أبو يعرب المرزوقي الأسماء والبيان
المحتويات1 الخدعة الكبرى 1 المسألة الثانية 5 الخاتمة 8
كيف يمكن لعاقل أن يصدق محاولات قتل الذاكرة بصورة تجعل ما يزعمونه نصرااستراتيجيا وإلهيا وهزيمة لإسرائيل في المناوشات التي دارت في مساحة لا تساوي عشر ولايةمن ولايات تونس فضلا عن الجزائر بأقل من واحد في المائة من عدد الجنود المشاركين فيالقتال وأقل من واحد في الألف من القتلى وأقل من واحد في المائة من مدة القتال انتصاراينسي حرب التحرير التونسية والجزائرية وحرب رمضان وخاصة المقاومة العراقيةالحقيقية التي جعلت جيش أمريكا يحثو على الركب والمقاومة الحقيقية الفلسطينية التي حطت جيش إسرائيل إلى مجرد فرق شرطة مدن أمام الانتفاضة الباسلة؟ما كان ذلك كله لينطلي على أي إنسان له ذرة من عقل مهما كان غفلا لو لم تكن النخبالإعلامية والمزعومة فكرية صانعة الرأي العام قد اشتراها الملالي أو حماها محميوهم فيمحمية الضاحية بعد أن نضبت خزائن الأحزاب القومية وتاهت بوصلة الأحزاب الدينيةالسنية .فهل معنى رفض العرب للخيار الإيراني أنهم اختاروا الخيار الأمريكي؟ تلك هيأكبر خدعة وإيهام يحاول أصحاب الدعاية الثوروية إقناع الناس به .والغريب أن من يقدمونهم على أنهم محللون إستراتيجيون في التلفزات يؤيدونهم في هذه الأوهام.وينسى الناس أن أمريكا لا تحارب إيران ولا حزب الله بل هي تحارب السنة في العالمكله من جزر مورو ومندناو إلى صحاري المغرب الأقصى .فما يخيفها ليس دراويش المآتمالدائمة بل هو عودة المارد الإسلامي بزعامة عربية إذ ليس بالصدفة أن كان قادة المقاوماتفي العالم كله من السنة بل ومن العرب على التحديد .وما يساعدها في حربها عليه هوصاعق الطائفية :إيران التي تعيث فسادا-وهي أشياء رأيتها بأم عيني في جنوب شرقي آسياوأراها في المغرب العربي-في العالم الإسلامي من إندونيسيا إلى المغرب بسياسة تبشير لا 91
تقل بشاعة من سياسة التبشير الكاثوليكي مع تزييف للتاريخ الإسلامي جعل ابن العلقمي يصبح في مسلسلات بعض التلفزات بطلا إسلاميا.وأمريكا هي أيضا تسهم في الإيهام لأنه جزء من خطتها وفي خدمة إستراتيجيتها ذاتالمدى البعيد .فهي تحارب إيران بالكلام وتتفاوض معها على اقتسام السلطة في العراقوالخليج .وهي كان يمكن أن تستغني عن إيران لو لم تكن تعرف أن تخويف الخليج بها هوالضمانة الوحيدة ليكون بقاؤها مطلوبا من حكام العرب الذين جعلوا أقطار الوطن محمياتأمريكية بسبب الخوف من التهديد الإيراني في الظاهر ومن الصحوة في الباطن .وإسرائيلأيضا هي المستفيدة الثانية :فالكلام العنتري لحزب الله وإيران يمكن حكام الولاياتالمتحدة من مغالطة الرأي العام الأمريكي لتحصل إسرائيل على 30مليار مساعدة ضد خطر وهمي يمكن أن يستغله الطرفان لغايتهما لا غير.لكن الجميع يعلم أن الحرب لو قامت حقا لكان بوسع إسرائيل وحدها ودون حاجة إلىمعونة أحد أن تقضي على كل مدن إيران دون أن تمس منها شعرة فيما لو حاولت إيرانأن تضرب مدن إسرائيل مباشرة أو بتوسط حزب الله لأن من لا يقدر على الضربة الثانيةحتى لو تصورناه قادرا على ضربة أولى لا يتكلم في عصر سلاح الدمار الشامل :وهو مايخفيه دجالو التعليق التلفزي على الشعوب العربية لتمرير دعاية حزب الله وأكاذيب العنتريات الإيرانية.والجميع يعلم أن أمريكا ليست بحاجة إلى استعمال السلاح لهزيمة إيران :فلو رأت في ماتعمله إيران خطرا حقيقيا على مصالحها لأجبرتها بمجرد \"ألتيماتوم\" (تحذير بأجل محدد)على نزع سلاحها بذاتها لتجنب الهزيمة الساحقة التي تعيدها إلى ما قبل التاريخ من دونحاجة إلى أن ترسل جندي واحد إلى إيران .ولما كان ذلك لم يحصل فمعناه أن أمريكا تجدمصلحة في سياسة إيران العنترية .وهذا أيضا ما يخفيه محللونا الإستراتيجيون الذينأترك للقارئ أحد الخيارين التاليين لوصفهم :فإما أنهم ليسوا محللين استراتيجيين بل دجالون أو أنهم ممن بيعت ضمائرهم فأسهموا في تمرير المغالطات الإيرانية. 92
ولما كان الإيرانيون ليسوا بالغباء الذي يجعلهم يجهلون ذلك فإن تجاهلهم له يعني أنهممدركون لسر اللعبة التي نصف هنا وهو ما يعني التفاهم الضمني بين الصفين على حدوداللعبة لبلع الوطن العربي :لأمريكا الغزو المادي المؤقت ثم المغادرة ولإيران الغزو الروحيالذي سيبقى أبد الدهر .ولولا صحة ما نقول أي إمكان ما وصفنا إذا جد الجد فاقتنعالأمريكيون أن بلدا ما يهدد المصالح الإستراتيجية تهديدا فعليا لما رأينا الصين وأوروباوروسيا والهند كلها رغم كونها لا وجه للمقارنة بين قوتها وقوة إيران تهادن أمريكا ولاتخرج عن طوعها عندما تكشر ولو بمجرد التلميح :فهم جميعا لا ينسون ما حصل لليابان والألمان بل وحتى للاتحاد السوفياتي.وعلى كل فقد تخدع عنتريات حسن نصر الله الشعوب العربية لكنها لا تخدع الأعداء.ولما كان ذلك كذلك وكان نصر الله لا يجهل أنه كذلك فالمقصود من الإقدام على هذاالسلوك هو مخادعة الشعوب لا الأعداء حتى ولو أدى ذلك لا قدر الله إلى توريط الأمةفيما ورط فيه لبنان بدءا بسورية وختما بمصر والسعودية فلا يبقى للوطن العربي أيعمود فقري يبقيه واقفا .ذلك أن الأعداء يوم يشعرون فعلا بأنهم يمكن أن يمثل حزبالله تهديدا بالحجم الذي يريد أن يصوره للشعوب فأنهم سيمحون الجنوب كله من الوجودويكون هو الذي أعطاهم مبرر ذلك لأنهم عندئذ لن يعنيهم المحافظة على من يصورهمنصر الله بصورة الخونة وحلفاء أمريكا وإسرائيل في الداخل اللبناني في حين أنهم همالذين يحمونه بالشرعية الواهنة للدولة اللبنانية ومن ثم فهم الأعداء الفعليون لإسرائيللأنهم يريدون تحرير لبنان من دور الدارقة التي تختفي وراءها مناورات إيران ومن جعلهواجهة النهضة العربية التي تقضي على هدفي إسرائيل المشار إليهما في تعليل الخيار الاستراتيجي العربي.ولذلك فإني أرى من حق العرب أن يقلبوا الآية فيتحرروا مما يراد تكبيلهم به ويلغوامن يريد إلغاءهم بالتحالف مع من يريد هو أن يحالفه على حسابهم فيحالفوه على حسابهبشرط أن يكون من منطلق خطة إيجابية وليس مجرد رد فعل :والبادئ أظلم .ثم إن العربأولى بالحلف إذا حققوا شرطه أعني نقله من مجرد حماية الأنظمة كما هي الحال الآن 93
إلى العقد الندي بين المقاومة العربية لتحقيق شروط النهوض والمقاومة الأمريكية لمايتهددها من العماليق القادمين :فأمريكا أيضا يتهددها خطر القوى العظمى الصاعدة ولها حاجة إلى حلفاء.فالتحالف حتى في العلاقات الشخصية بين الأفراد يكون دائما مع العدو الأقل خطراوالأكثر حاجة إليك من العدو الأكثر خطرا .ولما كانت إيران تسعى إلى إخراج العرب منالمعادلة الدولية ذات المدى القريب بالطائفية وذات المدى البعيد بالغزو الديني فإن سعيالعرب إلى إخراجها منها بالمعنيين يصبح مشروعا :وهي التي بدأت وبدايتها مفيدة لأنهاحركت العامل الذي يمكن أن يكون محور التوحيد الحقيقي لكل العرب أعني الإسلام السنيالذي هو في الحقيقة الإصلاح المحمدي إذا فهم على حقيقته فهما يلغي حتى المعركة الزائفة بين العلمانية والأصلانية.والمعلوم أن أمريكا لا تنافس العرب إلا على ما يقبل المساومة والتفاوض ومن ثم فالتفاهممعها ممكن :المصالح المادية .أما إيران فهي تنافسنا على ما لا يقبل المساومة أعني قيادةالإسلام العالمي اعني القوة الروحية الوحيدة المتبقية في القرن الحادي والعشرين بعدتدجين الغرب لكل القوى الروحية الأخرى وهو ما بدأ ينتبه إليه الشيخ القرضاوي حفظهالله :وتلك أمور ليست خاضعة للتفاوض إذ هي عين الوجود المستقل للأمة .ينبغي للعربأن يعتبروا أخطر عليهم من أمريكا وحتى إسرائيل كل من يحاول تقديم بدائل تلغيدورهم في سياسة المنطقة وخاصة من يحاول أن يفتك منه سر قوتهم أعني قيادة الإسلام:لا معنى لوجود العرب التاريخي من دون الرسالة الإسلامية إذ هم بها دخلوا التاريخ الكوني وبها يعودون إليه.ولعلم الجميع بذلك تدور الحرب العالمية الرابعة حول القرآن حتى وإن كانت النخبةالعربية التي هي أكثر نخب العالم حمقا قد تخلت عن أهم أدوات القوة الرمزية لظنها أنالتحديث يعني التخلي عن أصل الحصانة لكأنهم لا يحاربهم من عاد إلى ثقافة ماتت منذآلاف السنين ليبني دولة في عقر دارهم! لكن الحلف مع أمريكا ينبغي أن يكون حلفا بحقبين شعبين وألا يبقى حماية للأنظمة كالحال الآن :ولن يتحقق ذلك إلا إذا تقاسمت 94
المقاومة والأنظمة الأدوار في إدارة المعركة الإستراتيجية مع أمريكا .فالمقاومة ينبغي أنتواصل إذاقة أمريكا الأمرين لتأتي إلى الحلف بين الأنداد والأنظمة ينبغي أن تواصلمهادنة أمريكا لتجنب الحسم بحرب مناجزة شاملة .وذلك هو شرط حرب المطاولة كماحددها ابن خلدون :والحمد لله فذلك ما هو حاصل الآن حتى وإن لم يكن بتخطيط قصدي.ولما كانت المنطقة عربية بالأساس وكان كل المحيطين بالعرب الساعين إلى أن يكونوا بديلامنهم حتى لو اجتمعوا دون العرب عددا وعدة وقابلية للتوافق مع منطق العصر-وخاصةمذ أن نأت تركيا بنفسها عن مثل هذا السلوك-فإن القيادة ينبغي أن تكون لهم لعلتين:الإسلام والعروبة .وعندئذ ينبغي أن تعود دولة إيران إلى حجمها الطبيعي :الخيار بينأن تكون ممثلة لأحد شعوب الأمة ممثلا لثراء الوحدة الروحية للحضارة العربية الإسلاميةأو أن تعلن صراحة عن كونها مجرد غطاء إيديولوجي للصفوية .فإذا أضفنا إلى ذلك ضآلةحجمها المادي لأن الثروة الإيرانية لا تقبل المقارنة مع الثروة العربية بات حجم إيران كمايعلمه كل من لا ينطلي عليه عنتريات نجاد دويلة متوسطة الحجم لا تستطيع أداء أي دور في السياسة الدولية المحددة لأفق البشرية المقبلة.وبذلك يعود الدور إلى أهله أعني العرب ويمكن أن يكونوا قلب المعادلة الإسلامية التيهي السهم الحاملة للرسالة :وذلك هو المعيار الحقيقي للقوة بعد الإنسان .فمصر وحدهافضلا عن بقية العرب-وخاصة ثالوث المغرب العربي أي تونس والجزائر والمغرب الذييعدل بمجموعه مصر ويتفوق عليها بمستوى التكوين العصري وخاصة في العلوم الصحيحةوتطبيقاتها -فيها من الكفاءات ما يفوق إيران رغم عنتريات نجاد وصداها عند حسن نصر الله.هل الطائفية تهمة للحزب والشيعة وإيران أم هي حقيقة فعلية تفسر كل الأحداث الجارية وإن كانت أجلى صوره مقصورة على العراق؟ 95
ونأتي الآن إلى المسألة الثانية التي هي جوهر القضية كلها .فهل الطائفية سلاح يستعملهالعدو الخارجي وتهمة توجه إلى حزب الله وإيران فحسب أم إن البنية الفكرية نفسهاوالممارسة الفعلية عندهما جوهرهما طائفي بصرف النظر عن التوظيف الأمريكي للطائفيةوالتهمة المزعومة؟ قبل الجواب عن هذين السؤالين أريد أن أنبه إلى أمر ذي بال.فالإفراط المآتمي في التربية الشيعية والغلو في الكلام عن الدين فضلا عن الأسلوب الممجوجوالركيك وثقل الظل للدعاة والمتعالمين منهم في تفاهات وتشقيقات لغوية خلال محاضراتهمفي الفضائيات من أكبر الأخطار على الدين-ومثله عند السنة التي ابتليت بالتقليد السخيفللمناحات التي نجد نظيرها عند الدعاة المودرن من جنس عمر خالد لأن ذلك سرعان مايتبين أنه في الحقيقة في خدمة المشروع الأمريكي-لأنها ستنفر منه فئات الشعب كلها وخاصة المتعلمين منها فلا يبقى الدين إلا بشرطين أحلاهما مر: -إما بالانحصار في القلة الأمية عندما تتحضر الشعوب الإسلامية فيكون الإسلام من علامات التخلف وليس من علامات التحضر. -أو بالحرص على إبقاء الشعوب في الأمية للإبقاء على سلطان الدجالين بالدين فيصبح الدين تخديريا كما يريده الأعداء وليس تحريريا كما أراده القرآن الكريم.ليس من شك في أن أي عدو يستغل قدم أخيل في عدوه .فهذا أمر مفروغ منه ولا حاجةللتبجح بالتنبيه إليه :لسنا بحاجة إلى تفاقه نصر الله لكي نعلم أن الغرب لم يستعمر العالممن دون سياسة فرق تسد .لا يمكن أن ننتظر من إسرائيل أو من الولايات المتحدة غير ذلكحتى وإن كنا كمسلمين ننأى بأنفسنا عن الوسائل القذرة أو على الأقل نشمئز منها فلا تكونعندنا إلا من جنس المحظورات التي تبيحها الضرورات .ولكن السؤال هو :هل يوجد معنىآخر للتشيع غير الطائفية فتكون الطائفية مجرد تهمة من الأعداء ويكون حزب الله ليسطائفيا بذاته بل مقاوم يتصدى لتفتيت المنطقة بل ومنتسب إلى حركة التصدي القوميالعربي للمشروع الاستعماري الذي بدأ منذ ثلاثة قرون حتى وإن اقتصر نصر الله علىالقرن الأخير؟ إنه ناصر ثان! هكذا يزعم الذين ولوا الأدبار من القوميين العائشين في حماية المحميات الإيرانية! 96
لم أكن أتصور زعيما يزعمونه لا ينطق عن الهوى يذهب به الغرور إلى ظننا سذجافيحاول إقناعنا بأن أعمال حزبه ليست طائفية بل تندرج ضمن تصدي العرب منذ بدايةالقرن الماضي للمشروع الاستعماري الساعي إلى تفتيت المنطقة العربية لكأن وجود الحزبنفسه ليس هو أهم جزء من هذا التفتيت .ذلك أن هذا الحزب ليس هو إلا أحد عناصرالجناح الشرقي من نفس المشروع الاستعماري المتمم لجناحه الغربي .فهو الثمرة الأولىولتها الثمرة الثانية التي هي تفتيت العراق ثمرة سعي الشاهين الأب والإبن لبلع الخليجوالهلال والتي يواصلها الملالي بدهاء أكبر وثمن ذلك مساعدة إسرائيل لتحقيق إسرائيلالكبرى حتى يتم تقاسم النفوذ على المنطقة العربية والعودة إلى التجربة المماثلة التي حصلت مرة قبل الميلاد :تهديم العراق وإعادة اليهود إلى فلسطين.ولعل أكبر الأدلة على طائفية هذا الحزب دلالة اسمه .فـ\"حزب الله\" القرآنية تقال علىكل المؤمنين الذين يجاهدون في سبيل الله ولا تقال على حزب إحدى فرقهم حتى لو سلمناجدلا بسلامة عقيدتها .لذلك فهي تسميه تصبح بحصرها دلالة هذه الصفة في بعضالمؤمنين دون كلهم من صفة الفرقة الناجية :أي إن المسلمين الآخرين ليسوا من حزب اللهبمعناها القرآني .وهذا بالذات معنى الطائفية لمن يدرك دلالة الأسماء فضلا عن كوننا قدسامحنا في التحليل لما قلنا إن دلالتها القرآنية تعني الجماعة المؤمنة وكأن الكلام مقصور علىالجماعة المسلمة .فهي في القرآن أعم من ذلك بكثير إذ هي تعني كل جماعة مؤمنة في كلتاريخ الإنسانية الروحي على منوال ما تضمنه القصص القرآني .لذلك فالمفهوم قد انحطمرتين :انحط عندما حصر في المسلمين ثم انحط لما انحصر في بعضهم حتى لو صح أن هذا البعض سليم المنطق.ولأقل عرضا-رغم أني لست من رأي \"الإخوان المسلمون\" ومن ثم في غنى عن الدفاععنهم-إن اسم \"الإخوان المسلمون\" في هذه الحالة ليس هو كما قد يظن من جنس اسم حزبالله لما يبدو فيه مثله من حصر .فهو ليس اسم طائفي لأن الفرق شاسع بين التسميتين.ذلك أن الاسم هنا يعم كل المسلمين دون استثناء فضلا عن كونه ليس اسم حزب بل اسمحركة تدعو إلى الأخوة بحلاف الأحزاب التي تدعو إلى التنافس والصراع بمقتضى طبعها. 97
والعيب الوحيد في الاسم أنه حصر الأخوة في بعدها الديني ولم يرق إلى الأخوة الإنسانيةالتي هي جوهر الدعوة القرآنية .لكن أصحاب الاسم لعلهم كانوا يقولون بالمرحلية :إعادةالمسلمين إلى الأخوة حتى يكونوا مثالا مما يدعون إليه من أخوة بشرية هي جوهر الدعوة القرآنية.ولأختم بهذا السؤال الذي يحيرني لأنه في نفس الوقت العائق الأساسي للتحرر منالطائفية وتحقيق الصلح بين السنة والشيعة وهو في نفس الوقت عقب أخيل في المذهبالشيعي كله :كيف يمكن أن يكون لزعماء التشيع منطق صحيح -تركا لمسألة صحة العقيدةإلى الفقهاء-إذا كانوا يبنون كل مذهبهم على النفي والسلب بما في ذلك سلب أساس المذهبذاته أعني مبدأ الوصية المعصومة للمعصومين؟ فالمعلوم أن أساس التشيع هو مبدأ الوصيةالمعصومة للمعصومين مبدؤها الذي يعتبره أهل السن والجمع من المسلمين بدعة تنافي كلنصوص القرآن الكريم :فهل تكون الوصية ذات معنى إذا الموصي غير معصوم وعديم العقل أم ينبغي أن يكون ذا عصمة وذا عقل مساو على الأقل لعقل الحكماء؟لكن كل ما يقال في هذا المذهب عن الرسول الأكرم ينفي عنه التمتع بملكة العقل حتىبمفهومه العامي فضلا عن الحكمة والعصمة .فإذا كان أي إنسان عادي متوسط الذكاءوالحكمة فضلا عن النبي لا يعلم أن صحابته هم على الصفات التي يصورهم عليها أصحابهذا المذهب الصفات التي أستحي من ذكرها ولا يعلم أن زوجاته لسن فاضلات ولم يتفطنإلى أن كل رجالات الأمة الذين بنوا مجدها التاريخي باستثناء واحد يمكن أن يتصرفوا منبعده كالأوغاد في عرف دعاية هذا المذهب فكيف يكون عاقلا فضلا عن أن يكون نبيامعصوما وكيف يكون فاهما لأمور السياسة فيقرب منه مثل هذه الحثالة التي أنشأت أكبر إمبراطورية رغم حنق اللطامين؟كيف لا يفهمون أنه لو صح ما يصفون به سلوك محمد صلى الله عليه وسلم لسقطتالوصية فيسقط معها مذهبهم؟ هل يوجد من لا يفهم أن وصية رجل بالصفات التي يصفونبها كل أفعاله تصبح عديمة المعنى؟ أليس أصحاب المذهب فاقدين لأدنى قدر من المنطق إذ 98
هم مثل جحا يقطعون الغصن الذي يجلسون عليه :لا يستطيع الشيعي أن يزعم التشيع مالم ينف أساسه فيعود إلى التسنن إلا إذا قرر أن يخلط بين حب آل رسول الله وحب آلكسرى أنو شروان! لذلك فإنه لا يمكن لأصحاب المذهب أن يستمدوا سلطانهم إلا منممارسات تعمم الغباوة على الشعوب حتى يقبلوا بمثل هذه الخرافات التي تقتل الدينوعندما يجدون ما يشبه الكلام الثوري والعنتري يحولون الشعب إلى تنظيم فاشي فيقتلون مع الدين السياسة.ولن يخرج من هاتين الجريمتين في حق الشعوب العربية الإسلامية في الغاية إلا دكتاتوريةالغوغاء بزعامة الديماغوجيا الجهلاء .وإذا واصلت النخب العربية بيع ضمائرها للملاليفإن النكبة القادمة لن تكون توطيد أركان إسرائيل فيما دون الضفة فحسب بل إسرائيلالكبرى التي تتقاسم العراق وسورية مع إيران فيسيطران على الخليج والهلال ويحققان مايزعم حسن نصر الله أن حزبه ينضوي في حركة التصدي له .ومرة أخرى لا كلام لي في صحة العقيدة إذ إني لست فقيها فأفضي في أمرها. 99
02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 16
Pages: