الديمقراطية الاسلامية او شروط تمثيل الاخوان لثورة الشباب - الفصل الثالث - ابو يعرب المرزوقي
نواصل الكلام في الإصلاحات الضرورية ليتم الاستئناف: فما القصد بتعريف الإسلام بكونه ليس دينا من بين الأديان، بل الديني في كل دين، موجبا وسالبا؟ تعريف الإسلام بالفرق بين "دين من بين الأديان"، و"الديني في كل دين"، يفهمنا كيف يمكن للسياسة أن تكون ذات مرجعية دينية، دون أن تكون الدولة دينية. فالمرجعية المستمدة من الديني في كل دين، تحيد الخلاف بين الأديان وتبقى الواحد فيها، إذا كانت أديانا بحق، أي الأخلاق والقانون شرطي قيام الإنسان. فنفهم معنى قوله صلى الله عليه وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، أو قوله جل وعلا {وإنك لعلى خلق عظيم} وعلاقة الإسلام بالسياسة والدولة. ذلك أنه من دون شروط الاستعمار في الأرض، لا يمكن تحقيق الاستخلاف فيها بالأخلاق والقانون، أي بالدولة التي تصدر مرجعيتها عن الديني في كل دين.
Like this book? You can publish your book online for free in a few
minutes!