Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore Book-IQNA-Final-Digital Pub

Book-IQNA-Final-Digital Pub

Published by Madzani Nusa, 2021-08-12 13:19:15

Description: Book-IQNA-Final-Digital Pub

Search

Read the Text Version

‫شروط وجوب الجهاد‬ ‫كتاب الجهاد‬ ‫فرض عين‬ ‫فرض كفاية‬ ‫يكـون الجهـاد فـرض عيـن‪ :‬إذا دخـل الكفـار بلـدة‬ ‫شروط وجوب الجهاد إذا‬ ‫لنـا‪ ،‬فيلـزم أهلهـا الدفـع بالممكـن منهـم‪ ،‬ويكـون‬ ‫كان فرض كفاية‪:‬‬ ‫الجهـاد حينئـذ يكـون الجهـاد فـرض عيـن سـواء‬ ‫‪ -1‬الإسلام‬ ‫أمكـن تأهبهـم لقتـال أم لـم يمكـن‪ ،‬علـم كل مـن‬ ‫‪ -2‬البلوغ‬ ‫قصـد أنـه إن أخـذ قتـل أو لـم يعلـم أنـه إن امتنـع‬ ‫‪ -3‬العقل‬ ‫مـن الإستسـام قتـل‪ ،‬أو لـم تأمـن المـرأة فاحشـة‬ ‫‪ -4‬الذكورة‬ ‫‪ -5‬الصحة‬ ‫إن أخـذت‪.‬‬ ‫‪ -6‬الطاقة على القتال‬ ‫‪238‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫الأهداف التعليمية لكتاب الصيد والذبائح‬ ‫يتوقــع مــن الطالــب بعــد دراســة الموضوعــات الفقهيــة المضمنــة فــي كتــاب‬ ‫الصيــد والذبائــح والأضحيــة والعقيقــة أن‪:‬‬ ‫ ‪ 1‬يب ّين المقصود بالصيد وحكمه وشروطه‪.‬‬ ‫ ‪ 2‬يم ّيز بين أساليب الصيد الحديثة والقديمة‪.‬‬ ‫ ‪ 3‬يتعرف المقصود بالذبح وحكمه‪.‬‬ ‫ ‪ 4‬يشرح أركان الذبح وشروطه وما يستحب فيه‪.‬‬ ‫ ‪ 5‬يحدد طريقة الذبح الشرعية وآدابه‪.‬‬ ‫ ‪ 6‬يصدر حك ًما شرع ًيا على أساليب الذبح الحديثة‪.‬‬ ‫ ‪ 7‬يقارن بين الصيد والذبح‪.‬‬ ‫ ‪ 8‬يستنبط من النصوص الشرعية حكم الصيد والذبائح‪.‬‬ ‫ ‪ 9‬ينتقـد السـلوكيات المخالفـة فـي المجتمـع المحيـط بـه لأحـكام الصيـد‬ ‫والذبائــح‪.‬‬ ‫ ‪ 10‬يلتزم آداب الذبح عند زكاة الحيوان‪.‬‬ ‫ ‪ 11‬يستشعر رحمة الشريعة الإسلامية ويسرها وسماحتها‪.‬‬ ‫ ‪ 12‬يفصل القول في المقصود بالأضحية والعقيقة‪.‬‬ ‫ ‪ 13‬يستنتج حكمة مشروعية الأضحية والعقيقة‪.‬‬ ‫‪241‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪241‬‬

‫كتاب الصيد‬ ‫والذبائح‬ ‫‪240‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الصيد‬ ‫والذبائح‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫تعريفه‬ ‫تعريف مصـدر صـاد يصيـد ثـم أطلـق الصيـد علـى المصيـد‪،‬‬ ‫الصيد قـال تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﲜﲝﲞﲟﲠ ﲡﱠ(‪.)1‬‬ ‫والذبائـح جمـع ذبيحـة بمعنـى مذبوحـة ولمـا كان‬ ‫تعريف‬ ‫الصيــد مصــدرا أفــرده المصنــف وجمــع الذبائــح‬ ‫الذبائح‬ ‫لأنهــا تكــون بالســكين أو الســهم أو الجــوارح‪.‬‬ ‫الدليل عليه‬ ‫ والأصـل فـي ذلـك قولـه تعالـى‪:‬ﱡﭐﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱠ(‪ ،)2‬وقولـه تعالـى‪:‬‬ ‫ﱡﭐ ﱓﱔﱕ ﱠ(‪ ،)3‬وقوله تعالى‪:‬ﱡﭐ ﲉﲊﲋﱠ(‪ .)4‬والمذكى من الطيبات‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة المائدة الآية‪.95 :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة المائدة الآية‪.2 :‬‬ ‫(‪ )3‬سورة المائدة الآية‪.3 :‬‬ ‫(‪ )4‬سورة المائدة الآية‪.4 :‬‬ ‫‪243‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪243‬‬

‫ ‪ 14‬يستعرض أحكام الأضحية والعقيقة‪.‬‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫ ‪ 15‬يناقش ما يستحب فيه للمولود‪.‬‬ ‫ ‪ 16‬يقارن بين الأضحية والعقيقة والهدى ودم الجبرانات‪.‬‬ ‫ ‪ 17‬يقارن بين الأضحية والعقيقة‪.‬‬ ‫ ‪ 18‬يستنتج أثر الأضحية والعقيقة على الفرد والمجتمع‪.‬‬ ‫ ‪ 19‬يستنبط من النصوص الشرعية حكم الأضحية والعقيقة‪.‬‬ ‫ ‪ 20‬ينتقد المخالفات الشرعية الواقعة في الأضحية والعقيقة‪.‬‬ ‫ ‪ 21‬يرغب في أن ُي َض ِّحي وأن يعق عن نفسه عند المقدرة‪.‬‬ ‫ ‪ 22‬يقدر دور الشريعة الإسلامية في نشر روح التكافل في المجتمع الإسلامي‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪242‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫ما يشترط في الذبح‬ ‫ ويشــترط فــي الذبــح‪ :‬قصــد‪ ،‬فلــو ســقطت مديــة علــى مذبــح شــاة أو‬ ‫احتكـت بهـا فانذبحـت أو استرسـلت جارحـة بنفسـها فقتلت‪ ،‬أو أرسـل سـهما لا‬ ‫لصيـد فقتـل صيـدا حـرم‪ ،‬كجارحـة أرسـلها وغابـت عنـه مـع الصيـد أو جرحتـه‬ ‫ولــم ينتــه بالجــرح إلــى حركــة مذبــوح وغابــت ثــم وجــده ميتــا فيهمــا فإنــه‬ ‫يحـرم ‪ -‬لاحتمـال أن موتـه بسـبب آخـر ومـا ذكـر مـن التحريـم فـي الثانيـة هـو‬ ‫مـا عليـه الجمهـور‪ ،‬وإن اختـار النـووي فـي تصحيحـه الحـل ولـو رمـى شـيئا‬ ‫ظنــه حجــرا أو رمــى قطيــع ظبــاء فأصــاب واحــدة منــه أو قصــد واحــدة منــه‬ ‫فأصـاب غيرهـا حـل ذلـك لصحـة قصـده ولا اعتبـار بظنـه المذكـور‪.‬‬ ‫كيفية ذكاة غير المقدور عليه‬ ‫ ( َو َمــا لــ ْم ُيقــد ْر) بضــم حــرف المضارعــة علــى البنــاء للمفعــول‬ ‫( َع َلـى َذكاتِـ ِه) لكونـه متوحشـا كالضبـع (فذكا ُتـ ُه َعقـر ُه) أي بجـرح مزهـق للروح‬ ‫فـي أي موضـع كان العقـر مـن بدنـه بالإجمـاع‪ ،‬ولـو توحـش إنسـي كبعيـر َنـ َّد(‪)1‬‬ ‫فهـو كالصيـد يحـل بجرحـه فـي غيـر مذبحـه ( َح ْيـ ُث ُقـ ِد َر َع َليـ ِه) بالظفـر بـه‪،‬‬ ‫ويحـل بإرسـال الكلـب عليـه كمـا قالـه فـي الروضـة‪.‬‬ ‫(‪َ ) 1‬ن َّد‪ :‬أي شرد وهرب من صاحبه‪.‬‬ ‫‪245‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪245‬‬

‫َو َما ل ْم يُقَو َدماْر ُق َعِدلََرىع َلذكىاتِذ ِهكافت ِذهكفاتذُ ُهكاتَُع ُهقفرهُي َح َحْي ْل ُِقث ِهقُوِدلَ ََّبرتِ َِعهلَي ِه‪..... ،‬‬ ‫أركان الذبح‬ ‫وأركان الذبح بالمعنى الحاصل‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫بالمصدر أربعة‪:‬‬ ‫‪ 4‬وذابح‬ ‫‪ 3‬وذبيح‬ ‫‪ 2‬وآلة‬ ‫‪ 1‬ذبح‬ ‫ وقـد شـرع فـي بيـان ذلـك فقـال ( َو َمـا ُقـ ِد َر) ‪ -‬بضـم القـاف علـى البنـاء‬ ‫للمفعـول ‪( -‬علـى ذكاتـ ِه) بالمعجمـة أي ذبحـه مـن الحيـوان المأكـول (فذكا ُتـ ُه)‬ ‫اسـتقلالا (فـي َح ْل ِقـ ِه و َل َّبتِـ ِه) إجماعـا هـذا هـو الركـن الأول والثانـي وهـو الذبـح‬ ‫والذبيـح والحلـق أعلـى العنـق وال َّل َّبـة ‪ -‬بفتـح الـام والباء المشـددتين ‪ -‬أسـفله‪،‬‬ ‫وقيـدت إطلاقـه بالاسـتقلال‪ ،‬لأنـه مـراده فـا يـرد ِحـ ُّل الجنيـن الموجـود ميتـا‬ ‫فـي بطـن أمـه ولـم يذبـح ولـم يعقـر لأن حلـه بطريـق التبعيـة لـذكاة أمـه كمـا‬ ‫سـيأتي فـي كلامـه‪.‬‬ ‫‪244‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫والمجزي ُء ِم ْنها َشيْئا ِن‪ :‬قط ُع الحلقو ِم َوالمري ِء‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫ (والمجــزي ُء ِم ْنهــا) أي الأربعــة المذكــورة فــي الحــل ( َشــ ْيئا ِن) وهمــا‬ ‫(قطـ ُع) كل (الحلقـو ِم ) كل ( َوالمـري ِء) مـع وجـود الحيـاة المسـتقرة أول قطعهما‬ ‫لأن الـذكاة صادفتـه وهـو حـي كمـا لـو قطـع يـد حيـوان ثـم ذكاه فـإن شـرع فـي‬ ‫قطعهمـا ولـم تكـن فيـه حيـاة مسـتقرة بـل انتهـى لحركـة مذبـوح لـم يحـل لأنـه‬ ‫صـار ميتـة فـا يفيـده الذبـح بعـد ذلـك‪.‬‬ ‫تنبيه‬ ‫ لــو ذبــح شــخص حيوا ًنــا‪ ،‬وأخــرج آخــر أمعــاءه‪ ،‬معــا لــم يحــل لأن‬ ‫التذفيــف لــم يتمحــض بقطــع الحلقــوم والمــريء‪ ،‬قــال فــي أصــل الروضــة‪:‬‬ ‫سـواء أكان مـا قطـع بـه الحلقـوم مـا يذفـف أو انفـرد أو كان يعيـن علـى التذفيـف‬ ‫ولـو اقتـرن قطـع الحلقـوم بقطـع رقبـة الشـاة مـن قفاهـا بـأن أجـرى سـكينا مـن‬ ‫القفـا وسـكينا مـن الحلقـوم حتـى التقيـا فهـي ميتـة كمـا صـرح بـه فـي أصـل‬ ‫الروضــة لأن التذفيــف إنمــا حصــل بذبحيــن‪.‬‬ ‫‪247‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪247‬‬

‫َوي ُست َح ُّب في ال َّذكاةِ أر َب َع ُة أشيا َء‪ :‬قط ُع الحل ُقو ِم‪،‬‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫َوالمري ِء َوال َو َد َجي ِن‪.... ،‬‬ ‫ما يستحب في ذكاة الحيوان‬ ‫ ( َو ُيست َح ُّب في ال َّذكا ِة) أي ذكاة الحيوان المقدور عليه (أر َب َع ُة أشيا َء)‪.‬‬ ‫الأول‪( :‬قط ُع) كل (الحل ُقو ِم) وهو مجرى النفس‪.‬‬ ‫(و) الثاني‪ :‬قطـع كل (المـري ِء) وهـو ‪ -‬بفتـح الميـم والمـد والهمـزة فـي آخره‪-‬‬ ‫مجـرى الطعام والشـراب‪.‬‬ ‫(و) الثالث والرابع‪ :‬قطــع كل (ال َو َد َجيــ ِن) ‪ -‬بفتــح الــواو والــدال المهملــة‬ ‫والجيـم‪ -‬وهمـا‪ :‬عرقـان فـي صفحتـي العنـق محيطـان بالحلقـوم وقيـل بالمريء‬ ‫وهمــا الوريــدان مــن الآدمــي لأنــه أوحــى وأســهل لخــروج الــروح فهــو مــن‬ ‫الإحسـان فـي الذبـح ولا يسـتحب قطـع مـا وراء ذلـك‪.‬‬ ‫العظم‬ ‫المريء‬ ‫الحلقوم‬ ‫الودجين‬ ‫‪246‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ما يسن عند الذبح‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫ ويســن ذبــح بقــر وغنــم ونحوهمــا كخيــل بقطــع الحلقــوم والمــريء‬ ‫للاتبـاع ويجـوز بـا كراهـة عكسـه ويسـن أن يكـون نحـر البعيـر قائمـا معقولـة‬ ‫ركبتــه وهــي اليســرى كمــا فــي المجمــوع لقولــه تعالــى‪:‬‬ ‫ﱡﭐﲠﲡﲢﲣ ﲥﲤ ﱠ(‪ )1‬قـال ابـن عبـاس أي قيا ًمـا علـى ثلاثـة رواه الحاكـم‬ ‫معاني المفردات‬ ‫وصححــه وأن يكــون نحــر البقــرة‬ ‫أو الشــاة ُم ْض َجعــة لجنبهــا الأيســر‬ ‫َأ ْم َعاء جمع َم ِع ُي‪ ،‬من أ ْعفا ِج ال َب ْط ِن‪.‬‬ ‫وتتــرك رجلهــا اليمنــى بــا شــد‪،‬‬ ‫ال َّت ْذفِيف التتميم على قتله‪.‬‬ ‫وتشـد باقـي القوائـم ويسـن للذابـح‬ ‫بق َّية الروح‪.‬‬ ‫ال َّر َم ُق‬ ‫أن يحـد سـكينه لخبـر مسـلم «إِ َّن ال َّل َه‬ ‫النَّ َعام‬ ‫َك َتـ َب ال ِإ ْح َسـا َن َع َلـى ُك ِّل َشـ ْي ٍء َفـإِ َذا‬ ‫جمع َنعامة‪ ،‬طائ ٌر كبي ُر النَّ َعا َم ُة‬ ‫َق َت ْل ُتــ ْم َف َأ ْح ِســنُوا ال ِق ْت َلــ َة َوإِ َذا َذ َب ْح ُتــ ْم‬ ‫الجسم طوي ُل ال ُعنق والوظيف‪،‬‬ ‫ال ِإو ّز‬ ‫َف َأ ْح ِســنُوا ال ِّذ ْب َحــ َة َو ْل ُي ِحــ َّد َأ َح ُد ُكــ ْم‬ ‫َشــ ْف َر َت ُه َو ْل ُيــ ِر ْح َذبِي َح َتــ ُه» وأن يوجــه‬ ‫قصي ُر الجناح‪ ،‬شدي ُد ال َع ْدو‪.‬‬ ‫للقبلـة ذبيحتـه وأن يقـول عنـد ذبحها‬ ‫بسـم ال َّلـه وأن يصلـي علـى النبي ‪‬‬ ‫جمع إو َّزة‪ ،‬طائ ٌر مائ ّي يشبه الب ّط‪،‬‬ ‫عنـد ذلـك ولا يقـل بسـم ال َّلـه واسـم‬ ‫لكنَّه أكبر منه جس ًما‪ ،‬وأطول‬ ‫عن ًقا‪ ،‬له منقار قصير مخروط ّي‬ ‫محمـد لإيهامـه التشـريك‪.‬‬ ‫ال َّشكل‪ ،‬وسيقان طويلة تقع‬ ‫قرب منتصف الجسم‪.‬‬ ‫ُم ْض َجعة وض ُع جنبها على الأرض‪.‬‬ ‫ال َق َفا مؤخر العنق‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬سورة الحج الآية‪.36 :‬‬ ‫‪249‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪249‬‬

‫اشتراط الحياة المستقرة عند الذبح‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫ ولا يشـترط العلـم بوجـود الحيـاة المسـتقرة عنـد الذبـح بـل يكفـي الظـن‬ ‫بوجودهـا بقرينـة ولـو عرفـت بشـدة الحركـة أو انفجـار الـدم ومحـل ذلـك مـا‬ ‫لــم يتقدمـه مــا يحــال عليـه الهــاك فلــو وصـل بجــرح إلـى حركــة المذبــوح‬ ‫وفيـه شـدة الحركـة ثـم ذبـح ‪ -‬لـم يحـل‪.‬‬ ‫ وحاصلــه أن الحيــاة المســتقرة عنــد الذبــح تــارة تتيقــن وتــارة تظــن‬ ‫بعلامـات وقرائـن فـإن شـككنا فـي اسـتقرارها حـرم للشـك فـي المبيـح وتغليبـا‬ ‫للتحريـم فـإن مـرض أو جـاع فذبحـه وقـد صـار فـي آخـر رمـق حـل لأنـه لـم‬ ‫يوجـد سـبب يحـال الهـاك عليـه ولـو مـرض بـأكل نبـات مضـر حتـى صـار‬ ‫آخــر رمــق كان ســببا يحــال عليــه الهــاك فلــم يحــل‪.‬‬ ‫ ولا يشـترط فـي الـذكاة قطـع الجلـدة التـي فـوق الحلقـوم والمـريء فلـو‬ ‫أدخـل سـكينًا بـأذن ثعلـب مثـ ًا وقطـع الحلقـوم والمـريء داخـل الجلـد لأجـل‬ ‫جلـده وبـه حيـاة مسـتقرة حـل‪ ،‬وإن حـرم عليـه للتعذيـب ويسـن نحـر إبـل فـي‬ ‫اللبــة وهــي أســفل العنــق كمــا مــر لقولــه تعالــى‪:‬ﱡﭐ ﱺﱻﱼﱠ(‪)1‬‬ ‫وللأمــر بــه فــي الصحيحيــن والمعنــى فيــه أنــه أســهل لخــروج الــروح لطــول‬ ‫عنقهـا وقيـاس هـذا كمـا قـال ابـن الرفعـة أن يأتـي فـي كل مـا طـال عنقـه كالنعام‬ ‫والإوز والبــط‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الكوثر الآية‪.2 :‬‬ ‫‪248‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫َوش َُزرائِج ُرط ْتت اعنل َزي ِجم َهرا ْأتر َوَبإ َعذاٌة‪َ :‬قأ َت ْلن تتكَصوي ًَنداإلَذاْمأترأ ِسُكلَْل ْت ِمان ُهس َتشريَسًئالَ‪..ْ .،‬ت‪.َ ..،.‬وإذا‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫شرائط تعليمها‬ ‫( َوش َرائ ُط تعلي ِمها) أي جارحة السباع والطير (أر َب َع ٌة)‬ ‫(أ ْن تكو َن) الجارحة معلمة بحيث (إذا أر ِس َل ْت)‬ ‫الأول‪:‬‬ ‫أي أرسلها صاحبها (اس َتر َس َل ْت) أي هاجت لقوله‬ ‫تعالى‪:‬ﱡﭐ ﲐﱠ (‪ )1‬قال الشافعي إذا أمرت الكلب‬ ‫فائتمر وإذا نهيته فانتهى فهو مكلب‪.‬‬ ‫(و)الثاني‪( :‬إذا ُز ِجر ْت) أي زجرها صاحبها في ابتداء الأمر‬ ‫وبعده (ان َزج َر ْت) أي وقفت‪.‬‬ ‫(و)الثالث‪( :‬إذا َق َتلـت َصيـ ًدا َلـ ْم تـأ ُك ْل ِمنـ ُه) أي مـن لحمـه‬ ‫أو نحـوه كجلـده وحشـوته (شـي ًئا) قبـل قتلـه أو‬ ‫عقبــه وشــرط فــي جارحــة الطيــر تــرك الأكل‬ ‫فقـط‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬سورة المائدة الآية‪.4 :‬‬ ‫‪251‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪251‬‬

‫َوي ُجو ُز الا َجصواطر َي ِاح ُدالبِ َّط ْيك ِرِّل‪.َ ...‬ج‪.‬ا‪..‬ر‪...‬ح‪.ٍ .‬ة‪ُ...‬م‪َ..‬ع‪..‬لَّ‪َ..‬م‪ٍ..‬ة‪ِ...‬م‪.َ ..‬ن‪..‬ا‪.‬ل‪...‬س َبا ِع َو ِم ْن‬ ‫الاصطياد بالجارحة المعلمة(‪)1‬‬ ‫ ( َوي ُجــو ُز) لمــن تحــل ذكاتــه لا لغيــره (الاصط َيــا ُد) أي أكل المصــاد‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫بالشــرط الآتــي فــي غيــر المقــدور عليــه (بِــك ِّل َجارحــ ٍة ُم َع َّل َمــ ٍة ِمــ َن الســ َبا ِع)‬ ‫البهائــم كالكلــب والفهــد فــي أي موضــع كان جرحهــا حيــث لــم يكــن فيــه‬ ‫حيـاة مسـتقرة بـأن أدركـه ميتـا أو فـي حركـة المذبـوح أمـا الاصطيـاد بمعنـى‬ ‫إثبـات الملـك فـا يختـص بالجـوارح بـل يحصـل بـكل طريـق تيسـر والجارحـة‬ ‫كل مــا يجــرح ســمي بذلــك لجرحــه الطيــر بظفــره أو نابــه وقولــه ( ُم َع َّل َمــ ٍة)‬ ‫بالجــر صفــة لجارحــة ( َو ِمــ ْن َجــوار ِح ال َّط ْيــ ِر) كالبــاز والصقــر لقولــه تعالــى‪:‬‬ ‫ﱡﭐ ﲃ ﲄ ﲅ ﲆ ﲇ ﲈ ﲉ ﲊ ﲋ ﲌ ﲍ ﲎ ﲏ ﱠ(‪ )2‬أي صيــد‬ ‫معاني المفردات‬ ‫ما علمتم‪.‬‬ ‫َس ُب ٌع من الفصيلة السنّورية‪ ،‬بين الكلب والنمر‪ ،‬لكنه َأصغر‬ ‫ال َف ْه ُد‬ ‫منه‪ ،‬وهو شديد الغضب‪.‬‬ ‫الباز‬ ‫الصقر‬ ‫نوع من الصقور‪ ،‬ينتمي إلى الفصيلة الصقرية‪.‬‬ ‫من جوارح الطير‪ ،‬من الفصيلة ال َّص ْقر َّية‪.‬‬ ‫(‪ )1‬هذه أداة للصيد وتوجد الآن في بعض البلدان حيث يقومون بتدريبها على اصطياد الحيوانات البرية‪.‬‬ ‫(‪ ) 2‬سورة المائدة الآية‪.4 :‬‬ ‫‪250‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫َوال ُّظ ُفر‬ ‫بِال ِّس ِّن‬ ‫َّ‬ ‫يَ ْجر ُح‪،‬‬ ‫َما‬ ‫بِ ُك ِّل‬ ‫ال َّذكاةُ‬ ‫وت ُجو ُز‬ ‫إلا‬ ‫‪......................................................‬‬ ‫ما يصح الذبح به وما لا يصح‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫ ثـم شـرع فـي الركن الثالث وهـو الآلـة فقـال‪( :‬وت ُجـو ُز الـ َّذكا ُة بِـ ُك ِّل َمـا‬ ‫َي ْجـر ُح) كمحـدد حديـد وقصـب وحجـر ورصـاص وذهـب وفضـة لأنـه أسـرع‬ ‫فـي إزهـاق الـروح (إلاَّ بِال ِّسـ ِّن َوال ُّظ ُفـر) وباقـي العظـام متصـا كان أو منفصـا‬ ‫مـن آدمـي أو غيـره لخبـر الصحيحيـن « َمـا َأ ْن َهـ َر الـ َّد َم َو ُذكِـ َر ا ْسـ ُم ال َّلـ ِه َع َل ْيـ ِه‪،‬‬ ‫َف ُك ُلـوا َل ْيـ َس ال ِّسـ َّن َوال ُّظ ُفـ َر‪َ ،‬و َسـ ُأ َح ِّد ُث ُك ْم َعـ ْن َذلِـ َك‪َ ،‬أ َّمـا ال ِّسـ ُّن‪َ :‬ف َع ْظـ ٌم‪َ ،‬و َأ َّمـا‬ ‫ال ُّظ ُفـ ُر‪َ :‬ف ُمـ َدى ال َح َب َشـ ِة»‪ ،‬وألحـق بذلـك باقـي العظـام‪.‬‬ ‫ والنهــي عــن الذبــح بالعظــام قيــل‪ :‬تعبــدي وقــال النــووي فــي شــرح‬ ‫مسـلم‪ :‬معنـاه لا تذبحـوا بهـا فإنهـا تنجـس بالـدم وقـد نهيتـم عـن تنجسـها فـي‬ ‫الاسـتنجاء لكونهـا طعـام إخوانكـم مـن الجـن ومعنـى قولـه وأمـا الظفـر ف ُمـ َدى‬ ‫الحبشـة أنهـم كفـار وقـد نهيتـم عـن التشـبه بهـم نعـم مـا قتلتـه الجارحـة بظفرها‬ ‫أو نابهـا حـال‪ ،‬وخـرج بمحـدد مـا لـو قتـل بمثقـل كبندقـة وسـوط وسـهم بـا‬ ‫نصـل ولا حـد‪ ،‬أو بسـهم وبندقـة‪ ،‬أو انخنـق ومـات بأحبولـة منصوبـة لذلـك‪ ،‬أو‬ ‫أصابـه سـهم فوقـع علـى طـرف جبـل ثـم سـقط منـه وفيـه حيـاة مسـتقرة ومـات‬ ‫حـرم الصيـد‪ .‬فـي جميـع هـذه المسـائل أمـا فـي القتـل بالمثقـل فلأنهـا موقـوذة‬ ‫فإنهـا ممـا قتـل بحجـر أو نحـوه ممـا لا حـد لـه وأمـا موتـه بالسـهم والبندقـة‬ ‫ومـا بعدهمـا فإنـه مـوت بشـيئين مبيـح ومحـرم فغلـب المحـرم لأنـه الأصـل‬ ‫فـي الميتـات وأمـا المنخنقـة بالأحبولـة فلقولـه تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﱌﱠ(‪.)1‬‬ ‫(‪ )1‬سورة المائدة الآية‪.3 :‬‬ ‫‪253‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪253‬‬

‫وأ ْن َمياَتأك َ ّخَر ََذرتْ َذُهلِ‪ ،‬إَلك ّاَ ِمأ ْن ْ َنهايُ‪ْ ،‬دَف َإِر َْنك ُعَح ًِّيدا َم َف ُْيت َذإ َّكْح َىد‪. ،‬ى‪..‬ا‪.‬ل‪.َّ ..‬ش‪..‬ر‪.‬ا‪.‬ئِ‪....‬ط‪..‬لَ‪ْ..‬م‪..‬يَ‪.‬حل‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫(و) الرابع‪( :‬أ ْن َي َتكــ َّر َر َذلِــ َك) أي هــذه الأمــور المعتبــرة فــي التعليــم ( ِم ْن َهــا)‬ ‫بحيـث يظـن تـأدب الجارحـة ولا ينضبـط ذلـك بعـدد بـل الرجـوع فـي ذلـك‬ ‫إلــى أهــل الخبــرة بالجــوارح ( َفــإِ ْن ُع ِد َمــ ْت إ ْحــ َدى ال َّشــرائِط) المعتبــرة فــي‬ ‫التعليـم ( َلـ ْم َيحـل) أكل (مـا أ َخ َذ ْتـ ُه) أي جرحتـه مـن الصيـد بحيـث لـم يبـق‬ ‫فيـه حيـاة مسـتقرة بالإجمـاع كمـا قالـه فـي المجمـوع (إلاَّ أ ْن ُيـ ْد َر َك َح ًّيـا) أي‬ ‫يجـد فيـه حيـاة مسـتقرة ( َف ُي َذ َّكـى) حينئـذ فيحـل لقولـه ‪ ‬لأبـي ثعلبـة الخشـني‬ ‫فـي حديثـه‪َ « :‬و َمـا ِصـ ْد َت بِ َك ْلبِـ َك َغ ْيـ ِر ُم َع َّلـ ٍم َف َأ ْد َر ْكـ َت َذ َكا َتـ ُه َفـ ُك ْل»(‪.)1‬‬ ‫(‪ ) 1‬متفق عليه‪.‬‬ ‫‪252‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫وذكا ُة الجني ِن بذكاةِ أ ِّم ِه‪.................................... ،‬‬ ‫ذكاة الجنين‬ ‫ (وذكا ُة الجنيــ ِن) حاصلــة بــذكا ِة أ ِّمــ ِه) فلــو ُو ِجــد جنيــن ميــت أو عيشــه‬ ‫عيـش مذبـوح سـواء أشـعر أم لا فـي بطـن مـذكاة سـواء أكانـت ذكاتهـا بذبحهـا‬ ‫أو إرسـال سـهم أو نحـو كلـب عليهـا حـل‪ ،‬لحديـث « َذ َكا ُة ال َجنِيـ ِن َذ َكا ُة ُأ ِّمـ ِه»(‪)1‬‬ ‫أي ذكاتهــا التــي أحلتهــا أحلتــه تب ًعــا لهــا ولأنــه جــزء مــن أجزائهــا وذكا ُتهمــا‬ ‫ذكاة لجميـع أجزائهـا‪ ،‬ولأنـه لـو لـم يحـل بـذكاة أمـه لحـرم ذكاتهـا مـع ظهـور‬ ‫الحمـل كمـا لا تقتـل الحامـل قـودا‪ ،‬أمـا إذا خـرج وبـه حيـاة مسـتقرة كمـا قـال‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬رواه أبو داود والترمذي‪.‬‬ ‫‪255‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪255‬‬

‫وتح ُّل ذكا ُة ك ِّل مسل ٍم وكتاب ٍ ّي‪.................................... ،‬‬ ‫شروط الذابح‬ ‫ ثـم شـرع فـي الركن الرابع وهـو الذابـح فقـال‪( :‬وتحـ ُّل ذكا ُة) وصيـد‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫(ك ِّل مســل ٍم) ومســلمة (وكتابــ ٍّي) وكتابيــة تحــل مناكحتنــا لأهــل ملتهمــا قــال‬ ‫تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵ ﱠ(‪ )1‬وقـال ابـن عبـاس‪:‬‬ ‫«إِ َّن َمـا ُأ ِح َّلـ ْت َذ َبائِـ ُح ال َي ُهـو ِد َوالنَّ َصـا َرى ِمـ ْن َأ ْجـ ِل َأ َّن ُهـ ْم آ َم ُنـوا بِال َّتـ ْو َرا ِة َوا ْ ِل ْن ِجي ِل»‬ ‫رواه الحاكــم وصححــه‪.‬‬ ‫ فائـدة‪ :‬قـال النـووي فـي شـرح مسـلم قـال بعـض العلمـاء‪ :‬والحكمـة‬ ‫فـي اشـتراط الذابـح وإنهـار الـدم تمييـز حـال اللحـم والشـحم مـن حرامهمـا‬ ‫وتنبيــه علــى تحريــم الميتــة لبقــاء دمهــا‪.‬‬ ‫معاني المفردات‬ ‫جمع ُمدية‪ ،‬ال َّش ْف َر ُة الكبيرة‪ِ ،‬س ِّكين‪.‬‬ ‫ُم ًدى‬ ‫ما ُيضرب به من ج ْل ٍد‪.‬‬ ‫َس ْو ٌط‬ ‫النَّ ْص ُل‬ ‫حديدة ال ُّرمح وال َّس ْهم وال ِّس ِّكين‪.‬‬ ‫ُأ ْح ُبو َلة‬ ‫مصيدة ع ِلق الحيوا ُن‪.‬‬ ‫ال ُبنْ ُد َقة‬ ‫َر َصا ٌص ُك َر ِو ُّي ال َّش ْك ِل ُي ْس َت ْع َم ُل َعا َد ًة فِي ال َّص ْي ِد‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة المائدة الآية‪.5 :‬‬ ‫‪254‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫ملخص‬ ‫الدرس‬ ‫‪257‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪257‬‬

‫مي ٌت‪،‬‬ ‫فهو‬ ‫ح ٍ ّي‬ ‫من‬ ‫ف ُيذإ ََّّكلىالوشماع ُقو َرِط‪َ .‬ع‬ ‫ح ًّيا‬ ‫يُوج َد‬ ‫أن‬ ‫َّ‬ ‫إل‬ ‫ (إ َّل أن ُيوجـ َد ح ًّيـا) حيـاة مسـتقرة وأمكنـه ذكاتـه (ف ُيذ َّكـى) وجو ًبـا فـا‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫يحـل بـذكاة أمـه ولا بـد أن يسـكن عقـب ذبـح أمـه فلـو اضطـرب فـي البطـن‬ ‫بعـد ذبـح أمـه زما ًنـا طويـ ًا ثـم سـكن لـم يحـل والظاهـر أن مـراد الأصحـاب‬ ‫إذا مـات بـذكاة أمـه فلـو مـات قبـل ذكاتهـا كان مي ًتـا لا محالـة لأن ذكاة الأم لـم‬ ‫تؤثـر فيـه والحديـث يشـير إليـه‪.‬‬ ‫ما قطع من حيوان حي‬ ‫ (ومـا ُقطِـ َع مـن حـ ٍّي فهـو ميـ ٌت) أي فهـو كميتتـه طهـارة ونجاسـة لخبـر‬ ‫« َمـا ُقطِـ َع ِمـ ْن َحـ ٍّي َف ُهـ َو َم ِّيـ ٌت»(‪ )1‬فجـزء البشـر والسـمك والجـراد طاهـر دون‬ ‫جــزء غيرهــا (إ َّل الشــعو َر) الســاقطة مــن المأكــول وأصوافــه وأوبــاره المنتفــع‬ ‫بهـا فـي المفـارش والملابـس وغيرهـا مـن سـائر أنـواع الانتفاعـات فطاهـرة‪،‬‬ ‫قــال تعالــى‪ :‬ﱡﭐ ﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ ﱠ (‪ )2‬وخــرج‬ ‫بالمأكـول نحـو شـعر غيـره فنجـس ومنـه نحـو شـعر عضـو أبيـن(‪ )3‬مـن مأكـول‬ ‫لأن العضــو صــار غيــر مأكــول‪.‬‬ ‫(‪ ) 1‬رواه الحاكم وصححه‪.‬‬ ‫‪.80‬‬ ‫أالنيحقُلِطاعل‪.‬آية‪:‬‬ ‫سورة‬ ‫(‪ )2‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫أبين‪:‬‬ ‫‪256‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫أن يكون ذبح بقر وغنم ونحوهما بقطع الحلقوم والمرئ للإتباع‪.‬‬ ‫ما يسن‬ ‫عند الذبح‪:‬‬ ‫أن يكـون نحـر الشـاة أو البقرة‪ :‬مضجعـة لجنبها الأيسـر وتترك‬ ‫رجلهـا اليمنى بلا شـد‪ ،‬وتشـد الباقـي القوائم‪.‬‬ ‫أن يكون نحر البعير قائما معقولة ركبته اليسرى‪.‬‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫يسن للذابح‪:‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪ 1‬أن يحد ‪ 2‬أن يو ّجه للقبلة‬ ‫ ‬ ‫أن يقــول عنــد ذبحهــا‪( :‬بســم ال َّلــه)‪،‬‬ ‫سكينه‪ .‬ذبيحته‪.‬‬ ‫وأن (يصلـي علـى النبـي) عنـد ذلـك‪،‬‬ ‫ولا يقـول (باسـم ال َّلـه واسـم محمـد)‬ ‫شروط تعليم الجارحة‪:‬‬ ‫لإيهامــه التشــريك‪.‬‬ ‫يشترط لتعليم الجارحة من السباع أو الطير أربعة شروط‪:‬‬ ‫إذا ز ِجــرت أي‪ :‬الثاني‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬أن تكــون الجارحة‬ ‫زجرهــا صاحبهــا‬ ‫ُم َع َّل َمــ ٌة‪ ،‬وعلامــة‬ ‫كونهــا ُم َع َّل َمــ ٌة‪ ،‬بحيــث إذا‬ ‫فــي ابتــداء الأمــر وبعــده‬ ‫أرسـلت‪ ،‬أي أرسـلها صاحبهـا‬ ‫انزجــرت‪ ،‬أي وقفــت‪.‬‬ ‫استرســلت أي هاجــت‪.‬‬ ‫أن يتكـرر ذلـك منها‪ ،‬الرابع‪:‬‬ ‫الثالث‪ :‬إذا قتلـت صيـدا لـم‬ ‫أي هــذه الأمــور‬ ‫تــأكل منــه شــيئا أي‬ ‫مــن لحمــه أو نحــوه كجلــده‬ ‫المعتبــرة فــي التعليــم‬ ‫وحشــوته قبــل قتلــه أو عقبــه‬ ‫منهــا‪ ،‬تتكــرر بحيــث يظــن‬ ‫وشـرط في جارحـة الطيـر‪ :‬ترك‬ ‫تــأدب الجارحــة‪.‬‬ ‫الأكل فقــط‪.‬‬ ‫‪259‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪259‬‬

‫ملخص الدرس (كتاب الصيد والذبائح)‬ ‫الصيد‪ :‬مصدر صاد يصيد‪ ،‬ثم‬ ‫تعريف الصيد والذبائح‪:‬‬ ‫أطلق الصيد على المصيد‪.‬‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫الذبائح‪ :‬جمع ذبيحة بمعنى‬ ‫مذبوحة‪.‬‬ ‫وقوله تعالى‪:‬‬ ‫دليلها‪:‬‬ ‫قوله تعالى‪:‬‬ ‫ﱡﭐ ﱓﱔﱕ ﱠ‬ ‫ﱡﲬ ﲭ ﲮ ﲯﱠ‬ ‫أركان الذبح أربعة‪:‬‬ ‫‪ 4‬ذابح‬ ‫‪ 3‬ذبيح‬ ‫‪ 2‬آلة‬ ‫‪ 1‬ذبح‬ ‫الحلق‪ :‬أعلى العنق‪.‬‬ ‫ما قـدر علـى ذكاته مـن الحيوان‬ ‫ذكاة الحيوان‬ ‫اللبة‪ :‬أسفل العنق‪.‬‬ ‫المأكـول فذكاتـه‪ ،‬اسـتقلالآ فـي‬ ‫المقدور على‬ ‫حلقـه ولبتـه إجماعا‪.‬‬ ‫ذكاته‪:‬‬ ‫يستحب في الذكاة أي ذكاة الحيوان المقدور عليه أربعة أشياء‪:‬‬ ‫الأول‪ :‬قطع كل الحلقوم وهو (مجرى النفس)‪.‬‬ ‫الثاني‪ :‬قطع كل المرئ وهو (مجرى الطعام والشراب)‪.‬‬ ‫الثالث والرابع‪ :‬قطع كل الودجين‪.‬‬ ‫‪258‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫أسئلة على كتاب الصيد والذبائح‬ ‫س ‪ :1‬مــا الأصــل فــي الــذكاة؟ ومــا أركان الذبــح؟ ومــا كيفيــة ذكاة الجنيــن‬ ‫كتاب الصيد والذبائح‬ ‫ المقـدور علـى ذكاتـه؟ وغيـر المقـدور علـى ذكاتـه؟ ومـا الـذي يسـن‬ ‫ للذابح مع ذكر الدليل؟‬ ‫س ‪ :2‬بين الحكم فيما يأتي مع ذكر الدليل أو التعليل‪:‬‬ ‫أ سقطت ُمدية على مذبح شاة فانذبحت‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ب ذبح شاة بذهب يجرح‪.‬‬ ‫ج ذبح طائ ًرا بعظم‪.‬‬ ‫ ‬ ‫س ‪ :3‬اختر الإجابة الصحيحة مما بين القوسين معل ًل أو مدل ًل لاختيارك‪:‬‬ ‫أ شرد بعير فذكاته تكون‬ ‫ ‬ ‫ (بجرحـهولـو فـي غيـر مذبحـه ‪ -‬فـي حلقـه ولبتـه ‪ -‬لابـد مـن قطـع‬ ‫ الحلقوم والمرىء)‬ ‫ ب المجزىء في الذكاة‬ ‫ (قطع الحلقوم والمريء ‪ -‬قطع الحلقوم ‪ -‬قطع المريء)‬ ‫ ج وصـل الحيـوان المجـروح إلـى حركـة المذبـوح وفيـه شـدة الحركـة‬ ‫ ثم ذبح‬ ‫ (لم يحل ‪ -‬يحل‪ -‬يكره أكله)‬ ‫د المسنون من ذكاة الإبل‬ ‫ ‬ ‫ (النحر في اللبة ‪ -‬قطع الحلقوم والمريء ‪ -‬قطع الودجين)‬ ‫ هـ وجد جنين ميت في بطن مذكاة‬ ‫ (ذكاته ذكاة أمه ‪ -‬ميتة لا تحل ‪ -‬يحل مع الكراهة)‬ ‫و ما قطع من حي فهو‬ ‫ ‬ ‫ (نجس ‪ -‬لا يحل ‪ -‬كميتته)‬ ‫***‬ ‫‪260‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في‬ ‫الأضحية‬ ‫‪261‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪261‬‬

‫فصل في الأضحية‬ ‫َوالأضح َي ُة ُس َّن ٌة ُم َؤ َّك َد ٌة‪.‬‬ ‫حكمها‬ ‫ ( َوالأضح َيـ ُة) بمعنـى التضحيـة كمـا فـي الروضـة لا الأضحيـة كمـا يفهمـه‬ ‫كلامـه لأن الأضحيـة اسـم لمـا يضحـى بـه ( ُسـ َّن ٌة ُم َؤ َّكـ َد ٌة) في حقنـا علـى الكفاية‬ ‫إن تعـدد أهـل البيـت فـإذا فعلهـا واحـد مـن أهـل البيـت كفـى عـن الجميـع وإلا‬ ‫فسـنة عيـن‪.‬‬ ‫شروط المضحي‬ ‫ والمخاطـب بهـا المسـلم البالـغ العاقـل المسـتطيع ولا بـد أن تكـون فاضلة‬ ‫عـن حاجتـه وحاجـة مـن يمونـه(‪ )1‬لأنهـا نـوع صدقـة وظاهـر هـذا أنـه يكفـي أن‬ ‫تكـون فاضلـة عمـا يحتاجـه فـي ليلتـه ويومـه وكسـوة فصلـه كمـا فـي صدقـة‬ ‫التطـوع وينبغـي أن تكـون فاضلـة عـن يـوم العيـد وأيـام التشـريق فإنـه وقتهـا كمـا‬ ‫أن يـوم العيـد وليلـة العيـد وقـت زكاة الفطـر واشـترطوا فيهـا أن تكـون فاضلـة‬ ‫عـن ذلـك‪ .‬والتضحيـة أفضـل مـن صدقـة التطـوع للاختـاف فـي وجوبهـا وقـال‬ ‫الشـافعي لا أرخـص فـي تركهـا لمـن قـدر عليهـا انتهـى أي فيكـره للقـادر تركهـا‪.‬‬ ‫(‪ )1‬يمونه‪ :‬يعوله‪.‬‬ ‫‪263‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪263‬‬

‫فصل في‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫الأضحية‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫ والأضحيــة مشــتقة مــن الضحــوة وســميت بــأول زمــان فعلهــا وهــو‬ ‫الضحـى وهـي بضـم همزتهـا وكسـرها وتشـديد يائهـا وتخفيفهـا مـا يذبـح مـن‬ ‫النعــم تقربــا إلــى ال َّلــه تعالــى مــن يــوم العيــد إلــى آخــر أيــام التشــريق‪.‬‬ ‫الدليل عليها‬ ‫ والأصـل فيهـا قبـل الإجمـاع قولـه تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﱺﱻﱼ ﱠ(‪ )1‬فـإن‬ ‫أشـهر الأقـوال أن المـراد بالصـاة صـاة العيـد وبالنحـر الضحايـا وخبـر الترمذي‬ ‫عـن عائشـة ‪ ‬أن النبـي ‪ ‬قـال‪َ « :‬مـا َع ِمـ َل ا ْبـ ُن آ َد َم َيـ ْو َم ال َّن ْحـ ِر ِمـ ْن َع َمـ ٍل َأ َحـ َّب‬ ‫إِ َلـى ال َّلـ ِه َت َعا َلـى ِمـ ْن إِ َرا َقـ ِة الـ َّد ِم‪ ،‬إِ َّن َهـا َل َت ْأتِـي َيـ ْو َم ال ِق َيا َمـ ِة بِ ُق ُرونِ َهـا َو َأ ْظ َلفِ َهـا‪َ ،‬وإِ َّن‬ ‫الـ َّد َم َل َي َقـ ُع ِمـ َن ال َّلـ ِه بِ َمـ َكا ٍن َق ْبـ َل َأ ْن َي َقـ َع َع َلـى الأَ ْر ِض َفطِي ُبـوا بِ َهـا َن ْف ًسـا»‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الكوثر الآية‪.2 :‬‬ ‫‪262‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ويُجزي ُء فيها الج َذ ُع من ال َّضأ ِن ‪.........................................‬‬ ‫ما يجزيء في الأضحية‬ ‫ (و ُيجـزي ُء فيهـا) مـن النعـم (الجـ َذ ُع مـن ال َّضـأ ِن) وهـو مـا اسـتكمل سـنة‬ ‫وطعـن فـي الثانيـة ولـو أجـذع قبـل تمـام السـنة أي سـقطت أسـنانه أجـزأ لعمـوم‬ ‫خبـر أحمـد « َض ُّحـوا بِال َجـ َذ ِع ِمـ َن ال َّضـ ْأ ِن َفإِ َّنـ ُه َجائِـ ٌز» أي ويكـون ذلـك كالبلـوغ‬ ‫بالسـن أو الاحتـام فإنـه يكفـي أسـبقهما كمـا صـرح بـه فـي أصـل الروضـة‪.‬‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫معاني المفردات‬ ‫جمــع ظِلف أي ال ُّظ ْف ُر المشقوق للبقرة والشا ِة‬ ‫َأ ْظ َل ُف‬ ‫وال َّظ ْبي ونحوها‪.‬‬ ‫ال َج َذ ُع‬ ‫الشاب القوي وهو من الغنم ما كان عمره أكثر من‬ ‫ال َّض ْأ ُن‬ ‫ستة أشهر‪ ،‬ومن الابل ما أتم السنة الرابعة ودخل في‬ ‫الخامسة‪ ،‬ومن البقر ما دخل في الثالثة‪.‬‬ ‫ذوات الصوف من الغنم‪.‬‬ ‫‪265‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪265‬‬

‫ما يسن لمن يريد التضحية‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫ ويســن لمــن يريدهــا أن لا يزيــل شــعره ولا ظفــره فــي عشــر ذي الحجــة‬ ‫حتــى يضحــي ولا تجــب إلا بالنــذر‪ .‬ويســن أن يذبــح الأضحيــة الرجــل بنفســه‬ ‫إن أحسـن الذبـح للاتبـاع أمـا المـرأة فالسـنة لهـا أن تـوكل كمـا فـي المجمـوع‬ ‫والخنثـى مثلهـا ومـن لـم يذبـح لعـذر أو لغيـره فليشـهدها‪ .‬لمـا روى الحاكـم أنـه‬ ‫‪ ‬قـال لفاطمـة ‪ُ « :‬ق ْو ِمـي إِ َلـى ُأ ْض ِح َّيتِـ ِك َفا ْشـ َه ِدي َها َفإِ َّنـ ُه بِـ َأ َّو ِل َق ْطـ َر ٍة ِمنْ َهـا َأ ْي‬ ‫ِمـ ْن َد ِم َهـا ُي ْغ َفـ ُر َلـ ِك َمـا َسـ َل َف ِمـ ْن ُذ ُنوبِـ ِك» قـال عمـران بـن حصيـن هـذا لـك‬ ‫ولأهـل بيتـك فأهـل ذلـك أنتـم‪ ،‬أم للمسـلمين عامـة‪َ « :‬قـا َل َبـ ْل لِ ْل ُم ْسـلِ ِمي َن َعا َّم ًة»‪.‬‬ ‫ وشرط التضحية‪َ :‬ن َعـ ْم إبـل وبقر وغنم‪ ،‬لقوله تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﱯﱰﱱ‬ ‫ﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱠ(‪ )1‬ولأن التضحيـة عبـادة‬ ‫تتعلـق بالحيـوان فاختصـت بالنعـم كالـزكاة‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة الحج الآية‪.34 :‬‬ ‫‪264‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في الأضحية‬ ‫فــإن ذبحهــا عنــه وعــن أهلــه أو عنــه وأشــرك غيــره فــي ثوابهــا جــاز‪ ،‬وممــا‬ ‫يسـتدل بـه لذلـك الخبـر الصحيـح فـي الموطـأ « َأ َّن َأ َبـا َأ ُّيـو َب ا ْلَ ْن َصـا ِر َّي َقـا َل‪:‬‬ ‫ُك َنّـا ُن َض ِّحـي بِال َّشـا ِة ال َوا ِحـ َد ِة َي ْذ َب ُح َهـا ال َّر ُجـ ُل َع ْنـ ُه َو َعـ ْن َأ ْهـ ِل َب ْيتِـ ِه ُثـ َّم َت َبا َهـى‬ ‫ال َّنـا ُس َب ْعـ ُد َف َصـا َر ْت ُم َبا َهـا ًة» وخـرج بمعينـة الاشـتراك فـي شـاتين مشـاعتين‬ ‫بيـن اثنيـن فإنـه لا يصـح وكـذا لـو اشـترك أكثـر مـن سـبعة فـي بقرتيـن مشـاعتين‬ ‫أو بدنتيـن كذلـك لـم يجـز عنهـم ذلـك لأن كل واحـد لـم يخصـه سـبع بدنـة أو‬ ‫بقـرة مـن كل واحـدة مـن ذلـك والمتولـد بيـن إبـل وغنـم أو بقـر وغنـم ينبغـي‬ ‫أنـه لا يجـزىء عـن أكثـر مـن واحـد‪.‬‬ ‫أفضل أنواع التضحية‬ ‫ وأفضـل أنـواع التضحيـة بالنظـر لإقامـة شـعارها بدنـة ثـم بقـرة لأن لحـم‬ ‫البدنـة أكثـر ثـم ضـأن ثـم معـز لطيـب الضـأن علـى المعـز ثـم المشـاركة فـي‬ ‫بدنـة أو بقـرة أمـا بالنظـر للحـم فلحـم الضـأن خيرهـا‪ ،‬وسـبع شـياه أفضـل مـن‬ ‫بدنـة أو بقـرة‪ ،‬وشـاة أفضـل من مشـاركة فـي بدنـة أو بقـرة‪ ،‬للانفـراد بإراقـة الدم‪،‬‬ ‫وأجمعـوا علـى اسـتحباب السـمين فـي الأضحيـة فالسـمينة أفضـل مـن غيرهـا‬ ‫ثـم مـا تقـدم مـن الأفضليـة فـي الـذات‪ ،‬وأمـا فـي الألـوان فالبيضـاء أفضـل ثـم‬ ‫الصفـراء ثـم العفـراء وهـي التـي لا يصفـو بياضهـا ثـم الحمـراء ثـم البلقـاء ثـم‬ ‫الســوداء‪ ،‬قيــل‪ :‬للتعبــد‪ ،‬وقيــل‪ :‬لحســن المنظــر‪ ،‬وقيــل‪ :‬لطيــب اللحــم وروى‬ ‫الإمـام أحمـد خبـر « َلـ َد ُم َع ْفـ َرا َء َأ َحـ ُّب إِ َلـى ال َّلـ ِه َت َعا َلـى ِمـ ْن َد ِم َسـ ْو َدا َو ْي ِن»‪.‬‬ ‫‪267‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪267‬‬

‫وال َّثانلبُّيدنَم ُةن اعلنم ْعس ِزبعوا ٍلة‪َّ،‬ثنواُّليبمَقرن ُةال ِعإبِنِلسوابلعَّث ٍنة‪ُّ ،‬يوالمنشاا ُةلبعق ِْرنوواتَ ِحج ٍزدي ُء‬ ‫‪..........................................‬‬ ‫ (وال َّثنــ ُّي مــن الم ْعــ ِز) وهــو مــا اســتكمل ســنتين وطعــن فــي الثالثــة‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫(وال َّثنــ ُّي مــن ال ِإبِــ ِل) وهــو مــا اســتكمل خمــس ســنين وطعــن فــي السادســة‬ ‫(وال َّثنـ ُّي مـن البقـ ِر) الإنسـي وهـو مـا اسـتكمل سـنتين وطعـن فـي الثالثـة وخـرج‬ ‫بقيـد الإنسـي الوحشـي فـا يجـزىء فـي الأضحيـة وإن دخـل فـي اسـم البقـر‬ ‫وتجــزىء التضحيــة بالذكــر والأنثــى بالإجمــاع وإن كثــر نــزوان الذكــر وولادة‬ ‫الأنثــى‪ ،‬نعــم التضحيــة بالذكــر أفضــل علــى الأصــح المنصــوص‪ ،‬لأن لحمــه‬ ‫أطيـب كمـا قالـه الرافعـي ونقـل فـي المجمـوع فـي بـاب الهـدي عـن الشـافعي‬ ‫أن الأنثـى أحسـن مـن الذكـر لأنهـا أرطـب لحمـا‪ ،‬ولـم يحـك غيـره ويمكـن‬ ‫حمـل الأول علـى مـا إذا لـم يكثـر نزوانـه والثانـي علـى مـا إذا كثـر‪.‬‬ ‫ (و َتجــزي ُء البد َنــ ُة) عنــد الاشــتراك فيهــا (عــن ســبع ٍة) لمــا رواه مســلم‬ ‫عــن جابــر ‪ ‬قــال‪َ « :‬خ َر ْجنَــا َمــ َع َر ُســو ِل ال َّلــ ِه ‪ُ ‬م ِه ِّليــ َن بِا ْل َحــ ِّج َف َأ َم َر َنــا َأ ْن‬ ‫َن ْشـ َت ِر َك فِـي ا ْ ِلبِـ ِل َوا ْل َب َقـ ِر ُك ُّل َسـ ْب َع ٍة ِم َنّـا فِـي َب َد َنـ ٍة» وسـواء اتفقـوا فـي نـوع القربة‬ ‫أو اختلفـوا كمــا إذا قصــد بعضهــم التضحيــة وبعضهـم الهــدي‪ ،‬وكــذا لــو أراد‬ ‫بعضهــم اللحــم وبعضهــم الأضحيــة ولهــم قســمة اللحــم لأن قســمته قســمة‬ ‫إفــراز علــى الأصــح كمــا فــي المجمــوع‪.‬‬ ‫ (و) كذا (الب َقر ُة) تجزىء (عن سبع ٍة) للحديث المار‪.‬‬ ‫ (و) تجــزىء (الشــا ُة) المعينــة مــن الضــأن أو المعــز (عــ ْن وا ِحــ ٍد) فقــط‬ ‫‪266‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في الأضحية‬ ‫(و) الثالثة‪( :‬المري َضــ ُة الب ِّيــ ُن َم َر ُضهــا) بــأن يظهــر‬ ‫بســببه هزالهــا وفســاد لحمهــا فلــو كان مرضهــا‬ ‫يســيرا لــم يضــر ويدخــل فــي إطــاق المصنــف‬ ‫الهيمــاء بفتــح الهــاء والمــد فــا تجــزىء لأن‬ ‫الهيـام كالمـرض يأخـذ الماشـية فتهيم فـي الأرض‬ ‫ولا ترعــى كمــا قالــه فــي الزوائــد‪.‬‬ ‫(و) الرابعة‪( :‬ال َعجفــا ُء) بالمــد وهــي (التــي ذهــ َب‬ ‫ُم ُّخ َهـا) بسـبب مـا حصـل لهـا (مـن ال ُهـ َزا ِل) بضـم‬ ‫الهـاء وهـو كمـا قالـه الجوهـري ضـد السـمن‪.‬‬ ‫ ويـدل لمـا قالـه المصنـف مـا رواه الترمـذي‬ ‫وصححــه أنــه ‪ ‬قــال‪َ « :‬أ ْر َبــ ٌع َل ُت ْجــ ِز ُئ فِــي‬ ‫ا ْلَ َضا ِحــي ا ْل َعــ ْو َرا ُء ا ْل َب ِّيــ ُن َع َو ُر َهــا َوا ْل َم ِري َضــ ُة ا ْل َب ِّيــ ُن‬ ‫َم َر ُض َهـا َوا ْل َع ْر َجـا ُء ا ْل َب ِّيـ ُن َع َر ُج َهـا َوا ْل َع ْج َفـا ُء ا َّلتِـي لاَ ُتنْ ِقـي» مأخـوذة مـن النقـي‬ ‫‪ -‬بكسـر النـون وإسـكان القـاف ‪ -‬وهـو المـخ أي لا مـخ لهـا مـن شـدة الهـزال‬ ‫وعلـم مـن هـذا عـدم إجـزاء المجنونـة وهـي التـي تـدور فـي المرعـى ولا ترعـى‬ ‫إلا قليــا فتهــزل وتســمى أي ًضــا التــولاء‪.‬‬ ‫ ولا تجــزئ الجربــاء وإن كان الجــرب يســيرا علــى الأصــح المنصــوص‬ ‫لأنـه يفسـد اللحـم والـودك(‪ .)1‬والحامـل لا تجـزىء كمـا حـكاه فـي المجمـوع‬ ‫عـن الأصحـاب وتبعـه عليـه فـي المهمـات وتعجـب مـن ابـن الرفعـة حيـث‬ ‫صحــح فــي الكفايــة الإجــزاء‪.‬‬ ‫(‪ )1‬الو َدك‪ :‬ال ِّسمن‪ ،‬والودك‪ :‬دسم اللحم ودهنه الذى ستخرج منه‪.‬‬ ‫‪269‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪269‬‬

‫والعرجواأ ُءرابذلٌعبه ّيِل َاُبنتُ ُمعج ُّرخز َُهج ُائهافمواينلااللم ُهرضَيزا َِحلضا‪ُ.‬ية‪.‬ا‪.‬ا‪.،‬ل‪.‬ا‪.‬بل‪ّ .‬يِ‪.‬ع‪ُ..‬نو‪...‬رَما‪َُ..‬ءر‪..‬ا‪ُ.‬ل‪.‬ض‪.‬ب‪.‬ه‪ّ.‬يِا‪.ُ.،.‬ن‪.‬و‪.‬ا‪.‬لع‪َ..‬عو‪ُ ..‬رجهفاا‪ُ ،‬ء التي‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫ما لا يجزئ في الأضحية‬ ‫(وأرب ٌع لا ُتجز ُئ في الضحايا)‬ ‫الأولى‪( :‬العـورا ُء) بالمـد (الب ِّيـ ُن عو ُرهـا) بـأن لـم‬ ‫تبصــر بإحــدى عينيهــا وإن بقيــت الحدقــة‪ .‬فــإن‬ ‫قيـل‪ :‬لا حاجـة لتقييـد العـور بالبيـن لأن المـدار‬ ‫فــي عــدم إجــزاء العــوراء علــى ذهــاب البصــر‬ ‫مــن إحــدى العينيــن‪ .‬أجيــب بــأن الشــافعي ‪‬‬ ‫قــال‪ :‬أصـل العــور بيــاض يغطــي الناظــر وإذا كان‬ ‫كذلــك فتــارة يكــون يســيرا فــا يضــر فــا بــد مــن‬ ‫تقييده بالبين كما في حديث الترمذي الآتي‪.‬‬ ‫(و) الثانية‪( :‬العرجــا ُء) بالمــد (الب ِّيــ ُن عر ُجهــا)‬ ‫بـأن يشـتد عرجهـا بحيـث تسـبقها الماشـية إلـى‬ ‫المرعـى وتتخلـف عـن القطيـع فلـو كان عرجهـا‬ ‫يســيرا بحيــث لا تتخلــف بــه عــن الماشــية لــم‬ ‫يضـر كمـا فــي الروضـة‪.‬‬ ‫‪268‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في الأضحية‬ ‫ (ولاَ ُتجــزي ُء المق ُطوعــ ُة) بعــض (الأُ ُذ ِن) وإن كان يســيرا لذهــاب جــزء‬ ‫مأكـول بخـاف فاقـدة الضـرع أو الأليـة أو الذنـب خلقـة فإنـه لا يضـر والفـرق‬ ‫أن الأذن عضـو لازم غالبـا بخـاف مـا ذكـر فـي الأوليـن‪( ،‬و) لا مقطـوع بعـض‬ ‫(ال َّذ َنــ ِب) وإن قــل أو بقطــع بعــض لســان فإنــه يضــر‪ ،‬لحــدوث مــا يؤثــر فــي‬ ‫نقـص اللحـم‪ ،‬ولا يضـر شـق أذن ولا خرقهـا بشـرط أن لا يسـقط من الأذن شـيء‬ ‫بذلـك كمـا علـم ممـا مـر‪ ،‬لأنـه لا ينقـص بذلـك شـيء مـن لحمهـا‪ ،‬ولا يضـر‬ ‫التطريـف وهـو قطـع شـيء يسـير مـن الأليـة لجبـر ذلـك بسـمنها ولا قطـع فلقـة‬ ‫يسـيرة مـن عضـو كبيـر كفخـذ‪ ،‬لأن ذلـك لا يظهـر بخـاف الكبيـرة بالإضافـة‬ ‫إلـى العضـو فـا يجـزىء لنقصـان اللحـم‪.‬‬ ‫معاني المفردات‬ ‫من الدواب‪ :‬ما لا يستأنس غال ًبا‪.‬‬ ‫ال َو ْح ِشي‬ ‫ال َّس ْو َر ُة وال ِح َّد ُة‪.‬‬ ‫َن َز َوا ُن‬ ‫َت َفا ُخ ًرا‪.‬‬ ‫ُم َبا َها ًة‬ ‫ال َب ْل َقاء‬ ‫كان فيه سواد وبياض‪.‬‬ ‫ال َح َد َق ُة‬ ‫حدقة العين‪ :‬سوادها الأعظم‪.‬‬ ‫ال َه ْي َما ُء‬ ‫عطشان شديد العطش‪.‬‬ ‫ال َج ْر َبا ُء‬ ‫مر ٌض جلد ٌّي ُيس ِّب ُبه نو ٌع من َح َمك الجرب‪ ،‬وينشأ عنه ِح َّكة‬ ‫ال َّت ْو َلء‬ ‫شديدة في أثناء الليل خاصة‪.‬‬ ‫المجنونة‪.‬‬ ‫‪271‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪271‬‬

‫ويُجزي ُء الخ ِصا ُّليأُ ُذوا ِلنمواكل َّذسنَو ُِرب‪،‬ال‪..‬ق‪..‬ر‪.ِ ..‬ن‪...،.‬و‪..‬ل‪.‬اَ‪..‬ت‪...ُ.‬جزي ُء المق ُطوع ُة‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫ضابط ما يجزئ في الأضحية‬ ‫ ضابـط المجـزىء فـي الأضحيـة‪ :‬السـامة مـن كل عيـب ينقـص اللحـم‬ ‫أو غيــره ممــا يــؤكل‪.‬‬ ‫ (و ُيجـزي ُء الخ ِصـ ُّي) لأنـه ‪َ « ‬ض َّحـى بِ َك ْب َشـ ْي ِن َم ْو ُجو َء ْيـ ِن» أي خصييـن‬ ‫رواه الإمـام أحمـد وأبـو داود وغيرهمـا‪ ،‬وجبـر مـا قطـع منـه زيـادة لحمـه طيبـا‬ ‫وكثـرة‪ ،‬وأيضـا الخصيـة المفقـودة منـه غيـر مقصـودة بـالأكل فـا يضـر فقدهـا‪.‬‬ ‫ (و) تجـزىء (المكسـو ُر القـر ِن) مـا لـم يعـب اللحـم وإن دمـي بالكسـر‬ ‫لأن القــرن لا يتعلــق بــه كبيــر غــرض ولهــذا لا يضــر فقــده خلقــة فــإن عيــب‬ ‫اللحـم ضـر كالجـرب وغيـره وذات القـرن أولـى لخبـر « َخ ْيـ ُر ال َّض ِح َّيـ ِة ا ْل َك ْبـ ُش‬ ‫ا ْلَ ْقــ َر ُن»(‪ )1‬ولأنــه أحســن منظــرا بــل يكــره غيرهــا‪.‬‬ ‫ ولا يضــر ذهــاب بعــض الأســنان لأنــه لا يؤثــر فــي الاعتــاف ونقــص‬ ‫اللحــم فلــو ذهــب الــكل ضــر لأنــه يؤثــر فــي ذلــك وقضيــة هــذا التعليــل أن‬ ‫ذهـاب البعـض إذا أثـر يكـون كذلـك وهـو الظاهـر‪ ،‬ويـدل لذلـك قـول البغـوي‬ ‫ويجــزىء مكســور ســن أو ســنين ذكــره الأذرعــي وصوبــه الزركشــي‪.‬‬ ‫(‪ )1‬رواه حاكم‪.‬‬ ‫‪270‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ما يستحب عند الذبح‬ ‫(ويس َت َح ُّب عن َد ال َّذب ِح) مطلقا (خم َس ُة) بل تسعة (أشيا َء)‪:‬‬ ‫(التسمي ُة) بأن يقول بسم ال َّله ولا يجوز أن يقول‬ ‫الأول‪:‬‬ ‫بسم ال َّله واسم محمد‬ ‫(و) الثاني‪:‬‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫(ال َّصلا ُة) والسلام (ع َلى) سيدنا (النب ِّي ‪)‬‬ ‫تبركا بهما‬ ‫(و) الثالث‪:‬‬ ‫(و) الرابع‪:‬‬ ‫(استق َبا ُل القب َل ِة) بالذبيحة أي بمذبحها فقط على‬ ‫(و) الخامس‪:‬‬ ‫الأصح دون وجهها ليمكنه الاستقبال أيضا‬ ‫والسادس‪:‬‬ ‫والسابع‪:‬‬ ‫(التكبي ُر) ثلاثا بعد التسمية كما قاله الماوردي‬ ‫والثامن‪:‬‬ ‫(ال ُّدعا ُء بالق ُبو ِل) بأن يقول ال َّلهم هذا منك وإليك‬ ‫والتاسع‪:‬‬ ‫فتقبل مني‬ ‫تحديد الشفرة في غير مقابلتها‬ ‫إمرارها وتحامل ذهابها وإيابها‬ ‫إضجاعها على شقها الأيسر وشد قوائمها‬ ‫الثلاث غير الرجل اليمنى‬ ‫عقل الإبل وقد مرت الإشارة إلى بعض ذلك‪.‬‬ ‫‪273‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪273‬‬

‫الوتع َلوَقشىر ُويااتللِاقنُّل‪،‬دب ِذّعوبييا ُِءحسبص َتاملل َحنقى ُبُّابولصلِللهع‪،‬ا‪.‬نة‪.ِ.‬عَاد‪.‬ل‪.‬لا‪.‬ي‪.‬لع‪.‬هي‪َّ.‬ذ‪.‬بِ‪.‬دو‪.ِ .‬إح‪.‬سل‪.‬ل‪..‬خى‪.‬م‪،.‬م‪ُ..‬غَ‪.‬وا‪.‬سر‪.ُ .‬ةسو‪..‬أت‪.ِ.‬بقش‪َ .‬ب‪.‬اي‪.‬لاا‪َ.ُ .‬ءل‪.‬ش‪.:‬ا‪.‬ام‪.‬ل‪.‬ل ِ‪.‬قت‪.‬ب‪.‬س‪.‬لَس‪ِ..‬مة‪.‬م‪.،‬ي‪.‬ن‪ُ.‬وة‪.‬ا‪.،‬آل‪..‬تخو‪.‬ا‪.‬لِر‪.‬كأَّبصيَّيالُرِما‪،‬ةُ‬ ‫وقت ذبح الأضحية‬ ‫ (و) يدخـل ( َوقـ ُت الذبـ ِح) للأضحيـة المندوبـة والمنـذورة (مـن) وقـت‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫مضـي قـدر (صـا ِة) ركعتـي (العيـ ِد) وهـو طلـوع الشـمس يـوم النحـر ومضـي‬ ‫قـدر خطبتيـن خفيفتيـن ويسـتمر (إلـى ُغـرو ِب الشـم ِس مـن آخـ ِر أيَّـا ِم التشـري ِق)‬ ‫الثلاثـة بعـد يـوم النحـر بحيـث لـو قطـع الحلقـوم والمـريء قبـل تمـام غـروب‬ ‫شـمس آخرهـا صحـت أضحيتـه فلـو ذبـح قبـل ذلـك أو بعـده لـم يقـع أضحيـة‬ ‫لخبـر الصحيحيـن « َأ َّو ُل َمـا َن ْبـ َد ُأ بِـ ِه فِـي َي ْو ِم َنـا َهـ َذا ُن َص ِّلـي ُثـ َّم َن ْر ِجـ ُع َفنَ ْن َحـ ُر‬ ‫َمـ ْن َف َعـ َل َذلِـ َك َف َقـ ْد َأ َصـا َب ُسـ َّن َت َنا َو َمـ ْن َذ َبـ َح َق ْبـ ُل َفإِ َّن َمـا ُهـ َو َل ْحـ ٌم َق َّد َمـ ُه ِلَ ْهلِـ ِه‬ ‫َل ْيـ َس ِمـ َن ال ّنُ ُسـ ِك فِـي َشـ ْي ٍء» وخبـر ابـن حبـان «فِـي ُك ِّل َأيَّـا ِم ال َّت ْشـ ِري ِق َذ ْبـ ٌح»‬ ‫والأفضــل تأخيرهــا إلــى مضــي ذلــك مــن ارتفــاع شــمس يــوم النحــر كرمــح‬ ‫خروجـا مـن الخـاف ومـن نـذر أضحيـة معينـة أو فـي ذمتـه كل َّلـه علـ َّي أضحيـة‬ ‫ثـم عيـن المنـذورة لزمـه ذبحـه فـي الوقـت المذكـور فـإن تلفـت المعينـة فـي‬ ‫الثانيـة ولـو بـا تقصيـر بقـي الأصـل عليـه أو تلفـت فـي الأولـى بـا تقصيـر فـا‬ ‫شـيء عليـه وإن تلفـت بتقصيـر لزمـه الأكثـر مـن مثلهـا يـوم النحـر وقيمتهـا يـوم‬ ‫التلـف ليشـتري بهـا كريمـة أو مثليـن للمتلفـة فأكثـر فـإن أتلفهـا أجنبـي لزمـه‬ ‫دفـع قيمتهـا للنـاذر يشـتري بهـا مثلهـا فـإن لـم يجـد فدونهـا‪.‬‬ ‫‪272‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫كمـا تجـوز لـه إعارتهـا أمـا الواجبـة فيجـب التصـدق بجلدها كمـا فـي المجموع‬ ‫والقـرن مثـل الجلـد فيمـا ذكـر ولـه جـز صـوف عليهـا إن تـرك إلـى الذبـح ضـر‬ ‫بهـا للضـرورة وإلا فـا يجـزه إن كانـت واجبـة لانتفـاع الحيـوان بـه فـي دفـع‬ ‫الأذى وانتفـاع المسـاكين بـه عنـد الذبـح وكالصـوف فيمـا ذكـر الشـعر والوبـر‬ ‫وولـد الأضحيـة الواجبـة يذبـح حتمـا كأمـه ويجـوز لـه كمـا فـي المنهـاج أكلـه‬ ‫وقياسـا علـى اللبـن وهـذا هـو المعتمـد وقيـل لا يجـوز كمـا لا يجـوز لـه الأكل‬ ‫مـن أمـه ولـه شـرب فاضـل لبنهـا عـن ولدهـا مـع الكراهـة كمـا قالـه المـاوردي‪.‬‬ ‫ ‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫معاني المفردات‬ ‫ما ُع ِّر َض و ُح َّد َد من الحديد كح ِّد ال َّس ْي ِف وال ِّسكين‪،‬‬ ‫ال َّش ْف َر ُة‬ ‫وإزميل الإسكاف‪.‬‬ ‫ال َج ْب َرا َنا ُت‬ ‫الجبران أي التكميل ‪ ،‬ومنه دم التمتع وال ِق َران في الحج‬ ‫ال َج َّزار‬ ‫دم جبرأن لا دم جزاء‪.‬‬ ‫ال َو َب ُر‬ ‫الس َّفاح‪َ ،‬م ْن يروقه سفك ال ِّدماء‪.‬‬ ‫ُصو ُف ال ِإبل والأَرانب‪.‬‬ ‫‪275‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪275‬‬

‫باِلهأا‪ْ ،‬ضولحايِيِةبايل ُعمن ِم ُذ َنوارلةِأ‪،‬ضويأح َي ُك ِة ُ‪.‬ل‪...‬م‪...‬ن‪..‬ا‪..‬ل‪.‬أ‪....‬ض‪.‬حي ِة‬ ‫يأك ُل ِم َن‬ ‫َ‬ ‫المتط ِّو ِع‬ ‫ول‬ ‫حكم الأكل من الأضحية‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫ (و َل يـأك ُل ِمـ َن الأ ْضحيِـ ِة المنـ ُذور ِة) والهـدي المنـذور كـدم الجبرانـات‬ ‫فــي الحــج شــيئا أي يحــرم عليــه ذلــك فــإن أكل مــن ذلــك شــيئا غرمــه‬ ‫(ويـأ ُك ُل مـن الأضحيـ ِة المتطـ ِّو ِع بِهـا) أي ينـدب لـه ذلـك قيا ًسـا علـى هـدي‬ ‫التطــوع الثابــت بقولــه تعالــى‪:‬ﱡﭐ ﲖﲗﲘﲙﲚ ﱠ(‪)1‬‬ ‫أي الشديد الفقر‪.‬‬ ‫ وفـي البيهقـي أنـه ‪ ‬كان يـأكل مـن كبـد أضحيتـه وإنمـا لـم يجـب الأكل‬ ‫منهـا كمـا قيل به لظاهـر الآية لقولـه تعالـى‪:‬ﱡﭐ ﲖﲗﲘﲙﲚﲛ ﱠ(‪)2‬‬ ‫فجعلها لنا وما جعل للإنسان فهو مخير بين أكله وتركه‪ .‬قاله في ال ُمه َّذب‪.‬‬ ‫حكم البيع من الأضحية والانتفاع بها‬ ‫ (ولا يبيـ ُع ِمـ َن الأضح َيـ ِة) شـيئا ولـو جلدهـا أي يحـرم عليه ذلـك ولا يصح‬ ‫سـواء أكانـت منـذورة أم لا ولـه أن ينتفـع بجلـد أضحيـة التطـوع كمـا يجـوز لـه‬ ‫الانتفـاع بهـا كأن يجعلـه دلـوا أو نعـا أو خفـا والتصـدق بـه أفضـل‪ ،‬ولا يجـوز‬ ‫بيعـه ولا إجارتـه لأنهـا بيـع المنافـع‪ ،‬لخبـر الحاكـم وصححـه « َمـ ْن َبـا َع ِج ْلـ َد‬ ‫ُأ ْض ِح َّيتِـ ِه َفـ َا ُأ ْض ِح َّيـ َة َلـ ُه» ولا يجـوز إعطـاؤه أجـرة للجـزار ويجـوز لـه إعارتـه‬ ‫(‪ )1‬سورة الحج الآية‪.28 :‬‬ ‫(‪ )2‬سورة الحج الآية‪.36 :‬‬ ‫‪274‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في الأضحية‬ ‫كيفية التصرف في الأضحية وما يشترط فيها عند الذبح‬ ‫ الأفضـل التصـدق بكلهـا لأنـه أقـرب للتقـوى وأبعـد عـن حـظ النفـس إلا‬ ‫لقمـة أو لقمتيـن أو لقمـا يتبـرك بأكلهـا عمـا بظاهـر القـرآن والاتبـاع وللخـروج‬ ‫مـن خـاف مـن أوجـب الأكل ويسـن أن يجمـع بيـن الأكل والتصـدق والإهـداء‬ ‫وأن يجعـل ذلـك أثلاثـا وإذا أكل البعـض وتصـدق بالبعـض فلـه ثـواب التضحيـة‬ ‫بالـكل والتصـدق بالبعـض‪.‬‬ ‫ ويشــترط النيــة للتضحيــة عنــد ذبــح الأضحيــة أو قبلــه عنــد تعييــن مــا‬ ‫يضحـي بـه كالنيـة فـي الـزكاة لا فيمـا عيـن لهـا بنـذر فـا يشـترط لـه نيـة وإن‬ ‫وكل بذبـح كفـت نيتـه ولا حاجـة لنيـة الوكيـل ولـه تفويضهـا لمسـلم مميـز ولا‬ ‫تضحيـة لأحـد عـن آخـر بغيـر إذنـه ولـو كان ميتـا كسـائر العبـادات بخـاف مـا‬ ‫إذا أذنــت لــه كالــزكاة‪.‬‬ ‫***‬ ‫‪277‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪277‬‬

‫ويُطع ُم ال ُفق َرا َء َوالمساكِي َن‪.‬‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫ (و ُيطعـ ُم ال ُفقـ َرا َء َوالمسـاكِي َن) مـن المسـلمين علـى سـبيل التصـدق مـن‬ ‫أضحيـة التطـوع بعضهـا وجوبـا ولـو جـزءا يسـيرا مـن لحمهـا بحيـث ينطلـق‬ ‫عليـه الاسـم ويكفـي الصـرف لواحـد مـن الفقـراء أو المسـاكين وإن كانـت عبارة‬ ‫المصنـف تقتضـي خـاف ذلـك بخـاف سـهم الصنـف الواحـد مـن الـزكاة لا‬ ‫يجـوز صرفـه لأقـل مـن ثلاثـة لأنـه يجـوز هنـا الاقتصـار علـى جـزء يسـير لا‬ ‫يمكـن صرفـه لأكثـر مـن واحـد‪.‬‬ ‫ما يشترط في اللحم‬ ‫ ويشـترط فـي اللحـم أن يكـون نيئـا ليتصـرف فيـه مـن يأخـذه بمـا شـاء‬ ‫مـن بيـع وغيـره كمـا فـي الكفـارات فـا يكفـي جعلـه طعامـا ودعـاء الفقـراء‬ ‫إليـه لأن حقهـم فـي تملكـه لا تمليكهـم لـه مطبوخـا لا تمليكهـم غيـر اللحـم‬ ‫مـن جلـد وكـرش وطحـال ونحوهـا ولا الهديـة عـن التصـدق ولا القـدر التافـه‬ ‫مــن اللحــم‪ .‬ولــو تصــدق بقــدر الواجــب وأكل ولدهــا كلــه جــاز‪.‬‬ ‫‪276‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ملخص الدرس (فصل في الأضحية)‬ ‫لغ ًة‪ :‬مشتقة من الضحوة وسميت بأول زمان فعلها وهو الضحى‪.‬‬ ‫تعريفها‪:‬‬ ‫وشـر ًعا‪ :‬هـي مـا يذبـح مـن النعـم تقربـا إلـى ال َّلـه تعالـى مـن يوم‬ ‫العيـد إلـى آخر أيـام التشـريق‪.‬‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫سـنة مؤكـدة فـي حقنـا علـى الكفايـة إن تعـدد أهـل البيـت‪.‬‬ ‫حكمها‪:‬‬ ‫فـإذا فعلهـا واحـد مـن أهـل البيـت كفـى عـن الجميـع وإلا‬ ‫دليلها‪:‬‬ ‫فسـنة عيـن‪.‬‬ ‫قال تعالى‪ :‬ﱡﭐ ﱺﱻﱼﱠ‬ ‫يشترط في المضحي‪:‬‬ ‫‪ 1‬المسلم ‪ 2‬البالغ ‪ 3‬العاقل ‪ 4‬المستطيع‬ ‫ يجزئ في الأضحية من النعم من حيث السن‪:‬‬ ‫‪ 1‬الجذع من الضأن وهو ما استكمل سنة وطعن في الثانية‪.‬‬ ‫وهو ما استكمل سنتين وطعن في الثالثة‪.‬‬ ‫‪ 2‬الثني من المعز‬ ‫‪ 3‬الثني من البقر الإنسي وهو ما استكمل سنتين وطعن في الثالثة‪.‬‬ ‫وهــو مــا اســتكمل خمــس ســنين وطعــن فــي‬ ‫‪ 4‬الثني من الإبل‬ ‫السادســة‪.‬‬ ‫‪279‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪279‬‬

‫ملخص‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫الدرس‬ ‫‪278‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫أسئلة على فصل الأضحية‬ ‫س ‪ :1‬أكمل العبارات الآتية‪:‬‬ ‫ولابـد أن تكـون فاضلة‬ ‫والمخاطـب بهـا‬ ‫أ حكـم الأضحيـة‬ ‫ ‬ ‫عن ‪.‬‬ ‫ب شرط التضحية لقوله تعالى ولأن التضحية ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ج تجزئ البدنة عن لما رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ ‬ ‫س ‪ :2‬ب ِّين ما يجزئ في الضحايا فيما يأتي‪:‬‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫أ المخلوقة بلا ُأذن‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ ب فاقدة الضرع والألية‪.‬‬ ‫ج مقطوعة بعض الأذن‪.‬‬ ‫ ‬ ‫د َمن ُقطِ َع شيء يسير من أليتها‪.‬‬ ‫ ‬ ‫س ‪ :3‬ما وقت ذبح الأضحية؟ وما الذي يستحب عند الذبح؟‬ ‫س ‪ :4‬ومـا حكـم الأكل مـن الأضحيـة؟ ومـا القـدر الواجـب فـي التصـدق مـن‬ ‫الأضحيـة؟ ومـا حكـم البيـع مـن الأضحيـة؟‬ ‫***‬ ‫‪281‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪281‬‬

‫وقت ذبح مـن طلـوع الشـمس يـوم النحـر ومضـي قـدر خطبتيـن خفيفتين‬ ‫الأضحية ويسـتمر إلـى ُغـرو ِب الشـم ِس من آخـ ِر أيَّـا ِم التشـري ِق‪.‬‬ ‫أفضل أنواع التضحية‪:‬‬ ‫‪32‬‬ ‫‪1‬‬ ‫النظــر للحــم النظـر للـون فالبيضـاء أفضـل ثم‬ ‫النظـر لإقامة شـعارها‬ ‫بدنــة ثــم بقــرة ثــم‬ ‫فلحــم الضــأن الصفـراء ثم العفـراء ثـم الحمراء‬ ‫الضــأن ثــم المعــز‪.‬‬ ‫ثـم البلقـاء ثم السـوداء‪.‬‬ ‫خير هــا ‪.‬‬ ‫يستحب عند الذبح تسعة أشياء‪:‬‬ ‫التسمية بأن يقول بسم الصلاة والسلام على استقبال التكبير‬ ‫فصل في الأضحية‬ ‫‪ 1‬ال َّله‪ .‬ولا يجوز أن يقول ‪ 2‬سيدنا رسول ال َّله ‪ 3 ‬القبله ‪ 4‬ثلاثا بعد‬ ‫باسم ال َّله واسم محمد‪ .‬تبر ًّكا بهما‪.‬‬ ‫بالذبيحة‪ .‬التسمية‪.‬‬ ‫إمرارها وتحامل‬ ‫تحديد الشفرة‬ ‫الدعاء بالقبول‪ :‬بأن‬ ‫‪ 7‬ذهابها وإيابها‪.‬‬ ‫‪ 6‬في غير مقابلتها‪.‬‬ ‫‪ 5‬يَوقإِ َلوْيلَ‪:‬كا َفل َتَّل َقُهَّب َّْمل َِهمنَِّذاي ِم‪.‬نْ َك‬ ‫اضجاعهـا علـى شـقها الأيسـر وشـد‬ ‫‪ 8‬قوائمهـاالثـاثغيـرالرجـلاليمنـى‪ 9 .‬عقل الإبل‪.‬‬ ‫‪ 1‬الأفضل التصدق بكلها‪.‬‬ ‫كيفية التصرف‬ ‫في الأضحية‪:‬‬ ‫يسـن أن يجمـع بيـن الأكل والتصدق‬ ‫‪2‬‬ ‫والإهـداء وأن يجعـل ذلـك أثلاثا‪.‬‬ ‫‪280‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في العقيقة‬ ‫فصل في‬ ‫العقيقة‬ ‫وال َع ِقيق ُة ُمستح َّب ٌة‪ ،‬وهي‪ :‬ال َّذبيح ُة عن ال َمولو ِد‬ ‫يو َم سابِ ِع ِه ‪................................‬‬ ‫فصل في العقيقة‬ ‫حكمها والدليل عليها‬ ‫ وهي سنة مؤكدة‪ ،‬للأخبار الواردة في ذلك منها خبر‬ ‫«ال ُغ َل ُم ُم ْر َت َه ٌن بِ َع ِقي َقتِ ِه ُي ْذ َب ُح َعنْ ُه َي ْو َم ال َّسابِ ِع َو ُي ْح َل ُق َر ْأ ُس ُه َو ُي َس َّمى»‬ ‫ومنها أنه ‪َ « ‬أ َم َر بِ َت ْس ِم َي ِة ا ْل َم ْو ُلو ِد َي ْو َم َسابِ ِع ِه َو َو ْض ِع الأَ َذى َعنْ ُه َوال َع ِّق»‬ ‫رواهمــا الترمــذي‪ ،‬ومعنــى مرتهــن بعقيقتــه قيــل لا ينمــو نمــو مثلــه‪ ،‬وقيــل‪:‬‬ ‫إذا لم يعق عنه لم يشفع لوالديه يوم القيامة‪.‬‬ ‫‪283‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪283‬‬

‫فصل في‬ ‫العقيقة‬ ‫‪282‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في العقيقة‬ ‫ما يسن في تسمية المولود‬ ‫ ويسـن أن يسـمى فـي السـابع كمـا فـي الحديـث المـار‪ ،‬ولا بـأس بتسـميته‬ ‫قبــل ذلــك‪ .‬وذكــر النــووي فــي أذكاره أن الســنة تســميته يــوم الســابع أو يــوم‬ ‫الـولادة واسـتدل لـكل منهمـا بأخبـار صحيحـة وحمـل البخـاري أخبـار يـوم‬ ‫الـولادة علـى مـن لـم ُيـ ِرد العـق‪ ،‬وأخبـار يـوم السـابع علـى مـن أراده قـال ابـن‬ ‫حجـر شـارحه‪ :‬وهـو جمـع لطيـف لـم أره لغيـره‪ ،‬ويسـن أن يحسـن اسـمه لخبـر‬ ‫«إِ َّن ُك ْم ُت ْد َع ْو َن َي ْو َم ا ْل ِق َيا َم ِة بِ َأ ْس َمائِ ُك ْم َو َأ ْس َما ِء آ َبائِ ُك ْم‪َ ،‬ف َح ِّس ُنوا َأ ْس َما َء ُك ْم»(‪)1‬‬ ‫وأفضل الأسماء عبد ال َّله وعبد الرحمن لخبر مسلم‬ ‫« َأ َح ُّب ا ْلَ ْس َما ِء إِ َلى ال َّل ِه َع ْب ُد ال َّل ِه َو َع ْب ُد ال َّر ْح َم ِن»‬ ‫وتكــره الأســماء القبيحــة كشــهاب وشــيطان وحمــار ومــا يتطيــر بنفيــه عــادة‬ ‫كبركــة ونجيــح ولا تكــره التســمية بأســماء الملائكــة والأنبيــاء روي عــن ابــن‬ ‫عبـاس أنـه قـال‪:‬‬ ‫«إِ َذا َكا َن َيـ ْو ُم ال ِق َيا َمـ ِة َأ ْخـ َر َج ال َّلـ ُه َأ ْهـ َل ال َّت ْو ِحيـ ِد ِمـ َن ال َّنـا ِر َو َأ َّو ُل َمـ ْن َي ْخـ ُر ُج َمـ ْن‬ ‫َوا َفـ َق ا ْسـ ُم ُه ا ْسـ َم َنبِـ ٍّي»‬ ‫وعنــه أنــه قــال‪« :‬إِ َذا َكا َن َيــ ْو ُم ال ِق َيا َمــ ِة َنــا َدى ُمنَــا ٍد‪َ :‬أ َل َل َي ُقــ ْم َمــ ِن ا ْســ ُم ُه ُم َح َّمــ ٍد‬ ‫َف ْل َي ْد ُخــ ِل ال َج َنّــ َة َك َرا َمــ ًة لِ َنبِ ِّيــ ِه ُم َح َّمــ ٍد ‪»‬‬ ‫(‪ )1‬سنن أبي داود‪.‬‬ ‫‪285‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪285‬‬

‫تعريفها‬ ‫(وال َع ِقيق ُة ُمستح َّب ٌة وهي)‬ ‫لغة‪ :‬اسم للشعر الذي على رأس المولود حين ولادته‪.‬‬ ‫ و شر ًعا‪( :‬ال َّذبيح ُة عن ال َمولو ِد) عند حلق شعر رأسه‪ ،‬تسمية ‬ ‫للشيء باسم سببه‪.‬‬ ‫ ‬ ‫ويدخل وقتها‪ :‬بانفصـال جميـع الولـد ولا تسـتحب قبلـه‪ ،‬بـل تكـون شـاة لحـم‬ ‫فصل في العقيقة‬ ‫ويسـن ذبحهـا (يـو َم سـابِ ِع ِه) أي سـابع يـوم ولادتـه ويحسـب يـوم الـولادة مـن‬ ‫السـبعة كمـا فـي المجمـوع بخـاف الختـان فإنـه لا يحسـب منهـا كمـا صححـه‬ ‫فـي الزوائـد لأن المرعـي هنـا المبـادرة إلـى فعـل القربـة والمرعـي هنـاك التأخير‬ ‫لزيـادة القـوة ليحتملـه ويسـن أن يقـول الذابـح بعـد التسـمية ال َّلهـم هـذا منـك‬ ‫وإليـك عقيقـة فـان‪ ،‬لخبـر ورد فيـه رواه البيهقـي بإسـناد حسـن‪ ،‬ويكـره ل ّطـخ‬ ‫رأس المولـود بدمهـا لأنـه مـن فعـل الجاهليـة وإنمـا لـم يحـرم للخبـر الصحيـح‬ ‫كمـا فـي المجمـوع أنـه ‪ ‬قـال‪َ « :‬مـ َع ال ُغـ َا ِم َع ِقي َقـ ٌة َف َأ ْه ِر ُقـوا َع َل ْيـ ِه د ًمـا َو َأ ِمي ُطـوا‬ ‫َعنْـ ُه ا ْلَ َذى» بـل قـال الحسـن وقتـادة إنـه يسـتحب ذلـك ثـم يغسـل لهـذا الخبـر‪،‬‬ ‫ويسـن لطـخ رأسـه بالزعفـران والخلـوق كمـا صححـه فـي المجمـوع‪.‬‬ ‫‪284‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫فصل في العقيقة‬ ‫َويُذبَ ُح عويُن اطلعُغ ُلم االِمفقشاراتاَء ِنو‪،‬الومعسان اكلي َجنا‪.‬ري ِة شا ٌة‪،‬‬ ‫ما يذبح عن الغلام والجارية‬ ‫ ( َو ُيذ َبـ ُح) علـى البنـاء للمفعـول حـذف فاعلـه للعلـم بـه وهـو مـن تلزمـه‬ ‫نفقتـه كمـا قالـه فـي الروضـة (عـن ال ُغـا ِم شـاتا ِن) متسـاويتان (وعـن الجاريـ ِة‬ ‫شـا ٌة) لخبـر عائشـة ‪َ « ‬أ َم َر َنـا َر ُسـو ُل ال َّلـ ِه‪َ ‬أ ْن َن ُعـ َّق َعـ ِن ا ْل ُغـ َا ِم بِ َشـا َت ْي ِن َو َعـ ِن‬ ‫ا ْل َجا ِر َيـ ِة بِ َش ـا ٍة»(‪ )1‬ويت ـأدى أص ـل الس ـنة ع ـن الغ ـام بش ـاة «لأن ـه ‪َ ‬عـ َّق َعـ ِن‬ ‫ا ْل َح َسـ ِن َوا ْل ُح َسـ ْي ِن َك ْب ًشـا َك ْب ًشـا»(‪)2‬وكالشـاة سـبع بدنـة أو بقـرة أمـا مـن مـال‬ ‫المولـود فـا يجـوز للولـي أن يعـق عنـه مـن ذلـك لأن العقيقـة تبـرع وهـو ممتنع‬ ‫مـن مـال المولـود‪.‬‬ ‫ لـو كان الولـي عاجـ ًزا عـن العقيقـة حيـن الـولادة ثـم أيسـر قبـل تمـام‬ ‫السـابع اسـتحب فـي حقـه وإن أيسـر بهـا بعـد السـابع وبعـد بقيـة مـدة النفـاس‬ ‫أي أكثـره كمـا قالـه بعضهـم لـم يؤمـر بهـا وفيمـا إذا أيسـر بهـا بعـد السـابع فـي‬ ‫مــدة النفــاس تــردد للأصحــاب ومقتضــى كلام الأنــوار ترجيــح مخاطبتــه بهــا‬ ‫وهــو الظاهــر‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أخرجه ابن ماجه‪.‬‬ ‫(‪ )2‬أخرجه أبو داود‪.‬‬ ‫‪287‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪287‬‬

‫ويحــرم تلقيــب الشــخص بمــا يكــره وإن كان فيــه كالأعمــش ويجــوز‬ ‫ذكــره بقصــد التعريــف لمــن لا يعــرف إلا بــه والألقــاب الحســنة لا ينهــى‬ ‫عنهــا ومــا زالــت الألقــاب الحســنة فــي الجاهليــة والإســام‪ ،‬ويســن أن‬ ‫يكنــى أهــل الفضــل مــن الرجــال والنســاء‪ ،‬ويحــرم التكنــي بأبــي القاســم‬ ‫ولا يكنــى فاســق ولا مبتــدع لأن الكنيــة للتكرمــة‪ ،‬وليســوا مــن أهلهــا إلا‬ ‫لخــوف فتنــة مــن ذكــره باســمه‪ ،‬أو تعريــف كمــا قيــل بــه فــي قولــه تعالــى‪:‬‬ ‫ﱡﭐ ﱸﱹﱺﱻ ﱠ(‪ )1‬واســمه عبــد العــزى ويســن فــي ســابع ولادة المولــود‬ ‫أن يحلـق رأسـه كلـه ويكـون ذلـك بعـد ذبـح العقيقـة وأن يتصـدق بزنـة الشـعر‬ ‫ذه ًبـا فـإن لـم يتيسـر كمـا فـي الروضـة ففضـة‪.‬‬ ‫معاني المفردات‬ ‫ل َّوثه وو َّسخه‪ ،‬غ ّيره وأفسد لو َنه‪.‬‬ ‫َل َّط َخ‬ ‫فصل في العقيقة‬ ‫ال ُخ ُلوق‬ ‫طيب مركب من الزعفران ومواد أخرى‪.‬‬ ‫َت ْل ِقيب‬ ‫مصدر َل َّق َب أي جعل له اس ًما ُيس َّمى به غير اس ِمه الحقيق ّي‪.‬‬ ‫ال َّت َكنِّي‬ ‫ال ُكنْ َي ُة على ثلاثة أوجه‪:‬‬ ‫‪َ -1‬أن ُي ْكنَى عن الشيء الذي ُيستفحش ذكره‪.‬‬ ‫‪َ -2‬أن ُي ْكنى الرجل باسم توقي ًرا وتعظي ًما‪.‬‬ ‫‪َ - 3‬أن تقوم ال ُكنْية َمقام الاسم فيعرف صاحبها بها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬سورة المسد الآية‪.1 :‬‬ ‫‪286‬‬ ‫الصف الثالث الثانوي‬

‫ ويسـن لـكل أحـد مـن النـاس أن يدهـن غ ًبـا بكسـر الغيـن أي وق ًتـا بعـد‬ ‫وقـت بحيـث يجـف الأول وأن يكتحـل وتـ ًرا لـكل عيـن ثلاثـة وأن يحلـق العانـة‬ ‫ويقلـم الظفـر وينتـف الإبـط وأن يغسـل البراجـم ولـو فـي غيـر الوضـوء وهـي‬ ‫عقــد الأصابــع ومفاصلهــا وأن يســرح اللحيــة لخبــر أبــي داود بإســناد حســن‬ ‫« َمـ ْن َكا َن َلـ ُه َشـ ْع ٌر َف ْل ُي ْك ِر ْمـ ُه» ويكـره القـزع وهـو حلـق بعـض الـرأس وأمـا حلـق‬ ‫جميعهـا فـا بـأس بـه لمـن أراد التنظـف ولا بتركـه لمـن أراد أن يدهنـه ويرجلـه‬ ‫ولا يســن حلقــه إلا فـي النســك أو فـي حـق الكافــر إذا أســلم أو فـي المولـود‬ ‫إذا أريـد أن يتصـدق بزنـة شـعره ذهبـا أو فضـة كمـا مـر وأمـا المـرأة فيكـره لهـا‬ ‫حلـق رأسـها إلا لضـرورة‪.‬‬ ‫فصل في العقيقة‬ ‫‪289‬‬ ‫المختار من الإقناع‬ ‫‪289‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook