لا يمكن الكلام على الفضاء العام دون وصله بأحياز الوجود الإنساني الجمعي والفردي. ذلك أن العلاقة بين دلالات هذا المفهوم ما يعد منها حقيقيا وما يعد مجازيا يبقى دائما إضافيا إلى هذه الأحياز في علاقتها بالجماعة وبالفرد وهي علاقة متعاكسة تماما كما سنرى. فالفضاء العام بالنسبة إلى الجماعة هو دائما على حساب الفضاء الخاص بالنسبة إلى الفرد. وحتى عندما يكون على حساب الفضاء الخاص للجماعة فذلك ينتج عن اعتبار الجماعة وكأنها فرد في لقاء الجماعات المختلفة التي تتقاسم المعمورة. ولاختيار كلمة الفضاء دلالة عميقة لأن الفضاء ليس الملاء فحسب بل هو الخلاء المحيط به سواء كان ما يملأ المكان فردا أو جماعة.
Like this book? You can publish your book online for free in a few
minutes!