الأسماء والبيانأبو يعرب المرزوقي
الإنقلاب على الدستور آخر خراطيش عملاء فرنساالأسماء والبيان 2016-08-31_1437 -11-27
دعاية التشبيب والتأنيث ممن بلغ أرذل العمر مباشرة بعد إعلان رئيس الجمهورية على ما وممن قال \"ما هي إلا مرا\" سماه مبادرة حكومة الوحدة الوطنية أشرت إلىفذلك يمكنه من استعمال من لا يلوون العصا في رائحة الغدر وسميتها جبهة الانقاذ الثانية.يده لأن مستقبلهم أمامهم وطموحهم يجعلهم لم يصدق الكثير هذا التوصيف واطمأنوا للخداع 35حذرين فلا يفكرون في العصيان. 5حتى تبين بالتدريج أنها فعلا جبهة انقاذ ثانية.لكن الهدف الثاني هو الذي ألاحظ أنه يستعمل وللإنصاف فإن الكثير اغتر بالمبادرة وخاصة فيه الخداع المزدوج: قدماء حزب التجمع الذين \"سالت ريقهم\" لما ظنوا أن السبسي إذ دعاهم كان ينوي \"توزيرهم\" فوزرهمأولا أرضى الشيخ بأن صان له ماء الوجه فأعطاهثلاث وزارات لا تخبش ولا تدبش وثلاث كتابات دولة بدلالة الكلمة التونسية. 40لا تقرأ ولا تكتب. 10استغلهم ليمرر حيلته المزدوجة: -1الانقلاب على الدستور حتى يجمع كل خيوطثانيا بدأ يعيد السيطرة على وزارات السيادة الحكم بين يديه فيزيل دور القصبة التي تصبح تابعةالداخلية (العدل والأمن) والخارجية (الدبلوماسيةوالدفاع) وخاصة الإدارة السياسية (الولاة بإطلاق.والمعتمدين) والمنتظر نفس الشيء في البلديات ولو -2الانقلاب على مونبليزير وهي الغاية القصوى 45بتزييف الانتخابات وذلك بوضع جماعته وجماعة 15أي تحجيم دور النهضة الذي تعاظم بسبب انفراطاليسار فيها ومسح \"فم\" الإسلاميين وكل المعارضات عقد حزبه. الأخرى. والحصيلة أنه يريد إعادة عقارب الساعة إلى ماوطبعا فهذه الخطة من ثمرات المستشارين كانت عليه في عهد ابن علي:الفرنسيين الذي ارادوا تنويم النهضة بأن أوهموها 50بأنهم صاروا قابلين بها فدعوا رئيسها ومعه بعض حكم رئاسوي يحجم الإسلاميين لعلمه باستحالةالمستشارين الخبراء في السياسة الفرنسية على ما 20اقصائهم بسبب عسر المعركة التي يقتضيها والتي يعلم أن بورقيبة وابن علي فشلا فيها وحتى الظرف يبدو. العالمي الذي كان يمكن أن يشجع عليها بدأ يبرد بعد الفشل الذريع للسيسي والثورة المضادة والحلف وبذلك يصدق توقعي: المدنس ضد الثورة في سوريا وأخيرا فشل الانقلابسياسة الاقصاء والاستئصال ليس بالسلاح 55العنيف بل بالسلاح اللطيف أي بسياسة القضم 25في تركيا. المتدرج. ويبدو أن السبسي قد حقق الهدف الأول بمعنىوهو مطمئن إلى أن الإسلاميين مضطرين للقبول أنه ألغى الدستور \"دو فاكتو\" حتى وإن تركه \"دو بمناوراته حتى لو أدركوا أبعادها. جوري\" أي حبرا على ورق. وزين ذلك بخدعة التشبيب والتأنيث.فصحيح أن الإسلاميين يوجدون في وضع شديد 30وهي في الحقيقة ضرب لعصفورين بحجر واحد: 60الحراجة لأنهم لو عارضوا صراحة ولم يدخلوا
الأول: الحكم لحققوا الهدف من إقصائهم بموقفهم نفسه تحقيق أهداف الثورة بالأفعال لا بالأقوال ولتكونت حكومة كما يشتهيها اليسار الاستئصالي:أي تكوين نقابة العاطلين وتكوين لوبي الجهات المحرومة ليكونا السند الشعبي لهذه الجبهة ومن يدري فلعل السبسي نفسه كان يتمنى لو ردت 35والإعلان عن ذلك لأن سياسة التوافق فشلت النهضة بغضب فيتحقق له بسرعة ما يأمله.نهائيا وأعادت الحلف اللعين بين مافيتي الاتحاد 5لكنه لم يكن يجهل أن ذلك سيعجل بالمعركة التي والتجمع. قد تتحول إلى دامية لا قدر الله ليس بفعل الإسلاميين بل بميل اليسار الاستئصالي إلى الثاني: توريطهم حتى يحسم \"الاليجبسيان\" مهما تنازلواتحقيق المصالحة على اساس الاعتراف بهوية وقبلوا الظلم والقهر والعدوان البين في خطابهم 40البلاد الحضارية والثقافية غير التابعة للخياراتالاستعمارية ودون التدخل في الخيارات العقدية 10الذي كان سيتحول إلى أفعال ولن يبقى أقوالا. للمواطنين ما الحل إذن؟شرطين لتجاوز الصراع المفتعل حول نموذج نصحت بجبهة انقاذ مضادة: المجتمع في تونس. فليس الإسلاميون وحدهم هم المستهدفين. 45ذلك ما أراه وما أنصح به علما وأن الكثير من فالسبسي نفسه عيّن المستهدفينالمسؤولين باتوا راكبين رؤوسهم ويتصورون أن 15الذين كان يتصور أن إهمالهم لن يضره بخلاف الإنتصاح عيب هو الحذر من خدع السبسي: استحالة اهمال النهضة في كذبته المتعلقة بالوحدةفحتى اسم حزبه فيه من اللؤم ما ينبغي الانتباه الوطنية. إليه. كل الأحزاب التي تجاهلها السبسي ينبغي ان 50فهو تصور نفسه دوجول فاستعمل كلمة \"ابال\". تتحد في جبهة انقاذ حقيقية لأن سياسة السبسيونسي أن دوجول استعملها لتحرير بلده من الاحتلال 20الحالية خطيرة ليس على النهضة وحدها بل هي أخطر على مستقبل البلاد وهو يعجل في تنفيذها الألماني. لعلمه بأن سنه لا تسمح له بالمطاولة وبان حزبهلكنه هو استعملها لتأبيد الاحتلال الفرنسي ضد شديد الهشاشة. عودة تونس إلى هويتها ودورها التاريخي: فإذا كانت خدعته قد تطلبت ثلاثة أشهر 55فهي بداية ثورة عربية وإسلامية ذات صدى 25ليتمخض الجبل على فأر -حكومة الشاهد -فإن عالمي .هو يريد إلغاء ذلك كله. سياسته هذه قد تتطلب سنوات لكي يستطيع تحجيملذلك فعودة الحلف بين المعارضات الجدية التي الإسلاميين.كانت قبل سقوط ابن علي هي البداية الحقيقيةللتصدي لمشروع السبسي وفرنسا وحزبها في تونس. ومن ثم فيمكن الشروع في تكوين جبهة الانقاذ والمصالحة مع كل المعارضات التي تؤمن بالمبدئين 30التاليين:
-1فالاستراتيجي كان المصالحة قبل تكون النداء وأختم بإشارة إلى ثالوث المعارضة الذي كان 30لأنها لو حدثت لما تكون النداء. ينبغي أن يعي الدرس:و-2والتكتكي كان ضرورة التوافق المؤقت لتجنب فالشابي وابن جعفر والمرزوقي ومن تفرع عن ما حدث في مصر. حزبه من الحزيبات الذريةلكن لا ينبغي الذهاب به إلى حد جعله يحقق أكثر 5عليهم أن يفهموا أن المعارضة ليست عملية فكرية مما حقق ما حدث في مصر. مجردة كما يحدث في النوادي 35ونحن الآن في هذه اللحظة: بل هي مشروطة بإيجاد قوة سياسة لها شروط الفاعليةانتهى التوافق وعاد التحالف بين مافيتي التجمعوالاتحاد والجسر بينهما كالعادة هو اليسار الذي وأهمها أن يكون لها القدرة على تحريك الشعبخان رسالة اليسار أي الالتصاق بالشعب ثقافة 10والشارع تحريكا وازنا وليس مجرد لعب اطفال ومطالب. لاحتجاج هواة سياسة. 40فهم يوظفون مطالب الشعب لتحقيق الاستلاب فإذا تصوروا أنه يمكن أن يكون لهم مستقبل الثقافي وسياسة الاستعمار في المغرب العربي كله. سياسي من دون الإسلاميين فهم أجهل خلق الله بالفعل السياسي وهم في هذه الحالة أسوا منوقد عرفتهم جميعا من المغرب الأقصى إلى 15السبسي لأنه هو على الاقل يعمل بمنطق السياسة المغرب الأدنى: وليس هاويا.عملاء التغريب والتبعية بدلا من أن يكونوا مع 45التحرير والعدالة الاجتماعية. وإذا تصور الإسلاميون أنهم في غنى عن الاحزاب المعارضة الأخرى وأن التوافق مع السبسي ما يزال سياسة مقبولة فهم مغفلون حتما. 20وليذكروا ما قلت لهم يوم عين الصيد: فكل ما قلته لهم تحقق بالحرف لكأنه كان على علم بخطة السبسي وحزبه الذي توقعت أنه سيكون أول معارضي الصيد وأداة الإطاحة به لتحقيق انقلاب على الدستور. 25صحيح أن التحالف كان يمكن أن يكون مثمرا لو كان الدساترة قد عادوا فعلا. لكن النداء الذي نصحت بالعمل معه ينبغي أن نفهم أن ذلك تكتيكي وليس استراتيجي.
hg 02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 10
Pages: