Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مستقبل العالم - الإسلام سيحرر البشرية بقيم الإستخلاف - أبو يعرب المرزوقي

مستقبل العالم - الإسلام سيحرر البشرية بقيم الإستخلاف - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-08-30 19:07:32

Description: مستقبل العالم - الإسلام سيحرر البشرية بقيم الإستخلاف - أبو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫الأسماء والبيان‬‫أبو يعرب المرزوقي‬

‫مستقبل العالم‬‫الأسماء والبيان‬ ‫‪2016-08-29_1437 -11-25‬‬

‫المحتويات‬‫مقدمة ‪1..........................................................................................................................‬‬‫التعليل الفلسفي لكون الإسلام غاية نظام العالم‪1..............................................................................‬‬‫خاتمة‪5...........................................................................................................................‬‬

‫‪ 35‬تفاضل وحيد بين البشر هو المعيار الخلقي أو التقوى‬‫في غاية الفصل الثاني من الجزء الرابع ‪-‬العالم (الحجرات ‪.)13‬‬ ‫الجرماني‪-‬‬ ‫توهم هيجل أن الإسلام اندحر إلى آسيا وافريقيا‬‫سنتكلم اليوم على التعليل الفلسفي العميق للاعتقاد‬ ‫‪( 5‬العالم المتخلف) ولم يبق منه إلا زاوية من أوروبا‬ ‫(اسطنبول) بسبب تحاسد القوى المسيحية‪.‬‬‫‪ 40‬بأن الإسلام ليس هو الديني في كل دين‬ ‫وزعم أنه خرج من التاريخ لخروجه من خارطة العلم‬‫بل هو كذلك الكوني في الكون‬ ‫المتقدم‪.‬‬‫أي إنه بحق غاية نظام العالم‪.‬‬ ‫«إن الإسلام الذي دحر في الوقت الراهن إلى آسيا‬‫وسأعتمد استدلالا شديد التعقيد ليس حبا فيه بل‬‫لأن الحقائق التي تحول دونها المظاهر والبلوغ إلى‬ ‫‪ 10‬وافريقيا لم يزل الصبر على بقائه في زاوية من أوروبا‬ ‫إلا بسبب تحاسد القوى المسيحية‬‫وهو بعد قد اختفى من مسرح التاريخ العالمي منذ ‪ 45‬العقول حجبتها حجج أعدائها إذ تراكمت فغمرتها‪.‬‬‫ومثلما أن نبط الماء يقتضي الكثير من الحفر الغائر‬ ‫أمد طويل ورجع إلى الكسل والخمول الشرقيين\"‬ ‫في باطن الأرض‬ ‫‪Gegenwärtig nach Asien und Afrika‬‬‫فإن تجلية الحقيقة تتطلب حثو التراب المتراكم على‬ ‫‪zurückgedrängt und nur in einem Winkel 15‬‬ ‫الوعي الفردي والجمعي إذ تـهدده النزعة الانهزامية‪.‬‬ ‫‪Europas durch die Eifersucht der‬‬ ‫‪christlichen Mächte geduldet, ist der‬‬‫‪ 50 Islam schon längst von dem Boden der‬ومعنى ذلك أن الأعداء ‪-‬كما يثبت الجهد المبذول في‬‫‪ Weltgeschichte verschwunden und in‬حربهم علينا‪ -‬أكثر اقتناعا بأن الإسلام في طور‬‫‪ orientalische Gemächlichkeit und Ruhe 20‬الاستئناف من غالب المسلمين وخاصة نخبهم‬‫وحكامهم‪.‬‬ ‫‪» zurückgetreten‬‬‫وتوجد طريقتان لاسترداد الأمم ثقتها بنفسها‬ ‫لا أحتاج إلى تكذيب هيجل‬‫‪ 55‬أولاهما أكثر فاعلية من الثانية‪:‬‬ ‫فالتاريخ تكفل بذلك‪.‬‬‫الأولى طريقة الإبداع الشعري لما يشبه اليتوبيا التي‬ ‫وما أريد بيانه أهم بكثير‪:‬‬‫‪ 25‬مستقبل الإنسانية كله لن يحدده إلا الإسلام بقيمه تحرر البعد العاطفي من الإرادة‪.‬‬ ‫التي أشار إليها القرآن‬‫والثانية طريقة الإبداع المعرفي لما يشبه الاستراتيجيا‬ ‫في الآية الأولى من النساء‬‫التي تحقق البعد الفعلي من الإرادة‪.‬‬ ‫وفي الآية الثالثة عشرة من الحجرات‪.‬‬‫‪ 60‬لكن الأمم التي لها ما يسمو على الطريقتين أي ذات‬‫الرسالة تنقلب فيها العلاقة بين الطريقتين‪:‬‬ ‫لماذا اخترت هاتين الآيتين من القرآن الكريم؟‬‫ذلك أن العاطفة الدافعة صارت أكثر من الشعرية‬ ‫‪ 30‬لأنهما تشيران إلى القيم التي بسببها اعتبر هيجل‬ ‫الدولة الإسلامية مستحيلة‪.‬‬‫لأنها دينية روحية‪.‬‬ ‫فهي حسب رأيه تطلب المستحيل‪:‬‬‫ولما كانت هذه حالنا فإن الطريقة الثانية أصبحت‬‫فعلى أساس الأخوة البشرية (النساء ‪ )1‬ينفي ‪ 65‬هي المقدمة دون أن تنفي ما للطريقة الأولى من إعادة‬‫الإسلام العنصرية والطبقية ولا يعترف إلا بمعيار تفعيل العاطفة الدينية الروحية‪.‬‬

‫ولما كنت لست شاعرا ولا أدعي الإبداع العلمي فإني لكنه نفى أن يكون التاريخ قابلا للعلم لتعلقه‬‫سأحاول الاستدلال بما يشبه المعادلات الرياضية بالعرضي في الجزئي‬‫وهو فاقد لشرط المعلومية أي ليس فيها كلي اصلا‬ ‫انطلاقا من خمس مفهومات فيزيائية‪.‬‬‫وقد اخترتها لكي أبرز فاعلية المبدعين ‪-‬في ‪ 35‬ويعتبر الأدب أقرب منه للعلم‪.‬‬‫‪ 5‬تاريخنا‪ -‬الذين أسسوا لشروط الإستئناف بما توصلوا وفي الدين يعتبر الجمع بين التكليف والقضاء والقدر‬‫من مغلقات العقائد‪.‬‬ ‫إليه من نظائر خلقية لهذه المفهومات الطبيعية‪:‬‬‫ولما حاول الإعتزال الخروج منها انتهى وإن بتقية إلى‬ ‫هي مقومات الوجود الإنساني الحر‪.‬‬‫فلا خلاف أن الظاهرات الفيزيائية يحكمها نظرية الخالقين‪.‬‬‫محددان للقوة والطاقة بذاتهما وبتفاعلهما وتأليفهما‪ 40 :‬ابن خلدون حسم الأمر وإن لم يصغه بهذا الوضوح‬‫فمكن من التمييز بين مستويين‪:‬‬ ‫‪ 10‬المكان والزمان‬‫الجماعة لا يصح عليها الحل الأرسطي بل هي تجمع‬ ‫وأثر كل منهما في الثاني‬‫بين الحرية والضرورة‪.‬‬ ‫ووحدتهما‪.‬‬‫ما أريد الكلام عليه هو ما افترض أنه الخلفية‬ ‫فلننقل هذا المعاني للمجال الإنساني‪:‬‬‫‪ 45‬الخفية في حل ابن خلدون والتي إذا افترضناها أساسا‬ ‫فالمكان جغرافيا‪.‬‬‫له لنفهم حله فلسفيا لأنه يفهمنا عنوان كتابه‪.‬‬ ‫‪ 15‬والزمان تاريخ‪.‬‬‫والقصد بـ \"يفهمنا عنوان كتابه\" يفهمنا أن علمه‬ ‫‪50‬‬ ‫وأثر الزمان في المكان ثروة‪.‬‬‫مؤسس على تعريف للإنسان مصدره هذه الجملة‬ ‫وأثر المكان في الزمان تراث‪.‬‬ ‫العجيبة‬ ‫ووحدتها كلها هي الهوية الحضارية (وهي للجماعة‬‫\"الإنسان رئيس بالطبع بمقتضى الإستخلاف الذي‬ ‫كالإرادة للفرد)‪.‬‬‫‪ 20‬فتكون الحضارة بذلك ظاهرة قابلة لأن تعتبر نوعا خلق له\"‪.‬‬ ‫من الظاهرات الطبيعية رغم كونها إنسانية‪.‬‬‫ومن ثم فنحن نجد الطريق لتعليل قولنا إن الإسلام‬‫وذلك هو المدخل الذي مكّن ابن خلدون من تأسيس ليس الديني في كل الأديان فحسب بل هو مآل الإنسانية‬‫بمقتضى كونية قيمه وخطابه الوجودي والقيمي‪.‬‬ ‫علمه‪.‬‬ ‫وخطابه الوجودي والقيمي هو‬ ‫فهو بهذا خرج من المأزق الذي عاشته الفلسفة ‪55‬‬‫ما جاء في الآية الأولى من النساء (الوجودي)‬ ‫‪ 25‬والدين معا‬‫وما جاء في الآية ‪ 13‬من الحجرات (القيمي)‪:‬‬ ‫أي كيف التوفيق بين حرية الإنسان وحتمية الطبيعة؟‬‫البشرية بإنسانيتها أمة واحدة‪.‬‬ ‫أرسطو حلها خلقيا ولم يجد لها حلا علميا‪.‬‬‫حلها خلقيا عندما ميز بين نوعين من القوة اللاعاقلة والسر بعيد الغور‪:‬‬‫‪ 60‬إنه مدلول الرئاسة الإنسانية في كلام ابن خلدون‪.‬‬ ‫والعاقلة‬‫‪ 30‬اي إن الثانية لها القدرة على الشيء وضده وهو هو يعرفه بالمقارنة مع السباع التي لا تسافد إذا‬‫قيدت ومع الله الذي لا شريك له‪.‬‬ ‫مفهوم يعني الحرية بلغتنا الحديثة‪.‬‬

‫فالإنسان له خاصية السباع يفضل الموت على وهو عمل فلسفي جليل‪.‬‬‫وجلاله الفلسفي مضاعف‪:‬‬ ‫العبودية وإذا استعبد ذبلت فيه قوى الحياة فذوى‬ ‫بالتدريج حتى ينتهي فردا كان أو جماعة‪.‬‬ ‫فهو أولا‬ ‫‪35‬‬ ‫والإنسان له خاصية حب التأله التي في آن هيمنة‬ ‫‪5‬‬‫يلغي الحل الهيجيلي بما يسمى جدلية السيد والعبد‪.‬‬ ‫الإنسان على كل شيء ورفض هيمنة أي شيء عليه‪ .‬وبها‬‫فهذا الحل مستحيل لأن بقاء العلاقة بين الحدين‬ ‫يعلل كل الصراعات السياسية في المجتمعات البشرية‪.‬‬ ‫مستحيل النهاية‪.‬‬‫إذا جمعنا المقارنتين وجدنا مفهوم الحرية التي فالحل الجدلي يمكن أن يفهمنا حركة الصراع‬‫ولا يعلل توقفها بدعوى حصول الاعتراف المتبادل‬ ‫بعمومها لدى كل البشر تجعلهم في آن يتوقون إليها‬‫وبتوقهم إليها يحاولون احتكارها فيحولون دون لأنه يكون من جنس الهدنة في الحروب‬‫‪ 40‬ولا يحقق السلم أبدا‪.‬‬ ‫‪ 10‬حصولها لغيرهم‪ :‬علة صراع الإرادات‪.‬‬‫واستعمال ابن خلدون لمفهوم \"حب التأله\" يشير إذن ومن ناحية ثانية‬‫يفهمنا المعنى العميق لامتناع وجود جماعة من دون‬ ‫إلى ما يسمى في علم الكلام \"دليل التمانع\"‪.‬‬‫كل حر يريد أن يكون المهيمن فينفي الحرية لغيره‪ .‬دين طبيعيا كان أو منزلا‬‫ويفهمنا معنى فطرة الله التي فطر الله الناس‬ ‫‪45‬‬ ‫وإذن فالحرية الإنسانية تقتضي الدين أي العبودية‬ ‫‪15‬‬ ‫عليها‪.‬‬ ‫لله‪:‬‬‫فلا يمكن الجمع بين الفردية والجماعية من دون‬ ‫فالعبودية لله وحده‬ ‫شرط يحقق التوافق بين الحرية والضرورة‬ ‫تحرر حرية البشر ممن يدعون التأله‬ ‫فتخضع البشر لشريعة عادلة متعالية عليهم‪.‬‬ ‫والحل المعتمد على الوازعين الباطن والظاهر‪:‬‬ ‫الدين والدولة‪.‬‬ ‫‪ 50‬ويمكن أن أضيف نتيجة ثالثة لما سبق‬ ‫وإذن فالسر هو تغيير تعريف الإنسان‪:‬‬ ‫‪20‬‬‫وهي أن كل المجتمعات البدائية علمت ذلك وطبقته‬ ‫ننتقل من تعريفه بالعقل إلى تعريفه بالإرادة‬‫بصورة محرفة عندما ألهت الحكام حتى يكونوا حلا‬ ‫فيتدخل مفهومان هما الحرية والقوة‪.‬‬ ‫لهذه المعضلة‪.‬‬ ‫وبذلك نصل إلى الأساس الخفي‪.‬‬‫فتأليه الحكام في الأديان البدائية على ما فيه من‬ ‫‪55‬‬ ‫وثمرتها‬ ‫وهذا الأساس الخفي هو التناظر بين‬‫تحريف دليل على أن الدولة لا يمكن أن تقوم من دون‬‫أن توجد شرائع يقدسها الأفراد لتلغي \"حب التأله\"‬ ‫ما أطلقت عليه اسم الأحياز (الجغرافيا‬ ‫‪25‬‬ ‫والتاريخ وثمرته والمرجعية الحضارية)‬ ‫فتتأسس الجماعة‪.‬‬ ‫ومقومات الوجود الإنساني‪.‬‬‫وفضل الإسلام أنه ألغى هذا التحريف سواء تعلق‬ ‫‪60‬‬ ‫ولأفتح هنا قوسين يعللان اعتباري ابن تيمية شرطا‬ ‫‪30‬‬‫بالحكام في الأديان الطبيعية (فرعون مثلا) أو الشعب‬ ‫في فهم ابن خلدون‪:‬‬ ‫المختار (اليهود) أو الأسرة المختارة (التشيع)‪.‬‬ ‫فهو أول من كتب بحثا في العلاقة بين الحرية‬ ‫والعبودية لله‪.‬‬

‫فالمكان اسم مكان من \"كان\" أي المحل الذي يكون‬ ‫وهذا هو مدلول الجمع بين الآيتين‪:‬‬‫الكائن متعينا بالحلول فيه‪.‬‬ ‫النساء ‪ 1‬والحجرات ‪.13‬‬‫ومن ثم فهو بروز على خلفية كيانه منها ونتوءه عليه‬ ‫البشر أسرة واحدة وكلهم سواسية ولا تفاضل بينهم‬‫‪ 35‬هو وجوده الذاتي‪.‬‬ ‫إلا بالتقوى أي بتطبيق شريعة الأخلاق‪.‬‬ ‫وإذن فالمكان مناظر للوجود‬ ‫‪ 5‬وكما هو بين من نص الآيتين‬ ‫أول مقوم من مقومات الوجود‬ ‫فإن المخاطب هو كل البشر \"يا أيها الناس\"‪.‬‬‫ونفهم جيدا كيف أن ابن خلدون جعل الباب الأول‬ ‫وبعد إثبات الأخوة البشرية يأتي إثبات شرط‬ ‫من المقدمة حيز المكان بما هو جغرافيا طبيعية‪.‬‬ ‫تحريرها مما يفسدها‪ :‬التمييز‪.‬‬‫والتفاضل الخلقي ليس تمييزا مفروضا مثل ‪ 40‬فإذا نتأ الكيان في المكان فصار موجودا عينيا‬‫واستمد منه مدده ليكون فهو حي ومن ثم فثمرة المكان‬ ‫تناظر مقوم الحياة من مقومات الإنسان الخمسة‪.‬‬ ‫‪ 10‬العنصرية والطبقية‬ ‫بل هو تسابق في الخيرات‪:‬‬‫ومن درس ابن خلدون يفهم أن الباب الأول من‬ ‫والتفاضل الخلقي يلغي التمييز لأن الفاضل يحترم‬‫المقدمة يدرس الظاهرة ويحدد ما ينتج عنها من شروط‬ ‫المفضول‪.‬‬‫‪ 45‬الحياة وصلة ذلك بالشكل الأول من الدين‪ .‬طلبا لغيب‬ ‫ولنسرع الآن إلى بيان التناظر‬‫‪ 15‬بين الاحياز (الجغرافيا وثمرتها والتاريخ وثمرته المستقبل‪.‬‬‫وهذا الشكل الأول من الدين شكل تعبير جمالي عن‬ ‫والمرجعية الحضارية وهي عندنا الإسلام)‬‫الحياة أو شكل بروز الوعي بالذات في صلة بالوجود‬ ‫ومقومات الوجود الإنساني‪.‬‬‫الطبيعي إذ يعبر عن عنفوان الحياة الفطرية‪.‬‬ ‫فلأذكر أولا بمقومات الإنسان الوجودية‬ ‫‪ 50‬والمعلوم أن الفنون كلها هي هذا التعبير العفوي‬ ‫وهي تقاس على صفات الله الذاتية‪:‬‬‫‪-‬فمهما صار مصنوعا تبقى قيمته في ظهوره‬ ‫‪ 20‬إنها الوجود والحياة والقدرة والعلم والإرادة‪.‬‬‫مطبوعا‪-‬‬ ‫والإرادة أضافها الغزالي‪.‬‬‫وإذن فبعد الوجود والمكان نجد الحياة وثمرة المكان‪.‬‬ ‫فمن دونها لا يمكن الخيار في الممكن سواء تعلق الأمر‬‫فالمكان هو ما منه تستمد الحياة مدد الحياة أي إن‬ ‫‪55‬‬ ‫بالله أو بالإنسان‪.‬‬‫المكان بثمرته ينقل النتوء الوجودي إلى المدة الحيوية بما‬ ‫فيكون الممكن في الوجود من علامات الإرادة والحرية‬ ‫‪25‬‬ ‫يستمده الحي منه من شروط البقاء‪.‬‬ ‫لأن العقل والقدرة والحياة والوجود توجد كلها أمام‬‫فإذا تراكمت ثمرة المكان كانت ثروة‬ ‫إمكانات لا حصر لها‪:‬‬ ‫‪-‬أي زادا حاصلا من شروط البقاء‪-‬‬ ‫يقول الغزالي والقدرة حتى العاقلة لا تكفي‪.‬‬‫فتصبح قدرة أو قوة بالقياس إلى فاقديها ومن ثم‬ ‫‪60‬‬ ‫يصعب أن يفهم القارئ التناظر من دون توضيح‬ ‫فهي غاية كل صراع وأداة كل سلطان‪.‬‬ ‫مفهوم المكان والزمان وثمرتيهما الناتجتين عن‬ ‫تفاعلهما والمرجعية الحضارية الحاصلة من ذلك‬ ‫‪30‬‬ ‫للجماعة‪.‬‬

‫لكنها قدرة غير محددة الغاية بذاتها ولا بد لها ‪-‬‬ ‫ولذلك فالقدرة هي الزمان أو ما للحي من شروط‬‫وهنا يأتي دور الغزالي‪ -‬من إرادة تعين الهدف من كل‬ ‫بقاء فيه‪ .‬والمعلوم أن كلمة الزمان لا وجود لها في القرآن‬ ‫ما تقدم أي الوجود والحياة والقدرة والعلم‪.‬‬ ‫بخلاف كلمة المكان‪ .‬ولا بد من فهم السر‪.‬‬ ‫وفهمه يبدأ بفهم دلالة المكان في القرآن‪.‬‬‫‪ 5‬فليس لها دلالة أخرى غير محل القيام أو المكانة عند ‪ 35‬وهكذا وصلنا إلى ما بدأ به ابن خلدون‪:‬‬ ‫الكلام على البديل‪.‬‬‫\"الإنسان رئيس بالطبع بمقتضى الإستخلاف الذي‬ ‫لا وجود فيه لمعنى الفضاء الحاوي‪.‬‬‫خلق له\"‪.‬‬‫تعريف الإنسان بهذه المقومات مناظر لأحياز‬ ‫فيكون ما يناظره هو الوقت وليس الزمان‪.‬‬ ‫الجماعة‪.‬‬ ‫والوقت هو لحظة وجود الشيء أو الحدث سواء حال‬‫‪ 40‬علم أحياز الجماعة (الجغرافيا وثمرتها والتاريخ‬ ‫‪ 10‬حصوله الفعلي أو المتوقع‪.‬‬‫وثمرته والمرجعية الحضارية) هو علم مقومات الإنسان‬ ‫واجتماعهما هو القضاء والقدر‪.‬‬‫ليس بما هي في نفسه بل في وجود الجماعة‪.‬‬ ‫وما يظن متعاليا عليهما هو الدهر‬‫لكأن ابن خلدون قال‪:‬‬ ‫والقول به يمكن أن يكون دليل إيمان أو دليل كفر‪:‬‬ ‫لا وجود لأنثروبولوجيا إلا بوصفها سوسيولوجيا‬ ‫دليل إيمان إن كان حيزا متعاليا على المحل والوقت‬‫والجامع بينهما حتما فلسفة الدين وفلسفة التاريخ‪:‬‬ ‫‪ 15‬ومحددا لهما‪45 .‬‬ ‫المقدمة برهان كونية الإسلام‬ ‫وبهذا المعنى نهينا عن سبه‪.‬‬‫وليطمئن القارئ‬ ‫ودليل كفر إذا ظن نظام الطبيعة المغني عمن يهيمن‬ ‫فلن يسمع أي دعي من حداثيي العرب في الامر‬‫لأنه لا يوجد من بينهم من قرأ ابن خلدون أو الغزالي‬ ‫من‬ ‫الطبيعية التي‬ ‫الضرورة‬ ‫عليه بحرية تتعالى على‬ ‫جنس يهلكنا الدهر‪.‬‬ ‫أو ابن تيمية بجهاز فلسفي يليق بهم‪.‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪ 20‬الثروة هي إذن نظير الزمان بمعنى أنها عند‬ ‫صاحبها تبدو وكأنها ضامنة للبقاء ولو لمدة معينة‪.‬‬‫لذلك فينبغي لشبابنا أن يتحرر من العقد التي تجعل‬ ‫ولهذه العلة يصبح التحكم فيه مشروطا بها فتناظره‪.‬‬‫أدعياء الحداثة يقبلون أن يقرأ ما قبل سقراط بجهاز‬‫حديث ويعتبر كل كلام على فلسفتنا ماضوية‪.‬‬ ‫أما ثمرة الزمان فتناظر العلم‪.‬‬ ‫كيف؟‬‫عنوان المقدمة وحده كاف للدلالة على الكونية‪:‬‬‫علم \"العمران البشري والاجتماع الإنساني\"‪.‬‬ ‫الديمومة مهما قصرت إذا وعيت تكون خبرة ‪55‬‬ ‫‪25‬‬ ‫ولما كان تعريفه للإنسان هو ما ذكرنا‬ ‫فإذا كانت خبرة مع سلطة الثروة أصبحت أداة فعل‬‫تبين القصد العميق‪.‬‬ ‫نظري وذلك هو العلم‪.‬‬‫وذلك هو معنى كون الإسلام مستقبل الإنسانية‬ ‫فالعلم عند من يدرك حقيقته هو قدرة فعلية ليست‬ ‫ومعنى أننا شاهدون على العالمين‪.‬‬ ‫مقصورة على الصوغ الرمزي بل هي تمكن من سر‬ ‫‪ 30‬الأشياء للفعل فيها بمعرفة قوانينها وهو من ثم قدرة‪.‬‬

‫وتلك هي غاية الاستئناف الذي ينبغي أن يدركه فيتبين أن المقدمة هي فعلا محاولة للاستدلال‬‫العلمي على أن نظرية الإنسان والجماعة الكونية في‬ ‫شبابنا‪ :‬دورنا الكوني‪.‬‬‫القرآن هي موضوع التاريخ بمقتضى فلسفة الدين‪.‬‬ ‫فمكان علمه هو كل المعمورة‬‫وموضوعه هو كل مستويات الوجود الإنساني‪ 15 .‬وها نحن نرى أن الإنسانية اتحدت من حيث هي‬‫‪ 5‬الأول تعاون لسد الحاجات أو الاستعمار في الأرض‪ .‬مستعمرة في الأرض لكنها مخلدة إلى الأرض‪.‬‬‫والطرق المسدودة لهذا المآل علاجها بما يحرر من‬ ‫والثاني تآنس للاستخلاف فيها‬‫هذا الإخلاد‪.‬‬ ‫فيتم التطابق بين‬‫تعريف الإنسان (رئيس بالطبع بمقتضى الاستخلاف ولا يحرر منه إلا الإسلام‪.‬‬ ‫الذي خلق له)‬ ‫‪ 10‬وتعريف للجماعة الإنسانية قرآنيا شرطا في علم‬ ‫بعدي الوجود الإنساني‪.‬‬

‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬