Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore قضايا أدبيّة الفصل الأول 2003

قضايا أدبيّة الفصل الأول 2003

Published by īšræâ sukker, 2020-12-18 20:56:33

Description: قضايا أدبيّة الفصل الأول 2003

Search

Read the Text Version

‫اللغة العربية ‪ -‬قضايا أدبية‬ ‫الفرع الأدبي‬ ‫الص ُّف الثاني عشر‬ ‫الفصل الد ارسي الأول‬ ‫جيل ‪2003‬م‬ ‫جهاد أبو عجم ّية‬ ‫‪0796212140‬‬ ‫‪1‬‬

‫الفصل الد ارسي الأول‬ ‫الصفحة‬ ‫قاِئ َم ُة المحتويات‬ ‫الموضوع‬ ‫المقدمة‬ ‫‪4‬‬ ‫الأدب في العصر الأندلسي‬ ‫الوحدة الأولــــــــى‬ ‫‪5‬‬ ‫* قضايا من الشعر في العصر الأندلسي‬ ‫‪5‬‬ ‫الوحدة الثانيـــــــة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ .1‬شعر وصف الطبيعة‬ ‫‪13‬‬ ‫‪ .2‬شعر رثاء المدن والممالك‬ ‫‪15‬‬ ‫‪ .3‬شعر الم أرة‬ ‫‪18‬‬ ‫‪ .5‬ال ّشعر الاجتماع ّي‬ ‫‪21‬‬ ‫* قضايا من النثر في العصر الأندلسي‬ ‫‪ .1‬الرسائل الأدبيّة التأليفيّة‬ ‫‪24‬‬ ‫‪ .2‬فن القصة الفلسفّية‬ ‫‪30‬‬ ‫الأدب في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫* قضايا من الشعر في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫‪34‬‬ ‫‪ .1‬شعر الجهاد في العصرين‪ :‬الأيّوب ّي والمملوك ّي‬ ‫‪39‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪ .2‬المدائح الّنبوّية‬ ‫‪43‬‬ ‫* قضايا من النثر في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫‪ .1‬أدب الرحلات‬ ‫‪ .2‬فن الّرسائل‬ ‫‪ .3‬فن الخطابة‬ ‫‪ .4‬التأليف الموسوع ّي‬ ‫‪2‬‬

‫الحفظ المطلوب في الفصل الد ارسي الأول‬ ‫يحفظ الطلبة خمسة أبيات شعرية من كل من‪:‬‬ ‫‪ -‬شعر وصف الطبيعة في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ -‬شعر رثاء المدن والممالك في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ -‬شعر الم أرة في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ -‬ال ّشعر الاجتماع ّي في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ -‬صدى الغزو الصليب ّي في ال ّشعر‪.‬‬ ‫‪ -‬صدى الغزو المغول ّي في ال ّشعر‪.‬‬ ‫‪ -‬المدائح الّنبوّية‪.‬‬ ‫الأبيات المقرر حفظها‬ ‫صدى الغزو الصليبي في الشعر‬ ‫شعر وصف الطبيعة في الأندلس‬ ‫َفلَْم َيبـــــْ َق ِمَّنا َعْر َصةٌ ِلْل َمــــــــــــــــــــ ار ِحِم‬ ‫َمَزْجنا ِدما ًء بِالُّدمــــــــــــــــوِع ال َّسواجِم‬ ‫َولا ُيفاِر ُق فيها الَقْلــــــــــــــــــ َب َسَّارءُ‬ ‫فـــــــي أَْر ِض أَْنَدلُ ٍس َتْلتَــــــــــــــــــُّذ َن ْعما ُء‬ ‫إَذا ال َحـــــــــــــــْر ُب ُشَّب ْت ناُرها بِال َّصواِرِم‬ ‫َو َشُّر ِسلا ِح ال َمْرِء َد ْمعٌ ُيفيِــــــــــــ ُضهُ‬ ‫َوك ّل َرْو ٍض بِها في الَو ْش ِي َصْنعـا ُء‬ ‫َوَكْيـــــــــ َف لا ُيْب ِه ُج الأَْبصـــــــــاَر ُرْؤَيتُها‬ ‫على َهفَـــــــــــــــــــــــوا ٍت أَْيقَظَ ْت ك ّل نائِِم‬ ‫َوَكْي َف تَناُم ال َعْي ُن ِم ْل َء ُجفونِــــــــــــها‬ ‫َوال َخُّز َرْو َضتُها َوالُّدُّر َح ْصبــــــــــــا ُء‬ ‫أَْنهاُرهـــــــــا ِف َّضةٌ َوال ِم ْســـــــــــــــــ ُك تُْرَبتُها‬ ‫َوقائِعَ ُيْلــــ ِحْق َن الُّذَرى بِاْل َمنــــــــــــــــــــا ِسِم‬ ‫فَِإيهًا َبنِي اِْل ْســـــــــــــلاِم ِإ َّن َو ار َء ُكْم‬ ‫فَِريـــــــدةً وتََوَلّـــــــــــى َمْيَزها المـــــا ُء‬ ‫قَْد ُمِّيز ْت من ِجها ِت الأْر ِض ِحي َن َبَد ْت‬ ‫َوتُ ْعِلن بِالأَ ْحــــــــــــــــــــــــــــ از ِن والُتّرحا ِت‬ ‫لتَب ِك على القُْد ِس البِــــــــــلاُد بِأَ ْسِرها‬ ‫وال َطّْيُر َي ْشُدو وِللأ ْغصا ِن إ ْصــــغا ُء‬ ‫ِلذا َك َيْب ُسُم فيها الَّزْهـــــــُر ِمـــ ْن َطــــــَرٍب‬ ‫صدى الغزو المغولي في الشعر‬ ‫شعر رثاء المدن والممالك في الأندلس‬ ‫لسائ ِل الَّد ْمــــــــــــــ ِع َع ْن َب ْغداَد إ ْخباُر‬ ‫فَما ُوقُوفُ َك والأَ ْحـــبا ُب قَْد ساروا‬ ‫يا ازئِري َن إلى الَّزْو ارِء لا تَِفـــــــــــــــدوا‬ ‫َوَمحا َمحا ِسَنك البِلـــــى َوالَّنـاُر‬ ‫عاثَ ْت بِسا َحتِ ِك ال ِعدا يــــــــــا داُر‬ ‫فَما بِذا َك ال ِحمـــــــى َوالّداِر دَّياُر‬ ‫تا ُج ال ِخــــــــــلافَِة َوالّرْبعُ اَلّذي َشُرفَ ْت‬ ‫طَا َل ا ْعتِـبــــــاٌر في َك وا ْستِـ ْعباُر‬ ‫َواذا تََرَّدَد فـــــــــــي َجنابِ َك نا ِظـٌر‬ ‫بِِه ال َمعــــــــــــــــاِلُم قد َعَفّاهُ إْقفاُر‬ ‫أَ ْضحى لِ َع ْص ِف البِلــى في َرْب ِع ِه أَثٌَر‬ ‫َوتَ َم َّخ َضــــــــ ْت ب َخَاربها الأَْقـداُر‬ ‫أَْر ٌض تَقَاَذفَ ْت ال ُخطُــو ُب بأَ ْهلِها‬ ‫َولِلُّدمـــــــــــــــوِع َعلى الآثاِر آثاُر‬ ‫إلَْي َك َيا ََرّبنا ال َّش ْكــــــــــــوى فَأْن َت تَرى‬ ‫لاَ أَْنــ ِت أَْنــ ِت َولا الِّدياُر ِديــــاُر‬ ‫َكتََب ْت َيُد ال َحَدثا ِن في َعَرصاتِها‬ ‫ما َح َّل بالِّدي ِن َوالباغـــــو َن فُ َّجاُر‬ ‫َعلــى الَبهاِليـ ِل ِمـــ ْن أَْبنـا ِء َعَّبـاِد‬ ‫تَْبكـــــي ال َّسما ُء ب ُمْزٍن ِارئـــ ٍح غـاِد‬ ‫المدائح النبوية‬ ‫شعر الم أرة في الأندلس‬ ‫َمَزْج َت دم ًعا جرى من مقل ٍة بِدِم‬ ‫أ ِم ْن تَذ ُّكِر جيـــــــــــ ار ٍن بذي سلِم‬ ‫ِن والفَريقَْي ِن ِمن ُعْرٍب وِم َن َع َجِم‬ ‫ُم ُح َّمٌد َسِّيُد ال َكْوَنْيــــ ِن َوالَثَّقلَْيــــــــــ‬ ‫َو َخْيَر ُمْنتَــــــــــــــــــ َج ٍع َيْوًما لُِرّواِد‬ ‫اْب َن ال ِهشـــــــــــــا َمْي ِن َخْيَر الّنا ِس َمْأثََرةً‬ ‫ل ُك ِّل َهـــــــــْوٍل ِمن الأ ْهـوا ِل ُمْقتَ َحِم‬ ‫ُهَو ال َحبي ُب اَلّذي تُْرَجى َشفا َعتُهُ‬ ‫روى أَنابيَبها ِم ْن صْر ِف ِفْرصاِد‬ ‫إِ ْن َهَّز َيْوَم الَوغـــــــــــى أَثْنا َء َص ْعَدتِِه‬ ‫َيْرمي ب َموٍج ِم َن الأَْبطــــــا ِل ُمْلتَ ِطِم‬ ‫َي ُجُّر َب ْحَر َخ ِمي ٍس فَو َق سابِـــــ َح ٍة‬ ‫ُمقاَبلًا َبيــــــــــــــــــْ َن آبا ٍء َوأَ ْجـداِد‬ ‫قُ ْل لِلإمـــــــــــــــاِم أَيا َخْيَر الَورى َن َسًبا‬ ‫إ ْن َتْلقَـهُ الأُ ْسُد في آجـــــــا ِمها تَ ِجِم‬ ‫وَمن تَ ُك ْن بَرســـــــوِل اللِه ُنصَرتُهُ‬ ‫فَها َك فَ ْض ُل ثَنا ٍء ارئــــــــــــ ٍح غاِد‬ ‫َجَّوْد َت َطْبعي َولَْم تَْر َض ال ُّظلا َمةَ لي‬ ‫َوِا ْن َرَحْل ُت فَقَْد َزَّوْدتَنـــــــي ازدي‬ ‫فِإ ْن أَقَ ْم ُت فَفي ُن ْعمــــــــــــــا َك عا ِطفَةً‬ ‫الشعر الاجتماعي في الأندلس‬ ‫َوعاَد ِإ ْحســــاُن ِك اَلّذي أَْذ ُكْر‬ ‫يا لَْيلَةَ العـــــــيِد ُعْد ِت ثانَِيةً‬ ‫ِهلاِل ِك الِّن ْضِو نا ِحلًا أَ ْصفَْر‬ ‫إِْذ أَْقَب َل الّنا ُس َيْنظُرو َن ِإلى‬ ‫ُم َعِّر ًضا ِللكلّاِم لا أَ ْكـــــــــثَْر‬ ‫فُقْلـــــ ُت لا ُمْؤِمًنا بِقَْوِل َي َب ْل‬ ‫هذا اَلّذي لا َيكاُد أَ ْن َي ْظهَْر‬ ‫َب ْل أََثَّر ال َّصْوُم في ِهلالِ ُكُم‬ ‫َغداةَ َبكــى ال ُمْزُن َوا ْستَ ْعَب ار‬ ‫أَرى ال ِم ْهَرجا َن قَِد ا ْستَْب َش ار‬ ‫‪3‬‬

‫الوحدة الأولى‬ ‫الأدب في العصر الأندلسي‬ ‫مقدمة تاريخية موجزة‬ ‫‪ )1‬علاَم أطلق العرب اسم الأندلس؟‬ ‫أطلق العرب اسم الأندلس على شبه جزيرة إيبيريا( إسبانيا والبرتغال ) التي تقع جنوبي غرب قارة أوروبا‪،‬‬ ‫ويحّدها من الغرب المحيط الأطلسي‪ ،‬ومن الجنوب والشرق البحر الأبيض المتوسط‪ ،‬ومن الشمال بلاد‬ ‫الفرنجة (فرنسا)‪.‬‬ ‫‪ )2‬كم قرناً حكم المسلمون الأندلس؟‬ ‫حكمها المسلمون ثمانية قرون منذ عام ( ‪92‬ه ) حتى سقوط غرناطة عام ( ‪ 897‬ه )‪.‬‬ ‫‪ )3‬من هو القائدان اللذان فتحا الأندلس؟‬ ‫طارق ابن زياد وموسى بن نصير‪.‬‬ ‫‪ )4‬لا نكاد نجد ِعل ًما أو فنا إلا وللأندلسيين يد فيه‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬ ‫تفّوق الأندلسّيون في مختلف العلوم‪ ،‬وأجادوا معظم الفنون‪ ،‬وأبدعوا أدًبا غزيًار‪ ،‬وتركوا حضارة عظيمة ما‬ ‫ت ازل آثارها شاهدة على عظمتهم‪.‬‬ ‫‪ )5‬اذكر م ارحل الحكم الإسلامي في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ .1‬عهد الفتح والولاية ( ‪92‬ه – ‪138‬ه )‪ :‬حيث استُكمل فتح الأندلس‪ ،‬وحكم الأندلس في هذه الحقبة ولاة‬ ‫تعّينهم الدولة الأموّية في المشرق ويتبعون لها‪.‬‬ ‫‪ .2‬عهد اْلمارة والخلافة ( ‪138‬ه – ‪422‬ه )‪ :‬تبدأ هذه الحقبة بدخول عبد الرحمن بن معاوية ( صقر‬ ‫قريش ) الأندلس وتأسيسه دولة أموّية مستقلة عن المشرق‪.‬‬ ‫‪ .3‬عهد ملوك الطوائف ( ‪422‬ه – ‪484‬ه )‪ :‬قامت في هذه الحقبة عّدة ممالك ودول على أنقاض الدولة‬ ‫الأموّية‪.‬‬ ‫‪ .4‬عهد الم اربطين ( ‪484‬ه – ‪540‬ه )‪ :‬شهدت هذه الحقبة دخول يوسف بن تاشفين الأندلس والقضاء‬ ‫على ملوك الطوائف‪.‬‬ ‫‪ .5‬عهد المو ّحدين ( ‪540‬ه – ‪633‬ه )‪ :‬أصبحت الأندلس في هذه الحقبة ولاية تابعة للمغرب العرب ّي‪.‬‬ ‫‪ .6‬عهد بني الأحمر( ‪633‬ه – ‪897‬ه )‪ :‬وكانت هذه الحقبة نهاية الحكم العرب ّي اْلسلام ّي في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ )6‬مم تكون المجتمع الأندلسي؟‬ ‫من العرب والبربر واْلسبان والصقالبة‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )7‬علل‪ .‬المجتمع الأندلسي مجتمع متميز في بنائه الحضاري‪ ،‬ومثل ُيحتذى في التعايش الاجتماعي‬ ‫والتسامح الديني‪.‬‬ ‫لأ ّن المجتمع الأندلس ّي تكّون من العرب والبربر واْلسبان والصقالبة‪ ،‬وسادت الديانات السماوّية الثلاث جنًبا‬ ‫إلى جنب‪ ،‬وتفاعلت هذه المكونات مع بعضها‪.‬‬ ‫‪ )8‬علل‪ .‬أُطلق على الأندلس ( َجنة الله على أرضه ) و ( الفردوس المفقود )‪.‬‬ ‫لأ ّن الأندلس تميزت بـ‬ ‫جمال طبيعتها‪ ،‬وتنّوع تضاريسها‪ ،‬واعتدال مناخها‪ ،‬وغ ازرة مياهها‪ ،‬وخصوبة أرضها‪ ،‬وخضرتها الدائمة‪.‬‬ ‫‪ )9‬اذكر عاملين كان لهما أثر بالغ في الأدب الأندلسي‪.‬‬ ‫البيئة الأندلسّية‪ ،‬وطبيعة المجتمع الأندلس ّي‪.‬‬ ‫قضايا من الشعر في العصر الأندلسي‬ ‫‪ )1‬علل‪ .‬تطورت مضامين الشعر وأساليبه في العصر الأندلسي‪.‬‬ ‫بفعل مجموعة من العوامل السياسّية والاجتماعية والبيئية‪.‬‬ ‫‪ -‬السياسية‪ :‬كثرة الأحداث السياسّية وتنّوعها‪.‬‬ ‫‪ -‬الاجتماعية‪ :‬عاش الّناس حياة حرّية وانفتاح واندماج بالثقافات والشعوب الأخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬البيئية‪ :‬جمال البيئة الأندلسّية وتنّوع تضاريسها‪.‬‬ ‫‪ )2‬اذكر الجوانب الأدبية التي تتصل بالشعر الأندلسي‪ ،‬وكان للواقع البيئي والاجتماعي والسياسي دور في‬ ‫بروزها‪.‬‬ ‫شعر وصف الطبيعة‪ ،‬وشعر رثاء المدن والممالك‪ ،‬وشعر الم أرة‪ ،‬والمو ّشح‪ ،‬وال ّشعر الاجتماع ّي ‪.‬‬ ‫أوًلا‪ :‬شعر وصف الطبيعة‬ ‫‪ )1‬بين أسباب ازدهار شعر وصف الطبيعة في الأندلس‪.‬‬ ‫أو استأثرت الطبيعة باهتمام الشع ارء الأندلسيين( علل )‬ ‫أو كان الإنتاج الشعري في وصف الطبيعة الأندلسية غزيًار رقيقًا( علل )‬ ‫أ‪ -‬لما تتمّيز به بلاد الأندلس من جمال الطبيعة المتمثل في تنّوع التضاريس‪ ،‬واعتدال المناخ‪ ،‬وغ ازرة المياه‪،‬‬ ‫وخصوبة الأرض‪ ،‬وخضرتها الدائمة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وقد صقل هذا الجمال ذوق الأندلس ّي وجعله رقيقًا سل ًسا‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ )2‬اذكر أبرز مظاهر شعر وصف الطبيعة في الأندلس‪.‬‬ ‫أ‪ -‬وصف البيئة الأندلسية على نحو عام‪ ،‬وبيان محاسنها والتغني بجمالها‪ ،‬يقول ابن َسفَر ال َمِرينِ ّي متغنًيا‬ ‫بالأندلس وجمالها‪:‬‬ ‫َولا ُيفاِر ُق فيها الَقْلــــــــــــــــــ َب َسَّار ُء‬ ‫فـــــــي أَْر ِض أَْنَدلُ ٍس تَْلتَــــــــــــــــــُّذ َن ْعما ُء‬ ‫َوك ّل َرْو ٍض بِها في الَو ْش ِي َصْنعـا ُء‬ ‫َوَكْيـــــــــــــــــ َف لا ُيْب ِه ُج الأَْبصاَر ُرْؤَيتُها‬ ‫َوال َخُّز َرْو َضتُها َوالُّدُّر َح ْصبــــــــــــا ُء‬ ‫أَْنهاُرهـــــــــا ِف َّضةٌ َوال ِم ْســــــــــــــــ ُك تُْرَبتُها‬ ‫قَْد ُمِّيز ْت من ِجها ِت الأْر ِض ِحي َن َبَد ْت‬ ‫فَِريـــــــدةً وتََوَلّـــــــــــى َمْيَزها المـــــا ُء‬ ‫وال َطّْيُر َي ْشُدو وِللأ ْغصا ِن إ ْصــــغا ُء‬ ‫ِلذا َك َيْب ُسُم فيها الَّزْهـــــــُر ِمـــ ْن َطــــــَرٍب‬ ‫ب‪ .‬وصف الحدائق والرياض والزهور كالنرجس والأقحوان والسوسن والبهار والياسمين‪ ،‬يقول ابن الَّنظّام‬ ‫الأندلس ّي واصفَا زهر البهار‪:‬‬ ‫تَ ْعَب ُق ِم ْسكاً طُلو ُعها َع َجــــــ ُب‬ ‫َوقَـــــــــــْد َبَد ْت لِْلَبهاِر أَْلوَيةٌ‬ ‫تُ ْشِر ُق نو اًر ُعيُوُنها َذ َهـــــــــــ ُب‬ ‫ُرُؤو ُسها ِف ّضة ُموِرقَـــــــــــــةٌ‬ ‫ِم ْن سائِر النّوِر َع ْس َكٌر لَ ِج ُب‬ ‫فَهُو أميُر الِّريا ِض َح َّف بِِه‬ ‫ويقول َج ْعفَر ال ُم ْص َحِف ّي في وصف سوسنة‪:‬‬ ‫وما لَها َغيُر طَ ْعِم ال ِم ْس ِك من ري ِق‬ ‫يا ُر ّب َسْوسَن ٍة قد ُب ّت أْلثُُمــــــــــــها‬ ‫َكأَّنها عا ِش ٌق فـــي ِح ْجـــــِر َم ْعشو ِق‬ ‫ُم ْصفَّرةُ الو ْســـــــ ِط ُمْبي ٌّض َجوانُبها‬ ‫ج‪ .‬وصف المائيات كالأنهار والبحار والسواقي والبرك‪ ،‬فالأندلس شبه جزيرة تحيط بها المياه من جهات‬ ‫ثلاث‪ ،‬وتكثر فيها الأنهار‪ ،‬فأثارت خواطر ال ّشع ارء وأبدعوا في وصفها وتصويرها‪.‬‬ ‫يقول ابن َح ْمديس الصقل ّي واصفًا بركة تحيط بها تماثيل لأُسود تخرج المياه من أفواهها‪ ،‬في قصر اللؤلؤة‬ ‫الذي بناه المنصور بن أعلى الّناس أمير بِجاية‪:‬‬ ‫تَرَك ْت َخريـــــَر الما ِء فيها َزئيــــ ار‬ ‫و َضْارغٍم َس َكنــــــ ْت َعري َن رئا َس ٍة‬ ‫وأذا َب فـــــــــــــي أفــــوا ِهها الَبلّو ار‬ ‫فَ َكأَّنما غ ّشى الّنضاُر ُجســـوَمها‬ ‫في الّنْف ِس لو وجد ْت هناك ُمثي ار‬ ‫أُ ُســـــــٌد كأ ّن ُسكوَنها ُمتَحــــــــّرٌك‬ ‫ناًار وأْل ُسَنها اللّواح َس ُنـــــــــــــــو ار‬ ‫وتَخالُها وال َّشم ُس تَ ْجلــــــــو لوَنها‬ ‫د‪ .‬مناجاة الطبيعة وبث الهموم والمشاعر إليها وجعلها تشارك الناس أف ارحهم وأت ارحهم‪ ،‬يقول ابن َخفا َجة‬ ‫ُيطاو ُل أعنا َن السمــا ِء بغــارِب‬ ‫مخاطًبا الجبل‪:‬‬ ‫وأرعـــــــــــــــــــــ َن ط ّما ِح الُذؤاب ِة َباذ ٍخ‬ ‫‪6‬‬

‫ويزحُم ليلاً ُشهبهُ بالمنــــاكــــ ِب‬ ‫َيســـــــُّد مه َّب الري ِح مـــــن ك ّل وجه ٍة‬ ‫طوا َل الليالي ُمف ِكٌر بالعـــواِقــ ِب‬ ‫وقوٍر علـــــــــــى َظـــــهِر الفلاِة كأنهُ‬ ‫فحدثِني لي َل ال ُسَرى بال َعجــائ ِب‬ ‫أ َص ْخ ُت إلي ِه وهـــَو أخــــر ُس َصام ٌت‬ ‫‪ )3‬علل‪ .‬وصف شع ارء الأندلس المائيات كالأنهار والبحار والسواقي والبرك‪.‬‬ ‫لأ ّن الأندلس شبه جزيرة تحيط بها المياه من جهات ثلاث‪ ،‬وتكثر فيها الأنهار‪.‬‬ ‫‪ )4‬الأندلس شبه جزيرة تحيط بها المياه من جهات ثلاث‪ ،‬وتكثر فيها الأنهار‪ .‬ما أثر ذلك على الشع ارء؟‬ ‫أثارت خواطر ال ّشع ارء وأبدعوا في وصفها وتصويرها‪.‬‬ ‫‪ )5‬اذكر ثلاثة من شع ارء وصف الطبيعة في الأندلس‪.‬‬ ‫ابن َسفَر ال َمِرينِ ّي‪ ،‬ابن الَّنظّام الأندلس ّي‪ ،‬ابن َح ْمديس الصقل ّي‪َ ،‬ج ْعفَر ال ُم ْص َحِف ّي‪ ،‬ابن َخفا َجة‬ ‫‪ )6‬ما المظهر الذي يمثله كل بيت من مظاهر شعر وصف الطبيعة في الأندلس؟‬ ‫تَرَكت َخريـــــــــَر الما ِء فيها َزئيــــــــ ار‬ ‫‪ -‬و َض ارغٍم َس َكنـــــــــــت َعري َن رئا َس ٍة‬ ‫وصف المائيات كالأنهار والبحار والسواقي والبرك‪.‬‬ ‫‪ -‬فــــــــــي أَر ِض أَنَدلُ ٍس تَلتَــــُّذ َنعما ُء َولا ُيفاِر ُق فيها ال َقلـــــــــــــــــــــ َب َسَّار ُء‬ ‫و ْصف البيئة الأندلسيّة على نحو عام‪ ،‬وبيان محاسنها والتغّني بجمالها‪.‬‬ ‫‪ )7‬اذكر الخصائص الفنية لشعر وصف الطبيعة في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ .1‬يستخدم التشخيص‪ ،‬وذلك بإب ارز الطبيعة في صور شخوص حية وبث الحياة فيها‪ ،‬فابن سفر المرين ّي‬ ‫جعل الزهر يبسم من الطرب وأغصان الأشجار تصغي إلى شدو الطير‪ ،‬وخاطب ابن خفاجة الجبل كأّنه‬ ‫إنسان‪.‬‬ ‫‪ .2‬يبتعد عن الألفاظ الغريبة‪ ،‬وينحو إلى المعاني السهلة الواضحة المستمدة من البيئة الأندلسية التي‬ ‫تكثر فيها مظاهر الطبيعة الخلابة من ‪ :‬أنهار‪ ،‬وأشجار‪ ،‬وورود‪ ،‬وغيرها‪.‬‬ ‫‪ .3‬يتصف بدقة التصوير وجماله‪ ،‬كما في وصف زهر البهار لابن الَّنظّام الأندلس ّي ووصف نافورة الأسود‬ ‫لابن َح ْمديس الصقل ّي‪.‬‬ ‫‪ )8‬وضح المقصود بالتشخيص‪.‬‬ ‫إب ارز الطبيعة في صور شخوص حّية وبث الحياة فيها‪ .‬مثل جعل الزهر يبسم من الطرب وأغصان الأشجار‬ ‫تصغي إلى شدو الطير‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬بين أسباب ازدهار شعر وصف الطبيعة في الأندلس‪.‬‬ ‫لما تتمّيز به بلاد الأندلس من جمال الطبيعة المتمثل في تنّوع التضاريس‪ ،‬واعتدال المناخ‪ ،‬وغ ازرة المياه‪،‬‬ ‫وخصوبة الأرض‪ ،‬وخضرتها الدائمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬اذكر المظهر الذي يمثله كل بيت مما يأتي من مظاهر شعر وصف الطبيعة‪:‬‬ ‫َم ْن لَْم َيَر الَب ْحَر َيْوًما ما َأرى َع َجبا‬ ‫أ ـ الَب ْحُر أَ ْع َظُم ِم ّما أَْن َت تَ ْحســــــَُبهُ‬ ‫وصف المائيات‪ -‬البحار‬ ‫ما ٌء َو ِظ ٌّل َوأَ ْشجـــــــــــــــــــــــاٌر َوأَْنهاُر‬ ‫ب ـ يا أَ ْهـــــــ َل أَْنَدلُس للِه َدُّرُكــــــــــُم‬ ‫وصف البيئة الأندلسية عامة‬ ‫َعلى ُبســــــــــــــ ِط َخٍّز َوالَبهاُر َد ار ِهُم‬ ‫ج ـ َعلى َنْرِجس ِمْث َل الَّدنانيِر ُبِّدَد ْت‬ ‫وصف الحدائق والرياض والزهور‬ ‫‪ – 3‬اق أر النص الآتي‪ ،‬ثم أجب عن الأسئلة التي تليه‪:‬‬ ‫يقول ابن الأَبّار القُضا ِع ّي في و ْصف نهر‪:‬‬ ‫َحكى بِ َمحاني ِه انِعــــــــطا َف الأَ ارِقِم‬ ‫َوَن ْهٍر َكما ذاَب ْت َسبـــــــائِ ُك ِف َّض ٍة‬ ‫تََبّدى َخضيًبا ِمْث َل دامي ال َّصواِرِم‬ ‫إِذا ال َّشفَ ُق ا ْستَْولى َعلَْي ِه ا ْح ِم ارُرهُ‬ ‫ِظـــــــــــــــــلا ٌل ِلأَْدوا ٍح َعلَْي ِه َنوا ِعِم‬ ‫َوتُ ْطلِ ُعهُ فـــــــــــي ُد ْكَن ٍة َب ْعَد ُزْرقٍَة‬ ‫أ‪ -‬ما المظهر الذي تمثله الأبيات السابقة من مظاهر شعر وصف الطبيعة؟‬ ‫وصف المائيات ‪ -‬الأنهار‬ ‫ب‪ -‬مثل من الأبيات السابقة على الخصيصتين الفنيتين الآتيتين‪:‬‬ ‫‪ .1‬التشخيص والتشبيه‪ .‬شّبه ماء النهر بالف ّضة ال ّسائلة‪ ،‬وشّبه تعّرجات النهر بالأفاعي‪ ،‬وشّبه الّنهر‬ ‫حين ينعكس عليه ال ّشفق بالدماء الحم ارء التي تقطر من ال ّسيف‪.‬‬ ‫‪ .2‬المعاني المستمدة من البيئة الأندلسية‪.‬‬ ‫وصف النهر‪ ،‬فالأندلس تكثر فيها الأنهار‪ ،‬كما أشار إلى جمال البيئة الأندلسّية حين تحّدث عن‬ ‫المياه والأشجار‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وظف الشاعر عنصر اللون في دقة التصوير وجماله‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬ ‫وظّف ال ّشاعر اللون الأحمر حين شّبه الّنهر الذي انعكس عليه الشفق الأحمر بالّدماء الحم ارء التي تقطر‬ ‫من السيف‪ ،‬وأشار إلى المياه الزرقاء التي تتّحول إلى سوداء داكنة حين تظلّلها الأشجار‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫النشاط‪:‬‬ ‫يقول شوقي ضيف‪\" :‬إن شع ارء الأندلس استبدلوا شعر وصف الطبيعة بالمقدمات الطللّية الغزلية\"‪ ،‬ناقش هذا‬ ‫القول مع معلمك وزملائك‪.‬‬ ‫ثانًيا‪ :‬رثاء المدن والممالك‬ ‫‪ )1‬علل‪ .‬توسع شع ارء الأندلس في رثاء المدن والممالك حتى أصبح عندهم غرضاً شعرياً قائماً بذاته‪.‬‬ ‫أو علل‪ .‬شهرة وازدهار وكثرة شعر رثاء المدن والممالك في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ .1‬بسبب حالة الضعف والانقسام والتف ّكك التي شهدها الحكم اْلسلام ّي إبان عصر ملوك الطوائف‪،‬‬ ‫والتقلّبات السياسّية التي سادت ذلك العصر‪.‬‬ ‫‪ .2‬واشتداد المواجهة بين المسلمين وعدوهم‪ ،‬وما تبع ذلك من سقوط الحواضر اْلسلامّية مدينة تلو الأخرى‪،‬‬ ‫ثم سقوط الممالك واْلما ارت الأندلسّية‪ ،‬وانتها ًء بسقوط الأندلس كاملة‪.‬‬ ‫فكثر نظم ال ّشع ارء في هذه الموضوعات‪.‬‬ ‫‪ .3‬وقد واكب الشعر الأندلس ّي هذه الأحوال‪ ،‬فجادت ق ارئح ال ّشع ارء بقصائد طوال تنبئ عن حسرة وألم‬ ‫شديدين على مدن ذاهبة‪ ،‬وممالك ازئلة؛ حتى غدا رثاء المدن والممالك غر ًضا شع ًرّيا قائ ًما بذاته‪.‬‬ ‫‪ )2‬اذكر مظاهر شعر رثاء المدن والممالك‪.‬‬ ‫‪1‬ـ تصوير ما حل بالمدن من خ ارب ودمار‪ ،‬وما نزل بأهلها من كرب وضيق‪.‬‬ ‫يقول ابن َخفا َجةَ في رثاء مدينته الجميلة (َبلَْن ِسية) التي سقطت عام ‪488‬هـ‪:‬‬ ‫َوَمحا َمحا ِسَنك البِلــــى َوالَّنـاُر‬ ‫عاثَ ْت بِسا َحتِ ِك الِعدا يــــــــــا داُر‬ ‫طَا َل ا ْعتِـبــــاٌر في َك وا ْستِـ ْعباُر‬ ‫َواذا تََرَّدَد فـــــــــــي َجنابِ َك نا ِظـٌر‬ ‫َوتََم َّخ َضــــــ ْت ب َخَاربها الأَْقـداُر‬ ‫أَْر ٌض تَقَاَذفَ ْت ال ُخطُــو ُب بأَ ْهلِها‬ ‫لاَ أَْنــ ِت أَْنــ ِت َولا الِّدياُر ِديـــاُر‬ ‫َكتََب ْت َيُد ال َحَدثا ِن في َعَرصاتِها‬ ‫‪ .2‬الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها‪.‬‬ ‫يقول ابن الَلّـّباَنة في رثاء دولة بني َعّباد في (ِإ ْشبيْلَية) مقارًنا بين حال المدينة أيام حكم ال ُم ْعتَِمد بن َعّباد‬ ‫وبعد سقوطها‪:‬‬ ‫َعلــى الَبهالِيـــــــ ِل ِمـــ ْن أَْبنـا ِء َعَّبـاِد‬ ‫تَْبكـــــي ال َّسما ُء ب ُمْزٍن ِارئـــــــــ ٍح غـاِد‬ ‫َعلـــــــى اْل ِجبا ِل اَلّتــي ُهَّد ْت قَوا ِعُدها‬ ‫َوكاَنــ ِت اْلأَْر ُض ِمْنهُــــْم ذا َت أَْوتاِد‬ ‫فَالَيــــــــــــــوَم لا عا ِك ٌف فيها ولا باِد‬ ‫َوَك ْعَبــــةٌ كاَنـــــ ِت الآما ُل ت ْع ُمُرهــــــــا‬ ‫في َضـّم َرْحلِ َك َواج َم ْع فُ ْضلَةَ الَّازِد‬ ‫يا ضي ُف أَْقفَر َبي ُت ال َم ْكُرمــا ِت فَ ُخْذ‬ ‫‪9‬‬

‫‪3‬ـ ذكر أسباب الهزيمة من ضعف المسلمين وانقسامهم‪ ،‬وابتعادهم عن تعاليم الدين الحنيف‪.‬‬ ‫يقول ابن الجّد في وصف ما آل إليه حال ملوك الطوائف بسبب سوء تدبيرهم‪:‬‬ ‫َدوائُِر ال ّسوِء لا تُْبقـــــي َولا تََذُر‬ ‫أَرى ال ُملــــــــــو َك أَصاَبتْهُْم بِأَْنَدلُ ٍس‬ ‫َهوى بِأَْن ُج ِم ِهْم َخ ْسفًا فَــما َش َعروا‬ ‫ناموا َوأَ ْسـرى لَهُْم تَ ْح َت الُدجى قََدٌر‬ ‫‪ 4‬ـ الاستنجاد بالمسلمين واستنهاض هممهم ودعوتهم إلى نصرة إخوانهم‪.‬‬ ‫يقول ابن الأََّبار القُضا ِع ّي بعد سقوط مدينة (َبلَْن ِسَية)‪ ،‬وقد أرسل إلى أبي زكريا بن حفص سلطان تونس‬ ‫مستنجًدا لنصرة الأندلس‪:‬‬ ‫أَْدِر ْك بـِ َخـْيـلِـ َك َخــْيـــــــ ِل الله أنْـَدلُـســـــــــا إ َّن السَـّبـيـــ َل إلــى َمْنـجــاتـِهـا َدَرســــا‬ ‫وَه ْب لها ِم ْن عزيِز الّن ّصِر ما التََم َس ْت فلـْم َيـَزْل مـْنـ َك ِعـُّز الّن ّصـِر ُمْلت َمـسـا‬ ‫‪ )3‬علل ‪ .‬نونية أبي الَبقاء الَّرنِدي أشهر ما قيل في رثاء المدن والممالك في الأندلس‪.‬‬ ‫لأّنها لا ترثي مدينة بعينها كالنماذج السابقة‪ ،‬بل ترثي الأندلس في مجموعها مدًنا وممالك‪ ،‬وتعّبر عن تجربة‬ ‫حقيقّية عاشها الشاعر‪ ،‬وبدأها بحكمة عا ّمة‪ ،‬ثم صّور ما ح ّل بالأندلس من خطوب جليلة لا ع ازء فيها ولا‬ ‫تأ ٍّس دونها‪ ،‬يقول في نونّيته‪:‬‬ ‫فـلا ُيـغَّر بـ ِطي ِب ال َعْي ِش إْنســـــــا ُن‬ ‫ِلـك ّل َشـ ْي ٍء ِإذا مـا تـَـــــــــــــَّم ُنْقصا ُن‬ ‫هِــــــــــــ َي الأُمـوُر َكـما شا َهْدتَها ُدَو ٌل‬ ‫َمـ ْن َسـَّرهُ َزمـ ٌن سا َءتْهُ أْزمــــــــــــا ُن‬ ‫وهــــــــــــــذِه الـّداُر لا تُـْبقي على أَ َحٍد‬ ‫ولا يـَدوُم عـلى حـا ٍل لها شـــــــــا ُن‬ ‫فـَجائِـــــــــــــــــعُ الـَّد ْهِر أْنـــواعٌ ُمـَنَّو َعةٌ‬ ‫ولـلـَّزما ِن َمـْسّار ٌت وأحــــــــــــــــــــ از ُن‬ ‫َولِـْلـحـــــــــــــــــــــواِد ِث ُسـلـوا ٌن ُيـ َس ِهّلها‬ ‫ومـــا لـما َحـ َّل باْلسلام ُسلـــــــــوا ُن‬ ‫ومـا لـها َمـــــ َع طو َل الَّد ْهِر نســيا ُن‬ ‫تـل َك الـمصيبةُ أنـْ َس ْت مـــــــــا تَقَّدمها‬ ‫يـا َمــــ ْن لِـذَلِّة قَـــــوٍم بعَد عِّزهـــــــــُم‬ ‫أحــا َل حـالهُــُم جـَــــــــــــْوٌر وطُـغيا ُن‬ ‫‪ )4‬اذكر ثلاثة شع ارء قاموا برثاء المدن والممالك‪.‬‬ ‫‪ -‬ابن َخفا َجةَ في رثاء مدينته الجميلة (َبلَْن ِسية)‪.‬‬ ‫‪ -‬ابن الَلّـّباَنة في رثاء دولة بني َعّباد في (إِ ْشبيْلَية)‪.‬‬ ‫‪ -‬أبو الَبقاء الَّرْنِد ّي في رثاء الأندلس‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪ )5‬اذكر الخصائص الفنية لشعر رثاء المدن والممالك‪.‬‬ ‫‪1‬ـ يتّصف بح اررة العاطفة وعمق الشعور بالأسى والحزن عند الحديث ع ّما ح ّل بالمدن والموازنة بين ماضيها‬ ‫وحاضرها‪.‬‬ ‫‪2‬ـ تغلب عليه النزعة الّدينّية والحكمة النابعة من التجارب المريرة‪ ،‬ويتجلّى ذلك في أبيات أبي البقاء الرند ّي‬ ‫حين يتحدث بحكمة عن تداول الأّيام وتبّدل الحال وتقلّب الّزمان‪.‬‬ ‫‪3‬ـ يكثر من استخدام أساليب اْلنشاء الطلب ّي‪ ،‬مثل‪ :‬النداء‪ ،‬والاستفهام للتحسر والتف ّجع‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ 1‬ـ وضح أبرز مظاهر شعر رثاء المدن والممالك‪.‬‬ ‫‪1‬ـ تصوير ما ح ّل بالمدن من خ ارب ودمار‪ ،‬وما نزل بأهلها من كرب وضيق‪.‬‬ ‫‪ .2‬الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها‪.‬‬ ‫‪3‬ـ ذ ْكر أسباب الهزيمة من ضعف المسلمين وانقسامهم‪ ،‬وابتعادهم عن تعاليم الدين الحنيف‪.‬‬ ‫‪ .4‬الاستنجاد بالمسلمين واستنهاض هممهم ودعوتهم إلى نصرة إخوانهم‪.‬‬ ‫‪ 2‬ـ علل ما يأتي‪:‬‬ ‫أ ‪ -‬توسع شع ارء الأندلسي في رثاء المدن والممالك حتى أصبح غر ًضا شعريا قائما بذاته‪.‬‬ ‫‪ .1‬بسبب حالة الضعف والانقسام والتف ّكك التي شهدها الحكم اْلسلام ّي إبان عصر ملوك الطوائف‪،‬‬ ‫والتقلبات السياسّية التي سادت ذلك العصر‪.‬‬ ‫‪ .2‬واشتداد المواجهة بين المسلمين وعدوهم‪ ،‬وما تبع ذلك من سقوط الحواضر اْلسلامّية مدينة تلو‬ ‫الأخرى‪ ،‬ثم سقوط الممالك واْلما ارت الأندلسّية‪ ،‬وانتها ًء بسقوط الأندلس كاملة‪.‬‬ ‫فكثر نظم ال ّشع ارء في هذه الموضوعات‪.‬‬ ‫‪ .3‬وقد واكب الشعر الأندلس ّي هذه الأحوال‪ ،‬فجادت ق ارئح ال ّشع ارء بقصائد طوال تنبئ عن حسرة وألم‬ ‫شديدين على مدن ذاهبة‪ ،‬وممالك ازئلة؛ حتى غدا رثاء المدن والممالك غر ًضا شع ًرّيا قائ ًما بذاته‪.‬‬ ‫ب‪ -‬يتصف شعر رثاء المدن والممالك بح اررة العاطفة‪.‬‬ ‫لأ ّن ال ّشاعر صادق فيما يقول‪ ،‬فهو لا يتصّنع ولا يتك ّسب‪ ،‬بل يصّور واقعاً مؤلماً لا مكان للتكلّف فيه‪،‬‬ ‫ويعّبر عن مشاعره تجاه ما ح ّل بالمدن وأهلها‪ ،‬فجاءت معظم القصائد حزينة باكية شجّية‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪ .3‬وازن بين حال مدينة إشبيلية أيام ُحكم المعتمد بن عباد وبعد سقوطها‪ ،‬كما بينها الشاعر ابن الَلَّّبانة‪.‬‬ ‫كانت إشبيلية شامخة عزيزة يقصدها الزّوار لتحقيق آمالهم وطموحاتهم‪ ،‬وكانت محطّاً للكرم والكرماء‪ .‬أ ّما بعد‬ ‫سقوطها فقد أقفرت من الزّوار‪ ،‬وخلت من الكرماء‪ ،‬فأصبح الضيف يقتات من بقايا الطّعام‪.‬‬ ‫‪ .4‬يقول ابن عبدون ( ذو الو ازرتين ) في رثاء دولة بني ال ُم َظ َفّر في (َبطَليُوس)‪:‬‬ ‫فَما الُبكــــــا ُء َعلى الأَ ْشبا ِح َوال ُّصَوِر‬ ‫الَّد ْهُر َيْف َجــــــعُ َب ْعَد ال َعْي ِن بِالأَثَِر‬ ‫َوال ُّسوُد َوالبِي ُض ِمْث ُل البِي ِض َوال ُّس ُمِر‬ ‫َم ار ِح ٌل َوالَورى ِمْنها َعلــــــــــــى َسفَِر‬ ‫فَالَّد ْهُر َحْر ٌب َوا ْن أَْبدى ُمسالَ َمةً‬ ‫َبنــــي ال ُم َظَفِّر َوالأَيّاُم ما َبِرَح ْت‬ ‫على دعــــــــــائم من عّز ومن ظفر‬ ‫أين اْلباء الّذي أرســــــوا قواعده‬ ‫َفلَْم َيِرْد أَ َحٌد ِمْنهُْم َعلــــــــــــــــى َكَدِر‬ ‫أَْي َن الَوفــا ُء الّذي أَ ْصفَوا َش ارئِ َعهُ‬ ‫َعْنها ا ْستَطــــاَر ْت بِ َم ْن فيها َولَْم تَقِر‬ ‫كانــوا َروا ِس َي أَْر ِض اللِه ُمْذ َنأَوا‬ ‫بعد إنعام النظر في النص السابق أجب عما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬استنتج المظهر الذي يمثله النص‪.‬‬ ‫الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها‪ ،‬وذكر أسباب الهزيمة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مثل من النص على ما يأتي‪:‬‬ ‫‪ .1‬توظيف الحكمة‪:‬‬ ‫فَالَّد ْهُر َحْر ٌب َوا ْن أَْبدى ُمسالَ َمةً‬ ‫‪ .2‬ح اررة العاطفة وعمق الشعور بالأسى والحزن‪:‬‬ ‫فَما الُبكــــــا ُء َعلى الأَ ْشبا ِح َوال ُّصَوِر‬ ‫الَّد ْهُر َيْف َجــــــعُ َب ْعَد ال َعْي ِن بِالأَثَِر‬ ‫‪ -5‬اشتهرت قصيدة أبي الَبقاء الرندي في رثاء المدن والممالك أكثر من غيرها‪ ،‬بين سبب ذلك‪.‬‬ ‫لأّنها لا ترثي مدينة بعينها كالنماذج السابقة‪ ،‬بل ترثي الأندلس في مجموعها مدًنا وممالك‪ ،‬وتعّبر عن تجربة‬ ‫حقيقّية عاشها الشاعر‪ ،‬وبدأها بحكمة عامة‪ ،‬ثم صّور ما ح ّل بالأندلس من خطوب جليلة لا ع ازء فيها ولا‬ ‫تأ ٍّس دونها‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫ثالثًا‪ :‬شعر الم أرة‬ ‫‪ )1‬وضح مكانة الم أرة في الأندلس‪:‬‬ ‫أ‪ -‬حظيت الم أرة الأندلسيّة بمكانة كبيرة‪.‬‬ ‫ب‪ -‬وشاركت في الحياة العامة‪.‬‬ ‫ج‪ -‬وتولّت مناصب مختلفة‪ ،‬فكانت كاتبة‪ ،‬وعالمة‪ ،‬وشاعرة‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬كانت نُ َضار بنت أبي َحّيان الِغْرنا ِط ّي عالمة في اللغة والنحو والتفسير ولها مجلس علم‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬كانت ولّادة بنت المستكفي تجمع الأدباء في مجلسها لد ارسة الشعر ونقده‪.‬‬ ‫د‪ -‬نالت الم أرة الأندلسّية قس ًطا كبيًار من الحرّية‪.‬‬ ‫ه‪ -‬وكان لكثير من النساء نفوذ سياس ّي مثل‪َ :‬مْرَيم أم ِإ ْسماعيل‪ ،‬وأَ ْسماء بنت غالِب‪.‬‬ ‫‪ )2‬اذكر ثلاثاً من الشاع ارت الأندلسيات ال ُمجيدات في الأندلس‪.‬‬ ‫َح ْمَدة بنت زياد ال ُمَؤِّدب‪ ،‬و ُح ّساَنة الَتّميمّية‪ ،‬وأم الهَناء بنت القاضي‪ ،‬و َحفصة الَّركونية‪ ،‬وتَميمة بنت يوسف‪.‬‬ ‫‪ )3‬اذكر الأغ ارض الشعرية التي نظمت فيها الم أرة في الأندلس‪.‬‬ ‫‪1‬ـ المدح‪ :‬للتعبير عن مشاعر الوّد واْلخلاص‪ ،‬أو من أجل تحقيق رغبة ذاتية مثل رفع ظلامة أو طلب‬ ‫نجدة‪ ،‬ومن ذلك قول ُح ّسانة الَتّميمّية في مدح الحكم بن الناصر بعد أن حقّق طلبها ورفع ظلامتها‪:‬‬ ‫َو َخـــــــــــــــــْيَر ُمْنتَ َج ٍع َيْوًما لُِرّواِد‬ ‫اْب َن ال ِهشـــــــــــا َمْي ِن َخْيَر الّنا ِس َمْأثََرةً‬ ‫روى أَنابيَبها ِم ْن صْر ِف ِفْرصاِد‬ ‫إِ ْن َهَّز َيْوَم الَوغـــــــــــى أَثْنا َء َص ْعَدتِِه‬ ‫ُمقاَبلًا َبْي َن آبا ٍء َوأَ ْجـــــــــــــــــــداِد‬ ‫ُق ْل لِلإمــــــــــــــاِم أَيا َخْيَر الَورى َن َسًبا‬ ‫فَهـــــــــــا َك فَ ْض ُل ثَنا ٍء ارئ ٍح غاِد‬ ‫َجَّوْد َت َطْبعي َولَْم تَْر َض ال ُظّلا َمةَ لي‬ ‫َوِا ْن َرَحْل ُت فَقَْد َزَّوْدتَنـــــــي ازدي‬ ‫فِإ ْن أَقَ ْم ُت فَفي ُن ْعمــــــــــــــا َك عا ِطفَةً‬ ‫‪2‬ـ الوصف‪ :‬وصف ْت َح ْمَدة بنت زياد ال ُمَؤِّدب (وادي آش) وصفًا بارًعا دقيقًا حين جلست تتفّيأ ظلاله وتبدو‬ ‫الحصى فيه كأّنه – لصفائه‪ -‬جواهر‪ ،‬فتظ ّن الحسان الناظ ارت فيه كأ ّن عقوده ّن انفرطت فيه فيسرعن إلى‬ ‫َسقَاهُ ُم َضا َع ُف اْل َغْي ِث ال َع ِميم‬ ‫تل ّمس عقوده ّن‪ ،‬تقول‪:‬‬ ‫ُحُنَّو ال ُمْر ِضعا ِت على اْلفَ ِطيِم‬ ‫َوقَاَنا لَْفـ َحـــةَ الَّرْمـ َضـــــــــا ِء واٍد‬ ‫َيُرُّد الُّروح لِْلَقْلــــــــــــ ِب السِقيِم‬ ‫فََي ْح ُجُبـها ويأَذ ُن للن ِسيـــــــــــــــِم‬ ‫َحلَْلنا َدْو َحـــــهُ فَ َحـنا علَـْيَنـــــــــا‬ ‫فَتَْلمس جانِـــــــب اْلِعْقِد الَّن ِظيِم‬ ‫وأْر َشفـََنـــــا علـــــــى َظـمإ ُلزالاً‬ ‫ي ُصـــــُّد ال ّشمــس أنى واجهـتَْنا‬ ‫َيروعُ حصـاهُ حالِيةَ اْلعـــذارى‬ ‫‪13‬‬

‫‪ -3‬الفخر‪ :‬افتخرت الم أرة الأندلسّية –خاصة َمن كانت مقّربة من الملوك والأم ارء والوز ارء‪ -‬بح َسبها ونسبها‬ ‫وجمالها وعفّتها ومها ارتها‪ ،‬فالفخر متنفّس لتعبر عن كبريائها والمباهاة بنفسها‪.‬‬ ‫مثال‪ :‬قالت تَميمة بنت يوسف مفتخرة بنفسها وأّنه يصعب الوصول إليها أو أ ْن تنزل هي من مكانها‬ ‫السامي‪:‬‬ ‫فَ َعِّز الفُؤاَد َع از ًء َجمــــيلا‬ ‫ِه َي ال َّش ْم ُس َم ْس َكُنها في ال َّسما ِء‬ ‫َولَ ْن تَ ْستَطي َع إِلَْي َك الُّنزولا‬ ‫َولَ ْن تَ ْستَطــــــــــــيعَ إِلَْي ِه ال ُّصعوَد‬ ‫مثال‪ :‬افتخار َحفصة الَركونية بخطّها حين سألتها ام أرة من أعيان غرناطة أن تكتب لها شيًئا بخطّها فكتبت‬ ‫إليها‪:‬‬ ‫ُغ ّضي ُجفوَن ِك َع ّما َخ َطّهُ َقلَمي‬ ‫يا َ َرّبةَ ال ُح ْس ِن َب ْل يا َ َربّةَ ال َكَرِم‬ ‫لا تَ ْحُفلي بَِرديء ال َخـــــ ِّط َوالكلِّم‬ ‫تَ َصَفّحي ِه بِلّ ْحـــــــ ِظ الُوِّد ُمْنِع َمةً‬ ‫‪ )4‬اذكر الخصائص الفنية لشعر الم أرة الأندلسية‪.‬‬ ‫‪1‬ـ جاء في معظمه قصائد قصيرة ومقطوعات تتّصف بوحدة الموضوع‪.‬‬ ‫‪ .2‬يتّصف التصوير فيه ببساطته وجماله‪ ،‬وخلّوه من التكلّف‪ ،‬فصوره تخضع لعاطفة الم أرة المتدفقة‪ ،‬ويظهر‬ ‫ذلك في قول حمدة بنت زياد المؤِّدب حين وصفت (وادي آش) وشّبهت ظلال الأشجار في الوادي بحنّو‬ ‫الأم المرضع على طفلها الفطيم‪ ،‬وكما في أبيات تميمة بنت يوسف التي شّبهت فيها نفسها بال ّشمس‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ .1‬وضح من خلال ما درست مكانة الم أرة في الأندلس‪.‬‬ ‫سبق اْلجابة عنه‪.‬‬ ‫‪ .2‬استنتج الغرض الشعري الذي يمثله كل مما يأتي‪:‬‬ ‫َوأَ ْمشي ِم ْشَيتي َوأَتيهُ تيها‬ ‫أ‪ -‬قالت ولادة بنت المستكفي‪:‬‬ ‫أَنا َواللِه أَ ْصلُ ُح ِلل َمعالي‬ ‫الفخر( تفتخر بثقتها بنفسها)‬ ‫أَبا ال ُح َسْي ِن َسقَتْهُ الوا ِك ُف الِّديٌّم‬ ‫ب‪ -‬قالت ُحسانة التميمية‪:‬‬ ‫َوَمَلّ َكتْهُ َمقاليُد الُّنهـــــــــى الأَُمُم‬ ‫إِّني إِلَْي َك أَبا العاصـــي ُمَو َّج َعةٌ‬ ‫أَْن َت اِْلماُم اَلّذي اْنقاَد الأَناُم لَهُ‬ ‫المدح‬ ‫‪14‬‬

‫‪ .3‬اق أر النص الآتي‪ ،‬ثم أجب عن الأسئلة التي تليه‪:‬‬ ‫حين علمت ولّادة بنت المستكفي أ ّن ابن زيدون مال إلى ام أرة غيرها كتبت إليه‪:‬‬ ‫لَْم تَ ْهـَو جاِرَيتـي َولَـــــــــْم تَتَ َخَّيـِر‬ ‫لَْو ُكْن َت تُْن ِص ُف في الهَوى ما َبْيَننا‬ ‫َو َجَن ْح َت ِلل ُغ ْص ِن اَلّذي لَـْم ُيثِْمـِر‬ ‫َوتََرْكــــــــ َت ُغ ْصًنا ُمثِْمــــــًار بِ َجماِلـ ِه‬ ‫لَ ِك ْن ُدهي َت لِ ِشْقَوتـي بِال ُم ْشــتَـري‬ ‫َولَقَـــــــــــْد َعِل ْم َت بِأََّننـي َبـْدُر ال َّسمـا‬ ‫أ ـ ما الغرض الشعري الذي تمثله الأبيات السابقة؟‬ ‫الفخر( تفتخر ال ّشاعرة بجمالها )‬ ‫ب ـ مثل من الأبيات السابقة على جمال التصوير‪.‬‬ ‫شّبهت نفسها بالغصن المثمر وبالبدر‪ ،‬وفي المقابل شّبهت غيرها بالغصن غير المثمر وبكوكب المشتري‪.‬‬ ‫خام ًسا ‪ :‬الشعر الاجتماعي‬ ‫‪ )1‬بَم امتاز المجتمع الأندلسي؟‬ ‫بالتنّوع الثقافي والتفاعل الاجتماع ّي‪.‬‬ ‫‪ )2‬علل‪ .‬المجتمع الأندلسي مجتمع متميز في بنائه الحضاري والفكري‪.‬‬ ‫‪ -‬بسبب التنّوع الثقاف ّي والتفاعل الاجتماع ّي‪ ،‬حيث تألّف المجتمع الأندلس ّي من عناصر مختلفة الأع ارق‬ ‫والأديان‪ ،‬وقد تفاعلت هذه العناصر تفاعلًا عميقًا‪.‬‬ ‫‪ -‬وبسبب سياسة حكام الأندلس القائمة على التعايش والتسامح‪ ،‬واحت ارم مكّونات المجتمع الأندلس ّي‪.‬‬ ‫‪ )3‬اذكر المظاهر التي تناولها الشعر الاجتماعي في الأندلس‪:‬‬ ‫‪ -1‬تصوير عادات الأندلسيين وتقاليدهم في الأف ارح والأت ارح‪ ،‬مثل خروج الناس لم ارقبة هلال العيد وفرحتهم‬ ‫الغامرة بذلك وتبادل التهاني بهذه المناسبة السعيدة‪ ،‬يقول أبو الحسن بن هارون ال َّشنتَمري‪:‬‬ ‫َوعاَد إِ ْحســـــاُن ِك اَلّذي أَْذ ُكْر‬ ‫يا لَْيلَةَ العـــــــيِد ُعْد ِت ثانَِيةً‬ ‫ِهلاِل ِك الِّن ْضِو نا ِحلًا أَ ْصفَْر‬ ‫إِْذ أَْقَب َل الّنا ُس َيْنظُرو َن ِإلى‬ ‫فُقْل ُت لا ُمْؤِمًنا بِقَْوِلــــ َي َب ْل‬ ‫ُم َعِّر ًضا ِللكــــــــــلّاِم لا أَ ْكثَْر‬ ‫َب ْل أََثَّر ال َّصْوُم في ِهلاِل ُكُم‬ ‫هذا اَلّذي لا َيكاُد أَ ْن َي ْظهَْر‬ ‫ويقول ابن زيدون مهنًئا حاكم قرطبة أبا الوليد بن َج ْهور بالعيد‪:‬‬ ‫َهنيًئا لَ َك العيُد اَلّذي بِ َك أَ ْصَب َح ْت تَرو ُق ال ُّضحى ِمْنهُ َوتَْندى الأَصائِ ُل‬ ‫تَلَقّا َك بِالُب ْشــــــــرى َو َحيّا َك بِاْل ُمنى فَْب ْشــــــــــــــــ ار َك أَْل ٌف َب ْعَد عا ِم َك قابِ ُل‬ ‫‪15‬‬

‫ومن عادات الأندلسّيين لبس الثياب البيضاء في الأت ارح والأح ازن‪ ،‬يقول أبو الحسن الحصري‪:‬‬ ‫بِأَْنَدلُـــــ ٍس فَذا َك ِم َن ال َّصوا ِب‬ ‫إِذا كا َن الَبيـــا ُض ِلبا َس ُحْزٍن‬ ‫ِلأَّني قَْد َحِزْن ُت َعلى ال َّشبا ِب‬ ‫أَلَْم تََرني لَبِ ْس ُت َبيا َض َشيب ْي‬ ‫‪ -2‬مشاركة المسيحيين في الأندلس مناسباتهم‪ ،‬ومنحهم حرية العبادة واقامة الكنائس‪.‬‬ ‫يقول الشاعر حسان بن أبي عبدة في عيد ال َعْن َصرة‪:‬‬ ‫َغداةَ َبكى ال ُمْزُن َوا ْستَ ْعَب ار‬ ‫أَرى ال ِم ْهَرجا َن قَِد ا ْستَْب َش ار‬ ‫َو ُجِلّلَ ِت ال ُّسْنُد َس الأَ ْخ َض ار‬ ‫َو ُسْربِلَ ِت الأَْر ُض أَْفوافَـــــها‬ ‫فَ َضَّو َعــ ِت ال ِم ْس َك َوال َعْنَب ار‬ ‫َوَهَّز الِّريا ُح َصنـــــــــابيَرها‬ ‫َوساَم ال ُمِق ُّل بِِه ال ُمـــــــ ْكثِ ار‬ ‫تَهادى بِِه الّنا ُس أَْلطافَهُْم‬ ‫‪ -3‬وصف المهن التي يعمل بها الناس‪ ،‬وتصوير معاناتهم‪ ،‬كقول ابن سارة الأندلس ّي مصّوًار كساد حرفة‬ ‫الِو ارقَة ( حرفة الوّارق الذي يوّرق الكتب )‪:‬‬ ‫أَْو ارقُها َوثِمــــــــــاُرها ال ِحْرما ُن‬ ‫أَ ّما الِو ارقَةُ فَ ْهـــــــ َي أَْن َكُد ِحْرفٍَة‬ ‫تَ ْكسو ال ُع ارةَ َو ِج ْس ُمها ُعْريا ُن‬ ‫َشَّب ْه ُت صا ِحَبها بِصا ِحب ِإْبٍَرة‬ ‫‪ -4‬وصف مظاهر التطور العم ارني كالقصور والمساجد والكنائس‪ ،‬يقول ابن وهبون(لقبه الّدمعة) في وصف‬ ‫قصر ال ازهي في إشبيلية‪:‬‬ ‫َكما َو ِسعَ ال َجلالَةَ َوال َكمــــالا‬ ‫َوللّازهي ال َكما ُل َسًنا َو ُح ْسًنا‬ ‫َول ِك ْن لا يُحاطُ بِِه َجمـــــــالا‬ ‫َوُم ْختا ٌل ِم َن ال ُح ْس ِن ا ْختِيالا‬ ‫ُيحاطُ بِ َشكلِّه َعْر ًضا َوطولًا‬ ‫َولا َش ْم ًسا تُنــــــيُر َولا ِهلالا‬ ‫َوقوٌر ِمْث َل ُرْك ِن ال َطّْوِد ثَْبتًا‬ ‫فَما أَْبقى ِشهاًبا لَْم ُي َصَّو ْب‬ ‫‪ )4‬اذكر الخصائص الفنية للشعر الاجتماعي‬ ‫‪ -1‬جاء في معظمه مقطوعات شعرّية قصيرة‪ ،‬ولا سّيما عند وصف المهن وتبادل التهاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬يوظف اللغة السهلة والألفاظ الاجتماعّية السائدة في المجتمع الأندلس ّي‪ ،‬مثل‪ :‬ليلة العيد‪ ،‬والمهرجان‪،‬‬ ‫والِو ارقة‪.‬‬ ‫‪ -3‬يميل إلى المعاني البسيطة ويوظّف الصور ال ّشعرّية السهلة‪ ،‬كتشبيه صاحب الِو ارقة بصاحب باْلبرة‬ ‫التي تكسو الناس‪ ،‬وأثر ال ّصوم في الهلال حتى غدا نحيلًا‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬بين مظاهر التعايش والتفاعل في الأندلس من خلال ما درست‪.‬‬ ‫احت ارم جميع مكونات المجتمع اْلسلام ّي‪ ،‬ومشاركة أتباع الديانات المختلفة المناسبات في ما بينهم‪ ،‬ومنحهم‬ ‫حرّية العبادة وبناء الكنائس‪ ،‬وتبادل التهاني‪.‬‬ ‫‪ -2‬اذكر بعض العادات الاجتماعية في الأندلس‪.‬‬ ‫خروج الناس لم ارقبة هلال العيد وفرحتهم الغامرة‪ ،‬وتبادل التهاني بهذه المناسبة السعيدة وفي الأعياد‪ ،‬وارتداء‬ ‫اللّباس الأبيض في الأت ارح والأح ازن‪.‬‬ ‫‪ -3‬استنتج المظهر الذي يمثله كل بيت من مظاهر الشعر الاجتماعي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬قالوا ال ِكتاَبةُ أَ ْعلى ُخ َطٍّة ُرف َع ْت ُقْل ُت ال ِحجا َمةُ أَ ْعلى ِعْنَد أَْقواِم‬ ‫وصف المهن التي يعمل بها الناس وتصوير معاناتهم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ك ّل قَ ْصـــــٍر َب ْعَد الِّد َم ْش ِق ُيَذُّم في ِه طا َب ال َجنــى َوفا َح ال ِم َشُّم‬ ‫وصف مظاهر التطور العم ارني‪.‬‬ ‫ج‪ُ -‬ب ْشرى بَِيْوِم ال ِم ْهَرجــــــــا ِن فَِإَّنهُ َيْوٌم َعلَْي ِه ِم َن ا ْحتِـــفائِ َك َرْوَن ُق‬ ‫مشاركة المسيحيين أعيادهم والاحتفال بها‪.‬‬ ‫‪ -4‬اق أر النص الآتي‪ ،‬ثم أجب عن الأسئلة التي تليه‪:‬‬ ‫يقول ابن خفاجة مهنًئا صديقه بعيد الأضحى المبارك‪ ،‬مشيًار إلى الأضحية‪:‬‬ ‫فَ َسّرى َوفَ ْصــــــــــ ُل ُسروٍر طََر ْق‬ ‫ِلُيــــــــ ْهنِ َك واِفُد أُْن ٍس َسرى‬ ‫أَ ار َق َوِمـــــــــــ ْن ثَْو ِب ُح ْس ٍن أََر ْق‬ ‫فَما ِشْئ َت ِم ْن ما ِء َوْرٍد بِِه‬ ‫َكما ا ْعتََر َض الَلّْي ُل تَ ْح َت ال َّشفَ ْق‬ ‫َو َسْودا َء تُْدمــــى بِِه َمْن َحًار‬ ‫َسواَد الُّدجــــى َع ْن َبيا ِض الَفلَ ْق‬ ‫َستَ ْخلَعُ ِم ْن فَْرِوها َض ْحوةً‬ ‫أ‪ -‬استنتج المظهر الاجتماعي الذي يمثله الأبيات السابقة‪.‬‬ ‫تصوير عادات الأندلسّيين وتقاليدهم‪ ،‬وتبادل التهاني في الأعياد‪.‬‬ ‫ب‪ -‬مثل من النص السابق على خصائص الشعر الاجتماعي في الأندلس‪.‬‬ ‫‪ -‬الأبيات مقطوعة شعرّية قصيرة‪.‬‬ ‫‪ -‬يوظّف اللغة السهلة والألفاظ الاجتماعية السائدة في المجتمع الأندلس ّي مثل‪ :‬ماء ورد‪ ،‬ثوب حسن‪،‬‬ ‫ليهنك‪ ،‬سرور‪.‬‬ ‫‪ -‬الصور الشعرّية البسيطة‪ ،‬فقد شّبه جلد النعجة وفروها الأسود بالليل المظلم الذي ازل عن بياض‪.‬‬ ‫‪17‬‬

‫قضايا من النثر في العصر الأندلسي‬ ‫‪ -‬تأثر النثر في الأندلس بالنثر في المشرق العربي‪ ،‬وضح ذلك‪.‬‬ ‫تناول الأندلسّيون ما كان معروفًا في المشرق من رسائل ديوانية وشخصية وخطب ووصايا‪ ،‬وأبدعوا خاصة‬ ‫في فن الرسائل الأدبية التأليفية وفن القصص الفلسفّية‪.‬‬ ‫ونتناول في ما يأتي هذين الفنين النثريين في د ارسة أشهر النماذج التي وصلت إلينا‪.‬‬ ‫أوًلا ‪ -‬الرسائل الأدبية التأليفية‪:‬‬ ‫‪ )1‬عرف الكتابة التأليفية‪.‬‬ ‫‪ -‬هي مجموعة رسائل أدبية تتنّوع أهدافها بين الترفيه عن النفس بما تلَّذ ق ارءته‪ ،‬وشرح الحقائق بأسلوب‬ ‫قصص ّي خيال ّي‪ُ ،‬مصّورة عواطف الّناس وأهواءهم في حياتهم الخاصة والعا ّمة‪.‬‬ ‫‪ -‬وأشهر من كتب في هذا المجال من الأندلسّيين‪ :‬ابن حزم صاحب (طوق الحمامة في الألفة والألاّف)‪،‬‬ ‫وابن ُشهيد صاحب (التوابع والزوابع)‪.‬‬ ‫‪ )2‬بين الهدف من الكتابة التأليفية‪.‬‬ ‫الترفيه عن الّنفس بما تلَّذ ق ارءته‪ ،‬وشرح الحقائق بأسلوب قصص ّي خيال ّي‪ُ ،‬مصّورة عواطف الّناس وأهواءهم‬ ‫في حياتهم الخاصة والعا ّمة‪.‬‬ ‫‪ )3‬انسب المؤلفات إلى أصحابها‪.‬‬ ‫‪ -‬طوق الحمامة في الألفة والألاّف‪ :‬ابن حزم‬ ‫‪ -‬التوابع والزوابع‪ :‬ابن ُشهيد‬ ‫‪ -1‬طوق الحمامة في الألفة والإلاف‬ ‫‪ )1‬ما سبب تأليف رسالة طوق الحمامة في الألفة والألاف؟‬ ‫هي رسالة رّد بها ابن حزم على سائل بعث إليه من مدينة ال ِمْرَية‪ ،‬يسأله أ ْن يصنف له رسالة في صفة‬ ‫ال ُح ّب ومعانيه وأسبابه وأغ ارضه‪ ،‬وما يقع منه على سبيل الحقيقة‪.‬‬ ‫‪ )2‬ما موضوع رسالة طوق الحمامة في الألفة والألاف؟‬ ‫يقع طوق الحمامة في ثلاثين باًبا‪ ،‬تناول فيها ابن حزم الح ّب في نشأته وتطوره وأغ ارضه ودرجاته وأنواعه‬ ‫ومكامن السعادة والتعاسة فيه‪.‬‬ ‫‪ )3‬يقول ابن حزم في باب علامات الحب‪:‬‬ ‫\"وللح ّب علامات يقفوها الفطن‪ ،‬ويهتدي إليها الذكي‪ .‬فأّولها إدمان النظر‪ ،‬والعين باب النفس الشارع‪ ،‬وهي‬ ‫المنقبة عن س ارئرها‪ ،‬والمعبرة لضمائرها‪ ،‬والمعربة عن بواطنها‪ ،‬فترى الناظر لا يطرف‪ ،‬يتنّقل بتنّقل‬ ‫المحبوب‪ ،‬وينزوي بانزوائه‪ ،‬ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس‪ .‬وفي ذلك أقول شعًار‪:‬‬ ‫َكأّن ِك ما َي ْحكــو َن ِم ْن َح َجِر الَب ْه ِت‬ ‫َفلَْي َس ِل َعْينِي ِعْنَد َغيِرِك َموِق ٌف‬ ‫‪18‬‬

‫تََقلّْب ُت كال َمْنعو ِت في الّن ْحِو َوالّن ْع ِت‬ ‫أُ َصّرفُها َحي ُث اْن َصَرْف َت َوكْيفَ َما‬ ‫ومنها اْلقبال بالحديث‪ ،‬فما يكاد يقبل على سوى محبوبه ولو تعمد ذلك‪ ،‬وان التكلّف ليستبين لمن يرمقه‬ ‫فيه‪ ،‬واْلنصات لحديثه إذا حّدث‪ ،‬واستغ ارب ك ّل ما يأتي به ولو أّنه عين المحال وخرق العادات\"‪.‬‬ ‫أ‪ -‬اذكر ثلاثاً من علامات الحب كما وردت في النص السابق‪.‬‬ ‫‪ -‬إدمان النظر ‪ -‬اْلقبال بالحديث ‪ -‬واستغ ارب ك ّل ما يأتي به ولو أّنه عين المحال وخرق العادات‪.‬‬ ‫ب‪ -‬ما أهمية العين في النص السابق؟‬ ‫العين باب النفس الشارع‪ ،‬وهي المنقبة عن س ارئرها‪ ،‬والمعبرة لضمائرها‪ ،‬والمعربة عن بواطنها‪.‬‬ ‫ج‪ -‬إلى أي نوع من الرسائل ينتمي النص السابق؟‬ ‫الرسائل الأدبّية التأليفّية‪.‬‬ ‫‪ )4‬اذكر الخصائص الفنية لرسالة ابن حزم‪:‬‬ ‫‪ -1‬تستخدم عبا ارت قصيرة سلسة بعيدة عن التكلّف‪ ،‬وذلك واضح في قول ابن حزم \"فترى الناظر لا يطرف‪،‬‬ ‫يتنقل بتنّقل المحبوب‪ ،‬وينزوي بانزوائه‪ ،‬ويميل حيث مال كالحرباء مع الشمس\"‪.‬‬ ‫‪ -2‬تعالج عاطفة الح ّب من منظور إنسان ّي مستخدمةً التسلسل المنطق ّي‪ ،‬فأّول علامات الح ّب عند ابن حزم‬ ‫إدمان النظر‪ ،‬ثم اْلقبال بالحديث‪. ...‬‬ ‫‪ -3‬تستشهد بالشعر؛ لتوضيح المعنى‪.‬‬ ‫‪ -2‬التوابع والزوابع‪:‬‬ ‫‪ )1‬ما سبب تأليف رسالة التوابع والزوابع لابن شهيد؟‬ ‫‪ -‬لأ ّن كاتبها ابن ُشهيد لم ينل من أدباء عصره وعلمائه إلا النقد‪ ،‬فأ ارد أ ْن يثبت لنظ ارئه قدرته على الكتابة‪.‬‬ ‫‪ -‬فاخترع شياطين للشع ارء المشهورين وال ُكتّاب النابهين؛ ليسمعهم من شعره ونثره ما يحملهم على الاعت ارف‬ ‫له بالتفّوق والعبقرّية في زمانه‪.‬‬ ‫‪ -‬وجرت بينه وبينهم مطارحات أدبّية‪ ،‬ومناقشات لغوّية تجلّت فيها آ ارء ابن ُشهيد النقدّية‪.‬‬ ‫‪ -‬وقد أجازوه‪ ،‬وذلك باعت ارفهم بتفّوقه وجودة أدبه‪.‬‬ ‫‪ -‬وقد و ّجه ابن ُشهيد رسالته إلى شخص كناه أبا بكر \"وهو شخصية خيالّية\"‪.‬‬ ‫‪ )2‬علل‪ .‬اخترع ابن شهيد شياطين للشع ارء المشهورين وال ُكتاب النابهين‪.‬‬ ‫ليسمعهم من شعره ونثره ما يحملهم على الاعت ارف له بالتفّوق والعبقرّية في زمانه‪.‬‬ ‫‪ )3‬علل‪ .‬تسمية ابن ُشهيد رسالته \" التوابع والزوابع \"‪.‬‬ ‫لأّنه جعل مسرحها عالم الج ّن‪ ،‬واتخذ ك ّل أبطالها – في ما عداه – من الشياطين‪.‬‬ ‫‪ )4‬ما معنى ( التوابع ) و ( الزوابع )؟‬ ‫‪ -‬التوابع‪ :‬جمع تابع أو تابعة وهو الجن ّي أو الجّنّية‪ ،‬ويكونان مع اْلنسان يتبعانه حيث ذهب‪.‬‬ ‫‪ -‬الزوابع‪ :‬جمع زوبعة‪ :‬وهو اسم شيطان أو رئيس للج ّن‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪ )5‬ما هدف ابن شهيد من رسالته \" التوابع والزوابع \"؟ أو ما موضوع رسالة \" التوابع والزوابع \"؟‬ ‫هي رحلة في عالم الج ّن اتصل من خلالها بتوابع ال ّشع ارء وال ُكتّاب‪ ،‬وناقشهم وناقشوه‪ ،‬وأنشدهم وأنشدوه‪ ،‬وقد‬ ‫عرض فيها بعض آ ارئه النقدّية في الأدب واللغة‪ ،‬ونماذج من شعره ونثره‪ ،‬ودافع عن فّنه‪ ،‬وانتزع من توابع‬ ‫ال ّشع ارء وال ُكتّاب الذين حاورهم شهادات بتفّوقه في ال ّشعر والأدب‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬بين الهدف من الكتابة التأليفية‪.‬‬ ‫الترفيه عن الّنفس بما تلَّذ ق ارءته‪ ،‬وشرح الحقائق بأسلوب قصص ّي خيال ّي‪ُ ،‬مصّورة عواطف الّناس وأهواءهم‬ ‫في حياتهم الخاصة والعامة‪.‬‬ ‫‪ -2‬علل تسمية ابن ُشهيد رسالته \"التوابع والزوابع\"‪.‬‬ ‫لأّنه جعل مسرحها عالم الج ّن‪ ،‬واتخذ ك ّل أبطالها – في ما عداه – من الشياطين‪.‬‬ ‫‪ -3‬اق أر النص الآتي من رسالة (طوق الحمامة) ثم استنتج من خلاله أهم خصائص الرسالة‪:‬‬ ‫يقول ابن حزم في باب من أح ّب بالوصف‪:‬‬ ‫\" ومن غريب أصول العشق أن تقع المحّبة بالوصف دون المعاينة‪ ،‬وهذا أمر ُيتَرقّى منه إلى جميع الح ّب‪،‬‬ ‫فتكون الم ارسلة والمكاتبة‪ ،‬والهّم والوجد‪ ،‬والسهر على غير اْلبصار‪ ،‬فإ ّن للحكايات ونعت المحاسن‪،‬‬ ‫ووصف الأخبار‪ ،‬تأثي اًر في النفس ظاهًار‪ .‬وأ ْن تسمع َنغمتها من و ارء جدار‪ ،‬فيكون سبًبا للح ّب واشتغال‬ ‫ّب َم ْن لْم َيَرهُ طَْرِفــــــــــــــي‬ ‫البال‪ .‬وفي ذلك أقول شعًار‪:‬‬ ‫َويا َم ْن لا َمنــي في ُح‬ ‫لَقَْد أفَر ْط َت في َو ْص ِف َك لِي في ال ُح ّب بال ّض ْع ِف‬ ‫ةُ يوًما بِســــــــــوى الَو ْص ِف‬ ‫فَُق ْل‪َ :‬ه ْل تُعَر ُف ال َج ّن‬ ‫‪ -‬استخدمت عبا ارت قصيرة سلسة بعيدة عن التكلّف‪.‬‬ ‫‪ -‬التسلسل المنطقي‪ ،‬فالح ّب يترقى منه إلى الم ارسلة والمكاتبة‪ ،‬فالهّم والوجد والسهر على غير اْلبصار‪.‬‬ ‫‪ -‬استشهدت بال ّشعر لتوضيح المعنى‪.‬‬ ‫‪ -4‬كيف انتزع ابن شهيد من توابع الشع ارء والخطباء شهادة بتفوقه في الأدب؟‬ ‫عن طريق اتصاله بتوابع ال ّشع ارء وال ُكتّاب‪ ،‬فناقشهم وناقشوه‪ ،‬وأنشدهم وأنشدوه‪ ،‬وعرض في أثناء ذلك بعض‬ ‫آ ارئه النقدّية في الأدب واللغة‪ ،‬ونماذج من شعره ونثره‪ ،‬ودافع عن فّنه‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪ -5‬وازن بين رسالتي‪\" :‬طوق الحمامة\" و \"التوابع والزوابع\" من حيث‪ :‬سبب التأليف‪ ،‬والموضوع‪.‬‬ ‫الموضوع‬ ‫سبب التأليف‬ ‫هــي رســالة رّد بهــا ابــن حــزم علــى الحـــ ّب فـــي نشـــأته وتطـــوره وأغ ارضـــه ودرجاتـــه‬ ‫طوق الحمامة‬ ‫ســائل بعــث إليــه مــن مدينــة ال ِمْرَيــة‪ ،‬وأنواعه ومكامن السعادة والتعاسة فيه‪.‬‬ ‫التوابع والزوابع‬ ‫يسأله أ ْن يصنف له رسالة في صفة‬ ‫ال ُح ّب ومعانيه وأسبابه وأغ ارضه‪ ،‬ومـا‬ ‫يقع منه على سبيل الحقيقة‪.‬‬ ‫لأ ّن كاتبها ابن ُشهيد لم ينل من أدباء ُعرضت فيها آ ارء ابن شهيد النقدّية والاعت ارف له‬ ‫عصـــره وعلمائـــه إلا النقـــد‪ ،‬فـــأ ارد أ ْن بالتفّوق والعبقرّية في زمانه م ّمن ناقشهم من‬ ‫يثبت لنظ ارئه قدرته على الكتابة‪.‬‬ ‫شياطين ال ّشع ارء والكتّاب‪.‬‬ ‫ثانًيا‪ :‬فن القصة الفلسفية‬ ‫‪ )1‬علل ‪ .‬كثرت القصص الفلسفية التأملية في العصر الأندلسي‪ .‬أو ما هدف ابن طفيل من تأليف قصة‬ ‫\"حي بن يقظان\"؟‬ ‫كان كتّابها يتخذونها وسيلة للتعبير عن فكرهم وفلسفتهم وآ ارئهم‪.‬‬ ‫‪ )2‬وضح أهمية ( موضوع ) قصة حي بن يقظان‪.‬‬ ‫هي تلخيص فلسف ّي تأمل ّي جميل لأس ارر الطبيعة وال َخليقة‪ُ ،‬عِر َضت من خلال حياة طفل ُيدعى (ح ّي بن‬ ‫يقظان) أُلق َي في جزيرة مجهولة من ج ازئر الهند‪ ،‬جنوبي خط الاستواء‪ .‬وقد استطاع بالملاحظة والتأمل‬ ‫التدريج ّي لظروف الحياة ومظاهرها الطبيعية أن يدرك بفطرته وتفكيره أ ّن لهذا الكون خالقًا‪.‬‬ ‫ومما جاء في هذه القصة‪:‬‬ ‫يذكر ابن طفيل في قصته أ ّن الجوع قد اشتد بالطفل ح ّي بن يقظان‪ ،‬فأخذ يبكي ويسـتغيث ويعـالج الحركـة‪ ،‬حتـى‬ ‫وقـع صـوته فـي أذن ظبيـة كانـت قـد فقـدت ولـًدا لهـا‪\" ،‬فلمـا سـمعت الصـوت َظّنتْـه ولـدها فتبعـت الصـوت حتـى‬ ‫وصلت إلى التابوت ففحصت عنه بأظلافها وهو يئ ّن من داخله حتى طار عن التـابوت لـوح مـن أعـلاه\"‪ ،‬فوجـدت‬ ‫الظبية في هذا الصغير المتروك عو ًضا عن ولدها‪ ،‬فحضنته‪\" ،‬وأروتـه لبًنـا سـائ ًغا ومـا ازلـت تتعهـده وتربيـه وتـدفع‬ ‫الأذى عنه\"‪.‬‬ ‫يسـرد ابـن طفيـل فـي قصـته بدقـ ٍة كيـف يـتعلم الطفـل مـن الظبيـة وم ّمـا حولـه مـن الحيـوان فـي الجزيـرة كثيـًار مـن‬ ‫الأشياء التي تعينه على كشف الحقائق واكتساب المعـارف والمهـا ارت‪ ،‬ويحكـي جميـع مـا يسـمعه مـن أصـوات‪ .‬ثـم‬ ‫تموت الظبية التي قامت على رعايته‪ ،‬فيهتم لذلك ويقف أمام جثّتها في حيرة‪ ،‬حتى يهديه تفكيره إلى ش ّق صدرها‬ ‫في محاولة لمعرفة ما أصابها‪ ،‬فيكتشف أن شيًئا ما قد فارق الجسد؛ به تكـون الحيـاة أو لا تكـون‪ .‬ثـم يهتـدي إلـى‬ ‫‪21‬‬

‫طريقـة دفـن جسـد الظبيـة بعـد أن تعفّـن‪ .‬وبعـد ذلـك يعتمـد علـى نفسـه مسـتخد ًما معارفـه فـي اكتشـاف ضـروريات‬ ‫الحياة من النار وبعض ألوان الطعام‪.‬‬ ‫يقول ابن طفيل‪\" :‬واتفق في بعض الأحيان أن انقدحت نار في أجمة ‪ ..‬فلما بصر بهـا أرى منظـًار هالـه‪،‬‬ ‫وخلقًا لم يعهده من قبل‪ ،‬فوقف يتعجب منها ملًّيـا‪ ،‬ومـا ازل يـدنو منهـا شـيًئا فشـيًئا‪ ،‬فـ أرى للنـار مـن الضـوء الثاقـب‬ ‫والفعل الغالب‪ ،‬حتى لا تعلق بشيء إلا أتت عليه‪ ،‬وأحالته إلى نفسها‪ ،‬فحمله العجب بها وما ركب الله– تعـالى‪-‬‬ ‫في طباعه من الج ارءة والقوة على أن يمّد يده إليها‪ ،‬وأ ارد أ ْن يأخذ منها شيًئا فلما باشرها أحرقت يده‪ ،‬فلـم يسـتطع‬ ‫القبض عليها‪ ،‬فاهتدى إلى أ ْن يأخذ قب ًسا لم تستول النار على جميعه‪ ،‬فأخذ بطرفه السليم والنار في طرفه الآخر‬ ‫فحمله إلى موضع كان يأوي إليه‪ ...‬فكان يزيد أُنسه به ليلًا لأنها كانـت تقـوم مقـام الشـمس فـي الضـياء والـدفء‪،‬‬ ‫فعظم به ولوعه‪ ،‬واعتقد أنها أفضل الأشياء إليه\"‪.‬‬ ‫‪ )3‬اذكر الخصائص الفنية لقصة حي بن يقظان‪ .‬أو بَم تميز أسلوب ابن طفيل في قصة حي بن يقظان؟‬ ‫‪ -1‬تأثره بمضامين القرآن الكريم‪ ،‬ولا سّيما بقصة سيدنا موسى عليه السلام عند ذكر التابوت والنار التي‬ ‫استأنس بها‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعتمد التأ ّمل والتف ّكر في الخلق والكون‪ ،‬وهذا واضح في قوله عند تفكيره وتأمله بعد وفاة الظبية فاهتدى‬ ‫إلى ش ّق صدرها لمعرفة ما أصابها‪.‬‬ ‫‪ -3‬عني بدقّة الوصف والسرد‪ ،‬ولا سّيما عند الحديث عن تعلّم الطفل من الظبية وما حوله المها ارت‬ ‫واكتشاف الأشياء واعتماده على نفسه بعد موت الظبية‪.‬‬ ‫‪ )4‬انسب المؤلفات إلى أصحابها‪:‬‬ ‫‪ -‬طوق الحمامة‪ :‬ابن حزم‬ ‫‪ -‬التوابع والزوابع‪ :‬ابن ُشهيد‬ ‫‪ -‬حي بن يقظان‪ :‬ابن طفيل‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬بين هدف ابن طفيل من تأليف قصة (حي بن يقظان)‪.‬‬ ‫كي تكون وسيلة للتعبير عن فكره وفلسفته وآ ارئه‪.‬‬ ‫‪ -2‬مثل على الخصائص الفنية لقصة حي بن يقظان من النص الآتي‪:‬‬ ‫\"ثم إّنه سـنح لنظـره غ اربـان يقتـتلان حتـى صـرع أحـدهما الآخـر ميتًـا‪ ،‬ثـم جعـل الحـي يبحـث فـي الأرض حتـى‬ ‫حفر حفرة فوارى فيها ذلك الميت بالت ارب‪ ،‬فقال في نفسه‪ :‬ما أحسن ما صنع هذا الغ ارب في موا ارة جيفة صـاحبه‬ ‫وان كان قد أساء في قتله إياه! وأنا كنت أحق بالاهتداء إلى هذا الفعل بأمي! فحفـر حفـرة وألقـى فيهـا بجسـد أمـه‪،‬‬ ‫وحثـا عليهـا وبقـي يتفكـر فـي ذلـك الشـيء المصـرف للجسـد مـا يـدري مـا هـو ‪ ...‬ثـم إنـه بعـد ذلـك أخـذ فـي تصـفح‬ ‫جميع الأشياء التي في عالم الكون والحياة من الحيوانات على اختلاف أنواعها والنبات وأصناف الحجارة والت ارب‬ ‫‪22‬‬

‫والماء والبخار والثلج والدخان والجمر‪ ،‬فـ أرى لهـا أفعـاًلا مختلفـة وحركـات متفقـة ومتضـادة‪ ،‬وأنعـم النظـر فـي ذلـك‪،‬‬ ‫ف أرى أنها تتفق ببعض الصفات وتختلف ببعض\"‪.‬‬ ‫* التأثر بالقرآن الكريم( قصة الغ ارب الذي بعثه الله تعالى ليعلّم ابن آدم كيف يواري سوءة أخيه‪ .‬القصة واردة‬ ‫في القرآن الكريم سورة المائدة‪ ،‬الآية ‪.31‬‬ ‫* التأمل والتفكر في الكون‪ ،‬حين أخذ في تصفّح الأشياء التي في عالم الكون والحياة على اختلاف أنواعها‬ ‫وميزها عن بعض‪.‬‬ ‫* دقة الوصف‪ ،‬حين وصف طريقة تعلّمه دفن جثة الظبية وحواره مع نفسه‪.‬‬ ‫‪ -3‬وازن بين رسالة التوابع والزوابع وقصة حي بن يقظان من حيث‪ :‬سبب التسمية‪ ،‬والهدف من التأليف‪.‬‬ ‫الهدف من التأليف‬ ‫سبب التسمية‬ ‫أ ارد ابن طفيل أن يعرض فكره وفلسـفته وآ ارءه فـي‬ ‫حي بن يقظان نسبة إلى بطل القصة ح ّي بن يقظان‬ ‫الكون والوجود‪.‬‬ ‫لأ ّن كاتبهــا ابــن ُشــهيد لــم ينــل مــن أدبــاء عصــره‬ ‫لأّنه جعل مسرحها عالم الج ّن‪ ،‬واتخذ ك ّل‬ ‫التوابع والزوابع‬ ‫وعلمائــه إلا النقــد‪ ،‬فــأ ارد أ ْن يثبــت لنظ ارئــه قدرتــه‬ ‫أبطالها – في ما عداه – من الشياطين‪.‬‬ ‫على الكتابة‪.‬‬ ‫‪23‬‬

‫الوحدة الثانية‬ ‫الأدب في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫مقدمة‬ ‫‪ -‬ما دور الأدب تجاه الأحداث التي أصابت أقطار العالم الإسلامي بالتفكك السياسي والعسكري؛ من ج ارء‬ ‫الغزوين‪ :‬الفرنجي والمغولي لمشرق العالم العربي؟‬ ‫كان للأدب دور كبير في تصوير تلك الأحداث‪ ،‬واستنهاض همم المسلمين‪ ،‬وحثهم على الجهاد‪ ،‬وتحرير أ ارضي‬ ‫المسلمين‪.‬‬ ‫أوًلا‪ :‬شعر الجهاد‬ ‫‪ -1‬صدى الغزو الصليبي في الشعر‬ ‫‪ )1‬متى تعرضت ديار الإسلام في المشرق العربي للغزو الصليبي؟‬ ‫امتّد من أواخر القرن الخامس الهجري إلى أواخر القرن السابع الهجر ّي‪.‬‬ ‫‪ )2‬ما هي الظروف التي تهيأت لدول أوروبا حتى تغزو المشرق العربي وتحتل بعض مدنه تحت مسمى‬ ‫\" الحروب الصليبية \"‪.‬‬ ‫الن ازعات الداخلية بين أم ارء الدول اْلسلامّية وقادتها فضعفت قوتهم العسكرّية‪.‬‬ ‫‪ )3‬قيض الله‪ -‬سبحانه تعالى‪ -‬للأمة بعض القادة الذين عملوا على توحيد صفوف المسلمين‪ ،‬في بلاد‬ ‫الشام ومصر؛ لمواجهة الغزو الصليبي‪ ،‬اذكر ثلاثة منهم‪.‬‬ ‫عماد الدين زنكي‪ ،‬وابنه نور الدين زنكي‪ ،‬وصلاح الدين الأّيوب ّي‪.‬‬ ‫‪ )4‬وضح دور الشعر تجاه الحروب الصليبية على ديار الإسلام‪.‬‬ ‫‪ -‬واكب الشعر هذه الحروب وصّور أحداثها تصويًار دقيقًا‪.‬‬ ‫‪ -‬وأشاد بفتوحاتها‪ ،‬ومدح أبطالها وقادتها‪.‬‬ ‫‪ -‬وصارت هذه الحروب هي الصبغة العامة لموضوعاته‪ ،‬فلا يكاد يخلو ديوان شاعر في هذه الحقبة من‬ ‫قصائد عن البطولات ال ارئعة في مقاومة الصليبّيين‪.‬‬ ‫‪ -‬وصف ال ّشع ارء النكبات التي ُمنِي بها المسلمون‪ ،‬ولا سّيما الج ارئم الوحشّية التي اقترفها الصليبّيون في‬ ‫القدس وغيرها من المدن اْلسلامّية‪.‬‬ ‫‪24‬‬

‫‪ )5‬وضح مضامين شعر الجهاد في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تصوير سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبين‬ ‫من القصائد المبكرة التي صّورت هذا الحدث قصيدة الشاعر محمد بن أحمد الأَبيَوردي‪ ،‬التي قالها بعد‬ ‫احتلال الصليبّيين بيت المقدس سنة ‪492‬هـ‪ ،‬ووصف فيها آثار هذا الاحتلال‪ ،‬وح ّث على إذكاء المشاعر‬ ‫واستنهاض الهمم‪ ،‬وح ّض على قتال الغ ازة‪ ،‬ومنها‪:‬‬ ‫َفلَْم َيْب َق ِمَّنا َعْر َصةٌ ِلْل َمـــــــــــــــــــــــ ار ِحِم‬ ‫َمَزْجنا ِدما ًء بِالُّدمــــــــــــــوِع ال َّسواجِم‬ ‫إَذا ال َحــــــــــــــْر ُب ُشَّب ْت ناُرها بِال َّصواِرِم‬ ‫َو َشُّر ِسلا ِح ال َمْرِء َد ْمعٌ ُيفيِــــــــــــ ُضهُ‬ ‫على َهفَــــــــــــــــــــــوا ٍت أَْيقَظَ ْت ك ّل نائِِم‬ ‫َوَكْي َف تَناُم ال َعْي ُن ِم ْل َء ُجفونِــــــــــــها‬ ‫َوقائِـــــعَ ُيْل ِحْق َن الُّذَرى بِاْل َمنـــــــــــــــــا ِسِم‬ ‫فَِإيهًا َبنِي اِْل ْســــــــــــــلاِم إِ َّن َو ار َء ُكْم‬ ‫ومن ذلك قول ابن المجاور يبكي ما ح ّل بالمسجد الأقصى‪ ،‬ويربط بين الأماكن المقّدسة في أح ازنها‪:‬‬ ‫ِصلي في الُبكا الآصـــــــــــــا َل بِالُب ُك ار ِت‬ ‫أَ َعْيَن َّي لا تَْرقَ ْي ِم َن ال َعــــــــــــــــــــــَب ار ِت‬ ‫على موطن اْلخبات والصـــــــــــــــلوات‬ ‫َعلى ال َم ْس ِجِد الأَْقصى اَلّذي َج َّل قَْدُرهُ‬ ‫لتَب ِك على القُْد ِس البِــــــــــــــلاُد بِأَ ْسِرها‬ ‫َوتُ ْعلِن بِالأَ ْحــــــــــــــــــــــــــــ از ِن والُتّرحا ِت‬ ‫َوتَ ْشكـــــــــــــــــو اَلّذي لاقَ ْت إِلى َعَرفا ِت‬ ‫لتَب ِك َعلَْيها َم َّكة فَ ْه َي أُ ْخــــــــــــــــــــتُها‬ ‫ب‪ -‬الدعوة إلى تحرير المدن ولا سيما بيت المقدس‬ ‫أخذ ال ّشع ارء على عاتقهم عبء التحريض على مواجهة الصليبّيين‪ ،‬واستثارة الهمم والع ازئم‪ .‬فهذا ابن‬ ‫القيس ارني يدعو القائد نور الدين زنكي إلى إنقاذ بيت المقدس في قصيدة يعارض فيها أبا تمام في‬ ‫قصيدته المشهورة \" فتح عمورية \"‪:‬‬ ‫َوذي ال َمكـــــــــــــــــاِرُم‪ ،‬لا ما قالَ ِت ال ُكتُ ُب‬ ‫هذي ال َع ازئُِم لا ما تََّدعــــــــــــــــي القُ ُض ُب‬ ‫تَ َعَثَّر ْت َخْلفَها الأَ ْشـــــــــــــــــــعاُر َوال ُخطَ ُب‬ ‫َوهِذِه ال ِه َمــــــــــــــــــــُم اللّاتي َمتى َخطََب ْت‬ ‫بِ ار َح ٍة ِلل َمــــــــــــــــــــــــــــساعي دوَنها تَ َع ُب‬ ‫صافَ ْح َت يا ْب َن ِعماِد الّدي ِن َذْرَوتَــــــــــــها‬ ‫يولي َك أَْقصى ال ُمنـــــــــى‪ ،‬فَالقُْد ُس ُمْرتَِق ُب‬ ‫فَاْنهَ ْض ِإلى ال َم ْس ِجِد الأَْقصى بِذي لَ َج ٍب‬ ‫ج‪ -‬تسجيل الانتصا ارت‪ ،‬والتهنئة بالفتوحات ولا سيما فتح بيت المقدس‪.‬‬ ‫لم يكن الشعر بمعزل عن أحداث هذه المرحلة وما فيها من معارك فاصلة‪ ،‬وانتصا ارت خالدة‪ ،‬بل إّنه‬ ‫تابع تفصيلات هذه الأحداث متابعة دقيقة في نقاط التماس مع قوى الصليبّيين الباغية‪.‬‬ ‫وقال ابن الساعاتي في فتح طبرية سنة ‪583‬هـ وقد نّوه بهذا الفتح المبين‪ ،‬وأشاد بالبطل المظفّر صلاح‬ ‫الدين صاحب الّن ّصر الأغّر‪ ،‬وبّين مكانة هذا الفتح العظيم وارتباطه بمكة والقدس‪:‬‬ ‫فَقَْد قََّر ْت ُعيـــــــــــــــــــــــــو ُن ال ُمْؤِمنينا‬ ‫َجلَ ْت َعَزماتُ َك الفَــــــــتْ َح ال ُمبينا‬ ‫‪25‬‬

‫َغدا َصْر ُف القَضـــــــــــا ِء بِها َض ِمينا‬ ‫َرَدْد َت أَ ِخْيَذةَ اِْل ْســـــــــــــلاِم لَ ّما‬ ‫َوفي ِجْيِد ال ُعلا ِعْقــــــــــــــــــــــًدا ثميًنا‬ ‫َغَد ْت في َو ْجــــــــَن ِة الأّيام خالاً‬ ‫َويا للِه َكْم أَْب َك ْت ُعيــــــــــــــــــــــــــــــونا‬ ‫فَيا للِه َكْم َسَّر ُت ُقلــــــــــــــــــــوًبا‬ ‫تََرَفّعُ َع ْن أ ُك ِّف الَلّا ِمســـــــــــــــــــــــــينا‬ ‫َوما طََبـــــــــــــــــــــــ َرّيةٌ إَِلّا َهِد ٌّي‬ ‫‪ )6‬اذكر ثلاثة من الشع ارء الذين انعكست أصداء الغزو الصليبي في أشعارهم‪.‬‬ ‫محمد بن أحمد الأَبيَوْرد ّي‪ ،‬ابن القيس ارني‪ ،‬ابن ال ّساعاتي‪.‬‬ ‫‪َ )7‬من هو الشاعر الذي عارض أبا تمام في قصيدته في فتح عمورية؟‬ ‫ابن القيس ارني‪.‬‬ ‫‪ )8‬كان لمعركة حطين وتحرير بيت المقدس صدى كبير في الشعر العربي آنذاك‪ ،‬وضح ذلك مستشهداً‬ ‫بنصوص شعرية مناسبة‪.‬‬ ‫في السنة نفسها التي فُتحت فيها طبرية جاءت معركة حطين الخالدة‪ ،‬الموقعة الفاصلة في التاريخ اْلسلام ّي‬ ‫التي انتصر فيها المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبّيين‪ ،‬وتم ّكنوا من تحرير بيت المقدس ثّم‬ ‫تحرير معظم ما كان محتلًا من ديار اْلسلام في بلاد الشام‪ ،‬وقد ترك هذا الّن ّصر أصداء طيبة في نفوس‬ ‫المسلمين الذين قّرت عيونهم باسترداد بين المقدس‪ ،‬بعد أ ْن طال العهد على احتلاله‪ ،‬يقول الرشيد النابلس ّي‪:‬‬ ‫َفْليو ِف للِه أَْقـــــــــــــــــــــــــواٌم بِ َما َنَذروا‬ ‫َهَذا اَلِّذي َكاَن ِت الآمـــــــــــــــــا ُل تَْنتَ ِظُر‬ ‫ِإ ْسلَاِم ِم ْن َب ْعِد َط ٍّي َوُهَو ُمْنتَــــــــــــ ِشُر‬ ‫َيا َب ْه َجةَ اْلقُد ِس أَ ْن أَضـحى بِِه َعلَم الـ‬ ‫ُشَّم الُّذرى َوتَكاُد الأَْر ُض تَْنفَــــــــــــ ِطُر‬ ‫اللهُ أ ْكَبُر َصْو ٌت تَْق َشـــــــــــــــــــــــِعُّر لَهُ‬ ‫ِإَلّا لِتَ ْعلو بِِه أَ ْعلا ُم َك ال ُّصـــــــــــــــــــفُُر‬ ‫َما ا ْخ َضَّر َهَذا ال َطّ ارُز ال ّســا ِحلِ ُّي ثًَرى‬ ‫‪ )9‬علل‪ .‬تنافس الشع ارء في نظم القصائد فرًحا بالنصر‪ ،‬وابتها ًجا بخذلان الكفر في مدينة عكا‪.‬‬ ‫ُحّررت مدينة عكا على يد الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور سيف الدين قلاوون بعد‬ ‫أن ظلّت محتلّة أكثر من مئة عام بعد معركة حطين‪ ،‬وُهزم آخر جيش للصليبيين سنة ‪690‬هـ وأُخرجوا من‬ ‫معقلهم الأخير‪.‬‬ ‫ُرْؤَياهُ ِفي الَّنْوِم لَا ْستَــــ ْحَي ْت ِم َن ال َطّلَ ِب‬ ‫وفي ذلك قال شهاب الدين محمود الحلبي‪:‬‬ ‫َشا َب اْلَوِلـــــــــــــــــيُد بِهَا َهْوًلا َولَْم تَ ُش ِب‬ ‫هذا الذي َكاَن ِت اْلآ َمــــــــــــا ُل لَْو َطلََب ْت‬ ‫بِِه اْلفُتُوُح َوَما قَْد ُخ َطّ ِفي اْل ُكـــــــــــــتُ ِب‬ ‫أُُّم اْل ُحُرو ِب فَ َكــــــــــــــْم قَْد أَْن َشأَ ْت ِفتــــًَنا‬ ‫بِب ْشِرِه اْل َك ْعَبةُ اْل َغَّار ُء ِفي اْل ُحــــــــــــــ ُج ِب‬ ‫َيا َيْوَم َع َّكا لَقَْد أَْن َسْيـــــــــــــــ َت َما َسَبقَ ْت‬ ‫فَقََّر َعْيًنا ِلهََذا اْلفَتْ ِح َواْبتَهَــــــــــــــــــــ َج ْت‬ ‫‪ )10‬وضح المقصود بالمعارضات الشعرية‪.‬‬ ‫هي قصائد نسجها قائلوها على نمط قصائد سابقة مشهورة‪ ،‬تشترك معها في الوزن والقافية وموضوعها‬ ‫العام وحرف الرو ّي وحركته‪.‬‬ ‫‪26‬‬

‫‪ -2‬صدى الغزو المغولي في الشعر‬ ‫تمهيد‬ ‫غ از المغول العالم اْلسلام ّي قبل انتهاء الحروب الصليبّية‪ ،‬فقضوا على الخلافة العّباسّية‪ ،‬ود ّمروا عاصمتها‬ ‫بغداد سنة ‪656‬ه‪ ،‬وعاثوا في الأرض قتلاً لأهلها ودما اًر لديارها وحرقاً لمكتباتها‪.‬‬ ‫‪ )1‬وضح كيف تفاعل الشع ارء مع الغزو المغولي‪.‬‬ ‫تفاعل ال ّشع ارء مع أحداث هذا الغزو بتصويرها واْلشادة ببطولات قادتها من المسلمين‪ ،‬ورثاء شهدائها‪،‬‬ ‫وتبيان آثارها في ديار المسلمين‪.‬‬ ‫‪ )2‬ما هي أبرز مضامين الشعر في الغزو المغولي؟‬ ‫أ‪ -‬تصوير سقوط المدن‪:‬‬ ‫سقط كثير من المدن اْلسـلامّية فـي يـد الغـزو المغـول ّي مـن أهمهـا مدينـة بغـداد‪ ،‬فكـان سـقوطها حـدثًا جلـلًا لـه‬ ‫وقع مؤلم في نفوس المسلمين جميعم؛ فنظم شع ارؤهم م ارثي تشيع الأسى في النفوس وتثير شجونها‪ ،‬ومن هذه‬ ‫فَما ُوقُوفُ َك والأَ ْحـــبا ُب قَْد ساروا‬ ‫الم ارثي قول تق ِّي الدين بن أبي الُيسر‪:‬‬ ‫فَما بِذا َك ال ِحمـــــــى َوالّداِر دَّياُر‬ ‫لسائ ِل الَّد ْمــــــــــــــ ِع َع ْن َب ْغداَد إ ْخباُر‬ ‫بِِه ال َمعــــــــــــــــالُِم قد َعَفّاهُ إْقفاُر‬ ‫يا ازئِري َن إلى الَّزْو ارِء لا تَِفـــــــــــــــدوا‬ ‫َوِللُّدمـــــــــــــــوِع َعلى الآثاِر آثاُر‬ ‫تا ُج ال ِخــــــــــلافَِة َوالّرْبعُ اَلّذي َشُرفَ ْت‬ ‫ما َح َّل بالِّدي ِن َوالباغـــــو َن فُ َّجاُر‬ ‫أَ ْضحى لِ َع ْص ِف البِلــى في َرْبِع ِه أَثٌَر‬ ‫إلَْي َك َيا َ َرّبنا ال َّش ْكــــــــــــوى فَأْن َت تَرى‬ ‫ثّم سقطت مدينة دمشق على يد القائد المغول ّي غا ازن سنة ‪699‬هـ‪ .‬وبّين الشاعر علي الأوتار ّي ما ح ّل بهذه‬ ‫المدينة من قتل النفوس‪ ،‬ونهب الأموال‪ ،‬واسترقاق الأولاد‪ ،‬وسْبي النساء وقتلهن‪ ،‬وتخريب البلاد؛ فقال‪:‬‬ ‫في َمغاني ِك يا ِعمـــاَد البِلاِد‬ ‫أَ ْح َس َن اللهُ يا ِد َم ْشــــ ْق َع از ِك‬ ‫أَ ْصَبحوا َم ْغَن ًما ِلأَ ْهل الفَساِد‬ ‫َوبِأُْن ٍس بـ(قاسيو َن) َونـــــــا ٍس‬ ‫ــ ِل َوَن ْه ِب الأَْمــــوا ِل َوالأَْولاِد‬ ‫طََّرقَتْهُْم َحواِد ُث الَّدهِر بِالقَتْـ‬ ‫ب‪ -‬تسجيل الانتصا ارت‪:‬‬ ‫كانت معركة عين جالوت سنة ‪658‬هـ بقيادة السلطان قطز بداية تحرير البلاد اْلسلامّية من المغول‪ ،‬ودخل‬ ‫الملك المظفر قطز دمشق في موكب عظيم‪ .‬وكان لهذا الحدث العظيم تأثيره العميق في نفوس المسلمين‬ ‫‪27‬‬

‫جمي ًعا‪ ،‬وكان أشّد فرًحا وأعظم تأثي اًر في نفوس ال ّشع ارء منهم‪ ،‬فتغّنوا بهذا الّن ّصر المؤزر‪ ،‬فقال أحدهم‬ ‫مصّوًار مصير المغول‪ ،‬ومشيًدا بالسلطان المظفر قطز‪:‬‬ ‫َوا ْستَ َجَّد اِْل ْسلاُم َب ْعَد ُدحــو ِض ْه‬ ‫َهلَ َك ال ُكْفُر في ال َّشآم َجمي ًعا‬ ‫َوِع َسْي ِف اِْل ْسلاِم ِعْنَد ُنهو ِض ْه‬ ‫بِال َمليـ ِك ال ُم َظَفِّر ال َملِ ِك الأَْر‬ ‫فا ْعتََزْزنا بِ ُس ْمِرِه َوببيــــــــــــــ ِض ْه‬ ‫َملِ ٌك جا َءنا بِ َعْزٍم َو َحــــــــــْزٍم‬ ‫دائِ ًما ِمْث َل وا ِجـــــــبا ِت فُرو ِض ْه‬ ‫أَْو َج َب اللهُ ُش ْكَر ذا َك َعلَْينـا‬ ‫وقال شرف الدين الأنصاري من قصيدة يمدح فيها الملك المنصور الثاني الأيّوب ّي صاحب حماة مع‬ ‫جنده إلى جانب المظفر قطز في معركة عين جالوت‪:‬‬ ‫َولَقيتَها فَأَ َخْذت َف َّل ُجيو ِشـــــــــــــها‬ ‫ُرْع َت الِعدى فَ َض ِمْنت َش َّل ُعروشها‬ ‫فَ َغَد ْت ُرؤو ُسهُُم ُحطاَم َجريشـــــــها‬ ‫داَر ْت َرحى ال َحْرِب الُّزبوِن َعلَْيــــ ِهُم‬ ‫ما َبْي َن بْرَكتِها َوَبْي َن َعري ِشـــــــــــها‬ ‫َوطََوْي َت َع ْن ِم ْصٍر فَسيــــ َح َم ار ِحل‬ ‫ِم ْن ُروِمها الأَْقصى إلى أُ ْحبو ِشها‬ ‫َحتّى َحِف ْظ َت َعلى الِعبـــــاِد بِلاَدها‬ ‫‪ )3‬اذكر الخصائص الفنية لشعر الجهاد في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫‪ -1‬يتّصف بالواقعّية من خلال وصف أحداث المعارك وصفًا مباشًار‪ ،‬مثل وصف شرف الدين الأنصار ّي‬ ‫معركة عين جالوت‪.‬‬ ‫‪ -2‬يكثر من استخدام الفنون البديعّية كالجناس (َولِلُّدموِع َعلى الآثاِر آثاُر)‪،‬‬ ‫َويا للِه َكْم أَْب َك ْت ُعيونا)‪.‬‬ ‫والطباق (فَيا للِه َكْم َسَّر ُت ُقلوًبا‬ ‫‪ -3‬يتمّيز بح اررة العاطفة وتدفّق المشاعر‪ ،‬ولا سّيما عند الحديث عن سقوط المدن وتصوير المآسي والفرح‬ ‫بالانتصا ارت‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬اذكر ثلاثة من الشع ارء انعكست أصداء غزو الفرنجة في أشعارهم‪.‬‬ ‫الأَبيَوْرد ّي‪ ،‬ابن القيس ارن ّي‪ ،‬ابن ال ّساعات ّي‪ ،‬الرشيد النابلس ّي‪ ،‬ابن المجاور‪ ،‬شهاب الدين محمود الحلب ّي‪.‬‬ ‫‪ -2‬كان لمعركة (حطين) وتحرير بيت المقدس صدى كبير في الشعر العربي آنذاك‪ ،‬وضح ذلك مستشهًدا‬ ‫بنصوص شعرية مناسبة‪ ( .‬سبق اْلجابة عنه )‬ ‫‪28‬‬

‫‪ -3‬استنتج المضمون الذي يمثله كل مما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ -‬قال العماد الأصفهاني‪:‬‬ ‫َولِلّنا ِس بِال َملِ ِك الّنا ِصِر ال َّصلا ِح َصـــــــــلا ٌح َوَن ْصٌر َو َخــــْيُر‬ ‫ُنهو ًضا ِإلى القُْدس َي ْشفي ال َغلي َل بِفَتْ ِح الفُتوِح َوماذا َعسيُر‬ ‫الدعوة إلى تحرير المدن ولا سيما بيت المقدس‬ ‫ب‪ -‬قال ابن منير الط اربلسي‪:‬‬ ‫فَتْ ٌح أَعاَد َعلى اِْل ْسلاِم َب ْه َجتَهُ فَاْفتََّر َمْب ِس ُمهُ َوا ْهتََّز ِع ْطفاهُ‬ ‫تسجيل الانتصا ارت‪ ،‬والتهنئة بالفتوحات ولا سيما فتح بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪ -4‬كان لمعركة (عين جالوت) صدى كبير في الشعر العربي زمن الغزو المغولي‪ ،‬وضح ذلك مستشهًدا‬ ‫بنصوص شعرية مناسبة‪.‬‬ ‫كانت معركة عين جالوت سنة ‪658‬هـ بقيادة السلطان قطز بداية تحرير البلاد اْلسلامّية من المغول‪ ،‬ودخـل‬ ‫الملـك المظفـر قطـز دمشـق فـي موكـب عظـيم‪ .‬وكـان لهـذا الحـدث العظـيم تـأثيره العميـق فـي نفـوس المسـلمين‬ ‫جمي ًعـا‪ ،‬وكـان أشـد فرًحـا وأعظـم تـأثي اًر فـي نفـوس ال ّشـع ارء مـنهم‪ ،‬فتغنـوا بهـذا الّن ّصـر المـؤزر‪ ،‬فقـال أحـدهم‬ ‫مصّوًار مصير المغول‪ ،‬ومشيًدا بالسلطان المظفر قطز‪:‬‬ ‫َوا ْستَ َجَّد اِْل ْسلاُم َب ْعَد ُدحــــو ِض ْه‬ ‫َهلَ َك ال ُكْفُر في ال َّشآم َجمي ًعا‬ ‫‪ -5‬اق أر الأبيات الآتية لبهاء الدين البهائي‪ ،‬ثم أجب عن الأـسئلة التي تليها‪:‬‬ ‫َحَفّ ْت بِ ِه َّن طَوار ُق ال َحَدثا ِن‬ ‫لَ ْهفي َعلى تِْل َك الُبروِج َو ُحسنِها‬ ‫َوتََبـُّد ِل الِغــْلزا ِن بالثّيـــــــ ار ِن‬ ‫لَ ْهفي َعلى وادي ِد َم ْش َق َولُ ْطِف ِه‬ ‫نوَر المـناِزِل أُْبِدلَ ْت بُدخا ِن‬ ‫َو َشكا ال َحري َق فُؤاُدهــا لَ ّما أر ْت‬ ‫أ‪ -‬بين المضمون الذي تناولته الأبيات السابقة‪.‬‬ ‫تصوير سقوط المدن‪ ،‬ومنها مدينة دمشق على يد القائد المغول ّي غا ازن سنة ‪699‬ه‪ ،‬فح ّل بهذه المدينة‬ ‫الّدمار وقتل النفوس‪ ،‬ونهب الأموال‪ ،‬وحرق المنازل‪.‬‬ ‫ب‪ -‬من الخصائص الفنية لشعر الجهاد في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي ح اررة العاطفة‪ ،‬وضح ذلك من خلال‬ ‫الأبيات السابقة‪.‬‬ ‫تبدو في الأبيات ح اررة العاطفة جلّية‪ ،‬حيث كّرر ال ّشاعر كلمة( لهفي)‪ ،‬إضافة إلى تعبي ارت الشكوى‬ ‫والموازنة بين حال دمشق قبل سقوطها وبعده‪ ،‬وهذا م ّما لا تصّنع فيه‪ ،‬ولا مجال إلّا للجدّية وب ّث الشكوى‬ ‫والتف ّجع‪.‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪ -6‬بين دور الأدب في تسجيل الأحداث ومواكبتها في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫عايش ال ّشعر أحداث العصرين الأّيوب ّي والمملوك ّي‪ ،‬وتفاعل معها بتصويرها‪ ،‬واْلشادة ببطولات قادتها من‬ ‫المسلمين‪ ،‬وتبيان آثارها‪ ،‬ووصف النكبات التي ُمني بها المسلمون‪ ،‬وأهم المضامين‪:‬‬ ‫‪ -‬تصوير سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبّين‪.‬‬ ‫‪ -‬الدعوة إلى تحرير المدن ولا سّيما بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪ -‬تسجيل الانتصا ارت‪ ،‬والتهنئة بالفتوحات ولا سّيما فتح بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪ -7‬وازن بين رثاء المدن في العصر الأندلسي وفي العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫في العصر الأندلسي‬ ‫في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫من مظاهر شعر رثاء المدن والممالك في هذا العصر‪.‬‬ ‫صدى الغزو الصليب ّي والمغول ّي في الشعر‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫تصوير ما ح ّل بالمدن من خ ارب ودمار‪ ،‬وما نزل بأهلها من كرب وضيق‪.‬‬ ‫تصوير سقوط بيت المقدس بأيدي الصليبّيين‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪ 3‬الدعوة إلى تحرير المدن ولا سّيما بيت المقدس‪ .‬الموازنة بين ماضي المدن وحاضرها‪.‬‬ ‫‪ 4‬تسجيل الانتصا ارت والتهنئة بالفتوحات ولا سّيما الاستنجاد بالمسلمين واستنهاض هممهم ودعوتهم إلى نصرة إخوانهم‪.‬‬ ‫فتح بيت المقدس‪.‬‬ ‫ثانياً‪ :‬المدائح النبوية‬ ‫‪ )1‬وضح مفهوم المديح النبوي‬ ‫فن شعري ُيعنى بمدح النبي محمد ‪ -‬صلى الله عليه وسلم ‪ -‬وتعداد صفاته ال ُخلُقية وال َخلقية واظهار الشوق‬ ‫لرؤيته وزيارته‪ ،‬وزيارة الأماكن المقّدسة التي ترتبط بحياته‪ ،‬مع ذكر معج ازته المادّية والمعنوّية‪ ،‬واْلشادة‬ ‫بغزواته‪.‬‬ ‫‪ )2‬علل‪ .‬تسمية شعر المدائح النبوية مدحاً وليس رثاء‪.‬‬ ‫لأ ّن الّرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم – ح ٌّي في نفوس المسلمين برسالته وسنّته ومبادئه التي ُبعث من أجلها‪.‬‬ ‫‪ )3‬متى نشأ المديح النبوي؟‬ ‫نشأ المديح النّبو ّي في صدر اْلسلام‪ ،‬واستمر النظم فيه في العصرين‪ :‬الأمو ّي والعّباس ّي‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ )4‬لَم ازدهر شعر المدائح النبوية في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي؟‬ ‫أو تطور شعر المدائح النبوية وأصبح يشكل ظاهرة تسترعي الانتباه في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬علل‬ ‫‪ .1‬بسبب ما تعاقب على المسلمين من ويلات ومصائب وأح ازن‪ ،‬وقد لاقى كثيرون من شدة وطأتها القهر‬ ‫والألم‪ ،‬وجعلتهم يعيشون في تعب ونكد‪ ،‬ولا سّيما بعد الهجمات المتوالية‪ :‬الصليبّية الجائرة من الغرب‪،‬‬ ‫والتترية الغادرة من الشرق‪.‬‬ ‫‪ .2‬فما كان منهم إلا التوجه إلى الله‪ -‬ج ّل جلاله‪ -‬والتضّرع إليه كي ينجيهم من الكرب الذي وقع عليهم‬ ‫والضيم الذي لحق بهم‪.‬‬ ‫‪ .3‬وتّوسلوا إلى رسوله الكريم محمد‪ -‬صلّى الله عليه وسلّم‪ -‬أن يكون شفي ًعا لهم عند الله وينجيهم من‬ ‫الّنوائب التي كادت تقضي على وجودهم‪.‬‬ ‫‪ )5‬علل‪ .‬كثر النظم في المديح النبوي‪ ،‬وأقبل الناس عليه بشغف ولهفة‪.‬‬ ‫لأّنهم يجدون فيه فرحتهم وسعادتهم و ارحتهم النفسية‪ ،‬ويتدارسونه وينشدونه في مجالسهم ومحافلهم وأماكن‬ ‫عبادتهم‪.‬‬ ‫‪ )6‬نظم عدد من الشع ارء دواوين خاصة قصروها على المديح النبوي‪ ،‬اذكرها‪.‬‬ ‫‪ \" -‬معارج الأنوار في سيرة النب ّي المختار\" لل َّصْر َصر ّي(ت ‪656‬هـ)‪.‬‬ ‫‪ \" -‬بشرى اللبيب بذكرى الحبيب\" لابن سيد الناس اليعمري(ت‪734‬هـ)‪.‬‬ ‫‪ \" -‬منتخب الهدية في المدائح النّبوّية\" لابن نباتة المصري(ت‪768‬هـ)‪.‬‬ ‫‪ \" -‬ف ارئد الأشعار في مدح النبي المختار\" لابن العطار الدنيسري(ت ‪794‬هـ)‬ ‫‪ \" -‬شفاء الكليم بمدح النبي الكريم\" لابن عربشاه الدمشقي(ت‪901‬هـ)‪.‬‬ ‫‪َ )7‬من هو أشهر َمن يمثل ظاهرة المديح النبوي في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي؟‬ ‫وما اسم أشهر قصيدة له؟‬ ‫البوصيري وأشهر قصائده هي قصيدة \"الُبردة\" المعروفة باسم \"الكواكب الُّدّرية في مدح خير البرية\" ‪.‬‬ ‫‪ )8‬عرف قصيدة الُبردة‪.‬‬ ‫صاحبها البوصير ّي‪ ،‬وقد نظمها ل ّما أصيب بالفالج‪ ،‬وقد أرى في منامه النب ّي(ص)‪ ،‬فأنشده إياها‪ ،‬وتو ّسل بها‬ ‫واستغاث‪ ،‬فألقى عليه النبي(ص) بردته‪ ،‬كما ألقاها على كعب بن زهير يقظة‪ ،‬فشفي البوصيري من مرضه‪،‬‬ ‫وتقع في مئة واثنين وستين بيتًا‪ ،‬ومطلعها‪:‬‬ ‫َمَزْج َت دم ًعا جرى من مقل ٍة بِدِم‬ ‫أ ِم ْن تَذ ُّكِر جي ار ٍن بذي سلِم‬ ‫‪31‬‬

‫ثم يعرض البوصيري ُبغيته بمدح الّرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬فيتغّنى بصفاته وسيادته وقيادته للعرب‬ ‫والعجم‪ ،‬وحاجة الناس إلى شفاعته‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫ِن والفَريقَْي ِن ِمن ُعْرٍب وِم َن َع َجِم‬ ‫ُم ُح َّمٌد َسِّيُد ال َكــْوَنْي ِن َوالَثَّقلَْيــــــــــــ‬ ‫لك ّل َهـْوٍل ِمن الأ ْهــــــــوا ِل ُمْقتَ َحِم‬ ‫ُهَو ال َحبي ُب اَلّذي تُْرَجى َشفا َعتُهُ‬ ‫َيْرمي ب َموٍج ِم َن الأَْبطــــا ِل ُمْلتَ ِطِم‬ ‫َي ُجُّر َب ْحَر َخ ِمي ٍس فَــــو َق سابِ َح ٍة‬ ‫إ ْن تَْلقَـهُ الأُ ْسُد في آجا ِمـــــها تَ ِجِم‬ ‫وَمن تَ ُك ْن بَرسوِل اللِه ُنصــــــَرتُهُ‬ ‫‪ )9‬اذكر الموضوعات التي تناولتها أشعار المديح النبوي‪ ،‬ومثل عليها‪.‬‬ ‫‪ -1‬التغّني بصفات النب ّي وسيادته وقيادته للعرب والعجم‪ ،‬وحاجة الناس إلى شفاعته‪ ،‬مثال قصيدة البردة‪.‬‬ ‫‪ -2‬بيان منزلة الّرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم‪ -‬الرفيعة‪ ،‬والتو ّسل إليه وطلب الشفاعة منه‪ ،‬للنجاة من‬ ‫عذاب النار‪ ،‬فالآمال معقودة عليه‪ ،‬يقول الشاب الظريف‪:‬‬ ‫يا أَ ْشَر َف ال َخـــــــــــــْل ِق إلّا أ ْشَر َف الُّرتَ ِب‬ ‫َما َكا َن َيْرضى لَ َك الَّرح َم ُن َمْنِزلَةً‬ ‫َشفَا َعةً ِمْن ِك تُْن ِجينــــــــــــــــــي ِم َن الَلّهَ ِب‬ ‫لي ِم ْن ُذنوبِـــ َي َذْن ٌب واِفٌر فَ َعسى‬ ‫فَكا َن لــــــــــــــــي نا ِظًار ِم ْن نا ِظِر الُّنَو ِب‬ ‫َج َعْل ُت ُحَّبك لـــــي ُذ ْخ اًر َوُم ْعتََمًدا‬ ‫َع ْن َبا ِب جوِد َك إن ال َمْو َت في ال ُح ُج ِب‬ ‫إلَْي َك َو ّج ْه ُت آمالـــــي فَلاَ ُح ِجَب ْت‬ ‫‪ -3‬وصف ال ّشع ارء معج ازته‪ ،‬لا سّيما حادثة اْلس ارء والمع ارج وصفًا مف ّصلًا دقيقًا‪ ،‬يقول أبو زكريا يحيى بن‬ ‫يوسف ال َّصْر َصر ّي في قصيدة تجاوز عدد أبياتها ثمانمئة وخمسين بيتًا‪:‬‬ ‫َوالِعِّز َوال َملكــــــــــو ِت َوال ُّسْلطا ِن‬ ‫ُسْبحــــا َن ذي ال َجَبرو ِت َوالُبرها ِن‬ ‫أَْقصى ال َمسا ِجِد لَْي َس بِالَو ْسنا ِن‬ ‫أَ ْسرى ِم َن الَبي ِت ال َحـــ ارِم بِِه ِإلى‬ ‫َي ْطوي الِقفـــــاَر بِ ُسْرَع ِة ال َطَي ار ِن‬ ‫فَ َعلا الُب ار َق َوكا َن أَ َشَرف َمْرك ٍب‬ ‫‪ -4‬ذكر غزوات الّرسول(ص) وفضيلة جّده عبد المطلب‪ ،‬واشارة إلى ذكره والثناء عليه بالكتب السماوّية‪،‬‬ ‫يقول ابن الساعاتي (معارضاً قصيدة َك ْعب بن زهير)‪:‬‬ ‫فَ َحَّدثَ ْت َعْنـــــــــــــــــــــهُ تَْو ارةٌ َواْنجي ُل‬ ‫َبَثّ ْت ُنُبَّوتَهُ الأَ ْخباُر إْذ َنطَــــقَ ْت‬ ‫َوالقَْوُم َصْرعى َك َع ْص ٍف َوْهَو َمْأكو ُل‬ ‫فَضيلةٌ ُعِرفَ ْت ِم ْن َعْبِد ُم َطّلِ ِب‬ ‫ِجياُدهُ القُ ُّب َوال َطّْيُر الأَبابـــــــــــــــــي ُل‬ ‫َرَّد ْت أعادي ِه فـــي َبْدٍر َوَيْوَمئٍِذ‬ ‫‪ )10‬اذكر الخصائص الفنية لشعر المديح النبوي‪.‬‬ ‫‪ -1‬تبرز فيه العاطفة وتدفّق المشاعر تجاه الّرسول – صلى الله عليه وسلم‪ -‬عند الحديث عن شمائله‬ ‫ومعج ازته وطلب شفاعته‪.‬‬ ‫‪ -2‬يتمّيز بوحدة الموضوع وطول القصيدة‪.‬‬ ‫‪32‬‬

‫‪ -3‬تأثرت مضامينه بالق آرن الكريم‪ ،‬ومن ذلك الحديث عن حادثة اْلس ارء والمع ارج‪ ،‬وذكر النبي – صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪ -‬في الكتب السماوّية‪ ،‬والطير الأبابيل‪ ،‬وبالحديث الّنبو ّي الشريف عند ذكر الب ارق في‬ ‫حادثة اْلس ارء‪.‬‬ ‫‪ -4‬يشيع فيه فن المعارضات‪ ،‬مثال ذلك قصيدة ابن الساعاتي التي عارض فيها كعب بن زهير في‬ ‫قصيدته التي مطلعها‪:‬‬ ‫ُمتََيٌّم إِثَْرها لَْم ُيْفَد َم ْكبو ُل‬ ‫باَن ْت ُسعاُد فََقْلبي الَيْوَم َمتْبو ُل‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ -1‬علل تسمية شعر المدائح النبوية مد ًحا وليس رثا ًء‪.‬‬ ‫لأ ّن الّرسول ‪ -‬صلى الله عليه وسلم –ح ٌّي في نفوس المسلمين برسالته وسّنته ومبادئه التي ُبعث من أجلها‪.‬‬ ‫‪ -2‬اذكر ثلاثة من الدواوين التي ألفت في المديح النبوي مع ذكر صاحب كل كتاب‪.‬‬ ‫سبق اْلجابة عنه‪.‬‬ ‫‪ -3‬لَِم ازدهر شعر المدائح النبوية في العصرين الأيوبي والملوكي؟‬ ‫سبق اْلجابة عنه‪.‬‬ ‫‪ -4‬اذكر موضوعين من موضوعات شعر المدائح‪ ،‬ومثل عليهما ببعض الشواهد الشعرية‪.‬‬ ‫سبق اْلجابة عنه‪.‬‬ ‫‪ -5‬مِثّل على خصيصة شيوع المعارضات الشعرية‪.‬‬ ‫قصيدة ابن الساعاتي التي عارض فيها كعب بن زهير في قصيدته التي مطلعها‪:‬‬ ‫ُمتََيٌّم ِإثَْرها لَْم ُيْفَد َم ْكبو ُل‬ ‫باَن ْت ُسعاُد فََقْلبي الَيْوَم َمتْبو ُل‬ ‫‪ -6‬في أريك‪ِ ،‬لَم أكثر شع ارء المدائح النبوية من معارضة قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول – صلى الله‬ ‫عليه وسلم‪.-‬‬ ‫‪ -‬لأّنها من أوائل ما قيل في مدح النب ّي –صلّى الله عليه وسلّم‪.-‬‬ ‫‪ -‬ولكونها حافظت على القالب العام للقصيدة الجاهلّية‪.‬‬ ‫‪ -‬وحرص الشع ارء على اْلفادة من صورها وألفاظها‪.‬‬ ‫‪ -‬وهي تمثّل تحّدياً للشع ارء فيتبارون في معارضتها ْلثبات قدرتهم والاعتداد بأنفسهم‪.‬‬ ‫‪ -‬ولما فيها من العاطفة الّدينّية‪.‬‬ ‫‪ -‬والبحر الذي ُنظمت عليه هو البسيط وهو من البحور المحّببة والمي ّسرة لدى الشع ارء‪.‬‬ ‫‪33‬‬

‫‪ -7‬استنتج الخصيصة الفنية لشعر المدائح النبوية في كل مما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ُ -‬هَو الَبشيُر الَّنذيُر ال َعد ُل شا ِهُدهُ َوِلل َّشهـــــــــــــــــــاَد ِة تَجريح َوتَعدي ُل‬ ‫تبرز فيه العاطفة وتدفّق المشاعر تجاه الّرسول – صلى الله عليه وسلم‪.-‬‬ ‫ب‪ -‬أَسرى ِم َن الَبي ِت ال َح ارِم ِب ِه إِلى أَقصى ال َمسا ِجِد لَي َس ِبالوسنا ِن‬ ‫تأثرت مضامينه بالقرآن الكريم(حادثة اْلس ارء والمع ارج)‪.‬‬ ‫‪ -8‬في أريك‪:‬‬ ‫أ‪ -‬لَِم تعد قصيدة الُبردة للبوصيري من أشهر قصائد المدائح النبوية؟‬ ‫ْلقبال الناس عليها بشغف ولهفة‪ ،‬فهم يجدون فيها فرحتهم وسعادتهم و ارحتهم النفسّية‪ ،‬ويدارسونها‬ ‫وينشدونها في مجالسهم ومحافلهم وأماكن عبادتهم‪.‬‬ ‫ب‪ِ -‬لَم تمتاز قصائد المديح النبوي بطولها؟‬ ‫بسبب تعّدد موضوعاتها‪ :‬فهي تتغنى بصفات الّرسول(ص) وسيادته وقيادته للعرب والعجم‪ ،‬ووصف‬ ‫معج ازته‪ ،‬وخاصة حادثة اْلس ارء والمع ارج وصفاً مف ّصلاً دقيقاً‪ ،‬وحاجة الّناس إلى شفاعته‪.‬‬ ‫النشاط‪:‬‬ ‫وازن بين \"بردة\" البوصيري و\"نهج البردة\" لأحمد شوقي‪ ،‬مبيًنا بعض أوجه التشابه والاختلاف‪.‬‬ ‫قضايا من النثر في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫‪ -‬شهد العص ارن‪ :‬الأيوبي والمملوكي ازدهاًار في فنون النثر المختلفة‪ ،‬اذكرها‪.‬‬ ‫‪ .1‬الَّرسائل ‪ .2‬الخطابة ‪ .3‬أدب الِّرحلات ‪ .4‬التأليف الموسوع ِّي‪.‬‬ ‫أوًلا‪ :‬أدب الرحلات‬ ‫‪ )1‬علل‪ .‬يعد أدب الرحلات من أبرز الفنون الأدبية النثرية وأمتعها وأقربها إلى القَّارء‪.‬‬ ‫لالتصاق هذا الفن بواقع الّناس وحياتهم‪ ،‬وامت ازجه بفنون أخرى كالقصص‪ ،‬والمذك ارت‪ ،‬والت ارث الشعب ّي‪،‬‬ ‫واليومّيات‪.‬‬ ‫‪ )2‬علل‪ .‬اختلاف اهتمامات الرحالة في ما ينقلون من مشاهداتهم في البلاد التي جابوها‪.‬‬ ‫‪ -‬توَلّى كتابة هذا النوع من الأدب رَّحالةٌ مختلفون في ثقافاتهم وعلومهم‪ ،‬م ّمن استهوتهم المغامرة والسفر‬ ‫والترحال‪.‬‬ ‫‪ -‬فبعضهم نقل عادات َمن تحّدث عنهم‪ ،‬وتقاليدهم‪ ،‬وثقافاتهم‪ ،‬ولغاتهم‪ ،‬وطرق عيشهم‪ ،‬ومعتقداتهم‬ ‫الفكرّية والمذهبّية‪.‬‬ ‫‪ -‬وبعضهم اعتنى بنقل جغ ارفية البلاد التي ارتحل إليها‪ ،‬وآثارها‪ ،‬وُمناخها‪ ،‬وتوزيع س ّكانها وطبيعتهم‪ ،‬ومعالم‬ ‫حضارتها‪.‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪ )3‬علل‪ .‬أدب الِّرحلات ذو قيمة علمية كبيرة‪.‬‬ ‫كونه وثائق تاريخيّة وجغ ارفَّية واجتماعّية وثقافّية ُيعتمد عليها لمعرفة أحوال البلاد المكانّية والسكانّية‪.‬‬ ‫‪ )4‬اذكر اثنين من أشهر الرحالة في العصرين الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫ابن جبير‪ ،‬وابن بطّوطة( لقبه أمير الّرحالة المسلمين)‪.‬‬ ‫‪ -1‬ابن جبير (ت ‪614‬ه)‪:‬‬ ‫‪ )1‬عرف بابن جبير‪.‬‬ ‫‪ -‬هو محمد بن أحمد من بني ضمرة من كنانة المضرّية العدنانية‪.‬‬ ‫‪ -‬درس علوم الدين وشغف بها‪ ،‬وبرزت ميوله في علم الحساب والعلوم اللغوّية والأدبّية‪.‬‬ ‫‪ -‬وأظهر مواهب شعرّية ونثرّية مكنته من العمل كاتًبا‪.‬‬ ‫‪ )2‬عرف برحلة ابن جبير‪.‬‬ ‫‪ -‬كانت في القرن السادس الهجر ّي ‪.‬‬ ‫‪ -‬دّون خلال رحلته مشاهداته وملاحظاته في يومّيات س ّميت باسم \" تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار\"‪.‬‬ ‫‪ -‬وصف فيها البيت الح ارم والمسجد الّنبو ّي‪ ،‬ودمشق‪ ،‬والع ارق‪ ،‬وغيرها من البلدان والمدن‪ ،‬كما وصف‬ ‫الأسواق والأسوار والحصون والمشافي‪ ،‬والأحوال الاقتصاديّة والسياسّية والاجتماعّية لساكني البلدان التي‬ ‫مّر بها‪ ،‬ودرجة الاستق ارر فيها‪.‬‬ ‫يصف ابن جبير بعض رحلته بحًار إلى صقلية‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫\" وأصـبحنا يـوم الأحـد المـذكور والهـول يزيـد‪ ،‬والبحـُر قـد هـاج مائجـه‪ ،‬ومـاج مائجـه‪ ،‬فرمـى بمـوٍج كالجبـال يصـدم‬ ‫المرك َب َصَدمات يتقَلّب لها على ِعظَ ِم ِه تقُلّب الغصن الَّرطيب‪ ،‬وكان كالسور علًّوا فيرتفع له الموج ارتفا ًعـا يرمـي‬ ‫في وسطه بشآبيب كالوابل المنسكب‪ .‬فل ّما ُج َّن اللي ُل اشتَّد تلاطمـه‪ ،‬وصـ َّكت الآذا َن غماغمـه‪ ،‬واستشـرى ُعصـو ُف‬ ‫الريح‪ .‬ف ُح َطّ ِت ال ُّشرعُ‪ ...‬ووقع اليأس من الُّدنيا‪ ،‬وودعنا الحياة بسلام‪ ،‬وجاءنـا المـوج مـن كـ ّل مكـان‪ ،‬وظننـا أَّنـا قـد‬ ‫أُحيط بنا‪ ...،‬فاستسلمنا للقدر‪ ،‬وتجرعنا ُغصص هذا ال َكدر‪ ،‬وقلنا‪:‬‬ ‫َس ِخطَ ال َعْبِد أْو َرض ْي\"‬ ‫َسَيكو ُن اَلّذي قُض ْي‬ ‫‪ -2‬ابن ب ُطّو َطة (ت ‪ 779‬ه)‪:‬‬ ‫‪ )1‬عرف بابن بطوطة‪.‬‬ ‫هو محمد بن عبد الله الطنج ّي‪ ،‬لقب بـأمير الرّحالة المسلمين‪.‬‬ ‫‪ )2‬عرف برحلة ابن بطوطة‪.‬‬ ‫‪ -‬خرج ابن بطوطة من طنجة سنة ‪725‬هـ فطاف قارتي آسيا وأفريقيا وبعض بلدان قارة أوروبا‪.‬‬ ‫‪ -‬استغرقت رحلته ما يقارب الثلاثين عا ًما‪.‬‬ ‫‪ -‬دّون أخبار رحلته في كتابه \" تحفة النظار في غ ارئب الأمصار وعجائب الأسفار\"‪.‬‬ ‫‪35‬‬

‫‪ -‬وصف فيه البلدان التي ازرها ومواقعها والمسافات بينها ومظاهر العم ارن فيها‪ ،‬وحكامها وعادات أهلها‬ ‫وألبستهم وألوانها وأشكالها وحيويتها ودلالتها‪ ،‬كما وصف الأطعمة وأنواعها وطريقة صناعتها‪.‬‬ ‫وفي ما ذكر ابن ب ُطّوطة عن جزيرة سيلان( سيريلانكا حالياً) أنه‪:‬‬ ‫\" يوجـد اليـاقوت فـي جميـع مواضـعها‪ ،‬وهـي متمَلّ َكـة‪ ،‬فيشـتري اْلنسـان القطعـة منهـا‪ ،‬ويحفـر عـن اليـاقوت‪ ،‬فيجـد‬ ‫أحجـاًار بيضـاء مشـعبة‪ ،‬وهـي التـي يتكـّون اليـاقوت فـي أجوافهـا‪ ،‬فيعطيهـا الحكـاكين‪ ،‬فيح ّكونهـا حتّـى تنفلـق عـن‬ ‫أحجـار اليـاقوت‪ ،‬فمنـه الأحمـر ومنـه الأصـفر ومنـه الأزرق‪ ....‬وجميـع الِّنسـاء بجزيـرة سـيلان لهـ َّن القلائـد مـن‬ ‫اليـاقوت الملـَّون‪ ،‬ويجعلنـه فـي أيـديه َّن وأرجلهـ ّن عو ًضـا مـن الأسـِوَرِة والخلاخيـل‪ ...‬ولقـد أريـت علـى جبهـة الفيـل‬ ‫الأبيض سبعةَ أحجار منه‪ ،‬ك ّل حجر أعظم من بيضة الَّدجاج\"‪.‬‬ ‫ووصف ابن بطوطة نهر النيل فقال‪:‬‬ ‫\"ونيل مصر يفضل أنهار الأرض عذوبة مذاق واتّساع قطر وعظم منفعة‪ .‬والمدن والقـرى بضـفتيه منتظمـة‪ ،‬لـيس‬ ‫في المعمور مثلها‪ .‬ولا يعلم نهـر يـزرع عليـه مـا يـزرع علـى الّنيـل‪ .‬ولـيس فـي الأرض نهـر يسـ ّمى بحـًار غيـره‪ .‬قـال‬ ‫الله تعالى‪( :‬فإذا خفت عليه فألقيه في اليّم) فس َّماه ي ًّما وهو البحر\"‪.‬‬ ‫الخصائص الفنية لأدب الرحلات‬ ‫‪ -1‬يقتبس من الآيات الق آرنّية أو الأحاديث الّنبويّة الشريفة أو الأشعار‪ ،‬مثل ما ورد في نص ابن جبير‪\" :‬وجاءنا‬ ‫الموج من ك ّل مكان‪ ،‬وظنّنا أّنا قد أُحيط بنا\"‪.‬‬ ‫‪ -2‬يعتني بالوصف وبذكر التفاصيل‪ ،‬ومثال ذلك وصف ابن بطوطة الياقوت في جزيرة سيلان‪ ،‬وفي وصف‬ ‫ابن جبير رحلته إلى صقلية عن طريق البحر‪.‬‬ ‫‪ -3‬يميل إلى العبا ارت القصيرة المتتناغمة ذات اْليقاع الموسيق ّي‪ .‬ومثال ذلك‪ \" :‬فل ّما َج َّن اللي ُل اشتّد تلاطمه‪،‬‬ ‫وص َّكت الآذا َن غماغمه‪ ،‬واستشرى ُعصو ُف الريح\"‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ .1‬انسب الكتب الآتية إلى مؤلفيها‪:‬‬ ‫أ‪ -‬تحفة النظار في غ ارئب الأمصار وعجائب الأسفار‪ .‬ابن بطوطة‬ ‫ابن جبير‬ ‫ب‪ -‬تذكرة بالأخبار عن اتفاقات الأسفار‪.‬‬ ‫‪ .2‬علل ما يأتي‪:‬‬ ‫أ‪ُ -‬يعد أدب الرحلات واحًدا من أمتع الفنون النثرية‪.‬‬ ‫لالتصاق هذا الفن بواقع الّناس وحياتهم‪ ،‬وامت ازجه بفنون أخرى كالقصص‪ ،‬والمذك ارت‪ ،‬والت ارث الشعب ّي‪،‬‬ ‫واليومّيات‪.‬‬ ‫‪36‬‬

‫ب‪ -‬اختلاف اهتمامات الرحالة في رحلاتهم‪.‬‬ ‫بسبب تنّوع ثقافاتهم وعلومهم‪.‬‬ ‫ج‪ -‬لأدب الرحلات قيمة علمية كبيرة‪.‬‬ ‫كونه وثائق تاريخّية وجغ ارفَّية واجتماعيّة وثقافّية ُيعت َمد عليها لمعرفة أحوال البلاد المكانّية والسكانّية‪.‬‬ ‫‪ .3‬في أريك‪ ،‬لَِم لقب ابن بطوطة أمير الرحالة المسلمين؟‬ ‫‪ -‬لأّنه أشهر الرّحالة المسلمين‪.‬‬ ‫‪ -‬ولأ ّن رحلته أطول رحلة إذ استغرقت ما يقارب الثلاثين عاماً‪.‬‬ ‫‪ -‬ولأّنه ارتحل إلى قا ارت متعّددة شملت آسيا وأفريقيا وبعض بلدان قارة أوروبا‪ ،‬فاجتاز بذلك مسافات بعيدة‬ ‫لم يسبق أحد أ ْن اجتازها‪.‬‬ ‫‪ .4‬اق أر النصين الآتيين ثم أجب عما يليهما‪:‬‬ ‫مما جاء في وصف ابن جبير لدمشق‪:‬‬ ‫\" دمشـق جّنـة ال َم ْشـِر ِق‪ ،‬ومطلـعُ ُحسـن ِه ال ُم ْشـِر ِق‪ ،‬وهـي خاتمـة بـلاد اْلسـلام التـي اسـتقريناها‪ ،‬وعـروس المـدن التـي‬ ‫اجتليناها‪ ،‬قد تحلّت بأ ازهير الرياحين‪ ،‬وتجلّت في حلل سندسّية من البساتين‪ ...‬منها ربوةٌ ذا ُت ق ارٍر ومعـي ٍن ومـا ٍء‬ ‫سلسـبيل‪ ،‬تنسـاب مذانُبـهُ انسـياب الأ ارقـم بكـ ّل سـبيل‪ ...،‬قـد َسـ َم ْت أر َضـها كثـرةُ المـا ِء حتّـى اشـتاقت ال ِظّمـا َء‪ ،‬فتكـاد‬ ‫تناديك بها لا ِصُم ال ِّصلا ِب‪( :‬اركض برجلك هذا مغتسل بارد وش ارب) \"‪.‬‬ ‫ويصف البغدادي المجاعة التي حَلّت بمصر سنة ‪597‬ه‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫\"ودخلت سـنةُ سـب ٍع مفترسـةً أسـبا َب الحيـاة‪ ،‬وقـد يـئس الَّنـا ُس مـن زيـادة الِّنيـل‪ ،‬وارتفعـت الأسـعار‪ ،‬وأقحطـت الـبلاُد‪،‬‬ ‫وأشـعر أهلهـا الـبِلا‪ ...،‬وانضـوى أهـل ال َّسـواد والِّريـف إلـى أمهـات الـبلاد‪ ،‬وانجلـى كثيـر مـنهم إلـى ال َّشـام والمغـرب‬ ‫والحجـاز والـيمن‪ ،‬وتفَّرقـوا فـي البلاد‪...،‬وُمِّزقـوا كـ ّل ُممـَّزق‪ ،‬ودخـل إلـى القـاهرة ومصـر مـنهم خلـ ٌق عظـيٌم‪ ...،‬ووقـع‬ ‫المرض وال َموتا ُن‪ ،‬واشتَّد بالفق ارء الجوعُ حَتّى أكلّوا الميتات وال ِجي َف\"‪.‬‬ ‫أ‪ -‬وازن بين النصين من حيث‪ :‬التأثر بالقرآن الكريم‪ ،‬واللغة‪ ،‬والجناس‪ ،‬والسجع‪.‬‬ ‫الجناس والسجع‬ ‫التأثر بالقرآن الكريم اللغة‬ ‫وظّف الكاتب بعض المفردات‬ ‫أورد قوله تعالى‪ \":‬اركض برجلك هذا تمتاز بعض مفرداته‬ ‫النص الأول‬ ‫النص الثاني‬ ‫بالصعوبة(لاصم‪ ،‬الصلاب‪ ،‬مذانب‪ ،‬البديعّية كالسجع( استقريناها‪-‬‬ ‫مغتسل بارد وش ارب\"‬ ‫اجتليناها‪ ،‬الرياحين‪ -‬البساتين)‬ ‫الأ ارقم)‬ ‫والجناس مثل( ال َمشرق وال ُمشرق)‬ ‫اللغة سهلة والمفردات ذات معان‬ ‫تأثر بقوله تعالى‪ \":‬أفجعلناهم‬ ‫سهلة بسيطة‬ ‫أحاديث ومّزقناهم ك ّل ممّزق\"‬ ‫ب‪ -‬من خلال النماذج التي درست‪ِ ،‬لمن تفضل الق ارءة‪ :‬لابن بطوطة أم لابن جبير أم للبغدادي؟ بين سبب‬ ‫ذلك‪ ( .‬يترك لتقدير المعلّم والطالب)‪.‬‬ ‫‪37‬‬

‫النشاط‪:‬‬ ‫ُعد إلى الشبكة العالمية للمعلومات(اْلنترنت) واكتب تقريًار عن عبد اللطيف البغدادي وكتابه \"اْلفادة والاعتبار‬ ‫في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة في مصر\"‪ ،‬ثّم اعرض ذلك أمام زملائك‪.‬‬ ‫‪38‬‬

‫ثانيا‪ :‬فن الرسائل في العصرين‪ :‬الأيوبي المملوكي‬ ‫‪ )1‬ازدهر فن الرسائل في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي ازدهاًار ملحو ًظا‪ ،‬بسبب عوامل‪ :‬سياسية‪ ،‬واجتماعية‪،‬‬ ‫وعلمية‪ ،‬وضحها‪.‬‬ ‫من العوامل السياسية‪:‬‬ ‫‪ .1‬كثرة دواوين الّدولة التي اقتضت الحاجة إلى كتّاب الرسائل لتسيير أمورها‪.‬‬ ‫‪ .2‬حاجة الحياة السياسّية الرسمّية التي عاشها السلاطين والأم ارء والجند من سلم وحرب إلى استخدام‬ ‫الرسائل ْلصدار أوامر التعيين أو العزل أو توطيد العلاقات مع البلدان الأخرى وتحسين السياسة‬ ‫الخارجّية‪...‬الخ‪.‬‬ ‫من العوامل الاجتماعية‪:‬‬ ‫‪ .1‬علّو منزلة ُكتّاب الرسائل عند السلاطين والملوك‪ ،‬حيث قاربت منزلتهم منزلة الوز ارء وكبار القضاة‪.‬‬ ‫‪ .2‬اتخاذ الرسائل وسيلة تواصل اجتماع ّي فكانت تستخدم في التهنئة والمدح والتعزية والمواساة والشكر وغير‬ ‫ذلك‪.‬‬ ‫من العوامل العلمية‪:‬‬ ‫‪ .1‬ديوان اْلنشاء وما ُوضع من شروط على َمن يريد أ ْن يتخذ الكتابة صنعة له‪ ،‬مع كثرة المكاتبات التي‬ ‫كانت تخرج منه أو تعود إليه من مبايعات وعهود‪ ،‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪ .2‬رغبة ال ُكتّاب في إظهار ثقافتهم وب ارعتهم في الكتابة في فنون النثر المختلفة ومنها الّرسائل‪.‬‬ ‫‪ )2‬وضح المقصود بديوان الإنشاء‪.‬‬ ‫هو أحد أهّم مكونات الجهاز اْلداري في الدولة‪ ،‬يُعنى بتنظيم العلاقات الخارجّية للدولة‪ ،‬وكانت تحّرر فيه‬ ‫الكتب التي يرسلها السلطان إلى الملوك والأم ارء‪.‬‬ ‫‪ )3‬اذكر ثلاثة من أشهر كتاب الرسائل في العصرين الأيوبي المملوكي‪.‬‬ ‫القاضي الفاضل‪ ،‬والعماد الأصفهاني صاحب كتاب \"خريدة القصر وجريدة العصر في ذكر شع ارء العصر\"‪،‬‬ ‫ومحيي الدين بن عبد الظاهر‪ ،‬وعلاء الدين بن غانم‪.‬‬ ‫‪ -1‬القاضي الفاضل (ت ‪ 596‬ه)‪:‬‬ ‫‪ )1‬عرف بالقاضي الفاضل‪.‬‬ ‫‪ -‬هو أبو علي عبد الرحيم بن علي البيساني‪.‬‬ ‫‪ -‬أطلقت عليه ألقاب عدة منها‪\" :‬محيي الدين\" و\"مجير الدين\" و\"القاضي الفاضل\"‪.‬‬ ‫‪ -‬درس العلوم الشرعّية وديوان الحماسة‪ ،‬وتعلّم فن الكتابة‪ ،‬وعمل في ديوان اْلنشاء زمن صلاح الّدين‬ ‫الأيّوب ّي‪.‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪ )2‬علل‪ .‬سار كتاب الرسائل على طريقة القاضي الفاضل‪.‬‬ ‫بوصفه أحد أهم أعمدة ُكتّاب هذا الف ّن؛ فكانت رسائله وطريقته في الكتابة ن ْهج الهداية ل ُكتّاب العصرين‪:‬‬ ‫الأيّوب ّي والمملوك ّي‪ ،‬ومحفزة لهم على اْلبداع‪.‬‬ ‫وفي ما يأتي نموذج لرسائله الديوانية التي كتبها في فتح بيت المقدس على لسان صلاح الّدين الأيّوب ّي‬ ‫مو ّجهة إلى الخليفة العّباس ّي الّناصر لدين الله‪:‬‬ ‫\"ول ّما لم يب َق إلا القـد ُس‪ ،‬وقـد اجتمـع إليهـا كـ ّل شـريٍد مـنهم وطريـد‪ ،‬واعتصـم بمنعتهـا كـ ّل قريـ ٍب مـنهم وبعيـد؛ ظّنـوا‬ ‫أّنهـا مـن اللِه مـانعتُهم‪ ...،‬فل ّمـا نازلهـا الخـادم أرى بلـًدا كـبلاد‪ ،‬وجم ًعـا كيـوم التنـاد‪ ،‬وعـ ازئَم قـد تأَلّبـت علـى المـوت‬ ‫فنزلت ب َعْر َصتِِه‪ ...،‬ف ازول البلد من جان ٍب فإذا أوديةٌ عميقةٌ‪ ،‬ولُ َج ٌج َوِعَرةٌ غريقةٌ‪ ،‬وسوٌر قد انعطف َع ْط َف ال ِّسواِر‪،‬‬ ‫وأْبِرَجـةٌ قـد نزلـت مكـا َن الوا ِسـ َط ِة مـن ِعقـِد الـَّداِر‪ ،‬ف َعـد َل إلـى جهـ ٍة أخـرى كـان للمطـام ِع عليهـا ُم َعـَّرٌج‪ ،‬وللخيـ ِل فيهـا‬ ‫متـوَلّ ٌج‪ ،‬فنـزل عليهـا‪ ،‬وأحـاط بهـا‪ ،‬وقَـُر َب منهـا‪ ،‬و ُضـِرَبت خيمتُـه بحيـث ينالُـه ال ِّسـلا ُح بأط ارِفـه‪ ،‬وي ازح ُمـه ال ّسـوُر‬ ‫بأكنافه‪ ،‬وقابلها‪ ،‬ثَّم قاتلها‪ ،‬ونزلها وبرز إليهـا ثـَّم بارزهـا‪ ،‬وحاجزهـا ثـّم ناجزهـا‪ ،‬فضـ َّمها ضـ َّمةً ارتقـب بعـدها الفـت َح‪،‬‬ ‫وصدعَ أهلَها فإذا هـم لا يصـبرون علـى عبودَّيـ ِة ال ِجـِّد عـن ِعتْـ ِق ال َّصـف ِح‪ ،‬ف ارسـلُوه ببـذ ِل قطيعـ ٍة إلـى مـَّدٍة‪ ،‬وقصـدوا‬ ‫ن ِظـَرةً مـن ِشـَّدٍة‪ ،‬وانتظـاًار لَن ْجـَدٍة‪ ،‬فعـرفهم فـي لحـ ِن القـوِل‪ ،‬وأجـابهم بلسـا ِن الطَـوِل‪ ،‬وقـَّدَم ال َمْنجنيقـا ِت التـي تتـولّى‬ ‫عقوبات الحصوِن ِع ِصُّيهَا و ِحبالُها‪ ،‬وأوتَر لهم ِق ِسَّيها التي تضِر ُب فلا تفارقها سها ُمها‪ ،‬ولا يفار ُق سها َمهَا نصالُهَا‪،‬‬ ‫فصافَ َح ِت ال ُّسور فإذا سه ُمها في ثنايا شرفاتها سوا ٌك‪ ،‬وقـَّدم الّن ّصـُر َن ْسـًار مـن ال َمْن َجنِيـ ِق ُي ْخِلـُد إخـلاَده إلـى الأر ِض‪،‬‬ ‫ويعلـو ُعلُـَّوه إلـى ال ِّسـماك‪ ،‬ف َشـ َّج َمـ ارِدعَ أَْبُرِجهـا‪ ،‬وأسـم َع صـو َت عجيجهـا‪ ،‬ورفـع سـتاَر َعجا ِجهـا‪ ،‬فـأخلى ال ُّسـوَر مـن‬ ‫ال َّسّيارِة‪ ،‬والحر َب من الَّن َظّارة‪ ،‬فأمكن الَّنقا ُب أن يسفَر للحرِب الِّنقا َب‪ ،‬وأن ُيعيَد الحجَر إلى سيرته من الُتّ ار ِب\"‪.‬‬ ‫‪ -2‬محيي الدين ابن عبد الظاهر (ت ‪ 692‬ه)‪:‬‬ ‫‪ )1‬عرف بمحيي الدين ابن عبد الظاهر‪.‬‬ ‫‪ -‬هو القاضي محيي الدين أبو الفضل‪ ،‬ولد في بيت علم ودين‪.‬‬ ‫‪ -‬درس التاريخ والسير‪ ،‬والأدب‪ ،‬وبرع في الكتابة النثرية‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن مؤلفاته‪ \":‬الروض ال ازهر في سيرة الملك الظاهر\"‪ ،‬و\" تشريف الأّيام والعصور في سيرة الملك‬ ‫المنصور\"‪.‬‬ ‫‪ -‬تولى ديوان اْلنشاء في عهد الظّاهر بيبرس وقلاوون وابنه الأشرف خليل‪.‬‬ ‫‪ -‬ومن رسائله رسالته التي كتبها في فتح المظفر قطز للشقيف سنة ‪666‬ه يصف فيها قّوة جيش العدو‬ ‫بالبسالة لتأكيد قيمة الّن ّصر الذي أحرزه المسلمون‪ ،‬فيقول‪:‬‬ ‫\"وصـاروا مـع عـدم ذكـر الله بـأفواههم وقلـوبهم‪ ،‬يقـاتلون قيا ًمـا وقعـوًدا وعلـى ُجنـوبِهم‪ ،‬فكـْم مـن شـجا ٍع ألصـ َق ظهـَره‬ ‫إلى ظهِر صا ِحبِِه وحامى‪ ،‬ونا َض َل و ارمى‪ ،‬وكم فيهم من شهٍم مـا سـَلّم قوسـه حَتّـى لـم يبـ َق فـي ِكنانتـه سـهٌم‪ ،‬وذي‬ ‫س ٍّن طارَح به فما طرحه حَتّى تثَلّم‪ ،‬وذي سيف حادثه بال ِّصقال فما جلى محادثةً حَتّى تكلّم‪ ،‬وأبانوا عن نفوس في‬ ‫الحرِب أبّي ٍة‪ ،‬وقلو ٍب كاف ٍرة‪ ،‬ونخوٍة عربّي ٍة \"‪.‬‬ ‫‪40‬‬

‫الخصائص الفنية للرسائل‪:‬‬ ‫ظهرت في النصين السابقين الخصائص الفنية الآتية للرسائل‪:‬‬ ‫‪ -1‬تتأثر بالقرآن الكريم‪ ،‬كما ورد في رسالة القاضي الفاضل‪ \" :‬فعرفهم في لح ِن القوِل\"‪ ،‬وفي رسالة ابن عبد‬ ‫الظاهر‪\" :‬يقاتلون قيا ًما وقعوًدا وعلى ُجنوبِهم\"‪.‬‬ ‫‪ -2‬تؤرخ الرسالة لأحداث العصر‪ ،‬فَتعُّد سجلا تاريخًيا‪ ،‬كما في رسالة القاضي الفاضل في فتح بيت المقدس‪.‬‬ ‫‪ -3‬تكثر في الرسالتين المحسنات البديعية‪ ،‬كالجناس (فأمكن الَّنقاب أن يسفر للحرب الّنقاب)‪ ،‬والطباق‬ ‫(واعتصم بمنعتها ك ّل قري ٍب منهم وبعيد‪ ،‬يقاتلون قيا ًما وقعوًدا)‪.‬‬ ‫‪ -4‬تمتاز رسالة القاضي الفاضل بغ اربة بعض الألفاظ مثل(ال ِّسماك‪ ،‬م اردع‪ ،‬متوَلّج‪ ،‬وغيرها)‪ ،‬وأما ابن عبد‬ ‫الظاهر فقد مال إلى استخدام الألفاظ السهلة في رسالته (فكْم من شجا ٍع ألص َق ظهَره إلى ظهِر صا ِحبِِه‬ ‫وحامى‪ ،‬ونا َض َل و ارمى)‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ .1‬وضح العوامل العلمية التي أسهمت في ازدهار فن الرسائل في العصرين‪ :‬الأيوبي‪ ،‬والمملوكي‪.‬‬ ‫سبق اْلجابة عنه‪.‬‬ ‫‪ .2‬لم ُعَّد القاضي الفاضل أهم أعمدة كتاب الرسائل في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي؟‬ ‫لأ ّن كتّاب الرسائل في عصره ساروا على طريقته في الكتابة؛ فكانت رسائله وطريقته في الكتابة ن ْهج الهداية‬ ‫لكتّاب العصرين‪ :‬الأيوب ّي والمملوك ّي‪ ،‬ومحفّزة لهم على اْلبداع‪.‬‬ ‫‪ .3‬وازن بين الرسالتين الآتيتين من حيث الخصائص الفنية للرسالة في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪:‬‬ ‫و َص َف علاء الدين بن غانم في رسالة له إحدى القلاع‪:‬‬ ‫\"ذا ُت أودي ٍة ومحاجر لا ت ارها العيون لبعد مرماها إلا شزًار‪ ،‬ولا ينظـُر سـاكنها العـدد الكثيـر إلا نـزًار‪ ،‬ولا يظـ ُّن‬ ‫ناظرهـا إلا أّنهـا طالعـةٌ بـين الُّنجـوم بمـا لهـا مـن الأبـ ارج‪ ،‬ولهـا مـن الفـ ارت خنـد ٌق يحُفّهـا كـالبحر‪ ،‬إلا أ ّن ( َهـَذا‬ ‫َعْذ ٌب فَُار ٌت َوَهَذا ِمْل ٌح أُ َجا ٌج) \"‪.‬‬ ‫ورَّد الناصر قلاوون على محمود غا ازن الذي طلب منه الصلح برسالة منها‪:‬‬ ‫\"من س َّل سيف البغي قتل به‪َ( ،‬وَلا َي ِحي ُق اْل َم ْكُر اْل َّسّيئُ إَِلّا بِأَ ْهلِ ِه)‪ ،‬فيرَس ُل إلينا من خـوا ّص دولتـك رجـل يكـون‬ ‫عندكم م ّمن إذا قطع بأمر وقفتم عنده\"‪.‬‬ ‫الخصائص الفنية‬ ‫‪-‬‬ ‫النص الأول‬ ‫‪-‬‬ ‫النص الثاني‬ ‫التأثر بالقرآن الكريم( َهَذا َعْذ ٌب فَُار ٌت َوَهَذا ِمْل ٌح أُ َجا ٌج)‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫استخدام المح ّسنات البديعّية كالسجع( شز اًر‪ -‬نز اًر‪ ،‬أب ارج‪ -‬أجاج‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫استخدام التشبيهات ومثالها‪ :‬ولها من الف ارت خند ٌق يحُفّها كالبحر‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الدقّة في الوصف‪.‬‬ ‫التأثر بالقرآن الكريم(َولَا َي ِحي ُق اْل َم ْكُر اْل َّسّيئُ ِإَلّا بِأَ ْهلِ ِه)‪.‬‬ ‫تؤرخ الرسالة لأحداث العصر‪ – .‬وضوح المعنى وسهولة الألفاظ وص ارمة الأسلوب‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫ثالثا‪ :‬الخطابة في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‬ ‫‪ )1‬علل‪ُ .‬يعُّد ف ُّن الخطابة في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي من أهِّم الفنون الأدبية‪.‬‬ ‫أو بين أهمية الخطابة في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫أسهمت في عملّية الّدفاع عن القيم الفاضلة‪ ،‬واقناع الجماهير بآ ارء وأفكار سياسّية‪.‬‬ ‫‪ )2‬أسهمت بعض العوامل في تنشيط هذا الف ِّن وازدهاره‪ ،‬ووفرت للخطباء مخزوًنا كبيًار من المعاني والأفكار‪.‬‬ ‫اذكر هذه العوامل‪.‬‬ ‫‪ -1‬نشاط حركة بناء المساجد والزوايا والُّرُبط‪.‬‬ ‫‪ -2‬تقريب السلاطين للخطباء ورفع منزلتهم‪.‬‬ ‫‪ -3‬توافر دواعي الخطابة ومحف ازتها‪ ،‬كالغزو الصليب ّي والغزو المغول ّي‪ ،‬والظروف السياسّية والعسكرّية التي‬ ‫عملت على ازدهار الخطابة ولا سّيما الخطابة السياسّية والّدينّية‪.‬‬ ‫‪ )3‬وضح المقصود بالُّرُبط‪.‬‬ ‫هي ملاجئ الفق ارء من الصوفّية‪.‬‬ ‫‪ )4‬من هو أشهر خطباء العصرين الأيوبي والمملوكي؟‬ ‫محيي الِّدين ابن الزكي‬ ‫محيي الِّدين ابن الزكي (ت‪ 598 :‬ه)‪:‬‬ ‫‪ )1‬عرف بمحيي الدين ابن الزكي‪.‬‬ ‫‪ -‬هو أبو المعالي محمد القرش ّي‪ ،‬الملقّب بمحيي الدين‪ ،‬المعروف بابن زكي الّدين فقيه خطيب أديب‪ ،‬حسن‬ ‫اْلنشاء‪ ،‬كانت له منزلة رفيعة عند السلطان صلاح الدين الأّيوب ّي‪.‬‬ ‫‪ -‬شهد فتح بيت المقدس فكان أّول من خطب بالمسجد الأقصى في الجمعة الأولى بعد تحريره‪ ،‬وتعّد هذه‬ ‫الخطبة أنموذ ًجا على ال ُخطب الّدينّية‪ .‬وفي ما يأتي بعض منها‪:‬‬ ‫\"أُّيهـا الَّنـاس أبشـروا برضـوان الله الـذي هـو الغايـة القصـوى‪ ،‬والَّدرجـةُ العليـا؛ لمـا ي َّسـرهُ اللهُ علـى أيـديكم مـن‬ ‫استرداِد هذه ال َّضالةَ من الأ َّمة الضال ِة‪ ،‬ورِّدها إلى مقِّرهـا مـن اْلسـلام‪ ،‬بعـد ابتـذالها فـي أيـدي المشـركين قريًبـا مـن‬ ‫مئـة عـاٍم‪ ،‬وتطهيـر هـذا البيـت الـذي أذن الله أن ُيرفـ َع ويـذكَر فيـه اسـمه‪ ... ،‬فهـو مـوطن أبـيكم إبـ ارهيم‪ ،‬ومعـ ارج‬ ‫نبّيكم مح ّمد عليه الصلاة وال َّسلام‪ ،‬وقبلتكم التي كنتم تصُلّون إليها في ابتداء اْلسلام‪ ،‬وهو مقُّر الأنبياء‪ ،‬وَمق ِصـد‬ ‫الأولياء‪ ،‬وَمْدف ُن الُّرسل‪ ،‬وَمهبِط الوح ِّي‪ ،‬ومنـِزل بـه ينـزُل الأمـر والّنهـي‪ ،‬وهـو فـي أرض المحشـر وصـعيد المنشـر‪،‬‬ ‫وهو في الأرض المقدسة التي ذكرها الله في كتابه المبين‪ ،‬وهو المسجد الأقصى الذي صَلّى فيه رسول الله صلّى‬ ‫الله عليـه وسـَلّم بالملائكـة المقـَّربين‪ ،‬وهـو البلـد الـذي بعـث الله إليـه عبـده ورسـوله وكلّمتـه التـي ألقاهـا إلـى مـريم‪،‬‬ ‫وروحـه عيسـى الـذي كَّرمـه برسـالته وشـَّرفه بنبَّوتـه‪ ،‬ولـم يزحزحـه عـن ُرتَبـ ِة عبودَّيتـه‪ ،‬فقـال تعـالى‪(:‬لَ ْن َي ْسـتَْن ِك َف‬ ‫اْل َم ِسي ُح أَ ْن َي ُكو َن َعْبًدا ِلَلِّه َوَلا اْل َملَائِ َكةُ اْل ُمقََّرُبو َن)‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪ )2‬اذكر الخصائص الفنية لأسلوب ابن الزكي‪.‬‬ ‫من خلال د ارسة الخطبة ال َّسابقة يظهر أ ّن الخطابة الّدينّية‪:‬‬ ‫‪ .1‬تبرز العاطفة الّدينّية فيها خاصة عند التمثل بالقرآن الكريم‪.‬‬ ‫‪ .2‬تتأنق في اختيار الألفاظ الواضحة ذات المعاني السهلة‪.‬‬ ‫‪ .3‬توظـف الصـور البيانّيـة والمحسـنات البديعّيـة كالسـجع والجنـاس مـا يضـفي علـى الخطبـة جر ًسـا موسـيقًّيا‪،‬‬ ‫ومثال السجع ما ورد في العبا ارت‪ \" :‬وهو مقُّر الأنبياء‪ ،‬وَمق ِصد الأولياء‪ ،‬وَمْدف ُن الُّرسل‪ ،‬وَمهـبِط الـوح ِّي‪،‬‬ ‫ومنِزل به ينزُل الأمر والّنهي\"‪ .‬أما الجناس فمثل (استرداِد هذه ال َّضالةَ من الأ َّمة الضال ِة)‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ .1‬بين أهمية الخطابة في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫أسهمت في عملّية الّدفاع عن القيم الفاضلة‪ ،‬واقناع الجماهير بآ ارء وأفكار سياسّية‪.‬‬ ‫‪ .2‬علل‪ .‬ازدهار الخطب السياسية والدينية في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫بسبب الغزوين‪ :‬الصليب ّي والمغول ّي‪ ،‬والظروف السياسّية السائدة التي وفّرت للخطابة السياسّية والّدينّية‬ ‫دواعيها ومحف ازتها‪.‬‬ ‫‪ .3‬اق أر النص الآتي من خطبة لابن منير الإسكند ارني (ت‪ 683‬ه)‪ ،‬ألقاها بعدما َملَك التتاُر الشاَم سنة‬ ‫(‪ 658‬ه)‪ ،‬ثم استخرج منها ما يناسب من الخصائص الفنية للخطبة‪:‬‬ ‫\"الحمـد لله الـذي يـرحم العيـون إذا دمعـت‪ ،‬والقلـوب إذا خشـعت‪ ... ،‬الموجـود إذا الأسـباب انقطعـت‪ ،‬المقصـود إذا‬ ‫الأبـواب امتنعـت‪ ...،‬فسـبحان مـن وسـعت رحمتـه كـ ّل شـيء‪ ،‬وحـ ٌّق لهـا إذا و ِسـعت‪ ،‬و َسـعت إلـى طاعتـه السـماوات‬ ‫والأرض حـين قـال (ْائتَِيـا طَْو ًعـا أَْو َكْرًهـا) فأطاعـت وسـمعت‪ ،...‬أّيهـا النـاس‪ ،‬خـافوا الله تـأمنوا فـي ضـمان وعـده‬ ‫الوف ّي‪ ،‬ولا تخافوا الخلق وان كثروا؛ فإن الخوف منهم ِشرٌك خِف ّي\"‪.‬‬ ‫‪ ‬التمثّل بالق آرن الكريم(ائتيا طوعاً أو كرهاً)‪ ،‬والعاطفة الّدينّية تبرز فيها بوضوح‪.‬‬ ‫‪ ‬تتأنق في اختيار الألفاظ الواضحة السهلة( سبحان من وسعت رحمته‪ ،‬يرحم‪ ،‬الموجود‪ ،‬المقصود‪.)...‬‬ ‫‪ ‬توظّف المحسنات البديعّية كالسجع( دمعت‪ -‬خشعت‪ ،‬وفي‪ -‬خفي)‪ ،‬والطباق( خافوا‪ -‬تأمنوا)‪.‬‬ ‫اربعاً‪ :‬التأليف الموسوعي في العصرين الأيوبي والمملوكي‪:‬‬ ‫‪ )1‬عرف الموسوعة‪.‬‬ ‫الموسوعة كتاب يجمع معلومات شتّى من العلوم والمعارف في مختلف ميادين المعرفة‪ ،‬أو ميدان منها‪،‬‬ ‫مرتّبة ترتيًبا هجائًّيا‪.‬‬ ‫‪ )2‬متى بدأ التأليف الموسوعي؟‬ ‫بداية التأليف الموسوع ّي ظهر في العصر العّباس ّي في القرن الثالث الهجر ّي فظهرت بعض المصّنفات ذات‬ ‫الاتّجاه الموسوع ّي مثل كتاب \"الحيوان\" للجاحظ‪ ،‬و\"الأغاني\" لأبي فرج الأصفهاني‪ ،‬وغيرهما‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪ )3‬بين العوامل كان لها تأثير في نشاط التأليف الموسوعي في العصرين الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫‪ .1‬الغـزو الصـليبي والغـزو المغـولي ومـا أحـدثاه مـن تـدمير ثقـاف ّي وفكـر ّي لمقـّد ارت الأمـة اْلسـلامّية فـي العـ ارق‬ ‫والشــام‪ ،‬الأمـــر الــذي ألهــب ِغيــرة علمــاء الأ ّمــة علــى حضــارتها وتاريخهــا وت ارثهــا‪ ،‬فحثــت الخطــى وألفــت‬ ‫الموسوعات لتعويض ما ت ّمت خسارته‪.‬‬ ‫‪ .2‬ديـوان الإنشـاء ومـا يتطلبـه مـن موسـوعّية المعرفـة لـدى كـ ّل َمـن يعمـل فيـه‪ .‬فقـد وجـب علـى العـاملين فيـه أ ْن‬ ‫يكونوا على د ارية بالعلوم الشرعَّية والتاريخ والأدب‪ ...‬الخ‪ ،‬فلا عجب أ ّن أشهر كتاب الموسوعات كانوا رؤساء‬ ‫لهذا الّديوان أو كتاًبا فيه كالقلقشندي‪ ،‬وصلاح الّدين الصفدي والمقريزي وغيرهم‪.‬‬ ‫‪ .3‬انتشـار المكتبـات الضـخمة التـي أُوِقفـت لخدمـة طلبـة العلـم و َحـَو ْت نفـائس الكتـب والمخطوطـات؛ الأمـر الـذي‬ ‫أتاح المجال لتنّوع المعارف وكثرتها‪ ،‬ومن ثّم التأليف الموسوع ّي‪.‬‬ ‫‪ .4‬استقطاب مصر والشام للعلماء المهاجرين من أقطار أخرى كالأنـدلس والهنـد والعـ ارق وغيرهـا‪ .‬ومـن أمثلـتهم‬ ‫ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع‪ ،‬وابن البيطار المالكي أشهر علماء العرب في الصيدلة‪ ...‬وغيرهم‪.‬‬ ‫وقد كان لهذا التّمازج كبير الأثر في قيام نهضة علمّية وأدبّية متمّيزة في مصر والشام على وجه الخصوص‪.‬‬ ‫‪ )4‬اذكر أشهر الموسوعات في العصرين‪ :‬الأيوبي والمملوكي‪.‬‬ ‫كان للموسوعات مح ّل واسع في هذين العصرين‪ ،‬وسنشير إلى تلك الكنوز الأدبّية والعلمَّية والمعرفّية التي‬ ‫انصرف الأدباء والعلماء إلى جمعها في كثير من الصبر والتتّبع والجهد‪:‬‬ ‫أ‪ -‬الوافي بالوفيات لصلاح الدين الصفد ّي( ت‪664 :‬ه)‪ :‬وهو من أوسع كتب الت ارجم‪ ،‬يقع في نحو ثلاثين‬ ‫مجل ًدا‪.‬‬ ‫ب‪ -‬غرر الخصائص الواضحة و ُعرر النقائص الفاضحة لجمال الّدين الوطواط (ت‪ 718:‬ه)‪ :‬وهو كتاب يقع‬ ‫في ستة عشر باًبا يشتمل ك ّل باب منها على ستّة فصول ض َّمنها مختا ارت من النثر وال ّشعر‪.‬‬ ‫ج‪ -‬نهاية الأرب في فنون الأدب لشهاب الّدين النوير ّي (ت‪ 732 :‬ه)‪ :‬وهي موسوعة تقع في ثلاثين مجلًدا‬ ‫قُ ّسمت خمسة أقسام‪ :‬ال َّسماء والآثار العلوّية والأرض والمعالم السفليّة‪ ،‬واْلنسان وما يتعلّق به‪ ،‬والحيوان‬ ‫الصامت‪ ،‬والنبات‪ ،‬والتاريخ من بدء الخليقة إلى عصره‪.‬‬ ‫د‪ -‬مسالك الأبصار في ممالك الأمصار لابن فضل الله العمر ّي (ت‪748 :‬ه)‪ :‬وهو كتاب يقع في أكثر من‬ ‫عشرين جزًءا حافلة بالفوائد القيمة والمعلومات الواسعة في الت ارجم والتاريخ والجغ ارفية‪.‬‬ ‫ه‪ِ -‬سَير أعلام النبلاء للَّذهبي (ت‪748 :‬ه)‪ :‬وهو كتاب ضخم يقع في ثلاثين مجلًدا في ت ارجم الّرجال‬ ‫والأعلام‪.‬‬ ‫و‪ -‬صبح الأعشى في صناعة الإنشا لأبي العّباس القلقشندي (ت‪821:‬ه)‪ :‬وهو كتاب ضخم يحتوي مقدمة‬ ‫وعشر مقالات في فضل الكتابة وصفات الكتّاب‪ ،‬والتعريف بديوان اْلنشاء وقوانينه‪ ،‬وتاريخ الكتابة‬ ‫وتطّو ارتها‪ ،‬وأنواع المناصب من رجال ال ّسيف والقلم‪ ...‬وغير ذلك‪.‬‬ ‫‪44‬‬

‫ز‪ -‬نسيم ال َّصبا لبدر الّدين الحلب ّي (ت‪779:‬ه)‪ :‬وهو كتاب يقع في نحو ثلاثين فصلًا في وصف الطبيعة‬ ‫والأخلاق والأدب وغيرها‪.‬‬ ‫أسئلة الكتاب‪:‬‬ ‫‪ .1‬عرف الموسوعة‪.‬‬ ‫الموسوعة كتاب يجمع معلومات شتّى من العلوم والمعارف في مختلف ميادين المعرفة‪ ،‬أو ميدان منها‪،‬‬ ‫مرتّبة ترتيًبا هجائًّيا‪.‬‬ ‫‪ .2‬بين دور كل مما يأتي في ازدهار الموسوعات في العصر المملوكي‪ :‬سبق اْلجابة عنه‬ ‫أ‪ -‬ديوان اْلنشاء‪.‬‬ ‫ب‪ -‬الغزو الصليب ّي والغزو المغول ّي‪.‬‬ ‫ج‪ -‬هجرة العلماء‪.‬‬ ‫‪ .3‬انسب الكتب الآتية لمؤلفيها‪:‬‬ ‫‪ -‬صبح الأعشى في صناعة الإنشا‪ :‬لأبي العّباس القلقشند ّي‬ ‫‪ -‬سير أعلام النبلاء‪ :‬للَّذهبي‬ ‫‪ -‬الوافي بالوفيات‪ :‬لصلاح الدين الصفد ّي‬ ‫‪ .4‬صنف الموسوعات التي درستها إلى‪:‬‬ ‫أ‪ -‬موسوعات الت ارجم‪.‬‬ ‫ب‪ -‬موسوعات الأدب‪.‬‬ ‫ج‪ -‬موسوعات الطبيعة والجغ ارفيا والتاريخ‪.‬‬ ‫هناك موسوعات تشترك في أكثر من صنف‪.‬‬ ‫موسوعات الطبيعة والجغ ارفيا والتاريخ‬ ‫موسوعات الأدب‬ ‫موسوعات الت ارجم‬ ‫نهاية الأرب في فنون الأدب‬ ‫غرر الخصائص الواضحة و ُعرر النقائص الفاضحة‬ ‫مسالك الأبصار في ممالك الأمصار‬ ‫نسيم ال َّصبا‬ ‫نهاية الأرب في فنون الأدب‬ ‫ِسَير أعلام النبلاء‬ ‫مسالك الأبصار في ممالك الأمصار‬ ‫صبح الأعشى في صناعة اْلنشا‬ ‫الوافي بالوفيات‬ ‫نسيم ال َّصبا‬ ‫انتهى بحمد الله تعالى‬ ‫‪45‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook