أبو يعرب المرزوقي الأسماء والبيان
الهاربون من التصدي للصفقة الكبرى ،التي تريد تصفية ثورة الربيع وثورة فلسطين،يتحججون بما يشبه ويل للمصلين ،مدعين أن قصدهم الصلح بين الأخوين ويخادعون الناسوالله وأنفسهم ،إذ ينسون أن ذلك يعد الخطوة الأولى وأنها توجب الخطوة الثانية :أن يقاوموا الباغية إذا لم تعد إلى الجادة والحق. لذلك فهذا الكلام المنافق لا يعني إلا أمرين: -الخوف من التهديد بعدم المساعدة بعد الأزمة -وخاصة الطمع في رضا من ترضيه فئة الصفقة الباغية ببغيهافما هي الصفقة الكبرى التي ألجأت الفئة الباغية ليس لمحاصرة قطر ،بل محاصرة شرفاء الأمة الذين تحاول قطر وتركيا مساعدتهم ضد إجرام إيران وإسرائيل؟ فالذين يحاصرون قطر ،لا يطلبون منها إلا أمرين: -طرد بعض اللاجئين إليها من حماس والاخوان أولا -وإسكات الجزيرة التي هي الصوت الوحيد بلسان الشعوبوالمعلوم أن علمهم بعجزهم على محاصرة تركيا ،دفعهم إلى تمويل الانقلاب عليها لعلهم يجدون سيسيا تركيا حتى يمصروها ،فيخلو الجو لصفقة عدوي الأمة.عدوا الأمة :من يسعون لاسترداد إمبراطورية متقدمة على الإسلام ،الفارسية واليهودية ،بمساعدة وريثي امبراطورية بيزنطة الشرقي والغربي المعلومين.أما الأنظمة التي نظمت انقلاب مصر وتساعد انقلاب ليبيا ،وتعد لانقلاب تونس، وفرحت لما توهمت أن انقلاب تركيا قد نجح ،لأنها مولته ،فقد وعدوها بالحماية. فممن يعدهم أعداء الأمة بالحماية؟ 31
وماذا يحمون من أجلهم؟يحمونهم من شعوبهم من أجل المحافظة على وهم سلطة بلا سيادة في ولاية فارسية وإسرائيلية. ولما أبين هذه الحقائق ،يزعم أبواق إيران وإسرائيل أني اجير قطر. وهم يعلمون أني لا علاقة لي بقطر ،ولو كنت ممن يستأجر لفعلت في عهد ابن علي.ولا ألوم مليشيات القلم من عرب المقاومة التي تقاوم شعوبها حتى تمكن لإيران وإسرائيل من احتلال ارضهم :فهم يسقطون صفاتهم على غيرهم ككل مريض.وهذه الصفقة إذا سمحنا بها ،فهي ستكون القاضية :لأن ما تحقق في نكبة 67ما يزال إلى الآن حوزا لإسرائيل دون حق الملكية لرفض الأمة الاعتراف به.حماس هي الحائل دون حوز إسرائيل لئلا يصبح ملكية .والصفقة هي إزالة الحائل حتى تتناقل آثار نكبة 67من الحوز اللاشرعي إلى الملكية الشرعية.وهذا هو الثمن الذي تريد الفئة الباغية أن تدفعه لإسرائيل وإيران حتى يبقي على استبدادها وفسادها في اقطار الوطن .كلهم مثل السيسي وبشار وحفتر. ولا يمكن أن أسكت على الخيانة الموصوفة.فإذا كانت نكبة 67تقبل التفسير بالأخطاء العسكرية والسياسية ،فإن ما يحصل الآن خيانة مع سبق الإصرار.لذلك فكل من يدعي الحياد بزعم الإصلاح ،منافق والحجة القرآنية من جنس ويل للمصلين .والتاريخ سيحاسب المتنكرين لمن وقف مع الثورة وحماس بصدق.الصفقة الإجرامية التي يراد تمريرها هي محاولة للاستفادة من حمق ترامب .فهو في نفس وضعية الحكام العرب الذين يسعون إليها :فهو بحاجة لإسكات شعبه.ترامب مثل أصحاب الصفقة :مخنوق ومزنوق وقد يسقط سريعا لأنه مدين لبوتين بنجاحه ،والشعب الأمريكي لن يسكت حتى لو أيده اللوبي الصهيوني بكل قوته.فمن يتبنى هذه الصفة لا يخطب ود إسرائيل فحسب ،بل سيدفع ثمنا آخر لعله أغلى مما يدفعه لها :التنازل عن الهلال واليمن لإيران بوعي أو بغير وعي. 32
ومليشيات القلم العربية التي تصطف مع إيران ،توهم الرأي العام أن الـ\"لا\" القطرية والتركية اصطفت مثلها معها ،وأن ذلك دليل على انتصار محور المقاومة.وهذا يكون صحيحا لو أن أمانيهم تتحقق ،فتفقد المقاومة السورية والفلسطينية والليبية وحتى التونسية كل سند وكل قدرة على إيصال صوتها للشعوب.وهذا بالضبط ما تطلبه المحاصرة ،بل هو جاء علنا في شروط فك الحصار .لكن الله ينصر صف عباده الصالحين :فالشعوب اليوم تحاصرهم هم ،لا من حاصروه.ولم ار في حياتي أحقر من المليشيات العربية بالقلم أو بالسيف .فهي تعمل جاهدة ليلا نهارا لتسهيل مهمة الساعين لتحقيق ما عجز عنه الاستعمار قرونا.سعيهم ينحصر في تمكين إيران وروسيا من احتلال جل البلاد العربية والوصول إلى البحار الدافئة .مرحلة لجعل الإقليم مستعمرة إسرائيلية أمريكية.ذلك ان كل من له دراية باستراتيجية مغول الغرب (أمريكا) وذراعهم في الإقليم(إسرائيل) يدرك أن روسيا وإيران ليستا إلا آلة تهديم لعدو يخشونه .والعدو الذييخشونه هو العرب والأتراك .فالأولون هم من بدأ به الصدام بين الحضارتين ،والآخرون هم من استطاعوا الثبات إلى بداية القرن الماضي.وقد نجحت انجلترا بضرب الثانين بالأولين لإسقاطهم في الحرب الكبرى الأولى ،ثم حاولوا ضم تركيا للغرب بناء على ذلك .لكن تركيا استردت حريتها.واليوم هم يحاولون ضرب العرب بالعرب .والمعلوم أن حكم كسنجر على العرب هو أنه لا بد من إرجاعهم إلى ما كانوا عليه قبل الإسلام :قبائل تتآكل.والترجمة الفعلية هي استعادة امبراطورية فارس (نائبة الشرق) وجعل مستعمراتها العربية مناذرة ،واستعادة امبراطورية إسرائيل (نائبة الغرب) ضد الإسلام.وهذا يقتضي أن يوجد بين العرب من لهم العيوب الثلاثة التي فسر بها ابن خلدون الفتنة الكبرى :القبلية والمناذرية والغساسنية أي ما نراه اليوم. 33
02 01 01 02تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي :محمد مراس المرزوقي
Search
Read the Text Version
- 1 - 10
Pages: