Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

4

Published by lol.alaa, 2022-07-28 11:38:21

Description: 4

Search

Read the Text Version

‫«سيف القدس»‪..‬‬ ‫والتحول الإستراتيجي‬ ‫في القضية الفلسطينية‬ ‫في سياق الحديث عن القدس وجرائم الاحتلال فيها ضد‬ ‫إخواننا الفلسطينيين‪ ،‬الذين ضربوا أروع الأمثلة في الجهاد‬ ‫والتصدي لهذا الاحتلال الغاشم‪ ،‬وال��ذود عن ش�رف الأمة‬ ‫كلها‪ ،‬كان لنا هذا الحوار مع د‪ .‬طارق الطواري‪ ،‬الأستاذ بكلية‬ ‫الشريعة الإسلامية في جامعة الكويت؛ حيث تطرقنا لبعض‬ ‫الشبهات التي ت�دور ح�ول جهاد الفلسطينيين وعلاقاتهم‬ ‫الخارجية من وجهة نظر شرعية‪.‬‬ ‫د‪ .‬طارق الطواري الأستاذبكلية‬ ‫الشريعة بجامعة الكويت لـ«المجتمع»‪:‬‬ ‫لا يشترط في جهاد الدفع‬ ‫تكافؤ القوة مع العدو‬ ‫الدفع لا يطلب الشارع الحكيم منك التساوي‬ ‫الأقصى المبارك‪ ،‬وما قامت به فصائل المقاومة‬ ‫أجرى الحوار‪:‬‬ ‫في القوة العسكرية‪ ،‬وإنما المطلوب منك أن‬ ‫من رد عليهم‪ ،‬نجد أن هناك تشويش ًا تقوده‬ ‫مرزوق الحربي ‪ -‬سعد النشوان‪:‬‬ ‫تدفع بما تستطيع‪ ،‬ولا تجعل لهذا المحتل رجل ًا‬ ‫بعض ال�ق�ن�وات ال�ع�رب�ي�ة‪ ،‬وب�ع�ض المغردين‬ ‫وال� ُك� َّت�اب ب��أن الفلسطينيين لا يملكون إلا‬ ‫< نش ُرف باللقاء معكم د‪ .‬ط�ارق‪ ،‬حياكم‬ ‫تستقر‪ ،‬تهاجمه بكل ما تستطيع من قوة‪.‬‬ ‫صواريخ صغيرة ليست ذات فعالية‪ ،‬واليهود‬ ‫الله في «المجتمع»‪ ،‬وأهل ًا وسهل ًا بكم ابتداء‪.‬‬ ‫فلو أن إنساناً دخل عليك في بيتك وأنت‬ ‫يملكون قوة جوية وأرضية وبحرية رهيبة‪،‬‬ ‫ليس معك إلا أسرتك‪ ،‬وه�ذا الإنسان دخل‬ ‫ومن يحاربهم يعرض نفسه للتهلكة؛ فما رأي‬ ‫‪ -‬بسم الله الرحمن الرحيم‪ ،‬والحمد لله‬ ‫بعدته وعتاده‪ ،‬هل تستسلم أم تدفع بكل ما‬ ‫رب العالمين‪ ،‬والصلاة والسلام على رسولنا‬ ‫الشرع في هذا الكلام؟‬ ‫محمد صلى الله عليه وسلم وآل�ه وصحبه‬ ‫تستطيع؟‬ ‫وهذا هو المطلوب من المقاومة‪ ،‬أن تدفع‬ ‫‪ -‬شرعاً‪ ،‬المحتل لأرض�ك والمغتصب لها‬ ‫أجمعين‪.‬‬ ‫بكل ما تستطيع‪ ،‬والباقي والنصر على الله‬ ‫أت�ش�رف أن أك�ون م�ع إخ�وان�ي ف�ي مجلة‬ ‫تعالى‪ ،‬فليس المطلوب شرعاً في جهاد الدفع‬ ‫يجب عليك أن تدافع عنها بكل ما تستطيع‪،‬‬ ‫«المجتمع»‪ ،‬فهي غنية عن التعريف‪ ،‬وتاريخها‬ ‫المعادلة والتساوي‪ ،‬أما في جهاد الطلب‪ ،‬فالأمر‬ ‫والله تعالى يقول‪َ { :‬وأَ ِع ُّدواْ لَ ُهم َّما ا ْستَ َط ْعتُم‬ ‫طويل في مناصرة قضايا المسلمين‪ ،‬سواء كان‬ ‫يختلف‪ ،‬فقد تكون هناك هدنة‪ ،‬أو صلح‪ ،‬أو‬ ‫ِّمن ُق َّوٍة)} (الأنفال‪ ،)60 :‬والنبي صلى الله عليه‬ ‫في المشرق أو في المغرب‪ ،‬مثل قضايا المسلمين‬ ‫معاهدة‪ ،‬ولا بد أن تكون القوة متساوية‪ ،‬فمن‬ ‫وسلم خ�اض معظم ال�غ�زوات وق�وة المسلمين‬ ‫في الصين (الإي�غ�ور)‪ ،‬وكشمير‪ ،‬وفي بورما‪،‬‬ ‫يطلب العدو لمنازلته عليه أن يعد عدته‪ ،‬أما من‬ ‫فيها أقل بكثير من قوة المشركين عدداً وعدة؛‬ ‫وفي الفلبين‪ ،‬وقضية فلسطين‪ ،‬وقضية سورية‪.‬‬ ‫يدفع العدو فعليه أن يدافع بكل ما يستطيع‬ ‫مثل «بدر»‪ ،‬و«أُحد»‪ ،‬و«الأحزاب»‪ ..‬ففي جهاد‬ ‫ول�لأم�ان�ة‪« ،‬الم�ج�ت�م�ع» ك�ان�ت وم��ا زال�ت‬ ‫من قوة‪ ،‬وهذا ما يفعله الفلسطينيون اليوم؛‬ ‫وستظل منارة إن شاء الله ناطقة باسم الضعفاء‬ ‫فأرضهم محتلة‪ ،‬وه��ذا ال�ع�دو المحتل عدو‬ ‫كون أن منظمة التحرير لم‬ ‫والمظلومين‪ ،‬وتوصل صوتهم إلى العالم‪ ،‬وهي‬ ‫غاشم لا يفهم إلا منطق القوة‪ ،‬وثبت أنه لا‬ ‫تقف معنا أثناء الغزو فهذا‬ ‫محلل سياسي جيد‪ ،‬وا ٍع‪ ،‬يعطي الإنسان فكراً‬ ‫يضع أي اعتبار لقرارات دولية‪ ،‬ولا أي اعتبار‬ ‫ليس مبررًا للتخلي عن القضية‬ ‫مستنيراً ووسطياً‪ ،‬لذا أرحب بكل الإخوة في‬ ‫لجوار‪ ،‬ولا أي اعتبار للإنسانية‪ ،‬أو السياسة‪،‬‬ ‫فهو عنده سياسة الأمر الواقع‪ ،‬ويفرض نفسه‬ ‫الفلسطينية‬ ‫«المجتمع»؛ المشاهدين والقارئين والسامعين‪.‬‬ ‫بالأمر الواقع‪ ،‬لكن فصائل المقاومة بقطاع غزة‬ ‫استطاعت أن تعمل معادلة عسكرية معه‪ ،‬فمن‬ ‫< تعقيب ًا على الحرب الشرسة التي قادها‬ ‫ال�ي�ه�ود على الفلسطينيين وع�ل�ى المسجد‬ ‫‪16‬‬

‫‪w w w .m u g t a m a.c o m‬‬ ‫د‪ .‬طارق الطواري يتحدث إلى الزميل سعد النشوان‬ ‫كان يستطيع أن يوقف نحو ‪ 30‬ألف يهودي‬ ‫كانوا يريدون اقتحام المسجد الأقصى‪ ،‬في ظل‬ ‫تعطي مبررات ومسوغات لتصرفاتها‪ ،‬وفي‬ ‫الحرب الأخيرة كشفت‬ ‫اعتقادي أن كل تصرفات الكثير من الحكومات‬ ‫رواؤتوضسحاألنصالهمايطن ِّبةعاليعنرالبقدماء‬ ‫غطاء سياسي وأمني وعسكري وقانوني‪.‬‬ ‫لا تمت للشريعة‪ ،‬وليس لها علاقة بالشريعة‬ ‫ولولا الله تعالى‪ ،‬ثم دخول «كتائب الق ّسام»‬ ‫أص�ا ًل‪ ،‬فهي تنظر إلى مصلحتها السياسية‪،‬‬ ‫ما زالوا على العهد‬ ‫وفصائل المقاومة على الخط‪ ،‬وقصفها للكيان‬ ‫ف�إن كانت المصلحة السياسية مع المعاهدة‬ ‫بعض الدول لها منطلقات‬ ‫الصهيوني‪ ،‬لما تراجع الكيان الصهيوني وألغى‬ ‫مسيرة الثلاثين ألف يهودي لاقتحام المسجد‬ ‫ط َّبعت‪.‬‬ ‫سياسية لكنها تحتاج‬ ‫الأق�ص�ى‪ ،‬وك�ان�ت التكلفة عالية م�ن جانب‬ ‫وبعض الدول لها منطلقات سياسية لكنها‬ ‫إلى غطاء شرعي لإسكات‬ ‫الإخ���وة ف�ي فلسطين‪ ،‬وخ�ص�وص�اً ف�ي غزة‬ ‫تح�ت�اج إل��ى غ�ط�اء؛ لإس�ك�ات ال�ش�ع�وب؛ لذا‬ ‫الصامدة‪ ،‬حيث تم تدمير البنية التحتية وقتل‬ ‫يحتاجون إلى هيئات شرعية‪ ،‬أو بعض العلماء‬ ‫الشعوب‬ ‫الأبرياء‪ ،‬ولكن في المقابل تحققت أهداف قد‬ ‫الراغبين في التعاون معهم‪ ،‬وأنا لا أطعن في‬ ‫الجميع‪ ،‬ولكن بعضهم فقط يخرجون مبررات‪،‬‬ ‫تستطيع‪ ،‬والله تعالى يقول‪َ { :‬قا ِتلُو ُه ْم يُ َع ِّذبْ ُه ُم‬ ‫لا تكون منظورة‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫علماً بأن المط ِّبعين لما ط َّبعوا أو عاهدوا لم‬ ‫اللُهّ ِب َأيْ ِدي ُك ْم َويُ ْخ ِز ِه ْم َويَن ُص ْر ُك ْم َعلَيْ ِه ْم َويَ ْش ِف‬ ‫‪ - 1‬إحياء الأمة بعد أن كانت ميتة‪.‬‬ ‫يحتاجوا لم�ب�ررات‪ ،‬ف�الم�ب�ررات ج�اءت لاحقة‬ ‫‪ - 2‬تبين أن الذي ت ّدعي أنه صديقك صار‬ ‫وليست سابقة‪ ،‬والحكومات عندما يريدون‬ ‫ُص ُدو َر َق ْو ٍم ُّم ْؤ ِم ِني َن} (التوبة‪.)14 :‬‬ ‫ع�دوك‪ ،‬فالولايات المتحدة الأمريكية بقيادة‬ ‫شيئاً يفعلونه دون الرجوع إلى تلك الهيئات‪،‬‬ ‫«جو بايدن» أعلنت تأييدها للكيان الصهيوني‬ ‫فهم يبحثون فقط عن مصالحهم‪ ،‬ولا يبحثون‬ ‫< هناك بعض الأصوات تقول‪ :‬إن الرسول‬ ‫وحقه في الدفاع عن نفسه‪ ،‬فأمريكا مع الكيان‬ ‫عن قال الله أو قال النبي صلى الله عليه وسلم‪،‬‬ ‫صلى الله عليه وسلم صا َل َح اليهود‪ ،‬وإن�ه لم‬ ‫وهؤلاء تطوعوا من أنفسهم‪ ،‬وصاروا ملكيين‬ ‫قلباً وقالباً‪.‬‬ ‫يقاتلهم إلا بعد معاهدات؛ فما رأيكم؟‬ ‫‪ - 3‬اتضح أن المط ِّبعين القدماء ما زالوا‬ ‫أكثر من الملك‪ ،‬وأوجدوا مبررات للتطبيع‪.‬‬ ‫على العهد‪ ،‬وما زالوا يحاصرون قطاع غزة‪،‬‬ ‫ولو دخلنا في التفاصيل الشرعية فعندنا‬ ‫‪ -‬أنا أعتقد أن هذه المجموعة من الناس‬ ‫في الشريعة‪ :‬صلح‪ ،‬ومعاهدة‪ ،‬وعندنا تطبيع‪.‬‬ ‫لا بد من تحديد طبيعتهم‪ ،‬هل يتبعون هيئات‬ ‫فلا تعتمد عليهم‪.‬‬ ‫أم��ا ال�ص�ل�ح والم�ع�اه�دة وال�ه�دن�ة فهذه‬ ‫حكومية‪ ،‬أم ه�م أش�خ�اص محسوبون على‬ ‫‪ - 4‬كشفت رؤوس الصهاينة العرب‪ ،‬الذين‬ ‫موجودة في الشريعة‪ ،‬منذ أيام النبي صلى الله‬ ‫حكومات معينة‪ ،‬فهم ليسوا علماء متحررين‬ ‫يزعمون أنهم عرب‪ ،‬ولو كشفت جلودهم لعلمت‬ ‫عليه وسلم‪ ،‬كلها قائمة ومبنية على مصلحة‬ ‫مستقلين بذاتهم‪ ،‬بل تصنعهم الحكومات‪ ،‬حتى‬ ‫الطرفين‪ ،‬وأنا المسلم أرى أن الحرب تضرني‪،‬‬ ‫أنهم ليسوا كذلك‪.‬‬ ‫فأقوم بالصلح بيني وبينهم‪ ،‬وأنا المسلم أرى‬ ‫لمشاهدة الحوار كامل ًا على قناة‬ ‫‪ - 5‬استنهاض الأمة‪ ،‬فالأمة بدأت تنهض‬ ‫أن�ي ضعيف‪ ،‬فأقوم بمعاهدة بيني وبينهم‪،‬‬ ‫«المجتمع» على «يوتيوب»‬ ‫مرة أخرى وتنادي بقضية الجهاد‪ ،‬والمرابطة‪،‬‬ ‫ولكن هذه المعاهدات التي و َّقعها النبي صلى‬ ‫وبدأت تلتفت إلى غزة وصعدت الأصوات في‬ ‫الله عليه وسلم سواء مع مشركي قريش‪ ،‬أو مع‬ ‫كل مكان مطالبة بإغاثتها‪ ،‬والمظاهرات في كل‬ ‫قبائل اليهود الثلاث‪ ،‬كلها قائمة على شروط‪،‬‬ ‫مكان من المسلمين وغير المسلمين‪ ،‬في أوروبا‬ ‫وأنا أتحدى اليوم من يج ِّوز المعاهدة أو التطبيع‬ ‫وآسيا وأمريكا‪ ،‬رافضين حصار مليوني نسمة‬ ‫أن يأخذ بالشروط التي وضعها النبي صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬فأحد هذه الشروط‪ ،‬يقول‬ ‫يعانون من أوضاع مأساوية‪.‬‬ ‫الله تعالى‪َ { :‬و ِإ َّما تَ َخا َف َّن ِمن َق ْو ٍم ِخ َيانَ ًة َفان ِب ْذ‬ ‫إذاً‪ ،‬فمن ي�ق�ول‪ :‬إن الم�ق�اوم�ة لا تمتلك‬ ‫ِإلَيْ ِه ْم َعلَى َس� َواء} (الأنفال‪ ،)58 :‬مجرد أن‬ ‫السلاح الكافي لمجابهة اليهود المحتلين‪ ،‬وإن‬ ‫تفكر أو تشك أن هناك خيانة من العدو‪ ،‬عليك‬ ‫عليها أن تستسلم وتستكين‪ ،‬نقول له‪ :‬إنك على‬ ‫خطأ جسيم‪ ،‬ومصيبة كبرى‪ ،‬فهل إذا دخل‬ ‫أن تلغي هذا الصلح أو هذه المعاهدة‪.‬‬ ‫محتل بيتي أستسلم له وأسلم له محارمي؟!‬ ‫ف�الم�ع�اه�دة م�ع ق�ري�ش أن تضع الح�رب‬ ‫أوزارها عشر سنوات‪ ،‬والنبي كان أضعف من‬ ‫هذا الكلام لا يقبل به الرجال مطلقاً‪.‬‬ ‫قريش‪ ،‬وهم أقوى منه‪ ،‬وال�ذي نقض الصلح‬ ‫ولو أخذنا بنظرية القلة والكثرة لما فتح‬ ‫النبي صلى الله عليه وسلم مكة ولا غيرها‪،‬‬ ‫ولجلس النبي ف�ي مكانه‪ ،‬ول�و أخ�ذن�ا بهذه‬ ‫النظرية‪ ،‬لما خرج المستعمر الإيطالي من ليبيا‪،‬‬ ‫ولا المستعمر الفرنسي من المغرب والجزائر‬ ‫وتونس‪ ،‬ولا المستعمر الإنجليزي من الهند‪،‬‬ ‫وهذه ُسنة التدافع‪ ،‬والله تعالى يقول‪َ { :‬ولَ ْولاَ‬ ‫َد ْف ُع ا لهَّ ِ ال َّنا َس بَ ْع َض ُهم ِب َب ْع ٍض} (الحج‪،)40 :‬‬ ‫ف ُسنة التدافع ُسنة كونية‪ ،‬وأن�ت تدفع بما‬ ‫‪17‬‬

‫«سيف القدس»‪..‬‬ ‫والتحول الإستراتيجي‬ ‫في القضية الفلسطينية‬ ‫فمن يعترض على التعاون الذي يتم بين‬ ‫بأن كل الأب�واب تم إغلاقها في وجوهنا ولم‬ ‫هم قريش بقتالهم لخزاعة‪ ،‬فنقض الرسول‬ ‫المنظمات الفلسطينية وإيران‪ ،‬عليه أن يعرض‬ ‫نجد يداً تمتد إلينا غير الأيدي الإيرانية؛ فلم‬ ‫صلى الله عليه وسلم الصلح‪ ،‬وقام بغزوهم‪،‬‬ ‫خ�دم�ات على تلك المنظمات‪ ،‬وبالتالي هم‬ ‫وم�ن ث�م تم فتح مكة‪ ،‬م�ع أن خ�زاع�ة ليسوا‬ ‫مباشرة من أنفسهم سيوقفون تعاونهم مع‬ ‫يكن هناك غيرها يمد لنا طوق النجاة‪ ،‬وبالتالي‬ ‫بأصحاب النبي‪ ،‬بل هم حلفاؤه فقط‪.‬‬ ‫إيران‪.‬‬ ‫كان لا بد من التشبث بها من أجل الحياة‪ ،‬وفي‬ ‫والمتتبع لسيرة ال�رس�ول صلى الله عليه‬ ‫وسلم يجد أنه في كل مرة عاهد فيها اليهود‬ ‫< ما زال بعض الكويتيين غاضبين على‬ ‫النهاية هذه مصالح وسياسات‪ ،‬وكل دولة لها‬ ‫كان يحدث منهم بعض الأفعال التي تقتضي‬ ‫الفلسطينيين بسبب موقفهم أيام الغزو‪ ،‬فما‬ ‫منه صلى الله عليه وسلم نقض العهود معهم‬ ‫مصالحها وسياساتها الخاصة بها‪ ،‬ونحن في‬ ‫تعليقكم؟‬ ‫رداً على إساءتهم‪.‬‬ ‫الكويت في سبيل التحرير من الغزو العراقي‬ ‫ولو تساءلنا‪ :‬ماذا يفعل اليهود الآن؟ هم‬ ‫‪ -‬ن�ح�ن ن�ت�ح�دث ع�ن م�أس�اة إن�س�ان�ي�ة‪،‬‬ ‫يفعلون أكثر مما فعلت قريش‪ ،‬فلم يزد فعل‬ ‫وانتهاك مقدسات‪ ،‬وأرض مغتصبة‪ ،‬ونصف‬ ‫تعاونا مع الولايات المتحدة وغيرها من الدول‬ ‫قريش عن قتال حلفاء النبي فقط؛ وبالتالي‬ ‫الشعب ي�ذوق الهوان يومياً‪ ،‬والنصف الآخر‬ ‫ق�ام ال�رس�ول صلى الله عليه وس�ل�م بنقض‬ ‫في عالم الشتات‪ ،‬قبل أن نتحدث عن الشعب‬ ‫حتى نتخلص من الغزو العراقي‪.‬‬ ‫الصلح معهم‪ ،‬أم�ا اليهود الآن فهم يقتلون‬ ‫الفلسطيني وما فعله في أثناء الغزو‪ ،‬وسواء‬ ‫الأطفال والنساء والشيوخ‪ ،‬ويهدمون المباني‬ ‫نحب أه��ل فلسطين أو لا نحبهم أو نحب‬ ‫فأنا عندما أطرق الأبواب وتوصد أمامي‪،‬‬ ‫على رؤوس ساكنيها‪ ،‬وينتهكون الح�رم�ات‪،‬‬ ‫منظمة التحرير أو «ح�م�اس» أو الإخ��وان‪،‬‬ ‫وي�دم�رون البنى التحتية‪ ،‬وينتهكون حرمة‬ ‫ك�ل ذل�ك لا ب�د أن يتم تنحيته ج�ان�ب�اً‪ ،‬نحن‬ ‫سوف أضطر أن أتعامل مع من يفتح الباب‬ ‫الم�س�ج�د الأق��ص��ى‪ ،‬وك���ل واح����دة م��ن ه�ذه‬ ‫نتحدث ع�ن أرض الأن�ب�ي�اء الم�ب�ارك�ة‪ ،‬أرض‬ ‫أمامي‪ ،‬أياً كان‪ ،‬وليس لنا الحق في أن نعتب‬ ‫الانتهاكات جديرة بأن ينقض كل من ط َّبع مع‬ ‫الإسراء والمعراج‪ ،‬فاليهود الصهاينة والنصارى‬ ‫الكيان الصهيوني معاهدة الصلح معه‪ ،‬هذا إن‬ ‫ب�ك�ل م�ذاه�ب�ه�م ال�ب�روت�س�ت�ان�ت والكاثوليك‬ ‫على الإخوة في «حماس» وغيرها من المنظمات‬ ‫كانوا يسيرون حقاً على نهج النبي صلى الله‬ ‫والأرث�وذك�س‪ ،‬عندهم اهتمام عجيب بأرض‬ ‫فلسطين‪ ،‬لأنها أرض مقدسة بالنسبة لهم‪،‬‬ ‫الفلسطينية التي تتعاون مع إي��ران‪ ،‬إلا إذا‬ ‫عليه وسلم‪.‬‬ ‫بالرغم من أنهم علمانيون‪ ،‬ولا يمتون للدين‬ ‫كان قرارها مرهوناً بإيران‪ ،‬وأنهم لا يملكون‬ ‫الأمر الآخر العقود التي و َّقعها النبي صلى‬ ‫بصلة‪ ،‬ومع ذلك لديهم اهتمام بها‪ ،‬ويدعمون‬ ‫الله عليه وسلم كانت مؤقتة‪ ،‬وليست دائمة‪،‬‬ ‫قرارهم السياسي أو السيادي‪ ،‬أما إن كانت‬ ‫الكيان دعماً لوجستياً‪ ،‬ومالياً‪ ،‬وعسكرياً‪.‬‬ ‫المساعدة لا يترتب عليها أن يكونوا تبعاً لإيران‬ ‫وكذلك فلسطين هي مقدسة عند المسلمين‪،‬‬ ‫فلا غبار عليها‪ ،‬لكن مثل ًا إذا كانت المساعدة‬ ‫بنص القرآن الكريم‪ ،‬وأحاديث الرسول صلى‬ ‫الله عليه وسلم‪ ،‬فهي أرض الإسراء والمعراج‪،‬‬ ‫مقابل نشر الطائفية في غزة‪ ،‬فمن حقنا أن‬ ‫وكانت عهدة عند الصحابة‪ ،‬وعند الخليفة‬ ‫عمر بن الخطاب رضي الله عنها فيما يُعرف‬ ‫نعتب على الإخوة في «حماس» وبقية المنظمات‬ ‫بالعهدة العمرية‪ ،‬وق�د توالى عليها الخلفاء‬ ‫والأمراء المسلمون على مر العصور والدهور‪،‬‬ ‫الفلسطينية‪ ،‬لكن إن كانت المساعدات بدون‬ ‫وأعطوها اهتماماً كبيراً يليق بها‪ ،‬ولذلك‬ ‫نقول للغاضبين على أهل فلسطين والشعب‬ ‫مقابل غير الإشادة بها‪ ،‬فهذا لا غبار عليه‪.‬‬ ‫الفلسطيني‪ :‬اعتبروا أن الشعب الفلسطيني‬ ‫غير موجود‪ ،‬واهتموا بقداسة الأرض‪ ،‬هذا من‬ ‫ولا يخفى علينا أن أكثر الدول الخليجية‬ ‫ناحية‪.‬‬ ‫لها علاقات وطيدة مع إيران‪ ،‬بل إحدى الدول‬ ‫فكون أن منظمة التحرير لم تقف معنا في‬ ‫أثناء الغزو‪ ،‬فهي منظمة التحرير‪ ،‬وليست كل‬ ‫الخليجية التي تطلق على إي�ران بأنها عدو‪،‬‬ ‫الشعب الفلسطيني‪ ،‬وجماعة ياسر عرفات‪،‬‬ ‫ومحمود عباس‪ ،‬في ذلك الوقت‪ ،‬كانوا يرون‬ ‫فكان أكثرها عشر سنوات‪ ،‬قال تعالى‪َ { :‬ح َّتى يوجد بينها وب�ني إي�ران أكبر تبادل تج�اري‪،‬‬ ‫أن ص�دام حسين له يد عليهم‪ ،‬وه�و الممول‬ ‫تَ َض َع الحْ َ � ْر ُب أَ ْو َزا َر َه��ا} (محمد‪ ،)4 :‬بمعنى ف�إن ك�ان�ت المصالح السياسية تقتضي من‬ ‫والداعم الأول بالمال والسلاح لهم‪ ،‬لذا كان‬ ‫أن يكون هناك وق�ت لأخ�ذ الأن�ف�اس‪ ،‬س�واء تلك الدولة توطيد علاقاتها مع إي��ران‪ ،‬إذاً‬ ‫موقفهم من الغزو ليس كراهية في الكويت‬ ‫وأهلها‪ ،‬بل ك�ان موقفهم رداً لجميل صدام‬ ‫لماذا يتم لوم وعتاب الإخوة في فلسطين‪ ،‬إن‬ ‫للمسلمين أو للطرف الآخر‪.‬‬ ‫كانت مصالحهم السياسية والعسكرية تقتضي‬ ‫وص�ل�ح الح�دي�ب�ي�ة ال��ذي و َّق�ع�ه ال�رس�ول‬ ‫عليهم‪.‬‬ ‫صلى الله عليه وس�ل�م ك��ان بمثابة فتح له‬ ‫وهذا الموقف مخز بلا شك‪ ،‬لكن لم يشترك‬ ‫توطيد العلاقات معها‪.‬‬ ‫وللمسلمين‪ ،‬قال تعالى‪ِ { :‬إ َّنا َفتَ ْحنَا لَ َك َفتْحاً‬ ‫ُّم ِبيناً} (الفتح‪)1 :‬؛ لأن في التوقيع على صلح‬ ‫فيه كل الطوائف أو الشرائح الفلسطينية‪>.‬‬ ‫جرائم اليهود بحق «الأقصى»‬ ‫الحديبية إغ�الق�اً للجبهة الجنوبية‪ ،‬وفتحاً‬ ‫يونالُقفلضسكطيلنيميننطجَّبدعيرمةعبأهنم‬ ‫للجبهة الشمالية‪ ،‬ففتح النبي صلى الله عليه‬ ‫معاهدة الصلح‬ ‫وسلم خيبر‪ ،‬بمجرد توقيع العهد‪.‬‬ ‫وما يقال الآن عن العهود كله كلام عار‬ ‫عن الصحة‪ ،‬والتطبيع هو مرحلة متقدمة‪،‬‬ ‫فالتطبيع ليس معاهدة‪ ،‬بل تعود العلاقة إلى‬ ‫إذا كانت المصالح السياسية‬ ‫طبيعتها ويكون هناك اعتراف دائم باستيلائك‬ ‫على الأرض وما تحت يدك‪.‬‬ ‫تقتضي من بعض الدول‬ ‫< هناك من الإسلاميين والعرب من يتهم‬ ‫مع إيران‬ ‫تفلومطايذاد ُيعللاامقاعتلهاى‬ ‫بعض المنظمات الفلسطينية بالعلاقات مع‬ ‫ذلك‬ ‫إيران؟‬ ‫‪ -‬أنا لست معنياً بالدفاع عن أي منظمة؛‬ ‫فالمفترض أنهم ه�م يدافعون ع�ن أنفسهم‪ ،‬الفلسطينيون؟‬ ‫ولكنني بما سمعت من الإخوة في «حماس»‪،‬‬ ‫‪18‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook