Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore أزمة أصول الفقه: نظرية المقاصد - الفصل الأول - أبو يعرب المرزوقي

أزمة أصول الفقه: نظرية المقاصد - الفصل الأول - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-02-08 09:56:54

Description: في حواري مع المرحوم الشيخ البوطي حول أزمة أصول الفقه عيب علي نقد نظرية المقاصد ومحاولتي بيان فسادها فضلا عن عدم كفايتها لتجاوز الازمة.
ولا حاجة لتكرار القول في ذلك فالمحاورة الكتابية منشورة.
ما يعنيني اليوم هو
 بيان استحالة معرفة مقاصد الله التي لم يعلن عنها في القرآن.
 وبيان أن ما أعلن عنه القرآن مختلف تماما عما ورد في هذه النظرية فضلا عن كون ما ورد فيها ليس مقاصد بل هو أدوات المقاصد الواردة في القرآن الكريم.
والقرآن الكريم حدد المقاصد التي لا نحتاج لطلبها بالاستقراء فهي بمقتضى المعادلة الوجودية ذات صلة بالعلاقة بين القطبين وبين الوسيطين والوصل

Search

Read the Text Version

‫أزمة أصول الفقه‬





‫أزمة أصول الفقه‬ ‫نظرية المقاصد‬ ‫الفصل الأول‬ ‫‪2017-02-07 /1438 -05-10‬‬

‫‪1‬‬ ‫مدخل ‪1‬‬ ‫الغيب المعرفي والغيب القيمي ‪2‬‬ ‫تجاوز الأصول لفنيات استخراج الأحكام وصوغها ‪4‬‬ ‫الحضارة في الإسلام ‪5‬‬ ‫خاتمة ‪6‬‬



‫أزمة أصول الفقه نظرية المقاصد – أبو يعرب المرزوقي‬ ‫وما دونه أربعة ليست مقاصد بذاتها بل‬ ‫بدورها في العبادة التي لأجلها خلق الإنس‬ ‫والجن‪ .‬والعالم وما سخر منه لقيامهما حتى‬‫تتحقق العبادة التامة‪30 .‬‬ ‫ولنكتف بالإنسان أي القطب الثاني لأن‬ ‫في حواري مع المرحوم الشيخ البوطي حول‬ ‫الطبيعة والتاريخ وسيطان بين القطبين‬ ‫أزمة أصول الفقه عيب علي نقد نظرية المقاصد ‪5‬‬ ‫وفعل الإنسان هو الوصل بين القطبين‬ ‫ومحاولتي بيان فسادها فضلا عن عدم كفايتها‬ ‫بتوسط رؤية الآيات في الوسيطين‪.‬‬ ‫لتجاوز الازمة‪.‬‬‫فالعبادة التي لأجلها خلق الإنسان لها ‪35‬‬ ‫ولا حاجة لتكرار القول في ذلك فالمحاورة‬ ‫شروط خلقية وخلقية بمعنى أن الله خلق‬ ‫الكتابية منشورة‪.‬‬ ‫الإنسان بصورة تجعله يحقق العبادة التي خلق‬ ‫من أجلها وهي مرسومة في فطرته‬ ‫ما يعنيني اليوم هو ‪10‬‬ ‫وتتمثل في تأهله للقيام بالوظيفتين لتحقيق‬ ‫‪ ‬بيان استحالة معرفة مقاصد الله التي لم‬‫العبادة بهما إذا تمتا بالتلازم‪40 :‬‬ ‫يعلن عنها في القرآن‪.‬‬ ‫فالإنسان‬ ‫‪ ‬وبيان أن ما أعلن عنه القرآن مختلف‬ ‫تماما عما ورد في هذه النظرية فضلا‬ ‫‪ ‬مستعمر في الأرض شرط قيامه‬ ‫عن كون ما ورد فيها ليس مقاصد بل هو ‪15‬‬ ‫‪ ‬ومستخلف فيها شرط تمام العبادة‬ ‫أدوات المقاصد الواردة في القرآن‬ ‫ومن ثم فواجبه وحسابه متناسب مع‬ ‫الكريم‪.‬‬‫استعماره في الأرض بقيم الاستخلاف ‪45‬‬ ‫والقرآن الكريم حدد المقاصد التي لا نحتاج‬ ‫‪-1‬الإصلاح في الأرض (العلاقة بالطبيعة)‬ ‫لطلبها بالاستقراء فهي بمقتضى المعادلة‬ ‫الوجودية ذات صلة بالعلاقة بين القطبين وبين ‪20‬‬ ‫‪-2‬العدل وحفظ الدم (العلاقة بالتاريخ)‪.‬‬ ‫الوسيطين والوصل‬ ‫وإذن فالإنسان مكلف بهما وحر في‬ ‫إنجازهما‬ ‫والمقصد الأول من منطلق القطب الأول ‪-‬‬ ‫الله‪ -‬هو تعليل القرآن لخلق الإنس والجن‪:‬‬‫‪ ‬إما بالوصف الذي قالته الملائكة تعجبا ‪50‬‬ ‫من استخلافه‬ ‫\" َومَا َخلَقْ ُت ا ْلجِنَّ َوالْإِن َس ِإلَّا لِيَ ْعبُدُو ِن\"‪.‬‬ ‫(الذاريات ‪25 )56‬‬ ‫‪ ‬أو بالوصف الذي يجعلهما عين العبادة‬ ‫التي خلق لأجلها‬ ‫هو المقصد الأصل لما دونه‪.‬‬‫أبو يعرب المرزوقي‬ ‫ص ‪ 1‬من ‪7‬‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫أزمة أصول الفقه نظرية المقاصد – أبو يعرب المرزوقي‬‫ولست متجنيا على أصحاب النظرية بل هم الثاني ‪30‬‬ ‫المتجنون على الشريعة‪:‬‬‫والوصل هو تحقيق هاتين العلاقتين تحقيقا‬‫ذلك أنه لا يمكن للشريعة أن تكون قد هو التجربة الذي رمز إليها القرآن بشكل‬‫درامي هو التحدي الشيطاني لبيان أن آدم ليس‬ ‫وضعت لما تغني فيه الطبيعة أو الفطرة عنها‬‫فحماية النسل والمال والعرض والعقل والدين ‪ 5‬أهلا للخلافة‪-‬العبادة‬‫فلنلخص استنتاج الشرائع من القرآن ‪35‬‬ ‫كلها من الفطرة وهي غنية حتى عن الإيمان‬‫بالدين لأنها تحصل بمقتضى الطبيعة حتى في (القانون الشرعي) قياسا على استنتاج‬‫الشرائع الوضعية من تجربة الإنسان التاريخية‬ ‫الأنظمة الوضعية‪.‬‬‫(القانون الوضعي) لبيان الفرق‬ ‫فإذا كانت الأنظمة الوضعية تحققها فإن‬ ‫الشريعة تصبح من النوافل غير ضرورية ‪10‬‬‫فسواء كان المرء مؤمنا بالقرآن أو غير مؤمن ‪40‬‬ ‫لذلك فنظرية المقاصد تنكر للنظرية‬ ‫به فإن المعيار يبقى التناسق في نظريته‬ ‫الوضعية وهي تؤسس للشريعة‪-‬المصلحة‪.‬‬ ‫التشريعية التي يفضلها المؤمن بمعيار اخذ‬ ‫الغيب في الاعتبار‪.‬‬ ‫ولما كانت المصلحة نفعية فهي قول بالأخلاق‬ ‫النفعية وليست عبادة كما هي بنص القرآن لأن‬ ‫ففي نظرية المعرفة أمكن للعقل الإنساني‬ ‫الرسالة تذكير بالدين المقوم لنسيان العهد ‪15‬‬‫إدراك الحاجة إلى التحرر من الموقف ‪45‬‬ ‫بسبب التربية‬ ‫السوفسطائي الذي يرد إليه القول بنظرة‬ ‫المعرفة القائلة بالمطابقة‬ ‫ثم إنه ليس من المقبول أن يكون أساس‬ ‫التشريع الشرعي وضعيا‪:‬‬ ‫حصل الاعتراف بالغيب في نظرية المعرفة‬ ‫بمجرد أن وقع التمييز بين الوجود والإدراك‬ ‫فإذا كانت المقاصد غير مذكورة في القرآن‬‫(ابن خلدون) ‪50‬‬ ‫ولا في السنة فهي إذن من وضع الفكر الوضعي ‪20‬‬ ‫لكن التشريع بقي على ما كان عليه‬ ‫أما ما نجده في القرآن فهو مقصد واحد‪:‬‬ ‫خلق الإنسان للعبادة حصرا (ما ‪...‬إلا)‬ ‫ولم يتغير‪.‬‬ ‫وخلق مجهزا لها بوجدانه وعقله وبشروط‬ ‫نظرية المقاصد في العمل من جنس نظرية‬ ‫قيامه الطبيعية والتاريخية‬ ‫المعرفة في النظر تدعيان أن الواقع والواجب‬‫يرد أولهما إلى الإدراك المعرفي والثاني الإدراك ‪55‬‬ ‫‪ ‬الشرط الطبيعي هو الاستعمار في الأرض ‪25‬‬ ‫أي العلاقة بالوسيط الأول مع القطب‬ ‫القيمي‬ ‫الأول‪.‬‬ ‫‪ ‬والشرط التاريخي هو الاستخلاف أي‬ ‫العلاقة بالوسيط الثاني مع القطب‬

‫أزمة أصول الفقه نظرية المقاصد – أبو يعرب المرزوقي‬‫والقرآن حدد الوجهة التي علينا الالتفات‬ ‫ولأضرب مثالا من الغيب القيمي المناظر‬‫إليها لنرى ذلك‪30 :‬‬ ‫للغيب المعرفي‪:‬‬‫فصلت ‪ 53‬تحدد الوجهة التي تقابل تمام‬ ‫فلو نظرنا إلى الأعمال من دون ما يتجاوز‬‫المقابلة دعاوى المتكلمين والأصوليين في المقاصد‬ ‫الإدراك‬ ‫الآية تقول إن الله يبين أن القرآن حق بما‬ ‫فإن ما خفي قد يتراكم بلا تناهي الصغر‪5 .‬‬ ‫يرينه من الآيات في الآفاق (الطبيعة والتاريخ)‬‫وفي الأنفس (شروط الوصل بين القطبين بفهم ‪35‬‬ ‫وتكون الحصيلة وخيمة جدا‪.‬‬ ‫آيات الوسيطين)‬ ‫وليكن مثالنا في الأدوية‪.‬‬ ‫فتكون العبادة هي الوصل بين القطبين‬ ‫كم من دواء استعمل عقودا ولم تظهر آثاره‬ ‫بتوسط الوسيطين‬ ‫الجانبية إلا بعد هذه العقود؟‬ ‫وذلك هو تعين إرادة الإنسان وعلمه وقدرته‬ ‫وقس عليه التشريع ‪10‬‬‫وحياته ووجوده فهي عبادة استعمارا بقيم ‪40‬‬ ‫فمثلا التشريع المتعلق بالجنس ‪-‬المثلية‬ ‫الاستخلاف‬ ‫مثلا‪ -‬نعلم بالقرآن أنه وخيم لكن الحداثة التي‬ ‫تقدم حقوق الإنسان المزعومة قد تؤدي إلى فناء‬ ‫والأمر‪-‬الشريعة يحدد شروط الاستعمار في‬ ‫الأرض بقيم الاستخلاف التابع للآلهية الحرة‬ ‫البشرية‬ ‫أما الطبيعة فتحدد شروطهما التابعة‬ ‫ما يعنيني إذن هو التناسق الذي يثبت أن ‪15‬‬‫للمربوبية المضطرة ‪45‬‬ ‫القرآن معجزة‪:‬‬ ‫ولا ندرك الفرق بين التحديدين إلا بالتاريخ‬ ‫‪ ‬التناسق بين الخلق والأمر‬ ‫المديد كما يتبين من نتائج العولمة التي أظهرت‬ ‫‪ ‬والتناسق بين المربوبية المضطرة والآلهية‬ ‫الآثار الجانبية الخفية في الاستعمار بغير قيم‬ ‫الحرة‬ ‫الاستخلاف‬ ‫وتلك هي منزلة الإنسان التي تحقق العبادة ‪20‬‬‫فما يبدو نجاحا في الحضارات التي تقتصر ‪50‬‬ ‫على تحديد المربوبية لا تختلف فيها الشريعة‬ ‫لا يمكن أن يقول الله إنه لم يخلق الإنسان‬ ‫عن الطبيعة لكنهما يختلفان كلما تجاوزت‬ ‫إلا ليعبده ثم لا تكون مقاصد أمره مترتبة على‬ ‫الحضارة إلى الآلهية‬ ‫خلقه لهذه الغاية أو المقصد الوحيد من وجود‬ ‫وبذلك فالشريعة لا تنبني على المقاصد‬ ‫الإنسان‪.‬‬‫القابلة للتحديد العقلي أو فقه المصلحة المزعوم ‪55‬‬ ‫فإذا أثبتنا التناسق بين غاية الخلق مقصدا ‪25‬‬ ‫أسمى وأسنى وما يترتب عليها من شروط‬ ‫وثمرات بعضها من عالم الشهادة وبعضها من‬ ‫غالم الغيب تبين الإعجاز‬

‫أزمة أصول الفقه نظرية المقاصد – أبو يعرب المرزوقي‬ ‫بل هي تنبني على القيم التي تتجاوز بها‬‫الشرائع الطبائع‪30 .‬‬ ‫تلك هي علة خلافي مع المرحوم البوطي‪.‬‬ ‫وما تجاوز به الشرائع الطبائع هو الذي يؤدي‬ ‫إلى نفي القول بالتحسين والتقبيح‪ .‬العقليين‬ ‫لم يفهم فتصورني بهذا الرأي خارج الملة‬ ‫ذلك أن القيم لو كانت قابلة للتحديد العقلي ‪5‬‬ ‫ولم يعترف بأن الأصول ليست مجرد فنيات‬ ‫لاستنتجت من الطبائع‬ ‫استخراج الإحكام وصوغها‬ ‫وإذا كانت تستنتج من الطبائع كانت تشريعا‬‫لم يكن يدري أن المتكلمين والأصوليين بهذا ‪35‬‬ ‫وضعيا يستند إلى نظرية العمل المطابق‬ ‫القلب‬ ‫المستمدة من نظرية المعرفة بالمطابقة أي نفي‬ ‫الغيب في الوجود‪10 .‬‬ ‫‪ ‬لعلاقة العلم النظري بالعقد‬ ‫‪ ‬ولعلاقة العلم العملي بالشرع‬ ‫وإذا قلنا بالعمل المطابق المستند إلى العلم‬ ‫بالمطابقة نفينا الحاجة إلى الامر المتجاوز‬ ‫قد أفسدوا استراتيجية القرآن وسياسته‪.‬‬ ‫للخلق أو المحرر من نسيان المخلوق الحر أو‬‫فكان ذلك في الغاية سبب الانحطاط في ‪40‬‬ ‫المكلف‬ ‫المجالين المتعلقين‬‫‪ ‬بعلم الطبيعة شرط الاستعمار في الأرض‬ ‫الدين عقدا وشرعا تذكير بالفطرة أو ‪15‬‬ ‫‪ ‬وبعلم الشريعة شرط الاستخلاف فيها‬ ‫بالعهد المرسوم في كيان الإنسان العضوي‬ ‫فكان الانحطاط‬ ‫(الأعراف ‪ )173-172‬للتغلب على‬ ‫النسيان علة الرد إلى أسفل سافلين‬‫ومن السذاجة تصور علم الأصول مقصورا ‪45‬‬ ‫على اللسان والمنطق مطبقين على الأحكام دون‬ ‫وهذا النسيان ينتج عن تحول الوصل بين‬ ‫فهم لفلسفة القرآن في الخلق والأمر وصلة ذلك‬ ‫القطبين بتوسط الوسيطين إلى الاقتصار على ‪20‬‬ ‫بالمعادلة الوجودية‬ ‫الوسيطين استعمارا في الارض بغير قيم‬ ‫لم يبحثوا في الوصل بين الوسيطين طريقين‬ ‫الاستخلاف ما يؤدي إلى الفساد وسفك‬‫لمعرفة شروط الاستعمار في الارض بقيم ‪50‬‬ ‫الدماء‪.‬‬ ‫الاستخلاف بخلقة الإنسان وخلقه فزعموا‬ ‫العلم بالذات والصفات والمقاصد‬ ‫وما التحريف والانحطاط إلا نتيجة عكس‬ ‫وجهة فصلت ‪25 :53‬‬ ‫ولو بحثوا بمقتضى فصلت ‪ 53‬لوجدوا أن‬ ‫بدلا مما دعت إليه ادعى المتكلمون‬ ‫العبادة هي الأصل وأن هذه العبادة هي‬ ‫والأصوليون علما بغيب ذات الله وصفاته‬‫الاستعمار بقيم الاستخلاف ‪55‬‬ ‫ومقاصده غير المعلنة‬

‫أزمة أصول الفقه نظرية المقاصد – أبو يعرب المرزوقي‬ ‫وهي تقتضي أن تتحقق في الإنسان الصفات‬ ‫الخمس‬‫وبهذا المعنى فما كتبه السكران حول ‪30‬‬ ‫الحضارة وتصوره البعض منعرجا في فكره‬ ‫أي ما به يعبد الإنسان خالقه بوصفه آمرا‬ ‫ليس ناتجا إلا عن تحريف يتصور القرآن يخير‬ ‫ومشرعا لإرادته وعقله وقدرته وحياته ووجوده‬ ‫الإنسان بين الدنيا والدين‬ ‫وذلك بوضع قيم التربية والحكم الممكنين ‪5‬‬ ‫فالقول بالتنافي بين العالمين وبين العبادة‬ ‫من الرعاية والحماية‬‫والحضارة ليس من الإسلام في شيء بل إن ‪35‬‬ ‫كل ما في الأمر أن هذين البعدين يسميان في‬ ‫جوهر ثورة الإسلام هي اعتبار التكليف وظيفة‬ ‫القرآن بالاجتهاد والجهاد‬‫وبصورة أدق بما هو واحد فيهما أعني الوصل في المعادلة‬‫الجهد المبدع علما وعملا لتحقيق الوصل‪ 10 .‬والوصل يكون بإرادة الإنسان وعلمه وقدرته‬‫والوصل هو الرد الصاعد على الخطاب وحياته ووجوده بصفات متناهية للإنسان‬‫مناظرة للامتناهي منها لله وبينهما الطبيعة ‪40‬‬‫والتاريخ وسيطين‬ ‫النازل‪:‬‬ ‫فانزال الإنسان إلى الأرض ليس لعنة كما في‬ ‫الرسالة خطاب الله للمكلف‬ ‫المسيحية بل هو اختبار لأهلية الاستخلاف بعد‬ ‫وخصائص إبداعه الحضاري تحدد مدى‬ ‫أن تم العفو والاجتباء‬ ‫استجابته للأمر استعمارا بمعيار الاستخلاف ‪15‬‬‫والدنيا مثل الآخرة مقدسة‪45 .‬‬ ‫فيكون موضوع الأصول تحديد التربية‬ ‫والحكم المناسبين لإعداد الإنسان لهذه المهمة‬‫ذلك أنه لا معنى للحكم الإلهي في الآخرة‬ ‫الرسالية التي هي عين ما خلق له الإنسان‬‫من دون أعمال الأولى‪:‬‬ ‫حصرا‪\" :‬ما خلقت‪ ..‬إلا\"‬ ‫لذلك فلا فرق بين المتصوف والملحد‪:‬‬ ‫وبذلك يتبين أن السلطان على الطبيعة (أداة ‪20‬‬ ‫الاستعمار في الارض) وعلى التاريخ (أداة‬ ‫‪ ‬الأول ينفي الدنيا‪.‬‬ ‫الاستخلاف) هما جوهر العمل الذي يقيم به‬‫‪ ‬والثاني ينفي الآخرة‪50 .‬‬ ‫عمل الإنسان العابد‪.‬‬ ‫وكلاهما ناف للإسلام‪.‬‬ ‫وختاما فذلك هو ما جعله التحريف يصبح‬ ‫نسيا منسيا فانحطت الأمة وعجزت عن ‪25‬‬ ‫فنفهم أن يكون أهم ما يعيبه على الإسلام‬ ‫اعتباره الجزاء الأخروي على العمل الدنيوي‬ ‫الرعاية وعن الحماية‬ ‫لإيمانه بأن الإنسان ملعون بحاجة لشفيع‬‫والجزاء فضل وليس حقا ‪55‬‬ ‫فأصبحت تابعة وذليلة لتخليها عن قيم‬ ‫الإسلام‬

‫أزمة أصول الفقه نظرية المقاصد – أبو يعرب المرزوقي‬ ‫والفرق بيّن‪:‬‬ ‫لكن الله في القرآن يكتب على نفسه كما‬‫‪30‬‬ ‫فالمسلم يتكلم فيه بشروط الكرامة للجنسين‬ ‫يكتب على الإنسان‬ ‫ويلتزم بوعوده ولا يعتبر الجزاء تفضلا بل وليس بمعنى التسيب البهيمي الذي يعتبروه‬ ‫حق إما للإنسان أو عليه بحسب أعماله في حريات وينكرون على المسلمين أخلاق احترام‬ ‫‪ 5‬العقد‪.‬‬ ‫الدنيا‬‫وما كنت لأتكلم في الموضوع لو لم أكن قد ‪35‬‬ ‫وطبعا فليس القصد بأعماله ظاهرها بل‬ ‫رأيت هذه الحملات تكاد تنجح في تكوين عقد‬ ‫حقيقتها التي لا تخفى على الله وهو يعلم قصد‬ ‫لدى الكثير من الشباب المسلم بأثر من الحرب‬ ‫صاحبها هل هو صادق النية أم منافق في‬ ‫النفسية عليهم‪.‬‬ ‫أعماله‪ :‬فالنفاق كفر‬ ‫عليهم أن يكونوا فخورين بأخلاقهم‬ ‫وأهم آثار هذه الثورة تحرير الجنس من ‪10‬‬‫وبإيمانهم بان الدنيا ليست مدنسة وأن المتع ‪40‬‬ ‫التدنيس وتأويل عدم الطاعة الادمية بكونه‬ ‫العلاقة الجنسية وبأن حواء هي المذنبة إلخ‪ .‬من‬ ‫المشروعة من الإيمان ومن محفزات الاستعمار‬ ‫التحقير من الدنيا‬ ‫في الارض والاستخلاف فيها‬ ‫مدح الفقر والتحقير من الدنيا مناف لقيم‬ ‫كما أن الملكية والسياسة والعناية بالحياة‬ ‫القرآن ولسنة الرسول الخاتم‬ ‫الدنيا والزينة والمتعة والنصيب من الدنيا كل ‪15‬‬‫وآية الرهبانية معلومة للجميع‪45 .‬‬ ‫هذه المفاهيم أصبحت بريئة مما يسمى‬ ‫وكل القائلين بغير ذلك منافقون وفاسقون‬ ‫الخطيئة الموروثة‪.‬‬ ‫وهذه المحاولة تندرج في المحاولات الكثيرة‬ ‫لذلك كان المسيحيون يعتبرون الرسول‬ ‫التي بدأت تنمو في مرحلة الاستئناف الحالية‬ ‫الخاتم وثنيا لكونه كان أقرب إلى رؤية العالم‬‫لتحررنا من الفقه الميت وتعيد للأمة قدرة ‪50‬‬ ‫اليونانية منه إلى رؤيته المسيحية التي هي ‪20‬‬ ‫الإبداع‬ ‫تحقير من مقوماتها‬ ‫الإسلام بخلاف الأديان السابقة لا يعتمد‬ ‫على المعجزات وخرق العادات بل عنده الإعجاز‬ ‫ومن آثار ذلك المقلوبة لدى علمانيي العرب‬ ‫الحقيقي هو النظام واطراد العادات دون حصر‬ ‫وليبرالييهم بالاسم معايرة المسلمين بما يدعونه‬‫الوجود في الظهور ‪55‬‬ ‫الهوس الجنسي رغم علم الجميع أن مرضى‬ ‫الجنس هم هم‪25 .‬‬ ‫المسلمون يعتبرون التربية الجنسية جزءا من‬ ‫الفقه ‪-‬لا حياء في الدين والقصد في التربية‬ ‫الجنسية‪-‬إذ كان المسلمون بجنسيهم يتكلمون‬ ‫في الجنس بصراحة‬

‫أزمة أصول الفقه نظرية المقاصد – أبو يعرب المرزوقي‬ ‫فإذا اقتصرنا على المقصد الذي يعلنه‬ ‫القرآن فإنه لا شيء غير العبادة ولها بعدان‪:‬‬ ‫‪ ‬الاستعمار في الارض طبيعيا‬ ‫‪ ‬والاستخلاف شريعيا‬ ‫للمخلوق من أجلها ‪5‬‬ ‫والربوبية تناظر ما في الإنسان من طبيعي‬ ‫وفي محيطه الطبيعي من مضطر‬ ‫مناظرة الألوهية لما في المكلفين من شرعي‬ ‫وفي محيطهم التاريخي من حر‬ ‫وفي ذلك يتطابق الديني والفلسفي وخاصة ‪10‬‬ ‫بعد أن اكتشفت الفلسفة بذاتها حدود العقل‬ ‫فصارت تميز بين الوجود والإدراك ولا تقول‬ ‫بالحقيقة المطابقة‬ ‫ففي ذلك اعتراف بالغيب أو بما لا يعلم من‬ ‫الوجود بسبب محدودية عقل الإنسان ولا يترتب ‪15‬‬ ‫عليه أن ما يعلمه الإنسان مجرد ظاهر بل هو‬ ‫ما يناسبه من الحق‬ ‫ذلك هو جوهر الفرق بين المفهومين الحدين‪:‬‬ ‫‪ ‬مفهوم الغزالي \"طور ما وراء العقل\"‬ ‫‪ ‬ومفهوم كنط \"الشيء في ذاته\"‪20 .‬‬ ‫علمنا مناسب وليس خلّب \"شاين\"‬



‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬

‫تصميم الأسماء والبيان‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook