Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore هل حال القضاء المصري استثناء؟ - أبو يعرب المرزوقي

هل حال القضاء المصري استثناء؟ - أبو يعرب المرزوقي

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2016-09-06 16:40:24

Description: هل حال القضاء المصري استثناء؟ - أبو يعرب المرزوقي

Search

Read the Text Version

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬ ‫هل حال القضاء الصري استثناء؟‬ ‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫تونس ف ‪2015.05.17‬‬‫‪-1‬أعج ب مم ن يعج ب م ن القض اء الص ري وأحكامه‪.‬أم ران يحيران ي‪-1:‬‬‫فليس القضاء هو الؤسسة الوحيدة الفاسدة ‪-2‬والفساد العام علته أعمق من‬ ‫مظهره القضائي‬‫‪-2‬والغريب أن الشعب أكثر فهما للعلة العميقة من كل النخب التي تعلق‬ ‫على العراض وتغفل العلل‪ :‬غياب وازع الوازع هو العلة الولى والخيرة‪.‬‬‫‪-3‬لكن الفهم الشعبي يتكلم على وازع الوازع الروحي )ويقصد الخوف من‬‫ا( ويهمل تعين وازع الوازع الروحي في النظرية القرآنية وفي نظرية الدولة الحديثة‪:‬‬‫أحكام ا وسننه لم تترك رعايتها لضمير القاضيي والحاكم فحسب بل ل بد من‬ ‫حمايتها ورعايتها من قبل المة التي هي مصدر الشرعية ومراقبتها‪.‬‬‫‪-4‬فالقضاء مثل بدون وازع الوازع ل يمكن أن يكون عادل لعلتين‪-1:‬فهو‬‫يحكم بقانون قد يكون غير شرعي بمعنى أنه ل يمثل إرادة الجماعة ‪-2‬وحتى لو‬ ‫طبق هذا القانون بتنزيله تنزيل سليما فل سلطان له على آليات تنفيذه‪.‬‬‫‪-5‬وإذن فالقض اء ت ابع مرتي ن ح تى ل و ن زل الق انون عل ى الواق ع بنزاه ة‪:‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪1‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫يطبق قانونا ل يحق له الكلم على شرعيته ول على تنفيذه‪ .‬ثم إن القاضيي موظف‬ ‫عند حكم غير شرعي ويأتمر بأمره‪.‬‬‫‪-6‬وف ي الحقيق ة ف إن اعتب ار القض اء س لطة ثالث ة مغالط ة‪ :‬فه و لي س‬‫سلطة بمعن ى السلطة السياسيي بل بمعن ى السلطة الفن ي‪ :‬أي إن له س لطة تنزيل‬‫النص وص عل ى الوق ائع‪ .‬وه ي س لطة تأوي ل يس هل توظيفه ا م ن قب ل الس تبدين‬ ‫والفاسدين الذين يختارون من القضاة من هم من جنسهم‪.‬‬‫‪-7‬وإذن فق انون اب ن خل دون \"الع دل أس اس العم ران\" ل يعن ي أحك ام‬‫القض اء إل م ن حي ث ه و علمة لحقيق ة أعم ق منها‪ :‬ه ي ش روط القض اء الع ادل‬ ‫السياسية والدنية‪.‬‬‫‪-8‬وح تى م ا يق دم لن ا أحيان ا ع ن بع ض الرم وز ال تي تمث ل القض اة‬‫الشجعان فإنه من التنكيب التاريخي الثقيل كما يحكى كذلك عن بعض الحكام‬ ‫العادلين‪.‬‬‫‪-9‬فلكأن القضية حينها متعلقة بعلم نفس القضاة والحكام وأخلقهم‬‫ولي س بالش روط الوض وعية ال تي تح رر فع ل القض اء م ن أح وال نف س القاضيي‬ ‫والحاكم‪.‬‬‫‪-10‬لذلك فسأحاول البحث في هذه الشروط التي قصدها ابن خلدون‬‫عندما تكلم على الظلم الؤذن بخراب العمران أي على عدم العدل القصود في‬ ‫نظريته‪.‬‬‫‪-11‬والظل م القص ود ف ي نظري ة اب ن خل دون ه و الترجم ة العلمي ة ل ا‬‫اس تنتجه م ن مص درين‪ :‬تجرب ة الحض ارة التاريخي ة ف ي مج ال تنظي م الحك م‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪2‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬ ‫وتشخيص العقل والنقل لنحطاطها‪.‬‬‫‪-12‬ولننطلق من دليل سلبي على القصود‪ :‬فابن خلدون يعتبر \"الحرابة\"‬‫ص ادرة ع ن ت واطئ بي ن الح اكم والجرمي ن‪ .‬ف الحكم الق ائم مت واطئ إم ا إيجاب ا‬ ‫بمشاركة الحترب أو سلبا بالتقاعس عن منعه )العجز عن الحماية(‪.‬‬‫‪-13‬بكلم ة‪ :‬ج ل حك ام بلدن ا مح تربون إيجاب ا وس لبا ف ي آن‪ :‬إيجاب ا لنه م‬ ‫رؤساء الافيات التي تسرق قوت الشعب وسلبا للعجز عن ردع السراق الجانب‪.‬‬‫‪-14‬مبالغة في ا لتش اؤم؟حسنا فسروا لنا كيف أصبح صالح مالكا ل ‪60‬‬‫ملي ار دولر ف ي ش عب ج ائع؟ واب ن عل ي ل ض عفها لش عب ل يق ل جوع ا؟ ورز‬ ‫السيسيي؟‬‫‪-15‬فلنعد إلى التحليل ولنكتف بهذا الثال الوحيد من دللة نظرية ابن‬ ‫خلدون العميقة والتي ل تتعلق بالقضاء بل بفساد الؤسسات ومنها القضاء‪.‬‬‫‪-16‬وهنا نكتشف ثورة ابن خلدون في نظرية الدولة وهي في الحقيقة ثورة‬ ‫بدأت مع الغزالي في الجمع بين الهابة والشوكة في مبدأ الختيار السني‪.‬‬‫‪-17‬عندما تقرأ الفلسفة السياسية اليونانية تجدها تتكلم على الدولة‬‫والدين وكأنهما مخيران بين سلطان قانون العقل والخلق )أفلطون( أو سلطان‬ ‫قانون الهوى والطبيعة )كاليكلس(‪.‬‬‫‪-18‬فه م الغزال ي نظري ة الدول ة القرآني ة وترجمه ا فلس فيا ف ي دحض ه‬‫نظري ة الح ق الله ي ف ي الحك م بالوص ية ليم ة الش يعة وتأسيس ه لب دأ الختي ار‬ ‫السني )كتاب الستضهري أو فضائح الباطنية(‪.‬‬‫‪-19‬وهذه الترجمة هي التي تحولت إلى نقلة نوعية في نظرية الدولة التي‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪3‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫تعتم د عل ى حك م تخت اره الجماع ة بص فتين هم ا‪ :‬مهاب ة وش وكة‪ .‬وهم ا ركن ا قي ام‬ ‫الحكم بوظائفه بجنسيها أي الحماية والرعاية‪.‬‬‫‪-20‬واب ن تيمي ة أخ ذ بنظري ة الهاب ة والش وكة‪ .‬لكن ه رك ز خاص ة عل ى‬ ‫طبيعة الدولة وغايتها علة للشرطين‪ :‬طبيعتها أمانة وغايتها عدل )النساء ‪.(59-58‬‬‫‪-21‬فعلم ي ؤتمن الحك م ؟ أم ران‪ :‬مباش ر عل ى اختي ار ال ؤتمنين عل ى‬‫وظائف الدولة وغير مباشر على مهام الدولة التي تقبل الرد إلى أمرين‪ :‬الحماية‬ ‫الداخلية والخارجية والرعاية الادية والرمزية‪ .‬لكن ابن تيمية لم يفصل‪.‬‬‫‪-22‬ل م تكتم ل النظري ة إل عن د اب ن خل دون‪ :‬فالهاب ة ذات الش وكة ه ي‬‫الق وة ذات الش رعية أو الش رعية القوي ة‪ .‬والش رط أن يك ون لل وازع وازع‪ .‬وإذن‬ ‫فأصل الشرعية أو مصدر نشأتها ومراقبتها أو مصدر بقائها هو وازع الوازع‪.‬‬‫‪-23‬ول يمكن فهم ذلك إل من خلل علة وجود الحكم ومن ثم وظيفته‪:‬‬‫ف الحكم ه و ش رط التع اون لس د الحاج ات والتب ادل ف ي النت اج والخ دمات‬‫والتعاوض بين القائمين بها‪ .‬وهذا هو مفهوم العدل ببعديه التعويضيي )عند تجاوز‬ ‫الحقوق( والتوزيعي )لقتسام ثمرة العمل(‪.‬‬‫‪-24‬ورمز وازع الوازع هو عقيدة‪\" :‬نطيعك ما أطعت ا فينا\"‪ .‬والقصد‬‫م ا أطع ت ش رع ا أو الق انون ال ذي يحك م التع اون والتب ادل والتع اوض‪ .‬ومعن ى‬‫ذل ك أن ه يوج د ق انون ف وق الح اكم والحك وم والحك وم ه و الحك م ف ي تط بيق‬ ‫الحاكم له‪.‬‬‫‪-25‬ومجال الخصام بين الفراد والجماعات قابل للحصر فهو‪ :‬القاصد‬‫الخمسة التي اعتبرها ابن خلدون ذات صلة وثيقة بثورته العرفية التي وضعت‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪4‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬ ‫اسس علم العمران البشري والجتماع النساني‪.‬‬‫‪ -26‬فالتن افس والتظ الم الحوج ان لل وازع يك ون ح ول ال ال والكرام ة‬‫والعقل والدين والحياة إما بين الرجال فتكون الرأة ملتقى كل هذه الغراض أو‬‫بين النساء فيكون الرجل ملتقاها‪ .‬وجميع هذه الغ راض هي أدوات الخصومات‬ ‫وغاياتها في آن‪.‬‬‫‪-27‬وإذن فالجماعة ه ي أص ل ال وازع ال ولى من قبلها )أول و الم ر منكم(‬‫وهي وازع الوازع أو الرقيب‪ :‬وهو معنى المر بالعروف والنهي عن النكر الذي هو‬ ‫غير حسبة السواق‪.‬‬‫‪-28‬وقد حرفت هذه الوظيفة التي تراقب بها الجماعة حمايتها ورعايتها‬‫فصارت وظيفة عقيمة تجعل الدولة تراقب سلوك الناس الديني في شكل شرطة‬ ‫أخلق ل سلطان لها إل على العامة‪.‬‬‫‪-29‬وق د ح ددت الي ات م ن ‪ 104‬إل ى ‪ 110‬م ن آل عم ران مع اني الم ر‬ ‫بالعروف والنهي عن النكر إنشاء وخبرا لمة تكون خير أمة إذا كانت وازع الوازع‪.‬‬‫‪-30‬وبه ذا العن ى ف الثورة العربي ة الحالي ة أدرك ت دلل ة فلس فة الدول ة‬‫السلمية بهذا العنى‪ .‬والعركة الن بينها وبين الثورة الضادة هي معركة لن تكون‬ ‫الهابة والشوكة ‪ :‬للجماعة أم للمغتصبين‪.‬‬‫‪-31‬الهاب ة أص لها الش رعية الس تمدة م ن الق انون‪ .‬والش وكة ه ي الق وة‬‫الشرعية أي القوة التي تكون للحكم ما كان مطبقا للقانون‪ :‬وأصل الحكم ورقيبته‬ ‫الجماعة نفسها‪.‬‬‫‪ -32‬ل م يك ن الجي ش دول ة ف ي الدول ة لينقل ب عل ى الؤسس ات الش رعية‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪5‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫فيصبح كحال العرب ‪-‬وإيران ل تختلف عن مصر حاليا لن الحرس الثوري مافية‬‫من جنس جيش السيسيي‪ -‬خاضعين لافيات يديرها الستعمر باختراقها وتصفية‬ ‫الصادقين فيها وترقية الخونة‪.‬‬‫‪-33‬وق د ذه ب الع دو إل ى م ا ه و أبع د فل م يكت ف ب اختراق الجه زة‬‫الدفاعية أمنا وجيشا ومخابرات بل تعداها إلى اختراق الجامعات والجتمع الدني‬‫فأص بح ل ه عملء فيه ا جميع ا وظيفته م ف ي الح رب النفس ية أخط ر م ن وظيف ة‬ ‫الجهزة في الحرب الفعلية‪.‬‬‫‪ -34‬لذلك كان جيش الرسول الكرم هو كل شباب المة‪ .‬وكان من العار‬‫أل يتطوعوا للجهاد في حروب المة‪ .‬وهو ما جعل العرب بعد إسلمهم وتوحدهم‬ ‫جماعة ذات حماية ذاتية ومتنافسة على خدمة الدولة والرسالة في آن‪.‬‬‫‪-35‬ماذا يترتب على هذا الفهم؟ شروط أن تكون الجماعة أصل الحكم‬‫ورقيبته هو أل يكون تنظيم القوة العامة حائل دون الحكم وتجاوز مصدر سلطته‬‫ورقيبها‪ :‬قوة الحماية )الجيش والمن( وقوة الرعاية )القتصاد والثقافة( ينبغي أن‬ ‫تكون بيد الجماعة ل الحكام‪.‬‬‫‪-36‬فعبارة نطيعك ما أطعت ا فينا يعني ما أطعت الشريعة التي هي‬‫القانون سواء كان منزل أو وضعيا مكتوبا أو عرفيا‪ .‬لكن كيف نستطيع أل نطيع‬ ‫الحاكم إذا كان قادرا على فرض إرادته بالقوة ؟‬‫‪-37‬الج واب ع ن ه ذا الس ؤال ه و ال ذي ي بين عبقري ة اب ن خل دون‪:‬‬‫الشعوب التي تخضع لحامية تصبح عاجزة عن حماية نفسها فتكون عالة وتفقد‬ ‫عزتها وحريتها وهما مضمون » معاني النسانية « عنده‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪6‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫‪-38‬ب ل أك ثر م ن ذل ك فابن خلدون قد قال ق ولته الش هيرة ال تي تفهمنا‬‫هذه الظاهرة‪ :‬التربية والحكم اللذان يخضعان الربى أو الحكوم إلى القهر والظلم‬ ‫يفقدانه \"معاني النسانية\"‪.‬‬‫‪-39‬فالنسان كما يقول ابن خلدون رئيس بالطبع إذا فقد رئاسته يفقد‬‫إنسانيته‪ :‬إذن شعوبنا فقدت إنسانيتها فأصبح مثل السيسيي وبشار وحفتر ممكنا‪.‬‬‫‪ -40‬شعوبنا قد فقدت إنسانيتها فأصبح مثل السيسيي وبشاروحفتر‬‫ممكنا وأصبح بالوسع أن نرى التحريق والتعذيب والنفي والنخب بصنفيها التي‬‫ت دعي الص الة وال تي ت دعي الحداث ة لتكتف ي ب التفرج ب ل تع برع ن الف رح بم ا‬ ‫يحدث وتفتي بما يبرره‪.‬‬‫‪-41‬ولنع دد الن الؤسس ات ال تي ت بين ه ذا الفس اد الوج ودي ف ي الكي ان‬ ‫الخلقي للجماعة والتي ليس فساد القضاء إل أحد مظاهرها بعد أن بينا الصل‪.‬‬‫‪-42‬وفي الحقيقة فإن أصل الصول هو نظرية الساسين لشروط حرية‬‫النس ان وكرامت ه كم ا ح ددهما الق رآن‪ :‬الجته اد والجه اد ف ي مس توى الف رد‬ ‫والجماعة‪.‬‬‫‪-43‬وأصل الصول هذا سماه القرآن الستثناء من الخسر وفيه خمسة‬ ‫عناصر إثنان للفرد واثنان للجماعة والخامس هو الثمرة أو الستثناء من الخسر‪.‬‬‫‪-44‬فأما العنصران للفرد فهما اليمان والعمل الصالح‪ .‬وأما العنصران‬ ‫للجماعة فهما التواصيي بالحق والتواصيي بالصبر وثمرتها النسان الحر والكريم‪.‬‬‫‪-45‬ف الؤمن التواصيي ب الحق ه و الجته د والعام ل ص الحا التواصيي‬ ‫بالصبر هو الجاهد والجتهد حر الفكر والجاهد حر الرادة وهو النسان الكريم‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪7‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫‪-46‬ولا كان النسان رئيسا بالطبع فإنه إذا فقد رئاسته يفقد إنسانيته‬‫وشاهية الحياة الكريمة أي \"معاني النسانية\"‪ :‬كون ما يفعله السيسيي ممكنا هو‬ ‫الدليل على أن جل الشعب فقد معاني النسانية‪.‬‬‫‪-47‬فلنفصل تكوينية هذا الآل كما تستنتج من نظرية أركان الدولة التي‬ ‫تحقق حرية النسان وكرامته‪-1 :‬أصل ‪-2‬وبنية ‪-3‬ومراقبة ‪-4‬وغاية ‪-5‬وقيما‪.‬‬‫‪-48‬ففي أصل الحكم يميز ابن خلدون بين الحكام السلطانية والحكام‬‫الشرعية‪ .‬والولى يعتبرها ذات وزع خارجي قد يكون شرعيا وقد ل يكون‪ .‬والثانية‬ ‫ذات وزع ذاتي للنسان وهي أصل كل شرعية‪.‬‬‫‪-49‬فإذا لم يوجد إل الوزع الخارجي من دون مطابقة مع الوزع الذاتي‬‫ص ار الن اس عبي دا ويك ون الحك م عنيف ا‪ .‬وإذن فالش وكة عن دئذ تك ون مس تعبدة‬ ‫للناس لن الخوف منها يعوض الهابة‪.‬‬‫‪-50‬وإذن فأصل الحكم الشرعي مهابة تضفي الشرعية على الحاجة إلى‬‫الش وكة عن د الض رورة‪ .‬لك ن الش وكة عن دئذ تك ون ش وكة الجماع ة ل اس تبداد‬ ‫السلطان‪.‬‬‫‪-51‬وهنا يأتي دور الرقابة‪ :‬ونموذجها وا لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه‬‫بح د الس يف‪ .‬وذل ك ه و مص در مهاب ة الحك م‪ .‬الم ة ال تي تراق ب تمن ع الس تبداد‬ ‫والفساد‪ .‬وهي تمنعه لنها تعتبره في خدمة القاصد الضرورية الخمسة‪.‬‬‫‪-52‬والقاصد الخمسة تتعلق بالحياة الحرة والكريمة‪ :‬فحماية ‪-1‬اللكية‬‫و ‪-2‬الع رض للحرية وحماية ‪-3‬العقل و ‪-4‬العتق د للكرام ة‪ .‬أما ‪-5‬حماي ة النف س‬ ‫فهي حق الحياة التي لها تلك الشروط الضامنة للحرية وللكرامة‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪8‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫‪ -53‬لذلك فالتعلق بالصدر ليس ماضوية بل هو صورة عن مثال الحكم‬‫الطل وب ف ي الس تقبل م ع البن اء الؤسسيي الح ائل دون نكوص ه إل ى الجاهلي ة كم ا‬ ‫حدث في الرة الولى‪.‬‬‫‪-54‬من هنا تكون وظيفة الحماية ووظيفة الرعاية مستقلتين عن الحكم‪:‬‬ ‫جيش المة هو كل الواطنين والواطنات‪ .‬وثروة المة بيدها وليس بيد الحكم‪.‬‬‫‪-55‬بكلم ة واح دة‪ :‬أساس ا الق وة أو الش وكة هم ا الحماي ة )الجي ش(‬‫والرعاي ة )القتص اد( وكلهم ا للمجتم ع ولي س للدول ة‪ .‬من ع ت دخل الحك م ف ي‬ ‫القتصاد‪.‬‬‫‪-56‬ال كحكم مح مك م وليس طرفا‪ :‬والثال هو التجارة التي ينهى الحكم عن‬‫الش اركة فيه ا‪ .‬ف إذا ت دخل فيه ا ف رض عل ى الس وق م ا يفس د دوره فيح ول دون‬ ‫العدل وحرية البادرة والنتاج‪.‬‬‫‪-57‬وإذا ك انت الحماي ة ره ن إرادة الحك ام ب ات الش عب تابع ا ولي س‬‫متبوع ا‪:‬كل الواطنين حماة والجيش الحترف معلمون لفنون الدفاع وليسوا هم‬ ‫الحماة‪.‬‬‫‪-58‬فتتح رر وظ ائف الحماي ة الخمس ة م ن تحك م الحك ام أي القض اء‬ ‫والمن داخليا والدبلوماسية والدفاع خارجيا والستعلم والعلم السياسيي‪.‬‬‫‪-59‬وتتح رر وظ ائف الرعاي ة الخمس ة م ن تحك م الحك ام أي التربي ة‬‫والجتمع الدني للتكوين والثقافة والقتصاد للتموين والستعلم والعلم العرفي‪.‬‬‫‪-60‬فتك ون الدول ة اص ل ومراقب ة وبني ة خاض عة لرادة الجماع ة ويك ون‬ ‫الحكام في خدمتها بالقيم التي يضعها العقل والنقل بيد وازع الوازع أي بيد المة‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪9‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫‪-61‬تلك هي غايات الثورة وهي عين ما لجله كل السلمين يسمون الصدر‬ ‫عهد الراشدين لنه كان محاولة لتحقيق المكن من هذه العاني وا أعلم‪.‬‬‫‪-62‬فالمر الذي يجعل الفاروق يعزل خالد فيطاع آليا هو مهابة الدولة‬ ‫وشوكتها في أمة ل يمكن أن تقبل بانقلب عسكري أو بظلم قاض أو فساد وال‪.‬‬‫‪-63‬وكل ذلك قابل للحصول لو لم يكن من تراوده الفكرة متيقنا من أن‬‫الك ل س يرفض س لوكه وأن ه س يعاقب ش ديد العق اب‪ :‬الش رعية وراءه ا إرادة‬ ‫الجماعة‪.‬‬‫‪-64‬ونف س ه ذا الم ر ه و ال ذي يجع ل التفكي ر ف ي النقلب ف ي أي دول ة‬‫ديموقراطي ة ش به مس تحيل لعل م النقل ب الحتم ل أن ه ل ن يج د تأيي دا م ن أح د‬ ‫معتبر‪.‬‬‫‪-65‬وه ذا الرف ض الجمع ي للخ روج عل ى الش رعية ه و أص ل الهاب ة‬ ‫والشوكة التي يبني عليها الغزالي وابن تيمية وابن خلدون مفهوم الدولة بالختيار‪.‬‬‫‪-66‬وه م يقابلونه ا بمفه وم الحك م ب الحق الله ي الوصيى ب ه لليم ة‬‫وبمفهوم الحكم بالضطرار أي اغتصاب الحكم‪ .‬مفهوم الحكم السني متحرر من‬ ‫الستبدادين الروحي )الشيعي( والطبيعي )العلماني(‪.‬‬‫‪-67‬وآخر القول إن المة اليوم توجد في كماشة بين هذين الستبدادين‪:‬‬ ‫استبداد الطائفية الباطنية والطائفية العلمانية وكلتاهما مافية مليشياوية‪.‬‬‫‪-68‬ل ذلك فالقاضيي والمن ي والعس كري والبلطج ي والعل م والثق ف‬‫والقتصادي الرتشين كل ذلك ليس إل نتائج فساد قيمي ووجودي أعمق تعاني‬ ‫منه المة‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪10‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬

‫هل حال القضاءالصري إستثناء؟‬‫‪-69‬وهذا الفساد الوجودي والقيمي الذي أصاب المة وهو النحطاطان‬‫الذاتي والستورد‪ :‬خراب كيان النخب السياسية والتربوية والقتصادية والثقافية‪.‬‬‫‪-70‬الجمي ع ص ار متحيل عل ى مع ايير وظيفت ه بت ذاك يتص وره أق رب‬‫الس بل لني ل غرض ه فيك ون الجمي ع بص دد ته ديم الكي ان الجمع ي وه و م آل‬ ‫للنحطاط الحتمي‪.‬‬‫‪-71‬الحكم للغبياء )السيسيي( والتربية للبلداء )وزيره للتربية(والقتصاد‬ ‫للعملء )سوريس( والثقافة للبلهاء )عصفور( والشعب ليغيبوبة الدهماء‪.‬‬‫‪-72‬ل م يب ق لل داء دون الحض يض حض يض‪ .‬والث ورة ل م تتع ثر إل لنه ا‬‫أشبه بالغسل الوجودي لتحرير المة من الدران التراكمة والعنيدة الدران التي‬ ‫نتجت عن النحطاطين‪ :‬وذلك هو الدواء‪.‬‬‫أبو يعرب الرزوقي‬ ‫ص ‪11‬من ‪11‬‬ ‫هل حال القضاء الصري إستثناء؟‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook