ثورة الإسلاموادعياء الحداثة الكاريكاتورية -الفصل الثاني - الأسماء والبيان
وأدعياء الحداثة الكاريكاتورية
أبدأ الآن محاولة متممة للمحاولة التي فرغت منها للتو :كيف نفهم فكر من يدعون الحداثة من بين النخب العربية اليوم؟ سأقسمهم إلى قسمين فاشيين. القسم الأول ،هو الذي اعتمد فكر فاشية أوروبا الرأسمالية ما بين الحربين، والقسم الثاني ،اعتمد فكر فاشية أوروبا الشيوعية :فاشيتي القومية والشيوعية.وكل الانقلابات العسكرية في بلاد العرب ،صدرت عنهما ،وهي في النهاية جمعت النخب التي خدمت الفاشيتين باسم القومية والاشتراكية :انحطاط الحداثة.وقد تحالفت الأنظمة العسكرية ،والنخب التي تخدمها وتدعي الحداثة ،مع قطب السوفيات ضد تحالف الأنظمة القبلية والنخب التي تخدمها مع قطب الأمريكان.ولما سقط الاتحاد السوفياتي ،لم يعد القطب الأمريكي بحاجة لحلفائه من العرب ،رغم أن يتامى القطب الأول ،أنظمة ونخبا ،أصبحوا تحت جناح الثاني.والانضمام الفعلي ،أخفاه العداء القولي ،كما فيما يسمى بقطب المقاومة ،ومن ثم ،فالحرب الكلامية بين نوعي الانظمة والنخب ،ظل قائما قبل ثورة الشباب.بعد ثورة الشباب ،واختيار الشعب أحزاب الإسلام السياسي ديموقراطيا للحكم ،أصبح بالوسع تحديد المشترك بين نخبتي الكاريكاتور التأصيلي والتحديثي. كلاهما يستعمل نفس التهم.لكن نخبة الكاريكاتور التأصيلي توجهها لما تسميه بالإسلام السياسي ،أو الأخونة، والكاريكاتور التحديثي ضد الإسلام نفسه.ولما كان الكاريكاتور التحديثي ،أصبحت نظمه العسكرية مفلسفة ،فإن نخبه صارت مليشيات قلم يوظفها الكاريكاتور التأصيلي لما لدى النظم القبلية من مال. 81
هذه الظاهرة ،هي ما أريد فهمه ودراسة علاقته بما يجري في الإقليم والعالم ،منذ شروع الأمة في مقاومة الاستعمار ،والوعي بعلله النابعة من انحطاطنا.ولن يتعلق كلامي بالأشخاص ،بل بالصفات المشتركة بينهم ،وأهمها مدى معرفتهم بالحداثة التي يحتكمون إليها ،وبالحضارة الإسلامية التي يحاكمونها بها.وهذه المعرفة التي أريد تقويمها ،لا تتعلق بالحضارتين الحديثة والإسلامية لذاتهما ،بل بما فيهما من شروط التلاؤم مع ما يقتضيه تحقيق الإنساني عامة.وهذا يعني أن بحثي سيتعلق بفلسفة الوجود وفلسفة التاريخ ،وعلاقتهما بالإنساني في منظور أدعياء الحداثة ،بفكر لم يتجاوز روبافيكيا الفكر الغربي.فلن أقتصر على الفكر السياسي ،بل سأغوص إلى اسانيده الأعمق ،حديثة كانت ،ما بعد حديثة ،ووسيطة أو قديمة :فنجوم الحداثيين العرب ،أميون في ذلك كله.ولأعد إلى ما قد يبدو مجرد دعوى :هل النخب التي تدعي الحداثة في بلاد العرب تعتمد الفكر الفاشي اليميني واليساري الغرب؟ أم هذه دعوى غير أمينة؟لن أطيل الكلام :تكفي مصر الفتاة وحزب البعث لنعلم ذلك من حيث الفاشية اليمينية، حتى وإن انضمت الأنظمة ونخبها لاحقا إلى فاشية ستالين الشيوعية.وحتى لا أظلم أحدا ،فينبغي أن أعترف بأنه كان يمكن أن ينحاز خيرة الحداثيين الصادقين للثورة والهوية ،لو لم يكن في الجانب الثاني إفراط غباء عجيب. وهذا الإفراط مضاعف: -1وهم الوصاية على الإسلام وفهمه -2دعوى الطهورية الخلقية بشعار \"مخافة الله\" التي يشتم منها النفاق في صفوف الإسلاميين.والوهم الأول لا معنى له ،لأن مفهوم الحرية الروحية يلغي الوسطاء والأوصياء كما بينا. والثاني مناف لسياسة الإسلام ،وخاصة في اللحظات الحرجة.فجذب أفاضل النخب الحديثة وأرقاهم تكوينا ،ينبغي أن يراعي ما تربوا عليه من \"دلال\" مع الأنظمة السابقة ،وحرمانهم من شروط العيش المعتاد لديهم. 82
فأغلب الصحافيين البارزين والنخب المفيدة للوطن والثورة ،كان يمكن ضمهم إلى صف الثورة والعهد الجديد ،بمراعاة ظروفهم بمنظور سياسي قرآني مرن.كلنا يعلم أن للكثير منهم التزامات مادية -قروض وأوضاع خاصة-يعسر تغييرها بين عشية وضحاها ،ومراعاتها بـ \"تأليف قلوبهم\" لو حصل ،لخدموا الثورة.وقد لمحت إلى أن مفهوم تأليف القلوب من الحكمة السياسية ،وليس من الفساد ،لأنه يقلل كلفة تقوية الصف وتوحيده ،وخاصة في مرحلة بناء العهد الأولى.فات الذي فات ،وخسرت الثورة الجولة الأولى ولنتجنب الغباء السياسي بدعوى الطهورية، فأصحابها ليسوا أدرى بقيم الإسلام ممن وضع مبدأ تأليف القلوب.ولا أعتقد أن الكثير من الصحافيين التونسيين الأكفاء ،لم يكن على الأقل في ضمائرهم ما يسعدهم لو أن الانحياز لصف الثورة توفر لهم بكلفة مقبولة. ومثلهم الكثير من المثقفين الأكفاء ،وهم موجودون.لذلك فكلامي لا ينبغي أن يعمم ،بل هو مقصور على المنحازين عقديا ضد الثورة والهوية، وهم العملاء.وغالبا ما يمثل هؤلاء أرذل الحداثيين خلقا وأدناهم علما ومعرفة بالحداثة والإسلام .وهمفي الغالب حثالة المثقفين من العاطلين ومثرثري الحانات ،وأغلبهم من طبالي الأنظمةومخبري الاستعلامات وما يسمى بالمجتمع المدني ،الذي تموله المنظمات غير مجهولة الاجندات ،وهم من يتامى الحرب الباردة.وطبعا فمنهم من صاروا نجوما ،وخاصة ممن يدعون فلسفة في نقد التراث والإسلام ،وهم من معاتيه الحداثة ،بل هم سلفية الحداثة الأكثر تحجرا من السلفية.وهؤلاء مثلهم مثل سلفية التقليد ،هم مليشيات القلم الذين استعملتهم الثورة المضادة وأعداء الثورة والإسلام في الفضائيات والصحافة لتشويههما.ولنبحث في المسائل التي طلبنا اختبار معرفة ادعياء الحداثة بها ،معرفة يمكن أن تفهمنامواقفهم من الحضارة الحديثة والحضارة الإسلامية وعلاقتهما .ونحن سنحتكم في ذلك إلى 83
منتوجهم الفكري ،سواء كان المعرفي الأكاديمي ،أو الإبداعي الأدبي ،وخاصة في مجالات التعبير عن الوجدان في صلته بالحضارات. وكلا المنتوجين لهما وجهان: -إما في مجال التعريف بالإنتاجين الغربي والإسلامي ،بترجمة الاول وتحليل الثاني، -أو في مجال الإنتاج الذاتي المبتكر.وأقصد المنتوج الذاتي المبتكر ،خاصة ما يسمى بالمشروعات التي عرف بها بعض النجوم العرب في القرن الماضي ،من أدعياء الحداثة والتفلسف الابتكاري.ولست غافلا عن أن العامل المعرفي ليس هو المهم في المواقف ،لأنها ليست نتائج لمقدمات بقدر ما هي مواقف لمعتقدات ،يغلب عليها شروط الترشح للنجومية.فالنجومية في بلاد العرب ،منذ أكثر من قرنين ،هي مظاهر الخواجة والسعي لرضا المتخوجين ،ممرا واجبا للانتساب للمحظوظين وذوي الجاه في أنظمة تابعة.ومن علامات تأثير ثقافة الخواجة الفرنسية في المغرب العربي ،كان يمر بنخب الشرق ،مصروالشام ،مع ما يتسم به فهم الحداثة من سطحية وقشورية عجيبة ،ويصاحب ذلك ما يعبرعن عقد نقص التبعية ،بالبحث عن الذات في كل مبدعات الغير ،لتعزية الذات عن تخلفها بسبق عربي ،لا يتجاوز القشور والأعراض.ومن هنا المبالغة في دور الأندلس وتأثيرها في ثقافة الغرب الحديث ،أو البحث عن أوجه الشبه بين أجناس أدبية حديثة وما يقرب منها في التراث.وهذه الظاهرة تجدها اليوم عند كل من يريد أن يتعالم في التراث الإسلامي الفلسفي أو الديني ،فلا يراه إلا بغربال التراث الغربي الحديث.وكان ذلك يكون مقبولا لو كان متعلقا بأعماق الأمور وليس بسطحها ،الذي يحول دون فهم التراثين والواحد ،في الإبداع الإنساني بمعزل عن التأثير والتأثر.ومن آثار البحث عن التشابه السطحي الوخيمة ،أنه يؤدي عادة إلى عدم الغوص إلى الواحد الكوني ،فينتهي إلى الخلط بين حقائق الأشياء وتافه المظاهر. 84
والقضية لا تتعلق بالمعرفة ،بل بالعمل :فهذا الموقف يؤدي إلى محاكاة التحديث التي تقتصر على ما فهم من الحداثة أي قشورها :علة فشل التحديث العربي.وإذن فالأمر ليس قصورا معرفيا فحسب ،بل هو كذلك سوء علاج عملي ،والعلة هي عدم فهم الحداثة بدليل الاكتفاء بوجوه الشبه السطحية ،والذهول عن العمق.ولعل ما أعيبه على جل المشروعات ،التي عرف بها نجوم القرن الماضي من مفكرينا الحداثيين ،هو كونها ليست إلا نتيجة الخلط بين لب الحداثة وقشرها.ولما كان نقد التراث مبنيا على هذا الفهم الرديء للحداثة ،منطلقهم ،فإن ذلك يؤكد عدم فهم التراث الإسلامي ،وعدم فهم نظرية نيتشة في مفهوم التاريخ.ففي \"تأملات غير مناسبة للعصر\" حدد نيتشة ثلاثة معاني لمفهوم التاريخ :المتحفي،والمعلمي ،والنقدي .وهذا النص كان أول ما ترجمت مع نص التنوير لكنط ،والنص لا يمكناستعماله من دون أن أضيف معنيين يكملان نظرية نيتشة ،أو يحددان دلالتها العميقة: فالنقد عام ،وله وجهان يتعلقان بالمتحفي والمعملي.فالنقد العام دون هدف محدد ،يمكن اعتباره موضة من جنس ما نجده في نقد التراث عند نجوم المشروعات العربية .لكن النقد فلسفيا ،عمل حي في مسار الأمم.عندما يغلب على أمة المتحفي من التاريخ ،يكون النقد ،إن وجد ،فعلا إحيائيا ينقل التراث، الذي يكاد يكون قد مات ،إلى الحياة في الأمة التي استيقظت.ونستطيع أن نقول إن أجيال عصر الانحطاط الأخيرة ،قد \"متحفت\" تراث الأمة الذي صار آثارا شبه ميتة ،بسبب عموم الأمية التي نتجت عن الانحطاط.بداية الاستيقاظ من الانحطاط بحيوية ذاتية ،أو بسبب الصدمة بالغرب ،نفضت نقديا الغبار عن متاحف ،أعدها جيل جمع التراث وكتابة الموسعات للإحياء.لكن النقد عندما يتوجه إلى المعالم ،فهو يصبح أشد صرامة ويتحول إلى ثورة الإبداع المتجاوز للتراث عامة ،ولمعالمه خاصة ،فيكون بداية الاستئناف.ما يسمى بالمشروعات الفكرية لم يكن هذا ولا ذاك .والنقد الإحيائي حققه المقاومون لمحاولة الاستعمار ،وعملائه قتلوا اللغة العربية وتاريخ الإسلام. 85
وهذا العمل ،بخلاف ما يشاع ،لم يقم به ادعياء الحداثة ،بل المدارس التقليدية التي تتهم بالرجعية ،والتي نفضت الغبار عن المتحف :النقد الإحيائي.والآن ،وخاصة منذ الثورة ،بدأ النقد الثوري الذي لا يعيد النظر في المعلمي ،قيسا بمعايير الغير ،بل يبدع ترجمة مناسبة للعصر من المعلمي الأصيل.وهذا هو المنظور الذي سأنطلق منه للكلام على بعض النماذج ،من المشروعات التي توخاها بعض النخب ،مدعية الحداثة ،والتي ليس لها من النقدين شيء يذكر.وقبل الكلام على كاريكاتور التراثين ،الحديث وما بعده ،والإسلامي وما قبله في مشروعات نجوم نخبنا ،لا بد من كلمة سريعة حول كونية ثورة الإسلام.فمصدرها له نظير متقدم على الإسلام ،جعل مشكل الرسول الخاتم ،ليس إثبات الوحي أو النبوة ،بل عقدة الكاريكاتوريين :توثين الأعيان ،ونسيان المثل.فنخب الجاهلية ،الذين رفضوا الرسالة ،لم يكن جدلهم معه في الوحي والنبوة من حيث المبدأ ،بل كان رفضهم كونيتهما ،وقابلية غير وجودها لغير محتكريها.والعلاقة بين هذا الموقف ،وموقف أصحاب المشروعات من نجوم مفكرينا ،لا تبرز للعيان، لأن أساسها ظل خفيا ،وهو ما أريد أن أوضحه بصورة لا جدال فيها.فما كان يمكن للجاهلي ألا يشكك في وجود الوعي ووجود الأنبياء ،ثم يحصرهما فيمن صاروا محتكرين لها ،من دون وثنية تخلط بين تعين المثال والمثال.صار الجاهلي يعتقد أن الوحي هو ما تعين منه في اليهودية والمسيحية ،وأن النبوة حكر على اليهود دون سواهم ،خلطا بين واقع تاريخي ومثال يتجاوزه.موقف الحداثي من أصحاب المشروعات الفكرية لا يختلف عن موقف الجاهلي :الفرق الوحيد ،هو أن الموضوع توسع ،فضم إلى الإبداع الديني ،الإبداع العقلي.صار الحداثي الكاريكاتوري يعتقد ،مثل الجاهلي ،باحتكار الوحي والنبوة ،واضاف إليه احتكار الحضاري والعقلي ،فيمن صار يعير الحضاري بحضارته حكرا عليه. 86
ثورة الإسلام-أو ثورة محمد صلى الله عليه وسلم ،إن خاطبنا العلماني العربي الذي لايجرؤ على غير الإسلام من الاديان-تمثلت في تحرير البشرية من هذين الاحتكارين، فالإسلام يقول أولا ،إن لكل أمة رسالة بلسانها ،والرسالة الخاتمة ،لكل البشر. إنها كونية توزيعية ،تنزل كل الشعوب نفس المنزلة ،والواحد فيها الإسلام.وقياسا عليها ،ينبغي أن نستنتج أن كل الشعوب لها تجاربها الحضارية ،متساوية المنزلة والحضارة ،التي تعترف بمثالها الأعلى الواحد ،هي حضارة الإسلام.إنها الأفق الكوني الذي احتضن كل الحضارات القديمة ،وما قبلها ،ولها قابلية احتضان كل الحضارات الحديثة ،وما بعدها ،لقولها بالنساء 1والحجرات .13فمن يؤمن بالأخوة البشرية (النساء ،)1وبحصر المفاضلة في التقوى (الحجرات ،)13لا يسعى لمحو أي حضارة ،أو لغة ،تمييزا بينها بالعرقية أو بالطبقية.لكن الحمقى من ادعياء التحديث -ربما بدافع رد الفعل على الحمقى من أدعياء التأصيل- وثنوا عينا من مثالهم الحديث ،كما وثن هؤلاء علينا من إسلامهم.فكاريكاتور الحداثة ،هو اعتبار تعين قيم الحداثة في فهمهم لها ،هي مثالها ،وكاريكاتورالأصالة ،هو اعتبار تعين قيم الإسلام في فهمهم له ،هي مثاله ،فصارت قيم الحداثة الكونية،هي عينها الغربية ،وصارت قيم الإسلام الكونية ،هي عينها في تاريخ المسلمين الرسميين، فغاب فيهما الكلي المثالي الواحد.ولما كتبت \"وحدة الفكرين\" ،كان قصدي بيان هذا الكلي المثالي الواحد ،الذي ينبغي اعتماده ،ليس في تعيير الحضارات ،بل في بيان مدى سعيها للاقتراب منه.بهذا المنطق ،سأستعرض التجربة الحضارية الإسلامية في مثالها وفي واقعها التاريخي ،ثم التجربة الحضارية الغربية بنفس المنطق ،في ضوء كونية لقائهما.ولا شك أن التاريخ الإنساني ليس مقصورا على لقاء هاتين الحضارتين .لكن ما نسميه حداثة ،وحتى ما نتوقعه ما بعدها ،هو ثمرة هذا اللقاء المتواصل.ذلك أن التجربة الحضارية الإسلامية ليست مقصورة على ذاتها ،بل كانت خزينة ما بقي حيا مما تقدم عليها ،لكونها احتضنت أممه والحي من تراثهم. 87
وما اختزنته ،يجمع بين الديني والروحي أولا ،وبين الفلسفي والعلمي ثانيا ،ومن ثم، فيمكن القول إن الحي من ماضي الإنسانية تآلف في تجربة حضارتنا.وما قلناه عن التجربة الحضارية الإسلامية ،يمكن قوله عن التجربة الحضارية الغربية،رغم أن إيديولوجيا المركزية الغربية يصح عليها ما يصح على تجربتنا ،لكن صحته نسبية،لأن إيديولوجيا المركزية الغربية ،بخلاف ما يناظرها في المركزية الإسلامية ،كانت عدوانية ،أي إنها تعتمد منطق الانتخاب الطبيعي.وقصدي أنها لم تكن حضنا للحضارات الأخرى طوعا ،بل كرها ،أي إنها لم تبق إلا على مالم تستطع حذفه .فمن حضارتنا ،ابقت على الثورتين والتراث العلمي ،لكنها لا تؤمنبالتعدد الديني والحضاري ،بل فلسفتها الدينية والحضارية تعتمد على منطق التاريخ الطبيعي ،اي إن البقاء للأقوى الذي يعتبر الاصلح.ولهذه العلة ،فحتى المذاهب المسيحية القديمة الغوها ولم يبق لها وجود ،إلا في دار الإسلام ،والإسلام لما حل في أوروبا ،أزاحوه بحرب الاسترداد.ولا يزال موقفهم هو هو رغم أنهم يدعون العلمانية والحرية الدينية .فهم الآن يحاربون وجود الإسلام في اوروبا بمنطق الاحتكار المسيحي اليهودي.لذلك تجد كاريكاتور الحداثة ،الذي يحاكي دون وعي ولا عقل هذا الموقف ،لا يتجرأ إلا على الإسلام ،وهم لا يفتحون أفواههم ذما لغيره من الأديان. 88
Search
Read the Text Version
- 1 - 12
Pages: