Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore أزمة توهم المرض وكيفية ادارة علاجه في ضوء الشريعة الاسلامية  "

أزمة توهم المرض وكيفية ادارة علاجه في ضوء الشريعة الاسلامية  "

Description: صدر حديثا عن "المركز العربي للأبحاث والدراسات الاعلامية "،العدد الاول من   سلسلة اوراق بحثية  جديد للباحث محمد عويضة تحت عنوان "  أزمة توهم المرض وكيفية ادارة علاجه في ضوء الشريعة الاسلامية  " (69 صفحة ).

Keywords: أزمة ،توهم،المرض،في ضوء

Search

Read the Text Version

‫أصحابو عمى العمؿ‪ ،‬فعف المقداد بف معد يكرب أف الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬ما أكؿ أحد طعامان‬ ‫قط خي ارن مف أف يأكؿ مف عمؿ يده ‪ ،‬كاف نبي ا﵀ داكد عميو السلاـ كاف يأكؿ مف عمؿ‬ ‫يده»(‪ ،)1‬كعف أنس أف رسكؿ ا﵀ ‪ ‬قاؿ‪« :‬إف قامت الساعة كبيد أحدكـ فسيمة‪ ،‬فإف‬ ‫استطاع أف لا تقكـ حتى يغرسيا فميفعؿ»(‪ ،)2‬ككاف الرسكؿ ‪ ‬يحث أصحابو عمى إتقاف‬ ‫ما يقكمكف بو مف إعماؿ‪ ،‬فعف عائشة أف الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬إف ا﵀ تعالى يحب إذا عمؿ‬ ‫أحدكـ عملان أف يتقنو»(‪.)3‬‬ ‫كمف كجية نظر الباحث فإف قياـ الإنساف بعمؿ ما‪ ،‬كاتقانو لو‪ ،‬كنجاحو فيو‪ ،‬كػػػػؿ‬ ‫ذلؾ يؤدم إلى زيادة ثقػػػػة الإنساف بنفسو‪ ،‬كالى شعكره بقيمتو كإنساف فعاؿ مفيد يقكـ‬ ‫بدكر فعاؿ ىاـ في المجتمع‪ ،‬كما يجعمو يشعر بالرضا كالسعادة‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬العناية بصحة الجسـ‪ :‬مف مؤش ارت الصحة النفسية أيضان سلامة الجسـ كصحتو‪،‬‬ ‫كقديمان قيؿ‪ :‬العقؿ السميـ في الجسـ السميـ‪ ،‬كقد كاف الرسكؿ ‪ ‬يعنى بتربية شخصيات‬ ‫أصحابو مف جميع نكاحييا النفسية كالبدنية كالاجتماعية‪ ،‬ككاف يحثيـ عمى العناية بصحة‬ ‫أجساميـ كبقكتيا حتى يككنكا قادريف عمى تحمؿ مسؤكليات الجياد في سبيؿ نشر الدعكة‬ ‫الإسلامية‪ ،‬فعف أبي ىريرة أف الرسكؿ ‪ ‬قاؿ‪« :‬اٍل يم ٍؤًم يف اٍلقى ًك ُّم ىخٍيهر ىكأى ىح ُّب إًلىى الَمّ ًو ًم ٍف‬ ‫اٍل يم ٍؤًم ًف ال َّضًعي ًؼ ىكًفي يك ٍّؿ ىخٍيهر ا ٍحًر ٍص ىعمىى ىما ىيٍنفى يع ىؾ ىكا ٍستىًع ٍف ًبالَمّ ًو ىكىلا تى ٍع ىجٍز ىكًا ٍف أى ىصاىب ىؾ‬ ‫ىش ٍي هء فىىلا تىقي ٍؿ لىٍك أىّْني فىىعٍم يت ىكا ىف ىكىذا ىكىكىذا ىكلى ًك ٍف يق ٍؿ قىىدير الَمّ ًو ىكىما ىشا ىء فىىع ىؿ فىًإ َّف لىٍك تى ٍفتى يح‬ ‫ىع ىم ىؿ ال َّشٍي ىطا ًف»(‪ ،)4‬ككاف ‪ ‬يعتبر صحة الجسـ كعافيتو مف المقكمات الرئيسة لسعادة‬ ‫________________________‬ ‫(‪ )1‬رواه البخاري‪ ,‬باب الحث عمى الأكل من عمل يده والتعفف بو عن السؤال والتعرض للإعطاء‪ ,‬ح (‪.)539‬‬ ‫(‪ )2‬روى أحمد (‪ ,)12902‬والبخاري في الأدب المفرد (‪ ,)479‬وعبد بن حميد في مسنده (‪ ,)1216‬والب ازر‬ ‫في مسنده (‪.)7408‬‬ ‫(‪ )3‬رواه الطب ارني في (الكبير) (‪ ,448 /199 /19‬والبييقي في شعب الإيمان (‪ ,(5315 /335 /4‬وابن‬ ‫قانع في معـجم الصحابة (‪ 933, /384 / 2‬ترجمة)‪ ,‬وأبو نعيم في (معرفة الصحابة) (‪.(5867‬‬ ‫(‪ )4‬الحديث صحيح رواه الإمام مسمم في صحيحو‪ ,‬من حديث أبي ىريرة (‪.)2664‬‬ ‫‪50‬‬

‫الإنساف‪( :‬مف أصبح آمنان في سربو‪ ،‬معافى في جسده‪ ،‬عنده قكت يكمو‪ ،‬فكأنما حيزت لو‬ ‫الدنيا بحذافيرىا)‪ ،‬ككاف ‪ ‬كثير الدعاء بالعافية‪ ،‬كمف أدعيتو المأثكرة‪( :‬الميـ عافني في‬ ‫بدني‪ ،‬كعافني في سمعي‪ ،‬كعافني في بصرم‪ ،‬لا إلو إلا أنت‪ )..‬كعمؽ ابف القيـ عمى‬ ‫حديث‪( :‬سمكا ا﵀ العفك كالعافية كالمعافاة‪ ،)..‬كىذه الثلاثة تتضمف إ ازلة الشركر الماضية‬ ‫بالعفك‪ ،‬كالحاضرة بالعافية‪ ،‬كالمستقبمة بالمعافاة‪ ،‬فإنيا تتضمف المداكمة كالاستم ارر عمى‬ ‫العافية ككاف ‪ ‬يحث أصحابو عمى الرياضة البدنية كالفركسية‪ ،‬فكاف يشجعيـ عمى‬ ‫الرمي كرككب الخيؿ‪ ،‬عف عقبة بف عامر قاؿ‪« :‬سمعت رسكؿ ا﵀ ‪ ‬كىك عمى المنبر‬ ‫يق أر‪ :‬كأعدكا ليـ ما استطعتـ مف قكة‪ ،‬ألا إف القكة الرمي‪ ،‬ألا إف القكة الرمي‪ ،‬ألا إف القكة‬ ‫الرمي قاليا ثلاثان»(‪.)1‬‬ ‫ىىد يم النبي الأعظـ ‪ ‬في علاج التكىـ كاليـ ك الحزف كالكرب‪:‬‬ ‫‪..‬‬ ‫إف المصائب المختمفة التي تصيب الإنسػاف في دنياه‪ ،‬ككذلؾ الاضط اربات‬ ‫كالانفعالات النفسية كالمخاكؼ المختمفة التي تيسبب لو أم ار نضا كثيرة كخاصة أم ارض‬ ‫الأعصاب‪ ،‬ككذلؾ ىٌـ أمكر المعيشة كمتطمبات الحػياة المت ازيدة‪ ،‬كما ي ارفقيا مف الديكف‬ ‫المت اركمة في سبيؿ تأميف لقمة العيش كنفقة الزكجة كالأىؿ كالأكلاد‪ ،‬كؿ ىذه الظركؼ‬ ‫المعيشية الصعبة مع ما يصاحبيا مف مصائب مختمفة تقكد إلى المخاكؼ كاليمكـ كالكركب‬ ‫كالأح ازف‪ ،‬كلا يخفى عمينا كما ىك معركؼ عند الأطباء أف الكمد كالحزف الشديد المكتكـ‬ ‫في الفؤاد ييكىناف الجسد كيجرحاف القمب كيكرث التكىـ المرضي‪ ،‬ككذلؾ الأح ازف الشديدة‬ ‫المت اركمة تؤثر سمنبا عمى القمب كالجسد كتيسبب للإنساف الكثير مف الأم ارض المستفحمة‬ ‫الخطيرة‪ ،‬ككذلؾ الاضط اربات النفسية كالتكت ارت العصبية الناتجة عف ت اركـ الأح ازف‬ ‫المكتكمة في القمب ىي مبدأ لأمػ ارض عضكية كثيرة ناتجة عنيا ‪ ،‬كقد تككف خطيرة‪ ،‬كعمى‬ ‫سبيؿ المثاؿ لا الحصر أم ارض السكرم كالضغط كجمطػات الدماغ التي تسبب الشمؿ‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬الحديث صحيح رواه مسمم في صحيحو‪ ,‬ح(‪.)5055‬‬ ‫‪51‬‬

‫بأنكاعػػػو المختمفة التي قد تيؤدم بحياة الإنساف إلى المكت‪ ،‬فقد ييصاب الإنساف بحزف‬ ‫شديد نتيجة مصيبة أل َّمت بو في مالو أك جسده أك أىمو أك بسبب فقد ماؿ أك مكت قريب‬ ‫أك عزيز عميو‪ ،‬مما يؤدم إلى إصابتو بسكتة قمبية مفاجئة تؤدم بحياتو‪ ،‬كما كاف الحزف‬ ‫كالكمد‪ ،‬يزيداف مف إف ارز مادة الأدريناليف مف الغدة الكظرية‪ ،‬فكؽ الكمية فيزيد ىذا مف‬ ‫الانفعالات النفسية كيقكد إلى المضاعفات الخطيرة‪ ،‬ككذلؾ فإف الانفعالات النفسية الشديدة‬ ‫تيسٌبب بعض الأم ارض الجمدية البشعة‪ ،‬كما تييج الانفعالات كالاضط اربات النفسية أعصاب‬ ‫المعدة كتسبب قرحة المعدة‪ ،‬كما تسبب ىذه الانفعالات كالتكت ارت العصبية تغي ارت في‬ ‫الأكعية الشعرية لمعيف التي تيخم يؼ البياض المصحكب بفقداف البصر‪ ،‬كيبقى ىنا السؤاؿ‪:‬‬ ‫ىؿ لأم ارض اليـ كالغـ كالكرب كالحػػزف الناتجة عف شدة المصائب كالانفعالات‬ ‫كالاضط اربات النفسية مف علاج كدكاء عمى ضكء ىدم نبينا المصطفى ‪ ‬كسنتو العطرة‬ ‫المباركة كما شرعو ‪ ‬لأمتو؟‪.‬‬ ‫كالجكاب‪ :‬نعـ‪ ،‬إ ٌف لنا في رسػػػكؿ ا﵀ ‪ ‬أسكة حسنة فيػػػك ‪ ‬قدكة لأمتو‪ ،‬لقد أرشدنا نبينا‬ ‫المصطفى ‪ ‬كمف خلاؿ سيرتو العطرة المباركة‪ ،‬كمف خلاؿ إرشاداتو كتعميماتو العظيمة‪،‬‬ ‫ككصاياه النافعة لأمتو إلى علاج اليـ كالغٌـ كالكرب كالحزف‪ ،‬فقد كاف عميو‬ ‫الصلاة كالسلاـ في سيرتو الميمكنة المباركة يذكر ا﵀ تعالى في جميع أحكالو كأحيانو‪،‬‬ ‫ككاف يمجأ إلى ا﵀ تعالى بالذكر كالدعاء كالصلاة عندما يي ُّم يو أمر ما أك يقع في كرب‬ ‫كشدة‪ ،‬فقد كرد أنو عميو الصلاة كالسلاـ كاف إذا حزبو أمر (أم نزؿ بو أمر ميـ أك كقع‬ ‫في كرب) فزع إلى الصلاة‪ ،‬كقد قاؿ ا﵀ تبارؾ كتعالى‪َ ﴿ :‬وا ْش َخػًِ ُِٔاْ ةِال هص ْبِ َوال هصَ َلةِ ِإَو هج َٓا‬ ‫ىَ َهتِي َر ٌة إَِ هل لَََع اْ ْ َلا ِش ِػ َي ﴾ [البقرة‪ ،]ُٔٓ :‬ككاف عميو ‪ ‬يقكؿ عند الكرب كالشدة لييعمٌـ‬ ‫أمتو‪« :‬لا إلو إلا ا﵀ العظيـ الحميـ‪ ،‬لا إلو إلا ا﵀ ر ُّب العرش العظيـ‪ ،‬لا إلو إلا ا﵀ ر ُّب‬ ‫السمكات كر ُّب الأرض كر ُّب العرش العظيـ»(‪ )1‬ركاه البخارم كمسمـ‪. .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫____________________‬ ‫البخاري‪ ,‬كتاب الدعوات‪ ,‬باب الدعاء عند الكرب‪ ,‬برقم ‪ ,6345‬ومسمم‪ ,‬كتاب الذكر والدعاء والتوبة‬ ‫والاستغفار‪ ,‬باب دعاء الكرب‪ ,‬برقم ‪. .2730‬‬ ‫‪52‬‬

‫كعف الصحابي الجميؿ أنس بف مالؾ رضي ا﵀ عنو أنو ‪ ‬كاف إذا أكربو أمر قاؿ‪( :‬يا‬ ‫ح ُّي يا قيكـ برحمتؾ أستغيث ) ركاه الترمذم‪ ،‬كعف أبي ىريرة رضي ا﵀ عنو أف النبي ‪‬‬ ‫( كاف إذا أىمو الأمر رفع أرسو إلى السماء فقاؿ‪ :‬سبحاف ا﵀ العظيـ‪ ،‬كاذا اجتيد في‬ ‫الدعاء قاؿ‪ :‬يا حي يا قيكـ ) ركاه الترمذم‪ ،‬كعف أبي مكسى الأشعرم رضي ا﵀ عنو أف‬ ‫النبي ‪ ‬كاف إذا خاؼ قكنما قاؿ‪( :‬الميـ إَّنا نجعمؾ في نحكرىـ‪ ،‬كنعكيذ بؾ مف شركرىـ)‬ ‫ركاه أبك داكد كالنسائي‪ ،‬كلقد عمـ النبي الأعظـ ‪ ‬أمتو كيؼ يمجئكف إلى ا﵀ تعػالى‬ ‫بالذكر كالدعاء كالاستغفار كالصلاة عند الكركب كالشدائد‪ ،‬كعمٌميـ ماذا يقكلكف عند‬ ‫الأح ازف المؤلمة كعند الكقكع في اليمكـ كالغمكـ أك الكركب كالشدائد‪ ،‬فعف عمي بف أبي‬ ‫طالب رضي ا﵀ عنو قاؿ‪( :‬لقٌنني رسكؿ ا﵀ ‪ ‬ىؤلاء الكممات‪ ،‬كأمرني إذا أصابني كرب‬ ‫أك شدة أف أقكلي ٌف‪ :‬لا إلو إلا ا﵀ الحميـ الكريـ‪ ،‬سبحانو كتبارؾ ا﵀ رب العػػرش العظيـ‪،‬‬ ‫الحمد ﵀ رب العالميف) أخرجو ابف حباف‪ ،‬كعف أبي بكر رضي ا﵀ عنو أف رسكؿ ا﵀ ‪‬‬ ‫قاؿ‪( :‬دعكا يت المكركب‪ :‬الميـ رحمتؾ أرجك فلا تكمني إلى نفسي طرفة عيف‪ ،‬كأصمح لي‬ ‫شأني كمو‪ ،‬لا إلو إلا أنت) ركاه أبك داكد‪ ،‬كعف أسماء بنت يعميس رضي ا﵀ عنيا قالت‪:‬‬ ‫قاؿ لي رسكؿ ا﵀ ‪( :‬ألا أعممؾ كمما وت تقكليي َّف عند الكرب أك في الكرب‪ :‬ا﵀ ا﵀ ربي لا‬ ‫أشرؾ بو شينئا)‪ ،‬كعف أبي سعيد الخدرم رضي ا﵀ عنو قاؿ‪« :‬دخؿ ‪ ‬ذات يكـ المسجد‪،‬‬ ‫فإذا ىك برجؿ مف الأنصار ييقاؿ لو أبك أمامو‪ ،‬فقاؿ‪ :‬يا أبا أمامو ما لي أ ارؾ في المسجد‬ ‫في غير كقت الصلاة ؟ فقاؿ‪ :‬ىمكـ لزمتني كديك هف يا رسكؿ ا﵀‪ ،‬فقاؿ ‪ :‬ألا أعممؾ‬ ‫كلا نما إذا أنت قمتو أذىب ا﵀ عز كجؿ ى ٌمؾ‪ ،‬كقضى دينؾ؟ قاؿ‪ :‬قمت‪ :‬بمى يا رسكؿ ا﵀‪،‬‬ ‫قاؿ ‪ :‬قؿ إذا أصبحت كاذا أمسيت‪ :‬الميـ إني أعكذ بؾ مف اليـ كالحىز ًف‪ ،‬كأعكذ بؾ مف‬ ‫العجػػػز كالكسؿ كأعكذ بؾ مف ال يجبف كالبخؿ‪ ،‬كأعكذ بؾ مف غمب ًة الديف كقير الرجاؿ‪ ،‬قاؿ‬ ‫أبك أمامو رضي ا﵀ عنو‪ :‬ففعم يت ذلؾ‪ ،‬فأذىب ا﵀ عز كجؿ ىمي‪ ،‬كقضى عني ديني»(ُ)‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬رواه أبو داود (‪ ,)1555‬وضعفو الشيخ الألباني رحمو ا﵀ في \"صحيح وضعيف سنن أبي داود‪.‬‬ ‫‪53‬‬

‫كمف فكائد ىذا الدعاء كما قاؿ العمماء أف مف داكـ عػميو يقكل قمبو أم يكسب ج أرة‬ ‫كييقضى عنو دينو كيذىب ىمو‪ ،‬كمما عمٌـ النبي الأعظـ ‪ ‬أمتو أف يق أركه مف القرءاف عند‬ ‫الكقكع في الكرب كالشدة ءاية الكرسي كخكاتيـ سكرة البقرة‪ ،‬فعف أبي قتادة رضي ا﵀ عنو‬ ‫قاؿ‪ :‬قاؿ رسكؿ ا﵀ ‪( :‬مف ق أر ءاية الكرسي كخكاتيـ سكرة البقرة عند الكرب أغاثو ا﵀‬ ‫عػػز كجؿ)‪ ،‬كممػا ينفع لعػػلاج الحزف كاليـ كالتكىـ أف نقكؿ ما عمٌمػػػػػػػنا إياه النبي‬ ‫المصطفى ‪ ‬حيث قاؿ ‪« :‬ما أصاب عبندا ىّّـ كلا حىز هف فقاؿ‪ :‬الميـ إني عبدؾ‪ ،‬اب يف‬ ‫عبدؾ‪ ،‬اب يف أمًتؾ‪ ،‬ناصيتي بيدؾ‪ ،‬ما وض ف َّي يحكمؾ‪ ،‬عد هؿ في قضائؾ‪ ،‬أسألؾ بكؿ اسػػـ ىك‬ ‫لؾ‪ ،‬س ٌمي ىت بو نفسؾ‪ ،‬أك أنزلتو في كتابؾ‪ ،‬أك عممتو أحندا مف خمقؾ‪ ،‬أك استأثرت بو في‬ ‫عمـ الغيب عندؾ‪ ،‬أف تجعؿ القرءاف العػظيـ ربيع قمبي‪ ،‬كنكىر صدرم‪ ،‬كجلاء يحزني‪،‬‬ ‫كذىاب ىمي‪ ،‬إلا أذىب ا﵀ حزنو كىمو‪ ،‬كأبدلو مكانو فرنحا»(ُ)‪ ،‬كمعنى (ناصيتي بيدؾ)‬ ‫أم تتصرؼ ف ٌي كما تشاء‪ ،‬فا﵀ سبحانو كتعالى منزه عف الجكارح كالأعضاء‪.‬‬ ‫فكائد لا حكؿ كلا قكة إلا با﵀ في علاج اليمكـ كالغمكـ‪:‬‬ ‫إ ٌف ملازمة كممة (لا حكؿ كلا قكة إلا با﵀) كالإكثار منيا ذات منافع كثيرة‪ ،‬فيذه‬ ‫الكممة المباركة كنهز مف كنكز الجنة كما أخبر النبي ‪ ‬أم في قكليا كالإكثار منيا ثكاب‬ ‫عظيـ‪ ،‬كىي تنفع أي نضا لعلاج أم ارض كثيرة منيا اليـ‪ ،‬كالكىـ‪ ،‬كالتكىـ‪ ،‬فقد قاؿ النبي‬ ‫الأعظـ ‪ :‬لا حكؿ كلا قكة إلا با﵀ تنفع لتسعيف داء أقميا اليـ‪ ،‬كمما يركل عف عبد ا﵀‬ ‫بف عباس رضي ا﵀ عنيما‪ ،‬عف النبي ‪ ‬أنو قاؿ‪« :‬مف كثيرت ىمكمو كغمكمو فميكثر مف‬ ‫قكؿ لا حكؿ كلا قكة إلا با﵀»(‪ ،)2‬كقاؿ العمماء إ ٌف ملازمة قكؿ لا حكؿ كلا قكة إلا با﵀‬ ‫كالإكثار منيا ينفع كثينار لمف ابتمي بداء الكسكسة‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬حنبل أحمد بن‪ ,‬مسند أحمد بن حنبل‪ ,)1969( ,‬مؤسسة الرسالة‪ ,‬ح‪.4167‬‬ ‫(‪ )2‬الألباني‪ ,‬محمد ناصر الدين‪ ,‬السمسمة الأحاديث الصحيحة‪1415( ,‬ه)‪ ,‬مكتبة المعارف‪ ,‬ح‪.199‬‬ ‫‪54‬‬

‫فكائد الاستغفار‪:‬‬ ‫كمما ينفع لعلاج اليـ كالكرب كلمخركج مف الضيؽ كالشدة كيساعد أي نضا في أمكر‬ ‫الرزؽ كثرة الاستغفار كملازمتو ليلان كنيانار‪ ،‬فقد قاؿ رسكؿ ا﵀ ‪( :‬مف لزـ الاستغفار‬ ‫جعؿ ا﵀ لو مف كؿ ىٍّـ فرنجا‪ ،‬كمف كؿ ضيؽ مخرنجا كرزقو مف حيث لا يحتسب)‪ ،‬ركاه أبك‬ ‫داكد‪ ،‬كمما ينفع أيضان في علاج داء الكرب أي نضا ما دعا بو نبي ا﵀ يكنس عميو السلاـ‬ ‫ربو كىك مكركب في بطف الحكت عندما إلتقمو‪ ،‬حيث نادل يكنس عميو الصلاة كالسلاـ‬ ‫كدعا ربو كىك في ظممات بطف الحكت قائلان‪( :‬لا إلو إلا أن ىت سبحانؾ إني كنت مف‬ ‫الظالميف) فاستجاب ا﵀ تبارؾ كتعالى لو كن ٌجاهي مف الغـ الذم كاف فيو‪ ،‬فعف سعد بف أبي‬ ‫كقاص ‪ ‬قاؿ‪ :‬سمعت رسكؿ ا﵀ ‪ ‬يقكؿ‪ :‬إني لأعميـ كممة لا يقكليا مكػػػػػرك هب إلا فيّْرىج‬ ‫عنو‪ :‬كممة أخي يكنس رضي ا﵀ عنو‪( ،‬فنادل في الظممات أف لا إلو إلا أنت سبحانؾ‬ ‫إني كن يت مف الظالميف) ركاه الترمذم‪.‬‬ ‫كثرة الصػػلاة عمى النبي ‪ ‬علاج لداء اليـ كالحزف‪:‬‬ ‫كمما أرشدنا إليو نبينا الأعظـ ‪ ‬في علاج داء اليـ كالغـ الإكثار مف الصلاة عميو‬ ‫‪ ،‬فإنيا مفتاح الخي ارت كالبركات كباب المب ارت كالسعػػػػادات كىي تكفي كنفع عند كؿ‬ ‫يغ َّمة كميمة‪ ،‬كتكشؼ كؿ فاقة كمدليمة‪ ،‬كبيا يغفر ا﵀ تبارؾ كتعػػػالى الذنكب‪ ،‬فعف‬ ‫الصحابي الجميؿ أب ٌي بف كعب رضي ا﵀ عنو قاؿ‪ :‬كاف رسكؿ ا﵀ ‪ ‬إذا ذىب ثمث الميؿ‬ ‫فقاـ فقاؿ‪« :‬يا أييا الناس اذكركا ا﵀‪ ،‬اذكركا ا﵀‪ ،‬جاءت ال ارجفة تتبعيا ال اردفة كجاء‬ ‫المكت بما فيو‪ ،‬قم يت‪ :‬يا رسكؿ ا﵀ إني أكثر الصلاة عميؾ‪ ،‬فكـ أجعؿ لؾ مف صلاتي‪ ،‬أم‬ ‫في مجالسي الخاصة لمدعاء قاؿ ‪ :‬ما شئت‪ ،‬قم يت ‪ :‬الربع ؟ قاؿ ‪ :‬ما شئت فإف زدت‬ ‫فيك خيهر لؾ قم يت‪ :‬فالثمثيف؟‪ ،‬قػػػاؿ‪ :‬ما شئت فإف زدت فيك خيهر لؾ‪ ،‬قم يت‪ :‬أجعؿ لؾ‬ ‫صلاتي كميا‪ ،‬قاؿ ‪ :‬إذف تكػفى ىمؾ‪ ،‬كييغفر لؾ ذنب»(ُ) ركاه الترمذم‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬الترمذي‪ ,‬أبو عيسى محمد‪ ,‬جامع الترمذي‪ ,‬المتوفي عام ‪297‬ه‪ ,‬ح‪.2394‬‬ ‫‪55‬‬

‫ما أعظـ ىدم النبي الأعظـ ‪ ‬فيما أرشد إليو أمتو مما ينفعيـ في صحتيـ‬ ‫كمعاشيـ كأخرتيـ‪ ،‬كصدؽ ا﵀ العظيـ إذ يقكؿ في محكـ تنزيمو‪َ ﴿ :‬و ٌَا يَِ ِط ُق َغ َِ الْ َٓ َٔى إِ ْن‬ ‫َّ‬ ‫لً‬ ‫ٌـا‬ ‫وغ هيٍ َم‬ ‫﴿‬ ‫‪:‬‬ ‫المصطفى‬ ‫لنبيو‬ ‫كجؿ‬ ‫عز‬ ‫كيقكؿ‬ ‫ْ]‪،‬‬ ‫[النجـ‪:‬‬ ‫﴾‬ ‫ئُ َْح‬ ‫َو ْْ ٌح‬ ‫إَِل‬ ‫ُْ َٔ‬ ‫حلَ حػـيً وَكن فض ُو الله غيًم غظًٍاً ﴾ [النساء‪.]ُُّ :‬‬ ‫المؤمف الحؽ لا يعاني مف التكىـ المرضي بدليؿ‪:‬‬ ‫إف المؤمف الحؽ لا يعاني كؿ ىذه الأع ارض مصداقان لقكلو تعالى‪﴿ :‬اَهّلِي ََ آ ٌَ ُِٔا‬ ‫اىْ ُل ُئ ُب﴾‬ ‫ْ‬ ‫ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُك ُئ ُب ُٓ ًْ‬ ‫يسمـ‬ ‫الحؽ‬ ‫فالمؤمف‬ ‫ِٖ]‪،‬‬ ‫[الرعد‪:‬‬ ‫َت ْط ٍَهِ َُّ‬ ‫ال هلهِ‬ ‫ةِ ِذكرِ‬ ‫أَل‬ ‫ال هلهِ‬ ‫ةِ ِذكرِ‬ ‫َو َت ْط ٍَهِ َُّ‬ ‫الأمكر لخالقو‪ ،‬كبذلؾ يككف قد خفؼ عف نفسو ما يثقؿ كاىمو مف اليمكـ‪َ ﴿ :‬و ٌَ َْ ي ُ ْصيِ ًْ‬ ‫ا ْْ ُل ُمٔرِ﴾‬ ‫ِِ]‪،‬‬ ‫[لقماف‪:‬‬ ‫ََعكِ َت ُث‬ ‫ال هلهِ‬ ‫َ‬ ‫ا ْش َخ ٍْ َص َم ةِاىْ ُػ ْر َوةِ الْ ُٔثْ َ َٰق‬ ‫ال هلهِ َو ُْ َٔ َُمْ ِص ٌَ َف َل ِد‬ ‫َ‬ ‫َو ْج َٓ ُّ‬ ‫ِإَوَل‬ ‫إَِل‬ ‫كما أنو يتككؿ عمى ا﵀ كيتكجو إلى ا﵀ بالدعاء الذم يجيب المضطر إذا دعاه‪ ،‬كبذلؾ‬ ‫يككف الإيماف كاقيان مف الزلؿ كيجػعؿ صاحبو يشعر بالسعادة كينعـ بالأمف كالأماف كىك مف‬ ‫علامات الصػػػػحة النفسية التي يتمتع صاحبيا بالسكينة كالاستقامة‪ ،‬كصدؽ ا﵀ إذ‬ ‫ََتْ َزُُٔا‬ ‫َو ََل‬ ‫ََ َتافُٔا‬ ‫َ َّ‬ ‫الْ ٍَ ََلنِ َه ُث‬ ‫َغ َيًْ ِٓ ًُ‬ ‫َت ََ َّن ُل‬ ‫َكالُٔا‬ ‫اََّّلِي ََ‬ ‫أَل‬ ‫ا ْش َخ َلا ُمٔا‬ ‫ُث ًَّ‬ ‫ال َُّله‬ ‫َر ُّب َِا‬ ‫إِ َّن‬ ‫﴿‬ ‫يقػػػػكؿ‪:‬‬ ‫َو َأب ْ ِْ ُشوا ةِاْ ْ َل َِّثِ ا ّىَ ِِت ُنِْ ُخ ًْ حُٔ َغ ُدو َن‪ََ ,‬نْ َُ أَ ْولِيَا ُؤ ُك ًْ ِِف اِ ْ َل ًَاةِ اِ ُّلجْ ًَا َوِِف ا ٌْ َ ِخ َرةِ َوىَ ُل ًْ فًِ َٓا ٌَا‬ ‫ت َ ْش َخ ِِه َأجْ ُف ُص ُل ًْ َو َى ُل ًْ فًِ َٓا ٌَا حَ َّد ُغٔ َن﴾ [فصمت‪ ،]ُّ-َّ :‬كما أف في تأدية بعض‬ ‫العبادات ما يؤدم إلى تحقيؽ السكينة كالصلاة كالصياـ‪ ،‬فمقد كاف الرسكؿ ‪ ‬إذا حزبو‬ ‫أمر فزع إلى الصلاة‪ ،‬كما كاف يقكؿ لبلاؿ عندما يريد أف يركف إلى اليدكء أرحنا بيا يا‬ ‫بلاؿ‪ ،‬كيقصد الصلاة‪ ،‬فكقكؼ الإنساف بيف يدم ا﵀ كتلاكة بعض الآيات الكريمة مف‬ ‫القرآف يؤدم إلى اليدكء النفسي‪ ،‬فالعلاج النفسي الديني‪ ،‬مصداؽ مف قكؿ رسكلنا‬ ‫الأعػظـ ‪ :‬تفاءلكا بالخير تجدكه‪ ،‬كالطمأنينة كال ارحة النفسية بما يجرل عميو مف أقدار‬ ‫ا﵀ تعالى فلا يقمؽ بفكات محبكب‪ ،‬أك حصػػػكؿ مكركه‪ ،‬لأف ذلؾ بقدر ا﵀ الذم لو ممؾ‬ ‫‪56‬‬

‫السماكات كالأرض‪ ،‬كىك كائف لا محالة كفي ذلؾ يقكؿ ا﵀ تعػالى‪ٌَ ﴿ :‬ا أَ َصا َب ٌَِ ٌُّ ِصً َت ٍث‬ ‫حَأْ َش ْٔا‬ ‫هج ْ َبأَ َْا‬ ‫َ‬ ‫أَُ ُف ِص ُل ًْ‬ ‫ا ْْلَ ْر ِض‬ ‫ىِ َهًْ ََل‬ ‫ي َ ِصي ٌر‪,‬‬ ‫ال هلهِ‬ ‫ل َََع‬ ‫َذلِ َم‬ ‫إِ هن‬ ‫أن‬ ‫َقتْ ِو‬ ‫ٌَِّ‬ ‫نِ َخا ٍب‬ ‫ِِف‬ ‫ه‬ ‫ِِف‬ ‫َو ََل‬ ‫ِِف‬ ‫إَِل‬ ‫ِِ‪،]ِّ-‬‬ ‫[الحديد‪:‬‬ ‫َف ُخٔ ٍر﴾‬ ‫ُُمْ َخا ٍل‬ ‫ُ هك‬ ‫ُُيِ ُّب‬ ‫َ‬ ‫َوال هل ُه‬ ‫آحَا ُك ًْ‬ ‫ةِ ٍَا‬ ‫َت ْف َر ُحٔا‬ ‫َو ََل‬ ‫فَاحَ ُل ًْ‬ ‫ٌَا‬ ‫ل َََع‬ ‫َل‬ ‫كيقكؿ النبي ‪« :‬عجبان لأمر المؤمف إف أمره كمو خير‪ ،‬كليس ذلؾ لأحد إلا لممؤمف إف‬ ‫أصابتو س ارء شكر فكاف خي ار لو‪ ،‬كاف أصابتو ض ارء صبر فكاف خي ارن لو»(ُ)‪.‬‬ ‫أثر الدعاء في نفس المؤمف‪:‬‬ ‫سعبيظيؿماةل‪،‬فلافمحعوكاليرجشدادا‪،‬لعكبدمالذقاةؿالاقر﵀بتعاملفى‪:‬خال﴿ِقإَوو َذاس َشب َألحَا َنمو ِغكَتتاعِداليى‪َ،‬غ ِِّكنيي َفكإثٌِِِّنؽ‬ ‫لمدعاء آثار‬ ‫صمتو‬ ‫بو‪ ،‬كالدعاء‬ ‫َكرِي ٌب أُ ِجً ُب َد ْغ َٔةَ اِ َّلا ِع إِ َذا َدََع ِن فَيْ َي ْص َخ ِجً ُتٔا َِل َولْ ُي ْؤ ٌِ ُِٔا ِِب ىَ َػ ّيَ ُٓ ًْ يَ ْر ُش ُدو َن﴾ [البقرة‪]ُٖٔ :‬‬ ‫كما أٌنو يزرع الطمأنينة في القمب‪ ،‬كيشرح الصدر‪ ،‬كيبعث عمى السعادة‪ ،‬كبو ينفرج الضيؽ‪،‬‬ ‫كتزكؿ اليمكـ‪ ،‬كيح ٌؿ عكضان عنيا السركر كالفرح‪ ،‬كبو أيضان ييرفع البلاء‪ ،‬كتيفتح أبكاب‬ ‫الرحمة‪.‬‬ ‫____________________‬ ‫(‪ )1‬النيسابوري‪ ,‬مسمم بن حجاج‪ ,‬صحيح مسمم‪2061-206 ,‬ه‪ ,‬دار احياء الكتب العربية‪ ,‬ح‪.2999‬‬ ‫‪57‬‬

‫تكصيات ك إرشادات‬ ‫قبؿ أف أنيي ىػػذه الد ارسة‪ ،‬أرل أنو مف الميـ أف أضع بيف يدم القػػػػػارئ مجمكعة‬ ‫مف الكصػايا كالإرشادات لكي تعـ الفائدة كالاستفادة مف ىذا البحث المتكاضع‪ ،‬كاليكـ‬ ‫بعض مف ىذه التكصيات كالإرشادات لمتجنب كالابتعاد عف التكىـ المرضي‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الإيماف با﵀ كتكحيده كعبادتو‪ :‬يدعك الإسلاـ إلى الإيماف با﵀ كتكحيده كعبادتو‬ ‫كحػػػده لا شريؾ لو ‪ ،‬كقد قضى الرسكؿ صمى ا﵀ عميو كسمـ الثلاث عشرة سنة الأكلى‬ ‫مف الػػػدعكة يدعك إلى عقيدة التكحيد ‪ ،‬كيثبت جذكر الإيماف في قمكب أصػػحابو‪ ،‬كيصفي‬ ‫نفكسيـ كيزكييا بالتقرب إلى ا﵀ تعالى كعبادتو‪ ،‬كلقد كاف للإيماف با﵀ تعالى أثر عظيـ في‬ ‫تغيير شخصيات العرب‪ ،‬فقد تخمكا عف كثير مف أخلاقيـ كعاداتيـ في الجاىمية ‪ ،‬كتحررت‬ ‫عقكليـ مف الجيؿ كالخ ارفات ‪ ،‬كما تحررت نفكسيـ مف الخػػػػكؼ مف كثير مف الأمكر التي‬ ‫يخافيا في العادة معظـ الناس كأصبحكا يعيشكف في أمف نفسي‪ ،‬إف الإيمػػػاف با﵀ عز‬ ‫كجؿ يملأ النفس بالانش ارح كالرضا كالسعادة‪ ،‬كيجعؿ الإنساف يعيش في حالة غامرة مف‬ ‫الطمأنينة كالأمف النفسي قاؿ تعالى‪﴿ :‬اَهّ ِلي ََ آ ٌَ ُِٔاْ َو َت ْط ٍَهِ َُّ ُكئُ ُب ًُٓ ةِ ِذ ْكرِ ال هلهِ أََ َل ةِ ِذ ْك ِر ال هلهِ‬ ‫َت ْط ٍَهِ َُّ اىْ ُل ُئ ُب ﴾ [الرعد‪.]ِٖ :‬‬ ‫ِ‪ -‬التقكل‪ :‬كيصاحب الإيماف الصادؽ با﵀ تعالى تقكل ا﵀‪ ،‬كيتضمف مفػػػيكـ التقكل أف‬ ‫يتكخى الإنساف دائمان في أعمالو الحؽ كالعدؿ كالأمػػانة كالصدؽ‪ ،‬كأف يعامؿ الناس‬ ‫بالحسنى‪ ،‬كيتجنب العػػػػدكاف كالظمـ‪ ،‬كيتضمف مفيكـ التقكل كذلؾ أف يؤدم الإنساف كؿ‬ ‫ما يككؿ إليو مف أعمػػػاؿ عمى أحسف كجو‪ ،‬كىذا يدفع الإنساف دائمان إلى تحسيف ذاتو كتنمية‬ ‫قد ارتو كمعمكماتو ليؤدم عممو عػػػمى أحسف كجػو‪ ،‬كاف التقكل بيػذا المعنى تصبح طاقة‬ ‫مكجية للإنساف نحك السمكؾ الأفضؿ كالأحسف‪ ،‬كنحك نمك الذات كرقييا‪ ،‬كتجنب السمكؾ‬ ‫السيئ كالمنحرؼ كالشاذ‪ ،‬فيي إذف عامؿ رئيس لتحقيؽ السعادة كالصحة النفسية‬ ‫كالاستق ارر كالطمأنينة‪.‬‬ ‫‪58‬‬

‫ّ‪ -‬العبادات‪ :‬إف القياـ بالعبادات المختمفة مف صلاة كصكـ كزكاة كحج إنما يعمؿ عمى‬ ‫تربية شخصية الإنساف‪ ،‬كتزكية نفسو‪ ،‬كتعميمو كثي ارن مف الخصاؿ الحميدة المفيدة التي‬ ‫تعينو عمى تحمؿ أعباء الحياة‪ ،‬كالتي تساعد عمى تككيف الشخصية السكية التي تتمتع‬ ‫بالصػحة النفسية كالتكازف‪ ،‬بعيدان عف الكىـ كالتكىـ كالتكتر‪ ،‬كاف التقرب إلى ا﵀ تعالى‬ ‫بالعبادات يبعث في الإنساف الشعكر بالسعادة كالأمف النفسي‪ ،‬كيمده بقكة ركحية عظيمة‬ ‫لأنو يعمـ أنو في رعاية ا﵀ تعالى كحمايتو‪ ،‬كاف ا﵀ تعالى يمده بعكنو كتأييده‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬الشعكر بالأمف النفسي‪ :‬كاف الرسكؿ ‪ ‬دائـ الدعكة لأصحابو إلى الإيماف با﵀ تعالى‬ ‫كدائـ الترغيب ليـ في تقكل ا﵀ تعالى كطاعتو أملان في الفكز بمغفرتو كرضكانو كفي ثكابو‬ ‫العظيـ بالنعيـ الدائـ في الجنة ككاف ىذا الأمؿ دافعان قكيان ليـ في الإخلاص في عبادة ا﵀‬ ‫كفي الاستقامة في السمكؾ كفي الابتعاد عف كؿ مظاىر الانح ارؼ مما كاف لو أثر كبير في‬ ‫شعكرىـ بالطمأنينة كالأمف النفسي‪. .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬الاعتماد عمى النفس‪ :‬كاف الرسكؿ ‪ ‬يعمـ أصحابو الاعتماد عمى النفس‪ ،‬كتكلي‬ ‫شؤكنيـ بأنفسيـ‪ ،‬كعدـ الاتكاؿ عمى الغير في قضاء حاجاتيـ‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬الثقة بالنفس‪ :‬ازدت التربية النبكية مف ثقة المسمـ بنفسو‪ ،‬كعممت عمى تخميصو مف‬ ‫الشعكر بالنقص كالضعؼ كالخكؼ‪ ،‬كحثتو عمى الاعت ازز بالنفس‪ ،‬كعمى الشجاعة في‬ ‫إبداء ال أرم كالتعبير عف أفكاره كمشاعره دكف خشية مف الناس‪.‬‬ ‫ٕ‪ -‬الشعكر بالمسؤكلية‪ :‬مف الصفات اليامة (الميمة) لمشخصية السكية شعكر الفرد‬ ‫بالمسؤكلية في شتى صكرىا‪ ،‬كاذا شعر الفرد بالمسؤكلية تجاه المجتمع عـ الخير جميع‬ ‫أف ارده فشممتيـ الصحة النفسية‪ ،‬كالتكازف كالاستق ارر‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬السيطرة عمى الجانب البدني في الإنساف ‪ :‬حيث أف الإسلاـ يدعك إلى السيطرة عمى‬ ‫الدكافع كالتحكـ فييا‪ ،‬كلا يدعك إلى كبت الدكافع الفطرية ‪ ،‬كانما يدعك إلى تنظيـ إشباعيا‬ ‫كالتحكـ فييا ‪ ،‬كتكجيييا تكجييان سميمان‪ ،‬مف حيث إشباع النفس عف طريؽ الحلاؿ‬ ‫المسمكح بو شرعان‪ ،‬كمف أمثمة ىذا التنظيـ إباحة إشباع الدافع الجنسي عف طريؽ الزكاج‬ ‫‪59‬‬

‫فقط‪ ،‬كتحريـ إشباعو عف طريؽ الزنا‪ ،‬كعدـ الإس ارؼ في إشباع الدكافع لما في ذلؾ مف‬ ‫أض ارر بالصحة البدنية كالنفسية‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬السيطرة عمى الانفعالات‪ :‬كيدعك القرآف الكريـ الناس إلى السيطرة عمى انفعالاتيـ‬ ‫التحكـ فييا كقد بينت الد ارسات الطبية كالنفسية الحديثة الحكمة في ذلؾ إذ ثبت أف‬ ‫اضط ارب الحياة الانفعالية للإنساف يؤدم إلى نشكء كثير مف أع ارض الأم ارض البدنية‬ ‫كالنفسية‪ ،‬كدعا الرسكؿ ‪ ‬الناس أيضان إلى التغمب عمى انفعاؿ الغضب كغير ذلؾ مف‬ ‫الانفعالات الأخرل‪.‬‬ ‫‪60‬‬

‫الخػػػػػػػػػاتمة‬ ‫كختامان لا يمكف القكؿ أف الضغكط النفسية نا ارن تحرؽ أعصاب البشر‪ ،‬فإف الإيماف‬ ‫بالقضاء كالقدر يجعؿ الإنساف أقكل في مكاجية المحف كالضغكط كالصبر عمييا فلا جزع كلا‬ ‫خكؼ كلكف إيماف كرضاء كتسميـ بكؿ ما قد كتبو ا﵀ عمينا‪ ،‬كاستعذاب للألـ فما أجمؿ‬ ‫العذاب الذم يقربنا إلى ا﵀‪ ،‬كصدؽ رسكؿ ا﵀ ‪ ‬حيف قاؿ‪« :‬أكثركـ ابتلا نء في الدنيا الأنبياء‬ ‫ثـ الأمثؿ فالأمثؿ» فمرحبان بالمحف كالابتلاءات التي يمتحف بيا ا﵀ عز كجؿ عباده المؤمنيف‬ ‫يرفعيـ بيا درجة أك يحط عنيـ خطيئة‪ ،‬كصدؽ ا﵀ العظيـ حيث يقكؿ في محكـ آياتو‪:‬‬ ‫َح ُلٔلُٔا‬ ‫َ‬ ‫ُحْْ َت ُكٔا‬ ‫َ‬ ‫﴿أَ َح ِص َب‬ ‫لا‬ ‫الحؽ‬ ‫فالمؤمف‬ ‫ِ]‪،‬‬ ‫[العنكبكت‪:‬‬ ‫ُح ْف َخ ُِٔ َن﴾‬ ‫َل‬ ‫َو ُْ ًْ‬ ‫آ ٌَ هِا‬ ‫أن‬ ‫أن‬ ‫اَلها ُس‬ ‫تيزمو الأحداث كلا النكائب بؿ تزيده قكة كصلابة كيزداد كجيو بش ارن كحبك ارن‪ ،‬فقد فيـ‬ ‫ككعى كىنا فقط تككف الضغكط نك ارن يضيء فيكشؼ عف معدف نفيس كأصيؿ لإنساف‬ ‫تعرؼ عمى ا﵀ كعرؼ الطريؽ كنيايتيا‪ ،‬كنعمـ أحبتي أف الجنة محفكفة بالمكاره‪ ،‬كالنار‬ ‫محفكفة بالممذات‪ ،‬فطكبى لمف سكف كاستقر كاطمئف فما يصيب المؤمف مف ىوـ ككص وب‬ ‫كنص وب حتى الشككة يشاكيا تككف كفارة لذنبو ‪،‬فحياة المؤمف التقي الكرع المؤمف بقضاء‬ ‫ا﵀ كقدره كميا طمأنينة بخلاؼ غيره مف الناس البعديف عف ا﵀ تبارؾ كتعالي فيككف‬ ‫دائمان متكت ارن قمقان متكىمان لأم شي وء يصبو أك حتي يشعر بو‪ ،‬فإف المؤمف الحؽ دائمان‬ ‫مطمئف لجنب ا﵀ كيعتبر ما يحدث معو بمثابة الابتلاء الذم يثاب كيؤجر عميو لقكلو‬ ‫اىْ ُلئُ ُب﴾‬ ‫ْ‬ ‫أََ َل‬ ‫ْ‬ ‫ُك ُئ ُب ًُٓ‬ ‫آ ٌَ ُِٔاْ‬ ‫﴿اَهّ ِلي ََ‬ ‫ِٖ]‪،‬‬ ‫[الرعد‪:‬‬ ‫َت ْط ٍَهِ َُّ‬ ‫ال هلهِ‬ ‫ةِ ِذكرِ‬ ‫ال هلهِ‬ ‫ةِ ِذك ِر‬ ‫َو َت ْط ٍَهِ َُّ‬ ‫تعالى‪:‬‬ ‫فالمؤمف الحؽ يسمـ الأمكر لخالقو‪ ،‬كبذلؾ يككف قد خفؼ عف نفسو ما يثقؿ كاىمو مف‬ ‫َ‬ ‫الْ ُٔثْ َق‬ ‫ةِاىْ ُػ ْر َوةِ‬ ‫َ‬ ‫ِإَوَل‬ ‫ا ْش َخ ٍْ َص َم‬ ‫َف َل ِد‬ ‫َُمْ ِص ٌَ‬ ‫َو ُْ َٔ‬ ‫ال َّلهِ‬ ‫إَِل‬ ‫َو ْج َٓ ُّ‬ ‫ي ُ ْصيِ ًْ‬ ‫َو ٌَ َْ‬ ‫﴿‬ ‫تعػػالى‪:‬‬ ‫قاؿ‬ ‫اليمكـ‬ ‫ال َّلهِ ََعكِ َت ُث ا ْْ ُل ُمٔرِ﴾ [لقماف‪ ،]ِِ :‬كما أنو يتككؿ عمى ا﵀ كيتكجو إلى ا﵀ بالدعاء الذم‬ ‫يجيب المضطر إذا دعاه‪ ،‬كبذلؾ يككف الإيماف كاقيان مف الزلؿ كيجعؿ صاحبو يشعر‬ ‫بالسعادة كينعـ بالأمف كالأماف كىك مف علامات الصحة النفسية كالتكازف كالاستق ارر‬ ‫النفسي التي يتمتع صاحبو بالسكينة كالاستقامة‪ ،‬كصدؽ ا﵀ إذ قاؿ‪﴿ :‬إ َّن اََّّ ِلي ََ كَالُٔا َر ُّب َِا‬ ‫‪61‬‬

‫ُنِْخُ ًْ‬ ‫ا ّىَ ِِت‬ ‫ةِاْ ْ َل َِّ ِث‬ ‫َو َأب ْ ِْ ُشوا‬ ‫ََتْ َزُُٔا‬ ‫َو ََل‬ ‫ََتَافُٔا‬ ‫َ َّ‬ ‫الْ ٍَ ََلنِ َه ُث‬ ‫َغيًَْ ِٓ ًُ‬ ‫حَتَ ََ َّن ُل‬ ‫ا ْش َخ َلا ُمٔا‬ ‫ُث ًَّ‬ ‫ال َُّله‬ ‫أَل‬ ‫حُٔ َغ ُدو َن‪ََ ,‬نْ َُ أَ ْولِيَا ُؤ ُك ًْ ِِف اِ ْ َل ًَاةِ اِ ُّلجْ ًَا َوِِف ا ٌْ َ ِخ َرةِ َوىَ ُل ًْ فًِ َٓا ٌَا ت َ ْشخَ ِِه َأجْ ُف ُص ُل ًْ َو َى ُل ًْ‬ ‫فًِ َٓا ٌَا حَ َّد ُغٔ َن﴾ [لقماف‪.]ُّ-َّ :‬‬ ‫كأخي ارن فإف المنيج الإسلامي الحنيؼ ىك المنيؿ الصافي‪ ،‬كالنكر القكيـ كاليداية لكؿ محتاج‪،‬‬ ‫فعمينا التمسؾ كالاعتصاـ بو‪ ،‬كالاتكاؿ كالتككؿ عمى ا﵀ الجميؿ في كؿ أمػػػػػكرنا كأحػػػػػػػػػػػػكالنا‪.‬‬ ‫‪62‬‬

‫قائمة المصادر كالم ارجع‬ ‫أكلان‪ :‬المصادر‪:‬‬ ‫القرآف الكريـ‪.‬‬ ‫ثانيان‪ :‬الم ارجع‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬الأندلسي‪ ،‬أبك حياف‪ ،‬المتكفي عاـ(ْٕٓق)‪ :‬تفسير البحر المحيط‪ ،‬دار الكتب‬ ‫العممية‪.‬‬ ‫ِ‪ -‬الألباني‪ ،‬صالح بف إب ارىيـ بف عبدالمطيؼ الصنيع‪َُِٓ( ،‬ـ)‪ :‬الصحة النفسية مف‬ ‫منظكر إسلامي‪ ،‬مصر‪ ،‬دار اليدم النبكم‪ ،‬طُ‪.‬‬ ‫ّ‪ -‬الألباني‪ ،‬محمد ناصر الديف‪َُْٖ( ،‬ق)‪ :‬صحيح الجامع الصغير‪ ،‬المكتب‬ ‫الإسلامي‪.‬‬ ‫ْ‪ -‬الإمارة‪ ،‬أسعد‪ََِٓ(،‬ـ)‪ :‬سيككلكجية الشخصية‪ ،‬الأكاديمية العربية‪ ،‬الدنمارؾ‪ ،‬طْ‪.‬‬ ‫ٓ‪ -‬إب ارىيـ‪ ،‬صفاء صلاح‪َُِٔ( ،‬ـ)‪ :‬جكدة الحياة كالصحة النفسية طريقؾ إلى‬ ‫السعادة‪ ،‬دار نشر يسيطركف‪.‬‬ ‫ٔ‪ -‬ابف منظكر‪ ،‬جماؿ الديف محمد بف مكرـ‪ُٖٗٔ( ،‬ـ)‪ :‬لساف العرب‪ ،‬دار صادر‪،‬‬ ‫بيركت‪ ،‬مجمدُِ‪.‬‬ ‫ٕ‪ -‬أبك فارة‪ ،‬يكسؼ أحمد‪ََِٗ( ،‬ـ)‪ :‬إدارة الأزمات مدخؿ متكامؿ‪ ،‬الأردف‪ ،‬إث ارء لمنشر‬ ‫كالتكزيع‪.‬‬ ‫ٖ‪ -‬أبك حجمة‪ ،‬نظاـ‪َُِِ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب الطب النفسي التشخيص كالعلاج‪ ،‬عماف‪ ،‬دار‬ ‫زى ارف لمنشر كالتكزيع‪.‬‬ ‫ٗ‪ -‬أبك الحسيف‪ ،‬أحمد بف فارس بف زكريا‪ُٕٗٗ( ،‬ـ)‪ :‬معجـ مقاييس المغة‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫َُ‪ -‬بف محمد‪ ،‬أبك القاسـ الحسيف المعركؼ بال ارغب الأصفياني‪ ،‬المتكفي‬ ‫عاـ(َِٓق)‪ :‬مفردات جامع التفاسير‪ ،‬دار احياء الكتب‪.‬‬ ‫ُُ‪ -‬بف عاشكر‪ ،‬محمد الطاىر‪ََِٖ( ،‬ـ)‪ :‬تفسير التحرير ك التنكير‪ ،‬الدار التكنسية‬ ‫لمنشر‪.‬‬ ‫‪63‬‬

‫ُِ‪ -‬بف ماجو‪ ،‬أبك عبد ا﵀ محمد بف يزيد‪ ،‬المتكفي عاـ (ِّٕق)‪ :‬سنف ابف ماجو‪.‬‬ ‫ُّ‪ -‬البخارم‪ ،‬محمد بف إسماعيؿ‪ُْٗ( ،‬ق‪ِٓٔ-‬ق‪ْٖٓ/‬ـ)‪ :‬صحيح البخارم‪ ،‬داربف‬ ‫كثير‪.‬‬ ‫ُْ‪ -‬البنا‪ ،‬أنكر حمكدة‪َُِّ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب الأم ارض النفسية كالعقمية‪ ،‬مكتبة جامعة‬ ‫الأقصى‪ ،‬غزة‪.‬‬ ‫ُٓ‪ -‬الترمذم‪ ،‬محمد بف عيسى‪( ،‬المتكفي ِٕٗق)‪ :‬جامع الترمذم‪ ،‬بيت الأفكار‬ ‫الدكلية‪.‬‬ ‫ُٔ‪ -‬الجامكس‪ ،‬نكر اليدل محمد‪َُِّ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب الاضط اربات النفسية الجسمية‬ ‫(السيككسكماتية)‪ ،‬دار اليازكرم العممية لمنشر كالتكزيع‪ ،‬الأردف‪.‬‬ ‫ُٕ‪ -‬الحجار‪ ،‬محمد حمدم‪ََِْ( ،‬ـ)‪ :‬تشخيص الأم ارض النفسية‪ ،‬دار النفائس لمنشر‬ ‫كالتكزيع‪ ،‬بيركت‪ ،‬لبناف‪.‬‬ ‫ُٖ‪ -‬الحمك‪ ،‬ماجد ارغب‪ََِٕ( ،‬ـ)‪ :‬عمـ الإدارة العامة كمبادئ الشريعة الإسلامية‪ ،‬دار‬ ‫الجامعة الجديدة‪.‬‬ ‫ُٗ‪ -‬الحنبمي‪ ،‬زيف الديف ابف رجب‪ ،‬المتكفي عاـ (ٕٓٗق)‪ :‬جامع العمكـ كالحكـ‪،‬‬ ‫مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيركت‪.‬‬ ‫َِ‪ -‬الخضيرم‪ ،‬محسف أحمد‪ََِّ( ،‬ـ)‪ :‬إدارة الأزمات‪ ،‬مدينة نصر‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مجمكعة‬ ‫النيؿ العربية‪.‬‬ ‫ُِ‪ -‬زى ارف‪ ،‬حامد عبد السلاـ‪َُِٕ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب الصحة النفسية كالعلاج النفسي‪ ،‬عالـ‬ ‫الكتب لمنشر كالتكزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،‬مصر‪.‬‬ ‫ِِ‪ -‬الزعبي‪ ،‬ابتساـ عبد ا﵀‪َُِْ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب فنيات العلاج المعرفي السمككي‪.‬‬ ‫ِّ‪ -‬داكك‪ ،‬بيير‪َُِّ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب العصاب كالأم ارض الذىنية‪.‬‬ ‫ِْ‪ -‬الشخانبة‪ ،‬أحمد عيد‪َُِّ( ،‬ـ)‪ :‬مركز مطمئنة الطبي‪ ،‬اضط اربات تكىـ المرض‪،‬‬ ‫الرياض‪ ،‬السعكدية‪.‬‬ ‫ِٓ‪ -‬الشرقاكم‪ ،‬أنكر محمد‪َُِٓ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب عمـ النفس المعرفي المعاصر‪ ،‬مكتبة‬ ‫الانجمك‪.‬‬ ‫‪64‬‬

‫ِٔ‪ -‬الشميمرم‪ ،‬أحمد عبدالرحمف‪ ،‬كآخركف‪ُّْٓ( ،‬ق‪َُِْ/‬ـ)‪ :‬مبادئ إدارة الأعماؿ‬ ‫الأساسيات كالاتجاىات الحديثة‪ ،‬العبيكاف لمنشر‪ ،‬طَُ‪.‬‬ ‫ِٕ‪ -‬سيكاني‪ ،‬عبد الكىاب‪َُِٓ( ،‬ـ)‪ :‬مطبكعة حكؿ مقياس تسيير المؤسسة‪ ،‬كمية‬ ‫العمكـ الاقتصادية كالتجارية كعمكـ التسيير‪ ،‬جامعة البكيرة‪ ،‬الج ازئر‪.‬‬ ‫ِٖ‪ -‬الصنيع‪ ،‬صالح بف إب ارىيـ بف عبدالمطيؼ‪ُِْٔ( ،‬ىػ)‪ :‬الصحة النفسية مف منظكر‬ ‫إسلامي‪ ،‬مصر‪ ،‬دار اليدم النبكم‪ ،‬الطبعة الأكلى‪.‬‬ ‫ِٗ‪ -‬الطب ارني‪ ،‬الحافظ ابي القاسـ‪ ،‬المتكفي عاـ (ُٖٗق)‪ ،‬المعجـ الكبير‪.‬‬ ‫َّ‪ -‬العطية‪ ،‬عز الديف زى ارف‪ََِّ( ،‬ـ)‪ :‬الأكىاـ المرضية أك الضلالات في الأم ارض‬ ‫النفسية كالعنؼ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬عالـ الكتب لمنشر كالتكزيع‪ ،‬طُ‪.‬‬ ‫ُّ‪ -‬العسقلاني‪ ،‬أحمد بف عمي بف حجر‪ُّٕٗ( ،‬ق)‪ :‬فتح البارم شرح صحيح البخارم‪،‬‬ ‫دار المعرفة‪ ،‬بيركت‪.‬‬ ‫ِّ‪ -‬عابديف‪ ،‬محمد‪ََُِ( ،‬ـ)‪ :‬الإدارة المدرسية الحديثة‪ ،‬الشركؽ لمنشر كالتكزيع‪،‬‬ ‫عماف‪.‬‬ ‫ّّ‪ -‬عقلاف‪ ،‬محمد‪ُٖٗٓ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب مبادئ العلاج المعرفي السمككي‪.‬‬ ‫ّْ‪ -‬عثماف‪ ،‬أكرـ‪َُِٓ( ،‬ـ)‪ :‬كتاب الخطكات المثيرة لإدارة الضغكط النفسية‪ ،‬دار ابف‬ ‫حزـ‪.‬‬ ‫ّٓ‪ -‬الكلاباذم‪ ،‬الإماـ أبي نصر أحمد بف محمد بف الحسيف البخارم‪ ،‬المتكفي‬ ‫عاـ(َّٖق)‪ :‬بحر الفكائد المسمى بمعاني الأخيار‪.‬‬ ‫ّٔ‪ -‬كماؿ‪ ،‬إيياب‪َُِْ( ،‬ـ)‪ :‬فف كميارة الإدارة‪ ،‬دار الحرـ لمت ارث‪.‬‬ ‫ّٕ‪ -‬مدككر‪ ،‬إب ارىيـ‪ ،‬المعجـ الكسيط ‪،‬مجمع المغة العربية‪ُِٕٗ( ،‬ـ)‪ :‬المعجـ الكسيط‪،‬‬ ‫مصر‪ ،‬دار المعارؼ‪ ،‬طِ‪.‬‬ ‫ّٖ‪ -‬محمد‪ ،‬نبييو جابر‪ََُِ( ،‬ـ)‪ :‬ميا ارت العمؿ الحر كتنميو الشخصية الإيجابية‬ ‫للاتصاؿ‪.‬‬ ‫ّٗ‪ -‬النيسابكرم‪ ،‬الإماـ مسمـ بف الحجاج بف مسمـ القشيرم‪ٖٕٓ-ِِٖ( ،‬ق)‪ :‬صحيح‬ ‫مسمـ‪.‬‬ ‫‪65‬‬

‫َْ‪ -‬ال ارشد‪ ،‬صلاح صالح‪ ،‬مدرب نفسي كاجتماعي‪ ،‬كمفكر عربي‪ ،‬ككيتي‪ ،‬صاحب مركز‬ ‫ال ارشد لمتنمية البشرية كمؤسس منظمة سلاـ انترناشكناؿ‪.‬‬ ‫ثالثان‪ :‬المكاقع الالكتركنية‪:‬‬ ‫ُ‪ -‬أبك الحسف‪ ،‬فداء‪ ،َُِٓ ،‬اربط‪ :‬تعريؼ‪-‬المرض ‪.https://mawdoo3./‬‬ ‫ِ‪ -‬الايماف كالصحة النفسية‪َُُِ ،‬ـ‪ ،‬اربط‪:‬‬ ‫‪http://tawasoul.over-blog.net/article-64240579.html‬‬ ‫ّ‪ََُِ ،g_akrem -‬ـ‪ ،‬التكىـ المرضي‪ ،‬الاستشا ارت الطبية‪ ،‬اربط‪:‬‬ ‫‪/https://www.tunisia-sat.com/forums/threads/1405192‬‬ ‫ْ‪ -‬عبدالمنعـ‪ ،‬ميرفت‪َُِٖ ،‬ـ‪ ،‬ام ارض نفسية‪ ،‬اربط‪:‬‬ ‫‪.https://www.almrsal.com/post/614731‬‬ ‫ٓ‪ -‬طريؽ اليداية‪ ،‬منتدل‪َُِْ ،‬ـ‪ ،‬الإيماف كالصحة النفسية‪ ،‬اربط‪:‬‬ ‫‪.https://www.facebook.com/section2014/posts/454190861369812‬‬ ‫ٔ‪ -‬منتديات زكار المسجد النبكم الشريؼ‪َُِِ ،‬ـ‪ ،‬الإيماف كالصحة النفسية‪ ،‬اربط‪:‬‬ ‫‪.http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=22147‬‬ ‫ٕ‪ -‬منيج‪ -‬الإسلاـ‪-‬في‪-‬تحقيؽ‪-‬الصحة‪ -‬النفسية‪َُِِ ،‬ـ‪ ،‬اربط‪:‬‬ ‫‪.Site.iugaza.edu.ps/tshubier/files/2012‬‬ ‫ٖ‪ -‬الي ازع‪ ،‬عبدالرحمف محمد فيد‪َُُِ ،‬ـ‪ ،‬اخصائي نفسي‪َُُِ ،‬ـ‪ ،‬اضط ارب تكىـ‬ ‫المرض‪ ،‬اربط‪./ https://baghomnyat.wordpress.com:‬‬ ‫ٗ‪ -‬ال ارشد‪ ،‬صلاح صالح‪ ،‬مدرب نفسي كاجتماعي‪ ،‬كمفكر عربي‪ ،‬ككيتي‪ ،‬صاحب مركز‬ ‫ال ارشد لمتنمية البشرية كمؤسس منظمة سلاـ انترناشكناؿ‪ ،‬اربط‪:‬‬ ‫‪.https://ar.wikipedia.org/wiki‬‬ ‫‪66‬‬

‫فيرس المحتكيات‬ ‫آية قرآنية‪4----------------------------------------------‬‬ ‫إىداء ‪5------------------------------------------------‬‬ ‫شكر كتقدير‪6--------------------------------------------‬‬ ‫ممخص الد ارسة بالمغة العربية‪7--------------------------------‬‬ ‫ممخص الد ارسة بالمغة العربية‪8--------------------------------‬‬ ‫المقدمة‪10----------------------------------------------‬‬ ‫أىمية البحث‪12-------------------------------------------‬‬ ‫أىداؼ البحث ‪13------------------------------------------‬‬ ‫منيج البحث‪13-------------------------------------------‬‬ ‫خطة البحث ‪14-------------------------------------------‬‬ ‫المبحث الأكؿ‪ :‬أزمة تكىـ المرض ‪16----------------------------‬‬ ‫المفيكـ المغكم كالاصطلاحي كالنفسي للأزمة ‪17------------------------‬‬ ‫مفيكـ تكىـ المرض‪18----------------------------------------‬‬ ‫تكىـ المرض منذ العصكر الإغريقية ‪20-----------------------------‬‬ ‫حدكث تكىـ المرض‪22----------------------------------------‬‬ ‫أع ارض تكىـ المرض‪22---------------------------------------‬‬ ‫تأثير المصاب بتكىـ المرض بما يق أر كيسمع مف أجيزة ‪24------------------‬‬ ‫‪67‬‬

‫الأسباب كالتفسي ارت لنشكء التكىـ المرضي ‪25--------------------------‬‬ ‫تشخيص تكىـ المرض‪27--------------------------------------‬‬ ‫التشخيص التفريقي لتكىـ المرض‪27-------------------------------‬‬ ‫علاج اضط ارب تكىـ المرض‪28----------------------------------‬‬ ‫الخطكات التي تساعد عمي التخمص مف التكىـ المرضي كالأفكار السمبية‪31--------‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬تكىـ المرض ككيفية إدارة علاجو عمى ضكء الشريعة الإسلامية‪34-‬‬ ‫مفيكـ الادارة‪35--------------------------------------------‬‬ ‫مفيكـ الصحة النفسية‪36--------------------------------------‬‬ ‫م ارتب الصحة النفسية‪36--------------------------------------‬‬ ‫مفيكـ المرض النفسي‪36--------------------------------------‬‬ ‫درجات المرض النفسي‪37--------------------------------------‬‬ ‫علاقة الإيماف بالصحة النفسية‪38---------------------------------‬‬ ‫كسائؿ اكتساب الصحة النفسية‪39---------------------------------‬‬ ‫الأمف ك الطمأنينة ك السكينة في الإسلاـ‪40---------------------------‬‬ ‫منيج الإهسلاـ في تحقيؽ الصحة النفسية السميمة الخالية مف التكىـ المرضي‪42-----‬‬ ‫ىد يم النب ٌي الأعظـ في علاج التكىـ كاليـ كالحزف كالكرب‪51-----------------‬‬ ‫فكائد لا حكؿ كلا قكة إلا با﵀ في علاج اليمكـ كالغمكـ‪54-------------------‬‬ ‫فكائد الاستغفار‪55------------------------------------------‬‬ ‫كثرة الصلاة عمى النبي ‪ ‬علاج لداء اليـ كالحزف‪55---------------------‬‬ ‫‪68‬‬

‫المؤمف الحؽ لا يعاني مف التكىـ المرضي بدليؿ‪56-----------------------‬‬ ‫أثر الدعاء في نفس المؤمف ‪57----------------------------------‬‬ ‫تكصيات كارشادات‪58----------------------------------------‬‬ ‫الخاتمة‪61----------------------------------------------‬‬ ‫قائمة المصادر كالم ارجع ‪63----------------------------------‬‬ ‫فيرس المحتكيات‪67----------------------------------------‬‬ ‫‪69‬‬