Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore شذرات من فلسفة الإستخلاف - طبيعة الإجتهاد - محمد عبد النور

شذرات من فلسفة الإستخلاف - طبيعة الإجتهاد - محمد عبد النور

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-09-07 11:07:47

Description: شذرات من فلسفة الإستخلاف - طبيعة الإجتهاد - محمد عبد النور

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬‫محمد عبد النور‬



‫شذرات من فلسفة الإستخلاف‬ ‫شروح وتعاليق‬‫الإجتهاد‪ :‬المفهوم‪ ،‬الطبيعة التوقف والإستئناف‬‫الأسماء والبيان‬ ‫‪2016-09-07_1437 -12-04‬‬

‫المحتويات‬‫مقدمة ‪1 ........................................................................................................‬‬‫‪ -1‬مفهوم الاجتهاد في القرآن الكريم‪1 ......................................................................:‬‬‫‪ -2‬معنى توقّف الاجتهاد وإمكان الاستئناف‪2 ...............................................................:‬‬‫‪ -3‬الآليات الأربع لاستئناف الاجتهاد‪2 .......................................................................‬‬

‫\"عموم ومبا َشر\" دالين على عدم الاقتصار على‬ ‫نبدأ بحول الله هذه السلسلة من الشروح‬ ‫الجهاد المادي‪،‬‬ ‫والتعاليق على ما هو مبثوث في أعمال الأستاذ أبو‬ ‫يعرب ونجد فيه مسائل مركزية يهم استخراجها‬‫أما الآية الحاسمة فهي الآية رقم ‪ 52‬من سورة‬ ‫‪ 5‬ومحاولة الدفع به إلى الأمام كيفما استطعنا إلى‬ ‫‪ 30‬الفرقان‪:‬‬ ‫ذلك سبيلا إن شاء الله‪.‬‬‫{ َفلا تُطِعِ ا ْلكَا ِف ِرينَ َوجَا ِهدْ ُهمْ بِ ِه ِجهَا ًدا كَ ِبيرًا}‬ ‫بمعنى أن يكون القرآن نفسه وسيلة المجاهدة‪،‬‬ ‫ونفتتح اليوم بمفهوم الاجتهاد كما صاغه في كتاب‬ ‫فلسفة التاريخ الخلدونية‪.‬‬‫\"وذلك هو جوهر الاجتهاد النظري والعملي لأن‬‫القرآن ليس سيفا أو أداة مادية للجهاد بمعناه‬ ‫نعرض أولا للمفهوم الذي استقاه من القرآن‬ ‫‪ 10‬ونعرج بعد ذلك إلى غلق باب الاجتهاد وإمكان‬ ‫‪ 35‬المتعارف بل هو حجة (جدل) وأخلاق (تربية)\" ‪1‬‬ ‫فتحه‪.‬‬‫والمعلوم أن فعل الجدل في الخطاب القرآني‬ ‫‪40‬‬ ‫يحدد منهج التربية العقلية‬ ‫لم ترد كلمة \"اجتهاد\" في نص القرآن الكريم‪ ،‬إلا‬ ‫(نظام القيم المعرفية)‬ ‫أن معانيها تشكل مضمونه الأساسي‪،‬‬ ‫كما يحدد منهج التربية الإرادية‬ ‫‪ 15‬ومصدر الكلمة مشتق من مادة (ج‪.‬هـ‪.‬د) التي‬ ‫(نظام القيم الخلقية)‪.‬‬ ‫منها كلمة \"جهاد\" الواردة في القرآن بمعنيين‪:‬‬ ‫الجهد الفكري والجهد المادي‪،‬‬‫وإذن فالتربية تربيتان متعاضدتان لا يغني‬ ‫ومنها قوله تعالى\"‬ ‫أحدهما عن الآخر‪،‬‬ ‫{وإن جاهداك لتشرك بي}‬‫وذلك ما يهمله المسلمون اليوم أعني التربية‬ ‫‪ 20‬بمعنى اجتهاد الأبوين في إقناع أبنائهما بخيار‬‫العقلية المستمدة أصولها من القرآن الكريم‬ ‫عقدي يريدان فرضه عليهم أي باستعمال وسيلة‬‫‪ 45‬فيندرجون في تربية خلقية خاوية من مضامينها‬‫الحيوية التي تضمن شروط الاجتهاد السوي بما‬ ‫إقناع قولية (المنطق)‪،‬‬‫يؤدي إلى \"فساد معاني الإنسانية\" بالعبارة الخلدونية‬ ‫وهذا يؤشر إلى إمكان ورود مفردة الجهاد بالمعنى‬ ‫التي أولى مبادئها الحرية النفسية والخلقية‪،‬‬ ‫الفكري‪،‬‬‫فالخطاب القرآني إذن جامع لشرطي الاجتهاد‬ ‫‪ 25‬وقرينة ذلك أننا نجد بعض الآيات تتحدّث عن‬‫‪( 50‬المعرفي والخلقي) الذي يكفل ضمانة التوجيه الذي‬ ‫(الجهاد في الله) دون توسط مفردة \"سبيل\" بما هو‬‫يغني عن تواصل الوحي وبه يصير كل فرد مسؤول‬ ‫‪ 1‬فلسفة التاريخ الخلدونية ودور علم العمران في‬ ‫عمل التاريخ وعلمه ص ‪.99‬‬

‫‪ -2 30‬المادية (ظواهر الطبيعة)‬ ‫عن نفسه‪{ :‬بل الانسان على نفسه بصيرة}‪ ،‬القيامة‬ ‫الآية ‪.14‬‬‫‪ -3‬الجامعة بينهما (الأحداث التاريخية‬ ‫والتقنيات) وهي مرجعيات تبقى دائما نسبية‬ ‫‪ 5‬ولما كان الفارق جليا بين تصور (الفكر‬ ‫فـ\"أسس البناء نسبية إلى البناء‬ ‫الاجتهادي) وواقع (الاجتهاد اليوم) صار ضروريا‬ ‫فهم معنى \"توقّف الاجتهاد\" ضمن إطار العلاقة بين‬‫فإذا أردنا بناء من جنس مختلف [عن المعتاد]‬ ‫الحقيقتين التصورية الواقعية للإجتهاد‪ ،‬بما يقضي‬ ‫‪ 35‬كان لابد من إعادة النظر في الأسس\"‪.‬‬ ‫بتجاوز فكرة \"غلق باب الاجتهاد\" وتوهمه وكأنه أغلق‬ ‫‪ 10‬إراديا‪ ،‬فهي إذن دعوى كاذبة‪ ،‬ذلك أن (الفكر‬‫لكن لا يُظنّ أن القصد بنسبية المرجعيات (التي‬‫هي عين المنبع) أنها نسبية تنسحب أيضا على‬ ‫الاجتهادي) لا يمكن أن يغلق إراديا‪،‬‬‫(مصدر المنبع ذاته) ذلك أن لكل المرجعيات‬ ‫لكن الأمر مرتبط بجفاف الأصول التي بُني‬ ‫المتقدّمة قوانين ثابتة في جوهرها‪:‬‬ ‫عليها الاجتهاد الذي تو ّقف بعد بلوغه \"حالة استنفاذ\"‬ ‫(الرمق الأخير بلغة أبي يعرب) تمثّلت في (فقد‬ ‫‪40‬‬ ‫‪ 15‬الوعي) بشروطه‪.‬‬‫‪ -1‬النص الديني‪ :‬في الإسلام خاصة الذي‬‫نعتبره النص المقدّس الأوحد الذي بقي بحوزة‬ ‫لم يعد إذن الذهاب بالاجتهاد إلى أكثر مما وصل‬‫البشرية‪ ،‬وذلك لعدم تع ّرضه للتحريف‪ ،‬وذلك‬ ‫إليه بسبب توقف البحث في خطط استثمار منبع‬‫باعتبار التحريف هي الحقيقة التي تحيل النص إلى‬ ‫الاجتهاد‪ ،‬فنكون أمام معاني (توقف البحث) في‬‫‪ 45‬نص إنساني لا مقدّس ومن ثم تزول عنه حقيقته‬‫الدينية على أن القدسية تزول عن الاجتهادات‬ ‫(خطط) (استثمار المنبع)‪،‬‬ ‫التأويلية للنص‪.‬‬ ‫‪ 20‬فالأمر إذن متعلق ليس بتوقف الاجتهاد لكن‬ ‫بفقدان شروطه‪ ،‬أي بانعدام الوعي بطبيعة الاجتهاد‬‫‪ -2‬النظرية الفلسفية‪ :‬الصادرة عن قوانين‬ ‫كيف يتحقق وكأنه إضاعة لمفاتيح الباب أو حتى تيه‬‫عقلية منطقية ورياضية مطلقة صاغها خاصة‬ ‫في طريق السير للوصول إلى الغاية‪ ،‬وكأن انسدادا‬‫‪ 50‬الفيلسوف إيمانويل كانط مع إمكان لتقدّمها‬ ‫حصل في المنبع وليس جفافا في العين التي يصدر‬‫وتصحيحها كما يحاول آبال في درس قوانين التواصل‬‫المتعالية بين العقول ومن ثم استكشاف كائن يتجاوز‬ ‫‪ 25‬منها المنبع‪،‬‬‫العقل الفردي إلى العقل الجمعي بوصفه كائنا ذا‬ ‫ذلك أن انسداد النبع لا يعني جفافه من المصدر‬ ‫قوانين‪.‬‬ ‫وهذا الذي حصل عندنا من توقف الاجتهاد‪.‬‬‫‪ -3 55‬ظاهرات الطبيعة‪ :‬ذات القوانين الثابتة على‬ ‫والمقصود بالمرجعيات هنا التي هي المنبع‪:‬‬‫اعتبار أنها ليست هي حقيقة الطبيعة والتاريخ‬ ‫‪ -1‬الرمزية (النص الديني والنظرية الفلسفية)‬‫ولكنها ما فهمه العقل البشري عن تلك الظاهرات‬‫فصاغها قوانين كما تشير إليه عبارة انشتاين بأن‬‫قوانين الطبيعة بمثابة زهرة النرد التي يتغير وجهها‬

‫كل مرة في إشارة إلى فيزياء الكوانتا القائمة على‬ ‫النسبية المطلقة‪.‬‬‫‪ -4‬أحداث التاريخ‪ :‬بوصفها لا تناه من الوقائع‬‫يمكن حصرها ضمن إطار من الاحترازات الفائقة‬‫‪ 5‬التنبه إلى خطر التحيز بمعناه الكلي الذي يهدد‬‫النظر في حقائق الوقائع الإنسانية كما صاغها ابن‬‫خلدون في فلسفته للتاريخ البشري باعتبار إمكان‬‫تطويرها إلى درجة يمكن معها تطوير الطبيعة‬‫البشرية في التنبه إلى الحقائق التاريخية بفضل‬‫‪ 10‬عملية عكسية يمكن من خلالها يمكن تطوير قوانين‬‫إضافية تنتج عن الجهد المبذول في التنبّه الفائق‬‫للوقائع‪ ،‬وطبعا تطوير الطبيعة البشرية هنا من باب‬‫المجاز لا من باب الحقيقة‪ ،‬ذلك أن الأمر متع ّلق‬ ‫باستكشاف المكنون في قدرات العقل البشري‪.‬‬‫‪ -5 15‬التقنيات‪ :‬بوصفها لا تناه من المنتجات‬‫الحضارية تخضع لمبادئ علمية تجريبية محصورة‬‫العدد والتي أدخلت وستدخل الإنسان في تجارب‬‫بديعة لا تخطر على البال بوصفها امتدادا لاتحاد‬‫الطبيعتين‪ :‬العقل البشري والطبيعة الكونية على ألا‬‫‪ 20‬تكون لها نهاية باعتبار استكشاف مكنونات الطبيعة‬ ‫غير المتناهية‪ .‬ولله الحمد‪.‬‬ ‫محمد عبد النور‬‫عن أبي يعرب المرزوقي من كتابه \"فلسفة التاريخ‬ ‫الخلدونية\" وباجتهاد إضافة‬





‫‪1982‬‬‫‪2014‬‬ ‫‪hg‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2016‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook