دورة ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة )ورﺗل اﻟﻘرآن ﺗرﺗﯾﻼ( ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﻗﺳم اﻟﺳﻧﺔ اﻟﻣطﮭرة اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟدورة ﺑﻧﺎت اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﺣﻔﯾداﺗﮫ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 2
-اﻟﻔﮭرس - اﻻﺳم اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ 4 ......................................... اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ 14 ......................................... اﻟﺳﯾدة أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ 18 ..................................... اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ 21 ............................. أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص 31 ............................................... أم ﻛﻠﺛوم ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب 36 .................................... زﯾﻧب ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب 41 ........................................ ﻣﺸﺮوع اﻟﻨﻮر اﻟﻤﺒﯿﻦ ھﻮ ﻣﺸﺮوع ﻋﺎﻟﻤﻲ وﻣﺠﺎﻧﻲ ﻟﻠﻨﺴﺎء ﻓﻘﻂ ﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﻠﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺎب واﻟﺴﻨﺔ اﻟﻤﻄﮭﺮة واﻟﺸﻤﺎﺋﻞ اﻟﻤﺤﻤﺪﯾﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻣﻮﺛﻮﻗﺔ وﺻﺤﯿﺤﺔ ﻋﺒﺮ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﻼﻧﻀﻤﺎم أو اﻻﺳﺘﻔﺴﺎر ﻋﻦ أي دورات ﯾﺮﺟﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ +201016687056 https://t.me/dwaratwartel ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 3
ﺳﯾرة ﺑﻧﺎت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ھﻲ اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﻟﻘرﺷﯾﺔ اﻟﮭﺎﺷﻣﯾﺔ ،وأﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ ﺑﻧت ﺧوﯾﻠد رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﻗد وﻟدت ﻗﺑل اﻟﺑﻌﺛﺔ ﺑﻣدة ﻗﯾل إﻧﮭﺎ ﻋﺷر ﺳﻧﯾن ،وﻛﺎﻧت أﻛﺑر ﺑﻧﺎﺗﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم واﻷوﻟﻰ ﻣن ﺑﯾن أرﺑﻊ ﺑﻧﺎت ھن :زﯾﻧب ورﻗﯾﺔ وأم ﻛﻠﺛوم وﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭن ،وأول ﻣن ﺗزوج ﻣﻧﮭن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭن وﻗد أﺣﺑﮭﺎ اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻓرح ﺑﻘدوﻣﮭﺎ ،وﻓرﺣت ﺑﮭﺎ اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﺗرﻋرﻋت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة ﻓﺷﺑت ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺎرم اﻷﺧﻼق ﻓﻛﺎﻧت اﻟوردة اﻟطﺎھرة اﻟﺗﻰ ﯾﺗﻘدم ﻟﮭﺎ اﻟﺧطﺎب ﺗﻘدم ﻟﺧطﺑﺗﮭﺎ اﺑن ﺧﺎﻟﺗﮭﺎ أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ،وأﻣﮫ ھﺎﻟﺔ ﺑﻧت ﺧوﯾﻠد أﺧت اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وھﻰ اﻟﺗﻰ ﻓﺎﺗﺣت اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ وطﻠﺑت ﻣﻧﮭﺎ ﺧطﺑﺔ اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻷﺑﻧﮭﺎ ،ﻓﺳرت ﻟذﻟك اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﺳﺄﻟت اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أن ﯾزوﺟﮭﺎ ﻣﻧﮫ ﻓواﻓق ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم وﻛﺎن أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﻛرﯾم اﻟﺧﺻﺎل ،و ﻣن رﺟﺎل ﻣﻛﺔ اﻟﻣﻌدودﯾن ﻣﺎﻻً و أﻣﺎﻧﺔ و ﺗﺟﺎرة ،وﺗزوﺟت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﺑن ﺧﺎﻟﺗﮭﺎ وﺳﻌد اﻟزوﺟﯾن وأﻛرﻣﮭﻣﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑوﻟﯾدھﻣﺎ ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ اﻟﻌﺎص وﻣن ﺑﻌده اﺧﺗﮫ أﻣﺎﻣﺔ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 4
وﻣرت اﻷﯾﺎم واﻟزوﺟﯾن ﻓﻲ ﺳﻌﺎدة وﻣﺣﺑﺔ ،و ﻋﻧدﻣﺎ ﺑﻠﻎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﻷرﺑﻌﯾن ﻣن ﻋﻣره ﺟﺎءه اﻟوﺣﻲ ﻓﻲ ﻏﺎر ﺣراء و ﺑدأت اﻟدﻋوة إﻟﻰ ﷲ ،ﻓﺂﻣن ﺑﮫ أھل ﺑﯾﺗﮫ ﺟﻣﯾﻌﺎ وﻣﻧﮭم اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻛﺎن زوﺟﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﻔر ﻋﻧدﻣﺎ اﺳﻠﻣت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﻟم ﯾﻌﻠم ﺑﺄﻣر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،ﻓﻠﻣﺎ ﻋﺎد وﻋﻠم ﺑﺎﻟﺧﺑر ، ﺣﺎوﻟت أن ﺗدﻋو ه إﻟﻰ اﻻﺳﻼم و ﻛذﻟك ﺣﺎول ﻣﻌﮫ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم و ﻟﻛﻧﮫ رﻓض أن ﯾﺗرك دﯾن آﺑﺎؤه و ﻛﺎن ﻣﻣﺎ ﻗﺎل ﻟﮭﺎ : \" وﷲ ﻣﺎ أﺑوك ﻋﻧدي ﺑﻣﺗﮭم ،وﻟﯾس أﺣب إﻟ ّﻲ ﻣن أن أﺳﻠك ﻣﻌك ﯾﺎ ﺣﺑﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺷﻌب واﺣد ،وﻟﻛﻧﻲ أﻛره ﻟك أن ﯾﻘﺎل :إن زوﺟك ﺧذل ﻗوﻣﮫ وﻛﻔر ﺑﺂﺑﺎﺋﮫ إرﺿﺎء ﻻﻣرأﺗﮫ\" وﺣﺎول ﻛﻔﺎر ﻗرﯾش أن ﯾؤذوا رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻲ ﺑﻧﺎﺗﮫ ،ﻓﻣﺷوا إﻟﻰ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﻓﻘﺎﻟوا :ﻓﺎرق ﺻﺎﺣﺑﺗك وﻧﺣن ﻧزوﺟك ﺑﺄي اﻣرأة ﻣن ﻗرﯾش ﺷﺋت ،ﻗﺎل :ﻻ وﷲ ﻻ أﻓﺎرق ﺻﺎﺣﺑﺗﻲ وﻣﺎ أﺣب أن ﻟﻲ ﺑﺎﻣرأﺗﻲ اﻣرأة ﻣن ﻗرﯾش وﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺛﻧﻲ ﻋﻠﯾﮫ.. واﺷﺗد اﯾذاء اﻟﻛﻔﺎر ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن وﺣﺎﺻروا اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺷﻌب أﺑﻲ طﺎﻟب ،ﺛم ﺗوﻓﻰ أﺑو طﺎﻟب وﺗوﻓت ﺑﻌده اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وھﺎﺟر اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وھﺎﺟرت ﻣﻌﮫ ﺑﻧﺎﺗﮫ إﻻ اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب ﻓﻘد ﺑﻘﯾت ﻓﻲ ﻣﻛﺔ ﻣﻊ زوﺟﮭﺎ ،ﺑﻘﯾت ﺣزﯾﻧﺔ وﺣﯾدة ﺑﻌد أن ﺗوﻓت واﻟدﺗﮭﺎ وھﺎﺟر اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم... ﺑﻌد ھﺟرة رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة أﻣر ﺑﺈﺣﺿﺎر اﺑﻧﺗﯾﮫ ﻓﺎطﻣﺔ وأم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ إﻟﻰ دار اﻟﮭﺟرة ،أﻣﺎ رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻘد ھﺎﺟرت ﻣﻊ زوﺟﮭﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 5
وﻟم ﯾﺑق ﺳوى زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﺄﻣن ﻣن ﺑطش اﻟﻣﺷرﻛﯾن وﺗﻌذﯾﺑﮭم وھﻲ ﻓﻲ ﺑﯾت زوﺟﮭﺎ اﻟذي آﻣﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ دﯾﻧﮭﺎ. ﺑﻘﯾت زﯾﻧب ﻣﻊ زوﺟﮭﺎ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص وھو ﻋﻠﻰ ﻛﻔره ،إ ْذ ﻟم ﯾﻛن ﻧزل ﺣﯾﻧﺋذ اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ وﻏﯾر اﻟﻣﺳﻠم ،واﻟذي ﻧزل ﺑﻌد ذﻟك ﻋﻧد اﻟﺣدﯾﺑﯾﺔ ،ﻗﺎل اﺑن ﻛﺛﯾر ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾره ﻟﻘول ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰَ } :ﻻ ھُ ﱠن ِﺣ ﱞل ﻟَ ُﮭ ْم َو َﻻ ھُ ْم ﯾَ ِﺣﻠﱡو َن ﻟَ ُﮭ ﱠن{ )اﻟﻣﻣﺗﺣﻧﺔ: (10: \"ھذه اﻵﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺣرﻣت اﻟﻣﺳﻠﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرﻛﯾن ،وﻗد ﻛﺎن ﺟﺎﺋزاً ﻓﻲ اﺑﺗداء اﻹﺳﻼم أن ﯾﺗزوج اﻟﻣﺷرك اﻟﻣؤﻣﻧﺔ ،وﻟﮭذا ﻛﺎن أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ زوج اﺑﻧﺔ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﻗد ﻛﺎﻧت ﻣﺳﻠﻣﺔ وھو ﻋﻠﻰ دﯾن ﻗوﻣﮫ\". و ﺑﻌد أن اﺳﺗوﻟﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻛﺎﻧت ﻗﺎدﻣﺔ ﻣن ﺑﻼد اﻟﺷﺎم ﺣﺎﻣﻠﺔً ﺑﺿﺎﺋﻊ ﻷھل ﻣﻛﺔ وﻗﺗل ﻋﻣرو ﺑن اﻟﺣﺿرﻣﻲ وأﺧذ رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻛﺄﺳرى ،اﺷﺗد ﻏﺿب رﺟﺎل ﻗرﯾش ،وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أن وﺻﻠﮭم أن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﻧوي اﻟﺗﻌرض ﻟﻘﺎﻓﻠﺔ أﺑﻲ ﺳﻔﯾﺎن وﺣﺷد رﺟﺎل ﻗرﯾش وأﺷراﻓﮭﺎ اﻟﺟﯾوش وﺟﮭزوا اﻟﻌﺗﺎد واﻷﺳﻠﺣﺔ ﻟﻣواﺟﮭﺔ ﻣﺣﻣد ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻣﻌﮫ أﺻﺣﺎﺑﮫ ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻋﻠﯾﮭم ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،و ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﺛﻧﺎء وﺻﻠت ﻗﺎﻓﻠﺔ أﺑﻲ ﺳﻔﯾﺎن ﺳﺎﻟﻣﺔ إﻟﻰ ﻣﻛﺔ. وﺷﺎرك أﺑﺎ اﻟﻌﺎص زوج اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،ﻗوﻣﮫ اﻟﻣﺷرﻛﯾن وﻗرر اﻟوﻗوف ﺿد رﺳول ﷲ وواﻟد زوﺟﺗﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم واﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﻣوﻗﻌﺔ ﺑدر ،ﺗﺎرﻛﺎً زوﺟﺗﮫ وطﻔﻠﯾﮫ ﻓﻲ ﻣﻛﺔ ،ﻏﯾر آﺑﮫ ﺑزوﺟﺗﮫ وطﻠﺑﮭﺎ اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ ﻣﻛﺔ ،وﻋدم اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻣﻊ اﻟﻣﺷرﻛﯾن. ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 6
ﻛﺎﻧت زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺗدﻋو ﷲ ﺳﺑﺣﺎﻧﮫ وﺗﻌﺎﻟﻰ أن ﯾﻧﺻر واﻟدھﺎ ﻋﻠﻰ أﻋداء ﷲ ،وأن ﯾﺣﻔظ زوﺟﮭﺎ ﻣن ﻛل ﺳوء ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋﺻﯾﺎﻧﮫ | ،وﺑدأ اﻟﻘﺗﺎل وواﺟﮫ اﻟﻣﺷرﻛون ﺑﻌددھم اﻟﻛﺑﯾر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻣﻌﮫ اﻟﻘﻠﺔ اﻟﻣؤﻣﻧﺔ، وﻟﻛن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺻر رﺳوﻟﮫ واﻟﻣؤﻣﻧون ﻧﺻراً ﻛﺑﯾراً وھزم أﻋداء اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ﻋدم اﻟﺗواﻓق اﻟﻌددي ﺑﯾن اﻟﺟﯾﺷﯾن. ووﺻل ﺧﺑر اﻧﺗﺻﺎر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن إﻟﻰ ﻣﻛﺔ وﻛﺎﻧت ﻓرﺣﺔ زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺑﮭذا اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻻ ﺗوﺻف ،وﻟﻛن ﺧوﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ ﻟم ﯾﻛﻣل ﺗﻠك اﻟﺳﻌﺎدة اﻟﺗﻲ ﻏﻣرﺗﮭﺎ ،ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻣت ﺑﺄن زوﺟﮭﺎ ﻟم ﯾﻘﺗل وأﻧﮫ وﻗﻊ أﺳﯾراً ﻓﻲ أﯾدي اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،وﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗد رأى أﺑﺎ اﻟﻌﺎص زوج اﺑﻧﺗﮫ ﺿﻣن اﻷﺳرى ،واﺳﺗﺑﻘﺎه ﻋﻧده ﺑﻌد أن أﻣر اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ أن ﯾﺳﺗوﺻوا ﺑﺎﻷﺳرى ﺧﯾراً. ﻓﻠﻣﺎ ﺑﻌث أھل ﻣﻛﺔ ﻓﻲ ﻓداء أﺳراھم ﺑﻌﺛت زﯾﻧب ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻲ ﻓداء أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑﻣﺎل ،وﺑﻌﺛت ﻓﯾﮫ ﺑﻘﻼدة ﻟﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺧدﯾﺟﺔ أدﺧﻠﺗﮭﺎ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺣﯾن ﺑﻧﻲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ، ﻓﻠﻣﺎ رآھﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم رق ﻟﮭﺎ رﻗﺔ ﺷدﯾدة وﻗﺎل \":إن رأﯾﺗم أن ﺗطﻠﻘوا ﻟﮭﺎ أﺳﯾرھﺎ ،وﺗردوا ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟذي ﻟﮭﺎ ﻓﺎﻓﻌﻠوا \". ﻗﺎﻟوا :ﻧﻌم ! ﯾﺎ رﺳول ﷲ ،ﻓﺄطﻠﻘوه وردوا ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟذي ﻟﮭﺎ وادﻧﻰ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم إﻟﯾﮫ ﺻﮭره ،ﻓﺄﺳر إﻟﯾﮫ ﺣدﯾﺛﺎ ﻟم ﯾﻌﻠم ﻣﺎ ھو ﻓﺣﻧﻰ اﺑو اﻟﻌﺎص رأﺳﮫ ﻣواﻓﻘﺎ ،ﺛم ﺣﯾﺎ و ﻣﺿﻰ ﻓﻠﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺗﻔت ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم اﻟﻰ أﺻﺣﺎﺑﮫ ﻣن ﺣوﻟﮫ ﻓﺄﺛﻧﻰ ﻋﻠﻰ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺧﯾرا و ﻗﺎل \" :وﷲ ﻣﺎ ذﻣﻣﻧﺎه ﺻﮭرا \" وﻛﺎن ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺛﻧﻲ ﻋﻠﯾﮫ ﻓﯾﻘول) :أَ ْﻧ َﻛ ْﺣ ُت )ز ﱠو ْﺟ ُت( أﺑﺎ اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﻓَ َﺣدﱠﺛَﻧِﻲ َو َﺻدَﻗﻧِﻲ( رواه اﻟﺑﺧﺎري ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 7
وﻓﻲ رواﯾﺔ أﺧرىَ ) :و َو َﻋدَﻧِﻲ ﻓَﺄ ْوﻓَﻰ ﻟﻲ( وﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻗد اﺷﺗرط ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﺑﻌث ﻟﮫ ﺣﯾن ﻋودﺗﮫ ﻟﻣﻛﺔ اﺑﻧﺗﮫ زﯾﻧب ﻓﻌﺎھده ﻋﻠﻰ ذﻟك ووﻓﻰ أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑذﻟك ،وھﺎﺟرت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ.. ﺑﻌد أن اﻓﺗدت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،زوﺟﮭﺎ اﻷﺳﯾر ﻋﻧد رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،طﻠب ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻣن أﺑﻲ اﻟﻌﺎص أن ﯾﺧﻠﻲ ﺳﺑﯾل زوﺟﺗﮫ إﻟﯾﮫ وﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﻠﺣق ﺑﺄﺑﯾﮭﺎ إﻟﻰ دار اﻟﮭﺟرة اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓواﻓق أﺑو اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ ذﻟك ،وﺑﻌث رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم زﯾد ﺑن ﺣﺎرﺛﺔ ورﺟﻼ ﻣن اﻷﻧﺻﺎر وﻗﺎل ﻟﮭﻣﺎ \" :ﻛوﻧﺎ ﺑﺑطن ﯾﺄﺟﺞ )ﻣﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻓﺔ ﻣن ﻣﻛﺔ ( ﺣﺗﻰ ﺗﻣر ﺑﻛﻣﺎ زﯾﻧب ﻓﺗﺎﺗﯾﺎﻧﻲ ﺑﮭﺎ \" وﻟﻣﺎ ﻗدم أﺑو اﻟﻌﺎص ﻣﻛﺔ أﻣر زوﺟﺗﮫ ﺑﺎﻟﻠﺣﺎق ﺑﺄﺑﯾﮭﺎ ﻓﺟﮭزت ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻟﻠﺧروج وﻣﻌﮭﺎ طﻔﻠﯾﮭﺎ ،ﻓﻠﻣﺎ ﻓرﻏت ﻣن ﺟﮭﺎزھﺎ ،أﻣر اﺑو اﻟﻌﺎص أﺧﺎه ﻛﻧﺎﻧﺔ ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﺑﻣراﻓﻘﺔ زوﺟﺗﮫ ،وﻗدم ﻛﻧﺎﻧﺔ ﻟﻠﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺑﻌﯾراً ﻓرﻛﺑﺗﮫ وأﺧذ ﻗوﺳﮫ وﻛﻧﺎﻧﺗﮫ ،ﺛم ﺧرج ﺑﮭﺎ ﻧﮭﺎراً ﯾﻘود ﺑﮭﺎ وھﻲ ﻓﻲ ھودج ﻟﮭﺎ ﺧرﺟت وﯾﻘﺎل أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺣﺎﻣل ﯾﻘودھﺎ ﻛﻧﺎﻧﺔ ،و ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﻠم رﺟﺎل ﻗرﯾش ﺑﺧروﺟﮭﺎ ﻟﻠﺣﺎق ﺑﺄﺑﯾﮭﺎ ،ﺧرﺟوا ﻓﻲ طﻠﺑﮭﺎ وﻛﺎن أول ﻣن ﻟﺣق ﺑﮭﺎ ھﺑﺎر ﺑن اﻷﺳود وﻣﻌﮫ رﺟل آﺧر ﻣن ﻗرﯾش ،ﻓﻌﻧدﻣﺎ ﻟﻘﯾﮭﺎ روﻋﮭﺎ ﺑرﻣﺣﮫ ،وﺿرب ﺑﻌﯾرھﺎ ﺑﺎﻟرﻣﺢ ،ﻓﺈذا ھﻲ ﺗﺳﻘط ﻣن ﻓوق ﺑﻌﯾرھﺎ ﻋﻠﻰ ﺻﺧرة ﺟﻌﻠﺗﮭﺎ ﺗﺳﻘط ﺟﻧﯾﻧﮭﺎ وﻋﻧد ذﻟك ﺑرك ﻛﻧﺎﻧﺔ دوﻧﮭﺎ و أﺧرج ﺳﮭﺎﻣﮫ وﻗﺎل ﻟﮭم :وﷲ ﻻ ﯾدﻧو ﻣﻧﻲ رﺟل اﻻ وﺿﻌت ﻓﯾﮫ ﺳﮭﻣﺎ ﻓﺗراﺟﻊ اﻟﻣطﺎردون ،وﺟﺎء أﺑو ﺳﻔﯾﺎن ﻓﻲ رﺟﺎل ﻣن ﻗرﯾش ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ أﯾﮭﺎ اﻟرﺟل ﻛف ﻋﻧﺎ ﻧﺑﻠك ﺣﺗﻰ ﻧﻛﻠﻣك ،ﻓﻛ ﱠف...ﻓﺄﻗﺑل أﺑو ﺳﻔﯾﺎن ﺣﺗﻰ وﻗف ﻋﻠﯾﮫ ﻓﻘﺎل :إﻧك ﻟم ﺗﺻب ﺧرﺟت ﺑﺎﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻧﺎس ﻋﻼﻧﯾﺔ وﻗد ﻋرﻓت ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 8
ﻣﺻﯾﺑﺗﻧﺎ وﻧﻛﺑﺗﻧﺎ وﻣﺎ دﺧل ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻣن ﻣﺣﻣد ،ﻓﯾظن اﻟﻧﺎس إذ ﺧرﺟت ﺑﺎﺑﻧﺗﮫ إﻟﯾﮫ ﻋﻼﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ رؤوس اﻟﻧﺎس ﻣن ﺑﯾن أظﮭرﻧﺎ إن ذﻟك ﻋن ذل أﺻﺎﺑﻧﺎ وإن ذﻟك ﺿﻌف ﻣﻧﺎ ووھن وﻟﻌﻣري ﻣﺎ ﻟﻧﺎ ﺑﺣﺑﺳﮭﺎ ﻣن أﺑﯾﮭﺎ ﻣن ﺣﺎﺟﺔ ،وﻟﻛن ارﺟﻊ ﺑﺎﻟﻣرأة ﺣﺗﻰ إذا ھدأت اﻷﺻوات وﺗﺣدث اﻟﻧﺎس أن ﻗد رددﻧﺎھﺎ ﻓﺎﺧرج ﺑﮭﺎ ﺳراً وأﻟﺣﻘﮭﺎ ﺑﺄﺑﯾﮭﺎ ، ﻓﻔﻌل. ﻓﻌﺎد ﺑﮭﺎ ﻛﻧﺎﻧﺔ اﻟﻰ ﻣﻛﺔ ﺣﯾث ﺑﻘﻰ أﺑو اﻟﻌﺎص اﻟﻰ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ اﯾﺎﻣﺎ ﯾرﻋﺎھﺎ وﻻ ﯾﻔﺎرﻗﮭﺎ ﻟﺣظﺔ ﻣن ﻟﯾل او ﻧﮭﺎر ﻓﻠﻣﺎ ﺗﻣﺎﻟﻛت ﺑﻌض ﻗواھﺎ ﺧرج ﺑﮭﺎ ﻛﻧﺎﻧﺔ ﺳرا ،ﺣﺗﻰ أﺳﻠﻣﮭﺎ زﯾد ﺑن ﺣﺎرﺛﺔ وﻣﺎ ﺗزال ﺗﻧزف ...ووﺻﻠت إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻓرح ﺑﮭﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺑطﻔﻠﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ وأﻣﺎﻣﺔ ،وﻗد ﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﻘولِ » :ھ َﻲ أَ ْﻓ َﺿ ُل ﺑَﻧَﺎﺗِﻲ أُ ِﺻﯾﺑَ ْت ﻓِ ﱠﻲ« وﻟﻣﺎ ﻋﻠم رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻣﺎ ﺣدث اھدر دم ھﺑﺎر واﻟرﺟل اﻟذي ﻛﺎن ﻣﻌﮫ ،ﯾﻘول اﺑو ھرﯾرة رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ﺑﻌث رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﺳرﯾﺔ و ﻛﻧت ﻓﯾﮭم ﻓﻘﺎل \" :ان ﻟﻘﯾﺗم ھﺑﺎر ﺑن اﻻﺳود و ﻧﺎﻓﻊ ﺑن ﻋﻣرو ﻓﺄﺣرﻗوھﻣﺎ \" ﻓﻠﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻐد ﺑﻌث اﻟﯾﻧﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻓﻘﺎل: \" ان ﻟﻘﯾﺗﻣوھﻣﺎ ﻓﺎﻗﺗﻠوھﻣﺎ ﻓﺎﻧﮫ ﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻻﺣد ان ﯾﻌذب ﺑﻌذاب ﷲ\" وأﻗﺎﻣت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻊ طﻔﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻧف واﻟدھﺎ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺣﺗﻰ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن اﻟﮭﺟرة. ﻋﺎﺷت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻊ طﻔﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة ،وأﻗﺎم زوﺟﮭﺎ أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑﻣﻛﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻔره ،وﻗﺑل ﻓﺗﺢ ﻣﻛﺔ وﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎن أﺑو اﻟﻌﺎص ﻋﺎﺋداً ﻓﻲ ﻗﺎﻓﻠﺔ ﻣن رﺣﻠﺔ ﺗﺟﺎرة ﻣن ﺑﻼد اﻟﺷﺎم إﻟﻰ ﻣﻛﺔ ﺣﺎﻣﻼُ ﻣﻌﮫ أﻣوال ﻗرﯾش اﻟﺗﻲ أؤﺗﻣن ﻋﻠﯾﮭﺎ، ﺗﻌرض ﻟﻘﺎﻓﻠﺗﮫ ﺳرﯾﺔ ﺑﻘﯾﺎدة زﯾد ﺑن ﺣﺎرﺛﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﻣﻌﮫ ﻣﺎﺋﺔ وﺳﺑﻌﯾن رﺟﻼ ً ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 9
ﺗﻣﻛﻧت ھذه اﻟﺳرﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺎ ﺗﺣﻣﻠﮫ ﺗﻠك اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ ﻣن ﻣﺎل ،وھرب ﻋددٌ ﻣن رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ وﻛﺎن أﺑو اﻟﻌﺎص واﺣداً ﻣﻧﮭم ، وﺧﺷﻲ أﺑو اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ وﻋﻠﻰ أﻣوال ﻗرﯾش اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻗد أؤﺗﻣن ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ﻓﻠم ﯾﺟد إﻻ أن ﯾﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﮫ ﻟﯾﻼ ً ﻟﯾﺳﺗﺟﯾر ﺑﺎﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﺄﺟﺎرﺗﮫ ﻣرﺣﺑﺎ و ﻟﻣﺎ ﺧرج رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم إﻟﻰ ﺻﻼة اﻟﺻﺑﺢ ﻓﻛﺑّر وﻛﺑر اﻟﻧﺎس ﻣﻌﮫ ،ﺻرﺧت زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﺻﻔّﺔ اﻟﻧﺳﺎء: أﯾﮭﺎ اﻟﻧﺎس إﻧﻲ ﻗد أﺟرت أﺑﺎ اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ. ﻓﻠﻣﺎ ﺳﻠم رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻣن اﻟﺻﻼة أﻗﺑل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس ﻓﻘﺎل: \" أﯾﮭﺎ اﻟﻧﺎس ھل ﺳﻣﻌﺗم ﻣﺎ ﺳﻣﻌت؟\" ﻗﺎﻟوا :ﻧﻌم ﻗﺎل \" :أﻣﺎ واﻟذي ﻧﻔس ﻣﺣﻣد ﺑﯾده ﻣﺎ ﻋﻠﻣت ﺑﺷﻲء ﺣﺗﻰ ﺳﻣﻌت ﻣﺎ ﺳﻣﻌﺗم أﻧﮫ ﯾﺟﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن أدﻧﺎھم\" ،ﺛم اﻧﺻرف رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓدﺧل ﻋﻠﻰ اﺑﻧﺗﮫ ﻓﻘﺎل \" :أي ﺑﻧﯾﺔ أﻛرﻣﻲ ﻣﺛواه ،وﻻ ﯾﺧﻠص إﻟﯾك ﻓﺈﻧك ﻻ ﺗﺣﻠﯾن ﻟﮫ ﻣﺎدام ﻣﺷرﻛﺎً\" و اﺟﺗﻣﻊ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻣﻊ أﺻﺣﺎﺑﮫ ،ﻓﺎﺳﺗﺷﺎر ﺻﺣﺎﺑﺗﮫ أن ﯾردوا ﻋﻠﻰ أﺑﻲ اﻟﻌﺎص أﻣواﻟﮫ اﻟﺗﻲ أﺧذوھﺎ ﻣن اﻟﻘﺎﻓﻠﺔ وﻗﺎل ﻟﮭم \" :إن ھذا اﻟرﺟل ﻣﻧﺎ ﺣﯾث ﻗد ﻋﻠﻣﺗم ،وﻗد أﺻﺑﺗم ﻟﮫ ﻣﺎﻻً ،ﻓﺈن ﺗﺣﺳﻧوا وﺗردوا ﻋﻠﯾﮫ اﻟذي ﻟﮫ ﻓﺄﻧﺎ أﺣب ذﻟك ،وإن أﺑﯾﺗم ﻓﮭو ﻓﺊ ﷲ اﻟذي أﻓﺎء ﻋﻠﯾﻛم ﻓﺄﻧﺗم أﺣق ﺑﮫ\". واﺗﻔق اﻟﺻﺣﺎﺑﺔ رﺿوان ﷲ ﻋﻠﯾﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة اﻟﻣﺎل ﻷﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﻛﺎﻣﻼ ً دون ﻧﻘﺻﺎن و رﺟﻊ أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑﺎﻟﻣﺎل إﻟﻰ ﻣﻛﺔ وأﻋطﻰ ﻛل واﺣد ﻣن ﻗرﯾش ﻧﺻﯾﺑﮫ ﻣن اﻟﻣﺎل ﺛم ﻗﺎل: ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 10
ﯾﺎﻣﻌﺷر ﻗرﯾش ھل ﺑﻘﻲ ﻷﺣد ﻣﻧﻛم ﻋﻧدي ﻣﺎل ﻟم ﯾﺄﺧذه؟ ﻗﺎﻟوا :ﻻ ﻓﺟزاك ﷲ ﺧﯾرا ﻓﻘد وﺟدﻧﺎك وﻓﯾﺎ ﻛرﯾﻣﺎ ﻗﺎل :ﻓﺈﻧﻲ أﺷﮭد أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ ﷲ وأن ﻣﺣﻣد ﻋﺑده ورﺳوﻟﮫ ،وﷲ ﻣﺎ ﻣﻧﻌﻧﻲ ﻣن اﻹﺳﻼم ﻋﻧده إﻻ ﺗﺧوف أن ﺗظﻧوا أﻧﻲ إﻧﻣﺎ أردت أن آﻛل أﻣواﻟﻛم ،ﻓﻠﻣﺎ أداھﺎ ﷲ إﻟﯾﻛم ﻓرﻏت ﻣﻧﮭﺎ وأﺳﻠﻣت ﺛم ﺧرج ﺣﺗﻰ ﻗدم ﻋﻠﻰ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وأﻋﻠن إﺳﻼﻣﮫ ،وﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن اﻟﮭﺟرة وﻓرح ﺑﮫ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وأﺻﺣﺎﺑﮫ ،وﺑﻌد إﺳﻼم أﺑﻲ اﻟﻌﺎص رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ رد ﻋﻠﯾﮫ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم زﯾﻧب ﻋﻠﻰ ﻧﻛﺎﺣﮫ اﻷول وﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻣن اﻟﮭﺟرة ﺑﻌد ﺳﻧﯾن ﻣن اﻟﻔراق وﻋﺎﺷﺎ ﻣن ﺟدﯾد ﻣﻌﺎ ً واﻹﺳﻼم ﯾﺟﻣﻌﮭﻣﺎ. واﺟﺗﻣﻊ اﻟزوﺟﯾن أﺑﻲ اﻟﻌﺎص واﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ و ﻋﺎﺷﺎ ﺣﯾﺎة ﻛرﯾﻣﺔ ﺳﻌﯾدة ﻓﻲ دار اﻟﮭﺟرة ﻣﻊ وﻟدﯾﮭﺎ أﻣﺎﻣﺔ وﻋﻠﻰ وﻗد ﺗوﻓﻰ اﺑﻧﮭﺎ ﻋﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ،ﺛم ﻣرﺿت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ و ﺑدأ اﻟﻣرض ﯾزداد ﻋﻠﯾﮭﺎ وظﻠت ﻣﻼزﻣﺔ اﻟﻔراش ﻓﺗرة طوﯾﻠﺔ ،و ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺛﺎﻣن ﻟﻠﮭﺟرة ﺗوﻓﯾت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وأرﺿﺎھﺎ وﺣزن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺣزن ﻣﻌﮫ زوﺟﮭﺎ أﺑو اﻟﻌﺎص ﺣزﻧﺎ ﺷدﯾدا اﻟذي ﺗوﻓﻰ ﺑﻌدھﺎ ﺑﺄرﺑﻊ ﺳﻧوات ﻓﻲ ﻋﺎم اﺛﻧﺗﻰ ﻋﺷرة ﻣن اﻟﮭﺟرة وﻋن أم ﻋطﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟت \" :ﻟﻣﺎ ﻣﺎﺗت زﯾﻧب ﺑﻧت رﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎل ﻟﻧﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم \" :اﻏﺳﻠﻧﮭﺎ وﺗراً ،ﺛﻼﺛﺎً أو ﺧﻣﺳﺎً ،واﺟﻌﻠن ﻓﻲ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻛﺎﻓوراً أو ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ﻛﺎﻓور ،ﻓﺈذا ﻏﺳﻠﺗﻧﮭﺎ ،ﻓﺄﻋﻠﻣﻧﻧﻲ \" ﻗﺎﻟت : ﻓﺄﻋﻠﻣﻧﺎه ،ﻓﺄﻋطﻧﺎ ﺣﻘوه )إزاره( وﻗﺎل \" :أﺷﻌرﻧﮭﺎ إﯾﺎه )أي اﺟﻌﻠﻧﮫ اﻟﺛوب اﻟذي ﯾﻠﻲ ﺟﺳدھﺎ\" ﻣﺳﻠم ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 11
ودﻓﻧت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺑﻘﯾﻊ ،وﺗوﻟﻰ دﻓﻧﮭﺎ وﻧزل ﻓﻲ ﻗﺑرھﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وزوﺟﮭﺎ اﺑو اﻟﻌﺎص رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وأرﺿﺎھﺎ... أﺑﻧﺎء اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻟدت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻋﻠﯾ‡ﺎ وأﻣﺎﻣﺔ ،وﻗد ﺗوﻓﻰ ﻋﻠﯾﺎ وھو ﺻﻐﯾر ﻓﻲ ﺣﯾﺎة اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻔﻲ ﺻﺣﯾﺢ اﻟﺑﺧﺎري ﻋن أﺳﺎﻣﺔ ﺑن زﯾد رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،ﻗَﺎ َل: أَ ْر َﺳﻠَ ِت ا ْﺑﻧَﺔُ اﻟﻧﱠﺑِ ّﻲِ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم إِﻟَ ْﯾ ِﮫ :إِ ﱠن ا ْﺑﻧًﺎ ِﻟﻲ ﻗُﺑِ َض، ﻓَﺄْﺗِﻧَﺎ .ﻓَﺄَ ْر َﺳ َل ﯾُ ْﻘ ِر ُئ اﻟ ﱠﺳﻼَ َمَ ،وﯾَﻘُو ُل» :إِ ﱠن ِ ﱠ َِ ‰ﻣﺎ أَ َﺧذََ ،وﻟَﮫُ َﻣﺎ أَ ْﻋ َطﻰَ ،وﻛُ ﱞل ِﻋ ْﻧدَهُ ﺑِﺄَ َﺟ ٍل ُﻣ َﺳ ‡ﻣﻰ ،ﻓَ ْﻠﺗَ ْﺻﺑِ ْرَ ،و ْﻟﺗَ ْﺣﺗَ ِﺳ ْب« ،ﻓَﺄَ ْر َﺳﻠَ ْت إِﻟَ ْﯾ ِﮫ ﺗُ ْﻘ ِﺳ ُم َﻋﻠَ ْﯾ ِﮫ ﻟَﯾَﺄْﺗِﯾَﻧﱠ َﮭﺎ ،ﻓَﻘَﺎ َم َو َﻣﻌَﮫُ ﺳﻌد ﺑن ﻋﺑﺎدة، وﻣﻌﺎذ ﺑن ﺟﺑل ،وأﺑﻲ ﺑن ﻛﻌب ،وزﯾد ﺑن ﺛﺎﺑت ورﺟﺎ ٌل ،ﻓرﻓﻊ إﻟﻰ او ﱠ ِ‰ﺳ،ﻠم َﻣاﺎﻟ َھ ﱠﺻذَﺑِا؟ ﱡﻲﻓَ َﻘَوﺎﻧَ ْﻔَل:ﺳُﮫُ»ﺗََھﺗَ ِذﻘَ ِه ْﻌﻘَ َر ُﻊ ْﺣﻓََﻣﻔَﺎﺔٌ ََﺿﺟﻌَْﻠَت َﮭﺎ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ رﺳول ا ﱠ ‰ﺻﻠﻰ ﯾَﺎ َرﺳُو َل َﻋ ْﯾﻧَﺎهُ ،ﻓَﻘَﺎ َل َﺳ ْﻌدٌ: ا ﱠ ُ‰ﻓِﻲ ﻗُﻠُو ِب ِﻋﺑَﺎ ِد ِهَ ،وإِﻧﱠ َﻣﺎ ﯾَ ْر َﺣ ُم ا ﱠِ ُ‰ﻣ ْن ِﻋﺑَﺎ ِد ِه اﻟ ﱡر َﺣ َﻣﺎ َء« وھذا اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ وﻓﺎة ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺳﺑط اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،وﯾﻘﺎل أﻧﮫ ﻓﻲ وﻓﺎة اﺑن اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أ ﱠﻣﺎ أُﻣﺎﻣﺔ ﻓﮭﻲ ﺣﻔﯾدﺗﮫ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾُﺣﺑﱡﮭﺎ وﻛﺎن ﯾﺣﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﻼة وھﻲ طﻔﻠﺔ ﺻﻐﯾرة ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ ﺻﺣﯾﺢ ﻣﺳﻠم ،وﻗﺎل ﻋﻧﮭﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم» :إِﻧﱠ َﮭﺎ أَ َﺣ ﱡب أَ ْھ ِﻠﻲ إِﻟَ ﱠﻲ« ﻓﻌن أﺑﻲ ﻗﺗﺎدة رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ) :أن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻛﺎن ﯾﺻﻠﻲ وھو ﺣﺎﻣل أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت زﯾﻧب ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 12
ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻷﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ،ﻓﺈذا ﺳﺟد وﺿﻌﮭﺎ ،وإذا ﻗﺎم ﺣﻣﻠﮭﺎ( رواه اﻟﺑﺧﺎري وﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺣب أﻣﺎﻣﺔ اﺑﻧﺔ اﺑﻧﺗﮫ زﯾﻧب ُﺣﺑّﺎً ﺷدﯾدا ،وﯾﺣﻧو ﻋﻠﯾﮭﺎ وﯾﮭﺗم ﺑﮭﺎ وﯾﻛرﻣﮭﺎ ،ﻓﻌن ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟت) :أُ ْھ ِد َي ﻟرﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﻼدة ﻣن ِﺟزع )ﺧرز( ﻣﻠﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟذھب ،وﻧﺳﺎؤه ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻲ ﺑﯾت ﻛُﻠﮭن، وأُﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﺟﺎرﯾﺔ )ﺻﻐﯾرة( ﺗﻠﻌب ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺑﯾت ﺑﺎﻟﺗراب ،ﻓﻘﺎل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم :ﻛﯾف ﺗرﯾ َن ھذه؟ ﻓﻧظرن إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻘﻠن :ﯾﺎ رﺳول ﷲ ﻣﺎ رأﯾﻧﺎ أﺣﺳن ﻣن ھذه وﻻ أﻋﺟب! ﻓﻘﺎل :ارددﻧﮭﺎ إﻟ ﱠﻲ ،ﻓﻠﻣﺎ أﺧذھﺎ ﻗﺎل :وﷲ ﻷﺿﻌﻧّﮭﺎ ﻓﻲ رﻗﺑﺔ أﺣب أھل اﻟﺑﯾت إﻟ ّﻲ ،ﻗﺎﻟت ﻋﺎﺋﺷﺔ :ﻓﺄظﻠﻣت ﻋﻠ ّﻲ اﻷرض ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾﻧﮫ ﺧﺷﯾﺔ أن ﯾﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ رﻗﺑﺔ ﻏﯾري ﻣﻧﮭن ،وﻻ أراھن إﻻ ﻗد أﺻﺎﺑﮭن ﻣﺛل اﻟذي أﺻﺎﺑﻧﻲ ،وو َﺟ ْﻣﻧﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎً ،ﻓﺄﻗﺑل ﺣﺗﻰ وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ رﻗﺑﺔ أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ،ﻓﺳُ ِ ّر َي ﻋﻧّـﺎ( رواه اﻟطﺑراﻧﻲ وﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗد أوﺻت زوﺟﮭﺎ ﻋﻠﯾ‡ﺎ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺑﺄن ﯾﺗز ﱠوج أُﻣﺎﻣﺔ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮭﺎ ﻓﺗز ﱠوﺟﮭﺎ ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ ھذه اﻟوﺻﯾﱠﺔ ،وﻛﺎن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ | ﻋﻧﮫ ﻗد أﻣر اﻟﻣﻐﯾرة ﺑن ﻧوﻓل ﺑن اﻟﺣﺎرث أن ﯾﺗز ﱠوج أُﻣﺎﻣﺔ -زوﺟﺗﮫ -ﺑﻌده ،ﻓﺗز ﱠوﺟت ﺑﻌده اﻟﻣﻐﯾرة ،ﻓوﻟدت أُﻣﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻐﯾرة اﺑﻧًﺎ اﺳﻣﮫ ﯾﺣﯾﻰ ،وﻗﯾل :إﻧﱠﮭﺎ ﻟم ﺗﻠد ﻻ ﻟﻌﻠ ّﻲٍ وﻻ ﻟﻠﻣﻐﯾرة رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم أﺟﻣﻌﯾن .وﻛﺎﻧت وﻓﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﮭد ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﺑن أﺑﻲ ﺳﻔﯾﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ. ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 13
اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وھﻲ ﺛﺎﻧﻲ ﺑﻧﺎت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،ﻗﯾل أﻧﮭﺎ وﻟدت وﻛﺎن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﻧده ﺛﻼث وﺛﻼﺛون ﻋﺎﻣﺎ ،وھﻲ اﻟﻣﮭﺎﺟرة اﻟﻌظﯾﻣﺔ ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﮭﺟرﺗﯾن ،ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وأﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺧﯾر اﻟﻧﺳﺎء وﻟﻣﺎ ﺑﻠﻐت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وأﺧﺗﮭﺎ أم ﻛﻠﺛوم ﻣﺑﻠﻎ اﻟزواج ﺧطﺑﮭﻣﺎ أﺑو ﻟﮭب ﻋم رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻷﺑﻧﯾﮫ ﻋﺗﺑﺔ وﻋﺗﯾﺑﺔ ، وواﻓق رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،وزوﺟﮭﺎ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻣن ﻋﺗﺑﺔ ﺑن أﺑﻲ ﻟﮭب ،وزوج أﺧﺗﮭﺎ أم ﻛﻠﺛوم ﻣن ﻋﺗﯾﺑﺔ ﺑن اﺑﻲ ﻟﮭب وﻟﻣﺎ ﺑﻌث اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم آﻣﻧت ﻣﻊ أﻣﮭﺎ وأﺧواﺗﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ،وﻣﺎﻛﺎد رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺗﻠﻘﻰ رﺳﺎﻟﺔ رﺑﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ ،وﯾدﻋو إﻟﻰ دﯾن اﻟﺣق ،ﺣﺗﻰ ﺑدأت ﻗرﯾش ﺣرﺑﮭﺎ ﺿده ، ﻓﺎﺟﺗﻣﻊ ﺳﺎدة ﻗرﯾش وﻗﺎﻟوا :إﻧﻛم ﻗد ﻓرﻏﺗم ﻣﺣﻣدا ﻣن ھﻣﮫ ، ﻓردوا ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧﺎﺗﮫ ﻓﺎﺷﻐﻠوه ﺑﮭن .. وذھب ﺳﺎدة ﻗرﯾش إﻟﻰ أﺻﮭﺎر اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﻟﺛﻼﺛﺔ ،وﻗﺎﻟوا ﻟﮭم واﺣدا ﺑﻌد اﻷﺧر :ﻓﺎرق ﺻﺎﺣﺑﺗك وﻧﺣن ﻧزوﺟك أي اﻣرأة ﻣن ﻗرﯾش ﺷﺋت أﻣﺎ أﺑو اﻟﻌﺎص زوج اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﺄﺑﻰ ،وأﻣﺎ اﺑﻧﺎ أﺑﻲ ﻟﮭب ﻓﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ،وﻛﺎن أﺑو ﻟﮭب ﻗد ﻗﺎل ﻻﺑﻧﯾﮫ ﻟﻣﺎ ﻧزﻟت ﺳورة اﻟﻣﺳد :رأﺳﻲ ﻣن رأﺳﯾﻛﻣﺎ ﺣرام ان ﻟم ﺗطﻠﻘﺎ اﺑﻧﺗﻲ ﻣﺣﻣد .. ﻓﻔﺎرﻗﮭﻣﺎ ﻗﺑل أن ﯾدﺧﻼ ﺑﮭﻣﺎ ﻛراﻣﺔ ﻣن ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﮭﻣﺎ ،وھواﻧًﺎ ﻻﺑﻧﻲ أﺑﻲ ﻟﮭب ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 14
ﻟﻣﺎ طﻠﻘت اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن اﺑن ﻋﻣﮭﺎ ﻋﺗﺑﺔ ﺑن اﺑﻲ ﻟﮭب ،ﻋوﺿﮭﺎ ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ واﺑدﻟﮭﺎ زوﺟﺎ ﻛرﯾﻣﺎ ﻣﺑﺷرا ﺑﺎﻟﺟﻧﺔ وﺳﯾم اﻟطﻠﻌﺔ ،ﻣن أﻋرق ﻓﺗﯾﺎن ﻗرﯾش ﻧﺳﺑﺎ ،ﻓﻘد ﺗﻘدم ﻟﻠزواج ﻣﻧﮭﺎ ﻋﺛﻣﺎن ﺑن ﻋﻔﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﺗزوﺟﮭﺎ ،ﻓﻌن ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻗﺎل :أﻧﮫ ﻟﻣﺎ ﺑﻠﻐﮫ أن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم زوج اﺑﻧﺗﮫ رﻗﯾﺔ -وﻛﺎﻧت ذات ﺟﻣﺎل -ﻣن اﺑن ﻋﻣﮭﺎ ﻋﺗﺑﺔ ﺑن أﺑﻲ ﻟﮭب ،ﺗﺄﺳف إذ ﻟم ﯾﻛن ھو ﺗزوﺟﮭﺎ ،ﻓدﺧل ﻋﻠﻰ أھﻠﮫ ﻣﮭﻣوﻣﺎً ﻓوﺟد ﻋﻧدھم ﺧﺎﻟﺗﮫ ﺳﻌدى ﺑﻧت ﻛرﯾز ﻓﻘﺎﻟت ﻟﮫ :أﺑﺷر وﺣﯾﯾت ﺛﻼﺛﺎً ﺗﺗراً ،ﺛم ﺛﻼﺛﺎً وﺛﻼﺛﺎً أﺧرى ،ﺛم ﺑﺄﺧرى ﻛﻲ ﺗﺗم ﻋﺷراً ،أﺗﺎك ﺧﯾر، ووﻗﯾت ﺷراً ،أﻧﻛﺣت وﷲ ﺣﺻﺎﻧﺎً زھراً ،وأﻧت ﺑﻛر ،وﻟﻘﯾت ﺑﻛراً، واﻓﯾﺗﮭﺎ ﺑﻧت ﻋظﯾم ﻗدراً ،ﺑﻧﯾت أﻣراً ﻗد أﺷﺎد ذﻛراً .ﻗﺎل ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ﻓﻌﺟﺑت ﻣن أﻣرھﺎ ﺣﯾث ﺗﺑﺷرﻧﻲ ﺑﺎﻟﻣرأة ﻗد ﺗزوﺟت ﺑﻐﯾري ،ﻓﻘﻠت :ﯾﺎ ﺧﺎﻟﺔ! ﻣﺎ ﺗﻘوﻟﯾن ؟ ﻓﻘﺎﻟت :ﻋﺛﻣﺎن ﻟك اﻟﺟﻣﺎل ،وﻟ ِك اﻟﻠﺳﺎن ،ھذا اﻟﻧﺑﻲ ﻣﻌﮫ اﻟﺑرھﺎن. أرﺳﻠﮫ ﺑﺣﻘﮫ اﻟدﯾﺎن ،وﺟﺎءه اﻟﺗﻧزﯾل واﻟﻔرﻗﺎن ،ﻓﺎﺗﺑﻌﮫ ﻻ ﺗﻐﺗﺎﻟك اﻷوﺛﺎن. ﻗﺎل :ﻓﻘﻠت :إﻧك ﻟﺗذﻛرﯾن أﻣراً ﻣﺎ وﻗﻊ ﺑﺑﻠدﻧﺎ. ﻓﻘﺎﻟت :ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد ﷲ رﺳول ﻣن ﻋﻧد ﷲ ،ﺟﺎء ﺑﺗﻧزﯾل ﷲ ﯾدﻋو ﺑﮫ إﻟﻰ ﷲ ﻗﺎل ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ﻓﺎﻧطﻠﻘت ﻣﻔﻛراً ،ﻓﻠﻘﯾﻧﻲ أﺑو ﺑﻛر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻓﺄﺧﺑرﺗﮫ ﻓﻘﺎل :وﯾﺣك ﯾﺎ ﻋﺛﻣﺎن ،إﻧك ﻟرﺟل ﺣﺎزم ﻣﺎ ﯾﺧﻔﻰ ﻋﻠﯾك اﻟﺣق ﻣن اﻟﺑﺎطل ،ﻣﺎ ھذه اﻷﺻﻧﺎم اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺑدھﺎ ﻗوﻣﻧﺎ؟ أﻟﯾﺳت ﻣن ﺣﺟﺎرة ﺻم ﻻ ﺗﺳﻣﻊ وﻻ ﺗﺑﺻر وﻻ ﺗﺿر وﻻ ﺗﻧﻔﻊ ؟ ﻗﺎل :ﻗﻠت ﺑﻠﻰ وﷲ إﻧﮭﺎ ﻟﻛذﻟك. ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 15
ﻓﻘﺎل :وﷲ ﻟﻘد ﺻدﻗﺗك ﺧﺎﻟﺗك ھذا رﺳول ﷲ ﻣﺣﻣد ﺑن ﻋﺑد ﷲ ،ﻗد ﺑﻌﺛﮫ ﷲ إﻟﻰ ﺧﻠﻘﮫ ﺑرﺳﺎﻟﺗﮫ ،ھل ﻟك أن ﺗﺄﺗﯾﮫ ؟ ﻓﺎﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ﺑرﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،ﻓﻘﺎل \" :ﯾﺎ ﻋﺛﻣﺎن ،أﻧﺎ رﺳول ﷲ إﻟﯾك وإﻟﻰ ﺧﻠﻘﮫ\" ﻗﺎل :ﻓوﷲ ﻣﺎ ﺗﻣﺎﻟﻛت ﻧﻔﺳﻲ ﻣﻧذ ﺳﻣﻌت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أن أﺳﻠﻣت ،وﺷﮭدت أن ﻻ إﻟﮫ إﻻ ﷲ وﺣده ﻻ ﺷرﯾك ﻟﮫ ،ﺛم ﻟم أﻟﺑث أن ﺗزوﺟت رﻗﯾﺔ ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم، ﻓﻛﺎن ﯾﻘﺎل :أﺣﺳن زوﺟﯾن رآھﻣﺎ إﻧﺳﺎن رﻗﯾﺔ وزوﺟﮭﺎ ﻋﺛﻣﺎن واﻏﺗﺎظت ﻗرﯾش ﻟﮭذا اﻟزواج ،ﻓﻘد ارادوا أن ﯾﺷﻐﻠوا رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﺑﻧﺎﺗﮫ وطﻼﻗﮭن ،ﻓﺎذا رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺗﺗزوج زوﺟﺎ ﺧﯾرا ﻣﻣن طﻠﻘﮭﺎ.. وﻟﻣﺎ اﺷﺗد اﯾذاء اﻟﻛﻔﺎر ﻟﻠﻣﺳﻠﻣﯾن ،أﻣرھم رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﺎﻟﮭﺟرة إﻟﻰ اﻟﺣﺑﺷﺔ ،ﻓﻛﺎن ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وزوﺟﺗﮫ رﻗﯾﺔ أول ﻣن ھﺎﺟر إﻟﯾﮭﺎ ،وﻟﻣﺎ ﻋﻠم اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﮭﺟرﺗﮭﻣﺎ ﻗﺎل \" :ﺻﺣﺑﮭﻣﺎ ﷲ إن ﻋﺛﻣﺎن ﻷول ﻣن ھﺎﺟر ﺑﺄھﻠﮫ ﺑﻌد ﻟوط \" وﻓﻲ اﻟﺣﺑﺷﺔ وﻟدت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻟﻌﺛﻣﺎن اﺑﻧﮭﻣﺎ ﻋﺑد ﷲ ،اﻟذي ﻛﺎن ﯾﻛﻧﻰ ﺑﮫ وﻟﻘد ﻋﺎد ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وزوﺟﺗﮫ إﻟﻰ ﻣﻛﺔ ،ﻓﻘد ﺳرت اﻟﺷﺎﺋﻌﺎت أن ﻗرﯾﺷﺎ ﻗد أﺳﻠﻣت ﻓﺎﺷﺗﺎق اﻟﻣﮭﺎﺟرون إﻟﻰ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟﺑﻠد اﻟﺣرام ،وﻟم ﯾﻘو ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎﻟﺑﺔ ذﻟك اﻟﺣﻧﯾن ﻟﻠﺑﻠد اﻟﺣرام ،ﻓﺗﮭﯾﺋوا ﻟﻠرﺣﯾل ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﺿل أﺧرون أن ﯾﺑﻘوا ﻓﻲ ﻣﮭﺟرھم ﻓﻲ اﻟﺣﺑﺷﺔ رﯾﺛﻣﺎ ﯾﺳﺗﯾﻘﻧون ﻣﻣﺎ ﻗﯾل ﻋن ﻣﮭﺎدﻧﺔ ﻗرﯾش ﻟرﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وإﺳﻼﻣﮭﺎ ،وﻛﺎﻧت اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ و زوﺟﮭﺎ ﻣن اﻟﻌﺎﺋدﯾن ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 16
و ﻟﻣﺎ وﺻﻠت اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﻣﻛﺔ ﻋﻠﻣت أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن إﻻ إﺷﺎﻋﺔ وأن ﻗرﯾش ﻣﺎزاﻟت ﻋﻠﻰ ﻛﻔرھﺎ وﻣﺣﺎرﺑﺗﮭﺎ ﻟﻠرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم و ﻣن آﻣن ﻣﻌﮫ ،وﻟم ﯾطل ﺑﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎم ﻓﻲ ﻣﻛﺔ ﻓﮭﺎﺟرت إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،ﻓﻘد ھﺎﺟرت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وزوﺟﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺑﯾل ﷲ ھﺟرﺗﯾن ،ھﺟرة اﻟﺣﺑﺷﺔ وھﺟرة اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻛﺎﻧت ﻗد وﻟدت اﺑﻧﮭﺎ ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﺛﻣﺎن وﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺎت اﺑﻧﮭﺎ ﻋﺑد ﷲ وھو ﺻﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﺎدﺳﺔ ﻣن ﻋﻣره ﺑﻧﻘرة ﻣن دﯾك ،ﻓﻘد ﻧﻘر ﻋﯾﻧﮫ دﯾك ،ﻓورم وﺟﮭﮫ وﻣرض وﻣﺎت وﯾﻘﺎل أﻧﮫ ﻣﺎت ﻗﺑﻠﮭﺎ ،وﯾﻘﺎل ﺑل ﻛﺎن ﻣوﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻟﻠﮭﺟرة ﺑﻌد وﻓﺎة واﻟدﺗﮫ رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺳﻧﺗﯾن وﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﮭﺟرة ﻣرﺿت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،و أﺻﺎﺑﺗﮭﺎ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺣﻣﻰ ﺷدﯾدة ،وﻣﻛث اﻟزوج اﻟﺣﺑﯾب ﺑﺟوارھﺎ ﯾﻣرﺿﮭﺎ وﯾرﻋﺎھﺎ ،إﻟﻰ أن ﺧرج اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻟﻐزوة ﺑدر ،و أراد ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ أن ﯾﺧرج ﻣﻌﮭم ،وﻟﻛن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم أﻣره ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﺑﺟوار زوﺟﺗﮫ ورﻋﺎﯾﺗﮭﺎ ،وﻗد ﺿرب رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻟﮫ ﺑﺳﮭم ﻓﻲ اﻟﻐﻧﺎﺋم وﺟﻌل ﻟﮫ أﺟر ﻣن ﺷﮭد ﺑدر ﻷﻧﮫ ﺗﻐﯾب ﺑﺄﻣر ﻣن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم، وﺗوﻓﯾت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻗد ﺟﺎء ﺑﺷﯾر اﻟﻧﺻر اﻟﻌظﯾم ﻓﻲ ﺑدر ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﮭﺟرة ،ﻓﻘد ﺑﻌث اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم زﯾد ﺑن ﺣﺎرﺛﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﯾﺑﺷر اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺻر ﻓوﺻل إﻟﯾﮭﺎ وﻗد ﻓرﻏوا ﻣن دﻓن اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ، وﻛﺎن ﻟﮭﺎ ﻣن اﻟﻌﻣر اﺛﻧﺗﺎن وﻋﺷرون ﺳﻧﺔ ودﻓﻧت ﺑﺎﻟﺑﻘﯾﻊ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وأرﺿﺎھﺎ.. ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 17
اﻟﺳﯾدة أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ھﻲ أم ﻛﻠﺛوم ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم و أﻣﮭﺎ ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺧﯾر اﻟﻧﺳﺎء ﺻﺎﺣﺑﺔ اﻟﻔﺿل اﻟﻌظﯾم و اﻟﻣﻘﺎم اﻟرﻓﯾﻊ ،وھﻲ أﺻﻐر ﻣن اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ .وﻟدت ﻗﺑل اﻟﺑﻌﺛﺔ اﻟﻧﺑوﯾﺔ ﺑﺳت ﺳﻧوات ﻟﻣﺎ ﺑﻠﻐت أم ﻛﻠﺛوم وأﺧﺗﮭﺎ رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻣﺑﻠﻎ اﻟزواج ، ﺧطﺑﮭﻣﺎ ﻋﺑد اﻟﻌزى )أﺑﻲ ﻟﮭب( ﻻﺑﻧﯾﮫ ﻋﺗﯾﺑﺔ وﻋﺗﺑﺔ ﻓواﻓق رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وﻗد ﺧطﺑت أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻟﻌﺗﯾﺑﺔ وﺗزوﺟﮭﺎ وﻟﻛن ﻟم ﯾدﺧل ﺑﮭﺎ ﻣﺎ ﻛﺎد رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﯾﺗﻠﻘﻰ رﺳﺎﻟﺔ رﺑﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ وﯾدﻋو اﻟﻰ دﯾن اﻟﺣق ﺣﺗﻰ ﺑدأت ﻗرﯾش ﺣرﺑﮭﺎ ﺿده ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻓﺎﺟﺗﻣﻊ ﺳﺎدة ﻗرﯾش وﻗﺎﻟوا :اﻧﻛم ﻗد ﻓرﻏﺗم ﻣﺣﻣدا ﻣن ھﻣﮫ ﻓردوا ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻧﺎﺗﮫ ﻓﺎﺷﻐﻠوه ﺑﮭن وذھب ﺳﺎدة ﻗرﯾش اﻟﻰ اﺻﮭﺎر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم اﻟﺛﻼﺛﺔ وﻗﺎﻟوا ﻟﮭم واﺣدا ﺑﻌد اﻻﺧر :ﻓﺎرق ﺻﺎﺣﺑﺗك وﻧﺣن ﻧزوﺟك أي اﻣرأة ﻣن ﻗرﯾش ﺷﺋت ﻓﺄﺑﻰ أﺑو اﻟﻌﺎص زوج زﯾﻧب اﻟﻛﺑرى رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻋﻧﮫ اﻣﺎ اﺑﻧﺎ أﺑﻲ ﻟﮭب ﻓﺎﺳﺗﺟﺎﺑﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور وﻛﺎن أﺑو ﻟﮭب ﻗد ﻗﺎل ﻻﺑﻧﯾﮫ :رأﺳﻲ ﻣن رأﺳﯾﻛﻣﺎ ﺣرام إن ﻟم ﺗطﻠﻘﺎ اﺑﻧﺗﻲ ﻣﺣﻣد أﺳﻠﻣت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻊ أﻣﮭﺎ واﺧواﺗﮭﺎ ﺟﻣﯾﻌﺎ ،و ﺑﻌد أن طﻠﻘﮭﺎ ﻋﺗﯾﺑﺔ ﻋﺎﺷت أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻊ واﻟدﯾﮭﺎ ،ﺛم ﺗزوﺟت اﺧﺗﮭﺎ اﻟﺳﯾدة رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ،وھﺎﺟرت ﻣﻌﮫ اﻟﻰ اﻟﺣﺑﺷﺔ ،وﺑﻘﯾت أم ﻛﻠﺛوم ﻣﻊ اﺧﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐرى ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،وھﻛذا ﻋﺎﺷت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺻﻣﯾم ﻣﻌرﻛﺔ اﻻﺿطﮭﺎد اﻻوﻟﻰ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 18
ﺛم أﺳﻠم ﺣﻣزة ﺑن ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب و ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،ﻓطﺎر ﺻواب ﻗرﯾش وﻗﺎطﻌوا ﺑﻧﻲ ھﺎﺷم وﺣﺎﺻروھم ﻓﻲ ﺷﻌب أﺑﻲ طﺎﻟب وﻋﺎش اﻟﻣﺳﻠﻣون وﻗد ﺑﻠﻎ ﺑﮭم اﻟﺟوع ﻣﺑﻠﻐﮫ وﻛﺎﻧت أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺻﺎﺑرة ﻣﺣﺗﺳﺑﺔ ﺗراﻋﻲ أﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ و ارﺿﺎھﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗد اﻧﮭﻛﺗﮭﺎ ﻓﺗرة اﻟﺣﺻﺎر ﻓﻲ ﺷﻌب أﺑﻲ طﺎﻟب ﺛم ﺗوﻓﯾت اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﺣزن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﻠﻰ ﻓراﻗﺎھﺎ ،وﺣزﻧت أم ﻛﻠﺛوم وﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ وﺗﻔرﻏﺎ ﻟرﻋﺎﯾﺔ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﺗﻣﺎدى ﻛﻔﺎر ﻗرﯾش ﻓﻲ اﯾذاء اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ،وﻗرر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم اﻟﮭﺟرة اﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﺗرك اﺑﻧﺗﯾﮫ أم ﻛﻠﺛوم و ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻋﻧد زوﺟﺗﮫ اﻟﺳﯾدة ﺳودة رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،ﺣﺗﻰ وﺻل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم إﻟﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺛم أرﺳل زﯾد ﺑن ﺣﺎرﺛﺔ ﻟﯾﺻﺣﺑﮭم و آل أﺑﻲ ﺑﻛر اﻟﻰ دار اﻟﮭﺟرة ﻋﺎﺷت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﺷﮭدت ﻋودة اﺑﯾﮭﺎ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻣﻧﺗﺻرا ﻣن ﺑدر ،ووﻓﺎة اﺧﺗﮭﺎ رﻗﯾﺔ ﯾوم اﻟﻧﺻر وﻓﻲ أﺣد اﻻﯾﺎم رأى رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻣﮭﻣوﻣﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﮫ :ﻣﺎﻟﻲ اراك ﻣﮭﻣوﻣﺎ؟ ،ﻓﻘﺎل :ﯾﺎ رﺳول ﷲ وھل دﺧل ﻋﻠﻰ أﺣد ﻣﺎ دﺧل ﻋﻠﻲ ،ﻣﺎﺗت اﺑﻧﺔ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻧدي واﻧﻘطﻊ ظﮭري واﻧﻘطﻊ اﻟﺻﮭر ﺑﯾﻧﻲ و ﺑﯾﻧك ﻓﺑﯾﻧﻣﺎ ھو ﯾﺣﺎوره اذ ﻗﺎل اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم \":ﯾﺎ ﻋﺛﻣﺎن ھذا ﺟﺑرﯾل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺳﻼم ﯾﺄﻣرﻧﻲ ﻋن ﷲ ﻋز و ﺟل أن أزوﺟك أﺧﺗﮭﺎ أم ﻛﻠﺛوم ﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﺻداﻗﮭﺎ وﻋﻠﻰ ﻣﺛل ﻋﺷرﺗﮭﺎ \" ،ﻓزوﺟﮫ اﯾﺎھﺎ ﻓﻛﺎﻧت اﻟﻧور اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟﻌﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ،اﻟذي ﺳﻣﻲ ذي ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 19
اﻟﻧورﯾن ﻟزواﺟﮫ اﺑﻧﺗﻲ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،وﺗزوﺟﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﮭر رﺑﯾﻊ اﻷول ﺳﻧﺔ ﺛﻼث ﻣن اﻟﮭﺟرة ،وﺑﻘﯾت ﻋﻧده ﺳت ﺳﻧوات وﻟم ﺗﻧﺟب ﻟﮫ وﻛﺎن ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺑﻌد أن ﺗوﻓﯾت رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،ﻗد ﻋرض ﻋﻠﯾﮫ ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ اﺑﻧﺗﮫ ﺣﻔﺻﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻟﯾﺗزوﺟﮭﺎ ،ﻓﺳﻛت ﻋﺛﻣﺎن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ،ﺛم أﺧﺑره أﻧﮫ ﻻﯾرﻏب ﻓﻲ اﻟزواج ھذه اﻟﻔﺗرة ،ﻓﻠﻣﺎ ﺑﻠﻎ ذﻟك رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎل)) :أﻻ أدل ﻋﺛﻣﺎن ﻋﻠﻰ ﻣن ھو ﺧﯾر ﻟﮫ ﻣﻧﮭﺎ وأدﻟﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻣن ھو ﺧﯾر ﻟﮭﺎ ﻣن ﻋﺛﻣﺎن(( ﻓﺗزوج رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺣﻔﺻﺔ وزوج ﻋﺛﻣﺎن أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم ﺛم داھم اﻟﻣرض ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻓﻠزﻣت اﻟﻔراش ﺣﯾﻧﺎ ﺛم ﻣﺎﺗت ﻓﻲ ﺷﮭر ﺷﻌﺑﺎن ﺳﻧﺔ ﺗﺳﻊ ﻣن اﻟﮭﺟرة ، وﻋﻣرھﺎ ٢٧ﻋﺎﻣﺎ ،وﺗﺄﻟم ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وﺣزن ﺣزﻧﺎ ﺷدﯾدا وأﻣر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم أم ﻋطﯾﺔ ان ﺗﻐﺳﻠﮭﺎ وﺗرا واﻋطﺎھﺎ ازاره ﻟﺗﻛﻔﻧﮭﺎ ﺑﮫ ،وﻗد ﻗﺎل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﺣﯾن أراد اﻧزاﻟﮭﺎ ﻗﺑرھﺎ :ﻻ ﯾﻧزل ﻗﺑرھﺎ أﺣد ﻗﺎرف أھﻠﮫ )ﺟﺎﻣﻊ أھﻠﮫ ( اﻟﻠﯾﻠﺔ ،أﻓﯾﻛم أﺣد ﻟم ﯾﻘﺎرف أھﻠﮫ اﻟﻠﯾﻠﺔ ؟ ،ﻓﻘﺎل أﺑو طﻠﺣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :أﻧﺎ ﯾﺎ رﺳول ﷲ ،ﻓﻘﺎل ﻟﮫ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم :اﻧزل وﺑﻌد ان دﻓﻧﮭﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻗﺎل ﻟذي اﻟﻧورﯾن اﻟﺣزﯾن ﻟﻣوت زوﺟﺗﮫ اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ وﻻﻧﻘطﺎع ﻧﺳﺑﮫ ﻣن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم \":ﻟو ﻛﺎﻧت ﻋﻧدﻧﺎ ﺛﺎﻟﺛﺔ ﻟزوﺟﻧﺎﻛﮭﺎ ﯾﺎ ﻋﺛﻣﺎن\" رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وأرﺿﺎھﺎ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 20
اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ھﻲ اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أﺻﻐر ﺑﻧﺎت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وأﺣﺑﮭم إﻟﻰ ﻗﻠﺑﮫ وأﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﻰ أم أﺑﯾﮭﺎ ﻟﺣﺑﮭﺎ ورﻋﺎﯾﺗﮭﺎ ﻷﺑﯾﮭﺎ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وھﻲ زوﺟﺔ ﻋﻠﻰ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وام ﺳﺑطﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،وھﻲ ﺳﯾدة ﻧﺳﺎء أھل اﻟﺟﻧﺔ وﻟدت رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وأرﺿﺎھﺎ ﻗﺑل ﺑﻌﺛﺔ اﻟﻣﺻطﻔﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﺑﺧﻣس ﺳﻧﯾن ،ﻓﻰ اﻟﻌﺎم اﻟذى اﺧﺗﻠﻔت ﻓﯾﮫ ﻗرﯾش ﻋﻠﻰ وﺿﻊ اﻟﺣﺟر اﻷﺳود ﻓﻰ ﻣﻛﺎﻧﮫ ﻣن اﻟﻛﻌﺑﺔ ﻓوﺿﻌﮫ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،ﺗرﺑت ﺑﯾن أﺣﺿﺎن واﻟدﯾﮭﺎ وأرﺿﻌﺗﮭﺎ أﻣﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ وﻟم ﺗﻛل ارﺿﺎﻋﺎھﺎ إﻟﻰ أﺣد ﻣن اﻟﻣرﺿﻌﺎت ،ﻓﻧﺷﺄت ﺑﯾن ﺣﻧﺎن وﺣب واﻟدﯾﮭﺎ و ھﻰ اﻻﺑﻧﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻟرﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻣن اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،ﻓﮭﻰ ﺑﻌد زﯾﻧب ورﻗﯾﺔ وأم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭن ﺟﻣﯾﻌﺎ ،وﻟدت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ورﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺳﺗﻌد ﻟﺗﻠﻘﻰ اﻟﻧﺑوة واﻟرﺳﺎﻟﺔ ﻓﻠﻘد ﺣﺑب إﻟﯾﮫ اﻟﺗﺣﻧث ﻓﻰ ﻏﺎر ﺣراء وﻟﻣﺎ ﺑﻌث اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﺎﺷت ﻣﻌﮫ وﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﮭﺎ ﺗﻛﺑر وﺑطش وﺗﻛذﯾب ﻗرﯾش ،ودﺧﻠت ﻣﻊ أﺑوﯾﮭﺎ ﺷﻌب أﺑﻲ طﺎﻟب ،ﺣﯾث ﻋﺎﺷت ھﻧﺎك ﺣﺻﺎر ﻣﻧﮭك ﺳﻧﯾن ﻋدﯾدة ،ﺛم ﺧرﺟت ﻣن اﻟﺣﺻﺎر ﻟﺗﺷﮭد ﻣوت أﻣﮭﺎ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،ﻓﺗوﻟت رﻋﺎﯾﺔ واﻟدھﺎ ﻣﻊ أﺧواﺗﮭﺎ ،وﻋﺎﺷت أﻣﺎ ﻷﺑﯾﮭﺎ ﺗرﻋﺎه وﺗﺧﻔف ﻋﻧﮫ أذي وﻛﻔر ﻗرﯾش ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 21
ﻓﻘد أﺧرج اﻟﺑﺧﺎرى :أن ﻋﻘﺑﺔ ﺑن أﺑﻰ ﻣﻌﯾط ﺟﺎء ﺑﺳﻼ )أﻣﻌﺎء(ﺟزو ٍر ﻓوﺿﻌﮫ ﻋﻠﻰ ظﮭر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻠم ﯾرﻓﻊ رأﺳﮫ ﺣﺗﻰ ﺟﺎءت ﻓﺎطﻣﺔ -رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ -ﻓرﻓﻌﺗﮫ ودﻋت ﻋﻠﻰ ﻣن ﺻﻧﻊ ذﻟك ﻋﻧد ذﻟك رﻓﻊ اﻟﻧﺑﻰ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم رأﺳﮫ وﻗﺎل \" :اﻟﻠﮭم ﻋﻠﯾك ﺑﺄﺑﻰ ﺟﮭل ﺑن ھﺷﺎم وﻋﺗﺑﺔ ﺑن رﺑﯾﻌﺔ وﺷﯾﺑﺔ ﺑن رﺑﯾﻌﺔ وﻋﻘﺑﺔ ﺑن أﺑﻰ ﻣﻌﯾط وأﺑ ّﻰ ﺑن ﺧﻠف \" وﻟﻣﺎ ھﺎﺟر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،أرﺳل زﯾدا رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻟﯾﺄﺗﻰ ﺑﺄھﻠﮫ ﻓﺧرﺟت ﻣﻌﮫ اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ وأﺧﺗﮭﺎ أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،وﻣﻌﮭﻣﺎ ﺳودة ﺑﻧت زﻣﻌﺔ زوﺟﺔ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،ﻣﮭﺎﺟرات إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة وﻋﺎﺷت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻊ أﺑﯾﮭﺎ وأﺧواﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ،وﻟﻣﺎ ﺑﻠﻐت ﻣﺑﻠﻎ اﻟزواج ﺗﻘدم ﻟﺧطﺑﺗﮭﺎ أﺑو ﺑﻛر اﻟﺻدﯾق وﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،ﻓردھﻣﺎ اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﻘول ﺟﻣﯾل ﺛم ﺗﻘدم ﻋﻠﻰ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻟﺧطﺑﺗﮭﺎ وﻛﺎن ﻋﻣرھﺎ ﻓﻲ ﺣواﻟﻰ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ،وﻛﺎن ﻋﻠﻰ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ واﻟﻌﺷرﯾن ، وﯾﺣﻛﻰ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻓﯾﻘول :ﺧطﺑت ﻓﺎطﻣﺔ ﻣن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ،ﻓﻘﺎﻟت ﻣوﻻة ﻟﻲ :ھل ﻋﻠﻣت ان ﻓﺎطﻣﺔ ﺧطﺑت ﻣن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ،ﻗﻠت:ﻻ ﻗﺎﻟت:ﻓﻘد ﺧطﺑت ﻓﻣﺎ ﯾﻣﻧﻌك ان ﺗﺄﺗﻲ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻓﯾزوﺟك ﺑﮭﺎ ﻓﻘﻠت:وﻋﻧدي ﺷﺊ اﺗزوج ﺑﮫ ؟ ﻗﺎﻟت :اﻧك ان ﺟﺋت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم زوﺟك ﻓوﷲ ﻣﺎ زاﻟت ﺗرﺟﯾﻧﻲ ﺣﺗﻰ دﺧﻠت ﻋﻠﻰ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وﻛﺎﻧت ﻟرﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﺟﻼﻟﺔ و ھﯾﺑﺔ ﻓﻠﻣﺎ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 22
ﻗﻌدت ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ أﻓﺣﻣت ،ﻓوﷲ ﻣﺎ أﺳﺗطﯾﻊ ان أﺗﻛﻠم ﻓﻘﺎل\":ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑك؟ اﻟك ﺣﺎﺟﺔ؟\" ﻓﺳﻛت ﻓﻘﺎل \" :ﻟﻌﻠك ﺟﺋت ﺗﺧطب ﻓﺎطﻣﺔ؟ \" ﻗﻠت :ﻧﻌم ﻗﺎل \" :وھل ﻋﻧدك ﻣن ﺷﺊ ﺗﺳﺗﺣﻠﮭﺎ ﺑﮫ؟ \" ﻓﻘﻠت :ﻻ وﷲ ﯾﺎ رﺳول ﷲ ﻓﻘﺎل \" :ﻣﺎ ﻓﻌﻠت ﺑﺎﻟدرع اﻟﺗﻰ أﻋطﯾﺗك ﯾوم ﺑدر ؟\" ﻓﻘﻠت :ﻋﻧدي واﻟذي ﻧﻔس ﻋﻠﻲ ﺑﯾده اﻧﮭﺎ ﻟﺣطﻣﯾﺔ ﻣﺎ ﺛﻣﻧﮭﺎ أرﺑﻌﻣﺎﺋﺔ درھم ﻗﺎل \" :ﻗد زوﺟﺗك ﻓﺎﺑﻌث ﺑﮭﺎ وﻛﺎﻧت ﺻداق ﺑﻧت رﺳول ﷲ وأﻣره اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أن ﯾﺑﯾﻊ اﻟدرع ﻟﯾﺟﮭز اﻟﻌروس ﺑﺛﻣﻧﮭﺎ ،وﺑﺎﻋﮭﺎ ﺑﺄرﺑﻌﻣﺎﺋﺔ درھم ،ﻓدﻓﻊ ﺑﺎﻟﻣﺑﻠﻎ ﻟﻠرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺻداﻗﺎ ﻟﻔﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﺗﻣت اﻟﺧطﺑﺔ ،وأﻋطﻰ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻟﺑﻼل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻟﯾﺷﺗري ﺑﺑﻌﺿﮫ طﯾﺑﺎ وﻋطرا ،ﺛم دﻓﻊ اﻟﺑﺎﻗﻲ إﻟﻰ أم ﺳﻠﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻟﺗﺷﺗري ﻣﺎﯾﺣﺗﺎج إﻟﯾﮫ اﻟﻌروﺳﺎن ﻣن ﻣﺗﺎع وﺗزوج ﻋﻠﻲ ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﺑﻧﻰ ﺑﮭﺎ ﺑﻌد ﻣرﺟﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻣن ﺑدر ﺑﻘﻠﯾل ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣن اﻟﮭﺟرة ،واوﻟم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓذﺑﺢ ﻛﺑﺷﺎ أھداه إﯾﺎه ﺳﻌد ﺑن ﻋﺑﺎدة رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﻟﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﺑﻧﺎء ﻗﺎل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻟﻌﻠﻲ :ﻻ ﺗﺣدﺛن ﺷﯾﺋﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﻠﻘﺎﻧﻲ ﻓدﻋﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﺑﻣﺎء ﻓﺗوﺿﺄ ﻣﻧﮫ ﺛم أﻓرغ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻲ وﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ وﻗﺎل \" :اﻟﻠﮭم ﺑﺎرك ﻓﯾﮭﻣﺎ وﺑﺎرك ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ وﺑﺎرك ﻟﮭﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺳﻠﮭﻣﺎ\" ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 23
وﻓﻲ رواﯾﺔ اﻧﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻗﺎل ﻻﺑﻧﺗﮫ \" :ﯾﺎ ﻓﺎطﻣﺔ أﻣﺎ اﻧﻲ ﻣﺎ اﻟﯾت ان اﻧﻛﺣﺗك ﺧﯾر أھﻠﻲ\" وﻗد ﻋﺎﺷت ﻣﻌﮫ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮭﺎ ﻟﯾس ﻟﮭﺎ ﺧﺎدم ، ﯾﻘول ﻋﻠ ّﻲ ﺑن أﺑﻰ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ :ﻟﻘد ﺗزوﺟت ﻓﺎطﻣﺔ وﻣﺎ ﻟﻰ وﻟﮭﺎ ﻏﯾر ﺟﻠد ﻛﺑش ﻧﻧﺎم ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺎﻟﻠﯾل وﻧﻌﻠف ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻧﺎﺿﺢ ﺑﺎﻟﻧﮭﺎر وﻣﺎ ﻟﻰ وﻟﮭﺎ ﺧﺎدم ﻏﯾرھﺎ ﻟم ﺗﻛن ﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت زوﺟﮭﺎ ﻣﺗرﻓﺔ وﻻ ﻧﺎﻋﻣﺔ ﺑل ﻛﺎﻧت أﻗرب اﻟﻰ ان ﺗوﺻف ﺑﺎﻟﺗﻘﺷف واﻟﺧﺷوﻧﺔ ﻻن ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻟم ﯾﻛن ذا ﺣظ ﻣن ﻣﺎل ﻣوروث او ﻣﻛﺗﺳب واﺑوه –ﻋﻠﻰ ﻋظم ﻣﻛﺎﻧﺗﮫ -ﻛﺎن ﻗﻠﯾل اﻟﻣﺎل ﻛﺛﯾر اﻟﻌﯾﺎل وﻗد دﺧﻠت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻻ ﺑﺎﻟﻔراش اﻟوﺛﯾر واﻧﻣﺎ ﺑﺧﻣﯾﻠﺔ ووﺳﺎدة أدم ﺣﺷوھﺎ ﻟﯾف ورﺣﺎءﯾن وﺳﻘﺎءﯾن وﺟرﺗﯾن وﺷﺊ ﻣن اﻟﻌطر و اﻟطﯾب وﻛﺎن ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻗد ﺑﻧﻰ ﺑﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت أﻣﮫ ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﻧت ﺳﻌد ،وﻛﺎن ذﻟك ﺑﻌﯾدا ﻋن ﺑﯾت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم، وﻛﺎﻧت ﺗﺗﻣﻧﻰ أن ﺗﻛون ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن أﺑﯾﮭﺎ ،وﺳرﻋﺎن ﻣﺎﺗﺣﻘق أﻣﻠﮭﺎ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣول ﺣﺎرﺛﺔ ﺑن اﻟﻧﻌﻣﺎن ﻋن أﺣد ﻣﻧﺎزﻟﮫ وﻛﺎﻧت ﻗرﯾﺑﮫ ﻣن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم واھداھﺎ ﻟﻠرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻟﺗﺳﻛن ﻓﯾﮭﺎ ﻓﺎطﻣﮫ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﺗﻛون ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن اﺣب اﻟﺧﻠق إﻟﯾﮭﺎ وﻛﺎﻧت رﺿﻲ ﻋﻧﮭﺎ ﺗﻌﻣل ﺑﯾدھﺎ ﺑﺎﻟرﺣﻰ ﺗطﺣن اﻟﺣب ،ﺣﺗﻰ أﺛرت ﻓﻲ ﯾدھﺎ وﺗﻧظف ﺑﯾﺗﮭﺎ ﺑﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﺗﺧدم زوﺟﮭﺎ وﻗد أﺛر ذﻟك ﻋﻠﯾﮭﺎ ، وﻋﻠم ﻋﻠﻲ أن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗدم إﻟﯾﮫ ﺳﺑﻲ ﻓطﻠب ﻣﻧﮭﺎ أن ﺗﺳﺄل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أن ﯾﮭﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﺳﺑﻲ ﺧﺎدم ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 24
ﻓﯾروي ان رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻗد ﻓﺗﺢ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺟﺎءﺗﮫ ﻏﻧﺎﺋم وﺳﺑﺎﯾﺎ ﻓﻲ اﺣدى اﻟﻐزوات ﻓطﻠب ﻣﻧﮭﺎ زوﺟﮭﺎ أن ﺗﺳﺄل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺧﺎدﻣﺎ ﻣن اﻟﺳﺑﻲ ﻓﺄﺗت اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻓﻘﺎل \" :ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑك وﻣﺎ ﺣﺎﺟﺗك \" ﻗﺎﻟت :ﺟﺋت ﻷﺳﻠم ﻋﻠﯾك وأرﺧﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺣﯾﺎء ﺳﺗﺎرا ﻓﻠم ﺗطﻠب ﻣﻧﮫ ﺷﯾﺋﺎ وﻋﺎدت ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ ﻋﻠﻲ :ﻣﺎ ﻓﻌﻠت ﻗﺎﻟت :اﺳﺗﺣﯾﯾت ان اﺳﺄﻟﮫ ﻓرﺟﻌت ﻓﻘﺎﻣﺎ واﻧطﻠﻘﺎ اﻟﻰ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وﺷﻛﯾﺎ ﻟﮫ ﺣﺎﻟﮭﻣﺎ وطﻠﺑﺎ ان ﯾﮭب ﻟﮭﻣﺎ ﺧﺎدﻣﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﮭﻣﺎ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم \":وﷲ ﻻ اﻋطﯾﻛﻣﺎ وأدع أھل اﻟﺻﻔﺔ ﺗطوى ﺑطوﻧﮭم ﻻ أﺟد ﻣﺎ اﻧﻔق ﻋﻠﯾﮭم وﻟﻛﻧﻲ اﺑﯾﻌﮭم واﻧﻔق ﻋﻠﯾﮭم اﺛﻣﺎﻧﮭم \" ،واﻧﺻرﻓﺎ ﺷﺎﻛرﯾن راﺿﯾﯾن ﺑﺄﻣر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﺛم أﺗﺎھﻣﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻗد ﺗﻐطﯾﺎ ﺑﻘطﯾﻔﺔ ﻟﮭﻣﺎ إذا ﻏطﯾﺎ رأﺳﯾﮭﻣﺎ ﺑدت أﻗداﻣﮭﻣﺎ واذا ﻏطﯾﺎ أﻗداﻣﮭﻣﺎ اﻧﻛﺷﻔت رأﺳﺎھﻣﺎ ،ﻓﮭﺑﺎ ﻟﻠﻘﺎء اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ،ﻓﺎﺑﺗدرھﻣﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻗﺎﺋﻼ: \" ﻣﻛﺎﻧﻛﻣﺎ \" وﻗﺎل ﻟﮭﻣﺎ \" :اﻻ اﺧﺑرﻛﻣﺎ ﺑﺧﯾر ﻣﻣﺎ ﺳﺄﻟﺗﻣﺎﻧﻲ \" ﻓﺄﺟﺎﺑﺎ :ﺑﻠﻰ ﯾﺎ رﺳول ﷲ ﻗﺎل \" :ﻛﻠﻣﺎت ﻋﻠﻣﻧﯾﮭن ﺟﺑرﯾل ﺗﺳﺑﺣﺎن دﺑر ﻛل ﺻﻼة ﻋﺷرا وﺗﺣﻣدان ﻋﺷرا وﺗﻛﺑران ﻋﺷرا واذا أوﯾﺗﻣﺎ اﻟﻰ ﻓراﺷﻛﻣﺎ ﺗﺳﺑﺣﺎن ﺛﻼﺛﺎ و ﺛﻼﺛﯾن وﺗﺣﻣدان ﺛﻼﺛﺎ و ﺛﻼﺛﯾن وﺗﻛﺑران ﺛﻼﺛﺎ وﺛﻼﺛﯾن\" ﺛم ودﻋﮭﻣﺎ وﻣﺿﻰ ،ﻓﻣﺎزاﻟت ﻓﺎطﻣﺔ وﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﯾواظﺑﺎن ﻋﻠﻰ ﺗردﯾدھﻣﺎ طوال ﺣﯾﺎﺗﮭﻣﺎ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 25
وﻓﻲ رواﯾﮫ ﻓﻘﺎل ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم \":أﻻ أدﻟﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎھو ﺧﯾر ﻟﻛﻣﺎ ﻣن ﺧﺎدم؟ إذا أﺧذﺗﻣﺎ ﻣﺿﺎﺟﻌﻛﻣﺎ ﻓﺳﺑﺣﺎ ﺛﻼﺛﺎ وﺛﻼﺛﯾن واﺣﻣدا ﺛﻼﺛﺎ وﺛﻼﺛﯾن وﻛﺑرا أرﺑﻌﺎ وﺛﻼﺛﯾن ﻓﮭو ﺧﯾر ﻟﻛﻣﺎ ﻣن ﺧﺎدم\" رواه اﻟﺑﺧﺎري وﻣﺳﻠم وﯾروى اﻧﮫ ﻗد ﺣدث ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﺧﻼف ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻓﺄﺻﻠﺢ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وﻛﺎن ﻗد دﺧل ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﺑﺎﺳر اﻟوﺟﮫ وﺧرج ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وﻗد اﻣﺗﻸ وﺟﮭﮫ ﺑﺷرا ﻓﻘﯾل ﻟﮫ:ﯾﺎ رﺳول ﷲ دﺧﻠت وأﻧت ﻋﻠﻰ ﺣﺎل وﺧرﺟت وﻧﺣن ﻧرى اﻟﺑﺷر ﻓﻲ وﺟﮭك ﻓﻘﺎل ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم: \" وﻣﺎ ﯾﻣﻧﻌﻧﻲ وﻗد أﺻﻠﺣت ﺑﯾن أﺣب أﺛﻧﯾن اﻟﻲ \" وزار ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﯾوﻣﺎ ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮭﺎ ﻓﻠم ﯾﺟد ﻋﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﯾت ﻓﻘﺎل \" :أﯾن اﺑن ﻋﻣك؟\" ﻓﻘﺎﻟت :ﻛﺎن ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾﻧﮫ ﺷﻲء ﻓﻐﺎﺿﺑﻧﻲ ﻓﺧرج ﻓﻠم ﯾ ِﻘل ) ﯾﻧم وﺳط اﻟﻧﮭﺎر( ﻋﻧدي ﻓﻘﺎل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻹﻧﺳﺎن \":اﻧظر أﯾن ھو \"، ﻓﺟﺎء ﻓﻘﺎل ﯾﺎرﺳول ﷲ ھو ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد راﻗد ﻓﺟﺎء رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وھو ﻣﺿطﺟﻊ ،ﻗد ﺳﻘط رداؤه ﻋن ﺷﻘﮫ )ﺟﺎﻧﺑﮫ( ﻓﺄﺻﺎب ﺗراب ﻓﺟﻌل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﻣﺳﺣﮫ ﻋﻧﮫ وھو ﯾﻘول : \"ﻗم أﺑﺎ ﺗراب ،ﻗم أﺑﺎ ﺗراب )أي ﯾﺎ أﺑﺎ ﺗراب( ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻌﻠﻲ اﺳم أﺣب إﻟﯾﮫ ﻣن أﺑﻲ ﺗراب )رواه اﻟﺑﺧﺎري وﻣﺳﻠم( ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 26
وروى أن ﻋﻠﯾﺎ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺧطب ﺑﻧت أﺑﻲ ﺟﮭل ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﺑﻧو ھﺎﺷم ﺑن اﻟﻣﻐﯾرة-أﺑو ﺟﮭل-ﯾﺳﺗﺄذﻧون رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم أن ﯾﻧﻛﺣوا اﺑﻧﺗﮭم ﻟزوج اﺑﻧﺗﮫ ﻋﻠﻲ ﺑن اﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ،وﻛﺎن ﻗد ﺧطﺑﮭﺎ ﻣﻧﮭم ،ﻓﻠم ﯾﺄذن وﻗﺎل ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺑر: \" إن ﺑﻧﻲ ھﺎﺷم ﺑن اﻟﻣﻐﯾرة اﺳﺗﺄذﻧوا أن ﯾﻧﻛﺣوا اﺑﻧﺗﮭم ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻓﻼ آذن ﻟﮭم ،إﻻ أن ﯾﺣب اﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب أن ﯾطﻠق اﺑﻧﺗﻲ وﯾﻧﻛﺢ اﺑﻧﺗﮭم ﻓﺈﻧﻣﺎ اﺑﻧﺗﻲ ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﺿﻌﺔ ﻣﻧﻲ ﯾرﯾﺑﻧﻲ ﻣﺎ راﺑﮭﺎ وﯾؤذﯾﻧﻲ ﻣﺎ آذاھﺎ \" رواه ﻣﺳﻠم وﻓﻲ رواﯾﺔ ﻟﻠﺑﺧﺎري \" :ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﺿﻌﺔ ﻣﻧﻲ ﻓﻣن اﻏﺿﺑﮭﺎ أﻏﺿﺑﻧﻲ\" وﻓﻲ رواﯾﺔ أﻧﮫ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻗﺎل \" :أﻣﺎ ﺑﻌد ﻓﺈﻧﻲ أﻧﻛﺣت أﺑﺎ اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﻓﺣدﺛﻧﻲ ،ﻓﺻدﻗﻧﻲ ،وإن ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﺿﻌﺔ ﻣﻧﻲ ،و أﻧﺎ أﻛره أن ﯾﻔﺗﻧوھﺎ ،وإﻧﮭﺎ وﷲ ﻻ ﺗﺟﺗﻣﻊ اﺑﻧﺔ رﺳول ﷲ واﺑﻧﺔ ﻋدو ﷲ ﻋﻧد رﺟل واﺣد أﺑدا \" رواه ﻣﺳﻠم ﻓﺗرك ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ھذه اﻟﺧطﺑﺔ واﺳﺗرﺿﻰ زوﺟﺗﮫ وﻗﺎل ﻟﮭﺎ :وﷲ ﻻ اﺗﻲ ﺷﯾﺋﺎ ﺗﻛرھﯾﻧﮫ أأﺑد وﻓﻲ ﻏزوة أﺣد ﺧرﺟت اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻊ ﻧﺳﺎء اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﻟﻣداواة اﻟﺟرﺣﻰ وﺳﻘﺎﯾﺗﮭم ،وﻟﻣﺎ رأت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم وﻗد اﻧﻛﺳرت رﺑﺎﻋﯾﺗﮫ وﺳﺎل اﻟدم ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ اﻟﺷرﯾف ،ﺟرت ﻋﻠﯾﮫ واﻋﺗﻧﻘﺗﮫ أﺧذت ﺗﻣﺳﺢ اﻟدم ﻣن ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ اﻟﺷرﯾف ،وﻟﻣﺎ وﺟدﺗﮫ ﻻ ﯾﺗوﻗف ﺣرﻗت ﺣﺻﯾرا وﻣﻧﻌت ﺑﮫ اﻟدم ﻓﺎﻣﺗﻧﻊ ،وأﺧذ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﯾﻘول: ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 27
\" أﺷﺗد ﻏﺿب ﷲ ﻋﻠﻰ ﻗوم أدﻣوا وﺟﮫ رﺳوﻟﮭم وھو ﯾدﻋوھم إﻟﻰ ﷲ\" وﻗد وﻟدت رﺿﻲ ﷲ ﻟﻌﻠﻰ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ رﯾﺣﺎﻧﺗﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﺳﯾدا ﺷﺑﺎب أھل اﻟﺟﻧﺔ ،وﻗد ﺳﻣﺎھﻣﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن ،وﻛﺎن ﻋﻠﻰ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻗد اﺧﺗﺎر اﺳم ﺣرﺑﺎ ﻟﻠﺣﺳن ، ﻓﻐﯾره رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم إﻟﻰ اﻟﺣﺳن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﻧﺣر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻟﻛل واﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻛﺑﺷﺎ وﺻﻧﻊ ﻟﮭﻣﺎ اﻟﻌﻘﯾﻘﺔ ،وﻟﻘد وﻟدت اﻟﺣﺳن أوﻻ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺛﺎﻟث ﻟﻠﮭﺟرة ﺛم وﻟدت اﻟﺣﺳﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟراﺑﻊ ﻟﻠﮭﺟرة ،وﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﺧﺎﻣس ﻣن اﻟﮭﺟرة وﻟدت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ اﺑﻧﺗﮭﺎ زﯾﻧب ﺛم وﻟدت أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ.. وﻟﻣﺎ أﻧزل ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻗوﻟﮫ } :إﻧﻣﺎ ﯾرﯾد ﷲ ﻟﯾذھب ﻋﻧﻛم اﻟرﺟس أھل اﻟﺑﯾت وﯾطﮭرﻛم ﺗطﮭﯾرا{ دﻋﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ و ﺳﻠم ﻓﺎطﻣﺔ وﻋﻠﻲ واﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن وﻗﺎل \" :اﻟﻠﮭم ھؤﻻء أھل ﺑﯾﺗﻲ اﻟﻠﮭم ﻓﺎذھب ﻋﻧﮭم اﻟرﺟس وطﮭرھم ﺗطﮭﯾرا \" ﻗﺎﻟﮭﺎ ﺛﻼﺛﺎ وﻛﺎﻧت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺗﺷﺑﮫ واﻟدھﺎ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ،ﻓﻌن اﻟﺳﯾدة ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ :ﺟﺎءت ﻓﺎطﻣﺔ ﺗﻣﺷﻰ ﻣﺎ ﺗﺧطﺊ ﻣﺷﯾﺗﮭﺎ ﻣﺷﯾﺔ رﺳول ﷲ ﻓﻘﺎم إﻟﯾﮭﺎ وﻗﺎل \" :ﻣرﺣﺑﺎ ﺑﺎﺑﻧﺗﻰ \" وﻋن اﻟﺳﯾدة ﻋﺎﺋﺷﺔ -رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أﯾﺿﺎ ﻗﺎﻟت :ﻣﺎ رأﯾت أﺣدا ﻛﺎن أﺷﺑﮫ ﻛﻼﻣﺎ وﺣدﯾﺛﺎ ﺑرﺳول ﷲ ﻣن ﻓﺎطﻣﺔ وﻛﺎﻧت إذا دﺧﻠت ﻋﻠﯾﮫ ﻗﺎم إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻘﺑﻠﮭﺎ ورﺣب ﺑﮭﺎ وﻛذﻟك ﻛﺎﻧت ھﻰ ﺗﺻﻧﻊ ﺑﮫ وﻋﻧدﻣﺎ ﻣرض رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ ﺳﻠم ﻣرﺿﮫ اﻷﺧﯾر اﻟذي ﺗوﻓﻲ ﻓﯾﮫ ،ﻛﺎﻧت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﺟواره ﻣﻼزﻣﺔ ﻟﮫ ،ووﻗت اﺣﺗﺿﺎر اﻟﻧﺑﻰ دﺧﻠت ﻋﻠﯾﮫ وﻗد أﻟم ﺑﮫ اﻟﻣرض ﻓﺣزﻧت وﻗﺎﻟت :وا ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 28
ﻛرب أﺑﺗﺎه .ﻓﻘﺎل رﺳول ﷲ \" :ﻻ ﻛرب ﻋﻠﻰ أﺑﯾك ﺑﻌد اﻟﯾوم \" .ﺛم ﻛﻠﻣﮭﺎ ﻓﻰ أذﻧﮭﺎ ﻓﺑﻛت ﺛم أﺳر إﻟﯾﮭﺎ أﺧرى ﻓﺿﺣﻛت ﻓﻌن ﻋﺎﺋﺷﺔ -رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ -ﻗﺎﻟت :ﻛﻧﺎ أزواج اﻟﻧﺑﻰ اﺟﺗﻣﻌﻧﺎ ﻋﻧده ﻓﻠم ﯾﻐﺎدر ﻣﻧﮭن واﺣدة ﻓﺟﺎءت ﻓﺎطﻣﺔ ﺗﻣﺷﻰ ﻣﺎ ﺗﺧطﺊ ﻣﺷﯾﺗﮭﺎ ﻣﺷﯾﺔ رﺳول ﷲ ﻓﻠﻣﺎ رآھﺎ رﺣب ﺑﮭﺎ وﻗﺎل \" :ﻣرﺣﺑﺎ ﺑﺎﺑﻧﺗﻰ \" ﺛم أﻗﻌدھﺎ ﻋن ﯾﻣﯾﻧﮫ أو ﻋن ﯾﺳﺎره .ﺛم ﺳﺎ ﱠرھﺎ ﻓﺑﻛت ﺛم ﺳﺎرھﺎ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺿﺣﻛت ، ﻓﻠﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﻗﻠت ﻟﮭﺎ :ﺧﺻك رﺳول ﷲ ﺑﺎﻟﺳر وأﻧت ﺗﺑﻛﯾن ،ﻋزﻣت ﻋﻠﯾك ﺑﻣﺎ ﻟﻰ ﻋﻠﯾك ﻣن ﺣق ﻟﻣﺎ أﺧﺑرﺗﻧﻰ ﻣم ﺿﺣﻛت وﻣم ﺑﻛﯾت ؟ ﻗﺎﻟت :ﻣﺎ ﻛﻧت ﻷﻓﺷﻰ ﺳر رﺳول ﷲ ، .ﻓﻠﻣﺎ ﺗوﻓﻰ ﻗﻠت ﻟﮭﺎ : ﻋزﻣت ﻋﻠﯾك ﻟﻣﺎ ﻟﻰ ﻋﻠﯾك ﻣن ﺣق ﻟﻣﺎ أﺧﺑرﺗﻧﻰ ﻗﺎﻟت :أﻣﺎ اﻵن ﻓﻧﻌم ﻓﻰ اﻟﻣرة اﻷوﻟﻰ ﺣدﺛﻧﻰ \" :أن ﺟﺑرﯾل ﻛﺎن ﯾﻌﺎرﺿﻧﻲ ﺑﺎﻟﻘرآن ﻛل ﺳﻧﺔ ﻣرة وأﻧﮫ ﻋﺎرﺿﻧﻰ اﻟﻌﺎم ﻓﻰ ھذه اﻟﺳﻧﺔ ﻣرﺗﯾن وأﻧﻰ ﻻ أﺣﺳب ذﻟك إﻻ ﻋﻧد اﻗﺗراب أﺟﻠﻰ ﻓﺎﺗﻘﻰ ﷲ واﺻﺑرى ﻓﻧﻌم اﻟﺳﻠف ﻟك أﻧﺎ وأﻧت أﺳرع أھﻠﻰ ﺑﻰ ﻟﺣوﻗﺎ \" ﻓﺑﻛﯾت ،ﻓﻠﻣﺎ رأى ﺟزﻋﻰ ،ﻗﺎل \":أﻣﺎ ﺗرﺿﯾن أن ﺗﻛوﻧﻰ ﺳﯾدة ﻧﺳﺎء اﻟﻌﺎﻟﻣﯾن أو ﺳﯾدة ﻧﺳﺎء ھذه اﻷﻣﺔ \" ﻓﺿﺣﻛت . ﻓﻠﻣﺎ ﻣﺎت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺑﻛﺗﮫ ﺑﻛﺎ ًء ﺷدﯾدا وﻗﺎﻟت ﯾوﻣﮭﺎ :ﯾﺎ أﺑﺗﺎه أﺟﺎب رﺑﺎ دﻋﺎه ،ﯾﺎ أﺑﺗﺎه ﻓﻰ ﺟﻧﺔ اﻟﻔردوس ﻣﺄواه ،ﯾﺎ أﺑﺗﺎه إﻟﻰ ﺟﺑرﯾل ﻧﻧﻌﺎه ،ع وﻟﻣﺎ دﻓن أﻗﺑﻠت ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﻧس ﺑن ﻣﺎﻟك ﻓﻘﺎﻟت :ﯾﺎ أﻧس ﻛﯾف طﺎﺑت أﻧﻔﺳﻛم أن ﺗﺣﺛوا اﻟﺗراب ﻋﻠﻰ رﺳول ﷲ وﻛﺎﻧت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أﻗرب أھل ﺑﯾت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺣوﻗﺎ ﺑﮫ ﻛﻣﺎ ﺑﺷرھﺎ ،ﻓﻘد ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 29
ﺗوﻓﯾت رﺿوان ﷲ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌد وﻓﺎة اﻟﻣﺻطﻔﻰ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ب 6أﺷﮭر ،ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ال 11ﻣن اﻟﮭﺟرة، َو َﺻﻠﱠﻰ َﻋﻠَ ْﯾ َﮭﺎ اﻟﻌَﺑﱠﺎ ُسَ ،وﻧَ َز َل ﻓِﻲ ُﺣ ْﻔ َرﺗِ َﮭﺎ ھُ َو َو َﻋ ِﻠ ﱞﻲ َواﻟﻔَ ْﺿ ُل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم ،و َﻋ ِن أُ ِ ّم َﺟ ْﻌﻔَ ٍر: أَ ﱠن ﻓَﺎ ِط َﻣﺔَ ﻗَﺎﻟَ ْت ﻷَ ْﺳ َﻣﺎ َء ﺑِ ْﻧ ِت ﻋُ َﻣ ْﯾ ٍس :إِﻧِّﻲ أَ ْﺳﺗَ ْﻘﺑِ ُﺢ َﻣﺎ ﯾُ ْﺻﻧَ ُﻊ ﺑِﺎﻟﻧِّ َﺳﺎ ِء ،ﯾُ ْط َر ُح َﻋﻠَﻰ اﻟ َﻣ ْرأَ ِة اﻟﺛﱠ ْو ُب ،ﻓَﯾَ ِﺻﻔُ َﮭﺎ. ﻗَﺎﻟَت أﺳﻣﺎء رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ْ :ﯾَﺎ ا ْﺑﻧَﺔَ َرﺳُ ْو ِل ِﷲ ،أَﻻَ أُ ِر ْﯾ ِك َﺷ ْﯾﺋﺎً َرأَ ْﯾﺗُﮫُ ﺑِﺎﻟ َﺣﺑَ َﺷ ِﺔ؟ ﻓَدَ َﻋ ْت ﺑِ َﺟ َراﺋِد )ﺟرﯾد اﻟﻧﺧل(َ َر ْطﺑَ ٍﺔ ،ﻓَ َﺣﻧَﺗْ َﮭﺎ ،ﺛُ ﱠم َط َر َﺣ ْت َﻋﻠَ ْﯾ َﮭﺎ ﺛَ ْوﺑﺎً. ﻓَﻘَﺎﻟَ ْت ﻓَﺎ ِط َﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ َُ :ﻣﺎ أَ ْﺣ َﺳ َن َھذَا َوأَ ْﺟ َﻣﻠَﮫُ! إِذَا ِﻣ ﱡت ﻓَﻐَ ِّﺳ ِﻠ ْﯾﻧِﻲ أَ ْﻧ ِت َو َﻋ ِﻠ ﱞﻲَ ،وﻻَ ﯾَ ْد ُﺧﻠَ ﱠن أَ َﺣدٌ َﻋﻠَ ﱠﻲ.. وھذا ﻟﺣﯾﺎﺋﮭﺎ اﻟﺷدﯾد وﺧﺟﻠﮭﺎ أن ﺗﻛﺷف ﻋﻠﻰ أﺣد رﺿﻲ ﷲ ﻋن اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ أم أﺑﯾﮭﺎ.. ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 30
ﺣﻔﯾدات رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص إﻧﮭﺎ ﺣﻔﯾدة رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أُﻣﺎﻣﺔُ ﺑﻧت اﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﺑن ﻋﺑد ﺷﻣس ﺑن ﻋﺑد ﻣﻧﺎف اﻟﻘرﺷﯾﺔ ،وأﻣﺎ أﻣﮭﺎ ﻓﮭﻲ زﯾﻧب ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وزﯾﻧب أﻛﺑر أﺧواﺗﮭﺎ، وھﻲ ﻣن اﻟﺳﯾدات اﻟﻣﮭﺎﺟرات اﻟطﺎھرات. أﻣﺎ ﺟدﺗﮭﺎ ﻷﻣﮭﺎ ﻓﮭﻲ اﻟﺳﯾدة ﺧدﯾﺟﺔ ﺑﻧت ﺧوﯾﻠد أم اﻟﻣؤﻣﻧﯾن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،اﻟﺗﻲ ﻋُرﻓت ﺑﺎﻟطﺎھرة ﺑﯾن ﻧﺳﺎء ﻣﻛﺔ ﻓﻲ زﻣﺎﻧﮭﺎ. واﺑوھﺎ أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﺻﮭر اﻟﻧﺑﻲ اﻟﻛرﯾم ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وزوج اﺑﻧﺗﮫ اﻟﻛﺑرى زﯾﻧب ،واﺑن أﺧت أم اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﺧدﯾﺟﺔ ﺑﻧت ﺧوﯾﻠد ھﺎﻟﺔ ﺑﻧت ﺧوﯾﻠد. ﻛﺎن اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾُﺛﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﻓﻲ ﻣﺻﺎھرﺗﮫ ﺧﯾ ًرا ،ﻓﮭو ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻧﺳﺑﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ اﻷب ﻣﻊ اﻟرﺳول ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﻧد ﻋﺑد ﻣﻧﺎف ﺑن ﻗﺻﻲ ،ﻓﮭو اﺑو اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزى ﺑن ﻋﺑد ﺷﻣس ﺑن ﻋﺑد ﻣﻧﺎف ﺑن ﻗﺻﻲ. وﯾﻠﺗﻘﻲ ﻧﺳﺑﮫ ﻣن ﺟﮭﺔ اﻷم ﻣﻊ زﯾﻧب ﺑﻧت اﻟﻧﺑﻲ اﻷﻛرم ﻋﻧد ﺟدھﻣﺎ ﺧوﯾﻠد ﺑن أﺳد ﺑن ﻋﺑد اﻟﻌزى ﺑن ﻗﺻﻲ وﻋن زﯾن اﻟﻌﺎﺑدﯾن ﻋﻠﻲ ﺑن اﻟﺣﺳﯾن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ﻣن ﺣدﯾث طوﯾل أن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎل ﻋن اﺑﻲ اﻟﻌﺎص\" : ﺣدّﺛﻧﻲ ﻓﺻدﻗﻧﻲ ،ووﻋدﻧﻲ ﻓوﻓﻰ ﻟﻲ\" اﻟﺑﺧﺎري وﻣﺳﻠم ﺗزوﺟت زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن أﺑو اﻟﻌﺎص اﺑن اﻟرﺑﯾﻊ وﻟﻣﺎ ﺑُﻌث اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أﺳﻠﻣت زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ، وﻋرﺿت اﻹﺳﻼم ﻋﻠﻰ زوﺟﮭﺎ ﻓﻘﺎل ﻟﮭﺎ :ﻟو ﺗﺑﻌﺗﮫ ﻗﺎل اﻟﻘوم ﻓﺎرق دﯾن أﺑﺎﺋﮫ إرﺿﺎء ﻟزوﺟﺗﮫ وﺣﻣﯾﮫ ..وﷲ ﻣﺎ اﺑوك ﻋﻧدي ﺑﻣﺗﮭم، ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 31
وﻟﯾس أﺣ ّب إﻟ ّﻲ ﻣن أن أﺳﻠك ﻣﻌك ﯾﺎ ﺣﺑﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺷﻌب واﺣد ،وﻟﻛﻧﻲ أﻛره أن ﯾﻘﺎل ﺧذل ﻗوﻣﮫ إرﺿﺎء ﻻﻣرأﺗﮫ. وھﺎﺟرت زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻟﺣﻘت ﺑﺄﺧﺗﯾﮭﺎ أم ﻛﻠﺛوم وﻓﺎطﻣﺔ، وﻗﺑﻠﮭﻣﺎ ھﺎﺟرت رﻗﯾﺔ وﻛﺎن أﺑو اﻟﻌﺎص ﻗد أ ِﺳر ﯾوم ﺑدر ،ﻓﺄطﻠق ﺑﻼ ﻓداء إﻛرا ًﻣﺎ ﻟزﯾﻧب ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم. ﺛم أﺳﻠم أﺑو اﻟﻌﺎص ﻗﺑﯾل ﻓﺗﺢ ﻣﻛﺔ وﺣﺳُن إﺳﻼﻣﮫ وردّ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻗد ُوﻟدت أُﻣﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﮭد ﺟدھﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ورﺿﻌت اﻹﯾﻣﺎن ﻣﻊ ﺣﻠﯾب أﻣﮭﺎ زﯾﻧب ،ﻓﻐذﺗﮭﺎ ﺑزاد اﻟﺗﻘوى ﺛم ﻓطﻣﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻼح ،ﻓﻛﺎﻧت أﻣﺎﻣﺔ ﻛرﯾﻣﺔ اﻷﺻل واﻟﻧﺷﺄة ،وﻛﺎن ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺄﻧس ﺑﮭﺎ ،وﯾﻧﺷرح ﺻدره ﺳرو ًرا ﺑﻣرءاھﺎ ، وأﺣﻠّﮭﺎ ﻣن ﻗﻠﺑﮫ اﻟﺷرﯾف ﻣﻛﺎﻧًﺎ رﺣﺑًﺎ ،ﻓروى ﻧﻔﺳﮭﺎ و َﻏذّى ﻓؤادھﺎ ﻣن ﻋطﻔﮫ وﺣﻧﺎﻧﮫ. وﻓﻲ أواﺋل اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻟﻠﮭﺟرة ﺗوﻓﯾت زﯾﻧب ﻛﺑرى ﺑﻧﺎت اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻟﺣﻘت ﺑﺄﺧﺗﮭﺎ رﻗﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ، وﺗرﻛت اﺑﻧﺗﮭﺎ أﻣﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺑﻠﻎ اﻟ ُﺣﻠُم ﺑﻌد ،وﻛﺎن ﻓراق زﯾﻧب أﻟﯾ ًﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺑﻲ اﻷﻛرم ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻋﻠﻰ اﺑﻧﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة ،وﻗد أوﺻﻰ اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺄن ﯾُﺣﺳ ّن ﻏُﺳل زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗﺑل دﻓﻧﮭﺎ. روت أم ﻋطﯾﺔ اﻷﻧﺻﺎرﯾﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗﺎﻟت :دﺧل ﻋﻠﯾﻧﺎ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺣﯾن ﺗوﻓﯾت اﺑﻧﺗﮫ زﯾﻧب ﻓﻘﺎل \" :اﻏﺳﻠﻧَﮭﺎ ﺛﻼﺛًﺎ أو ﺧﻣ ًﺳﺎ ،أو أﻛﺛر ﻣن ذﻟك إن راﯾﺗن ذﻟك ،ﺑﻣﺎء و ِﺳدر، واﺟﻌﻠن ﻓﻲ اﻵﺧرة ﻛﺎﻓو ًرا ،أو ﺷﯾﺋًﺎ ﻣن اﻟﻛﺎﻓور ،ﻓﻠﻣﺎ اﻧﺗﮭﯾﻧﺎ أﺧﺑرﻧﺎه ﻓﺄﻋطﺎﻧﺎ ﺣﻘوه )إزاره( ﻓﻘﺎل \":أﺷ ِﻌرﻧﮭﺎ إﯾﺎه )أﻟﺑﺳﻧﺎه إﯾﺎه( ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 32
وﺻﻠﻰ ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﺛم دﻓﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻘﯾﻊ وﻋﺎد اﻟﻧﺑﻲ اﻟﻛرﯾم ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻟﯾﺟد ﻓﻲ ﺣﻔﯾدﺗﮫ أﻣﺎﻣﺔ ﻣﺎ ﯾُﺧﻔف ﻣن ﺣزﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻓراق اﺑﻧﺗﮫ زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،وﻛﺎﻧت زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗد ُرزﻗت ﺑﻐﻼم اﺳﻣﺗﮫ ﻋﻠﯾ‡ﺎ ،ﺗوﻓﻲ وھو ﺻﻐﯾر ﻓﻲ ﻛﻔﺎﻟﺔ ﺟدھﺎ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ﻟﻘﯾت أُﻣﺎﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن ُﺣ ّب ﺟدّھﺎ ﺧﯾر اﻷﻧﺎم ﻣﺎ اﻓﺗﻘدﺗﮫ ﺑرﺣﯾل أﻣﮭﺎ ﻓﮭﻲ ﺗذ ّﻛره ﺑﺎﺑﻧﺗﮫ اﻟﻛﺑرى زﯾﻧب اﻟﺗﻲ رﺣﻠت ،ﻓﻛﺎن ﯾﻼﻋﺑﮭﺎ وﯾﺣﻣﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮫ إذا ﺻﻠّـﻰ. ﻓﻘد روى اﻟﺑﺧﺎري وﻣﺳﻠم ﻋن اﺑﻲ ﻗﺗﺎدة اﻷﻧﺻﺎري رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻗﺎل: \" ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺣن ﻧﻧﺗظر رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻲ اﻟظﮭر أو اﻟﻌﺻر وﻗد دﻋﺎه ﺑﻼل ﻟﻠﺻﻼة ،إذا ﺧرج إﻟﯾﻧﺎ، وأﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﺑﻧت اﺑﻧﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻋُﻧﻘﮫ ،ﻓﻘﺎم رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻲ ُﻣﺻﻼه ،وﻗﻣﻧﺎ ﺧﻠﻔﮫ وھﻲ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ اﻟذي ھﻲ ﻓﯾﮫ ،ﻗﺎل :ﻓﻛﺑّر ﻓﻛﺑ ّرﻧﺎ ،ﻗﺎل :ﺣﺗﻰ إذا أراد رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أن ﯾرﻛﻊ أﺧذھﺎ ﻓوﺿﻌﮭﺎ ،ﺛم رﻛﻊ وﺳﺟد ، ﺣﺗﻰ إذا ﻓرغ ﻣن ﺳﺟوده ﺛم ﻗﺎم ،أﺧذھﺎ ﻓردھﺎ ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ،ﻓﻣﺎ زال رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺻﻧﻊ ﺑﮭﺎ ذﻟك ﻓﻲ ﻛل رﻛﻌﺔ ﺣﺗﻰ ﻓرغ ﻣن ﺻﻼﺗﮫ\". وھذا ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﻣدى اھﺗﻣﺎم اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﺷﻔﻘﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻷطﻔﺎل وإﻛراﻣﮫ ﻟﮭم ،وھذا ﻣن ﺗواﺿﻌﮫ وﻣن ﺷﻔﻘﺗﮫ ﻋﻠﻰ أُﻣﺎﻣﺔ ،ﻓﺈﻧﮫ ﻛﺎن إذا رﻛﻊ أو ﺳﺟد ﻋﻠﻰ اﻷرض وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻟﺗﻌﻠﻘﮭﺎ ﺑﮫ ﻻ ﺗﺻﺑر ﻓﻲ اﻷرض ﻓﺗﺟزع ﻣن ﻣﻔﺎرﻗﺗﮫ ،ﻓﯾﺣﺗﺎج أن ﯾﺣﻣﻠﮭﺎ إذا ﻗﺎم. ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 33
ﺣب اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻟﮭﺎ ﻛﺎن رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﺑ ّر أﻣﺎﻣﺔ وﯾﺧ ّﺻﮭﺎ ﺑﮭداﯾﺎه ﻛﻠﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﻧﺎﺳﺑﺔ. وﻷﻣﺎﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻧﻘﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﺑﯾن اﻟﺻﺣﺎﺑﯾﺎت ،ﺣﺗﻰ اﺿﺣت ﯾﺷﺎر إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺣﺑﯾﺑﺔ اﻟﻣﺻطﻔﻰ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﺎﻟت اﻟﺳﯾدة ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ \":أُھدي ﻟرﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻗﻼدة ﻣن ِﺟزع )ﺧرز( ﻣﻠﻣﻌﺔ ﺑﺎﻟذھب وﻧﺳﺎؤه ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﻓﻲ ﺑﯾت ﻛُﻠﮭن ،وأُﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص اﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ، ﺟﺎرﯾﺔ ﺗﻠﻌب ﻓﻲ ﺟﺎﻧب اﻟﺑﯾت ﺑﺎﻟﺗراب ﻓﻘﺎل رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم \":ﻛﯾف ﺗرﯾ َن ھذه؟ ﻓﻧظرن إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻘﻠن :ﯾﺎ رﺳول ﷲ ﻣﺎ رأﯾﻧﺎ أﺣﺳن ﻣن ھذه وﻻ أﻋﺟب! ﻓﻘﺎل \":أرددﻧﮭﺎ إﻟﻲ \" ﻓﻠﻣﺎ أﺧذھﺎ ﻗﺎل \":وﷲ ﻷﺿﻌﻧّﮭﺎ ﻓﻲ رﻗﺑﺔ أﺣب أھل اﻟﺑﯾت إﻟ ّﻲ\". ﻗﺎﻟت ﻋﺎﺋﺷﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ :ﻓﺄظﻠﻣت ﻋﻠ ّﻲ اﻷرض ﺑﯾﻧﻲ وﺑﯾﻧﮫ ﺧﺷﯾﺔ أن ﯾﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ رﻗﺑﺔ ﻏﯾري ﻣﻧﮭن ،وﻻ أراھن إﻻ ﻗد اﺻﺎﺑﮭن ﻣﺛل اﻟذي اﺻﺎﺑﻧﻲ ،ووﺟﻣن ﺟﻣﯾﻌًﺎ ،ﻓﺄﻗﺑل ﺣﺗﻰ وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ رﻗﺑﺔ أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ،ﻓﺳُر َي ﻋﻧّـﺎ )اﻧﻔرج ﻛرﺑﮭن ( زواﺟﮭﺎ ﻟﻣﺎ ﺗوﻓﻲ أﺑو اﻟﻌﺎص ﺑن اﻟرﺑﯾﻊ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺷر ﻟﻠﮭﺟرة ﻛﺎن ﻗد أوﺻﻰ ﺑﺎﺑﻧﺗﮫ أﻣﺎﻣﺔ إﻟﻰ اﺑن ﺧﺎﻟﮫ اﻟزﺑﯾر ﺑن اﻟﻌ ّوام رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ .ﻓزوﺟﮭﺎ اﻟزﺑﯾر ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﺑﻌد وﻓﺎة ﺧﺎﻟﺗﮭﺎ اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﺗزوﺟت أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت أﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﻣن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺑﻌد وﻓﺎة ﺧﺎﻟﺗﮭﺎ اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ، وﻛﺎﻧت ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻗد أوﺻت ﻋﻠﯾ‡ﺎ ﺑﺄن ﯾﺗزوج ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 34
ﺑﺄﻣﺎﻣﺔ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮭﺎ ،ﻓﺗزوﺟﮭﺎ ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ،وﺑﻘﯾت أﻣﺎﻣﺔ زوﺟﺔ ﻟﻌﻠ ّﻲ ﺣﺗﻰ ﻗُﺗل رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻓﺗﺄﺛرت ﻟﻣﻘﺗﻠﮫ و ﺣزﻧت ﺣزﻧًﺎ ﺷدﯾدًا وﯾُروى أﻧﮫ ﻟﻣﺎ ُﺟرح ﻋﻠﻲ ﺑن اﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺑﺎﻟﺧﻧﺟر اﻟﻣﺳﻣوم ﺧﺎف ﻋﻠﻰ أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت اﺑﻲ اﻟﻌﺎص ﻓﺎرﺳل إﻟﻰ اﻟﻣﻐﯾرة ﺑن ﻧوﻓل ﺑن اﻟﺣﺎرث ﺑن ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب طﺎﻟﺑًﺎ ﻣﻧﮫ أن ﯾﺗزوﺟﮭﺎ ﻣن ﺑﻌده ، وﻟﻣﺎ ﺣﺿرﺗﮫ اﻟوﻓﺎة ﻗﺎل ﻟزوﺟﺗﮫ أﻣﺎﻣﺔ \":إن ﻛﺎن ﻟك ﻓﻲ اﻟرﺟﺎل ﺣﺎﺟﺔ ﻓﻘد رﺿﯾ ُت ﻟك اﻟﻣﻐﯾرة ﺑن ﻧوﻓل ﻋﺷﯾ ًرا. ﻗﺎل ﺑﻌﺿﮭم :أﻧﺟﺑت ﻟﻌﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻣﺣﻣدًا اﻷوﺳط وﻗﯾل :ﻟم ﺗﻧﺟب ﻟﻌﻠ ّﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ،وﻗﯾل أﻧﮭﺎ وﻟدت ﻣن اﻟﻣﻐﯾرة ﻓوﻟدت ﻟﮫ ﯾﺣﯾﻰ وﺑﮫ ﻛﺎن ﯾُﻛﻧّﻰ .وﻗﯾل ﻟم ﺗﻧﺟب ﻣن ﻋﻠﻲ وﻻ اﻟﻣﻐﯾرة ﺗوﻓﯾت أﻣﺎﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وھﻲ ﻋﻧد اﻟﻣﻐﯾرة وﻟم ﺗذﻛر اﻟﻣﺻﺎدر ﺗﺎرﯾﺦ وﻓﺎﺗﮭﺎ ،و ﺑﻣوت أﻣﺎﻣﺔ اﻧﻘطﻊ ﻋﻘب زﯾﻧب اﺑﻧﺔ رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وﻟﯾس ﻟزﯾﻧب وﻻ ﻟرﻗﯾﺔ وﻻ ﻷم ﻛﻠﺛوم ﺑﻧﺎت اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻋﻘب ،وإﻧﻣﺎ اﻟﻌﻘب ﻟﻔﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﻲ \"اﻹﺻﺎﺑﺔ\" و\"اﺳد اﻟﻐﺎﺑﺔ\". رﺿﻲ ﷲ ﻋن أﻣﺎﻣﺔ ﺑﻧت اﺑﻲ اﻟﻌﺎص وأﺳﻛﻧﮭﺎ ﻓﺳﯾﺢ ﺟﻧﺎﺗﮫ ،ﻓﻘد ﻛﺎﻧت أﺣ ّب أھل اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم إﻟﻰ ﻗﻠﺑﮫ. ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 35
أم ﻛﻠﺛوم ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﺣﻔﯾدة رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم أﻣﮭﺎ ﻓﺎطﻣﺔ ﺑﻧت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم وأﺧواﻧﮭﺎ اﻟﺣﺳن واﻟﺣﺳﯾن وزﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم ﺗزوﺟﮭﺎ ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وھﻲ ﺟﺎرﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻓﻠم ﺗزل ﻋﻧده إﻟﻰ أن ﻗﺗل ووﻟدت ﻟﮫ زﯾد ﺑن ﻋﻣر ورﻗﯾﺔ وﻋﻧدﻣﺎ ﺧطب ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ إﻟﻰ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ اﺑﻧﺗﮫ أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ .ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ \" : إﻧﻣﺎ ﺣﺑﺳت ﺑﻧﺎﺗﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻧﻲ ﺟﻌﻔر \" ﻓﻘﺎل ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ \":أﻧﻛﺣﻧﯾﮭﺎ ﯾﺎ ﻋﻠﻲ ﻓو ﷲ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻷرض رﺟل ﯾرﺻد ﻣن ﺣﺳن ﺻﺣﺑﺗﮭﺎ ﻣﺎ أرﺻد \" ،ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻲ \": ﻗد ﻓﻌﻠت\" و ﺧرج ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻋﻠﻰ أﺻﺣﺎﺑﮫ وھو ﯾﻘول ھﻧﺋوﻧﻲ ھﻧﺋوﻧﻲ ،ﻓﺗﻌﺟب أﺻﺣﺎﺑﮫ ﻣن ﻓرﺣﮫ ،ﻓﻘد ﻋﮭدوا أن ﯾروا أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب ﻣﮭﻣو ًﻣﺎ ﻷﻣر رﻋﯾﺗﮫ ،زال ذﻟك اﻟﺗﻌﺟب ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﻠﻣوا اﻟﺳﺑب ،ﻓﻘد ﺑﺎح ﻟﮭم ﺑﮫ ﻓﻘﺎل\" :ﻟﻘد ﺗزوﺟت أم ﻛﻠﺛوم ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ،وإﻧﻲ ﺳﻣﻌت رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﻘول» :ﻛل ﻧﺳب وﺻﮭر ﻣﻧﻘطﻊ ﯾوم اﻟﻘﯾﺎﻣﺔ إﻻ ﻧﺳﺑﻲ وﺻﮭري«\" ﻓﻘد ﺻﺎﺣﺑﺗﮫ ﻓﺄردت أن أﺟﻣﻊ إﻟﯾﮫ اﻟﺻﮭر اﻷﻟﺑﺎﻧﻲ و ﻟﻣﺎ ﺧطب ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ إﻟﻰ ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ اﺑﻧﺗﮫ أم ﻛﻠﺛوم ﻗﺎل :ﯾﺎ أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن إﻧﮭﺎ ﺻﺑﯾﺔ ،ﻗﺎل : \"اﻧﻛﺣﻧﯾﮭﺎ\" ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 36
ﻓﻘﺎل ﻋﻠﻰ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻟﮫ\" :ﺳوف أﺑﻌﺛﮭﺎ إﻟﯾك ،ﻓﺈن رﺿﯾﺗﮭﺎ ﻓﻘد زوﺟﺗﮭﺎ ﻟك\" ﻓﺄﻋطﺎھﺎ ﺑردًا أي ﻗطﻌﺔ ﻣن ﻗﻣﺎش وﻗﺎل ﻟﮭﺎ :اﻧطﻠﻘﻲ ﺑﮭذا إﻟﻰ أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻓﻘوﻟﻲ :أرﺳﻠﻧﻲ أﺑﻲ ﯾﻘرﺋك اﻟﺳﻼم وﯾﻘول :إن رﺿﯾت اﻟﺑرد ﻓﺄﻣﺳﻛﮫ وإن ﺳﺧطﺗﮫ ﻓرده ﻓﻠﻣﺎ أﺗت ﻋﻣر -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ -ﻗﺎل :ﺑﺎرك ﷲ ﻓﯾك وﻓﻲ أﺑﯾك ﻗد رﺿﯾﻧﺎ ﻗﺎل :ﻓرﺟﻌت إﻟﻰ أﺑﯾﮭﺎ -رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ -ﻓﻘﺎﻟت :ﻣﺎ ﻧﺷر اﻟﺑرد وﻻ ﻧظر إﻻ إﻟﻲ ﻓزوﺟﮭﺎ إﯾﺎه ﻓوﻟدت زﯾد ورﻗﯾﺔ وأﻣﮭر أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أرﺑﻌﯾن أﻟﻔﺎ. ﻋﺎﺷت أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﯾت ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ زوﺟﺔ طﺎﺋﻌﺔ وﻓﯾﺔ ﺗﺗﻘﺑل وﺗرﺿﻰ وﻻ ﺗﻣل ﻣن ﺷدة ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﮫ و ﻋﻠﻰ ﺑﯾﺗﮫ ،وﺣذره اﻟﺷدﯾد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وأﻣواﻟﮭم. وذات ﯾوم ﺣدﺛت ﺣﺎدﺛﺔ :إذ أرﺳﻠت ﯾوﻣﺎ ﻣﻊ رﺟل اﻟﺑرﯾد ھدﯾﺔ إﻟﻰ زوﺟﺔ ھرﻗل ﻣﻠك اﻟروم ودون أن ﺗﺧﺑر ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﺑذﻟك ، ﻓﻠﻣﺎ وﺻﻠت اﻟﮭدﯾﺔ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﺗﮭﺎ ﺟﻣﻌت وﺻﯾﻔﺎﺗﮭﺎ وﻧﺳﺎء ﻗﺻرھﺎ وﻗﺎﻟت ﻟﮭم :ھذه ھدﯾﺔ اﻣرأة ﻣﻠك اﻟﻌرب وﺑﻧت ﻧﺑﯾﮭم ،وإﻧﻲ أرى أن أﺑﺎدﻟﮭﺎ ،ﻓواﻓﻘﻧﮭﺎ ﺛم إﻧﮭﺎ ﻛﺗﺑت رﺳﺎﻟﺔ ﺷﻛر ﻷم ﻛﻠﺛوم وأرﺳﻠت ﻣﻊ اﻟﺳﺎﻋﻲ ﺑﻌض اﻟﮭداﯾﺎ ،وﻛﺎن ﻓﯾﻣﺎ أرﺳﻠت ﻋﻘدا ﻓﺎﺧرا ﻓﻠﻣﺎ اﻧﺗﮭﻰ رﺟل اﻟﺑرﯾد إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة أﻣﺳك ﻋﻣر ﺑﺎﻟﻛﺗﺎب واﻟﮭدﯾﺔ ،واﺣﺗﺟزھﺎ ﻋﻧده وﺣدث أم ﻛﻠﺛوم ﻣﻌﺎﺗﺑﺎ أن ﯾﺣدث ذﻟك دون ﻋﻠﻣﮫ ،ﺛم أﻣر أن ﯾﻧﺎدى ﻓﻲ اﻟﻧﺎس: اﻟﺻﻼة ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻓﺎﺟﺗﻣﻊ ﺧﻠق ﻛﺛﯾر ﻓﺻﻠﻰ ﺑﮭم رﻛﻌﺗﯾن وﻗﺎل ﺑﻌد أن ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 37
ﺣﻣد ﷲ ﺗﻌﺎﻟﻰ وأﺛﻧﻰ ﻋﻠﯾﮫ» :إﻧﮫ ﻻ ﺧﯾر ﻓﻲ أﻣر أُ ْﺑ ِرم ﻣن ﻏﯾر ﺷورى ﻣن أﻣوري« ﺛم أﺧﺑرھم ﺑﻣﺎ ﺣدث ،وأوﻗﻔﮭم ﻋﻠﻰ اﻟﺗطورات وﻣﺎ آل إﻟﯾﮫ اﻷﻣر واﺳﺗﺷﺎرھم ﺑﺷﺄن اﻟﻌﻘد ،ﻓﻘﺎل ﻗوم: ھو ﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟذي ﻟﮭﺎ ،وﻟﯾﺳت اﻣرأة اﻟﻣﻠك ھرﻗل ﺑذﻣﺔ ﻓﺗﺻﺎﻧﻊ ﺑﮫ أي ﺗداھن ،وﻻ ھﻲ ﺗﺣت ﯾدك أي ﺣﻛﻣك ﻓﺗﺗﻘﯾك .وﻗﺎل آﺧرون :ﻛﻧﺎ ﻧﮭدي اﻟﺛﯾﺎب ﻟﻧﺳﺗﺛﯾب ،وﻧﺑﻌث ﺑﮭﺎ ﻟﺗﺑﺎع وﻟﻧﺻﯾب ﺛﻣﻧﺎ.. اﺳﺗﻣﻊ ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ إﻟﻰ آراء اﻟﺟﻣﯾﻊ ،ﺛم ﻗﺎل :وﻟﻛن اﻟرﺳول أي ﺳﺎﻋﻲ اﻟﺑرﯾد رﺳول اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،واﻟﺑرﯾد ﺑرﯾدھم ،ﺛم أﻣر ﺑرد اﻟﮭدﯾﺔ إﻟﻰ ﺑﯾت اﻟﻣﺎل … و أﻋطﻰ أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻧﻔﻘﺔ ﺑﻘدر اﻟﮭدﯾﺔ ﻣن ﻣﺎﻟﮫ اﻟﺧﺎص. أﻧﺟﺑت أم ﻛﻠﺛوم ﻟﻌﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ وﻟدﯾن :زﯾد ﺑن ﻋﻣر اﻷﻛﺑر، ورﻗﯾﺔ ﺳﻣﺗﮭﺎ ﺗﯾﻣﻧﺎ ﺑﺎﺳم ﺧﺎﻟﺗﮭﺎ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭم. أﻣﺎ زﯾدا ﺗوﻓﻲ وھو ﻣﻊ أﻣﮫ ﻓﻲ ﯾوم واﺣد ،وﻟم ﯾذﻛر ﻟﮫ ﻋﻘب، وأﻣﺎ رﻗﯾﺔ :ﻓﺗزوﺟت اﻟﺻﺣﺎﺑﻲ إﺑراھﯾم ﺑن ﻧﻌﯾم وﻣﺎﺗت ﻋﻧده ،وﻟﮭﺎ ﻣﻧﮫ ﺑﻧت ﻣﺎﺗت وﻟم ﺗﻌﻘب وﻟم ﯾﺣدد ﺗﺎرﯾﺦ وﻓﺎة رﻗﯾﺔ ﺑﺷﻛل دﻗﯾق ،ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗوﻓﯾت ﻗﺑل ﺳﻧﺔ 63ھـ ،ﻷن زوﺟﮭﺎ ﺗوﻓﻲ ﻓﻲ وﻗﻌﺔ اﻟﺣرة ،وھﻲ ﺗوﻓﯾت ﻋﻧده ودﻓﻧت ﺑﺎﻟﺑﻘﯾﻊ وﺟﺎء ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻌﺎب :وﻟدت أم ﻛﻠﺛوم ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﻟﻌﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب زﯾد ﺑن ﻋﻣر اﻷﻛﺑر ورﻗﯾﺔ ﺑﻧت ﻋﻣر وﺗوﻓﯾت أم ﻛﻠﺛوم واﺑﻧﮭﺎ زﯾد ﻓﻲ وﻗت واﺣد ،وﻗد ﻛﺎن زﯾد أﺻﯾب ﻓﻲ ﺣرب ﻛﺎﻧت ﺑﯾن ﺑﻧﻲ ﻋدي ﻟﯾﻼ ﻛﺎن ﻗد ﺧرج ﻟﯾﺻﻠﺢ ﺑﯾﻧﮭم ﻓﺿرﺑﮫ رﺟل ﻣﻧﮭم ﻓﻲ اﻟظﻠﻣﺔ ﻓﺷﺟﮫ وﺻرﻋﮫ ﻓﻌﺎش أﯾﺎﻣﺎ ﺛم ﻣﺎت ھو وأﻣﮫ ﻓﻲ وﻗت واﺣد ﻓﻲ ﺣدود ﻋﺎم ﺧﻣﺳﯾن ﻟﻠﮭﺟرة ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 38
وﻓﻲ اﻹﯾﺛﺎر ﺑﻣﻌرﻓﺔ رواة اﻵﺛﺎر :زﯾد ﺑن ﻋﻣر ﺑن اﻟﺧطﺎب اﻟﻘرﺷﻲ اﻟﻌدوي أﻣﮫ أم ﻛﻠﺛوم ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﻣﺎت ﻣﻊ أﻣﮫ ﻓﻲ ﯾوم واﺣد وﻛﺎن ﻣوﻟده ﻓﻲ آﺧر ﺣﯾﺎة أﺑﯾﮫ ﺳﻧﺔ ﺛﻼث وﻋﺷرﯾن ،وﻣﺎت وھو ﺷﺎب ﻓﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻣﻌﺎوﯾﺔ ﻓﻲ وﻻﯾﺔ ﺳﻌﯾد ﺑن اﻟﻌﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ وﻗد ﻣﺎت زﯾد ﺑن ﻋﻣر وأم ﻛﻠﺛوم ﻣﻌﺎ ﻓﺻﻠﻰ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ وﺟﻌل زﯾدا ﻣﻣﺎ ﯾﻠﯾﻠﮫ وأم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣﻣﺎ ﯾﻠﻲ اﻟﻘﺑﻠﺔ وﻛﺎن ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﯾﺣﺑﮭﺎ وﯾﺟﻠﮭﺎ ﻷﻧﮭﺎ ﻣن آل ﺑﯾت اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،وﻟﻣﺎ اﺳﺗﺷﮭد أﻣﯾر اﻟﻣؤﻣﻧﯾن ﻋﻣر إﺛر طﻌﻧﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻣن ﺧﻧﺟر ﻣﺳﻣوم ﻷﺑﻲ ﻟؤﻟؤة اﻟﻣﺟوﺳﻲ ،ﺑﻛت اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣﺧﻠﺻﺔ زوﺟﮭﺎ وﺣزﻧت ﻋﻠﯾﮫ ،ﻟم ﺗﻛن ھﻲ وأﺳرﺗﮫ وﺣدھم ﻣن ﺣزن ﻋﻠﯾﮫ ،ﻓﻘد ﻓﺟﻊ اﻟﻣﺳﻠﻣون ﺑﻣوﺗﮫ وﺑﻛوا ﻟﻔراق ﺧﻠﯾﻔﺗﮭم اﻟﻌﺎدل اﻟﺗﻘﻲ اﻟورع ،وﺗﻘدم ﻣﻧﮫ ﻗﺑل أن ﯾدﻓن ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وﻗﺎل\" :ﻣﺎ ﺧﻠﻔت أﺣدًا أﺣب أن أﻟﻘﻰ ﷲ ﺑﻣﺛل ﻋﻣﻠﮫ ﻣﻧك ،واﯾم ﷲ وإن ﻛﻧت ﻷظن أن ﯾﺟﻌﻠك ﷲ ﻣﻊ ﺻﺎﺣﺑﯾك ،ﻛﺛﯾ ًرا ﻣﺎ ﻛﻧت أﺳﻣﻊ اﻟﻧﺑﻲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﯾﻘول ذھﺑت أﻧﺎ وأﺑو ﺑﻛر وﻋﻣر ،دﺧﻠت أﻧﺎ وأﺑو ﺑﻛر وﻋﻣر ،وﺧرﺟت أﻧﺎ وأﺑو ﺑﻛر وﻋﻣر\". ﺛم ﺧﻠف ﻋﻠﻰ أم ﻛﻠﺛوم ﺑﻌد ﻋﻣر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻋون ﺑن ﺟﻌﻔر ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ﺑن ﻋﺑد اﻟﻣطﻠب ﺑن ھﺎﺷم ﻓﺗوﻓﻲ ﻋﻧﮭﺎ وﻟم ﺗﻠد ﻟﮫ، وﺧﻠف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﻌده أﺧوه ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺟﻌﻔر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ واﺧﺗﻠﻔت اﻟرواﯾﺎت ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ھل ﺗزوﺟﮭﺎ ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺟﻌﻔر ﺑﻌد وﻓﺎة اﺧﺗﮭﺎ زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،أم طﻠق أﺧﺗﮭﺎ زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 39
ﻋﻧﮭﺎ وﺗزوﺟﮭﺎ ﺛم ﻟﻣﺎ ﺗوﻓت أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أﻋﺎد زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻣرة أﺧرى وﻗد ﺗوﻓﯾت أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻋﻧد ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺟﻌﻔر ،وﻟم ﺗﻠد ﻟﮫ ،وﻟم ﺗﺷﮭد ﻛرﺑﻼء رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﺣﻔﯾدات رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 40
زﯾﻧب ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب زﯾﻧب ﺑﻧت ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ،ﻟُﻘﺑت ﺑﺎﻟطﺎھرة ﻟطﮭﺎرة ﺳرﯾرﺗﮭﺎ وﻧﺳﺑﮭﺎ ،ﻓﻘد ُوﻟدت ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻟﻠﮭﺟرة ﻷﺑوﯾن ﺷرﯾﻔﯾن؛ ﻓﺄﺑوھﺎ ﻋﻠﻰ ﺑن أﺑﻰ طﺎﻟب رﺿﻰ ﷲ ﻋﻧﮫ ،وأﻣﮭﺎ اﻟﺳﯾدة \"ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء\" ﺑﻧت رﺳول ا ﱠ ‰ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ،وإﺧوﺗﮭﺎ\" :اﻟﺣﺳن\" و\"اﻟﺣﺳﯾن\" و\"أم ﻛﻠﺛوم\" ﺗزوﺟت \"ﻋﺑد ا ﱠ ‰ﺑن ﺟﻌﻔر ﺑن أﺑﻰ طﺎﻟب\" ،وأﻧﺟﺑت ﻟﮫ ﺳﺗﺔ أوﻻد\" : ،ﺟﻌﻔر\" و\"ﻣﺣﻣد\" و\"ﻋون\" ،و\"اﻟﻌﺑﺎس\" ،و \" ﻋﻠﻰ \" و \"أم ﻛﻠﺛوم\". وﻗﯾل أﻧﮫ طﻠﻘﮭﺎ ﺛم ردھﺎ ﺑﻌد وﻓﺎة اﺧﺗﮭﺎ أم ﻛﻠﺛوم رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ، وﺗوﻓﯾت ﻋﻧده ودﻓﻧت ﺑﺎﻟﺑﻘﯾﻊ أدرﻛت اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺟدھﺎ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم ﻓﻰ طﻔوﻟﺗﮭﺎ ﻓﺣﻣﻠﮭﺎ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ ،وﻧﻌﻣت ﺑرؤﯾﺗﮫ اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ. ﻧﺷﺄت ﻓﻰ ﺑﯾت ﻋﻠم ودﯾن ،وﺷﮭدت اﺗﺳﺎع دوﻟﺔ اﻹﺳﻼم ﻓﻰ ﻋﮭد ﺟدھﺎ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺻﻼة واﻟﺳﻼم ،ﺛم ﻓﻰ ﻋﮭد \"أﺑﻰ ﺑﻛر\" و\"ﻋﻣر\" و\"ﻋﺛﻣﺎن\" وأﺑﯾﮭﺎ \"ﻋﻠﻲ\" رﺿوان ا ﱠ ‰ﻋﻠﯾﮭم أﺟﻣﻌﯾن ﻋﺎﺷت اﻟﺳﯾدة \"زﯾﻧب\" رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ أﺣداث اﻟﻔﺗن اﻟﺗﻲ وﻗﻌت ﻓﻰ ﺻﻔوف اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ،ﻓﻘد اﺣﺗﺿﻧت أﺑﺎھﺎ ﺣﯾن ﻗُﺗل ،ورﺣﻠت ﻣﻊ أﺧﯾﮭﺎ \"اﻟﺣﺳﯾن\" إﻟﻲ اﻟﻛوﻓﺔ ،وﺷﮭدت ﯾوم ﻛرﺑﻼء وﻛﺎن أﺷد اﻷﯾﺎم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣزﻧًﺎ وأﻟﻣـًﺎ ،ﻓﻘد اﺳﺗﺷﮭد ﻓﯾﮫ اﻟﺣﺳﯾن رﺿﻰ ا ﱠ ‰ﻋﻧﮫ واﺳﺗﺷﮭد ﻣﻌﮫ وﻟداھﺎ \"ﻣﺣﻣد\" و\"ﻋون\" وآﺧرون ﻣن أھل ﺑﯾﺗﮭﺎ. ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 41
زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ أﺿرﺣﺔ !! ﯾﺣق ﻟﻧﺎ أن ﻧﺗﺳﺎءل :ھل رأت زﯾﻧب ﺑﻧت ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ھذه اﻷﺿرﺣﺔ واﻟﻣراﻗد ؟ وھل زارﺗﮭﺎ وھل طﺎﻓت ﺑﮭﺎ ؟ وھل ازدﺣﻣت ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﻣزدﺣﻣﯾن ﺳﻧوﯾﺎً ؟ ﺑل ھل ﻓﻌل ذﻟك أھل ﺑﯾﺗﮭﺎ وأوﻟﮭم زوﺟﮭﺎ ﻋﺑد ﷲ ﺑن ﺟﻌﻔر رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ اﻟذي ﺗوﻓﯾت زﯾﻧب وھﻲ ﻋﻧده ؟ أو ھل ﻓﻌل ذﻟك واﺣد ﻣن أﺑﻧﺎﺋﮭﺎ وأﺣﻔﺎدھﺎ ؟ إذن ﻣﺎ ﺣﻘﯾﻘﺔ ھذه اﻷﺿرﺣﺔ وﻣﺎ ﺻﻠﺗﮭﺎ ﺑزﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ؟ ﻟﻘد ﻧُﺳب إﻟﻰ زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﺛﻼﺛﺔ أﺿرﺣﺔ ﻛل ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻼد ﻏﯾر اﻷﺧرى ،واﺣد ﻓﻲ دﻣﺷق اﻟﺷﺎم ،وﺛﺎ ٍن ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة ،وﺛﺎﻟ ٌث ﻓﻲ ﺳﻧﺟﺎر ) ﺷﻣﺎل اﻟﻌراق ( وﻛل ﻣن ھذه اﻷﺿرﺣﺔ ﻣﻔﺗﻘر ﺗﻣﺎﻣﺎً إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾُﺛﺑت ﺻﺣﺗﮫ ؛ وذﻟك أن اﻟﻘﺎﺋﻠﯾن ﺑدﻓﻧﮭﺎ ﻓﻲ أﺣد ﺗﻠك اﻷﻣﺎﻛن ﻋﺎﺟزون ﺗﻣﺎﻣﺎً ﻋن اﻹﺗﯾﺎن ﺑﺈﺳﻧﺎد ﺻﺣﯾﺢ ﻹﺛﺑﺎﺗﮭﺎ ﺑل ﺣﺗﻰ إﻧﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎً ﻟم ﯾُﺳﻧدوھﺎ إﻟﻰ ﻣؤرخ ﻣﺗﻘدم وﻻ إﻟﻰ را ٍو ﻣن اﻟرواة اﻟذﯾن ﺗﺗﺑﻌوا أﺣداث ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ھل ﺿرﯾﺢ اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎھرة ؟ ﯾذﻛر أﺣﻣد زﻛﻲ ﺑﺎﺷﺎ أن ھذا اﻟﺿرﯾﺢ ﻟم ﯾﻛن ﻟﮫ وﺟود وﻻ ذﻛر ﻓﻲ ﻋﺻور اﻟﺗﺎرﯾﺦ اﻹﺳﻼﻣﻲ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻗﺑل ﻓﺗرة ﺣﻛم ﻣﺣﻣد ﻋﻠﻲ ﺑﺎﺷﺎ ﺑﺳﻧوات ﻣﻌدودة ،وﻗد ﻧﻘل ﻛﻼﻣﮫ أﺣد اﻟﺷﯾوخ اﻷزھرﯾﯾن وھو اﻟﺷﯾﺦ ﺳﻣﯾر ﺷﺎھﯾن ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ \"اﻟوﺛﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﺛوﺑﮭﺎ اﻟﺟدﯾد\" ،وﻧﻘل ﻋﻧﮫ ﻗوﻟﮫ : )) إن اﻟذي ﯾﺷﮭد ﺑﮫ اﻟﻌﺎرﻓون ﺑﺎﻟﺣق اﻟﺻرﯾﺢ ھو :أن اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب ﻟم ﺗﺷرف أرض ﻣﺻر ﺑوطء ﻗدﻣﮭﺎ اﻟﻣﺑﺎرﻛﺔ ﻣطﻠﻘﺎً واﻟﺣق اﻟذي ﻟﯾس ﺑﻌده إﻻاﻟﺿﻼل أﻧﮭﺎ ﻗﺿت ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﺑﺎﻟﺣﺟﺎز إﻟﻰ أن اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ ﺟوار رﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة ،ﻓﻛﺎن دﻓﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﺑﻘﯾﻊ ،ھذا ھو اﻟﺻواب وﻣﺎ ﻋداه إﻓك وﺑﮭﺗﺎن (( ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 42
وﯾﻘول ﻣﻔﺗﻲ اﻟدﯾﺎر اﻟﻣﺻرﯾﺔ ﻓﻲ وﻗﺗﮫ اﻟﺷﯾﺦ ﻣﺣﻣد ﺑﺧﯾت اﻟﻣطﯾﻌﻲ )) :ﺟزم ﻛ ٌل ﻣن اﺑن اﻷﺛﯾر ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺧﮫ واﻟطﺑري ﺑﺄن اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب ﺑﻧت ﻋﻠﻲ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ وأﺧت اﻟﺣﺳﯾن رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮫ ﻗد ﻋﺎدت ﻣﻊ ﻧﺳﺎء اﻟﺣﺳﯾن أﺧﯾﮭﺎ ،وﻣﻊ أﺧوات اﻟﺣﺳﯾن ﺑﻌد ﻣﻘﺗﻠﮫ إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ..وﻻ ﻋﺑرة ﺑﻣن ﯾﺷذ ﻋﻧﮭﻣﺎ...وﻋﻠﯾﮫ :ﻓﻼ ﻣدﻓن ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺻر ،وﻻ ﺟﺎﻣﻊ ،وﻻ ﻣﺷﮭد (( وﻗﺎل اﻷﺳﺗﺎذ ﻓﺗﺣﻲ ﺣﺎﻓظ اﻟﺣدﯾدي \" :آﺧر ﻣﺎ ﺳﺟﻠﮫ ﻗداﻣﻰ اﻟﻣؤرﺧﯾن ﻋن اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب ﺑﻧت اﻟﺳﯾدة ﻓﺎطﻣﺔ اﻟزھراء واﻹﻣﺎم ﻋﻠﻲ ﺑن أﺑﻲ طﺎﻟب ھو ﻣﺎ أورده اﻟﻣؤرخ اﻟﺣﺎﻓظ ﺑن ﻋﺳﺎﻛر ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ) :ﺗﺎرﯾﺦ دﻣﺷق( ﺑﺄن اﻟﺧﻠﯾﻔﺔ اﻷﻣوي ﯾزﯾد ﺑن ﻣﻌﺎوﯾﺔ أﻣر ﻧﻌﻣﺎن ﺑن ﺑﺷر ﺑﺗرﺣﯾل اﻟﺳﯾدة زﯾﻧب ورﻓﺎﻗﮭﺎ ﻣن اﻟﺷﺎم إﻟﻰ اﻟﺣﺟﺎز ،وﯾﺑﻌث ﻣﻌﮭم رﺟﻼً ﻣن أھل اﻟﺷﺎم أﻣﯾﻧﺎً ﺻﺎﻟﺣﺎً ،ﻓﻲ ﺧﯾل وأﻋوان ﻓﯾﺳﯾر ﺑﮭم إﻟﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣﻧورة ،وﻗد دﻓﻧت ﺑﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ ھو ﺛﺎﺑت ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،وﻓﻲ اﻟواﻗﻊ اﻟﺣﺎﻟﻲ ھﻧﺎك\" ﻓﻼ دﻟﯾل ﻋﻠﻰ أن زﯾﻧب ﺑﻧت ﻋﻠﻲ وﻓﺎطﻣﺔ رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﻣﺎ ،اﻟﺗﻲ ﯾﻘﺎل ﻟﮭﺎ زﯾﻧب اﻟﻛﺑرى :ﻣدﻓوﻧﺔ ﻓﻲ دﻣﺷق ،وﻻ ﻣﺻر ،واﻷظﮭر أﻧﮭﺎ ﻣدﻓوﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﺣﯾث ﻋﺎﺷت وﻣﺎﺗت رﺿﻲ ﷲ ﻋﻧﮭﺎ وﻋن أﺑﯾﮭﺎ وأﻣﮭﺎ. ﺳﯾر أﻋﻼم اﻟﻧﺑﻼء ﺣﻔﯾدات رﺳول ﷲ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﯾﮫ وﺳﻠم اﻹﺳﻼم ﺳؤال وﺟواب ﺑﯾن اﻟﻣواﻗف واﻟﻣراﻗد ﻣﺣﻣد أﺣﻣد اﻟﻌﺑﺎد ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 43
ﻣﺷروع اﻟﻧور اﻟﻣﺑﯾن ﺳﯾدات ﺑﯾت اﻟﻧﺑوة :اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ 44
Search
Read the Text Version
- 1 - 44
Pages: