Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore الصهيونية والصفوية نفس المشروع بنفس الاستراتيجية - ابو يعرب المرزوقي

الصهيونية والصفوية نفس المشروع بنفس الاستراتيجية - ابو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-05-29 07:06:57

Description: لما تتكلم إسرائيل عن التطرف وعلى وصفه بالديني، ولما إيران تحاكيها، ولما يحاكيهما عملاؤهما من العرب بصنفي ميليشياتهم، لم يبق محل للإندهاش.
لو لم تجن البشرية حقا، لما وجد من يصدق من يعلل وجوده بخرافات التوراة أصلا، ويفرض بأدوات العنف الحديث، كلامه على الإرهاب والتطرف الديني.

Search

Read the Text Version

‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫نفس المشروع بنفس الاستراتيجية‬



‫لما تتكلم إسرائيل عن التطرف وعلى وصفه بالديني‪ ،‬ولما إيران تحاكيها‪ ،‬ولما يحاكيهما‬ ‫عملاؤهما من العرب بصنفي ميليشياتهم‪ ،‬لم يبق محل للإندهاش‪.‬‬‫لو لم تجن البشرية حقا‪ ،‬لما وجد من يصدق من يعلل وجوده بخرافات التوراة أصلا‪،‬‬ ‫ويفرض بأدوات العنف الحديث‪ ،‬كلامه على الإرهاب والتطرف الديني‪.‬‬‫وهذه البشرية المجنونة‪ ،‬بحاجة لمن يساعد إسرائيل لتحقيق أحلامها من أهل الإقليم‪،‬‬ ‫فأوهمته بأنه يمكن أن يسترد امبراطورية قبل الإسلام‪ :‬دور إيران‪.‬‬‫ولما كان ذلك غير كاف للقضاء على غالبية أهل الإقليم ‪-‬السنة‪ -‬سودوا عليهم أرذل من‬ ‫فيهم‪ .‬ولما كان ذلك لم يكف كذلك‪ ،‬بثوا جراثيم تفسد مقاومة الشعب‪.‬‬ ‫هذه هي الوضعية‪.‬‬‫وصف المقاومة الشعبية بالإرهاب والتطرف الديني‪ ،‬أعطوه بجراثيمهم‪ ،‬بعض المصداقية‬ ‫ولو بالقيام بجرائم تسارع الجراثيم لتبنيها باسمها‪.‬‬‫لكن لا أحد تساءل عن قتل أطفال مسيحيين أو تهديم معالم تاريخية‪ ،‬وكلاهما لم‬ ‫يمسسهما المسلمون طيلة عمر دولتهم‪ ،‬هل يمكن أن يكونا هدفين للمقاومة؟‬‫وهل يعقل أن يكون ما يجري مقاومة للأعداء بهدف التحرر والتحرير‪ ،‬وهي كما نراها‬ ‫حقا لا تقاوم إلّا سعي الشعوب للتحرر‪ ،‬بتمكين الخونة من تبرير وجودهم؟‬‫والسؤال المشروع عقلا هو‪ :‬أليس التطرف الذي يبدو ممثلا لصف ما يوصف بالمقاومة‪،‬‬ ‫هو في الحقيقة الرديف الضروري لسياسة لأنظمة وللذراعين والحاميين؟‬‫هذا ما أريد اثباته بالدليل العقلي المبني على تناسق الاستراتيجية الاسرائيلية‬ ‫والإيرانية‪ ،‬واستراتيجية الغرب في تثبيت عملائه الخاضعين للذراعين‪.‬‬ ‫‪41‬‬

‫وكالعادة‪ ،‬سأعتمد فرضية انطلق منها‪ :‬سأفترض ظاهرة تاريخية ذات صلة بتطبيقها حاليا‬ ‫في الإقليم من قبل الذراعين بمساعدة الحاميين وخونة العرب‪.‬‬‫إنها فرضية تفريغ أمريكا من أهلها لإنشاء ما كان يطلق عليه من يسمون بالآباء المؤسسين‬ ‫بالأرض الموعودة الجديدة‪ ،‬أي الولايات المتحدة الحالية‪.‬‬‫الفرق الوحيد أن الآباء المؤسسين في اعتمادهم على اسطورة الأرض الموعودة‪ ،‬لم يدعوا‬ ‫أنها كانت لهم ليستردوها‪ ،‬بل هي لهم لأنهم أولى بها من أهلها‪.‬‬‫وإذن فأخذها ليس إلا مرحلة أولى استعدادا لمرحلة ثانية تسترد فيها الأرض الموعودة‬ ‫الأولى‪ ،‬التي قياسا إليها سميت الثانية‪ :‬معنى المسيحية الصهيونية‪.‬‬‫ومن درس التاريخ يعلم أن علاقة إيران القديمة باليهود كانت من جنس علاقة أمريكا‬ ‫الآن بهم‪ :‬لكن علاقة التوظيف انعكست‪ .‬فمن كان موظِفا صار مو َظفا‪.‬‬‫توهمت إيران أنه بوسعها أن تحقق حلم استرجاع امبراطورية فارس القديمة بنفس‬ ‫الطريقة التي استردت بها إسرائيل إمبراطورية داوود بمساعدة الغرب‪.‬‬‫لذلك‪ ،‬فالنموذج في الحالتين هو نموذج خطة غزو ما يسمى بالأرض الموعودة الجديدة‪.‬‬ ‫وهذا الغزو كان بحاجة للحرب ولنوعين من السلاح سياسي وبيولوجي‪.‬‬‫وقد ترجمت كتاب وودي هولتون ‪\" Unruly Americans‬الأمريكيون الجوامح\" وفيه خطة‬ ‫تفتيت الهنود وجعلهم في حرب أهلية دائمة مع التعامل معهم فرادى‪.‬‬ ‫هذا سياسيا‪.‬‬ ‫والسلاح الأقوى بيولوجي وثقافي‪.‬‬‫فبيولوجيا‪ ،‬كادت الأمراض الأوروبية التي لم تكن موجودة تفنيهم‪ ،‬وثقافيا كادت‬ ‫الخمور والأسلحة تنهيهم‪.‬‬ ‫وهذا كله يطبق حرفيا‪ :‬السياسي لا حاجة لإثباته‪.‬‬‫البيولوجي فشل لأن الأمة تتكاثر بصورة معجزة‪ ،‬لكن الثقافي فعل فعله‪ :‬فكل النخب‬ ‫الخائنة هي ثمرته‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫لذلك فكروا في حل بيولوجي آخر‪ :‬التصفية العرقية أو المذهبية‪ ،‬والتبشير المذهبي أو‬ ‫الثقافي‪ ،‬والتهجير ما أمكن ذلك في حالتي خطة إسرائيل وإيران‪.‬‬‫وإيران وإسرائيل يشتركان في هذه الحلول جميعها‪ .‬لكن الفرق يوجد في خاصية كل‬ ‫منهما‪ :‬فالإيراني بعمل بالتبشير الشيعي‪ ،‬والإسرائيلي بالتبشير العلماني‪.‬‬‫والدولتان ذراعان في خطة القضاء على سنة الإقليم لاستعادة امبراطوريتي داوود‬ ‫وفارس‪ ،‬علما وأن هذه وهم هدف الاستفادة من إيران لتحقيق حلم الغرب‪.‬‬‫ذلك أن أمريكا (الغرب الأقصى) تستعد للشرق الأقصى الذي بات ينافسها على العالم‬ ‫كله باقتدار‪.‬‬ ‫ومن يحتل دار الإسلام قبل الثاني يفوز بهذا السلطان‪.‬‬‫ومن يقرأ التاريخ ويتدبره‪ ،‬لا ينسى أن ذهاب الغرب إلى أمريكا كان للإحاطة بدار‬ ‫الإسلام التي كانت صامدة‪ .‬ونحن أمام نفس المشروع اليوم بأسلوب آخر‪.‬‬‫فالإحاطة بدار الإسلام لم تعد ممكنة‪ :‬فهو اتسع كثيرا وصار ممسكا بجل البحار الدافئة‬ ‫وممراتها وبجل طاقة العالم وبتكاثر مخيف‪ .‬الحل ضرب راسه‪.‬‬‫رأس دار الإسلام في الإقليم جغرافيا وتاريخيا‪ :‬فجغرافيا معالم الإسلام في الإقليم السني‪،‬‬‫وتاريخيا بداية دولته منه (العرب) وغايتها منه(الأتراك)‪ ،‬لذلك فالاستراتيجية كانت‬‫فصل العرب والترك‪ ،‬وهو ما حدث بخلق عداوة بينهما بمحاولة ضم تركيا للحلف الغربي‪،‬‬ ‫ولما فشلت الخطة جاء دور التفتيت‪.‬‬‫بدأوا بالعرب الذين انقسموا إلى ذيلين غربي وشرقي بعد الحرب العالمية الثانية‪،‬‬ ‫أداتين لهما في حربهما‪ ،‬ثم بعد سقوط أحد القطبين صاروا عبيدا للثاني‪.‬‬‫وما حصل في القمم الثلاث بقيادة الأخرق ترامب ليس إلا الإعلان الرسمي على خضوع‬ ‫الحكام التام مثل ما بقي من قيادات قبائل الهنود الحمر سابقا‪.‬‬‫والشعوب شرعت في المسير نحو تحقيق شروط الاستئناف‪ :‬ثورة الشباب وانتخاب الشعب‬ ‫لقوته السياسية المنظمة الوحيدة لقيادة ثورته‪.‬‬ ‫بدأ الفعل التاريخي‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫وبذلك يتبين أن التطرف الديني صهيوني صفوي‪ ،‬لان كلتا الدولتين تعرّف ذاتها بهوية‬ ‫دينية ولا توجد دولة عربية أو تركية واحدة تقول بهوية دينية‪.‬‬‫الإسلام دين شعوب الأمة لكنه ليس هويتها‪ ،‬لأنه لا يتنافى مع تعدد الهويات الإثنية التي‬ ‫يعتبرها من آيات الله مثل اللغات والألوان‪ :‬شعوب وقبائل‪.‬‬‫وإذا كان في بلاد العرب والأتراك (سابقا) إرهاب‪ ،‬فهو من حكامهم ضد الشعوب وليس‬ ‫من الشعوب ضد الحكام‪ .‬إنه إرهاب غربي أدواته الأنظمة العربية‪.‬‬‫ولما وجدت الأنظمة ونخبها أن ذلك يثلج صدر الغرب‪ ،‬صاروا يبتدعون مثل هذه‬ ‫العمليات‪-‬قتل بعض المسيحيين أو أي اقلية أخرى‪-‬ترشحا لمهمة حمايتهم‪.‬‬‫الإرهاب الأصلي‪ ،‬وحتى الإرهاب الذي يبدو رد فعل عليه‪ ،‬كلاهما ثمرة استراتيجية‬ ‫تفهم غاياتها وأدواتها وتتحدد طبيعتهما بالفرضية التي حدثت فعلا‪.‬‬‫وما أظن أحدا يمكن أن ينفي أن هذا الوصف لما يحدث‪ ،‬وصلته بفكرة الأرض الموعودة‬ ‫الجديدة والقديمة‪ ،‬وصف أمين وأنه يمكننا من الفهم والتخطيط للنصر‪.‬‬ ‫‪44‬‬



‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬