Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore مدرسة الفلسفة النقدية العربية - بيان دورها -02- حجة الإسلام الغزالي - منجزاته من منظور المعادلة الوجودية

مدرسة الفلسفة النقدية العربية - بيان دورها -02- حجة الإسلام الغزالي - منجزاته من منظور المعادلة الوجودية

Published by أبو يعرب المرزوقي, 2017-02-05 13:33:13

Description: نبدأ في هذا الفصل الثاني من بيان دور المدرسة الفلسفية العربية النقدية عامة وابن تيمية وابن خلدون خاصة الكلام في تحريف المعادلة الوجودية.
المعادلة الوجودية
ولنذكر بما نسميه المعادلة الوجودية:
فهي بنية مجردة تتألف
 من قطبين (الله والإنسان)
 وبينهما وسيطان (الطبيعة والتاريخ)
 يصل بينها وصل نازل وصاعد
 والنازل من القطب الأول
 والصاعد من القطب الثاني.
ويمكن القول
 إن النزول هو الرسالة والإنسان فيها متلق.
 والصعود هو الحضارة والله فيها متلق.
والوصل إذن هو تراسل بين القطبين فكلاهما مرسل ومتلق لمقومات المعادلة

Search

Read the Text Version

‫المدرسة الفلسفية‬‫بيان دورها‬ ‫الأسماء والبيان‬

‫المدرسة الفلسفية النقدية العربية‬ ‫بيان دورها‬ ‫حجة الإسلام الغزالي‬‫منجزاته من منظور المعادلة الوجودية‬ ‫‪2017-02-03 /1438 -05-06‬‬

‫‪1‬‬ ‫المعادلة الوجودية ‪1‬‬ ‫الخطة ‪2‬‬‫‪3‬‬‫‪4‬‬‫‪5‬‬‫‪6‬‬



‫وكل الصدام في العلاقة يشبه التماثل والتمانع‬ ‫‪5‬‬‫في ملتقى الرسالة والحضارة ‪25‬‬ ‫نبدأ في هذا الفصل الثاني من بيان دور‬ ‫وكل تاريخ الفكر الإنساني سواء صيغ‬ ‫المدرسة الفلسفية العربية النقدية عامة وابن‬ ‫بأسلوب ديني أو فلسفي مداره ولبه هو رؤى هذه‬ ‫تيمية وابن خلدون خاصة الكلام في تحريف‬ ‫المعادلة التي يمكن القول إنها عين مؤتلفة‬ ‫المعادلة الوجودية‪.‬‬ ‫ومختلفة دائمة‬ ‫‪10‬‬‫ومهما تنطع الإنسان وألحد فهو لا يستطيع ‪30‬‬ ‫التخلص من هذه المعادلة إلا بالاعتراف بها‬ ‫ولنذكر بما نسميه المعادلة الوجودية‪:‬‬ ‫حتى عندما ينفيها بمحاولة حسم مسألة‬ ‫فهي بنية مجردة تتألف‬ ‫التمانع بين القطبين‪.‬‬ ‫‪ ‬من قطبين (الله والإنسان)‬ ‫فلنبين أولا‬ ‫‪ ‬وبينهما وسيطان (الطبيعة والتاريخ)‬ ‫‪ ‬يصل بينها وصل نازل وصاعد ‪15‬‬‫أن فكر الغزالي وابن تيمية وابن خلدون ‪35‬‬ ‫‪ ‬والنازل من القطب الأول‬ ‫ومحاولتنا لفهم فكرهم لا يفهمان من دون هذه‬ ‫‪ ‬والصاعد من القطب الثاني‪.‬‬ ‫المعادلة‬ ‫ويمكن القول‬ ‫وأنها جوهر الرسالة القرآنية كما نبين‬ ‫‪ ‬إن النزول هو الرسالة والإنسان فيها‬ ‫متلق‪20 .‬‬ ‫ومعنى ذلك أن سعي هؤلاء المفكرين الثلاثة‬ ‫‪ ‬والصعود هو الحضارة والله فيها متلق‪.‬‬‫كان القراءة الأكثر أمانة للقرآن والأكثر عمقا ‪40‬‬ ‫والوصل إذن هو تراسل بين القطبين‬ ‫فلسفيا إذا تحررنا من التحريفين الديني‬ ‫فكلاهما مرسل ومتلق لمقومات المعادلة‪.‬‬ ‫والفلسفي كما وصفنا‬ ‫ويتبين ذلك لكل من يحترم الشرط التالي‪:‬‬ ‫أن يعتبر الفكر الإنساني لا يكون مرسلا إلا‬‫بقدر ما يكون متلقيا ‪45‬‬ ‫أي إنه تلق لرسالة ولو تخيلا ورد بحضارة‬ ‫والقرآن نفسه يشير إلى ذلك في قصة يوسف‪:‬‬ ‫فلا شيء مما يجري في التاريخ الفعلي لم‬ ‫يتقدم عليه جريانه في الرؤى أو الأحلام‪:‬‬

‫‪ ‬والأخير سيكون لي ليس بذاتي بل‬ ‫يوسف وفرعون والسجينان‬ ‫بمراحل الاكتشاف السابقة‪.‬‬ ‫وطبعا فرؤى الرسل ليست مجرد أحلام بل هي‬ ‫حقائق وجودية متعالية تعبر عن تلق حقيقي‬ ‫ومعنى ذلك أن محاولتي في التفسير تسعى‬‫لهدفين‪30 :‬‬ ‫لرسالة تتجاوز المدارك الإنسانية العادية‪:‬‬ ‫ذلك هو الوحي‪5 .‬‬ ‫‪ .1‬بيان التواصل في عمل الغزالي وابن‬ ‫تيمية وابن خلدون‬ ‫وأدنى أشكاله كل العلوم الإنسانية التي هي‬ ‫وحي بتوسط آيات الآفاق والأنفس لأن الله يقول‬ ‫‪ .2‬وبيان ضرورة تجاوزهما لتحقيق شروط‬ ‫الاستئناف‪.‬‬ ‫إنه يرينا بها أنه الحق‪.‬‬ ‫وهو إذن تلق لآيات في الوسيطين‪.‬‬‫وتجاوزهم ليس استنقاصا منهم بل تطبيق ‪35‬‬ ‫القرآن لم يقل إن الآفاق والأنفس هي ‪10‬‬ ‫لطلب الآية ‪ 53‬من فصلت‪:‬‬ ‫الآيات بل قال إن الآيات فيهما‬ ‫فهي تخاطب كل إنسان يريد أن يقرأ القرآن‬ ‫ومن ثم فالآيات هي ما يوحي لنا به ظهور‬ ‫قراءة دائمة التجدد لتحقيق الوصل المنشود‬ ‫الآفاق والأنفس ظهورها الذي يستدل به القرآن‬ ‫والمعلوم أن القرآن لا يستدل بالإعجاز‬ ‫فيكون عملي الذي يطلب استراتيجية القرآن‬ ‫الخارق للعادات (قصه الأديان السابقة) بل ‪15‬‬‫التوحيدية ومنطق السياسة المحمدية ‪40‬‬ ‫بالنظام الرياضي والغايات الخلقية لقوانين‬ ‫يعني القراءة الأتم للقرآن هي ما نسميه السنة‬ ‫الطبيعة والتاريخ‪.‬‬ ‫الشريفة‪ :‬تربية وحكما‪.‬‬ ‫الآيات التي يرينا بها الله أن القرآن هو‬ ‫الحق هي القوانين الرياضية والخلقية التي‬ ‫فلا أكون بذلك مدعيا أي فضل عليهم ففهم‬ ‫تنتظم بها الطبيعة والتاريخ أو الآفاق والأنفس‪20 :‬‬ ‫دورهم ‪-‬الثلاثة‪ -‬ووصله بالسنة بوصفها قراءة‬‫الرسول للقرآن هو معنى فهم استغناء الرسالة ‪45‬‬ ‫فصلت ‪.53‬‬ ‫عن الخوارق‪.‬‬ ‫بقي علينا أن نخصص‪:‬‬ ‫فالسنة‬ ‫‪ ‬هذا الفصل للغزالي‪.‬‬ ‫‪ ‬والذي يليه لابن تيمية‪25 .‬‬ ‫تفسير عقدي للقرآن في التعليم والتربية‬ ‫‪ ‬والذي يليه لابن خلدون‪.‬‬ ‫وهي تفسير شرعي للقرآن في الحكم‬‫والسياسة‪50 .‬‬ ‫وذكر القرآن الرسول بالاسم خمس مرات ذات‬ ‫صلة بالمعادلة‪.‬‬

‫‪ .1‬الوصل الموروث‬ ‫وسأخصص لذكر الرسول الخاتم بالاسم في‬ ‫‪ .2‬الوصل الكلامي‬ ‫القرآن خمس مرات لبيان علاقة ذلك بالمعادلة‬ ‫‪ .3‬الوصل الفلسفي‬ ‫وبكون قراءة الرسول للقرآن عقدا وشرعا هي‬‫‪ .4‬الوصل التعليمي ‪30‬‬ ‫‪ .5‬والوصل الصوفي‬ ‫استراتيجية الإسلام‪.‬‬ ‫والغزالي ارتاح للوصل الأخير‬ ‫‪5‬‬ ‫المهم في هذه المراحل‬ ‫ليس كونها مسار الغزالي الروحي للخروج‬ ‫أعمال الغزالي كثيرة لذلك فسنكتفي بالأعمال‬‫من الضلال ‪35‬‬ ‫الخمسة الممثلة لإشكاليتنا‪.‬‬ ‫بل هو كونها معبرة عن مسار كوني يمر به‬ ‫وسنبدأ بالعمل الذي يطلب حل الوصل بالبحث‬ ‫كل إنسان بمقتضى المعادلة الوجودية‪.‬‬ ‫عن مخارج المؤمن من حيرته الدينية‬ ‫ولو حاولنا تصنيف أعمال الغزالي الباقية‬ ‫وأقصد كتابه المنقذ من الضلال بمراحله ‪10‬‬ ‫لوجدنا أنها تتعلق بهذه المراحل‪:‬‬ ‫الخمس أو امكانات الخروج من الحيرة‬‫فقهه من الدين الموروث وفكره مداره الكلام ‪40‬‬ ‫الروحية في المسألة الدينية التي هي عين اختيار‬ ‫الوصل في المعادلة‪.‬‬ ‫والفلسفة والباطنية والتصوف‪.‬‬ ‫ذلك أن الضلال الذي يريد الغزالي انقاذ‬ ‫وبين أن المراحل الأربع الأخيرة تتعلق‬ ‫نفسه منه هو الحيرة في اختيار الوصل السوي ‪15‬‬ ‫بالبحث عن الوصل السوي‬ ‫بين القطبين وتجاوز الوسيطين بالابتعاد عن‬ ‫وفي السعي إليه يندرج فكر الغزالي النقدي‬ ‫الوصل المحرف‪.‬‬‫للكلام والفلسفة والباطنية وتفضيله التصوف‪45 .‬‬ ‫المراحل‪:‬‬ ‫وبذلك يتبين أن أعماله الفلسفية تتحدد‬ ‫‪ .1‬حالة الغفلة قبل بداية الحيرة أو‬ ‫بهذه المراحل‪:‬‬ ‫إيمان العجائز أو الإيمان الموروث ‪20‬‬ ‫‪ .2‬الحيرة الكلامية‬ ‫‪ ‬فإحياء علوم الدين ضد الوصل الفقهي‬ ‫‪ .3‬الحيرة الفلسفية‬ ‫والكلامي‪.‬‬ ‫‪ .4‬المهرب التعليمي‬ ‫‪ .5‬التصوف‬‫‪ ‬والتهافت ضد الوصل الفلسفي ‪50‬‬ ‫فلنترجم هذه المراحل بلغة الوصل في ‪25‬‬ ‫‪ ‬والفضائح ضد التعليمية‪.‬‬ ‫المعادلة التي كانت‪:‬‬

‫ووهم التطابق هذا‬ ‫بقية الأعمال تدريسية وهي كثيرة وتهم‬ ‫يتجاوز مجرد تمييز الإنسان بكونه مرآة‬ ‫هذه المجالات كلها‪.‬‬ ‫التجلي‬ ‫وما يعنينا هو إشكالية الوصل‪:‬‬ ‫إلى اعتباره مطلق التجلي الذي يكون فيه‬‫الإنسان إما المرآة العاكسة أوعين المتجلي‪30 .‬‬ ‫ولعل أهمها بإطلاق رغم التشكيك في نسبته ‪5‬‬ ‫وتلك هي غاية التحريف النافي لمضمون‬ ‫إليه‪ :‬المشكاة‪.‬‬ ‫فصلت ‪53‬‬ ‫المشكاة صوغ عميق للعلاقة المباشرة بين‬ ‫إذ إن ما يتجلى لم يعد آيات الله التي‬ ‫القطبين‪ :‬الله والإنسان‬ ‫يرينها في الأنفس والآفاق‬ ‫‪ ‬فالله نور الوجود المتجلي‬‫بل هي الله المتطابق مع الإنسان أو المتطابق ‪35‬‬ ‫‪ ‬وقلب الإنسان هو المشكاة التي يتجلى ‪10‬‬ ‫مع العالم ‪-‬الله عين العالم بلغة ابن عربي‪-‬‬ ‫فيها نور الله‬ ‫وتلكما هما وجها وحدة الوجود‬ ‫إما بالوحدة المطلقة‬ ‫والتجلي لا يستثني الوسيطين الطبيعة والتاريخ‬ ‫أو بوحدة المجالي‬ ‫لكنهما يبدوان كالحجابين ككل وساطة بين‬‫فيكون الله روح العالم‪40 .‬‬ ‫القطبين‬ ‫وبذلك يتحول ما بدأ بإلغاء الوسيطين‬ ‫ومن ثم فالمجاهدة التي تبرز ذلك هي التحرر ‪15‬‬ ‫إلى إلغاء القطبين اللذين يصبحان ما في‬ ‫منهما‪.‬‬ ‫الوسيطين من حياة متعينة في العالم وفي‬ ‫وحضور الوسيطين مضاعف‪:‬‬ ‫والتاريخ‬‫ولا شيء يتعالى عليهما‪45 .‬‬ ‫‪ ‬فهي في كيان الإنسان أولا (الأنفس)‬ ‫وذلك عينه ما عرفنا به الصوغ‬ ‫‪ ‬وفي ما يحيط به من طبيعة وتاريخ‬ ‫الإيديولوجي للفلسفة الحديثة في عملي هيجل‬ ‫(الآفاق) ‪20‬‬ ‫وماركس‪:‬‬ ‫وكل المشكل مع التصوف يكمن في هذا التجرد‪.‬‬ ‫لا شيء وراء الطبيعة والتاريخ‬‫والصراع الجدلي عين حيويتهما‪50 .‬‬ ‫فالتجرد من الوسطين الطبيعي والتاريخي‬ ‫من اجل العلاقة المباشرة بين القطبين‬ ‫هو الذي يوهم بإمكانية التطابق بين‬ ‫القطبين بمستوياته إلى حد الحلول ‪25‬‬

‫وساطة بين القطبين‪ :‬الكنسية‬ ‫وهذا التحريف هو أساس معركة ابن تيمية‬ ‫والحق الإلهي في الحكم‬ ‫مع التصوف الذي ينبغي تمييزه عن الزهد‪.‬‬ ‫وتلك هي علاقة الرسالة الخاتمة بالسياسة‬ ‫فالزهد ليس نفيا للوسيطين بل تحرر من‬‫أي بالتربية والحكم ‪30‬‬ ‫سلطانهما الحائل دون الإيمان‪.‬‬ ‫شرطي‬ ‫فالإنسان مستعمر فيهما ومستخلف عليهما ‪5‬‬ ‫استعمار الإنسان في الأرض‬ ‫ومن ثم فدوره كقطب مشروط بالاعتراف‬ ‫واستخلافه فيها‬ ‫بهما وكونهما مخلوقين مثله وليسا تعينا‬ ‫بشروط سورة العصر للاستثناء من‬‫الخسر‪35 .‬‬ ‫لصفات الله فضلا عن ذاته‪.‬‬ ‫والخسر هو الذي يترجمه الغزالي‬ ‫وفعل الإنسان للوصل بين القطبين من‬ ‫بالضلال الذي يطلب الانقاذ منه‪.‬‬ ‫خلال دوره في الوسيطين ‪10‬‬ ‫وحل المشكاة كان أقرب إلى الغرق في‬ ‫الضلال منه إلى الانقاذ منه فلسفة وتصوفا‪.‬‬ ‫إذا نظر إليه كتلق منه هو الرسالة أو الدين‬‫‪40‬‬ ‫وإذا نظر إليه كإرسال منه هو فعله‬ ‫الحضاري‬ ‫فماذا نعني بالتحرر من سلطان الطبيعة‬ ‫والتاريخ مع الاعتراف بهما لأنهما شرطا‬ ‫ومنزلته الوجودية تتحدد بمدى اقتراب‬ ‫استعمار الإنسان في الأرض واستخلافه فيها‬ ‫الفعل الحضاري من الرسالة التي هي في ‪15‬‬‫إبداعا للجواب الحضاري‪45 .‬‬ ‫ضمير أي إنسان مؤمنا كان بدين معين أو حتى‬ ‫ولنضرب مثالا يفهمنا القصد‪:‬‬ ‫ملحدا وهو مفهوم الفطرة‪.‬‬ ‫بماذا يستبد المستبد؟‬ ‫بالتطميع والتخويف‪.‬‬ ‫والحضور في الضمير ‪-‬الفطرة‪ -‬يحرف‬ ‫خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل‬ ‫‪ ‬والاول شرطه الحاجة‬ ‫سافلين‪20 .‬‬‫‪ ‬والثاني شرطه عدم الشجاعة ‪50‬‬ ‫والرد هو مفعول تحريف الوصل في المعادلة‪:‬‬ ‫‪ ‬وكلاهما بسبب عبادة الدنيا‪.‬‬ ‫لذا الرسالة تذكير‪.‬‬ ‫ما يعني أن التحريف‬ ‫‪ ‬نسيان إن كان عفويا‬ ‫‪ ‬وهو الشر إن كان بقصد ممن ‪25‬‬ ‫يوظف الوصل حتى يتحول إلى‬

‫والواجد غني عمن يرعاه ويحميه‬ ‫وعبادة الدنيا أساس الطمع والخوف هي‬ ‫والمعدم تابع يخضع لراع وحام‪.‬‬ ‫اساس الوثنية التي تعتبر الرزق المادي والحياة‬ ‫لا يشعر بالفقر لله إلا من كان غنيا عما‬ ‫بيد من يسيطر على شروط سد الحاجة المادية‬‫عداه وذلك هو معنى الحرية الروحية شرط ‪30‬‬ ‫والقوة العنيفة‪.‬‬ ‫الحرية السياسية‪:‬‬ ‫ولذلك فشرط تبين الرشد من الغي ‪5‬‬ ‫‪ .1‬شرط الاستعمار في الأرض‬ ‫والحرية الدينية المتقدم على الإيمان هو الكفر‬ ‫‪ .2‬وشرط الاستخلاف‬ ‫بالطاغوت الذي يحكم بالتطميع والتخويف‬ ‫شرط الزهد أن يكون المرء واجدا‬‫وشرط التصوف أن يكون المرء معدما‪35 :‬‬ ‫بمستوييه أساسا للسلطان‪.‬‬ ‫والأول يشعر بالفقر إلى الله لاستغنائه عما‬ ‫والمستوى الأول هو التخويف من الحاكم‬ ‫الدنيوي ومن ثم الحاجة للوساطة السياسية ‪10‬‬ ‫عداه‬ ‫والمستوى الثاني هو التخويف من الحاكم‬ ‫والثاني تابع للمستبدين والفاسدين‬ ‫ولذلك فالتمييز بين الفقرين هو الأساس‪:‬‬ ‫الأخروي ومن ثم الحاجة للوساطة الكنسية‪.‬‬‫فالشعور بالفقر إلى الله هو الوصل السوي‪40 .‬‬ ‫‪ ‬وسد الحاجات يتعلق بالرعاية‬ ‫والشعور بالفقر لغيره هو الوصل المحرف‬ ‫‪ ‬والشجاعة تتعلق بالحماية‬ ‫الانحطاط هو تربية الطمع والخوف وحكمهما‪.‬‬ ‫وكل فرد أو جماعة أو أمة لم يحققوا هذين ‪15‬‬ ‫والتربية والحكم بالطمع والخوف سواء‬‫بالإضافة إلى المستبد والفاسد الدنيوي أو ‪45‬‬ ‫الشرطين يصبحون تابعين لمن بيده سد‬ ‫لقيس الله عليه هو ما يعتبره ابن خلدون علة‬ ‫حاجتهم وحمايتهم‪.‬‬ ‫فساد معاني الإنسانية‪.‬‬ ‫فلا يكونوا أهلا للاستعمار في الارض فضلا‬ ‫وتلك هي علة اعتباري ابن خلدون غاية‬ ‫عن الاستخلاف فيها‬ ‫المدرسة النقدية التي بدأت بالغزالي ثم بنقده‬‫عند ابن تيمية لتصل إلى التربية والسياسة ‪50‬‬ ‫بل يعمر الأرض غيرهم ويستخلف فيها ‪20‬‬ ‫ويصبحون هم عبيدا له‬ ‫شرطي الرعاية والحماية‪.‬‬ ‫وذلك هو الطاغوت‪.‬‬ ‫والفرق بين الزهد والتصوف يكمن في هذه‬ ‫العلاقة‪:‬‬ ‫‪ ‬فالزهد هو للواجد‪25 .‬‬ ‫‪ ‬والتصوف للمعدم‪.‬‬

‫أي الثورة العلمية والتقنية والخلقية‬ ‫ومن علامات التحريف أن فكر هؤلاء‬ ‫والسياسية حتى يتحقق عمران الكرامة‬ ‫المتصوفة خلطوا بين نوعي الفقر وأسسوا فهما‬ ‫منحرفا للقضاء والقدر جعلوه قبولا بالاستعمار‬ ‫والحرية للمؤمنين‪.‬‬ ‫والاستبداد والفساد‪.‬‬‫‪30‬‬ ‫لكن الزهاد كانوا حماة للثغور ومقاومين ‪5‬‬ ‫للاستعمار‪.‬‬ ‫والثورة كان شعارها إصلاح هذا التحريف‬ ‫لأن بيتي الشابي تصوغان شعريا سنة التغيير‬ ‫القرآنية‪.‬‬ ‫لكن أبلغ حجة هي الفروض الخمسة‪10 :‬‬ ‫فجميعها مشروطة بعدم الحاجة‬ ‫بل وبالكفاية‬ ‫ولعل الزكاة المشروطة بالنصاب كافية‬ ‫ومثلها الحج والصلاة والصوم‪.‬‬ ‫‪ ‬فالحج مشروط بالاستطاعة المالية ‪15‬‬ ‫والصحية‪.‬‬ ‫‪ ‬والصوم مشروط بالصحة ولها كلفة‬ ‫غذائية ودوائية‬ ‫‪ ‬والصلاة مشروطة بالنظافة وهي‬ ‫مكلفة‪ :‬إذن القدرة المادية ‪20‬‬ ‫المسلم لا ينبغي أن يكون فقيرا لغير الله أما‬ ‫الفقر المادي فهو محوج لغيره وحائل دون القيام‬ ‫بالفروض التي هي أركان الإسلام‪.‬‬ ‫انحططنا بنسيانه‪.‬‬ ‫وذكره ليس قضية تذكر ‪25‬‬ ‫بل ابداع لشروط الرعاية والحماية‬

‫‪hg‬‬ ‫‪02 01‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪02‬‬‫تصميم الأسماء والبيان – المدير التنفيذي‪ :‬محمد مراس المرزوقي‬