Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore سورة المُلك

سورة المُلك

Published by loaasalah734, 2023-08-28 07:20:54

Description: سورة المُلك

Search

Read the Text Version

‫سورة ال ُملك‬ ‫سورة مكية‬ ‫عداد الحسنات‬ ‫عدد الحروف‬ ‫عدد كلماتها‬ ‫عدد آياتها‬ ‫‪١٣١٦‬حرف‬ ‫‪ ٣٣٧‬كلمة‬ ‫‪ ٣٠‬آية‬ ‫‪ ١٣١٦٠=١٠×١٣١٦‬والله يضاعف لمن يشاء والله‬ ‫واس ٌع عليم‬ ‫حين يغيب الأهل والأصحاب ويُودعنا الأقارب‬ ‫والأحباب ‪ ،‬ويُحال بيننا وبين كل الآمال فلا رفيق ‪،‬ولا‬ ‫أنيس ‪،‬ولا جليس‪ ،‬ولا قريب ‪،‬ولا بعيد في تلك الغربة‬ ‫وفي ثنايا تلك الوحدة تأتي هذه السورة العظيمة لتشفع‬ ‫لصاحبها‪ .‬عن أبي هريرة رضي الله عنه قال؛ قال‬ ‫رسول اللهﷺ [إ َّن سور ًة في القرآ ِن ثلاثو َن آي ًة شفَعت‬ ‫لصاحبِها حتَّى ُغ ِف َر َله تَ َبا َر َك ا َلّ ِذي بِيَ ِد ِه ا ْل ُم ْل ُك]‬ ‫المعلمه‪/‬شيماء هنداوي‬ ‫(صحيح ابن ماجه ‪.)3068‬‬

‫من أسمائها‬ ‫[تبارك‪ ،‬ال ُملك ‪،‬المانعة ‪،‬ال ُم َنجية ]‬ ‫وقال بن عباس يسميها المجادلة لأنها تجادل عن قارئها‬ ‫سؤال الملكين ‪.‬‬ ‫أهداف السورة [اعرف قدر الله عزوجل]‬ ‫‪-‬ومن داوم علي قراءتها وتدبر معانيها تحصل له‬ ‫الخشية بالغيب‪.‬‬ ‫‪ -‬ولتحقيق هذه الخشية لا بد له من التعرف على الله‬ ‫سبحانه وتعالى‬ ‫‪-‬فكلما ازدادت معرفة العبد بربه وعلي أسمائه وصفاته‬ ‫كلما ازداد تعلقاً به سبحانه واستشعاراً لعظيم قدرته‬ ‫ورحمته‪.‬‬ ‫مناسبة السورة بالتى قبلها‬ ‫تتناسب أواخر التحريم مع فواتح الملك ذُ ِك َر في آخر‬ ‫التحريم من بلاه فأحسن العمل ومن بلاه فأساء العمل‬ ‫فمن أحسن مثل ( امرأة فرعون ‪،‬ومريم ابنت عمران )‬ ‫ومن أساء مثل (امرأة نوح ‪،‬وامرأة لوط)‬

‫وأيضاً من مناسبة السورة بما قبلها وما بعدها؛‪-‬‬ ‫أنها تتكلم عن ُخلُ ِق النبي ﷺ‬ ‫‪-‬ففي سورة التحريم تتكلم عن ُخلُ ِق النبي ﷺ مع زوجاته‬ ‫‪-‬وفي سورة الملك تتكلم عن ُخلُ ِق النبي ﷺ مع أعدائه‬ ‫إذ تمنوا له وللمؤمنين الهلاك‪.‬‬ ‫‪-‬وفي سورة القلم تتكلم عن تزكية الله عزوجل ل ُخلُ ِق‬ ‫نبيه ﷺ ووصفه بالعظيم ونفى عنه الشبهات التي أُثيرت‬ ‫حوله من جنون وغيره‪.‬‬ ‫وأيضا السور الثلاث تتكلم عن‪-:‬‬ ‫المقابلة بين الوعيد للكافرين ووعد الله عزوجل‬ ‫للمؤمنين‬ ‫في سورة التحريم الآية(‪)٨,٧‬‬ ‫وفي سورة الملك الآيات من (‪)١١:٦‬‬ ‫وفي سورة القلم الآيات من (‪)٤٤:٣٤‬‬

‫سورة ال ُملك‬ ‫تتكلم عن عظيم قدرة الله تعالي في ملكه وفي خلقه‬ ‫وتتكلم عن ملك الله تعالى وعلوه على خلقه فهو مالك‬ ‫الدنيا والآخرة‪.‬‬ ‫ومن أهم خصائص هذا ال ُملك‬ ‫‪-‬هي القدرة المطلقة فالملك يستلزم قدرة وهي القدرة‬ ‫علي التصرف ومن لا قدرة له لا ملك له‪.‬‬ ‫‪-‬فالسورة توضح بيان ملك الله تعالى وتصريفه وقدرته‬ ‫على كل شئ‪.‬‬ ‫وهذا الملك لا ينافسه فيه أحد من خلقه من ملوك الإنس‬ ‫والجن ولا يقدرون على الإتيان به ‪.‬‬ ‫وهذا التصرف والقدرة ابتدا ًء من خلق الموت‬ ‫والحياة‪،‬وخلق السماوات السبع وإتقانهن ‪،‬وجعل النجوم‬ ‫زينة ورجوماً للشياطين ‪،‬وخلق الجنة والنار‪،‬وأحاط‬ ‫علمه دقائق الأمور ‪،‬وتذليل الأرض للمعايش‪،‬‬ ‫وقلب الخصائص من نعمة إلى نقمة ‪،‬وإبقاء الطيور‬





















‫وفي سورة السجدة قال تعالى‬ ‫{ َو َج َع َل َل ُك ُم ال َّس ْم َع َوا ْلأَ ْب َصا َر َوا ْلأَ ْف ِئ َدةَ ۚ قَ ِلي ًلا َّما‬ ‫تَ ْش ُك ُرو َن} (‪)9‬‬ ‫وقيل لو تفطن نبيه لهذه الآية لعدها دليلاً على تفضيل‬ ‫السمع على البصر ‪.‬‬ ‫وقال الزمخشري \" إنما جمع بين السمع والعقل لأن‬ ‫مدار التكليف على أدلة السمع والعقل‪.‬‬ ‫الآية رقم (‪)١٢‬‬ ‫من دلائل قدرة الله تعالى علمه الدقيق بالخلق‪.‬‬ ‫{إِ َّن ٱلَّ ِذي َن َي ۡخ َش ۡو َن َر ّبَ ُهم ِبٱ ۡلغَ ۡي ِب َل ُهم َّم ۡغ ِف َر ‪ٞ‬ة َوأَ ۡج ‪ٞ‬ر َكبِي ‪ٞ‬ر}‬ ‫(‪)12‬‬ ‫إن من أساليب القرآن الكريم وبلاغته في هداية البشر‬ ‫هو عرض صورتين متقابلتين أمرين متضادين ليميز‬ ‫العقل بين ما ينفعه وما لا ينفعه ‪.‬‬ ‫فوع ٌد بالجنان يقابله وعيد بالنيران ‪،‬وذكر أخل الجنة‬ ‫يقابله ذكر أهل النار‪،‬والترغيب يقابله ترهيب وفي هذه‬ ‫الآيات بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى شأن أهل النار‬ ‫أعقبهم بصفة من صفات أهل الجنة من المؤمنين وهي‬ ‫[مراقبة أعمالهم وعبادتهم لربهم بالغيب]‬

‫(إِ َّن ٱلَّ ِذي َن) فيها توكيد‬ ‫ربي سبحانه وتعالى يؤكد إن الذين ولم يذكر فئة معينة‬ ‫ليست محصورة في شخص أحد ومعنى ذلك أن كل‬ ‫الذي يحقق ما جاء في الآية يكن له ما وعد به ربي في‬ ‫الآية‪.‬‬ ‫( َي ۡخ َش ۡو َن) الخشية هي صورة متميزة من‬ ‫خوف‪+‬محبة = تعظيم‬ ‫ومحبة الله عز وجل تنعقد في القلب بثلاث مقامات‬ ‫[محبة وخوف ورجاء]‬ ‫ولا يصح أن أعبد الله بمقام دون آخر‪.‬‬ ‫وقال بعض السلف‬ ‫من عبد الله بالحب فقط ففيه نفاق لأنه يبطن غير ما‬ ‫يفعل‪.‬‬ ‫ومن عبد الله بالخوف فقط يصل إلى تكفير الناس‬ ‫والتشديد‬ ‫ومن عبدالله بالرجاء فقط يصل إلى الإرجاء أي يرجئ‬ ‫الأعمال مثل ما يقول ( متحبكهاش ربنا غفور رحيم)‬

‫هاااااااام جدا‬ ‫أما المسلم يحتاج إلى المقامات الثلاثة أن ينعقدوا في‬ ‫القلب ‪.‬‬ ‫‪-‬المؤمن مثل الطائر جسمه المحبة وجناحيه الخوف‬ ‫والرجاء‪.‬‬ ‫( َربَّ ُهم) الرب الذي يربي عباده على طاعته ومن لوازم‬ ‫التربية أربعة أشياء ( الخلق والملك والتدبير والأمر)‬ ‫الله سبحانه وتعالى‬ ‫هوالخالق وحده سبحانه وتعالى‬ ‫وهو المالك وحده سبحانه وتعالى‬ ‫وهو المالك وحده سبحانه وتعالى‬ ‫وهو المدبر وحده سبحانه وتعالى‬ ‫وبيده الأمر لا أمر يعلو علي أمر الله ولا نهي يعلو فوق‬ ‫نهيه سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫‪-‬والذي يتضح هنا أن‬ ‫الرب اسم إنعام أكثر منه اسم حقوق‬ ‫لما يتكلم الله عزوجل على إنعامه يتكلم بالربوبية‬

‫ولما يتكلم الله عزوجل عن حقوقه يتكلم بالألوهية‬ ‫{إِ َذا َجآ َء نَ ۡص ُر ٱََّّللِ َوٱۡل َف ۡت ُح (‪َ )1‬و َرأَۡي َت ٱل ّنَا َس َي ۡد ُخلُو َن ِفي‬ ‫ِدي ِن ٱََّّل ِل أَ ۡف َوا اجا (‪ )2‬فَ َس ِب ۡح ِب َح ۡم ِد َر ِب َك َوٱ ۡستَ ۡغ ِف ۡر ۚهُ إِنَّهُۥ َكا َن‬ ‫تَ َّوا َۢ َبا} (سورة النصر)‬ ‫تكلم بالربوبية لأنه مقام إنعام‬ ‫(بِٱ ۡل َغ ۡي ِب ) الغيب هو كل ما غاب ولا يوجد شئ بالنسبة‬ ‫لله غيب‪.‬لا شئ يغيب عن الله عزوجل ‪.‬‬ ‫وتحمل هذه الكلمة الآتي‪-:‬‬ ‫‪-‬أن تخشى كل ما أخبر الله عزوجل به من الغيب مثل‬ ‫(النار والجنة والقبر)‬ ‫‪ -‬أن تخشى الله عزوجل ونحن في غيبة عن أعين الناس‬ ‫مثل الخلوات ذنوباً كانت أو طاعات‪.‬‬ ‫‪-‬يخشون ربهم بالغيب وهم لم يروه فالله سبحانه وتعالى‬ ‫لهم غيب ومع هذا خشوع كأنهم يروه‪.‬‬ ‫وهذه المعاني الثلاث تولد لصاحبه الآتي‪-:‬‬ ‫فالأول‪ -:‬مقام الإيمان‬ ‫والثاني‪ -:‬مقام الإخلاص لأنه يدفع عن صاحبه الرياء‬ ‫والثالث‪ -:‬مقام الإحسان ‪.‬‬

‫(لهم)هذه اللام تسمى لام الاختصاص‬ ‫أي لهم هم وهي تحمل البشرى للناس التي تخشى ربها‬ ‫بالغيب أن لهم مغفرة خاصة من ربهم‪.‬‬ ‫(مغفرة) هي من الغفر وهو الستر‪.‬‬ ‫‪-‬أول معنى انعقد في المغفرة هو الستر‬ ‫يستر سبحانه الذنب في الدنيا وفي الآخرة إن شاء‪.‬‬ ‫يبقى الأثر المترتب علي الذنب لايقع في الدنيا ولا في‬ ‫الآخرة ومن تاب تاب الله عليه ‪.‬‬ ‫مع بقاء الذنب في صحيفة أعماله إلا أن يعفو فيمحوه‬ ‫ولذلك من دعاء ليلة القدر‪.‬‬ ‫(اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاع ُف عنا) ‪.‬‬ ‫تطلب العفو لأنه يفيد المحو ‪.‬‬ ‫والمغفرة أكمل من العفو ولذلك الله عزوجل له في‬ ‫المغفرة ثلاث أسماء‬ ‫[الغفور] [الغفار] [الغافر]‬ ‫أجر‪ -:‬من كرمه سبحانه وتعالى إنه اعتبر الذي يعطيه‬ ‫لك أجر برغم أني لا أستحقه لأن أمر الله الذي أأتمر به‬ ‫هو فرض عليك ‪ .‬ربي سبحانه وتعالى من كرمه‬ ‫يعطيك أجر على هذه الأشياء‬

‫كبير ‪ -:‬أجر كبير القدر ليس فيه نقائص‪.‬‬ ‫هذه هي معاني الكلمات التي جاءت في الآية وإلي ِك‬ ‫الشرح‪-:‬‬ ‫شرح الآية (‪)١٢‬‬ ‫أولاً‪ :‬ترشدنا الآية إلى ‪-:‬‬ ‫إننا أحياناً لا نركز في المطلوب لكن تركيزنا في الأجر‬ ‫فقط فالرب سبحانه وعد بالمغفرة والأجر الكبير لمن ؟‬ ‫للذين يخشون ربهم بالغيب‪.‬‬ ‫مثال الصلوات الخمس مكفرات لما بينهن إذا اجتُنِبَت‬ ‫الكبائر \"وهذا شرط\"‬ ‫ثانياً‪ -:‬ترشدنا الآية إلى أنه من الخطأ أن تكون لنا‬ ‫صورة وهيئة للرب تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫نحن لا نعرف الله سبحانه وتعالى إلا بالله سبحانه‬ ‫الصورة الذهنية في حق المخلوق لا تنسحب في حق‬ ‫الرب تبارك وتعالى‪.‬‬ ‫فمثلا (المتكبر ) في حق الرب سبحانه وتعالى هو‬ ‫المتنزه عن النقائص‪.‬‬ ‫فلا تنسحب هذه الصفة في حق المخلوق لأنها في حق‬ ‫المخلوق صفة ذم‪.‬‬

‫ولذلك يوم القيامة المتكبرين يحشرون أمثال الذر كالنمل‬ ‫الصغير تطأ بالأقدار‪.‬‬ ‫فالله عزوجل متكبر بحق فهو سبحانه وليس أحد أحق‬ ‫بها من الله ‪.‬‬ ‫قاعدة هاااااامة‬ ‫لا يوجد اسم من أسماء الله عزوجل إلا ويحمل رغبة‬ ‫ورهبة ‪ ،‬ولا يوجد آية في القرآن تتكلم عن الرهبة إلا‬ ‫وتجد فيها اسم رغبة ‪.‬‬ ‫قال بن الجوزي‬ ‫(المتكبر هو الذي تكبر عن كل سوء وهو الذي تكبر‬ ‫عن ظلم عباده وهو الذي يتكبر علي عتاة خلقه إذا‬ ‫نازعوه العظمة فقصمهم وهو سبحانه المتعالي عن‬ ‫صفات الخلق )‪.‬‬ ‫وذلك لأن حال الإنسان في العبادة بين رغبة ورهبة‪.‬‬ ‫الحب لله عزوجل مقام أصيل لا ينفك عن الرغبة ولا‬ ‫عن الرهبة ‪.‬‬

‫وفي الآية التي نحن بصددها‬ ‫(يخشون) مقام رهبة تأتي معها مقام رغبة (ربهم)‬ ‫بالغيب‬ ‫لماذا كلمة بالغيب ؟؟‬ ‫لأنها هي الاختبار في الخشية‬ ‫إنك تخشاه وأنت لم تراه سبحانه ولكن أدلة وجوده‬ ‫واضحة ولأن من الخشية أن تؤمن بالذي يخبرك به‬ ‫الغيبيات تؤمن به وتخاف منه كأنك تراه‪.‬‬ ‫ومقام الخشية مستمر في البيت والعمل والمعاملات وفي‬ ‫العبادات فخشية الله ليس لها حدود زمانية ولا مكانية‪.‬‬ ‫لماذا المغفرة بالذات؟‬ ‫لأن الله عزوجل يعلم أن عدو الله يريد أن يعكر عليه‬ ‫صفو هذه المقامات العالية فكأنه يبشرك أن المغفرة‬ ‫جاهزة إذا خشيته بالغيب ‪.‬‬ ‫★ثلاث أعداء للإنسان‬ ‫الشيطان النفس الدنيا‬ ‫فهؤلاء الثلاث يريدوا الإيقاع بك ‪.‬‬ ‫مثال إذا وقعت في ذنب ييأسك من التوبة والرجوع حتى‬ ‫تدمن هذا الذنب ‪.‬‬















‫★ومن الحقائق العلمية في الآية‪-:‬‬ ‫الإشارة الواضحة إلى اختراع تقني من أبدع ما توصل‬ ‫إليه الإنسان في العصر الحديث ألا وهو [علم الطيران]‬ ‫فاخترع الطائرة ‪.‬‬ ‫الآيات من [‪]٢٢:٢٠‬‬ ‫{أَ َّم ۡن َٰ َه َذا ٱلَّ ِذي هُ َو ُجن ‪ٞ‬د لَّ ُك ۡم يَن ُص ُر ُكم ِمن ُدو ِن ٱل َّر ۡح َٰ َم ا ِن‬ ‫إِ ِن ٱ ۡل َٰ َك ِف ُرو َن ِإلَّا ِفي ُغ ُرو ٍر * أَ َّم ۡن َٰ َه َذا ٱ َلّ ِذي َي ۡر ُزقُ ُك ۡم ِإ ۡن‬ ‫أَ ۡم َس َك ِر ۡز َقهُۥا بَل لَّ ُّجو ْا ِفي ُعتُ ٖو َونُفُو ٍر * أَفَ َمن يَ ۡم ِشي‬ ‫ُم ِك ًّبا أَفَ َمن يَ ۡم ِشي ُم ِك ًّبا َعلَ َٰى َو ۡج ِه ِه ٓۦ أَ ۡه َد َٰ ٓى أَ َّمن َي ۡم ِشي‬ ‫َس ِويًّا َع َل َٰى ِص َٰ َر ٖط ُّم ۡستَ ِقي ٖم * َعلَ َٰى َو ۡج ِه ِهۦٓ أَ ۡه َد َٰ ٓى أَ َّمن‬ ‫َي ۡم ِشي َس ِويًّا َعلَ َٰى ِص َٰ َر ٖط ُّم ۡستَ ِقي ٖم }‬ ‫قال الإمام \"الرازي\"‬ ‫\"أعلم أن الكافرين يمتنعون عن الإيمان ‪،‬ولا يلتفتون‬ ‫إلى دعوة الرسل وكان تعويلهم على شيئين ‪-:‬‬ ‫الأول ‪ :‬القوة التى كانت حاصلة لهم بسبب مالهم‬ ‫وجندهم‪.‬‬ ‫الثاني ‪ :‬أنهم كانوا يقولون هذه الأوثان تُ َو ِصل إلينا‬ ‫جميع الخيرات‪،‬وتدفع عنا كل الآفات‪.‬‬

‫وقد أبطل الله عليهم كل واحد من هذين الوجهين ‪.‬‬ ‫فالآيات السابقة تتعلق بإظهار بيان قدرة الله سبحانه ومن‬ ‫ذلك أربع نعم على عباده‪.‬‬ ‫‪-)١‬أن الناصر الحقيقي هو الله‪ .‬الآية (‪)٢٠‬‬ ‫‪-)٢‬أن الرزق بيديه سبحانه‪ .‬الآيه(‪)٢١‬‬ ‫‪-)٣‬خلق الله البشر وأمدهم بالسمع والبصر والعقل‬ ‫الآيه (‪)٢٣‬‬ ‫‪-)٤‬قدرته سبحانه على جميع الخلائق بعد بثهم‬ ‫وتفرقهم في الأرض‪ .‬الآية(‪)٢٤‬‬ ‫ومع هذا لجوا في عتو ونفور أي تمردوا وتكبروا‬ ‫وابتعدوا عن الحق ولذلك قال الله عزوجل‬ ‫{ ِإ ِن ٱ ۡل َٰ َك ِف ُرو َن ِإلَّا فِي ُغ ُرو ٍر } ولم يقل إن هم إلا في‬ ‫غرور لزمهم بالكفر وتعليل غرورهم به ‪.‬‬ ‫الآية(‪)٢٢‬‬ ‫{أَ َف َمن َي ۡم ِشي ُم ِكبًّا َعلَ َٰى َو ۡج ِه ِهۦٓ أَ ۡه َد َٰ ٓى أَ َّمن يَ ۡم ِشي َس ِويًّا‬ ‫َعلَ َٰى ِص َٰ َر ٖط ُّم ۡستَ ِقي ٖم } هذا مثال مضروب لرجلين‬ ‫أحدهما يمشي مكب على وجهه في النار ‪ ،‬والآخر‬ ‫يمشي على صراط مستقيم‪.‬‬

‫★والسؤال أيهما أهدى ؟!‬ ‫الإجابة أن الموحد الذي يمشي علي صراط مستقيم‬ ‫أهدى من المشرك الذي يكب على وجهه في النار ‪.‬‬ ‫عن أنس بن مالك قال‬ ‫\"يا رسو َل الل ِه‪ ،‬كيف يُ َح ُشر ال َّنا ُس على ُوجو ِههم؟ قال‪:‬‬ ‫إ َّن الذي أَمشاهُم على أ ْر ُج ِلهم‪ ،‬قا ِد ٌر على أ ْن يُمشيَهم‬ ‫على ُوجو ِههم \" أخرجه البخاري (‪ ،)4760‬ومسلم (‪)2806‬‬ ‫وقيل أن هذه الآية كانت في‬ ‫فهو السوي على صراط مستقيم‬ ‫أبي بكر‬ ‫فهو المكب على وجهه‪.‬‬ ‫وأبوجهل‬ ‫والمثل عام في كل مشرك وموحد‪.‬‬ ‫[السوي] فالمؤمن بالله الذي يرى آيات الله‬ ‫ويشاهدها‪،‬ويقرأها ويزيدهم ذلك بصيرة ‪،‬وهدى‪،‬‬ ‫واستقامة على طريق الله‪.‬‬

‫الآيات من [‪]٣٠:٢٣‬‬ ‫{ قُ ۡل هُ َو ٱ َّل ِذ ٓي أَن َشأَ ُك ۡم َو َج َع َل لَ ُك ُم ٱل َّس ۡم َع َوٱ ۡلأَ ۡب َٰ َص َر‬ ‫َوٱ ۡلأَ ۡفـِ َد ا َة َق ِلي ٗلا َّما تَ ۡش ُك ُرو َن * قُ ۡل هُ َو ٱلَّ ِذي َذ َرأَ ُك ۡم فِي‬ ‫ٱ ۡلأَ ۡر ِض َو ِإلَ ۡي ِه تُ ۡح َش ُرو َن * َو َيقُولُو َن َمتَ َٰى َٰ َه َذا ٱ ۡل َو ۡع ُد ِإن‬ ‫ُكنتُ ۡم َٰ َص ِدقِي َن *قُ ۡل إِ ّنَ َما ٱ ۡل ِع ۡل ُم ِعن َد ٱََّّل ِل َو ِإنَّ َمآ أَ َن ۠ا نَ ِذي ‪ٞ‬ر ُّم ِبي ‪ٞ‬ن‬ ‫* َف َل َّما َرأَ ۡوهُ ُز ۡلفَ ٗة ِس ٓيـَٔ ۡت ُو ُجوهُ ٱ ّلَ ِذي َن َك َف ُرو ْا َو ِقي َل َٰ َهذَا‬ ‫ٱ ّلَ ِذي ُكنتُم ِب ِهۦ تَ َّد ُعو َن * قُ ۡل أَ َر َء ۡيتُ ۡم ِإ ۡن أَ ۡهلَ َكنِ َي ٱََّّللُ َو َمن‬ ‫َّم ِع َي أَ ۡو َر ِح َم َنا َف َمن يُ ِجي ُر ٱ ۡل َٰ َك ِف ِري َن ِم ۡن َعذَا ٍب أَ ِلي ٖم * قُ ۡل‬ ‫ُه َو ٱل َّر ۡح َٰ َم ُن َءا َم ّنَا ِب ِهۦ َو َع َل ۡي ِه تَ َو َّك ۡلنَ ٖۖا َف َستَ ۡع َل ُمو َن َم ۡن هُ َو‬ ‫ِفي َض َٰلَ ٖل ُّم ِبي ٖن* قُ ۡل أَ َر َء ۡيتُ ۡم إِ ۡن أَ ۡصبَ َح َمآ ُؤ ُك ۡم َغ ۡو ٗرا َف َمن‬ ‫يَ ۡأتِي ُكم ِب َمآ ٖء َّم ِعي ِۭ ِن }‬ ‫لطيفة‬ ‫في خاتمة الآية (‪)٢٣‬‬ ‫أنه بعد أن ذكر الله عزوجل نعمة السمع والإبصار‬ ‫والقلوب قال { َق ِلي ٗلا َّما تَ ۡش ُك ُرو َن}‬ ‫برغم أن النعم ظاهرة وواضحة لكل منصف‪.‬‬


















Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook