اللغة العربية -قضايا أدبية الفرع الأدبي الص ُّف الثاني عشر الفصل الد ارسي الأول جيل 2003م جهاد أبو عجم ّية 0796212140 1
الفصل الد ارسي الأول الصفحة قاِئ َم ُة المحتويات الموضوع المقدمة 4 الأدب في العصر الأندلسي الوحدة الأولــــــــى 5 * قضايا من الشعر في العصر الأندلسي 5 الوحدة الثانيـــــــة 9 .1شعر وصف الطبيعة 13 .2شعر رثاء المدن والممالك 15 .3شعر الم أرة 18 .5ال ّشعر الاجتماع ّي 21 * قضايا من النثر في العصر الأندلسي .1الرسائل الأدبيّة التأليفيّة 24 .2فن القصة الفلسفّية 30 الأدب في العصرين :الأيوبي والمملوكي * قضايا من الشعر في العصرين :الأيوبي والمملوكي 34 .1شعر الجهاد في العصرين :الأيّوب ّي والمملوك ّي 39 42 .2المدائح الّنبوّية 43 * قضايا من النثر في العصرين :الأيوبي والمملوكي .1أدب الرحلات .2فن الّرسائل .3فن الخطابة .4التأليف الموسوع ّي 2
الحفظ المطلوب في الفصل الد ارسي الأول يحفظ الطلبة خمسة أبيات شعرية من كل من: -شعر وصف الطبيعة في الأندلس. -شعر رثاء المدن والممالك في الأندلس. -شعر الم أرة في الأندلس. -ال ّشعر الاجتماع ّي في الأندلس. -صدى الغزو الصليب ّي في ال ّشعر. -صدى الغزو المغول ّي في ال ّشعر. -المدائح الّنبوّية. الأبيات المقرر حفظها صدى الغزو الصليبي في الشعر شعر وصف الطبيعة في الأندلس َفلَْم َيبـــــْ َق ِمَّنا َعْر َصةٌ ِلْل َمــــــــــــــــــــ ار ِحِم َمَزْجنا ِدما ًء بِالُّدمــــــــــــــــوِع ال َّسواجِم َولا ُيفاِر ُق فيها الَقْلــــــــــــــــــ َب َسَّارءُ فـــــــي أَْر ِض أَْنَدلُ ٍس َتْلتَــــــــــــــــــُّذ َن ْعما ُء إَذا ال َحـــــــــــــــْر ُب ُشَّب ْت ناُرها بِال َّصواِرِم َو َشُّر ِسلا ِح ال َمْرِء َد ْمعٌ ُيفيِــــــــــــ ُضهُ َوك ّل َرْو ٍض بِها في الَو ْش ِي َصْنعـا ُء َوَكْيـــــــــ َف لا ُيْب ِه ُج الأَْبصـــــــــاَر ُرْؤَيتُها على َهفَـــــــــــــــــــــــوا ٍت أَْيقَظَ ْت ك ّل نائِِم َوَكْي َف تَناُم ال َعْي ُن ِم ْل َء ُجفونِــــــــــــها َوال َخُّز َرْو َضتُها َوالُّدُّر َح ْصبــــــــــــا ُء أَْنهاُرهـــــــــا ِف َّضةٌ َوال ِم ْســـــــــــــــــ ُك تُْرَبتُها َوقائِعَ ُيْلــــ ِحْق َن الُّذَرى بِاْل َمنــــــــــــــــــــا ِسِم فَِإيهًا َبنِي اِْل ْســـــــــــــلاِم ِإ َّن َو ار َء ُكْم فَِريـــــــدةً وتََوَلّـــــــــــى َمْيَزها المـــــا ُء قَْد ُمِّيز ْت من ِجها ِت الأْر ِض ِحي َن َبَد ْت َوتُ ْعِلن بِالأَ ْحــــــــــــــــــــــــــــ از ِن والُتّرحا ِت لتَب ِك على القُْد ِس البِــــــــــلاُد بِأَ ْسِرها وال َطّْيُر َي ْشُدو وِللأ ْغصا ِن إ ْصــــغا ُء ِلذا َك َيْب ُسُم فيها الَّزْهـــــــُر ِمـــ ْن َطــــــَرٍب صدى الغزو المغولي في الشعر شعر رثاء المدن والممالك في الأندلس لسائ ِل الَّد ْمــــــــــــــ ِع َع ْن َب ْغداَد إ ْخباُر فَما ُوقُوفُ َك والأَ ْحـــبا ُب قَْد ساروا يا ازئِري َن إلى الَّزْو ارِء لا تَِفـــــــــــــــدوا َوَمحا َمحا ِسَنك البِلـــــى َوالَّنـاُر عاثَ ْت بِسا َحتِ ِك ال ِعدا يــــــــــا داُر فَما بِذا َك ال ِحمـــــــى َوالّداِر دَّياُر تا ُج ال ِخــــــــــلافَِة َوالّرْبعُ اَلّذي َشُرفَ ْت طَا َل ا ْعتِـبــــــاٌر في َك وا ْستِـ ْعباُر َواذا تََرَّدَد فـــــــــــي َجنابِ َك نا ِظـٌر بِِه ال َمعــــــــــــــــاِلُم قد َعَفّاهُ إْقفاُر أَ ْضحى لِ َع ْص ِف البِلــى في َرْب ِع ِه أَثٌَر َوتَ َم َّخ َضــــــــ ْت ب َخَاربها الأَْقـداُر أَْر ٌض تَقَاَذفَ ْت ال ُخطُــو ُب بأَ ْهلِها َولِلُّدمـــــــــــــــوِع َعلى الآثاِر آثاُر إلَْي َك َيا ََرّبنا ال َّش ْكــــــــــــوى فَأْن َت تَرى لاَ أَْنــ ِت أَْنــ ِت َولا الِّدياُر ِديــــاُر َكتََب ْت َيُد ال َحَدثا ِن في َعَرصاتِها ما َح َّل بالِّدي ِن َوالباغـــــو َن فُ َّجاُر َعلــى الَبهاِليـ ِل ِمـــ ْن أَْبنـا ِء َعَّبـاِد تَْبكـــــي ال َّسما ُء ب ُمْزٍن ِارئـــ ٍح غـاِد المدائح النبوية شعر الم أرة في الأندلس َمَزْج َت دم ًعا جرى من مقل ٍة بِدِم أ ِم ْن تَذ ُّكِر جيـــــــــــ ار ٍن بذي سلِم ِن والفَريقَْي ِن ِمن ُعْرٍب وِم َن َع َجِم ُم ُح َّمٌد َسِّيُد ال َكْوَنْيــــ ِن َوالَثَّقلَْيــــــــــ َو َخْيَر ُمْنتَــــــــــــــــــ َج ٍع َيْوًما لُِرّواِد اْب َن ال ِهشـــــــــــــا َمْي ِن َخْيَر الّنا ِس َمْأثََرةً ل ُك ِّل َهـــــــــْوٍل ِمن الأ ْهـوا ِل ُمْقتَ َحِم ُهَو ال َحبي ُب اَلّذي تُْرَجى َشفا َعتُهُ روى أَنابيَبها ِم ْن صْر ِف ِفْرصاِد إِ ْن َهَّز َيْوَم الَوغـــــــــــى أَثْنا َء َص ْعَدتِِه َيْرمي ب َموٍج ِم َن الأَْبطــــــا ِل ُمْلتَ ِطِم َي ُجُّر َب ْحَر َخ ِمي ٍس فَو َق سابِـــــ َح ٍة ُمقاَبلًا َبيــــــــــــــــــْ َن آبا ٍء َوأَ ْجـداِد قُ ْل لِلإمـــــــــــــــاِم أَيا َخْيَر الَورى َن َسًبا إ ْن َتْلقَـهُ الأُ ْسُد في آجـــــــا ِمها تَ ِجِم وَمن تَ ُك ْن بَرســـــــوِل اللِه ُنصَرتُهُ فَها َك فَ ْض ُل ثَنا ٍء ارئــــــــــــ ٍح غاِد َجَّوْد َت َطْبعي َولَْم تَْر َض ال ُّظلا َمةَ لي َوِا ْن َرَحْل ُت فَقَْد َزَّوْدتَنـــــــي ازدي فِإ ْن أَقَ ْم ُت فَفي ُن ْعمــــــــــــــا َك عا ِطفَةً الشعر الاجتماعي في الأندلس َوعاَد ِإ ْحســــاُن ِك اَلّذي أَْذ ُكْر يا لَْيلَةَ العـــــــيِد ُعْد ِت ثانَِيةً ِهلاِل ِك الِّن ْضِو نا ِحلًا أَ ْصفَْر إِْذ أَْقَب َل الّنا ُس َيْنظُرو َن ِإلى ُم َعِّر ًضا ِللكلّاِم لا أَ ْكـــــــــثَْر فُقْلـــــ ُت لا ُمْؤِمًنا بِقَْوِل َي َب ْل هذا اَلّذي لا َيكاُد أَ ْن َي ْظهَْر َب ْل أََثَّر ال َّصْوُم في ِهلالِ ُكُم َغداةَ َبكــى ال ُمْزُن َوا ْستَ ْعَب ار أَرى ال ِم ْهَرجا َن قَِد ا ْستَْب َش ار 3
الوحدة الأولى الأدب في العصر الأندلسي مقدمة تاريخية موجزة )1علاَم أطلق العرب اسم الأندلس؟ أطلق العرب اسم الأندلس على شبه جزيرة إيبيريا( إسبانيا والبرتغال ) التي تقع جنوبي غرب قارة أوروبا، ويحّدها من الغرب المحيط الأطلسي ،ومن الجنوب والشرق البحر الأبيض المتوسط ،ومن الشمال بلاد الفرنجة (فرنسا). )2كم قرناً حكم المسلمون الأندلس؟ حكمها المسلمون ثمانية قرون منذ عام ( 92ه ) حتى سقوط غرناطة عام ( 897ه ). )3من هو القائدان اللذان فتحا الأندلس؟ طارق ابن زياد وموسى بن نصير. )4لا نكاد نجد ِعل ًما أو فنا إلا وللأندلسيين يد فيه ،وضح ذلك. تفّوق الأندلسّيون في مختلف العلوم ،وأجادوا معظم الفنون ،وأبدعوا أدًبا غزيًار ،وتركوا حضارة عظيمة ما ت ازل آثارها شاهدة على عظمتهم. )5اذكر م ارحل الحكم الإسلامي في الأندلس. .1عهد الفتح والولاية ( 92ه – 138ه ) :حيث استُكمل فتح الأندلس ،وحكم الأندلس في هذه الحقبة ولاة تعّينهم الدولة الأموّية في المشرق ويتبعون لها. .2عهد اْلمارة والخلافة ( 138ه – 422ه ) :تبدأ هذه الحقبة بدخول عبد الرحمن بن معاوية ( صقر قريش ) الأندلس وتأسيسه دولة أموّية مستقلة عن المشرق. .3عهد ملوك الطوائف ( 422ه – 484ه ) :قامت في هذه الحقبة عّدة ممالك ودول على أنقاض الدولة الأموّية. .4عهد الم اربطين ( 484ه – 540ه ) :شهدت هذه الحقبة دخول يوسف بن تاشفين الأندلس والقضاء على ملوك الطوائف. .5عهد المو ّحدين ( 540ه – 633ه ) :أصبحت الأندلس في هذه الحقبة ولاية تابعة للمغرب العرب ّي. .6عهد بني الأحمر( 633ه – 897ه ) :وكانت هذه الحقبة نهاية الحكم العرب ّي اْلسلام ّي في الأندلس. )6مم تكون المجتمع الأندلسي؟ من العرب والبربر واْلسبان والصقالبة. 4
)7علل .المجتمع الأندلسي مجتمع متميز في بنائه الحضاري ،ومثل ُيحتذى في التعايش الاجتماعي والتسامح الديني. لأ ّن المجتمع الأندلس ّي تكّون من العرب والبربر واْلسبان والصقالبة ،وسادت الديانات السماوّية الثلاث جنًبا إلى جنب ،وتفاعلت هذه المكونات مع بعضها. )8علل .أُطلق على الأندلس ( َجنة الله على أرضه ) و ( الفردوس المفقود ). لأ ّن الأندلس تميزت بـ جمال طبيعتها ،وتنّوع تضاريسها ،واعتدال مناخها ،وغ ازرة مياهها ،وخصوبة أرضها ،وخضرتها الدائمة. )9اذكر عاملين كان لهما أثر بالغ في الأدب الأندلسي. البيئة الأندلسّية ،وطبيعة المجتمع الأندلس ّي. قضايا من الشعر في العصر الأندلسي )1علل .تطورت مضامين الشعر وأساليبه في العصر الأندلسي. بفعل مجموعة من العوامل السياسّية والاجتماعية والبيئية. -السياسية :كثرة الأحداث السياسّية وتنّوعها. -الاجتماعية :عاش الّناس حياة حرّية وانفتاح واندماج بالثقافات والشعوب الأخرى. -البيئية :جمال البيئة الأندلسّية وتنّوع تضاريسها. )2اذكر الجوانب الأدبية التي تتصل بالشعر الأندلسي ،وكان للواقع البيئي والاجتماعي والسياسي دور في بروزها. شعر وصف الطبيعة ،وشعر رثاء المدن والممالك ،وشعر الم أرة ،والمو ّشح ،وال ّشعر الاجتماع ّي . أوًلا :شعر وصف الطبيعة )1بين أسباب ازدهار شعر وصف الطبيعة في الأندلس. أو استأثرت الطبيعة باهتمام الشع ارء الأندلسيين( علل ) أو كان الإنتاج الشعري في وصف الطبيعة الأندلسية غزيًار رقيقًا( علل ) أ -لما تتمّيز به بلاد الأندلس من جمال الطبيعة المتمثل في تنّوع التضاريس ،واعتدال المناخ ،وغ ازرة المياه، وخصوبة الأرض ،وخضرتها الدائمة. ب -وقد صقل هذا الجمال ذوق الأندلس ّي وجعله رقيقًا سل ًسا. 5
)2اذكر أبرز مظاهر شعر وصف الطبيعة في الأندلس. أ -وصف البيئة الأندلسية على نحو عام ،وبيان محاسنها والتغني بجمالها ،يقول ابن َسفَر ال َمِرينِ ّي متغنًيا بالأندلس وجمالها: َولا ُيفاِر ُق فيها الَقْلــــــــــــــــــ َب َسَّار ُء فـــــــي أَْر ِض أَْنَدلُ ٍس تَْلتَــــــــــــــــــُّذ َن ْعما ُء َوك ّل َرْو ٍض بِها في الَو ْش ِي َصْنعـا ُء َوَكْيـــــــــــــــــ َف لا ُيْب ِه ُج الأَْبصاَر ُرْؤَيتُها َوال َخُّز َرْو َضتُها َوالُّدُّر َح ْصبــــــــــــا ُء أَْنهاُرهـــــــــا ِف َّضةٌ َوال ِم ْســــــــــــــــ ُك تُْرَبتُها قَْد ُمِّيز ْت من ِجها ِت الأْر ِض ِحي َن َبَد ْت فَِريـــــــدةً وتََوَلّـــــــــــى َمْيَزها المـــــا ُء وال َطّْيُر َي ْشُدو وِللأ ْغصا ِن إ ْصــــغا ُء ِلذا َك َيْب ُسُم فيها الَّزْهـــــــُر ِمـــ ْن َطــــــَرٍب ب .وصف الحدائق والرياض والزهور كالنرجس والأقحوان والسوسن والبهار والياسمين ،يقول ابن الَّنظّام الأندلس ّي واصفَا زهر البهار: تَ ْعَب ُق ِم ْسكاً طُلو ُعها َع َجــــــ ُب َوقَـــــــــــْد َبَد ْت لِْلَبهاِر أَْلوَيةٌ تُ ْشِر ُق نو اًر ُعيُوُنها َذ َهـــــــــــ ُب ُرُؤو ُسها ِف ّضة ُموِرقَـــــــــــــةٌ ِم ْن سائِر النّوِر َع ْس َكٌر لَ ِج ُب فَهُو أميُر الِّريا ِض َح َّف بِِه ويقول َج ْعفَر ال ُم ْص َحِف ّي في وصف سوسنة: وما لَها َغيُر طَ ْعِم ال ِم ْس ِك من ري ِق يا ُر ّب َسْوسَن ٍة قد ُب ّت أْلثُُمــــــــــــها َكأَّنها عا ِش ٌق فـــي ِح ْجـــــِر َم ْعشو ِق ُم ْصفَّرةُ الو ْســـــــ ِط ُمْبي ٌّض َجوانُبها ج .وصف المائيات كالأنهار والبحار والسواقي والبرك ،فالأندلس شبه جزيرة تحيط بها المياه من جهات ثلاث ،وتكثر فيها الأنهار ،فأثارت خواطر ال ّشع ارء وأبدعوا في وصفها وتصويرها. يقول ابن َح ْمديس الصقل ّي واصفًا بركة تحيط بها تماثيل لأُسود تخرج المياه من أفواهها ،في قصر اللؤلؤة الذي بناه المنصور بن أعلى الّناس أمير بِجاية: تَرَك ْت َخريـــــَر الما ِء فيها َزئيــــ ار و َضْارغٍم َس َكنــــــ ْت َعري َن رئا َس ٍة وأذا َب فـــــــــــــي أفــــوا ِهها الَبلّو ار فَ َكأَّنما غ ّشى الّنضاُر ُجســـوَمها في الّنْف ِس لو وجد ْت هناك ُمثي ار أُ ُســـــــٌد كأ ّن ُسكوَنها ُمتَحــــــــّرٌك ناًار وأْل ُسَنها اللّواح َس ُنـــــــــــــــو ار وتَخالُها وال َّشم ُس تَ ْجلــــــــو لوَنها د .مناجاة الطبيعة وبث الهموم والمشاعر إليها وجعلها تشارك الناس أف ارحهم وأت ارحهم ،يقول ابن َخفا َجة ُيطاو ُل أعنا َن السمــا ِء بغــارِب مخاطًبا الجبل: وأرعـــــــــــــــــــــ َن ط ّما ِح الُذؤاب ِة َباذ ٍخ 6
ويزحُم ليلاً ُشهبهُ بالمنــــاكــــ ِب َيســـــــُّد مه َّب الري ِح مـــــن ك ّل وجه ٍة طوا َل الليالي ُمف ِكٌر بالعـــواِقــ ِب وقوٍر علـــــــــــى َظـــــهِر الفلاِة كأنهُ فحدثِني لي َل ال ُسَرى بال َعجــائ ِب أ َص ْخ ُت إلي ِه وهـــَو أخــــر ُس َصام ٌت )3علل .وصف شع ارء الأندلس المائيات كالأنهار والبحار والسواقي والبرك. لأ ّن الأندلس شبه جزيرة تحيط بها المياه من جهات ثلاث ،وتكثر فيها الأنهار. )4الأندلس شبه جزيرة تحيط بها المياه من جهات ثلاث ،وتكثر فيها الأنهار .ما أثر ذلك على الشع ارء؟ أثارت خواطر ال ّشع ارء وأبدعوا في وصفها وتصويرها. )5اذكر ثلاثة من شع ارء وصف الطبيعة في الأندلس. ابن َسفَر ال َمِرينِ ّي ،ابن الَّنظّام الأندلس ّي ،ابن َح ْمديس الصقل ّيَ ،ج ْعفَر ال ُم ْص َحِف ّي ،ابن َخفا َجة )6ما المظهر الذي يمثله كل بيت من مظاهر شعر وصف الطبيعة في الأندلس؟ تَرَكت َخريـــــــــَر الما ِء فيها َزئيــــــــ ار -و َض ارغٍم َس َكنـــــــــــت َعري َن رئا َس ٍة وصف المائيات كالأنهار والبحار والسواقي والبرك. -فــــــــــي أَر ِض أَنَدلُ ٍس تَلتَــــُّذ َنعما ُء َولا ُيفاِر ُق فيها ال َقلـــــــــــــــــــــ َب َسَّار ُء و ْصف البيئة الأندلسيّة على نحو عام ،وبيان محاسنها والتغّني بجمالها. )7اذكر الخصائص الفنية لشعر وصف الطبيعة في الأندلس. .1يستخدم التشخيص ،وذلك بإب ارز الطبيعة في صور شخوص حية وبث الحياة فيها ،فابن سفر المرين ّي جعل الزهر يبسم من الطرب وأغصان الأشجار تصغي إلى شدو الطير ،وخاطب ابن خفاجة الجبل كأّنه إنسان. .2يبتعد عن الألفاظ الغريبة ،وينحو إلى المعاني السهلة الواضحة المستمدة من البيئة الأندلسية التي تكثر فيها مظاهر الطبيعة الخلابة من :أنهار ،وأشجار ،وورود ،وغيرها. .3يتصف بدقة التصوير وجماله ،كما في وصف زهر البهار لابن الَّنظّام الأندلس ّي ووصف نافورة الأسود لابن َح ْمديس الصقل ّي. )8وضح المقصود بالتشخيص. إب ارز الطبيعة في صور شخوص حّية وبث الحياة فيها .مثل جعل الزهر يبسم من الطرب وأغصان الأشجار تصغي إلى شدو الطير. 7
أسئلة الكتاب: -1بين أسباب ازدهار شعر وصف الطبيعة في الأندلس. لما تتمّيز به بلاد الأندلس من جمال الطبيعة المتمثل في تنّوع التضاريس ،واعتدال المناخ ،وغ ازرة المياه، وخصوبة الأرض ،وخضرتها الدائمة. -2اذكر المظهر الذي يمثله كل بيت مما يأتي من مظاهر شعر وصف الطبيعة: َم ْن لَْم َيَر الَب ْحَر َيْوًما ما َأرى َع َجبا أ ـ الَب ْحُر أَ ْع َظُم ِم ّما أَْن َت تَ ْحســــــَُبهُ وصف المائيات -البحار ما ٌء َو ِظ ٌّل َوأَ ْشجـــــــــــــــــــــــاٌر َوأَْنهاُر ب ـ يا أَ ْهـــــــ َل أَْنَدلُس للِه َدُّرُكــــــــــُم وصف البيئة الأندلسية عامة َعلى ُبســــــــــــــ ِط َخٍّز َوالَبهاُر َد ار ِهُم ج ـ َعلى َنْرِجس ِمْث َل الَّدنانيِر ُبِّدَد ْت وصف الحدائق والرياض والزهور – 3اق أر النص الآتي ،ثم أجب عن الأسئلة التي تليه: يقول ابن الأَبّار القُضا ِع ّي في و ْصف نهر: َحكى بِ َمحاني ِه انِعــــــــطا َف الأَ ارِقِم َوَن ْهٍر َكما ذاَب ْت َسبـــــــائِ ُك ِف َّض ٍة تََبّدى َخضيًبا ِمْث َل دامي ال َّصواِرِم إِذا ال َّشفَ ُق ا ْستَْولى َعلَْي ِه ا ْح ِم ارُرهُ ِظـــــــــــــــــلا ٌل ِلأَْدوا ٍح َعلَْي ِه َنوا ِعِم َوتُ ْطلِ ُعهُ فـــــــــــي ُد ْكَن ٍة َب ْعَد ُزْرقٍَة أ -ما المظهر الذي تمثله الأبيات السابقة من مظاهر شعر وصف الطبيعة؟ وصف المائيات -الأنهار ب -مثل من الأبيات السابقة على الخصيصتين الفنيتين الآتيتين: .1التشخيص والتشبيه .شّبه ماء النهر بالف ّضة ال ّسائلة ،وشّبه تعّرجات النهر بالأفاعي ،وشّبه الّنهر حين ينعكس عليه ال ّشفق بالدماء الحم ارء التي تقطر من ال ّسيف. .2المعاني المستمدة من البيئة الأندلسية. وصف النهر ،فالأندلس تكثر فيها الأنهار ،كما أشار إلى جمال البيئة الأندلسّية حين تحّدث عن المياه والأشجار. ج -وظف الشاعر عنصر اللون في دقة التصوير وجماله ،وضح ذلك. وظّف ال ّشاعر اللون الأحمر حين شّبه الّنهر الذي انعكس عليه الشفق الأحمر بالّدماء الحم ارء التي تقطر من السيف ،وأشار إلى المياه الزرقاء التي تتّحول إلى سوداء داكنة حين تظلّلها الأشجار. 8
النشاط: يقول شوقي ضيف\" :إن شع ارء الأندلس استبدلوا شعر وصف الطبيعة بالمقدمات الطللّية الغزلية\" ،ناقش هذا القول مع معلمك وزملائك. ثانًيا :رثاء المدن والممالك )1علل .توسع شع ارء الأندلس في رثاء المدن والممالك حتى أصبح عندهم غرضاً شعرياً قائماً بذاته. أو علل .شهرة وازدهار وكثرة شعر رثاء المدن والممالك في الأندلس. .1بسبب حالة الضعف والانقسام والتف ّكك التي شهدها الحكم اْلسلام ّي إبان عصر ملوك الطوائف، والتقلّبات السياسّية التي سادت ذلك العصر. .2واشتداد المواجهة بين المسلمين وعدوهم ،وما تبع ذلك من سقوط الحواضر اْلسلامّية مدينة تلو الأخرى، ثم سقوط الممالك واْلما ارت الأندلسّية ،وانتها ًء بسقوط الأندلس كاملة. فكثر نظم ال ّشع ارء في هذه الموضوعات. .3وقد واكب الشعر الأندلس ّي هذه الأحوال ،فجادت ق ارئح ال ّشع ارء بقصائد طوال تنبئ عن حسرة وألم شديدين على مدن ذاهبة ،وممالك ازئلة؛ حتى غدا رثاء المدن والممالك غر ًضا شع ًرّيا قائ ًما بذاته. )2اذكر مظاهر شعر رثاء المدن والممالك. 1ـ تصوير ما حل بالمدن من خ ارب ودمار ،وما نزل بأهلها من كرب وضيق. يقول ابن َخفا َجةَ في رثاء مدينته الجميلة (َبلَْن ِسية) التي سقطت عام 488هـ: َوَمحا َمحا ِسَنك البِلــــى َوالَّنـاُر عاثَ ْت بِسا َحتِ ِك الِعدا يــــــــــا داُر طَا َل ا ْعتِـبــــاٌر في َك وا ْستِـ ْعباُر َواذا تََرَّدَد فـــــــــــي َجنابِ َك نا ِظـٌر َوتََم َّخ َضــــــ ْت ب َخَاربها الأَْقـداُر أَْر ٌض تَقَاَذفَ ْت ال ُخطُــو ُب بأَ ْهلِها لاَ أَْنــ ِت أَْنــ ِت َولا الِّدياُر ِديـــاُر َكتََب ْت َيُد ال َحَدثا ِن في َعَرصاتِها .2الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها. يقول ابن الَلّـّباَنة في رثاء دولة بني َعّباد في (ِإ ْشبيْلَية) مقارًنا بين حال المدينة أيام حكم ال ُم ْعتَِمد بن َعّباد وبعد سقوطها: َعلــى الَبهالِيـــــــ ِل ِمـــ ْن أَْبنـا ِء َعَّبـاِد تَْبكـــــي ال َّسما ُء ب ُمْزٍن ِارئـــــــــ ٍح غـاِد َعلـــــــى اْل ِجبا ِل اَلّتــي ُهَّد ْت قَوا ِعُدها َوكاَنــ ِت اْلأَْر ُض ِمْنهُــــْم ذا َت أَْوتاِد فَالَيــــــــــــــوَم لا عا ِك ٌف فيها ولا باِد َوَك ْعَبــــةٌ كاَنـــــ ِت الآما ُل ت ْع ُمُرهــــــــا في َضـّم َرْحلِ َك َواج َم ْع فُ ْضلَةَ الَّازِد يا ضي ُف أَْقفَر َبي ُت ال َم ْكُرمــا ِت فَ ُخْذ 9
3ـ ذكر أسباب الهزيمة من ضعف المسلمين وانقسامهم ،وابتعادهم عن تعاليم الدين الحنيف. يقول ابن الجّد في وصف ما آل إليه حال ملوك الطوائف بسبب سوء تدبيرهم: َدوائُِر ال ّسوِء لا تُْبقـــــي َولا تََذُر أَرى ال ُملــــــــــو َك أَصاَبتْهُْم بِأَْنَدلُ ٍس َهوى بِأَْن ُج ِم ِهْم َخ ْسفًا فَــما َش َعروا ناموا َوأَ ْسـرى لَهُْم تَ ْح َت الُدجى قََدٌر 4ـ الاستنجاد بالمسلمين واستنهاض هممهم ودعوتهم إلى نصرة إخوانهم. يقول ابن الأََّبار القُضا ِع ّي بعد سقوط مدينة (َبلَْن ِسَية) ،وقد أرسل إلى أبي زكريا بن حفص سلطان تونس مستنجًدا لنصرة الأندلس: أَْدِر ْك بـِ َخـْيـلِـ َك َخــْيـــــــ ِل الله أنْـَدلُـســـــــــا إ َّن السَـّبـيـــ َل إلــى َمْنـجــاتـِهـا َدَرســــا وَه ْب لها ِم ْن عزيِز الّن ّصِر ما التََم َس ْت فلـْم َيـَزْل مـْنـ َك ِعـُّز الّن ّصـِر ُمْلت َمـسـا )3علل .نونية أبي الَبقاء الَّرنِدي أشهر ما قيل في رثاء المدن والممالك في الأندلس. لأّنها لا ترثي مدينة بعينها كالنماذج السابقة ،بل ترثي الأندلس في مجموعها مدًنا وممالك ،وتعّبر عن تجربة حقيقّية عاشها الشاعر ،وبدأها بحكمة عا ّمة ،ثم صّور ما ح ّل بالأندلس من خطوب جليلة لا ع ازء فيها ولا تأ ٍّس دونها ،يقول في نونّيته: فـلا ُيـغَّر بـ ِطي ِب ال َعْي ِش إْنســـــــا ُن ِلـك ّل َشـ ْي ٍء ِإذا مـا تـَـــــــــــــَّم ُنْقصا ُن هِــــــــــــ َي الأُمـوُر َكـما شا َهْدتَها ُدَو ٌل َمـ ْن َسـَّرهُ َزمـ ٌن سا َءتْهُ أْزمــــــــــــا ُن وهــــــــــــــذِه الـّداُر لا تُـْبقي على أَ َحٍد ولا يـَدوُم عـلى حـا ٍل لها شـــــــــا ُن فـَجائِـــــــــــــــــعُ الـَّد ْهِر أْنـــواعٌ ُمـَنَّو َعةٌ ولـلـَّزما ِن َمـْسّار ٌت وأحــــــــــــــــــــ از ُن َولِـْلـحـــــــــــــــــــــواِد ِث ُسـلـوا ٌن ُيـ َس ِهّلها ومـــا لـما َحـ َّل باْلسلام ُسلـــــــــوا ُن ومـا لـها َمـــــ َع طو َل الَّد ْهِر نســيا ُن تـل َك الـمصيبةُ أنـْ َس ْت مـــــــــا تَقَّدمها يـا َمــــ ْن لِـذَلِّة قَـــــوٍم بعَد عِّزهـــــــــُم أحــا َل حـالهُــُم جـَــــــــــــْوٌر وطُـغيا ُن )4اذكر ثلاثة شع ارء قاموا برثاء المدن والممالك. -ابن َخفا َجةَ في رثاء مدينته الجميلة (َبلَْن ِسية). -ابن الَلّـّباَنة في رثاء دولة بني َعّباد في (إِ ْشبيْلَية). -أبو الَبقاء الَّرْنِد ّي في رثاء الأندلس. 10
)5اذكر الخصائص الفنية لشعر رثاء المدن والممالك. 1ـ يتّصف بح اررة العاطفة وعمق الشعور بالأسى والحزن عند الحديث ع ّما ح ّل بالمدن والموازنة بين ماضيها وحاضرها. 2ـ تغلب عليه النزعة الّدينّية والحكمة النابعة من التجارب المريرة ،ويتجلّى ذلك في أبيات أبي البقاء الرند ّي حين يتحدث بحكمة عن تداول الأّيام وتبّدل الحال وتقلّب الّزمان. 3ـ يكثر من استخدام أساليب اْلنشاء الطلب ّي ،مثل :النداء ،والاستفهام للتحسر والتف ّجع. أسئلة الكتاب: 1ـ وضح أبرز مظاهر شعر رثاء المدن والممالك. 1ـ تصوير ما ح ّل بالمدن من خ ارب ودمار ،وما نزل بأهلها من كرب وضيق. .2الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها. 3ـ ذ ْكر أسباب الهزيمة من ضعف المسلمين وانقسامهم ،وابتعادهم عن تعاليم الدين الحنيف. .4الاستنجاد بالمسلمين واستنهاض هممهم ودعوتهم إلى نصرة إخوانهم. 2ـ علل ما يأتي: أ -توسع شع ارء الأندلسي في رثاء المدن والممالك حتى أصبح غر ًضا شعريا قائما بذاته. .1بسبب حالة الضعف والانقسام والتف ّكك التي شهدها الحكم اْلسلام ّي إبان عصر ملوك الطوائف، والتقلبات السياسّية التي سادت ذلك العصر. .2واشتداد المواجهة بين المسلمين وعدوهم ،وما تبع ذلك من سقوط الحواضر اْلسلامّية مدينة تلو الأخرى ،ثم سقوط الممالك واْلما ارت الأندلسّية ،وانتها ًء بسقوط الأندلس كاملة. فكثر نظم ال ّشع ارء في هذه الموضوعات. .3وقد واكب الشعر الأندلس ّي هذه الأحوال ،فجادت ق ارئح ال ّشع ارء بقصائد طوال تنبئ عن حسرة وألم شديدين على مدن ذاهبة ،وممالك ازئلة؛ حتى غدا رثاء المدن والممالك غر ًضا شع ًرّيا قائ ًما بذاته. ب -يتصف شعر رثاء المدن والممالك بح اررة العاطفة. لأ ّن ال ّشاعر صادق فيما يقول ،فهو لا يتصّنع ولا يتك ّسب ،بل يصّور واقعاً مؤلماً لا مكان للتكلّف فيه، ويعّبر عن مشاعره تجاه ما ح ّل بالمدن وأهلها ،فجاءت معظم القصائد حزينة باكية شجّية. 11
.3وازن بين حال مدينة إشبيلية أيام ُحكم المعتمد بن عباد وبعد سقوطها ،كما بينها الشاعر ابن الَلَّّبانة. كانت إشبيلية شامخة عزيزة يقصدها الزّوار لتحقيق آمالهم وطموحاتهم ،وكانت محطّاً للكرم والكرماء .أ ّما بعد سقوطها فقد أقفرت من الزّوار ،وخلت من الكرماء ،فأصبح الضيف يقتات من بقايا الطّعام. .4يقول ابن عبدون ( ذو الو ازرتين ) في رثاء دولة بني ال ُم َظ َفّر في (َبطَليُوس): فَما الُبكــــــا ُء َعلى الأَ ْشبا ِح َوال ُّصَوِر الَّد ْهُر َيْف َجــــــعُ َب ْعَد ال َعْي ِن بِالأَثَِر َوال ُّسوُد َوالبِي ُض ِمْث ُل البِي ِض َوال ُّس ُمِر َم ار ِح ٌل َوالَورى ِمْنها َعلــــــــــــى َسفَِر فَالَّد ْهُر َحْر ٌب َوا ْن أَْبدى ُمسالَ َمةً َبنــــي ال ُم َظَفِّر َوالأَيّاُم ما َبِرَح ْت على دعــــــــــائم من عّز ومن ظفر أين اْلباء الّذي أرســــــوا قواعده َفلَْم َيِرْد أَ َحٌد ِمْنهُْم َعلــــــــــــــــى َكَدِر أَْي َن الَوفــا ُء الّذي أَ ْصفَوا َش ارئِ َعهُ َعْنها ا ْستَطــــاَر ْت بِ َم ْن فيها َولَْم تَقِر كانــوا َروا ِس َي أَْر ِض اللِه ُمْذ َنأَوا بعد إنعام النظر في النص السابق أجب عما يأتي: أ -استنتج المظهر الذي يمثله النص. الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها ،وذكر أسباب الهزيمة. ب -مثل من النص على ما يأتي: .1توظيف الحكمة: فَالَّد ْهُر َحْر ٌب َوا ْن أَْبدى ُمسالَ َمةً .2ح اررة العاطفة وعمق الشعور بالأسى والحزن: فَما الُبكــــــا ُء َعلى الأَ ْشبا ِح َوال ُّصَوِر الَّد ْهُر َيْف َجــــــعُ َب ْعَد ال َعْي ِن بِالأَثَِر -5اشتهرت قصيدة أبي الَبقاء الرندي في رثاء المدن والممالك أكثر من غيرها ،بين سبب ذلك. لأّنها لا ترثي مدينة بعينها كالنماذج السابقة ،بل ترثي الأندلس في مجموعها مدًنا وممالك ،وتعّبر عن تجربة حقيقّية عاشها الشاعر ،وبدأها بحكمة عامة ،ثم صّور ما ح ّل بالأندلس من خطوب جليلة لا ع ازء فيها ولا تأ ٍّس دونها. 12
ثالثًا :شعر الم أرة )1وضح مكانة الم أرة في الأندلس: أ -حظيت الم أرة الأندلسيّة بمكانة كبيرة. ب -وشاركت في الحياة العامة. ج -وتولّت مناصب مختلفة ،فكانت كاتبة ،وعالمة ،وشاعرة. مثال :كانت نُ َضار بنت أبي َحّيان الِغْرنا ِط ّي عالمة في اللغة والنحو والتفسير ولها مجلس علم. مثال :كانت ولّادة بنت المستكفي تجمع الأدباء في مجلسها لد ارسة الشعر ونقده. د -نالت الم أرة الأندلسّية قس ًطا كبيًار من الحرّية. ه -وكان لكثير من النساء نفوذ سياس ّي مثلَ :مْرَيم أم ِإ ْسماعيل ،وأَ ْسماء بنت غالِب. )2اذكر ثلاثاً من الشاع ارت الأندلسيات ال ُمجيدات في الأندلس. َح ْمَدة بنت زياد ال ُمَؤِّدب ،و ُح ّساَنة الَتّميمّية ،وأم الهَناء بنت القاضي ،و َحفصة الَّركونية ،وتَميمة بنت يوسف. )3اذكر الأغ ارض الشعرية التي نظمت فيها الم أرة في الأندلس. 1ـ المدح :للتعبير عن مشاعر الوّد واْلخلاص ،أو من أجل تحقيق رغبة ذاتية مثل رفع ظلامة أو طلب نجدة ،ومن ذلك قول ُح ّسانة الَتّميمّية في مدح الحكم بن الناصر بعد أن حقّق طلبها ورفع ظلامتها: َو َخـــــــــــــــــْيَر ُمْنتَ َج ٍع َيْوًما لُِرّواِد اْب َن ال ِهشـــــــــــا َمْي ِن َخْيَر الّنا ِس َمْأثََرةً روى أَنابيَبها ِم ْن صْر ِف ِفْرصاِد إِ ْن َهَّز َيْوَم الَوغـــــــــــى أَثْنا َء َص ْعَدتِِه ُمقاَبلًا َبْي َن آبا ٍء َوأَ ْجـــــــــــــــــــداِد ُق ْل لِلإمــــــــــــــاِم أَيا َخْيَر الَورى َن َسًبا فَهـــــــــــا َك فَ ْض ُل ثَنا ٍء ارئ ٍح غاِد َجَّوْد َت َطْبعي َولَْم تَْر َض ال ُظّلا َمةَ لي َوِا ْن َرَحْل ُت فَقَْد َزَّوْدتَنـــــــي ازدي فِإ ْن أَقَ ْم ُت فَفي ُن ْعمــــــــــــــا َك عا ِطفَةً 2ـ الوصف :وصف ْت َح ْمَدة بنت زياد ال ُمَؤِّدب (وادي آش) وصفًا بارًعا دقيقًا حين جلست تتفّيأ ظلاله وتبدو الحصى فيه كأّنه – لصفائه -جواهر ،فتظ ّن الحسان الناظ ارت فيه كأ ّن عقوده ّن انفرطت فيه فيسرعن إلى َسقَاهُ ُم َضا َع ُف اْل َغْي ِث ال َع ِميم تل ّمس عقوده ّن ،تقول: ُحُنَّو ال ُمْر ِضعا ِت على اْلفَ ِطيِم َوقَاَنا لَْفـ َحـــةَ الَّرْمـ َضـــــــــا ِء واٍد َيُرُّد الُّروح لِْلَقْلــــــــــــ ِب السِقيِم فََي ْح ُجُبـها ويأَذ ُن للن ِسيـــــــــــــــِم َحلَْلنا َدْو َحـــــهُ فَ َحـنا علَـْيَنـــــــــا فَتَْلمس جانِـــــــب اْلِعْقِد الَّن ِظيِم وأْر َشفـََنـــــا علـــــــى َظـمإ ُلزالاً ي ُصـــــُّد ال ّشمــس أنى واجهـتَْنا َيروعُ حصـاهُ حالِيةَ اْلعـــذارى 13
-3الفخر :افتخرت الم أرة الأندلسّية –خاصة َمن كانت مقّربة من الملوك والأم ارء والوز ارء -بح َسبها ونسبها وجمالها وعفّتها ومها ارتها ،فالفخر متنفّس لتعبر عن كبريائها والمباهاة بنفسها. مثال :قالت تَميمة بنت يوسف مفتخرة بنفسها وأّنه يصعب الوصول إليها أو أ ْن تنزل هي من مكانها السامي: فَ َعِّز الفُؤاَد َع از ًء َجمــــيلا ِه َي ال َّش ْم ُس َم ْس َكُنها في ال َّسما ِء َولَ ْن تَ ْستَطي َع إِلَْي َك الُّنزولا َولَ ْن تَ ْستَطــــــــــــيعَ إِلَْي ِه ال ُّصعوَد مثال :افتخار َحفصة الَركونية بخطّها حين سألتها ام أرة من أعيان غرناطة أن تكتب لها شيًئا بخطّها فكتبت إليها: ُغ ّضي ُجفوَن ِك َع ّما َخ َطّهُ َقلَمي يا َ َرّبةَ ال ُح ْس ِن َب ْل يا َ َربّةَ ال َكَرِم لا تَ ْحُفلي بَِرديء ال َخـــــ ِّط َوالكلِّم تَ َصَفّحي ِه بِلّ ْحـــــــ ِظ الُوِّد ُمْنِع َمةً )4اذكر الخصائص الفنية لشعر الم أرة الأندلسية. 1ـ جاء في معظمه قصائد قصيرة ومقطوعات تتّصف بوحدة الموضوع. .2يتّصف التصوير فيه ببساطته وجماله ،وخلّوه من التكلّف ،فصوره تخضع لعاطفة الم أرة المتدفقة ،ويظهر ذلك في قول حمدة بنت زياد المؤِّدب حين وصفت (وادي آش) وشّبهت ظلال الأشجار في الوادي بحنّو الأم المرضع على طفلها الفطيم ،وكما في أبيات تميمة بنت يوسف التي شّبهت فيها نفسها بال ّشمس. أسئلة الكتاب: .1وضح من خلال ما درست مكانة الم أرة في الأندلس. سبق اْلجابة عنه. .2استنتج الغرض الشعري الذي يمثله كل مما يأتي: َوأَ ْمشي ِم ْشَيتي َوأَتيهُ تيها أ -قالت ولادة بنت المستكفي: أَنا َواللِه أَ ْصلُ ُح ِلل َمعالي الفخر( تفتخر بثقتها بنفسها) أَبا ال ُح َسْي ِن َسقَتْهُ الوا ِك ُف الِّديٌّم ب -قالت ُحسانة التميمية: َوَمَلّ َكتْهُ َمقاليُد الُّنهـــــــــى الأَُمُم إِّني إِلَْي َك أَبا العاصـــي ُمَو َّج َعةٌ أَْن َت اِْلماُم اَلّذي اْنقاَد الأَناُم لَهُ المدح 14
.3اق أر النص الآتي ،ثم أجب عن الأسئلة التي تليه: حين علمت ولّادة بنت المستكفي أ ّن ابن زيدون مال إلى ام أرة غيرها كتبت إليه: لَْم تَ ْهـَو جاِرَيتـي َولَـــــــــْم تَتَ َخَّيـِر لَْو ُكْن َت تُْن ِص ُف في الهَوى ما َبْيَننا َو َجَن ْح َت ِلل ُغ ْص ِن اَلّذي لَـْم ُيثِْمـِر َوتََرْكــــــــ َت ُغ ْصًنا ُمثِْمــــــًار بِ َجماِلـ ِه لَ ِك ْن ُدهي َت لِ ِشْقَوتـي بِال ُم ْشــتَـري َولَقَـــــــــــْد َعِل ْم َت بِأََّننـي َبـْدُر ال َّسمـا أ ـ ما الغرض الشعري الذي تمثله الأبيات السابقة؟ الفخر( تفتخر ال ّشاعرة بجمالها ) ب ـ مثل من الأبيات السابقة على جمال التصوير. شّبهت نفسها بالغصن المثمر وبالبدر ،وفي المقابل شّبهت غيرها بالغصن غير المثمر وبكوكب المشتري. خام ًسا :الشعر الاجتماعي )1بَم امتاز المجتمع الأندلسي؟ بالتنّوع الثقافي والتفاعل الاجتماع ّي. )2علل .المجتمع الأندلسي مجتمع متميز في بنائه الحضاري والفكري. -بسبب التنّوع الثقاف ّي والتفاعل الاجتماع ّي ،حيث تألّف المجتمع الأندلس ّي من عناصر مختلفة الأع ارق والأديان ،وقد تفاعلت هذه العناصر تفاعلًا عميقًا. -وبسبب سياسة حكام الأندلس القائمة على التعايش والتسامح ،واحت ارم مكّونات المجتمع الأندلس ّي. )3اذكر المظاهر التي تناولها الشعر الاجتماعي في الأندلس: -1تصوير عادات الأندلسيين وتقاليدهم في الأف ارح والأت ارح ،مثل خروج الناس لم ارقبة هلال العيد وفرحتهم الغامرة بذلك وتبادل التهاني بهذه المناسبة السعيدة ،يقول أبو الحسن بن هارون ال َّشنتَمري: َوعاَد إِ ْحســـــاُن ِك اَلّذي أَْذ ُكْر يا لَْيلَةَ العـــــــيِد ُعْد ِت ثانَِيةً ِهلاِل ِك الِّن ْضِو نا ِحلًا أَ ْصفَْر إِْذ أَْقَب َل الّنا ُس َيْنظُرو َن ِإلى فُقْل ُت لا ُمْؤِمًنا بِقَْوِلــــ َي َب ْل ُم َعِّر ًضا ِللكــــــــــلّاِم لا أَ ْكثَْر َب ْل أََثَّر ال َّصْوُم في ِهلاِل ُكُم هذا اَلّذي لا َيكاُد أَ ْن َي ْظهَْر ويقول ابن زيدون مهنًئا حاكم قرطبة أبا الوليد بن َج ْهور بالعيد: َهنيًئا لَ َك العيُد اَلّذي بِ َك أَ ْصَب َح ْت تَرو ُق ال ُّضحى ِمْنهُ َوتَْندى الأَصائِ ُل تَلَقّا َك بِالُب ْشــــــــرى َو َحيّا َك بِاْل ُمنى فَْب ْشــــــــــــــــ ار َك أَْل ٌف َب ْعَد عا ِم َك قابِ ُل 15
ومن عادات الأندلسّيين لبس الثياب البيضاء في الأت ارح والأح ازن ،يقول أبو الحسن الحصري: بِأَْنَدلُـــــ ٍس فَذا َك ِم َن ال َّصوا ِب إِذا كا َن الَبيـــا ُض ِلبا َس ُحْزٍن ِلأَّني قَْد َحِزْن ُت َعلى ال َّشبا ِب أَلَْم تََرني لَبِ ْس ُت َبيا َض َشيب ْي -2مشاركة المسيحيين في الأندلس مناسباتهم ،ومنحهم حرية العبادة واقامة الكنائس. يقول الشاعر حسان بن أبي عبدة في عيد ال َعْن َصرة: َغداةَ َبكى ال ُمْزُن َوا ْستَ ْعَب ار أَرى ال ِم ْهَرجا َن قَِد ا ْستَْب َش ار َو ُجِلّلَ ِت ال ُّسْنُد َس الأَ ْخ َض ار َو ُسْربِلَ ِت الأَْر ُض أَْفوافَـــــها فَ َضَّو َعــ ِت ال ِم ْس َك َوال َعْنَب ار َوَهَّز الِّريا ُح َصنـــــــــابيَرها َوساَم ال ُمِق ُّل بِِه ال ُمـــــــ ْكثِ ار تَهادى بِِه الّنا ُس أَْلطافَهُْم -3وصف المهن التي يعمل بها الناس ،وتصوير معاناتهم ،كقول ابن سارة الأندلس ّي مصّوًار كساد حرفة الِو ارقَة ( حرفة الوّارق الذي يوّرق الكتب ): أَْو ارقُها َوثِمــــــــــاُرها ال ِحْرما ُن أَ ّما الِو ارقَةُ فَ ْهـــــــ َي أَْن َكُد ِحْرفٍَة تَ ْكسو ال ُع ارةَ َو ِج ْس ُمها ُعْريا ُن َشَّب ْه ُت صا ِحَبها بِصا ِحب ِإْبٍَرة -4وصف مظاهر التطور العم ارني كالقصور والمساجد والكنائس ،يقول ابن وهبون(لقبه الّدمعة) في وصف قصر ال ازهي في إشبيلية: َكما َو ِسعَ ال َجلالَةَ َوال َكمــــالا َوللّازهي ال َكما ُل َسًنا َو ُح ْسًنا َول ِك ْن لا يُحاطُ بِِه َجمـــــــالا َوُم ْختا ٌل ِم َن ال ُح ْس ِن ا ْختِيالا ُيحاطُ بِ َشكلِّه َعْر ًضا َوطولًا َولا َش ْم ًسا تُنــــــيُر َولا ِهلالا َوقوٌر ِمْث َل ُرْك ِن ال َطّْوِد ثَْبتًا فَما أَْبقى ِشهاًبا لَْم ُي َصَّو ْب )4اذكر الخصائص الفنية للشعر الاجتماعي -1جاء في معظمه مقطوعات شعرّية قصيرة ،ولا سّيما عند وصف المهن وتبادل التهاني. -2يوظف اللغة السهلة والألفاظ الاجتماعّية السائدة في المجتمع الأندلس ّي ،مثل :ليلة العيد ،والمهرجان، والِو ارقة. -3يميل إلى المعاني البسيطة ويوظّف الصور ال ّشعرّية السهلة ،كتشبيه صاحب الِو ارقة بصاحب باْلبرة التي تكسو الناس ،وأثر ال ّصوم في الهلال حتى غدا نحيلًا. 16
أسئلة الكتاب: -1بين مظاهر التعايش والتفاعل في الأندلس من خلال ما درست. احت ارم جميع مكونات المجتمع اْلسلام ّي ،ومشاركة أتباع الديانات المختلفة المناسبات في ما بينهم ،ومنحهم حرّية العبادة وبناء الكنائس ،وتبادل التهاني. -2اذكر بعض العادات الاجتماعية في الأندلس. خروج الناس لم ارقبة هلال العيد وفرحتهم الغامرة ،وتبادل التهاني بهذه المناسبة السعيدة وفي الأعياد ،وارتداء اللّباس الأبيض في الأت ارح والأح ازن. -3استنتج المظهر الذي يمثله كل بيت من مظاهر الشعر الاجتماعي: أ -قالوا ال ِكتاَبةُ أَ ْعلى ُخ َطٍّة ُرف َع ْت ُقْل ُت ال ِحجا َمةُ أَ ْعلى ِعْنَد أَْقواِم وصف المهن التي يعمل بها الناس وتصوير معاناتهم. ب -ك ّل قَ ْصـــــٍر َب ْعَد الِّد َم ْش ِق ُيَذُّم في ِه طا َب ال َجنــى َوفا َح ال ِم َشُّم وصف مظاهر التطور العم ارني. جُ -ب ْشرى بَِيْوِم ال ِم ْهَرجــــــــا ِن فَِإَّنهُ َيْوٌم َعلَْي ِه ِم َن ا ْحتِـــفائِ َك َرْوَن ُق مشاركة المسيحيين أعيادهم والاحتفال بها. -4اق أر النص الآتي ،ثم أجب عن الأسئلة التي تليه: يقول ابن خفاجة مهنًئا صديقه بعيد الأضحى المبارك ،مشيًار إلى الأضحية: فَ َسّرى َوفَ ْصــــــــــ ُل ُسروٍر طََر ْق ِلُيــــــــ ْهنِ َك واِفُد أُْن ٍس َسرى أَ ار َق َوِمـــــــــــ ْن ثَْو ِب ُح ْس ٍن أََر ْق فَما ِشْئ َت ِم ْن ما ِء َوْرٍد بِِه َكما ا ْعتََر َض الَلّْي ُل تَ ْح َت ال َّشفَ ْق َو َسْودا َء تُْدمــــى بِِه َمْن َحًار َسواَد الُّدجــــى َع ْن َبيا ِض الَفلَ ْق َستَ ْخلَعُ ِم ْن فَْرِوها َض ْحوةً أ -استنتج المظهر الاجتماعي الذي يمثله الأبيات السابقة. تصوير عادات الأندلسّيين وتقاليدهم ،وتبادل التهاني في الأعياد. ب -مثل من النص السابق على خصائص الشعر الاجتماعي في الأندلس. -الأبيات مقطوعة شعرّية قصيرة. -يوظّف اللغة السهلة والألفاظ الاجتماعية السائدة في المجتمع الأندلس ّي مثل :ماء ورد ،ثوب حسن، ليهنك ،سرور. -الصور الشعرّية البسيطة ،فقد شّبه جلد النعجة وفروها الأسود بالليل المظلم الذي ازل عن بياض. 17
قضايا من النثر في العصر الأندلسي -تأثر النثر في الأندلس بالنثر في المشرق العربي ،وضح ذلك. تناول الأندلسّيون ما كان معروفًا في المشرق من رسائل ديوانية وشخصية وخطب ووصايا ،وأبدعوا خاصة في فن الرسائل الأدبية التأليفية وفن القصص الفلسفّية. ونتناول في ما يأتي هذين الفنين النثريين في د ارسة أشهر النماذج التي وصلت إلينا. أوًلا -الرسائل الأدبية التأليفية: )1عرف الكتابة التأليفية. -هي مجموعة رسائل أدبية تتنّوع أهدافها بين الترفيه عن النفس بما تلَّذ ق ارءته ،وشرح الحقائق بأسلوب قصص ّي خيال ّيُ ،مصّورة عواطف الّناس وأهواءهم في حياتهم الخاصة والعا ّمة. -وأشهر من كتب في هذا المجال من الأندلسّيين :ابن حزم صاحب (طوق الحمامة في الألفة والألاّف)، وابن ُشهيد صاحب (التوابع والزوابع). )2بين الهدف من الكتابة التأليفية. الترفيه عن الّنفس بما تلَّذ ق ارءته ،وشرح الحقائق بأسلوب قصص ّي خيال ّيُ ،مصّورة عواطف الّناس وأهواءهم في حياتهم الخاصة والعا ّمة. )3انسب المؤلفات إلى أصحابها. -طوق الحمامة في الألفة والألاّف :ابن حزم -التوابع والزوابع :ابن ُشهيد -1طوق الحمامة في الألفة والإلاف )1ما سبب تأليف رسالة طوق الحمامة في الألفة والألاف؟ هي رسالة رّد بها ابن حزم على سائل بعث إليه من مدينة ال ِمْرَية ،يسأله أ ْن يصنف له رسالة في صفة ال ُح ّب ومعانيه وأسبابه وأغ ارضه ،وما يقع منه على سبيل الحقيقة. )2ما موضوع رسالة طوق الحمامة في الألفة والألاف؟ يقع طوق الحمامة في ثلاثين باًبا ،تناول فيها ابن حزم الح ّب في نشأته وتطوره وأغ ارضه ودرجاته وأنواعه ومكامن السعادة والتعاسة فيه. )3يقول ابن حزم في باب علامات الحب: \"وللح ّب علامات يقفوها الفطن ،ويهتدي إليها الذكي .فأّولها إدمان النظر ،والعين باب النفس الشارع ،وهي المنقبة عن س ارئرها ،والمعبرة لضمائرها ،والمعربة عن بواطنها ،فترى الناظر لا يطرف ،يتنّقل بتنّقل المحبوب ،وينزوي بانزوائه ،ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس .وفي ذلك أقول شعًار: َكأّن ِك ما َي ْحكــو َن ِم ْن َح َجِر الَب ْه ِت َفلَْي َس ِل َعْينِي ِعْنَد َغيِرِك َموِق ٌف 18
تََقلّْب ُت كال َمْنعو ِت في الّن ْحِو َوالّن ْع ِت أُ َصّرفُها َحي ُث اْن َصَرْف َت َوكْيفَ َما ومنها اْلقبال بالحديث ،فما يكاد يقبل على سوى محبوبه ولو تعمد ذلك ،وان التكلّف ليستبين لمن يرمقه فيه ،واْلنصات لحديثه إذا حّدث ،واستغ ارب ك ّل ما يأتي به ولو أّنه عين المحال وخرق العادات\". أ -اذكر ثلاثاً من علامات الحب كما وردت في النص السابق. -إدمان النظر -اْلقبال بالحديث -واستغ ارب ك ّل ما يأتي به ولو أّنه عين المحال وخرق العادات. ب -ما أهمية العين في النص السابق؟ العين باب النفس الشارع ،وهي المنقبة عن س ارئرها ،والمعبرة لضمائرها ،والمعربة عن بواطنها. ج -إلى أي نوع من الرسائل ينتمي النص السابق؟ الرسائل الأدبّية التأليفّية. )4اذكر الخصائص الفنية لرسالة ابن حزم: -1تستخدم عبا ارت قصيرة سلسة بعيدة عن التكلّف ،وذلك واضح في قول ابن حزم \"فترى الناظر لا يطرف، يتنقل بتنّقل المحبوب ،وينزوي بانزوائه ،ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس\". -2تعالج عاطفة الح ّب من منظور إنسان ّي مستخدمةً التسلسل المنطق ّي ،فأّول علامات الح ّب عند ابن حزم إدمان النظر ،ثم اْلقبال بالحديث. ... -3تستشهد بالشعر؛ لتوضيح المعنى. -2التوابع والزوابع: )1ما سبب تأليف رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد؟ -لأ ّن كاتبها ابن ُشهيد لم ينل من أدباء عصره وعلمائه إلا النقد ،فأ ارد أ ْن يثبت لنظ ارئه قدرته على الكتابة. -فاخترع شياطين للشع ارء المشهورين وال ُكتّاب النابهين؛ ليسمعهم من شعره ونثره ما يحملهم على الاعت ارف له بالتفّوق والعبقرّية في زمانه. -وجرت بينه وبينهم مطارحات أدبّية ،ومناقشات لغوّية تجلّت فيها آ ارء ابن ُشهيد النقدّية. -وقد أجازوه ،وذلك باعت ارفهم بتفّوقه وجودة أدبه. -وقد و ّجه ابن ُشهيد رسالته إلى شخص كناه أبا بكر \"وهو شخصية خيالّية\". )2علل .اخترع ابن شهيد شياطين للشع ارء المشهورين وال ُكتاب النابهين. ليسمعهم من شعره ونثره ما يحملهم على الاعت ارف له بالتفّوق والعبقرّية في زمانه. )3علل .تسمية ابن ُشهيد رسالته \" التوابع والزوابع \". لأّنه جعل مسرحها عالم الج ّن ،واتخذ ك ّل أبطالها – في ما عداه – من الشياطين. )4ما معنى ( التوابع ) و ( الزوابع )؟ -التوابع :جمع تابع أو تابعة وهو الجن ّي أو الجّنّية ،ويكونان مع اْلنسان يتبعانه حيث ذهب. -الزوابع :جمع زوبعة :وهو اسم شيطان أو رئيس للج ّن. 19
)5ما هدف ابن شهيد من رسالته \" التوابع والزوابع \"؟ أو ما موضوع رسالة \" التوابع والزوابع \"؟ هي رحلة في عالم الج ّن اتصل من خلالها بتوابع ال ّشع ارء وال ُكتّاب ،وناقشهم وناقشوه ،وأنشدهم وأنشدوه ،وقد عرض فيها بعض آ ارئه النقدّية في الأدب واللغة ،ونماذج من شعره ونثره ،ودافع عن فّنه ،وانتزع من توابع ال ّشع ارء وال ُكتّاب الذين حاورهم شهادات بتفّوقه في ال ّشعر والأدب. أسئلة الكتاب: -1بين الهدف من الكتابة التأليفية. الترفيه عن الّنفس بما تلَّذ ق ارءته ،وشرح الحقائق بأسلوب قصص ّي خيال ّيُ ،مصّورة عواطف الّناس وأهواءهم في حياتهم الخاصة والعامة. -2علل تسمية ابن ُشهيد رسالته \"التوابع والزوابع\". لأّنه جعل مسرحها عالم الج ّن ،واتخذ ك ّل أبطالها – في ما عداه – من الشياطين. -3اق أر النص الآتي من رسالة (طوق الحمامة) ثم استنتج من خلاله أهم خصائص الرسالة: يقول ابن حزم في باب من أح ّب بالوصف: \" ومن غريب أصول العشق أن تقع المحّبة بالوصف دون المعاينة ،وهذا أمر ُيتَرقّى منه إلى جميع الح ّب، فتكون الم ارسلة والمكاتبة ،والهّم والوجد ،والسهر على غير اْلبصار ،فإ ّن للحكايات ونعت المحاسن، ووصف الأخبار ،تأثي اًر في النفس ظاهًار .وأ ْن تسمع َنغمتها من و ارء جدار ،فيكون سبًبا للح ّب واشتغال ّب َم ْن لْم َيَرهُ طَْرِفــــــــــــــي البال .وفي ذلك أقول شعًار: َويا َم ْن لا َمنــي في ُح لَقَْد أفَر ْط َت في َو ْص ِف َك لِي في ال ُح ّب بال ّض ْع ِف ةُ يوًما بِســــــــــوى الَو ْص ِف فَُق ْلَ :ه ْل تُعَر ُف ال َج ّن -استخدمت عبا ارت قصيرة سلسة بعيدة عن التكلّف. -التسلسل المنطقي ،فالح ّب يترقى منه إلى الم ارسلة والمكاتبة ،فالهّم والوجد والسهر على غير اْلبصار. -استشهدت بال ّشعر لتوضيح المعنى. -4كيف انتزع ابن شهيد من توابع الشع ارء والخطباء شهادة بتفوقه في الأدب؟ عن طريق اتصاله بتوابع ال ّشع ارء وال ُكتّاب ،فناقشهم وناقشوه ،وأنشدهم وأنشدوه ،وعرض في أثناء ذلك بعض آ ارئه النقدّية في الأدب واللغة ،ونماذج من شعره ونثره ،ودافع عن فّنه. 20
-5وازن بين رسالتي\" :طوق الحمامة\" و \"التوابع والزوابع\" من حيث :سبب التأليف ،والموضوع. الموضوع سبب التأليف هــي رســالة رّد بهــا ابــن حــزم علــى الحـــ ّب فـــي نشـــأته وتطـــوره وأغ ارضـــه ودرجاتـــه طوق الحمامة ســائل بعــث إليــه مــن مدينــة ال ِمْرَيــة ،وأنواعه ومكامن السعادة والتعاسة فيه. التوابع والزوابع يسأله أ ْن يصنف له رسالة في صفة ال ُح ّب ومعانيه وأسبابه وأغ ارضه ،ومـا يقع منه على سبيل الحقيقة. لأ ّن كاتبها ابن ُشهيد لم ينل من أدباء ُعرضت فيها آ ارء ابن شهيد النقدّية والاعت ارف له عصـــره وعلمائـــه إلا النقـــد ،فـــأ ارد أ ْن بالتفّوق والعبقرّية في زمانه م ّمن ناقشهم من يثبت لنظ ارئه قدرته على الكتابة. شياطين ال ّشع ارء والكتّاب. ثانًيا :فن القصة الفلسفية )1علل .كثرت القصص الفلسفية التأملية في العصر الأندلسي .أو ما هدف ابن طفيل من تأليف قصة \"حي بن يقظان\"؟ كان كتّابها يتخذونها وسيلة للتعبير عن فكرهم وفلسفتهم وآ ارئهم. )2وضح أهمية ( موضوع ) قصة حي بن يقظان. هي تلخيص فلسف ّي تأمل ّي جميل لأس ارر الطبيعة وال َخليقةُ ،عِر َضت من خلال حياة طفل ُيدعى (ح ّي بن يقظان) أُلق َي في جزيرة مجهولة من ج ازئر الهند ،جنوبي خط الاستواء .وقد استطاع بالملاحظة والتأمل التدريج ّي لظروف الحياة ومظاهرها الطبيعية أن يدرك بفطرته وتفكيره أ ّن لهذا الكون خالقًا. ومما جاء في هذه القصة: يذكر ابن طفيل في قصته أ ّن الجوع قد اشتد بالطفل ح ّي بن يقظان ،فأخذ يبكي ويسـتغيث ويعـالج الحركـة ،حتـى وقـع صـوته فـي أذن ظبيـة كانـت قـد فقـدت ولـًدا لهـا\" ،فلمـا سـمعت الصـوت َظّنتْـه ولـدها فتبعـت الصـوت حتـى وصلت إلى التابوت ففحصت عنه بأظلافها وهو يئ ّن من داخله حتى طار عن التـابوت لـوح مـن أعـلاه\" ،فوجـدت الظبية في هذا الصغير المتروك عو ًضا عن ولدها ،فحضنته\" ،وأروتـه لبًنـا سـائ ًغا ومـا ازلـت تتعهـده وتربيـه وتـدفع الأذى عنه\". يسـرد ابـن طفيـل فـي قصـته بدقـ ٍة كيـف يـتعلم الطفـل مـن الظبيـة وم ّمـا حولـه مـن الحيـوان فـي الجزيـرة كثيـًار مـن الأشياء التي تعينه على كشف الحقائق واكتساب المعـارف والمهـا ارت ،ويحكـي جميـع مـا يسـمعه مـن أصـوات .ثـم تموت الظبية التي قامت على رعايته ،فيهتم لذلك ويقف أمام جثّتها في حيرة ،حتى يهديه تفكيره إلى ش ّق صدرها في محاولة لمعرفة ما أصابها ،فيكتشف أن شيًئا ما قد فارق الجسد؛ به تكـون الحيـاة أو لا تكـون .ثـم يهتـدي إلـى 21
طريقـة دفـن جسـد الظبيـة بعـد أن تعفّـن .وبعـد ذلـك يعتمـد علـى نفسـه مسـتخد ًما معارفـه فـي اكتشـاف ضـروريات الحياة من النار وبعض ألوان الطعام. يقول ابن طفيل\" :واتفق في بعض الأحيان أن انقدحت نار في أجمة ..فلما بصر بهـا أرى منظـًار هالـه، وخلقًا لم يعهده من قبل ،فوقف يتعجب منها ملًّيـا ،ومـا ازل يـدنو منهـا شـيًئا فشـيًئا ،فـ أرى للنـار مـن الضـوء الثاقـب والفعل الغالب ،حتى لا تعلق بشيء إلا أتت عليه ،وأحالته إلى نفسها ،فحمله العجب بها وما ركب الله– تعـالى- في طباعه من الج ارءة والقوة على أن يمّد يده إليها ،وأ ارد أ ْن يأخذ منها شيًئا فلما باشرها أحرقت يده ،فلـم يسـتطع القبض عليها ،فاهتدى إلى أ ْن يأخذ قب ًسا لم تستول النار على جميعه ،فأخذ بطرفه السليم والنار في طرفه الآخر فحمله إلى موضع كان يأوي إليه ...فكان يزيد أُنسه به ليلًا لأنها كانـت تقـوم مقـام الشـمس فـي الضـياء والـدفء، فعظم به ولوعه ،واعتقد أنها أفضل الأشياء إليه\". )3اذكر الخصائص الفنية لقصة حي بن يقظان .أو بَم تميز أسلوب ابن طفيل في قصة حي بن يقظان؟ -1تأثره بمضامين القرآن الكريم ،ولا سّيما بقصة سيدنا موسى عليه السلام عند ذكر التابوت والنار التي استأنس بها. -2يعتمد التأ ّمل والتف ّكر في الخلق والكون ،وهذا واضح في قوله عند تفكيره وتأمله بعد وفاة الظبية فاهتدى إلى ش ّق صدرها لمعرفة ما أصابها. -3عني بدقّة الوصف والسرد ،ولا سّيما عند الحديث عن تعلّم الطفل من الظبية وما حوله المها ارت واكتشاف الأشياء واعتماده على نفسه بعد موت الظبية. )4انسب المؤلفات إلى أصحابها: -طوق الحمامة :ابن حزم -التوابع والزوابع :ابن ُشهيد -حي بن يقظان :ابن طفيل أسئلة الكتاب: -1بين هدف ابن طفيل من تأليف قصة (حي بن يقظان). كي تكون وسيلة للتعبير عن فكره وفلسفته وآ ارئه. -2مثل على الخصائص الفنية لقصة حي بن يقظان من النص الآتي: \"ثم إّنه سـنح لنظـره غ اربـان يقتـتلان حتـى صـرع أحـدهما الآخـر ميتًـا ،ثـم جعـل الحـي يبحـث فـي الأرض حتـى حفر حفرة فوارى فيها ذلك الميت بالت ارب ،فقال في نفسه :ما أحسن ما صنع هذا الغ ارب في موا ارة جيفة صـاحبه وان كان قد أساء في قتله إياه! وأنا كنت أحق بالاهتداء إلى هذا الفعل بأمي! فحفـر حفـرة وألقـى فيهـا بجسـد أمـه، وحثـا عليهـا وبقـي يتفكـر فـي ذلـك الشـيء المصـرف للجسـد مـا يـدري مـا هـو ...ثـم إنـه بعـد ذلـك أخـذ فـي تصـفح جميع الأشياء التي في عالم الكون والحياة من الحيوانات على اختلاف أنواعها والنبات وأصناف الحجارة والت ارب 22
والماء والبخار والثلج والدخان والجمر ،فـ أرى لهـا أفعـاًلا مختلفـة وحركـات متفقـة ومتضـادة ،وأنعـم النظـر فـي ذلـك، ف أرى أنها تتفق ببعض الصفات وتختلف ببعض\". * التأثر بالقرآن الكريم( قصة الغ ارب الذي بعثه الله تعالى ليعلّم ابن آدم كيف يواري سوءة أخيه .القصة واردة في القرآن الكريم سورة المائدة ،الآية .31 * التأمل والتفكر في الكون ،حين أخذ في تصفّح الأشياء التي في عالم الكون والحياة على اختلاف أنواعها وميزها عن بعض. * دقة الوصف ،حين وصف طريقة تعلّمه دفن جثة الظبية وحواره مع نفسه. -3وازن بين رسالة التوابع والزوابع وقصة حي بن يقظان من حيث :سبب التسمية ،والهدف من التأليف. الهدف من التأليف سبب التسمية أ ارد ابن طفيل أن يعرض فكره وفلسـفته وآ ارءه فـي حي بن يقظان نسبة إلى بطل القصة ح ّي بن يقظان الكون والوجود. لأ ّن كاتبهــا ابــن ُشــهيد لــم ينــل مــن أدبــاء عصــره لأّنه جعل مسرحها عالم الج ّن ،واتخذ ك ّل التوابع والزوابع وعلمائــه إلا النقــد ،فــأ ارد أ ْن يثبــت لنظ ارئــه قدرتــه أبطالها – في ما عداه – من الشياطين. على الكتابة. 23
الوحدة الثانية الأدب في العصرين :الأيوبي والمملوكي مقدمة -ما دور الأدب تجاه الأحداث التي أصابت أقطار العالم الإسلامي بالتفكك السياسي والعسكري؛ من ج ارء الغزوين :الفرنجي والمغولي لمشرق العالم العربي؟ كان للأدب دور كبير في تصوير تلك الأحداث ،واستنهاض همم المسلمين ،وحثهم على الجهاد ،وتحرير أ ارضي المسلمين. أوًلا :شعر الجهاد -1صدى الغزو الصليبي في الشعر )1متى تعرضت ديار الإسلام في المشرق العربي للغزو الصليبي؟ امتّد من أواخر القرن الخامس الهجري إلى أواخر القرن السابع الهجر ّي. )2ما هي الظروف التي تهيأت لدول أوروبا حتى تغزو المشرق العربي وتحتل بعض مدنه تحت مسمى \" الحروب الصليبية \". الن ازعات الداخلية بين أم ارء الدول اْلسلامّية وقادتها فضعفت قوتهم العسكرّية. )3قيض الله -سبحانه تعالى -للأمة بعض القادة الذين عملوا على توحيد صفوف المسلمين ،في بلاد الشام ومصر؛ لمواجهة الغزو الصليبي ،اذكر ثلاثة منهم. عماد الدين زنكي ،وابنه نور الدين زنكي ،وصلاح الدين الأّيوب ّي. )4وضح دور الشعر تجاه الحروب الصليبية على ديار الإسلام. -واكب الشعر هذه الحروب وصّور أحداثها تصويًار دقيقًا. -وأشاد بفتوحاتها ،ومدح أبطالها وقادتها. -وصارت هذه الحروب هي الصبغة العامة لموضوعاته ،فلا يكاد يخلو ديوان شاعر في هذه الحقبة من قصائد عن البطولات ال ارئعة في مقاومة الصليبّيين. -وصف ال ّشع ارء النكبات التي ُمنِي بها المسلمون ،ولا سّيما الج ارئم الوحشّية التي اقترفها الصليبّيون في القدس وغيرها من المدن اْلسلامّية. 24
)5وضح مضامين شعر الجهاد في العصرين :الأيوبي والمملوكي: أ -تصوير سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبين من القصائد المبكرة التي صّورت هذا الحدث قصيدة الشاعر محمد بن أحمد الأَبيَوردي ،التي قالها بعد احتلال الصليبّيين بيت المقدس سنة 492هـ ،ووصف فيها آثار هذا الاحتلال ،وح ّث على إذكاء المشاعر واستنهاض الهمم ،وح ّض على قتال الغ ازة ،ومنها: َفلَْم َيْب َق ِمَّنا َعْر َصةٌ ِلْل َمـــــــــــــــــــــــ ار ِحِم َمَزْجنا ِدما ًء بِالُّدمــــــــــــــوِع ال َّسواجِم إَذا ال َحــــــــــــــْر ُب ُشَّب ْت ناُرها بِال َّصواِرِم َو َشُّر ِسلا ِح ال َمْرِء َد ْمعٌ ُيفيِــــــــــــ ُضهُ على َهفَــــــــــــــــــــــوا ٍت أَْيقَظَ ْت ك ّل نائِِم َوَكْي َف تَناُم ال َعْي ُن ِم ْل َء ُجفونِــــــــــــها َوقائِـــــعَ ُيْل ِحْق َن الُّذَرى بِاْل َمنـــــــــــــــــا ِسِم فَِإيهًا َبنِي اِْل ْســــــــــــــلاِم إِ َّن َو ار َء ُكْم ومن ذلك قول ابن المجاور يبكي ما ح ّل بالمسجد الأقصى ،ويربط بين الأماكن المقّدسة في أح ازنها: ِصلي في الُبكا الآصـــــــــــــا َل بِالُب ُك ار ِت أَ َعْيَن َّي لا تَْرقَ ْي ِم َن ال َعــــــــــــــــــــــَب ار ِت على موطن اْلخبات والصـــــــــــــــلوات َعلى ال َم ْس ِجِد الأَْقصى اَلّذي َج َّل قَْدُرهُ لتَب ِك على القُْد ِس البِــــــــــــــلاُد بِأَ ْسِرها َوتُ ْعلِن بِالأَ ْحــــــــــــــــــــــــــــ از ِن والُتّرحا ِت َوتَ ْشكـــــــــــــــــو اَلّذي لاقَ ْت إِلى َعَرفا ِت لتَب ِك َعلَْيها َم َّكة فَ ْه َي أُ ْخــــــــــــــــــــتُها ب -الدعوة إلى تحرير المدن ولا سيما بيت المقدس أخذ ال ّشع ارء على عاتقهم عبء التحريض على مواجهة الصليبّيين ،واستثارة الهمم والع ازئم .فهذا ابن القيس ارني يدعو القائد نور الدين زنكي إلى إنقاذ بيت المقدس في قصيدة يعارض فيها أبا تمام في قصيدته المشهورة \" فتح عمورية \": َوذي ال َمكـــــــــــــــــاِرُم ،لا ما قالَ ِت ال ُكتُ ُب هذي ال َع ازئُِم لا ما تََّدعــــــــــــــــي القُ ُض ُب تَ َعَثَّر ْت َخْلفَها الأَ ْشـــــــــــــــــــعاُر َوال ُخطَ ُب َوهِذِه ال ِه َمــــــــــــــــــــُم اللّاتي َمتى َخطََب ْت بِ ار َح ٍة ِلل َمــــــــــــــــــــــــــــساعي دوَنها تَ َع ُب صافَ ْح َت يا ْب َن ِعماِد الّدي ِن َذْرَوتَــــــــــــها يولي َك أَْقصى ال ُمنـــــــــى ،فَالقُْد ُس ُمْرتَِق ُب فَاْنهَ ْض ِإلى ال َم ْس ِجِد الأَْقصى بِذي لَ َج ٍب ج -تسجيل الانتصا ارت ،والتهنئة بالفتوحات ولا سيما فتح بيت المقدس. لم يكن الشعر بمعزل عن أحداث هذه المرحلة وما فيها من معارك فاصلة ،وانتصا ارت خالدة ،بل إّنه تابع تفصيلات هذه الأحداث متابعة دقيقة في نقاط التماس مع قوى الصليبّيين الباغية. وقال ابن الساعاتي في فتح طبرية سنة 583هـ وقد نّوه بهذا الفتح المبين ،وأشاد بالبطل المظفّر صلاح الدين صاحب الّن ّصر الأغّر ،وبّين مكانة هذا الفتح العظيم وارتباطه بمكة والقدس: فَقَْد قََّر ْت ُعيـــــــــــــــــــــــــو ُن ال ُمْؤِمنينا َجلَ ْت َعَزماتُ َك الفَــــــــتْ َح ال ُمبينا 25
َغدا َصْر ُف القَضـــــــــــا ِء بِها َض ِمينا َرَدْد َت أَ ِخْيَذةَ اِْل ْســـــــــــــلاِم لَ ّما َوفي ِجْيِد ال ُعلا ِعْقــــــــــــــــــــــًدا ثميًنا َغَد ْت في َو ْجــــــــَن ِة الأّيام خالاً َويا للِه َكْم أَْب َك ْت ُعيــــــــــــــــــــــــــــــونا فَيا للِه َكْم َسَّر ُت ُقلــــــــــــــــــــوًبا تََرَفّعُ َع ْن أ ُك ِّف الَلّا ِمســـــــــــــــــــــــــينا َوما طََبـــــــــــــــــــــــ َرّيةٌ إَِلّا َهِد ٌّي )6اذكر ثلاثة من الشع ارء الذين انعكست أصداء الغزو الصليبي في أشعارهم. محمد بن أحمد الأَبيَوْرد ّي ،ابن القيس ارني ،ابن ال ّساعاتي. َ )7من هو الشاعر الذي عارض أبا تمام في قصيدته في فتح عمورية؟ ابن القيس ارني. )8كان لمعركة حطين وتحرير بيت المقدس صدى كبير في الشعر العربي آنذاك ،وضح ذلك مستشهداً بنصوص شعرية مناسبة. في السنة نفسها التي فُتحت فيها طبرية جاءت معركة حطين الخالدة ،الموقعة الفاصلة في التاريخ اْلسلام ّي التي انتصر فيها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبّيين ،وتم ّكنوا من تحرير بيت المقدس ثّم تحرير معظم ما كان محتلًا من ديار اْلسلام في بلاد الشام ،وقد ترك هذا الّن ّصر أصداء طيبة في نفوس المسلمين الذين قّرت عيونهم باسترداد بين المقدس ،بعد أ ْن طال العهد على احتلاله ،يقول الرشيد النابلس ّي: َفْليو ِف للِه أَْقـــــــــــــــــــــــــواٌم بِ َما َنَذروا َهَذا اَلِّذي َكاَن ِت الآمـــــــــــــــــا ُل تَْنتَ ِظُر ِإ ْسلَاِم ِم ْن َب ْعِد َط ٍّي َوُهَو ُمْنتَــــــــــــ ِشُر َيا َب ْه َجةَ اْلقُد ِس أَ ْن أَضـحى بِِه َعلَم الـ ُشَّم الُّذرى َوتَكاُد الأَْر ُض تَْنفَــــــــــــ ِطُر اللهُ أ ْكَبُر َصْو ٌت تَْق َشـــــــــــــــــــــــِعُّر لَهُ ِإَلّا لِتَ ْعلو بِِه أَ ْعلا ُم َك ال ُّصـــــــــــــــــــفُُر َما ا ْخ َضَّر َهَذا ال َطّ ارُز ال ّســا ِحلِ ُّي ثًَرى )9علل .تنافس الشع ارء في نظم القصائد فرًحا بالنصر ،وابتها ًجا بخذلان الكفر في مدينة عكا. ُحّررت مدينة عكا على يد الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون بعد أن ظلّت محتلّة أكثر من مئة عام بعد معركة حطين ،وُهزم آخر جيش للصليبيين سنة 690هـ وأُخرجوا من معقلهم الأخير. ُرْؤَياهُ ِفي الَّنْوِم لَا ْستَــــ ْحَي ْت ِم َن ال َطّلَ ِب وفي ذلك قال شهاب الدين محمود الحلبي: َشا َب اْلَوِلـــــــــــــــــيُد بِهَا َهْوًلا َولَْم تَ ُش ِب هذا الذي َكاَن ِت اْلآ َمــــــــــــا ُل لَْو َطلََب ْت بِِه اْلفُتُوُح َوَما قَْد ُخ َطّ ِفي اْل ُكـــــــــــــتُ ِب أُُّم اْل ُحُرو ِب فَ َكــــــــــــــْم قَْد أَْن َشأَ ْت ِفتــــًَنا بِب ْشِرِه اْل َك ْعَبةُ اْل َغَّار ُء ِفي اْل ُحــــــــــــــ ُج ِب َيا َيْوَم َع َّكا لَقَْد أَْن َسْيـــــــــــــــ َت َما َسَبقَ ْت فَقََّر َعْيًنا ِلهََذا اْلفَتْ ِح َواْبتَهَــــــــــــــــــــ َج ْت )10وضح المقصود بالمعارضات الشعرية. هي قصائد نسجها قائلوها على نمط قصائد سابقة مشهورة ،تشترك معها في الوزن والقافية وموضوعها العام وحرف الرو ّي وحركته. 26
-2صدى الغزو المغولي في الشعر تمهيد غ از المغول العالم اْلسلام ّي قبل انتهاء الحروب الصليبّية ،فقضوا على الخلافة العّباسّية ،ود ّمروا عاصمتها بغداد سنة 656ه ،وعاثوا في الأرض قتلاً لأهلها ودما اًر لديارها وحرقاً لمكتباتها. )1وضح كيف تفاعل الشع ارء مع الغزو المغولي. تفاعل ال ّشع ارء مع أحداث هذا الغزو بتصويرها واْلشادة ببطولات قادتها من المسلمين ،ورثاء شهدائها، وتبيان آثارها في ديار المسلمين. )2ما هي أبرز مضامين الشعر في الغزو المغولي؟ أ -تصوير سقوط المدن: سقط كثير من المدن اْلسـلامّية فـي يـد الغـزو المغـول ّي مـن أهمهـا مدينـة بغـداد ،فكـان سـقوطها حـدثًا جلـلًا لـه وقع مؤلم في نفوس المسلمين جميعم؛ فنظم شع ارؤهم م ارثي تشيع الأسى في النفوس وتثير شجونها ،ومن هذه فَما ُوقُوفُ َك والأَ ْحـــبا ُب قَْد ساروا الم ارثي قول تق ِّي الدين بن أبي الُيسر: فَما بِذا َك ال ِحمـــــــى َوالّداِر دَّياُر لسائ ِل الَّد ْمــــــــــــــ ِع َع ْن َب ْغداَد إ ْخباُر بِِه ال َمعــــــــــــــــالُِم قد َعَفّاهُ إْقفاُر يا ازئِري َن إلى الَّزْو ارِء لا تَِفـــــــــــــــدوا َوِللُّدمـــــــــــــــوِع َعلى الآثاِر آثاُر تا ُج ال ِخــــــــــلافَِة َوالّرْبعُ اَلّذي َشُرفَ ْت ما َح َّل بالِّدي ِن َوالباغـــــو َن فُ َّجاُر أَ ْضحى لِ َع ْص ِف البِلــى في َرْبِع ِه أَثٌَر إلَْي َك َيا َ َرّبنا ال َّش ْكــــــــــــوى فَأْن َت تَرى ثّم سقطت مدينة دمشق على يد القائد المغول ّي غا ازن سنة 699هـ .وبّين الشاعر علي الأوتار ّي ما ح ّل بهذه المدينة من قتل النفوس ،ونهب الأموال ،واسترقاق الأولاد ،وسْبي النساء وقتلهن ،وتخريب البلاد؛ فقال: في َمغاني ِك يا ِعمـــاَد البِلاِد أَ ْح َس َن اللهُ يا ِد َم ْشــــ ْق َع از ِك أَ ْصَبحوا َم ْغَن ًما ِلأَ ْهل الفَساِد َوبِأُْن ٍس بـ(قاسيو َن) َونـــــــا ٍس ــ ِل َوَن ْه ِب الأَْمــــوا ِل َوالأَْولاِد طََّرقَتْهُْم َحواِد ُث الَّدهِر بِالقَتْـ ب -تسجيل الانتصا ارت: كانت معركة عين جالوت سنة 658هـ بقيادة السلطان قطز بداية تحرير البلاد اْلسلامّية من المغول ،ودخل الملك المظفر قطز دمشق في موكب عظيم .وكان لهذا الحدث العظيم تأثيره العميق في نفوس المسلمين 27
جمي ًعا ،وكان أشّد فرًحا وأعظم تأثي اًر في نفوس ال ّشع ارء منهم ،فتغّنوا بهذا الّن ّصر المؤزر ،فقال أحدهم مصّوًار مصير المغول ،ومشيًدا بالسلطان المظفر قطز: َوا ْستَ َجَّد اِْل ْسلاُم َب ْعَد ُدحــو ِض ْه َهلَ َك ال ُكْفُر في ال َّشآم َجمي ًعا َوِع َسْي ِف اِْل ْسلاِم ِعْنَد ُنهو ِض ْه بِال َمليـ ِك ال ُم َظَفِّر ال َملِ ِك الأَْر فا ْعتََزْزنا بِ ُس ْمِرِه َوببيــــــــــــــ ِض ْه َملِ ٌك جا َءنا بِ َعْزٍم َو َحــــــــــْزٍم دائِ ًما ِمْث َل وا ِجـــــــبا ِت فُرو ِض ْه أَْو َج َب اللهُ ُش ْكَر ذا َك َعلَْينـا وقال شرف الدين الأنصاري من قصيدة يمدح فيها الملك المنصور الثاني الأيّوب ّي صاحب حماة مع جنده إلى جانب المظفر قطز في معركة عين جالوت: َولَقيتَها فَأَ َخْذت َف َّل ُجيو ِشـــــــــــــها ُرْع َت الِعدى فَ َض ِمْنت َش َّل ُعروشها فَ َغَد ْت ُرؤو ُسهُُم ُحطاَم َجريشـــــــها داَر ْت َرحى ال َحْرِب الُّزبوِن َعلَْيــــ ِهُم ما َبْي َن بْرَكتِها َوَبْي َن َعري ِشـــــــــــها َوطََوْي َت َع ْن ِم ْصٍر فَسيــــ َح َم ار ِحل ِم ْن ُروِمها الأَْقصى إلى أُ ْحبو ِشها َحتّى َحِف ْظ َت َعلى الِعبـــــاِد بِلاَدها )3اذكر الخصائص الفنية لشعر الجهاد في العصرين :الأيوبي والمملوكي. -1يتّصف بالواقعّية من خلال وصف أحداث المعارك وصفًا مباشًار ،مثل وصف شرف الدين الأنصار ّي معركة عين جالوت. -2يكثر من استخدام الفنون البديعّية كالجناس (َولِلُّدموِع َعلى الآثاِر آثاُر)، َويا للِه َكْم أَْب َك ْت ُعيونا). والطباق (فَيا للِه َكْم َسَّر ُت ُقلوًبا -3يتمّيز بح اررة العاطفة وتدفّق المشاعر ،ولا سّيما عند الحديث عن سقوط المدن وتصوير المآسي والفرح بالانتصا ارت. أسئلة الكتاب: -1اذكر ثلاثة من الشع ارء انعكست أصداء غزو الفرنجة في أشعارهم. الأَبيَوْرد ّي ،ابن القيس ارن ّي ،ابن ال ّساعات ّي ،الرشيد النابلس ّي ،ابن المجاور ،شهاب الدين محمود الحلب ّي. -2كان لمعركة (حطين) وتحرير بيت المقدس صدى كبير في الشعر العربي آنذاك ،وضح ذلك مستشهًدا بنصوص شعرية مناسبة ( .سبق اْلجابة عنه ) 28
-3استنتج المضمون الذي يمثله كل مما يأتي: أ -قال العماد الأصفهاني: َولِلّنا ِس بِال َملِ ِك الّنا ِصِر ال َّصلا ِح َصـــــــــلا ٌح َوَن ْصٌر َو َخــــْيُر ُنهو ًضا ِإلى القُْدس َي ْشفي ال َغلي َل بِفَتْ ِح الفُتوِح َوماذا َعسيُر الدعوة إلى تحرير المدن ولا سيما بيت المقدس ب -قال ابن منير الط اربلسي: فَتْ ٌح أَعاَد َعلى اِْل ْسلاِم َب ْه َجتَهُ فَاْفتََّر َمْب ِس ُمهُ َوا ْهتََّز ِع ْطفاهُ تسجيل الانتصا ارت ،والتهنئة بالفتوحات ولا سيما فتح بيت المقدس. -4كان لمعركة (عين جالوت) صدى كبير في الشعر العربي زمن الغزو المغولي ،وضح ذلك مستشهًدا بنصوص شعرية مناسبة. كانت معركة عين جالوت سنة 658هـ بقيادة السلطان قطز بداية تحرير البلاد اْلسلامّية من المغول ،ودخـل الملـك المظفـر قطـز دمشـق فـي موكـب عظـيم .وكـان لهـذا الحـدث العظـيم تـأثيره العميـق فـي نفـوس المسـلمين جمي ًعـا ،وكـان أشـد فرًحـا وأعظـم تـأثي اًر فـي نفـوس ال ّشـع ارء مـنهم ،فتغنـوا بهـذا الّن ّصـر المـؤزر ،فقـال أحـدهم مصّوًار مصير المغول ،ومشيًدا بالسلطان المظفر قطز: َوا ْستَ َجَّد اِْل ْسلاُم َب ْعَد ُدحــــو ِض ْه َهلَ َك ال ُكْفُر في ال َّشآم َجمي ًعا -5اق أر الأبيات الآتية لبهاء الدين البهائي ،ثم أجب عن الأـسئلة التي تليها: َحَفّ ْت بِ ِه َّن طَوار ُق ال َحَدثا ِن لَ ْهفي َعلى تِْل َك الُبروِج َو ُحسنِها َوتََبـُّد ِل الِغــْلزا ِن بالثّيـــــــ ار ِن لَ ْهفي َعلى وادي ِد َم ْش َق َولُ ْطِف ِه نوَر المـناِزِل أُْبِدلَ ْت بُدخا ِن َو َشكا ال َحري َق فُؤاُدهــا لَ ّما أر ْت أ -بين المضمون الذي تناولته الأبيات السابقة. تصوير سقوط المدن ،ومنها مدينة دمشق على يد القائد المغول ّي غا ازن سنة 699ه ،فح ّل بهذه المدينة الّدمار وقتل النفوس ،ونهب الأموال ،وحرق المنازل. ب -من الخصائص الفنية لشعر الجهاد في العصرين :الأيوبي والمملوكي ح اررة العاطفة ،وضح ذلك من خلال الأبيات السابقة. تبدو في الأبيات ح اررة العاطفة جلّية ،حيث كّرر ال ّشاعر كلمة( لهفي) ،إضافة إلى تعبي ارت الشكوى والموازنة بين حال دمشق قبل سقوطها وبعده ،وهذا م ّما لا تصّنع فيه ،ولا مجال إلّا للجدّية وب ّث الشكوى والتف ّجع. 29
-6بين دور الأدب في تسجيل الأحداث ومواكبتها في العصرين :الأيوبي والمملوكي. عايش ال ّشعر أحداث العصرين الأّيوب ّي والمملوك ّي ،وتفاعل معها بتصويرها ،واْلشادة ببطولات قادتها من المسلمين ،وتبيان آثارها ،ووصف النكبات التي ُمني بها المسلمون ،وأهم المضامين: -تصوير سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبّين. -الدعوة إلى تحرير المدن ولا سّيما بيت المقدس. -تسجيل الانتصا ارت ،والتهنئة بالفتوحات ولا سّيما فتح بيت المقدس. -7وازن بين رثاء المدن في العصر الأندلسي وفي العصرين :الأيوبي والمملوكي. في العصر الأندلسي في العصرين :الأيوبي والمملوكي من مظاهر شعر رثاء المدن والممالك في هذا العصر. صدى الغزو الصليب ّي والمغول ّي في الشعر. 1 تصوير ما ح ّل بالمدن من خ ارب ودمار ،وما نزل بأهلها من كرب وضيق. تصوير سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبّيين. 2 3الدعوة إلى تحرير المدن ولا سّيما بيت المقدس .الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها. 4تسجيل الانتصا ارت والتهنئة بالفتوحات ولا سّيما الاستنجاد بالمسلمين واستنهاض هممهم ودعوتهم إلى نصرة إخوانهم. فتح بيت المقدس. ثانياً :المدائح النبوية )1وضح مفهوم المديح النبوي فن شعري ُيعنى بمدح النبي محمد -صلى الله عليه وسلم -وتعداد صفاته ال ُخلُقية وال َخلقية واظهار الشوق لرؤيته وزيارته ،وزيارة الأماكن المقّدسة التي ترتبط بحياته ،مع ذكر معج ازته المادّية والمعنوّية ،واْلشادة بغزواته. )2علل .تسمية شعر المدائح النبوية مدحاً وليس رثاء. لأ ّن الّرسول -صلى الله عليه وسلم – ح ٌّي في نفوس المسلمين برسالته وسنّته ومبادئه التي ُبعث من أجلها. )3متى نشأ المديح النبوي؟ نشأ المديح النّبو ّي في صدر اْلسلام ،واستمر النظم فيه في العصرين :الأمو ّي والعّباس ّي. 30
)4لَم ازدهر شعر المدائح النبوية في العصرين :الأيوبي والمملوكي؟ أو تطور شعر المدائح النبوية وأصبح يشكل ظاهرة تسترعي الانتباه في العصرين :الأيوبي والمملوكي.علل .1بسبب ما تعاقب على المسلمين من ويلات ومصائب وأح ازن ،وقد لاقى كثيرون من شدة وطأتها القهر والألم ،وجعلتهم يعيشون في تعب ونكد ،ولا سّيما بعد الهجمات المتوالية :الصليبّية الجائرة من الغرب، والتترية الغادرة من الشرق. .2فما كان منهم إلا التوجه إلى الله -ج ّل جلاله -والتضّرع إليه كي ينجيهم من الكرب الذي وقع عليهم والضيم الذي لحق بهم. .3وتّوسلوا إلى رسوله الكريم محمد -صلّى الله عليه وسلّم -أن يكون شفي ًعا لهم عند الله وينجيهم من الّنوائب التي كادت تقضي على وجودهم. )5علل .كثر النظم في المديح النبوي ،وأقبل الناس عليه بشغف ولهفة. لأّنهم يجدون فيه فرحتهم وسعادتهم و ارحتهم النفسية ،ويتدارسونه وينشدونه في مجالسهم ومحافلهم وأماكن عبادتهم. )6نظم عدد من الشع ارء دواوين خاصة قصروها على المديح النبوي ،اذكرها. \" -معارج الأنوار في سيرة النب ّي المختار\" لل َّصْر َصر ّي(ت 656هـ). \" -بشرى اللبيب بذكرى الحبيب\" لابن سيد الناس اليعمري(ت734هـ). \" -منتخب الهدية في المدائح النّبوّية\" لابن نباتة المصري(ت768هـ). \" -ف ارئد الأشعار في مدح النبي المختار\" لابن العطار الدنيسري(ت 794هـ) \" -شفاء الكليم بمدح النبي الكريم\" لابن عربشاه الدمشقي(ت901هـ). َ )7من هو أشهر َمن يمثل ظاهرة المديح النبوي في العصرين :الأيوبي والمملوكي؟ وما اسم أشهر قصيدة له؟ البوصيري وأشهر قصائده هي قصيدة \"الُبردة\" المعروفة باسم \"الكواكب الُّدّرية في مدح خير البرية\" . )8عرف قصيدة الُبردة. صاحبها البوصير ّي ،وقد نظمها ل ّما أصيب بالفالج ،وقد أرى في منامه النب ّي(ص) ،فأنشده إياها ،وتو ّسل بها واستغاث ،فألقى عليه النبي(ص) بردته ،كما ألقاها على كعب بن زهير يقظة ،فشفي البوصيري من مرضه، وتقع في مئة واثنين وستين بيتًا ،ومطلعها: َمَزْج َت دم ًعا جرى من مقل ٍة بِدِم أ ِم ْن تَذ ُّكِر جي ار ٍن بذي سلِم 31
ثم يعرض البوصيري ُبغيته بمدح الّرسول -صلى الله عليه وسلم -فيتغّنى بصفاته وسيادته وقيادته للعرب والعجم ،وحاجة الناس إلى شفاعته ،فيقول: ِن والفَريقَْي ِن ِمن ُعْرٍب وِم َن َع َجِم ُم ُح َّمٌد َسِّيُد ال َكــْوَنْي ِن َوالَثَّقلَْيــــــــــــ لك ّل َهـْوٍل ِمن الأ ْهــــــــوا ِل ُمْقتَ َحِم ُهَو ال َحبي ُب اَلّذي تُْرَجى َشفا َعتُهُ َيْرمي ب َموٍج ِم َن الأَْبطــــا ِل ُمْلتَ ِطِم َي ُجُّر َب ْحَر َخ ِمي ٍس فَــــو َق سابِ َح ٍة إ ْن تَْلقَـهُ الأُ ْسُد في آجا ِمـــــها تَ ِجِم وَمن تَ ُك ْن بَرسوِل اللِه ُنصــــــَرتُهُ )9اذكر الموضوعات التي تناولتها أشعار المديح النبوي ،ومثل عليها. -1التغّني بصفات النب ّي وسيادته وقيادته للعرب والعجم ،وحاجة الناس إلى شفاعته ،مثال قصيدة البردة. -2بيان منزلة الّرسول -صلى الله عليه وسلم -الرفيعة ،والتو ّسل إليه وطلب الشفاعة منه ،للنجاة من عذاب النار ،فالآمال معقودة عليه ،يقول الشاب الظريف: يا أَ ْشَر َف ال َخـــــــــــــْل ِق إلّا أ ْشَر َف الُّرتَ ِب َما َكا َن َيْرضى لَ َك الَّرح َم ُن َمْنِزلَةً َشفَا َعةً ِمْن ِك تُْن ِجينــــــــــــــــــي ِم َن الَلّهَ ِب لي ِم ْن ُذنوبِـــ َي َذْن ٌب واِفٌر فَ َعسى فَكا َن لــــــــــــــــي نا ِظًار ِم ْن نا ِظِر الُّنَو ِب َج َعْل ُت ُحَّبك لـــــي ُذ ْخ اًر َوُم ْعتََمًدا َع ْن َبا ِب جوِد َك إن ال َمْو َت في ال ُح ُج ِب إلَْي َك َو ّج ْه ُت آمالـــــي فَلاَ ُح ِجَب ْت -3وصف ال ّشع ارء معج ازته ،لا سّيما حادثة اْلس ارء والمع ارج وصفًا مف ّصلًا دقيقًا ،يقول أبو زكريا يحيى بن يوسف ال َّصْر َصر ّي في قصيدة تجاوز عدد أبياتها ثمانمئة وخمسين بيتًا: َوالِعِّز َوال َملكــــــــــو ِت َوال ُّسْلطا ِن ُسْبحــــا َن ذي ال َجَبرو ِت َوالُبرها ِن أَْقصى ال َمسا ِجِد لَْي َس بِالَو ْسنا ِن أَ ْسرى ِم َن الَبي ِت ال َحـــ ارِم بِِه ِإلى َي ْطوي الِقفـــــاَر بِ ُسْرَع ِة ال َطَي ار ِن فَ َعلا الُب ار َق َوكا َن أَ َشَرف َمْرك ٍب -4ذكر غزوات الّرسول(ص) وفضيلة جّده عبد المطلب ،واشارة إلى ذكره والثناء عليه بالكتب السماوّية، يقول ابن الساعاتي (معارضاً قصيدة َك ْعب بن زهير): فَ َحَّدثَ ْت َعْنـــــــــــــــــــــهُ تَْو ارةٌ َواْنجي ُل َبَثّ ْت ُنُبَّوتَهُ الأَ ْخباُر إْذ َنطَــــقَ ْت َوالقَْوُم َصْرعى َك َع ْص ٍف َوْهَو َمْأكو ُل فَضيلةٌ ُعِرفَ ْت ِم ْن َعْبِد ُم َطّلِ ِب ِجياُدهُ القُ ُّب َوال َطّْيُر الأَبابـــــــــــــــــي ُل َرَّد ْت أعادي ِه فـــي َبْدٍر َوَيْوَمئٍِذ )10اذكر الخصائص الفنية لشعر المديح النبوي. -1تبرز فيه العاطفة وتدفّق المشاعر تجاه الّرسول – صلى الله عليه وسلم -عند الحديث عن شمائله ومعج ازته وطلب شفاعته. -2يتمّيز بوحدة الموضوع وطول القصيدة. 32
-3تأثرت مضامينه بالق آرن الكريم ،ومن ذلك الحديث عن حادثة اْلس ارء والمع ارج ،وذكر النبي – صلى الله عليه وسلم -في الكتب السماوّية ،والطير الأبابيل ،وبالحديث الّنبو ّي الشريف عند ذكر الب ارق في حادثة اْلس ارء. -4يشيع فيه فن المعارضات ،مثال ذلك قصيدة ابن الساعاتي التي عارض فيها كعب بن زهير في قصيدته التي مطلعها: ُمتََيٌّم إِثَْرها لَْم ُيْفَد َم ْكبو ُل باَن ْت ُسعاُد فََقْلبي الَيْوَم َمتْبو ُل أسئلة الكتاب: -1علل تسمية شعر المدائح النبوية مد ًحا وليس رثا ًء. لأ ّن الّرسول -صلى الله عليه وسلم –ح ٌّي في نفوس المسلمين برسالته وسّنته ومبادئه التي ُبعث من أجلها. -2اذكر ثلاثة من الدواوين التي ألفت في المديح النبوي مع ذكر صاحب كل كتاب. سبق اْلجابة عنه. -3لَِم ازدهر شعر المدائح النبوية في العصرين الأيوبي والملوكي؟ سبق اْلجابة عنه. -4اذكر موضوعين من موضوعات شعر المدائح ،ومثل عليهما ببعض الشواهد الشعرية. سبق اْلجابة عنه. -5مِثّل على خصيصة شيوع المعارضات الشعرية. قصيدة ابن الساعاتي التي عارض فيها كعب بن زهير في قصيدته التي مطلعها: ُمتََيٌّم ِإثَْرها لَْم ُيْفَد َم ْكبو ُل باَن ْت ُسعاُد فََقْلبي الَيْوَم َمتْبو ُل -6في أريكِ ،لَم أكثر شع ارء المدائح النبوية من معارضة قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول – صلى الله عليه وسلم.- -لأّنها من أوائل ما قيل في مدح النب ّي –صلّى الله عليه وسلّم.- -ولكونها حافظت على القالب العام للقصيدة الجاهلّية. -وحرص الشع ارء على اْلفادة من صورها وألفاظها. -وهي تمثّل تحّدياً للشع ارء فيتبارون في معارضتها ْلثبات قدرتهم والاعتداد بأنفسهم. -ولما فيها من العاطفة الّدينّية. -والبحر الذي ُنظمت عليه هو البسيط وهو من البحور المحّببة والمي ّسرة لدى الشع ارء. 33
-7استنتج الخصيصة الفنية لشعر المدائح النبوية في كل مما يأتي: أُ -هَو الَبشيُر الَّنذيُر ال َعد ُل شا ِهُدهُ َوِلل َّشهـــــــــــــــــــاَد ِة تَجريح َوتَعدي ُل تبرز فيه العاطفة وتدفّق المشاعر تجاه الّرسول – صلى الله عليه وسلم.- ب -أَسرى ِم َن الَبي ِت ال َح ارِم ِب ِه إِلى أَقصى ال َمسا ِجِد لَي َس ِبالوسنا ِن تأثرت مضامينه بالقرآن الكريم(حادثة اْلس ارء والمع ارج). -8في أريك: أ -لَِم تعد قصيدة الُبردة للبوصيري من أشهر قصائد المدائح النبوية؟ ْلقبال الناس عليها بشغف ولهفة ،فهم يجدون فيها فرحتهم وسعادتهم و ارحتهم النفسّية ،ويدارسونها وينشدونها في مجالسهم ومحافلهم وأماكن عبادتهم. بِ -لَم تمتاز قصائد المديح النبوي بطولها؟ بسبب تعّدد موضوعاتها :فهي تتغنى بصفات الّرسول(ص) وسيادته وقيادته للعرب والعجم ،ووصف معج ازته ،وخاصة حادثة اْلس ارء والمع ارج وصفاً مف ّصلاً دقيقاً ،وحاجة الّناس إلى شفاعته. النشاط: وازن بين \"بردة\" البوصيري و\"نهج البردة\" لأحمد شوقي ،مبيًنا بعض أوجه التشابه والاختلاف. قضايا من النثر في العصرين :الأيوبي والمملوكي -شهد العص ارن :الأيوبي والمملوكي ازدهاًار في فنون النثر المختلفة ،اذكرها. .1الَّرسائل .2الخطابة .3أدب الِّرحلات .4التأليف الموسوع ِّي. أوًلا :أدب الرحلات )1علل .يعد أدب الرحلات من أبرز الفنون الأدبية النثرية وأمتعها وأقربها إلى القَّارء. لالتصاق هذا الفن بواقع الّناس وحياتهم ،وامت ازجه بفنون أخرى كالقصص ،والمذك ارت ،والت ارث الشعب ّي، واليومّيات. )2علل .اختلاف اهتمامات الرحالة في ما ينقلون من مشاهداتهم في البلاد التي جابوها. -توَلّى كتابة هذا النوع من الأدب رَّحالةٌ مختلفون في ثقافاتهم وعلومهم ،م ّمن استهوتهم المغامرة والسفر والترحال. -فبعضهم نقل عادات َمن تحّدث عنهم ،وتقاليدهم ،وثقافاتهم ،ولغاتهم ،وطرق عيشهم ،ومعتقداتهم الفكرّية والمذهبّية. -وبعضهم اعتنى بنقل جغ ارفية البلاد التي ارتحل إليها ،وآثارها ،وُمناخها ،وتوزيع س ّكانها وطبيعتهم ،ومعالم حضارتها. 34
)3علل .أدب الِّرحلات ذو قيمة علمية كبيرة. كونه وثائق تاريخيّة وجغ ارفَّية واجتماعّية وثقافّية ُيعتمد عليها لمعرفة أحوال البلاد المكانّية والسكانّية. )4اذكر اثنين من أشهر الرحالة في العصرين الأيوبي والمملوكي. ابن جبير ،وابن بطّوطة( لقبه أمير الّرحالة المسلمين). -1ابن جبير (ت 614ه): )1عرف بابن جبير. -هو محمد بن أحمد من بني ضمرة من كنانة المضرّية العدنانية. -درس علوم الدين وشغف بها ،وبرزت ميوله في علم الحساب والعلوم اللغوّية والأدبّية. -وأظهر مواهب شعرّية ونثرّية مكنته من العمل كاتًبا. )2عرف برحلة ابن جبير. -كانت في القرن السادس الهجر ّي . -دّون خلال رحلته مشاهداته وملاحظاته في يومّيات س ّميت باسم \" تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار\". -وصف فيها البيت الح ارم والمسجد الّنبو ّي ،ودمشق ،والع ارق ،وغيرها من البلدان والمدن ،كما وصف الأسواق والأسوار والحصون والمشافي ،والأحوال الاقتصاديّة والسياسّية والاجتماعّية لساكني البلدان التي مّر بها ،ودرجة الاستق ارر فيها. يصف ابن جبير بعض رحلته بحًار إلى صقلية ،فيقول: \" وأصـبحنا يـوم الأحـد المـذكور والهـول يزيـد ،والبحـُر قـد هـاج مائجـه ،ومـاج مائجـه ،فرمـى بمـوٍج كالجبـال يصـدم المرك َب َصَدمات يتقَلّب لها على ِعظَ ِم ِه تقُلّب الغصن الَّرطيب ،وكان كالسور علًّوا فيرتفع له الموج ارتفا ًعـا يرمـي في وسطه بشآبيب كالوابل المنسكب .فل ّما ُج َّن اللي ُل اشتَّد تلاطمـه ،وصـ َّكت الآذا َن غماغمـه ،واستشـرى ُعصـو ُف الريح .ف ُح َطّ ِت ال ُّشرعُ ...ووقع اليأس من الُّدنيا ،وودعنا الحياة بسلام ،وجاءنـا المـوج مـن كـ ّل مكـان ،وظننـا أَّنـا قـد أُحيط بنا ...،فاستسلمنا للقدر ،وتجرعنا ُغصص هذا ال َكدر ،وقلنا: َس ِخطَ ال َعْبِد أْو َرض ْي\" َسَيكو ُن اَلّذي قُض ْي -2ابن ب ُطّو َطة (ت 779ه): )1عرف بابن بطوطة. هو محمد بن عبد الله الطنج ّي ،لقب بـأمير الرّحالة المسلمين. )2عرف برحلة ابن بطوطة. -خرج ابن بطوطة من طنجة سنة 725هـ فطاف قارتي آسيا وأفريقيا وبعض بلدان قارة أوروبا. -استغرقت رحلته ما يقارب الثلاثين عا ًما. -دّون أخبار رحلته في كتابه \" تحفة النظار في غ ارئب الأمصار وعجائب الأسفار\". 35
-وصف فيه البلدان التي ازرها ومواقعها والمسافات بينها ومظاهر العم ارن فيها ،وحكامها وعادات أهلها وألبستهم وألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها ،كما وصف الأطعمة وأنواعها وطريقة صناعتها. وفي ما ذكر ابن ب ُطّوطة عن جزيرة سيلان( سيريلانكا حالياً) أنه: \" يوجـد اليـاقوت فـي جميـع مواضـعها ،وهـي متمَلّ َكـة ،فيشـتري اْلنسـان القطعـة منهـا ،ويحفـر عـن اليـاقوت ،فيجـد أحجـاًار بيضـاء مشـعبة ،وهـي التـي يتكـّون اليـاقوت فـي أجوافهـا ،فيعطيهـا الحكـاكين ،فيح ّكونهـا حتّـى تنفلـق عـن أحجـار اليـاقوت ،فمنـه الأحمـر ومنـه الأصـفر ومنـه الأزرق ....وجميـع الِّنسـاء بجزيـرة سـيلان لهـ َّن القلائـد مـن اليـاقوت الملـَّون ،ويجعلنـه فـي أيـديه َّن وأرجلهـ ّن عو ًضـا مـن الأسـِوَرِة والخلاخيـل ...ولقـد أريـت علـى جبهـة الفيـل الأبيض سبعةَ أحجار منه ،ك ّل حجر أعظم من بيضة الَّدجاج\". ووصف ابن بطوطة نهر النيل فقال: \"ونيل مصر يفضل أنهار الأرض عذوبة مذاق واتّساع قطر وعظم منفعة .والمدن والقـرى بضـفتيه منتظمـة ،لـيس في المعمور مثلها .ولا يعلم نهـر يـزرع عليـه مـا يـزرع علـى الّنيـل .ولـيس فـي الأرض نهـر يسـ ّمى بحـًار غيـره .قـال الله تعالى( :فإذا خفت عليه فألقيه في اليّم) فس َّماه ي ًّما وهو البحر\". الخصائص الفنية لأدب الرحلات -1يقتبس من الآيات الق آرنّية أو الأحاديث الّنبويّة الشريفة أو الأشعار ،مثل ما ورد في نص ابن جبير\" :وجاءنا الموج من ك ّل مكان ،وظنّنا أّنا قد أُحيط بنا\". -2يعتني بالوصف وبذكر التفاصيل ،ومثال ذلك وصف ابن بطوطة الياقوت في جزيرة سيلان ،وفي وصف ابن جبير رحلته إلى صقلية عن طريق البحر. -3يميل إلى العبا ارت القصيرة المتتناغمة ذات اْليقاع الموسيق ّي .ومثال ذلك \" :فل ّما َج َّن اللي ُل اشتّد تلاطمه، وص َّكت الآذا َن غماغمه ،واستشرى ُعصو ُف الريح\". أسئلة الكتاب: .1انسب الكتب الآتية إلى مؤلفيها: أ -تحفة النظار في غ ارئب الأمصار وعجائب الأسفار .ابن بطوطة ابن جبير ب -تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار. .2علل ما يأتي: أُ -يعد أدب الرحلات واحًدا من أمتع الفنون النثرية. لالتصاق هذا الفن بواقع الّناس وحياتهم ،وامت ازجه بفنون أخرى كالقصص ،والمذك ارت ،والت ارث الشعب ّي، واليومّيات. 36
ب -اختلاف اهتمامات الرحالة في رحلاتهم. بسبب تنّوع ثقافاتهم وعلومهم. ج -لأدب الرحلات قيمة علمية كبيرة. كونه وثائق تاريخّية وجغ ارفَّية واجتماعيّة وثقافّية ُيعت َمد عليها لمعرفة أحوال البلاد المكانّية والسكانّية. .3في أريك ،لَِم لقب ابن بطوطة أمير الرحالة المسلمين؟ -لأّنه أشهر الرّحالة المسلمين. -ولأ ّن رحلته أطول رحلة إذ استغرقت ما يقارب الثلاثين عاماً. -ولأّنه ارتحل إلى قا ارت متعّددة شملت آسيا وأفريقيا وبعض بلدان قارة أوروبا ،فاجتاز بذلك مسافات بعيدة لم يسبق أحد أ ْن اجتازها. .4اق أر النصين الآتيين ثم أجب عما يليهما: مما جاء في وصف ابن جبير لدمشق: \" دمشـق جّنـة ال َم ْشـِر ِق ،ومطلـعُ ُحسـن ِه ال ُم ْشـِر ِق ،وهـي خاتمـة بـلاد اْلسـلام التـي اسـتقريناها ،وعـروس المـدن التـي اجتليناها ،قد تحلّت بأ ازهير الرياحين ،وتجلّت في حلل سندسّية من البساتين ...منها ربوةٌ ذا ُت ق ارٍر ومعـي ٍن ومـا ٍء سلسـبيل ،تنسـاب مذانُبـهُ انسـياب الأ ارقـم بكـ ّل سـبيل ...،قـد َسـ َم ْت أر َضـها كثـرةُ المـا ِء حتّـى اشـتاقت ال ِظّمـا َء ،فتكـاد تناديك بها لا ِصُم ال ِّصلا ِب( :اركض برجلك هذا مغتسل بارد وش ارب) \". ويصف البغدادي المجاعة التي حَلّت بمصر سنة 597ه ،فيقول: \"ودخلت سـنةُ سـب ٍع مفترسـةً أسـبا َب الحيـاة ،وقـد يـئس الَّنـا ُس مـن زيـادة الِّنيـل ،وارتفعـت الأسـعار ،وأقحطـت الـبلاُد، وأشـعر أهلهـا الـبِلا ...،وانضـوى أهـل ال َّسـواد والِّريـف إلـى أمهـات الـبلاد ،وانجلـى كثيـر مـنهم إلـى ال َّشـام والمغـرب والحجـاز والـيمن ،وتفَّرقـوا فـي البلاد...،وُمِّزقـوا كـ ّل ُممـَّزق ،ودخـل إلـى القـاهرة ومصـر مـنهم خلـ ٌق عظـيٌم ...،ووقـع المرض وال َموتا ُن ،واشتَّد بالفق ارء الجوعُ حَتّى أكلّوا الميتات وال ِجي َف\". أ -وازن بين النصين من حيث :التأثر بالقرآن الكريم ،واللغة ،والجناس ،والسجع. الجناس والسجع التأثر بالقرآن الكريم اللغة وظّف الكاتب بعض المفردات أورد قوله تعالى \":اركض برجلك هذا تمتاز بعض مفرداته النص الأول النص الثاني بالصعوبة(لاصم ،الصلاب ،مذانب ،البديعّية كالسجع( استقريناها- مغتسل بارد وش ارب\" اجتليناها ،الرياحين -البساتين) الأ ارقم) والجناس مثل( ال َمشرق وال ُمشرق) اللغة سهلة والمفردات ذات معان تأثر بقوله تعالى \":أفجعلناهم سهلة بسيطة أحاديث ومّزقناهم ك ّل ممّزق\" ب -من خلال النماذج التي درستِ ،لمن تفضل الق ارءة :لابن بطوطة أم لابن جبير أم للبغدادي؟ بين سبب ذلك ( .يترك لتقدير المعلّم والطالب). 37
النشاط: ُعد إلى الشبكة العالمية للمعلومات(اْلنترنت) واكتب تقريًار عن عبد اللطيف البغدادي وكتابه \"اْلفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة في مصر\" ،ثّم اعرض ذلك أمام زملائك. 38
ثانيا :فن الرسائل في العصرين :الأيوبي المملوكي )1ازدهر فن الرسائل في العصرين :الأيوبي والمملوكي ازدهاًار ملحو ًظا ،بسبب عوامل :سياسية ،واجتماعية، وعلمية ،وضحها. من العوامل السياسية: .1كثرة دواوين الّدولة التي اقتضت الحاجة إلى كتّاب الرسائل لتسيير أمورها. .2حاجة الحياة السياسّية الرسمّية التي عاشها السلاطين والأم ارء والجند من سلم وحرب إلى استخدام الرسائل ْلصدار أوامر التعيين أو العزل أو توطيد العلاقات مع البلدان الأخرى وتحسين السياسة الخارجّية...الخ. من العوامل الاجتماعية: .1علّو منزلة ُكتّاب الرسائل عند السلاطين والملوك ،حيث قاربت منزلتهم منزلة الوز ارء وكبار القضاة. .2اتخاذ الرسائل وسيلة تواصل اجتماع ّي فكانت تستخدم في التهنئة والمدح والتعزية والمواساة والشكر وغير ذلك. من العوامل العلمية: .1ديوان اْلنشاء وما ُوضع من شروط على َمن يريد أ ْن يتخذ الكتابة صنعة له ،مع كثرة المكاتبات التي كانت تخرج منه أو تعود إليه من مبايعات وعهود ،وغير ذلك. .2رغبة ال ُكتّاب في إظهار ثقافتهم وب ارعتهم في الكتابة في فنون النثر المختلفة ومنها الّرسائل. )2وضح المقصود بديوان الإنشاء. هو أحد أهّم مكونات الجهاز اْلداري في الدولة ،يُعنى بتنظيم العلاقات الخارجّية للدولة ،وكانت تحّرر فيه الكتب التي يرسلها السلطان إلى الملوك والأم ارء. )3اذكر ثلاثة من أشهر كتاب الرسائل في العصرين الأيوبي المملوكي. القاضي الفاضل ،والعماد الأصفهاني صاحب كتاب \"خريدة القصر وجريدة العصر في ذكر شع ارء العصر\"، ومحيي الدين بن عبد الظاهر ،وعلاء الدين بن غانم. -1القاضي الفاضل (ت 596ه): )1عرف بالقاضي الفاضل. -هو أبو علي عبد الرحيم بن علي البيساني. -أطلقت عليه ألقاب عدة منها\" :محيي الدين\" و\"مجير الدين\" و\"القاضي الفاضل\". -درس العلوم الشرعّية وديوان الحماسة ،وتعلّم فن الكتابة ،وعمل في ديوان اْلنشاء زمن صلاح الّدين الأيّوب ّي. 39
)2علل .سار كتاب الرسائل على طريقة القاضي الفاضل. بوصفه أحد أهم أعمدة ُكتّاب هذا الف ّن؛ فكانت رسائله وطريقته في الكتابة ن ْهج الهداية ل ُكتّاب العصرين: الأيّوب ّي والمملوك ّي ،ومحفزة لهم على اْلبداع. وفي ما يأتي نموذج لرسائله الديوانية التي كتبها في فتح بيت المقدس على لسان صلاح الّدين الأيّوب ّي مو ّجهة إلى الخليفة العّباس ّي الّناصر لدين الله: \"ول ّما لم يب َق إلا القـد ُس ،وقـد اجتمـع إليهـا كـ ّل شـريٍد مـنهم وطريـد ،واعتصـم بمنعتهـا كـ ّل قريـ ٍب مـنهم وبعيـد؛ ظّنـوا أّنهـا مـن اللِه مـانعتُهم ...،فل ّمـا نازلهـا الخـادم أرى بلـًدا كـبلاد ،وجم ًعـا كيـوم التنـاد ،وعـ ازئَم قـد تأَلّبـت علـى المـوت فنزلت ب َعْر َصتِِه ...،ف ازول البلد من جان ٍب فإذا أوديةٌ عميقةٌ ،ولُ َج ٌج َوِعَرةٌ غريقةٌ ،وسوٌر قد انعطف َع ْط َف ال ِّسواِر، وأْبِرَجـةٌ قـد نزلـت مكـا َن الوا ِسـ َط ِة مـن ِعقـِد الـَّداِر ،ف َعـد َل إلـى جهـ ٍة أخـرى كـان للمطـام ِع عليهـا ُم َعـَّرٌج ،وللخيـ ِل فيهـا متـوَلّ ٌج ،فنـزل عليهـا ،وأحـاط بهـا ،وقَـُر َب منهـا ،و ُضـِرَبت خيمتُـه بحيـث ينالُـه ال ِّسـلا ُح بأط ارِفـه ،وي ازح ُمـه ال ّسـوُر بأكنافه ،وقابلها ،ثَّم قاتلها ،ونزلها وبرز إليهـا ثـَّم بارزهـا ،وحاجزهـا ثـّم ناجزهـا ،فضـ َّمها ضـ َّمةً ارتقـب بعـدها الفـت َح، وصدعَ أهلَها فإذا هـم لا يصـبرون علـى عبودَّيـ ِة ال ِجـِّد عـن ِعتْـ ِق ال َّصـف ِح ،ف ارسـلُوه ببـذ ِل قطيعـ ٍة إلـى مـَّدٍة ،وقصـدوا ن ِظـَرةً مـن ِشـَّدٍة ،وانتظـاًار لَن ْجـَدٍة ،فعـرفهم فـي لحـ ِن القـوِل ،وأجـابهم بلسـا ِن الطَـوِل ،وقـَّدَم ال َمْنجنيقـا ِت التـي تتـولّى عقوبات الحصوِن ِع ِصُّيهَا و ِحبالُها ،وأوتَر لهم ِق ِسَّيها التي تضِر ُب فلا تفارقها سها ُمها ،ولا يفار ُق سها َمهَا نصالُهَا، فصافَ َح ِت ال ُّسور فإذا سه ُمها في ثنايا شرفاتها سوا ٌك ،وقـَّدم الّن ّصـُر َن ْسـًار مـن ال َمْن َجنِيـ ِق ُي ْخِلـُد إخـلاَده إلـى الأر ِض، ويعلـو ُعلُـَّوه إلـى ال ِّسـماك ،ف َشـ َّج َمـ ارِدعَ أَْبُرِجهـا ،وأسـم َع صـو َت عجيجهـا ،ورفـع سـتاَر َعجا ِجهـا ،فـأخلى ال ُّسـوَر مـن ال َّسّيارِة ،والحر َب من الَّن َظّارة ،فأمكن الَّنقا ُب أن يسفَر للحرِب الِّنقا َب ،وأن ُيعيَد الحجَر إلى سيرته من الُتّ ار ِب\". -2محيي الدين ابن عبد الظاهر (ت 692ه): )1عرف بمحيي الدين ابن عبد الظاهر. -هو القاضي محيي الدين أبو الفضل ،ولد في بيت علم ودين. -درس التاريخ والسير ،والأدب ،وبرع في الكتابة النثرية. -ومن مؤلفاته \":الروض ال ازهر في سيرة الملك الظاهر\" ،و\" تشريف الأّيام والعصور في سيرة الملك المنصور\". -تولى ديوان اْلنشاء في عهد الظّاهر بيبرس وقلاوون وابنه الأشرف خليل. -ومن رسائله رسالته التي كتبها في فتح المظفر قطز للشقيف سنة 666ه يصف فيها قّوة جيش العدو بالبسالة لتأكيد قيمة الّن ّصر الذي أحرزه المسلمون ،فيقول: \"وصـاروا مـع عـدم ذكـر الله بـأفواههم وقلـوبهم ،يقـاتلون قيا ًمـا وقعـوًدا وعلـى ُجنـوبِهم ،فكـْم مـن شـجا ٍع ألصـ َق ظهـَره إلى ظهِر صا ِحبِِه وحامى ،ونا َض َل و ارمى ،وكم فيهم من شهٍم مـا سـَلّم قوسـه حَتّـى لـم يبـ َق فـي ِكنانتـه سـهٌم ،وذي س ٍّن طارَح به فما طرحه حَتّى تثَلّم ،وذي سيف حادثه بال ِّصقال فما جلى محادثةً حَتّى تكلّم ،وأبانوا عن نفوس في الحرِب أبّي ٍة ،وقلو ٍب كاف ٍرة ،ونخوٍة عربّي ٍة \". 40
الخصائص الفنية للرسائل: ظهرت في النصين السابقين الخصائص الفنية الآتية للرسائل: -1تتأثر بالقرآن الكريم ،كما ورد في رسالة القاضي الفاضل \" :فعرفهم في لح ِن القوِل\" ،وفي رسالة ابن عبد الظاهر\" :يقاتلون قيا ًما وقعوًدا وعلى ُجنوبِهم\". -2تؤرخ الرسالة لأحداث العصر ،فَتعُّد سجلا تاريخًيا ،كما في رسالة القاضي الفاضل في فتح بيت المقدس. -3تكثر في الرسالتين المحسنات البديعية ،كالجناس (فأمكن الَّنقاب أن يسفر للحرب الّنقاب) ،والطباق (واعتصم بمنعتها ك ّل قري ٍب منهم وبعيد ،يقاتلون قيا ًما وقعوًدا). -4تمتاز رسالة القاضي الفاضل بغ اربة بعض الألفاظ مثل(ال ِّسماك ،م اردع ،متوَلّج ،وغيرها) ،وأما ابن عبد الظاهر فقد مال إلى استخدام الألفاظ السهلة في رسالته (فكْم من شجا ٍع ألص َق ظهَره إلى ظهِر صا ِحبِِه وحامى ،ونا َض َل و ارمى). أسئلة الكتاب: .1وضح العوامل العلمية التي أسهمت في ازدهار فن الرسائل في العصرين :الأيوبي ،والمملوكي. سبق اْلجابة عنه. .2لم ُعَّد القاضي الفاضل أهم أعمدة كتاب الرسائل في العصرين :الأيوبي والمملوكي؟ لأ ّن كتّاب الرسائل في عصره ساروا على طريقته في الكتابة؛ فكانت رسائله وطريقته في الكتابة ن ْهج الهداية لكتّاب العصرين :الأيوب ّي والمملوك ّي ،ومحفّزة لهم على اْلبداع. .3وازن بين الرسالتين الآتيتين من حيث الخصائص الفنية للرسالة في العصرين :الأيوبي والمملوكي: و َص َف علاء الدين بن غانم في رسالة له إحدى القلاع: \"ذا ُت أودي ٍة ومحاجر لا ت ارها العيون لبعد مرماها إلا شزًار ،ولا ينظـُر سـاكنها العـدد الكثيـر إلا نـزًار ،ولا يظـ ُّن ناظرهـا إلا أّنهـا طالعـةٌ بـين الُّنجـوم بمـا لهـا مـن الأبـ ارج ،ولهـا مـن الفـ ارت خنـد ٌق يحُفّهـا كـالبحر ،إلا أ ّن ( َهـَذا َعْذ ٌب فَُار ٌت َوَهَذا ِمْل ٌح أُ َجا ٌج) \". ورَّد الناصر قلاوون على محمود غا ازن الذي طلب منه الصلح برسالة منها: \"من س َّل سيف البغي قتل بهَ( ،وَلا َي ِحي ُق اْل َم ْكُر اْل َّسّيئُ إَِلّا بِأَ ْهلِ ِه) ،فيرَس ُل إلينا من خـوا ّص دولتـك رجـل يكـون عندكم م ّمن إذا قطع بأمر وقفتم عنده\". الخصائص الفنية - النص الأول - النص الثاني التأثر بالقرآن الكريم( َهَذا َعْذ ٌب فَُار ٌت َوَهَذا ِمْل ٌح أُ َجا ٌج). - استخدام المح ّسنات البديعّية كالسجع( شز اًر -نز اًر ،أب ارج -أجاج. - استخدام التشبيهات ومثالها :ولها من الف ارت خند ٌق يحُفّها كالبحر. - - الدقّة في الوصف. التأثر بالقرآن الكريم(َولَا َي ِحي ُق اْل َم ْكُر اْل َّسّيئُ ِإَلّا بِأَ ْهلِ ِه). تؤرخ الرسالة لأحداث العصر – .وضوح المعنى وسهولة الألفاظ وص ارمة الأسلوب. 41
ثالثا :الخطابة في العصرين :الأيوبي والمملوكي )1عللُ .يعُّد ف ُّن الخطابة في العصرين :الأيوبي والمملوكي من أهِّم الفنون الأدبية. أو بين أهمية الخطابة في العصرين :الأيوبي والمملوكي. أسهمت في عملّية الّدفاع عن القيم الفاضلة ،واقناع الجماهير بآ ارء وأفكار سياسّية. )2أسهمت بعض العوامل في تنشيط هذا الف ِّن وازدهاره ،ووفرت للخطباء مخزوًنا كبيًار من المعاني والأفكار. اذكر هذه العوامل. -1نشاط حركة بناء المساجد والزوايا والُّرُبط. -2تقريب السلاطين للخطباء ورفع منزلتهم. -3توافر دواعي الخطابة ومحف ازتها ،كالغزو الصليب ّي والغزو المغول ّي ،والظروف السياسّية والعسكرّية التي عملت على ازدهار الخطابة ولا سّيما الخطابة السياسّية والّدينّية. )3وضح المقصود بالُّرُبط. هي ملاجئ الفق ارء من الصوفّية. )4من هو أشهر خطباء العصرين الأيوبي والمملوكي؟ محيي الِّدين ابن الزكي محيي الِّدين ابن الزكي (ت 598 :ه): )1عرف بمحيي الدين ابن الزكي. -هو أبو المعالي محمد القرش ّي ،الملقّب بمحيي الدين ،المعروف بابن زكي الّدين فقيه خطيب أديب ،حسن اْلنشاء ،كانت له منزلة رفيعة عند السلطان صلاح الدين الأّيوب ّي. -شهد فتح بيت المقدس فكان أّول من خطب بالمسجد الأقصى في الجمعة الأولى بعد تحريره ،وتعّد هذه الخطبة أنموذ ًجا على ال ُخطب الّدينّية .وفي ما يأتي بعض منها: \"أُّيهـا الَّنـاس أبشـروا برضـوان الله الـذي هـو الغايـة القصـوى ،والَّدرجـةُ العليـا؛ لمـا ي َّسـرهُ اللهُ علـى أيـديكم مـن استرداِد هذه ال َّضالةَ من الأ َّمة الضال ِة ،ورِّدها إلى مقِّرهـا مـن اْلسـلام ،بعـد ابتـذالها فـي أيـدي المشـركين قريًبـا مـن مئـة عـاٍم ،وتطهيـر هـذا البيـت الـذي أذن الله أن ُيرفـ َع ويـذكَر فيـه اسـمه ... ،فهـو مـوطن أبـيكم إبـ ارهيم ،ومعـ ارج نبّيكم مح ّمد عليه الصلاة وال َّسلام ،وقبلتكم التي كنتم تصُلّون إليها في ابتداء اْلسلام ،وهو مقُّر الأنبياء ،وَمق ِصـد الأولياء ،وَمْدف ُن الُّرسل ،وَمهبِط الوح ِّي ،ومنـِزل بـه ينـزُل الأمـر والّنهـي ،وهـو فـي أرض المحشـر وصـعيد المنشـر، وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه المبين ،وهو المسجد الأقصى الذي صَلّى فيه رسول الله صلّى الله عليـه وسـَلّم بالملائكـة المقـَّربين ،وهـو البلـد الـذي بعـث الله إليـه عبـده ورسـوله وكلّمتـه التـي ألقاهـا إلـى مـريم، وروحـه عيسـى الـذي كَّرمـه برسـالته وشـَّرفه بنبَّوتـه ،ولـم يزحزحـه عـن ُرتَبـ ِة عبودَّيتـه ،فقـال تعـالى(:لَ ْن َي ْسـتَْن ِك َف اْل َم ِسي ُح أَ ْن َي ُكو َن َعْبًدا ِلَلِّه َوَلا اْل َملَائِ َكةُ اْل ُمقََّرُبو َن). 42
)2اذكر الخصائص الفنية لأسلوب ابن الزكي. من خلال د ارسة الخطبة ال َّسابقة يظهر أ ّن الخطابة الّدينّية: .1تبرز العاطفة الّدينّية فيها خاصة عند التمثل بالقرآن الكريم. .2تتأنق في اختيار الألفاظ الواضحة ذات المعاني السهلة. .3توظـف الصـور البيانّيـة والمحسـنات البديعّيـة كالسـجع والجنـاس مـا يضـفي علـى الخطبـة جر ًسـا موسـيقًّيا، ومثال السجع ما ورد في العبا ارت \" :وهو مقُّر الأنبياء ،وَمق ِصد الأولياء ،وَمْدف ُن الُّرسل ،وَمهـبِط الـوح ِّي، ومنِزل به ينزُل الأمر والّنهي\" .أما الجناس فمثل (استرداِد هذه ال َّضالةَ من الأ َّمة الضال ِة). أسئلة الكتاب: .1بين أهمية الخطابة في العصرين :الأيوبي والمملوكي. أسهمت في عملّية الّدفاع عن القيم الفاضلة ،واقناع الجماهير بآ ارء وأفكار سياسّية. .2علل .ازدهار الخطب السياسية والدينية في العصرين :الأيوبي والمملوكي. بسبب الغزوين :الصليب ّي والمغول ّي ،والظروف السياسّية السائدة التي وفّرت للخطابة السياسّية والّدينّية دواعيها ومحف ازتها. .3اق أر النص الآتي من خطبة لابن منير الإسكند ارني (ت 683ه) ،ألقاها بعدما َملَك التتاُر الشاَم سنة ( 658ه) ،ثم استخرج منها ما يناسب من الخصائص الفنية للخطبة: \"الحمـد لله الـذي يـرحم العيـون إذا دمعـت ،والقلـوب إذا خشـعت ... ،الموجـود إذا الأسـباب انقطعـت ،المقصـود إذا الأبـواب امتنعـت ...،فسـبحان مـن وسـعت رحمتـه كـ ّل شـيء ،وحـ ٌّق لهـا إذا و ِسـعت ،و َسـعت إلـى طاعتـه السـماوات والأرض حـين قـال (ْائتَِيـا طَْو ًعـا أَْو َكْرًهـا) فأطاعـت وسـمعت ،...أّيهـا النـاس ،خـافوا الله تـأمنوا فـي ضـمان وعـده الوف ّي ،ولا تخافوا الخلق وان كثروا؛ فإن الخوف منهم ِشرٌك خِف ّي\". التمثّل بالق آرن الكريم(ائتيا طوعاً أو كرهاً) ،والعاطفة الّدينّية تبرز فيها بوضوح. تتأنق في اختيار الألفاظ الواضحة السهلة( سبحان من وسعت رحمته ،يرحم ،الموجود ،المقصود.)... توظّف المحسنات البديعّية كالسجع( دمعت -خشعت ،وفي -خفي) ،والطباق( خافوا -تأمنوا). اربعاً :التأليف الموسوعي في العصرين الأيوبي والمملوكي: )1عرف الموسوعة. الموسوعة كتاب يجمع معلومات شتّى من العلوم والمعارف في مختلف ميادين المعرفة ،أو ميدان منها، مرتّبة ترتيًبا هجائًّيا. )2متى بدأ التأليف الموسوعي؟ بداية التأليف الموسوع ّي ظهر في العصر العّباس ّي في القرن الثالث الهجر ّي فظهرت بعض المصّنفات ذات الاتّجاه الموسوع ّي مثل كتاب \"الحيوان\" للجاحظ ،و\"الأغاني\" لأبي فرج الأصفهاني ،وغيرهما. 43
)3بين العوامل كان لها تأثير في نشاط التأليف الموسوعي في العصرين الأيوبي والمملوكي. .1الغـزو الصـليبي والغـزو المغـولي ومـا أحـدثاه مـن تـدمير ثقـاف ّي وفكـر ّي لمقـّد ارت الأمـة اْلسـلامّية فـي العـ ارق والشــام ،الأمـــر الــذي ألهــب ِغيــرة علمــاء الأ ّمــة علــى حضــارتها وتاريخهــا وت ارثهــا ،فحثــت الخطــى وألفــت الموسوعات لتعويض ما ت ّمت خسارته. .2ديـوان الإنشـاء ومـا يتطلبـه مـن موسـوعّية المعرفـة لـدى كـ ّل َمـن يعمـل فيـه .فقـد وجـب علـى العـاملين فيـه أ ْن يكونوا على د ارية بالعلوم الشرعَّية والتاريخ والأدب ...الخ ،فلا عجب أ ّن أشهر كتاب الموسوعات كانوا رؤساء لهذا الّديوان أو كتاًبا فيه كالقلقشندي ،وصلاح الّدين الصفدي والمقريزي وغيرهم. .3انتشـار المكتبـات الضـخمة التـي أُوِقفـت لخدمـة طلبـة العلـم و َحـَو ْت نفـائس الكتـب والمخطوطـات؛ الأمـر الـذي أتاح المجال لتنّوع المعارف وكثرتها ،ومن ثّم التأليف الموسوع ّي. .4استقطاب مصر والشام للعلماء المهاجرين من أقطار أخرى كالأنـدلس والهنـد والعـ ارق وغيرهـا .ومـن أمثلـتهم ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع ،وابن البيطار المالكي أشهر علماء العرب في الصيدلة ...وغيرهم. وقد كان لهذا التّمازج كبير الأثر في قيام نهضة علمّية وأدبّية متمّيزة في مصر والشام على وجه الخصوص. )4اذكر أشهر الموسوعات في العصرين :الأيوبي والمملوكي. كان للموسوعات مح ّل واسع في هذين العصرين ،وسنشير إلى تلك الكنوز الأدبّية والعلمَّية والمعرفّية التي انصرف الأدباء والعلماء إلى جمعها في كثير من الصبر والتتّبع والجهد: أ -الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفد ّي( ت664 :ه) :وهو من أوسع كتب الت ارجم ،يقع في نحو ثلاثين مجل ًدا. ب -غرر الخصائص الواضحة و ُعرر النقائص الفاضحة لجمال الّدين الوطواط (ت 718:ه) :وهو كتاب يقع في ستة عشر باًبا يشتمل ك ّل باب منها على ستّة فصول ض َّمنها مختا ارت من النثر وال ّشعر. ج -نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الّدين النوير ّي (ت 732 :ه) :وهي موسوعة تقع في ثلاثين مجلًدا قُ ّسمت خمسة أقسام :ال َّسماء والآثار العلوّية والأرض والمعالم السفليّة ،واْلنسان وما يتعلّق به ،والحيوان الصامت ،والنبات ،والتاريخ من بدء الخليقة إلى عصره. د -مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمر ّي (ت748 :ه) :وهو كتاب يقع في أكثر من عشرين جزًءا حافلة بالفوائد القيمة والمعلومات الواسعة في الت ارجم والتاريخ والجغ ارفية. هِ -سَير أعلام النبلاء للَّذهبي (ت748 :ه) :وهو كتاب ضخم يقع في ثلاثين مجلًدا في ت ارجم الّرجال والأعلام. و -صبح الأعشى في صناعة الإنشا لأبي العّباس القلقشندي (ت821:ه) :وهو كتاب ضخم يحتوي مقدمة وعشر مقالات في فضل الكتابة وصفات الكتّاب ،والتعريف بديوان اْلنشاء وقوانينه ،وتاريخ الكتابة وتطّو ارتها ،وأنواع المناصب من رجال ال ّسيف والقلم ...وغير ذلك. 44
ز -نسيم ال َّصبا لبدر الّدين الحلب ّي (ت779:ه) :وهو كتاب يقع في نحو ثلاثين فصلًا في وصف الطبيعة والأخلاق والأدب وغيرها. أسئلة الكتاب: .1عرف الموسوعة. الموسوعة كتاب يجمع معلومات شتّى من العلوم والمعارف في مختلف ميادين المعرفة ،أو ميدان منها، مرتّبة ترتيًبا هجائًّيا. .2بين دور كل مما يأتي في ازدهار الموسوعات في العصر المملوكي :سبق اْلجابة عنه أ -ديوان اْلنشاء. ب -الغزو الصليب ّي والغزو المغول ّي. ج -هجرة العلماء. .3انسب الكتب الآتية لمؤلفيها: -صبح الأعشى في صناعة الإنشا :لأبي العّباس القلقشند ّي -سير أعلام النبلاء :للَّذهبي -الوافي بالوفيات :لصلاح الدين الصفد ّي .4صنف الموسوعات التي درستها إلى: أ -موسوعات الت ارجم. ب -موسوعات الأدب. ج -موسوعات الطبيعة والجغ ارفيا والتاريخ. هناك موسوعات تشترك في أكثر من صنف. موسوعات الطبيعة والجغ ارفيا والتاريخ موسوعات الأدب موسوعات الت ارجم نهاية الأرب في فنون الأدب غرر الخصائص الواضحة و ُعرر النقائص الفاضحة مسالك الأبصار في ممالك الأمصار نسيم ال َّصبا نهاية الأرب في فنون الأدب ِسَير أعلام النبلاء مسالك الأبصار في ممالك الأمصار صبح الأعشى في صناعة اْلنشا الوافي بالوفيات نسيم ال َّصبا انتهى بحمد الله تعالى 45
Search
Read the Text Version
- 1 - 45
Pages: