Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مجلة محابر1

مجلة محابر1

Published by letsread9999, 2020-10-07 17:13:54

Description: Mahaabir Magazine
مجلة دورية تصدر كل ثلاثة أشهر منبثقة من مبادرة
@lets_read32
، للتواصل وإرسال المشاركات: [email protected]

Search

Read the Text Version

‫فريق التحرير‬ ‫ديباجة التحرير‬ ‫رئيسة التحرير ‪:‬‬ ‫في لقاء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ‪ -‬حفظه الله ‪ -‬قال‬ ‫أثير العمري‬ ‫متحد ًثا ‪:‬‬ ‫نائبة رئيسة التحرير ‪:‬‬ ‫«‏ أصبــح ال ُبعــد الثقافــي ُم ْر َت َكــ ًزا أساســيا فــي العلاقــات بيــن الــدول والشــعوب ومــن المهــم‬ ‫جميلة شعلان‬ ‫تعزيــزه لخدمــة الســلم والأمــن ال ّدولييــن » مــا قالــه الملــك ســلمان أشــعل همــة فريقنــا إلــى‬ ‫لجنة المحتوى ‪:‬‬ ‫تجــاوز الدورالتقليــدي فــي التعاطــي مــع الثقافــة والقــراءة فعزمنــا المســير علــى إصــدار‬ ‫أ‪.‬حنان الغامدي‬ ‫مجلـــة قرائيـــة فيهـــا الفرائـــد ذو الفوائـــد الممتعـــة لتـــزدان وتكتمـــل الحكايـــة ومضـــت الأيـــام‬ ‫أ‪.‬شروق القويعي‬ ‫أصالة كنبيجه‬ ‫والفكـــرة الأولـــى تكبـــر فـــي نفوســـنا ‪ ،‬وتلـــ ُّح عل ّينـــا‬ ‫فبدأ السع ُي في إخراج هذه المجلة ‪ ،‬التي اخترنا لها مسمى ( َمحا ِبر ) لنخلد بمداد‬ ‫إيمان الظفر‬ ‫أقلامنــا ملامحنــا الثقافيــة وهويتنــا العربيــة فــي صفحــات الأيــام يتداولهــا جيــ ًا بعــد جيــل ‪،‬‬ ‫لجين سمير‬ ‫ليلى العصيلي‬ ‫فتشــرب منــه القلــوب العطــاش ‪ ،‬وتبتــل منــه محابــر الأقــام الناشــئة ‪،‬‬ ‫مها الحجوري‬ ‫فتتزي ُن البلاد بلآلئ الضياء العربية الفصيحة سائلين الله السداد و العون لتقديم‬ ‫دعاء فيصل‬ ‫سميحة الشنقيطي‬ ‫ما يرضيه أول ًا ثم ما يليق بذائقتكم الندية العذبة ‪.‬‬ ‫أ‪.‬غادة الجحدلي‬ ‫ربى الجابري‬ ‫نائبة رئيسة التحرير ‪ :‬جميلة شعلان‬ ‫جمانة ثروت‬ ‫نوال العروسي‬ ‫لجنة التصميم ‪:‬‬ ‫رزان السيد‬ ‫سارة السلمي‬ ‫بهجة علي‬ ‫العلاقات العامة ‪:‬‬ ‫هياء آل ظافر‬ ‫تدقيق لغوي ‪:‬‬ ‫خلود السلمي‬ ‫آمنة العزيزي‬ ‫عبير فصي‬

‫العدد الأول‬ ‫‪ 10‬شــــــوال ‪ 1441‬هـ | يونيو ‪2020‬‬

‫الفهرس‬ ‫تحديات القراءة بين قطبي الكم والنوع ‪6‬‬ ‫الفتـــور القرائـــي ‪7‬‬ ‫انحنــــاءة قلــــم ‪8‬‬ ‫وصايـــــا قارئــــــة ‪9‬‬ ‫استراحــــة الحــــرف ‪10‬‬ ‫رحلــــة كتــــاب ‪11‬‬ ‫إنهم غراسكم (ال ّرا ِعية ) ‪12‬‬ ‫علي الطنطاوي على مائدة الأدب ‪13‬‬ ‫في أيلول تنتهي الحكايات ‪14‬‬ ‫الرهان ( حكاية روسية ) ‪16‬‬ ‫إشراقـــة أمــــل ‪18‬‬ ‫بريد العدد ( الرقم تسعة ) ‪19‬‬ ‫قصة مثل ( حجر سنمار ) ‪20‬‬ ‫لقــــاء العـــدد ‪21‬‬ ‫استراحة العدد ‪23‬‬ ‫كلمـــــة ختـــــام ‪24‬‬

‫تحديات القراءة‬ ‫بين قطبي الكم والنوع‬ ‫التحديـات وانتشـارها لأنهـا وإن سـاهمت‬ ‫مـن هـذه التحديـات تركـز علـى كـ ّم الكتـب‬ ‫فيمــا يحــاول ك ّل قــارئ أن يرتقــي فــي‬ ‫المقــروءة‪ ،‬فهــي تلقــى رواجهــا عنــد فئــة‬ ‫علاقتـه بالفعـل القرائـي ‪ ،‬يتبـ ّدى هاجـ ٌس‬ ‫فــي صناعــة قــارئ يســعى خلــف تعــداد‬ ‫مــن القــ ّراء دون أخــرى‪.‬‬ ‫الكتـب فهـي علـى مسـتوى مـواز تسـاهم‬ ‫ومــع ذلــك تعــد تحديــات القــراءة إحــدى‬ ‫يؤ ّرقـه ويضعـه بيـن مأزقيـن ‪ :‬كـ ّم الكتـب‬ ‫فـي صناعـة قـارئ نوعـ ّي يرتقـي ب ٍمعاييـره‬ ‫الممارســات الصحيــة التــي تســاهم فــي‬ ‫صنـع الحـراك المسـتمر فـي عالـم القـراءة‬ ‫التـي قرأهـا أو ينـوي قراءتهـا ونوعيـة تلـك‬ ‫ويبحــث ع ّمــا يســتحق القــراءة فعــ ًا‪.‬‬ ‫وتفــرز لنــا أعــدا ًدا كبيــرة مــن القــ ّراء علــى‬ ‫اختــاف أنواعهــم فضــ ًا عــن كونهــا كمــا‬ ‫الكتــب‪.‬‬ ‫ذكــرت ســل ًفا تســاعد القــارئ علــى طــرق‬ ‫فتحــدي القــراءة العربــي مثــ ًا هــو أحــد‬ ‫مجــالات جديــدة لــم يألفهــا فــي قراءاتــه‪.‬‬ ‫فالقــارئ فــي مرحلــة مــا قــد تأخــذه عــزة‬ ‫أمّـا بالنسـبة لمـن يقـف موقـف الاعتـراض‬ ‫التحديــات التــي تأخــذ فــي اعتبارهــا كــمّ‬ ‫منهــا ‪ ،‬فربمــا لــو قــام بمراجعــة ســريعة‬ ‫الاعتــداد بكــ ّم قراءاتــه وتنــ ّوع مجالاتهــا‪،‬‬ ‫لعلاقتـه بالقـراءة وتط ّورهـا لوجـد أنـه قـام‬ ‫الكتـب المقـروءة لكنـه بالمقابـل يأخـذ فـي‬ ‫ابلفتــقـحـياـر ٍداكئقتلرـائوــسرــ ٍيادببيوهاشمـــ ّككي ٍعملـــامـندـااةلأقوـمرباآسءـخـــةتر‪،‬رمغرفبتةـةحيدمعينـــــ ّدده‬ ‫أو قــد يكــون متطل ًعــا إلــى تحقيــق أرقــام‬ ‫تحد ًيـا‪ ،‬والقـارئ الـذي يضـع ضمـن خطتـه‬ ‫اعتبــاره أي ًضــا كيفيــة قراءتهــا‪.‬‬ ‫الشـخصية هد ًفـا يضاعـف مـن خلالـه عدد‬ ‫معينـة فـي عـدد الكتـب التـي يتفـ ّوق بهـا‬ ‫الكتـب الـذي اعتـاد قراءتهـا خـال شـهر أو‬ ‫وتحــدي القائمــة الــذي يــ ّروج لــه متجــر‬ ‫عــام يتحــ ّدى نفســه‪ ،‬وآخــر يخــوض غ ٍمــار‬ ‫علـى نفسـه عا ًمـا تلـ َو آخـر أو ينافـس بهـا‬ ‫التحــدي بمحاولــة القــراءة فــي مجــال لا‬ ‫بوكتشــينو يأخــذ فــي اعتبــاره الشــروط‬ ‫يعجبــه حتــى تتســع قراءاتــه‪ ،‬آخــر يتم ٍّثــل‬ ‫آخريــن ‪ ،‬ثــم نجــده هــو نفســه فــي مرحلــة‬ ‫تحديــه فــي تغييــر طريقــة تعاطيــه مــع‬ ‫مختلفــة يمــارس الانتقائيــة ال ّتامــة مــع‬ ‫الغريبـة التـي لا تخطـر للقـارئ فـي أحوالـه‬ ‫العمل ّيـة القـراءة‪ ،‬إذن كل ممارسـة قرائيـة‬ ‫الكتــب بح ًثــا عــن أجودهــا وأنفعهــا لغــة‬ ‫تنتقـل بنـا إلـى مسـتوى جديـد ومختلـف أو‬ ‫العاد يــة‪.‬‬ ‫أعلـى مـع الفعـل القرائـي تعـ ّد تحد ًيـا‪.‬‬ ‫أمــا بالنســبة للتحــدي الفريــد مــن نوعــه‬ ‫لا يلـزم أ ّي قـارئ أن يخـوض تحد ًيـا قرائ ًيا لا‬ ‫ومضمو ًنـا حسـب معاييـره الذاتيـة والتـي‬ ‫يأخـذ بوعيـه إلـى أبعـد مـن مرمـى ناظريه أو‬ ‫وهـو ماراثـون القـراءة الخيـري الـذي أقيـم‬ ‫تكــون فــي تطــ ّور دائــم مــع كل كتــاب أو‬ ‫ينـأى بـه عـن خصوصيـة الفعـل القرائي‪.‬‬ ‫فــي دولــة الكويــت برعايــة مركــز كلينــكا‬ ‫وبمــا أن كل كتــاب وكل تجربــة تســاهم‬ ‫تجربــة قرائيــة‪.‬‬ ‫فـي نضـج العمليـة القرائيـة لـدى القـارئ‬ ‫لطــب الأســنان و بنــك بوبيــان ومكتبــة‬ ‫لا ينبغــي أن نهــاب وجــود مثــل هــذه‬ ‫نجــد أ ّن مواقــف القــ ّراء إزاء الممارســات‬ ‫تكويــن والــذي تقــوم فكرتــه علــى التبــرع‬ ‫القرائيــة التــي تنتمــي لأحــد القطبيــن‬ ‫بدينــار مقابــل كل ‪ 10‬صفحــات يقرؤهــا‬ ‫ئ فـي مرحلتـه‬ ‫باوأخحتـــدا أفبتــورزّجـهااللمقـامرا‬ ‫تختلـف‬ ‫رســات التــي‬ ‫الآتيــة‬ ‫الشــخص‪ ،‬لمســاعدة طفــل معســر‬ ‫ح ّتـى يتعلـم‪،‬‬ ‫الهـكـوـ أ ّمي‪ً ،‬كضـــا ّمت احلـ ٍدصيفدفحـــاع اتل‪،‬قـواكرــئم‬ ‫للتفكيــر فــي‬ ‫بيعشــصـكـلفوباهــضاــارحتيــعــانب اهلــقـذـ ّرهااءل امليــسوــأملةو‪:‬تعهــّبــري‬ ‫تحديــا ٍت القــراءة‪.‬‬ ‫الكتــب التــي يقرؤهــا ‪ ،‬لكــ ّن ليــس هنــاك‬ ‫ئ مـا « كيـف يقـرأ «‪.‬‬ ‫ر‬ ‫يتجحـيــٍد يبفـرفلوضبيــعرلـىعــقـنا‬ ‫ر اولاا ًججــتامكابعيــــ ًراي‬ ‫هــذه التحديــات التــي لاقــت‬ ‫ســؤال يســتوضح‬ ‫بفضــل مواقــع التواصــل‬ ‫هويـة الذيـن سـيقودون الجنس البشـري‬ ‫عامـة وحسـابات متاجر الكتـب الإلكترونية‬ ‫‪ ،‬فيقـول ‪ :‬الذيـن يعرفـون « كيـف يقـرؤون‬ ‫خاصــة‪.‬‬ ‫فالقضيـة لا تكمـن فـي كـمّ مـا تقـرأ‪ ،‬لكنهـا‬ ‫لا يوجــ ُد مفهــو ٌم واضــح ومحــدد لتلــك‬ ‫بالضـرورة فـي كيـف تقـرأ مـا تقـرأ‪.‬‬ ‫التحديــات غيــر أنهــا تتســم بالتنــوع‬ ‫وتســاعد القــارئ علــى التطــرق لك ّتــاب‬ ‫أصالة كنبيجه‬ ‫مختلفيــن ومجــالات جديــدة خارجــة عــن‬ ‫المألــوف و المعــروف ‪ ،‬وحيــث أ ّن الكثيــر‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪6‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫الفتور القرائي؟‬ ‫غالبـــ ًا مـــا يواجهنـــا فتـــور وخمـــول تجـــاه التفكيــر والتحليــل وذاكرتهــم و آراءهــم‬ ‫القـــراءة‪ ،‬وتختلـــف مـــدة الفتـــور مـــا بيـــن الخاصـــة و تمنحهـــم الوقـــت فـــي بنـــاء‬ ‫يوميـــن إلـــى عـــدة أشـــهر وقـــد يكـــون علاقـــة وطيـــدة مـــع الكاتـــب‪ ،‬فكليهمـــا‬ ‫الســـبب فـــي آخـــر كتـــاب قرأنـــاه أو عـــدم مُنهمكيـــن فـــي مُحادثـــة ُم َطو ًلـــة‬ ‫وجـود كتـب مدهشـة أو صعوبـة اختيـار وحماســية كتلــك التــي بيــن المًحبيــن»‪.‬‬ ‫كتــاب يســتهوي القــارئ بالإضافــة إلــى ‏بالتالـــي يشـــكل إلينـــا هـــذا الاقتبـــاس‬ ‫أنـــه لا بـــد أن تتـــرك المســـاحة لعقلـــك‬ ‫التشـــتت العقلـــي‪.‬‬ ‫‏فيكمـــن هنـــا التســـاؤل‪ :‬كيـــف أجعـــل حتــى يســتوعب كل مــا يقــرأه‪ ،‬ولا تجبــره‬ ‫قراءتـــي مســـتمرة ومليئـــة بالتركيـــز علـــى القـــراءة بـــل أعطـــه كامـــل الحريـــة‬ ‫لتتركـــز المعلومـــات وتكتمـــل عمليـــة‬ ‫و ا لا ســـتمتا ع ؟‬ ‫‏ ذكــر العالــم النفســي فيكتــور نيــل فــي الاســـتيعاب والفهـــم الذهنـــي‪.‬‬ ‫دراســة حــول الحالــة النفســية للقــراءة ‏ويأتـــي تركيزنـــا بعـــد ذلـــك علـــى طريقـــة‬ ‫الممتعـــة‪« :‬أن القـــراء عندمـــا يصلـــون اختيـــار الكتـــاب الأمثـــل للمرحلـــة التـــي‬ ‫إلـــى الدرجـــة ال ُعليـــا مـــن الاســـتمتاع نمـــر بهـــا‪ ،‬إمـــا بالبحـــث والاطـــاع علـــى‬ ‫بالقـــراءة‪ ،‬تتباطـــأ وتيـــرة قراءتهـــم ملخصـــات الكتـــب أو النبـــذة البســـيطة‬ ‫فـــي الواقـــع فـــإن تركيبـــة الســـرعة مـــع التـي تأتـي خلـف كل كتـاب أو عبـر نصائـح‬ ‫الطلاقـــة فـــي فهـــم الكلمـــات والبـــطء الأصدقـــاء‪ ،‬فـــإذا كنـــا فـــي مرحلـــة مـــن‬ ‫والتقـــدم غيـــر المُتســـرع فـــي قلـــب الضغـــط والمهـــام الكثيـــرة قـــد نميـــل‬ ‫الصفحـــات ُيعطـــي القـــارئ العميـــق للكتــب الخفيفــة التــي لا تتعــدى الـــمئة‬ ‫الوقـــت فـــي إثـــراء قراءتـــه عـــن طريـــق صفحـــة‪ ،‬وأن كنـــا فـــي مرحلـــة مليئـــة‬ ‫بالهـــدوء والراحـــة قـــد نندمـــج مـــع أحـــد‬ ‫كتـــب الفلســـفة أو الروايـــات العميقـــة‬ ‫ونســـتطيع القـــول بـــأن مرحلـــة الفتـــور‬ ‫مختلفـــة مـــن شـــخص إلـــى آخـــر‪،‬‬ ‫فاكتشـــف أســـبابك وعالجهـــا حتـــى لا‬ ‫تصبـــح طويلـــة جـــد ًا‪.‬‬ ‫إيمان الظفر‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ ‪7‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫انحناءة قلم‬ ‫عندمــا خلــق الله آدم عليــه الســام بعــث جبريــل إلــى الأرض ليأتــي‬ ‫بقبضـة منهـا‪ ،‬فقالـت الأرض لجبريـل ‪ :‬أعـوذ بـالله منـك أن تنقص مني‬ ‫شـيئا أو تشـينني‪ ،‬فــرجع جبريـل وقـال يـارب إنهـا عـاذت بـك فأعذتها‪،‬‬ ‫فبعـث الله ميكائيـل فقالـت الأرض ‪ :‬مثلمـا قالـت لجبريـل فــرجع إلى‬ ‫الله وقـال ‪ :‬عـاذت بـك فأعذتهـا‪ ،‬فبعـث الله ملـك المـوت إلـى الأرض‬ ‫فقالــت لــه كمــا قالــت لجبريــل وميكائيــل‪ ،‬فــرد ملــك المــوت ‪ :‬وأنــا‬ ‫أعــوذ بــالله مــن أن أرجــع ولــم أنفــذ أمــره‪ ،‬فأخــذ قبضــ ًة مــن وجــه‬ ‫الأرض ‪ ،‬تربـة حمـراء وبيضـاء وسـوداء‪ ،‬لذلـك خـرج بنـو آدم مختلفيـن‪.‬‬ ‫نختلـف فـي اللـون والشـكل ونتفـق فـي الإنسـانية نحـن بشـر فـي‬ ‫اتحادنــا قــوه وبديننــا عــزة فخالقنــا أحســن َخلقنــا فمــن واجبنــا أن‬ ‫نحســن ُخلقنــا ‪.‬‬ ‫أ‪ .‬غادة الجحدلي‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪8‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫وصايا قارئة‬ ‫لـم تبـرح مكانـك! فالقـراءة تذكـرة سـفر فاخـرة‬ ‫عزيــزي القــارئ‪ ،‬لــن آتيــك بوصايــا مُكــررة‬ ‫تتجــاوز بــك حــدود الزمــان والمــكان‪.‬‬ ‫ومســتهلكة‪ ،‬مــن تنظيــم الوقــت للقــراءة‪،‬‬ ‫‏ ولا تسـأل عزيـزي القـارئ أحـ ًدا عـن «أفضـل‬ ‫ووضــع جــداول صارمــة لا تقبــل الحيــد‬ ‫كتـاب » فمـا يكـون ُمف ّضـ ًا عنـد أحدهـم قـد لا‬ ‫عنهــا‪ ،‬وتحديــد كتــب معينــة يجــب قراءتهــا‬ ‫يكـون مُف ّضـ ًا لديـك‪ ،‬والعكـس صحيـح‪ ،‬ذلك‬ ‫بالتسلســل والترتيــب !‬ ‫أن الأذواق تختلــف‪ ،‬والأمزجــة تتبايــن‪ ،‬ولــولا‬ ‫‏أتمُقـحسوـب ًتبـلامللــتعكك‪،‬ببالوتدصاـحفلديًـعـقا‪:‬قنإافبينـًلعــهامكمـتمـكناـ أتنعحاـلماقبـقـراوتءك‪،‬ةشوِـفُأت ُفعـًهقـ ًايا‬ ‫اختـاف الأذواق فـي القـراءة لبـا َرت الكتـب‪.‬‬ ‫‏واعلــم أن صداقــة الكتــاب مــن أثمَــن وأر َوع‬ ‫الصداقـات التـي لا ُت َمـ ّل‪ ،‬فبصحبتـه ستشـعر‬ ‫فإنـك ستشـعر بثقلهـا وتنفـر منهـا ‪..‬‬ ‫دو ًمـا بالتجـ ُّدد والاسـتزادة والاسـتفادة‪ ،‬فهـو‬ ‫‏لا تسـأل أحـ ًدا ‪ « :‬مـاذا أقـرأ؟» فهـذا السـؤال‬ ‫صديـق يحمـل لـك دومًـا بيـن ط ّياتـه الدهشـة‪،‬‬ ‫لــن يجيــب عنــه أحــد ســواك‪ ،‬فأنــت وحــدك‬ ‫ولا يوجــد ألــ ّذ مــن دهشــة اكتســاب معلومــة‬ ‫مــن يعــرف مــا الــذي يناســبك‪ .‬ابحــث عــن‬ ‫جديـدة‪ ،‬إذ أن كل معلومـة تضـيء فـي عقلـك‬ ‫المواضيـع التـي تجـد نفسـك فيهـا وتجذبـك‬ ‫ـالكجم ـهــنل‪،‬مووق ـصعل ٍإالبـــىة‬ ‫رؤيت‬ ‫ـل‬ ‫بقعـة مظلمـة‪ ،‬تنق‬ ‫للقـراءة‪ ،‬عـن مـا تشـعر بأنـك تتلـ ّذذ بالتم ُّعـن‬ ‫اثــن‬ ‫بر‬ ‫آخــر‪ ،‬تنتشــلك مــن‬ ‫والتب ُّحــر فيــه‪ ،‬ســواء كان هــذا الموضــوع‬ ‫االلــارأحتيم‪،‬ــالواتأتخـ‪،‬ـذوكمــإآللــاىتمارلتونوــ ُّقةعاــلاف ِتك‪،‬ــر‪،‬وتوجععوالــلــمك‬ ‫شــائ ًعا أو مغمــو ًرا‪ ،‬عــن احتمــال اكتشــاف‬ ‫كوكــب جديــد فــي المجموعــة الشمســية‪،‬‬ ‫الع ِلــم‬ ‫تــدرك أنــك مهمــا نهلــت مــن ينابيــع‬ ‫عــن آليــة بنــاء النمــل لمملكتــه‪ ،‬عــن صــراع‬ ‫ســيظل أمامــك بحــ ٌر لا نهايــة لــه !‬ ‫القــوى العظمــى العالميــة‪ ،‬عــن التغلــب‬ ‫‏وإن مـن أمتـع اللحظـات فـي القـراءة هـي تلـك‬ ‫علـى القلـق‪ ،‬عـن شـعوب وحضـارات مـا قبـل‬ ‫اللحظـة التـي (تسـتغرق) فيهـا بقـراءة كتـاب‪،‬‬ ‫التاريـخ‪ ،‬عـن سـبل نجـاح العلاقـات‪ ،‬عـن نـواة‬ ‫وأقصــد بالاســتغراق هــو إمعــان حواســك‬ ‫الـ َذ ّرة فـي الفيزيـاء النوويـة‪ ،‬عـن التشـبيهات‬ ‫كلهـا فيمـا تقـرؤه إلـى َحـ ّد انقطـاع إحساسـك‬ ‫البليغـة فـي الشـعر والنثـر‪ ،‬عـن مراحـل تطـ ّور‬ ‫الفكـر الإنسـاني‪ ،‬عـن روايـة ُتحاكـي مشـاعرك‬ ‫بالعالــم الخارجــي مــن حولــك‪ ،‬حتــى أنــك لا‬ ‫تشـعر بمـرور الوقـت! هـذا الانسـجام اللذيـذ‬ ‫وتشــبه فصــ ًا مــن حياتــك‪ ،‬اقــرأ مــا شــئت‬ ‫بيـن القـارئ والكتـاب الـذي بيـن يديـه أجـز ُم أنـ ُه‬ ‫وكيفمــا شــئت‪ ،‬بــا توصيــات وبــا قيــود‪.‬‬ ‫مـن أجمـل ُم َتـع الحيـاة‪.‬‬ ‫‏خطــوة بخطــوة ســتجد أن المجــالات التــي‬ ‫‏إن كان لــي مــن وص ّيــة فهــي‪ :‬القــراءة حبــل‬ ‫تحـب القـراءة فيهـا تأخـذك إلـى مجـالات أخـرى‬ ‫نجــاة مــن الغــرق فــي بحــور الســأم والجهــل‬ ‫وعوالــم تتصــل مــع عوالمــك‪ ،‬ســتمضي‬ ‫والوحــدة والقلــق والضجــر‪ ،‬القــراءة نــور‬ ‫بــك نحــو مســاحات أر َحــب‪ ،‬إن أجمــل مــا فــي‬ ‫ينتشـلك مـن الظلمـات‪ ،‬وحيـاة زاخـرة بمعاني‬ ‫القــراءة أنــك بالاســتمرارية فيهــا تفتــح لــك‬ ‫آفا ًقــا جديــدة‪ ،‬وترتحــل‬ ‫الحيــاة‪ ،‬فتشــبتوا بهــا مــا اســتطعتم‬ ‫أبــماككـإلــنىوأأرفـا ٍكارضوبععيقـــودة‪،‬ل‬ ‫فتجـد أنـك تج ّولـت فـي‬ ‫شروق القويعي‬ ‫ورؤى و ِعشـت ِعـ ّدة فصـول مـن الحيـاة وأنـت‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ ‪9‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫استراحة الحرف‬ ‫نثـــ َر الحـــرو َف ول َّمهـــا ورواهـــا‬ ‫ال َّســـ ْع ُد صـــا َغ نشـــيدتي وتلاهـــا‬ ‫مـــن كل معقـــود بحســـن رائـــق‬ ‫فـــاق النظائـــر وانتفـــى الأشـــباها‬ ‫غــ ٍض كسوســنة الربيــع وغصنهـ ٍـا‬ ‫فأسـال مـن جـوف الحمامة شـدوها‬ ‫تـاهــــا‬ ‫ومأترنااقســـمٍــقـنكارلـــورحو ِالضغملاممــــــاة‬ ‫جـــا َز المـــدى متر ّنمًـــا ليســـ َّر لـــي‬ ‫ماهـــا‬ ‫هـــي عطـــر أ ّيامـــي وطيـــ ُب نداهـــا‬ ‫إن ح َّفنـــي طيـــ ُف الســـرورِ ولا َح لـــي‬ ‫الأ ُّم نبــــ ٌع لــــمْ أكــــ ْن لولا َهــــا‬ ‫وإذا أتيـــ ُت بمـــا يســـو ُء فإ َّن ِنـــي‬ ‫مَ ْسـعا َي مـا مسـعا َي ُدون رِضاها ؟‬ ‫شـــم ُس الحيـــاة ِ ودفؤهـــا وضياهـــا‬ ‫مـــا الأمـــ ُن إلا بســـم ٌة مـــن ثغرهـــا‬ ‫نجـــ ُم انتصـــارا ٍت فيـــا ُبشـــراها‬ ‫أمّـــي تج ِّمـــ ُل ك َّل أوقاتـــي فـــا‬ ‫أخشـــى عليهـــا الهـــ َمّ لا أخشـــاها‬ ‫أمّـــي فـــؤا ٌد كالملائـــ ِك رحمـــ ًة‬ ‫و ُخطـــا َي تابعـــ ٌة لنـــورِ ُخطاهـــا‬ ‫مـــا الحـــ ُّب إلا مـــا حكـــ ْت عيناهـــا‬ ‫ألقـــى الصـــرو َف كئيبـــ ًة بلقاهـــا‬ ‫ســـبحا َن ُه ســـبحا َن مـــن ســـ ّواها!‬ ‫نوال العروسي‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪10‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫رحلة‬ ‫كتاب‬ ‫هــو المــوت الوشــيك ؟‬ ‫مرســو ٍم يصــدره الإســبان ‪ ،‬يغتصبــون‬ ‫احتفــاء‬ ‫لا ُتكتــب‬ ‫ببمعــــا ُحضقققــهصاــل ِمنصت الصتــارريـوـنخ‬ ‫وعويــ ًا‬ ‫ولا بــكا ًء‬ ‫علــى مــا خ ّلفــه المهزومــون ‪ ،‬بع ُضهــا‬ ‫وإن كان فأي علاقة أديرها الآن مع موتي ؟‬ ‫معــه ح ًقــا جديــ ًدا للعــرب والمســلمين‪،‬‬ ‫مــع كل مرســو ٍم كانــت ُت َقــ ُّض مضاجــع‬ ‫ومع السؤال داهمتني غرناطة فبدأت أقرأ‪.‬‬ ‫البعـض بح ًثـا عـن مخـرج يحفـظ للأجيـال‬ ‫ُتكتـب ل َينبـ ّت عقـد الحكاية مـن المنتصف‪،‬‬ ‫القادمــة حقهــا فــي ٍدينهــا ولغتهــا‬ ‫أعتقــد أن روايــة غرناطــة بــدأت فــي تلــك‬ ‫مــن اللحظــة التــي تلتقــي فيهــا قــدمُ‬ ‫اللحظـة‪ ».‬جـاءت ثلاثيـة غرناطـة كواحـدة‬ ‫بــالأرض التــي لا يملــك غيــر عمــره‬ ‫الحنفــطاـ ِةح‬ ‫لهـا ‪ ،‬فيبـذ ُر أكثـره وإن حصـد أق ّلـه‪.‬‬ ‫مــن الروايــات التــي تــر ّد علــى مزاعــم مــن‬ ‫و أ رضهــا‪.‬‬ ‫ي ّدعـي بـأ ّن ( الروايـات لا تسـمن ولا تغنـي‬ ‫البعــض الآخــر آثــر الســامة بنفســه‬ ‫وهــذا مــا أرادتــه رضــوى لثلاثيــة غرناطــة‬ ‫ر)يــلتخف ‪،‬تـحوابلات ًبـاحرميـــن أبضـواعلــب اىل نوبقـوشــفه‬ ‫مـن جـوع‬ ‫وعيالــه حتــى وإن كلفتــه دينــه وهويتــه‪.‬‬ ‫( غرناطة ‪ ،‬مريمة ‪ ،‬الرحيل )‬ ‫علــى التا‬ ‫للـوـأرمضعتضتحهـســـــراّل ٍبمبيــولنرايــضهــدزوي ّيمـىـأبـةـِميمــآعلجراعكِــتفـةـر‪،‬االلوــلحوك ّكرناايــهــقة‪،‬ا‬ ‫والقلـة التـي تجـد فـي نفسـها رم ًقـا طويـ ًا‬ ‫وفهمـه‪ ،‬وحملـت بيـن ط ّياتهـا مـرآة قـادرة‬ ‫تسـتطيع بـه الدفـاع عـن ك ّل هـذا ‪ ،‬تقـرر أن‬ ‫علـى وضـع الإنسـان فـي مكاشـفة حرجـة‬ ‫يكـون سـ ّرها الحفـاظ علـى دينهـا ولغتهـا‬ ‫مـع الـذات ‪ ،‬مـع الاعتـوار الـذي يعتريـه أكثر‬ ‫أللوأ تجيـحـاـ ِلتالدقاهدالميـــزة‬ ‫بتمريرهمـا وتعليمهمـا‬ ‫وبدأتهــا مــن بيتــه وعلــى تخــوم وجعــه‬ ‫فــي بطــون الكهــوف‬ ‫مــن الاســتقامة التــي ي ّدعيهــا‪.‬‬ ‫حيـن أودت بـه فاجعـة محـارق الكتـب التـي‬ ‫علــى امتــداد الحكايــة حضــرت فــي ذهنــي‬ ‫البيــوت المظلمــة‪.‬‬ ‫افتعلهــا الإســبان ‪ ،‬فكانــت جــذوة النــار‬ ‫أبيــات قصيــدة « أندلســان « للشــاعر‬ ‫أفلحــت رضــوى فــي تصويــر حيــاة الــو ّراق‬ ‫التـي أحرقـت الكتـب هـي ذاتهـا التـي أحـرق‬ ‫محمــد عبــد البــاري ‪ ،‬حضــرت هــذه‬ ‫والفـ ّاح وال ّنجـار والحـ ّداد والتاجـر والفقيه‬ ‫الإسـبان بهـا البشـر مـرة وأرواحهـم مـرات‬ ‫المقاطــع منهــا تحديــ ًدا‪:‬‬ ‫والخـادم بين صراعاتهم وهواجسـهم ك ٌل‬ ‫أخـرى ‪ ،‬جـذوة النـار التـي لـم تنطفـئ أبـ ًدا‪.‬‬ ‫( يا أن َت أندل ُس المكان قريب ٌة‬ ‫يبحــث عــن نجاتــه مــن اســتبداد المحتــل‬ ‫بـدأت الحكايـة مـن بيـت أبـي جعفـر الـو ّراق‬ ‫مقدا َر ما القو ُس است ِعا َد سهاما )‬ ‫وقسـوته سـواء كانـت تلـك النجـاة إيما ًنـا‬ ‫عندمـا سـلم أبـو عبـد الله محمـد الصغيـر‬ ‫( يا أن َت أندل ُس الزمان بعيد ٌة ج ًدا‬ ‫بالنصــر أو إيذا ًنــا وتســليمًا بالرحيــل أو‬ ‫آخــر ملــوك الحمــراء المســلمين مفاتيــح‬ ‫فكن لليائسين إمامًا ِ)‬ ‫دخـول ُا تحـت لـواء التنصيـر ‪.‬‬ ‫غرناطــة للملكيــن الكاثوليكييــن الملــك‬ ‫( غرناط ٌة مالا يزار لأنها وق ٌت‬ ‫هكـذا نجحـت رضـوى فـي جـذب جغرافيـا‬ ‫فرنانـدو والملكـة إيزابيـا واسـتمرت علـى‬ ‫وهذا الوق ُت صا َر حطاما )‬ ‫الأندلـس وتاريخهـا فـي ثلاثيـة فريـدة ‪ ،‬لـم‬ ‫مــدى ثلاثــة أجيــال ولكنهــا امتــدت حتــى‬ ‫ولـــم تكـــن لغـــة الحكايـــة أقـــ ّل ثقـــ ًا فقـــد‬ ‫حمّلتهـــا رضـــوى مفرداتهـــا الرصينـــة‬ ‫يســبقها الولــع بكتابــة مشــروع ثقافــي‬ ‫شــواطئ بــاد المغــرب التــي كان ير ّحــل‬ ‫وتفصيلاتهـــا الدقيقـــة وتشـــبيهاتها‬ ‫تاريخـي ‪ ،‬ولا فضـول التنقيـب عـ ٍن حقائـ ٍق‬ ‫البديعـة غيـر أنهـا أفرطـت فـي التفصيـل‬ ‫الفـرد ٍوس المفقود ‪ ،‬تقـول رضوىرحمها‬ ‫إليهــا العــرب عبــر البحــر أو يهربــون فــرا ًرا‬ ‫و التشـــبيه حـــ ّد أن قلصـــت المســـاحة‬ ‫المتاحـــة للقـــارئ حتـــى ينســـج فـــي خيالـــه‬ ‫مــن المــكان الــذي مــا عــادوا يعرفونــه‬ ‫حكايـــة غرناطتـــه الخاصـــة‪.‬‬ ‫الله – فــي إحــدى محاضراتهــا ‪:‬‬ ‫لا بأناســه ولا بلغتــه ولا معتنقــه ‪ ،‬هكــذا‬ ‫« وأنــا أتابــع أخبــار قصــف العــراق ‪ ،‬رأيــت‬ ‫عالجــت رضــوى فــي روايتهــا عــد ًدا‬ ‫المــرأة العاريــة تقتــرب وكأننــي أبــو جعفــر‬ ‫مــن القضايــا المضرمــة فــي ضميــر‬ ‫الــوراق فــي الروايــة يشــاهد فــي عريهــا‬ ‫المجتمعــات المحتلــة‪.‬‬ ‫أصالة كنبيجه‬ ‫موتـه ‪ ،‬اسـتب ّد بـي الخـوف وأنـا أسـأل ‪ :‬هـل‬ ‫كانــت الســطوة الأكبــر فــي الروايــة لــكل‬ ‫‪11‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫إنهم غراسكم‬ ‫(ال ّراعية )‬ ‫ِ‬ ‫لا أســـتطيع التخلـــص مـــن عـــادة‬ ‫مبالغـــ ٌة منـــي‪ -‬بالتوجيـــه النبـــوي‬ ‫مــن أثــر ســلبي لــو كانــت إجابــ ًة غيــر‬ ‫اولأتأقمـوــاللهـــفـمــيوبيتـــصنرفمــــــاا ِأتعرالفأـــهطفــعـــاـلن‬ ‫لــ ُحسن اختيـار الزوجـة التـي سـتغدو‬ ‫موفقـــ ٍة ؟‬ ‫أ ًمـــا؛ ف ُتنشـــئ جيـــ ًا‪ ،‬هـــي مســـؤولة‬ ‫والربـــط بيـــن اختيارهـــم‬ ‫أللمكهلاتِمـــهـاــتم‪،‬‬ ‫‏حســـ ًنا هـــذه ليســـت مســـؤولية‬ ‫وبيـــن طرائـــق حديـــث‬ ‫أمهاتهـم‪ ،‬والجمـع مـا بيـن المبـادئ الأم وحدهـــا بالتأكيـــد‪ ،‬لكـــن حســـب عـــن‪ :‬فكـــره‪ ،‬علمـــه‪ ،‬عملـــه‪ ،‬ميولـــه‪،‬‬ ‫التـــي أعـــرف أنهـــا لـــدى أمهاتهـــم مــا ُيبديــه واقعنــا ‪-‬يعنــي مــن حيــث مهاراتـــه‪ ،‬تدينـــه‪ ،‬شـــخصيته‪....‬الخ‪،‬‬ ‫وبيـــن الاهتمامـــات التـــي يبديهـــا الواقـــع لا مـــن حيـــث المفتـــرض‪ -‬فأقـــول مح ِّدثـــ ًة لنفســـي‪ :‬يـــا لهـــا‬ ‫معــظنيممـــسةــ!ؤلواليينة ٍاكبسيـــــبرة ٍه‪،‬اعإلاظ امليـتـةعبِجيـــــ ُّدر‬ ‫فـالأم هـي المسـؤول الأول والأكبـر‬ ‫أطفالهـــم ‪...‬‬ ‫النبـــوي ‪:‬‬ ‫لا أسـتطيع الانفـكاك مـن ممارسـة‬ ‫عـــن شـــخصية طفلهـــا؛ باعتبارهـــا‬ ‫‏قهـراذءهااتـلــعـياد اةلفـميعـــكدلو َجدةمعـالة ٍنمتسعـالئيقـــة !ة‬ ‫« كلكـــم راع وكلكـــم مســـؤول عـــن‬ ‫رفيق َتـــه المصاحبـــة لـــه لفتـــرة‬ ‫بموضوعـات‪ ( :‬القـراءة ) و ( التعليم‬ ‫رع ّيتـــه الإم ٍـــام راع ومســـؤول عـــن‬ ‫) و ( الإعلام ) و ( الشـبهات الفكرية‬ ‫رعيتـــه‪ ،‬والرجـــل ر ٍاع فـــي أهلـــه وهـــو‬ ‫زمنيـــة أطـــول مـــن فتـــرة مصاحبـــة‬ ‫) و ( الظواهــر الاجتماعيــة ) تشــير‬ ‫مســـؤول عـــن ٍرع ّيتـــه‪ ،‬والمـــرأ ُة‬ ‫الأب‪ .‬وهـــذا يعنـــي أن المخاطـــب‬ ‫الأساســـي بهـــذا الكتـــاب وأمثالـــه‬ ‫هـــو الأم أو ًل‪ .‬ومـــن المثيـــر للتأمـــل‬ ‫فـــي ط ّياتهـــا لأثـــر البيئـــة المحيطـــة حقيقـــ ًة أنـــي أهديـــ ُت هـــذا الكتـــاب راعيــ ٌة فــي بيــت زوجهــا ومســؤولة‬ ‫عـــن رعيتهـــا‪ ( » ..‬البخـــاري ‪893‬‬ ‫لإحـــدى قريباتـــي مـــن الأمهـــات‬ ‫بواخلففطـكـــــــرورده ِطوععمرمييوولـ ًمـضــــــاهة‪.،‬وونعمـلحـــــــنوىذلذــلـــشـكــككختــمِــاـصهنب‬ ‫) والحديـــث النبـــوي والتشـــريع‬ ‫الجديـــدات ف ُســـ ّرت بـــه‪ ،‬وشـــكرتني‬ ‫( أســـئلة الأطفـــال الإيمانيـــة –‬ ‫ا َلقــإـ ْد َرســـهاممـــي كنلـــ اهلأمعسطــــــؤىولكي ّلة‪،‬إن لســكـــاـ ٍنن‬ ‫وأبـــ َدت أنهـــا فعـــ ًا كانـــت بحاجـــة‬ ‫ما ّســـة إليـــه‪.‬‬ ‫ـرِ‬ ‫ِتأثي‬ ‫عـن ملاحظـة‬ ‫ـزي لا ينفـك‬ ‫تركي‬ ‫ثـم أرد ُت أن أعيـ ُر نسـختي لأمٍ أخـرى‬ ‫عبـــدالله الركـــف ) إذ حيـــ ُن أغلقـــ ُت‬ ‫ممـــا يجـــري‪.‬‬ ‫فـــي الكثيـــر‬ ‫الأم‬ ‫‪-‬جديـــدة كذلـــك‪ -‬لكنهـــا شـــكرتني‬ ‫الكتـــاب تســـا َءلت‪ :‬يـــا تـــرى كـــم أمًّـــا‬ ‫‏أااثليلأتميممــهــيــــحـان‪،‬انلسـأــعفنمأ‪.‬يم‪.‬ــحـأنانِـ‪.‬ــبســيــِــنت انيل؛يمإد ّيــنـســـ ِاكؤللومهــُـل يانلأحـكــونـــُلبزٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ليســـت بحاجـــة‬ ‫وصارحتنـــي بأنهـــا‬ ‫اإلإجيابــمـانة ٍيــج ّةيــ؟ـ يدــةا‬ ‫تحـــرص علـــى تقديـــم‬ ‫لا يصـــدر منهـــا‬ ‫إليـــه؛ لأن طفلتهـــا‬ ‫حــول أســئلة طفلهــا‬ ‫تــرى كــم أ ًّمــا ُتــدرك مــا تعنيــه هــذه‬ ‫حديـــث أو تســـاؤل حـــول هـــذه‬ ‫ا لمو ضو عـــا ت !‬ ‫الإجابـــة علـــى نفـــس طفلهـــا وكـــم‬ ‫جمانة ثروت‬ ‫تتـرك عليـه مـن أثـر إيجابـي لـو كانـت ‏لا يــزال هــذان الموقفــان يحضــران‬ ‫إجابـــ ًة موفقـــة‪ ،‬وكـــم تتـــرك عليـــه فـــي ذهنـــي‪ ..‬وأربطهمـــا ‪-‬ولعلهـــا‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪12‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫علي الطنطاوي‬ ‫على مائدة الأدب‬ ‫ومـن هنـا تـرك مجـال التدريـس ورحـل‬ ‫الحــرم »‪.‬‬ ‫« الأدب ليســــــت فيـــــــــه حـقــــيقــــــة‬ ‫يطـــوف علـــى المعاهـــد والكليـــات‬ ‫كالحقيقيـــة العلميـــة ولكـــن حقائـــق‬ ‫ليلقــــــي محاضـــــرات والـــــدروس فــي‬ ‫اكلاأت ًبدــيـــاـ مب‪،‬ت يفـــرصديـــالغكاللمـجــوةا‪،‬هــيـترممتــــــعن‬ ‫وكان‬ ‫نســـبية » العبـــارة الســـابقة هـــي‬ ‫بـــروح‬ ‫إحــدى مقــولات الشــيخ الأديــب علــي‬ ‫أنحـــاء المملكـــة‪.‬‬ ‫مصطفـــى الطنطـــاوي التـــي تكمـــن‬ ‫حملـت السـنوات الأخيـرة فـي طياتهـا‬ ‫الجمـــل التـــي تحمـــل فـــي معانيهـــا‬ ‫حقيقتهـــا بمـــدى مصداقيتهـــا‪ ،‬فقـــد‬ ‫العـــــديد مــــــن إنجازاتــــــه و عطـــــاءه‬ ‫ولــد الشــيخ علــي الطنطــاوي رحمــه‬ ‫الفكـــري فـــي مجـــال الإذاعـــة والتلفـــاز‬ ‫الكثيـــر مـــن الحكـــم فـــكان يســـرد‬ ‫الله عـــام ‪ 1909‬بالســـنة الميلاديـــة فـــي‬ ‫التــي مــا زالــت تســتقطب الآلاف مــن‬ ‫ســـوريا‪ ،‬ونشـــأ فـــي بيـــت علـــم‪ ،‬فقـــد‬ ‫المشـــاهدين بعـــد مـــرور كل هـــذه‬ ‫مـــن‬ ‫كأن‬ ‫أحعداجثي ًبـهــــاا‪،‬‬ ‫ســـر ًدا‬ ‫الحكايـــات‬ ‫كان أبـــوه مـــن أجـــاء علمـــاء الشـــام‪،‬‬ ‫الســنين‪ ،‬ونحــن كمشــاهدين مازالــت‬ ‫عنــه‬ ‫قــال‬ ‫عاصــر‬ ‫يقرأهــا قــد‬ ‫وأسـرة والدتـه (الخطيـب ) كانـت مـن‬ ‫صورتـه راسـخة فـي أذهاننـا ببرنامجـه‬ ‫الأســـر المعروفـــة بالشـــام بالعلـــم‬ ‫الشـهير « علـى مائـدة الإفطـار » الـذي‬ ‫رفيقـــه مـــن عمـــر العاشـــرة الشـــيخ‬ ‫الشـــرعي‪ ،‬وســـرى الطنطـــاوي علـــى‬ ‫كانـــت تعرضـــه القنـــاة الســـعودية‬ ‫نهـــج والـــده وأهـــل والدتـــه بتعلـــم‬ ‫مجاهــد الصــواف « إذا أمســك القلــم‬ ‫الأولـــى بشـــهر رمضـــان المبـــارك‬ ‫العلـــم الشـــرعي والأدبـــي‪.‬‬ ‫فـــارق الطنطـــاوي الإذاعـــة والتلفـــاز‬ ‫وأراد أن يبكـــي أبكـــى‪ ،‬وإذا أراد أن‬ ‫بــرز فضيلــة العلامــة رحمــه الله كرمــز‬ ‫عندمــا جــاوز الثمانيــن بســبب التعــب‬ ‫مـــن رمـــوز الأدب‪ ،‬حيـــث تفـــرد بعلمـــه‬ ‫الـــذي غـــزى جســـده‪ ،‬وتســـبب هـــذا‬ ‫يضحـــك أضحـــك »‪ ،‬كان أســـلوبه‬ ‫الغزيـر فـي عـدة مجـالات مـن ضمنهـا‬ ‫التعـــب لـــه بانعزالـــه عـــن الأشـــخاص‬ ‫الأدب والتاريـــخ والعلـــم الشـــرعي‬ ‫باســـتثناء المقربيـــن لـــه فقـــد ودعنـــا‬ ‫الكتابــي يجمــع عــدة أســاليب بحرفيــة‬ ‫بالإضافـة إلـى القانـون‪ ،‬وكان مـن كبـار‬ ‫العلامـــة الكبيـــر علـــي الطنطـــاوي‬ ‫الدعـــوة الإســـامية‪ ،‬اهتـــم بالكتابـــة‬ ‫قبيـــل رحيلـــه فـــي الثامـــن عشـــر مـــن‬ ‫متناغمـــة وإتيـــان جديـــد بعيـــ ًدا عـــن‬ ‫فـــي الصحـــف والمجـــات‪ ،‬حيـــث كان‬ ‫حــــــزيران عــــام ‪ 1999‬بكلـمــات فـــــقال ‪:‬‬ ‫نشــ ًطا فــي هــذا المجــال‪ ،‬فقــد نشــر‬ ‫« لقـد عزمـ ُت علـى أن أطـوي أوراقـي ‪،‬‬ ‫التكلــف والتصنــع مــا بيــن الأســلوب‬ ‫أول مقالــة لــه فــي إحــدى الجرائــد عــام‬ ‫وأمسـح قلمـي‪ ،‬وآوي إلـى عزلـة فكريـة‬ ‫‪ 1926‬بالميـادي‪ ،‬وتـرك الطنطـاوي لنـا‬ ‫كالعزلـــة الماديـــة التـــي أعيشـــها مـــن‬ ‫الدعـوي الإسـامي وأسـاليب التربيـة‪،‬‬ ‫قبــل رحيلــه العديــد مــن الكتــب التــي‬ ‫ســـنين‪ ،‬فـــا أكاد أخـــرج مـــن بيتـــي‪ ،‬ولا‬ ‫تضـــم مقـــالات ممـــا ســـبق ونشـــرها‬ ‫أكاد ألقـى أحـد ًا مـن رفاقـي وصحبـي »‪.‬‬ ‫وقـــد كان متواض ًعـــا حتـــى أنـــه يجيـــب‬ ‫فــي الصحــف ومــن أهمهــا « مقــالات‬ ‫فـي كلمـات »‪ ،‬و « فصـول فـي الثقافـة‬ ‫لجين سمير‬ ‫عــن أطنــان مــن الرســائل التــي تأتيــه‬ ‫والأدب »‪ ،‬بالإضافـة إلـى « مـن نفحـات‬ ‫مـــن محبيـــه وجمهـــوره مـــن النـــاس‪،‬‬ ‫واسـتــــطاع بحـكمـتــــــه ووسـطيـتــــه‬ ‫وأســـلوبه الرائـــع فـــي طـــرح القضايـــا‬ ‫والمشـكلات أن يكسـب القبـول مـن‬ ‫النـــاس جميعـــ ًا‪.‬‬ ‫انتقــــــــل إلـــــــــــى المملكـــــــة العربيـــــــــة‬ ‫السـعودي ئـة ؛ ليلتحـق بكبـار العلماء‬ ‫مـــن أبرزهـــم ســـماحة الشـــيخ عبـــد‬ ‫العزيـز ابـن بـاز والشـيخ ابـن عثيميـن‬ ‫رحمهـم الله وبعـد انتقالـه بـدأ مرحلـة‬ ‫جديـدة مـن حياتـه بالتدريـس فـي كليـة‬ ‫التربيـة بمكـة المكرمـة‪ ،‬وبعدهـا كلـف‬ ‫بتقديـــم برنامـــج للتوعيـــة الإســـامية‬ ‫‪13‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫في أيلول تنتهي الحكايات‬ ‫فتقســـو وتجفـــو وتنضـــب العواطـــف‪.‬‬ ‫أيــــــلول شهــــــر الخــــــــير ؛ فالــســمــــــــاء‬ ‫‏فـــي شــــــهر أيلــــــــول يســـيــطـــــــر علـــــــى‬ ‫الأبـــدان الخمـــول وفقـــدان الطاقـــة‬ ‫تســـقي الأرض بعـــد لهيـــب الصيـــف‪،‬‬ ‫واضـــطــرابـــــات الــصـحــــــة ‪ ،‬وأصحـــــــاب‬ ‫الأحاســيس المرهفــة هــم مــن تتجــاوب‬ ‫فيعبـــق المـــدى برائحـــة التـــراب لمّـــا‬ ‫أحاسيســـهم مـــع تقلبـــات الطبيعـــة ‪،‬‬ ‫ب ّللـــه المطــــــر ‪ ،‬وتهـــــب رائحـــــة كينونتنـــا‬ ‫فالشــعور بالوحــدة هــو رفيقهــم غالبــا‪،‬‬ ‫فتتســــــلل الكآبـــــة ويســــــوء المــــــزاج ‪.‬‬ ‫ابصــــُـجــبولــرــــةــإنت بســـمـــــــــــاــــانء‪.‬‬ ‫الأولــــــى حفنــــــة تــــــر‬ ‫‏فــي أيلــول تصغــر الحكايــات و تنتهــي‪..‬‬ ‫ثـــم ُشـــ ّكلت علـــــــى‬ ‫حكـــــاية الشــــــجرة التـــــــي أورقـــــــت ثـــــم‬ ‫أزهـــرت و مـــــــ ّدت ّظلهـــا وبعـــد حيـــن‬ ‫‏يأتــــــــي أيلــــــــول وفــــــــي جعبتـــه الكثيـــر‬ ‫أثمـــرت وآتـت ُأكلهــــا ‪ ،‬وحكايـــــة الأزهــــار‬ ‫التـــي ُقطفـــت وصـــارت باقـــ ًة ســـاحرة‬ ‫مــــــــن القصائـــــــد والأغنيــــات والحيـــاة‬ ‫و ُق ّدمــت عربــون مــودة ووئــام ‪ ،‬وحكايــة‬ ‫القلـــب الـــذي أزهـــر يو ًمـــا حيـــن أمطرتـــه‬ ‫اولالحـأـــــمـــــــــــظل لصيقـًفلـــــــــــاــــفوباٍتبـــلـــــتــــتـرمقيبـــحـهـالفشــــهـتـــاـــًـءــا‪.‬‬ ‫غيمـــ ًة عابـــرة لـــم ي ُطـــل مقامهـــا ‪.‬‬ ‫‏أيلــول شــهر الحصــاد ‪ ،‬وشــهر الهجــرة ‪،‬‬ ‫فـــــــي أيلـــــول تهاجــــــر الطيـــور وتهجـــــر‬ ‫وشــهر النهايــات ‪ ،‬وهــو شــهر البدايــات‬ ‫األمــــطـــيـــــاــــاـلوقرلــتـــــهاوجـــبرفبجعماعـضــــاهــــ ٍـات‬ ‫القلــــــــــوب ؛‬ ‫لاتفتــــــــــرق ‪،‬‬ ‫يهاجـــر فـــرادى ‪ ،‬وبعضهـــا الآخـــر ُيهجـــر‬ ‫أييلــهـوجـــلرتالبصيــّـفـــور َاتلأأورصاحاق ُبالهـــخا ‪.‬ضـــفـرــاءي‬ ‫مثلمـــا‬ ‫شـــهر‬ ‫وتيبـــس ثـــم تذروهـــا الريـــاح ‪ ،‬وتفعـــل‬ ‫ريــاح الخريــف فعلهــا بالمشــاعر كذلــك‬ ‫أ‪.‬حنان الغامدي‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫الج ّيدة‪ ،‬هو‬ ‫يوإححامينطاة ِمأ ْننفأغسلناِببالمآكتس ِبي‬ ‫إ بن امث ْكاتبةسِبانابء َعماْلدجةأانلفق ِراسءية‬ ‫(‬ ‫الحياة )‬ ‫‏سومرست موم‬ ‫‪15‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫الرهان ( حكاية روسية )‬ ‫الكتـب فقـط‪ ،‬وظـل يطلـب الكتـب‬ ‫روبـل‪ ،‬تحمـس المحامـي الـذي كان‬ ‫يتميــز الأدب الروســي باهتمامــه‬ ‫بنهــم ويقــرأ بــا كلــل‪ ،‬حتــى مضــت‬ ‫يبلـغ الخامسـة والعشـرين وقبـل‬ ‫بســبر أغــوار النفــس البشــرية‪،‬‬ ‫خمـس عشـرة سـنة كاملـة‪ ،‬ودخـل‬ ‫التحـدي‪ ،‬وكان المصرفـي يسـتبعد‬ ‫وإثارتــه لتســاؤلات حقيقيــة فــي‬ ‫الســجين ســن الأربعيــن‪ ،‬كان‬ ‫اســتمرار المحامــي فــي التحــدي‪،‬‬ ‫نفـس القارئ حول النفس والحياة‬ ‫مكوثـه فـي السـجن بلاشـكوى يثيـر‬ ‫فهــو يــرى قبولــه لــه نــزوة عابــرة‬ ‫والعلاقــات‪ ،‬ومــن القصــص التــي‬ ‫اسـتغراب المصرفـي‪ ،‬ثـم أثـار قلقـه‬ ‫تلفــت الانتبــاه فيــه‪ ،‬قصــة قصيــرة‬ ‫حيــن اقتــرب الرهــان مــن نهايتــه‪،‬‬ ‫فحســب ‪.‬‬ ‫كتبهـا أنطـون تشـيخوف عـام ‪1889‬‬ ‫وجــاء موعــد دفــع المبلــغ المتفــق‬ ‫ســجن المصرفــي المحامــي فــي‬ ‫بعنــوان‪“ :‬الرهــان”‪ ،‬وهــي قصــة‬ ‫عليــه‪ ،‬والمصرفــي قــد تغيــر حالــه‬ ‫كــوخ داخــل منزلــه‪ ،‬وأقــام عليــه‬ ‫عميقـة تجعلـك تعيـد التفكيـر فـي‬ ‫وأوشــك علــى الإفــاس‪ ،‬وأضحــى‬ ‫حرســا‪ ،‬وبــدأت رحلــة الســجن‪،‬‬ ‫مســألة الوقــت‪ ،‬وبمــاذا نقضيــه ؟‬ ‫المبلــغ الــذي كان يرميــه فــي رهــان‬ ‫احتــار المحامــي كيــف يقضــي هــذه‬ ‫تبــدأ القصــة فــي حفلــة أقامهــا‬ ‫فــي الماضــي‪ ،‬ثــروة عظمــى فــي‬ ‫الســنوات‪ ،‬خمســة عشــر عامــا‪،‬‬ ‫مصرفـ ّي ثـر ّي ودعـا لهـا المثقفيـن‬ ‫عينيـه اليـوم ‪ ،‬صـار يتمنـى أن يخـرج‬ ‫مئـة وثمانـون شـه ًرا‪ ،‬خمسـة آلاف‬ ‫والوجهــاء‪ ،‬ودار فيهــا النقــاش‬ ‫السـجين مـن تلقـاء نفسـه فيخسـر‬ ‫وأربعمئــة وخمســة وســبعون‬ ‫حـول أيهمـا أهـون‪ :‬عقوبـة الإعدام‪،‬‬ ‫الرهــان‪ ،‬أو أن يمــوت قبــل إكمــال‬ ‫يومــا أكثــر مــن مئــة وثلاثــون ألــف‬ ‫أم الســجن المؤبــد؟ وقــد كان‬ ‫المــدة إلا أن الســجين غــارق بيــن‬ ‫ســاعة! كيــف يمكنــه أن يقضيهــا‬ ‫المصرفــ ّي مصــ ّرا علــى أن الإعــدام‬ ‫كتبــه ومذكراتــه‪ ،‬فقــرر المصرفــي‬ ‫لوحــده؟ فــي كــوخ ذي غرفــة واحــدة‬ ‫أهــون لأنــه ينهــي حيــاة المحكــوم‬ ‫قبــل يــوم مــن اكتمــال المــدة‬ ‫وبــا أي اتصــال مــع البشــر ســوى‬ ‫فــي ثانيــة‪ ،‬أمــا الســجن المؤبــد‬ ‫أن يبعــد الحــرس‪ ،‬ويتســلل إلــى‬ ‫يوركقـمــةنيكتجمـبـافيلهاـلاقطلصبــاتةه لفـلـيسـ ّحجياــرن‪.‬ة‬ ‫فهــو قتــل بطــيء وعــذاب طويــل‪،‬‬ ‫الكــوخ ويخنــق الســجين بهــدوء‪،‬‬ ‫الســجين فــي عشــرات الآلاف‬ ‫إلا أن محاميــا شــابا عارضــه الــرأي‬ ‫لئــا يضطــر إلــى دفــع المبلــغ‬ ‫مــن الســاعات‪ ،‬والوقــت الطويــل‬ ‫بشــدة‪ ،‬قائــا إن الســجن مهمــا‬ ‫الــذي لايشــك أن الســجين ينتظــر‬ ‫الــذي كان يمتــد بــا نهايــة‪ ،‬شــعر‬ ‫طالــت مدتــه أخــف مــن المــوت‪،‬‬ ‫اسـتلامه بفـارغ الصبـر‪ ،‬فقـد أمضى‬ ‫فــي البدايــة بالملــل‪ ،‬وصــار يجــرب‬ ‫فالحيــاة بحــد ذاتهــا نعمــة‪ ،‬وطــال‬ ‫فـي سـبيل الحصـول عليـه خمسـة‬ ‫العـزف علـى الآلات الموسـيقية‪ ،‬ثـم‬ ‫جدالهمــا ثــم انتهــى برهــان تحــدى‬ ‫وجـد أمـرا جليـا يقضـي فيـه وقتـه‪:‬‬ ‫فيـه الصرفـي الشـاب بـأن يسـجنه‬ ‫عشــر عامــا!‬ ‫القـراءة والتعلـم! قـرأ في السـنوات‬ ‫خمــس عشــرة ســنة‪ ،‬ويتــرك لــه‬ ‫المفاجـأة الحقيقيـة هـي أنـه عندمـا‬ ‫الأربــع الأولــى وحدهــا ســتمائة‬ ‫حريــة الخــروج متــى أراد‪ ،‬لكنــه إن‬ ‫دخــل عليــه وجــده قــد خــرج قبــل‬ ‫كتــاب‪ ،‬ثــم تعلــم أربــع لغــات عبــر‬ ‫قضــى المــدة كلهــا فلــه مليونــي‬ ‫الموعــد بســاعات قليلــة وخســر‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫الرهـان بمحض إرادته‪ ،‬وترك رسـالة‬ ‫عميقـة يوضح فيها لسـجانخ أن ما‬ ‫اكتسـبه مـن العلـم والمعرفـة فـي‬ ‫هـذه السـنين أعظـم فـي عينـه مـن‬ ‫المـال‪ ،‬وأنـه رغـم سـجنه فـي غرفـة‬ ‫صغيــرة كل هــذه المــدة‪ ،‬إلا أنــه زار‬ ‫بلــدان الأرض قاطبــة‪ ،‬وجالــس‬ ‫الحكمــاء والعلمــاء وعــرف أخبــار‬ ‫الأمـم وتعلـم لغـات عـدة‪ ،‬قـرأ حتـى‬ ‫عــاش حيــوات عديــدة لــم يشــعر‬ ‫فيهــا بمضــي الوقــت‬ ‫بالتالــي فهــو يــرى أنــه تحــرر مــن‬ ‫النظــرة الضيقــة للعالــم‪ ،‬بينمــا‬ ‫لايــزال ســجانه مقيــدا فــي حبــه‬ ‫للمــال‪ ،‬ولــم يتغيــر تفكيــره طيلــة‬ ‫هــذه المــدة!‬ ‫هــذه القصــة القصيــرة تجعلــك‬ ‫تعيــد التفكيــر فــي مســألة الزمــن‪،‬‬ ‫وبطئــه أو ســرعة انقضائــه‪ ،‬فقــد‬ ‫مضــى ســريعا دون جــدوى علــى‬ ‫السـجان‪ ،‬لكنـه مضـى بطيئـا نافعـا‬ ‫علــى الســجين‪ ،‬وإنــي أتســاءل‪:‬‬ ‫هــل كثــرة الخيــارات والملهيــات‬ ‫فـي حياتنـا كأحـرار هـي التـي تجعلنـا‬ ‫نضيـع الوقـت ويتسـرب بيـن أيدينـا‬ ‫دون جــدوى؟‬ ‫قلم ‪ :‬ليلى العصيلي‬ ‫‪17‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫إشراقة أمل‬ ‫باللـــه عليـــك كيـــف تكـــون عظيمًـــا‬ ‫يتمنــى البعــض لــو أنــه خــرج مــن رحــم‬ ‫وكل تفكيــرك مشــغول ًا بالمسلســل‬ ‫أمـــه عال ًمـــا مثق ًفـــا شـــهرته تعـــادل‬ ‫الفلانـــي وشـــراء الماركـــة الفلانيـــة ‪.‬‬ ‫شـــهرة نيوتـــن وأفلاطـــون‪ ،‬الجميـــع‬ ‫هـــذا بيـــل غيتـــس كان يـــأكل البيتـــزا‬ ‫يتحـدث عنـه فـي الصحـف والمجـات‬ ‫البـــاردة ويبقـــى طـــوال الليـــل فـــي‬ ‫وفـــي الكتـــب ولكـــن هـــل يعقـــل أن‬ ‫مكتبــه حتــى أصبــح مــن أغنــى أغنيــاء‬ ‫أمريـكا ‪ ،‬وهـذا عثمـان الباقـاوي دائـم‬ ‫يحـــدث هـــذا بـــا عنـــاء؟‬ ‫الذكـــر للـــه فـــكان يقـــول (إنـــي وقـــت‬ ‫هـل يعقـل أن تكـون مختر ًعـا أو مؤل ًفـا‬ ‫الإفطـــار أحـــس بروحـــي كأنهـــا تخـــرج‬ ‫لأجـــل اشـــتغالي بـــالأكل عـــن الذكـــر )‬ ‫لكتـاب عظيـم دون أي جهـد يذكـر؟‬ ‫فــكان يجلــس يكتــب الحديــث وتأتــي‬ ‫جميــع هــذه الأمــور العظيمــة لا تأتــي‬ ‫أختـــه تلقمـــه إلـــى فمـــه لأنـــه ليـــس‬ ‫مـــن فـــراغ إنمـــا ســـببها الجهـــد ثـــم‬ ‫لديـــه وقـــت ليتنـــاول الطعـــام بيديـــه‬ ‫الجهـــد ثـــم الجهـــد «يقـــول تومـــاس‬ ‫فالعمـل العظيـم يحتـاج وقـت وصبـر‬ ‫إديســـون‪ :‬إن العبقريـــة عبـــارة عـــن ‪%1‬‬ ‫وكـــد فـــا تحـــزن ولا تيـــأس عندمـــا‬ ‫تفشـــل فـــي المـــرة الأولـــى أو الثانيـــة‬ ‫موهبـــة و ‪ %99‬عمـــل واجتهـــاد»‬ ‫أو حتـــى العاشـــرة أتظـــن أن النجـــاح‬ ‫العباقــرة والعظمــاء لــم يولــدوا كمــا‬ ‫يأتـــي علـــى طبـــق مـــن ذهـــب وأنـــت‬ ‫نراهـــم بالفطـــرة ولـــم تأتـــي لنـــا هـــذه‬ ‫الإختراعـــات العظيمـــة مـــن لا شـــيء‬ ‫مضطجـــع فـــي فراشـــك ؟‬ ‫علـــى ســـبيل المثـــال إن كل كتـــاب‬ ‫عظيـم لـم يعـرف صاحبـه النـوم فـكان‬ ‫قلم ‪ :‬مها الحجوري‬ ‫يســـهر الليالـــي ويجتهـــد ويعمـــل‬ ‫حتــى يتــراءى لــك مــن بعيــد أن يديــه‬ ‫تقطعـــت مـــن الكتابـــة فـــا يرتـــاح ولا‬ ‫يهـــدأ لـــه بـــال حتـــى يكتـــب آخـــر حـــرف‪.‬‬ ‫ركـــزوا قلـــت كتـــاب عظيـــم وليـــس‬ ‫كتـــاب فيـــه ســـتين ورقـــة وفـــي كل‬ ‫ورقـــة بيتيـــن مـــن الشـــعر الفاحـــش‬ ‫و المذمـــوم!‬ ‫عزيـــزي القـــارئ‪ :‬الســـماء لا تمطـــر‬ ‫تذنته ًبـــظـاــروأالنعتلـــكـــمو ينؤتــمــــىنولاض يمـأــتـــنيه‪،‬ـــؤفـلــااء‬ ‫العظمـــاء دون جهـــد وكـــد‪.‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫بريد العدد‬ ‫الرقم تسعة‬ ‫تميـــز ميـــزك الله بـــه ‪.‬‬ ‫هـــل شـــعرت يومًـــا مـــا بـــأن ردود فعلـــك تجـــاه‬ ‫تأمــل مــن حولــك يــا تــرى لــو كنــا جميعنــا نملــك‬ ‫بعـــض المواقـــف خاطئـــة ؟‬ ‫نفــس التفكيــر هــل سنشــعر بالاختــاف ؟‬ ‫أو علـــى الأحـــرى عندمـــا تتحـــدث عـــن رأيـــك فـــي‬ ‫نعـــم صحيـــح حينهـــا لـــن نشـــعر بالاختـــاف ‪ ،‬إذا‬ ‫حـــدث مـــا تجـــد جميـــع الأصابـــع تشـــير عليـــك‬ ‫لتعلــم أن الافــكار المختلفــة لا تعنــي بالضــرورة‬ ‫بأنــك مختلــف لينهــوا حديثهــم عنــك بالوصــف‬ ‫كوننـــا مخطئيـــن أو مختلفيـــن ففـــي بعـــض‬ ‫الأحيـان يكـون النقـاش لتقريـب وجهـات النظـر ‪.‬‬ ‫المعـــروف «خالـــف تعـــرف»‬ ‫دعنـــي أذكـــر لـــك مثـــال مـــا ‪ :‬تخيـــل معـــي بأننـــي‬ ‫تبـــذل قصـــارى جهـــدك لتطيـــل الحديـــث حتـــى‬ ‫كتبـت رقـم تسـعة باللغـة الانجليزيـة علـى لوحـة‬ ‫تصـــل إليهـــم وجهـــة نظـــرك و لكنـــك تصـــدم‬ ‫مـا ثـم وقفـت أنـا فـي أسـفل اللوحـة و أنـت فـي‬ ‫بزوايتهـم الحـادة ثـم تشـعر بـأن حديثـك ُيسـمع‬ ‫ناصيـــة اللوحـــة حينهـــا ســـتلاحظ أننـــي ســـأرى‬ ‫للـرد عليـه دون أن يفهـم فتشـعر بأنـك كالهبـاء‬ ‫الرقـــم تســـعة و أنـــت ســـترى الرقـــم ســـتة هـــل‬ ‫المنثـور و بـأن مـا تطرحـه ليـس إلا هـراء ثـم تقـرر‬ ‫هــذا يعنــي أن شــخ ًصا منــا ســيكون خاطــىء ؟‬ ‫حينهـــا أن تصمـــت دون أن تدافـــع عـــن وجهـــة‬ ‫بالطبـــع لا‪ ،‬إذا لـــكل منـــا وجهـــة نظـــر ليســـت‬ ‫بالضـــرورة أن نكـــون مخطئيـــن ‪ ،‬فأنـــت تـــرى و‬ ‫نظــرك ثــم يغلبــك اليــأس!‬ ‫أنـــا أرى الشـــيء ذاتـــه و لكـــن لـــكل منـــا طريقـــة‬ ‫مهل ًا ‪ ..‬ماذا عن مقولة ‪:‬‬ ‫مختلفـــة فـــي التعبيـــر عـــن رأيـــه‪.‬‬ ‫« إن الاختلاف في الراي لا يفسد للود قضية »‬ ‫قد أثبتت أن لكل شخص منا رأي مختلف‪،‬‬ ‫و أن اختلافك لا يعني تخلفك عن الجماعة‬ ‫و بعـــدك عنهـــم بـــل ربمـــا يكـــون اختلافـــك هـــو‬ ‫الأخصائية النفسية المساعدة ‪ :‬دعاء فيصل‬ ‫‪19‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫قصة مثل‬ ‫( حجر سنمار )‬ ‫ضــرب العــرب مثــ ًا بجــزاء ســنمار‬ ‫الـلــهذفــي َبينـعى لشلــنريعنمـاســننقة ‪،‬صـ ًرا لا مثيـل‬ ‫فقذفـــه مـــن أعلـــى القصـــر عندمـــا‬ ‫أخبــره بمعرفــة موضــع حجــر واحــد‬ ‫لمــن‬ ‫القصــر كُلــه‪.‬‬ ‫لـفـوقاألـزـالــتهاللعُهــــر ِدمب‬ ‫جــزاء ســنمار‬ ‫صنـــع معرو ًفـــا فلقـــي نكرا ًنـــا وفـــي‬ ‫القصـــة شـــيء يصلـــح لمثـــل آخـــر‬ ‫فـي بلاغـة الـكلام وهـو حجـر سـنمار‬ ‫الـــذي إن أزلتـــه تهـــدم القصـــر كلـــه‬ ‫فالكلمـــة البليغـــة فـــي النـــص إن‬ ‫أمـــا مـــن تمـــت قدرتـــه فـــا يؤثـــر‬ ‫ثانيـــا ‪ :‬البيـــان و حكمـــه فـــي ذلـــك‬ ‫أزيلـــت وكان الناظـــر إلـــى النـــص‬ ‫علـــى مذهـــب ســـنمار شـــيئ ًا ‪،‬ومـــن‬ ‫حكـــم البنـــاء وغالـــب المتكلميـــن‬ ‫مذهـــب العـــرب أن الـــكلام يظهـــر‬ ‫والمهـــنــدســــــين يســلـــــكون درب‬ ‫بعـد إزالتهـا ماهـر ًا بالبيـان كمهـارة‬ ‫للناظـــر المســـتعجل مســـتقل ًا‬ ‫الســامة بتقطيــع علائــق الــكلام‪،‬‬ ‫بعضـــه عـــن بعضـــه الآخـــر حتـــى‬ ‫مـــا للمخاطـــرة مـــن فوائـــد هـــي‬ ‫ســـنمار بالبنيـــان فـــإن النـــص‬ ‫إذا أعـــاد النظـــر وفتـــش عـــن علـــل‬ ‫أشـــبه شـــيء بالخيـــال والمحـــال‬ ‫اختيــار الألفــاظ والتراكيــب تبيــن لــه‬ ‫ومـــا فيهـــا مـــن مخالفـــة المألـــوف‬ ‫يذبــل حســنه فــي نظــره وتنطفــئ‬ ‫الاتصـال الوثيـق بيـن أجـزاء الـكلام‬ ‫وإعـــادة النظـــر فـــي مســـ ّلمات‬ ‫وهـذا يشـبه إخفـاء سـنمار موضـع‬ ‫الصنـــاع والشـــعراء والأصـــل أن‬ ‫بهجتــه وليســت مهــارة ســنمار إلا‬ ‫الحجـــر ‪ ،‬ليبقـــى للمتدبـــر الحكيـــم‬ ‫كمـــال المفعـــول علـــى حســـب‬ ‫فـــي كونـــه ع ّلـــق القصـــر بشـــرفاته‬ ‫فضـــل علـــى المتعجـــل المُليـــم‪،‬‬ ‫كمــال الفاعــل فــي علمــه وقدرتــه‬ ‫ولكـــي لا يؤتـــى الـــكلام مـــن ســـوء‬ ‫وحكمتـــه فـــإذا بلغـــت قـــدرة‬ ‫وعواميـــده وأســـقفه وجدرانـــه‬ ‫فهــم الســامع فــكأن كلام العــرب‬ ‫المتكلـــم او المهنـــدس إلـــى مـــا‬ ‫كلامـــان واحـــد للمتدبـــر وثـــان‬ ‫بلغـــه ســـنمار فـــا جـــرم ســـيظهر‬ ‫وأروقتـــه وقبابـــه وســـائر مرافقـــه‬ ‫للمد بـــر‪ٍ .‬‬ ‫أثـــر تلـــك الموهبـــة فـــي البنيـــان‬ ‫والبيـــان وهـــو مســـلك حكيـــم‬ ‫بحجـــر واحـــد وهـــذا لا يتأتـــى لـــه إلا‬ ‫ربى الجابري‬ ‫للعاجــز أو مــن يخاطــب العاجزيــن‬ ‫بشـــرطين ‪:‬‬ ‫أولا ‪ :‬العلـــم المحيـــط قبـــل بـــدء‬ ‫البنــاء بموضــع كل حجــر ومــا يتبــع‬ ‫ذلـــك مـــن معرفـــة كل أثـــر لوضـــع‬ ‫الحجـــر فـــي موضعـــه‪ ،‬والقـــدرة‬ ‫النافـذة علـى إظهـار مـا فـي الجنـان‬ ‫إلـــى العيان؛لذلـــك احتـــاج عشـــرين‬ ‫ســـنة ممـــا أغضـــب النعمـــان إذ‬ ‫طـــال عليـــه الانتظـــار ‪.‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫لقـــاء‬ ‫العدد‬ ‫كنـــت حريصـــة جـــ ًدا علـــى أن لا أنشـــر‬ ‫نحمـدــثينـتــامعوـــهبنتـــبداكيت؟ـــ ِك الكتابيـــة كيـــف‬ ‫هــي كاتبــة تميــزت بحســها الإبداعــي‬ ‫كتـــب طيلـــة الفتـــرة الماضيـــة لأ ّن‬ ‫بـــدأت أو ًل بكتابـــة الشـــعر وقـــد‬ ‫وقـــد جســـدت ذلـــك مـــن خـــال‬ ‫إصــدار كتــاب مه ّمــة صعبــة كــون كل‬ ‫كانــت تجربــة رائعــة أثرتنــي وطورتنــي‬ ‫كتاباتهــا إذ جعلــت لهــا طابــع يميزهــا‬ ‫كاتـب يطمـح بـأن يكـون كتابـه مميـ ًزا‬ ‫للوصـــول إلـــى اكتشـــاف مـــا أريـــد‪،‬‬ ‫عـــن غيرهـــا فـــكل إنســـان لـــه طابـــع‬ ‫لـذا ف ّضلـت النشـر عـن طريـق مواقـع‬ ‫ثـــم انتقلـــت إلـــى كتابـــة النثـــر بدايـــ ًة‬ ‫وأســـلوب مختلـــف ‪ ،‬هـــي مـــن قالـــت‪:‬‬ ‫التواصـــل إلـــى حيـــن اللحظـــة التـــي‬ ‫مـــع المقـــالات بإحـــدى الصحـــف‪ ،‬ثـــم‬ ‫الكتابــة مــن أهــم الممارســات التــي لا‬ ‫أشـعر فيهـا بأننـي جاهـزة وأسـتطيع‬ ‫تطـــورت كتاباتـــي بفعـــل الدراســـة‬ ‫تســتغني عنهــا ‪،‬و أن النجــاح والتأثيــر‬ ‫ثـــم بـــدأت فـــي كتابـــة روايـــة قبـــل‬ ‫والقـــراءة إلـــى أن وصلـــت إلـــى هـــذه‬ ‫لابــ ّد أن يشــمل كل الأشــخاص وهــي‬ ‫السـمــنناة تســـقريب ًبـإــانوشـســـــاتء اصلدلره‪.‬فـــي الوقـــت‬ ‫المرحلــة التــي تتفــ ّوق علــى ســابقتها‬ ‫ليســـت خا ّصـــة بالقـــراءة والكتابـــة‬ ‫وأشـــعر فيهـــا بأننـــي قـــادرة علـــى‬ ‫ولا المجتمـــع بأكملـــه؛ فتأثيـــرك علـــى‬ ‫مـاذا تعنـي لـك كتابـة النصـوص وهـل‬ ‫الكتابـــة بشـــكل أفضـــل‪ ،‬وممـــا‬ ‫محيطـــك الصغيـــر فـــي البيـــت هـــو‬ ‫كان لهـا أثـر فـي حياتـك ؟‬ ‫سـاعدني علـى نمـو موهبتـي هـو دعـم‬ ‫عائلتـي وأصدقائـي وإرشـادات بعـض‬ ‫نجـــاح ‪:‬‬ ‫الكتابـــة مـــن أهـــ ّم الممارســـات التـــي‬ ‫أســـاتذتي ممـــا زاد ثقتـــي ورغبتـــي فـــي‬ ‫لا أســـتغني عنهـــا‪ ،‬أعتبرهـــا طريقـــي‬ ‫الكاتبة المتميزة‬ ‫وتجربتـــي فـــي هـــذه الحيـــاة‪ ،‬يجـــب أن‬ ‫كتابـــة المزيـــد‪.‬‬ ‫أ‪ /‬عائشة عبده الشهري‬ ‫أســـلك كل نقطـــة فيهـــا وأســـتمتع‬ ‫حيـاك الله معنـا فـي لقـاء العـدد الأول‬ ‫بهـــا‪ ،‬وبالتأكيـــد كان لهـــا الأثـــر الأكبـــر‬ ‫لماذا لم يصدر لك أي كتاب إلى الآن ؟‬ ‫وهل تفكرين في النشر في‬ ‫مـن مجلـة محابـر ‪:‬‬ ‫فـــي جميـــع جوانـــب حياتـــي‪.‬‬ ‫المستقبل ؟‬ ‫من هي الكاتبة في السطور ؟‬ ‫أنـــا عائشـــة ابنـــة القلـــم‪ ،‬كبـــر ُت بيـــن‬ ‫الأوراق والقـــراءات التـــي أحبهـــا‬ ‫وتحبنـي‪ ،‬لطالمـا رعتنـي كتابـات «عبـده‬ ‫خـال» ورافقتنـي السـهر لليالـي كثيـرة‪،‬‬ ‫إ ّنهـا والقريـة بجبالهـا وسـهولها أهـ ّم‬ ‫مــا أنشــأني بهــذه الصــورة الإبداعيــة‪.‬‬ ‫أســـتاذة جامعيـــة‪ ،‬أعمـــل فـــي كتابـــة‬ ‫المحتــوى وفــق الكثيــر مــن الخدمــات‪،‬‬ ‫ولـي العديـد مـن الكتابـات المنشـورة‬ ‫علـى مواقـع التواصـل‪ ،‬والتـي س ُتنشـر‬ ‫قري ًبــا‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫بشـــكل خـــاص‪ ،‬وقـــد تشـــ ّكل لـــد ّي‬ ‫ماهيو السر في تطوير كتاباتك ؟‬ ‫صــورة واضحــة عــن قدرتهــا وقوتهــا‬ ‫لقــد ســاعدتني الفكــرة التــي طرحتهــا‬ ‫ومقاومتهـــا ولـــذا أقـــول لهـــا أنـــت‬ ‫وزارة التنميـــة ( ‪ ،) 2030‬لممارســـة‬ ‫الأعمـال الحـرة فقد بـادرت بالتسـجيل‬ ‫قـــاد رة‪.‬‬ ‫وكانـــت تجربـــة جيـــدة ومســـتمرة‬ ‫فـــي كتابـــة المحتـــوى خاصـــ ًة أننـــي‬ ‫كلمة توجهينها لكل كاتب أو قارئ ؟‬ ‫مـــن خلالهـــا جربـــت الكتابـــة لجميـــع‬ ‫علـــى الكاتـــب والقـــارئ م ًعـــا أن‬ ‫الطبقــات وبمختلــف الأنــواع الأدبيــة‪،‬‬ ‫يســـتمروا فـــي الكتابـــة والقـــراءة‬ ‫إضافـــة إلـــى بعـــض المشـــاركات فـــي‬ ‫لأنهمـــا ثنائـــي لا يأتيـــان منفرديـــن ‪.‬‬ ‫الأفـــكار الدراميـــة والســـيناريوهات‪.‬‬ ‫كلمتك في نهاية لقائنا ؟‬ ‫مـــا مـــدى نظرتـــك بالنســـبة للقـــراءة‪،‬‬ ‫فخـــورة جـــ ًدا كونـــي الضيفـــة الأولـــى‬ ‫هـــل مـــازال هنـــاك قـــ ّراء ومرتـــادو‬ ‫للعـــدد الأول مـــن مجلتكـــم وممتنـــة‬ ‫لاختياركـم لـي‪ ،‬كمـا أو ّد أن أشـكر فريـق‬ ‫لقـــراءة الروايـــات والقصـــص ؟‬ ‫عمـــل ( معـــا لنقـــرأ ) علـــى جهودهـــم‬ ‫لا أؤمـن بوجـود يـوم يخلـو مـن القـراء‪،‬‬ ‫واســـتمرارهم فـــي تقديـــم كل ماهـــو‬ ‫أرى بأ ّنهـــا عـــادة مســـتمرة حتـــى وإن‬ ‫قـــ ّل محبوهـــا وقـــد شـــاهدت الكثيـــر‬ ‫مفيـــد ‪.‬‬ ‫مـــن المهتميـــن بالقـــراءة فـــي وطننـــا‬ ‫العربـي وغيـره‪ ،‬أمـا بالنسـبة للروايـات‬ ‫حوار ‪ :‬هياء آل ظافر‬ ‫والقصـــص فأعتقـــد بأ ّنهـــا أكثـــر‬ ‫النصـــوص قـــراء ًة خاصـــة فـــي الفتـــرة‬ ‫الماضيـــة القريبـــة والحال ّيـــة‪.‬‬ ‫مـــاذا يعنـــي لـــك النجـــاح والتأثيـــر فـــي‬ ‫المجتمـــع ؟‬ ‫النجـــاح والتأثيـــر لابـــ ّد أن تشـــمل كل‬ ‫الأشـــخاص وهـــي *ليســـت* خا ّصـــة‬ ‫بالقـــراءة والكتابـــة ولا المجتمـــع‬ ‫بأكملـــه ؛ فتأثيـــرك علـــى محيطـــك‬ ‫الصغيـــر فـــي البيـــت هـــو نجـــاح وتأثيـــر‬ ‫حتـــى وإن نجحـــت فـــي فكـــرة صغيـــرة‪،‬‬ ‫لأنهـا سـتكبر مـع الوقـت وسـتؤثر مـع‬ ‫الوقـــت أي ًضـــا علـــى مجتمـــع أكبـــر ‪.‬‬ ‫كلمـة توجهينهـا لـكل امـرأة سـعودية‬ ‫بشـكل عـام ؟‬ ‫ســـؤال جميـــل خاصـــ ًة أننـــي فـــي‬ ‫إحـــدى دراســـاتي تناولـــت المـــرأة‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪22‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫استراحة العدد‬ ‫ِجد الكلمة‬ ‫ط ر ذ يش ة ت ث‬ ‫ء ن غ أ طضق د‬ ‫ي هـ دـ ل أ ا غ ل‬ ‫تس ا ظ ف ي طص‬ ‫ضح ج ة ث و ء ا‬ ‫م د أ ض هـ ن ج و‬ ‫شظ ء ر و ا ح ت‬ ‫توجد ثلاث كلمات مفقودة مستوحاة من فوائد‬ ‫القراءة شاركونا متعة إيجاد الكلمات‬ ‫‪23‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪24‬‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬

‫إن بســـم الله يبـــدأ كل شـــيء و بـــه ينتهـــي ‪ ،‬فبســـم الله‬ ‫الرحمــن الرحيــم و الحمدللــه الــذي بلغنــا هــذا اليــوم الــذي‬ ‫نـــرى فيـــه نتـــاج فكرنـــا و عملنـــا الـــدؤوب يشـــرق للنـــور ‪،‬‬ ‫فــي ظــل رؤيــة خــادم الحرميــن الشــريفين الملــك ســلمان‬ ‫بـــن عبـــد العزيـــز ‪ -‬حفظـــه الله ‪ -‬لبنـــاء مجتمـــع حضـــاري‬ ‫مزدهـــر بالثقافـــة و انطلا ًقـــا مـــن أهـــداف مبـــادرة ( م ًعـــا‬ ‫لنقـــرأ ) انبثقـــت فكـــرة مجلـــة ( محابـــر ) ســـع ًيا مننـــا فـــي‬ ‫أن يكـــون هـــذا النتـــاج أداة فعالـــة لتوظيـــف المقـــروء‬ ‫فـــي خدمـــة الأفـــراد و المجتمـــع ‪ ،‬حامليـــن علـــى عاتقنـــا‬ ‫مســـؤولية ترســـيخ القـــراءة و تعزيزهـــا فـــي المجتمـــع ‪،‬‬ ‫ختا ًمـــا ‪ :‬شـــك ًرا لـــكل مـــن ســـاهم فـــي إعـــداد و إخـــراج هـــذا‬ ‫العـــدد ســـائلين الله أن يكتـــب لنـــا الإخـــاص و القبـــول ‪.‬‬ ‫رئيسـة التحريـر ‪ :‬أثير العمري‬ ‫‪25‬‬ ‫العدد الأول ‪ 30‬شعبان هـ‬ ‫‪ 23‬إبريل ‪2020‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook