Important Announcement
PubHTML5 Scheduled Server Maintenance on (GMT) Sunday, June 26th, 2:00 am - 8:00 am.
PubHTML5 site will be inoperative during the times indicated!

Home Explore حريتنا - العدد الرابع

حريتنا - العدد الرابع

Published by حضارات ميديا, 2023-04-19 17:00:54

Description: العدد الرابع من مجلة حريتنا من إصدار مركز حضارات
مجلة دورية شاملة...صوت الأسرى الصادح بالحرية

Keywords: حريتنا

Search

Read the Text Version

‫‪ ‬ثالثــ ًا‪ :‬الانقســام الــذي يبــدو قطبيــ ًا بــن يمــن‬ ‫بـات واضحـ ًا لمتابعي الشـأن الصهيـوني الداخلي‪ ،‬بأن‬ ‫يسـعى إلى السـيطرة والتخلـص مـن أدوات الضغـط‬ ‫المظاهـرات الأخـرة المناهضـة للإصلاحـات القضائيـة‬ ‫عليــه‪ ،‬ومــا بــن خليــط مــن الوســط واليســار‬ ‫غـر مسـبوقة مـن حيـث الحجـم والاسـتمرارية‪ ،‬الأمـر‬ ‫واليمــن الناقــم عــى نتنياهــو والــذي يســعى‬ ‫الـذي يطـرح سـؤالاً جوهريـ ًا ‪-‬بعيـد ًا عـن تفصيـات‬ ‫للإطاحــة بنتنیــاھو‪ ،‬ووســطهما جــزء مــن المجتمــع‬ ‫الدوافـع وتسيسـها وحقيقـة العامـل الطائفـي مـا بـن‬ ‫المـدني‪ ،‬يقـرأ في الاصلاحـات القضائيـة حربـ ًا عـى‬ ‫شرقــي وغــربي‪ :-‬هــل أنتجــت آليــات الدمقراطيــة‬ ‫مدينـة‪ ،‬متحـرك بصـورة مدهشـة تبحـث عـى الحـدا‪،‬‬ ‫الكليـة في دولـة الاحتـال ثقافـة ديمقراطيـة؟‬ ‫وصــولاً إلى جيــش‪.‬‬ ‫وحتـى تصـح محاولـة الإجابـة‪ ،‬ينبغـي الإشـارة أولاً‬ ‫ ‪ -‬الاحتيـاط وتبنيـه بعـض وحـدات الجيـش النظامـي‪،‬‬ ‫إلى ضرورة التفريــق العلمــي مــا بــن آيــات الديرانيــة‪،‬‬ ‫غــر أن الإفــراط بالتفــاؤل عــن قــرب انفــراط‬ ‫ومــا بــن القيــم التــي قــد تنتــج أو لا تنتــج عــن هــذه‬ ‫عقــد المجتمــع الاســتعماري هــذا‪ ،‬رغــم الإشـارات‬ ‫العمليـة‪ ،‬ويسـميها ثقافـة الديمقراطيـة والتـي في أبـرز‬ ‫غــر المعهــودة التــي ظهــرت في الشــارع الصهيــوني‬ ‫تجلياتهــا قبــول الأطــراف بقواعــد العقــد الاجتماعــي‬ ‫الناظــم للعلاقــة‪ ،‬مــا بــن الحاكــم ومؤسســة الحاكــم‬ ‫تصطــدم بعــدة حقائــق‪:‬‬ ‫ومـا بـن مجتمـع المواطنــن‪ ،‬والتـي يتفـرع عنهــا جميـع‬ ‫ أولاً‪ :‬طبيعــة المعركــة ومكانهــا والتــي تــدار في‬ ‫الحقــوق والواجبــات‪ ،‬وضــان الاســتمرارية لهــذه‬ ‫الكنيســت وفــق قواعــد قانونيــة مدعومــة بقاعــدة‬ ‫شــعبية لم تســتنفر قوتهــا الكاملــة في الشــارع بعــد‪.‬‬ ‫الــدورة الديمقراطيــة حتــى تصبــح ثقافــة‪.‬‬ ‫ ثانيــ ًا‪ :‬الاصلاحــات القضائيــة ‪-‬القابلــة للتعديــل‪-‬‬ ‫الدافــع للكتابــة في هــذا الأمــر! دفــاع المواطــن‬ ‫ليســت مــن النــوع الــذي يذهــب بــه الخصــوم‬ ‫(اليهـودي) ‪-‬معـزال عـن الموقـف المبدئـي منـه كعـدو‪-‬‬ ‫عــن الــرح القضائــي الــذي يقــف حائــ ًا مــا بــن‬ ‫السياســيون إلى مرحلــة كــر العظيــم‪.‬‬ ‫تغـول السـلطة التنفيذيـة ومـا بينـه‪ ،‬والتهديـد الحقيقـي‬ ‫ ثالثـ ًا‪ :‬عـى الرغـم مـن سـيطرة نتنياهـو عـى القـرار‬ ‫لمكتسـباته التـي شـكلت تربيـة هويتـه الثقافيـة‪ ،‬المتراكمة‬ ‫في حـزب الليكـود‪ ،‬غـر أن الحـزب المتماسـك لا زال‬ ‫طــوال عقــود خلــت مــن قبيــل حرياتــه المتعــددة في‬ ‫يظهـر بـن الفينـة والأخـرى اسـتياء بعـض قياداتـه‬ ‫الصحافــة والاعتقــاد التعبــر عــن الــرأي والتظاهــر‪.‬‬ ‫مــن ادارة نتنياهــو لملــف الإصلاحــات كــا حــدث‬ ‫بعـض المحللـن الرغائبـن‪ :‬قـرأوا المظاهـرات بمثابـة‬ ‫الــرارة التــي ســتحرق أخــر المجتمــع الصهيــوني‬ ‫بعـد إقالـة وزيـر الحـرب غالانـت‪.‬‬ ‫وتطلــق شــيطان الطائفيــة مــن عقالــه‪ ،‬بنــاء عــى جملــة‬ ‫ رابعــ ًا‪ :‬وجــود مؤسســة الجيــش والأجهــزة الامنيــة‬ ‫كضامــن مفرمــل لأي خــروج عــن النــص‪ ،‬كــا‬ ‫مــن المعطيــات‪:‬‬ ‫فعلـت سـابق ًا عندمـا رفضـت قـرار نتنياهـو وقصـف‬ ‫‪ ‬أولها‪ :‬التحذيرات الداخلية من حرب أهلية‪.‬‬ ‫إيــران بعــد أن اشــتمت رائحــة السياســة الداخليــة‬ ‫‪ ‬ثانيــ ًا‪ :‬مشــهد العــالم الثالــث والــذي يســيطر فيــه‬ ‫في ـه‪.‬‬ ‫الحاكــم عــى جميــع الســلطات‪.‬‬ ‫‪ 49‬حريتنا‬

‫صحيــح أنهــا ثقافــة ديمقراطيــة بــن اليهــود‬ ‫ خامســ ًا‪ :‬وقــوق الخليــف الــدولي\" والــذي لا يــزال‬ ‫الإسرائيليــن فقــط‪ ،‬وتثبــت نفســها للعيــان مــرة تلــو‬ ‫يدعــم بقــاء الاحتــال \" كمحطــة اســتعمارية تخــدم‬ ‫الأخـرى‪ ،‬ممـا يعنـي ضعـف شروط الانهيـار الداخـي‪،‬‬ ‫مصالحـة ولم تسـتنفذ وظيفتهـا‪ ،‬بعـد في وجـه مغايـرة‬ ‫غــر أنهــا ليســت بريطانيــا بالتأكيــد‪ ،‬وأمــام كل مــا‬ ‫ســلف‪ ..‬يبقــى الســؤال قيــد الإجابــة العلميــة‪ :‬هــل‬ ‫نتنياهــو‪.‬‬ ‫يتمتــع عدونــا في مجتمعــة اليهــودي ثقافــة دمقراطيــة؟‬ ‫ سادســ ًا‪ :‬وجــود الأخطــار المحيطــة حــول الكيــان‬ ‫الصهيــوني‪ ،‬والتــي تشــكل تحديــ ًا مســتمر ًا لهــا لا‬ ‫ومــا هــو مــدى تجــذر تلــك الثقافــة داخلــه؟‬ ‫يســمح لهــا بالمبالغــة في إضعــاف جبهتهــا الداخليــة‪.‬‬ ‫لكـن الأهـم الـذي يعنينـا هنـا ‪-‬رغـم مـا قـد يتركـه‬ ‫المشـهد السـياسي المتـأزم مـن آثـار مسـتقبلية عـى عـدة‬ ‫أصعــدة وأهمهــا الــرخ الطائفــي‪ -‬مجمــوع القيــم‬ ‫التــي ظهــرت في المظاهــرات مــن مبــدأ ممارســة الحــق‬ ‫في التظاهــر في كل مــكان حتــى في معقــل الحليــف‬ ‫الاســراتيجي لنتنياهــو \"الحريديــم\" في مدينــة \"بنــي‬ ‫بــراك\"‪.‬‬ ‫والمفاجــئ أن الحريــدم تمتعــوا أيضــ ًا بثقافــة مــن‬ ‫التظاهــر للآخريــن فلــم تمنعــوا عــن ذلــك‪ ،‬مــرور ًا‬ ‫بحالــة الانضبــاط الــذاتي العجيبــة للأعــداد المهولــة‬ ‫مــن المتظاهريــن‪ ،‬ثــم فصلهــم مــا بــن مؤسســات‬ ‫الكيـان كالشرطـة وغيرهـا ومـا بـن القيـادة السياسـية‬ ‫‪-‬الحكوميــة‪ -‬وحفاظهــم عــى ســلمية التظاهــرات‬ ‫ودفاعهــم المســتميت عــن قيمــة وجــود ســلطة قضــاء‬ ‫غـر خاضـع للسـلطتين التنفيذيـة والتشريعيـة في حالـة‬ ‫الكيــان الصهيــوني‪ ،‬وصــولاً إلى الالتــزام الطوعــي‬ ‫للمتظاهريــن بــأداء واجــب الامتثــال لحــق التظاهــر‬ ‫والاعــراض والتعبــر عــن الــرأي وممارســة الحقــوق‬ ‫التــي اكتســبها‪.‬‬ ‫حريتنا ‪50‬‬

‫العالم‪ ..‬سئم إسرائيل‬ ‫كميل أبو حنيش‬ ‫بطاقة الكاتب‬ ‫الاسم‪:‬‬ ‫كميل سعيد حسن أبو حنيش‬ ‫المؤهل العلمي‪:‬‬ ‫ماجستير في الشؤون الإسرائيلية والإقليمية‬ ‫المدينة‪ :‬نابلس‬ ‫تاريخ الأسر‪2003 :‬م‬ ‫الحكم‪9 :‬مؤبدات و‪ 78‬عاما‬ ‫حريتنا‬ ‫‪51‬‬

‫تشـهد الدولـة الصهيونيـة احتجاجـات وتظاهـرات غـر مسـبوقة في تاريخهـا‪ ،‬احتجاجـ ًا عـى مـا‬ ‫تعتـزم الحكومـة إقـراره مـن قوانـن تسـعى لتغيـر بنيـة الدولـة والإجهـاز عـى سـلطتها القضائيـة‪،‬‬ ‫ومــا تخشــاه\"اسرائيل\" قــد وقــع بالفعــل‪ :‬الانشــقاق الحــاد في المجتمــع الصهيــوني الــذي ســيقود‬ ‫إلى \"الكارثـة\" وإلى \"الحـرب الأهليـة\" وإلى \"خـراب البيـت الثالـث\" وغيرهـا مـن التعبـرات التـي‬ ‫ُوردت عـى ألسـنة العديـد مـن القـادة الصهاينـة منـذ انفجـار الأزمـة الداخليـة المتفاقمـة‪.‬‬ ‫وبهــدف الظهــور بمظهــر الدولــة الحضاريــة‬ ‫وقــد لا يبــدو الأمــر مفاجئــ ًا للمتابــع للشــأن‬ ‫\"الإسرائيــي\" الداخــي حيــث تنطــوي البنيــة‬ ‫والديمقراطيــة والحديثــة‪.‬‬ ‫الاجتماعيــة والسياســية والثقافيــة الإسرائيليــة عــى‬ ‫ومـع تـوالي موجـات الهجـرة طـوال أكثـر مـن مئـ ٍة‬ ‫تناقضـات صارخـ ٍة‪ ،‬وتعـود هـذه التناقضـات البنيويـة‬ ‫وثلاثــن عامــ ًا مــن المــروع الصهيــوني‪ ،‬وخمســ ٍة‬ ‫إلى البدايـات الأولى ل ُتشـ ّكل الدولـة‪ ،‬بـل ربـا يعـود‬ ‫وسـبعين عامـ ًا مـن إقامـة الدولـة‪ ،‬ومـا تحملـه هـذه‬ ‫إلى الجــذور الأولى لــولادة الصهيونيــة ومشروعهــا‪.‬‬ ‫الهجـات مـن خصائـ ٍص ثقافيـة وحضاريـة وعرقيـة‬ ‫ويكمــن التناقــض الأول في اســتبدال الروايــة‬ ‫الدينيــة اليهوديــة بروايــ ٍة أخــرى صهيونيــة علمانيــة‬ ‫واثنيــة وطبقيــة متباينــة‪ ،‬بــدت الدولــة عاجــزة عــن‬ ‫‪ -‬اســتعمارية‪ ،‬أمــا التناقــض الثــاني َف َي َت َم ّثــل باخــراع‬ ‫إيجـاد توليفـ ٍة ثقافيـ ٍة وسياسـي ٍة للجـم أيـ ِة َتص ّدعـات‬ ‫فكــرة \"القوميــة اليهوديــة\" و\"الشــعب اليهــودي\"‬ ‫الـذي يبحـث عـن أر ٍض ليقيـم بهـا دولتـه‪ ،‬والثالـث‬ ‫مــن شــأنها أن تــؤدي إلى انهيــار الدولــة‪.‬‬ ‫َي َت َم ّثــل بحشــد ملايــن اليهــود وغــر اليهــود بعــد‬ ‫ومــع الوقــت تبــن أن فكــرة \"بوتقــة الصهــر\" قــد‬ ‫اقتلاعهــم مــن بلدانهــم الأصليــة‪ ،‬وإعــادة توطينهــم‬ ‫فشــلت فشــ ًا ذريعــ ًا في صناعــة الشــعب اليهــودي‪،‬‬ ‫في فلســطين‪ ،‬وتحويلهــم إلى مــادة اســتيطانية قتاليــة‪،‬‬ ‫وتكريــس الدولــة العبريــة ككيــا ٍن معــا ٍد لشــعوب‬ ‫وحـل محلهـا تعدديـة ثقافيـة كشـفت عـن مجتمعـات‬ ‫المنطقــة‪ ،‬ويــؤدي مهمــة وظيفيــة في خدمــة المنظومــة‬ ‫\"إسرائيليــة\" وليســت عــن مجتمــع واحــد‪ ،‬وعــن‬ ‫شـعوب \"يهوديـة\" وليـس عـن شـعب يهـودي واحـد‪.‬‬ ‫الاســتعمارية العالميــة‪.‬‬ ‫لقــد حاولــت \"اسرائيــل\" طــوال العقــود الماضيــة‬ ‫وتحمـل الأزمـة الحاليـة المتفاقمـة في أحشـائها بـذور‬ ‫إخفــاء طبيعتهــا العدوانيــة الاســتعمارية‪ ،‬والظهــور‬ ‫الفرقـة والتناقـض في صيغـة المـروع الصهيـوني وبنية‬ ‫الدولــة منــذ إنشــائها‪ ،‬حيــث أظهــرت التناقضــات‬ ‫بمظهــر الدولــة الديمقراطيــة الليبراليــة و َع ّرفــت‬ ‫والاختلافــات بــن مكونــات المجتمــع الاســتيطاني‬ ‫ذاتهـا تعريفـ ًا غريبـ ًا بـالإصرار عـى أنهـا دولـة \"يهوديـة‬ ‫الصهيــوني عــى تعريــف الدولــة وهويتهــا‪ ،‬فكانــت‬ ‫وديمقراطيــة\" مــع إدراكهــا وإدراك خصومهــا‬ ‫وثيقــة الاســتقلال تحمــل تعريفــ ًا فضفاضــ ًا‪ ،‬جــرت‬ ‫وأصدقائهـا عـى حـ ٍد سـواء‪ ،‬أن ثمـة تناقـض بنيـوي‬ ‫صياغتـه بطريقـ ٍة مراوغـ ٍة لإرضـاء كافـة الاتجاهـات‬ ‫الدينيــة والعلمانيــة (الأشــكنازية والشرقيــة اليمينيــة‬ ‫بــن المركبــن اليهــودي والديمقراطــي‪.‬‬ ‫واليســارية) والأهــم مــن كل هــذا إرضــاء التشــكيل‬ ‫الأوروبي الأمريكــي الغــربي ومعايــره وشروطــه في‬ ‫وربــا يعــود أحــد أوجــه الأزمــة الحاليــة إلى هــذا‬ ‫دعــم المــروع الاســتيطاني الاســتعماري الصهيــوني‪،‬‬ ‫التعريــف الشــاذ‪ ،‬الــذي أســس لانقســا ٍم عمــودي‬ ‫حريتنا ‪52‬‬ ‫حــاد داخــل المجتمــع الصهيــوني‪.‬‬ ‫فمـع كل توليفـة حكوميـة تحمـل توجهـات يسـارية أو‬ ‫ليبراليـة‪ ،‬يجـري تعزيـز \"ديمقراطيـة\" الدولـة‪ ،‬وتكريـس‬ ‫علمانيتهـا عـى حسـاب المركـب اليهـودي‪ ،‬ومـا ينطـوي‬

‫التيـارات الدينيـة المختلفـة عـى مضمـون اليهوديـة‪.‬‬ ‫عليـه مـن مضامـن دينيـة وقوميـة وعنصريـة‪.‬‬ ‫ومـن ناحيـ ٍة ثانيـة ثمـة تناقضـات أخـرى تسـمح بتفاقـم‬ ‫أمــا الحكومــات التــي تحمــل توجهــات قوميــة‬ ‫الأزمــة الداخليــة ممــا يتركهــا عرضــ ًة للانتقــاد مــن قبــل‬ ‫ودينيــة (كــا هــو عليــه الحــال في الحكومــة الحاليــة)‬ ‫فتسـعى إلى تعزيـز المركـب اليهـودي الدينـي القومـي‬ ‫الكثـر مـن الـدول والأوسـاط والمؤسسـات العالميـة‪.‬‬ ‫عــى حســاب \"المركــب الديمقراطــي والليــرالي\"‪.‬‬ ‫ويــدور صراع عــى هويــة الدولــة الغربيــة‬ ‫ومــا يجــري اليــوم مــن احتجاجــا ٍت كبــر ٍة ضــد‬ ‫الاشــكنازية في ضــوء تنامــي نفــوذ وقــوة الجماعــات‬ ‫اعتـزام الحكومـة سـن قوانـن مـن شـأنها أن تقلـص‬ ‫اليهوديــة الشرقيــة وتضــاؤل تأثــر الأشــكناز‪ ،‬ممــا‬ ‫مــن صلاحيــات ســلطة القضــاء؛ لتكريــس المركــب‬ ‫يســمح بظهــور الدولــة بوجــ ٍه شرقــي‪ ،‬وإن ســارت‬ ‫اليهـودي الدينـي عـى حسـاب المركـب الديمقراطـي‪.‬‬ ‫إن مــا يجــري اليــوم مــن َتص ّدعــات في المجتمــع‬ ‫العمليــة بتباطــؤ شــديد‪.‬‬ ‫والدولــة العبريــة إنــا هــو انعــكاس لتفاقــم أزمــة‬ ‫كـا أنهـا ليسـت دولـة مسـالمة مـن بعـد أن خاضـت‬ ‫الهويــة‪ ،‬حيــث تتصــارع مختلــف مكونــات الدولــة‬ ‫عــرات الحــروب التدميريــة ومئــات العمليــات‬ ‫والمجتمـع عـى تشـكيل هويـة الدولـة‪ ،‬ويتمظهـر هـذا‬ ‫الــراع بعــدة أشــكال‪ :‬علــاني ‪/‬دينــي‪ ،‬يســاري‪/‬‬ ‫التخريبيــة والعدوانيــة ضــد شــعوب المنطقــة‪.‬‬ ‫ديمقراطــي‪ ،‬يمينــي‪ /‬فــاشي‪ ،‬شرقــي‪ /‬أشــكنازي‪،‬‬ ‫أمــا علمانيتهــا المزعومــة‪ ،‬فهــي ممتزجــة بمضامــ ٍن‬ ‫ويتلخــص في الثنائيــة المتناقضــة في تعريــف الدولــة‬ ‫دينيــة عنصريــة وأســاطير وخرافــات موروثــة‪ ،‬ممــا‬ ‫بوصفهــا \"يهوديــة وديمقراطيــة\"‪.‬‬ ‫يتناقــض مــع ادعائهــا الحداثــة والتقــدم‪.‬‬ ‫لقــد قامــت إسرائيــل وتواصلــت عــى أســاس‬ ‫كــا وأن صهيونيتهــا القوميــة العلمانيــة متصادمــة‬ ‫أســطورة الدولــة \"الديمقراطيــة الوحيــدة في الــرق‬ ‫مــع \"يهوديتهــا\" عــاو ًة عــى \"ديمقراطيتهــا\" ســيظل‬ ‫الأوســط\" بيــد أن هــذه المقولــة تحمــل في طياتهــا‬ ‫يشـق عليهـا أن تنمـو وتزدهـر في تربـة الـرق‪ ،‬ليـس‬ ‫تناقضــات وأكاذيــب وتلفيقــات مختلفــة‪ ،‬كــا أنهــا‬ ‫لأن الـرق يرفـض الحضـارة والديمقراطيـة والتقـدم‬ ‫مقولـة آخـذ ٌة بالتـآكل في نظـر الكثـر مـن المؤيديـن لهـا‬ ‫والحداثـة كـا يزعـم الصهاينـة؛ وإنـا لأن الصهيونيـة‬ ‫فكــرة اســتعمارية‪ ،‬جــاءت وليــدة للمنظومــة‬ ‫والمنبهريــن بهــا‪.‬‬ ‫الاســتعمارية البائــدة‪ ،‬التــي لفظــت أنفاســها في كافــة‬ ‫وتبــن أن ديمقراطيتهــا مجــرد قــرة ســطحية‬ ‫بقــاع العــالم‪ ،‬ولم يتبــ َق ســوى جيــب اســتيطاني هــو‬ ‫لتجميــل طبيعتهــا العدوانيــة والاســتعمارية‬ ‫والعنصريــة‪ ،‬وأخــذت تنحــو باتجــاه الدولــة ذات‬ ‫\"إسرائيــل\"‪ ،‬ولــن يفلــح في البقــاء طويــ ًا‪.‬‬ ‫المضامـن الفاشـية‪ ،‬بـا ينسـجم مـع طبيعـة تكوينهـا‬ ‫والعــالم رغــم تواطئــه مــع المــروع الصهيــوني‪،‬‬ ‫إلا أن \"إسرائيــل\" نجحــت بخــداع العديــد مــن‬ ‫وســرورتها‪.‬‬ ‫شــعوبه ومنظماتــه التــي لطالمــا أشــادت \"بإسرائيــل\"‬ ‫كـا وتبـن أن ثمـة خلـل في تعريفهـا كدولـ ٍة يهوديـة‬ ‫وديمقراطيتهــا وأحقيتهــا في الوجــود‪ ،‬وتكشــف‬ ‫في ضـوء الاخفـاق في تعريـف مـن هـو \"اليهـودي\"‪،‬‬ ‫مـع الوقـت أن هـذه الدولـة تعـج بـكل مـا هـو منفـر‬ ‫ورفــض التيــار الأرثوذكــي المهيمــن عــى الدولــة‪،‬‬ ‫وإشــكالي ويبعــث عــى الاشــمئزاز‪ ،‬ومــا يــراه العــالم‬ ‫الاعــراف بيهوديــة مئــات الآلاف مــن اليهــود‬ ‫حاليــ ًا مــن عنجهيــة وتصريحــات فاشــية وردت عــى‬ ‫الـروس والفلاشـا‪ ،‬واليهـود المحسـوبين عـى التيارين‬ ‫لســان ســموتريتش وبــن غفــر ونتنياهــو وآخريــن‪،‬‬ ‫الإصلاحــي والمحافــظ‪ ،‬وســيادة الخلافــات بــن‬ ‫ليــس بالأمــر الجديــد‪ ،‬إذ لا يختلــف هــؤلاء القــادة‬ ‫العنصريــن عــن ســائر القــادة الذيــن ســبقوهم كبــن‬ ‫‪ 53‬حريتنا‬

‫لإخفـاء طبيعتهـا الإجراميـة والرجعيـة والعنصريـة‪.‬‬ ‫غوريــون ورابــن وغولــدا مائــر وشــارون وشــامير‬ ‫وبــراك‪.‬‬ ‫أمــا تماســكها وقوتهــا الظاهريــة لا يلبــث أن‬ ‫لقــد اســتهجن العــالم وأبــدى دهشــته وهــو يــرى‬ ‫يتهـاوى عـى وقـع الهلـع والخـوف‪ ،‬ويكتشـف رعاتهـا‬ ‫ألســنة النــران التــي التهمــت البيــوت والمحــال‬ ‫وداعميهـا أ ّن أداتهـم بـدأت تصـدأ أو تتـآكل ولم تعـد‬ ‫التجاريــة والســيارات في بلــدة حــوارة عــى أيــدي‬ ‫رعـاع المسـتوطنين‪ ،‬علـ ًا بـأن دولـة الاحتـال تشـعل‬ ‫تــؤدي خدماتهــا ووظائفهــا‪.‬‬ ‫\"محرقـة\" الفلسـطينيين منـذ مـا يناهـز الثمانيـة عقـود‪.‬‬ ‫بـدأ العـالم يسـأم مـن \"اسرائيـل\" وينفـض الغـرب‬ ‫ذهـل العــالم مـن تصريحـات سـموتريتش وفوغــل‬ ‫يديــه اشــمئزاز ًا منهــا‪ ،‬لأنهــا بــدت مخيبــة لآمالهــم‪،‬‬ ‫لمحــو بلــدة حــوارة‪ ،‬مــع أنــه ســبقهم قــادة بــارزون‬ ‫بدعـوا ٍت مماثلـة كليبرلمـان وزئيفـي وشـامير وآفي إيتـام‬ ‫ولأن التاريــخ لا يعــرف أبديــة الــدول والكيانــات‪.‬‬ ‫وشـارون ورفائيـل إيتـان‪ ،‬ذهـل العـالم وهـو يصغـى‬ ‫لإنـكار سـموتريتش لأي وجـو ٍد للشـعب الفلسـطيني‬ ‫فالــدول والكيانــات ولــدت لتمــوت وظهــرت‬ ‫وقـد سـبقته غولـدا مائـر بعقـود‪.‬‬ ‫لتــزول‪ ،‬أمــا قانــون الاجتــاع الإنســاني يأبــى أن‬ ‫واليـوم يسـتقبل نتنياهـو في رومـا وباريـس ولنـدن‬ ‫يســبك جماعــات متنافــرة في بوتقــ ٍة واحــدة‪ ،‬لتصبــح‬ ‫بتظاهـرا ٍت حاشـد ٍة مـن قبـل الجاليـات اليهوديـة عـى‬ ‫شـعب ًا رغـ ًا عـن أنـف الطبيعـة‪ ،‬ولأن الظلـم والقهـر‬ ‫وجـه التحديـد‪ ،‬منـددة بـه وبحكومتـه الفاشـية‪.‬‬ ‫والعــدوان لــه حــدود‪ ،‬والأهــم مــن كل ذلــك‪ ،‬لأن‬ ‫أمـا سـموتريتش فيرفـض أي مسـؤول حكومـي في‬ ‫العـالم اللقـاء بـه والتعـاون معـه‪ ،‬بـل والاعـراف بـه‬ ‫ثمـة شـعب‪ ،‬هـو صاحـب الحـق الشرعـي في الوجـود‬ ‫بسـبب مواقفـه وتصريحاتـه الإجراميـة‪.‬‬ ‫عــى أرضــه‪ ،‬صمــد في وجــه الإبــادة والاقتــاع‬ ‫لقـد أدرك العـالم متأخــر ًا ‪ -‬مــع الأســف ‪ -‬بشـاعة‬ ‫والطمـس‪ ،‬ولا يـزال واقفـ ًا مقاومـ ًا‪ ،‬وسـيظل يقاتـل‬ ‫وعفونـة هـذا الكيـان الغاصـب الـذي كان عـار ًا ولعنـة‬ ‫إلى أن يتحقــق لــه الانتصــار النهائــي‪.‬‬ ‫عـى حلفائـه‪ ،‬وعبئـ ًا عـى الضمـر الإنسـاني‪.‬‬ ‫سـئم العـالم مـن \"إسرائيـل\"‪ ،‬لأن لـكل بدايـة نهايـة‪،‬‬ ‫ولكـن أن يجـري إدراك ذلـك متأخـر ًا خـ ٌر مـن عدم‬ ‫ولا شيء ثابــت إلا الحركــة والتغيــر‪ ،‬فمــن حالــف‬ ‫إدراكـه مطلقـ ًا‪ ،‬هكـذا تنتهـي الكيانـات الغاصبـة في‬ ‫ونــاصر ودعــم \"إسرائيــل\" لأهــدا ٍف وغايــا ٍت‬ ‫البدايـة يصفـق لها العـالم وهـي تتقمـص دور الضحية‪،‬‬ ‫ومصالـح سـيناصبها العـداء؛ لأنهـا باتـت تتعـارض‬ ‫يؤيدونهـا ويمدونهـا بالدعـم؛ لأنهـا تبـدو لهـم تقدميـة‬ ‫وواعــدة وحضاريــة‪ ،‬يســتغلونها ويحولونهــا لأداة‪،‬‬ ‫مــع أهدافــه ومصالحــه‪.‬‬ ‫يخشـون منهـا لأنهـا قويـة‪ ،‬ينبهـرون بشـعاراتها البراقـة‬ ‫ومــن أيدهــا وســاندها بســبب \"القيــم المشــركة\"‬ ‫وبطولاتهـا الزائفـة‪ ،‬ومـا أن تتكشـف حقيقـة أفعالهـا‬ ‫ســيعاديها لأنهــا تخلــت عنهــا‪ ،‬ومــن حالفهــا بســبب‬ ‫وطبيعتهـا حتـى يبـدؤون بانتقادهـا والاحتجـاج عـى‬ ‫ممارسـاتها والتقـزز مـن سـلوكها‪ ،‬ويسـأمون منهـا في‬ ‫قوتهـا وتماسـكها‪ ،‬سـينفض عنهـا؛ لأنهـا أعجـز مـن‬ ‫حمايــة ذاتهــا‪ ،‬ومــن وقــع معهــا اتفاقيــات \"الحلــف‬ ‫النهايـة‪.‬‬ ‫الإبراهيمــي\" بســبب أوهــام التاريــخ التــي تــروي‬ ‫فالضحيـة مـا هـي إلا قاتلـة‪ ،‬ووجههـا الحضـاري‬ ‫قرابــة الــدم والعــرق‪ ،‬سيكتشــف أن هــذا القريــب‬ ‫والتقدمـي والديمقراطـي والسـلمي مـا هـو إلا قنـاع‬ ‫و\"ابــن العــم\" لــه جينــات ودمــاء مختلفــة‪.‬‬ ‫حريتنا ‪54‬‬ ‫وس��يأتي ي��وم‪ ،‬ويق��ول التاري��خ كلمت��ه الفص��ل‪،‬‬ ‫وس�يقال كانت هنا قلعة ُتسمى \"إسرائيل\" تضاف إلى‬ ‫القل�اع المندث�رة التي عرفته�ا المنطق�ة‪ ،‬ولم يتب َق منها‬ ‫س�وى أطلاله�ا وآثارها وظ�لال تاريخه�ا القاتمة‪.‬‬

‫بن غفير نجم آخذ بالأفول‬ ‫يحيى الحاج حمد‬ ‫بطاقة الكاتب‬ ‫الاسم‪:‬‬ ‫يحيى محمد نايف حج حمد‬ ‫المدينة‪ :‬نابلس‬ ‫تاريخ الأسر‪2015/10/3 :‬م‬ ‫الحكم‪ 3 :‬مؤبدات و‪ 16‬عاما‬ ‫‪ 55‬حريتنا‬

‫الشــهرين؛ بــل حــدث مــا لم ُيتوقــع وهــو أن ُتفتــح‬ ‫خطــى ابــن الصهيونيــة الدينيــة المتطرفــة ورئيــس‬ ‫عـى دولـة الاحتـال كل الجبهـات‪ ،‬وجبهـة الشـال‬ ‫حـزب \"العظمـة اليهوديـة\" إيتـار بـن غفـر بخطابـه‬ ‫الشــعبوي الملهــب لحــاس الكثيريــن‪ ،‬بتأييــد كبــر‬ ‫مــن ســوريا ولبنــان برشــقات صاروخيــة تجــاوزت‬ ‫نسـبي ًا داخـل المجتمـع الصهيـوني المتطـرف‪ ،‬وخاصـة‬ ‫(‪ )35‬صارو ًخــا‪ ،‬قابلهــا ر ٌد هزيــل‪ ،‬أبــدى مــدى‬ ‫فئـة شـباب اليمـن الدينـي والقومـي‪.‬‬ ‫تــآكل قــوة الــردع الإسرائيــي‪.‬‬ ‫وقــد اســتطاع خــال فــره قصــرة أن يدخــل‬ ‫معـرك السياسـة‪ ،‬ويحجـز مقعـده في الكنيسـت؛ بـل‬ ‫فأمــا عــن وعــده بســحب منجــزات الأسرى‬ ‫وينـال منص ًبـا رفي ًعـا قـام بتفصيلـه بنفسـه وهـو وزيـر‬ ‫الفلســطينيين‪ ،‬فقــد ســقطت في معركــة \"بــركان‬ ‫الحريـة أو الشـهادة\"‪ ،‬التـي أعلنهـا الأسرى وحققـوا‬ ‫الأمــن القومــي‪.‬‬ ‫انتصــار ًا كبــر ًا‪ ،‬ردوا فيهــا هجــات بــن غفــر؛ بــل‬ ‫لم يكــن بــروز نجــم فتــى التــال هــذا مســتغرب ًا‪،‬‬ ‫فظهــوره المســتمر أمــام الكامــرات وأخــذه صــور‬ ‫ونالــوا مــن خلالهــا انجــازات عديــدة‪.‬‬ ‫الســيلفي مــع الشــباب‪ ،‬وهجومــه المتواصــل عــى‬ ‫السياســيين وخاصــة المركــز واليســار والعــرب‪،‬‬ ‫وعنـد الحديـث عـ ّا سـمي بالإصلاحـات القضائية‬ ‫ومشــاركاته الاجتماعيــة الدائمــة مــع الصهاينــة‪،‬‬ ‫والتــي بــدا فيهــا \"بــن غفــر\" متلهفــ ًا ومتعجــ ًا‬ ‫والأهـم مـن هـذا خطابـه السـياسي الداعـي لحسـم‬ ‫لتنفيذهــا كغــره مــن أعضــاء الائتــاف الحكومــي‬ ‫الـراع مـع الفلسـطينيين‪ ،‬وهـو الخطـاب الـذي ظـل‬ ‫اليمنــى‪ ،‬فبعــد أن أعلــن \"بنيامــن نتنياهــو\" تعليــق‬ ‫مغيبـ ًا عـن المنابـر السياسـية الرسـمية‪ ،‬لأسـباب عـدة‬ ‫عمليـة التشريعـات بهـذا الصـدد‪ ،‬ظهـر عـى الوزيـر‬ ‫أبرزهــا رفــض المجتمــع الــدولي لــه‪.‬‬ ‫المتحمــس بــن غفــر حالــة الإحبــاط والانهــزام‪،‬‬ ‫وبالرغــم مــن هــذا الصعــود السريــع‪ ،‬فعــى مــا‬ ‫يبــدو أن الريــاح لم تعــد تجــري كــا تشــتهي ســفينة‬ ‫والتــي تمثلــت مــن خــال تصريحاتــه الارتجاليــة‬ ‫بــن غفــر‪ ،‬فمنــذ أن حــط حفيــد حركــة كاهانــا‬ ‫المحظـورة‪ ،‬بحقيبـة وزيـر الأمـن القومـي‪ ،‬في الواقـع‬ ‫المتضاربــة‪ ،‬مــا بــن تهديــده بتفكيــك الائتــاف‬ ‫الســياسي الإسرائيــي‪ ،‬بــدأت وعوادتــه تتهــاوى‬ ‫واحــدة تلــو الأخــرى‪ ،‬فزخــم اقتحاماتــه لباحــات‬ ‫أو الانســحاب منــه ودعــم الحكومــة مــن الخــارج‬ ‫المسـجد الاقـى قـ ّل‪ ،‬وذلـك بعـد الهجمـة والانتقـاد‬ ‫الــدولي الحــاد لــه عنــد اقتحاماتــه للأقــى بصفتــه‬ ‫أو بقائــه في الحكومــة ومحاولتــه تحقيــق إنجــازات‬ ‫وزيـر ًا‪ ،‬ووعـوده بتحقيـق الأمـن للمسـتوطنين هـوى‬ ‫بعــد سلســلة عمليــات نفذهــا فلســطينيون أوقعــت‬ ‫لجمهــوره‪.‬‬ ‫( ‪ ) 21‬قتيــ ًا صهيونيــ ًا وعــرات الإصابــات في‬ ‫وبالفعــل فقــد حــاول \"بــن غفــر\" أمــام كل‬ ‫صفوفهــم وذلــك خــال فــره قصــره لا تتعــدى‬ ‫هــذه الانتكاســات أن يقــدم شــيئ ًا يقنــع بــه حزبــه‬ ‫حريتنا ‪56‬‬ ‫وجمهـوره‪ ،‬فأعلـن عـن اتفاقـه مـع نتنياهـو بتشـكيل‬ ‫\"الحـرس الوطنـي\"‪ :‬وهـو جيـش مـن المسـتوطنين في‬ ‫الداخــل الاسرائيــي ســيكون بقيادتــه‪.‬‬ ‫إلا أنــه وعــى مــا يبــدو لــن يكــون كــا يطمــح‬ ‫هـذا الوزيـر الحـالم بفعـل الرفـض الواقـع لهـا وسـط‬ ‫الجمهـور اليهـودي الإسرائيـي‪ ،‬وخاصـة مـن اتبـاع‬ ‫المركـز واليسـار الصهيـوني‪ ،‬وقـد قـال عنهـا رئيـس‬

‫المعارضـة يائـر لابيـد‪ ،‬إنهـا ميليشـيات تابعـه لمهـرج‬ ‫التــك تــوك المجــرم \"بــن غفــر\"‪ ،‬حســب قولــه‪،‬‬ ‫وهـذا يعنـي سـقوط كبـر آخـر لوعـود وزيـر الأمـن‬ ‫القومــي بــن غفــر‪.‬‬ ‫وفي ظــل كل هــذه الهزائــم يــرز الســؤال الأهــم‪،‬‬ ‫وهـو هـل سـيبقى نجـم بـن غفـر سـاطع ًا في عيـون‬ ‫الصهاينــة المتطرفــن أم أن هــذا النجــم ســيأفل؟‬ ‫إن الاجابــة عــى هــذا الســؤال مرتبطــة بالإجابــة‬ ‫عــن ســؤال آخــر وهــو‪ ،‬هــل سيســتطيع بــن غفــر‬ ‫أن يقـدم مـررات مقنعـة لجمهـوره بعـد هـذه الهزائـم‬ ‫المتتاليــة؟‬ ‫باعتقادنــا أن بــن غفــر لــن يســتطيع أن يقــدم‬ ‫مــررات مقنعــة لنفســه قبــل أن تكــون مقنعــة‬ ‫لجمهـوره‪ ،‬إذ كيـف يمكـن إقنـاع جمهـور أيدولوجـي‬ ‫متعطـش \"للانتصـارات\"‪ ،‬تلقـى جبـا ًل مـن الوعـود‪،‬‬ ‫ولم يجــد أمامــه ســوی القليــل مــن الحــى‪.‬‬ ‫إذن يمكننـا القـول إنـه وعـى مـا يبـدو فـإن موسـم‬ ‫بـن غفـر بهالتـه السياسـية بـدأ ينتهـي‪ ،‬ونجمـه آخـذ‬ ‫بالأفــول‪ ،‬وأن خطاباتــه الملهبــة وتســابق الشــباب‬ ‫الصهيــوني لأخــذ الســيلفي معــه لــن تكــون كــا‬ ‫الســابق‪ ،‬وذلــك في حــال تواصــل منحنــى هزائمــه‬ ‫السياســية بالصعــود‪ ،‬دون أن يقــدم \"انتصــار ًا\"‬ ‫أو انجــاز ًا لجمهــوره‪ ،‬يعــزز بــه موقعــه ويمــ ْا بــه‬ ‫خطاباتــه وتصريحاتــه القتاليــة‪.‬‬ ‫وهــو مــا أبــدى ملامحــه الاســتطلاع الأخــر‬ ‫لقنــاة كان الإسرائيليــة والــذي أظهــر تراجــع‬ ‫لحــزب الصهيونيــة الدينيــة لصالــح المركــز واليســار‬ ‫الاسرائيليــة‪.‬‬ ‫‪ 57‬حريتنا‬

‫يو ٌم بعام!‬ ‫رائد ابو حمدية‬ ‫بطاقة الكاتب‬ ‫الاسم‪:‬‬ ‫رائد صالح فخري أبو حمدية (غيث)‬ ‫المؤهل العلمي‪:‬‬ ‫بكالوريوس علوم اجتماعية‬ ‫المدينة‪ :‬القدس‬ ‫تاريخ الأسر‪1997/04/03 : :‬م‬ ‫الحكم‪ :‬مؤبد ‪ 4‬مرات‬ ‫يوم الأسير مناسب ٌة تأتي في العام مرة‪،‬‬ ‫ويتفاعل معها من الناس من يتفاعل وتمضي‪،‬‬ ‫ويوم الأس�ري عن�د صاحبه ه�و الثواني والدقائق والس�اعات والأيام‬ ‫من المعان�اة على مدار العام ويوٌم بعام!‬ ‫الجبال من الحصى ومن النقاط تجري الأنهار‪،‬‬ ‫وم�ن أيام الأس�ري تجري الس�نين‪ ،‬إلى متى س�تبقى ذكرانا أس�رية‪،‬‬ ‫دخلنا السجن ش�بابًا وأصبحنا شيبا‪،‬‬ ‫يومًا بين ذكرى وذكرى أصبحنا نودع شهيداً‪.‬‬ ‫تتوق أرواحنا إلى الحرية وعيش الذكرى قد صارت ذكرى‪.‬‬ ‫حريتنا ‪58‬‬

‫سجدة الحرية‬ ‫معاذ بلال‬ ‫بطاقة الكاتب‬ ‫الاسم‪:‬‬ ‫معاذ سعيد بلال‬ ‫المدينة‪ :‬نابلس‬ ‫تاريخ الأسر‪1998/01/11 : :‬م‬ ‫الحكم‪ 26 :‬مؤبد و‪ 27‬سنة‬ ‫‪ 59‬حريتنا‬

‫عــز صعــدت عــى أرواح الســحرة فقلــب كيانهــم‬ ‫ال َّســ َح َرةُ َســا ِج ِدي َن (‪َ )64‬قالُــوا آ َم َّنــا‬ ‫ِـ َر﴿ َِّفبُألْالْــَعاِلََي ِم‬ ‫ب‬ ‫فخـروا لله سـاجدين‪ ،‬وصعقـة أحرقـت سـحرهم فخـر‬ ‫ـ َن (‪ ﴾)74‬جمـع سـحرة فرعـون كيدهـم‬ ‫سري ًعـا في الأسـفلين‪َ ﴿ ،‬بـ ْل َن ْقـ ِذ ُف بِا ْلَـ ِّق َعـ َى ا ْل َبا ِطـ ِل‬ ‫َف َي ْد َم ُغـ ُه َفـإِ َذا ُهـ َو َزا ِهـ ٌق﴾‪ ،‬كانـت سـجدة الحريـة التـي‬ ‫وأتـوا صفـا تذل ًفـا للطاغيـة وطمعـا بالأجـرة والقـرب‪،‬‬ ‫حلقــت بالســحرة إلى المــأ الاعــى فزلزلــوا‪ ،‬إن كان‬ ‫الإلـه المزعـوم الـذي شـكل ثـورة مضـادة فارتكـس في‬ ‫جــاؤوا بباطلهــم يواجهــون حــق موســى وهــارون‬ ‫ماديتــه‪ ،‬بعيــد ســجدة الحريــة التــي حلقــت بالســحرة‬ ‫إَأليْشـىـِدايَلقمـثــُكأوـارلْمةأ َموعأَـ ْرضىـُـجافَلدزةل ُزفكلاــروتما‪،‬كِّمــإـن ْنسكاف ِخين َلٰمااـلدإٍۢيلتــفـههَاولمَلُز﴿ َفَعصَـ ّلُِلو َبَقمَّن ّاِطل َـع ُكـذــ َّ ْمني‬ ‫الذيــن تحــ ّدوا باســم الله ألوهيــة فرعــون‪ ،‬مطالبــن‬ ‫ِف ُجــ ُذو ِع ٱلنَّ ْخــ ِل﴾‪.‬‬ ‫بحريــة قومهــم وانعتاقهــم مــن ربقــة الــذل والهــوان‬ ‫حــن يهــزم الطاغيــة في المعركــة الســلمية يرتــد إلى‬ ‫ِإمَحوـ َّنرنبُهــاـلمه ْنم َوشلَـعقـاديونَلا َنغـاـ﴿ئِإِه ُ‪َّ،‬ظنـز َواهٰ َعـنـــ ًُؤ﴾اَ‪،‬لالءِلإكلَـ ِصنـْشـثذِبـاَماــح ٌةتواقَلحثلِمايائيلُـرــيــةوانَلنالو(ذط‪5‬يـــ‪)4‬نن‬ ‫والعبوديـة‪ ،‬وتنـازع السـحرة أمرهـم وأسروا النجـوى‬ ‫تشربــوا العــزة الإيمانيــة وأن المــوت عندهــم شــهادة‬ ‫ايتـ ْـ َل َوي﴿ـَفـقااقْإةَلــيالهُِّـدـنْاض َيا َـملـأــااحـ﴾أَـن‪،‬رـاـكرف َيتــقَلــباــ ٍردض ۖعإِا َّنل َمطــغـاـا َتة ْقـوـان ِكيســ َاهٰرــه ِذهمِ‬ ‫وأعــدوا اســراتيجية ســحرهم وخيالاتهــم‪.‬‬ ‫أمــام صلابــة الحــق ولــو بعــد حــن‪.‬‬ ‫مفترضــن أن خبرتهــم الطويلــة وكيدهــم المخــرم‬ ‫فراعن�ة ه�ذا الزم�ان محتل�ني ومس�تبدين يكررون‬ ‫ووسـائلهم الماديـة‪ ،‬كفيلـة بهزيمـة أي محاولـة سـحرية‬ ‫بغب�اء تجرب�ة فرع�ون‪ ،‬وه�و كبيره�م ال�ذي علمه�م‬ ‫الطغيان‪ ،‬فهل ستهرع الش�عوب المقهورة لسجدة حرية؛‬ ‫تنازعهــم مكانتهــم‪ ..‬وأي مكانــة!‬ ‫تعي�د للحي�اة ميزان القس�ط والعدل والسل�ام؟‬ ‫إنـه المنصـب الرفيـع تحـت سـقف الـذل والعبوديـة‪،‬‬ ‫لكنهــا الاســتكانة والخضــوع حــن تكــون الحســابات‬ ‫ٱبمولْهاـَعداغٰي‪،‬ـلِـصبِفةيـغـهاـصيـَمنرةفـ﴾ـ﴿مبةِنها‪،‬عِتهفـلـــاَّزةمِأواثـفِـب﴿ْرفرأَــئَعِلنرــــ َّْوحنو َنرَسلَاإـِـلنَّـاهاـذدا َايجَلَــلَ ْجةو ْحـهوـًــارال ُمنإِع ُيقٱلنـلـْق َــُغلٰكلَّونِ ُبوـاناـلوإحَيـَبنْـنـــاا﴾ ُن‪،‬لن‬ ‫ولم يفطنـوا أن فرعونهـم هـذا ذو عـزة موهومـة‪ ،‬فليسـت‬ ‫العــزة دعــوة يحصلهــا كل مــن ملــك المــال والســاح‬ ‫والرقـاب الذليلـة‪ ،‬لكنهـا رعونـة الجاهليـة ومقاييسـها‬ ‫الأسـرة للنشـور والمظاهـر‪ ،‬بعـد أن ارتكسـت في وحـل‬ ‫ماديتهـا السـحيقة‪.‬‬ ‫ولأن الكيــد عظيــم‪ ،‬وإن كاد لتــزول منــه الجبــال‪،‬‬ ‫لــ﴿فَوأَكْوانَجـــوـا َأنسبيـ ِـافء َنلمْفيتِسـحـدهِثــ ِوخاي َفعــــ ًةن‬ ‫ولأن الدعــاة حتــى‬ ‫طبيعتهــم البشريــة‪،‬‬ ‫المـدد الإيـاني والعـون‬ ‫أوهامهـا‬ ‫ا ُملـربوـ َان ٰيس‪﴿﴾،‬أ َوو َألْجــا ِق َمسـبـادِدف‬ ‫تَلْ َقـ ْف َمـا َص َن ُعوا ۖ﴾‬ ‫يَ ِمينِـ َك‬ ‫للم َأحييْنقــاـَلوب ُباثاط َأـطـَ ٰلتلإن﴾ـع‪،‬ـاكىاهـانلوإلكصيقــمــادءودسمـأاومـحساـرـم ثىـ﴿ َووه َارللةــاُيةلْفنحـلِـــوقُحرااللوخاَّسلصــاعقـِحـص ُرة؛‬ ‫حريتنا ‪60‬‬

‫وطانليمةعلفلمسثرطويةنية‬ ‫مهند شريم‬ ‫بطاقة الكاتب‬ ‫الاسم‪:‬‬ ‫مهند طلال منصور شريم‬ ‫المؤهل العلمي‪:‬‬ ‫ماجستير الدراسات الإسرائيلية‬ ‫المدينة‪ :‬طولكرم‬ ‫تاريخ الأسر‪2002/5/8 :‬م‬ ‫الحكم‪ 29 :‬مؤبداً و‪ 20‬سنة‬ ‫حريتنا‬ ‫‪61‬‬

‫بالمعتـاد‪ ،‬فتجنـدت الدولـة كلهـا مـن رأس هرمهـا إلى‬ ‫يدهشــك وانــت تقــرأ تاريــخ الحركــة الصهيونيــة‬ ‫آخــر ســياسي للوصــول إلى اتفــاق يــرضي المعلمــن‬ ‫كيــف اهتمــت بالتعليــم والمســرة التعليميــة‪ ،‬منــذ أن‬ ‫وطــئ الصهاينــة ثــرى فلســطين‪ ،‬حتــى أنهــم وبعــد‬ ‫والمســؤولين‪.‬‬ ‫أن نــروا مدارســهم في كل مســتوطناتهم افتتحــوا‬ ‫ومــع كل هــذا الاهتــام الصهيــوني بالتعليــم كان‬ ‫جامعتهــم العبريــة في القــدس قبــل أكثــر مــن عشريــن‬ ‫حــرص الصهاينــة شــديد عــى سياســة التجهيــل‬ ‫عامـ ًا مـن قيـام دولتهـم‪ ،‬ولأهميـة هـذا الحـدث بالنسـبة‬ ‫للشــعب الفلســطيني‪ ،‬وقــد مارســوا في ســبيل ذلــك‬ ‫لهــم جــاء صاحــب الوعــد المشــؤم بلفــور شــخصي ًا‬ ‫أبشــع الجرائــم مــن إغــاق للمــدارس والجامعــات‪،‬‬ ‫ليحـر هـذا الحـدث المهـم؛ أضـف إلى ذلـك العديـد‬ ‫وفصــل للمعلمــن وقتــل واعتقــال مســتمر للمطالبــة‬ ‫مـن معاهدهـم التـي فتحـت قبـل إعـان كيانهـم ومنهـا‬ ‫وحرمــان مــن الســفر‪ ،‬وتدخــل ســافر بالمناهــج‬ ‫التخنيــون الــذي يحظــى اليــوم بمكانــة مرموقــة عالميــ ًا‬ ‫التعليميــة وخاصــة في القــدس‪ ،‬ووضــع العديــد‬ ‫ومـا أن قامـت دولتهـم حتـى كان التعليـم مـن أهـم‬ ‫الحواجـز والتعقيـدات للطلبـة؛ لمنعهـم مـن الوصـول‬ ‫أســلحتهم في الســيطرة عــى أرض فلســطين‪ ،‬وهــم‬ ‫إلى مدارســهم وهــدم مدارســهم خاصــة في المناطــق‬ ‫ينــرون ثقافتهــم محاولــن مســح تاريــخ فلســطين‪،‬‬ ‫المصنفــة (ج)‪ ،‬وغيرهــا مــن أعــال بشــعة يقــوم بهــا‬ ‫وانتــرت مدارســهم عــى مشــاربها المختلفــة علمانيــة‬ ‫الاحتـال إكـالاً لسياسـة التجهيـل ضـد الفلسـطيني‪.‬‬ ‫ودينيــة أو رســمية وخاصــة وغيرهــا وأمــا جامعاتهــم‬ ‫وهنـا يـأتي التسـاؤل كيـف لنـا نحـن الفلسـطينيون أن‬ ‫نكـون شركاء في سياسـة التجهيـل هـذه‪ ،‬ونسـمح لهـذا‬ ‫فحــدث ولا حــرج‪.‬‬ ‫الاضراب أن يسـتمر كل هـذه المـدة في الضفـة الغربيـة‬ ‫وكان أول رئيـس وزراء لهـم \"ديفيـد بـن غوريـون\"‬ ‫دون أن نحـرك سـاكن ًا‪ ،‬ونـرك أبنائنـا ينهشـهم الجهـل‪،‬‬ ‫شــديد الحــرص عــى التعليــم‪ ،‬وحتــى داخــل الجيــش‬ ‫وهـم أمـل هـذا الشـعب بالحريـة والانعتـاق والخـاص‬ ‫أســس ســاح العلــوم‪ ،‬الــذي نــرى نتائجــه اليــوم‬ ‫مــن الاحتــال‪ ،‬وهــم مســتقبل الشــعب الفلســطيني‬ ‫في تقــدم الجيــش تقنيــ ًا وتكنولوجيــ ًا‪ ،‬وأثــر ذلــك‬ ‫في أن يضــع بصمتــه عــى ركــب الحضــارة وصناعــة‬ ‫عــى قطاعــي الهايتــك داخــل المجتمــع والاقتصــاد‬ ‫الصهيـوني‪ ،‬ومـن فـرط اهتمامـه كان يرسـل المجنـدات‬ ‫التاريـخ ورسـم غـ ٍد أجمـل للقـدس وفلسـطين‪.‬‬ ‫في الجيـش الإسرائيـي للتدريـس في الضواحـي معتـر ًا‬ ‫إن مــا يحــدث اليــوم في الضفــة الغربيــة في تدمــر‬ ‫للطالــب الفلســطيني‪ ،‬هــو مســؤولية جماعيــة تتــوزع‬ ‫ذلــك خدمــة في الجيــش‪.‬‬ ‫بنســب متفاوتــة عــى عــدة أطــراف في الشــعب‬ ‫ومــع كل الأزمــات التــي تلــف هــذا الكيــان إلا أن‬ ‫اهتمامـه بالتعليـم لم يتأثـر ولم يتراجـع؛ بـل أنهـم يحرصون‬ ‫الفلســطيني وهــي‪:‬‬ ‫كل الحــرص عــى عــدم حــدوث أي إضراب في‬ ‫‪ .1‬الســلطة الفلســطينية وبشــكل مبــاشر رئيــس‬ ‫مؤسسـاتهم التعليمـة خاصـة المـدارس بـكل مراحلهـا‪،‬‬ ‫السـلطة‪ ،‬الـذي يتحكـم بالسـلطات كلهـا التنفيذيـة‬ ‫وقـد شـاهدنا كيـف أن نقابـة المعلمـن أعلنـت في شـهر‬ ‫والتشريعيــة والقضائيــة ولا نســمع لــه همســ ًا ولا‬ ‫آب المــاضي عــن نيتهــا عــدم فتــح الســنة الدراســية‬ ‫يتكلــم في الموضــوع كأن الأمــر لا يخصــه‪ ،‬ويــرك‬ ‫حريتنا ‪62‬‬

‫يعلمــوا أبنائكــم العــزة والكرامــة وهــم لا يجــدون‬ ‫الأمــر إلى رئيــس الحكومــة ظانــ ًا أن الشــعب‬ ‫قــوت يومهــم‪.‬‬ ‫الفلسـطيني لا يعـرف مـن يملـك الصلاحيـة‪ ،‬ومـن‬ ‫يتحمـل المسـؤولية‪ ،‬فعـى السـيد الرئيـس أن يتـرف‬ ‫‪ .4‬فصائــل العمــل الوطنــي في الضفــة تلــك التــي لا‬ ‫الآن وفــور ًا ويســعى لوقــف الإضراب لا أن يقمــع‬ ‫نسـمع صوتهـا إلا بقـدر مخصصاتهـا‪ ،‬التـي تأخذهـا‬ ‫المعلمــن والمعلــات ولا بالبحــث عــن بدائــل لهــم؛‬ ‫مـن السـلطة‪ ،‬فيـأتي التصريـح مناسـب ًا لأمـر السـيد أو‬ ‫بــل بالجلــوس الجــاد معهــم والاســتجابة لمطالبهــم‪.‬‬ ‫‪ .2‬اتحـاد المعلمـن‪ ،‬الـذي ينحـاز إلى السـلطة عـى خلفية‬ ‫حتـى أكثـر مـن ذلـك‪.‬‬ ‫سياسـية أكثـر مـن انحيـازه للمعلـم‪ ،‬ولو تجنـد الاتحاد‬ ‫لخدمـة المعلمـن بعـد أن يأخـذ شرعيـة منهـم‪ ،‬وذلـك‬ ‫يـا سـادة اخرجـوا عـن صمتكـم فمسـتقبل أولادكـم‬ ‫عـر انتخابـات دمقراطيـة نزيهـة وشـفافة لـكان حـال‬ ‫يضيـع أمـام أعينكـم‪.‬‬ ‫المعلــم غــر هــذا الحــال؛ إن مطلــب المعلمــن نقــابي‬ ‫وأخير ًا‪:‬‬ ‫معيـي لا أكثـر ولا أقـل‪.‬‬ ‫‪ .3‬أهــالي الطــاب‪ ،‬وهــم غالبيــة الشــعب كيــف‬ ‫قــــــــــــ��م للمــعـــــــــــ��لم وّفـــــــــــــــ��ه التبجيـــــــــــــــ�لا‬ ‫تصمتــون عــى تجهيــل أبنائكــم‪ ،‬اخرجــوا الآن عــن‬ ‫كــــــــــــ��اد المعــــــــــــــــ��لم أن يكــــــ��ون رســــــــــــــــــــ��وًل‬ ‫صمتكـم وانـروا المعلمـن والمعلـات في مطالبهـم‪،‬‬ ‫فهـم يهتمـون بأغـى مـا لديكـم‪ ،‬فكيـف تريـدون أن‬ ‫‪ 63‬حريتنا‬

‫حريتنا ‪64‬‬

‫‪ 65‬حريتنا‬

‫حريتنا ‪66‬‬

‫‪ 67‬حريتنا‬

‫حريتنا ‪68‬‬

‫‪ 69‬حريتنا‬

‫حريتنا ‪70‬‬

‫وق ـ ـ ـائ ـ ـع‬ ‫الأسرى الفلسطينيون ينتصرون على بن غفير ويعلقون إضرابهم‬ ‫أعلنــت هيئــة شــؤون الأســرى ونــادي الأســير الفلســطيني فــي بيــان‬ ‫مقتضــب ومشــترك‪ ،‬الأربعــاء (‪ )2023/03/23‬أن الأســرى علقــوا خطــوة‬ ‫الإضــراب \"بعــد وقــف الإجــراءات العقابيــة والتعســفية\" بحقهــم‪.‬‬ ‫فــي بيــان إعــان الانتصــار فــي \"معركــة بــركان الحريــة أو الشــهادة\"‪،‬‬ ‫قالـت لجنـة الطـوارئ الوطنيـة العليـا للحركـة الأسـيرة إن الأسـرى سـطروا‬ ‫\"صفحــ ًة جديــدة مــن صفحــات العــز والفخــار‪ ،‬وتمكنــت الحركــة الأســيرة‬ ‫مــن تســجيل انتصــارٍ جديــد فــي صفحــات العــز والصمــود‪ ،‬وأجبــر العــدو‬ ‫الصهيونــي أن يوقــف إجراءاتــه بحقنــا‪ ،‬والتــي ســعى لفرضهــا علينــا\"‬ ‫حريتنا‬ ‫‪71‬‬

‫حـريـتـن ـا‬ ‫الأبواب الثابتة‬ ‫شخصية ال ـع ـ ـ ـدد‬ ‫ك ـلـ ـمـ ـ ـة ال ـعـ ـ ـدد‬ ‫تقديـم شـخصية أسـير علـى لسـانه أو لسـان غيـره‪،‬‬ ‫تتبنـى اسـتراتيجية واضحـة فـي تدويـل قضيـة الأسـرى وتداولهـا‬ ‫تقـف علـى تضحياتـه ومنجزاتـه رغـم الألـم والقيد‪.‬‬ ‫علــى المســتوى المحلــي والإقليمــي والدولــي‪ ،‬مــن خــال‬ ‫طــرح المواضيــع التــي تعــزز مركزيــة القضيــة علــى رأس أعمــال‬ ‫دراس ـ ـات‬ ‫قــادة الــدول والفصائــل والباحثيــن والمهتميــن‪.‬‬ ‫ذات طابــع متنــوع فــي الطــرح‪ ،‬ســواء بتقديــم دراســات‬ ‫خاصــة بالأســرى ذات أبعــاد مختلفــة‪ ،‬أو طــرح ملخصــات‬ ‫مقـابـل ـة الـعـ ـدد‬ ‫كتــب‪ ،‬ودراســات مترجمــة وغيــره‪.‬‬ ‫تنظيــم مقابــات مــع مــن يمســك زمــام قضيــة الأســرى فــي‬ ‫كافـة الأصعـدة‪ ،‬المحليـة أو الدوليـة‪ ،‬علـى المسـتوى القانونـي‪،‬‬ ‫وبيـان سـعي قـادة العمـل الوطنـي فـي سـبيل حريتهـم‪.‬‬ ‫تص ـريـح ـ ـات‬ ‫آراء‬ ‫ثبــت لأهــم وأبــرز تصريحــات الأســرى الفلســطينيين‪،‬‬ ‫تضــم آراء الأســرى وتعبيراتهــم عــن مختلــف القضايــا‬ ‫والمواقـف الرسـمية التـي تخـص قضيتهـم‪ ،‬والتطـورات‬ ‫الداخليــة أو الخارجيــة‪ ،‬بحيــث تكــون للمهتــم فكــرة‬ ‫متكاملـة عـن الواقـع الفكـري والإنسـاني فـي السـجون‪.‬‬ ‫التــي تشــهدها صفقــة التبــادل‪.‬‬ ‫أدب السجون‬ ‫وق ـ ـائ ـ ـع‬ ‫يضــم كتابــات الأســرى داخــل الســجون والمعانــي المنبعثــة‬ ‫تغطــي أبــرز الأحــداث فــي الســجون‪ ،‬إضرابــات أو منــع‬ ‫منهـا سـواء الألـم أو الأمـل والحنيـن للأهـل والأحبـة ومواضيـع‬ ‫زيــارات‪ ،‬وتهريــب النطــف‪ ،‬وســجل لأهــم انتاجاتهــم‪.‬‬ ‫مختلفــة يســوقها الأســير فــي نصوصــه النثريــة والشــعرية‪.‬‬


Like this book? You can publish your book online for free in a few minutes!
Create your own flipbook