الأطالس الإلكترونية

‫الأطالس الإلكترونية‬

‫مقدمة‬ ‫اكتسبت الأطالس شهرة كبيرة خلال تاريخها الطويل؛ حيث تعددت أنواعها‬ ‫وتطورت طرق إعدادها وإنتاجها‪ ،‬وأحدثت التطورات المتسارعة في تكنولوجيا‬ ‫المعلومات والاتصالات ثورة جديدة في صناعة الأطالس‪ ،‬تحولت فيها منتجاتها من‬ ‫نماذج ورقية إلى منتجات رقمية عالية الجودة تحت مسمى الأطالس الإلكترونية‪.‬‬ ‫و كنتيجة لهذا التطور ُأنشئت لجنة لشؤون الأطالس الوطنية والإقليمية في عام‬ ‫‪1987‬م‪.‬‬

‫أنواع الأطالس‪:‬‬ ‫يمكن تصنيف الأطالس بناًء على وسيلة النشر إلى نوعين‪،‬هما‪:‬‬ ‫‪ -1‬أطلس ورقي‪ :‬عبارة عن كتاب أو مجلد يضم مجموعة من الخرائط الجغرافية المرتبطة بمكان‬ ‫ وموضوع معين‪.‬‬ ‫‪ -2‬أطلس إلكتروني‪ :‬هو نظام معلوماتي ُأنشئ لغرض الاستطلاع التفاعلي على البيانات‬ ‫الجغرافية الرقمية الخاصة بمنطقة معينة أو موضوع محدد‪.‬‬ ‫أما من حيث مساحة التغطية فتنقسم إلى‪:‬‬ ‫‪ -1‬أطالس عامة‪ :‬عبارة عن خرائط عامة لا تختص بموضوع معين‪ ،‬مثل أطلس العالم‪.‬‬ ‫‪ -2‬أطالس وطنية‪ :‬هو الأطلس الذي يبرز جوانب كبيرة من الدولة وتقدمها في المجالات مختلفة‪.‬‬

‫كما يمكن تقسيمها وفقًالتاريخ الانتاج إلى ثلاثة أنواع‪:‬‬ ‫ ‬ ‫‪ -1‬أطالس قديمة‪ :‬صممت هذه الخرائط على شرائح نحاسية‪ ،‬ولم ُيستخدم فيها الرمز بشكل‬ ‫ منتظم بالإضافة إلى محدودية الألوان المستخدمة‪.‬‬ ‫‪ -2‬أطالس القرن التاسع عشر‪ :‬تضمنت موضوعات بعض هذه الأطالس الظواهر الجغرافية‬ ‫ كالتضاريس والمناخ والسكان‪ ،‬كما تضمنت بعضها مخططات ورسوم فنية ونصوص جغرافية‪.‬‬ ‫‪ -3‬أطالس معاصرة‪ :‬تتميز هذه الأطالس بالإبداع الفني والعلمي وتضم نصوص جغرافية موجزة‬ ‫وصور فضائية ورسوم بيانية تعطي معلومات في غاية الدقة وُيعتمد عليها في الدراسات‬ ‫المختلفة‪.‬‬

‫خصائص خرائط الأطالس‪:‬‬ ‫‪ .1‬تعرض مناطق كبيرة من الأرض على مساحة صغيرة على الورق‪.‬‬ ‫‪ .2‬تهتم بالمساقط؛ لأن كروية الأرض تتضح أكثر في المساحات الكبيرة‪.‬‬ ‫‪ .3‬صغر مقياس الرسم فيها ُيمّكن من توقيع البيانات لمناطق فسيحة بشكل مناسب وُيبين‬ ‫توزيع الظاهرة الجغرافية‪ ،‬مثل الامطار ‪ -‬السكان ‪ -‬المعادن‪.‬‬

‫الفرق بين الأطالس الإلكترونية والورقية‪:‬‬ ‫تختلف الأطالس الورقية القديمة عن الأطالس الإلكترونية الحديثة في عدد من المعايير‪ :‬كالحركية‪،‬‬ ‫والتفاعلية‪ ،‬والمكونات الرئيسة‪ ،‬وكمية المعلومات التي تتعامل معها‪ ،‬ونماذجها التصميمية‪،‬‬ ‫واستخداماتها‪ ،‬و انتاجها‪ ،‬وتكاليفها‪.‬‬ ‫ويمكن تلخيص هذه الفروقات فيما يلي‪:‬‬ ‫‪.1‬تحتوي الأطالس الورقية على أدوات ساكنة غير متحركة‪ ،‬تعجز عن إخبار المستخدم بكل المعلومات‬ ‫المراد إيصالها؛ لأنها بالعادة تمثل الظواهر والعلاقات برسوم جامدة على الخرائط‪ ،‬أما في الأطالس‬ ‫الإلكترونية‪ ،‬فإن بيئتها بما تمتلكه من أدوات حركية عديدة‪ ،‬تكون فعالة في الإخبار عن المعلومات‬ ‫وتفاصيلها بطريقة حية ومتغيرة باستمرار‪.‬‬

‫‪.2‬تفتقر الأطالس الورقية إلى خاصية التفاعلية‪ :‬فهي ترسل المعلومات إلى المستخدم لكنها لا‬ ‫تتفاعل معه ولا تستجيب لمطالباته أو استفساراته‪ ،‬وتكتفي بعرض ما تم تقريره واختياره من‬ ‫قبل المصمم‪ .‬لذلك توصف الأطالس التقليدية بأنها خاملة (غير نشطة)‪ ،‬أما الأطالس‬ ‫الإلكترونية‪ ،‬فتتسم بالتفاعلية؛ لكونها قادرة على التفاعل مع المستخدم والاستجابة إلى تنبيهاته‬ ‫ومطالبه‪ ،‬ومساعدته في إيجاد الإجابات لما يستفسر عنه‪.‬‬ ‫‪.3‬البيانات في الأطالس الورقية تتمثل بهيئات بصرية ساكنة‪ :‬كالرسوم البيانية والمخططات‪،‬‬ ‫وغيرها من الوسائط الخالية من المؤثرات الحركية‪ .‬أما في الأطالس الإلكترونية‪ ،‬فإن بياناتها‬ ‫متنوعة وتتقبل العرض بهيئات رقمية مختلفة وبمؤثرات حركية متنوعة؛ إذ يمكن ربطها بجميع‬ ‫أنواع الوسائط‪ :‬كالصور والفيديو‪ ،‬والملفات الصوتية والنصية‪.‬‬

‫ ‬ ‫‪.4‬في الأطالس الورقية‪ ،‬تشكل الخرائط المنتجات النهائية في جميع الأحوال‪ ،‬والتي منها يحصل‬ ‫المستخدم على جميع المعلومات والقياسات الممكنة بعد قراءتها وتحليلها وتفسيرها‪ .‬أما في‬ ‫الأطالس الإلكترونية‪ ،‬فإن الخارطة تعمل كوسيط أو بوابة خدمية بين المستخدم وقواعد البيانات‪،‬‬ ‫وبواسطتها يتمكن المستخدم من اشتقاق منتجات خرائطية جديدة‪.‬‬ ‫‪.5‬كما أن الأطالس الإلكترونية توفر بديل زهيد الثمن مقارنة بالأطالس الورقية التقليدية المخرجة‬ ‫غالبا على شكل مجلدات ضخمة‪ ،‬فاخرة التصميم وباهظة الثمن‪.‬‬ ‫ ‬

‫ ‬ ‫‪.6‬كما تمتاز المعلومات التي تعرضها الأطالس الورقية بأنها محدودة وانتقائية‪ :‬فهي تقتصر على‬ ‫إظهار موضوع واحد أو عدد قليل من المواضيع‪ ،‬وضمن عدد محدود من الخرائط ثابتة الإطار‪ ،‬أو‬ ‫ضمن خارطة عالمية ذات قوة وضوح منخفضة المستوى‪ ،‬أما في الأطالس الإلكترونية‪ ،‬فنجد أن‬ ‫معلوماتها تمتاز بالشمول والتفصيل‪ ،‬وتغطي أجزاء كبيرة من الأرض بقوة وضوح عالية‬ ‫المستوى‪ ،‬كما يمكن التجول داخلها وتغيير مقياس خرائطها؛ نظرا لاحتوائها على إطارات‬ ‫خرائطية عديدة‪.‬‬

‫الخاتمة‬ ‫لعب التقدم التكنولوجي دورًامهمًافي تقدم علم الخرائط وتطبيقاته وظهرت نتائج‬ ‫ذلك بوضوح على تقدم وسائل وأدوات رسم الخرائط وإنتاج تصاميم كارتوغرافية ذات‬ ‫طبيعة تفاعلية ومع تطور الوسائط المتعددة و نظم المعلومات الجغرافية ودخولها‬ ‫في صناعة الأطالس‪ ،‬أصبح بالإمكان إنتاج أطالس إلكترونية تتمتع بمواصفات عديدة‬ ‫تتفوق بها على الأطالس الورقية‪.‬‬

‫المراجع‬ ‫خريبط‪،‬إيمان جليل‪2021(،‬م)‪،‬إعداد أطلس رقمي لقضاء الحلة‪،‬رسالة ماجستير‪،‬جامعة بابل‪.‬‬ ‫ ‬ ‫أبو لبدة‪،‬أسمة أحمد‪2016(،‬م)‪،‬تكنولوجيا الأطالس الإلكترونية وتطبيقاتها في مجال المحافظة‬ ‫على الطبيعة وحماية التنوع الحيوي‪،‬مجلة العلوم الشاملة‪،‬مجلد‪،1‬عدد‪.2‬‬