Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore المأزق التاريخي - أو عقم الحركات الإسلامية الاستراتيجي - أبو يعرب المرزوقي

المأزق التاريخي - أو عقم الحركات الإسلامية الاستراتيجي - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-02-24 13:50:27

Description: ما أظن أحدا من متابعي أحداث تونس السياسية يجهل معارضتي للمرزوقي في ترشحه الأول والثاني لرئاسة الجمهورية
لكن ذلك لا يعني أني أشكك في صدقه أو في أخلاقه أو أقبل ما يحاك ضده
وما كنت لأبدأ كلامي على أزمة تونس هذه البداية لولا صلة هذه الأزمة بالحملة التي نظمها خونة الوطن ضد ما قاله وصفا لتردي الأخلاق بسبب الاستبداد.
فالذين يهاجمونه لا يفعلون دفاعا عن تونس بل عن تعليله ما حصل بأخلاق نخبها وبسبب الاستبداد أي أنهم شعروا بأن كلامه فيه تحديد للعلة الخفية.
عللت عديد المرات رفضي لترشحه وسأرفضه إذا أعاد الكرة
لكني اعتقد أن مثاليته تذهب أحيانا إلى حد السذاجة التي تتنافى مع مقتضيات الوضع الذي وصفه
فالطبيب الذي يشخص الداء لا يمكن أن يصف دواء منافيا لما شخصه.
ولما كنت أوافقه على التشخيص فقد وصفت عكس دوائه:
الحل هو عودة الفاسدين مع شعب ثائر.
حكمت النهضة وهو الرئيس
فماذا حدث؟

Search

Read the Text Version

‫المأزق التاريخي‬‫أو عقم الحركات الإسلامية الاستراتيجي‬ ‫‪2017-02-24 /1438 -05-27‬‬

‫المقدمة‪1 :‬‬‫تحديد عاهات الأمة ‪1‬‬‫ابن خلدون وتشخيص الداء ‪2‬‬‫فساد معاني الانسانية ‪3‬‬‫معاني الإنسانية وعلاقتها بالنظام العالمي ‪4‬‬‫استراتيجية العمل التحرري والتحريري بشرطي النجاح ‪4‬‬‫استراتيجية العلاج ‪5‬‬‫خاتمة ‪7‬‬



‫اعتمدت الثورة المضادة في تونس ‪-‬وكذلك‬ ‫ما أظن أحدا من متابعي أحداث تونس‬ ‫فعلت في مصر‪ -‬حجة عدم الكفاءة السياسية‬ ‫السياسية يجهل معارضتي للمرزوقي في‬ ‫لتحميلها مسؤولية حكمها ستين سنة‬ ‫ترشحه الأول والثاني لرئاسة الجمهورية‬‫وبهذه الدعاية استطاعوا أن يعودوا وكانت ‪30‬‬ ‫لكن ذلك لا يعني أني أشكك في صدقه أو ‪5‬‬ ‫عودتهم تكون أثبت لو طال حكم من يدعون‬ ‫في أخلاقه أو أقبل ما يحاك ضده‬ ‫تمثيل أفكار الثورة المثالية‪.‬‬ ‫وما كنت لأبدأ كلامي على أزمة تونس هذه‬ ‫تسريع عودتهم يحقق هدفين مهمين‪.‬‬ ‫البداية لولا صلة هذه الأزمة بالحملة التي‬ ‫‪ ‬سيحكمون في شعب لم يعد يخاف‬ ‫نظمها خونة الوطن ضد ما قاله وصفا لتردي‬‫سطوتهم‪35 .‬‬ ‫الأخلاق بسبب الاستبداد‪10 .‬‬ ‫‪ ‬وسيفتضح للعيان أنهم اقل كفاءة‬ ‫فالذين يهاجمونه لا يفعلون دفاعا عن‬ ‫مما يدعون‪.‬‬ ‫تونس بل عن تعليله ما حصل بأخلاق نخبها‬ ‫وكلتا النتيجتين تحقق الهدف‪:‬‬ ‫وبسبب الاستبداد أي أنهم شعروا بأن كلامه‬ ‫عودة الثورة لشعب صبور وعامل على علم‪.‬‬‫لماذا هذه المقدمة؟ ‪40‬‬ ‫فيه تحديد للعلة الخفية‪.‬‬ ‫الظرف فرضها‪.‬‬ ‫عللت عديد المرات رفضي لترشحه ‪15‬‬ ‫ذلك أن غرضي في المحاولة هو بيان الآفات‬ ‫وسأرفضه إذا أعاد الكرة‬ ‫التي تعاني منها تونس وما أظن بلاد العرب‬ ‫لكني اعتقد أن مثاليته تذهب أحيانا إلى‬ ‫الأخرى بأفضل حال‪ :‬تونس عينة‪.‬‬ ‫حد السذاجة التي تتنافى مع مقتضيات الوضع‬‫‪45‬‬ ‫الذي وصفه‬ ‫ما وصفه المرزوقي بعبارات خلقية لا يقبل‬ ‫فالطبيب الذي يشخص الداء لا يمكن أن ‪20‬‬ ‫الإطلاق وإلا آل الكلام إلى أن هذه العاهات‬ ‫يصف دواء منافيا لما شخصه‪.‬‬ ‫كونية في العمران‪:‬‬ ‫ولما كنت أوافقه على التشخيص فقد‬ ‫فالكذب والنفاق واللصوصية ظاهرات‬ ‫وصفت عكس دوائه‪:‬‬‫عامة‪50 .‬‬ ‫علينا إذن أن نحدد العاهات وأن نعللها‬ ‫الحل هو عودة الفاسدين مع شعب ثائر‪.‬‬ ‫حتى نشخص ما يحتاج للعلاج بالصورة التي‬ ‫حكمت النهضة وهو الرئيس ‪25‬‬ ‫فماذا حدث؟‬‫‪81‬‬

‫السياسية ستصيبها عدوى التلوث الخلقي الذي‬ ‫تحقق الغرض الذي لابد من أن يكون تعيينه هو‬ ‫وصفه المرزوقي‪.‬‬ ‫بداية الكلام عليها‪.‬‬ ‫وهذا يمد الثورة المضادة بآلية ثانية في‬ ‫فالخلاف يتجاوز استراتيجية العلاج‪.‬‬‫المعركة الرمزية‪30 :‬‬ ‫إنه أعمق‪.‬‬ ‫سيقولون‪:‬‬ ‫ها هم لا يختلفون عنا وما هم إلا منافقون‬ ‫تعليل الأدواء ‪5 .etiology‬‬ ‫كانوا طهريين بسبب الحرمان والآن هم أفسد‬ ‫ونفس الخلاف قد ينشب مع شيخ الحركة‬ ‫منا‪.‬‬ ‫إذا صح أنه ينوي الترشح للرئاسة‪.‬‬‫وليس بالضرورة أن يكون هذا الكلام ‪35‬‬ ‫فترشحه أخطر على الثورة والشعب من‬ ‫حقيقيا فالسياسة لا تعمل بالحقائق بل‬ ‫محاولات المرزوقي‪:‬‬ ‫البروباجندا‬ ‫فهو سيؤدي إلى توحيد كل أعداء الثورة في ‪10‬‬ ‫وكل أدواتها هي ملكهم عدا بعض أدوات‬ ‫الداخل والخارج ليمر ألد إعدائها‪:‬‬ ‫التواصل الاجتماعي‪.‬‬ ‫العميل مرزوق‪.‬‬‫تلك هي العلل التي تحتم أن نحلل الأدواء ‪40‬‬ ‫فنبحث عن عللها العميقة ليكون العلاج من‬ ‫ورد معارضيه في الحركة بتأييد المرزوقي‬ ‫جنسها عمقا وفهما لطبيعة التأثير الذي يتجاوز‬ ‫من أكثر الحلول سذاجة‪:‬‬ ‫احكام الارتسام‪.‬‬ ‫فالمرزوقي حتى لو نجح لن يستطيع شيئا ‪15‬‬‫وأبدأ فأقول إن أفضل من وصف الداء هو ‪45‬‬ ‫للثورة لأن الحكم بيد المافية أي علة الداء‪.‬‬ ‫ابن خلدون‪:‬‬ ‫كنت أصارح الشيخ بآرائي قبل أن أبتعد‬ ‫فهو يعلل ما تشكو منه الأمة بالاستبداد‬ ‫نهائيا عن المشاركة في ما لا سلطان لي عليه‬ ‫والفساد في التربية والحكم‪.‬‬ ‫لذلك صرت في حل من النصح غير العلني‪:‬‬ ‫وهما لازما تاريخ انحطاطنا‪.‬‬ ‫كلام صديق يغار على الثورة‪20 .‬‬‫ومن ثم فالظاهرة لها ثلاث مراحل‪50 :‬‬ ‫كل عجلة قبل النجاح في الغوص إلى أعماق‬ ‫‪ .1‬قبل الاستعمار‬ ‫المؤثرات في المزاج الشعبي العام بصورة تفكك‬ ‫‪ .2‬مع الاستعمار‬ ‫أدوات فعل الثورة المضادة مفعولها عكسي‬ ‫يحول دون النجاح‪.‬‬ ‫وأولى نكبات هذه العجلة هي أن الجهاز ‪25‬‬ ‫الذي يعتمد عليه العمل الثوري أي الجماعية‬‫‪82‬‬

‫ومعنى ذلك أن المقابلة بين الشعب وهذه‬ ‫‪ .3‬ثم مع الدولة التي سموها وطنية‬ ‫النخب علتها‬ ‫وهي في الحقيقة محمية الاستعمار غير‬ ‫‪ ‬طغيان فساد معاني الإنسانية لدى‬ ‫المباشر‪.‬‬‫النخب ‪30‬‬ ‫فماذا يقول ابن خلدون في وصف هذه‬ ‫الحال؟ ‪5‬‬ ‫‪ ‬وصمود الفطرة لدى الشعوب‬ ‫يصفها بعبارة عميقة الدلالة‪ :‬فساد معاني‬ ‫رغم كون الناس على دين نخبهم‪.‬‬ ‫الإنسانية‪.‬‬ ‫ميزنا بين فساد معاني الإنسانية وفساد‬ ‫لم يقل فساد الإنسانية‪.‬‬‫الانسانية‪35 .‬‬ ‫فشعوبنا لم تفقد الإنسانية‪.‬‬ ‫هي فقدت معانيها‪10 .‬‬ ‫شعوبنا لم تفقد إنسانيتها بل فقدت معانيها‬ ‫وابن خلدون وصف فساد هذه المعاني نفسيا‬ ‫فما القصد؟‬ ‫وعضويا وخلقيا وسياسيا‬ ‫الإنسانية من دون معانيها تنكص‬ ‫أي بما آل إليه وضع الأخلاق الموضوعية في‬ ‫للحيوانية‪.‬‬ ‫حضارة انحطت لقرون‪.‬‬‫ومعنى الإنسانية هو ما يميز الإنسان عن ‪40‬‬ ‫وعمق التحليل الخلدوني حتى وإن لم يذهب ‪15‬‬ ‫الحيوان أي العقل والحكمة والأخلاق أو خيارات‬ ‫الإنسان الحر الواعي بأن معنى حياته رهن‬ ‫به إلى غايته رغم قوله بالمبدأ الذي يجعل‬ ‫خياراته الحرة‪.‬‬ ‫الثقافة السائدة طبيعة ثانية هي الأخلاق‬ ‫وهنا يبرز الانقسام في النخب الممثلة‬ ‫الموضوعية للسلوك‪.‬‬‫للإرادة والعلم والقدرة والحياة والوجود أي ‪45‬‬ ‫وأهم مميزات هذا السلوك المعبر عن‬ ‫السياسيين والعلماء والاقتصاديين والفنانين‬ ‫الأخلاق الموضوعية تتعين في سلوك نخب ‪20‬‬ ‫وأصحاب رؤى الوجود‪.‬‬ ‫وعلامة المرض والانحطاط عندما يصبح‬ ‫الجماعة بأصنافها الخمسة‪:‬‬ ‫الغالب على النخب هو فساد معاني الإنسانية‬ ‫‪ ‬نخبة الإرادة‬ ‫‪ ‬ونخبة العلم‬‫نفسيا وعضويا وخلقيا وسياسيا ورؤية للوجود ‪50‬‬ ‫‪ ‬ونخبة القدرة‬ ‫وذلك هو وضع الأمة‪.‬‬ ‫‪ ‬ونخبة الحياة ‪25‬‬ ‫والغلبة ليست بالضرورة كمية بل هي تعنى‬ ‫‪ ‬ونخبة الوجود‬ ‫السيطرة على مقاليد الأمور في الشأن العام‬ ‫‪3‬‬ ‫‪8‬‬

‫في هذا الإطار الذي وصفت محليا ودوليا ‪25‬‬ ‫بحكم الانحطاط الموروث عن ماضينا والموروث‬ ‫وبينهما الأذرع الإقليمية في الأنظمة عندنا‬ ‫عن فترة الاستعمار‪.‬‬ ‫(إيران وإسرائيل) وفي الحركات اللانظامية‬ ‫(داعش وحزب الله)‬ ‫وما يسمى بنخب الدولة الوطنية التي‬ ‫استخلفها الاستعمار بعد الاستقلالات الصورية‬ ‫كيف يمكن أن نؤسس لاستراتيجية عمل‬ ‫في بلاد العرب والمسلمين وكل العالم الثالث ‪5‬‬‫تحرري (من الاستبداد والفساد) وتحريري ‪30‬‬ ‫جمعت أمراض الانحطاطين‪.‬‬ ‫(من الاستضعاف والاستتباع) بشرطي النجاح‪:‬‬ ‫ولهذا تضاعفت الأدواء ويمكن أن نضيف‬ ‫حكمة الاجتهاد‬ ‫داءين إلى ما وصف ابن خلدون‪:‬‬ ‫‪ ‬الاستضعاف‬ ‫وصلابة الجهاد؟‬ ‫‪ ‬والاستتباع ‪10‬‬ ‫وسأضرب أمثلة بارزة من ممثلي النخب‬ ‫لأن الاستبداد والفساد لم يبق محليا بل‬‫الفاقدة لمعاني الإنسانية في تونس بخاصيتي ‪35‬‬ ‫صار مسنودا دوليا‪.‬‬ ‫التخلي عن كل القيم التي تميز صنف النخبة‬ ‫النظام العالمي نظام مافيات دولية تنصب ‪15‬‬ ‫التي يدعون الانتساب إليها‪.‬‬ ‫مافيات محلية للسيطرة على مقدرات الشعوب‬ ‫المستضعفة والمستتبعة بنخب مستبدة وفاسدة‪:‬‬ ‫فغالبية نخبة السياسة ونخبة العلم ونخبة‬ ‫هذا هو تشخيصي للحال‪.‬‬ ‫الاقتصاد ونخبة الفنون ونخبة رؤى العالم‬ ‫وتضمن المافية الدولية عدم الظهور المباشر‬‫دينية كانت أو فلسفية تمثل اليوم الانحطاط ‪40‬‬ ‫بتعيين أذرع مافيوية لمساندة المافيات المحلية في ‪20‬‬ ‫المستورد والتابع‪.‬‬ ‫الحكم المعارضة لسد كل أفق للتحرر‪:‬‬ ‫تلك هي الحال‪.‬‬ ‫وهم المستبدون بأمر البلاد والعباد الفعليين‬ ‫بالسيطرة على الحكم والمعارضة في آن‬ ‫ولكل من الصنفين الحاكم والمعارض سند‬‫اقليمي وعالمي معلوم‪45 .‬‬ ‫لكن مكر الله الخير جعلهم يقعون في خطأ‬ ‫استراتيجي سيقضي عليهم قضاء مبرما‪:‬‬ ‫ذلك أن جيلهم الاخير بخلاف آبائهم‬ ‫وأجدادهم أعمتهم خيلاء الغلبة‪.‬‬‫‪84‬‬

‫فكلتاهما غاية ووسيلة‪:‬‬ ‫فلم ينافقوا مثلهم بل أعلنوا الحرب على‬ ‫سنة التغيير القرآنية‪.‬‬ ‫سر الأسرار في كل الثورات الشعبية‪:‬‬‫نغير ما بالنفوس (التربية) تغييرا هادفا ‪30‬‬ ‫لبناء جيل يحقق القيم التي غيرت بها النفوس‬ ‫المساس بالمرجعيات الروحية للجماعة‬ ‫ليغيروا ما بالأمة إرادتها وعلمها وقدرتها‬ ‫باستهتار تجاوز كل الحدود والسدود‪.‬‬ ‫وحياتها ووجودها‪.‬‬ ‫فصار عملاء المتسايسين وحثالة المتعالمين ‪5‬‬ ‫ومزية التهادف بين التربية والحكم أعني‬ ‫وأنذال الاقتصاديين وسفلة الفنانين ودجالي‬‫بين وجهي سياسة الشأن العام ‪35‬‬ ‫المتفلسفين ممثلين للانقلاب على قيم الأمة‬ ‫ومعاني الإنسانية‪.‬‬ ‫‪ ‬بالوازع الباطن (هدف التربية)‬ ‫‪ ‬وبالوازع الظاهر (هدف الحكم)‬ ‫ظني أن ما قصده المرزوقي هو ما حددته ‪10‬‬ ‫هنا بكامل الدقة فبدا في قوله تعميما استغله‬ ‫مبدأ كفاية القلة‪.‬‬ ‫هؤلاء ليحرضوا عليه البعض من عامة الشعب‬ ‫فكل الثورات تقوم بها الجماعات التي‬ ‫بدعوى الغيرة على تونس‪.‬‬‫تقودها قلة صالحة اقنعت الأكثرية بأفعالها ‪40‬‬ ‫وعندما يكون الداء بهذه الفداحة إذ وصل‬ ‫وليس فقط بأقوالها بأنها تمثل أعمق ما في‬ ‫الفطرة من معاني الإنسانية كما حددها ابن‬ ‫إلى النخاع فالعلاج لابد أن يكون بالطريقة ‪15‬‬ ‫المحمدية‪:‬‬ ‫خلدون‪.‬‬ ‫هذا هو الشرط المفقود في ثورتنا‪:‬‬ ‫لم يبدأ العلاج السياسي إلا في نصف‬‫ثورة بلا رأس لا تتقدم إلى الهدف‪45 .‬‬ ‫الرسالة الثاني‪.‬‬ ‫فالنخب التقليدية لا تفهم العصر‬ ‫والنخب الحديثة لا تفهم قيم العصر ولا‬ ‫وهذا الحل يحسم ما يعتبر عادة معضلة‬ ‫الإصلاح‪20 :‬‬ ‫قيم المصر‪.‬‬ ‫ذلك هو التشخيص الذي ينبغي أن ننطلق‬ ‫بأي الطريقين نبدأ بالتربية أم بالسياسة؟‬‫منه إذا أردنا العلاج الشافي ‪50‬‬ ‫وهي معضلة خاطئة‬ ‫فعلاج‬ ‫ذلك أن الوجهين لا ينفصلان وإن‬ ‫ما يحصل في سوريا‬ ‫بمستويين‪.‬‬ ‫وما حققوه في مصر‬ ‫وما يراد لليبيا وتونس‬ ‫كل إصلاح يبدأ بتربية الاجيال التي تعد ‪25‬‬ ‫لتقوم على سياسة هادفة إلى تحقيق القيم في‬ ‫‪8‬‬ ‫التاريخ الفعلي‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫وهي عين ما قصده ابن خلدون بمعاني‬ ‫بحاجة لهذا النهج‪.‬‬ ‫الإنسانية التي تفسد في الجماعة إذا ربيت‬ ‫وهذه الاستراتيجية يمكن أن نسميها‬ ‫بالعنف وحكمت بالاستبداد وخاصة إذا أضفنا‬‫الاستضعاف والاستتباع‪30 .‬‬ ‫استراتيجية الفتح المتدرج في مستويين‪:‬‬ ‫‪ ‬الأول يشمل اصناف النخب الخمسة‪.‬‬ ‫فليست النخب هي التي أخرجت الاستعمار‬ ‫‪ ‬والثاني يمتد إلى الشعب ‪5‬‬ ‫ولا افكارها التي يزعمونها حديثة بل الشعب‬ ‫وهما متلازمان‪.‬‬ ‫بعقائده الإسلامية وإيمانه بالجهاد‬ ‫ومن حسن الحظ وسوئه في آن أن المستوى‬ ‫وعميل النخب حققت ما عجز عنه‬ ‫الثاني تام بنيويا وقاصر ظرفيا‪:‬‬‫الاستعمار‪35 .‬‬ ‫فالفتح الشعبي بالمرجعية الروحية وهي‬ ‫تامة لكن القيمين عليها غير مؤهلين‪10 .‬‬ ‫وقلة النخب الصالحة التي علينا فتحها‬ ‫وهذا يقتضي ثورة في تكوين القيمين على‬ ‫لتقود الجماعة نحو التحرر من الاستبداد‬ ‫والفساد الداخلي والتحرير من الاستضعاف‬ ‫المرجعية‬ ‫وذلك من أعسر المهام‬ ‫والاستتباع الخارجي توجد في كل الأصناف‪.‬‬ ‫بحيث إن من يبدو أحرص الناس عليها قد‬ ‫يكون أعدى أعدائها‪15 :‬‬‫مشكلتي مع من يدعون تمثيل قيم الثورة ‪40‬‬ ‫اليوم معيارهم الوحيد هو الولاء السياسي‬ ‫الانحطاط الذاتي‪.‬‬ ‫لقيادات لا تختلف من حيث ذهنية العجلة عن‬ ‫وعملي ذو صلة بذلك لكنه‬ ‫نخب الثورة المضادة‪.‬‬ ‫‪ ‬ضد نهج الوعظ والإرشاد (الخطاب‬ ‫وهمّي يتمثل في أمرين‪:‬‬ ‫الديني التقليدي)‪.‬‬ ‫‪ ‬وضد شكله لدى الدعاة الجدد‪20 :‬‬‫‪ ‬دعوتهم للتريث وعدم العجلة في ‪45‬‬ ‫الوصول إلى الحكم أولا‬ ‫توجهي للعقل السليم في الديني والفلسفي‪.‬‬ ‫وغاية ذلك بيان دجل النخب التي تتصور‬ ‫‪ ‬والتفرغ للفتح الذي خصص له الرسول‬ ‫نفسها من الخاصة وتعامل الشعب بوصفه‬ ‫نصف الزمان الذي قضاه ليبني دولته‪.‬‬ ‫عامة‪.‬‬ ‫وأول عملية ينبغي القيام بها في الفتح‬ ‫الإسلام يرفض هذا التمييز فحقائق ‪25‬‬‫انتخاب الصالحين في النخب السياسية لبناء ‪50‬‬ ‫الوجود الكبرى محايثة لكل وجدان‪.‬‬ ‫دولة‪.‬‬ ‫وذلك مدلول رغبة الرسول في إسلام أحد‬ ‫العمرين مثلا‪.‬‬‫‪86‬‬

‫ستزيل الحال الراهنة بل الحال ستضمهم‬ ‫وما ألاحظه في الحركات السياسية التي‬ ‫لصف المستبدين والفاسدين‪.‬‬ ‫تدعي تمثيل الثورة هو العكس تماما تطبق‬ ‫منطق الولاء لمن يتعجل الوصول إلى الحكم لا‬‫وهنا لا بد من كلمة فيما يسمونه بالواقعية ‪30‬‬ ‫السياسية‪.‬‬ ‫منطق بناء دولة صالحة‪.‬‬ ‫وانتخاب العلماء لا يخضع لمنطق النجومية ‪5‬‬ ‫صحيح أن السياسة تغلب عليها الواقعية‬ ‫لكن ذلك مشروط بمبدأ العمل بالموجود لتحقيق‬ ‫بل لمنطق ينبغي أن يكون بعكس ما حصل في‬ ‫العهد السابق لأن النجومية ناتجة عن ولاء له‬ ‫المنشود‪.‬‬ ‫وليست حقيقية‪.‬‬‫فالواقعية السياسية ليست خضوعا للواقع ‪35‬‬ ‫تقديم الحكم العاجل على بناء الدولة‬ ‫بل هي توظيف لما فيه من أجل ما ليس فيه من‬ ‫الآجل هو السر في تماثل الفساد بين الحركات ‪10‬‬ ‫مقومات ما سماه ابن خلدون معاني الإنسانية‪:‬‬ ‫التي تدعي تمثيل الثورة والاحزاب التي‬ ‫الحرية والكرامة‪.‬‬ ‫استردت النظام القديم‪.‬‬ ‫وانتخاب أهل القدرة من رجال الأعمال لا‬ ‫أما أن يتحول المنشود مجرد الحكم فهو‬ ‫يمكن أن يكون معياره الإمكان الحاصل بل‬‫إذن من دوافع ما صار من سنن الانحطاط‪40 :‬‬ ‫الإمكان الذي ينبغي أن يحصل‪15 :‬‬ ‫السياسة هي أقرب الطرق للجاه والثروة‬ ‫فجل رجال الأعمال عملاء للخارج‪.‬‬ ‫بكل الطرق وجلها غير شرعي‪.‬‬ ‫وانتخاب أهل الفن لا ينبغي أن يكون‬ ‫معتمدا على دناءة الاهتمام بأولاد احمد بمعيار‬ ‫ذلك أن كل عاقل يعلم أن القوى السياسية‬ ‫النجومية بدل تشجيع شعراء كبار جعلهم‬ ‫تكون أفعل إذا تمكنت من السلطان على الشارع‬ ‫النظام القديم مغمورين‪20 .‬‬‫ممن يتصور نفسه حاكما بأمره وليس له إلا ‪45‬‬ ‫وأخيرا فنخب الرؤى ما كانت لتكون ما نرى‬ ‫لولا العجلة والسعي لترضية النجوم بدل‬ ‫سلطان السند الأجنبي‪.‬‬ ‫الاهتمام بنخب مؤمنة برؤى مستقلة وليست‬ ‫فالمعلوم أنه لا يمكن لأي قوة سياسية‬ ‫ماضغة لكليشيهات الحداثة‪.‬‬ ‫إسلامية اليوم أن تصل إلى الحكم إلا بشرطين‪:‬‬ ‫‪25‬‬ ‫رضا مافيا خارجية آمرة للمافيا الداخلية‬‫مسحوقا تجميليا لها‪50 .‬‬ ‫وفي الختام فإني لا اعتقد أن العجلة في‬ ‫الوصول إلى الحكم حتى لو وصل أصحابها‬ ‫فتكون تلك القوة السياسية الماكياج من‬ ‫جنس حصير الأبواب الذي تمسح فيه أرجل‬ ‫الداخلين للبيت ثم يرمى بعد أن تعلوه قاذورات‬ ‫من \"تمكيجوا\" به لضرورة‪.‬‬‫‪87‬‬

‫ولست بحاجة للتعيين فالمتابعون يفهمون ما‬ ‫أعني‪.‬‬ ‫ولست أعنيه بروح عدائية بل بالعكس فهو‬ ‫نصيحة حتى لا يفوت وقت التدارك والتراجع‬ ‫المنقذ من الضياع‪5 .‬‬ ‫فتونس اليوم على أبواب أحداث مصر‪:‬‬ ‫محاولة إضفاء الشرعية على حفتر في‬ ‫لحظة انهزامه العسكري ليس الهدف منه ليبيا‬ ‫بل الوصل بين الجزائر ومصر بنظير‪.‬‬ ‫من يتوهم أن زيارة العميل مرزوق لحفتر ‪10‬‬ ‫لها هدف آخر غير البحث في استراتيجية‬ ‫الحرب على الإسلاميين ينبغي أن يكون من‬ ‫الغافلين أو من المخادعين‪.‬‬ ‫ولا أتصور السبسي يعنيه مستقبل الثورة‬ ‫بقدر ما يعنيه ما يتصوره بناء هشا يريد ‪15‬‬ ‫حمايته بحلف مع زعيم انقلاب ‪ 87‬للتلاؤم مع‬ ‫الجزائر ومصر وحفتر‪..‬‬‫‪88‬‬







‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬