Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore STAM_2019_DP_SyarahAl-MulawiAlaAl-SullamiFiAl-MantiqAl-SoffiAl-AwalAl-Thanawi

STAM_2019_DP_SyarahAl-MulawiAlaAl-SullamiFiAl-MantiqAl-SoffiAl-AwalAl-Thanawi

Published by Madzani Nusa, 2021-07-28 14:24:50

Description: STAM_2019_DP_SyarahAl-MulawiAlaAl-SullamiFiAl-MantiqAl-SoffiAl-AwalAl-Thanawi

Search

Read the Text Version

‫سجيل تيڠݢي اݢام مليسيا‬ ‫لجنة إعداد وتطوير المناهج بالأزهر الشريف‬ ‫‪٢٠١٩‬‬ ‫‪2019‬‬

RUKUN NEGARA Bahawasanya Negara Kita Malaysia mendukung cita-cita hendak; Mencapai perpaduan yang lebih erat dalam kalangan seluruh masyarakatnya; Memelihara satu cara hidup demokrasi; Mencipta satu masyarakat yang adil di mana kemakmuran negara akan dapat dinikmati bersama secara adil dan saksama; Menjamin satu cara yang liberal terhadap tradisi-tradisi kebudayaannya yang kaya dan pelbagai corak; Membina satu masyarakat progresif yang akan menggunakan sains dan teknologi moden; MAKA KAMI, rakyat Malaysia, berikrar akan menumpukan seluruh tenaga dan usaha kami untuk mencapai cita-cita tersebut berdasarkan prinsip-prinsip yang berikut: KEPERCAYAAN KEPADA TUHAN KESETIAAN KEPADA RAJA DAN NEGARA KELUHURAN PERLEMBAGAAN KEDAULATAN UNDANG-UNDANG KESOPANAN DAN KESUSILAAN (Sumber: Jabatan Penerangan, Kementerian Komunikasi dan Multimedia Malaysia)

‫مق ّدمة‬ ‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬وال ّصلاة وال ّسلام على سيد الخلق أجمعين‪ ،‬سيدنا محمد النبي الأمي وعلى‬ ‫آله وأصحابه أجمعين‪.‬‬ ‫وبعد‬ ‫فهذه مقدمة لكتاب علم المنطق المقررعلى ال ّصف الأول ال ّثانوي بالأزهر ال ّشريف‪ ،‬وقد ُكتب‬ ‫هذا الكتاب تلبية للمنهج المقرر والمفردات التي يحتاج إليها طالب المرحلة ال ّثانوية‪.‬‬ ‫ولا شك إن علم المنطق في غاية الأهمية لطالب العلم‪ ،‬ذلك لأن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه‬ ‫بالعقل وكلفه بال ّتكاليف ال ّشرعية‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬ ‫(الأحزاب‪)٧٢ :‬‬ ‫ ‬ ‫فال ّذي خلق الإنسان وكلفه بال ّتنزيل على خاتم الأنبياء والمرسلين‪ ،‬خلق فيه العقل وبه يتم‬ ‫ال ّتكليف‪ ،‬واذا كان ميزان ال ّشرع هو الكتاب وال ّسنّة‪ ،‬فإن ميزان العقل هو المنطق‪ ،‬لأنه يعصم ال ّذهن‬ ‫عن الخطأ في الفكر‪ ،‬كما أن علم النحو يعصم ال ّلسان عن الخطأ في الكلام‪.‬‬ ‫وهذا الكتاب مزج وتيسير لكتابي شرح الم ّلوي على ال ّسلم وتبسيط المختار من شرح ال ّسلم‬ ‫لل ّشيخ محمد علي علام‪ ،‬وقد وضعنا نصب أعيينا عند معالجتنا للمسائل المنطقية التي اشتمل عليها‬ ‫هذا ال ّتيسير أمرين‪:‬‬ ‫الأ ّول ‪ :‬عرض المعلومات بطريقة ُم َي َّسرة‪ ،‬وأسلوب سهل قدر الإمكان حتى يتناسب مع طلاب‬ ‫ المرحلة الثانوية‪.‬‬ ‫ال ّثاني ‪ :‬الاقتصارعلى المباحث المنطقية الرئيسة‪ ،‬والبعد عن التقسيمات وال ّتفريعات ال ّتي أوردها‬ ‫المناطقة في ال ّتصورات وال ّتصديقات وذلك أملا في أن يصل أكبر قدر ممكن من المعلومات‬ ‫ ‬ ‫إلى ال ّطلاب في صورة سهلة مُ َح َّب َب ٍة‪ ،‬نرجو الله عز وجل أن ينفع بها ال ّطلاب‪ ،‬ومنه سبحانه‬ ‫ ‬ ‫ وتعالى ال ّتوفيق والسداد‪.‬‬ ‫لجنة إعداد وتطوير المناهج‬ ‫ ‬ ‫بالأزهر ال ّشريف‬ ‫ ‬ ‫ج‬

‫ڤڠهرݢاءن‬ ‫‪No. Siri Buku: 0206‬‬ ‫ڨنربيتن بوكو تيکس اين مليبتكن كرجاسام باۑق ڨيهق‪.‬‬ ‫‪KPM2019 ISBN 978-967-2212-40-9‬‬ ‫سكالوڠ ڨڠهرڬاءن دان تريما كاسيه دتوجوكن كڨد سموا‬ ‫بوكو اين تيسير شرح الملوي على السلم في المنطق للصف ال�أول‬ ‫ڨيهق يڠ ترليبت‪:‬‬ ‫الثانوي اياله تربيتن سمولا يڠ صح درڤد تيسير شرح الملوي على‬ ‫• جاوتنكواس ڨنمبهباءيقن ڨروف موک سورت‪،‬‬ ‫السلم في المنطق للصف ال�أول الثانوي اوليه لجنة �إعداد وتطوير‬ ‫المناهج بال�أزهر الشريف يڠ دتربيتكن اوليه ال�أزهر الشريف قطاع‬ ‫بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڨنديديقن‪،‬‬ ‫المعاهد ال�أزهرية دان ڤيهق ال�أزهر الشريف يڠ ممبنركن سچارا وقف‬ ‫كمنترين ڨنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫اونتوق توجوان ڤنديديقن دمليسيا‪.‬‬ ‫ • جاوتنكواس ڨۑيمقن نسخه سديا كاميرا‪،‬‬ ‫© ‪٢٠١٧-٢٠١٦‬م اوليه ال�أزهر الشريف‬ ‫بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڨنديديقن‪،‬‬ ‫چيتقن ڤرتام ‪2019‬‬ ‫كمنترين ڨنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫© كمنترين ڤنديديقن مليسيا‬ ‫حق چيڤتا ترڤليهارا‪ .‬مان‪ 2‬باهن دالم بوكو اين تيدق دبنركن دتربيتكن‬ ‫ • ڨڬاواي‪ ٢‬بهاڬين سومبر دان تيكنولوڬي ڨنديديقن‬ ‫سمولا‪ ،‬دسيمڤن دالم چارا يڠ بوليه دڤرڬوناكن لاڬي‪ ،‬اتاوڤون‬ ‫دان لمباݢ ڤڤريقساءن مليسيا‪،‬‬ ‫دڤيندهكن دالم سبارڠ بنتوق اتاو چارا‪ ،‬باءيق دڠن ايليكترونيک‪،‬‬ ‫كمنترين ڨنديديقن مليسيا‪.‬‬ ‫ميكانيک‪ ،‬ڤڠڬمبرن سمولا ماهوڤون دڠن چارا ڤراقمن تنڤا كبنرن‬ ‫ترلبيه دهولو درڤد كتوا ڤڠاره ڤلاجرن مليسيا‪ ،‬كمنترين ڤنديديقن‬ ‫• ڤانل‪ 2‬كاولن موتو دالمن ارس ميݢ‪.‬‬ ‫مليسيا‪ .‬ڤرونديڠن ترتعلوق كڤد ڤركيراءن رويلتي اتاو هونوراريوم‪.‬‬ ‫دتربيتكن اونتوق كمنترين ڤنديديقن مليسيا اوليه‪:‬‬ ‫ارس ميݢ (م) سنديرين برحد (‪)W-164242‬‬ ‫‪ ،20 & 18‬جالن داماي ‪،2‬‬ ‫تامن ديسا داماي‪ ،‬سوڠاي مراب‪،‬‬ ‫‪ 43000‬كاجڠ‪ ،‬سلاڠور دار ال إ�حسان‪.‬‬ ‫تيليفون‪03-8925 8975 :‬‬ ‫فکس‪03-8925 8985 :‬‬ ‫اي‪-‬ميل‪[email protected] :‬‬ ‫لامن ويب‪www.arasmega.com :‬‬ ‫موک تاءيڤ تيکس‪ :‬لوتوس لينوتيڤ‬ ‫ساءيز موک تاءيڤ‪ ١٨ :‬ڤوءين‬ ‫ڤنچيتق‪:‬‬ ‫اتتين ڤريسس سندرين برحد‪،‬‬ ‫‪ ،8‬جالن ڤرايندوسترين ‪،4 PP‬‬ ‫تامن ڤرايندوسترين ڤوترا ڤرماي‪ ،‬بندر ڤوترا ڤرماي‪،‬‬ ‫‪ ٤٣٣٠٠‬سري كمبڠن‪ ،‬سلاڠور‪.‬‬

‫الأهداف‬ ‫بعد الانتهاء من دراسة موضوعات الكتاب يتوقع من ال ّطالب أن‪:‬‬ ‫ ‪1 .‬يتع ّرف على نشأة علم المنطق‪.‬‬ ‫ ‪2 .‬يع ّرف علم المنطق لغ ًة واصطلاح ًا ‪.‬‬ ‫ ‪3 .‬يتع ّرف على مدى أهمية المنطق وفائدته‪.‬‬ ‫ ‪4 .‬يسرد أقوال أهل العلم في حكم الاشتغال بالمنطق‪.‬‬ ‫ ‪5 .‬يم ّيز بين التصور وال ّتصديق‪.‬‬ ‫ ‪6 .‬يتع ّرف على الدلالة وأنواعها ‪.‬‬ ‫ ‪7 .‬يع ّرف شرح المصطلحات المنطقية‪ ،‬كالمفرد والمركب والكلي والجزئي‪.‬‬ ‫ ‪8 .‬يقارن بين الكليات الخمس‪.‬‬ ‫ ‪9 .‬يع ّرف الشروط التي يجب توفرها في التعريف‪.‬‬ ‫ه‬

‫فهرس الموضوعات‬ ‫مقدمة ‪...................................................................................‬ج‬ ‫الأهداف ‪................................................................................‬ه‬ ‫نشأة علم المنطق ‪.........................................................................‬و‬ ‫مبادئ علم المنطق ‪1......................................................................‬‬ ‫أنواع العلم الحادث‪5.....................................................................‬‬ ‫تقسيم العلم إلى ضروري ونظري ‪7.....................................................‬‬ ‫الدلالة ‪11. ...............................................................................‬‬ ‫أقسامها ‪12.............................................................................‬‬ ‫أقسام الدلالة اللفظية الوضعية ‪14......................................................‬‬ ‫مباحث الألفاظ ‪19.....................................................................‬‬ ‫أقسام المفرد باعتبار معناه ‪20.........................................................‬‬ ‫تقسيم الكلي إلى ذاتي وعرضي ‪22...................................................‬‬ ‫الكليات الخمسة‪25......................................................................‬‬ ‫‪ -1‬الجنس‪26..........................................................................‬‬ ‫‪ -2‬الفصل ‪27..........................................................................‬‬ ‫‪ -3‬النوع‪28............................................................................‬‬ ‫‪ -4‬الخاصة ‪29.........................................................................‬‬ ‫‪ -5‬العرض العام‪30....................................................................‬‬ ‫نسبة الألفاظ والمعاني بعضها لبعض ‪30................................................‬‬ ‫تقسيم اللفظ إلى خبر وإنشاء ‪33......................................................‬‬ ‫الكل والكلية والجزء والجزئية ‪34......................................................‬‬ ‫السؤال بما ‪ -‬وأي ‪36...................................................................‬‬ ‫المع ّرفات‪37.............................................................................‬‬ ‫شروط التعريف ‪40.....................................................................‬‬ ‫د‬

‫مبادئ علم المنطق‪1‬‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫‪ - ٩‬وبعــ ُد‪ :‬فالمنطـــ ُق لل َجنَـــا ِن * نِ ْسب ُتـــ ُه كالنَّــــ ْح ِو ل ِّلســــا ِن‬ ‫‪َ - 10‬ف َي ْع ِص ُم الأفكا َر عن غ ِّي ال َخطا * وعن دقي ِق ال َف ْه ِم يكش ُف ال ِغطا‬ ‫تعريف علم المنطق‬ ‫هو قانون َت ْع ِص ُم مراعاته ال ّذه َن عن الخطأ في الفكر‪.‬‬ ‫ومعنى القانون‪ :‬القواعد الكلية‪ ،‬ومعنى تعصم‪ :‬أي تحفظ مراعاته العقل عن الخطأ‬ ‫في الفكر ‪ -‬أي النظر‪ -‬وهو ترتيب المعلومات التصو ِّرية والتصديقية للوصول بها‬ ‫إلى مجهول تصوري أو تصديقي‪.‬‬ ‫صاحب ال ُّس َّلم هو الإمام العلامة في المنقول والمعقول ‪:..‬‬ ‫عبد الرحمن بن محمد الأخضري المغربي‪ ،‬المعروف بالإمام الأخضري‪ ،‬من أعلام القرن العاشر الهجري‬ ‫حيث ولد عام ‪ ٩18‬ه ‪ -‬وتوفي ‪ ٩83‬ه‪ ،‬كان مالكي المذهب‪ ،‬وأرجوزته هذه في المنطق تسمى ((ال ّسلم‬ ‫المنورق في فن المنطق))‪ ،‬حظيت بشروح كثيرة قدي ًما وحديثا‪ ،‬ولقيت القبول في أوساط العلماء وبخاصة‬ ‫في الأزهر ال ّشريف‪ .‬وله تصانيف أخرى‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫نشأة علم المنطق‬ ‫في القرن الخامس قبل الميلاد ظهر في أثينا جماع ٌة ُيس ّمون (بال ّسوفسطائيين)‪ ،‬ذهبوا إلى‬ ‫استحالة وجود مقياس ثابت للحق‪ ،‬ويعنون بذلك أ َّن الحقيقة لا ثبات لها‪ ،‬فأحدثوا أث ًرا س ِّيـ ًئا‬ ‫في (ميزان) بلاد اليونان‪.‬‬ ‫فظهر في هذا الوقت سقراط‪ ،‬وأخذ يعلم تلاميذه عن طريق الحوار والمناقشة والإقناع أن‬ ‫حقائق الأشياء ثابتة‪ ،‬فللخير حقيقة ثابتة وللشر حقيقة ثابتة‪ .‬وسار على دربه تلميذه أفلاطون‪،‬‬ ‫ثم جاء من بعدهما أرسطو فوضع القواعد التي تمكن الفكر من الوصول إلى الحقائق‪ -‬وهي‬ ‫قواعد علم المنطق ‪ -‬وهذب مباحثه‪ ،‬ورتب مسائله فسمى المعلم الأول ‪.‬‬ ‫وفي العصر العباسي الأول ‪ -‬عصر الترجمة ‪ -‬عرف العرب المنطق ضمن العلوم التي‬ ‫قاموا بترجمتها‪.‬‬ ‫ومن أشهر من اشتغل به‪ :‬الفارابي(ت‪ 339 .‬ه) وابن سينا (ت‪ 4٢8 .‬ه) ‪ -‬الإمام أبو‬ ‫حامد الغزالي (ت‪ 505 .‬ه) والإمام الرازي (ت‪ 606 .‬ه) وغيرهم‪ .‬وكان لهم إسهام معروف‬ ‫وبخاصة الفارابي ا ّلذي لقب بالمعلم ال ّثاني‪.‬‬ ‫و‬

‫حكم الاشتغال بالمنطق‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫‪ - 15‬وال ُخل ُف في َجوا ِز الاشـتغا ِل * بــه عــلى ثلاثـ ِة أقـوا ٍل‬ ‫‪ - 16‬فاب ُن ال َّصلاح والنَّواوي َح َّرما * وقال قو ٌم ينبغي أن ُي ْع َلما‬ ‫‪ - 17‬وال َق ْول ُة المشـهور ُة ال ّصحيحه * َجـوا ُزه لكا ِمـ ِل القريحـه‬ ‫‪ُ - 18‬م َمـا ِر ِس ال ُّســـنَّ ِة وال ِكتــا ِ ب * ل َي ْه َتـدي بـه إلى ال ّصوا ِب‬ ‫اختلف العلماء في حكم الاشتغال بعلم المنطق على ثلاثة أقوال‪:‬‬ ‫القول الأ ّول‪:‬‬ ‫ال ّتحريم‪ ،‬وهو قول ابن الصلاح والنّووي؛ لأن المنطق ‪ -‬في نظرهما ‪ -‬مدخل إلى‬ ‫الفلسفة التي هي مادة الحيرة وال ّضلال‪ ،‬ومدخل ال ّشر شر‪.‬‬ ‫القول ال ّثاني‪:‬‬ ‫الجواز‪ ،‬وهو قول الإمام الغزالي حيث قال‪( :‬من لا يعرف المنطق‪ ،‬فلا ثقة بعلمه)‪.‬‬ ‫القول ال ّثالث‪:‬‬ ‫ال ّتفصيل وهو ال ّصحيح ‪ -‬فيجوز الاشتغال بالمنطق لقو ِّي الفطنة‪ ،‬المشتغل بالكتاب‬ ‫وال ّسنة المميز بين ال ّصحيح والفاسد من الأقوال‪ ،‬ويحرم على غيره‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫موضوعه‬ ‫المعلومات التصورية والتصديقية من حيث إنها تو ِّصل إلى المجهول ال ّتصوري‬ ‫وال ّتصديقي؛ لأ ّن المنطق ُي ْب َح ُث فيه عن هذين الأمرين‪ ،‬كقولنا إنسان‪ ،‬وقولنا‬ ‫حمزة ناجح‪ ،‬فالأ ّول يسمى تصو ًرا‪ ،‬وال ّثاني يسمى تصدي ًقا‪.‬‬ ‫فائدته‬ ‫ ‪1‬عصمة ال ّذهن من الخطأ في الفكر‪ ،‬فكما أ َّن النّحو يعصم ال ّلسان عن الخطأ في‬ ‫القول‪ ،‬فكذلك المنطق يعصم ال ّذهن عن الخطأ في ترتيب معلوماته‪.‬‬ ‫ ‪2‬ال َّر ُّد على المخالفين والمجادلين من خصوم الإسلام‪ ،‬الذين يتلاعبون بالألفاظ‬ ‫والمصطلحات إيها ًما لغير المتخصصين‪.‬‬ ‫ ‪ُ 3‬تر ِّبي دراسة المنطق في الإنسان ملكة النقد وال ّتقدير ووزن الأمور وز ًنا صحي ًحا ‪،‬‬ ‫كما ُتر ِّبي فيه القدرة على النّظر إلى الأشياء نظرة شاملة متكاملة‪ ،‬م َّما يساعد على‬ ‫انتظام المجتمع واستقراره‪.‬‬ ‫اسمه‬ ‫اسمه علم المنطق‪ ،‬وسمي بذلك؛ لأنه ُي َق ّوي الإدراك‪ ،‬ويعصمه عن الخطأ في الفكر‪.‬‬ ‫ويسمى أيضا ‪ :‬معيار العلوم‪ ،‬وعلم الاستدلال‪ ،‬وميزان العلوم‪ ،‬وقانون الفكر‪ ،‬ولا‬ ‫ريب أن كثرة الأسماء تدل على شرف المس َّمى بها ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫أنواع العلم الحادث‪2‬‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫‪ - 19‬إدرا ُك ُمفـ َر ٍد َت َصـ ُّو ًرا ُع ِل ْم * َو َد ْر ُك نِ ْســ َب ٍة بتصدي ٍق ُو ِســ ْم‬ ‫‪ - 20‬و َقـ ِّد ْم الأو َل عنـد الوضع * لأنــــه ُم َقــــ َّد ٌم بال َّطبــــ ِع‬ ‫ا ‪ - 2‬والنظر ُّي ما احتا َج للتأم ِل * وعك ُس ُه هو الضرور ُّي الجلي‬ ‫‪ - 22‬ومـا بـه إلى تصـو ٍر ُو ِص ْل * يدعى بقو ٍل شـــار ٍح فلتبته ْل‬ ‫‪ - 23‬ومـا لتصديـ ٍق بـه ُت َو ِّصلا * بحجـــ ٍة ُيعر ُف عنـــد ال ُعقلا‬ ‫ال ّشرح‪ :‬يشمل‬ ‫‪ 1‬معنى العلم الحادث‪ ،‬وتقسيمه إلى تصور وتصديق‪.‬‬ ‫‪ 2‬معنى ال ّتصور‪.‬‬ ‫‪ 3‬معنى ال ّتصديق‪.‬‬ ‫ تقسيم العلم إلى ضروري ونظري‪.‬‬ ‫ ال ُمو ِّصل إلى التصور وإلى التصديق‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫فضله من أشرف العلوم‪ ،‬لأنه أعمها نف ًعا‪.‬‬ ‫نسبته إلى غيره التباين (الاختلاف)‪.‬‬ ‫واضعه أرسطو‪.‬‬ ‫استمداده من العقل‪.‬‬ ‫المع ِّرفات وأنواعها‪ ،‬والقضايا وأحكامها‪.‬‬ ‫مسائله‬ ‫***‬ ‫الأسئلة‬ ‫‪ 1‬لماذا اهتم العرب بترجمة المنطق؟ وفي أي عصر كانت ترجمته؟‬ ‫ اذكر أسماء ثلاثة من العلماء الذين اهتموا بالترجمة والتأليف لعلم المنطق؟‬ ‫‪ 3‬ع ّرف علم المنطق‪ ،‬وبين موضوعه‪ ،‬وثمرته‪ ،‬وواضعه؟‬ ‫ ب ّين أقوال العلماء في حكم الاشتغال بعلم المنطق؟‬ ‫‪4‬‬

‫ال ّتصديق عند الإمام الفخرالرازي‪ :‬هوعبارة عن إدراك المحكوم عليه‪ ،‬وإدراك‬ ‫المحكوم به‪ ،‬وإدراك النّسبة الكلامية‪ ،‬وإدراك أن النّسبة واقعة أو ليست بواقعة‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬محمد شاعر‪ ،‬فهو عبارة عن الإدراكات الأربع‪ ،‬وكل إدراك منها جزء منه‬ ‫فال ّتصديق عند الرازي مركب‪ ،‬وعند الحكماء بسيط‪.‬‬ ‫‪ ٤‬تقسيم العلم إلى ضروري ونظري‪:‬‬ ‫ال ّشرح‪ :‬ينقسم العلم الذي هو تصور أو تصديق‪ ،‬إلى ضروري ونظري‪ ،‬فتكون‬ ‫الأقسام أربعة‪:‬‬ ‫ ‪1-‬تصور ضروري‬ ‫ ‪2-‬تصور نظري‬ ‫ ‪3-‬تصديق ضروري‬ ‫ ‪4-‬تصديق نظري‬ ‫وإليك تعريف كل‬ ‫ال ّتصور النّظري‬ ‫هو ما يحتاج في تصوره إلى التأمل يعني إلى الفكر والنظر‪ ،‬فالفرد أي ال ّشخص‬ ‫منا يحتاج في معرفته لمفهوم ‪ -‬معنى إنسان إلى أمور معلومة يتوصل بها إلى هذا‬ ‫المفهوم الذي كان مجهولاً لديه‪ ،‬وهذه الأمور هي حقيقته التي هي (حيوان ناطق)‬ ‫فإذا كانا معلومين لنا توصلنا بهما إلى تصور الإنسان‪.‬‬ ‫ويقابله ال ّتصور ال ّضروري‪:‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪ ١‬العلم عند المناطقة‪:‬‬ ‫هو مطلق الإدراك‪ ،‬وقيد العلم بالحادث‪ :‬حتى يخرج علم الله تعالى؛ لأنه منزه عن‬ ‫الا ّتصاف بال ّتصور أو التصديق؛ لأ ّنه قديم‪ .‬والعلم قسمان‪ :‬تصور وتصديق‪.‬‬ ‫‪ ٢‬معنى ال ّتصور‪:‬‬ ‫(إدراك مفرد)‪ ،‬وهو حصول صورة ال ّشيء في ال ّذهن من غير حكم عليه بإثبا ٍت أو‬ ‫نفي‪ .‬ومعنى ذلك‪ :‬أن أي إدراك لا حكم فيه يكون تصو ًرا‪ ،‬فمثل‪( :‬عبد الله) تصور؛‬ ‫لأنه لا حكم فيه‪ ،‬وكذلك (عالم الأزهر)‪ ،‬وهكذا محمد وفرس‪.‬‬ ‫أما التصديق فقبل الكلام على معناه نقدم بيا ًنا على ضوء القضية الآتية‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫محمد عالم فهذه القضية تشتمل على‪ :‬المحكوم عليه‪ ،‬وهو محمد‪ ،‬والمحكوم‬ ‫به‪ ،‬وهو عالم‪ ،‬ونسبة كلامية وهي نسبة العلم لمحمد‪ .‬وهناك أمر رابع وهو وقوع‬ ‫هذه النسبة أو عدم وقوعها‪ .‬بعد ما ذكر نبين معنى التصديق‪.‬‬ ‫‪ ٣‬معنى ال ّتصديق عند الحكماء‪:‬‬ ‫هو الحكم‪ ،‬وهو إدراك أن النسبة واقعة أو ليست بواقعة‪ ،‬ولكن بشرط إدراك‬ ‫المحكوم عليه وهو محمد في المثال السابق‪ ،‬والمحكوم به‪ ،‬وهو عالم‪ ،‬وإدراك‬ ‫النسبة الكلامية‪ ،‬وهي نسبة العلم لمحمد‪ ،‬فال ّتصديق عند الحكماء بسيط؛ لأنه عبارة‬ ‫عن إدراك أن النسبة واقعة أو ليست بواقعة‪ ،‬أما إدراك المحكوم عليه والمحكوم به‪،‬‬ ‫والنسبة الكلامية فهي شروط ال ّتصديق لا أجزاء له‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫ ‪5‬ثم الأمور المعلومة التي توصلنا إلى تصور مجهول تسمى‪ :‬قو ًل شار ًحا‪ ،‬كما‬ ‫تسمى‪ :‬تعري ًفا ومعرفا‪ ،‬فإذا أردنا تصور الفرس‪ ،‬فعلينا أن نفكر في أمور معلومة‬ ‫هي حقيقته وهي حيوان صاهل ‪ -‬حيوان جنس‪ ،‬صاهل فصل‪ ،‬وهذه الأمور‬ ‫المعلومة التي هي حيوان صاهل‪ ،‬يطلق عليها قو ًل شار ًحا وتعري ًفا‪.‬‬ ‫ثم اعلم أن الأمور المعلومة التي توصلنا إلى معرفة مجهول تصديقي تسمى‬ ‫( ُح َّجة) فمث ًل إذا قلنا‪( :‬المؤمن محبوب) فنجد أن هذا الحكم وهو إثبات الحب‬ ‫للمؤمن‪ ،‬يحتاج إلى ترتيب قضايا معلومة تؤلف على هيئة مخصوصة توصلنا إلى‬ ‫معرفة هذا المجهول‪ ،‬وهو إثبات الحب للمؤمن‪ ،‬فنقول مثلا‪ :‬المؤمن صادق‪ ،‬وكل‬ ‫صادق محبوب‪ ،‬إذن المؤمن محبوب‪ .‬هذه القضايا التي توصلنا بها إلى إثبات الحب‬ ‫للمؤمن تسمى بالحجة‪.‬‬ ‫قال المصنف‪:‬‬ ‫والنّظر ُّي ما احتاج لل ّتأم ِل * وعك ُسه هو ال ّضرور ُّي ال َج ِلي‬ ‫ومـا بـه إلى تصـور ُو ِص ْل * ُي ْد َعى بقو ٍل شـــار ٍح فلتبته ْل‬ ‫ومـا لتصديـ ِق بـه ُت ُو ِّصلا * بحجــ ٍة ُيعرف عنـــد العقلا‬ ‫‪9‬‬

‫ال ّتصور ال ّضروري‬ ‫وهو ما لا يحتاج في تصوره إلى فكر ونظر‪ ،‬مثل‪ :‬تصور الحرارة أو البرودة‬ ‫بمجرد اللمس‪.‬‬ ‫ال ّتصديق ال ّنظري‬ ‫هو ما يتوقف الحكم فيه على فكر ونظر‪ ،‬فمثلا الحكم بحدوث العالم يحتاج إلى‬ ‫قضايا معلومة تؤلف على هيئة مخصوصة نتوصل بها إلى معرفة هذا المجهول‬ ‫ال ّتصديقي‪ .‬فنقول مثلا‪ :‬العالم متغير‪ ،‬وكل متغي ٍر حادث ينتج العالم حادث‪.‬‬ ‫ال ّتصديق ال ّضروري‬ ‫هو الذي لا يحتاج الحكم فيه إلى فكر ونظر‪ ،‬وذلك مثل قولنا‪ :‬الولد أصغر من أبيه‪،‬‬ ‫والكل أكبر من الجزء‪.‬‬ ‫وقد قدم الشارح الكلام عن التصور النظري والتصديق النظري على الكلام عن‬ ‫ال ّتصور البديهي والتصديق البديهي‪ ،‬تب ًعا للنظم‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ 3‬ال ّدلالة‬ ‫تعريف ال ّدلالة‬ ‫ال ّدلالة في ال ّلغة‪:‬‬ ‫مصدرسماعي‪ ،‬وتطلق على الهداية والإرشاد‪ ،‬يقال َد َّله على الشي إذا هداه إليه‪.‬‬ ‫واصطلاحا‪:‬‬ ‫تطلق بالاشتراك على معنيين‪:‬‬ ‫الأ ّول‪:‬‬ ‫كون ال ّشيء بحالة بحيث يلزم من العلم به العلم بشيء آخر‪ ،‬والمراد من الشيء‬ ‫الأَ َّول ال ّدا ُّل‪ ،‬ومن ال ّثاني المدلول‪ ،‬أي كون ال ّدا ِّل بحيث يمكن أن ُيفهم منه‬ ‫المعنى سواء ُف ِه َم بالفعل أو لم ُي ْفهم‪.‬‬ ‫ال ّثاني‪:‬‬ ‫َف ْه ُم أم ٍر من أم ٍر‪ ،‬أي َف ْه ُم مدلو ٍل من دا ٍّل‪ ،‬أي َف ْه ُم المعنى من ال ّدا ِّل بالفعل سواء‬ ‫أكان ال ّدا ُّل لفظ ًا أم غيره‪.‬‬ ‫ومن ذلك يمكنك معرفة الفرق بين ال ّتعريفين؛ فقد لاحظت أن ال ّتعريف الأ ّول‬ ‫لا ُيشترط فيه المعنى من ال ّدا ِّل بالفعل‪ ،‬بخلاف ال ّثاني فلا ُب َّد فيه من الفهم بالفعل‪،‬‬ ‫فال ّتعريف ال ّثاني أخ ُّص من الأ ّول‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫الأسئلة‬ ‫‪ 1‬ب ّين معنى ال ّتصور مع ال ّتمثيل‪.‬‬ ‫‪ 2‬م ّثل لما يأتي‪ :‬تصور ضروري‪ ،‬ونظري‪ ،‬تصديق ضروري ونظري‪.‬‬ ‫‪ 3‬م ّثل لل ّتصديق مبينا معناه عند الحكماء وعند الرازي‪.‬‬ ‫ بماذا نسمي الأمور المعلومة التي توصلنا إلى مجهول تصوري أو تصديقي؟‬ ‫ب ّين ذلك مع ال ّتمثيل‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ ٤‬وغير ال ّلفظية العقلية‬ ‫كدلالة أثر القدم في ال َّرمل (مث ًل) على المؤ ِّثر‪ ،‬وهو الما ّر فيه‪ ،‬ودلالة تغير العالم‬ ‫على حدوثه‪.‬‬ ‫‪ ٥‬وغير ال ّلفظية ال ّطبيعية‬ ‫كدلالة صفرة الوجه على الخوف‪ ،‬وحمرته على الحياء‪.‬‬ ‫‪ ٦‬وغير ال ّلفظية الوضعية‬ ‫كدلالة إشارة المرور في الشارع على السير أو عدمه‪ ،‬وكدلالة ال َع َل ِم المصري‬ ‫على جمهورية مصر العربية‪ ،‬والإشارة بالرأس إلى أسفل على معنى (نعم)‪،‬‬ ‫وإلى أعلى على معنى (لا)‪.‬‬ ‫والمقصود بالبحث عند المناطقة من هذه الأقسام كلها إنما هو ال ّدلالة‬ ‫ال ّلفظية الوضعية‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫أقسامها‬ ‫تنقسم ال ّدلالة إلى لفظية وغير لفظية‪.‬‬ ‫ال ّلفظية‪ :‬هي ال ّتي تستفاد من لفظ مخصوص‪.‬‬ ‫وغير ال ّلفظية‪ :‬هي ما ليس كذلك‪.‬‬ ‫وكل منهما ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫عقلية‪ ،‬وطبيعية أي تكوينية‪ ،‬ووضعية‪.‬‬ ‫فتكون الأقسام إذن ستة‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ ١‬ال ّلفظية العقلية‬ ‫كدلالة صوت داخل الحجرة على وجود إنسان‪ ،‬وصوت المؤذن على حياته‪.‬‬ ‫‪ ٢‬وال ّلفظية الطبيعية‬ ‫كدلالة التأ ُّوه على الألم‪ ،‬ودلالة (أه ًل وسه ًل) على الترحيب بالقادم‪.‬‬ ‫‪ ٣‬وال ّلفظية الوضعية‬ ‫كدلالة الأسد على الحيوان المفترس‪ ،‬ودلالة الإنسان على الحيوان الناطق‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫دلالة ال َّت َضمن‬ ‫هي دلالة ال ّلفظ على جزء المعنى الموضوع له‪ ،‬كدلالة المعهد على أحد فصوله‪،‬‬ ‫وال ّشجرة على غصن منها‪ ،‬والمثلث على أحد أضلاعه‪ ،‬والحيوان على الإنسان‪،‬‬ ‫ا ّلذي هو جزء منه‪.‬‬ ‫ومعنى تضمن‪ :‬أن المعنى قد تضمن جزأ ُه ا ّلذي دل عليه‪.‬‬ ‫دلالة الالتزام‬ ‫هي دلالة ال ّلفظ على أمر خارج عنه لازم لمعناه ذهنًا‪ ،‬كدلالة الأربعة على ال ّزوجية‪،‬‬ ‫والجسم على أخذ قدر من الفراغ وهو ال ّتح ُّيز‪ ،‬والنّار على الحرارة‪.‬‬ ‫ومعنى التزامية‪ :‬أن المعنى قد استلزم ذلك الأمر الخارج عنه‪.‬‬ ‫‪15‬‬

‫أقسام ال ّدلالة ال ّلفظية الوضعية‬ ‫قال صاحب السلم‪:‬‬ ‫‪َ - 24‬دلاَل ُة اللف ِظ َع َلى ما وا َف َق ْه * َي ْد ُعـونها دلاَل َة ال ُمط َابقــ ْه‬ ‫‪َ - 25‬و ُج ْز ِئـ ِه َت َض ّمنًـا‪ ،‬ومـا َل ِز ْم * َفه َو التزا ٌم‪ ،‬أن بِ َع ْقـ ٍل ا ُلتز ْم‬ ‫ال ّدلالة ال ّلفظية الوضعية هي‪:‬‬ ‫كون اللفظ بحالة وصفة بحيث إذا ُأطلق ُف ِهم منه معناه للعلم بوضعه‪.‬‬ ‫وتنقسم إلى ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫مطابقية‪ ،‬وتضمنية‪ ،‬والتزامية‪.‬‬ ‫ووجه الحصر في هذه القسمة‪ :‬أن ال ّلفظ إن َد َّل على تمام المعنى ا ّلذي ُو ِض َع له‪،‬‬ ‫فهي المطابقية أو التطابقية‪ ،‬وإن د َّل على جزء المعنى الموضوع له فهي التضمنية‪،‬‬ ‫وإن َد َّلعلىأمرخارجعنمعناهلازمله‪،‬فهيالالتزامية‪،‬فأقسامهاثلاثةبحسبالعقل‪.‬‬ ‫ال ّدلاله المطابقية‬ ‫هي دلالة اللفظ على تمام المعنى ا ّلذي وضع له من حيث إنه تمام معناه‪ ،‬كدلالة‬ ‫الإنسان على الحيوان النّاطق‪ ،‬ودلالة المثلث على ال ّسطح المستوي المحاط‬ ‫بثلاثة خطوط متقاطعة ‪ ،‬ودلالة الفرس على الحيوان ال ّصاهل‪ ،‬ودلالة الأسد على‬ ‫الحيوان المفترس‪.‬‬ ‫ومعنى مطابقة‪( :‬موافقة) ال ّلفظ والمعنى‪ ،‬أي تمام المعنى‪.‬‬ ‫‪14‬‬

‫أقسام ال ّلزوم‬ ‫ينقسم ال ّلزوم باعتبار المحل ا ّلذي يقع فيه إلى ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫• •لزوم في ال ّذهن‪ ،‬وهو الذي لا يتحقق إلا في ال ّذهن‪ ،‬كلزوم البصر للعمى‪ ،‬ولزوم‬ ‫الحركة لل ّسكون‪.‬‬ ‫• •لزوم في الخارج‪ ،‬كلزوم ال ّسواد للغراب والبياض لل ّثلج‪ ،‬فإ َّنه في الخارج فقط‪،‬‬ ‫ويجوز في ال ّذهن وجود غراب أبيض في الخارج‪ ،‬وثلج أحمر مث ًل‪.‬‬ ‫• •لزوم في ال ّذهن والخارج‪ ،‬كلزوم ال ّزوجية للأربعة‪ ،‬وال ّشجاعة للأسد‪.‬‬ ‫وينقسم ال ّلزوم باعتبار الوضوح والخفاء إلى قسمين‪:‬‬ ‫لازم غير َب ِّين‪ :‬وهو الذي يحتاج في إثبات لزومه لغيره إلى دليل‪ ،‬كلزوم‬ ‫الحدوث للعالم‪.‬‬ ‫لازم َب ِّين‪ :‬وهو الذي لا يحتاج في إثبات لزومه لغيره إلى دليل‪ ،‬كلزوم المكر لل ّثعلب‪،‬‬ ‫وال ّشجاعة للأسد‪.‬‬ ‫وينقسم ال ّلزم الب ِّين إلى‪ :‬لازم ب ِّين بالمعنى الأعم‪ ،‬ولازم ب ِّين بالمعنى الأخص‪.‬‬ ‫فال ّلزم ال َب ِّين بالمعنى الأعم‪:‬‬ ‫هو الذي يظهر اللزوم فيه بجلاء بعد تصور ال ّطرفين (الملزوم‪ ،‬ال ّلزم)‪ ،‬كلزوم‬ ‫قابلية العلم‪ ،‬وصنعة الكتابة للإنسان‪ ،‬فإنك متى تصورت ال ّطرفين‪ ،‬يجزم عقلك‬ ‫بال ّلزوم بينهما‪.‬‬ ‫وال ّلزم ال َب ِّين بالمعنى الأخص‪:‬‬ ‫هو ما كان أكثر وضو ًحا‪ ،‬بحيث يكفي في ال ّتصديق باللزوم فيه تصور الملزوم‬ ‫وحده‪ ،‬كلزوم الشجاعة للأسد‪ ،‬والحرارة للنار‪ ،‬فإننا إذا تصورنا معنى الأسد وجدنا‬ ‫ال ّشجاعة لازمة لمعناه‪ ،‬وحكم العقل بال ّتلازم بينهما‪ ،‬وكذلك النّار والحرارة‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫ال ّدلالة‬ ‫غير لفظية‬ ‫لفظية‬ ‫وضعية‬ ‫طبيعية‬ ‫عقلية‬ ‫طبيعية وضعية‬ ‫عقلية‬ ‫كدلالة‬ ‫كدلالة‬ ‫كدلالة‬ ‫كدلالة لفظ‬ ‫كدلالة‬ ‫كدلالة‬ ‫إشارة‬ ‫حمرة‬ ‫الأثر على‬ ‫الأسد على‬ ‫لفظ (آه)‬ ‫كلام‬ ‫المرور في‬ ‫الوجه على‬ ‫المؤثر‬ ‫الحيوان‬ ‫على التألم‬ ‫ال ّشخص‬ ‫ال ّشارع في‬ ‫الخجل‬ ‫المفترس‬ ‫على أنه‬ ‫ال ّسير أو‬ ‫حي‬ ‫عدمه‬ ‫التزامية‬ ‫تضمنية‬ ‫مطابقية‬ ‫دلالة ال ّلفظ على‬ ‫دلالة ال ّلفظ على‬ ‫دلالة ال ّلفظ على‬ ‫شيء خارج عن‬ ‫تمام ما ُوضع له‬ ‫معناه لكنَّه ملازم له‬ ‫جزء معناه‬ ‫كدلالة البيت على‬ ‫كدلالة لفظ ال ّثلاثة‬ ‫كدلالة البيت على‬ ‫ال ّسقف والجدار‬ ‫على الفردية‬ ‫الجدار فقط‬ ‫وباقي الأجزاء‬ ‫أو دلالة الأصبع‬ ‫على طرفه‬ ‫‪16‬‬

‫مباحث الألفاظ‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫‪ُ - 26‬م ْس َت ْع َم ُل الألفا ِظ حي ُث يوجـ ُد * إ َّمــا ُم َر َّكــ ٌب وإمــا ُم ْف َر ُد‬ ‫‪ - 27‬فــأ َّو ٌل مـــا د َّل جــــزؤه على * جز ِء معنـاه بعكــ ِس ما َتلا‬ ‫‪ - 28‬وهو على قسمين أعني ال ُم ْف َر َدا * كل ٌّي أو جزئي حيث ُو ِج َدا‬ ‫‪ - 29‬ف ُم ْف ِهـــ ُم اشـــترا ٍك الــكل ُّي * كأسـد وعك ُســه ال ُجزئـ ُّي‬ ‫‪ - 30‬وأ َّو ًل للــذا ِت إن فيهـا اندر ْج * فان ُس ْبه أو لعار ٍض إذا َخ َر ْج‬ ‫ال ّشرح‬ ‫ال ّلفظ المستعمل باعتبار دلالته التركيبية‪ ،‬والإفرادية ينقسم إلى مركب ومفرد‪.‬‬ ‫المركب‪:‬‬ ‫هو ال ّلفظ ا ّلذي د ّل جزؤه على جزء معناه دلالة مقصودة‪ ،‬مثل‪ :‬المجتهد ناجح‪،‬‬ ‫فجزء هذه القضية وهو المجتهد يدل على المحكوم عليه‪ ،‬والجزء الثاني يدل على‬ ‫المحكوم به‪.‬‬ ‫شرح ال ّتعريف‬ ‫فال ّلفظ جنس يشمل جميع الألفاظ‪( ،‬ا ّلذي دل) يخرج ال ّلفظ الذي لا دلالة له‪ ،‬وهو‬ ‫ال ّلفظ المهمل‪ ،‬كديز مقلوب زيد‪ ،‬ويلع مقلوب على (جزؤه)‪ ،‬يخرج ال ّلفظ الذي لا‬ ‫جزء له‪ ،‬مثل‪ :‬كاف الخطاب‪ ،‬وباء الجر(على جزء معناه) يخرج اللفظ الذي به أجزاء‬ ‫ولكن لا يدل جزؤه على جزء معناه‪ ،‬مثل‪( :‬محمد) فالميم في محمد لا تدل على‬ ‫‪19‬‬

‫صورة توضيحية لتقسيم اللازم عند المناطقة‬ ‫أو ًل‪ :‬ال ّطريقة الأولى‬ ‫ال ّلزم‬ ‫لازم في ال ّذهن‬ ‫لازم في الخارج فقط‬ ‫لازم في ال ّذهن فقط‬ ‫والخارج كلزوم‬ ‫كلزوم البياض للثلج‪،‬‬ ‫كلزوم السكون‬ ‫الزوجية للأربعة‪،‬‬ ‫فإنهما لازمان ذهن ًيا‬ ‫فإنهما لازمان في‬ ‫للحركة‪ ،‬فهما لازمان‬ ‫الخارج فقط‪ ،‬أ َّما في‬ ‫في الذهن فقط مع‬ ‫وخارج ًيا‬ ‫الذهن فلا يلزم جواز‬ ‫تنافيهما في الخارج‬ ‫وجود ثلج غير أبيض‬ ‫ثان ًيا‪ :‬ال ّطريقة الثانية‬ ‫ال ّلزم‬ ‫غير َب ِّين‬ ‫َب ِّين‬ ‫كلزوم الحدوث للعالم‬ ‫َب ِّين بالمعنى الأعم‬ ‫َب ِّين بالمعنى الأخص‬ ‫كلزوم قابلية العلم‬ ‫كلزوم ال ّزوجية للأربعة‬ ‫‪18‬‬

‫قسم الأقدمون الكلي من حيث وجود أفراده إلى ثلاثة أقسام‪:‬‬ ‫ ‪1‬ما لم يوجد منه شيء‪.‬‬ ‫ ‪2‬ما وجد منه واحد فقط‪.‬‬ ‫ ‪3‬وما وجد منه أفراد‪.‬‬ ‫ثم جاء‪ ،‬المتأخرون وقسموا كل واحد من الثلاثة إلى قسمين هكذا‪:‬‬ ‫الأ ّول ‪ ( :‬أ ) ما لم يوجد منه شيء ويستحيل وجوده‪ ،‬مثل‪ :‬اجتماع النقيضين‬ ‫ وشريك الباري‪.‬‬ ‫ (ب) ما لم يوجد منه شيء ويمكن وجوده كجبل من الذهب والغول والعنقاء‪.‬‬ ‫ال ّثاني‪ ( :‬أ ) ما وجد منه فرد ويستحيل وجود غيره كالإله سبحانه‪.‬‬ ‫ (ب) ما وجد منه فرد ويمكن وجود غيره كال ّشمس‪.‬‬ ‫ال ّثالث ‪ ( :‬أ ) ما وجد منه أفراد متناهية كأسد‪.‬‬ ‫ (ب) ما وجد منه أفراد غير متناهية كصفات الله تعالى الوجودية‪.‬‬ ‫الجزئي‪:‬‬ ‫عكس الكلي‪ :‬وهو ما لا يفهم منه الاشتراك بمعنى أنه لا يصدق على كثيرين‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫علي علما؛ لأنه يدل على ال ّذات المشخصة المسماة بهذا الاسم‪ ،‬ولا يفهم من‬ ‫تكراراسم علي مثلا بالنسبة لأفراد كثيرة أنه كلي؛ لأنه مجرد اتفاق في الاسم‪ ،‬ولكن‬ ‫لكل واحد منهم مشخصات ُت َع ِّينه‪ ،‬و ُتحدد ذاته‪ .‬ولا تتعداه إلى غيره فعلى محمد غير‬ ‫علي إبراهيم غير علي سيف النصر‪ ،‬وهكذا بقية الأعلام‪ ،‬فإنها وإن اشتركت في لفظ‬ ‫الاسم فإنها تختلف في المشخصات‪.‬‬ ‫‪21‬‬

‫جزء معنى محمد ومثل‪ :‬عبد الله عل ًما‪ ،‬لأن دلالة هذا المركب لا يقصد بها دلالة كل‬ ‫جزء على معناه‪ ،‬ولكن يقصد بهذا ال ّتركيب العلمي فكل جزء من هذا المركب يشبه‬ ‫العين في (علي)‪ ،‬ومثل‪ :‬عبد الله‪ ،‬وزين العابدين علما ومثل هذه الأعلام المركبة‬ ‫خارجة بقيد – (دلالة مقصودة)‪.‬‬ ‫المفرد‪ :‬هو ال ّلفظ الذي لا يدل جزؤه على جزء معناه دلالة مقصودة‪ ،‬مثل‪ :‬محمد‪،‬‬ ‫عبدالرحمن‪ .‬علما‪ ،‬وشرح معنى المركب يغني عن البيان هنا‪.‬‬ ‫قال المصنف‪:‬‬ ‫ُم ْس َت ْع َم ُل الألفاظ حي ُث ُيو َج ُد * إمـا مركـ ٌب وإمـا مفـرد‬ ‫فـأ َّو ٌل مــا د َّل جــزؤه عــلى * جزء معناه بعكس ما تلا‬ ‫أقسام المفرد باعتبار معناه‬ ‫ينقسم المفرد باعتبارمعناه إلى كلي‪ ،‬وجزئي‪ ،‬ثم إليك شرح كل وتعريفه‪.‬‬ ‫الكلي‪ ،‬والجزئي‪:‬‬ ‫الكلي‪:‬‬ ‫هو ما صدق على كثيرين كإنسان‪ ،‬فإنه يصدق على كل فرد من أفراد الإنسان‪،‬‬ ‫فيصدق على محمد أنه إنسان‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وعلى ‪ ...‬إلخ‪ ،‬ومثلا‪ :‬حيوان فإنه يصدق‬ ‫على كل فرد من أفراد الإنسان‪ ،‬والخيل‪ ،‬والبغال ‪ ...‬إلخ‪ ،‬وهكذا كل كلي‪ ،‬فإنه‬ ‫يقال على كثيرين‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫ليس جز ًءا للماهية‪ ،‬وإنما هو خارج عنها خاص بها؛ ولذلك يسمى خاصة‪ ،‬أما إذا‬ ‫كان خارجا عن الماهية وليس خاصا بها بل عا ًما‪ ،‬مثل‪( :‬ما ٍش) فيسمى عر ًضا عا ًّما‪.‬‬ ‫وعلى هذا ال ّتعريف يكون ال ّذاتي من الكلي هو‪ :‬الجنس‪ ،‬والفصل‪ ،‬والعرضي‬ ‫هو الخاصة‪ ،‬والعرض العام‪ .‬أما النّوع فليس ذات ًّيا ولا عرض ًّيا إنما هو واسطة بين‬ ‫ال ّذاتي والعرضي هذا بالنّسبة لل ّتعريف الأ ّول‪.‬‬ ‫ال ّتعريف الثاني‪:‬‬ ‫ال ّذاتي‪:‬‬ ‫هو ما ليس خارجا عن الماهية‪ ،‬وعلى سبيل ما سبق بيانه في المثال السابق وهو‬ ‫الإنسان حيوان ناطق‪ ،‬نرى أن الإنسان وهو النوع ليس بخارج عن الماهية؛ لأنه‬ ‫تمام الماهية‪ ،‬والجنس وهو حيوان ليس بخارج عن الماهية؛ لأنه جزء الماهية‬ ‫المشترك بينها وبين غيرها‪ .‬والفصل وهو ناطق ليس بخارج عن الماهية وهو‬ ‫جزء الماهية المميز لها عما عداها‪ .‬وعلى هذا التعريف يكون الذاتي شاملا للنوع‬ ‫والجنس والفصل‪.‬‬ ‫والعرضي‪:‬‬ ‫هو ما كان خار ًجا عن الماهية‪ ،‬وهو يشمل الخاصة‪ ،‬كالضاحك بالنسبة للإنسان‪،‬‬ ‫والعرض العام‪ ،‬كالماشي بالنّسبة للإنسان‪.‬‬ ‫قال المصنف‪:‬‬ ‫وأ َّولاً للذات إ ْن فيها اندر ْج * َفا ْن ُس ْب ُه أو لعار ٍض إذا َخ َر ْج‬ ‫‪23‬‬

‫* ك ِّل ٌّي أو جزئ ٌّي حي ُث ُو ِجدا‬ ‫قال المص ّنف‪:‬‬ ‫* كأســد وعك ُســه الجزئ ُّي‬ ‫وهو على قسمين اعنى ال ُم ْف َر َد ا‬ ‫ف ُم ْف ِهــ ُم اشــــترا ٍك الــك ِّل ُّ ي‬ ‫تقسيم الكلي إلى ذاتي‪ ،‬وعرضي‬ ‫ال ّشرح‪:‬‬ ‫الكلي ينقسم إلى كلي ذاتي‪ ،‬وكلي عرضي‪ .‬وقد ذكر علماء المنطق لكل من ال ّذاتي‪،‬‬ ‫والعرضي ثلاثة تعريفات‪ ،‬نكتفي بذكر اثنين منها‪.‬‬ ‫ال ّتعريف الأ ّول‪:‬‬ ‫وهو ما اختاره المصنّف‪ ،‬وهو أن ال ّذاتي ما اندرج في الماهية وكان جز ًءا منها‪،‬‬ ‫والماهية لل ّشيء هي حقيقته‪ ،‬فالإنسان مثلا ماهيته حيوان ناطق‪ ،‬وحيوان جنس‪،‬‬ ‫وناطق فصل‪ ،‬والإنسان نوع‪ ،‬كما سنعرفه قري ًبا‪ ،‬واذا نظرنا إلى المثال الإنسان حيوان‬ ‫ناطق‪ ،‬نجد أن ماهية الإنسان هي (حيوان ناطق) وناطق جزء من ماهية الإنسان مندرج‬ ‫فيها فيكون ذاتيا وهو فصل‪ ،‬أما النّوع وهو إنسان فهو تمام الماهية وليس جزءا منها‪.‬‬ ‫وعلى هذا ال ّتعريف يكون النّوع ذات ًّيا‪.‬‬ ‫والعرضي‪:‬‬ ‫ما كان خارجا عن الماهية‪ ،‬فلو ع َّرفنا الإنسان بأنه حيوان ضاحك‪ ،‬نجد أن (ضاحك)‬ ‫‪22‬‬

‫الكليات الخمسة‪4‬‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫‪ - 31‬والكل َّيا ُت خمس ٌة دو َن انتقا ْص * جن ٌس و َف ْص ٌل َع َر ٌض نو ٌع وخا ْص‬ ‫‪ - 32‬وأو ٌل ثلاثــة بـــلا شــــطط * جن ٌس قري ٌب أو بعــي ٌد أو َو َســ ْط‬ ‫إ ّن الكليات خمسة‪ ،‬ووجه الحصر أن الكلي إ ّما أن يكون تمام الماهية‪ ،‬أوجزء‬ ‫الماهية‪ ،‬أوعرضا لها‪ ،‬فإذا كان تمام الماهية ُس ِّم َي (نو ًعا) كالفرس فهو يساوي‬ ‫(حيوان صاهل) فيكون تمام الماهية نوعا‪ ،‬وإن كان الكلي جزء الماهية المساوي‬ ‫ُس ِّم َي (فصلا)‪ ،‬مثل‪ :‬صاهل فهو جزء الماهية التي هي (حيوان صاهل) وهو مسا ٍو‬ ‫لها ‪ -‬أي في الما صدق ‪ -‬وإن كان جزء الماهية الأعم منها فهو (الجنس)‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫حيوان‪ ،‬فحيوان جزء من ماهية الفرس‪ ،‬وهو أعم منها؛ لأن حيوان يشمل الحيوان‬ ‫ال ّصاهل والحيوان النّاطق‪ ،‬وغير ذلك من الحيوانات‪ .‬أما إذا كان الكلي عر ًضا‬ ‫للماهية خارجا عنها‪ ،‬فإن كان عرضا للماهية خاصا بها كال ّضاحك بالنسبة للإنسان‬ ‫ُس ِّم َي (خاصة) وإن كان عر ًضا للماهية غير خاص بها بل يشملها وغيرها‪ ،‬كالماشي‬ ‫بالنسبة للإنسان سمي (عر ًضا عاما)‪ ،‬هذا هو وجه حصر الكليات في خمس‪ .‬وهي‬ ‫الجنس والفصل والنّوع والخاصة والعرض العام‪ ،‬وإليك بيان كل واحدة منها‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫الأسئلة‬ ‫ اذكر أقسام اللفظ من حيث دلالته ال ّتركيبية‪ ،‬والإفرادية‪ ،‬وعرف كل قسم مع ال ّتمثيل‪.‬‬ ‫‪ 2‬ب ّين المفرد والمركب فيما يأتي‪ :‬عل ّي‪ ،‬عبد الله (علما) المؤدب محبوب‪ ،‬زين‬ ‫العابدين (علما)‪ ،‬المجتهد ناجح‪.‬‬ ‫‪ 3‬ع ّرف ك ّلا من الكلي‪ ،‬والجزئي مع ال ّتمثيل ثم عين الكلي والجزئي فيما يأتي‪:‬‬ ‫‪ )7‬خالد‪.‬‬ ‫ه) محمد‬ ‫ا) إنسان ‪ )3‬جمل‬ ‫‪ )2‬على ‪ )4‬ضاحك ‪ )6‬ما ٍش‬ ‫‪ 4‬ع ّرف ال ّذاتي والعرضي بأحد ال ّتعريفين اللذين درستهما مبينا ما يشمله ال ّتعريف‬ ‫من الكليات الخمسة‪.‬‬ ‫‪ 5‬ب ّين ال ّذاتي والعرضي فيما يأتي‪:‬‬ ‫إنسان‪ ،‬ماش‪ ،‬فرس‪ ،‬منتصب القامة‪ ،‬صاهل‪ ،‬ضاحك‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫أقسام الجنس‬ ‫الجنس القريب‪:‬‬ ‫ما لا جنس تحت ُه ‪ ،‬وفوقه أجناس‪ ،‬مثل‪( :‬حيوان) فإن تحته أنواع‪ ،‬مثل‪ :‬إنسان‪ ،‬فرس‪،‬‬ ‫جمل‪ ،‬وفوقه أجناس‪ ،‬مثل‪ :‬جسم نا ٍم‪.‬‬ ‫الجنس البعيد ‪:‬‬ ‫هو ما لا جنس فوقه وتحته أجناس‪ ،‬وم َّثل له المناطقة بالجوهر بنا ًء على جنسيته‪،‬‬ ‫فليس فوقه جنس‪ ،‬وتحته جسم نام‪ ،‬حساس وهي أجناس‪.‬‬ ‫الجنس الوسيط‪:‬‬ ‫هو ما فوقه جنس وتحته جنس‪ ،‬مثل‪ :‬نا ٍم ففوقه جنس وهو الجسم المطلق ويشمل‬ ‫النّامي وغيره‪ ،‬وتحته جنس وهو حيوان ونبات‪.‬‬ ‫قال المص ّنف‪:‬‬ ‫وأ ّو ٌل ثـلاث ٌة بــلا شــط ْط * جن ٌس قري ٌب أو بعي ٌد أو َو َس َط‬ ‫‪ ٢‬الفصل‬ ‫الفصل‪ :‬هو جزء الماهية الصادق عليها في جواب أ ّي شيء هو في ذاته‪.‬‬ ‫فقوله‪( :‬جزء الماهية)‪ ،‬يخرج النوع؛ لأنه تمام الماهية والخاصة‪ ،‬والعرض العام؛‬ ‫لأنهما خارجان عن الماهية ((ال ّصادق عليها)) يخرج الجزء المادي‪ ،‬كالسقف‬ ‫بالنّسبة للبيت‪ ،‬فإن السقف لا يصدق على البيت ((وفي جواب أي شيء هو))‬ ‫مخرج للجنس والنّوع؛ لأن الجنس والنّوع يقالان في جواب ما هو‪.‬‬ ‫مثال الفصل (صاهل) مث ًل فإذا سئل عن الفرس‪.‬‬ ‫أي شيء هو في ذاته‪ .‬كان ال ّصاهل جوابا عنه‪.‬‬ ‫‪27‬‬

‫‪ ١‬الجنس‬ ‫الجنس‪ :‬هو كلي صادق على كثيرين مختلفين بالحقيقة في جواب ما هو‪ ،‬مثل‪:‬‬ ‫حيوان‪ ،‬فهو يصدق على الإنسان والفرس والجمل‪ ،‬ومثل‪ :‬جسم‪ ،‬فإنه يصدق على‬ ‫الجسم النّامي كالحيوان والنبات‪ ،‬وغير النّامي كالحجر والحديد‪.‬‬ ‫فإذا سئل عن الإنسان‪ ،‬والفرس‪ ،‬والجمل‪ ،‬بما هو؟ كان الجواب‪( :‬حيوان)‪.‬‬ ‫واذا سئل عن الحيوان والنّبات والحجر والحديد بما هو؟ كان الجواب‪( :‬جس ًما)‬ ‫والمسئول عنه فيما سبق مختلف الحقيقة‪ ،‬فحقيقة الإنسان غير حقيقة الفرس غير‬ ‫حقيقة الجمل وحقيقة الحيوان‪ ،‬غير حقيقة النبات وحقيقة الحجر غير حقيقة‬ ‫الحديد‪ ،‬ومن ذلك يتبين لنا أن الجنس كلي صادق على كثيرين مختلفين بالحقيقة‬ ‫في جواب ما هو‪.‬‬ ‫شرح ال ّتعريف‬ ‫قوله‪(( :‬صادق على كثيرين مختلفين بالحقيقة)) يخرج النّوع كإنسان؛ لأنه صادق‬ ‫على كثيرين متفقين بالحقيقة‪.‬‬ ‫((في جواب ما هو)) يخرج العرض العام‪ ،‬فإنه لا يقال في الجواب أص ًل كما‬ ‫هو اصطلاح المناطقة‪ ،‬كما يخرج الفصل‪ ،‬والخاصة؛ لأنهما يقالان في جواب أي‬ ‫شيء هو‪.‬‬ ‫قال المص ّنف‪:‬‬ ‫والكليا ُت خمس ٌة دون انتقا ْص * جنس وفصل عرض‪ ،‬نوع وخاص‬ ‫‪26‬‬

‫العرض العام‪ ،‬فإنه لا يقال في الجواب كما هو مصطلح المناطقة‪ ،‬ويخرج الفصل‬ ‫فإنه يقال في جواب أي شيء هو في ذاته كما يخرج الخاصة لأنها في جواب أي‬ ‫شيء هو في عرضه‪.‬‬ ‫ال ّنوع الإضافي‪:‬‬ ‫هو ما صدق على كثيرين في جواب ما هو المندرج تحت جنس‪ .‬والنسبة بين النوعين‬ ‫العموم والخصوص الوجهي يجتمعان في شيء وينفرد كل منهما في شيء آخر‪،‬‬ ‫فيجتمعان في إنسان‪ ،‬حيث يصدق عليه أنه يقال في جواب ما هو على كثيرين متفقين‬ ‫بالحقيقة فيكون نوعا حقيقيا ‪ ،‬ويصدق عليه أنه يقال على كثيرين في جواب ما هو‪،‬‬ ‫ويندرج تحت جنس‪ ،‬حيث إن إنسان يندرج تحت حيوان‪.‬‬ ‫وينفرد الإضافي في الجنس القريب‪ ،‬مثل‪( :‬حيوان) والوسط مثل‪ :‬جسم‪ ،‬فكل من‬ ‫المثالين يصدق عليه أنه صادق على كثيرين في جواب ما هو ومندرج تحت جنس‪.‬‬ ‫فحيوان يندرج تحت (نام) وجسم يندرج تحت (جوهر) وينفرد النوع الحقيقي في‬ ‫النوع البسيط ومثلوا له (بالنّقطة) والنّقطة لا تندرج تحت جنس والإلزام تركيبها‪.‬‬ ‫‪ 4‬الخاصة‬ ‫الخاصة‪ :‬هي الك ّلي الخارج عن الماهية الخاص بها الواقع في جواب أي شيء هو‬ ‫في عرضه فقوله الخارج عن الماهية يخرج الجنس والنوع والفصل‪ ،‬وقوله الخاص‬ ‫بها يخرج العرض العام‪ .‬وهي قد تكون للجنس كالماشي للحيوان‪ ،‬فالماشي خاص‬ ‫بالحيوان وقد تكون للنوع كالضاحك للإنسان‪ ،‬ومن المثالين يتضح لنا أن كل خاصة‬ ‫لنوع‪ ،‬خاصة لجنسه‪ ،‬وخاصة الجنس وهي ماش لا تصلح خاصة لنوعه‪.‬‬ ‫وقد تكون الخاصة والعرض العام لازمة يمتنع في العقل انفكاكها كال ّزوجية‬ ‫للأربعة‪ ،‬وقد تكون مفارقة يجوز في العقل انفكاكها كالكتابة بالفعل للإنسان‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫أقسام الفصل‬ ‫الفصل قسمان قريب وبعيد‪:‬‬ ‫الفصل القريب‪:‬‬ ‫هو ما يم ِّيز الشيء عن جنسه القريب‪ ،‬فجنس الإنسان القريب حيوان‪ ،‬وهو يشمل‬ ‫الحيوان الناطق والصاهل‪ ..‬إلخ‪ ،‬فالفصل وهو ناطق يميز الإنسان عن الحيوان‬ ‫ال ّصاهل‪ ،‬والناهق ويسمى بالفصل القريب‪.‬‬ ‫الفصل البعيد‪:‬‬ ‫هو ما يميز الشيء عن جنسه البعيد (أي غير القريب) فالجنس البعيد للانسان مثل‪:‬‬ ‫(نا ٍم) وهو يشمل الحساس‪ ،‬كالحيوان ‪ ،‬وغير الحساس‪ ،‬كالنّبات‪ ،‬فلو قلنا الإنسان‬ ‫نا ٍم حساس نجد أن كلمة حساس ميزت الإنسان عن النّبات‪ ،‬وهنا يبدو سؤال وهو‬ ‫هل كلمة حساس بالنّسبة للانسان فصل أو جنس؟ والجواب‪ :‬أن كلمة حساس إذا‬ ‫وقعت في جواب ما هو كانت جنسا واذا وقعت في جواب أي شيء هو في ذاته‬ ‫كانت فصلا‪ .‬وبيان ذلك إذا سألنا عن الإنسان ما هو فقيل (حساس) فإذا قلنا أي‬ ‫شيء هو في ذاته فقيل (ناطق) كان لفظ حساس جنس لأنه وقع في جواب ما هو‪.‬‬ ‫أما إذا سألنا عن الإنسان ما هو فقيل (نام) فإذا سألنا أي شيء هو في ذاته فقيل‬ ‫(حساس) كانت كلمة حساس فصلا بعيدا لأنه وقع في جواب أي شيء هو في ذاته‪.‬‬ ‫‪ ٣‬ال ّنوع‬ ‫ينقسم النّوع إلى نوع حقيقي ونوع إضافي‪.‬‬ ‫النّوع الحقيقي‪:‬‬ ‫هو ما صدق على كثيرين متفقين بالحقيقة في جواب ما هو‪.‬‬ ‫فقوله‪( :‬ما صدق على كثيرين) يخرج الجزئي كمحمد و(متفقين في الحقيقة) يخرج‬ ‫الجنس؛ لأنه يقال على كثيرين مختلفين بالحقيقة‪ .‬وفي (جواب ما هو) يخرج‬ ‫‪28‬‬

‫• •ومشكك‪ :‬وهو الذي لم َت َتسا َو أفراده في صدق ال ُك ِّلي عليها؛ وذلك بأن يكون‬ ‫المعنى المقصود من الكل في بعضها أولى من بعض‪ ،‬أو أقدم‪ ،‬أو أشد وأقوى‪.‬‬ ‫• •القسم ال ّثاني‪:‬‬ ‫ما يدل على أكثر من معنى‪ ،‬وهو‪ :‬ما ُو ِضع لمعان كثيرة مختلفة على السواء‪ ،‬فهو‬ ‫المشترك اللفظي‪ ،‬كعين‪ ،‬وعكس الاشتراك الترادف وهو‪ :‬أ ْن يتوافق اللفظان في‬ ‫المعنى كإنسان وبشر‪ ،‬فإ َّنهما موضوعان للحيوان الناطق‪.‬‬ ‫وإ َّما أن يكون قد وضع في الأصل لمعنى‪ ،‬ثم ُن ِقل منه إلى معنى آخر‪ ،‬فهو المنقول‪،‬‬ ‫ككلمة ال ّصلاة‪ ،‬وال ّصوم‪.‬‬ ‫وإ َّما َأ ْن يكون قد وضع في الأصل لل ّدلالة على شيء‪ ،‬ثم استعمل بطريق المجاز‬ ‫لل ّدلالة على شيء آخر فهو المجازي‪ ،‬مثل أسد؛ فإنه وضع للدلالة على الحيوان‬ ‫المفترس‪ ،‬ثم ُن ِقل مجا ًزا إلى الرجل الشجاع‪.‬‬ ‫واذا نظرنا بين معنى ال ّلفظ الكلي إلى لفظ كلي آخر‪ ،‬ومعنى لفظ آخر‪ ،‬فإ ْن لم‬ ‫يصدق أحدهما على شيء مما يصدق عليه الآخر فهو التباين مثل‪ :‬إنسان‪ ،‬وحجر‪،‬‬ ‫وإلا فعموم وخصوص ُم ْط َلق مثل إنسان‪ ،‬وحيوان أو وجهي مثل‪ :‬إنسان وأبيض‪ .‬أو‬ ‫مساوي مثل‪ :‬إنسان وناطق‪.‬‬ ‫من خلال ما سبق يتحصل لنا أن النسب أربعة أقسام‪:‬‬ ‫ ‪1‬نسبة بين معنى اللفظ‪ ،‬وأفراده‪ ،‬وهذا القسم يشمل (المتواطئ) و(المشكك)‪.‬‬ ‫ ‪2‬نسبة بين اللفظ‪ ،‬ومعناه‪ ،‬وهذا القسم هو (اللفظ المشترك)‪.‬‬ ‫ ‪3‬نسبة بين اللفظ‪ ،‬ولفظ آخر‪ ،‬وهذا القسم هو (المترادف)‪.‬‬ ‫ ‪4‬نسبةبينمعنىاللفظ‪،‬ومعنىلفظآخر‪،‬وهذاالقسمهو(ال ّتخالف)‪،‬ويصدقبصور‬ ‫ثلاثة‪ ،‬التباين‪ ،‬والعموم والخصوص المطلق‪ ،‬والعموم والخصوص الوجهي‪.‬‬ ‫‪31‬‬

‫‪ 5‬العرض العام‬ ‫العرض العام‪ :‬هو الكلي الخارج عن الماهية الصادق عليها وعلى غيرها‪.‬‬ ‫((فالكلي الخارج عن الماهية)) يخرج الجنس‪ ،‬والنوع‪ ،‬والفصل‪.‬‬ ‫((الصادق عليها وعلى غيرها)) يخرج الخاصة‪ ،‬ومثاله (ما ٍش) فإنه يصدق على‬ ‫الإنسان‪ ،‬والجمل‪.‬‬ ‫نسبة الألفاظ والمعاني بعضها لبعض‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫‪َ - ٣٣‬ونِ ْســ َب ُة الألفـا ِظ للمعـان ي * خمســ ُة أقسـا ٍم بـلا ُنقصا ِن‬ ‫‪ - 34‬توا ُطـ ٌؤ تشــاك ٌك تخا ُلـ ُف * والاشترا ُك عك ُســه التراد ُف‬ ‫‪ - 35‬واللفــ ُظ إما طلـ ٌب أو خب ُر * وأ ّو ٌل ثـلاثـــ ٌة ســــتذكـ ُر‬ ‫‪ - 36‬أم ٌر مع استعلا وعك ُسه ُد َعا * وفي ال ّتساوي فالتما ٌس وقعا‬ ‫ينقسم الاسم باعتبار معناه من حيث هو معناه إلى قسمين‪:‬‬ ‫• •القسم الأول‪:‬‬ ‫ما يد ّل على معنى واحد‪ ،‬وهو‪ :‬إما أن يدل على ذات واحدة فقط‪ ،‬وهو الجزئي‬ ‫الحقيقي‪ ،‬كمحمد‪ ،‬والقاهرة‪ ،‬ومكة‪ ،‬واما أن يدل على أفراد كثيرة‪ ،‬وهو ال ُك ِّلي‪،‬‬ ‫كإنسان‪ ،‬وشجرة‪ ،‬والكلي ينقسم إلى متواطئ‪ :‬وهو الذي تتساوى جميع أفراده‬ ‫في صدق ال ُك ِّلي عليها‪ ،‬واشتراكها فيه‪ ،‬مثل إنسان‪ ،‬ومثلث‪ ،‬فإ َّن جميع أفراد هذه‬ ‫الكليات تتفق في صدق الحقيقة الكلية عليها‪ ،‬وتطلق على كل منها بال ّتساوي‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ ٥‬التباين‬ ‫هو أ َّل يصدق أحد اللفظين الكليين على شيء مما يصدق عليه الآخر‪ ،‬وذلك‬ ‫كالمربع‪ ،‬والمثلث مث ًل‪ ،‬فإ َّن معنى المربع سطح مست ٍو محدود بأربعة خطوط‬ ‫متساوية‪ ،‬والمثلث سطح مست ٍو محدود بثلاثة خطوط متقاطعة‪ :‬فأنت ترى أن‬ ‫المعنيين متغايران‪ ،‬ومحال أ ْن يصدق أحدهما على شيء مما يتناوله الآخر‪.‬‬ ‫وبذلك تكون النسبة بين معنى المثلث‪ ،‬والمربع (التباين)‪.‬‬ ‫وكذلك القول في النسبة بين معنى (إنسان)‪ ،‬ومعنى (فرس)‪ ،‬و(جزيرة)‪،‬‬ ‫و(بحيرة) وهكذا يسمى هذا التباين كل ًّيا‪.‬‬ ‫‪ ٦‬العموم والخصوص المطلق‬ ‫هو َأ ْن يجتمع المعنيان في مادة‪ ،‬وينفرد الأَ َع ُّم منهما في مادة أخرى؛ كما في النسبة‬ ‫بين معنى الإنسان‪ ،‬ومعنى الحيوان‪ ،‬وينفرد الأَ َع ُّم منهما وهو الحيوان في الفرس‪،‬‬ ‫والجمل مث ًل‪.‬‬ ‫‪ ٧‬العموم والخصوص الوجهي‬ ‫وضابطه‪ :‬أ ْن يجتمعا في مادة‪ ،‬وينفرد كل منهما في مادة أخرى؛ وذلك‪ :‬كما في‬ ‫النسبة بين معنى الإنسان‪ ،‬والأبيض‪.‬‬ ‫فإ َّنهما يجتمعان في الإنسان الأبيض‪ ،‬وينفرد الإنسان في الأسود مث ًل‪ ،‬كما‬ ‫ينفرد الأبيض في الثلج‪ ،‬والقطن‪ .‬ويسمى هذا التباين جزئ ًّيا‪.‬‬ ‫تقسيم اللفظ إلى خبر وإنشاء‪:‬‬ ‫ال ّلفظالمركب‪:‬إناحتملالصدقوالكذب ُي َس َّمى‪:‬خب ًرا‪.‬وانلميحتمل‪ُ ،‬ي َس َّمى‪:‬إنشا ًء‪.‬‬ ‫ومن الانشاء‪ :‬الطلب مثل‪ :‬ذاكر‪ ،‬لا تهمل‪ .‬فإن كان مع استعلاء‪ ،‬فهو‪ :‬أمر‪.‬‬ ‫وان كان مع خضوع‪ ،‬فهو‪ :‬دعاء‪ .‬وان كان مع تساوي‪ ،‬فهوالتماس‪ .‬ولا يهتم المناطقة‬ ‫إلا بالخبر‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫وبذلك تكون النسب المذكورة أربعة إجما ًل‪ ،‬وسبعة تفصي ًل‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫‪ ١‬ال ّتواطؤ‬ ‫هو أن يكون اللفظ ذا معنى واحد‪ ،‬وله أفراد متساوية في ذلك المعنى‪ .‬مثاله‪ :‬إنسان‪،‬‬ ‫جمل‪ ،‬فرس فإن جميع أفراد الإنسان‪ ،‬والجمل‪ ،‬والفرس‪ ،‬متساوية في أصل‬ ‫المعنى‪ ،‬فالنسبة بين معنى ال ّلفظ‪ ،‬وتلك الأفراد المتساوية في أصل هذا المعنى‬ ‫تسمى (التواطؤ)‪.‬‬ ‫‪ ٢‬ال ّتشاكك‬ ‫هو أن يكون اللفظ له معنى واحد‪ ،‬ولكن أفراده مختلفة؛ أي غير متساوية في ذلك‬ ‫المعنى‪ .‬مثاله‪ :‬البياض‪ ،‬الضوء‪ ،‬الوجود‪ ،‬فإ َّن كل لفظ من هذه الألفاظ له معنى يندرج‬ ‫تحته أفراد متعددة‪ ،‬ولكنها غير متساوية في المعنى‪.‬‬ ‫فالوجود مقول على الواجب‪ ،‬والممكن‪ ،‬ولكنه في الواجب أولى منه في‬ ‫الممكن‪ .‬والوجود أي ًضا مقول على الواجب والممكن لكن حصوله في الواجب‬ ‫قبل حصوله في الممكن‪.‬‬ ‫والضوء يكون للشمس‪ ،‬والمصباح‪ ،‬ولكنَّه في ال ّشمس أشد وأقوى منه في‬ ‫المصباح‪ .‬وكذا البياض فإ َّنه في الثلج أقوى وأشد منه في الحجر‪ ،‬والجير‪.‬‬ ‫‪ ٣‬الاشتراك‬ ‫هو اتحاد اللفظ‪ ،‬وتعدد الوضع والمعنى‪ .‬مثاله‪( :‬عين) فإ َّنها وضعت للباصرة‪،‬‬ ‫والبئر‪ ،‬وال ّذهب بأوضاع مختلفة‪ ،‬وكذلك (قرء) ل ّل ُّط ْهر‪ ،‬والحيض‪.‬‬ ‫‪ ٤‬الترادف‬ ‫عكس الاشتراك‪ ،‬وهو تعدد اللفظ‪ ،‬واتحاد المعنى مثاله‪ :‬بر وقمح‪ ،‬وأسد وغضنفر‪،‬‬ ‫وإنسان وبشر‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫الأسئلة‬ ‫ ‪1‬اذكر وجه انحصار الكليات في خمسة‪.‬‬ ‫ ‪2‬ع ّرف الجنس‪ .‬وبين أقسامه مع التمثيل‪.‬‬ ‫ ‪3‬ع ّرف الفصل وبين أقسامه مع التمثيل‪.‬‬ ‫ ‪4‬ب ّين الفرق بين العرض العام والخاصة مع التمثيل‪.‬‬ ‫ ‪5‬اذكر الفرق بين النّوع الحقيقي‪ ،‬والنوع الإضافي مع التمثيل‪.‬‬ ‫ ‪6‬ب ّين نوع الكلي فيما يأتي‪ :‬صاهل‪ ،‬مثلث‪ ،‬نبات‪ ،‬جسم‪ ،‬ضاحك‪ ،‬ثم ضع كلمة‬ ‫(ماش) في مثالين بحيث تكون في الأ ّول عر ًضا عا ًّما وفي ال ّثاني خاصة‪.‬‬ ‫ ‪7‬هات مثالا للكلية والجزئي والجزء‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫الكل والكلية والجزء والجزئية‬ ‫كك ِّل ذاك ليس ذا وقو ِع‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫فإنــه كليــ ٌة قـد ُع ِلـما‬ ‫‪ - 37‬ال ُك ُّل ُح ْك ُمنا على المجمو ِع * ‬ ‫والجـزء معرفتـه جلي ْة‬ ‫‪َ - 38‬و َح ْي ُثــما لـك ِّل فــر ٍد ُح ِك َما * ‬ ‫‪ - 39‬والحك ُم للبع ِض هو الجزئي ْة * ‬ ‫الكل‪:‬‬ ‫هو الحكم على المجموع من حيث هو مجموع‪ ،‬وليس هو الحكم على الجميع مثل‪:‬‬ ‫كل أزهري يتحمل مسئولية الدعوة الإسلامية إلى العالم يريد مجموعهم لا جميعهم‬ ‫فقد يكون فيهم من لا يقدر عليها‪ ،‬وقد درج علماء المنطق على مناقشة حديث ذي‬ ‫اليدين هل هو من باب الكل أو من باب الكلية‪ .‬والحديث أن النبي صلى الرباعية‬ ‫ركعتين وس َّلم‪ .‬فقال ذو اليدين‪ :‬أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله فقال كل‬ ‫ذلك لم يكن فقال ذو اليدين‪ :‬بل بعض ذلك قد كان‪ .‬الحديث‬ ‫وأنه من باب الكل الذي هو الحكم على المجموع‪ ،‬والراجح أنه من باب الكلية‬ ‫لأن العبارة وهي (كل ذلك لم يكن) تفيد نفى كل من النسيان‪ ،‬والقصر‪ ،‬ولا تفيد نفي‬ ‫الجمع بين النسيان والقصر‪.‬‬ ‫الكلية‪:‬‬ ‫هي الحكم على جميع الأفراد‪ ،‬مثل‪( :‬كل نفس ذائقة الموت) كل إنسان حيوان‪.‬‬ ‫الجزئية‪:‬‬ ‫هي الحكم على بعض الأفراد‪ :‬مثل‪ :‬بعض الحيوان صاهل‪.‬‬ ‫الجزء‪:‬‬ ‫هو ما تركب منه ومن غيره الكل‪ ،‬مثل‪ :‬السقف بالنسبة للبيت والخشب بالنسبة للباب‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫المع ّرفات‪5‬‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫‪َ - 40‬م َع ِّر ٌف على َث َل َثــ ٍة ُق ِســـ ْم * َح ٌد‪ ،‬و َر ْسم ٌي‪ ،‬و َل ْفظــ ٌّي ُع ِل ْم‬ ‫‪ - 41‬فال َح ُّد بال ِجنْ ِس و َف ْص ٍل َو َقعا * وال َّر ْس ُم بال ِجنْ ِس وخا َص ٍة َم َعا‬ ‫‪ - 42‬ونا ِق ُص الح ِّد بِ َف ْص ٍل‪ ،‬أو معا * ِجنْ ٍس بعيــ ٍد لا قريــ ٍب َو َق َعا‬ ‫‪ - 43‬ونا ِق ُص ال َر ْس ِم بخاص ٍة َف َق ْط * َأ ْو َم َع ِجـنْ ٍس أبعــ ٍد َقد ارتب ْط‬ ‫‪ - 44‬وما بِ َل ْفظــ ٍّي لديهــ ْم ُش ِه َرا * َت ْبدي ُل لفــ ٍظ بردي ٍف َأ ْشــ َهرا‬ ‫المع ّرفات هي مقاصد ال ّتصورات ومبادئ ال ّتصورات هي الكليات الخمس‪ ،‬ولما‬ ‫فرغ المصنف من مبادئ التصورات شرع في بيان مقاصدها وهي المعرفات‪.‬‬ ‫ال ّتعريف هو‪ :‬مايلزم من تصوره تصور المعرف‪ :‬أو امتيازه عن غيره‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫ال ّسؤال بما ‪ -‬وأ ّي‬ ‫إذا كان ال ّسؤال (بما – وأي) من أبواب العلم فلابد أن تعرف أن المناطقة يسألون بما‬ ‫في مواضع وبأي في مواضع‪.‬‬ ‫لأن ال ّسائل إن كان يسأل عن حقيقة ال ّشيء فيسأل بما‪.‬‬ ‫وإن كان عالما بالحقيقة ولكن يريد أن يعلم ما يميزها عن غيرها من الأشياء فيسأل بأي‪.‬‬ ‫وال ّسؤال بـ(ما) يكون عن أربعة أشياء‪.‬‬ ‫‪ 1‬واحد كلي‪ :‬مثل‪ :‬ما الإنسان؟ والجواب عنه يكون بالحد (حيوان ناطق)‪.‬‬ ‫‪ 2‬واحد جزئي‪ :‬نحو ما محمد؟ والجواب عنه بالنّوع (إنسان)‪.‬‬ ‫‪ 3‬متعدد متماثل الحقيقة‪ :‬مثل‪ :‬ما محمد وعلى وفاطمة؟ والجواب بالنّوع (إنسان)‪.‬‬ ‫‪ 4‬متعدد مختلف الحقيقة‪ :‬مثل‪ :‬ما الإنسان ‪ .‬والغزال‪ .‬والأسد؟ والجواب يكون‬ ‫ببيان الجنس‪.‬‬ ‫ال ّسؤال بـ(أي) يكون على ضربين‪.‬‬ ‫‪ 1‬أن يراد السؤال عما يميز الشيء في ذاته‪ .‬مثل‪ :‬أي شيء يميز المعدن في ذاته؟‬ ‫فتكون الإجابة بالفصل (بأنه يتمدد بالحرارة)‪.‬‬ ‫‪ 2‬أن يراد السؤال عن المميز للشيء في َع َر ِضه أي شيء ليس داخ ًلا في حقيقته‪،‬‬ ‫مثل‪ :‬أي شيء يميز الصلاة عن بقية الفرائض؟ فيكون الجواب بالخاصة فنقول‬ ‫(استقبال القبلة)‪.‬‬ ‫والخلاصة أن السؤال بـ(ما) عن الحقيقة وجوابه بالحد أو النوع أو الجنس‪.‬‬ ‫والسؤال بـ (أي) عن المميز وهو إما في الحقيقة فيكون الجواب بالفصل أو المميز‬ ‫شيء خارج عن الحقيقة فيكون بالخاصة‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫ال ّرسم ال ّناقص‪:‬‬ ‫وهو ما كان بالخاصة فقط‪ ،‬كتعريف الإنسان بأنه‪ :‬ضاحك‪ .‬أو كان ال ّتعريف بالخاصة‬ ‫والجنس البعيد‪ ،‬كتعريف الإنسان بأنه‪( :‬جسم ضاحك)‪.‬‬ ‫وبقي‪:‬‬ ‫ ‪1‬ال ّتعريف بالعرض العام مع الفصل‪ ،‬كتعريف الإنسان بأنه‪ :‬الماشى النّاطق‪.‬‬ ‫ ‪2‬وال ّتعريف بالفصل‪ ،‬مع الخاصة‪ ،‬كتعريف الإنسان بأنه‪ :‬الناطق ال ّضاحك‪.‬‬ ‫ ‪3‬وال ّتعريف بالعرض العام مع الخاصة‪ ،‬كتعريف الإنسان بأنه‪ :‬الماشي ال ّضاحك‪.‬‬ ‫هذه ال ّتعريفات المذكورة ذهب أكثر المناطقة إلى أن ال ّتعريف بالعرض العام مع‬ ‫الفصل أو بالفصل مع الخاصة من الحد النّاقص‪ .‬أما ال ّتعريف بالعرض العام مع‬ ‫الخاصة فهو من قبيل الرسم النّاقص‪.‬‬ ‫ثالثا‪ :‬ال ّتعريف ال ّلفظي كما هو المشهور عند المناطقة‬ ‫هو أن يكون‪:‬‬ ‫ ‪1‬بتبديل اللفظ بمرادفه الأشهر‪ ،‬كتعريف الليث (بالأسد)‪.‬‬ ‫ ‪2‬وكذلك ال ّتعريف بالمثال مثل‪ :‬الاسم‪ ،‬كمحمد‪.‬‬ ‫ ‪3‬وال ّتعريف بالتقسيم‪ ،‬مثل‪ :‬الكلمة‪ :‬اسم‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو حرف‪.‬‬ ‫والمحققون من المناطقة ألحقوا التعريف اللفظي بالرسم الناقص‪ .‬وذلك لأن اتضاح‬ ‫اللفظ بمرادفه الأشهر‪ .‬خاصة من خواصه وهو المثال الأ ّول أو المشابهة بين الشيء‬ ‫ومثاله كما في المثال الثاني‪ ،‬والتقسيم خاصة من خواصه كما في المثال الثالث‪ .‬لهذا‬ ‫ألحقت هذه ال ّتعريفات بالرسم الناقص‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫المع ِّرف على ثلاثة أقسام‪ :‬تعريف بالحد‪ ،‬تعريف بالرسم‪ ،‬تعريف لفظي‪ ،‬وإليك‬ ‫بيان كل‪:‬‬ ‫أ ّولا‪ :‬ال ّتعريف بالح ّد‬ ‫ويكون بذكر ذاتيات الشيء ال ُم َع َّرف‪ ،‬وهو ينقسم إلى حد تام‪ ،‬وحد ناقص‪.‬‬ ‫الح ّد ال ّتام‪:‬‬ ‫هو تعريف بالجنس القريب والفصل بشرط تقديم الجنس على الفصل‪ ،‬مثل‪ :‬تعريف‬ ‫الفرس بأنه حيوان صاهل‪ ،‬وتعريف الإنسان بأنه حيوان ناطق‪ .‬فالتعريف وقع بالجنس‬ ‫القريب وهو الحيوان في المثالين‪ ،‬والفصل هو صاهل في المثال الأول‪ ،‬وناطق في‬ ‫المثال ال ّثاني‪ ،‬والجنس في المثالين مقدم على الفصل‪ ،‬وسمي ح ًّدا لأنه مانع من‬ ‫دخول غير المعرف فيه‪ ،‬وتا ًّما لاشتماله على الذاتيات‪.‬‬ ‫الحد النّاقص‪:‬‬ ‫هوما كان بالفصل القريب فقط‪ ،‬كتعريف الفرس بأنه (صاهل) أو بالجنس البعيد مع‬ ‫الفصل‪ ،‬كتعريف الفرس بأنه (جسم صاهل)‪.‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬ال ّتعريف بالرسم‬ ‫ويكون بذكر عرضيات ال ّشيء المعرف‪ :‬وهو‪ :‬ينقسم إلى تام‪ ،‬وناقص‪.‬‬ ‫ال ّرسم ال ّتام‪:‬‬ ‫هو ما كان بالجنس القريب‪ ،‬والخاصة‪ ،‬كتعريف الإنسان بأ ّنه حيوان ضاحك‪ .‬وسمي‬ ‫رس ًما لأن الرسم هو الأثر‪ ،‬وال ّتعريف يشتمل على الخاصة وهو أثرمن آثارحقيقة‬ ‫الإنسان‪ .‬وسمي رس ًما تا ًما لأن ال ّتعريف اشثمل على الجنس القريب وقيد بأمر‬ ‫يخص المع َّرف‪ .‬وهو (ضاحك)‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫ ‪2‬أن يكون التعريف ظاه ًرا بحيث لا يكون أخفى من المع َّرف‪ ،‬ولا مساو ًّيا له فلو‬ ‫ع َّرفنا النار بأنها جسم كالنفس‪ ،‬كان التعريف أخفى من المع ِّرف لأن النفس أخفى‬ ‫من النار‪ ،‬وكذلك إذا كان التعريف مساو ًيا للمعرف في الخفاء وذلك كتعريف‬ ‫المتحرك بما ليس بساكن‪ ،‬وعلى ذلك فالتعريف بالأخفى أو بالمساوي للمعرف‬ ‫في الخفاء لا يصح‪.‬‬ ‫ ‪3‬ألا يكون ال ّتعريف بطريق المجاز الخالي عن القرينة‪ ،‬مثل‪ :‬تعريف التلميذ البليد‬ ‫بأنه‪ :‬حيوان ناهق فهذا ال ّتعريف لا يصح‪ .‬أما إذا وجدت قرينة مثل‪ :‬تعريف البليد‬ ‫بأنه حيوان ناهق يقرأ ويكتب فإ ّن ال ّتعريف يصح‪.‬‬ ‫ ‪4‬ألا يتوقف معرفة ال ّتعريف على معرفة المعرف‪ ،‬كتعريف الشمس بأنها كوكب‬ ‫نهاري‪ .‬والنهار هو الفترة من طلوع الشمس حتى غروبها ‪ .‬فالنهار يتوقف على‬ ‫معرفة ال ّشمس لأنها مأخوذة من تعريفه إذن فتعريف النهار يتوقف على معرفة‬ ‫ال ّشمس‪ ،‬ومعرفة ال ّشمس متوقفة على معرفة النهار‪ ،‬وهذا دور فلا يصح التعريف‪.‬‬ ‫ ‪5‬إذا كان التعريف بلفظ مشترك فلا يصح ال ّتعريف إ ّل بأحد أمرين أن تكون هناك‬ ‫قرينة تعين أحد المعنيين‪ ،‬أو يكون التعريف صادقا على المعنيين‪ .‬فلو عرفنا‬ ‫ال ّشمس بأنها عين تضيء الكون وأيضا إذا صدق التعريف على المعنيين صح‬ ‫ال ّتعريف‪ ،‬وذلك كتعريف القضية بأنها قول يحتمل الصدق والكذب لذاته‪ ،‬فالقول‬ ‫في ال ّتعريف مشترك بين الملفوظ والمعقول‪ .‬وك ّل منهما مراد في التعريف‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫شروط التعريف‬ ‫قال صاحب ال ُّس َّلم‪:‬‬ ‫* ُمنْ َع ِك ًســا وظاهــ ًرا لا أبعـدا‬ ‫‪ - 45‬وشر ُط كـ ٍّل أن ُيــ َرى ُم َّطــ ِر َدا ‬ ‫* بــلا قرينــ ٍة بهــا ُت ُحـــ ِّر َزا‬ ‫‪ - 46‬ولا ُم َســـاو ًيا ولا َت َجــــ ُّو َز ا‬ ‫* مشــتر ٍك مــن القرينـــة خلا‬ ‫‪ - 47‬ولا بما ُيــدري بمحــدود ولا ‬ ‫‪ - 48‬وعندهــم من جملــة المردود * أن َتدخ َل الأحكا ُم في الحدود‬ ‫‪ - 49‬ولا يجوز في الحدود ِذ ْك ُر (أو) * وجائ ٌز في الرس ِم فاد ِر ما َر َووا‬ ‫ ‪1‬أن يكون التعريف مطر ًدا منعك ًسا جام ًعا مان ًعا‪ ،‬يعني جام ًعا لجميع أفراد المع َّرف‬ ‫بحيث لا يخرج عنه فرد‪ ،‬ومان ًعا من دخول غير المع َّرف فيه‪ ،‬وذلك مثل‪ :‬تعريف‬ ‫الإنسان بأنه حيوان ناطق؛ فهذا التعريف جامع لجميع أفراد الإنسان‪ ،‬ومانع من‬ ‫دخول غير الإنسان فيه‪.‬‬ ‫أما لو عرفنا الإنسان بأنه ((جسم نا ٍم)) فهذا التعريف لا يمنع دخول النبات‪.‬‬ ‫فهو جسم نا ٍم ولا يمنع من دخول الفرس والجمل؛ لأن ك ًل منهما جسم نام‪.‬‬ ‫فهذا التعريف غير مانع فلا يصح واذا ع َّرفنا الحيوان بأنه ((جسم ُم َف ِّكر)) فهذا‬ ‫التعريف غير جامع لأفراد الحيوان‪ ،‬فهو لا يصدق على الفرس‪ ،‬والجمل مث ًل‪.‬‬ ‫ولهذا لا يكون التعريف صحي ًحا؛ لأنه غير جامع لجميع أفراد المع َّرف‪.‬‬ ‫‪40‬‬

Dengan ini SAYA BERJANJI akan menjaga buku ini dengan baiknya dan bertanggungjawab atas kehilangannya, serta mengembalikannya kepada pihak sekolah pada tarikh yang ditetapkan. Skim Pinjaman Buku Teks Sekolah ______________________________ Tahun Tingkatan Nama Penerima Tarikh Terima Nombor Perolehan: _____________________________ Tarikh Penerimaan : _____________________________ BUKU INI TIDAK BOLEH DIJUAL


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook