أبو يعرب المرزوقي الأسماء والبيان
المحتويات 2 -الفصل الأول 1 - -الفصل الثاني 6 - -الفصل الثالث 11 - -الفصل الرابع 16 - -الفصل الخامس 21 -
--جرت العادة أن يقوم الناس بكشف الحساب على رأس كل سنة للعام المنصرم .لكني أريدكشف حساب قرن بدايته وعد بلفور ونهايته وعد ترومب لأفهم علل حال العرب التي يمكنتلخيصها في جملة واحدة :كيف أمكن لأردوغان في عقد ونيف أن يحقق ما عجز عنه اثنان وعشرون طرطورا عربيا .فناتج تركيا الخام أكبر من دخل كل العرب.لو كان اردوغان تسلم الحكم في تركيا معافاة مما أصابهم هم منذ قرن لقلت إن ما تقدمعليه هو الذي يفسر الحصيلة وهو ما يميل إليها كاريكاتور التحديث من النخب العربية إذلعلهم ينسبون ما حققته تركيا إلى نظامها العلماني :لكنه وجدها في وضع لا يقل سوء عما عليه العرب متسوليهم ومحمييهم.ولو كان قد واصل العلمنة لقلنا إنه استفاد منها فجنب تركيا ما ينسبه سخفاء الحداثيينالعرب من الهيمنة الإسلامية عامة والإخوانية خاصة :لكنهم يجمعون على اتهامه بهما .وهوما يجعلهم يحصرون الفرق في فضائل القيادة الراشدة ورذائل الطراطير العرب الذين حتى فقراؤهم اصابهم داء الترف المافياوي.ولا تهمني فضائل القيادة التركية في العقد ونيف الأخيرين إلا كبداية لكشف الحسابوشبه مقياس للفروق بين الحالين :شعب بعدة ربع العرب حقق بقيادة راشدة في خمس مدةحكم طراطيرهم وطنا يتجاوز بإمكاناته ألف مرة ما لتركيا وبمساحته عشرين مرة مساحتها .همي ليس ما سر نجاحه بل ما سر فشلهم.سيقال لي وأنت ما دخلك :لماذا لا تهتم بمجالك وتترك الامر لأهله مثلما كان يفعلالفلاسفة العرب قبلك إن كنت تتوهم أنك منهم؟ وطبعا لا أتوهم أني منهم ولا يشرفني أنأكون منهم .فعندما أعلم أن جلهم كان أكثر خدمة للسلاطين من فقهاء عصر الانحطاط وغير مبالين بأوضاع الامة استحي بديلا منهم.لما يعلم الشاب العربي من الجنسين أن ابن رشد الذين يعتبرونه خاتم سلسلة الفلاسفةعلى الاقل في بلاد السنة وأنه عاصر أحداث الحروب الصليبية دون أن يكون لذلك أدنىأبو يعربالمرزوقي 1 الأسماء والبيان
--أثر في فكره واجتهاده -تسليما بأن شرح نصوص أرسطو وكأنها تفسير قرآن يعتبر فكرا- سيفهم علميا وعمليا لمن عرف عني تفضيلهم.فالغزالي وهو اقل الثلاثة الذين أفضلهم ناضل على الأقل بأربع مؤلفات :نقد السنةونقد الباطنية ونقد الفلسفة ونقد الكلام ولم يكن غير مبال بدور النظر في العمل الآنوهنا في عصره .أما ابن تيمية وابن خلدون فلا حاجة لبيان دورهما في العلم وفي العمل النضالي الاول في المعارضة والثاني في الحكم.ولأني اعتبر نفسي من نفس المدرسة احاول قدر المستطاع المشاركة في احداث تاريخناالذي هو كوني بالطبيعة ولعل لحظته الراهنة رغم طابعها الانفعالي في الظاهر أكثرلحظاته إبرازا لهذا الدور على الأقل كما تعين فيما يقدم عليه شباب الأمة بجنسيه من علم وعمل لتحقيق شروط الاستئناف.ولا تصدقن من يوهم بأن اللامبالاة بأحداث تاريخ الشعب الذي ينتمي إليه العالم أوالمفكر من شروط إخلاصه لاختصاصه .فهذا ليس شرطا ضروريا ولا كافيا لأن يبدع فياختصاصه وفي مشاركته الفعلية في بناء دور أمته في التاريخ .ومن الأمثلة الثلاثة المشار إليهم ثم بناة ألمانيا الحديثة :جمع الهمين.فكنط وفشت وهيجل وشلنج وهردر وشلاير ماخر وعلى رأسهم جوته كلهم كانوا مثالالالتزام بمعارك ألمانيا وهي تسرع الخطى لكي تلحق بشعوب أوروبا الذين تقدموا عليهافي مجالات الإصلاح التربوي والبحث العلمي عامة والإصلاح السياسي والبحث الإنساني والدستوري والخلقي خاصة.لذلك فكشف الحساب لن يقتصر على النخبة السياسية حكاما ومعارضة بل على أصنافالنخب الخمسة الذين حددت دورهم فيما تقدم من البحث أعني نخبة الإرادة أو الساسةونخبة المعرفة أو العلماء ونخبة القدرة أو الاقتصاديون ونخبة الحياة أي الفنانون ونخبة الوجود أو أصحاب الرؤى الدينية والفلسفية.فمن الظلم تحميل المسؤولية للنخبة الاولى نخبة الإرادة أي الساسة حكاما ومعارضينخلقيا ومن الحماقة معرفيا تصور الدول والأمم تفعل بساستها وحدهم .فالدول مثل أيأبو يعربالمرزوقي 2 الأسماء والبيان
--فريق رياضي أو أي جوقة موسيقية لا تفعل إلا بالتناغم بين الموسيقيين والرياضيين في تحقيق النتيجة التي هي موضوع كشف الحساب.ولنبدأ بكشف حساب نخبة الإرادة بمعنى النخبة التي تجمع المتنافسين ممن يغلب عليهممقوم الإرادة ويدفعهم لتزعم تمثيل إرادة الجماعة .فنخبة الإرادة ظاهرة طبيعية في كلجماعة وهي من اسرار دينامية الجماعات حتى في العاب الاطفال في الاحياء :يبرز فيها من له ميل إلى القيادة بانتخاب طبيعي.النخبة السياسية حكما ومعارضة هي حصيلة التنافس بين أصحاب الميول القياديةوالاحزاب تمثل ما يشبه تربية خيول السباق في كل أمة لانتخاب القيادات إذا كانت الأمةمؤلفة من افراد أحرار من الجنسين .لكن الشعوب التابعة مستتبعها يختار الأراذل للقيادة ويريدهم من فاقدي الإرادة اصلا.هو يريد طراطير يسمعون كلامه ويطيعون أوامره ولا يريد قيادات فعلية .وقد ميزابن خلدون بين الرئيس والسيد بكون الأول قيادته تأتي من اعتراف غيره به وتقديرهوالثاني قيادته تأتي من القوة والعنف الذي يفرض به نفسه على من لا يعترفون بقيادته لعلل خلقية أو نفسية أو حتى عاطفية.وتوجد طريقتان لإظهار هؤلاء الطراطير بمظهر القادة :الأولى يستعملها الاستعمارالمباشر لتستلهمه القيادة بعده والثانية يستعملونها هم حتى يفرضوا صورة القائد الملهم.فالاستعمار يبرزهم كزعماء تحرير وهم يبالغون في \"المقاومة والممانعة\" العنترياتية فتنطلي أكاذيبهم على الشعب سليم الطوية.ففي كشف الحساب لا بد من التمييز بين جيلين من النخب السياسية التي حكمت أوعارضت في بلاد العرب :الجيل الذي أعده الاستعمار في مرحلة الكفاح من اجل التحرر (بينالحربين الكبريين) والجيل الذي ادعى الثورة عليه باسم مقاومة الاستعمار وخاصة (بعد الحرب الثانية) منذ خمسينات القرن الماضي.ولا بد من التنبيه أن مرحلة المقاومة للتحرير بدأت بجيل من ثقافة مختلفة تماما عنهذين الجيلين والاستعمار ساعد في القضاء عليه بإبراز الجيل الذي أعده ليكون قائداأبو يعربالمرزوقي 3 الأسماء والبيان
--لحركات التحرر من عملائه -وبعضهم ليس بوعي منه-الذين حققوا له ما عجز عنه طيلة قرن أو أكثر من الاستعمار المباشر.ولعل علامتين تكفيان للدلالة على ما أعني :فيكفي أن نعلم أن الابداع الفني العربيوالتعليم العربي لم يكن رافعة لتوحيد لغة الامة وإحيائها بل صار الأول لتشعيبها والثانيلتغريبها :قتل العربية بجعل أهم الفنون عامية (وخاصة بعد الراديو والتلفزة) وبجعل أهم العلوم تدرس بلغة المستعمر.لكن العلامة الأهم والشاملة هي محاولات كل هذه النخب اعتبار الدول القطريةمضطرة لتحويلها إلى أمم تستمد شرعيتها من تحقيق الانفصال بالعودة إلى تراث متقدمعلى التراث المشترك أو تال له حتى تجعل من بعض امة أمة تقليدا ما حدث في اوروبا في بداية النهضة والحداثة عندها.وفي ذلك خطآن هما سر التخلف الدائم والمتزايد في كل بلاد العرب :فما فعلته اوروباكان بين شعوب من ثقافات ولغات مختلفة -وهو ما حدث عند المسلمين حتى قبل الاستعمار-وليس في شعب لأغلبيته الساحقة لغة وثقافة واحدة وليس في عصر العماليق التي تتطلب حجوما مناسبة في التنافس العالمي.وهاتان العلتان أو الخطآن هما سر التبعية البنيوية التي تنتج عن استحالة قيام دولبحجم قزمي في عصر العماليق وقد فهمت أوروبا ذلك رغم أن دولها كبيرة وغنية وكانتإمبراطورية :فهمت أنها أمام العملاقين صارت مستعمرات فسعت لاسترداد شروط الدور بالجمع بين القطرية والقارية.فعندما تضع لغتك بين فكي كماشة العامية ولغة المستعمر تقتل أهم مقومات الوحدةوعندما تبحث لشرعية الاقطار ما تقدم على التاريخ المشترك أو ما تلاه تجعلها شبهمستحيلة لأنها تحيي أحقاد الماضي كحال الصراع بين القوميات في نفس الجماعة التي لم تكن موجودة اصلا فأنت تنتج محميات لا دولا.وفي كل ذلك كان الجرم الأكبر لنخب مصر :فهم توهموا بنزعة فرعونية أن اللهجةالمصرية -بل القاهرية لأن الكثير من مناطق مصر أقرب إلى العربية من القاهرة-ينبغيأبو يعربالمرزوقي 4 الأسماء والبيان
--أن تصبح لغة العرب بفضل سيطرتهم على الإعلام والفنون المحولة بالراديو والتلفزة والسينما حتى صارت في آخر ركب الشعوب وركب العرب.ولهذه العلة فأكثر من تسع وتسعين في المائة من سياسي العرب أميون .فحتى في عصرالانحطاط كان الحكام على الاقل لهم بلاط وبطانة من أفضل ما يوجد في عصرهم منالمبدعين في الفنون التي كانت سائدة عندهم الادب عامة والتاريخ والفقه والكلام .لكن بطانة حكامنا كلنا يعرف مستواهم وتكوينهم.ويكفي أن تسمع حاكما عربيا يخطب .فأي مستعرب إسرائيلي أو حتى أمريكي له سلطانعلى لسان العرب لن تجد له مثيلا بين من يتلعثم من حكامنا حتى في قراءة السلام أو تحيةالحاضرين فضلا عن التفكير الدال على أنه يفهم ما يقرأ بلغة الخليل وسيبويه والمنطق وذوق التلفظ موسيقى الكلام.ولو قارنت بمن عاصرت من رؤساء فرنسا لذكرت أن دوجول من أجود الكتاب وأنه يقرأوأنه استراتيجي وأنه مقاوم حقيقي .وان بومبيدو مبرز في الثقافة الكلاسيكية يعنيالفرنسية واللاتينية واليونانية وأن جيسكار خريج مدرسة عليا وأن شيراك مثله وذواقة في الآثار وأن ميتران كاتب بليغ وحتى ماكرون.اذكروا لي سياسيا عربيا واحدا له هم يتجاوز مناورات الكرسي بمبتذلات المخابراتوالمؤامرات والانقلابات واستعمال اراذل البصاصين والقوادين من حثالة المثقفين الذين لايتجاوز فهمهم للحداثة البارات والحانات وما بين السرة والعانات ظنا أن الهندام والكرافات هي الثقافة والحداثة بالعمالة للسفارات.وطبعا لو كان ما أعنيه بالأمية السياسية نفي أن لهما شهادات وأن الـ \"د \".لا تفارقأسمائهم وألقابهم وعناوينهم لكن ما اعنيه هو تمثيل إرادة لها وطموحها في استعادة دورهالئلا تبقى محميات متسولة لدى المستعمر الذي يمتص دمها ويسكتهم بما يبقيه لهم من فتات في شعوب لا تكاد تقتات.أبو يعربالمرزوقي 5 الأسماء والبيان
--لو اكتفيت بما قلت في الفصل الاول لوصف اجيال النخب السياسية لكان في قولي ظلمشديد .فحتى الجيل الذي قبل لعبة الاستعمار ليكون خليفته في النقلة من شكله المباشر إلىشكله غير المباشر يمكن أن نجد فيه من كان يعتبر ذلك مرحلة ضرورية ينقلب بعدها على المستعمر.لذلك فلست أشكك مبدئا في ولائهم للأوطان إذ قد يكون بعضهم يعتبر ذلك من المناورةالسياسية الضرورية وأعتقد أن جل القيادات الإسلامية التي قبلت بهذه اللعبة تتصورالتذاكي مع الاستعمار في مستطاعها .وهم يعتبرون ذلك من مفهوم السياسة هي \"فن الممكن\" بعد أن رأوا فشل \"الجهاديين\".ولهذه العلة فما يحدث في النخب السياسية ليس مقصورا على التنافس بين القوى بمنطقالصراع الداخلي الذي ليس له سقف يحول دون تجاوزه كليات المصلحة الوطنية بل هوبمقتضى خطط الاستعمار ونظام العالم يخضع لمنطق الصراع الخارجي الذي يجعل القوى السياسية خيول التنافس الدولي.ولعل فشل المرحلة القومية في النصف الثاني من القرن الماضي خطؤها الأساسي كان توهملعبة الاستفادة من صراع القطبين لبناء دولة قومية عربية .وكان ذلك غاية الجهل بوخيمهذا السلوك فهو قد أفقدهم عامل الوحدة للغالبية الكبرى بوهم تحقيق الوحدة القومية ولم يروا أنهم قد بعثوا النعرات القومية.توهموا أن عرب المشرق لا يفرق بينهم إلا الأديان فضحوا بما يوحد أكثر من ثمانينبالمائة فيما يسمى بالوطن العربي أو بالأرض التي استعربت ثقافتها (وهذا أصح)ليتجاوزوا بما يتصورونه علة الاختلاف الوحدة مع عشر في المائة الباقية أعني مسيحيي المشرق.تصوروا أن العلمنة الفوقية للأنظمة الفاشية والمستبدة يمكن أن تحقق وحدة عربيةبالانقلابات والعنف .ولما كانت الأنظمة القبلية قد اختارت الصف الثاني في اللعبة الدولةأبو يعربالمرزوقي 6 الأسماء والبيان
--صار الجميع مجرد بيدق في استراتيجيات تتجاوزهم لأن كلى الصفين كان فاقدا لمشروع يحقق الحجم المناسب للعصر.لذلك فالتفتيت لم يكن في البداية استراتيجية العدو إلا بهذا المعنى :زرع ما سيصبحبجهوزه عامل تفتيت .ذلك ان زرع العداء بين العرب ووحدة المسلمين الرمزية (الخلافة)نبتة انجليزية معاصرة لوعد بلفور وكلاهما نبتتان لم تكن النخب السياسية العربية مدركة لأبعادها التي ما زلنا نعاني من ويلاتها.ولما كان الانجليز أخبث شعوب أوروبا فإنهم علموا من أين تؤكل الكتف :ليس بالصدفةأن اختاروا لزرع النبتة الأولى الحرمين والنبتة الثانية القبلة الاولى .وليس بالصدفة أنعددوا المحميات التي تسمى الآن دولا والتي كانت مجرد قطع من أرض العرب وضعوا على كل واحدة منها قبيلة لتكون تحت حمايتهم.بدأوا بجامعة عربية وضعوا في نظامها ما يجعلها مسخرة في تاريخ العرب :اي محمية ولوكان سكانها بعدد أصابع اليد يمكن ان تعطل أي قرار ولذلك فهي من خدع الوفاء بوعودإنجلترا لنخب لا تفهم العصر أو لا يعنيها أن تعمل بمقتضياته :فأهم شيء في الدولة هو الحجم الذي يمكن من شروط الحماية والرعاية.وهم أعطوهم اسم الدول وحقيقة المحميات .وكان ذلك بين الحربين أو مرحلة زرع الجيلالذي قضى على الجيل الاول في حركات التحرير قبل الحرب الأولى وبعده بقليل .فالجيلالذي تم القضاء عليه هو الجيل الذي لم يكن يميز بين هدفين استراتيجيين :التحرر من الاستعمار وشروط الاستئناف الفعلي.إنه جيل أفقه الاستراتيجي هو اعتبار النهضة لا تحصل إلا للأمة جمعاء وحرب التحريرمن الاستعمار هي فرصة تحقيق ذلك في الأذهان والشروع في تحقيقه في الاعيان من خلالاعتبار دار الإسلام كلها ساحة حرب التحرير :لمن يكن من يحارب في غير قطره حتى لو احترم أخلاق الحرب يعتبر إرهابيا كالآن.لم يكن التونسي الذي يذهب للجهاد مع المختار في ليبيا يشعر هو أو الليبي أنه أجنبي بلكان الجميع يشعر بأنه يدافع عن أرض الامة ولم يكن علماء النهضة وزعماء حربأبو يعربالمرزوقي 7 الأسماء والبيان
--التحرير يؤمنون بالحدود التي فرضها الاستعمار والتي صارت حدودا حديدية بإرادة من زرعهم في محمياته التي يسمونها دولا.وهذا الجيل الذي قضى على الافق المتجاوز للقطريات هو الذي بدأ يفرض على المستوىالثقافي والروحي نفس العقلية بدعوى التحديث فباتت الثقافة المشتركة والتاريخ المشتركهدف كل التشويه الممكن حتى صارت النخبة المناظرة للنخبة السياسية في مستوى الأذهان -نخبة الرؤى الوجودية-مجرد أداة بيدهم.لكنهم صمدوا إلى أن بدأت الهزائم تلحق بالجيل الذي زرعه الاستعمار ولما أنهى المهمةالأولى -الحدود الحديدية بدعوى الدولة القطرية-وفشل في المهمة الثانية -تمزيقالثقافة الواحدة والتاريخ الواحد كان لابد من جيل آخر باسم الثورة على هذا الجيل المتهم بالخيانة :جيل الانقلابات والشعبويات.فتم القضاء على مقومي الكيان السياسي القادر على القيام المستقل :حكم الأميين منالعسكر وتربية الأميين من المثقفين الذين يدعون التحديث والاشتراكية .قضوا علىشروط اقتصاد فعلي وعلى شروط ثقافة فعلية أي على الانتاجين اللذين من دونهما ليست الدولة وحدها هي التي تفسد بل الجماعة عينها.جعلوا الاقتصاد بيد مافية العسكر والثقافة بيد من جوعوهم ليصبحوا مجرد أبواق تفتيلهم .وهذا صحيح بالنسبة إلى نوعي الأنظمة القبلية والعسكرية .وهو لم يكن ظاهراعند الأنظمة القبلية لما كانت مترفهة ترشي شعبها لكنها الأن وقد أصحبت في وضع اقتصادي لا تحسد عليه مآلها مثل الآخرين.والآن فلأشرح الخطة الاستعمارية التي تتأسس على الفعل اللامباشر :يفعل في شروطالفعل المنتظر منك ليحول دون نجاحه مهما فعلت .وشروط الفعل هي التي حددتها عندماوضعت نظرية الأحياز :هو يفعل في المكان ليجعلك عاجزا عن الشرط المادي لوجود .ويفعل في الزمان ليجعلك عاجزا عن الشروط الروحي.وبهذا المعنى فالجيل الأول الذي زرعه الاستعمار كان لتثبيت تفتيت المكان أو الخارطةالتي وضعها الاستعمار قبل أن يرحل :نخب هذا الجيل السياسية اعتبرت ما سلمه لهاأبو يعربالمرزوقي 8 الأسماء والبيان
--الاستعمار يستحق اسم الدولة وهي بالجوهر لان يمكن ألا يكون إلا محمية بالاستعمار غير المباشر.هو إذن جيل تثبيت ما حققه الاستعمار من تفكيك للوحدة المعنوية لدار الإسلام بيدالمسلمين أنفسهم أعني الجيل الذي استعمله للقضاء على آفق الجيل السابق أعني الجيلالذي كان يؤمن بأن التحرير شامل للأمة وأنه فرصة تحقيق شروط الاستئناف الذي يعيد للأمة عزتها وقدرتها في عصر العماليق.وقد نجح هذا الجيل الذي زرعه الاستعمار في تحقيق تفتيت دار الإسلام بل هو بدابمشروع لاورنس وسايكس بيكو وبلفور على الاقل في الأرض التي استعرب جل سكانها -لأنالعربي بالعرق لا يكاد يوجد إذ حتى الجزيرة العربية فإنها اختلطت دماؤها مع كل المسلمين إما بالهجرة أو باستجلاب النساء والعبيد.لكنه فشل في تحقيق تشتيت التاريخ-فتت الجغرافيا وفشل في تشتيت التاريخ-وذلكبفضل قوة الثقافة الإسلامية وصمود روح التاريخ المشترك على الأقل في الطبقات الشعبيةوالفضل الاول والاخير هو للقرآن والعربية والثقافة البعد الثاني من الزمان :زمان الحديث مع زمان الحدث.والحرب الجارية حاليا هي على هذا الصمود .وطبعا هيهات أن تنجح .ذلك أن ثورةالشباب بجنسية لها فضيلة الجمع بين الثورة القيمية والثورة الحضارية .فهي تريد تحقيقالحريتين اللتين هما جوهر الإسلام :الحرية الروحية للفرد حتى يؤمن ويعمل صالحا والحرية السياسية للجماعة حتى تتواصى بالحق والصبر.ولأنها كذلك فهي تدرك أن شروط السيادة هي التي تضمن شروط الحريتين :وإذنفهي تدرك أن الثورة ينبغي أن تكون مثل التي قضى عليها الجيلان اللذان وصفنا بأنتصبح حرب التحرر فرصة لتحقيق شروط الحجم المناسب للعصر بالتناسب مع حجم للنشأة الأولى وحجم الاستئناف.فلا يمكن لشباب الامة بجنسيه أن يحقق أهداف الثورة المباشرة في الأذهان وغير المباشرةفي الأعيان (الحرية والكرامة) من دون شروطها (وحدة الاحياز الخمسة) التي ينبغي انأبو يعربالمرزوقي 9 الأسماء والبيان
--تكون مباشرة في الأذهان حتى تتحقق في الاعيان فتكون عين تحقق الأهداف الأولى .فهذا هو شرط نقض غزل الاستعمار وعملائه.هذا الفصل لم أكن أنوي املاءه لأنه في الحقية مجرد وصل بين الكلام في النخبةالسياسية والنخبة الرؤيوية .فمنطق كلامي على النخب يتبع الترتيب التالي :أهدافالإرادة (نخبة السياسة) وعلاقتها بأهداف الوجود (نخبة الرؤى) ثم أدوات الإرادة (المعرفة والعلوم) وأدوات الوجود (الحياة والفنون).وفي الغاية نصل إلى القدرة التي هي ما يحقق السيادة لأنه متعلق بالإنتاجين المادي(الاقتصاد) والروحي (الثقافة علما وفنا) :وتلك هي النخب الخمس التي من دونها لايمكن فهم حال أي أمة صعودا أو نزولا .فمن دون عمل هذه النخب بتناغم تقتضيه رسالة ذات استراتيجية لا وجود لأمة سيدة وفرد حر.أبو يعربالمرزوقي 10 الأسماء والبيان
--في كلامي على الوجود وتناسبه نخبة الرؤى الوجودية التي تتعلق بمنظور التربية مثلماكان كلامي على الإرادة مناسبا لنخبة السياسة التي تتعلق بمنظور الحكم سأنطلق من أكبرحدث في لحظتنا الراهنة تحسم نهائيا الحرب بين الكاريكاتورين التحديثي والتأصيلي في رؤى الوجود التي سادت بين الفتنتين.سبق أن بينت أن الامة عاشت في حالة طواري وقوانين استثنائية منذ حروب الفتنةالكبرى (بين القائلين بالوصية والقائلين بالاختيار في الحكم) إلى حروب الفتنة الصغرى(بين الدين واللادين في نظام حياة البشر الروحي والسياسي) :معركة الكاريكاتورين التحديثي والتأصيلي حالت دون التأصيل والتحديث.وقبل الخوض في إشكالية نخبة الوجود أو الرؤى التي هي دينية وفلسفية في آن لا بد منأن اشير إلى أن تحليلاتي اريدها جامعة للنظر المغرق في التجريد (مثل نظرية الأحيازونظرية المعادلة الوجودية ونظرية الرمزين ونظرية العلاقتين إلخ )..والمغرقة في التعيين :ومبدئي أن النظر كلما سما عانق العمل.والشرط في هذا العناق هو الإيمان بأن العمل لا يسمى عملا إلا إذا كان على علم .ماعداه ليس عملا بل هو ارتجال كحال كل الساسة العرب .ينسون الانفال 60حتى إذا هجمعليه عدو لجأوا إلى آخر مهرب :الاستسلاح لعدو أشرس يدعي حمياتهم .هم اليوم يلجؤون لإسرائيل خوفا من إيران.أحاول ما استطعت أن اتجنب جعل كلامي يصطبغ بالتجريد الفلسفي لكني في هذه الحالةلا مفر لي من الكلام على قضية أرهقتني :لو كانت المعرفة كلها مكتسبة لاستحال علىالإنسان شرط العلم والعمل في آن .فالاكتساب يجعل كل معرفة بعدية ويمنع القول بالقبلي فيها .والعمل حينها يكون دائما رد فعل لا فعل.وفي هذه الحالة يمتنع أن توجد نخبة الوجود أو الرؤى الوجودية Die Weltanschauungأو رؤى العالم المتجاوزة للموجود إلى قبليات أو متعاليات لا تستمدأبو يعربالمرزوقي 11 الأسماء والبيان
--من ماضي التجربة الإنسانية إلا إذا توهمنا أن التاريخ مجرد تكرار لماضيه .بدأت بنخبة السياسية دون الإشارة إلى أن لهم رؤى تقودهم.فبمقتضى رؤاهم لما يريدون وما يعلمون وما يقدرون عليه وما يذوقون وما يرون يكونسلوكهم تجاه ما يعترضهم من مناسب أو غير مناسب مصادق أو معادي لعملهم بهذه الرؤية.فلكأنهم مترجمون لما في رؤاهم الذهنية إلى ما في أفعالهم العينية مع كل مناورات صراع الإرادات في الحياة.بعد تعريف العلاقة بين النخبة التي بدأنا بها والنخبة التي نمر إليها الآن مسعاي هوفهم دور نخبة الرؤى والتي تتمظهر إما في الخطاب الديني أو في الخطاب الفلسفي في قيامالامم والحضارات .وأول حكم مسبق سخيف ينبغي تجاوزه هو المفاضلة بين النوعين الديني والفلسفي إلا إذا حرفا.فمن الأكاذيب دعوى علمية الفلسفة واسطورية الدين .كلاهما يراوح بين البعدين :فمافيهما من معرفة بعدية علمي وما فيهما من معرفة قبلية اسطورة بمنطق من لا يؤمن بالقبليمن المعرفة .وهي في الحد الأدنى مقدرات ذهنية بلغة ابن تيمية (سواء كانت من جنس العلم أو من جنس الادب).وكلاهما مبني على إيمان ضمني بأن للوجود نظاما وبأن الإنسان يدرك فطريا هذهالحقيقة وله فطريا القدرة على استخلاصها بتأمل بسيط حتى في مجرى حياته الشخصية.فإدراكه لذاته ولما يعتمل فيها يجعل ذاته وكأنها عينة من الوجود كله وهو يعيش حاضرا التذكر والتوقع والمراجعة الدائمة لذاته.وليس من شك في أن تجارب الماضي لها دور في توقع المستقبل لكن التوقع ليس التذكر.ومن ثم فللإنسان معرفة قبلية حتى في شكل منظومة فرضيات للامتحان وهو معنى العلاقةبين الرؤية الوجودية وسياسة الذات أولا وسياسة الجماعة ثانيا وهذا هو فضاء الفعل وتلويناته الخلقية.مشكل نخبنا الرؤية أنها عديمة الرؤية وخاصة في مرحلة الصراع بين الكاريكاتورينالتأصيلي والتحديثي :كلاهما لا يؤمن بما سميناه الرؤية القبلية أي كلاهما متبع وغيرأبو يعربالمرزوقي 12 الأسماء والبيان
--مبدع .فكاريكاتور التأصيل يتصور الاستئناف تكرار ما يعتقده ماضي الذات وكاريكاتور التحديث يتصوره تكرار ما يعتقده حاضر الغرب.ومعنى ذلك أن التوقع عندهما تذكر سطحيات ما يتصورونه حقيقة مثال الذات المستمدمن ماضيها أو من حاضر غيرها .فيكون كلا الكاريكاتورين خالطا بين مفهوم المثال الأعلىالكوني شرطا في قبلية المعرفة واعتبار أحد تعيناته لدى الذات أو الغير مطابقا له بصورة تجعل البعدي قبليا وتلغي شرط الإبداع.وكل أمة مات فيها شرط الإبداع أو المثال الاعلى المؤسس لكل الرؤى القبلية باعتبارها مابه يتجاوز الإنسان الحاصل في الاعيان من الموجود إلى الحاصل في الأذهان من المنشودتصبح أمة جامدة كل افعالها بعدية أي إنها تنتظر غيرها لتحاكي ما يسبقه إليها فلا تغامر ابدا لتبدع :ببغاوية مطلقة.وطبيعي أن يكون الببغاء مقلدا لسيده خاصة إذا كان بيده رزقه .لذلك فكاريكاتورالحداثة وكاريكاتور الأصالة كلاهما تابع للنخبة السياسية التي هي بدورها كاريكاتورحداثة (الأنظمة العسكرية) وكاريكاتور أصالة (الانظمة القبلية) وفي الحقيقة كلاهما جامع بين النوعين لأن له خطابين للداخل والخارج.لماذا قلت \"ما يعتقده\"؟ لأن مدعي التأصيل حصر ما يحاكيه من الماضي في قشوره إذ هو لايعلم من الماضي إلا ما آل إليه عندما مات .ومدعي التحديث حصر ما يحاكيه من الغرب فيقشوره إذ هو لا يعلم من حاضره إلا ما آل إليه وهو يحتضر .الحي من الحضارة واحد :إنه علاج العلاقتين والإنتاجين.وفي الحقيقة نظرية العلاقتين والانتاجين خلدونية وليس لي من فضل غير صوغهماالنسقي :فالجماعة تجتمع لسد الحاجات (العمران البشري) وللأنس بالعشير (الاجتماعالإنساني) وهذان هما العلاقتان الأولي بين الجماعة والطبيعة مورد رزقها والثانية في الجماعة بين الناس للعيش سعداء وأحرار.ولا يتحقق ذلك من دون الإنتاجين :المادي لسد الحاجات والروحي للأنس بالعشير ولايكون ذلك من دون إبداع الحلول العلمية والعملية أولاهما باكتشاف قوانين الطبيعةأبو يعربالمرزوقي 13 الأسماء والبيان
--والثانية باكتشاف سنن التاريخ أو سنن تنظيم حياة البشر بصورة تقلل من التناكر وتكثر من التعارف بينهم.وفي علاج العلاقتين بالإنتاجين لا يوجد أدنى فرق بين الحضارات والشعوب من حيثالحقائق حتى وإن اختلفت الأساليب من جنس اختلاف اساليب ديزاين السيارات بين الدولالتي تنتجها :قوانين الميكانيكا واحدة لكن استعمالها في شكل السيارة وجمالياتها واكتمال وظائفها أمر أسلوبي لا غير.والرؤى إذن نوعان :الأسلوبي فيه الكثر من الخصوصيات وهو ثانوي والمقوم الفعلي كونيلأنها يتعلق بالشروط الضرورية والكافية للقيام المستقل :فكل شعب لا يستطيع حمايةذاته ورعايتها ليس شعب أحرار .وما به تتحقق شروط الحماية والرعاية هو السياسة تربية لشروط التكوين وحكما لشروط التموين.وكلا النوعين من النخب الرؤيوية دينية كانت أو فلسفية في لحظتنا الحالية تخلط بينالأسلوبي والخصوصي وبين المقوم الذي لا خصوصية فيه إلا بسبب الجهل بشروط العلاقتينالعمودية بين الجماعة والطبيعة والأفقية بين البشر وبأصل الحلول العلمية والعملية التي هي واحدة في كل الحضارات المبدعة.لذلك فكلما سمعت رجل دين أو متفلسف يتكلم على خصوصية دينية أو فلسفية أدركتأن الاول لم يقرأ القرآن أو على الأقل لم يفهم النساء 1والحجرات 13وأن الثاني يخلطبين الفلسفة والإيديولوجيات القومية او الطبقية التي سيطرت من منطلق أرواح الشعوب الهيجلية والطبقية الماركسية.وقد اجتمع هذان الفهمان العقيمان لدى أصحاب المشروعات الفلسفية العربية في التركيزعلى الخصوصية والتطبيل لما يسمونه ما بعد الحداثة الذي هو عودة إلى كل ما ينافيالكونية الإنسانية سواء في عبارتها الدينية في الإسلام أو الفلسفية منذ أن ميز العقل الإنساني بين الأمر الواقع والامر الواجب.فالتمييز بين الامر الواقع والأمر الواجب يجعل المعرفة البعدية ممثلة للأمر الواقعوسيطرتها تعني أن فكر الإنسان مجرد مرآة لا ترى من الوجود إلى ظلاله (ابستمولوجياأبو يعربالمرزوقي 14 الأسماء والبيان
--الموجود) لكنه ليس مجرد مرآة فكيانه تشريع المنشود باشرئبابه إلى الرب المعبود أو المثال الاعلى :وحدة الديني والفلسفي.هذا هو جوهر الرؤى الوجودية لدى الأنسان الحر روحيا وسياسيا .فبالحرية الروحيةيشرئب إلى المثال الاعلى وبالسياسة يسعى لتحقيق ما يقدر عليه منه .وحينها لا يمكنللسياسي أن يكون خاضعا لما يسمونه فن الممكن لأن الممكن إضافي دائما إلى ما يمكن من تجاوز المضطر إلى الحر.وما يمكن من تجاوز المضطر إلى الحر هو هذه الرؤى التي تربي الأجيال التي تصبحمعبرة عن إرادة الجماعة فتعلم ما يحققها وتقدر على اقصى الممكن منها لتكون حياتها بقيمهي التي تختارها ولا تفرض عليها بسبب اهمالها الأنفال 60والنساء 1والحجرات 13 والنسا .58فتصبح بلا سيادة.أبو يعربالمرزوقي 15 الأسماء والبيان
--اجتماع الرؤية (لفهم معين للوجود والعالم) والإرادة (عمل يحقق ما يترتب عليها منمشروع تاريخي لأمة حرة) بات الواحد أن تربى نخبتان الأولى تحقق الشروط العلميةللعمل على علم والثان تحقق الشرطية الذوقية للعيش بقيم تحددها منزلة الإنسان الذي يؤمن بذلك المشروع :عندنا الإسلام.وما وصفته في الفصلين السابقين في كلامي على النخبتين العاملة (نخبة الإرادة أوالساسة) والناظرة (نخبة الوجود أو أصحاب الرؤى) أي المحققة للمشروع الأولى والمحددةلآفقه وقيمه الثانية لم يكن هو ما يجري بل عكسه تماما لأن النخبتين النافذتين فيهما تابعتان ولا تمثلان إرادة الأمة ولا رؤيتها.وتلك هي علة اعتمادهما على العنف المادي (نخبة الإرادة التابعة) والعنف الروحي(نخبة الوجود التابعة للتابعين) وذلك من ادلة انعدام الشرعية :فكل سلطان روحيا كانأو ماديا لا يقوم إلا بنسب معينة منهما :قلما قلت الشرعية زاد العنف إذ السلطان بما هو سلطان شرعية وشوكة في نسب متعاكسة.وهذا لا يكفي لوصف هذه الوضعية .فهي وضعية فرضها الاستعمار قبل الخروج للانتقالمن المباشر إلى اللامباشر فجعلت من نصبهم على سلطان سياسيي لم يبق له إلا المادي (ممثلوالإرادة المسلوبة) وسلطان روحي لم يبق إلا وظيفة تبرير الاول واضفاء شرعية مزيفة عليه (أصحاب الروية المستلبة).ومن ثم فالاستعمار سيفرض عليهما -بوعي منهما أو بغير وعي-أن يفسدا شروط علاجالعلاقتين بصورة تشل الإنتاجين بقتل الحريتين-أي ما يريده من النخبتين المواليتين منبدائل تقتل مسمى ما تسميان به :نخبة المعرفة لن تنتج علما ونخبة الحياة لن تنتج فنا بل الأولى تتأدلج والثانية تتمهزل.فغياب المشروع واستلاب الإرادة والرؤية يجعل الاستيراد مغنيا عن الإنتاجين المادي(الاقتصاد) والروحي (الثقافة)وتقزيم الأحجام (ما وصفنا حول الأحياز) حائلا دونأبو يعربالمرزوقي 16 الأسماء والبيان
--شروط البحث العلمي المبدع والبحث الفني المبدع فلا يبقى إلا إيديولوجية الحداثة في العلم والفن بعلاقة مقلوبة بين الشرط والمشروط.ولأشرح معنى قلب العلاقة بين الشرط والمشروط :بدلا من أخذ الحداثة بأسبابها التيحققتها (الثورات الخمس :الروحية والفلسفية والعلمية والسياسة والاجتماعية) لا يأخذالمثقف العربي إلا ثمرات هذه الثورات دون الاجتهاد والجهاد اللذين جعلاها ممكنة: فتصبح نتائج حائلة دونهما بسبب كلفتها.لما تريد أن تعيش مثل الأمريكي وأنت لم تقم بأي من هذه الثورات فأنت تكلف الجهازالاقتصادي الهزيل ما لا يستطيع تحمله .تخيل مثلا أن البترول انتهى ما زلت لا أفهم كيفسيسخن الخليجي وسيبرد نظام عيش كلفته ليست في متناول اقتصاده عندما ينفد ما كان يستمد منه رفاهه؟ وقس عليه بقية العرب.ولا يغرنك ما يتوهمه من يتصور أن السياحة-حتى بكل ما فيها من مغريات كلنا يعلمطبيعتها-بديلا ممكنا عن ثروة طبيعية ناضبة دون أنتاج مبدع بالمعنى الحديث :لن يتسوحأحد في الصحاري إذا لم يكن مع سياحته ما يستفيد منه جراء تجارة المواد الاولية والمشتقات المالية والمضاربية.سترحل هذه الامور طلبا لشروطها خاصة بعد أن ينجز مسار الحرير ويصبح المرور بقنالالسويس غير ضروري والخليج فاقدا لأهميته الاستراتيجية الحالية .والأمم التي تبنىحضارات لا تكتفي بتوقعات السنين بل لا بد من توقعات القرون والاستعداد لها بثورات علمية لا حول لنا فيها ولا قوة.ولن يحول دون حصول هذه التوقعات إلا استعادة وحدة الاحياز (المكان والزمان وشروطالانتاج المادي والإنتاج الرمزي والمرجعية المؤسسة لذلك كله) .لكن النخبتين اللتين درسنالا تعملان على ذلك بل هي اول المسهمين في تحقيق العكس :الكل صار محميات والكل يتصور التحديث معكوس المسار.خرافة الصناديق السيادة هي بدروها ريع وليست إبداعا لثروة لأن من تمولالاستثمارات عنده هو الذي يعتبر مالك الثروة خاصة إذا كان مالكا للقدرة على حمايتهاأبو يعربالمرزوقي 17 الأسماء والبيان
--وانتزاعها منك بمجرد قرار من مجالسه التشريعية .فيصبح ما تتصوره عامل قوة مادية هو \"اليد التي توجع\" بلغة المصريين خوفا من تجميده.والحصيلة أن النخبتين اللتين درسنا ومآل الأحياز الذي وصفنا يجعلنا نزداد تبعية وتخلفامهما بدا من تحضر عمراني مدين لبيع الثروات الطبيعية وليس لإبداع ثروات لا سبيلإليها إلا بالعلوم وتطبيقاتها وبالمؤسسات التي تشجع على العمل والحكم والتربية الراشدين لا على استبداد العسكر والقبائل.وبكلمة واحدة لا يمكن للمحميات أن يكون لها سياسة تربية وحكم تنتج شروط التكوينالمبدع والنظام المشجع على الإبداع لأن رؤاها وإراداتها ليست ملكا لها بل هي مفروضةعليها وتفتيت جغرافيتها وتشتيت تاريخها يفقدانها شروط البحث العلمي والفني المبدعين في أمة قادرة على الحماية والرعاية.ومن ليس قادرا على حماية ونفسه (محتاج لقواعد) ورعايتها (محتاج لمد اليد) يعتبرهابن خلدون قد فسدت معان الإنسانية فيه فصار عالة على غيره وتابعا لها لا حول له ولاقوة حتى وإن كان له من الدولة خرقة يسميها علما ونشيدا رسميا يعزف فتنتفخ الاوداج ولا يكبر إلا جهاز المخابرات وعدد السجون.والنتيجة هي فساد نظام تكوين الإنسان ويهزل دوره فيزول البحث العلمي شرط علاجالعلاقتين العمودية مع الطبيعة ومع البشر وفساد نظام تموين الإنسان ماديا (الفقرالاقتصادي والصراع الاجتماعي) وريحا (العقم الثقافي والصراع الإيديولوجي) وهذه حال نظام التكوين ونظام التموين في المحميات العربية.فالتعليم الذي هو التكوين النسقي إضافة إلى التكوين غير النسقي التابع لثقافة المجتمعفي الحياة العادية وفي الممارسات التقنية والمهنية كلها لا تحقق الحد الأدنى لجعل الإنسانقادرا على الإبداع في علاج العلاقة العمودية (قوانين الطبيعة) والأفقية (السنن التاريخية) :التكوين محو أمية سطحي.ولما كان البحث العلمي وتطبيقاته لا يتقدم من الأدنى إلى الأعلى بل بالعكس فالبحثالأساسي وهو الاعلى هو الذي قاطرة البحث التطبيقي والعلوم القريبة من الممارسة النفعيةأبو يعربالمرزوقي 18 الأسماء والبيان
--وكان هذا البحث باهض الكلفة فالمحميات الفقيرة لا تقدر عليه فيكون نظام التكوين فيها بالكاد يعلم القراءة والكتابة.فلا يكاد يخرج إلا العيي والغبي والدعي .كلما كثرت الشهادات والعناوين قلت القائدةلأنها صارت من جنس التجمل الاجتماعي ولا تعني شيئا فيما يتعلق بالإبداع العلمي.وسنرى أن ما يري في الإبداع الفني من الآدب إلى كل مشتقاته التعبيرية سواء ترجمت بالمرئي والمرسوم أو بالمسموع لا يختلف كثيرا.وقد يبدو كلامي على الأحياز ودورها وكأني بها اعتبر الامر متجاوز للإرادة والرؤىباعتبارها من الشروط الموضوعية التي قد يكون فيها عذر للنخبتين السياسية والرؤيوية:فيمكن للواحد منهم أن يقول ماذا تريدني أن أفعل ودولتي صغيرة وليس لي على المحددات الكبرى للمصائر سلطان.وهذا من أيسر تعلل المتفصين من المسؤولية عن مصير الامة .لكن هذه المهارب لا تنطليعلى أحد :فدول أوروبا وهي حقا كبيرة -فرنسا ألمانيا إلخ - ..صارت تشعر بأنها ليستكبيرة بما يكفي للتناسب مع شروط السيادة في عصر العماليق .ولا أحد من حكام المحميات يقبل التنازل الذي يحقق السيادة للجميع.وكل ما يقدمونه من حلول يكون في الحقيقة زيادة في المشاكل وليس تقدما في علاجها.ولأضرب مثال لغة التعليم :يزعمون أن التعليم باللغة الأجنبية يحل المشكل .لكنهيضاعفها .فبدلا من تعريب العلوم اعتبروا فرنسة الشعب شرطا في تعليمه .فلا هو تفرنس ولا هو تعلم :نجحوا في إفساد اللغة.والمثال الثاني بدلا من تكوين سوق قبل التصنيع عملت الجزائر ومصر والعراق كل مايستطيعون لمنع تكوين سوق عربية بخلافات سخيفة بين الانظمة .ولما حاولوا التصنيع صارتمعاملهم عالة عليهم لأنها يمكن أن تنتج في يوم واحد ما تطلبه السوق الضيقة لمنتج فاسد اصلا بسب سوء التكوين.والحصيلة هي شبائه من كل شيء ومن ثم فلا شيء يتحقق :تكوين بدائي لمحو الاميةإنتاج بدائي لا يباع ولا يشترى وبيع للثروات الطبيعية خاما وتحويل البلاد إلى محمياتأبو يعربالمرزوقي 19 الأسماء والبيان
--لقواعد عسكرية ومزابل لفضلات التصنيع الذي يعده المستعمر تفضلا على محمياته ويصبح الاستعباد التعاون فيه مشاركة صيغة صرفية.أبو يعربالمرزوقي 20 الأسماء والبيان
--وصلنا الآن إلى غاية البحث :كيف نفهم الشلل التام لكل النخب الخمس نخبة الإرادةونخبة الوجود ونخبة المعرفة ونخبة الحياة أي النخبة السياسية والنخبة الرؤيوية والنخبةالعلمية والنخبة الفنية بصورة جعلت الامة عاجزة ومشلولة بعد أن تفتت جغرافيتها وتشتت تاريخها فلم تعد قادرة على شيء.وهذا هو موضوع النخبة الاخيرة نخبة القدرة التي تمثل وجهيها أي القدرة المادية(الاقتصاد) والقدرة الروحية (الثقافة) فأصبحت الامة على الحال التي وصف بها ابنخلدون كل أمة فسدت فيها معاني الإنسانية عالة على غيرها في الحماية (محميات: القواعد) والرعاية (مستولات :انظر حال شعوبها).كيف يعقل أن يكون عدد دويلات العرب اثنان وعشرون وعدد سكانها ما يقرب من أربعمائة مليون ومساحتها ما يقرب من 14مليون كم ²ويكون منتجها الخام دون منتج تركياالخام رغم ما لديهم من ثروات طبيعية لا تملك منها تركيا 1في المائة ويكون منتجها العلمي والفني في الحضيض وهم على ما كانت عليه جاهليتهم.سبق فدرست مقومات الدولة (المرجعية -والقوى السياسية -والدستور -والهيئةالحاكمة والمعارضة -ووظائف الدولة العشر) وهي ما يسميه ابن خلدون صورة العمرانلسد الحاجات المادية والروحية والاجتماع للأنس بالعشير للعيش المشترك السلمي والسعيد :وفيها يكمن الخلل المشل للقدرة بمعنييها.وظهور الشلل والعجز في هذه المقومات لكنه مظهرها وليس علتها :علتها هو ما بينا فيالفصول الاربعة السابقة أعني النخبة السياسية عديمة الإرادة الفعلية لأنها خاضعة لوصيوليس لها رؤية لأن الوصي يفرض عليها رؤاه (حتى في معتقداتهم الدينية) ونظام تكوين الإنسان معرفيا وذوقيا حتى يصبح ممسوخا.وهو لا يفرض بالضرورة مباشرة بل هو بتفتيت الجغرافيا يفقدهم الحجم الكافي لإنتاجالثروة المبدع وبتشتيت التاريخ يقدهم العمق الكافي لإنتاج التراث المبدع ومن ثم فالأحيازأبو يعربالمرزوقي 21 الأسماء والبيان
--الأربعة المكان والزمان والثروة والتراث كلها تصبح تحت سلطان المستعمر الذي يمد يده حتى إلى المرجعية الروحية ليغيرها.وتجد مع ذلك من نخبهم المؤدلجة القومية واليسارية وحتى التقليدية من خدم الطراطيرالعربية يعتبرون ما به خرجت تركيا من الحال التي هو فيها غارقون بنظام لا يحارب ذاتهومرجعياته بل تصالح معهما في عقد ونيف معتبرين ذلك \"خونجة\" وليس اهتداء للحلول التي تعمل بالأسباب وتحقق مشروعا مستقلا.وإذا حدثتهم عن مشروع يجعل الإرادة والرؤية والمعرفة والفن تعمل في تناغم يحققمشروع يمكن من مواجهة التحديات التي حصرناها في علاج العلاقتين بالإبداعين الفنيوالعملي شرطين لإنتاجين المادي والروحي أي لتحقيق شروط الاستقلال أو مقومي السيادة حماية ورعاية فضلوا استعباد شعوبهم لعمالتهم.وصلنا بالبحث إلى مرحلة تقتضي أن أعلل طبيعة الخطاب الذي أقدمه .عللته بدايةوأعلله غاية قبل الكلام على فساد معاني الإنسانية وعلتيه أعني العنف الروحي (الوساطةالتي تنفي الحرية الروحية للأفراد) والعنف المادي الذي ينفي الحرية السياسية لجماعات الأفراد الاحرار روحيا :عنف التربية والحكم.بينت في بداية المحاولة أن المقابلة بين الفلسفة والدين بدعوى علمية الأولى واسطوريةالثاني دليل جهل بحقيقتهما :فكلاهما فيه هذا وذاك بقدر ما فيه من معرفة بعدية للموجودورؤية قبلية للمنشود .كلاهما يميز بين الوجود الحق وظاهره .وشرطه أن يكون كيان الإنسان المنشود فيه متقدما على الموجود.الإنسان مشروع دائم التحصيل وليس حقيقة حاصلة حتى عضويا فضلا عنه روحيا .ولولاروحه التي هي الوعي بهذه الحقيقة لامتنع عليه أن يكون ذا دين وفلسفة ولكان أقصى مايعلمه وما يشرئب إليه لا يتجاوز ما يحصل للمرآة التي تعكس الموجود ولا شيء دونه وهي لا تعكس إلى ظله الذي ينكس عليها.فلأسلم جدلا لشقي الهيجلية الشارحين لرؤيته التي تنفي الما هناك Jenseitوراء الماهنا Diesseitالقائلين بان الماهناك من خيال الإنسان لاستكمال ما يعيه من نقص في وجودهأبو يعربالمرزوقي 22 الأسماء والبيان
--وأن المنشود ليس إلا الوعي بنقص الموجود لكن عليهم أن يسلموا كذلك بأن العلم والعمل كلاهما دليل هذا النقص والاستكمال.أو عليهم أن يسلموا بما هو ضمني في كلامهم :لا شيء يمكن أن يحصل غير ما يحصل ومنثم فهو قائلون بالفاتاليسم ومرجعون تاريخ الإنساني الخلقي (أي أفعاله الحرة) وهموالتاريخ الوحيد الحقيقي هو التاريخ الطبيعي ومن ثم فعلى العرب والمسلمين أن يستسلموا لسلطان الأقوى إيمانا بأنه الافضل.كيف أدعي أن العلم حتى للموجود مشروط بما يفيد تقدم المنشود فيه على الموجود:ذلك أن العلم شرطه إلا يخلط بين حقيقة ما يعلم وظاهره .لذلك فلا شيء في النظرياتيرد إلى عكس الظاهرات بل هو غوص إلى الباطنات وهي كلها مثل رياضية تنطبق تعلل الظهور ولا ترد إلى الظاهر.وكل مبدع لنظرية لا ينطلق من ظاهر الوجود بل مما يتخيل أنه المنشود لو كان هو صانعهفيفترض وراء ظاهر الوجود شبه \"واجب الوجود\" الذي به يمكن تعليل الظاهر للنفاذ إلىالباطن أو الحقيقة .وهذا هو عين كيان الإنسان وهو قد يغفل عنه في المجال الخلقي إذا فاعلا ولا ينساه أبدا عندما يكون منفعلا.مثال ذلك أن الإنسان ظلوم .لكنه شكاء عندما يظلم .وهو إذن يعلم معنى العدل علمافطريا لكنه ينساه عندما يكون في كبرياء الفعل ويذكره عندما يكون في ذل الانفعال .مندون ذلك يستحيل أن يوجد معنى للقيم الخمس :الحرية (للإرادة) والحقيقة (للعلم) والخير(للقدرة) والجمال (للحياة) والتعالي (للمنشود).بعد هذا الاستطراد أعود إلى مسألتي :كيف تزول القدرة ويحل محلها العجز فيالإنتاجين المادي والروحي للتموين الضروري للتكوين في جماعة تابعة من شروط بقائهاتابعة الحيلولة دونها وهذه القدرة بعملين أولهما يغير الأحياز أو الشرط العيني للقدرة والثاني يغير الأنسان أو الشرط الذهني للقدرة.ولما كان هذان التغييران بشعين لان لا يوجد إنسان يفضل العجز عن القدرة فإن العنفاللطيف يتمثل في قلب القيم كلها بجعل أسمائها من الأضداد :فتكونه الحرية هي النزواتأبو يعربالمرزوقي 23 الأسماء والبيان
--والعلم هو الإيديولوجيا والقدرة هي نفي الذات والحياة هي فنون ما دون السرة والرؤى هي ما شرحنا في هذه الاستطراد :فكر نخبنا.هذا فكر نخبنا التي تدعي الحداثة فما هو فكر نخبنا التي تدعي الأصالة :نفس الموقفلكنه يسمى قضاء وقدرا واستسلاما لفهوم معكوسة تماما تغير ثورتي الإسلام أعني الحريةالروحية للأفراد (لا وساطة بين الفرد وربه) والحرية السياسية للجماعة المؤلفة منهم (لا وصاية عليهم) فيلغون القيم باسمها.لذلك فكل سعيهم منع كل استراتيجية لتحقيق الشرطين :جعل الأحياز مناسبة للعصر فيالاعيان وجعل مقومات الإنسان (الإرادة والعلم والقدرة والحياة والوجود) محققةلشرطي القيام الحر أعني القدرة على الانتاجين المادي والروحي شرطين للتموين الذي من دونه يمتنع تكوين الإنسان الحر والعزيز.فسواء كانوا من الجهاديين أو من التطبيعين الخاضعين لحماتيهم كلاهما يمثل الثورةالمضادة التي ترفض كل الحلول الناجعة لإشكالية الأحياز المفتتة وكيان الإنسان المشتت.وهبنا سلمنا لهم أن للأتراك نزعة الهيمنة هل اختيار جماعة الثورة المضادة والممانعة معناه خلو إسرائيل وإيران منها.وما تفعلون حتى لا تكونوا محتاجين لا لإسرائيل ولا لإيران ومستغنيين عن تركيا التيتتهمونها بالعلمانية والفساد والأخونة في آن؟ من حال دون التكامل العربي أليست نفسالإمارة التي تقود الثورة المضادة؟ من يؤبد تمزيق الجغرافيا وتشتيت التاريخ متصورا أن المائل السائل سريع التبديد ثروة؟وطبعا في هذه الحالة لا يمكن لمقومات الدولة أن تكون سوية :المرجعية تشوه القوىالسياسية في حرب اهلية الهيئة الحاكمة والمعارضة يتنافسان على العمالة ووظائف الدولةالعشر (خمسة للرعاية وخمسة للحماية) ينخرها الاستبداد والفساد :وذلك كله تعبير صادق عن شعب نخبه رمز التبعية والعبودية.وختاما فوظائف الرعاية تكوينا (التربية النظامية والتنشئة الاجتماعية) وتموينا(الانتاج المادي والإنتاج الثقافي) وأصلها أو البحث العلمي مثل وظائف الحماية الداخليةأبو يعربالمرزوقي 24 الأسماء والبيان
--(القضاء والامن) والخارجية (الدبلوماسية والدفاع) وأصلها جميعا الاستعلام والإعلام السياسي كلها فاسدة ثمرة للاستبداد والفساد.أبو يعربالمرزوقي 25 الأسماء والبيان
--أبو يعربالمرزوقي 26 الأسماء والبيان
Search
Read the Text Version
- 1 - 30
Pages: