سجيل تيڠݢي اݢام مليسيا لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهر الشريف ٢٠١٩ 2019
RUKUN NEGARA Bahawasanya Negara Kita Malaysia mendukung cita-cita hendak; Mencapai perpaduan yang lebih erat dalam kalangan seluruh masyarakatnya; Memelihara satu cara hidup demokrasi; Mencipta satu masyarakat yang adil di mana kemakmuran negara akan dapat dinikmati bersama secara adil dan saksama; Menjamin satu cara yang liberal terhadap tradisi-tradisi kebudayaannya yang kaya dan pelbagai corak; Membina satu masyarakat progresif yang akan menggunakan sains dan teknologi moden; MAKA KAMI, rakyat Malaysia, berikrar akan menumpukan seluruh tenaga dan usaha kami untuk mencapai cita-cita tersebut berdasarkan prinsip-prinsip yang berikut: KEPERCAYAAN KEPADA TUHAN KESETIAAN KEPADA RAJA DAN NEGARA KELUHURAN PERLEMBAGAAN KEDAULATAN UNDANG-UNDANG KESOPANAN DAN KESUSILAAN (Sumber: Jabatan Penerangan, Kementerian Komunikasi dan Multimedia Malaysia)
مق ّدمة الحمد لله رب العالمين ،وال ّصلاة وال ّسلام على سيد الخلق أجمعين ،سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد فهذه مقدمة لكتاب علم المنطق المقررعلى ال ّصف الأول ال ّثانوي بالأزهر ال ّشريف ،وقد ُكتب هذا الكتاب تلبية للمنهج المقرر والمفردات التي يحتاج إليها طالب المرحلة ال ّثانوية. ولا شك إن علم المنطق في غاية الأهمية لطالب العلم ،ذلك لأن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه بالعقل وكلفه بال ّتكاليف ال ّشرعية ،قال تعالى: (الأحزاب)٧٢ : فال ّذي خلق الإنسان وكلفه بال ّتنزيل على خاتم الأنبياء والمرسلين ،خلق فيه العقل وبه يتم ال ّتكليف ،واذا كان ميزان ال ّشرع هو الكتاب وال ّسنّة ،فإن ميزان العقل هو المنطق ،لأنه يعصم ال ّذهن عن الخطأ في الفكر ،كما أن علم النحو يعصم ال ّلسان عن الخطأ في الكلام. وهذا الكتاب مزج وتيسير لكتابي شرح الم ّلوي على ال ّسلم وتبسيط المختار من شرح ال ّسلم لل ّشيخ محمد علي علام ،وقد وضعنا نصب أعيينا عند معالجتنا للمسائل المنطقية التي اشتمل عليها هذا ال ّتيسير أمرين: الأ ّول :عرض المعلومات بطريقة ُم َي َّسرة ،وأسلوب سهل قدر الإمكان حتى يتناسب مع طلاب المرحلة الثانوية. ال ّثاني :الاقتصارعلى المباحث المنطقية الرئيسة ،والبعد عن التقسيمات وال ّتفريعات ال ّتي أوردها المناطقة في ال ّتصورات وال ّتصديقات وذلك أملا في أن يصل أكبر قدر ممكن من المعلومات إلى ال ّطلاب في صورة سهلة مُ َح َّب َب ٍة ،نرجو الله عز وجل أن ينفع بها ال ّطلاب ،ومنه سبحانه وتعالى ال ّتوفيق والسداد. لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهر ال ّشريف ج
ڤڠهرݢاءن No. Siri Buku: 0206 ڨنربيتن بوكو تيکس اين مليبتكن كرجاسام باۑق ڨيهق. KPM2019 ISBN 978-967-2212-40-9 سكالوڠ ڨڠهرڬاءن دان تريما كاسيه دتوجوكن كڨد سموا بوكو اين تيسير شرح الملوي على السلم في المنطق للصف ال�أول ڨيهق يڠ ترليبت: الثانوي اياله تربيتن سمولا يڠ صح درڤد تيسير شرح الملوي على • جاوتنكواس ڨنمبهباءيقن ڨروف موک سورت، السلم في المنطق للصف ال�أول الثانوي اوليه لجنة �إعداد وتطوير المناهج بال�أزهر الشريف يڠ دتربيتكن اوليه ال�أزهر الشريف قطاع بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڨنديديقن، المعاهد ال�أزهرية دان ڤيهق ال�أزهر الشريف يڠ ممبنركن سچارا وقف كمنترين ڨنديديقن مليسيا. اونتوق توجوان ڤنديديقن دمليسيا. • جاوتنكواس ڨۑيمقن نسخه سديا كاميرا، © ٢٠١٧-٢٠١٦م اوليه ال�أزهر الشريف بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڨنديديقن، چيتقن ڤرتام 2019 كمنترين ڨنديديقن مليسيا. © كمنترين ڤنديديقن مليسيا حق چيڤتا ترڤليهارا .مان 2باهن دالم بوكو اين تيدق دبنركن دتربيتكن • ڨڬاواي ٢بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڨنديديقن سمولا ،دسيمڤن دالم چارا يڠ بوليه دڤرڬوناكن لاڬي ،اتاوڤون دان لمباݢ ڤڤريقساءن مليسيا، دڤيندهكن دالم سبارڠ بنتوق اتاو چارا ،باءيق دڠن ايليكترونيک، كمنترين ڨنديديقن مليسيا. ميكانيک ،ڤڠڬمبرن سمولا ماهوڤون دڠن چارا ڤراقمن تنڤا كبنرن ترلبيه دهولو درڤد كتوا ڤڠاره ڤلاجرن مليسيا ،كمنترين ڤنديديقن • ڤانل 2كاولن موتو دالمن ارس ميݢ. مليسيا .ڤرونديڠن ترتعلوق كڤد ڤركيراءن رويلتي اتاو هونوراريوم. دتربيتكن اونتوق كمنترين ڤنديديقن مليسيا اوليه: ارس ميݢ (م) سنديرين برحد ()W-164242 ،20 & 18جالن داماي ،2 تامن ديسا داماي ،سوڠاي مراب، 43000كاجڠ ،سلاڠور دار ال إ�حسان. تيليفون03-8925 8975 : فکس03-8925 8985 : اي-ميل[email protected] : لامن ويبwww.arasmega.com : موک تاءيڤ تيکس :لوتوس لينوتيڤ ساءيز موک تاءيڤ ١٨ :ڤوءين ڤنچيتق: اتتين ڤريسس سندرين برحد، ،8جالن ڤرايندوسترين ،4 PP تامن ڤرايندوسترين ڤوترا ڤرماي ،بندر ڤوترا ڤرماي، ٤٣٣٠٠سري كمبڠن ،سلاڠور.
الأهداف بعد الانتهاء من دراسة موضوعات الكتاب يتوقع من ال ّطالب أن: 1 .يتع ّرف على نشأة علم المنطق. 2 .يع ّرف علم المنطق لغ ًة واصطلاح ًا . 3 .يتع ّرف على مدى أهمية المنطق وفائدته. 4 .يسرد أقوال أهل العلم في حكم الاشتغال بالمنطق. 5 .يم ّيز بين التصور وال ّتصديق. 6 .يتع ّرف على الدلالة وأنواعها . 7 .يع ّرف شرح المصطلحات المنطقية ،كالمفرد والمركب والكلي والجزئي. 8 .يقارن بين الكليات الخمس. 9 .يع ّرف الشروط التي يجب توفرها في التعريف. ه
فهرس الموضوعات مقدمة ...................................................................................ج الأهداف ................................................................................ه نشأة علم المنطق .........................................................................و مبادئ علم المنطق 1...................................................................... أنواع العلم الحادث5..................................................................... تقسيم العلم إلى ضروري ونظري 7..................................................... الدلالة 11. ............................................................................... أقسامها 12............................................................................. أقسام الدلالة اللفظية الوضعية 14...................................................... مباحث الألفاظ 19..................................................................... أقسام المفرد باعتبار معناه 20......................................................... تقسيم الكلي إلى ذاتي وعرضي 22................................................... الكليات الخمسة25...................................................................... -1الجنس26.......................................................................... -2الفصل 27.......................................................................... -3النوع28............................................................................ -4الخاصة 29......................................................................... -5العرض العام30.................................................................... نسبة الألفاظ والمعاني بعضها لبعض 30................................................ تقسيم اللفظ إلى خبر وإنشاء 33...................................................... الكل والكلية والجزء والجزئية 34...................................................... السؤال بما -وأي 36................................................................... المع ّرفات37............................................................................. شروط التعريف 40..................................................................... د
مبادئ علم المنطق1 قال صاحب ال ُّس َّلم: - ٩وبعــ ُد :فالمنطـــ ُق لل َجنَـــا ِن * نِ ْسب ُتـــ ُه كالنَّــــ ْح ِو ل ِّلســــا ِن َ - 10ف َي ْع ِص ُم الأفكا َر عن غ ِّي ال َخطا * وعن دقي ِق ال َف ْه ِم يكش ُف ال ِغطا تعريف علم المنطق هو قانون َت ْع ِص ُم مراعاته ال ّذه َن عن الخطأ في الفكر. ومعنى القانون :القواعد الكلية ،ومعنى تعصم :أي تحفظ مراعاته العقل عن الخطأ في الفكر -أي النظر -وهو ترتيب المعلومات التصو ِّرية والتصديقية للوصول بها إلى مجهول تصوري أو تصديقي. صاحب ال ُّس َّلم هو الإمام العلامة في المنقول والمعقول :.. عبد الرحمن بن محمد الأخضري المغربي ،المعروف بالإمام الأخضري ،من أعلام القرن العاشر الهجري حيث ولد عام ٩18ه -وتوفي ٩83ه ،كان مالكي المذهب ،وأرجوزته هذه في المنطق تسمى ((ال ّسلم المنورق في فن المنطق)) ،حظيت بشروح كثيرة قدي ًما وحديثا ،ولقيت القبول في أوساط العلماء وبخاصة في الأزهر ال ّشريف .وله تصانيف أخرى. 1
نشأة علم المنطق في القرن الخامس قبل الميلاد ظهر في أثينا جماع ٌة ُيس ّمون (بال ّسوفسطائيين) ،ذهبوا إلى استحالة وجود مقياس ثابت للحق ،ويعنون بذلك أ َّن الحقيقة لا ثبات لها ،فأحدثوا أث ًرا س ِّيـ ًئا في (ميزان) بلاد اليونان. فظهر في هذا الوقت سقراط ،وأخذ يعلم تلاميذه عن طريق الحوار والمناقشة والإقناع أن حقائق الأشياء ثابتة ،فللخير حقيقة ثابتة وللشر حقيقة ثابتة .وسار على دربه تلميذه أفلاطون، ثم جاء من بعدهما أرسطو فوضع القواعد التي تمكن الفكر من الوصول إلى الحقائق -وهي قواعد علم المنطق -وهذب مباحثه ،ورتب مسائله فسمى المعلم الأول . وفي العصر العباسي الأول -عصر الترجمة -عرف العرب المنطق ضمن العلوم التي قاموا بترجمتها. ومن أشهر من اشتغل به :الفارابي(ت 339 .ه) وابن سينا (ت 4٢8 .ه) -الإمام أبو حامد الغزالي (ت 505 .ه) والإمام الرازي (ت 606 .ه) وغيرهم .وكان لهم إسهام معروف وبخاصة الفارابي ا ّلذي لقب بالمعلم ال ّثاني. و
حكم الاشتغال بالمنطق قال صاحب ال ُّس َّلم: - 15وال ُخل ُف في َجوا ِز الاشـتغا ِل * بــه عــلى ثلاثـ ِة أقـوا ٍل - 16فاب ُن ال َّصلاح والنَّواوي َح َّرما * وقال قو ٌم ينبغي أن ُي ْع َلما - 17وال َق ْول ُة المشـهور ُة ال ّصحيحه * َجـوا ُزه لكا ِمـ ِل القريحـه ُ - 18م َمـا ِر ِس ال ُّســـنَّ ِة وال ِكتــا ِ ب * ل َي ْه َتـدي بـه إلى ال ّصوا ِب اختلف العلماء في حكم الاشتغال بعلم المنطق على ثلاثة أقوال: القول الأ ّول: ال ّتحريم ،وهو قول ابن الصلاح والنّووي؛ لأن المنطق -في نظرهما -مدخل إلى الفلسفة التي هي مادة الحيرة وال ّضلال ،ومدخل ال ّشر شر. القول ال ّثاني: الجواز ،وهو قول الإمام الغزالي حيث قال( :من لا يعرف المنطق ،فلا ثقة بعلمه). القول ال ّثالث: ال ّتفصيل وهو ال ّصحيح -فيجوز الاشتغال بالمنطق لقو ِّي الفطنة ،المشتغل بالكتاب وال ّسنة المميز بين ال ّصحيح والفاسد من الأقوال ،ويحرم على غيره. 3
موضوعه المعلومات التصورية والتصديقية من حيث إنها تو ِّصل إلى المجهول ال ّتصوري وال ّتصديقي؛ لأ ّن المنطق ُي ْب َح ُث فيه عن هذين الأمرين ،كقولنا إنسان ،وقولنا حمزة ناجح ،فالأ ّول يسمى تصو ًرا ،وال ّثاني يسمى تصدي ًقا. فائدته 1عصمة ال ّذهن من الخطأ في الفكر ،فكما أ َّن النّحو يعصم ال ّلسان عن الخطأ في القول ،فكذلك المنطق يعصم ال ّذهن عن الخطأ في ترتيب معلوماته. 2ال َّر ُّد على المخالفين والمجادلين من خصوم الإسلام ،الذين يتلاعبون بالألفاظ والمصطلحات إيها ًما لغير المتخصصين. ُ 3تر ِّبي دراسة المنطق في الإنسان ملكة النقد وال ّتقدير ووزن الأمور وز ًنا صحي ًحا ، كما ُتر ِّبي فيه القدرة على النّظر إلى الأشياء نظرة شاملة متكاملة ،م َّما يساعد على انتظام المجتمع واستقراره. اسمه اسمه علم المنطق ،وسمي بذلك؛ لأنه ُي َق ّوي الإدراك ،ويعصمه عن الخطأ في الفكر. ويسمى أيضا :معيار العلوم ،وعلم الاستدلال ،وميزان العلوم ،وقانون الفكر ،ولا ريب أن كثرة الأسماء تدل على شرف المس َّمى بها . 2
أنواع العلم الحادث2 قال صاحب ال ُّس َّلم: - 19إدرا ُك ُمفـ َر ٍد َت َصـ ُّو ًرا ُع ِل ْم * َو َد ْر ُك نِ ْســ َب ٍة بتصدي ٍق ُو ِســ ْم - 20و َقـ ِّد ْم الأو َل عنـد الوضع * لأنــــه ُم َقــــ َّد ٌم بال َّطبــــ ِع ا - 2والنظر ُّي ما احتا َج للتأم ِل * وعك ُس ُه هو الضرور ُّي الجلي - 22ومـا بـه إلى تصـو ٍر ُو ِص ْل * يدعى بقو ٍل شـــار ٍح فلتبته ْل - 23ومـا لتصديـ ٍق بـه ُت َو ِّصلا * بحجـــ ٍة ُيعر ُف عنـــد ال ُعقلا ال ّشرح :يشمل 1معنى العلم الحادث ،وتقسيمه إلى تصور وتصديق. 2معنى ال ّتصور. 3معنى ال ّتصديق. تقسيم العلم إلى ضروري ونظري. ال ُمو ِّصل إلى التصور وإلى التصديق. 5
فضله من أشرف العلوم ،لأنه أعمها نف ًعا. نسبته إلى غيره التباين (الاختلاف). واضعه أرسطو. استمداده من العقل. المع ِّرفات وأنواعها ،والقضايا وأحكامها. مسائله *** الأسئلة 1لماذا اهتم العرب بترجمة المنطق؟ وفي أي عصر كانت ترجمته؟ اذكر أسماء ثلاثة من العلماء الذين اهتموا بالترجمة والتأليف لعلم المنطق؟ 3ع ّرف علم المنطق ،وبين موضوعه ،وثمرته ،وواضعه؟ ب ّين أقوال العلماء في حكم الاشتغال بعلم المنطق؟ 4
ال ّتصديق عند الإمام الفخرالرازي :هوعبارة عن إدراك المحكوم عليه ،وإدراك المحكوم به ،وإدراك النّسبة الكلامية ،وإدراك أن النّسبة واقعة أو ليست بواقعة، مثل :محمد شاعر ،فهو عبارة عن الإدراكات الأربع ،وكل إدراك منها جزء منه فال ّتصديق عند الرازي مركب ،وعند الحكماء بسيط. ٤تقسيم العلم إلى ضروري ونظري: ال ّشرح :ينقسم العلم الذي هو تصور أو تصديق ،إلى ضروري ونظري ،فتكون الأقسام أربعة: 1-تصور ضروري 2-تصور نظري 3-تصديق ضروري 4-تصديق نظري وإليك تعريف كل ال ّتصور النّظري هو ما يحتاج في تصوره إلى التأمل يعني إلى الفكر والنظر ،فالفرد أي ال ّشخص منا يحتاج في معرفته لمفهوم -معنى إنسان إلى أمور معلومة يتوصل بها إلى هذا المفهوم الذي كان مجهولاً لديه ،وهذه الأمور هي حقيقته التي هي (حيوان ناطق) فإذا كانا معلومين لنا توصلنا بهما إلى تصور الإنسان. ويقابله ال ّتصور ال ّضروري: 7
١العلم عند المناطقة: هو مطلق الإدراك ،وقيد العلم بالحادث :حتى يخرج علم الله تعالى؛ لأنه منزه عن الا ّتصاف بال ّتصور أو التصديق؛ لأ ّنه قديم .والعلم قسمان :تصور وتصديق. ٢معنى ال ّتصور: (إدراك مفرد) ،وهو حصول صورة ال ّشيء في ال ّذهن من غير حكم عليه بإثبا ٍت أو نفي .ومعنى ذلك :أن أي إدراك لا حكم فيه يكون تصو ًرا ،فمثل( :عبد الله) تصور؛ لأنه لا حكم فيه ،وكذلك (عالم الأزهر) ،وهكذا محمد وفرس. أما التصديق فقبل الكلام على معناه نقدم بيا ًنا على ضوء القضية الآتية ،وهي: محمد عالم فهذه القضية تشتمل على :المحكوم عليه ،وهو محمد ،والمحكوم به ،وهو عالم ،ونسبة كلامية وهي نسبة العلم لمحمد .وهناك أمر رابع وهو وقوع هذه النسبة أو عدم وقوعها .بعد ما ذكر نبين معنى التصديق. ٣معنى ال ّتصديق عند الحكماء: هو الحكم ،وهو إدراك أن النسبة واقعة أو ليست بواقعة ،ولكن بشرط إدراك المحكوم عليه وهو محمد في المثال السابق ،والمحكوم به ،وهو عالم ،وإدراك النسبة الكلامية ،وهي نسبة العلم لمحمد ،فال ّتصديق عند الحكماء بسيط؛ لأنه عبارة عن إدراك أن النسبة واقعة أو ليست بواقعة ،أما إدراك المحكوم عليه والمحكوم به، والنسبة الكلامية فهي شروط ال ّتصديق لا أجزاء له. 6
5ثم الأمور المعلومة التي توصلنا إلى تصور مجهول تسمى :قو ًل شار ًحا ،كما تسمى :تعري ًفا ومعرفا ،فإذا أردنا تصور الفرس ،فعلينا أن نفكر في أمور معلومة هي حقيقته وهي حيوان صاهل -حيوان جنس ،صاهل فصل ،وهذه الأمور المعلومة التي هي حيوان صاهل ،يطلق عليها قو ًل شار ًحا وتعري ًفا. ثم اعلم أن الأمور المعلومة التي توصلنا إلى معرفة مجهول تصديقي تسمى ( ُح َّجة) فمث ًل إذا قلنا( :المؤمن محبوب) فنجد أن هذا الحكم وهو إثبات الحب للمؤمن ،يحتاج إلى ترتيب قضايا معلومة تؤلف على هيئة مخصوصة توصلنا إلى معرفة هذا المجهول ،وهو إثبات الحب للمؤمن ،فنقول مثلا :المؤمن صادق ،وكل صادق محبوب ،إذن المؤمن محبوب .هذه القضايا التي توصلنا بها إلى إثبات الحب للمؤمن تسمى بالحجة. قال المصنف: والنّظر ُّي ما احتاج لل ّتأم ِل * وعك ُسه هو ال ّضرور ُّي ال َج ِلي ومـا بـه إلى تصـور ُو ِص ْل * ُي ْد َعى بقو ٍل شـــار ٍح فلتبته ْل ومـا لتصديـ ِق بـه ُت ُو ِّصلا * بحجــ ٍة ُيعرف عنـــد العقلا 9
ال ّتصور ال ّضروري وهو ما لا يحتاج في تصوره إلى فكر ونظر ،مثل :تصور الحرارة أو البرودة بمجرد اللمس. ال ّتصديق ال ّنظري هو ما يتوقف الحكم فيه على فكر ونظر ،فمثلا الحكم بحدوث العالم يحتاج إلى قضايا معلومة تؤلف على هيئة مخصوصة نتوصل بها إلى معرفة هذا المجهول ال ّتصديقي .فنقول مثلا :العالم متغير ،وكل متغي ٍر حادث ينتج العالم حادث. ال ّتصديق ال ّضروري هو الذي لا يحتاج الحكم فيه إلى فكر ونظر ،وذلك مثل قولنا :الولد أصغر من أبيه، والكل أكبر من الجزء. وقد قدم الشارح الكلام عن التصور النظري والتصديق النظري على الكلام عن ال ّتصور البديهي والتصديق البديهي ،تب ًعا للنظم. 8
3ال ّدلالة تعريف ال ّدلالة ال ّدلالة في ال ّلغة: مصدرسماعي ،وتطلق على الهداية والإرشاد ،يقال َد َّله على الشي إذا هداه إليه. واصطلاحا: تطلق بالاشتراك على معنيين: الأ ّول: كون ال ّشيء بحالة بحيث يلزم من العلم به العلم بشيء آخر ،والمراد من الشيء الأَ َّول ال ّدا ُّل ،ومن ال ّثاني المدلول ،أي كون ال ّدا ِّل بحيث يمكن أن ُيفهم منه المعنى سواء ُف ِه َم بالفعل أو لم ُي ْفهم. ال ّثاني: َف ْه ُم أم ٍر من أم ٍر ،أي َف ْه ُم مدلو ٍل من دا ٍّل ،أي َف ْه ُم المعنى من ال ّدا ِّل بالفعل سواء أكان ال ّدا ُّل لفظ ًا أم غيره. ومن ذلك يمكنك معرفة الفرق بين ال ّتعريفين؛ فقد لاحظت أن ال ّتعريف الأ ّول لا ُيشترط فيه المعنى من ال ّدا ِّل بالفعل ،بخلاف ال ّثاني فلا ُب َّد فيه من الفهم بالفعل، فال ّتعريف ال ّثاني أخ ُّص من الأ ّول. 11
الأسئلة 1ب ّين معنى ال ّتصور مع ال ّتمثيل. 2م ّثل لما يأتي :تصور ضروري ،ونظري ،تصديق ضروري ونظري. 3م ّثل لل ّتصديق مبينا معناه عند الحكماء وعند الرازي. بماذا نسمي الأمور المعلومة التي توصلنا إلى مجهول تصوري أو تصديقي؟ ب ّين ذلك مع ال ّتمثيل. 10
٤وغير ال ّلفظية العقلية كدلالة أثر القدم في ال َّرمل (مث ًل) على المؤ ِّثر ،وهو الما ّر فيه ،ودلالة تغير العالم على حدوثه. ٥وغير ال ّلفظية ال ّطبيعية كدلالة صفرة الوجه على الخوف ،وحمرته على الحياء. ٦وغير ال ّلفظية الوضعية كدلالة إشارة المرور في الشارع على السير أو عدمه ،وكدلالة ال َع َل ِم المصري على جمهورية مصر العربية ،والإشارة بالرأس إلى أسفل على معنى (نعم)، وإلى أعلى على معنى (لا). والمقصود بالبحث عند المناطقة من هذه الأقسام كلها إنما هو ال ّدلالة ال ّلفظية الوضعية. 13
أقسامها تنقسم ال ّدلالة إلى لفظية وغير لفظية. ال ّلفظية :هي ال ّتي تستفاد من لفظ مخصوص. وغير ال ّلفظية :هي ما ليس كذلك. وكل منهما ثلاثة أقسام: عقلية ،وطبيعية أي تكوينية ،ووضعية. فتكون الأقسام إذن ستة ،هي: ١ال ّلفظية العقلية كدلالة صوت داخل الحجرة على وجود إنسان ،وصوت المؤذن على حياته. ٢وال ّلفظية الطبيعية كدلالة التأ ُّوه على الألم ،ودلالة (أه ًل وسه ًل) على الترحيب بالقادم. ٣وال ّلفظية الوضعية كدلالة الأسد على الحيوان المفترس ،ودلالة الإنسان على الحيوان الناطق. 12
دلالة ال َّت َضمن هي دلالة ال ّلفظ على جزء المعنى الموضوع له ،كدلالة المعهد على أحد فصوله، وال ّشجرة على غصن منها ،والمثلث على أحد أضلاعه ،والحيوان على الإنسان، ا ّلذي هو جزء منه. ومعنى تضمن :أن المعنى قد تضمن جزأ ُه ا ّلذي دل عليه. دلالة الالتزام هي دلالة ال ّلفظ على أمر خارج عنه لازم لمعناه ذهنًا ،كدلالة الأربعة على ال ّزوجية، والجسم على أخذ قدر من الفراغ وهو ال ّتح ُّيز ،والنّار على الحرارة. ومعنى التزامية :أن المعنى قد استلزم ذلك الأمر الخارج عنه. 15
أقسام ال ّدلالة ال ّلفظية الوضعية قال صاحب السلم: َ - 24دلاَل ُة اللف ِظ َع َلى ما وا َف َق ْه * َي ْد ُعـونها دلاَل َة ال ُمط َابقــ ْه َ - 25و ُج ْز ِئـ ِه َت َض ّمنًـا ،ومـا َل ِز ْم * َفه َو التزا ٌم ،أن بِ َع ْقـ ٍل ا ُلتز ْم ال ّدلالة ال ّلفظية الوضعية هي: كون اللفظ بحالة وصفة بحيث إذا ُأطلق ُف ِهم منه معناه للعلم بوضعه. وتنقسم إلى ثلاثة أقسام: مطابقية ،وتضمنية ،والتزامية. ووجه الحصر في هذه القسمة :أن ال ّلفظ إن َد َّل على تمام المعنى ا ّلذي ُو ِض َع له، فهي المطابقية أو التطابقية ،وإن د َّل على جزء المعنى الموضوع له فهي التضمنية، وإن َد َّلعلىأمرخارجعنمعناهلازمله،فهيالالتزامية،فأقسامهاثلاثةبحسبالعقل. ال ّدلاله المطابقية هي دلالة اللفظ على تمام المعنى ا ّلذي وضع له من حيث إنه تمام معناه ،كدلالة الإنسان على الحيوان النّاطق ،ودلالة المثلث على ال ّسطح المستوي المحاط بثلاثة خطوط متقاطعة ،ودلالة الفرس على الحيوان ال ّصاهل ،ودلالة الأسد على الحيوان المفترس. ومعنى مطابقة( :موافقة) ال ّلفظ والمعنى ،أي تمام المعنى. 14
أقسام ال ّلزوم ينقسم ال ّلزوم باعتبار المحل ا ّلذي يقع فيه إلى ثلاثة أقسام: • •لزوم في ال ّذهن ،وهو الذي لا يتحقق إلا في ال ّذهن ،كلزوم البصر للعمى ،ولزوم الحركة لل ّسكون. • •لزوم في الخارج ،كلزوم ال ّسواد للغراب والبياض لل ّثلج ،فإ َّنه في الخارج فقط، ويجوز في ال ّذهن وجود غراب أبيض في الخارج ،وثلج أحمر مث ًل. • •لزوم في ال ّذهن والخارج ،كلزوم ال ّزوجية للأربعة ،وال ّشجاعة للأسد. وينقسم ال ّلزوم باعتبار الوضوح والخفاء إلى قسمين: لازم غير َب ِّين :وهو الذي يحتاج في إثبات لزومه لغيره إلى دليل ،كلزوم الحدوث للعالم. لازم َب ِّين :وهو الذي لا يحتاج في إثبات لزومه لغيره إلى دليل ،كلزوم المكر لل ّثعلب، وال ّشجاعة للأسد. وينقسم ال ّلزم الب ِّين إلى :لازم ب ِّين بالمعنى الأعم ،ولازم ب ِّين بالمعنى الأخص. فال ّلزم ال َب ِّين بالمعنى الأعم: هو الذي يظهر اللزوم فيه بجلاء بعد تصور ال ّطرفين (الملزوم ،ال ّلزم) ،كلزوم قابلية العلم ،وصنعة الكتابة للإنسان ،فإنك متى تصورت ال ّطرفين ،يجزم عقلك بال ّلزوم بينهما. وال ّلزم ال َب ِّين بالمعنى الأخص: هو ما كان أكثر وضو ًحا ،بحيث يكفي في ال ّتصديق باللزوم فيه تصور الملزوم وحده ،كلزوم الشجاعة للأسد ،والحرارة للنار ،فإننا إذا تصورنا معنى الأسد وجدنا ال ّشجاعة لازمة لمعناه ،وحكم العقل بال ّتلازم بينهما ،وكذلك النّار والحرارة. 17
ال ّدلالة غير لفظية لفظية وضعية طبيعية عقلية طبيعية وضعية عقلية كدلالة كدلالة كدلالة كدلالة لفظ كدلالة كدلالة إشارة حمرة الأثر على الأسد على لفظ (آه) كلام المرور في الوجه على المؤثر الحيوان على التألم ال ّشخص ال ّشارع في الخجل المفترس على أنه ال ّسير أو حي عدمه التزامية تضمنية مطابقية دلالة ال ّلفظ على دلالة ال ّلفظ على دلالة ال ّلفظ على شيء خارج عن تمام ما ُوضع له معناه لكنَّه ملازم له جزء معناه كدلالة البيت على كدلالة لفظ ال ّثلاثة كدلالة البيت على ال ّسقف والجدار على الفردية الجدار فقط وباقي الأجزاء أو دلالة الأصبع على طرفه 16
مباحث الألفاظ قال صاحب ال ُّس َّلم: ُ - 26م ْس َت ْع َم ُل الألفا ِظ حي ُث يوجـ ُد * إ َّمــا ُم َر َّكــ ٌب وإمــا ُم ْف َر ُد - 27فــأ َّو ٌل مـــا د َّل جــــزؤه على * جز ِء معنـاه بعكــ ِس ما َتلا - 28وهو على قسمين أعني ال ُم ْف َر َدا * كل ٌّي أو جزئي حيث ُو ِج َدا - 29ف ُم ْف ِهـــ ُم اشـــترا ٍك الــكل ُّي * كأسـد وعك ُســه ال ُجزئـ ُّي - 30وأ َّو ًل للــذا ِت إن فيهـا اندر ْج * فان ُس ْبه أو لعار ٍض إذا َخ َر ْج ال ّشرح ال ّلفظ المستعمل باعتبار دلالته التركيبية ،والإفرادية ينقسم إلى مركب ومفرد. المركب: هو ال ّلفظ ا ّلذي د ّل جزؤه على جزء معناه دلالة مقصودة ،مثل :المجتهد ناجح، فجزء هذه القضية وهو المجتهد يدل على المحكوم عليه ،والجزء الثاني يدل على المحكوم به. شرح ال ّتعريف فال ّلفظ جنس يشمل جميع الألفاظ( ،ا ّلذي دل) يخرج ال ّلفظ الذي لا دلالة له ،وهو ال ّلفظ المهمل ،كديز مقلوب زيد ،ويلع مقلوب على (جزؤه) ،يخرج ال ّلفظ الذي لا جزء له ،مثل :كاف الخطاب ،وباء الجر(على جزء معناه) يخرج اللفظ الذي به أجزاء ولكن لا يدل جزؤه على جزء معناه ،مثل( :محمد) فالميم في محمد لا تدل على 19
صورة توضيحية لتقسيم اللازم عند المناطقة أو ًل :ال ّطريقة الأولى ال ّلزم لازم في ال ّذهن لازم في الخارج فقط لازم في ال ّذهن فقط والخارج كلزوم كلزوم البياض للثلج، كلزوم السكون الزوجية للأربعة، فإنهما لازمان ذهن ًيا فإنهما لازمان في للحركة ،فهما لازمان الخارج فقط ،أ َّما في في الذهن فقط مع وخارج ًيا الذهن فلا يلزم جواز تنافيهما في الخارج وجود ثلج غير أبيض ثان ًيا :ال ّطريقة الثانية ال ّلزم غير َب ِّين َب ِّين كلزوم الحدوث للعالم َب ِّين بالمعنى الأعم َب ِّين بالمعنى الأخص كلزوم قابلية العلم كلزوم ال ّزوجية للأربعة 18
قسم الأقدمون الكلي من حيث وجود أفراده إلى ثلاثة أقسام: 1ما لم يوجد منه شيء. 2ما وجد منه واحد فقط. 3وما وجد منه أفراد. ثم جاء ،المتأخرون وقسموا كل واحد من الثلاثة إلى قسمين هكذا: الأ ّول ( :أ ) ما لم يوجد منه شيء ويستحيل وجوده ،مثل :اجتماع النقيضين وشريك الباري. (ب) ما لم يوجد منه شيء ويمكن وجوده كجبل من الذهب والغول والعنقاء. ال ّثاني ( :أ ) ما وجد منه فرد ويستحيل وجود غيره كالإله سبحانه. (ب) ما وجد منه فرد ويمكن وجود غيره كال ّشمس. ال ّثالث ( :أ ) ما وجد منه أفراد متناهية كأسد. (ب) ما وجد منه أفراد غير متناهية كصفات الله تعالى الوجودية. الجزئي: عكس الكلي :وهو ما لا يفهم منه الاشتراك بمعنى أنه لا يصدق على كثيرين ،مثل: علي علما؛ لأنه يدل على ال ّذات المشخصة المسماة بهذا الاسم ،ولا يفهم من تكراراسم علي مثلا بالنسبة لأفراد كثيرة أنه كلي؛ لأنه مجرد اتفاق في الاسم ،ولكن لكل واحد منهم مشخصات ُت َع ِّينه ،و ُتحدد ذاته .ولا تتعداه إلى غيره فعلى محمد غير علي إبراهيم غير علي سيف النصر ،وهكذا بقية الأعلام ،فإنها وإن اشتركت في لفظ الاسم فإنها تختلف في المشخصات. 21
جزء معنى محمد ومثل :عبد الله عل ًما ،لأن دلالة هذا المركب لا يقصد بها دلالة كل جزء على معناه ،ولكن يقصد بهذا ال ّتركيب العلمي فكل جزء من هذا المركب يشبه العين في (علي) ،ومثل :عبد الله ،وزين العابدين علما ومثل هذه الأعلام المركبة خارجة بقيد – (دلالة مقصودة). المفرد :هو ال ّلفظ الذي لا يدل جزؤه على جزء معناه دلالة مقصودة ،مثل :محمد، عبدالرحمن .علما ،وشرح معنى المركب يغني عن البيان هنا. قال المصنف: ُم ْس َت ْع َم ُل الألفاظ حي ُث ُيو َج ُد * إمـا مركـ ٌب وإمـا مفـرد فـأ َّو ٌل مــا د َّل جــزؤه عــلى * جزء معناه بعكس ما تلا أقسام المفرد باعتبار معناه ينقسم المفرد باعتبارمعناه إلى كلي ،وجزئي ،ثم إليك شرح كل وتعريفه. الكلي ،والجزئي: الكلي: هو ما صدق على كثيرين كإنسان ،فإنه يصدق على كل فرد من أفراد الإنسان، فيصدق على محمد أنه إنسان ،وأحمد ،وعلى ...إلخ ،ومثلا :حيوان فإنه يصدق على كل فرد من أفراد الإنسان ،والخيل ،والبغال ...إلخ ،وهكذا كل كلي ،فإنه يقال على كثيرين. 20
ليس جز ًءا للماهية ،وإنما هو خارج عنها خاص بها؛ ولذلك يسمى خاصة ،أما إذا كان خارجا عن الماهية وليس خاصا بها بل عا ًما ،مثل( :ما ٍش) فيسمى عر ًضا عا ًّما. وعلى هذا ال ّتعريف يكون ال ّذاتي من الكلي هو :الجنس ،والفصل ،والعرضي هو الخاصة ،والعرض العام .أما النّوع فليس ذات ًّيا ولا عرض ًّيا إنما هو واسطة بين ال ّذاتي والعرضي هذا بالنّسبة لل ّتعريف الأ ّول. ال ّتعريف الثاني: ال ّذاتي: هو ما ليس خارجا عن الماهية ،وعلى سبيل ما سبق بيانه في المثال السابق وهو الإنسان حيوان ناطق ،نرى أن الإنسان وهو النوع ليس بخارج عن الماهية؛ لأنه تمام الماهية ،والجنس وهو حيوان ليس بخارج عن الماهية؛ لأنه جزء الماهية المشترك بينها وبين غيرها .والفصل وهو ناطق ليس بخارج عن الماهية وهو جزء الماهية المميز لها عما عداها .وعلى هذا التعريف يكون الذاتي شاملا للنوع والجنس والفصل. والعرضي: هو ما كان خار ًجا عن الماهية ،وهو يشمل الخاصة ،كالضاحك بالنسبة للإنسان، والعرض العام ،كالماشي بالنّسبة للإنسان. قال المصنف: وأ َّولاً للذات إ ْن فيها اندر ْج * َفا ْن ُس ْب ُه أو لعار ٍض إذا َخ َر ْج 23
* ك ِّل ٌّي أو جزئ ٌّي حي ُث ُو ِجدا قال المص ّنف: * كأســد وعك ُســه الجزئ ُّي وهو على قسمين اعنى ال ُم ْف َر َد ا ف ُم ْف ِهــ ُم اشــــترا ٍك الــك ِّل ُّ ي تقسيم الكلي إلى ذاتي ،وعرضي ال ّشرح: الكلي ينقسم إلى كلي ذاتي ،وكلي عرضي .وقد ذكر علماء المنطق لكل من ال ّذاتي، والعرضي ثلاثة تعريفات ،نكتفي بذكر اثنين منها. ال ّتعريف الأ ّول: وهو ما اختاره المصنّف ،وهو أن ال ّذاتي ما اندرج في الماهية وكان جز ًءا منها، والماهية لل ّشيء هي حقيقته ،فالإنسان مثلا ماهيته حيوان ناطق ،وحيوان جنس، وناطق فصل ،والإنسان نوع ،كما سنعرفه قري ًبا ،واذا نظرنا إلى المثال الإنسان حيوان ناطق ،نجد أن ماهية الإنسان هي (حيوان ناطق) وناطق جزء من ماهية الإنسان مندرج فيها فيكون ذاتيا وهو فصل ،أما النّوع وهو إنسان فهو تمام الماهية وليس جزءا منها. وعلى هذا ال ّتعريف يكون النّوع ذات ًّيا. والعرضي: ما كان خارجا عن الماهية ،فلو ع َّرفنا الإنسان بأنه حيوان ضاحك ،نجد أن (ضاحك) 22
الكليات الخمسة4 قال صاحب ال ُّس َّلم: - 31والكل َّيا ُت خمس ٌة دو َن انتقا ْص * جن ٌس و َف ْص ٌل َع َر ٌض نو ٌع وخا ْص - 32وأو ٌل ثلاثــة بـــلا شــــطط * جن ٌس قري ٌب أو بعــي ٌد أو َو َســ ْط إ ّن الكليات خمسة ،ووجه الحصر أن الكلي إ ّما أن يكون تمام الماهية ،أوجزء الماهية ،أوعرضا لها ،فإذا كان تمام الماهية ُس ِّم َي (نو ًعا) كالفرس فهو يساوي (حيوان صاهل) فيكون تمام الماهية نوعا ،وإن كان الكلي جزء الماهية المساوي ُس ِّم َي (فصلا) ،مثل :صاهل فهو جزء الماهية التي هي (حيوان صاهل) وهو مسا ٍو لها -أي في الما صدق -وإن كان جزء الماهية الأعم منها فهو (الجنس) ،مثل: حيوان ،فحيوان جزء من ماهية الفرس ،وهو أعم منها؛ لأن حيوان يشمل الحيوان ال ّصاهل والحيوان النّاطق ،وغير ذلك من الحيوانات .أما إذا كان الكلي عر ًضا للماهية خارجا عنها ،فإن كان عرضا للماهية خاصا بها كال ّضاحك بالنسبة للإنسان ُس ِّم َي (خاصة) وإن كان عر ًضا للماهية غير خاص بها بل يشملها وغيرها ،كالماشي بالنسبة للإنسان سمي (عر ًضا عاما) ،هذا هو وجه حصر الكليات في خمس .وهي الجنس والفصل والنّوع والخاصة والعرض العام ،وإليك بيان كل واحدة منها. 25
الأسئلة اذكر أقسام اللفظ من حيث دلالته ال ّتركيبية ،والإفرادية ،وعرف كل قسم مع ال ّتمثيل. 2ب ّين المفرد والمركب فيما يأتي :عل ّي ،عبد الله (علما) المؤدب محبوب ،زين العابدين (علما) ،المجتهد ناجح. 3ع ّرف ك ّلا من الكلي ،والجزئي مع ال ّتمثيل ثم عين الكلي والجزئي فيما يأتي: )7خالد. ه) محمد ا) إنسان )3جمل )2على )4ضاحك )6ما ٍش 4ع ّرف ال ّذاتي والعرضي بأحد ال ّتعريفين اللذين درستهما مبينا ما يشمله ال ّتعريف من الكليات الخمسة. 5ب ّين ال ّذاتي والعرضي فيما يأتي: إنسان ،ماش ،فرس ،منتصب القامة ،صاهل ،ضاحك. 24
أقسام الجنس الجنس القريب: ما لا جنس تحت ُه ،وفوقه أجناس ،مثل( :حيوان) فإن تحته أنواع ،مثل :إنسان ،فرس، جمل ،وفوقه أجناس ،مثل :جسم نا ٍم. الجنس البعيد : هو ما لا جنس فوقه وتحته أجناس ،وم َّثل له المناطقة بالجوهر بنا ًء على جنسيته، فليس فوقه جنس ،وتحته جسم نام ،حساس وهي أجناس. الجنس الوسيط: هو ما فوقه جنس وتحته جنس ،مثل :نا ٍم ففوقه جنس وهو الجسم المطلق ويشمل النّامي وغيره ،وتحته جنس وهو حيوان ونبات. قال المص ّنف: وأ ّو ٌل ثـلاث ٌة بــلا شــط ْط * جن ٌس قري ٌب أو بعي ٌد أو َو َس َط ٢الفصل الفصل :هو جزء الماهية الصادق عليها في جواب أ ّي شيء هو في ذاته. فقوله( :جزء الماهية) ،يخرج النوع؛ لأنه تمام الماهية والخاصة ،والعرض العام؛ لأنهما خارجان عن الماهية ((ال ّصادق عليها)) يخرج الجزء المادي ،كالسقف بالنّسبة للبيت ،فإن السقف لا يصدق على البيت ((وفي جواب أي شيء هو)) مخرج للجنس والنّوع؛ لأن الجنس والنّوع يقالان في جواب ما هو. مثال الفصل (صاهل) مث ًل فإذا سئل عن الفرس. أي شيء هو في ذاته .كان ال ّصاهل جوابا عنه. 27
١الجنس الجنس :هو كلي صادق على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو ،مثل: حيوان ،فهو يصدق على الإنسان والفرس والجمل ،ومثل :جسم ،فإنه يصدق على الجسم النّامي كالحيوان والنبات ،وغير النّامي كالحجر والحديد. فإذا سئل عن الإنسان ،والفرس ،والجمل ،بما هو؟ كان الجواب( :حيوان). واذا سئل عن الحيوان والنّبات والحجر والحديد بما هو؟ كان الجواب( :جس ًما) والمسئول عنه فيما سبق مختلف الحقيقة ،فحقيقة الإنسان غير حقيقة الفرس غير حقيقة الجمل وحقيقة الحيوان ،غير حقيقة النبات وحقيقة الحجر غير حقيقة الحديد ،ومن ذلك يتبين لنا أن الجنس كلي صادق على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو. شرح ال ّتعريف قوله(( :صادق على كثيرين مختلفين بالحقيقة)) يخرج النّوع كإنسان؛ لأنه صادق على كثيرين متفقين بالحقيقة. ((في جواب ما هو)) يخرج العرض العام ،فإنه لا يقال في الجواب أص ًل كما هو اصطلاح المناطقة ،كما يخرج الفصل ،والخاصة؛ لأنهما يقالان في جواب أي شيء هو. قال المص ّنف: والكليا ُت خمس ٌة دون انتقا ْص * جنس وفصل عرض ،نوع وخاص 26
العرض العام ،فإنه لا يقال في الجواب كما هو مصطلح المناطقة ،ويخرج الفصل فإنه يقال في جواب أي شيء هو في ذاته كما يخرج الخاصة لأنها في جواب أي شيء هو في عرضه. ال ّنوع الإضافي: هو ما صدق على كثيرين في جواب ما هو المندرج تحت جنس .والنسبة بين النوعين العموم والخصوص الوجهي يجتمعان في شيء وينفرد كل منهما في شيء آخر، فيجتمعان في إنسان ،حيث يصدق عليه أنه يقال في جواب ما هو على كثيرين متفقين بالحقيقة فيكون نوعا حقيقيا ،ويصدق عليه أنه يقال على كثيرين في جواب ما هو، ويندرج تحت جنس ،حيث إن إنسان يندرج تحت حيوان. وينفرد الإضافي في الجنس القريب ،مثل( :حيوان) والوسط مثل :جسم ،فكل من المثالين يصدق عليه أنه صادق على كثيرين في جواب ما هو ومندرج تحت جنس. فحيوان يندرج تحت (نام) وجسم يندرج تحت (جوهر) وينفرد النوع الحقيقي في النوع البسيط ومثلوا له (بالنّقطة) والنّقطة لا تندرج تحت جنس والإلزام تركيبها. 4الخاصة الخاصة :هي الك ّلي الخارج عن الماهية الخاص بها الواقع في جواب أي شيء هو في عرضه فقوله الخارج عن الماهية يخرج الجنس والنوع والفصل ،وقوله الخاص بها يخرج العرض العام .وهي قد تكون للجنس كالماشي للحيوان ،فالماشي خاص بالحيوان وقد تكون للنوع كالضاحك للإنسان ،ومن المثالين يتضح لنا أن كل خاصة لنوع ،خاصة لجنسه ،وخاصة الجنس وهي ماش لا تصلح خاصة لنوعه. وقد تكون الخاصة والعرض العام لازمة يمتنع في العقل انفكاكها كال ّزوجية للأربعة ،وقد تكون مفارقة يجوز في العقل انفكاكها كالكتابة بالفعل للإنسان. 29
أقسام الفصل الفصل قسمان قريب وبعيد: الفصل القريب: هو ما يم ِّيز الشيء عن جنسه القريب ،فجنس الإنسان القريب حيوان ،وهو يشمل الحيوان الناطق والصاهل ..إلخ ،فالفصل وهو ناطق يميز الإنسان عن الحيوان ال ّصاهل ،والناهق ويسمى بالفصل القريب. الفصل البعيد: هو ما يميز الشيء عن جنسه البعيد (أي غير القريب) فالجنس البعيد للانسان مثل: (نا ٍم) وهو يشمل الحساس ،كالحيوان ،وغير الحساس ،كالنّبات ،فلو قلنا الإنسان نا ٍم حساس نجد أن كلمة حساس ميزت الإنسان عن النّبات ،وهنا يبدو سؤال وهو هل كلمة حساس بالنّسبة للانسان فصل أو جنس؟ والجواب :أن كلمة حساس إذا وقعت في جواب ما هو كانت جنسا واذا وقعت في جواب أي شيء هو في ذاته كانت فصلا .وبيان ذلك إذا سألنا عن الإنسان ما هو فقيل (حساس) فإذا قلنا أي شيء هو في ذاته فقيل (ناطق) كان لفظ حساس جنس لأنه وقع في جواب ما هو. أما إذا سألنا عن الإنسان ما هو فقيل (نام) فإذا سألنا أي شيء هو في ذاته فقيل (حساس) كانت كلمة حساس فصلا بعيدا لأنه وقع في جواب أي شيء هو في ذاته. ٣ال ّنوع ينقسم النّوع إلى نوع حقيقي ونوع إضافي. النّوع الحقيقي: هو ما صدق على كثيرين متفقين بالحقيقة في جواب ما هو. فقوله( :ما صدق على كثيرين) يخرج الجزئي كمحمد و(متفقين في الحقيقة) يخرج الجنس؛ لأنه يقال على كثيرين مختلفين بالحقيقة .وفي (جواب ما هو) يخرج 28
• •ومشكك :وهو الذي لم َت َتسا َو أفراده في صدق ال ُك ِّلي عليها؛ وذلك بأن يكون المعنى المقصود من الكل في بعضها أولى من بعض ،أو أقدم ،أو أشد وأقوى. • •القسم ال ّثاني: ما يدل على أكثر من معنى ،وهو :ما ُو ِضع لمعان كثيرة مختلفة على السواء ،فهو المشترك اللفظي ،كعين ،وعكس الاشتراك الترادف وهو :أ ْن يتوافق اللفظان في المعنى كإنسان وبشر ،فإ َّنهما موضوعان للحيوان الناطق. وإ َّما أن يكون قد وضع في الأصل لمعنى ،ثم ُن ِقل منه إلى معنى آخر ،فهو المنقول، ككلمة ال ّصلاة ،وال ّصوم. وإ َّما َأ ْن يكون قد وضع في الأصل لل ّدلالة على شيء ،ثم استعمل بطريق المجاز لل ّدلالة على شيء آخر فهو المجازي ،مثل أسد؛ فإنه وضع للدلالة على الحيوان المفترس ،ثم ُن ِقل مجا ًزا إلى الرجل الشجاع. واذا نظرنا بين معنى ال ّلفظ الكلي إلى لفظ كلي آخر ،ومعنى لفظ آخر ،فإ ْن لم يصدق أحدهما على شيء مما يصدق عليه الآخر فهو التباين مثل :إنسان ،وحجر، وإلا فعموم وخصوص ُم ْط َلق مثل إنسان ،وحيوان أو وجهي مثل :إنسان وأبيض .أو مساوي مثل :إنسان وناطق. من خلال ما سبق يتحصل لنا أن النسب أربعة أقسام: 1نسبة بين معنى اللفظ ،وأفراده ،وهذا القسم يشمل (المتواطئ) و(المشكك). 2نسبة بين اللفظ ،ومعناه ،وهذا القسم هو (اللفظ المشترك). 3نسبة بين اللفظ ،ولفظ آخر ،وهذا القسم هو (المترادف). 4نسبةبينمعنىاللفظ،ومعنىلفظآخر،وهذاالقسمهو(ال ّتخالف)،ويصدقبصور ثلاثة ،التباين ،والعموم والخصوص المطلق ،والعموم والخصوص الوجهي. 31
5العرض العام العرض العام :هو الكلي الخارج عن الماهية الصادق عليها وعلى غيرها. ((فالكلي الخارج عن الماهية)) يخرج الجنس ،والنوع ،والفصل. ((الصادق عليها وعلى غيرها)) يخرج الخاصة ،ومثاله (ما ٍش) فإنه يصدق على الإنسان ،والجمل. نسبة الألفاظ والمعاني بعضها لبعض قال صاحب ال ُّس َّلم: َ - ٣٣ونِ ْســ َب ُة الألفـا ِظ للمعـان ي * خمســ ُة أقسـا ٍم بـلا ُنقصا ِن - 34توا ُطـ ٌؤ تشــاك ٌك تخا ُلـ ُف * والاشترا ُك عك ُســه التراد ُف - 35واللفــ ُظ إما طلـ ٌب أو خب ُر * وأ ّو ٌل ثـلاثـــ ٌة ســــتذكـ ُر - 36أم ٌر مع استعلا وعك ُسه ُد َعا * وفي ال ّتساوي فالتما ٌس وقعا ينقسم الاسم باعتبار معناه من حيث هو معناه إلى قسمين: • •القسم الأول: ما يد ّل على معنى واحد ،وهو :إما أن يدل على ذات واحدة فقط ،وهو الجزئي الحقيقي ،كمحمد ،والقاهرة ،ومكة ،واما أن يدل على أفراد كثيرة ،وهو ال ُك ِّلي، كإنسان ،وشجرة ،والكلي ينقسم إلى متواطئ :وهو الذي تتساوى جميع أفراده في صدق ال ُك ِّلي عليها ،واشتراكها فيه ،مثل إنسان ،ومثلث ،فإ َّن جميع أفراد هذه الكليات تتفق في صدق الحقيقة الكلية عليها ،وتطلق على كل منها بال ّتساوي. 30
٥التباين هو أ َّل يصدق أحد اللفظين الكليين على شيء مما يصدق عليه الآخر ،وذلك كالمربع ،والمثلث مث ًل ،فإ َّن معنى المربع سطح مست ٍو محدود بأربعة خطوط متساوية ،والمثلث سطح مست ٍو محدود بثلاثة خطوط متقاطعة :فأنت ترى أن المعنيين متغايران ،ومحال أ ْن يصدق أحدهما على شيء مما يتناوله الآخر. وبذلك تكون النسبة بين معنى المثلث ،والمربع (التباين). وكذلك القول في النسبة بين معنى (إنسان) ،ومعنى (فرس) ،و(جزيرة)، و(بحيرة) وهكذا يسمى هذا التباين كل ًّيا. ٦العموم والخصوص المطلق هو َأ ْن يجتمع المعنيان في مادة ،وينفرد الأَ َع ُّم منهما في مادة أخرى؛ كما في النسبة بين معنى الإنسان ،ومعنى الحيوان ،وينفرد الأَ َع ُّم منهما وهو الحيوان في الفرس، والجمل مث ًل. ٧العموم والخصوص الوجهي وضابطه :أ ْن يجتمعا في مادة ،وينفرد كل منهما في مادة أخرى؛ وذلك :كما في النسبة بين معنى الإنسان ،والأبيض. فإ َّنهما يجتمعان في الإنسان الأبيض ،وينفرد الإنسان في الأسود مث ًل ،كما ينفرد الأبيض في الثلج ،والقطن .ويسمى هذا التباين جزئ ًّيا. تقسيم اللفظ إلى خبر وإنشاء: ال ّلفظالمركب:إناحتملالصدقوالكذب ُي َس َّمى:خب ًرا.وانلميحتملُ ،ي َس َّمى:إنشا ًء. ومن الانشاء :الطلب مثل :ذاكر ،لا تهمل .فإن كان مع استعلاء ،فهو :أمر. وان كان مع خضوع ،فهو :دعاء .وان كان مع تساوي ،فهوالتماس .ولا يهتم المناطقة إلا بالخبر. 33
وبذلك تكون النسب المذكورة أربعة إجما ًل ،وسبعة تفصي ًل ،هي: ١ال ّتواطؤ هو أن يكون اللفظ ذا معنى واحد ،وله أفراد متساوية في ذلك المعنى .مثاله :إنسان، جمل ،فرس فإن جميع أفراد الإنسان ،والجمل ،والفرس ،متساوية في أصل المعنى ،فالنسبة بين معنى ال ّلفظ ،وتلك الأفراد المتساوية في أصل هذا المعنى تسمى (التواطؤ). ٢ال ّتشاكك هو أن يكون اللفظ له معنى واحد ،ولكن أفراده مختلفة؛ أي غير متساوية في ذلك المعنى .مثاله :البياض ،الضوء ،الوجود ،فإ َّن كل لفظ من هذه الألفاظ له معنى يندرج تحته أفراد متعددة ،ولكنها غير متساوية في المعنى. فالوجود مقول على الواجب ،والممكن ،ولكنه في الواجب أولى منه في الممكن .والوجود أي ًضا مقول على الواجب والممكن لكن حصوله في الواجب قبل حصوله في الممكن. والضوء يكون للشمس ،والمصباح ،ولكنَّه في ال ّشمس أشد وأقوى منه في المصباح .وكذا البياض فإ َّنه في الثلج أقوى وأشد منه في الحجر ،والجير. ٣الاشتراك هو اتحاد اللفظ ،وتعدد الوضع والمعنى .مثاله( :عين) فإ َّنها وضعت للباصرة، والبئر ،وال ّذهب بأوضاع مختلفة ،وكذلك (قرء) ل ّل ُّط ْهر ،والحيض. ٤الترادف عكس الاشتراك ،وهو تعدد اللفظ ،واتحاد المعنى مثاله :بر وقمح ،وأسد وغضنفر، وإنسان وبشر. 32
الأسئلة 1اذكر وجه انحصار الكليات في خمسة. 2ع ّرف الجنس .وبين أقسامه مع التمثيل. 3ع ّرف الفصل وبين أقسامه مع التمثيل. 4ب ّين الفرق بين العرض العام والخاصة مع التمثيل. 5اذكر الفرق بين النّوع الحقيقي ،والنوع الإضافي مع التمثيل. 6ب ّين نوع الكلي فيما يأتي :صاهل ،مثلث ،نبات ،جسم ،ضاحك ،ثم ضع كلمة (ماش) في مثالين بحيث تكون في الأ ّول عر ًضا عا ًّما وفي ال ّثاني خاصة. 7هات مثالا للكلية والجزئي والجزء. 35
الكل والكلية والجزء والجزئية كك ِّل ذاك ليس ذا وقو ِع قال صاحب ال ُّس َّلم: فإنــه كليــ ٌة قـد ُع ِلـما - 37ال ُك ُّل ُح ْك ُمنا على المجمو ِع * والجـزء معرفتـه جلي ْة َ - 38و َح ْي ُثــما لـك ِّل فــر ٍد ُح ِك َما * - 39والحك ُم للبع ِض هو الجزئي ْة * الكل: هو الحكم على المجموع من حيث هو مجموع ،وليس هو الحكم على الجميع مثل: كل أزهري يتحمل مسئولية الدعوة الإسلامية إلى العالم يريد مجموعهم لا جميعهم فقد يكون فيهم من لا يقدر عليها ،وقد درج علماء المنطق على مناقشة حديث ذي اليدين هل هو من باب الكل أو من باب الكلية .والحديث أن النبي صلى الرباعية ركعتين وس َّلم .فقال ذو اليدين :أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال كل ذلك لم يكن فقال ذو اليدين :بل بعض ذلك قد كان .الحديث وأنه من باب الكل الذي هو الحكم على المجموع ،والراجح أنه من باب الكلية لأن العبارة وهي (كل ذلك لم يكن) تفيد نفى كل من النسيان ،والقصر ،ولا تفيد نفي الجمع بين النسيان والقصر. الكلية: هي الحكم على جميع الأفراد ،مثل( :كل نفس ذائقة الموت) كل إنسان حيوان. الجزئية: هي الحكم على بعض الأفراد :مثل :بعض الحيوان صاهل. الجزء: هو ما تركب منه ومن غيره الكل ،مثل :السقف بالنسبة للبيت والخشب بالنسبة للباب. 34
المع ّرفات5 قال صاحب ال ُّس َّلم: َ - 40م َع ِّر ٌف على َث َل َثــ ٍة ُق ِســـ ْم * َح ٌد ،و َر ْسم ٌي ،و َل ْفظــ ٌّي ُع ِل ْم - 41فال َح ُّد بال ِجنْ ِس و َف ْص ٍل َو َقعا * وال َّر ْس ُم بال ِجنْ ِس وخا َص ٍة َم َعا - 42ونا ِق ُص الح ِّد بِ َف ْص ٍل ،أو معا * ِجنْ ٍس بعيــ ٍد لا قريــ ٍب َو َق َعا - 43ونا ِق ُص ال َر ْس ِم بخاص ٍة َف َق ْط * َأ ْو َم َع ِجـنْ ٍس أبعــ ٍد َقد ارتب ْط - 44وما بِ َل ْفظــ ٍّي لديهــ ْم ُش ِه َرا * َت ْبدي ُل لفــ ٍظ بردي ٍف َأ ْشــ َهرا المع ّرفات هي مقاصد ال ّتصورات ومبادئ ال ّتصورات هي الكليات الخمس ،ولما فرغ المصنف من مبادئ التصورات شرع في بيان مقاصدها وهي المعرفات. ال ّتعريف هو :مايلزم من تصوره تصور المعرف :أو امتيازه عن غيره. 37
ال ّسؤال بما -وأ ّي إذا كان ال ّسؤال (بما – وأي) من أبواب العلم فلابد أن تعرف أن المناطقة يسألون بما في مواضع وبأي في مواضع. لأن ال ّسائل إن كان يسأل عن حقيقة ال ّشيء فيسأل بما. وإن كان عالما بالحقيقة ولكن يريد أن يعلم ما يميزها عن غيرها من الأشياء فيسأل بأي. وال ّسؤال بـ(ما) يكون عن أربعة أشياء. 1واحد كلي :مثل :ما الإنسان؟ والجواب عنه يكون بالحد (حيوان ناطق). 2واحد جزئي :نحو ما محمد؟ والجواب عنه بالنّوع (إنسان). 3متعدد متماثل الحقيقة :مثل :ما محمد وعلى وفاطمة؟ والجواب بالنّوع (إنسان). 4متعدد مختلف الحقيقة :مثل :ما الإنسان .والغزال .والأسد؟ والجواب يكون ببيان الجنس. ال ّسؤال بـ(أي) يكون على ضربين. 1أن يراد السؤال عما يميز الشيء في ذاته .مثل :أي شيء يميز المعدن في ذاته؟ فتكون الإجابة بالفصل (بأنه يتمدد بالحرارة). 2أن يراد السؤال عن المميز للشيء في َع َر ِضه أي شيء ليس داخ ًلا في حقيقته، مثل :أي شيء يميز الصلاة عن بقية الفرائض؟ فيكون الجواب بالخاصة فنقول (استقبال القبلة). والخلاصة أن السؤال بـ(ما) عن الحقيقة وجوابه بالحد أو النوع أو الجنس. والسؤال بـ (أي) عن المميز وهو إما في الحقيقة فيكون الجواب بالفصل أو المميز شيء خارج عن الحقيقة فيكون بالخاصة. 36
ال ّرسم ال ّناقص: وهو ما كان بالخاصة فقط ،كتعريف الإنسان بأنه :ضاحك .أو كان ال ّتعريف بالخاصة والجنس البعيد ،كتعريف الإنسان بأنه( :جسم ضاحك). وبقي: 1ال ّتعريف بالعرض العام مع الفصل ،كتعريف الإنسان بأنه :الماشى النّاطق. 2وال ّتعريف بالفصل ،مع الخاصة ،كتعريف الإنسان بأنه :الناطق ال ّضاحك. 3وال ّتعريف بالعرض العام مع الخاصة ،كتعريف الإنسان بأنه :الماشي ال ّضاحك. هذه ال ّتعريفات المذكورة ذهب أكثر المناطقة إلى أن ال ّتعريف بالعرض العام مع الفصل أو بالفصل مع الخاصة من الحد النّاقص .أما ال ّتعريف بالعرض العام مع الخاصة فهو من قبيل الرسم النّاقص. ثالثا :ال ّتعريف ال ّلفظي كما هو المشهور عند المناطقة هو أن يكون: 1بتبديل اللفظ بمرادفه الأشهر ،كتعريف الليث (بالأسد). 2وكذلك ال ّتعريف بالمثال مثل :الاسم ،كمحمد. 3وال ّتعريف بالتقسيم ،مثل :الكلمة :اسم ،أو فعل ،أو حرف. والمحققون من المناطقة ألحقوا التعريف اللفظي بالرسم الناقص .وذلك لأن اتضاح اللفظ بمرادفه الأشهر .خاصة من خواصه وهو المثال الأ ّول أو المشابهة بين الشيء ومثاله كما في المثال الثاني ،والتقسيم خاصة من خواصه كما في المثال الثالث .لهذا ألحقت هذه ال ّتعريفات بالرسم الناقص. 39
المع ِّرف على ثلاثة أقسام :تعريف بالحد ،تعريف بالرسم ،تعريف لفظي ،وإليك بيان كل: أ ّولا :ال ّتعريف بالح ّد ويكون بذكر ذاتيات الشيء ال ُم َع َّرف ،وهو ينقسم إلى حد تام ،وحد ناقص. الح ّد ال ّتام: هو تعريف بالجنس القريب والفصل بشرط تقديم الجنس على الفصل ،مثل :تعريف الفرس بأنه حيوان صاهل ،وتعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق .فالتعريف وقع بالجنس القريب وهو الحيوان في المثالين ،والفصل هو صاهل في المثال الأول ،وناطق في المثال ال ّثاني ،والجنس في المثالين مقدم على الفصل ،وسمي ح ًّدا لأنه مانع من دخول غير المعرف فيه ،وتا ًّما لاشتماله على الذاتيات. الحد النّاقص: هوما كان بالفصل القريب فقط ،كتعريف الفرس بأنه (صاهل) أو بالجنس البعيد مع الفصل ،كتعريف الفرس بأنه (جسم صاهل). ثان ًيا :ال ّتعريف بالرسم ويكون بذكر عرضيات ال ّشيء المعرف :وهو :ينقسم إلى تام ،وناقص. ال ّرسم ال ّتام: هو ما كان بالجنس القريب ،والخاصة ،كتعريف الإنسان بأ ّنه حيوان ضاحك .وسمي رس ًما لأن الرسم هو الأثر ،وال ّتعريف يشتمل على الخاصة وهو أثرمن آثارحقيقة الإنسان .وسمي رس ًما تا ًما لأن ال ّتعريف اشثمل على الجنس القريب وقيد بأمر يخص المع َّرف .وهو (ضاحك). 38
2أن يكون التعريف ظاه ًرا بحيث لا يكون أخفى من المع َّرف ،ولا مساو ًّيا له فلو ع َّرفنا النار بأنها جسم كالنفس ،كان التعريف أخفى من المع ِّرف لأن النفس أخفى من النار ،وكذلك إذا كان التعريف مساو ًيا للمعرف في الخفاء وذلك كتعريف المتحرك بما ليس بساكن ،وعلى ذلك فالتعريف بالأخفى أو بالمساوي للمعرف في الخفاء لا يصح. 3ألا يكون ال ّتعريف بطريق المجاز الخالي عن القرينة ،مثل :تعريف التلميذ البليد بأنه :حيوان ناهق فهذا ال ّتعريف لا يصح .أما إذا وجدت قرينة مثل :تعريف البليد بأنه حيوان ناهق يقرأ ويكتب فإ ّن ال ّتعريف يصح. 4ألا يتوقف معرفة ال ّتعريف على معرفة المعرف ،كتعريف الشمس بأنها كوكب نهاري .والنهار هو الفترة من طلوع الشمس حتى غروبها .فالنهار يتوقف على معرفة ال ّشمس لأنها مأخوذة من تعريفه إذن فتعريف النهار يتوقف على معرفة ال ّشمس ،ومعرفة ال ّشمس متوقفة على معرفة النهار ،وهذا دور فلا يصح التعريف. 5إذا كان التعريف بلفظ مشترك فلا يصح ال ّتعريف إ ّل بأحد أمرين أن تكون هناك قرينة تعين أحد المعنيين ،أو يكون التعريف صادقا على المعنيين .فلو عرفنا ال ّشمس بأنها عين تضيء الكون وأيضا إذا صدق التعريف على المعنيين صح ال ّتعريف ،وذلك كتعريف القضية بأنها قول يحتمل الصدق والكذب لذاته ،فالقول في ال ّتعريف مشترك بين الملفوظ والمعقول .وك ّل منهما مراد في التعريف. 41
شروط التعريف قال صاحب ال ُّس َّلم: * ُمنْ َع ِك ًســا وظاهــ ًرا لا أبعـدا - 45وشر ُط كـ ٍّل أن ُيــ َرى ُم َّطــ ِر َدا * بــلا قرينــ ٍة بهــا ُت ُحـــ ِّر َزا - 46ولا ُم َســـاو ًيا ولا َت َجــــ ُّو َز ا * مشــتر ٍك مــن القرينـــة خلا - 47ولا بما ُيــدري بمحــدود ولا - 48وعندهــم من جملــة المردود * أن َتدخ َل الأحكا ُم في الحدود - 49ولا يجوز في الحدود ِذ ْك ُر (أو) * وجائ ٌز في الرس ِم فاد ِر ما َر َووا 1أن يكون التعريف مطر ًدا منعك ًسا جام ًعا مان ًعا ،يعني جام ًعا لجميع أفراد المع َّرف بحيث لا يخرج عنه فرد ،ومان ًعا من دخول غير المع َّرف فيه ،وذلك مثل :تعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق؛ فهذا التعريف جامع لجميع أفراد الإنسان ،ومانع من دخول غير الإنسان فيه. أما لو عرفنا الإنسان بأنه ((جسم نا ٍم)) فهذا التعريف لا يمنع دخول النبات. فهو جسم نا ٍم ولا يمنع من دخول الفرس والجمل؛ لأن ك ًل منهما جسم نام. فهذا التعريف غير مانع فلا يصح واذا ع َّرفنا الحيوان بأنه ((جسم ُم َف ِّكر)) فهذا التعريف غير جامع لأفراد الحيوان ،فهو لا يصدق على الفرس ،والجمل مث ًل. ولهذا لا يكون التعريف صحي ًحا؛ لأنه غير جامع لجميع أفراد المع َّرف. 40
Dengan ini SAYA BERJANJI akan menjaga buku ini dengan baiknya dan bertanggungjawab atas kehilangannya, serta mengembalikannya kepada pihak sekolah pada tarikh yang ditetapkan. Skim Pinjaman Buku Teks Sekolah ______________________________ Tahun Tingkatan Nama Penerima Tarikh Terima Nombor Perolehan: _____________________________ Tarikh Penerimaan : _____________________________ BUKU INI TIDAK BOLEH DIJUAL
Search