Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore نزعة الاستئصال ومرض احتقار الذات - أبو يعرب المرزوقي

نزعة الاستئصال ومرض احتقار الذات - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-09-06 18:03:33

Description: نزعة الاستئصال ومرض احتقار الذات - أبو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬ ‫نزعة الستئصال ومرض احتقار الذات‬ ‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫تونس ف ‪2015.04.22‬‬ ‫جدول الواد‬‫تنبيه ‪2........................................................................................:‬‬‫الاولة ‪3.......................................................................................‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪1‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬ ‫تنبيه ‪:‬‬‫هذه محاولة لفهم مرض الطائفية الحداثية التي أدت إلى التخلف التزايد‬ ‫في نهضة العرب عامة والعرب الذين يتصورون أنفسهم رواد التحديث‪.‬‬‫ومما يثبت ما سنبينه بالتحليل الدقيق ضربان من الحلف الدال على‬ ‫التخلف ‪:‬‬ ‫• فهم حلفاء الستبداد والفساد العسكري‬ ‫• وخدم الستبداد والفساد القبلي‬‫فض ل ع ن مش اركتهم الفعلي ة بوص فهم مليش يات قل م ف ي الح رب عل ى الهوي ة‬ ‫السلمية السنية بالذات مع الطائفيات الربع الخرى ‪:‬‬ ‫‪ .1‬بقايا الباطنية )شضايا دولتهم الفاطمية في الشام(‬ ‫‪ .2‬وبقايا الصليبية )شضايا الستعمرات الصليبية في الشام(‬‫‪ .3‬وبعض النتسبين إلى الديان النزلة الذين حمتهم حضارة السلم ول يزال‬‫ل ديهم حق د عل ى الس لمين ال ذين حرروه م م ن اس تعمار بيزنط ة وف ارس‬ ‫)بعض أقباط مصر وبعض مسيحيي العراق(‬ ‫‪ .4‬وبقايا الشعوبيات والنزعات القومية العنصرية في الحضارة السلمية(‪.‬‬ ‫والتركيز هنا على طائفية الحداثيين لنها هي الخطر رغم قلة عددهم ‪:‬‬ ‫فهم رأس جسر الستعمار الخطر أي الستعمار الثقافي والروحي‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪2‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬ ‫الاولة‬‫‪-1‬ما سر كراهية أصحاب الوقف الستئصالي لكل ما هو عربي وإسلمي‬‫ف ي مجتمعاتن ا ودوره ا ف ي تجني د مليش يات القل م والس يف لخدم ة الس تبداد‬ ‫والفساد؟‬‫‪-2‬ولم نلحظ أن ذلك بلغ الذروة في مستعمرات فرنسا أو حيث سادت‬‫ثقافته ا ح تى دون اس تعمارها )مص ر( خاص ة س واء كانت مش رقية أو مغربي ة؟ما‬‫العلقة وهل هي تواصل دورها في الحروب الصليبية وموقف الكاثوليكية الكامنة‬ ‫حتى في اليعقوبية موقفها من السلم؟‬‫‪-3‬وللقض ية غراب ة أك بر ف ي مص ر‪ :‬ذل ك أن فض ل الخ وان عل ى طبق ات‬‫الش عب الص ري ال دنيا ل ينك ره إل جاه ل‪ .‬لك ن الش عب نسيي ذل ك واغ تر بفج ور‬‫الص حافة فب ات التنكي ل بك ل م ن يته م بالنتس اب إل ى الخ وان أق رب إل ى موق ف‬ ‫الكاثوليك من الصلحيين في أوروبا‪.‬‬‫‪-4‬النخبة الصرية متأثرة بقشور الثقافة الغربية في صورتها الفرنسية‬‫الشوهة سواء كانت منتسبة إلى الاركسية أو إلى التنوير التخلفين مثل شيوعيي‬‫الع رب وتن ويرييهم‪ .‬وم ا راي ت ف ي حي اتي أك ثر س طحية منه م م ع تقلي د ق ردي ف ي‬ ‫التيكات وخاصة عند التؤربات من نسائهم‪.‬‬‫‪-5‬في آخر لقاء لي في الجنادرية مع بعض متفلسفي الدستور النقلبي من‬‫الصريين )أحدهم عرف بدعوى إن مصر علمانية بالجوهر وهو قد توفي مؤخرا‬‫رحمه ا( سمعت كلما قالوه في الخوان ل يستطيع حتى هتلر قوله في اليهود‪.‬‬‫ورغم أني لست من أي طائفة أو مذهب لرفضيي ما يتجاوز الية ‪ 177‬من البقرة‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪3‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬‫فإني اعتبر الخوان أكثر الفرق قربا من السنة كما صاغها ابن تيمية بخلف أوهام‬ ‫من يعاديهم من الوهابيين‪.‬‬‫‪-6‬حيرني المر‪ :‬كيف ينسبون إلى أنفسهم الثورة بفكر ليبرالي وعلماني ثم‬‫يربطون نجاحها بالعسكر الذي أنزل مصر إلى أسفل سافلين فأخرجها بحق من‬‫التاريخ لنها بعد ستين سنة من حكم العسكر أصبحت دون ما كانت عليه في حكم‬ ‫اللكية منزلة ووزنا؟‬‫‪-7‬ب ل ه م به ذا الس لوك ال ذي يم زق الجتم ع بع د تحوي ل الدول ة إل ى‬‫منظومة مافياوية سيخرجون مصر من الجغرافيا‪ :‬ذلك أن سلوكهم ل يهدف إلى‬‫تجفيف منابع الروح بل هم بما أوصلوا إليه مصر سيجعلون اثيوبيا قادرة على‬ ‫تجفيف منابع الحياة الصرية‪ :‬النيل‪.‬‬‫‪-8‬مص ر ب اتت يس تهان به ا ح تى م ن أثيوبي ا رغ م أنه ا ل ول غب اء العس كر‬‫وبلدة العلم انيين واللي براليين ال ذين ج ردوا مص ر م ن س ر قوته ا الروحي ة لك انت‬‫قيادة أثيوبيا الروحية مصرية لن غالبية سكانها مسلمة‪ :‬العسكر اعتمد سخافة‬‫فلس فة الث ورة لهيك ل بعقلي ة اس تعمارية ف اعتبروا الع رب والس لمين والفارق ة‬‫مجال حيويا أي مستعمرات بإيديولوجيا وهمية تابعة للتحاد السوفياتي ما يعني‬ ‫اختيار الصف الخاسر في العلقات الدولية‪.‬‬‫‪-9‬الغريب أن الذي يمنع أن يكون السلم قوة مصر اللطيفة ويتوهم أن‬‫توريد السلح قوة عنيفة كافية يخافر بقوة إيران التي ليس لها من قوة لطيفة‬‫غيره حتى وإن كان محرفا لخداع شيعة العرب‪ .‬وما رأيت في حياتي أغبى من شيعة‬‫العرب‪ :‬يمولون بمالهم ودمهم عودة الستعمار الفارسيي لبلدهم ويسعادون إيران‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪4‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬‫في التوسع على حساب قومهم وحتى دينهم لو كانوا يفهمون‪ :‬فالتشيع الذي يتبعونه‬ ‫ل علقة له بعلي رضيي ا عنه بل هو توظيف له لتهديم السلم من الداخل‪.‬‬‫‪-10‬وك ل النخ ب الس طحية ال تي ت دعي العلماني ة والليبرالي ة معجب ة‬‫بإسرائيل وإيران وكلتاهما تؤسسان تمددهما بل ووجودهما على ما يرفضونه في‬‫مصر ‪ :‬العقائد الدينية التي هي دون السلم عقلنية وروحانية لنها محرفة‪ .‬ول‬ ‫عجب فهم أيضا يؤمنون بحداثة محرفة‪ :‬يخلطون بين قيمها وقيم الستعمار‪.‬‬‫‪-11‬ل ذلك تراه م جميع ا ل يح اربون ال دين عام ة إل تقي ة لحربه م عل ى‬‫الس لم ال ذي ه و الوحي د العت بر ع دوا ل ديهم‪ .‬فه م ل ينبس ون ببن ت ش فة ض د‬‫اليهودية والسيحية والبوذية وحتى الزرادشتية بل هم يستمدون نجوميتهم بإرادة‬‫تسميح السلم وتهوي ده وتبويذه بدعوى التسامح ما يفيد بأنهم لم يقرأوا كت ب‬‫هذه الديان ‪ :‬فالسلم أكثر الديان السماوية والطبيعية تسامحا لو كانوا بحق‬ ‫منصفين‪.‬‬‫‪-12‬إذن ما السر؟ لو قست مصر على تونس‪-‬والقيس وجيه كما سنرى‪-‬‬‫فس نجد أن العل ة ش ديدة البس اطة‪ :‬عق دة البتع ثين ه ي البداي ة ف ي ح التي مص ر‬‫وتونس ثم تطور البتعاث غير الؤطر بمنطق كرة الثلج حتى صار تكوينا لدوات‬ ‫الغزو الثقافي والروحي للمة‪.‬‬‫‪-13‬فعقدة هؤلء مع عقدة الخواجة لدى الباشوات في مصر والبايات في‬‫تونس ولدت التحديث القلوب بمعنى أن البتعث لم يذهب ليتعلم سر النهوض بل‬‫تعلم سر النحطاط لنه بات سهم الستيراد النفعالي‪ :‬استيراد نماذج العيش بدل‬ ‫شروط النتاج والبداع‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪5‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬‫‪-14‬لذلك فمصر وتونس اللتان بدأتا التحديث قبل اليابان وقبل جنوب‬‫شرق آسيا أصبحتا مضر المثال في التخلف والفقر بخلف ما تظهره الفترينات‬‫الخادعة التي كسرتها الثورة فبينت ما كان مخفيا وراءها‪ :‬حتى العمى يرى الفارق‬‫السحيق‪ .‬اليابان وجنوب شرق آسيا يزدادون تقدما ومصر وتونس تزدادان تخلفا‬‫وفقرا ودعوى الريادة التحديثية في القشور التي ليس لها من بذور عدى تحويل‬‫البلد إل ى مرت ع للس ياحة والخابرات تح ويل يه د إل ى جع ل الش باب ن وادل وق وادة‬ ‫وخدما للبيادة‪.‬‬‫‪-15‬وح تى تغط ي النخ ب الس طحية ع ن فش لها ه ذا رغ م أن ه ل م يحك م‬‫مصر وتونس سواهم ينسبون التخلف والفقر إلى السلم السلميين‪ .‬لكنهم هم‬‫التخلفون وفكرهم هو سبب التخلف ‪ :‬لنه ليس فكرا بل تقليد بليد لحداثة غير‬ ‫مفهومة‪.‬‬‫‪-16‬وتوجد علتان أخريان لهذه الكراهية‪ :‬الولى هي غرقهم في الستبداد‬‫والفس اد جعله م يخلط ون بي ن الحداث ة كواق ع والحداث ة كإي ديولوجي فخلطوه ا‬ ‫بقشورها‪.‬‬‫‪-17‬وهذه العلة الولى بينة في أمرين‪ :‬قيادات الحركات السلمية مثقفة‬‫وشعبية‪ .‬الحكام يدعون الحداثة‪:‬عس كر ونخبهم أميون ول حظ لهم ديمقراطيا‬‫لن الش عب بخلف أوه امهم ي درك حقيقته م ويعل م أنه م أج انب اله وى وخ دم‬ ‫الستعمار أكثر منهم رعاة لصالح الشعب‪.‬‬‫‪-18‬والعل ة الثاني ة لكراهيت م ش عبهم أه م‪ :‬ف الوقف الع ادي للعروب ة‬‫والس لم \"جزي ة\" ي دفعونها للمس تعمر ح تى يم دحهم ويزكيه م بك ونهم متق دمين‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪6‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬‫وحداثيين ويوليهم علينا رعاة لصالحه ونهبة لرزق الشعب الذي يحولوه إلى بنوك‬ ‫سويسرا أو يبذروه في فنادق الغرب أو تستثمره إسرائيل واخطبوطها فيه‪.‬‬‫‪-19‬وما رأيت في كل لقاء لي معهم وخاصة مع كبارهم من يمكن أن يقال‬‫عن ه إن ه بح ق مثق ف أوع الم ف ي مج ال معي ن بص ورة تتج اوز الطلء الخ ارجي‬‫والقش ور ال ذي يمك ن أن يزي ن الج الس عن دما ت دور بينه م الك ؤوس وتتخ در‬ ‫الرؤوس‪.‬‬‫‪-20‬وليكن مثالنا كبارهم التفلسفون في الصلح الديني‪:‬جلهم من الداب‬‫ف ي ت ونس ومص ر ول ص لة له م بمض مون العل م ول ب أدواته لس انا ومنطق ا ول‬‫تصدقوا ما ترونه في بعض مصنفاتهم من إحالت لراجع وعلوم ل يعرفون منها‬ ‫عدى أسمائها رواية ل دراية‪.‬‬‫‪-21‬فم ن مص ر ناص ر حام د أب و زي د )ماركسيي متكل س( وم ن الج زائر‬‫أركون )مابعد حداثي متفلس( ومن تونس الشرفي )ماركسيي متمسح( وتلميذهم أو‬‫بعض الختصين في النقد وعلم الكلم مع تطفل فلسفي يغزون الساحة بمبتذلت‬ ‫الفلسفة التي تجاوزها الفكر النساني منذ عقود‪.‬‬‫‪-22‬أم ا مليش يات القل م أي الص حفيين وادعي اء التحلي ل السياسيي‬‫والس تراتيجي فاختصاص هم الوحي د الك ذب ونش ر الش ائعات وتلمي ح مومي ات‬‫الساس ة والعس كر فمث الهم م ا ن راه ف ي اعلم مص ر وت ونس ‪ :‬أدعي اء تحلي ل‬ ‫استراتيجي وإصلح ديني من أميين في المرين لن أغلبهم قوادة مخابرات‪.‬‬‫‪-23‬والش عب الص ري والتونسيي يع اني م ن ه ذه الف ات ال تي أفس دت‬‫ش روط النه وض الفك ري )عق م يمض ع الكليش يهات( وال ادي )تطف ل ي بيع خ ردة‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪7‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬ ‫الصين(‪ :‬والثورة بالديموقراطية مسحتهم فكانوا وقود النقلب‪.‬‬‫‪-24‬لوك انوا أذكي اء لرض وا بالس ح الس لمي قب ل بل وغ الث ورة إل ى مرحل ة‬‫الحاكم ات الثوري ة‪ .‬ف حلفهم م ع العس كر النقلب ي والعني ف س يجذر الث ورة‬‫فتمسحهم مع حماتهم من مليشيات السيف مسحا ثوريا ليتهم ينظروا في التجارب‬ ‫التاريخية ليعلموا هول الصير‪.‬‬‫‪-25‬ولع ل م آلهم الوحي د س يكون م آل حركي ي الج زائر وم آل الف ارين ف ي‬‫القوارب من فياتنام‪ :‬فهم من بقايا النحطاط الوروث عن الستعمار يتصورون‬ ‫شعوبهم أنديجان‪.‬‬‫‪-26‬لم كان مآل النخب التغربة هذا الآل؟ نقترح تفسيرا تربويا حضاريا‪:‬‬‫فق د م ر تك وين ه ذه النخ ب بخم س حق ب ه ي حق ب البتع اث غي ر الخاض ع‬‫لس تراتيجية تنمي ة ثقافي ة واقتص ادية هادف ة إل ى النه وض‪ :‬فالبتع اث الول ف ي‬‫الق رن التاس ع عش ر ه و الوحي د ال ذي ك ان م ن أج ل النه وض قب ل الس تعمار‬ ‫الباشر‪ .‬وهو قد اثمر مرحلة مكنت من تحقيق شيئا مفيدا من الحياء الذاتي‪.‬‬‫‪-27‬لكن حقبة البتعاث الثاني بداية من سيطرة الستعمار إلى سقوط‬‫الخلفة بعد الحرب الولى مثلت بداية النتقال إلى الحل الزائف التمثل في ربط‬‫النهوض بالبديل الحضاري العادي للذات ولعل رمزها طه حسين وعقدة النسب‬ ‫الغربي للثقافة الصرية )وهو نفسه كتب كاريكاتور ذات في قصة\"الديب\"(‪.‬‬‫‪-28‬وحقبة البتعاث الثالث خلل حرب التحرير مترددة بين خصائص‬‫الولي ن‪ :‬ابق ت عل ى الهوي ة ومقوماته ا لتس تعملها مج رد أدوات مقاوم ة بني ة‬ ‫الستغناء عنها بالبديل الحضاري الغربي‪ :‬رمز الحقبة بورقيبة‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪8‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬‫‪-29‬ورابع ة حق ب البتع اث جي ل الس تبدال الحض اري ال ذي حق ق م ا‬‫عجز عنه الستعمار‪ :‬فرنسة تونس والغرب والجزائر بدعوى بناء الدولة الوطنية‬‫الحديث ة ال تي ي راد له ا التخل ص النه ائي م ن مقوم ات هويته ا واس تبدالها بالهوي ة‬ ‫الفرنسية وأهمها اللغة في التعليم والدارة والحياة العامة‪.‬‬‫‪-30‬وآخرة حقب البتعاث هي تكوين أبناء الجيال السابقة من البتعثين‬‫ومهمتهم تحضير الشعب بوصفه أنديجان بالستبداد والفساد وبالتبعية التامة‬‫والزدوجة‪ :‬تبعية لحكم تابع لستعمر المس الذي يحمي النظمة ونخبها العميلة‬‫ضد الشعوب الستعبدة بدعوى تحضيرها‪ :‬لعل أفضل صورة توضح العلقة هي‬‫صورة حكومة فلسطين في الضفة ونخبها التي صارت حياتها مشروطة بخدمة أمن‬ ‫إسرائيل وخاصة أولئك الذين تآمروا على عرفات فاغتالوه‪.‬‬‫‪-31‬لك ن خلل ذل ك حص ل م ا ل م يت وقعه التغرب ون‪ :‬فالح افظون عل ى‬‫الهوية أبعدهم الستعمار عن الحياة العامة في الدولة والجتمع وحاصرهم بالقمع‬‫والحرم ان‪ .‬فك انوا إذا واص لنا القي اس عل ى الحال ة الفلس طينية م ن جن س أبط ال‬ ‫حماس الحاصرين والبدعين لفنون القاومة وأدواتها بالعتماد على النفس‪.‬‬‫‪-32‬فجمعوا بين الثقافتين جمعا متينا متجاوزين اقتصار العملء على‬‫الشعارات والقشور‪ :‬لذلك ترى كل الحركات السلمية ذات قيادات متعلمة تعلما‬‫جامعا بعمق بين الثقافتين السلمية والغربية‪ .‬وقادرة على الجتهاد والجهاد في آن‬‫ول م تستس لم للس تعمار أو عل ى التي ار الغ الب فيه ا م ا ي زال ص امدا )لن البع ض‬‫أغرتهم مطامع الحكم فهرولوا هرولة هددت الثورة بحق ومكنت الثورة الضادة‬ ‫من العودة السريعة‪ .‬لكن الوجة الثانية آتية ل ريب فيها(‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪9‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬‫‪-33‬ذلك أن البعاد والحرمان مكنهم من الفراغ للمعرفة والتعلم وكذلك‬‫من ممارسة القاومة الجتماعية والسياسية مع تهجير أطلعهم على الغرب دون أن‬‫يفقدهم أو على أن يفقد غالبيتهم روح الفداء وطلب شروط الستئناف بالنسبة‬ ‫إلى المة ككل‪.‬‬‫‪-34‬فمكنهم ‪-‬قطع الصحراء كما يقال سياسيا‪ -‬من الستعداد الحقيقي‬‫للوصل بين الحافزين الصيل والدخيل للمصالحة بين قيم السلم وقيم الحداثة‬‫بصورة مبدعة‪ :‬هي جوهر مطالب الثورة بوعي عند البعض وبصورة شبه غريزية‬‫عن د غالبي ة الش عب وص ل بي ن ال تزامهم ودوافعه م ف ي ث ورة التحري ر وف ي ث ورة‬ ‫التحرر‪.‬‬‫‪-35‬أما الذين نوبهم الستعمر في إدراة مستعمراته بحضوره وبعده فإنهم‬‫استمرأوا العيش الغربي بالستيراد والتبعية مكتفين من الحداثة بقشورها‪ .‬لذلك‬‫فهم لن يتجاوز أفق خدم العسكر والقبائل والقوادة لخابراتهما التي هي بدورها‬ ‫قوادة لخابرات الغرب‪.‬‬‫‪-36‬وذل ك ه و الطل وب منه م مقاب ل م ا تقتص ر الحري ات علي ه والتق دم‬‫عندهم‪ :‬أي عادات الحياة الغربية التي ل يقبلها الشعب والتي بمقتضاها يعتبرونه‬ ‫متخلفا وبحاجة لسلطانهم عليه‪.‬‬‫‪-37‬ل ذلك فليس ت الحري ات الس امية ول الكرام ة هم ا م ا يعنيه م وإل ل ا‬‫حالفوا الستبداد والفساد‪:‬م ا يعينهم كحداثة‪ :‬هو العيش بالطريقة الغربية دون‬‫علم بشروط البداع النظري والعملي في الغرب‪ .‬هم من جنس من يتصور الغرب‬‫من خلل السينما كما يتصور الكثير مصر من خلل السينما أو تونس من خلل‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪ 10‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬ ‫الفترينة الساحلية‪.‬‬‫‪-38‬احتق ارهم للش عب يق اس بم ا لي س في ه م ن تقلي د للغ رب مثله م‪:‬‬‫الحديث عندهم هو من يعيش مثل الغرب دون عادات العمل والبداع الغربية‬ ‫يكفيهم التبعية‪.‬‬‫‪-39‬لذلك فهم ل يدركون أن النهوض والحداثة لم يبنها الغرب الحالي بل‬ ‫غرب كان أشبه بالسلميين‪:‬خريج مدارس دينية مع ثقافة علمية وعمل جاد‪.‬‬‫‪-40‬بناة الحداثة الغربية أجيال تعملت وكدت بحق للسيادة على العلوم‬ ‫والتقنيات والعمل الضني والبداع وليست أجيال بثقافة الستهلك الحالية‪.‬‬‫‪-41‬الغرب وصل إلى حاله الراهنة بفضل خمس ثورات‪-1:‬دينية روحية‬‫‪-2‬وفلس فية علمي ة ‪-3‬وتقني ة اقتص ادية ‪-4‬وسياس ية اجتماعي ة ‪-5‬أخي را رفاهي ة‬ ‫استهلكية‬‫‪-42‬نخبنا التغربة لنها كسلى تتصور أن ذلك ممكن وتقوم به من دون‬‫ما يقتضيه من ش روط‪.‬فتحلب الشعب وتجوعه وليس بالجهد والعمل‪ .‬من هنا‬‫الحاج ة إل ى الس تبداد والفس اد والعس كر ح تى يمكنه م م ن ثم رات الس تبداد‬ ‫والفساد‪.‬‬‫‪-43‬م ا يطلب ونه م ن حري ات دني ا ممك ن بش رط أن يس تغلوا الش عوب‬‫باس تعبادها ب دل م ن أن يخ دموها‪.‬وذلك يقتضيي أن يخ دروها وأن يجهلوه ا وأن‬ ‫يهينوها‬‫‪-44‬الظاهرة عامة لكنها في مصر بلغت الذروة‪:‬كلما زرت القاهرة يشدني‬ ‫التقزز فالبعض أنفسهم اسيادا يهينون من يعتبرونهم عبيدا ودون الكلب منزلة‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪ 11‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬

‫نزعةالستئصالو مرض احتقار الذات‬‫‪-45‬فك م س معت البع ض منه م ف ي حض ور مستش رقين أو ح تى ض يوف‬‫أجانب تقربا منهم وتميزا عن الشعب يقولون فيه ما لم يكن الستعمر يجرأ على‬ ‫قول مثله‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪ 12‬من ‪12‬‬ ‫نزعة الستئصال و مرض احتقار الذات‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook