أبو يعرب المرزوقي الأسماء والبيان
المحتويات 2 -الفصل الأول 1 - -الفصل الثاني 6 - -الفصل الثالث 11 - -الفصل الرابع 16 - -الفصل الخامس 21 -
--علق أحد الأصدقاء على ما أكتبه في الدين عامة والإسلام خاصة والقرآن بصورة أخصمتسائلا :كيف توفق بين موقفك السلبي من علم الكلام وما تكتبه حسب رأيي منه دونشك .فأمدني بفرصة بيان الفرق بين ما اكتبه وعلم الكلام الذي اعترف بأني اعتبر ما عرفنا منه ضرره أكثر من نفعه.ولأبدأ بما يجعلني أقف هذا الموقف السلبي من علم الكلام .ولست الوحيد :لم أعرففيلسوفا واحدا من فلاسفتنا كان موقفه منه إيجابيا إذ حتى استثناء الفارابي في كلامه علىوظيفتيه المكملة للعقائد والشرائع بعد غياب واضعهما والمدافعة عن وضعه فهي تحطه إلى منزلة الإيديولوجيا بلغتنا الحديثة.وهذا الدفاع الوحيد عن علم الكلام بين فلاسفة الإسلام هو بالذات أول دوافعيلرفضه .فبخلاف جل من يتكلم في الدين لا اعتقد أن العقل هو الذي يؤسس الدين بلالدين هو الذي يؤسس العقل :فأول أساس للعقل هو الإيمان بأن الإنسان عاقل وبأنه مقوم كلي للإنسان وهذا دليل على أن العقل لا يؤسس ذاته.فلو اعتمدنا على ما نراه من الإنسان في واقع أمره لنثبت أنه عاقل وأن العقل مقوم كليللإنسان من حيث أنه إنسان لكنا من أسخف العقول :فما يعم الإنسانية في واقع أمرها أنهاغير عاقلة بل مجنونة تعمل كل ما تستطيع لتفسد وتسفك الدماء وتخرب العالم من أجل نزوات جنونية.وبهذا المعنى فالعقل ببعديه المعرفي والخلقي مثال أعلى ديني وليس حقيقة علمية يمكنالانطلاق منها لإثبات الإيمان بهذا المثال الاعلى .وهو في واقع الحاصل منه يمكن أن ينقلبعلى ذاته فيكون أداة تهديم بمجرد ان يتصور ذاته قادرة على المعرفة بإطلاق بأخلاق تحد من إخلاد المعتمد عليه إلى الارض.والقرآن لا يستعمل كلمة العقل حتى بالصيغة المصدرية فضلا عن الجوهر الذي يشارإليه بالاسم عقل بل يكتفي بالمشتقات الفعلية ويعتبره قدرة فهم ما يتلقى عن طريق اللسانأبو يعربالمرزوقي 1 الأسماء والبيان
--ولذلك يربط بين الرسالات وألسنة الاقوام المخاطبة بها وهو إذن مفهوم أعم ومعناه \"البيان\" بثا وتلقيا.العقلانية بمعناها الساذج هي القائل أصحابها بنظرية المعرفة المطابقة والتي سخر منهاابن خلدون وقبله ابن تيمية وقبلهما الغزالي .فالغزالي وضع حدا لهذا الوهم بنظريةطور ما وراء العقل وابن تيمية وضع حدا له بنظرية لا تناهي تجويد التصورات وابن خلدون صاغه متهكما بوهم رد الوجود إلى الإدراك.وهبنا سلمنا أن العقل يدرك الحقائق بصورة تغنيه عما يتجاوزه فهو في هذه الحالة توقلا يتناهى نحو تجاوز ما يسمونه حقائق أعني العالم الطبيعي والعالم التاريخي :فما فيالإنسان من اشرئباب يعبر عن وعي \"مقدس\" يعتبر العالم كله غير كاف لطموحه الوجودي نحو كمال ليس له وجود في العالم.ولهذه العلة فأي إنسان حي الوجدان لا يمكن أن يخلد إلى الارض حتى لو حاز كل ثرواتالعالم وأمجاده بل هو دائما مشدود إلى عدم الاكتفاء بسجنيه :بدنه والعالم .ولولاالتكليف بمهمة التعمير والاستخلاف لكانت الدنيا بحق أقل من جناح بعوضة :فقيمة الدنيا ومعناها مستمدة مما يتعالى عليها فيها.وما يتعالى عليها فيها هو بالذات الإنسان في التصور القرآني على الأقل إذ هو عين ماوراء الدنيا في الدنيا أو الجسر الواصل بينها وبين كل ما يتعالى عليها وهو معنى الاستخلافقرآنيا .وبهذه الصفة اعتبر أهلا للخلافة لأنه مسم ومبين .وهما إن تسامحنا مع الفلسفة وظيفات العقل وليس له غيرهما.قد صدق مخيال التسمية الألماني عندما اعتبر العقلانية Rationalismeبالاصطلاحالفرنسي عقيدة العقل Der vernunftglaubeبالاصطلاح الالماني .والمحاسبي قدمالوظيفة الخلقية فعلا على الوظيفة المعرفية انفعالا :تنظيم الإنسان لسلوكه وفهم الإنسان لنظام التاريخ والطبيعة هما معنى العقل دينيا.وفهم نظام الطبيعة والتاريخ لا يمكن أن يستمد من الاستقراء لأن ما يغلب عما ندركهمنهما ليس النظام والعقل بل الفوضى واللاعقل :ومن ثم فما نطلبه من نظام وعقل منأبو يعربالمرزوقي 2 الأسماء والبيان
--الطبيعة والتاريخ أساسه إيمان بما وراء ما يغلب على الظاهر منهما ومن ثم فهو من ثمرات الاشرئباب للتعالي عليهما شرطا لعلمهما.وهذا هو التعليل الفلسفي الذي يجعلني أرفض علم الكلام :الدين غني عن التعليلالعقلي لان في ذلك قلبا للعلاقة بينهما .الدين يؤسس العقل عند الجميع المتعلم وغير المتعلم-الشعور بالنظام والغائية والحكمة شعور ديني متقدم على العقل الصناعي وتنظيم تقدم اللغة الطبيعية على اللغة الصناعية.وهو أمر يبدو لي طبيعيا :فلو كانت الإنسانية محتاجة إلى ظهور المنطق حتى تنظم حياتهاوتؤسس حضاراتها لاستحال على البشرية أن تبدأ وجودها التاريخي .وإذن فما يقوم بهالمتكلم يجعل الشعور الديني بواجب التنظيم والوعي بالنظام مصنوعا وليس مطبوعا. العقل المصنوع أداة تالية عن العقل المطبوع.والعقل المصنوع من جنس أدوات الإدراك الحسي التي تقوي قدرتها على الرؤية والسمعمثل المجاهر وأدوات الرصد في الفلك .المنطق والرياضيات مثلا مبدعات صناعية لا تختلفعن الأدوات التي هي ترجمتها كالحال في أدوات الرؤية في علاقتها بالبصريات والتنصت بالسمعيات إلخ..وبهذا المعنى فالدين يمكن أن يدرس بالعقل الصناعي من حيث ظاهرة في العالم الشاهدوليس من حيث ما يتسلمه من عالم غيبي لأن ما يستلمه أو يأمر بتسلمه ليس مما يقبلالإدراك الحسي ولا العقلي الصناعي إذ هو أساسهما :كون الإنسان مبين ومتبين لا تفسير له عدا تفسير دورما فيه بدنه من وظائف عضوية.لا أحد يستطيع أن يفسر معنى \"أنا الآن واع بشيء وبوعيي بذاتي من حيث مدركة لذلكالشيء\" :هذه واقعة أعيشها وقد أصلها ببعض خلايا المخ كما أصل وظائف الحاسوب بخلاياذاكرته لكني لا أستطيع تجاوز هذه المقارنة البائسة بيني وبين الحاسوب بل أزدادا يقينا باستحالة تفسير واقعتي.ولا يعني ذلك أني أرفض مثل هذه المقارنات بين عمل الإدراك الإنساني تبيينا وتبيناوعمل الحاسوب فهذا يساعد التقدم التقني في تجويد وظائف الحاسوب لكني لا أخاف منأبو يعربالمرزوقي 3 الأسماء والبيان
--يوم يصبح فيه الحاسوب مثل الإنسان مبدعا للحواسيب التي لم يتوقعها الإنسان قبله ويكلفه بها .وتوهمه كتوهم الإنسان خالقا لنفسه.لكن الحجج الأهم التي تجعلني أرفض الكلام هو ما يستند إليه دعواه الدفاع عن الدينبالحجج العقلية والوصول إلى تحديد العقائد الصحيحة .فهذا نفاق مطلق .ذلك أن منيؤمن بأن القرآن كلام الله لا يمكن أن يدعي أنه أقدر على صوغ العقائد أفضل من القرآن .وحتى لو اقتصر على تعليهما بأوضح منها.ففي ذلك دعوتان تثبتان النفاق :فأن يحاول ذلك من ليس بمؤمن بالإسلام قد أفهم.لكن من يدعي أنه مؤمن به ويريد أن يقدم ما هو أبلغ من القرآن صوغا وأوضح من تعليمالرسول (السنة) تعليما لا يمكن ألا يكون غير صادق في أحد وجهي دعواه :الانطلاق من الإيمان والدفاع بالعقل .لا يمكن الجمع بينهما.والجمع بينهما لا يتجاوز فنون الدعوة والتبشير بالنسبة إلى من أتصوره حسن النية فياستعمال الحجاج للإقناع وليس للعلم .وهذا هو الفرق بين الكلام وبين ما أحاول القيام به:فتعاملي مع القرآن من جنس تعاملي مع أي موجود في الأعيان أبحث عن نظامه وقوانينه كما تتجلى فيه ولا اغيره ببديل منه.نسبة العقائد الكلامية بالقياس إلى العقائد الواردة في القرآن لو تصرف الفيزيائي معالطبيعة تصرفه مع القرآن لكان الفيزيائي يحاول اعتبار نظرياته بدائل من مجرىالطبيعة نفسه وليس علما بها ولصرنا الطبيعة التي صنعها الفيزيائي لا الطبيعة التي درسها .عقائد الكلام بدائل من عقائد القرآن.ومن ثم فالكلام فلسفة منافقة .فالقول بعلمية الكلام ضميره الاستغناء عن الحاجة إلىالوحي .فإذا كان الغيب قابلا للقيس على الشهادة -حتى لو تحايلوا فسموه غائبا لا غيباوالفرق بين لان الغيب يمكن يصيح شاهدا لكن الغيب بمقتضى حده لا يكون من الشاهد في الدنيا-لم نعد بحاجة إلى الأنبياء.وما يعجب له المرء هو سخافات القائلين بالاعتزال الجديدة وبالرشدية الجديدة بدعوىالعقلانية والحداثة :فلا ابن رشد حديث ولا المعتزلة عقلانية .كلاهما متخلف حتى علىأبو يعربالمرزوقي 4 الأسماء والبيان
--أرسطو فضلا عن الإسلام والفكر الحديث .فأرسطو لم يقل أبدا إن الميتافيزيقا علم. وعقلانية المطابقة الساذجة لا تتطابق مع الإسلام.فالعقلانية الساذجة تقول بالمطابقة ما يعني أن الإنسان يعلم الأشياء على ما هي عليهعلما محيطا وهو مستحيل التصور إسلاميا وحتى فلسفيا .فالفلسفة تقدمت لما تحررت منهذا الوهم وأدركت أن علمنا نسبي إلى أبعد الحدود وأن ما للفكر الإنساني من فاعلية سرها الوعي بهذه النسبية شرطا في تقدمه.أبو يعربالمرزوقي 5 الأسماء والبيان
-- ما معنى \"بين جدل المتكلمين ووجدان المؤمنين\"؟ هل هذا يعني أني أنفي إيمان المتكلمين؟أبدا :لست فقيها لكي أتكلم في عقائد الناس وأقاضيهم .أحاول فهم الفرق بين موقفينمن الدين :كتجربة وجدانية كونية كل تجارب الإنسان الأخرى فروع منها واعتباره مجرد فرع من تجربة معرفية تعلو عليه.والقصد من التجربة الوجدانية الكونية أصلا لكل تجارب الإنسان الاخرى يجعل المعرفةنفسها فرعا منها وليست أساسا لها :إنها من التجربة الوجدانية الكونية التي هي جوهرالعلاقة المباشرة بين الإنسان ومثاله الأعلى أو الله في ما سماه القرآن الميثاق ليكون الإنسان صلة المتناهي باللامتناهي.والكلام بدلا من أن ينير هذه العلاقة عمى عليها فحال دون الإنسان وفهم الدين ليعيشالتجربة الوجدانية ليدرك وظيفة الجسر بين العالمين .وهذه التعمية هي جوهر مآل الكلامإلى تصوف وحدة الوجود كما في فلسفة هيجل ودراسته أدلة وجود الله بوصفها اثبات الروح لذاته مردودا إلى المسيح رمز الإنسان.والنتيجة التي تتراءى في كل محاولات الكلام هي دهرية الميتافيزيقا الفلسفية مسقطةبوعي أو بغير وعي على روحانية ما بعد الاخلاق الدينية .وأهمية فلسفة هيجل وماركسوصلتهما بوحدة الوجود المسيحية سواء كانت صريحة كما عند هيجل أو ضمنية كما عند ماركس تتمثل في تنكر الدهرية في الإنسانوية.فهيجل في خاتمة دروسه في فلسفة الدين يختم فلسفته كما بدأها في فينومينولوجيا الروحبدهرنة الروحي واعتباره متعينا في أرواح الشعوب التي هي مراحل توعي الروح الإنسانيبذاته جمعا بين كيانه الموضوعي في الاعيان وكيانه الذاتي في الأذهان ليتطابق الذهني والعيني تطابقا بين العقل والواقع.أبو يعربالمرزوقي 6 الأسماء والبيان
--وذلك هو جوهر وحدة الوجود التي نقلها هيجل من كونها وحدة متجوهرة الذاتية منأعراضها أو من أحوالها بلغة سبينوزا إلى كونها متذوتة الموضوعي منها هو عينا الذاتيوالذاتي هو عين الموضوعي في ما يسميه التجاوز الجدلي للمقابلة بين الذاتي والموضوعي ومن ثم يزول الفرق بين العالم وما ورائه.ولا يختلف هذا الموقف في شيء عن موقف ابن عربي الذي يعبر عنه بلغة رمزية في إحدىرسائله بالقول إن العالم هو عين الله .وطبعا فهو لا يقصد عضو البصر بل كونه عينا بمعنىأن الله متعين وحال في العام وليس ليه وجود مفارق للعالم وأن ما يجري في الطبيعة والتاريخ لا فرق فيه بين موجود ومنشود.ذلك هو معنى وحدة الوجود التي تنتهي إلى أن ما في الإنسان من اشرئباب لما يتعالى علىالعالم من خيالات الإنسان وأن \"الواقع\" -وثن الحداثيين العرب خاصة-مجانس للضرورةالطبيعية وليس فيه إلا صراع القوى التي تصبح من ثم عين إرادة الله ولا مفر من العمل بمقتضاها فيتساوى الكل وتزول القيم أصلا.وطبعا فهذا أيضا دين لكنه دين العجل الذهبي ذي الخوار :سلطان المال وسلطانإيديولوجيا القوة .وقد بينت في سابق البحوث أن سلطان المال يتعين في رمز الفعل أو العملةوسلطان الإيديولوجيا يتعين في فعل الرمز أو الكلمة .الدهرية هي دين العجل الذهبي ذي الخوار الذي يستعبد البشر بالعملة والكلمة.وسلطان العملة يمثل سلطان القوة الاقتصادية (سيطرة على شروط سد حاجات الإنسانيةالمادية غذاء وعلاجا ورفاهية مادية) وسلطان الكلمة يمثل سلطان القوة الثقافية (سيطرةعلى شروط سد حاجات الإنسان الروحية علوما وفنونا وإعلاما) :وهذا كاف لمن يقتصر على وجود لا يتجاوز الإخلاد إلى الارض.ولذلك كان تأويل المدرستين اللتين ورثتا فلسفة هيجل متمثلا في اعتبار الأديان من إنتاجالإنسان المستكمل لما يشعر به من نقص في ذاته بما يبدعه من أوهام وأولها الله نفسهباعتباره صورة كاملة عما \"يتمنى\" الإنسان أن يكون روحيا (في اليمين) وماديا (في اليسار) الهيجليين.أبو يعربالمرزوقي 7 الأسماء والبيان
--وفي الحقيقة فما يسيمه بعضهم بعلم الكلام الجديد ليس إلا نسخة باهتة من هذينالموقفين الوارثين لفلسفة هيجل مقصورا على سطحيات ترجماتها في علم الكلام المسيحيالموجب (الوجودية المؤمنة) والسالب (الوجودية الملحدة) .وهنا أيضا الكلام جديده كقديمه نسخة منحطة من فلسفة عصره.لذلك فالأفضل الاكتفاء بالفلسفة وبنظرياتها في الربوبية سواء المستدلة على وجود الرببالحاجة إلى محرك العالم الطبيعي والمنظم له(الفلسفة الوسيطة ما قبلها)أو الفلسفةالحديثة المستدلة على وجوده بالحاجة إلى مشرع العالم التاريخي والمنظم له(الفلسفة الحديثة وما بعدها) بدل التجربة الروحية.وهذه المقابلة ينطلق منها القرآن ليعتبر الدهرية نفسها بحاجة إلى تجاوز العالم الطبيعيوالتاريخي إلى ما يتعالى عليه حتى وإن توهمته من جنسه وحالا فيه سواء كان النفسالكلية أو العقل الكلي أو أي مبدأ نظام لكأنه مقصور على الامر دون الخلق :الفرق الجوهري بين ما بعد الطبيعة ومابعد الأخلاق.وهذا الفرق جوهري :لأن الإيمان بأن الله خالق وآمر يعني أن ما بعد الطبيعة ومابعدالتاريخ لا يمكن أن يفسرا بقوانينهما وسننهما وكأنهما غير مخلوقين لإرادة وعلم وقدرةوحياة ووجود كلها معبرة عن خيارات حرة تجعلها على ما هي عليه وليست سابقة الوجود عن تدخل محرك يحركها أو مشروع ينظمها.فمدار الأمر كله ثنائية المادة والصورة التي فرضت على الفكر الإنساني بمنطقالهيلومورفية إما للتشكيل الوجودي بالمحرك الغاية (أرسطو) أو بالإله الصانع (أفلاطون)أو بالعقل الكلي أو بالنفس الكلية أو بالإله الشارع (ديكارت) أو بالإله المحايث غائية روحية (يمين هيجل) أو مادية (يسار هيجل).وبذلك يتبين أن ما يسمى بأدلة وجود الله هي في الحقيقة أدلة نفي وجوده :فإذا قسنادور الله في الوجود بدور القوى الطبيعية أو التاريخية فلكأننا قلنا إننا لا حاجة لما يتجاوزنوعي التعليل الناتجين عن قياس الله على الإنسان أو على الطبيعة .ولا معنى لما لا تتميز فاعليته عن فاعلية نعلمها.أبو يعربالمرزوقي 8 الأسماء والبيان
--فبمجرد قيس فاعليته على فاعلية الطبيعة أو الإنسان استغنينا عنه أو كان اللجوء إليهأمرا نافلا يمكن الاستغناء عنه .لو كنا قادرين على تفسير الوجود بفاعلية الطبيعة أوبفاعلية الإنسان لكان الكلام على فاعلية متعالية عليهما من لغو الكلام .الخلق والامر لغزان وجوديان كالحياة والموت.وبهذا المعنى فهيجل محق :أدلة وجود الله تثبت سعي الروح الإنساني إلى اثبات ذاته.لكنه غير محق في تمجيد أدلة وجود الله .فهذا السعي ينتهي إلى أن الله كروح لا قيام لهإلا في روح الإنسان .فيكون الإنسان هو علة القيام الإلهي وليس العكس .تلك هي علة رفضي للأدلة فقصاراها ما قاله هيجل.كل الفلسفة الغربية بعد هيجل علم كلام مسيحي متنكر وخاصة ما بعد الحداثي منها:لذلك فالفلسفة تحولت إلى مدارس كلامية أبعد ما تكون عن العلم والإيمان بل هي صارت-على مثال نيتشة-لا تؤمن بغير الكذب النافع معتبرة الحقيقة من أوهام الإنسان ولا وجود إلا للرؤى المناظيريةPerspectivisme:صحيح أني أقول بالبرسباكتيفيسم في المعرفة لكني أعدلها بالإيمان :أومن بوجود الحقيقةوالخير والجمال والجلال والمتعال بوصفها مثل عليا ذات وجود حقيقي لكن الإنسان لا يحيطبها علما وإن كان وجوده مشروطا بالإيمان بها وذلك هو القصد بالتجربة الوجدانية جوهرا للدين في القرآن على الاقل.والقرآن نفسه يقول بالمناظرية التي بهذا المعنى ويعتبرها شرط التسابق في الخيرات:المثل في التجربة الوجدانية حقائق إيمانية وليست معرفية وهي غاية التسابق المناظيريبين مدارك البشر .ولذلك فكل نفس لها طريق في هذا الاشرئباب للسعي نحو المثال وهو مجال الاجتهاد والجهاد.فالعلم المطابق الوحيد هو علم الله المحيط .وكل علم إنساني مناظيري بالطبع بمعنى أنهنوع من حظ في ذوق الوجود يحدد درجات التجربة الوجدانية التي تكلمت عليها والتي هيفي آن لطف إلهي واجتهاد وجهاد إنساني بهما يقدر إيمانه وتحقيقه للأمانة تعميرا للأرض اختبارا لأهليته الاستخلافية.أبو يعربالمرزوقي 9 الأسماء والبيان
--وهذا هو معنى السرائر التي لا يعلمها إلا الله والقول بها هو الذي يحد من طغيانالوسطاء على حرية الإنسان الروحية وطغيان الاوصياء على حريته السياسية :وتلك هيعلة الارجاء القرآن للفصل بين أهل الملل والنحل في ما يختلفون فيه ما جعل دولة الإسلام توجب على المسلمين حماية كل الأديان.فلا توجد إلا آيتان في القرآن تحلان الجهاد الهجومي (الطلب) هما دفع الناس بعضهمببعض لمنع العدوان على المستضعفين ودفعهم لمنع العدوان على الأديان .أما باقي الدعواتللجهاد فهي للدفع وليس للطلب .فتكون حماية المستضعفين والأديان من جهاد الدفع الكوني بكونية الإسلام وليس الطلب.وجهاد الدفع الكوني جنيس حق التدخل في القانون الدولي الحديث :يجب على دولةالإسلام أن تحول دون اضطهاد المستضعفين ودون منع حرية العبادة (رمزا إليها بصوامعوبيع ومساجد) حتى خارج حدودها لأن ذلك من مقومات عبادة الله وتحرير البشر من عبادة العباد والله أعلم.أبو يعربالمرزوقي 10 الأسماء والبيان
--وطبعا عندما أقول كل الفلسفة الغربية بعد هيجل علم كلام مسيحي متنكر فليس القصدبـ\"مسيحي\" دين المسيح عليه السلام .فالقرآن صريح في تبرئته من تأليهه {مَا َكا َن لِ َبشَ ٍرَأنْ يُؤْتِيَ ُه اللَّ ُه الْكِ َتا َب وَالْ ُح ْك َم وَال ُنَّ ُب َّو َة ثُمَّ َي ُقو َل لِلنَّاسِ ُكو ُنوا عِبَا ًدا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ َو ٰلَكِ ْن ُكو ُنوا رَبَّانِ َِّيي َن بِ َما كُ ْنتُمْ تُعَ َِّلمُونَ الْ ِك َتا َب َو ِب َما كُ ْن ُتمْ َت ْدرُ ُسو َن}.وإذن فالقصد علم كلام الذي حرف المسيحية ليؤسس الوساطة روحيا والوصاية سياسياوهو لا يختلف كثيرا عن علم الكلام الإسلامي في ذلك وفي المآل الصريح أو الضمني لتصوفوحدة الوجود كما بينت في الكلام على علوم الملة .وهذا التنكر لا يستثنى منه حتى رافضو الهيجلية مثل كيركجراد وماركس ونيتشة وهيدجر.وليس بالصدفة أن عرف هيدجر الحداثة بعناصر خمسة كان أهمها ما سماه \"تمسيحالعالم\" في بحثه العالم من حيث هو صورة Die Welt als Bildبمعنى يجعل الإنسانترجمان الوجود والناطق باسمه تعينا مناسبا لدلالة Daseinليس بمعناها العام Existenceمقابل Essenceبل بما يناظر \"المسيح\" في الهيجلية.فيكون مدار الكلام في هذه الحالة هو منزلة الإنسان وعلاقته بالله أو بالمطلق الذييتعالى بمفارقة العالم ولا يتصور حالا فيه ولا في الإنسان وكلا الحلولين تابع لرؤية وحدةالوجود ولإطلاق نظرية المعرفة المطابقة فلا يوجد ما هناك وراء ما هنا بلغة هيجل :محايثة المثال لـ\"الواقع\".ولن اعجب إذا عجب بعض الفلاسفة العرب من قراءة الفلسفة دينيا بدلا من قراءةالدين فلسفيا .في الحقيقة كلاهما مدخل للثاني .وعندي أن الأعم -الدين-أولى بأنيكون مدخلا لقراءة الاخص -الفلسفة-خاصة وهي بتطورها الذاتي آلت إلى هذا المنظور الذي صار صريحا عند هيجل خاصة.وليس صحيحا أن نيتشه هو قائل إن \"الله قد مات\" بل اول القائلين بها هو هيجل في فلسفةالتاريخ وفي فلسفة الدين .قالها تعبيرا عن يأس الصليبيين بعد هزيمتهم والتسليم بأنأبو يعربالمرزوقي 11 الأسماء والبيان
--المسيح قد مات لما عادوا خائبين ليخلدوا إلى الارض .وقالها بدلالة نفي ما وراء العالم: هذا Diesseitليس له .Jenseitوكل عالم نيتشة الذي لا فرق فيه بين واقع وخيال والذي هو مجال الإنسان المتأله المبدعمثل دودة القز لنسيج خياله وأكاذيبه النافعة معتبرا ذلك فلسفة ضديد المسيح لم يخرجمن الفهم الهيجلي \"للواقع\" الذي فقد وجهه الثاني ولم يبق منه إلا الهنا بعد فقده الهناك سجنا تحيث فيه كل المتعاليات.وحينئذ لن يوجد فرق بين التعمير والتهديم فكلاهما يولد نفس المتعة متعة الإرادة التيتريد نفسها في لعبة الشعوب باللامعنى في الوجود .وكل ما اعتبر ثورة على الكنيسة(الوساطة) وعلى الدولة (الوصاية) وطد لسلطانهما المافياوي دين عجل حديث بمعدنه وخواره :ايديولوجيا الإخلاد إلى الأرض كدودها.ما يمدحه هيجل يقدح فيه نيتشة لكن الموقفين وجهان لعلمة واحدة :سجن الإنسان فيالهنا مجال المعقول متلازم مع الهروب منه إلى ميثولوجيا اللامعقول بل وإلى وصف معقولالأول عين هامش لامعقول الثاني فيكون المعقول اليائس من الهناك اللامكان الخيالي ليتوبيا الابسورد في الوجوديات الملحدة.وهو \"النيجاتيف\" من الدين الذي يبدو ثورة عليه وهو في الحقيقة ما لا علاج له غيرالدين بمجرد أن يتخلى الإنسان عن تأليه ذاته وادعاء أن الله مجرد \"مخلوق\" لخيالالإنسان الذي هو الروح الوحيد وما عداه من خياله تماما كما يقول تصوف الوحدة المطلقة كما عرفه ابن خلدون في المقدمة وشفاء السائل.وما كان ذلك يكون كذلك لولا إطلاق نظرية المعرفة المطابقة التي توهم الإنسان بأن لهعلما محيطا يجعله يرد الوجود إلى الإدراك فلا يشك في شكه ما يعتبره تصورات عامية(الدين) في حين أنه أصل كل ما يمكن أن يدور في خلد الإنسان بما في ذلك نفي الدين بإطلاق ما يسميه واقعا حصرا في الدنيوي.ومن قارن شرح ابن القيم لمنازل السائرين للهروي ردا على شرح التلمساني يدرك الفرقبين الرؤيتين للعلاقة بين الربوبي والإنساني والمناوسة بين الردين اللذين يرفضهماأبو يعربالمرزوقي 12 الأسماء والبيان
--الإسلام :فالتلمساني قولا بالوحدة المطلقة يجعل الهروي قائلا بها وابن القيم يثبت العكس تمييزا بين الذاتين الآلهة والمألوهة.وقد أبدع ابن تيمية في الرد على ابن عربي وخاصة في شرح \"وما رميت إذ رميت ولكنالله رمى\" ليحرر الفرق بين الوحدتين الشهودية والوجودية ومن ثم ليبين حقيقة المنزلةالتي يوليها الإسلام للإنسان والتي مهما كانت رفيعة لا تصل إلى ما وصل إليه تحريف المسيحية الذي آل إلى النقيض.فالعولمة تبدو وكأنها قد كرمت الإنسان بأن جعلته سيدا مطلقا ليس له -كما يقول هيجل-ماهناك ومكتفيا بما هنا لكنها في الحقيقة هي سحقه وجعله عبدا لآليات عمياء فاقدة كلمعنى إذ صار مثله مثل أي حيوان آخر خاضعا لمنطق الانتخاب الطبيعي والصراع فصار أداة وأصبح غاية ما كان ينبغي أن يكونها.العولمة هي دين العجل الذهبي الذي يحكم العالم بتوسط الولايات المتحدة وإسرائيل :كنيسته هي شركات الإنتاج التخديري أو ثقافة اللهو بمعنى باسكال في خدمة ميثولوجياالتوراة ودولته هي مافيات البنوك التي تمتص دماء الجوهيم لخدمة أجندات خفية هي عين إيديولوجيا الشعب المختار.ولذلك فليس من الصدفة أن يصبح رهانها لاستكمال سلطانها هو تغيير كل الرؤىالإسلامية التي باتوا يرونها ضديدا لهم وشرطا في تحقيق حلم حكم العالم كله شرقهوغربه ليس بالحرب على الإسلام وحدها بل وكذلك بالسيطرة على داره محلا لشروط هذه السيطرة المادية ثروة ومكانا والروحية تراثا وزمانا.وكل المشكل بالنسبة إلي هو هل المسلمون قادرون على رفع التحدي ليكونوا بحق شاهدينعلى العالمين ليس بمجرد الرفض ورد الفعل بل بتقديم البديل السليم الذي أساسه النساء( 1الأخوة البشرة) والمساواة بين البشر حصرا للمفاضلة في التقوى (الحجرات )13بديلا من الإنسوية الكاذبة؟أم إن كاريكاتور التحديث الذي بغفلة أو بخبث يروح للإنسوية الكاذبة وكاريكاتورالتأصيل الذي لا يمثل الإسلام كما يحدد نفسه في مرجعياته بل انقلابين حصلا عليه جعلأبو يعربالمرزوقي 13 الأسماء والبيان
--الامة تعاني من الاستبداد والفساد اللذين أفسدا معاني الإنسانية بسلب حريتي الإنسان الروحية والسياسية.دافعي الأساسي في هذه المحاولة هو فهم الشروط الضرورية والكافية لتمكين شباب الأمةالثائر بجنسيه من تجاوز الحرب النفسية عليه لئلا ينجر وراء كاريكاتور التحديثومليشيات القلم الحداثي المزعوم أو وراء كاريكاتور التأصيل ومليشيات أمراء الحرب ويشرع في استئناف ثورتي الإسلام بحق.فلسنا وحدنا من يحتاج إلى الاستئناف الإسلامي .إنه فرصة الإنسانية كلها حتى تتحررمن دين العجل وإيديولوجية الشعب المختار وتأسيس شروط الاخوة البشرية (النساء )1والمساواة التي لا تعترف بفروق العرق والطبقة والجنس للتعارف بدل التناكر ولا تفاضل فيها إلا بالتقوى.ولست غافلا على أن هذه المعاني تستعمل في شكل شعارات لنقائضها بإطلاق :ذلك أنايديولوجية العولمة والحداثة تبدو قائلة بنفس هذه القيم .لكن سادة العولمة بكنائسهمالجديدة (الإنتاج الثقافي التبليهي) وبقوة مافياتها وارهابها يستعملونها براقع لجبروت أسلحة الدمار الشامل لفرض إرادتهم.وما يسمونه قانونا دوليا هو في الحقيقة قناع يخفي ما تفرضه الدول التي لا تحتكم إلاإلى القوة في إدارة العالم كله بما يتنافى تماما مع العدل والحق .ولسنا وحدنا الذين نعيشهذه التحريفات التي مسماها مناقض لاسمها كلما تعلق الامر بتطبيق القانون لغير صالح هذه القوى في تقاسمها للعالم.ونحن امة الإسلام أكثر شعوب العالم معاناة لعلتين :أولا لأننا بأحيازنا الخمسة نمثل قلبالعالم مكانا وزمانا وشرطا ماديا وشرطا روحيا يجعل سادة العالم يعتبرون استئنافنا لدورناعائقا لبقائهم سادة العالم ولذلك فتفتيت مكاننا وتشتيت زماننا يضعفنا ماديا وروحيا فييسر سيطرتهم على العالم.والعلة الثانية هي أن الإسلام دين عزة وكرامة للمسلمين وللإنسانية عامة ما يجعلأصحاب العجل يعتبرونه مسفها لرؤاهم ومحررا للإنسان من الوسطاء روحيا بشكليهماأبو يعربالمرزوقي 14 الأسماء والبيان
--الكنسيين القديم والحديث ومن الأوصياء سياسيا بشكليهما القديم (الحق الإلهي في الحكم بالدين) والحديث (الحق الطبيعي في الحكم بالقوة).أبو يعربالمرزوقي 15 الأسماء والبيان
--لو كنت من القائلين بفلسفة الخصوصيات لكان كلامي على مآل الفلسفة الغربية بعد هيجلمنتسبا إلى المواقف الدفاعية التي تحاول أن تنفي الفضل عن غيرنا وتعيده إلينا بالأقوالوهي ابلغ طريقة لإثبات أننا لسنا كذلك بالأفعال .فعندي أن الفكر الفلسفي إذا كان بحق فكرا فهو كوني مثل الدين في الواجب.وأقول في الواجب لأن الأمر الواقع تغلب عليه الخصوصيات الثقافية التي لم يع أصحابهاأنها بالنسبة إلى الفكر مجرد أساليب تعين الكلي في الجزئي .لذلك فلا يوجد بين الجماعاتالبشرية فروق كيفية إلا في الأساليب عبارة غفلة عن ذوق الوجود لكن الحقائق التي يطلبها الفكر واحدة واختلاف إدراكها كمي.تمايز الحضارات لا يختلف عن تمايز مراحل الحضارة الواحدة في مسار نضوجها لأن كلحضارة في الحقيقة متفاعلة مع مساوقاتها ووارثة لما تقدم عليها وموروثة مما يليها وذلكفي علاجها للعلاقتين الأفقية (علاقة البشر بعضهم بالبعض) والعمودية (علاقة البشر بأحياز وجودهم وخاصة الطبيعة).وعلى كل فهذه رؤية الإسلام كما يتحدد في مرجعيتيه القرآن والسنة بوجهي قولهما فيتاريخ البشرية الروحي والسياسي نقدا للتجارب السابقة وبدائل للتجارب المقبلة .ولهذهالعلة فالقرآن لا يتكلم على الخصوصيات إلا بهذا لامعنى التاريخي لا البينوي :بمعنى أن تعدد الإنسانية هو مراحل تاريخ نضوجها.وعندي إذن أن نسبة هيجل إلى بداية غروب المرحلة الحديثة (التي هي مرحلة سلطانأوروبا على العالم) لا تختلف كثيرا عن نسبة ابن خلدون إلى بداية غروب المرحلةالوسيطة (التي هي مرحلة سلطان المسلمين على العالم) وصوغ رؤية جديدة للعالم تجاوزت مرحلة الرؤية الثيولوجية إلى الرؤية الانثروبولوجية.فالرجلان جعلا بؤرة عملها تحديد طبيعة العلاقة بين الله والإنسان في الرؤى الذهنيةوفي الوقائع العينية جمعا بين فلسفة الدين وفلسفة التاريخ وقراءة لمرجعيات الإنسانيةأبو يعربالمرزوقي 16 الأسماء والبيان
--الروحية .كلاهما نقل الكلام والفلسفة من ما بعد الطبيعة وما بعد التاريخ إليهما وخاصة إلى ما دونهما في أحداثهما الفعلية.لكن لا أحد منهما ينطلق من الخصوصية بدليل اسم المقدمة عند ابن خلدون \"علمالعمران البشري والاجتماع الإنساني\" الكونية ذكرت مرتين :بشري وإنساني برؤية مبنيةعلى علاقة الإنسان بالطبيعة لسد الحاجات المادية وبالتاريخ لسد الحاجات الروحية وبما بعدهما النظري والعملي والأصل هوما بعد الأخلاق.ونفس الامر يقال عن هيجل :ففلسفة الدين كونية وفلسفة التاريخ كونية وكلتاهما مبنيةعلى النظر وفلسفة الطبيعة والعلم وفلسفة الحضارة والأصل عنده يجمع بين ما بعدالطبيعة وما بعد الأخلاق ويمكن أن نسميه مابعد المنطق (الجدل).وهو ما يعلل انطلاقي من هيجل للكلام على الإنسانية ونحن منها في ما ولاه.وقصدي أن رؤية هيجل أكمل واكثر جدوى تفسيرية لوضعنا الراهن رغم أنه لا ينتسبمباشرة لحضارتنا مثل ابن خلدون .فرؤيته ثمرة مرحلة من تاريخ الإنسانية لم نسهم فيهالا في مستوى الأذهان ولا في مستوى الأعيان إلَّا منفعلين بعد محاولة ابن خلدون تجاوز ثقافة الكلام التي جعلتنا منفعلين بالانقلابين.درست الانقلابين بما يكفي فتكلمت على ما نتج عنهما من فساد نظام التربية ونظام الحكم(الانقلاب السياسي على الدستور القرآني) وخاصة من فساد النظر والعمل (الانقلابالمعرفي على الدستور القرآني) وآن أوان الكلام في منزلتنا ومنزلة أوروبا منطلق كلا المفكرين من بداية فلسفة دورهما الكوني.وهذا لا يعني أن اميل إلى رؤية هيجل وأفضلها على رؤية ابن خلدون لذواتنا .لكنهيجل يدرجنا في فلسفته بمحاولة قراءة رؤيتنا للدين والتاريخ وهو الامر المعدوم في فكرابن خلدون إذا ما استثنينا إشارة واحدة لشروع أوروبا في النهضة العلمية وتردي وضع العلوم في الحضارة الإسلامية في عصره.ولست غافلا عن كون كاريكاتور التأصيل سيعجب من الجمع بيننا وبين أوروبا بسببتخريف أصحابه حول الحروب الصليبية التي يفهمون بها لحظتنا الراهنة عجب كاريكاتورأبو يعربالمرزوقي 17 الأسماء والبيان
--التأصيل منه بسبب تخريف أصحابه حول القطيعة بين الحداثة (الغرب عامة) والعصور الوسطى (المسلمون عامة).لكن اللحظة الراهنة واحدة بالنسبة إلينا وإلى أوروبا :كلانا تابع فقد دوره الكوني.فما سميته محميات عربية -وأهله يتصورونه دولا-لا تبعد عنه دول أوروبا وخاصة بعدالحرب العالمية الثانية :أوروبا فقدت امبراطورياتها وصارت محميات فيها مثلنا قواعد للعملاقين بدعوى كل منهما حمايتها من الثاني.فمن يصدق أن اسبانيا والبرتغال وبلجيكا وهولاندا يمكن أن تصبحا من جديد امبراطوريات؟وهل يوجد من يحمل محمل الجد محاولات فرنسا استعادة مستعمراتها الافريقية بأكاذيب التعاون من طراطير تنصبهم لحماية ما بقي لها من مصالح في خاماتها؟ أمريكا والصين سيفقدان أوروبا دورها العالمي نهائيا.تبعية أوروبا الفعلية -السياسية والعسكرية وخاصة شروط القوة الماديةوالاستراتيجية-لا تختلف إلا بالكم عن تبعيتنا ولعلنا أقل تبعية في مستويات جوهرية هيما به نختلف عن أوروبا ديموغرافيا وإمكانات الأرض والموقع الجغرافي (الطاقة والممرات والنمو الديموغرافي وتسارع التدارك العلمي والتقني).وعدم أخذ هذه الحقائق في الاعتبار هو السر في غباء أصحاب كاريكاتور التحديث:يتكلمون على عدو لم يعد موجودا خدمة للعدو الموجود الذي يريد أن يقنع أوروبا أنالخطر عليهم منا وليس منه .ما يهدد أوروبا هو ما يهددنا نحن كذلك :امريكا وإسرائيل أو المسيحية الصهيونية استراتيجيا وروسيا تكتيكيا.ومن يبالغ في التركيز على العداوة بين الإسلام وأوروبا هو اليمين الأوروبي وأغبياؤناالذين أفسدوا شروط المستقبل بطرق العلاج الماضية دون فهم للحظة التاريخية الكونيةوالمصير المشترك لما يحيط بالأبيض المتوسط الذي هو قلب حضارتي العالم منذ ثلاثة آلاف سنة فقد تنقرضان بانقراض المشترك بينهما.أبو يعربالمرزوقي 18 الأسماء والبيان
--عدو هذه الحضارة المشترك أخطر مما بينهما من عداوة ماضية :وهذا العدو لا علاقةله لا بالمسيحية ولا بالإسلام ولا يمكن أن يسمى عدوانه حربا صليبية فهو مغول الغرب الذييستعد لمنافسة امريكا ومغول الشرق الذي يستعد لمقاومته وأدواتهما إيران وإسرائيل: والرهان تبعيتنا نحن وأوروبا.ويوجد سؤال تكاد كل الشفاه أن تنبس به :ما علاقة هذا بالكلام على \"فلسفة الدين بين جدل المتكلمين ووجدان المؤمنين\"؟العلاقة هي عين العلاقة بين ما انطلق منه ابن خلدون وما انطلق منه هيجل :فما انطلق منه ابن خلدون إخراج للفكر من الانقلابين اللذين أفقدا المسلمين دورهم الكوني.فكانت محاولته استعادة شروط الدور :أعاد فكر الامة -على الاقل كمشروع لم ينجز منبعده-إلى أمر فصلت 53وحررها بنهي آل عمران 7ليعيد للتربية والحكم بعدي السياسةدورهما المصلح لما وصفه بـ\"فساد معاني الإنسانية\" الذي اصاب نظر الامة وعملها في علاقتيها العمودية والافقية.وما انطلق منه هيجل أصاب فكر الغرب بالانقلابين المقابلين :فحصره ما يتعالى علىالدنيا في الوهم ظنا ان العقل هو الواقع وأن الواقع هو العقل أدى إلى ضياع دور أوروباالكوني فترجمت ثروتها الدينية والفلسفية والعلمية والسياسية إلى التاريخ الطبيعي في الرؤيتين الرأسمالية والاشتراكية.ابن خلدون اكتشف سر انحطاط الأمة واقترح حلا لاستئناف دورها :والسر هو الانقلابانعلى الدستور المعرفي نظريا وعمليا والدستور السياسي تربية وحكما ففقدت الأمة سلطانهاعلى التعمير وتوهمت أنه يمكن أن يكون الإنسان أهلا للاستخلاف بالعبادات دون معاملات العلاقتين الأفقية والعمودية.وكان حل ابن خلدون اعادة تحديد منزلة الإنسان الوجودية فركز على مفهومالاستخلاف في النظر والعمل والتربية والحكم وفي العلاقة العمودية لتسخير الطبيعةوالأفقية لتحقيق الثورتين الروحية والسياسية بمعنى أنه في الحقيقة استمد فلسفة التاريخ من فلسفة الدين قراءة ثورية لمرجعيات الإسلام.أبو يعربالمرزوقي 19 الأسماء والبيان
--وهيجل عمل العكس تماما :أي إنه توهم أن الإسلام خرج من التاريخ (فلسفة التاريخالجزء الرابع العالم الجرماني)وأن المسيحية التي هي حضارة أوروبا الإنسانوية ستسيطرعلى العالم .لكن بعدي فلسته أنهيا سلطان الحداثة والمسيحية بتحريف فكرها :الديني صار مسيحية صهيونية والفلسفي مشاعية بدائية.فكان مآل الإصلاح الديني والروحي الأوروبي إلى رد الدين إلى خرافات التوراة وآلالإصلاح الفلسفي العلمي الأوروبي إلى رد العلم إلى خرافات صراع الآلهة الميثولوجيولكن في التاريخ الفعلي للإنسانية .وهذا الردان هما جوهر فكر مغول الغرب :أمريكا وإسرائيل وفكر ما بعد الحداثة.أبو يعربالمرزوقي 20 الأسماء والبيان
--وسأختم هذه المحاولة بفصل أخير يبين أن وحدة الإنسانية (النساء )1والمساواة بينالبشر (الحجرات )13هما المستقبل وجوهر ثورة الإسلام في نقده للتجربة الروحيةوالسياسية الإنسانية أو فلسفة الدين (مسارها الروحي) وفلسفة التاريخ (مسارها السياسي) وتجاوزا للمقابلة بين الديني والفلسفي.لم يعد أدنى معنى لحروب الملل والنحل التي هي جوهر الكلام وعلة رفضي له لتعارضهامع القرآن الذي أرجأ الحكم في العقائد إلى يوم الدين في ثلاث آيات شهيرات (البقرة 62والحج 17والمائدة )69على اساس المائدة 48التي تعتبر التعدد الديني مقصودا من الله لأنه شرط التسابق في الخيرات.وبهذا المعنى فأفضل استراتيجية لاستعادة الإسلام دوره الكوني بدءا بالمصالحة بينضفتي المتوسط هي التركيز على التماثل بين وضعيتي الحضارتين العربية الاسلاميةوالاوروبية المسيحية لأنهما تشتركان في المصدرين الديني (الابراهيمية)والفلسفي (السقراطية) وضرورة تجاوز مآسي التاريخ الوسيط والحديث.وفي هذا المضمار فالنخب متخلفة جدا على الشعوب :فذهنيتها ذهنية متكلمين وإن تعلمنتخلافاتها والشعوب تجاوزتهم في ذلك إلى سلوك عفوي لا ينافي أخلاق المؤمنين .فالاختلاطبين الشعوب لا ينكره إلا عديم البصيرة .لا تكاد توجد أسرة ليست مشتركة في جيل أو جيلين نتجا عما بينهما علاقات السلم والحرب.ومن عاش في اوروبا منا ومن عاش بيننا منهم تقاربت ثقافتهما وتشاركوا في تراث الحياةاليومية كأدوات المائدة وآداب السرير والأعياد والأفراح والاتراح ما يجعل نحو الثقافتينإلى تقارب متزايد وخاصة أن التواصل الثقافي والتبادل الاقتصادي صارا فارضين لتحيد اللسان والوجدان والمخيال في الأجيال.وإذا ما استثنينا بعض الاحزاب الهامشية من اليمين واليسار الأقصيين في كلتا الضفتينفإن التيار الغالب أميل إلى المصالحة حتى بدون وعي بضرورتها الاستراتيجية في عالمأبو يعربالمرزوقي 21 الأسماء والبيان
--يتقاسمه المغولان الشرقي(أمريكا وأذيالها) والغربي(الصين وأذيالها) ونحن وأوروبا لسنا إلا محميات بالفعل لأمريكا وبالقوة للصين.ومن معاني التاريخ البارزة أن حكم هيجل على مستقبل الإسلام كذبه التاريخ وأن مانتج عن فكره من حرب أرواح الشعوب (صار يسمى صدام الحضارات) ونهاية التاريخونسخة فكره الماركسية من حرب الطبقات كذبها تطور الاقتصاد الحديث وأصبحت نظرية النساء 1والحجرات 13الحل الوحيد للتحرر من دين العجل.تحرير الفلسفة من \"كلمنتها\" الهيجلية في حضارة أوروبا وتحرير الديني من \"كلمنته\" فيحضارتنا هما الطريق إلى تحرير الإنسانية من حروب الملل والنحل سواء كانت دينيةخالصة أو دينية معلمنة كما في الهجيلية والماركسية (الحزب الشيوعي كنسية معلمنة) لتخليص الإنسانية من دين العجل معدنه وخواره.ما يسمونه ما بعد الحداثة ليس هو إلا الجمع بين كاليكلاس سياسيا والعجل الذهبي دينياوالعبارة التي تظن فلسفة وعي في الحقيقة خرافية تعتبر الثقافات جزرا لا يصل بينهاكونية إنسانية متعالية على مقوماته البايولوجية مثله مثل أي حيوان لا يخضع إلا للتاريخ الطبيعي بالصراع على الحاجات المادية.وكل ما كتبته في كلامي على علوم الملة وعلى الكلام وعلى الشكوك في المقاصد وعلىالدولة وعلى دستور الإسلام السياسي والمعرفي كل ذلك هدفه تغيير استراتيجية المسلمينلتحقيق شروط الاستئناف بما يقتضيه الظرف الكوني الذي تناسبه رؤى الإسلام بصورة لا تكاد تصدق إذا حررنا من الانقلابين.والانقلابان هما علة حرب الأمة الأهلية الدائمة من الفتنة الكبرى بداية إلى الصغرىغاية وكلتاهما تتعلق بنظرية التربية والحكم في الإسلام :فمن فتنة الوساطة والوصايةبالمعنى الشيعي إلى فتنة الإخلاد إلى الارض بالمعنى العلماني :إما نفي الحريتين في الاولى أو نف المتعاليين في الثانية.والفتنتان الكبرى بداية والصغرى غاية هما ما جعل الامة تفقد دورها الكوني على أساسثورتي الإسلام أو الحرية الروحية والحرية السياسية رغم تكون امبراطورية إسلامية علىأبو يعربالمرزوقي 22 الأسماء والبيان
--اساس لم يتغير فيه ما اراد الإسلام تغييره للانتقال من حروب الملل والنحل وما وراءها من عداوات إلى النساء 1والحجرات .13وآن الآن أوان الاستئناف بمعايير الدستور القرآني في المعرفة والسياسة تربية وحكماوتجاوز حالة الطوارئ التي فرضت على الأمة طيلة 14قرنا اصبحت فيها القوانينالاستثنائية صاحبة الفصل في النظر والعمل وعطل الدستورين السياسي والمعرفي في التربية والحكم.لما قلت إن جهاد الطلب مشروع في حالتي الدفاع عن المستضعفين والحرية الدينية فحسبتعجب أحد القراء وسألني عن هذه الآية { قَاتِلُوا ا َّل ِذينَ َلا يُ ْؤ ِمنُو َن ِبال ّلَهِ َو َلا بِا ْليَوْ ِم الْآ ِخرَِولَا يُحَرِّ ُمو َن مَا حَرَّ َم اللَّهُ وَ َر ُسو ُل ُه وَلَا يَدِي ُنو َن دِينَ ا ْلحَ ِّق ِم َن الَّذِينَ ُأو ُتوا ا ْلكِتَابَ َح ّتَ َٰى يُعْ ُطوا الْجِزْيَةَ عَن يَ ٍد َوهُمْ َصا ِغرُونَ }.وهو محق لأن فهم الآية بمنطق الانقلابين يجعل أوصاف من تطالب الآية بمحاربتهم علةالحرب .فيكون الإسلام بهذا المعنى يحارب غير المسلمين لأنهم غير مسلمين وليس للعلتيناللتين ذكرت في الكلام على جهاد الطلب بمنطق حق التدخل في القانون الدولي الحديث.طبعا لم يكن بالوسع أن أجادل في التفسير التقليدي للآية ولا أن اجيبه بما تجيب بهالآية في نهايتها \"حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون\" .فحتى تعني أن دفع الجزية هو علة الحرب وليس وصفهم غير المسلمين في الآية (التوبة .)29لا حاجة للاستطراد في التعالم اللغوي .فالجواب الكافي في الآية يبين أن رفض دفعالجزية بالنسبة لغير المسلم هي مساهمته في ميزانية الدولة مثل الزكاة بالنسبة إلىالمسلمين .ولا علاقة للأمر بكونهم غير مسلمين بل بمساهمتهم في ميزانية الدولة وتسمى جزية وليست زكاة .فالإسلام لا يكرههم في الدين.والفتوحات كانت تهدف لتحرير العباد من عبادة العباد وغالب البلاد المسيحية لم تفتحبالحرب بل بالصلح ولم يفرض عليهم الإسلام بل أسلم بعضهم بمنطق المائدة ( 48التسابقفي الخيرات) إما عن اعتقاد أو لتجنب الجزية وقد تكون هذه الحالة من جنس حالة أصحاب الردة في عهد الصديق.أبو يعربالمرزوقي 23 الأسماء والبيان
--وحاضر التاريخ يكفيني مؤونة الإطالة :فالأديان المذكورة في الحج 17بكل فرقهاومذاهبها لم يبق لها وجود إلا في دار الإسلام .ونلاحظ اليوم أن من يحاول إفناءها ليسالمسلمون بل الغزو الغربي كما رأينا ذلك في العراق ونراه في سوريا حاليا بالتبشير والتهجير والدس عليهم باختراق داعش وأمثالها.ويمكن الاستدلال بالتاريخ الغربي :هل أبقت حروب الاسترداد في أوروبا على مسلمواحد وحتى على يهودي واحد بعد استرداد الاندلس أم إن هؤلاء جميعا مسحوا كرها أو هجروا إلى دار الإسلام؟ ويهود الأندلس من حماهم؟ ألم يهجروا لبلاد المسلمين مع المسلمين فعوملوا مثلهم إلى يومنا هذا؟وطبعا لا أنوي الدخول في الكلام بمنطق الدفاع .القرآن موجود والتاريخ موجود وعلىأي باحث نزيه أن يقضي بنفسه في الامر .ما يعنيني أساسا هو أن ما يتهم به المسلمون منعدوانية باسم الدين ليس كله كذب لكنه حدوثه لم يكن بمقتضى الإسلام بل بتجاوزه أحكامه لأن الفتح يمكن أن يتحول إلى استعمار.وقد حدث فعلا عندما تحولت الدول إلى تقديم طلب المال (أصل الاستعمار) على تحريرالناس من عبادة العباد (أصل الفتح) وهو تحريف وقع فعلا والدليل موقف الراشد الخامسالذي رفض مثل هذا السلوك ما يعني أنه قد وجد .لكن ذلك كان خروجا عن رؤية الإسلام وليس تطبيقا لها كما يدعي نفاة الحقيقة.ثم إن المسلمين اليوم حتى لو أرادوا أن يخرجوا على أحكام الإسلام فهم أعجز من أنيقدموا على استعمار غيرهم :هم مستعمرون بالفعل من اندونيسيا إلى المغرب ومااستقلالهم إلا ظاهر من الأمر لأن كل بلاد المسلمين اليوم محميات لأمريكا بدليل الارتهان في الحماية والرعاية لسلطانها المطلق.وما يقتل بالضحك سخافة داعش التي تريد غزو روما وأوروبا ظنا أن ما كان ممكناللرسالة عندما كانت بحق رسالة تحرير للبشرية يمكن أن يحققه من جعلها رسالة استعبادأبو يعربالمرزوقي 24 الأسماء والبيان
--للمسلمين أنفسهم فضلا عن غيرهم من البشر .فلا يمكن للأميين والبدائيين من جنس أمراء الحرب :ليسوا دعاة للإسلام بل مخربيه ومشوهيه.وأخيرا فإن الإسلام يمكن أن يستعيد دوره الكوني محررا روحيا وسياسيا للمؤمنين بهأولا ليكون بأخلاقهم الإسلامية المتحرر من الانقلابين قدوة لغيرهم ممن يعانون منالاستعباد الذي هو جوهر العولمة بوصفها تحقيقا فعليا لما وصفت به الملائكة آدم :فساد في الارض وسفك للدماء.أبو يعربالمرزوقي 25 الأسماء والبيان
--أبو يعربالمرزوقي 26 الأسماء والبيان
Search
Read the Text Version
- 1 - 30
Pages: