮد ﺗﺸﺎﺑﻪ ﻣﻊ ﻗﺮﻳﻨﺔ ﺗﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻷﺻﻠ ّﻲ وﺗﻌﻄﻲ ﻣﻌﻨﻰ آﺧﺮ
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ : ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﺻﻔﺔ ﻣﻦ ﺻﻔﺎت اﻟﺒﻼﻏﺔ وﻓﺼﺎﺣﺔ اﻟﻘﻮل ،ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻄﻲ ﻣﻌﺎ ٍن ﻛﺜﻴﺮة ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻳﺴﻴﺮة وﻗﻠﻴﻠﺔ. ﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﺼﻬﺎ اﻟﺘﺸﺨﻴﺺ وﺑ ّﺚ اﻟﺤﻴﺎة ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺠﺎﻣﺪ ﻟﺘﻠ ّﻮﻧﻪ وﺗﻤﻨﺤﻪ روﻧ ًﻘﺎ ﺟﺪﻳ ًﺪا وﺗﺒﺮز ﺻﻮ ًرا ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻟﻪ ﻗﺪ ﻻ ﺗﺨﻄﺮ ﻋﻠﻰ ﺑﺎل اﻟﺴﺎﻣﻊ. 9
ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ ﻟﻐ ًﺔ ﻫﻮ ﻣﺼﺪر اﻟﻔﻌﻞ َﺷﺒﻪ ،وﻫﻮ ُﻣﻤﺎﺛﻠﺔ اﻟ ّﺸﻲء ﻟﺸﻲء آﺧﺮ ،واﺻﻄﻼﺣ ًﺎ ُﻳﻌﺮف ﺑﺄ ّﻧﻪ اﺷﺘﺮاك ﺷﻴﺌﻴﻦ أو ﺷﺨﺼﻴﻦ ﻓﻲ ﺻﻔ ٍﺔ واﺣﺪة ُﺗﻘ ّﺮﺑﻬﻤﺎ ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ،وﻳﻜﻮن اﻷول أﻓﻀﻞ ﻣﻦ اﻟ ّﺜﺎﻧﻲ ﻓﻴﻬﺎ، وﻳﺘ ّﻢ اﺳﺘﺨﺪام أداة ﺗﺸﺒﻴ ٍﻪ ﻓﻴﻪ ،وﻳﻜﻮن اﻟﻬﺪف ﻣﻦ إﻳﺮاده واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﺟﻤﺎﻟ ّﻴ ًﺎ أو ﺗﻮﺿﻴﺤ ّﻴ ًﺎ أو ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ اﻟ ّﺼﻮرة ﻟﻠ ّﺴﺎﻣﻊ ،وﻟﻴﺲ ﺷﺮﻃ ًﺎ أن ﻳﻨﺘﻤﻲ اﻟ ّﻄﺮﻓﺎن اﻟ ّﻠﺬان ﺟﺮى ﺗﺸﺒﻴﻬﻬﻤﺎ ﻟﻨﻔﺲ اﻟﺠﻨﺲ أو اﻟﻔﺼﻴﻠﺔ ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﻘﺪ ُﻳﺸ ﱠﺒﻪ اﻟ ّﺮﺟﻞ ﺑﺎﻷﺳﺪ ،وﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ إ ّن اﻟ ّﺮﺟﻞ إﻧﺴﺎ ٌن واﻷﺳﺪ ﺣﻴﻮان ،وﺣﻴﻦ ُﺗﺸ ﱠﺒﻪ اﻟﻔﺘﺎة ﺑﺎﻟﻘﻤﺮ ﻓﺈ ّن اﻟﻔﺘﺎة ﻛﺎﺋ ٌﻦ ﺣ ّﻲ واﻟﻘﻤﺮ ﺟﻤﺎد. 10
ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ُﺗﻌﺘﺒﺮ أدوات اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ أدوات اﻟ ّﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ واﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ، وﻻ ﻳﺘﻢ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ إﻻ ﺑﻬﺎ ،وﻟﻬﺎ دور ﺧﺎص ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ ،وﻣﻦ اﻟ ُﻤﻤﻜﻦ ﺣﺬﻓﻬﺎ ،وﻣﻦ اﻟ ُﻤﺘﺪا َول ﻓﻲ اﻟ ّﻠﻐﺔ ﺑﺄن ﺣﺬف اﻷداة أﺑﻠﻎ ﻣﻦ ذﻛﺮﻫﺎُ ،ﺗﻘﺴﻢ ﻫﺬه اﻷدوات إﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻗﺴﺎم أن ﺗﻜﻮن اﻷداة اﺳﻤ ًﺎ :ﻣﺜﻞ )ﺷﺒﻪ ،ﻣﺜﻞ ،ﺷﺒﻴﻪ، ﻣﺜﻴﻞ( وذﻟﻚ ﻣﺜﻞ اﻟﻘﻮل :اﻟﻤﺮأة ﻣﺜﻞ اﻟﻮردة. أن ﺗﻜﻮن اﻷداة ﺣﺮﻓ ًﺎ :ﻣﺜﻞ ﺣﺮف اﻟﻜﺎف )ك( ،و)ﻛﺄن(، ﻛﺎﻟﻘﻮل :ﻣﺤﻤ ٌﺪ ﻛﺎﻟﻐﻴﺚ؛ ﻓﺎﻷداة اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﺔ ﻫﻨﺎ ﻟﺘﺸﺒﻬﻪ ﺑﺎﻟﻤﻄﺮ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺮﻣﻪ ،وﻋﻨﺪ اﺳﺘﺨﺪام أداة اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ )ﻛﺄن( ﻓﺈن اﻟﻮاﺟﺐ ﺗﻘﺪﻳﻢ أداة اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺠﻤﻠﺔ ﻣﺜﻞ ﻗﻮﻟﻨﺎ :ﻛﺄ ّن زﻳ ٌﺪ أﺳﺪ ًا. أن ﺗﻜﻮن أداة اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ ﻓﻌ ًﻼ :ﻣﺜﻞ ) ُﻳﺸﺒﻪُ ،ﻳﻤﺎ ِﺛﻞ، 11 ﻳﺸﺎﺑﻪ ،ﻳﺤ َﺴﺐ( ،ﻛﺎﻟﻘﻮل :ﺻﻮﺗﻬﺎ ُﻳﻤﺎﺛﻞ اﻟﻨﻐﻢ؛ ﻛﻨﺎﻳ ًﺔ ﻋﻦ أ ّن ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺟﻤﻴﻞ ﻛﺎﻟﻨﻐﻢ.
ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ُﻤﺮ َﺳﻞ :ﻫﻮ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺬي ُذ ِﻛﺮت ﻓﻴﻪ أداة اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ. اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ُﻤﺆ ّﻛﺪ :ﻫﻮ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺬي ُﺣ ِﺬﻓﺖ ﻣﻨﻪ اﻷداة. اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ُﻤﺠ َﻤﻞ :ﻫﻮ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺬي ُﺣ ِﺬف ﻣﻨﻪ وﺟﻪ اﻟ ّﺸﺒﻪ ﺑﻴﻦ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ واﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ. اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ُﻤﻔ ّﺼﻞ :ﻫﻮ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺬي ُذ ِﻛﺮ ﻓﻴﻪ وﺟﻪ اﻟ ّﺸﺒﻪ. اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺒﻠﻴﻎ :ﻫﻮ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟﺬي ُﺣ ِﺬﻓﺖ ﻣﻨﻪ اﻷداة ووﺟﻪ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ. اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ُﻤﻔ َﺮد :ﻫﻮ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟ ُﻤﻔ َﺮد ﺑﺎﻟ ُﻤﻔ َﺮد. 12
ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻫﻮ اﻟ ّﻄﺮف اﻟﺬي ُﻳﺸﺒﻬﻪ اﻟ ُﻤﺘﺤ ّﺪث ﺑﺸﻲ ٍء ﻣﺎ. اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﻫﻮ اﻟ ّﻄﺮف اﻟﺬي ﻳﺘ ّﻢ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﻟ ّﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﺑﻪ. ﺑﻪ ﻫﻲ اﻟﺤﺮف أو اﻟﻜﻠﻤﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ اﻟ ُﻤﺘﻜ ّﻠﻢ ﻟﺘﺸﺒﻴﻪ أداة اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﺎﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ ،ﻓﺘﺮﺑﻂ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺑﻌﺪ أن ﻳﻜﻮﻧﺎ ُﻣﺘﺒﺎﻋﺪﻳﻦ اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ ﻓﻲ اﻟﺠﻤﻠﺔ اﻟﻮاﺣﺪة ،وﻗﺪ ُﺗﺬ َﻛﺮ أو ُﺗﺤ َﺬف ﺗﺒﻌ ًﺎ ﻟﻨﻮع اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ اﻟ ُﻤﺴﺘﺨ َﺪم. وﺟﻪ ﻫﻲ اﻟ ّﺼﻔﺔ اﻟ ُﻤﺸ َﺘﺮﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺠﻤﻊ ﺑﻴﻦ اﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ واﻟ ُﻤﺸ ﱠﺒﻪ ﺑﻪ، اﻟ ّﺸﺒﻪ وﺗﻜﻮن ﻫﺬه اﻟ ّﺼﻔﺔ أﻗﻮى ﻓﻲ اﻟ ُﻤﺸ ّﺒﻪ ﺑﻪ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ اﻟ ُﻤﺸ ّﺒﻪ ،وﻗﺪ ُﻳﺤ َﺬف وﺟﻪ اﻟ ّﺸﺒﻪ أو ُﻳﺬ َﻛﺮ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻮع اﻟ ّﺘﺸﺒﻴﻪ. 13
ﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ﻭ ﺍﻹﺳﺘﻌﺎﺭﺓ ﻻ ُﻳﺴﺘﻌ َﻤﻞ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ إ ّﻻ ﻟﻐﺮﺿﻪ اﻟ ُﻤﺴﺘﺨ َﺪم ﻟﻪ ﻓﻲ أﺻﻞ اﻟﻠﻐﺔ ،ﻓﻼ ﻳﺘﻐ ّﻴﺮ ﻓﻴﻪ اﻟﻤﻌﻨﻰ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻟﻠﺠﻤﻠﺔ واﻟﺬي اﻟﺬي ﻧﻮ ّد إﻳﺼﺎﻟﻪ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ. أ ّﻣﺎ اﻻﺳﺘﻌﺎرة ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﺠﻤﻠﺔ واﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﻣﺎ ﻳﺠﺐ أن ﺗﻮﺻﻠﻪ ﻟﻠﻤﺘﻠﻘﻲ ،ﻓﻨﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻟﻔﻈﻬﺎ وﻣﻌﻨﺎﻫﺎ اﻟﺤﻘﻴﻘﻲ؛ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈ ّن ﻛ ّﻞ اﺳﺘﻌﺎرة ﺗﺘﻀ ّﻤﻦ ﻣﻌﻨﻰ اﻟﺘﺸﺒﻴﻪ ،ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﻌﺪ ﻛﻞ ﺗﺸﺒﻴﻪ اﺳﺘﻌﺎرة. 14
Search
Read the Text Version
- 1 - 15
Pages: