أبو يعرب المرزوقي الأسماء والبيان
المحتويات 1 -الفصل الأول 1 - -الفصل الثاني 5 - -الفصل الثالث 9 -
--أمسكت عن الكلام طيلة الازمة التي مرت بها تونس في محاولة البعض محاكاة الاسبوعالاخير من ايام الثورة ولكن باستراتيجية الثورة المضادة .والفرق بين الأصل والمحاكاة أنهذه كانت تطبيقا لخطة هدفها وأد تلك التي كانت مسعى عفويا ليس له استراتيجية ثورية فضلا عن القيادة والخيال الثوريين.وهذا الفرق هو الذي جعلني امسك عن الكلام ليس انتظارا للمآل لأني كنت شبه متأكدمن أن الذين ارادوا الاستفادة من الاحتجاجات أخطأوا الحساب وظنوا أن اختراقهم لبعضالأحزاب والحركات المعارضة وصل المرحلة الحرجة التي اعتمدوها في مصر لإلغاء حصيلة الثورة الهشة.والفرق الذي حددته بين عفوية الثورة وتخطيط الثورة المضادة من المفارقات التي عليهاشرحها قبل ان أبدي رأيي في علل ما يجري علله التي لها صلة بالاستراتيجية والقيادةوالخيال ذات النفس الثوري ثلاثتها ففشل الثورة المضادة في تونس كان بألطاف إلهية وليس للحاكمين فيه دور فاعل يذكر فيشكر.ويمكن الجزم بأن الحزبين الحاكمين لولا ألطاف الله لم يكونا مستعدين ولا قادرين علىمنع ما كانت الثورة المضادة (ضد التحرر) والاستعمار غير المباشر (ضد التحرير) يخططانله من كرة ثانية لنظير ما لـ 7نوفمبر في تونس ولو بكلفة سلكت فيلسوفة الجماعة بمقبوليتها ولعلها ما أعلن عنها رز الفاكهة. وما حال دون هذا المخطط ثلاثة عوامل: .1استهداف النهضة وما بقي من النداء مع الرئيس في آن .2شعور الاتحاد العام التونسي للشغل أن متطرفي اليسار والقوميين \"يلعبون بشروط بقائه\" فهو يعيش بحلب الدولة فإذا سقطت لم يبق له مورد رزق .3سلامة جهازي القوة الشرعية إلى حد معقول من سلطان المافيةأبو يعربالمرزوقي 1 الأسماء والبيان
--فاستهداف ما بقي من النداء مع النهضة دليل انتقام الثورة المضادة من عدم قبولهالانخراط في النموذج المصري .وفهم الاتحاد هذه الحقيقة علتها ما عليه الوضع الاقتصاديالذي لم يعد يخفى عن ذي بصيرة .وسلامة اجهزة القوة الشرعية للدولة من سلطان المافية بقيت عصية على التوظيف الإنقلابي.ولأقل بصراحة أن ما بقي من النداء الذي أصبح يعامل وكأنه حليف النهضة وهو ليسكذلك .فالرئيس غير غافل على أن ما فشل فيه بورقيبة وابن علي لا ينبغي تكراره ثالثةخاصة وسنه لا يسمح له بمغامرات قد تطول فتفسد عليه عهده :تغيير البنية الثقافية للشعب التونسي بعنف الدولة المزعومة حديثة.لكن ما كل مرة تسلم الجرة :لذلك فلا بد من محاولة فهم علل الهشاشة التي عليها الوضعفي تونس التي هي التجربة الوحيدة في الربيع العربي التي ما تزال صادمة بدلالة إيجابيةللصمود .وقصدي أن الثورة صامدة حيثما حصلت ولكن بدلالة سلبية .فهي تقاوم ولم تهزم وإن لم تشرع في بناء البديل المنشودوهذا الوضع في الأقطار العربية الاخرى التي حصلت فيها الثورة هو الذي يجعل تونسبين بين :فهي تجاوزت الحرب الاهلية التي فرضت على هذه الأقطار وهدف الثورة المضادةإيقاعها فيها بكل الوسائل .والعجز عن توظيف قوة الدولة الشرعية كما في مصر وسوريا وحتى اليمن ألجأها إلى المافية والأحزاب الهامشية.وليس لهذه الخطة من نجاعة إ ّلا بقدر ما يوجد لدى ما بقي من النداء قابلا بالتوافقمترددا باستعمال مفهوم غامض للتنافس الانتخابي وكأنه مناف للتحالف من اجلاستراتيجية ولو مؤقتة لإخراج تونس مما يتهددها من خطر الثورة المضادة والحرب على دور الامة التاريخي وتطرفي التحديث والتأصيل.وذلك ما كنت أقصده منذ اليوم الاول من الحملة الانتخابية الأولى بعد الثورة في سيديبوزيد عندما أشرت إلى ضرورة الحلف بين فرعي حزب حرب التحرير بالتقريب بين البعدالتأصيل (الثعالبي) والبعد التحديثي (بورقيبة) لتمكين تونس من تحقيق شروط الحرية والكرامة والاستقلال الحضاري والسياسي.أبو يعربالمرزوقي 2 الأسماء والبيان
--لكن ما يجري حصل بين وريثين لهذين الفرعين لم يبق لأي منهما دلالة ما كان عليهموروثهما :فلا النداء حافظ على جوهر البورقيبية ولا النهضة على جوهر الثعالبية.كلاهما فرض على الثاني ما ينتج عن تقديم العاجل السياسي التكتيكي على الآجل السياسي الاستراتيجي .والعلة تنتسب إلى الظرفيات أساسا.فعندي أنه لا غبار على مشروع بورقيبة ومشروع الثعالبي أي التحديث والتأصيل وإنماالمشكل في نموذجيهما :فالأول يخلط بين الحداثة وشكلها الاستعماري أي مهمة التحضيرالعنيفة المحاربة لثقافة الانديجان .الثعالبي يخلط بين التأصيل المبدع واستعادة ماض لم يتطور بذاته ليبدع حداثته.حداثة غير حرية تعبير وديموقراطية حكم من المفارقات .وإسلام غير معتمد علىالحرية الروحية (لا وساطة بين الإنسان وضميره) وعلى الحرية السياسية (لا وصاية منجنس الفرق الدينية) من المفارقات .فذلك فكلا الحزبين الحاكمين لم يتحالفا على تحقيق برنامج مشترك بل هما يتساندان لحكم دون برنامج.والأحرى أن أقول ببرنامجين كلاهما يستعد للاستغناء عن الآخر إن سنحت الفرصة :لميفهم الحزبان أن تونس بحاجة إلى مصالحة بين التأصيل والتحديث باستراتيجية هدفهاتثبيت الأوضاع لنتفرغ إلى تحقيق المناعة ضد ما يراد لنا من صدام الحضارات الداخلي والعناية بشروط السيادة :الحماية والرعاية.وما يحول دون المناعة من الصدام الحضاري الداخلي هو نوعا الإرهاب باسم التحديث أواليسار الفاقد للوعي بشروط قيام الأمم الروحية واليمين الفاقد للوعي بشروط قيام الأمم المادية :العرب يعانون من ارهابين: .1يحارب ماضي الأمة بفهم خاطي للمستقبل. .2يحارب مستقبل الامة بفهم خاطئ للماضي.وشروط السيادة أي الحماية والرعاية هما المنشود المشترك لكل من يؤمن بأن رهانالمستقبل لا يتحقق بالقطيعة مع رهانات الماضي التي حددت جغرافيا وتاريخيا دور الأمة فيأبو يعربالمرزوقي 3 الأسماء والبيان
--تاريخ الإنسانية كله منذ نزول القرآن بل وحتى قبل ذلك في علاقة بحضارتي الأبيض المتوسط العقلية النقلية منذ آلاف السنين.وإذا اقتصرنا على ما ولي نشأة الحضارة الاسلامية فإن الأوان قد آن لتجاوز ما بينالضفتين الشمالية والجنوبية للأبيض المتوسط من حروب سجال انتهت إلى أن أصحبت كلشعوبه توابع بعد أن سقطت امبراطوريات الغرب الأوسط بعد الحرب الثانية فأصبح مستعمرا مثلنا للغرب الأقصى (أمريكا وروسيا).وما ينبغي أن يجمع بين الأصالة والحداثة هو المشترك بين الغرب الأدنى (أوروبا)والشرق الادنى (نحن) أو قلب المعمورة بين العملاقين الحاليين :الغرب الأقصى(أمريكا)والشرق الأقصى (الصين) :أي الفلسفات التقليدية والأديان السماوية وما نتج عن تفاعلهما من حضارة روحية ومادية أصيلة وحديثة في آن.وإذا تخلصنا من قشور الأصالة ومن قشور الحداثة وجدنا أن اللب واحد :فلا أحد منالعلمانيين يمكن أن يدعي أنه أكثر جمعا في تراثه الحضاري للعاملين المادي والروحي فيتراث الإقليم من أي أحد من الإسلاميين والعكس بالعكس ومن ثم فالاستثناء المتبادل دليل جهل وغباء لا غير.صدام الحضارات الخارجي كذبة في وصف العلاقة بين الغرب الأدنى والشرق الأدنىتسليما بصحته في المقابلة بين الغرب الاقصى والشرق الاقصى .وهو أكثر كذبا عندما يكونداخليا في أي بلد عربي أو أوروبي .فالقيم الكلية واحدة في الحضارتين إلا في حالة انحطاطهما والاستعمار حالة منه.أبو يعربالمرزوقي 4 الأسماء والبيان
--أمسكت عن الكلام طيلة الازمة التي مرت بها تونس في محاولة البعض محاكاة الاسبوعالاخير من ايام الثورة ولكن باستراتيجية الثورة المضادة .والفرق بين الأصل والمحاكاة أنهذه كانت تطبيقا لخطة هدفها وأد تلك التي كانت مسعى عفويا ليس له استراتيجية ثورية فضلا عن القيادة والخيال الثوريين.وهذا الفرق هو الذي جعلني امسك عن الكلام ليس انتظارا للمآل لأني كنت شبه متأكدمن أن الذين ارادوا الاستفادة من الاحتجاجات أخطأوا الحساب وظنوا أن اختراقهم لبعضالأحزاب والحركات المعارضة وصل المرحلة الحرجة التي اعتمدوها في مصر لإلغاء حصيلة الثورة الهشة.والفرق الذي حددته بين عفوية الثورة وتخطيط الثورة المضادة من المفارقات التي عليهاشرحها قبل ان أبدي رأيي في علل ما يجري علله التي لها صلة بالاستراتيجية والقيادةوالخيال ذات النفس الثوري ثلاثتها ففشل الثورة المضادة في تونس كان بألطاف إلهية وليس للحاكمين فيه دور فاعل يذكر فيشكر.ويمكن الجزم بأن الحزبين الحاكمين لولا ألطاف الله لم يكونا مستعدين ولا قادرين علىمنع ما كانت الثورة المضادة (ضد التحرر) والاستعمار غير المباشر (ضد التحرير) يخططانله من كرة ثانية لنظير ما لـ 7نوفمبر في تونس ولو بكلفة سلكت فيلسوفة الجماعة بمقبوليتها ولعلها ما أعلن عنها رز الفاكهة. وما حال دون هذا المخطط ثلاثة عوامل: .1استهداف النهضة وما بقي من النداء مع الرئيس في آن .2شعور الاتحاد العام التونسي للشغل أن متطرفي اليسار والقوميين \"يلعبون بشروط بقائه\" فهو يعيش بحلب الدولة فإذا سقطت لم يبق له مورد رزق .3سلامة جهازي القوة الشرعية إلى حد معقول من سلطان المافيةأبو يعربالمرزوقي 5 الأسماء والبيان
--فاستهداف ما بقي من النداء مع النهضة دليل انتقام الثورة المضادة من عدم قبولهالانخراط في النموذج المصري .وفهم الاتحاد هذه الحقيقة علتها ما عليه الوضع الاقتصاديالذي لم يعد يخفى عن ذي بصيرة .وسلامة اجهزة القوة الشرعية للدولة من سلطان المافية بقيت عصية على التوظيف الإنقلابي.ولأقل بصراحة أن ما بقي من النداء الذي أصبح يعامل وكأنه حليف النهضة وهو ليسكذلك .فالرئيس غير غافل على أن ما فشل فيه بورقيبة وابن علي لا ينبغي تكراره ثالثةخاصة وسنه لا يسمح له بمغامرات قد تطول فتفسد عليه عهده :تغيير البنية الثقافية للشعب التونسي بعنف الدولة المزعومة حديثة.لكن ما كل مرة تسلم الجرة :لذلك فلا بد من محاولة فهم علل الهشاشة التي عليها الوضعفي تونس التي هي التجربة الوحيدة في الربيع العربي التي ما تزال صادمة بدلالة إيجابيةللصمود .وقصدي أن الثورة صامدة حيثما حصلت ولكن بدلالة سلبية .فهي تقاوم ولم تهزم وإن لم تشرع في بناء البديل المنشودوهذا الوضع في الأقطار العربية الاخرى التي حصلت فيها الثورة هو الذي يجعل تونسبين بين :فهي تجاوزت الحرب الاهلية التي فرضت على هذه الأقطار وهدف الثورة المضادةإيقاعها فيها بكل الوسائل .والعجز عن توظيف قوة الدولة الشرعية كما في مصر وسوريا وحتى اليمن ألجأها إلى المافية والأحزاب الهامشية.وليس لهذه الخطة من نجاعة إلّا بقدر ما يوجد لدى ما بقي من النداء قابلا بالتوافقمترددا باستعمال مفهوم غامض للتنافس الانتخابي وكأنه مناف للتحالف من اجلاستراتيجية ولو مؤقتة لإخراج تونس مما يتهددها من خطر الثورة المضادة والحرب على دور الامة التاريخي وتطرفي التحديث والتأصيل.وذلك ما كنت أقصده منذ اليوم الاول من الحملة الانتخابية الأولى بعد الثورة في سيديبوزيد عندما أشرت إلى ضرورة الحلف بين فرعي حزب حرب التحرير بالتقريب بين البعدالتأصيل (الثعالبي) والبعد التحديثي (بورقيبة) لتمكين تونس من تحقيق شروط الحرية والكرامة والاستقلال الحضاري والسياسي.أبو يعربالمرزوقي 6 الأسماء والبيان
--لكن ما يجري حصل بين وريثين لهذين الفرعين لم يبق لأي منهما دلالة ما كان عليهموروثهما :فلا النداء حافظ على جوهر البورقيبية ولا النهضة على جوهر الثعالبية.كلاهما فرض على الثاني ما ينتج عن تقديم العاجل السياسي التكتيكي على الآجل السياسي الاستراتيجي .والعلة تنتسب إلى الظرفيات أساسا.فعندي أنه لا غبار على مشروع بورقيبة ومشروع الثعالبي أي التحديث والتأصيل وإنماالمشكل في نموذجيهما :فالأول يخلط بين الحداثة وشكلها الاستعماري أي مهمة التحضيرالعنيفة المحاربة لثقافة الانديجان .الثعالبي يخلط بين التأصيل المبدع واستعادة ماض لم يتطور بذاته ليبدع حداثته.حداثة غير حرية تعبير وديموقراطية حكم من المفارقات .وإسلام غير معتمد علىالحرية الروحية (لا وساطة بين الإنسان وضميره) وعلى الحرية السياسية (لا وصاية منجنس الفرق الدينية) من المفارقات .فذلك فكلا الحزبين الحاكمين لم يتحالفا على تحقيق برنامج مشترك بل هما يتساندان لحكم دون برنامج.والأحرى أن أقول ببرنامجين كلاهما يستعد للاستغناء عن الآخر إن سنحت الفرصة :لميفهم الحزبان أن تونس بحاجة إلى مصالحة بين التأصيل والتحديث باستراتيجية هدفهاتثبيت الأوضاع لنتفرغ إلى تحقيق المناعة ضد ما يراد لنا من صدام الحضارات الداخلي والعناية بشروط السيادة :الحماية والرعاية.وما يحول دون المناعة من الصدام الحضاري الداخلي هو نوعا الإرهاب باسم التحديث أواليسار الفاقد للوعي بشروط قيام الأمم الروحية واليمين الفاقد للوعي بشروط قيام الأمم المادية :العرب يعانون من ارهابين: .1يحارب ماضي الأمة بفهم خاطي للمستقبل. .2يحارب مستقبل الامة بفهم خاطئ للماضي.وشروط السيادة أي الحماية والرعاية هما المنشود المشترك لكل من يؤمن بأن رهانالمستقبل لا يتحقق بالقطيعة مع رهانات الماضي التي حددت جغرافيا وتاريخيا دور الأمة فيأبو يعربالمرزوقي 7 الأسماء والبيان
--تاريخ الإنسانية كله منذ نزول القرآن بل وحتى قبل ذلك في علاقة بحضارتي الأبيض المتوسط العقلية النقلية منذ آلاف السنين.وإذا اقتصرنا على ما ولي نشأة الحضارة الاسلامية فإن الأوان قد آن لتجاوز ما بينالضفتين الشمالية والجنوبية للأبيض المتوسط من حروب سجال انتهت إلى أن أصحبت كلشعوبه توابع بعد أن سقطت امبراطوريات الغرب الأوسط بعد الحرب الثانية فأصبح مستعمرا مثلنا للغرب الأقصى (أمريكا وروسيا).وما ينبغي أن يجمع بين الأصالة والحداثة هو المشترك بين الغرب الأدنى (أوروبا)والشرق الادنى (نحن) أو قلب المعمورة بين العملاقين الحاليين :الغرب الأقصى(أمريكا)والشرق الأقصى (الصين) :أي الفلسفات التقليدية والأديان السماوية وما نتج عن تفاعلهما من حضارة روحية ومادية أصيلة وحديثة في آن.وإذا تخلصنا من قشور الأصالة ومن قشور الحداثة وجدنا أن اللب واحد :فلا أحد منالعلمانيين يمكن أن يدعي أنه أكثر جمعا في تراثه الحضاري للعاملين المادي والروحي فيتراث الإقليم من أي أحد من الإسلاميين والعكس بالعكس ومن ثم فالاستثناء المتبادل دليل جهل وغباء لا غير.صدام الحضارات الخارجي كذبة في وصف العلاقة بين الغرب الأدنى والشرق الأدنىتسليما بصحته في المقابلة بين الغرب الاقصى والشرق الاقصى .وهو أكثر كذبا عندما يكونداخليا في أي بلد عربي أو أوروبي .فالقيم الكلية واحدة في الحضارتين إلا في حالة انحطاطهما والاستعمار حالة منه.أبو يعربالمرزوقي 8 الأسماء والبيان
--كان لي أول خلاف مع الأستاذ أحمد بن صالح وزير الاقتصاد والتخطيط لما زارنا في احدىالسهرات بدار المعلمين العليا أياما قبل ازمة التخلي عن سياسة التعاضد حول اللجوء إلىالحلول السهلة المتمثلة في نقل مشروعات غربية دون مراعاة شروط نجاحها لدى أصحابها. ولا زلنا على نفس المنوال.اللجوء إلى الحلول السهلة والمؤقتة التي لا يمكن أن تفي بها لأنها غير مناسبة للظرفيةالتونسية فضلا عن كونها لا تمثل أدنى قدر من الإبداع والنفس الطويل في بناء قاعدة اقتصادية قادرة على تحقيق التخلص من التبعية منبعا ومصبا مدخلات ومخرجات.وما يقال عن شروط الابداع لسد الحاجات المادية التابع منبعا ومصبا مدخلا ومخرجايناظره نفس الأمر في شروط الابداع لسد الحاجات الثقافية علما وعملا وذوقا .ومن ثمفما حصل لم يكن هدفه تحقيق شروط السيادة بل تمتين شروط التبعية في كل شيء لكأن الاستعمار كلف النخب النافذة بتحقق ما عجز عنه.وطبعا فالاستعمار يريدهم تابعين ولن يلحقهم بدولته لأنه -كما قال الجنرال دو جوللتبرير الخروج من الجزائر-هل تريدون أن تصبح بلدتي توصف \"بذات المسجدين\" بدلامن ذات \"الكنيستين\" رغم أن النخب لو سمح لها بذلك لقبلت أن تكتفي بالكنيستين واستغنت عن المسجدين.وحتى لا يكون كلامي مجرد كلام فلأحدد القصد بالمشروع الكبير الذي يمكن أن يحققالاستراتيجية المضاعفة التي تحقق الصبر على التضحيات بفضل الانتظار الطموحللمنجزات الكبرى .ففي تونس اثنان وعشرون ولاية يمكن لكل ولاية أن تختص في مشروع كبير يحقق ما يغني تونس عن التسول في الرعاية والحماية فتكون سيدة.وإذا وجد المشروع الطموح الذي يلهم حماسة الشعب فإن أهل كل ولاية يمكن للموسرمنهم أن يستثمر في ذلك المشروع الذي تجمع عليه الولاية لحل مشاكلها بجهد أبنائها مناصفةأبو يعربالمرزوقي 9 الأسماء والبيان
--مع الدولة التي كان يمكن أن تفعل لو لم تتوهم أنها يمكن بشراء الخردة أن تنجح في التصدي لثمرة اليأس وقد فشلت فيه أمريكا.وقد كتبت رسالة في الشأن للأستاذ الصيد الوزير الاول السابق وأرسلتها له عن طريقالشيخ مورو ناصحا بأن محاولة التصدي بالسلاح للإرهاب وإن كان بعضها ضروريا فتخصيصجزء كبير من الميزانية الضعيفة أصلا لهذا الغرض خطأ استراتيجي :مشروعات في الولايات أكثر فاعلية مما يسمى حربا على الإرهاب.صحيح أن هذه الاستراتيجية تقتضي تغيير النظام التربوي وثقافة العمل وثقافةالنقابات وكل ذلك ممكن إذا كانت المشروعات طموحة من جنس المشروعات التي أقدمتعليها كل الشعوب التي قررت الإقلاع بالإبداع والخيال الطموح :جنوب شرق آسيا قبلهم من نكبوا في الحروب.ويكذب من لا يعتبر عهد الاستبداد والفساد في بلاد العرب أقل أثر تهديمي من الحروب:فهي ليست حروبا فحسب بل هي نهب نسقي لكل ثروات البلاد وخاصة تهديم نسقي للإنسانحتى وصلنا إلى ما وصفه ابن خلدون بـ\"فساد معاني الإنسانية\" إذ إن الجميع نكص إلى التاريخ الطبيعي\" :حوت ياكل حوت وقليل الجهد يموت\".والنهب النسقي نوعان :الفساد والسرقات وتهريب الأموال وفتح الأسواق لاقتصادالمافيات الموازي وإثقال الدولة وكل مؤسساتها وشركاتها الوطنية بما يعتبر بطالة مقنعةلأنه توزيع ثمرات العمل والخدمات على الأقرباء والأصدقاء بدون حسيب ولا رقيب ما يجعله كلها مفلسفة فيكون التعويض مضاعفا.وهو ما جعل الدولة العربية التي هي محمية وليست دولة لأنها عديمة السيادة \"مغيثة\"الحجام التي تمتص دم الشعب وترضيه برشوة التعويض لإسكاته-الخليج كان يرشيهبالمكرمات قبل تدني البترول-فتكون المؤسسات السياسة والإدارية والاقتصادية والاجتماعية كلها جاذبة إلى الأدنى لا رافعة إلى الأسمى.والأمر لا يزال كذلك حتى بعد الثورة بل إن الأفواه التي تريد نفس المعاملة تزايدتولم يتزايد غيرها لان الكلام على الحريات ليس دليلا على أخلاق الحرية الملازمةأبو يعربالمرزوقي 10 الأسماء والبيان
--للمسؤولية بل هو دليل على عقد ضمني هات مثل ما تأخذ وليست بعضها على بعضنا :طلب نفس المزايا وليس السعي لتحقيق شروط السيادة.وشروط السيادة ليست أمرا يخص السياسة الداخلية كالتي وصفت فحسب بل لا بد كذلكمن توفير شروط التعامل مع الظرف الذي يحدده نظام العالم الجديد :فبعد الحرب الثانيةأدركت دول اوروبا التي خاضت حربين عالمتين وخسرت كل مستعمراتها بين الأولى والثانية أنها بحاجة إلى حجم مناسب لعمالقة العالم.لكن أقزام العرب حكاما ونخبا يريدون أن يكون لكل قبيلة دولة بالاسم هي في الحقيقةمحمية حماية ورعاية يوظف فيها المستعمر مافيات الوطن بالنسبة إليها ليس سيادة ولاكرامة ولا حرية بل مزرعة لمن اختارهم المستعمر ليكونوا رعاة لمصالحه على حساب ما تقتضيه مصالح الجماعة التي يتسلطن عليها.لم يستفد منهم إلا بنوك سويسرا وروبافيكيا ما يعتبرونه ثقافة حداثية لا تتجاوز المزيدمن كلفة المحميات على الشعوب :لأن ثقافة الاستيراد والاستهلاك من دون إنتاج هي ثقافةالمزيد من التبعية حتى في القوت اليومي .ويكفي أن ترى ما يجري فيما يسمى ببلاد العربية الغنية بالبترول مشرقا ومغربا.فهم يستوردون كل شيء .فبعد قرن من تكوين الجامعات العربية مازال كل حكام العربوأغنياؤهم يتعالجون في الخارج وما زالت جامعاتهم لا تفرخ إلا الايديولوجيين والعاطلينفضلا عن كون الدخل الخام لأي بلد عربي لا يكفي لبحث علمي يقاس بمعاييره في البلاد التي تبدع شروط السيادة حماية ورعاية.ولفرط الكذب على ألسنة المتكلمين على الوطنية والدولة الوطنية صرت أكثر الناسكرها لهذه المفهومين الزائفين :فلكأن الألماني الذي يؤمن بالمواطنة الألمانية والمواطنيةالأوروبية أقل وطنية من خونة الحكام العرب ونخبهم المطبلة عندما يتهمون كل من يفكر في تجاوز القطرة بخيانة الوطن.فصار اكبر الخونة للأوطان-لا معنى لوطن بلا سيادة لوطن صار محمية للمافيات الداخليةالخادمة للمافيات الخارجية-يدعي أن الكلام على الأمة فيه نفي للولاء للقطر والكلام علىأبو يعربالمرزوقي 11 الأسماء والبيان
--تجمع وتكامل اقليمي مغربيا كان أو مشرقيا أو حتى جامعا للجناحين فيه خيانة للقطر: وتلك علة ثرثرتهم حول أنماط المجتمع.ومن عجائب الدهر أن جل المتكلمين على نمط المجتمع التونسي من أبناء الريف الذين\"تحدثوا\" بارتياد المقاهي والحانات ثم صاروا \"سينسترا\" ليس بالإيطالية بل بالفرنسية بعدحذف الالف يدعون عالمية اشتراكية ويتهمون من يتكلم على تجاوز التونسة إلى مجالها الحضاري الكلي بعدم الولاء لتونس.وينسون حقيقة تاريخية لا تكذب وهي أن تونس العزيزة على قلبي ليست تونس التيكلما التفتت إلى الغرب صارت مستعمرة تابعة بل تونس التي جعلها التفاتها إلى الشرقعاصمة عالمية كقرطاج منافسة روما وكدولة الإسلام الأولى منافسة بيزنطة في المغرب والأندلس والثانية مقاومة حرب الاسترداد.كذبة الأمة التونسية والأمة الجزائرية إلخ ..أصبحت من أدوات توطيد التبعية ثم إنصاحب المتبوع لم يعد يكتفي بذلك بل يريد أن يفتت الجزائر والمغرب وحتى تونس لأنهيريد حجما أصغر حتى تكون التبعية أكبر .وبذلك فهو مع النخب الخائنة حقا للأوطان يريد محميات عرقية وقبلية لتيسير الاستعباد.خرافة نمط المجتمع نفي للتعددية الثقافية وصدام حضارات داخلي مع إحياء النعراتالجهوية والعرقية والثقافية التي لا يراد بها تحرير الإنسان بل الهدف هو تعميق التبعيةحتى يمتنع على بلادنا ما يحقق به الغرب الاوروبي استعادة دوره الكوني وإعادة الاستحواذ المباشر على ما أخرجه أجدادنا منه.ولو كان بين أجدادنا مثل هذه النخب التي تتصور التبعية يمكن أن تنتج حداثة لكانواجميعا في منظورهم \"إرهابيين\" لأنهم قاوموا الاستعمار وأخرجوه مدحورا .كل من يقاومللتحرر داخليا وللتحرير خارجيا يتهمونه بالإرهاب لأنهم يخترقون المقاومة بإرهاب اصطناعي لتشويه كل إرادة تحرر وتحرير.أبو يعربالمرزوقي 12 الأسماء والبيان
--أبو يعربالمرزوقي 13 الأسماء والبيان
Search
Read the Text Version
- 1 - 16
Pages: